- صباح الخير
القت التحية على بتي التي لم تردها بل فتحت فمها ومقلتيها باندهاش وهي تتابعها تسير بثقة فوقفت عن مكتبها ببطء وسارت نحوها
- ما .. ما الذي ترتدينه
- أيعجبك ( قالت وهي تستدير بمرح )
- أنه فظيع
- آه ( قالت مدعية خيبة الأمل ومستمرة ) ولكنه يروق لي
بدت الحيرة بعيني بتي وهي عاجزة عن قول شيء فهزت رأسها بيأس واستدارت نحو مكتبها وهي تتمتم
- ساجن أن بقيت أعمل هنا ( ثم توقفت ونظرت اليها مضيفة ) السيد موغان يريد ملفات المارت
- أهو هنا
- أجل وبحثت عنها فلم أجدها
- وضعتها هنا البارحة في الدرج الأخير
فتحته لتتناول منه الملف وتوجهت نحو بابه لتطرق عليه قبل أن تدخل كان يقف قرب طاولة الاجتماعات وأمامه الهيكل للعقار الجديد والرسوم الهندسية
- صباح الخير
- صـ
توقف عن المتابعة وهو ينظر اليها بقيت عينيه ثابتة عليها ثم حركهما من رأسها إلى أخمص قدميها وعاد بالعكس من جديد وأخيراً توقفت نظراته على وجهها فهمس غير مصدق
- ما هذا
- ملفات المارت
- أقصد هذا الذي ترتدينه
- طقماً رسمي
- ارجوا المعذرة من أين أحضرته أم ورثته عن أجدادك
- هذا القول ليس لائقاً
- وماذا تريدين أن أقول عنه بربك .. أن .. أن جدت جدتي ارتدته
- هذا ما وجدته في خزانتي عندما بحثت بها
ضرب جبينه بيده وأغمض عينيه ثم أبعد يده وحدق بها قائلاً وهو يشير بيده إلى الخارج
- غادري عودي إلى منزلك وأحضري بما تريدين اليس هذا ما تريدينه بفعلتك ( ابتسمت رغماً عنها فحاولت إخفائها دون أن تفلح فهز رأسه قائلاً ) هذا ما أردته وحصلت عليه .. تعرفين كيف تأخذين مني ما تريدين
هزت رأسها بالنفي لقوله قائلة
- لو كان هذا صحيحاً لاستطعت أقناعك بأمر شقيقي
- ليس من الصعب إقناعي
أجابها بهدوء وعينية تلتمعان بوميض يجعل قلبها يفارقها فقالت متجاهلة نظراته بجدية
- هاهو الملف الذي طلبته ( تناوله منها قائلاً وهو يضعه على الطاولة )
- تدبري تغير هذا الشيء الذي ترتدينه الان
- ثيابي معي بالخارج ( حرك رأسه نحوها فأضافت ) لا تتوقع أن أسير في الطريق بهذا الشكل
وأستدارت مغادرة بقيت عينيه ثابتتان على الباب لتتوسع شفتيه عن ابتسامة صغيرة يجب أن يغضب منها ولكنه لا يستطيع
- عدتِ إلى طبيعتك ماذا جرى
- هذا أفضل اليس كذلك ( أجابت بتي وهي تدخل مكتبها من جديد فرفعت بتي عينيها للسماء )
- لو أعلم ما الذي يجري هنا فقط
كان لدى ادمونت موعدين لهذا الصباح حضرا في موعدهما ودع ادمونت ضيفه ثم عاد ليقترب من مكتبها قائلاً
- أطلبي من ماكس أن يعد كشفاً كاملاً بالحسابات لمشروع دومل الجديد وكل التكلفة التي سيتحملها المشروع بالإضافة الـ
توقف عن المتابعة وقد سمع بعض الأصوات القادمة من مكتب بتي فشرد بالباب وظهرت ابتسامة على شفتيه فأطلت تولا ضاحكة برفقتها فتاة أخرى تقدمت من ادمونت بسعادة
- مرحباً كيف أنت كم اشتقت لك
- متى وصلتي
سألها وهو يحتضنها بفرح فقبلته على خده بينما اقتربت تولا من ليُنارس التي تراقب
- كيف أنتِ
- بخير وأنت
- مشغولة هذه الأيام ( ابتسمت لجواب تولا وعادت لتلقي نظرة سريعة إلى الفتاة التي ماتزال بجوار ادمونت تحدثه بمرح فهي ممشوقة القامة بطوله تقريباً تقص شعرها الأسود الناعم الى الخلف وترتدي بنطال ضيق جداً حديث على الموضة وقميص قصيرة بعض الشيء فقالت تولا وهي تتابعها ) أنها أندي قريبتي جاءت لقضاء الإجازة معنا
- أنها جميلة
همست لتولا قبل أن تعود للأوراق التي أمامها لتنشغل بها بينما أخذت أندي تهمس لادمونت محدثة إياه مما جعله يضحك بمرح ثم دعاهما لدخول الى مكتبه كلما رأته برفقة أحداهن يبدو على معرفة جيدة بها ليس من السهل معرفة من تكون صديقته المقربة .. خرجوا بعد قليل وطلب منها ادمونت تحويل مواعيده لماكس وغادر برفقتهم .
- مرحباً كيف أنت ( حدق بها هانس وقد كان يسير أمامها )
- آه هذه أنتِ كيف حال مديرنا ( اقتربت لتسير بجواره قائلة )
- بخير أنت ذاهب للغذاء
- هذا هو المتوقع بهذه الساعة
- وأنا أيضاً ما رأيك سأدعوك للغذاء
- ما هي المناسبة
- لا يوجد مناسبة ولكني لم أتوقع أن ترفض طلبي فهذا لا يليق
- أستغرب الأمر فلم تدعوني آنسة للغذاء فأنا كبير السن و
- لا تقل هذا أن رفقتك تسرني
- حسناً يبدو أنكِ مصرة لهذا سنقصد ذلك المطعم بشرط أن أدفع أنا أولاً لأني الأكبر سناً وثانياً لان دعوتك سرتني موافقة
- أعجز عن الرفض رغم أني كنتُ أرغب بدعوتك بنفسي ولكن لا بأس سأدعوك مرة أخرى
- كيف هي أحوال مورغان الشاب هذه الأيام
سألها وهو يتناول طعامه فأجابته بعد أن رشفت من كوب العصير
- كما هي ما الذي سيغيره
- لم أحبذ فكرت تسلمه الشركة شاب طائش بمثل عمره لا يجب أن يستلم هكذا مسؤولية والده كان مثال لرجال الأعمال الناجح المتمكن بينما هذا لن أحدثك عنه فبالتأكيد أنتِ تعرفينه
- أنتَ على حق بما تقوله رغم أني لم أعمل مع والده ولكن عندما جئت لأول مرة لهذه الشركة توقعت أن أجد مدير متفهم وليس شاب في ببداية حياته .. ولكني اعلم انه يقدرك كثيراً ويحترمك
- أيفعل ( سألها باستغراب فهزت رأسها مؤكدة )
- أجل أذكر جيداً قوله بأنه يثق بك جداً ويحترمك متى قال هذا آه كان يتحدث يومها عن اختلاس مبلغ كبير من المال من الشركة
هز هانس رأسه بحركة تنم عن عدم الرضا
- قال لك ذلك ويطلب منا التكتم على الأمر نحن ممتنعون حتى عن الإشارة إلى الأمر وانظري إليه أنا متأكد أنكِ لستِ الوحيدة التي أخبرها أنه لا يصلح ليدير شركة كهذه ولكنه الفتى المدلل لوالده وهم الذين يملكون المال
- ولماذا يطلب منك التكتم على الأمر هل هو خطير
- لا ولكن هذه أول مرة يحدث بها شيئا كهذا
- لا بد وأن المبلغ المفقود كبير جداً
- خمسين ألف وجيد أننا أمسكناه بالوقت المناسب والا أصبح ضعف هذا
- يالا جرأته خمسين ألف كيف يحدث هذا دون ملاحظة الأمر
- الأمر بسيط محاسب صغير يدعي أنه نسي وأخطئ هنا برقم وما إلى ذلك ونتيجته نكتشف اختفاء مبالغ طائلة
- يستحق السجن على فعلته حتى يفكر مرة أخرى قبل أن يسرق من يعمل لديهم
- لو كان مديرنا عاقل كان هذا ما يحدث ولكن أتعرفين ما الذي حدث تركه يذهب .. أجل تركه يذهب بأمان
- أنتَ تمزح
- لا سألته عما فعله فقد كان المحاسب يعمل تحت يدي وبكل بساطة يقول لي أنه أعاد الخمسين ألف فتركه يذهب لو كنتُ مكانه لأدخلته السجن
- أنتَ الذي اكتشفته
- أجل
- جيد أنكَ فعلت قبل أن يستطيع اختلاس مبالغ أخرى
- لم يكن الأمر صعباً فما أن قمت بمراجعة أوراقه حتى شككت به فحولت الأمر للمدير وعلى الفور تتبعناه لمدت شهر والاحتيال مستمر وأستمر يدل عليه لا أعرف كيف تركه يفلت
- ربما له معارف ما في الشركة لهذا تركه المدير
- ربما .. ربما تود أجل سمعت انه يريد أن يطلب من المدير أعطائه فرصة .. قد يكون فعل
- أنه رجل طيب جداً .. هو من أحضر ديرك إلى الشركة ( حدق بها هانس لثواني فسارعت مضيفة كي لا يشك بها ) اذكر جيداً أني رأيت ملفه عندما أحضره وقد تكلم مع السيد مورغان بشأنه يقول أنه مضمون وماهر
- أجل أنه ماهر .. منذ متى تعملين بالشركة قلتِ لي
- ليس من مدة طويلة
- لتصلي الى مرتبة سكرتيرة خاصة لمدير الشركة يحتاج الأمر إلى عناء أو الى معرفة خاصة بالمدير
- قريب لي على معرفة بوالده وهكذا
- توسط لك للعمل إذا كل شيء يسير بالواسطة هذهِ الأيام
لم تجرؤ على العودة للحديث عن الموضوع خوفا من أن يرتاب بأمرها فقررت تأجيل الأمر لمرة أخرى .
