وضعته أرضا وهي تأن بألم وترفع يدها التي لفتها بشاش ابيض فتحركت نحوها قائلة
- سأملئه عنك
وتناولته عن الأرض وخرجت لتتجه نحو البئر ولكنها توقفت بفضول وهي تسمع أصوات هامسة وضحكة رقيقة تصدر فتحركت بفضول نحو الصوت الخفيف لتطل إلى الطرف الأخر من حائط القصر لتتوقف في مكانها وهي ترى فتاة تستند على الحائط وأونيل يقف أمامها وقد وضع يده على الحائط قرب رأسها وهو يتحدث والفتاة تضحك شعرت وكأنها ماء باردة قد سكبت عليها ولكن لماذا تهتم اشتدت أصابعها على يد الدلو وهمت بالتحرك مبتعدة قبل أن يشعروا بها ولكنها لم تستطع فنظرت إليهما من جديد وهي تضع الدلو من يدها أرضا وتقول
- ارجوا أني لا أزعجكما
حرك أونيل رأسه نحوها قبل أن يستقيم بوقفته ببطء وذهول وهو يقول
- ماذا تفعلين هنا
بدت المفاجئة على اولندا التي تعلقت عينيها بيوليانا التي أضافت متجاهلة سؤاله
- ألا تخجلان حقا ( فتحت اولندا شفتيها عاجزة بينما توسعت عينا أونيل بها فاستمرت له ) أنت بالتحديد ألا تفعل
- أونيل ( تمتمت اولندا بذهول بينما قال أونيل بعدم تصديق )
- اجننتي
- أنا أم أنت أتركت كل مدعويك لتلهو هنا
- آه يا للوقاحة
همست اولندا وهي ترفع يدها إلى فمها قبل أن تحدق بأونيل الذي حرك يده نحوها ليمسك ذراعها وهي تدعي أنها غير متزنة بوقفتها وقال بحدة وعينيه المشتعلتان تحدقان بيوليانا
- ستعتذرين وعلى الفور على هذا
- أنت مخطئ فلن افعل .. بربك انظر إليها إنها اكبر منك حتى
( أغمضت أولندا عينيها دون تصديق وهي تدعي الإغماء فأسرع أونيل بإمساكها هاتفاً باسمها فتمتمت يوليانا بقصد إغاظته أكثر ) أتريد أن اجلب دلو الماء لمساعدتها على تستيقظ
- سأقتلك
قال من بين أسنانه وهو ينظر إليها ثم يعود نحو أولندا التي بدأت تفتح عينيها وهي تقول
- لم أتعرض للاهانه بهذا الشكل من قبل ماذا يجري هنا من هذه
أمسكت يوليانا دلو الماء وتحركت مبتعدة بعد أن لمحتهما بنظرة متجهمة لتقوم بتعبئة وتعود نحو المطبخ لتضعه هناك وتقوم بمغادرته فهي لن تستطيع البقاء وألا ستتمادى فهي تشعر بالغضب الشديد منه انه انه انه عديم الأخلاق اجل هو كذلك بالإضافة إلى انه أسوء إنسان قد عرفته على الإطلاق يكفي انك أسوء من اندرو وحتى من اللورد بايرون بنفسه همست لنفسها وهي تنزل أدراج المطبخ لتبدأ خطواتها بالسير ببطء قبل أن تتحرك لجهة الأخرى لتسير بجوار حائط القصر وقد رأت أونيل يسير بخطوات واسعة باتجاه باب المطبخ فأسرعت علها تبتعد قبل أن يراها ولكن نظرة من فوق كتفها جعلتها تسرع خطواتها وهي تراه يسرع باتجاهها ولم تكن لحظة حتى شعرت بيده التي قبضت على ذراعها مجبرا إياها على الاستدارة نحوه مما جعلها تطلق صرخة مخنوقة ورفعت يدها الأخرى لتحمي وجهها ولكنه لم يصفعها كما توقعت بل دفعها إلى الخلف مثبتا إياها بينه وبين الحائط وأنفاسه تتسارع نقل عينيه عنها نحو الباب الخشبي المجاور لها مما جعل عينيها تتوسعان بقلق وهي ترى يده تتركها ليفتحه
- ماذا تفعل دعني ( ولكنه لم يستجيب لها بل فتح الباب مما جعلها تضيف ) لا تجرؤ على أذيتي وألا اقسم أن اعلم والدك ( وللمرة الثانية تجاهل قولها وهو يدفعها لداخل الغرفة مما جعلها تشهق وهي تتراجع إلى الخلف وقد كادت تتعثر بأحد الصناديق الموضوعة فأسرعت بالاستقامة بوقفتها وهي تتلفت حولها بقلق قائله ) لما أحضرتني إلى هنا لا تعتقد انك تستطيع حبسي هنا
خطى نحوها بتهديد والغضب الكبير يتملكه وهو يهمس من بين أسنانه
- سأقتلك أتعلمين سأفعل هذا بكل سرور
تراجعت للخلف ببطء وخوف وهي تقول وعينيها لا تفارقانه
- أن تجرأت وآذيتني لن أسامحك أبدا حتى لو ركعت وتوسلت لن أفعل
- ركعت وتوسلت لك أنت لم يبقى في هذا العالم الذي أعيش به سواك لتنغص علي هل صدقتي انك زوجتي لتتصرفي معي بهذا الشكل لن أقول لك أن كررت فعلتك ما سيحصل لأني لن اسمح لك بتكرارها أنت حقا لا تعلمين ما أنا قادرٌ على فعله بك
- أنا اعلم ما أنت قادر عليه ( تمتمت وهو مازال يخطو نحوها وهي مازالت تتراجع مستمرة ) لقد شددت شعري من قبل وصفعتني ناهيك عن إهاناتك التي لا تتوقف ولكن كل هذا لن يمنعني عن رفض ما أنا به أتسمع أونيل لن يمنعني شيء
- ما معنى هذا جننتي أن اعتقدتي أني ملزم أمامك بشيء والعابك التافهة لن ادعها تمر بسلام ستعتذرين لاولندا على كل ما بدر منك وفي المرة المقبلة عندما تريني أتحدث مع احد تختفين تماما دون أن تجعليني اشعر بوجودك ( حركت رأسها ببطء وتوتر بالنفي قبل أن تشعر بيده تقبض على وجهها دون رحمة وهو يقول أمام وجهها ) ماذا قلتِ أتحاولين الرفض أم أني أتوهم
- لن .. افعل
- سأقطع لسانك اللعين هذا ما سأفعله ( لمستها أنفاسه الغاضبة فأغمضت عينيها بذعر فبرغم ظلمت هذه الغرفة إلا أن عينيه التين تجولان بوجهها تغمقان بشدة ولكن اشتداد أصابعه وهو يضيف جعلها تفتحهما وجسدها يرتجف ) لما فعلت هذا هيا أعلميني أتريدين إحراجي أم تراك تريدين استفزازي أو .. يالسماء .. هذا ما كان ينقصني لن تبدئي ألان بإدعاء الاهتمام بي لا تجرئي على ذلك ولا تحلمي حتى
- أفضل رمي نفسي من على جبلٍ شاهق على شيء كهذا
أجابته بصوت مخنوق وعينيها تلتمعان وقد تلألأت بهما الدموع فامتقع لون بشرته لقولها
- هكذا إذا
همس وعينيه تضيقان ببطء وتثبتان على شفتيها ليحني رأسه نحوها وتلتصق شفتيه بشفتيها بقوة حاولت التراجع دون استطاعتها فأخذت يديها تدفعانه عنها محاولة الخلاص دون فائدة انه يتعمد إذلالها وإهانتها أكثر مما تتعرض له ويده التي تحيط فكها ترفض تركها مما جعل أنفاسها على وشك الانتهاء فأخذت توجه قبضتها إلى كتفيه في محاولة يائسة فتراجع قليلا وهو يتنفس بصعوبة وعينيه تومضان بشكلٍ غريب أفزعها لتقول من بين أنفاسها المضطربة
- كيف تجرؤ
ورفعت يدها لتصفعه ولكنه تناول يدها قبل أن تصل خده وجذبها نحوه لم تستطع الإفلات وهو يعانقها من جديد وقد أحاطت يده اليمنى خصرها ويده الأخرى استقرت خلف عنقها ليبعد أية محاولة لها بالإفلات منه ورغم محاولتها التحرك إلا أنها فشلت وقد شعرت بألم يجتاح صدرها ومشاعر متضاربة تعصف بها فحاولت بذعر التخلص منه يجب آن تبتعد فأن قبلته المؤلمة المنفرة تصبح اقل هدوءً وأكثر فضولاً وذلك الشعور الذي يسري بداخلها أفزعها فحاولت دفع صدره عنها ولكنه لم يتحرك أنشن واحدا ولم تعد للمحاولة وقد تجمدت لاسترخاء يديه التين كانتا تحيطانها ثم رفع رأسه محدقا بعينيها المذعورتين فتحركت للخلف محاولة الخلاص من ذراعيه فتركها ببطء وعينيه لا تفارقانها قبل أن يهمس
- تبا لي
وتحرك مبتعدا عنها بخطوات واسعة ليخرج فلاحقته بذهول ومازالت متجمدة في مكانها لا تصدق ما جرى رفعت يدها لتضعها على صدرها قبل آن تنزلق جالسة أرضا وساقاها لم تعد تحملانها .