أطل ادمونت في الرابعة وهي تهم بالمغادرة
- احتاج إلى ملفات المتران ليُنارس أحضريها لي قبل مغادرتك
تناولتها من الأدراج وأدخلتها إليه لتجده يصفر بمرح ويبحث في خزانته ويسحب منها بعض الملفات
- ضعيها هناك .. وأحتاج الى العقود الأخيرة التي أعددناها أهي لديك لا أجدها هنا
- وضعتها هنا ( تناولتها من فوق أحد الرفوف وأعطته إياها فتناولها مفكراً )
- ماذا أريد بعد .. أعتقد هذا فقط
- أنا مغادرة إذا احتجت أي شيء أطلبه من بتي
- لا شيء فأنا مغادر أيضاً
استدارت لتخرج من غرفته وهي تسمعه يصفر بمرح خلفها ان مزاجه جيد اليوم وضعت يدها على مقبض الباب تريد فتحه الا انها استدارت بسرعة وهي تسمع توقفه عن الصفير حدقت به وهي تتراجع الى الخلف وترى الابتسامة الماكرة على شفتيه فأشارت إلى الباب قائلة
- تفضل
- لا يجوز الآنسات أولاً
اصر وهو يقوم بلف الملف الذي بين يديه والنظرة المرحة لا تفارق عينيه
- آه لا أنا أصر سيد مورغان فتفضل قبلي ( فتح الباب وهو يقول )
- كشفتني اذاً ( عقدت يديها قائلة )
- تكفيني المرة الأولى
تأملها ناقل عينيه بوجهها ثم تمتم بصوت خافت وهو يميل برأسه نحوها
- أقلت لكِ كم أنت فاتنة ( أبقت عينيها ثابتتان عليه دون إجابته فأضاف بهمس دون أن يخلو المرح من صوته ) أنت كذلك الا صباح اليوم طبعاً كنتِ تشبهين جدتي
- لم أكن سيئة بالتأكيد ( قالت وهي تتعمد المحافظة على جديتها فاسند نفسه على الباب مما جعلها تسرع بالإضافة ) الم تكن على عجلة من أمرك
- لدي النهار بطوله للعمل ( قال وهو يعود لينقل نظره بأرجاء وجهها مضيفاً ) أنتِ على عجلة من أمرك
- أجل فكما تعلم لدي عمل آخر
هز رأسه بالإيجاب ومد يده نحوها لتحيط خدها لتنتفض وقد اخذت حواسها جميعها تعمل بينا مال برأسه نحوها لتشعر بأنفاسه فأسرعت بالقول بذعر وهي تحل يديها
- لقد وعدتني
- بماذا ( تساءل وهو يقترب أكثر فأسرعت بوضع يديها أمامها قائلة )
- بعدم العودة الى هذا ( فهمس ببطء )
- أفعلت ( فقالت بصعوبة )
- اجل في منزلي ذاك النهار
لم يقبلها ولم يبتعد مما جعل توترها يتفاقم وقلبها يغادرها فعاد للهمس
- ما كان علي قطع ذلك الوعد إذا
وتحرك مغادرا الغرفة بينما بقيت واقفة بمكانها وقد شعرت بالدماء تصعد إلى وجهها لتحتقن به قبل أن تحاول التنفس بحرية وترفع يدها لتضعها على قلبها لتغادر مكتبه بعد أن استطاعت تمالك نفسها لتسرع بمغادرة الشركة فلديها رغبة ملحة بالابتعاد بقدر ما تستطيع .
وصلت الشركة في صباح اليوم التالي وجلست خلف مكتبها لتطلب لنفسها كوب قهوة وتناولت الصحيفة لتنشغل بها
- جيد أنكِ هنا ( رفعت نظرها عن الصحيفة لتحدق ببتي التي أضافت ) جئت لآخذ أذناً بالمغادرة ستستلمين مكاني ليُنارس
- أجل لا بأس ( بدت متوترة وتتحرك بطريقة تنم عن ضياعها فتساءلت بفضول ) ما بك
- لا تعرفين .. مورغان بالمستشفى ( تركت أصابعها الصحيفة ببطء وهي تقول بحذر )
- حدث مكروه لوالد السيد أدمـ
- لا أدمونت تعرض البارحة لحادث سير مريع وهو بالمستشفى الرئيسي سأذهب لأراه
- هل .. هل أصابته خطيرة
- لا أعلم بعد .. أعتقد أنه بالعناية المركزة لم أستطيع أن أفهم الأمر جيداً من والده عندما حدثته أنه متوتر .. سأغادر
أسرعت نحو المصعد بينما نقلت ليُنارس عينيها بضياع أمامها مفكرة بأنه بالعناية المركزة اذاً هو في حالة حرجة رفعت يدها ببط لتضعها على قلبها الذي عاد لمفارقتها .
قامت بتحويل جميع المكالمات إلى دنيز وأخذت تسير بالمكتب وهي تتفقد ساعتها منتظرة حضور بتي دون جدوا
أطلت بتي من المصعد في الثالثة فتحركت لملاقاتها وهي تقول
- لما تاخرتي هل هو بخير ( خلعت بتي سترتها وهي تقول ) انه بخير الان
عقدت ذراعيها وقد شعرت بالارتياح لسماعها بأنه بخير ولكنها تريد أن تعلم المزيد لذا قالت
- أكنت طوال الوقت هناك
- أجل فعائلته لا تزال هناك
- اصابته خطيرة
- بعض الشيء .. لديه إصابة في جبهته بالإضافة إلى بعض الرضوض في جسده وضعوه في العناية المركزة ومنذُ قليل أخرجوه
- لا كسور
- لا والحمد لله لقد نجى باعجوبة .. لم أستطيع رؤيته سوى لدقائق معدودة أن المستشفى مليئة بزواره لا أعلم كيف علموا بالأمر
- سيخرج قريباً
- لا أعلم ولا أعتقد فالطبيب يفضل أن يبقى بالمستشفى لعدة أيام أخرى ( تابعت بتي وهي تحرك الإغراض التي على مكتبها بتوتر ) بعد خروجه من هنا البارحة تعرض للحادث .. تم أعلام عائلته على الفور ولم يغادروا المشفى منذ ذلك الوقت انهم مرهقون .. أنا متعبة
أضافت وهي تجلس فتساءلت
- لم يكن برفقته أحد في السيارة
- لا والحمد لله فالقد تحطمت تماما وقد توفي سائق السيارة الأخرى التي اصطدمت به فلقد فقد سائقها السيطرة على سيارته واصطدم بسيارة ادمونت بقوة كبيرة
- يا الاهي .
رفعت الوسادة ووضعتها على رأسها محاولة أن لا تفكر وان تغفو دون فائدة أصبحت الساعة الواحدة ومازالت مستيقظة لن تستيقظ غداً أن لم تنم الان ولكن مابليد من حيلة كلما حاولت النوم يترأى لها ادمونت لذا ما كادت الساعة تدق السادسة صباحاً حتى كانت تدخل من باب المستشفى يجب أن تطمئن عليه بنفسها
- ادمونت مورغان في أي غرفة لو سمحتي
سألت الاستعلامات فأجابتها الموظفة قائلة كمن مل من الإجابة على هذا السؤال
- أربعمائة وثلاث
اقتربت بهدوء من غرفته مدت يدها إلى المقبض لتفتحه ببطء لتتوقف عينيها عليه وقد استلقى على السرير في وسط الغرفة والأجهزة الكثيرة تحيط به دخلت بهدوء وقد شعرت بالارتياح لعدم وجود احد هنا اقتربت ببطء لتضع يدها على حافة السرير وهي تتأمله يبدو ساكناً يلف حول رأسه شاش أبيض تأملت وجهه الشاحب بهدوء وشعور غريب يختلج بصدرها نقلت نظرها في جسده وتوقفت على يده القريبة من يدها وقد وضعوا له المغذي بها فنظرت إلى اليد الأخرى لترى لاصقاً طولي وضع عليها لمحت غرفته بنظرة سريعة وقد ملأت بباقات الورود أن أرسلوا له بالمزيد لن يبقى مكان في الغرفة عادت بنظرها اليه وشعور بالارتياح يغمر صدرها فتأملته شاردة لم تكن تعلم أنها قد تهتم بأمره بهذا الشكل كيف أمكنها هذا متى حدث هذا هزت رأسها رافضة ما تفكر به وهمت بالتحرك لتغادر الا انها تجمدت في مكانها وهي تشعر بأصابعه تلامس أصابع يدها ثم تمسكانها فحركت رأسها ببطء نحوه لتلاقي عينيه المحدقتان بها وقد بدتا ناعستان فهمست
- أيقظتك ( هز رأسه بالنفي وهو يجيبها بكسل )
- لم أكن نائماً .. قبل دخولك بدقائق غادرت الممرضة التي غيرت لي الضمادة
سحبت يدها من يده بتوتر قائلة
- جئت لأطمئن عليك
- هذا لطفا منك .. رغم أن الجميع حضر البارحة إلا أنت
- لم أعتقد انك ستلاحظ ( ولمحت الأجهزة التي تحيط به وهي تضيف ) أنتَ بخير اليس كذلك
- أجل ولا يغرك ما يحيط بي انها أفكار والدي لو كنت أي شخص أخر تعرض لحادث لخرجت بعد ساعة من دخولي المستشفى ولكن لأني أبن مورغان تجديني أجلس في أفضل غرفة في المستشفى .. لن تصدقي ما الذي حدث لي للان
- أهو أمرا خطير
- بل رهيب فقد أجريت فحوصات لجميع أمراض العالم ولا أعلم للان ما شأنها بالحادث وأدخلتُ غرفة العناية المركزة لجرح سطحي في جبيني وسأبقى هنا لمدة أسبوع لمراقبة أجهزتي أن كانت تعمل بشكل سليم ( ضمت شفتيها كي لا تبتسم لتذمره مما هو به من اهتمام مبالغ بينما أستمر ) ومن قام بزيارتي وقت الحادث عاد لزيارتي ليزيد اطمئنان علي .. أتعرفين ما الشيء الوحيد الجيد هنا
- لا ما هو ( سألته فحاول الابتسامة قائلاً رغم شحوب وجهه )
- وضعوا لي ممرضات جميلات هذا ما يهون علي الأمر
- آه اذاً لن تخرج من المستشفى عما قريب ( أجابته باسمة لقوله فأضاف ببطء وهو يراقبها )
- يجب أن أخبر الأطباء عن سحر ابتسامتك فهي تشفي بسرعة
- أصبحت واثقة انك بخير ( قالت محاولة إخفاء ارتباكها )
- أنا كذلك ولكن من أكون لأمانع الجلوس هنا وحولي جميع هذه الورود ويحضر الجميع لسؤال عني
قال باستهزاء فنظرت نحو ساعتها ثم اليه قائلة
- يجب أن أذهب الان والاتـ
- سأعطيك اليوم إجازة بشرط
- أن أبقى هنا ( تابعت عنه وهي تبتسم فبادلها الابتسامة قائلا )
- أصبحتي تعرفينني جيداً
- ليس من الصعب التخمين ( تمتمت فسألها بجدية )
- ستعودين لزيارتي
- قد أفعل هل تعلم الى متى ستبقى هنا
- ربما أسبوعاً .. أخبرت بتي بتحويل العمل إلى ماكس ( هزت رأسها له قبل أن تقول )
- هل تحتاج إلى شيء قبل مغادرتي ( هز رأسه بالنفي قبل أن يقول )
- أعتني بنفسك
- سأفعل الى اللقاء
أجابته وعينيها لا تفارقانه ثم تحركت بتردد مبتعدة ومغادرة وما أن وصلت الشركة حتى وجدت بتي تبحث في أدراج المكتب
- عما تبحثين
- ملفات النورانت
- هناك في الدرج الرابع .. طلبها ماكس
- بل السيد مروغان ( حركت عينيها نحو مكتب ادمونت وأعادتهم إلى بتي هامسة )
- أهو هنا
- أجل وسيستلم العمل بغياب ولده
- آه
يا للمتعة هذا ما كان ينقصها وحصل ما توقعته كان يطلب كل ما يحتاجه من بتي ولم يوجه اليها أي عمل عقد اجتماع طارئ لجميع رؤساء الأقسام في الشركة وكان الجو مختلف ومتوتراً .
عند اقترابها من منزلها مساءً شدتها الأضواء الصادرة منه فدخلت لترى أوديل التي حضرت عشاءً لذيذ بانتظارها حيتها بفرح لعودتها وأخذت تقبل روني الصغير باشتياق
- متى عدتي
- صباح اليوم .. كانت إجازة رائعة
- أنا سعيدة من أجلك وعلى ما يبدوا ان علاقتك مع والدتك أصبحت أفضل
- هذا صحيح .. انها مختلفة أعتقد أن تجربتها الأخيرة بالزواج غيرتها .. أعطتني الخمس وعشرين ألف وستعطينني العشرين ألف بعد فترة .. إنها تحب روني كثيراً وقد تأثرت عندما علمت أني أسميته رونالد على أسم والدي
جلست ليُنارس على المائدة متسائلة
- لم أعتقد أنها ستتخلى عن هكذا مبلغ
- انها تملك الكثير والدي ترك لها ما يكفيها ويزيد وما آخذه منها هو حقي بما تركه لي والدي
- ولكنها رفضت اعطائك إياه من قبل
- لأني تزوجت روجيه رغما عنها ولكنها تغيرت الان .. كيف العمل في الدوماك أمازلتِ تواجهين صعوبات
- من سيء إلى أسوء ادمونت بالمستشفى ووالده يدير الشركة الان
- المستشفى ماذا حصل له
- تعرض لحادث .. أفكر طوال اليوم بأخذ اجازة
- أخذ اجازة من يسمعك يصدق انك تعملين
- هذا هو الحال ماذا افعل ما ان تحضروا باقي المال حتى اصبح حرة
- أن لم تعودي لشركة لن يستطيع فعل شيء
- تقولين هذا لأنك لا تعلمين من هو ادمونت مورغان
- مازالت شقيقته تزورك ألا تستغربين الأمر يدع أخته الصغرى تختلط بأناس قاموا بسرقته كما يعتقد ( تابعت لُيُنارس تناول طعامها دون إجابتها شاردة ومفكرة بما تقوله أوديل التي استمرت ) أعلمني روجيه ما حصل عندما أعطاه المال
فقاطعتها ليُنارس قائلة
- روجيه مخطئ كان بإمكانه اعطائي النقود لأوصلها ولكنه أراد أثبات شيء لنفسه
- زوجي لا يحتاج لإثبات شيء لنفسه أمام المدعو ادمونت
- أنتِ تعلمين ما اعني .. كيف عمله
- أخيرا تخلى عن عمل النادل وسيتابع في الشركة فهو مرهق
- جيد أنكِ استطعت أقناعه بهذا
- بصعوبة .. فأنت تعرفين موقفه من أمي أراد الاستمرار ليعيد لها النقود فأخبرته أنها ليست على عجلة .. لابد وأنه روجيه
توقفت عن المتابعة ووقفت متجهة نحو الباب الذي طرق فتحته ليطل روجيه جلس برفقتهم على مائدة الطعام وأخذ يداعب روني
- أتعلم ( قالت وهي تحدق به وهو يداعب روني ) من أوقع بك ماهر جداً لدرجة أجد صعوبة بالشك بأحدهم بشكل تام وأجد نفسي بلا فائدة
- أنا أتوقع هذه النتيجة خاصة أنكِ بعيدة عن قسم المحاسبات من الصعب ايجاد شيء لو علمت أني سأدفع لهم هذا المبلغ لما عملت لديهم الم يكن ولدي أحق بهذا المال من الدوماك
- لا بأس عزيزي لا تفكر هكذا لن يحتاج روني شيء بوجودك ووجودي أعطني إياه يجب أن أغير له
تناولت روني واختفت في الغرفة المجاورة فتساءل روجيه
- كيف حال مورغان بعد الحادث
- علمت بالأمر
- وهل يخفى خبر كهذا .. أصابته خطيرة
- أنه بخير ناله بعض الجروح السطحية
- قمت بزيارته ( جمدت عينيها على طبقها وهي تقول باقتضاب )
- أجل ( بقيت عينيه معلقة بوجهها وهو يتأملها بصمت فوقفت بارتباك قائلة )
- سأرى أوديل ربما تحتاج شيء
دخلت الى الغرفة وأخذت نفساً عميقاً وهي تتهاوى على السرير أمام أوديل التي تساءلت
- ما بك ( ارتمت إلى الخلف مستلقية ومحدقة بسقف الغرفة دون إجابتها ) هل أزعجك روجيه
- لا
تمتمت وهي تشرد بعيدا وبعد مغادرتهم اندست في فراشها وهي تشعر بضيق شديد ولم يكن اليوم التالي بأفضل مما زاد من ضيقها .
جلست برفقة ناند تتناول غدائها بصمت مما جعله يقول
- ما بك
- أشعر بالملل
- بوجود مديرنا الحالي أجد صعوبة بتصديق ذلك
- بتي تقوم بكل شيء وأنا اجلس واراقب فقط
- السيد مورغان على علم بما تخططين لهُ أنتِ وأبنه
تجمدت عينيها ثم حركتهما نحوه متسائلة بحذر
- عما تتحدث
- أمر تحريكِ ومراقبته قسم المحاسبة
- آه .. لا .. لا يعلم .. ( اعادت نظرها الى طعامها هل يعتقد ناند أن ادمونت وضعها بالشركة كي تتحرى وتحاول تبرأت أخيها .. ليعتقد ذلك لا بأس رفعت نظرها من جديد اليه قائلة ) حاولت الدخول الى قسم المحاسبة اليوم ولكنهم استقبلوني على الباب ولن استطيع الدخول
وأخذت تنظر حولها علها ترى أحداً منهم فقال ناند الذي جال بنظره بأرجاء المكان أيضاً
- لا أحد منهم ( هزت رأسها بالإيجاب لقولة فعاد نحو طعامه ثم عاد للقول ) أنا احسدك تأخذين راتب آخر الشهر وانتِ جالسة
- أجل أحسدني ( قالت ساخرة وأضافت ) لا أتمنى أن يقع أحد بما أنا به
- أنا بعكسك فلا أشعر بالملل من كثرة العمل فالمشروع الجديد يأخذ كل وقتي أقوم بتصميم رسومات جديدة للبناء و
أخذ يحدثها عن عمله بحماس وانسجام ولم يختلف الأمر بعض الظهر وكانت بتي كلما مرت من أمامها تسير بكبرياء كالطاووس وكأنها تثبت أنها هي من يجب أن يكون المسئول عن مكتب المدير .
ما أن أصبحت الرابعة حتى تنفست الصعداء وغادرت الشركة متجهة نحو المستشفى مصرة على إعلام ادمونت أنها لن تستمر بالعمل قبل عودته .