- كم أنا سعيدة بعودتك
هتفت لجينا وهي تحتضنها فور دخولها إلى المنزل بعد آن أمضت أكثر من نصف ساعة وهي جالسة في تلك الغرفة تحاول استيعاب ما جرى وانزلقت دمعة على خدها مما جعل جينا تتأملها باهتمام وهي تقول
- ما بك ( أسرعت بمسح خدها وهي تقول )
- أنا سعيدة برؤيتك متى وصلتي
- منذُ بضع ساعات أعلمني الأطفال انك ذهبتي للقصر
- اجل .. لديهم عدد كبير من الزوار أعلميني كيف هو والدك
- لقد توفي
- أه .. آسفة تعازيه الحارة
- لا باس .. لقد شعرت بالراحة لذهابي .. لم .. اعتقد انه سيسر بهذا الشكل لرؤيتي أنا سعيدة لأني ذهبت .. أشكرك فالقد كنت عونان كبيرا لي لقد حدثني الأولاد بالكثير
- آسفة لما حدث لروي
- لقد اعتنيت بهم بالشكل الملائم فلا تأسفي حتى لو كنت هنا كان هذا ليحصل تعالي وحدثيني بما جرى في غيبتي وتلك النافذة ما قصتها هل حقا جعلت رودج يصنعها
- اجل
- ومن أين لك بالنقود فما تركته لا يكفي
- أنا اعمل أيضا أم انك نسيتي .. هل رأيتي أقربائك
تساءلت وهي تجلس أمام المدفئة فجلست جينا بجوارها وأخذتا تتحدثان دون الشعور بالوقت يمضي , صعدت الأدراج المؤدية إلى غرفة مارغريت بخطوات ثابتة في صباح اليوم التالي وقد عرج عليها جويل ليعلمها برغبة مارغريت برؤيتها طرقت على بابها ودخلت لتجدها تحدق بالخارج بشرود فبادرتها
- أعلمني جويل انك تردين رؤيتي
- اجل بنيتي لما غادرت أمس بسرعة فلم استطع رؤيتك بسبب زوارنا فأنت ترين الجميع يرغب بالاطمئنان على سترانس
اقتربت لتضع يدها على ظهر المقعد الذي أشارت لها مارغريت للجلوس عليه وهي تقول
- لم اشعر برغبة في البقاء فلما ابقي أم أن علي المساعدة في المطبخ
تعلقت عيني مارغريت بها قبل أن تتساءل
- ما بك .. أهناك ما يزعجك
- لما طلبتي مني الحضور مساء الأمس
- رغبت برؤيتك ومحادثتك
- ليس إذا من اجل حضور صديقة أونيل السابقة إلى هنا
بدت المفاجئة على وجه مارغريت قبل أن تقول بتفكير
- علمتِ بهذا .. حسنا في الحقيقة من اجل ذلك رغبة بتواجدك فالقد أقلقني حضورها هل رأيتها
بدا الضيق بعينيها وهي تقول
- أأستطيع طلب خدمة منك لا ترسلي خلفي مرة أخرى عندما ارغب بالحضور سأفعل بنفسي غير هذا لن افعل فارجوا أن تعذري فظاظتي وقلت ذوقي ولكني لن ألبي طلب احد بعد اليوم
- ما بك يوليانا لستُ معتادة منك على هذا فأنت ألطف من أن تكوني فظة بهذا الشكل
- أن كلامي ليس موجها لك بشكلٍ خاص ولكني أعلمكِ ما يختلج في صدري وما الذي انوي فعله بحق فانا لست عاملة فمازلت اليدي فروديت حتى لو كنت ارتدي هذه الملابس الرثة واعمل بالحقل فمازلت هي ولن اسمح لأحد بإهانتي أو التحكم بي بعد ألان فعذريني علي الذهاب
وتحركت لتغادر لتتابعها مارغريت بحيرة فتحت الباب لتهم بالخروج إلا أنها لم تفعل وقد وقف أونيل أمامها وقد كان يهم بالدخول تعلقت عينيها بعينيه التين نظرتا إليها دون أن يتحرك هو الأخر وقد ذكرتاها بما حدث فحركت رأسها بشكل آلي وتخطت عنه وهي تجبر ساقيها على السير بهدوء فتابعها قبل أن ينظر إلى عمته ويدخل مغلقا الباب خلفه.........
- هاهو جويل
قالت جينا وهي تستقيم بوقفتها وقد أخذت ويوليانا تعملان بالحقل فحركت رأسها نحوه لقد مضت أربع أيام بهدوء لما عاد ألان لن تذهب لن تفعل تمتمت لنفسها وهي تتجه نحوه لتلاقيه لتبادره قبل أن يستطع التحدث
- لن اذهب
- آن السيدة مارغريت بالعربة تريد محادثتك
- أهي هنا ( تساءلت ببطء وحيرة )
- اجل
بدا التفكير عليها قبل أن تتحرك متخطية عنه فتبعها بتمهل صعدت لتجلس أمامها بعد أن القت التحية عليها وهي تضيف
- ارجوا أن تكون جميع أمورك بخير
- انها كذلك وأنت كيف اصبحتي
- أنا على ما أنا عليه
- أكنت تعملين
- أساعد جينا ( تأملتها مارغريت بصمت للحظة قبل أن تقول )
- ألن تعلميني ماذا حدث ذاك النهار حتى تكوني بهذا الضيق ويجعل أونيل يلازمني لساعة ونصف وهو يجري تحقيقا معي بشأنك
- ماذا يريد لما لا يدعني وشأني أرجوا انك لم تعلميه شيئا
- لم افعل قلت له أن عليه سؤال والده فهو قد يفيده .. سأحدث سترانس بأمره يجب أن يعلم ما يجري حوله المسكين على وشك أن يجن
- لا .. لا أريده أن يعلم أنا جادة
- ولكن لما تعترضين اليس من الأفضل أن يعلم انه تزوج الليدي فروديت علـ
- لا أريده أن يعلم ( أصرت بضيق شديد وأضافت بجدية ) أنتِ لا تعلمين ما قد يفعله أنا لا أثق به
- لما لا تحاولين إصلاح ما بينكم إذا
- لما تعتقدين أن هناك فائدة من هذا الحديث ( تجاهلت مارغريت قولها وهي تقول )
- أنا مغادرة لحضور حفل زفاف لما لا ترافقيني .. أنت بحاجة للابتعاد قليلا
- لا اعتقد أني أستطيع
- ولما لا لم ترافقني مارينا وأنا بحاجة إلى مرافقة كما تعلمين لمساعدتي ألن تفعلي إكراما لي
التزمت الصمت لثواني قبل أن تتنهد قائلة
- تعلمين أني لن أستطيع الرفض
- اعلم أن لك قلبا طيبا
- لذا تحاولين استغلالي من خلاله ( ابتسمت مارغريت لقولها فأضافت ) إلى أين أنت متجهة
- اذهبي لأعداد نفسك لمرافقتي وعند عودتك أعلمك بكل شيء
- متى نعود فعلي إعلام جينا
- في وقتاً متأخر اليوم ( غادرت العربة لتعود بعد قليل لتجلس أمام مارغريت من جديد وتنطلق العربة بهم لتتأملها مارغريت قبل أن تقول ) نقصد عائلة فريدي لحضور زفاف ابنهم الأكبر إنهم يقطنون في البلدة المجاورة لنا
- أخشى أن يكون هناك من قد يتعرف علي
- نحنا هنا لا نقصد جرترود الا في الضرورة وهم أيضا بسبب بعد المكان عن جرترود كما ترين وسيداتهم لسنا اجتماعيات لذا لا اعتقد أنهن قد رأوك فان كانوا قصدوا جرترود لأمر فهو لن يكون لحضور الحفلات وغيرها كما يبدو لي انك لم تكوني كثيرة الاختلاط أيضا
- ذلك بسبب عمتي التي كانت مريضة فقد كنت أحب ملازمتها بالإضافة إلى أن .. اندرو لم يكن يجعلني افعل لقد كان يتصرف بذكاء ففي حينها لم أكن أرى الأمور بهذه الطريقة
- وعمتك كيف كانت
- عمتي يوليانا
قالت بود قبل أن تستمر بحنين لتعلم مارغريت عن عمتها وعنها الكثير دون أن تشعر فاسترسالها بالحديث رغم أن الذكريات قد أشعرتها بحنين كبير إلى من هي بالحقيقة إلا أنها شعرت براحه غريبة تنسل إليها لحديثها مع مارغريت التي أصغت لها باهتمام
- المكان مليء
تمتمت بقلق وهي تدفع بمقعد مارغريت إلى الصالة المليئة بالمدعوين بعد أن استقبلهم والدا العريس على الباب فقالت مارغريت
- لا تقلقي فالجميع من آهل البلدة هنا والقليل فقط من حضر من المناطق المجاورة .. ما كنتُ لأحضركِ لو شككت أن هناك من قد يعرفك لذا استرخي وتمتعي .. سيدة مارث
أضافت مارغريت بود لأحدى السيدات التي اقتربت منها مرحبة فأخذت تتبادل وإياها الحديث بينما نظرت يوليانا في أرجاء الصالة المليئة متأملة ما يجري حولها قبل أن يشدها حديث السيدة مارث التي قالت
- أرى انك قد تخليتي عن مارينا
- لا انها متوعكة قليلا من هي العروس فلم أتعرف عليها ( أضافت مارغريت مغيرة مجرى الحديث ) استرخي بنيتي هل فعلتي
أضافت مارغريت وهي تنظر إليها بعد أن ابتعد رجل وامرأة كانوا يتحدثون معها فتمتمت وهي تبتسم بسخرية من نفسها
- اشعر باني مراقبة لذا أجد صعوبة بهذا ( نظرت مارغريت حولها قبل أن تقول )
- أترين الجميع منشغل
ابتسمت بود لها وعادت لتنظر نحو الراقصين فمارغريت على حق قلقها يجعلها لا تشعر بالراحة ليس الا رغم ذلك عادت لتلمح الصالة بنظرة شاملة قبل أن تعود نحو الراقصين دون أن تدرك أن أونيل الذي يقف في أخر الصالة يتابعها منذُ دخولهما ولا تفارق عينيه اقل حركه تقوم بها فهو نفسه ما كان ليعلم أنها مجرد عاملة لو رآها هنا تقف بهذا الشكل مستقيمة الظهر تبتسم بود وكأنها اعتادت على التواجد بين هؤلاء الناس لتحرك رأسها محية كل من اقترب من عمته بطريقة راقية حتى أن ذلك الرجل لم يبعد عينيه عنها تابعه وهو يتناول كوبين من العصير ويقترب منها ليقدم لها احدهم وهو يقف بجوارها فهزت رأسها له شاكرة بينما ضاقت عيني أونيل قليلا قبل أن يلمحها بنظرة شاملة الم يعلمها بالا ترتدي هذا الثوب الأزرق تبا انه يليق بها ويعكس لون عينيها التين تزيدانها جاذبية
- أتسمحين بمرافقتي بهذه الرقصة
عادت لتلمح الشاب الذي وقف بجوارها لتحكم يدها على الكوب الذي قدمه لها وهي تقول
- عليك أن تعذرني فلا أستطيع ترك السيدة قد تحتاج إلي بأي لحظة
- أنت مرافقتها ( تساءل باهتمام فهزت رأسها له بالإيجاب قبل أن تضيف بتعمد )
- لن يسرها ابتعادي
هز رأسه متفهما قبل أن تنظر مارغريت إليهما وتطلب منها مساعدتها بالاقتراب من العروسين ففعلت ومن ثم اقتربت منهما أحدى السيدات باهتمام وأخذت بتبادل الحديث مع مارغريت
- سرني أن سترانس أصبح أفضل
- اجل انه يستعيد عافيته
- هذا ما أعلمني به أونيل قبل قليل لا اعتقد انه قد يستطيع العودة إلى العمل اليس كذلك
تساءلت السيدة بينما توقفت عيني يوليانا عليها قبل أن تحركهما نحو مارغريت التي تساءلت بحيرة
- أونيل هنا ( وقبل أن تجب السيدة كانت يوليانا حركت نظرها ببطء بين الموجودين )
- اجل غادر منذُ قليل الم تريه
- أه لا لم اعلم بأنه سيحضر كما أني لم اعلمهُ برغبتي بالحضور لذا لا يعلم بوجودي والا لرافقني ( وبعد ابتعاد السيدة نظرت إليها مارغريت باهتمام وهي تقول ) هل رأيته
- لا ( أجابتها باقتضاب وهي تتعمد تثبيت نظرها على ما أمامها )........
- سينتهي وشاحي قريبا اليس كذلك
- تساءلت جيسي باهتمام وهي تجلس بجوارها بينما انشغلت جينا بإعداد العشاء للأطفال
- اجل لا تقلقي سترتدينه غدا انه الأخير وسأنهيه بسرعة
اقتربت جينا لتجلس بجوارها بعد العشاء وهي تقول
- أنت هادئة جدا مؤخرا أهناك ما يشغلك
- لا ( أجابتها باقتضاب وهي تركز على إنهاء وشاح جيسي ) .