أطلت من باب غرفته المفتوح لترى هيلينا تجلس على المقعد المجاور لسريره الذي رفع ظهره تعلقت عينيه بها وهي تدخل ليبدو التفكير عليه اقتربت من والدته التي وقفت عند رؤيتها قائلة
- كيف حالك سيدتي
- بخير ليُنارس وأنتِ ( وقبل أن تجيب تدخل ادمونت قائلاً )
- ما الأمر
- جئت لأطمئن عليك ( قالت متفاجئة من قولة فتمتم وهو يهز رأسه بالنفي )
- لا أصدق ما الأمر حقاً
ابتسمت بارتباك وهي تعيد نظرها إلى هيلينا التي استدارت لتتناول حقيبة يدها قائلة
- كنتُ ذاهبة ولم أرغب بتركه بمفرده بوجودك هنا سأستطيع المغادرة ( واقتربت منه لتطبع قبلة على خده قائلة ) سأعود لرؤيتك برفقة تولا ( وتخطت ليُنارس قائلة ) أعتني به بغيابي
تابعتها حتى خرجت وعادت بنظرها الى ادمونت لتقول وهي تقترب منه
- ادمونت كنت أريـ
- اجل أستمري علمت أنه يوجد أمر ما ( قاطعها وقد ظهرت ابتسامة جذابة على شفتيه وأضاف ) ماذا تريدين
- أريد أن أخذ إجازة
- إجازة .. ولكن لماذا
- والدك لا يروق له وجـ
- والدي وما شأن والـ آه لا تقولي لي أنه بالشركة ( هزت رأسها بالإيجاب قائلة )
- أنه يعطي العمل لبتي وأنا أجلس فقط ( حرك شفتيه مفكراً فأضافت ) لذا ستعطيني إجازة
- لا أستطع يجب أنت تبقي بالشركة
- ولكن لماذا أنا لا أفعل شيء لا فائدة من وجودي
- ومن سيحضر لي أخبرا والدي وما يفعله بالشركة
- لا لن أفعل لستُ واشية
- ولكن بتي تفعل
- لستُ بتي ( اعترضت على قوله ثم أضافت ) عندما تعود لشركة أعود أعدك بهذا لن أتهرب أما بهذا الوضع قد يقوم والدك بطردي في أي وقت ( استرخى في جلسته وهو يراقبها ولمعت عينيه بوميض جذاب بينما استمرت محاولة اقناعه ) ليس من الائق أن أتعرض لموقف كهذا وأنا أقسم لك عندما تعود لشركة بعد أن تشفى تماما سأعود فأنا التزم بوعودي وسأستمر حتى يصلك مالك بالكامل ( بدت الابتسامة تظهر على شفتيه وتتوسع بالتدريج فهمست برقة ) ستفعل
- بشرط ( قال والابتسامة ماتزال تداعب شفتيه بخبث ورفع يده مشير بأصبعه إلى خده مضيف ) عليك شكري
اختفت ملامح البراءة عن وجهها وظهرت علامات الرفض في عينيها قائله باستنكار
- لستُ والدتك
- أن لم تشكريني لن أوافق ( ضاقت عينيها متمتمة بضيق )
- الا ترى أنك تستغل الموقف
- بلى أفعل ولما لا ( رفعت عينيها إلى الأعلى وعادت اليه قائلة )
- سآخذ الإجازة وافقت أم لا
- لا لن تفعلي
- لا تصعب الأمر كل ما أريده هو موافقتك فقط
فعاد ليشير الى خده وعيناه تنمان عن استمتاع بما يجري فهزت رأسها بيأس
- لن أفعل
- الا تريدين الإجازة
- اريدها
- إذاً
- أنتَ تحلم
- إن أحلامي تتحقق دائماً ( فتساءلت بضيق وغيظ من استمتاعه بالأمر )
- لما .. لماذا تفعل هذا
- ولما لا ( همس برقة وصوت مليء بالمشاعر فتمتمت بارتباك )
- هذا ليس عدلاً منك أنت تتعـ
- توقفي عن مجادلتي فأنا مريض وليس لدي طاقة لـ
- مريض أنت بحق الله مجرد جرح سطحي يجلسك بالسرير لمدة أسبوع أنكَ لفعلن مدلل أنا المخطئة بحضوري سأحصل على الإجازة من والدك وسيسره إعطائي إياها
قالت ذلك وتحركت مغادرة فقال موقفاً إياها في مكانها
- ليُنارس لا تأخذي إجازة ( لم تستدير له فأستمر ) أن أختفيتي مع اختفائي وعدتي للعمل عند عودتي ستثيرين الأقاويل بالشركة
- أنتَ على حق من غير الائق أن يقوم احدهم بربط اسمك مع إحدى الموظفات
قالت ذلك وخرجت فهمس بيأس
- بل العكس أيتها لـ ( وتوقف عن المتابعة وهو يسند رأسه بالوسائد خلفه متابعاً ) سارقة
توقفت في آخر الممر بغضب وضيق لن تسمح له بالتحكم بها بهذا الشكل لا لن تفعل ستعود وتعلمه أنها لن تعود الى شركته وليفعل ما يريده استدارت عائدة لن يستطيع فعل شيء ووالده سيسعده الخبر أطلت على غرفته وتجمدت في مكانها وهي تراه يقف بجوار سريره دون الانتباه لها ويحاول السير الا أن قدمه اليمنى التي يحيط بها الشاش الأبيض من الأسفل لا تساعده فتهاوى وقبل أن يصل إلى الأرض تثبت بالسرير وقد بدا أنه يضع كل قوته محاولا استعادت توازنه فرفعت يدها إلى فمها كي لا تطلق صرخة دهشة لرؤيته بهذا الوضع شعر بحركة خلفه فنظر اليها وإشتلعت عينياه وهو يراها ليقول مستنكراً وجودها
- ماذا تفعلين هنا الم تغادري
- دعني أساعدك ( همست واقتربت منه )
- أبتعدي ( قال بحدة رافضا مساعدتها وهو يتنفس بصعوبة الا أنها وقفت بجواره قائلة )
- لما لم تعلمني أن قدمك مصابة
أشاح بوجهه عنها وتحرك بصعوبة ليجلس على السرير وأخذ نفساً عميقاً فجلست بجواره باهتمام
- أهي مكسورة .. لا يجب أن تجهد نفسك
- لا ليست مكسورة ولكنها تحتاج الى الراحة
- وجعلتني أقول لك ما قلته وجبينك هل اصابته خطيرة
- لا
- لا تخفي الأمر لابد وأنك مصاب بارتجاج
- لو كان كذلك لما جلست أحدثك .. هلا أغلقتي باب الغرفة لا أريد أن يدخل أحد مرة أخرى علي خلسة
وقفت وأغلقته وهي تقول
- ما كان عليك مغادرة السرير ( وعادت لتقف أمامه متأملة قدمه بفضول وهي تقول ) لما تخفي اصابتك جعلتني أصدق أنك بخير
- وأنا كذلك ( نقلت عينيها بعينيه لقوله فهمس وهو يبعد نظره عنها )
- لا تنظري الي هكذا
- دعني أساعدك يجب أن تستلقي
- أستطيع فعل هذا بنفسي ( قال معترضا وهو يتحرك ليستلقي رافضا مساعدتها تابعته لابد انه يتألم ويرفض الاعتراف بهذا وضعت له الغطاء بينما سألها ) لما عدتي
- شعرت بالغضب لرفضك إعطائي الإجازة
- لن تحصلي عليها أن كنت تحاولين هذا الان
أجابها وقد بدأت ملامح وجهه تسترخي فجلست أمامه على السرير قائلة
- لا مانع لدي بالجلوس طوال النهار ولكن أتضمن لي أن يستمر والدك بتجاهلي أن حصل هذا سأكون بخير
- لن يطول أمر تجاهله لكِ فالفاتنات تلفتن نظره سريعاً
- آه
- السنا من آل مورغان ( أجابها مبتسماً فهمت بالحديث الى انه منعها قائلاً ) هذه المرة لا ومهما حاولتِ صدقي أم لا هذا لمصلحتك .. الم تتأخري عن عملك الأخر
قفزت واقفة وتناولت حقيبتها بسرعة
- يا الاهي لا أعلم كيف نسيت يجب أن أذهب لقد تأخرت كثيراً .. الى اللقاء .. أرجوا أن تشفى سريعاً .. وداعاً .
في اليوم التالي وقبل مغادرتها بقليل رن هاتفها مما جعلها تحدق به فجميع الاتصالات تحول الى مكتب بتي ولا احد يعلم برقم هذا الهاتف الا عدد قليل فرفعت سماعة الهاتف وهي تعلم من المتصل فبادرها ادمونت
- كيف أنت
- بخير وأنت
- على مايرام هلا عرجتي علي بعد قليل احتاجك بأمر
- حسنا
- انتظرك وداعاً
في الساعة الرابعة عرجت على المستشفى ولكنها فوجئت بغرفة ادمونت فارغة فاستوقفت احدى الممرضات
- أين أجد السيد مورغان
- راجعي الاستعلامات ( أجابتها الممرضة وابتعدت فتوجهت نحو الاستعلامات بحيرة )
- أريد رؤية السيد مورغان فأين أجده
- ما أسمك ( بادرتها الموظفة وهي تفتح دفتراً أمامها فأجابتها )
- ليُنارس ريمونت
- ليُنارس ريمونت ( تمتمت الممرضة وهي تتأمل الدفتر ثم أضافت ) أجل يمكنك رؤيته أنه في الغرفة رقم أربعمائة وخمسة وثلاثين ولكني أطلب منكِ عدم أخبار أي كان بوجوده بتلك الغرفة حيث حدد زواره
- حسنا أشكرك ( طرقت على باب غرفته بهدوء وفتحته ببطء قائلة )
- مرحباً
- أهلاً تفضلي
دخلت وأغلقت الباب خلفها بينما أطفئ جهاز التلفاز فاقتربت منه متسائلة
- كيف حالك اليوم
- جيد
- لما نقلت الى هنا اعتقدت أنك غادرت المستشفى عندما لم أجدك في غرفتك السابقة
- المفروض أني أستريح وهذا ما لم يحصل فزواري كثر لهذا طلبتُ نقلي الى غرفة أخرى وعدم إدخال أحد لي سوى أشخاص محددين .. كيف هو العمل
جلست على المقعد المجاور لسريره مجيبة إياه
- لا أعلم ولكني متأكدة أن كل شيء يسير على ما يرام
- لا أعتقد أنك صدقتني البارحة عندما أخبرتك أن تعليميني بكل ما يجري بالشركة
- لم أظن أنك صادق ( لم يجبها بل بقي يتأملها بصمت مما جعلها تقول ) ماذا
رفع حاجبيه وهو يضع يده تحت رأسه ويتأمل السقف دون أن يجيبها فتأملت وجهه وجبينه الذي ما زال محاط بالشاش الأبيض واستقرت عينيها على وجهه يبدو في حال أفضل من البارحة أحنت ظهرها نحوه متسائلة
- تبدو هادئاً اليوم ما بك ( ظهرت ابتسامة على شفتيه وهو يحرك نظره اليها قائلاً )
- أحاول أن أعقل
- حقاً
- أجل أترين السترة المعلقة هناك ( وأشار برأسه الى سترته المعلقة قرب الباب فنظرت اليها ثم اليه وهو يضيف ) في الجيب الأيسر على ما أعتقد يوجد مجموعة من المفاتيح هلا أحضرتها لي
استجابت لطلبه وأحضرتها له تناولها منها وأخرج مفتاحاً واحداً قدمه لها
- خذي هذا ( تناولته بحيرة بينما أضاف ) تعرفين أين تقع الخزنة الخاصة بأوراقي ( هزت رأسها بالإيجاب ) أحضري لي منها ملف الدومل
- ولكن لماذا لا تقل لي أنك ستعمل هنا
- ولما لا كما أني لستُ معتاداً على هذا الوضع فالجلوس بهذا الشكل سيسبب لي الجنون يجب أن أفعل شيء كما أن ملف الدومل لم يدرس بعد بشكل نهائي سأقوم بدراسته هنا
- ماذا سأقول لوالدك لن يسمح لي بإحضاره
- لا تجعليه يعلم
- وكيف هذا ( قالت بدهشة فقال )
- لا تحتاجي الي لأقول لكِ فأنتِ تملكين الحيل المناسبة
- ما زلت لا أحبذ الفكرة وأن علم والدك أني أحضرت لكَ عملاً الى هنا لا أدري ماذا سيفعل بي
- اطمئني لن يعلم ولن يفتقده فأنا في ضوء دراسته رغم أن باتريك بورن على عجلة من أمره ويريد البدء به الا أني لا أفضل أن أبدء بشيء دون دراسته بشكل جيد
- تقصد والد سيسيل
- انه هو .. ينوي إقامة مجمع تجاري ضخم في قطعة أرض ذات مساحة مناسبة طلبت من ناند أن يباشر بالتصميم له وقمت مع سيسيل بدراسة شاملة وسريعة حوله ولكني مازلت بحاجة إلى دراسته بشكل جيد حتى لا أترك ثغرات .. ستحضرينه اليس كذلك
شردت في عينيه مفكرة ثم رفعت كتفيها
- أجل سأفعل ( وابتسمت بمكر ) سأذهب غداً باكراً لشركة قبل وصول بتي ووالدك وأحضره
- أرأيتي ليس صعباً
- أجل .. يجب أن أذهب الان والا ستطردني جوزيال بسبب تأخري المستمر .. وداعاً .
استلقت مساءً على المقعد الطويل وجهاز التلفاز أمامها ولكنها لم تكن تنظر اليه بل الى المفتاح الذي بيدها ماذا يدور بفكر ادمونت هل نسي أن ملف روجيه بتلك الخزنة أم أنه أصبح يثق بها ثقة عمياء أم تراه نسي أمر الملف أو غير مكانه وليس موجوداً بالخزنة ما كان ليعطيك المفتاح لو كان ملف روجيه هناك .
دخلت الى مكتب مورغان بحذر وقد كانت الشركة خالية كانت أول الموظفين فتوجهت نحو الخزنة فتحتها ليظهر أمامها مجموعة كبيرة من الملفات والأوراق عقصت شفتها السفلى وقلبها يرتجف ستفعلها لما لا أخذت تبحث بين الملفات الى أن وقع نظرها على ملف أزرق سحبته ببطء وهي تذكره جيداً فتحت أول أوراقه أنه هو هذا ما تريده سيخلصها من الشركة ولن يستطيع ادمونت شيئاً يا الاهي أنه بين يديها ستأخذه وتختفي وضعته على المكتب وأعادت الملفات الأخرى الى مكانها بسرعة انتفضت أوصالها واستدارت بسرعة وهي تسمع صوت الباب يفتح حدق بها روبرت مورغان ونقل نظره نحو الخزنة المفتوحة ثم اليها من جديد وقال بحذر
- ماذا تفعلين هنا
- أنا .. أنا .. أنا
- أكنتِ تسرقين الأوراق ( قال بحذر مستنكراً رؤيتها بهذه الساعة بمكتبه )
- لا .. لا .. أنا .. السيد .. مورغان .. ادمونت .. طلب .. مني
- ما هذا
قال وهو يتقدم منها بخطوات ثابتة وتناول الملف الذي وضعته على المكتب بعصبية بينما شعرت بالأرض تلتف بها
- أنه .. أنه ملف
- روجيه ريمونت .. ما هذا الملف .. اختلاس خمسين ألف ( حدق بها وقد توسعت عينيه بغضب واشتدت ملامح وجهه وصاح بصوت جهوري مرعب ) في شركتي أنا عملية احتيال ( وأخذ يتصفح الأوراق بأصابعه بتوتر وهو يقرأ به ثم أستمر بحدة وهو يعود ليحدق بها ) لما لم تقدم هذه الأوراق الى الشؤون القانونية .. تباً
وتوجه نحو الهاتف وليُنارس ترتجف في مكانها فأسرعت بالقول وهي تتبعه كي لا يتصل
- الـ .. السيد ادمونت منحه فرصة
- فرصة .. المجرم لا ينال أي فرصة
- ولكني أعمل هنا حتى تعود كل النقود ( عقد حاجبيه الكثيفان ونظر اليها دون استيعاب قائلاً )
- ماذا تعنين بأنك تعمـ
- سيد مورغان سأوضح لكَ الأمر أنا شقيقة روجيه و .. و سأعمل هنا حتى يعيد المال الناقص
- ما هذا .. ما هذه الفوضى .. سأطلب الشرطة
- لا لا أرجوك
- أبتعدي ما هذه التفاهات التي تجري بشركتي سأطلب الشرطة ليس أنا من يتستر على هكذا أمور
- لا لا تفعل روجيه بريء أرجوك لا تفعل لا
فتحت عينيها بذعر وسقط المفتاح من يدها حدقت بالتلفاز المشتعل أمامها وهي تتنفس بتوتر وضيق جالت بنظرها حولها إنها تحلم أخذت نفساً عميقاً وهي ترمش إنها تحلم يا الاهي تشعر بارتجاف جسدها حتى الان .. أنه حلم ليس الا .
في صباح اليوم التالي كانت أول الواصلين دخلت مكتب ادمونت وفتحت الخزنة الخاصة بأوراقه رافضة التفكير في أي شيء بحثت بالملفات التي أمامها وسحبت ملف الدومل أمسكته وتأملت الملف الذي يليه ثم جاء بشكل سريع حلم ليلة أمس على مخيلتها فهزت رأسها رافضة تلك الأفكار وشردت بالملف الأزرق أذاً هو هنا سحبته وأخذت ترى ما تحتويه الأوراق التي تدين روجيه ثم أعادته إلى مكانه ووضعت ملف الدومل في حقيبتها ولم تمضي نصف ساعة حتى حضرت بتي برفقة روبرت مورغان .
اقتربت بهدوء من غرفة ادمونت وهي تسمع أصوات صادرة منها القت التحية وهي تدخل على امرأة تبدو في عقدها الخامس برفقة شاب طويل القامة بهي الطلة وأندي التى شاهدتها برفقة تولا من قبل ردوا التحية بينما قال ادمونت الجالس بسريره
- أهلاً ليُنارس .. كيف العمل
- جيد ( نظر إلى ضيوفه قائلاً )
- إنها سكرتيرتي ( وأشار الى السيدة معرفاً ) خالتي وأنجيل أبنها وأعتقد أنكِ تعرفين أندي
- أجل أذكر رؤيتك برفقة تولا .. تشرفت بمعرفتكم
واقتربت من سريره متسائلة وهي تشعر بالعيون التي تتابعها
- كيف أنت اليوم سيد مورغان
- بخير ( أجابها وهو يتابعها بنظراته فقد وضعت الكيس الذي تحمله بجوار السرير واستمرت )
- جميع الموظفين في الشركة يرسلون لكَ تحياتهم
- أوصلي لهم شكري
- سأفعل
- سنذهب نحن الان ( قالت خالته وهي تتحرك مع أنجل الذي قال )
- أعتني بنفسك وسأعود لرؤيتك
- أنا سأبقى .. أم مللت مني ( قالت أندي وهي تجلس قربه على السرير فأجابها باسماً )
- وهل أستطيع .. خالتي أوصلي تحياتي لماركس
- سأفعل هيا بنا أنجل .. سأرسل لكِ جاد بعد ساعة أندي ( ونظرت نحو ليُنارس مستمرة ) سرني معرفتك
فنظرت بدورها نحو ادمونت وأندي قائلة
- سأغادر أنا أيضاً
- انتظري قليلاً ( ونظر نحو أندي الجالسة بجواره مضيفاً ) هلا طلبتي من احدى الممرضات أن تحضر وتتأكد من هذا الشيء أشعر أنه لا يعمل
نقلت أندي نظرها بشكل آلي بينهما عندما قال ذلك وتحركت لتقف وتنحني نحوه هامسة شيئاً في أذنه جعله يرفع حاجبيه وتظهر ابتسامة كبرت بالتدريج على شفتيه لتصبح ضحكة في النهاية فسارت أندي نحو الخارج قائلة
- سأغلق الباب خلفي
تابعت ليُنارس ما يجري بهدوء وقد ساءها تلك النظرات التي لمحتها بها أندي
- لا تستائي بهذا لشكل أنها تداعبك ليس الا
- لا أعرف عما تتحدث
- لستِ بالغباء الذي تدعينه
- أحضرتُ لك ملف الدومل والمفتاح بداخله
قالت متجاهلة قوله وهي تشير نحو الكيس فهز رأسه
- هل من جديد في العمل
- لا أعلم فانا أجلس كل تلك الساعات خلف مكتب لا أعمل شيء سوى النظر هنا وهناك لدي أمور كثيرة في حياتي على انجازها وأنا لا أفعل بجلوسي بهذا الشكل
- الوم يقع على شقيقك
أجابها ببساطة فتأملته لثواني ثم هزت رأسا لا فائدة لما تتعب نفسها فتحركت مغادرة وهي تقول باقتضاب
- وداعاً ( لم يحاول إيقافها وبقي يتابعها حتى غادرت وهو يفكر ويفكر بعمق ) .