اخذ الأولاد يتراكضون بجميع الاتجاهات وقد امتلأت ساحة البلدة بالناس والعربات المليئة بالحلوى والفاكهة وقد صفت بجوار بعضها فتساءلت يوليانا وهي تنظر حولها
- أتعتقدين أنها ستمطر ارجوا أن لا يحصل هذا
- لن يسر الأطفال أن حصل ( أجابتها جينا وهما تسيران وتنظران إلى ما يجري حولهما )
- ماذا يوجد هنا
تساءلت وهي ترى مجموعة من الناس الذين يرتدون الملابس الفاخرة وقد تجمعوا يتحدثون معا فقالت جينا
- انهم يحاولون مشاركتنا بهذا الاحتفال ولكنهم يبقون معا لا يختلطون بنا
- أهم سكان دلبروك
- اجل سيحضر المزيد منهم .. انظري هناك
وأشارت برأسها نحو مجموعة من الأطفال بالإضافة إلى بعض الفتيات والشبان قد تجمعوا فحركت رأسها محاولة النظر بفضول وهي تتسائل
- لما هم مجتمعون ماذا يوجد هناك
- يقدم الطعام والشراب والحلوى بالمجان هنا انها من السيد سترانس أتعتقدين انه يشرف على الأمر بنفسه أم السيد أونيل من يفعل
تجهم وجهها ببطء للفكرة وتابعت سيرها وهي تقول
- لا اعتقد أنهم يفعلون هذا
- لكن هذه هي طريقة السيد سترانس بالتواصل مع سكان دلبروك وان لم يكن هنا فسرعان ما يحضر للاطمئنان على سير الأمور .. انظري إلى روني ( أضافت جينا مبتسمة وهي ترى روني تحاول القفز كي ترى ما تحويه إحدى العربات فأضافت ) إنهم سعداء وهذا يسرني .. انظري من حضر
نظرت إلى حيث أشارت جينا برأسها لتشاهد ماك يخرج من وسط مجموعة من الراقصين ويقترب منها وهو يقول بمرح ويده تمسك يدها ليجذبها معه
- سترقصين اليس كذلك ( وقبل أن تستطع إجابته قالت جينا )
- لا تتعجلي من اجلي فانا برفقة روني هنا
وجدت نفسها وسط مجموعة من الراقصين وقد اصطفت الفتيات والشبان أمامهم واخذ التصفيق يعم المكان والمرح مستمر مما ادخل البهجة إلا نفسها وأخذت تراقص ماك لتخرج برفقته بعد قليل مبتعدين عن الراقصين وهي تقول بمرح
- كان هذا ممتعا ( ابتسم ماك لسعادتها وامسك يدها ليسير جاذبا إياها معه وهو يقول )
- أريد أن اريك شيئا
تبعته وهي تتسائل فوقف أمام احد الأكواخ التي تطل على ساحة البلدة وهو يقول
- ارغب ببناء كوخا كهذا أيروق لك
- اجل انه جميل
أجابته ببطء قبل أن تنظر إليه بحيرة فلتمعت عينيه بود وسحبها معه برقة وهو يقول
- أريد قول شيء لك
وجذبها معه إلى طريق خالية بجوار الكوخ فتبعته ببطء وهي تفكر وقد أدركت بان ما سيعلمها به لن يسرها فترك يدها ناظرا إليها مما جعلها تبادره
- لما أحضرتني إلى هنا
- ارغب بقول شيء لك دون وجود كل تلك الضوضاء
- ماك لا اعتقد انـ
- لا أرجوك دعيني أتابع
- ولكن أنت لا تـ
- أنا مغرمٌ بك ( فتحت شفتيها عاجزة لوهلة عن قول شيء فتابع ) أنا حقا مغرم بك لقد أغرمتُ بكِ منذُ البداية
- لا أنت لا تدرك ما تقوله انـ
- بل أنا مدرك تماما ما افعله لقد سمعت الكثير ولكني اعلم انه غير صحيح فقد رأيتك وتحدثت معك كفاية لأدرك أنها أمور ملفقه وأنا حقا انوي الاستقرار وبناء ذلك الكوخ ( حركت يدها بتوتر وهي تهم بالتحدث فامسك يدها ليحيطها بأصابعه وهو يضيف بهمس أمام ترددها ) أتعديني بان تفكري بالأمر ( حاولت سحب يدها وهو يستمر ) عديني أن تفكري
- أنا ..لا اسـ ( وتوقفت عن المتابعة وهي تشعر بوجهه ينحني نحوها فأسرعت بوضع يدها الحرة أمام فمها وهي تقول بسرعة ) لا تفعل
توقف وجالت عينيه بعينيها ثم حرك رأسه ببطء بالإيجاب ومال برأسه ليطبع قبلة على خدها لتتوسع عينيها وهو يهمس
- ستفكرين بالأمر اليس كـ
لم يتابع بسبب يد استقرت على كتفه بقوة لتجذبه إلى الخلف ليحدق ماك بالمتطفل وقبل أن يستطع رؤيته تعرض للكمة قوية على وجهه جعلته يرتمي أرضا بينما شهقت يوليانا وهي تتراجع بضع خطوات بذعر محدقة بأونيل الذي شتم وهو ينظر إلى ماك الذي ارتمى أرضا ثم رفع نفسه محدقا بذهول بأونيل وهو يضع يده على خده دون استيعاب ما يحصل وأونيل يقول مهددا وقد بدا الغضب الشديد عليه
- أن لمستها مرة أخرى سأقضي عليك
وخطى نحو ماك المذهول فأسرعت بالوقوف أمامه وهي تقول بقلق بالغ وعدم تصديق
- توقف أجننت ألا تدرك ما الذي فعلته
امسكها من ذراعها وجذبها نحوه لتصبح قريبة منه وهو يهمس من بين أسنانه المشدودة
- أن رأيتك برفقته مرة أخرى لن يسرك أبدا ما سأفعله
وترك ذراعها بنفور مما جعلها تتراجع عنه وعينيها معلقتين بعينيه المشتعلتان فحركهم نحو ماك الذي يعاني من الصدمة ثم تحرك مستديرا ليبتعد وهو ينظر إليها مهددا أن تعارض ما قاله لاحقته بأنفاس مقطوعة قبل أن تسرع نحو ماك لتجثو بجواره وهي تتساءل
- أنت بخير ( حرك عينيه نحوها دون أن يرمش ومازالت يده على خده فوضعت يدها على ذراعه لتساعده على الوقوف وهي تقول ) هل أصبت
ولكنه ابتعد عنها مما جعلها تتوقف عن مساعدته وهي تنظر إليه بيأس وهو يقف بمفرده وينفض ثيابه فوقفت بدورها ليقول دون النظر إليها
- ما كان يقال إذا صحيحا ( وتوقف عن نفض ثيابه مضيفا وقد بدا الألم على وجهه ) وأنا الذي
فقاطعته قائلة
- لا أنتَ لن تفهم الأمر لا احد يستطيع
استقام بوقفته جيدا وهو يحاول أن يبدو غير مكترث رغم فشله بذلك وهو يقول
- بالتأكيد .. انه السيد في النهاية ولو أعلمتني لما كان حصل هذا ولما .. أغرمت بك
- آنت لا تستطيع أن تغرم بي لا أنت ولا احد سواك لأني لا أستطيع شيئا حيال هذا
حرك رأسه وتخطى عنها بضيق وهو يقول
- لم أتوقع انك من هذا النوع من الفتيات ( لاحقته بذهول لقوله قبل أن تهتف بكل كبرياء )
- آنت مخطئ أنت لا تفهم شيئا
ولكنه اختفى كما فعل أونيل مما جعلها ترغب بالاختفاء عن وجه الأرض فلتفت حولها ماذا تفعل لما عليها تحمل كل هذا لما رفعت رأسها بكبرياء وعينيها تلتمعان بدموعها فجرحها بدء يكبر ويكبر داخلها فتحركت من مكانها وأخذت تجول بعينيها بين الناس وهي تسير
- عمن تبحثين
تسائل ويل الذي جرى نحوها ليصبح بجوارها فأجابته دون النظر إليه وهي تمعن النظر بالحشود
- لا احد .. ها هو ( وتحركت نحو جويل عندما رأته فأسرع ويل بلحاقها فأوقفته قائلة وهي تضع قطعة من النقود بيده ) اذهب واشتري لنفسك شيئا
وقف ويل محدقا بالنقود بيده قبل أن ينظر إليها هاتفا
- أهي لي
- اجل .. جويل
نادته وهي تنظر إليه فأعتذر من المجموعة التي يقف معها وتحرك نحوها ليخلع قبعته متسائلا فاخفضت صوتها وهي تقترب منه قائلة
- اعلم سيدك أني أريد رؤيته بالكوخ بعد انتهاء الحفل
هز رأسه لها بالإيجاب فتحركت مبتعدة ألا يكفيها ما هي به حتى يزيد الأمر عليها ألان تلفتت حولها خارجه من أفكارها على مناداة جينا لها فنظرت إليها لتراها تمسك بويل وتجذبه معها وقد ضم شفتيه وهو على وشك البكاء وحمل بيده الأخرى التي استقرت قرب صدره مجموعة لا باس بها من قطع الحلوى لتبادرها جينا ما أن أصبحت بجوارها وهي تنظر بغضب نحو ويل
- هل أنت حقا من أعطاه النقود ليشتري كل هذا
- اجل
قالت بحيرة لتصرفها فتركت جينا يد ويل وأمعنت النظر بها قائله بصوت اقل حدة
- أنت من أعطاه النقود ليشتري كل هذا
- أ.. جل لقد .. أعطيته إياها .. تلك ميريال سأراها
قالت وابتعدت عن جينا التي تابعتها بنظرها , أخذت تسير بأرجاء الغرفة ذهابا وإيابا فالقد مضى ساعة ونصف على وجودها هنا لن يحضر لأنها من طلب منه ذلك لن يفعل تمتمت بغيظ وتحركت مغادرة وهي تهمس لشعورها بالعجز
- أكرهك...........