- طلبت من روبير أن يبقى غداً
- لماَ
- أريد نقل تلكَ الرفوف الى هذه الزاوية ونضع هناك رفوف جديدة للهداية ما رأيك
- فكرة جيدة ( قالت لجوزيال واستمرت ) ما رأيك بأن نغير ديكور الواجهة أيضاً
- لكِ ذلك أفعلي بها ما تريدين المهم أن تلفت نظر المارة
- ستفعل أنا متأكدة .
- بتي سأغادر باكراً اليوم قد لا أعود بعد الغذاء
- لا شأن لي أن أردتِ المغادرة تحدثي مع المدير
- انه لا يحدثني وأنتِ تعرفين هذا
- غادري اذاً فلن يلاحظ .. لا أحد سيهتم
- آه
قالت ساخرة وعادت نحو مكتبها فبتي ليست من النوع الذي يوثق به ولا تريد محادثة روبرت مورغان ما دام يتجاهلها للان وهذا الوضع أفضل وادمونت يستمتع بإجبارها على البقاء تباً لهذا وعادت للجلوس خلف مكتبها متصفحة الصحيفة دون أن تجرؤ على المغادرة باكراً .
ما أن أصبحت الرابعة حتى أسرعت إلى المكتبة لتجدها مقلوبة رأساً على عقب وفي حالة فوضى هذا ما كانت واثقة منه فروبير فوضوي بدأت بالترتيب بينما يقوم روبير بتركيب الرفوف بقيت في العمل حتى أصبحت الثانية عشرة ولم ينتهوا بعد ولم تبدأ بالواجهة الزجاجية للمكتبة فأغلقوا على أن يكملوا العمل في اليوم التالي .
جلست في مكتبها في اليوم التالي وهي تشعر بالإنهاك والكسل ولديها رغبة قوية بالنوم حدقت بالهاتف الذي يرن لتجلس جيدا وهي تتناول السماعة
- صباح الخير
- صباح الخير
- لمَا لم تحضري البارحة
- كان لدي عمل كثير بالمكتبة
- ستحضرين اليوم ( فكرت قليلاً قبل أن تقول )
- لا فلدي الكثير من العمل المتراكم وصلتنا بضاعة جديدة ونقوم بتغير ديكورات المكتبة
- غادري في الثانية اذاً وعرجي علي أريدك في أمر مهم أتستطيعين الحضور
- أجل
- أنا بانتظارك اذاً
- حسنا
همت بفتح باب غرفته بعد ان وصلت المستشفى الى أن الممرضة التي تسير بالممر أوقفتها قائلة
- آنسة ريمونت
- أجل
- السيد مورغان في الحديقة تفضلي معي سأصطحبك اليه
تأملت الحديقة الخضراء وهي تنزل الأدراج القليلة خلف الممرضة وجالت بنظرها بين الشجيرات والمقاعد المنتشرة انها مكان مناسب ليريح المريض نفسه
- انه هناك
شكرت الممرضة واستمرت بالسير نحو ادمونت المسترخي على المقعد قرب إحدى الشجيرات وهو يرتدي سترة بيضاء من القطن مع شورت وقد وضع نظاراته الشمسية على عينيه
- كم أنتَ محظوظ ( همست وهي تجلس بجواره فحرك رأسه نحوها ورفع نظاراته الى الأعلى فاستمرت ) تجلس باسترخاء تام في الحديقة وتملك الوقت لتأمل بهدوء
- أفضل من الغرفة على كل الأحوال
- أنتَ كثير التذمر مؤخراً
- ساجن أن بقيت يوماً أخر هنا
- الم تعد الممرضات يرقن لك
حدجها بنظرة ماكرة وأعاد النظارات الى عينيه فأضافت وهي تحدق بقدمه
- كيف حال كاحلك
- أفضل .. بشكل يومي أذهب الى غرفة التدريب انها بتحسن مستمر
- ما الأمر المهم
- أنتِ على عجلة من أمرك
- لدي حتى الرابعة
- مناسب .. ستحضرين بشكل يومي الى هنا
- هل تم توظيفي ممرضة هنا وأنا لا أعلم
- ستساعدينني بمشروع الدومل .. كتبت بعض الملاحظات أريد منكِ طباعتها بالإضافة الى بعض الفاكسات اريد ارسالها اليوم
- سآخذها معي عند مغادرتي أي شيء آخر
- أجل اجلسي بهدوء واسترخي فلم تصبح الرابعة بعد
وهكذا أمضت بقيت الأسبوع تذهب نحو المستشفى منذ الثانية والنصف ومعظم الوقت كانا يجلسان في الحديقة يقوم بإعطائها بعض العمل ثم يتحدثان بهدوء وانسجام لم تعهده من قبل بينهما وقد جعل هذه الساعة لها وحدها ولم يستقبل أحد من زواره فيها
- ما رأيك
قال وهو يضع كأسان من شراب البرتقال على الطاولة في الحديقة أمامهم وقد أصبح يسير بشكل جيد وأقترب منها وقد جلست على المقعد منشغلة بالرسم الهندسي للبناء التجاري الذي تحمله ليقف بجوارها وهي تقول
- أنه جيد .. ولكني أشعر أنه مألوف
- ملاحظة جيدة أنه كذلك فهو يشبه مشروع مارون من حيث تصميم النوافذ سأطلب من المهندس تغير بعض الأشياء به أريده ان يكون مميزاً
- أجل أعتقد أن هذا مناسب ورغم ذلك عليك استشارت احد مختص أكثر مني
أبتسم لقولها فردت له الابتسامة وهي تعيد نظرها إلى الرسم الذي أمامها فتحرك ليقف خلف المقعد وتستقر يديه على أكتافها مما جمدها فهمس
- أسترخي .. تبدين متعبة ( ولكن من أين لها الاسترخاء وهو يضع يديه على أكتافها اشتدت أصابعه ثم ارتخت وهو يقول ) هيا حاولي
- أنا مرهقة من العمل في المكتبة بدأ الأمر بتغير الديكور والان طلاء الجدران وأفكار أخرى .. اقتربنا من الانتهاء
- الا تشعرين أنه يجب عليك التوقف وأخذ استراحة طويلة
تحركت مدعية أنها تريد تناول كوب العصير عن الطاولة حتى تتخلص من يديه فاستدار ليجلس بجوارها متناولاً هو الأخر كأسه بينما قالت
- استراحة طويلة أتمنى ذلك ولكن لن يحصل هذا بالقريب العاجل ليس قبل أن أحقق ما أريده على الأقل
- وما الذي تريدينه ( تأملت كأسها وهي تجيبه شاردة )
- قد يكون شيء بسيط بالنسبة لك أو سهل التحقيق ولكن لي يحتاج الى وقت ومجهود
وصمتت شاردة فسألها بفضول ليحثها على الحديث
- وهو ( ابتسمت ونظرت اليه )
- أخذ هذا الرسم الى المهندس اليوم ليعيد تصميمه
- هيا لا تضيعي الموضوع .. لا تريدين أخباري
- ليس بأمر ذو أهمية
- ولكنه كذلك لكِ
- ولأنه كذلك أريد الاحتفاظ به لنفسي
- حسناً
أجابها بخيبة أمل وهو يرفع كوبة ليرشف منه بينما همست لنفسها أنك السبب بتأخري حتى الان .
أخذت تدقق الورقة التي أمامها بانسجام تام وهي خاصة بمشروع الدومل الذي تساعد به ادمونت رفعت يدها لتبعد خصلات شعرها التي تنسل بشكل ناعم على وجهها وأخذت تحذف بعض الجمل وتضع غيرها فكتابة عقد كهذا ليس أمراً صعباً عليها تحركت لتتناول قلم من لون آخر الا أن عينيها تجمدتا على ادمونت المتكئ على الباب يراقبها بهدوء اتسعت عينيها وابتسمت قائلة
- منذ متى وأنت هنا .. متى خرجت
- صباح اليوم ( وتحرك ليقترب من مكتبها متسائلاً وهو يشير برأسه إلى مكتب والده )
- والدي هنا
- أجل بتي برفقته .. ستعود الى العمل
- ليس بعد .. سأستغل وجود والدي لأحصل على يومين أضافيين ( ونحنى نحو الورقة التي أمامها مضيفاً ) ماذا تكتبين ( وتناولها ليقرأ ما بها ثم رفع حاجبيه مضيفاً ) سيغضب هذا الشؤون القانونية في الشركة لا تدعيهم يعلمون بأنك تعبثين بأوراقهم
- كنتُ سأعرضه عليك اليوم ما رأيك سيناسبنا العقد بهذه الشروط
- سنختلف على بعضها ولا شك ولكن سنحاول الحصول عليه ( ابتسمت لرضاه عما فعلت وعدم انزعاجه بينما أضاف ) سأعد لاجتماع غداً في منزلي لهذا أريد نسخة كاملة عن الأوراق المعدة لمشروع الدومل .. ولتحضري باكراً لنعد الترتيبات معاً وسندع بتي و أبي يهتمون بالشركة ( بقيت تنظر اليه مفكرة دون إجابته فهمس وهو يضع يده على مكتبها ويميل نحوها ) الثانية عشر مناسب
- أجل مناسب
- أرسل جاد لإحضارك
- لا تفعل سأحضر بمفردي
- كما تريدين
اجابها واستقام بوقفته وهو يسمع صوت باب مكتبه يفتح لتطل منه بتي وتحدق به بدهشة
- ء .. ء .. سيد مورغان لقد فوجئت لم يعلمني والدك أنك ستخرج اليوم
ابتسم وتخطاها إلى داخل مكتبه قائلاً
- لم أعلم أن والدي يعلمك بكل شيء
أحمرت بتي لقوله وحدقت بليُنارس بعد أن أغلق الباب خلفه قائلة
- منذ متى وهو هنا
- منذ أن دخلتِ الى السيد مورغان منذ ساعة ربما
توسعت عينا بتي ثم رفعت رأسها إلى الأعلى وسارت شامخة نحو مكتبها فأخفت ليُنارس ابتسامة كادت تظهر على شفتيها .
أطل ادمونت بعد نصف ساعة ليسير نحوها قائلاً
- أنا مغادر الان .. ما رأيك بتناول الغذاء معا
- لم يحن موعد الغذاء بعد
- بعد نصف ساعة يكون مناسباً ( قال وهو يحدق بساعته فقالت وأصابعها تعبث بالقلم )
- في الحقيقة أنا مدعوة
- من لا لا تقولي دعيني أحزر .. هانس ( تجمدت عينيها عليه ولم تتفوه بشيء فقد فاجئها هل يعلم انها تلاقي هانس كثيراً وقت الغذاء فأستمر ) لا أمل لكِ معه ولن يفيدك بشيء .. أراك غدا
تابعته بحيرة إذا فهو يعلم أنها تحاول ايجاد دليل لتبرئة روجيه ولكن لما سمح لها بالاستمرار وهو يعلم ما تنوي .
تناولت الغذاء برفقة هانس الذي لا يمانع رفقتها وأنضم اليهم بعد الغذاء ناند .
سارت في الممر المليء بالأشجار على كلا الجانبين وهي تتأمل المنزل الذي يطل أمامها بإعجاب وما كادت تصل الى الباب حتى تناهى لها صوت ادمونت وهو يتحدث فاستمرت بالسير لتطل على جانب المنزل لتشاهده جالس على مقعد تحت المظلة وهو يحمل بيده أحد الملفات ويتبادل الحديث مع فرانس الذي انشغل بتقليم الورود التي تحيط بالمكان بشكل جميل فاقتربت منهم وهي ترى ادمونت الذي يتابعها فابتسمت وهي تبعد نظارتها الى الأعلى قائلة
- المكان جميل جدا هنا
- علينا شكر فرانس لهذا ( قال باقتضاب وأضاف ) اعتقدت انك لن تحضري
تعمدت ادعاء النظر الى ما يفعله فرانس وهي تسير نحوه مستمرة
- حضرت جارتي لزيارتي ولم استطع التخلص منها بسهولة .. قمت بزراعة هذهِ الوردة في السابق ولكنها لم تنموا كيف نجح الأمر معك
أضافت لفرانس وهي تقف بجواره مشيرة الى إحدى الزهور
- وضعتها داخل المنزل
- اجل
- لهذا لم تعش إنها تعيش في الخارج فقط
- لم أكن اعلم هذا ( تمتمت وهي تعود بنظرها نحو ادمونت لتراه منشغل بالملف الذي بين يديه فأضافت وهي تقترب منه ) هنا تقضي وقتك إذا
- بل قرب المسبح ( أجابها ومازال مشغولا بما بين يديه فتلفتت برأسها حولها لترى ما يتحدث عنه فأضاف ) انه خلف المنزل .. يجب أن تزوريني في الإجازة فأنت سباحة ماهرة
- أنا كذلك ولكن كيفـ آه شاطئ بروين وأنا التي اعتقدت انك كنت منشغلا بالعب
داعبت شفتيه ابتسامة وتحرك واقفاً وهو يغلق الملف ناظراً اليها وقائلاً
- أنت لا تعلمين حتى أني اصطدمت بك عن عمد ( وتخطى عنها مما جمدها للحظة قبل أن تنظر نحوه لتره يحدث فرانس قائلا ) ساعة ويصلوا
- سأتفقد ماتي لأرى أن كانت بحاجة للمساعدة ( تحرك فرانس مبتعدا فأشار لها بيده قائلاً )
- لندخل ( تحركت لتسير برفقته ومازال قوله الأخير يتردد بعقلها فنظرت اليه قائلة )
- أحقا تعمدت ذلك
- اجل ( أجابها دون النظر اليها فبقيت عينيها تحدقان به بحيرة قبل أن تعود للقول )
- لما ( نظر اليها لتتشابك نظراتهما بلحظة صمت فأسرعت بالقول وهي تنظر أمامها لتهرب من نظراته محاولة أن تبدو السخرية واضحة بصوتها ) لو كنت تعلم أني شقيقة روجيه الذي سيعمل لديك لما فعلت
أطلت ابتسامة على شفتيه وهو يفتح باب المنزل مشيرا لها بالدخول ففعلت بينما نظر نحو ساعته قائلا
- علي إجراء اتصال ( وعاد اليها مستمرا وهو يتابع نحو الأدراج ) هلا تفقدتي الأوراق بغرفة المكتب أريد كل شيء معد عند وصولهم
هزت رأسها بالإيجاب وهي تتابعه وهمت بالتحرك الا أنها توقفت متسائلة بصوت مرتفع كي يسمعها
- أين بوبي .
أعاد ادمونت السماعة الى مكانها وغادر غرفته لينزل الأدراج لتصبح خطواته أبطء وهو يسمع صوت ليُنارس الهامس باسمة فأسرع خطواته والحيرة تدب به أطل لتسترخي ملامح وجهه وتظهر ابتسامة على شفتيه وهو يرى ليُنارس جالسة أرضاً وبوبي يجلس على أقدامها والرعب يدب بها فهمست بصوت خافت مسموع بصعوبة
- أبعده عني .. كنتُ أسألك عنه .. فركض نحوي وقفز علي أنه ثقيل سقطُ معه .. أبعده
أتكئ على نهاية الأدراج باستمتاع وهو يضم يديه معاً قائلاً
- أنه ودود واليف هيا حاولي معه أنه يستلطفك وظن أنكِ تنادي عليه
حدقت بالكلب الجالس على أقدامها برعب وهو يفتح فمه الكبير ويخرج لسانه منه ثم رفعت نظرها نحو ادمونت وهي تهز رأسها بالنفي متمته بصعوبة
- لا أستطيع أنا متجمدة لا أستطيع التحرك بربك أبعده
- لن أفعل هيا حاولي
- أنا لا أحبه .. أبعده
هتفت بنفاذ صبر مما هي به فنتفض بوبي مما جعلها تخفض صوتها بذعر وهي تقول متوسلة وعينيها لا تفارقان بوبي
- لا أستطيع أنا أكره الكلاب ( هز ادمونت رأسه بيأس واتجه نحوها وهو يقول )
- ستجرحين شعوره بكلامك هذا
- وشعوري أنا ( همست له وهو يجلس القرفصاء بجوارها بحدة مستنكرة قوله فأجابها )
- ايتها الجبانة ( وأمسك يدها فجذبتها لا تريد حراكها فشجعها قائلا ) اربتي عليه واطلبي منه الابتعاد وسيفعل أنه لطيف هيا ( أرخت يدها التي يحيطها بكفه وقربها من جسد بوبي تجمدت من جديد وأرادت التراجع قبل لمسه فاشتدت قبضته قائلاً ) هيا حاولي ( ابتلعت ريقها واستسلمت له لتمرر يدها على جسد بوبي بدأت تشعر ببعض الطمأنينة فأخذت تحرك يدها بحذر شديد وهي تراقبه جيداً فحرك رأسه نحو يدها لتسحبها بسرعة مما جعله يقول ) أنه لا يعض
- أبعده عني فقط أرجوك بدأت قدماي بالتيبس ( أبتسم وأجابها وهو يهز رأسه بالنفي )
- أفعلي بنفسك
- سيلتهمني أن حدثته
- لن يفعل ( أجابها ضاحكاً )
- بوبي أبتعد عني لو سمحت
أطلق ادمونت ضحكة أخرى مستمتعاً بقولها ثم ربت على كلبه قائلاً
- هيا بوبي الم تسمع الآنسة طلبت منك الابتعاد بأدب فافعل
نبح بوبي لادمونت ونهض عن أقدامها فشعرت وكأن جبلاً كان عليها وذهب لتنفست الصعداء وهي تراقبه بحذر وهو يبتعد حاولت الوقوف فأمسك ادمونت بيدها ليساعدها وأحاط خصرها بيده الأخرى فوقفت وهي تقول وعينيها تراقبان بوبي وهو يختفي
- لم لا تحتفظ بكلب أقل حجماً أنه مخيف
- تقولين هذا لأنك لا تعرفينه
تنهدت بارتياح ثم تنبهت حواسها أن ادمونت خلفها ويده تحيط خصرها وقد التصقت كتفها بصدره ويده الأخرى مازالت محتفظة بيدها فهمت بالتحرك لتبتعد الا أنه ضغط برقة على أصابعها لتعصف بها مشاعر أخافتها من قربه منها فرفعت رأسها ببطء نحوه لتلاقي عينيه الناظرتان لها بوميض جذاب وتغرق بهما لتنسى ما كانت تهم بقوله ولا تشعر الا به وهي ترى عينيه التين تقتربان منها أكثر وقد أحنى رأسه ببطء نحوها وهي تراقبه بعينيها الخضراوتين الامعتان لتغمضهما ببطء وهي تشعر بأنفاسه تلفح وجهها ازدادت خفقات قلبها ورن جرس الإنذار في رأسها ففتحت عينيها بسرعة قبل ان يلمسها لتنسحب مبتعدة عنه بارتباك مما فاجئه فتحركت بإحراج قائلة دون أن تنظر اليه
- سـ الأوراق سأرى الأوراق
وأسرعت نحو مكتبه لتغلق الباب خلفها وتستند عليه ما الذي أصابها هل أصيبت بالجنون أنه ادمونت مورغان هل نسيت هذا أحذري واياك أن تضعفي مرة أخرى أمامه وان يكن منجذبا اليك لن تكوني أكثر من نزوة له بقيت قرب الباب محاولة استجماع شجاعتها وعندما شعرت بنفسها قد هدأت اقتربت من مكتبه لتتناول الأوراق التي عليه دون تركيز حقيقي لتأخذ بترتيب الاوراق على طاولة الاجتماعات لتنهي عملها وتجلس محدقة بالباب وهي تقضم شفتها فها هي جالسة هنا منذ نصف ساعة وهو لم يظهر وهي لم تجرؤ على الخروج شجعت نفسها وتحركت نحو الباب لتخرج وتجول بنظرها بالصالة الفارغة فتحركت نحو المطبخ لتجده فارغ أيضا فقصدت الباب الخارجي وسارت حول المنزل وصلت الى حديقة الورود حيث كان يعمل فرانس فلم تراه أيضاً فتابعت سيرها لتراه يقف قرب باب صغير يضع به بعض المعدات اقتربت منه متسائلة