- هل أصبحت السيدة مارغريت أفضل فلم تعد ترسل خلفك
- ستفعل أجلا أم عاجلا
تمتمت وهي شاردة وتفكير متجه نحو أونيل الذي علمت انه قد غادر دلبروك نحو المناجم في صباح اليوم التالي مما زاد من ضيقها فهو حتى لا يهتم بالإصغاء لها انها تحاول التفكير بشكل منطقي علها تصل إلى حل ما الذي ستفعله بعد أن يستطيع سترانس اعادت أملاكها لها كيف ستتخلص من أونيل عليها هذا وبالفعل لم تمضي الأيام الثلاثة حتى أرسلت مارغريت خلفها فذهبت دون تردد وهي تفكر بان عليها أبقاء علاقتها بها جيدة فهي أفضل من يعاملها من آل دلبروك بدأت خطواتها تبطئ وهي تدخل إلى القصر وتشاهد أونيل ينزل أخر الدرجات وهو يهم بالتحرك نحو الباب مغادرا لتتابع سيرها متعمدة عدم النظر إليه وقد أبطئ هو الأخر في سيره عند رؤيتها وما أن وصلت إلى جواره حتى قال
- أرى انك هنا مارش ( الا أنها تابعت سيرها متخطية إياه ومتجاهلة وجوده تماما فضاقت عينيه قبل أن يحرك رأسه نحوها وهو يقول بعدم رضا ) أنا أحدثك
تابعت صعود الدرجات دون اعارته أي اهتمام لتتجه نحو غرفة مارغريت حركت يدها لتطرق على الباب ولكنها لم تفعل وهي تحدق بأونيل الذي يسير باتجاهها وقبل أن تتحدث سحبها من يدها الأخرى معه لتقول متلعثمة وهي تسير معه مجبرة
- توقف ماذا تفعل ( فتح باب غرفته وجذبها معه إلى الداخل ليغلق الباب خلفه وهو يترك يدها لتضيف ) توقف عن فعل هذا
- الم أحدثك منذُ قليل أفعلت أم لا
- وماذا في الأمر فلتتحدث ولكني لن أصغي لك فان أردت أن أصغي لك فعليك بفعل المثل لقد تركتني انتظرك لساعة ونصف في الكوخ وأنتَ تعلم جيدا أني لا أستطيع المغادرة ليلا من هناك
- أحقا علي تلبية طلبك
- لا ليس عليك وبالمقابل لن افعل فابتعد من أمامي
تمتمت وهي تتحرك متخطية عنه نحو الباب قبل أن تضيف بنفاذ صبر ويده تستقر على ذراعها ليجذبها نحوه لتستدير إليه واضعة يدها على صدره كي لا تصطدم به
- توقف عن فعل هذا أيضا
- أتعلمين ارغب بالتخلص من لسانك العين هذا وبالمقابل ارغب بهذا
وأطبق شفتيه بقوة على شفتيها وقد أصبحت بين ذراعيه لتندس يده بشعرها مانعا إياها من الابتعاد أرعبتها تلك المشاعر التي تعصف بها والتي لا تعلم كيفية التعامل معها انها عاجزة تماما مما يجعلها غاضبة من نفسها ومنه لجعلها بهذا الموقف فوضعت يديها على كتفيه تدفعه عنها دون فائدة وسرعان ما أخذت قواها تنهار وتركيزها يتشتت وهو لا يبتعد عنها حتى أنها لم تعد ترغب بهذا وأرخت جفونها والفضول الكبير يشدها ويجذبها بقوة لا تستطيع معها الرفض نحو ذلك العالم الغريب الذي تغوص به دون أن تدرك إلى أين سيصل بها المطاف شعرت بيديه التين خف ضغطهما عند استجابتها له وأخذت يده التي استقرت على خصرها تتحرك على ظهرها ببطء مما جعلها تستعيد صوابها وبسرعة تراجعت لتفلت من ذراعيه لتدوس على حافة ثوبها من الخلف مما جعلها تتعثر وقبل أن يستطيع مساعدتها استقامت بوقفتها وعينيها الفزعتين لا تفارقانه وهي تتراجع ببطء وكل خليه بجسدها ترتجف فحرك يده مما جعلها تلتصق بالباب خلفها فقال بتوتر واضح
- ألا تستطيعين التوقف عن الحراك
- ليس بعد الذي فعلته
قالت بصوت مرتجف فظهرت ابتسامة ساخرة على شفتيه وهو يقول
- وما الذي فعلته
رفعت رأسها بكبرياء مصطنع فهي بهذه اللحظة تريد الاختفاء من أمامه بالسرعة الممكنة وبصوت متوتر اجابته
- أنت تسعى لإيذائي ولكني لن اسمح لك
- بالتأكيد لن تسمحي لي أما لذاك الشخص فكنت ستفعلين
- شخص .. أه أنت تعني ماك حتى ألان لا اعلم كيف سمحت لنفسك بالتصرف بهذا الشكل المهين .. لا تقترب ( أسرعت بالإضافة وهي تراه يهم بالتحرك ومضيفة وعينيه لا تفارقانها ) ولا تنظر إلي بهذا الشكل لأني لا اهتم لذا من الأفضل لك أن لا تكرر هذا أنا جادة ( بدت السخرية عليه وتحرك مبتعدا فتعلقت عينيها بظهره مضيفة ) كما أن تصرفك ذاك النهار مع ماك سيزيد الأمور سوءً ألا تدرك ذلك .. لما فعلت هذا
- لقد بدأت افقد احترامي لنفسي بحق ( تمتم وهو يستدير إليها مضيفا ) لا أريد رؤيتك برفقته أتسمعين
- إنه مجرد صديق
- ويقبلك يا لها من صداقة أأبدو لك أحمقاً
- لم يكن يقبلني
أسرعت بالقول بصوت خافت فهي لا تعد ما أراد ماك فعله تقبيل بالمقارنة بما فعله هو معها
- اجل بالتأكيد كان يريد أن يهمس لك شيء ما ( قال ساخرا قبل أن يتابع بجدية ) أن رأيتك برفقته أو برفقة غيره تتصرفين بهذا الشكل لن أقول لك ما سأفعله
- لما تفعل هذا أتعلم أن تصرفاتك تدل على شيء واحد وهو شخصٌ لا يمس لك لا من قريب ولا من بعيد فنحن لسنا زوجين حقيقين وتصرفات الزوج الغيور لا تليق بك
بدا التجهم يسري إلى وجهه بسرعة كبيرة لقولها قبل أن يقول ببطء
- أن أردتِ أن أنفذ ما وعدت والدي به فعليك الابتعاد من أمامي ألان
حركت عينيها بعينيه قبل أن تهمس
- لما أنتَ سيء لتلك الدرجة لما لست مختلفا
بدت المفاجئة على وجهه لقولها قبل أن يقول
- ما الذي يدور في عقلك مارش فانا لا أستطيع فهمك
- أنت لا تحاول حتى
- ولما افعل ولا تقولي لي بسبب ما حدث بيننا لأن هذا سيكون في أحلامك فانا أمامي مستقبلٌ كبير ولا انوي ابقاء الأمور على حالها
بقيت عينيها ثابتتان عليه فبكل تأكيد لم يقبلها بهذا الشكل فقط لإغاظتها لذا قالت
- وماذا علي القول لماك ألان
- أن يغرب عن وجهك
- ولكنه مغرم بي
- ماذا ( تمتم وابتسامة ساخرة أطلت على شفتيه دون أن تصل إلى عينيه وهو يضيف ) أجن
- لما
- ليغرم بك
- وما بي أه لا ترهق نفسك بالإجابة فلا يهمني حقا ما ستقوله
- ما رأيك أن تغربي عن وجهي إذا
- سأفعل وبكل سرور وان استطعت أن تجد حلا لارتباطنا فارجوا ان تسرع به فانا لا أريد أن أصبح عانسا وأنا برفقتك
وتحركت لتفتح الباب مغادرة بينما ضم شفتيه بقوة قبل أن يتمتم بحدة
- أغلقي الباب خلفك................
- جاك .. يا الاهي جاك
هتفت جينا وهي ترى جاك يدخل المنزل في المساء مما جذب انتباه الجميع فهرعوا لاستقباله فتسائلت يوليانا
- أنت في أجازة
- لا لن يعود للعمل هناك مرة أخرى أتسمع ما أقوله
- أمي
قال بتذمر وهو يبتعد عنهم متوجهاً نحو المدفئة ليخلع معطفه الرطب ويقوم بتدفئة يديه فنظرت جينا نحو يوليانا بقلق قبل أن تعود نحوه قائلة وهي تقترب منه
- العمل مرهق هناك اليس كذلك
- لا أنا استمتع به ولكن ( ونظر إليها ثم إلى يوليانا قائلا بعدم رضا ) من منكما توجهت لسيد
- ماذا تعني
- اعني انه طلب مني عدم العودة للعمل هناك وأنا واثق أمي انك من ذهب إليه اليس كذلك ( حركت جينا عينيها نحو يوليانا دون أجابته فرفعت يوليانا كتفيها مدعية الحيرة فقال بإصرار ) بل فعلتم فالقد طلب مني العودة برفقته إلى هنا دون أن يطلب من غيري هذا
- أعاد هو أيضا ( تساءلت يوليانا )
- اجل ويريد رؤيتي غدا .. هل تعلمون لماذا
هزت جينا رأسها بالنفي وكذلك يوليانا والتفكير العميق بادً عليها فما الذي يريده من جاك فتساءلت
- كم سيمكث هنا
- لا اعلم................
- توقفي عن هذا لما لا تدعيني وشأني
- أنا حتى لم أتحدث معك
- فيوليت أنت تتبعيني كظلي
قال جاك بتذمر وقد أفاقت في الصباح الباكر وتبعته وهو يتجه نحو القصر فأسرعت بخطواتها لتسير بجواره وهي تقول مدعية
- لقد أرسلت السيدة في طلبي وأنا متجهة إلى القصر وأنت
- وكأنك لا تعلمين .. أتعلمين اعلم انك من ذهب إلى السيد وقال له أني لا أصلح للعمل بالمناجم اليس كذلك أيتها المزعجة المتطفلة
- لا تحدثني بهذا الشكل الغير لائق
- إذا لا تحشري انفك بأموري عندها لن افعل
- أنت فظ جدا ولا اعتقد انك ستروق للفتيات
- هذا أفضل
- لا اعتقد .. ها نحن نقترب
أضافت قبل أن تختفي كلماتها ويحل التجهم على وجهها لرؤيتها لأونيل الذي وقف أمام أدراج القصر يرتدي قفازيه وقد ارتدا بذله سمراء بالغة الأناقة بقي في مكانه وهما يقتربان منه ونقل نظره بينهما قبل أن يبادر جاك دون النظر نحوها من جديد
- أكنت بحاجة إلى من يرشدك إلى الطريق
بدا الارتباك على جاك بينما استمرت متخطية عنهما دون النظر إليه وجاك يقول
- أرسلت السيدة وراء فيوليت فرافقتني
تابعت صعود الأدراج قبل أن تنظر من فوق كتفها نحوهما لترى أونيل يشير برأسه لجاك نحو الإسطبلات ليسير برفقته إلى هناك فألقت التحية على وايت قبل أن تقول
- السيد سترانس مستيقظ
- لا
- والسيدة
- أنها كذلك
تحركت لتصعد نحو غرفة مارغريت التي أفاقت للتو لتجلس معها قليلا قبل أن تغادر متجهة نحو الإسطبلات بفضول وتتلفت بنظرها علها ترى جاك اقتربت من أحد الإسطبلات ونظرت بداخله ولكنها لم ترى سوى رؤوس الخيل التي تتناول طعامها فتحركت مستديرة لتتوجه نحو الإسطبل الأخر الا أنها توقفت في مكانها وهي ترى أونيل أمامها وهو يتساءل
- ماذا تفعلين هنا
- لا شيء كنت مارة فقط
- حقا إذا أنت لا تبحثين عن شيء بهذا الطول وحاد الطباع
- لا اعلم عما تتحدث ( أجابته بعناد فقال )
- لا تجدين الكذب
- في الحقيقة انه الشيء الوحيد الذي أجيده هذه الأيام
مال برأسه نحوها قليلا قائلا وعينيه تنظران إلى فمها
- ذلك الفم الجميل .. اجل انه يقول الكثير من الأكاذيب ولكن عيناك ( ورفع نظره إلى عينيها التين بدا التوتر بهما فأضاف وهو يستقيم بوقفته ) تقولان لي الحقيقة فأنت تشعرين بالفضول لمعرفة ما حصل لذلك الشـ ارجوا المعذرة الطفل اليس كذلك
- وماذا حصل له
- انه يعمل هناك ألان ( وأشار برأسه نحو الإسطبل وعينيه لا تفارقانها وهو يضيف ) اليس أفضل من العمل بالمناجم بالنسبة لطفل
- ليس عليك تكرار هذا فقد سمعته منذُ المرة الأولى
- اعتقدت انك لم تتنبهي ( أجابها ساخرا ولكنها تعلم انه بعيد عن السخرية في هذه اللحظة والتفكير بادً عليه فقالت )
- لما أحضرته إلى هنا
- فعلت ذلك من أجلك ( بدت المفاجئة على وجهها لقوله فأضاف ) الم ترغبي بان يكون قريبا من عائلته
- اجل ( تمتمت بحذر وهي لا تثق بحديثة فاستمر )
- حسنا ها قد أحضرته إلى هنا
- شكرا لك
- لا أريد شكرك
- ماذا تريد إذا
- أريد أن اعلم ما ترفض عمتي اعلامي به
- ارجوا المعذرة
- لا اعتقد أني بحاجة لشرح لك أعلميني ما لا اعرفه وسأكافئك بكل ما تريدين ( وأمام صمتها أضاف ) فكري جيدا مارش بما اعرضه عليك .. ارتباطنا ليس حقيقي اليس كذلك
- الم .. تتأكد بنفسك من هذا
- اجل فعلت ولكني لا أستطيع التصديق لذا أعلميني ما يخفيه والدي عني
- ولما تعتقد أني اعلم هل أنا بوضع يسمح لي برفض ما يعرضه والدك علي أنا مثلك أونيل أنفذ ما يطلبه والدك دون أن اعلم ما وراءه لقد أجبرك اجل فعل وأجبرني صدق أو لا تصدق لقد أجبرني لم يدع لي الخيار بهذا
تمتمت بضيق وهزت رأسها كي لا تسترسل فأضاف بسرعة وهو يراها تهم بالتحرك
- أنا مستعد لسماع ما تعرفينه ( نقلت عينيها بعينيه قبل أن تقول وهي تتحرك مبتعدة )
- لا اعتقد أني استطيع مساعدتك بهذا الأمر ( تابعها بنظره قبل أن يقول بتأكيد )
- تعرفين أين تجديني عندما تريدن التحدث
رمشت وهي تتابع سيرها بالتأكيد لن يفعل ذلك دون مقابل احضر جاك لأنه يريد أن يعلم ما يخفوه عنه عليه أن يكون أكثر ذكاءً في إقناعها لتعلمه ما تخفيه............
- الطقس دافئ اليوم وهذا أمرا جيد
- اجل ( أجابتها جينا وهي تنشر الثياب بينما وقفة يوليانا مستندة على السور الخشبي الذي يحيط بالمزرعة مستمتعة بأشعة الشمس الدافئة فاستمرت جينا ) ارجوا أن نحصل على محصول جيد أريد شراء بقرة قد أستطيع توفير بعض المال بعد أن أعطي ثورب مـ ( توقفت عن المتابعة مما جعل يوليانا تنظر إليها لتراها تحدق بشي خلفها فحركت رأسها إلى الخلف لترى روي يجري نحوهم فتحركت جينا بقلق بينما استدارت يوليانا نحوه فأسرعت جينا بالقول وقد كان ذهب لتفقد جاك بالقصر ) أحدث مكروه لجاك
وقف أمامها لاهثا وهو يقول ويشير بيده
- إنهار المنجم على مجموعة كبيرة من العمال وهم بداخله
- ليس من جديد ( تمتمت جينا وقد بدا الأسى عليها بينما توقفت عينا يوليانا على روي وجينا تستمر ) يجب أن نخسر من رجالنا دائما بسبب تلك المناجم
- لقد علق عدد لا بأس به من العمال والسيد أونيل أيضا محجوزا هناك والفوضى تعم القصر بسبب هذا
اختفت الدماء من وجه يوليانا دون استطاعتها الحديث وحركت عينيها عن روي ببطء ونظرت نحو الطريق قبل أن تتحرك نحوها وتبدأ خطواتها تسرع ثم تجري باتجاه القصر لتتابعها جينا بعينين واسعتين اخذ قلبها يخفق بقوة أكثر كلما اقتربت من القصر جالت بعينيها القلقتين بالمجموعة الكبيرة التي تجمعت في باحة القصر وأخذت تتخطاهم بتوتر إلى أن وقع نظرها على جويل فأسرعت نحوه لتمسك ذراعه وهي تقول
- ماذا حدث أعلمني ما الذي يحدث ( بدا التوتر عليه وهو يقول )
- انهار احد المناجم على من به
- أونيل كان هناك
هز رأسه لها بالإيجاب فتمالكت نفسها وقد غادر اللون وجهها تماما لتعود للقول
- أنت متأكد
- حضر جون لإعلام السيد سترانس بهذا فتوجه على الفور إلى هناك
رفعت يدا مرتجفة لتضعها على فمها وهي تتراجع مبتعدة ثم تحدق حولها دون رؤية شيء وقد تشوش نظرها لتجمع الدموع في مقلتيها لتسمع تهامس الذين حولها
- لقد مات جميع من كان بالمنجم منذُ تسع سنوات عندما انهار على من به
- لن ينجوا احد
- لابد وان السيد سترانس بوضعً حرج ألان
- لمن ستؤول كل أملاكه يا ترى
- علمت أن ابن روبر هناك أيضا
- المسكين لن ينجو
شعرت بالأرض تلتف وتلتف تحت قدميها فأسرعت بالابتعاد رافضة سماع المزيد وهمت بالتوجه نحو أدراج القصر إلا أنها تراجعت لن تجرؤ على رؤية مارغريت لا لا لن تراها ليس وهي بهذه الحال لن تحتمل سماع موت احد حتى لو كان أونيل حتى لو كان هذا هو خلاصها الوحيد مما هي به فجلست على أول الدرجات بصمت تصلي لتمر الساعة تلو الأخرى ولاشيء جديد اقتربت الشمس من المغيب وأصبح الصمت المطبق يحيط بالموجودين ينتظرون بترقب وقد بدأت وجوههم مرهقة متوترة إلى أن اطل شاب على خيله يسير باتجاههم فأسرعوا نحوه ومنهم من لم يجرؤ على التحرك من مكانه خوفا من سماع ما لا يريده وكذلك فعلت يوليانا التي وقفت تراقب ما يجري وقد ترجل الشاب عن خيله وأسرع نحوهم ليبادروه
- ماذا جرى
- والدي اهو بخير
- جون أعلمني كيف أخي
- استمعوا لي وليهدأ الجميع لم يصب احد إصابات بالغة حتى ألان
- ماذا تعني بهذا
- استطاع معظم العمال الخروج من المنجم قبل الانهيار ببضع ثواني
- والدي بخير إذا هل خرج معهم
- لا اعلم ولكن حتى هذه الساعة استطاعوا إخراج معظم العمال العالقين بجروح طفيفة فلا شيء خطير فطمئنوا .. ولكن هناك شخصان حتى هذه اللحظة في عداد المفقودين بران حتى الآن لم نعلم أين هو وكذلك علي إعلام السيدة بالداخل أن السيد أونيل لم يظهر حتى ألان فلتدعوا لهم بالنجاة واعذروني
تمايلت الأرض تحت قدميها بينما تحرك جون متخطي الجميع ليصعد الأدراج ويختفي داخل القصر فأسندت نفسها على الحائط خلفها والدموع تعود لتتجمع في مقلتيها , بدأت الناس تختفي بالتدريج ليقتصر عدد المتبقين على بعض العمال وفتاة نظرت إليها لتراها تجهش بالبكاء الشديد وقد وقفت سيدة مسنة قربها فتحركت نحوها قائلة بصوت واهن وقد اخفت الفتاة وجهها بيديها
- لا تقلقي سيعثرون عليهم ( رفعت الفتاة وجهها نحوها لتتأملها قبل أن تضيف ) الست شقيقة جويل ( هزت انجلينا رأسها بالإيجاب فأرخت جفونها وهي تتابع ) بران .. زوجك اليس كذلك
عادت انجلينا لتهز رأسها لها بالإيجاب ثم حركت رأسها نحو المرأة المسنة بجوارها قائلة
- إنها والدته .. سيكون بخير أنا اعلم هذا أنا اشعر بهذا اجل
- أجل سيكون بخير
تمتمت بشرود فوالدها قد توفي بانهيار احد المناجم عليه وعلى من معه من العمال ولم يخرج أحدا منهم فوضعت يدها على قلبها الذي اخذ يؤلمها استعاني من جديد إنها حتى لم تنسى ما حصل لوالدها انتفضت على يد استقرت على ذراعها فنظرت إلى جينا التي قالت
- حان لك العودة إلى المنزل ( همت لتعترض إلا أن جينا أضافت وهي تحثها على السير ) غابت الشمس وبقائك هنا لا فائدة منه
- ولكنـ
- لا ستغادرين معي ( قاطعتها جينا قائلة فتنهدت محاولة إدخال الهواء إلى صدرها ثم تحركت معها ولم تحاول التحدث فلا رغبة لديها رفعت يدها لتمسح دمعة انسلت على خدها فرمقتها جينا بنظرة قبل أن تقول ) أنت مرهفة الحس فالقد اعتدنا هنا على هذا فالحوادث تقع
- كيف يمكنك قول هذا كيف يمكنك الاعتياد على فقد .. آه آسفة لم اعني هذا فانا اعلم ما عانيته لفقدان دوناند
قالت وتنفست بعمق كي لا تستمر بالحديث وقبل شروق شمس كانت تسير نحو القصر توجهت نحو انجيلينا وقد شاهدتها برفقة جويل الذي نهض واقفا عند اقترابها فتساءلت
- أهناك جديد ( هز رأسه بالنفي ثم نظر نحو شقيقته قائلا )
- ترفض المغادرة قبل أن تعلم ما جرى لبران
أخفضت يوليانا رأسها كي لا يرى جويل الألم الذي تشعر به فقال بتردد
- ارجوا أن يكون السيد بخير كذلك
- ارجوا ذلك
- أن انجيلينا لا تتوقف عن القول أن بران بخير إنها تشعر بهذا
نظرت إلى انجيلينا لتهمس وهي شاردة بها
- لا اشعر أني بخير ولكني لا اعلم أن كان هو بخير أم لا أنا احسد شقيقتك أن كان ما تشعر به هو الصحيح
وتحركت مبتعدة عنهم بصمت شاردة لتمر الساعة تلو الأخرى دون جديد مما جعل توترها يزداد فتوجهت نحو القصر لتدخله
- ماذا تريدين فيوليت ( بادرتها ميغي وهي تراها ولكنها لم تجبها واستمرت متوجهة نحو غرفة مارغريت فأضافت ميغي ) أن السيدة ليست بخير ولا اعتقد أنها ترغب باستقبال احد ألان
عادت لتجاهلها وهي تشعر بالجو الكئيب الذي يعم أنحاء القصر حتى أنها شعرت بالبرودة تنسل إليها دخلت إلى غرفة مارغريت لتجدها تحدق من خلال النافذة بشرود فأغلقت الباب خلفها مما جعل مارغريت تتنبه لوجودها فحركت يدها نحوها قائله يقلق شديد
- عزيزتي ( تحركت يوليانا نحوها لتمسك يدها قائلة )
- سيكون بخير
- الجميع يقول ذلك ولكن أين هو لما لا يحضروه أن كان بخير .. أتعتقدين أنهم لم يجدوه بعد
أطبقت شفتيها لتقول بصعوبة بعدها
- انه قوي وسينجو
ولكن أملها تبدد مع انتهاء اليوم دون استطاعتهم إيجاده هو أو حتى بران مما سبب انهيارا لانجلينا وبصعوبة استطاعت يوليانا الوصول إلى مزرعة مارش لتستلقي في سريرها محدقة بالحائط بشرود وهي تدعي النوم فتأملت جينا ظهرها بصمت قبل أن تعود لمتابعة حياكة الصوف .
- لن تذهبي إلى القصر
- لا شأن لك بي فابتعد عن طريقي
- ماذا ألان ما الذي يحصل
- جينا ابعدي جاك عن طريقي
- لن اسمح لها بالذهاب إلى هناك الجميع يتحدث عنها بالسوء لا أرى سبباً لذهابها أمي
- لا شأن لك ابتعد
قالت وهي تحاول تخطيه إلا انه أسرع بالوقوف أمامها من جديد فأسرعت جينا بالقول
- لا تذهبي فانـ
- لا سأذهب ( ونظرت إلى جاك بعصبية مضيفة ) فابتعد عن طريقي
- لما تريدين الذهاب لا شأن لك هناك ( ضمت شفتيها بقوة قبل أن تعود للقول بإصرار )
- ابتعد عن طريقي
- دعها وشأنها جاك
- لا أمي لا شأن لها هناك
- لا تكن متسلطا بهذا الشكل وابتعد
وتختط عنه تريد الخروج ولكنها توقفت ووضعت يدها على حافة الباب ورأسها يلتف بها فأسرعت جينا بإمساكها وهي تقول
- هذا ما كنت أريد قوله أنت لم تتناولي الطعام منذُ وقت
وجذبتها لتجلس لتضع لها طبقا من الحساء
- لا اشعر بالجوع اشعر بالدوار فقط
- تناولي هذا فيوليت وستبـ
- لست فيوليت فلا تناديني فيوليت
قالت بنفاذ صبر وضيق كبير فتوسعت عيني جينا المحدقتان بها بينما قال جاك بسخرية
- بدأت تفقد عقلها
- اخرج جاك اليس لديك عمل تذهب إليه
نهرته جينا وهي تنظر إليه ثم تحركت نحو المطبخ بينما خرج جاك وهو يتمتم
- لقد تسببت في تأخري ألان
نظرت إلى الباب ثم إلى طبق الحساء أمامها والتجهم لا يفارقها فاقترب منها روي هامسا
- سأذهب إلى القصر واحضر لإعلامك ماذا يحصل أأفعل
هزت رأسها له بالإيجاب موافقة فتحرك مغادرا ولم يلبث أن عاد جريا مما جعل جينا التي تقف على الباب تقول وهي تحدق به
- تصرف هؤلاء الأولاد يفزعني ماذا ألان روي لما تجري بهذا الشكل
أسرعت يوليانا بترك طبقها الذي تتناوله ببطء والتحرك إلى الخارج ليتوقف روي أمامها وينحني في وقفته قائلا بأنفاس لاهثة
- لقد احضروا السيد وبران منذُ بعض الوقت وهم أحياء
بدأت شبه ابتسامة تظهر ثم تختفي على شفتيها وتحركت بسرعة جاريه نحو القصر بينما قالت جينا وهي تحاول إيقافها
- فيوليت انتظري .. تلك الفتاة ليست إلا مجموعة من الألغاز
وصلت القصر وأسرعت بالصعود إلى الطابق الثاني غير عابئة بالوجوه المحدقة بها لتتخطى العاملين وتفتح باب غرفته لتدخل وتتوقف قرب الباب وهي تغلقه محدقة بالمجموعة الواقفة حول السرير نظر إليها سترانس ثم عاد نحو الطبيب الذي يحدثه فاقتربت بخطوات متمهلة محاولة رؤيته لتقف في أسفل سريره محدق به وقد جلست مارغريت بجوار سريره ممسكه بيده نظرت إلى يوليانا التي أخذت تنقل عينيها من رأسه الذي لف بضمادات إلى جروح في عنقه إلى ذراعه التي لفت جيدا وبدا في عالما أخر لا يشعر بما يحيط به فحركت رأسها بشكل آلي إلى مارغريت التي همست تطمئنها
- انه بخير انه كذلك
ابتلعت ريقها وهزته بالإيجاب مدعية فهو لا يبدوا بخير ابد ونظرت إلى الطبيب وهو يقول
- سأعرج عليه لتفقد يده حتى تعود إلى طبيعتها
- استبقى بهذا الشكل
- لا ستشفى مع الوقت وتعود إلى ما كانت عليه ولكن لن يخلو الأمر من بقاء بعد الندبات
- متى سيستعيد وعيه ( تساءلت مارغريت بقلق )
- لقد تعرض للإرهاق الشديد فبقائه بتلك الحفرة بتلك الوضعية وهو مصاب بالإضافة لعدم تواجد الماء والطعام لمدة يومين يجعله مرهقا لذا ارجوا أن يحصل على الراحة وليقدم له الكثير من السوائل والطعام المغذي عند استيقاظه أما بالنسبة لذراعه فالقد أعلمت السيد للتو أنها ستشفى
واخذ الطبيب يقوم بتوضيب حقيبته فنظر سترانس نحو مارينا وجون بالإضافة إلى مارغريت قائلا
- لا أريد من أي كان إزعاجه فلتدعوه ليحصل على الراحة الازمة
اقتربت مارينا من مقعد مارغريت لتدفعه وتبعهم جون فدخلت ميغي عند خروجهم قائلة
- أأبقى قرب السيد في حال استيقظ واحتاج إلى شيء
- لا ستبقى فيوليت
أجابها وهو يتخطى عنها فتبعته بصمت لتغلق الباب خلفها بينما بقيت عينا يوليانا معلقتين به متأملة إياه قبل أن تتحرك ببطء لتصبح بجواره فجلست على حافة سريره محدقة بوجهه وقد أشعرها الهدوء الذي عم الغرفة بعد مغادرة الجميع ببعض الراحة تعلقت عينيها بشفتيه الجافتان فتحركت لتقوم بتبليل منديلا لتمرره على شفتيه لترطبهما وعادت لتكرار هذا وهي تراه يحرك شفتيه قليلا قبل أن تتحرك لتجلس على المقعد المجاور لسريره وتعود بنظرها نحو الباب وقد عادت مارغريت لتنضم إليها ليمر الوقت ببطء , أخذت تسير بالغرفة ذهابا وإيابا بعد مغادرة مارغريت من جديد قبل أن تعود نحوه لتنقل عينيها بين المقعد المجاور لسرير والمقعد البعيد وقد اخذ منها الإنهاك لتتحرك نحو المقعد المجاور لسرير وتجلس عليه متأملة إياه بصمت قبل أن تدمع عينيها فتحركت لتجثو بجوار السرير وتضم يديها معا أمامها وتدعو علها تشعر بالراحة قبل أن ترخي يديها على السرير وتريح رأسها فوقهم وعينيها تراقبانه لما تشعر بهذا نحوه إنها لا تريد التخلص منه كما كانت تقول لنفسها منذُ وقت قريب كيف استطاعت ذلك انه يعاملها بسوء ولا يتوقف عن السخرية منها حتى انها تكرهه في معظم الأوقات عقصت شفتها وأغمضت عينيها لا تريد الاسترسال بأفكارها هذه ليأخذ الإنهاك منها وينسل النعاس الذي فارقها منذ يومين إليها لتغفو دون أن تدري , حرك رأسه المتيبس إلى الجهة الأخرى ثم رفع يده ليضعها على عنقه الذي يؤلمه وفتح عينيه قليلا لتتوقف على الوجه النائم أمامه ففتح عينيه جيدا لينظر إليها ثم يحرك رأسه بالغرفة بحيرة ليعود برأسه نحوها قبل أن يحاول تحريك يده ليقطب حاجبيه ألماً فرفع رأسه محدقا بيده التي لفت من أولها لآخرها ليتنهد ويرخي رأسه محدقا بالسقف , ارتجفت يوليانا وتحركت لتقف وهي تحدق بالباب وقد ارتطم إبريق الماء الذي كانت تحمله ليزا لتضعه بالغرفة أرضا وقد انزلق من بين يديها لمشاهدتها يوليانا نائمة بينما همست يوليانا بعدم تصديق
- لما لم تطرقي على الباب
- لم .. أكن أريد إيقاظ السيد ما الذي تفعلينه هنا
- لا شأن لك هيا أسرعي بتنظيف هذا الزجاج ( انحنت ليزا نحو الزجاج لالتقاطه ولتخرج فأخرجت تنهيده عميقة من صدرها وتهاوت جالسة على المقعد وقد أفزعها دخول ليزا حركت رأسها نحو أونيل لتجده مغمض العينان فتنهدت من جديد وعادت نحو الباب الذي أطلت منه ليزا وهي تلمحها بنظرة فقالت وهي تسير نحوها ) عليك بالإسراع وتنظيف هذه الفوضى التي أحدثتها ولتتعلمي الطرق على الباب مرة أخرى قبل دخولك
انحنت ليزا لتمسح الماء وهي تقول بصوت منخفض
- ليس أنت من يقول لي هذا فيوليت فلا تكوني فخورة بنفسك
- قد اجعل السيد الكبير يعلمك بهذا أيروق لك الأمر ( بدا الضيق على ليزا التي أخفضت رأسها وأنهت عملها فأضافت يوليانا ) احتاج إلى كوبا من الشاي ارجوا منك إحضاره ولتطرقي على الباب قبل أن تدخلي
وقفت ليزا وقد بدا الغيظ الشديد عليها لتستدير خارجة فهزت يوليانا رأسها بيأس وهي تتأمل الباب الذي أغلق
- أن من يسمعك تتحدثين مع العاملات بهذا الشكل يقول أنك معتادة على إعطاء الأوامر لهن وحتى انك تجدين التعامل معهن أكثر مما أفعل
حركت رأسها ببطء وعينيها تتوسعان لتحدق بأونيل الذي قال ذلك ثم استدارت نحوه وقد تعلقت عينيه بسقف الغرفة لتقول ببطء وعدم تصديق وهي تمعن النظر به
- أهذا أول ما خطر لك قوله عند استيقاظك
- بل قلت لنفسي أني على قيد الحياة
- أنت كذلك ولكن لتعلم أني لا أجيد التعامل مع العاملين أفضل منك فانا لا أضاهيك سوءً لا احد يفعل ( حرك رأسه نحوها لتتوقف عينيه عليها لقولها فأضافت بتوتر ) أتدرك كم يوم مضى ونحن لا نعلم ما حل بك ولما قد تهتم بينما نحن هنا لا نكاد تغمض جفوننا قلقا فلا نعلم أن كنت على قيد الحياة أم لا وأنت لا تبالي وكل ما تبادرني به هو عن طريقة تحدثي مع العاملات
بدت المفاجئة على وجهه لقولها فحرك يده اليسرى ليرفع نفسه ناظرا إليها جيدا قبل أن يقول
- أأنت بكامل قواك العقلية لقد كنت تحت الركام لا أستطيع الحراك من جنبي هذا إلى ذلك وان كنت أستطيع إعلام احدهم أني اهتم فكنت قبل ذلك طلبت منه إنقاذي ( توقف عن المتابعة وهز رأسه ثم تلفت حوله مضيفا ) أريد كأس ماء
تحركت نحو إبريق الماء لتملأ الكوب وتقدمه له ليتناوله بأكمله فجلست بالمقعد المجاور لسرير وهي تقول
- أنت بخير ألان
- لا اعلم ( تمتم وهو يحدق بنفسه مستمرا ) أمر ذراعي اعلم به أما راسي لا تقولي لي انه مصاب
- انه كذلك
- من جديد
- انه جرح سطحي على ما اعتقد
- وساقي أنها تعاني من أمرا ما
- اجل فأنت مصاب بالرضوض ولكن كما قال الطبيب لا شيء خطير
تنفس بعمق وناولها كوب الماء وهو يتساءل
- كيف هو والدي
- حالته سيئة فقد اعتقدنا أنك .. حسنا أنت بخير ألان وهذا هو المهم
- وبران
- بران .. لا اعلم ( بدا التفكير عليه قبل أن يقول )
- لا تعلمين أن كان قد رآه الطبيب
هزت رأسها بالنفي قبل أن تنظر نحو الباب الذي طرق لتطل منه ليزا وهي تحمل صينيه عليها أبريق الشاي وكوبا فتحركت نحوها بينما تابعها أونيل وهي تأخذ الصينية منها وتقول
- اعلمي ميغي أن السيد قد استيقظ ولتعد له الطعام ليتناوله
تراجعت ليزا مغادرة وهي تهز رأسها بالإيجاب فسكبت لنفسها كوبا من الشاي وهي تقول
- من الأفضل أن تتناول الطعام أولا
وتحركت نحو المقعد من جديد لتجلس عليه وترتشف من كوبها بصمت وهي تشعر بعينيه التين تتابعانها فقطعت الصمت قائلة
- خرج معظم العمال بإصابات طفيفة
- هذا جيد ومن حسن حظنا .. ألن تعلميني ما أريد معرفته ( نظرت إليه لقوله فاستمر بتفكير ) لقد كان لدي الوقت الكافي لتفكير برغم كل شيء
عادت نحو كوبها وهي تقول
- لا اعلم عما تتحدث
حرك عينيه عنها نحو الباب وليزا تدخل وهي تدفع طاولة الطعام أمامها فتحركت نحوها لتأخذها منها وتقترب من سريره وليزا تغادر مغلقه الباب خلفها وضعة الطاولة بجوار سريره واقتربت منه لتضع وسادة خلف رأسه قائلة
- أتشعر بالراحة هكذا
هز رأسه لها بالإيجاب وعينيه تلاحقانها وهي تعود لجلستها وتنظر إلى الطعام مستمرة
- أنت ولابد جائع
- أن كنت تعنين أن بإمكاني تناول هذا الطعام جميعه فاجل أستطيع
- أنت ولابد جائع جدا إذا
- لما يخيل لي انك تعتقدين اني كنت في إجازة وليس عالقا تحت ركامً كبير لمدة يومين
نظرت اليه جيدا قبل أن تقول بحيرة صادقة
- لما تقول هذا فانا .. انسي الأمر ( أضافت وأشاحت برأسها عنه نحو الطعام لتبعد الأغطية وقد سائها قوله أخذت عينيه تتأملانها ببطء وهي تحمل الصينية لتضعها أمامه وهي تقول ) ستستعيد قوتك بعد تناولك لهذا الطعام فميغي حضرته بشكل جيد
- ليست هنا المشكلة ( نظرت اليه فأضاف ) المشكلة تكمن هنا ( وأشار برأسه إلى يده اليمنى المصابة وأضاف ) أتعتقدين أن بإمكاني تناوله بسهولة
- لا سأساعدك لا تقلق
- لم أكن قلقا ( تمتم فحركت يدها لتتناول طبق الطعام وهي تقول )
- بالنسبة إلى شخصً تعرض لما تعرضت له فأنت بمزاج جيد
( لم يجبها فحاولت التفكير في أمرا ما تقوله وهو يتناول الطعام الذي تقدمه له بالملعقة بهدوء دون الحديث فقالت ) أكان الأمر صعبا حيث علقت
بدا الشرود عليه ورفع يده طالبا منها التوقف ليقول بصوتا هادئ عميق وقد شردت عينيه قليلا أمامه قبل أن ينظر إليها
- لم اعتقد أني سأنجو ( تعلقت عينيها بعينيه وهي تشعر بشيءٍ غريب يتحرك بداخلها لرؤيتها مدى التأثر البادي عليه فحركت رأسها بتردد بعيدا عنه لتضع طبق الحساء من يدها فأضاف لتصرفها ) هل قلقت من اجلي بدوت كذلك الم يكن من الأسهل التخلص مني
حركت كتفيها
- اجل .. لقد قلقت .. الجميع فعل على ما اعتقد وكذلك لبران فأنتما الوحيدين المفقودان
ظهرت ابتسامة على شفتيه ولكنها لم تكن حقيقيه واسند رأسه إلى الخلف محدقا بالسقف وهو يقول بصوت عميق
- أنا مدينٌ بحياتي لبران اتعلمين هذا .. طلبت منه الابتعاد وتركي ( ونظر إليها مستمرا ) ولكنه لم يفعل وحاول إخراجي وقد علقت ذراعي دون استطاعتي سحبها وعلق معي بالنهاية رغم انه كان بإمكانه المغادرة كما فعل الجميع
- انه رجل جيد
- انه كذلك
قال وحرك يده ليتناول قطعة من الجبن فقامت بدهن المربي على قطعه من الخبز وقدمتها له فتناولها وهي تقول
- أتستطيع الثقة به بما انه .. مجرد عامل لديك
حدجها بنظرة قبل أن يرفع قطعة الخبز ببطء إلى فمه ويقول بعد أن مضغ لقمته
- أنت لا تستطيعين التزام الهدوء اليس كذلك
- كنت أتساءل فقط أن كان احد أصدقائك معك أكان فعل ما فعله بران
- أتحاولين استفزازي
- لا ولكنه أمرا فكرت به ليس الا ( عاد ليمضغ لقمته ببطء قبل أن يقول )
- من حسن حظك أني لا اشعر بالرغبة بالحديث حتى
التزمت الصمت وهي لا ترغب باستفزازه حقا فالتعب ظاهر عليه رغم مقاومته له فأخذت تعد له خبزة جديدة إلا انه قال
- لا أريد المزيد
- أنتَ لم تأكل شيء
- احتاج لنوم أكثر
أبعدت الصينية وتحركت لتسحب الوسادة من خلفه وشعرت بان الاحمرار يصعد إلى وجنتيها لنظراته التي تعلقت بوجهها وقد أصبحت قريبه منه فاستقامت بوقفتها والوسادة بين يديها وهي تقول
- سأدعك لتحصل على الراحة
وتحركت لتضع الوسادة جانبا ثم تتناول الصينية وتغادر ليتابعها بصمت وتفكير قبل أن يعود إلى ما أمامه بشرود عادت لتفقده بعد وقت لتجده برفقة والده فاعتذرت وغادرة نحو غرفة مارغريت لتقضي بعض الوقت برفقتها ثم تعودان معا نحو غرفته ليجدونه نائما فجلست مارغريت تحدثها بهمس قبل أن تغادر الغرفة فأخذت تتأمله بصمت وطال تأملها فتنهدت بعمق ورفعت رأسها إلى الأعلى هاهي من جديد تتورط رغما عنها كيف أمكنها هذا وعادت نحو وجهه أن هذا الوجه المسترخي والنائم يجعل قلبها يرق له هو زوجها لقد تزوجته حتى هذه اللحظة تشعر بغرابة هذه الكلمة في البداية أرادت أن تصبح ناسكة على البقاء معه وألان هو كل ما تفكر به كيف يمكنها ذلك كيف تجعله .. يا ألاهي أغمضت عينيها وعادت لتخرج نفسا عميقا ودمعت عينيها رغما عنها لما تشعر بهذا نحوه انها لا تريد التخلص منه انها تريد وعقصت شفتها أتجرؤ على البوح لنفسها بهذا فتحت عينيها وحركت رأسها نحوه أيستطيع أونيل أن يغرم بها فهي برغم كل شيء تشعر بانجذابٍ غريبٍ نحوه لا تدرك سببه أو حتى متى وكيف حصل تشعر بأهميته لها ولكنه لن يفعل سوى أذيتها لذا عليها بالتعقل فهناك أولندا ولورا وكثيرات غيرهن يشغلنه ابتسمت بسخرية من نفسها ثم تحركت واقفة ومتجهة نحو النافذة الكبيرة لتقف أمامها وهي تسند رأسها بحافتها محدقة بشرود بالخارج أتحتاج إلى المزيد من الألم الا يكفيها ما يحصل لها حتى ألان حتى توقع نفسها من جديد بطريق مجهول لا تعرف لها نهاية انها في غنى عن توريط نفسها ومشاعرها حركت رأسها نحو الباب الذي فتح لتطل منه جوزين وخلفها والدتها ومارغريت لتسرع جوزين بلهفة نحو أونيل النائم وتقول وهي تنحني نحوه متأملة وجهه بقلق كبير
- كيف يحصل كل هذا دون أن نعلم
رفعت يوليانا حاجبيها هامسة لنفسها إنها قد نسيت جوزين أن قائمة أونيل طويلة جدا نقلت نظرها نحو مارغريت التي تدفع مارينا مقعدها قائلة لجوزين بصوت منخفض وهي تلمح يوليانا
- قلت لك انه نائم
- آه عمتي لا يبدو على مايرام لما لم تعلمونا أكان علينا معرفة الأمر بالصدفة
رغم رغبتها بتجاهل ما يحصل إلى أن غمامة سوداء استقرت فوق صدرها وقد بدا الضيق على وجهها وهي تسير نحو مارغريت هامسة لها قبل أن تتخطى عنها
- أنا مغادرة
لاحقتها مارغريت برأسها وهي تشير لها بالبقاء ولكنها خرجت دون الانتباه لها لتبتعد وتبتعد قدر ما تستطيع فهي لن تتحمل أن تحمل قلبا محطم يكفيها ما هي به ألان لن تزيد الأمر سوء لن تفعل..............
- لمن هذا إنه جميل
تساءلت جينا وهي تراها تحيك وشاحا ذا لون ابيض ناصع فحركت كتفيها قائلة
- راق لي ألون ليس الا فلم أفكر بعد لمن سأقدمه
- ربما .. ماك .. لم أره مؤخرا
تابعت يوليانا عملها بصمت فماك يشيح بنظره عنها كلما رآها ويبتعد كلما مرت بقربة وكأنها مصابة بمرض ما ولكن على ما يبدو انه لم يتحدث مع احد بما جرى فالقد رأت جيني مؤخرا ولم يبدو أنها تعلم شيئا مما جعلها تتنفس الصعداء فهي بغنى عن إشاعة المزيد حولها ) ربما لجويل أهو له
- لما تعتقدين انه لشاب قد أقدمه لك ( رفعت جينا حاجبيها دون اقتناع قبل أن تقول )
- لم تذهبي للقصر مؤخرا هل السيدة بخير ولم تعد تشعر بالتوعك
- اعتقد ذلك
- ألا ترين أن ميغي لم تعد ترسل خلفي للعمل بالقصر
- ربما نسيت أمرك
- أشك بهذا ( قالت وهي تعود لتقشير الخضروات التي أمامها قبل أن تستمر ) أرى أن العمل في الإسطبلات يروق لجاك رغم انه كان شديد التذمر في البداية
- ذلك بسبب ابنة غلوفر ( نظرت جينا وكذلك يوليانا إلى روي الذي قال ذلك وابتسم لرؤيتهم يحدقون به باهتمام فأضاف ) كان منزعجا من العمل هناك إلى أن شاهدها تحضر لتفقد والدها
- ابنة غلوفر إذا
تمتمت جينا وهي تنظر إلى يوليانا ثم ابتسمت وهزت رأسها لتعود إلى عملها فعادت يوليانا بدورها لتتابع حياكتها وهي تقول
- ألان فهمت سبب مزاجه الحسن مؤخرا........
- هلا اعددتي الإفطار بينما أتوجه إلى البلدة ( طلبت منها جينا في صباح اليوم التالي وهي تهم بالخروج ثم عادت لتطل مضيفة ) ستعده جيسي فجويل قادم إلى هنا .. انتبهي لأشقائك
أضافت لجيسي وهي تتحرك مغادرة فتوجهت يوليانا نحو الباب لتخرج وتنظر إلى جينا التي القت التحية على جويل وتخطت عنه ليبادرها
- عمتي صباحا طلبت مني السيدة إعلامك بأنها ترغب برؤيتك
- سأذهب بعد أن اعد الإفطار للأطفال ( وأضافت وهي تراه يهم بالتحدث ) لا اعتقد أنها على عجلة من أمرها وكذلك أنت فهيا لأقدم لك كوباً من الشاي
وتحركت لتدخل فتحرك جويل ليدخل خلفها بعد تردد قصير قدمت له الشاي ولم تحاول سؤاله شيئا فالقد استطاعت خلال الأسبوع الذي أمضته بعيدا عن القصر أن تبعد فضولها فلا ترغب بمعرفة شيء يخص آل دلبروك , القت التحية على مارغريت وقد دخلت غرفتها لتراها تتصفح احد الكتب
- لقد حضرت الغائبة أخيرا كيف أنت بنيتي أهناك الكثير من العمل في مزرعة مارش ليشغلك عنا كل هذا الوقت
- اجل فجينا تحتاج للمساعدة
- ونحن
- انه لشرفٌ لي أن يقول احد أفراد آل دلبروك أنهم بحاجة لمساعدتي
- من قال انك لا تملكين الذكاء المطلوب
- أقال احدهم ذلك ( تساءلت وهي تتحرك لتجلس أمامها فراقبتها مارغريت قائلة )
- ألا تتساءلين كيف هو أونيل
- انه بخير فلا شيء يخفى هنا
- انه كذلك ( أجابتها باقتضاب وعادت نحو كتابها وهي تضيف ) يريد سترانس رؤيتك لديه أمرٌ ما يريد إعلامك به ولكن ألان لديه بعض الرجال لذا .. قد ترغبين بزيارة أونيل حتى ينتهي اجتماعه
رفعت يوليانا حاجبيها ببطء لانشغال مارغريت الكبير بالكتاب الذي بيدها بعد قولها هذا فتحركت ببطء لتقف وهي تقول دون أن يفتها سبب تصرف مارغريت هذا
- أراك فيما بعد إذا
وقفت أمام باب غرفته مترددة في الدخول قبل أن تعود لتطرق على الباب ومن ثم تفتحه وهي تسمع صوته وهو يطلب منها الدخول
تعلقت عينيها بظهره وقد وقف قرب النافذة يتأمل ما بالخارج بشرود وقد وضع يده المعافاة في جيب بنطاله بينما استقرت يده المصابة قرب جسده بدا شعره رطبا لامعا وكأنه استحم للتو تأملت جانب وجهه وهي تغلق الباب خلفها قائلة
- لا اعتقد أنها ستمطر اليوم
حرك رأسه نحوها متفاجئا لتتعلق عينيه بها فاصطنعت ابتسامة لتحديقه بها دون قول شيء فعاد برأسه إلى ما أمامه دون أن تبتعد شفتيه المطبقتين عن بعضهما فسارت نحوه بخطوات مترددة وما أن أصبحت بجواره حتى قال وما زالت عينيه لا تفارقان النافذة
- ربما لن تفعل
- ارجوا المعذرة
- لن تمطر اليوم
- آه .. وكيف هي ذراعك
- في تحسن
اخذ يجيبها باقتضاب فاقتربت خطوة إلى الأمام لتحدق بالخارج ناقلة عينيها بين الساحة ثم الأشجار الكثيفة التي تليها دون أن يشد انتباهها شيء فنظرت إليه متسائلة
- لا يوجد ما يشد الانتباه بالخارج
بقيت عينيه التين كانتا تتابعانها مركزتين عليها فرأت الضمادة الصغيرة الموضوعة على جبينه وضمادتان اصغر على عنقه فحرك كتفيه مبتعدا وهو يقول
- كنت شاردا ليس الا ما الذي جاء بك ألان ( استدارت إليه وهي تقول )
- أرسلت عمتك خلفي
توقف عن السير ونظر إليها ثم عاد ليتابع سيره متجهاً نحو خزانة الأدراج ليفتح أول الأدراج وهو يقول
- ماذا تريد منك
- تقول أن والدك يريد رؤيتي أتعلم لماذا
بدا التفكير عليه قبل أن يقول وهو مشغول بالبحث بما داخل الدرج
- اعتقد أني اعرف
- استعلمني
وقبل أن يجيبها طرق الباب وفتح لتطل منه كاتي التي تعلقت عينيها بيوليانا قبل أن تسرع بالنظر نحو أونيل الذي نظر إليها بدوره فقالت
- حضرت لأعداد الحقيبة سيدي
- ليس ألان
هزت رأسها بالإيجاب وتراجعت مغلقة الباب خلفها نظرت يوليانا إلى أونيل قبل أن تتحرك نحوه وهي تتساءل
- أأنت مغادر
- اجل
- ولكن اليس عليك الحصول على المزيد من الراحة فذراعك لم تشفى بعد
- الم تقولي أن والدي يريد رؤيتك إذا لما حضرتي إلى هنا
قاطعها قائلا بفظاظة ففتحت شفتيها قائلة باستنكار
- لديه بعض الرجال عند مغادرتهم سأراه
- من أعلمك بهذا
- عمتك
- عمتي ( تمتم وهو يعود إلى ما أمامه بنفاذِ صبرً مستمرا ) كيف لم أتوقع هذا .. ليس عند والدي احد فهلا ذهبتي لرؤيته وخلصتني من وجودك هنا
تجهم وجهها لقوله الجاف وقد سائها تصرفه فرفعت رأسها بكبرياء قائلة وهي تسير نحو الباب
- ما كنت لأزعجك لو علمت أن لا احد لديه ( هز رأسه بغيظ وهو يهمس )
- ارجوا أن أكون على خطأ في ظني .
القت التحية على سترانس الجالس في غرفة المكتب مضيفة وهو يترك ما بيده وينظر إليها
- أرسلت في طلبي
- اجل ( قال باقتضاب ونظر نحو ساعته ثم إليها مستمرا ) سيغادر أونيل ومارغريت بعد ساعة من ألان وسترافقينهم
- ولكن إلى أين أنا لا أستطيع
- إلى بلده تقع بالقرب من جرترود املك منزلا هناك سيبقى به أونيل لبعض الوقت للحصول على الراحة
- ألا ترى أن قربها من جرترود سيسبب لي بعض المشاكل
هز رأسه بالنفي وهو يقف ويبتعد عن المكتب ليلتف حوله ويجلس على المقعد مشيرا لها بالجلوس أمامه ففعلت فقال
- عرضت على أونيل الذهاب إلى هناك للحصول على الراحة والتخلص من زائريه فانا اعلم انه يشعر بالراحة هناك كما أن لي هدف أخر وهو تواجدك بالقرب من جرترود فالقد اقترب موعد ذهابك إليها
- احصل جديد ( أسرعت بالقول بلهفة )
- سيعلمك ثورب فور وصولك إلى هناك وأنا على ثقة من انه سيقوم بالإجراءات ألازمة حتى تصلي جرترود بأمان
- أخيرا ( همست عاجزة عن وصف شعورها أهي سعيدة أم لا فقلبها يخفق خوفا وفرحا معا فعادت للقول وعينيها تتلألأن ) ارجوا أن ينتهي الأمر ( اكتفى سترانس بنظر إليها بوقار وتفكير عميق فأضافت بحذر ) سينتهي الأمر اليس كذلك
- هذا ما هو متوقع ( وحرك يده ليسحب ساعته الدائرية من جيب سترته وينظر إليها قائلا ) أمامك بعض الوقت قبل المغادرة
تحركت واقفة وهي تقول
- اجل اجل علي إعلام جينا وماذا سأقول لأونيل عند مغادرتي نحو جرترود
- سيتدبر ثورب الأمر لا تقلقي
نظرت إليه للحظات ثم هزت رأسها وتحركت خارجة وهي تفكر أنها أبدا لن تستطيع فهم احد من هذه العائلة وكأن الأمر لا يعنيها حتى لا تقلق
- لما لم أفاجئ يا تُرى
قال أونيل بتجهم عند صعودها العربة فجلست بجوار مارغريت دون إجابته فقالت مارغريت مبتسمة والعربة تتحرك بهم
رائعةةةةةةةةةة بجد حاجة من الاخر دي تحفة عشقتها .. استمري عزيزتي نحن بانتظار جديدك
ردحذف