- هل تعلم أين السيد مورغان
حرك ادمونت عينيه نحو نافذة غرفته التي تقع فوق غرفة المعدات دون أن يحرك رأسه وهو يسمع صوت ليُنارس التي تسأل عنه
- اليس بالداخل
- لا اعلم ظننت أنه خرج
- لا آنستي والا كان أعلمني لابد أنه صعد لغرفته ليرتاح
- اجل أنت على حق .. أشكرك
عادت بأدراجها الى الداخل متمنية أن يمر الوقت بسرعة تريد المغادرة في أسرع وقت ممكن أعاد ادمونت نظره الى سقف الغرفة وقد كان مستلقي على السرير باسترخاء واضعاً يديه تحت رأسه غارقاً بأفكاره
- أعد لكِ العصير آنستي ( بادرتها ماتي وهي تدخل غرفة المكتب )
- لا أشكرك .. ماتي هلا ذكرت السيد مورغان بموعد ضيوفه فهم على وشك الوصول
أخذت تعبث ببعض الأوراق التي أمامها شاردة ومفكرة ثم أخذت تنظر اليها مدعية قرأتها عندما بدأت تسمع جلبة من خارج غرفة المكتب وأصوات تعرفها جيداً وتميزها تحركت لتغادر الغرفة الا أنها تراجعت عند سماعها صوت ادمونت الذي نزل ليرحب بضيوفه هانس وتود وماكس ومجموعة من موظفي الشركة حياهم بمودة ودعاهم لدخول المكتب فتوافدوا الى الداخل فحيتهم ليُنارس بدورها بابتسامة ناعمة على شفتيها ودخل ادمونت بالنهاية وسار نحوها وقد جلس كل منهم على مقعد حول الطاولة الاجتماعات ليتساءل وهو يتخطى عنها وقد عجزت تماماً عن تحليل ذلك القناع الذي ملأ ملامح وجهه
- الأوراق جاهزة
أجابته بالإيجاب فجلس على رأس الطاولة ليمضى الاجتماع وهم يتناقشون حول المشروع الذي يفكر بالدخول به أيضاً كشريك لينتهوا في الرابعة فجلسوا يتحدثوا بود لنصف ساعة بعدها أخذوا بالمغادرة
- أصحبكِ معي أم معك سيارة
- لا ليس معي ( أجابت هانس الذي سألها وهو يهم بالمغادرة ونظرت نحو ادمونت الواقف مع نائبة قائلة ) سأغادر أن لم تكن تحتاجني بشيء
مرت لحظة صمت ثم قال
- يوجد بعض الأوراقـ ( وتوقف عن المتابعة وهز رأسه مضيفاً ) لا بأس سأحضرها معي غداً أذهبي
غادرت برفقة هانس وطلبت منه أن ينزلها في الشارع الرئيسي بحجة أنها ستعرج على صديقة وشكرته ثم أسرعت الى جوزيال وأخذت تعتذر عن تأخرها المستمر استيقظت ليلاً وقد جافاها النوم وعقلها يرفض أن يستسلم رغم تعبها فلأفكار تتدفق بشكل كبير مما سبب لها الما في الرأس .
- أنتِ بخير
بادرتها بتي وهي تتبعها الى مكتبها فهزت لها رأسها بالإيجاب فرغم محاولتها أخفاء شحوب وجهها وتورم عينيها لم تنجح فاستمرت بتي
- سيحضر ادمونت اليوم
- لا أعلم
أجابتها وهي تجلس خلف مكتبها ولم تكن دقائق حتى أطل ادمونت ووالده معاً غابا في غرفة المكتب فأسرعت بتي نحو ليُنارس من جديد متسائلة
- هل كنتِ البارحة عنده
- عند من
- ادمونت ومن غيره
- أجل ( وأضافت وهي ترى وميض خبيث يشع من عينا بتي ) كما كان نائبه ورئيس الشؤون القانونية والإدارية و و و والكثيرين
عقدت بتي يديها معاً وهي تقول بثقة
- لابد وأن العمل كثير فأضطررتي للبقاء لساعة متأخرة جداً ( لمحتها بضيق فمالت بتي نحوها هامسة بوقاحة ) اليس غريباً أن يظهر الإعياء والسهر على كليكما في نفس الوقت وأنا أعلم أنكما كنتما معاً في الليلة السابقة سيمل منك بسرعة كما سابقاتك
- بتي أن لم تعودي الى مكتبك الان وتتوقفي عن هذا الهراء الذي تقولينه
- ماذا ستفعلين ستخبرين ادمونت أني كشفت سركما
وقفت ووضعت يديها على مكتبها بغضب ومالت نحو بتي قائلة وهي تشدد على كل كلمة
- لا سأجعله يطردك من الشركة ( بدت المفاجئة على وجه بتي للحظات حاولت إخفائها دون نجاح فتحركت نحوها مضيفة بثقة ) تعلمين أني أستطيع ذلك ( وأشارت إلى مكتبها مستمرة ) كما جعلتك سكرتيرة عادية وأنا السكرتيرة الخاصة لمكتبه .. ما رأيك
ضمت بتي شفتيها بعصبية كبيرة ثم أخيراً تحدثت محاولة عدم أظهار عصبيتها دون أن تنجح
- السيد مورغان لن يقبل بهذا وسيعلمك أنتِ وأبنه احترام العمـ
- لن يفعل شيء ( قاطعتها بثقة وأضافت بابتسامة أغاظت بتي ) كان بإمكانه ابعادي ولكنه لم يفعل الم تلاحظي
- لن يطول أمرك
تمتمت بغيظ واستدارت نحو مكتبها بينما رفعت ليُنارس عينيها إلى الأعلى بيأس ولم تلاحظ ما قالته بتي الا عند مغادرته فقد أقترب من مكتبها طالباً بعض الملفات بتجهم فأعطته إياها ليغادر الشركة دون أن يعود ذلك اليوم .
في اليوم التالي عاد ليستلم هو ادارة الشركة أدخلت له بعض الفاكسات وأعلمته بوصول زائره ثم خرجت ودعت الضيف لدخول لتجلس خلف مكتبها شاردة فهو يعاملها بتحفظ ورسمية لم تعهدهما هذا أفضل تمتمت لنفسها .
- بما أنتِ شاردة ( تناولت كوب القهوة الذي قدمته لها أوديل التي استمرت ) أهناك جديد ( هزت رأسها بالنفي بصمت وأخذت تحتسي القهوة بهدوء فحملت أوديل روني بين ذراعيها وجلست أمامها تداعبه ثم توقفت لتحدق بليُنارس من جديد قائلة ) أنتِ متأكدة أنكِ بخير
- أجل
أجابتها وهي تحاول إظهار ابتسامة على شفتيها لتصدقها أوديل التي رمقتها بنظرة ثم رفعت كتفيها وهي تقول
- سأحاول أن أصدق .. لدي امتحان يوم الاثنين القادم وهو مهم جداً ويجب أن أدرس جيدا له
فقاطعتها ليُنارس وقد علمت ما تريده أوديل
- أحضري لي روني وسأعتني به بينما تدرسين
- أنا شاكرة فالحضانة تعتني به في الفترة الصباحية فقط
- سأعرج عليك مساء السبت وأخذه عندي وبهذا يكون لديك الوقت الكافي لدراسة
- أتستطيعين تدبر أمورك معه ستغيرين له وتطعميه أن جاع أنه ينام منـ
أخذت ليا تضحك مقاطعة أوديل وهي تقف لتحمله من بين يدي والدته قائلة
- طبعاً أعلم لا تقلقي عليه سيكون بأيدي أمينة
- لا أعرف أشعر بالتوتر من مجرد فكرت أن ينام بعيدا عني
- لا تقلقي سأعتني به جيداً أنه يبتسم لي أنظري
ابتسمت أوديل بحنان وعينيها تراقبان طفلها السعيد ثم حدقت بليُنارس الشاحبة قائلة
- لما لا تتناولي شيئاً
- لستُ جائعة .. هيا يا صغيري الى والدتك الرائعة يجب أن أرحل الان والا أني لن أستيقظ غداً
قالت وهي تناول روني لوالدته وتنظر إلى ساعتها التي أصبحت الثانية عشرة مضيفة
- مازال روجيه يتأخر في الخارج
- أجل
- انتبهي له جيداً فأين يمضي كل هذه الوقت
قالت مداعبة وهي تحمل حقيبتها فشعت عينا أوديل هاتفة
- ماذا تعنين أنه في صدد البدء بمشروع صغير ويجتمع مع بعض أصدقائه .. أنه بمنزل ماثيو
- أنا أمازحك لما غضبتي
- لا أحب هذا النوع من المزاح ليُنارس ( أجابتها بحزن فهتفت ليُنارس )
- بربك روجيه مفتون بك أنتِ مجنونة أن شككت به
- أنا أغار عليه ولا أشكُ به
- آه .. طبعاً الأزواج وجنونهم
- سأرى عندما تقعين ماذا ستفعلين
هزت رأسها بيأس لأوديل وهي تغادر .
كانت تشعر بإرهاق شديد منذ استيقاظها في اليوم التالي فوصلت الشركة في وقت متأخر رغم محاولتها أن تصل بالوقت المناسب وما ان اطلت على بتي حتى بادرتها بمتعة وهي تشير بيدها
- مورغان يريد رؤيتك فور حضورك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق