انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الاثنين، 9 سبتمبر 2019

آل ماردونز 5

- عند ال ارمونت
- الى متى 
- لا اعلم 
- هل معك نقود 
- اجل 
- القليل فقط فانتي كلما قصدتي البلدة تعودين محملة بالأكياس 
- مازلت املك بعض المال 
- وعندما تنتهي ماذا ستفعلين ستستدينين من ال ارمونت وتعيشين عاله عليهم ام ستعملين من اجل لقمة طعامك ومبيتك 
رفعت راسها الى السماء وهي تتنفس من انفها قائلة 
- اني املك المال الوفير الذي تركه لي والدي 
- انه ملك لي حتى تتمي عامك الواحد والعشرين ولن تناليه مني ان غادرتي ماكسويل لن تنالي قرشا واحدا منه 
- لا يحق لك هذا ( هتفت ونظرت اليها مستمرة ) لا يحق لك اجباري على البقاء هنا انا اكره هذا المكان لا اريد البقاء فيه انا اكره هذه العائلة 
- انها عائلتك 
- لا اشعر بالانتماء اليها 
- انتِ لم تحاولي حتى 
- احاول احاول ماذا انا ابنة فرانسوا هل نسيتِ ام تراكِ لم تري ما حدث قبل قليل
- لأني لم انسى من انتِ عليكِ البقاء هنا 
- لا اريد ( هتفت ونظرت الى العربة التي توقفت امامها فقالت فيرا بجدية تامة ) 
- ان اردتِ المغادرة افعلي لن امنعك اذهبي للعيش برفقة ال ارمونت ان كنتي ترين انك تنتمين اليهم اكثر من عائلتك ولكن حينها لا تعودي الى هنا ابدا 
- ونقودي 
- لن تناليها كان كلام والدك واضحا ان لم تلتزمين به لن افعل انا ايضا لقد رغب ببقائك هنا وقد سمعتهِ بنفسك وان لن تنفذي ما اراده لا شيء لك عندي لا شيء 
اضافت وهي تشدد على كلماتها واستدارت لتعود بأدراجها الى داخل المنزل لتلمح ثيودور الذي يقف على راس الادراج عاقدا يديه بتجهم وهو يصغي لحديثهم فصعدت نحوه لتتخطى عنه وهي تلمحه بعدم رضا دون محادثته . 
نقلت عينيها بتوهان بالسماء ما الذي عليها فعله لا تستطيع الاحتمال اكثر لا تريد البقاء هنا عليها بالمغادرة 
- هل اضع الحقيبة بالعربة 
تسال جون فنظرت اليه شاردة بالتأكيد ال ارمونت لن يخذلوها ولكن الى متى تستطيع البقاء لديهم ونقودها اقتربت على الانتهاء وعمتها تسيطر على الباقي ولن تعطيها بنسا واحدا منهم هل ترمي بكل شيء وتذهب ام ام ماذا جوزفين تحتملين عاما هنا عاما لن تنالي به ما تستحقين تعيشين مع اناس لا يرغبون وجودك حتى انهم لا يحتملون سماع اسم والدك هل تستطيعين فعل هذا 
- انستي هل اضع الحقيبة بالعربة 
ما الذي سيكون اسوء مما حدث منذ وصولها هل ستسوء الامور اكثر هل سيحضر المزيد من افراد العائلة لإعلامها بانهم لا يرغبون بوجودها وما الجديد بالأمر الان اليس هذا واضحا ان المال الذي تركه لها والدها ليس بالقليل وفيرا تعلم هذا لذا تستغله لإجبارها على طاعتها  
- انستي .. هل اضع الحقيبة فـ
- عد بها الى غرفتي 
قاطعة جون الذي عاد للسؤال من جديد وتراجعت الى الخلف لتجلس على الدرجات وهي تحدق بتوهان امامها والدموع تملأ مقلتيها ومشاعر حزن عميقة تجتاح صدرها منذ فقدها لوالدتها فقدت شيئا من روحها والان بعد ذهاب والدها تعلم ما هو شعور اليتم تدحرجت دموعها خارج عينيها وغصة عميقة تملأ صدرها انها تملك عائلة كبيرة جدا عائلة تكرهها وتكره والدها ولو علموا بان والدتها ليست من عائلة مرموقة لكرهوها ايضا رفعت يدها تمسح خدها وشعورا بالانكسار يملأ كيانها ما كان على والدها فعل هذا بها ما كان له هذا لقد ترعرعت وحيدة وكانت لتدبر امورها عادت لترفع يديها الاثنتين وتمسح دموعها من جديد لم تكن يوما ضعيفة اجل جوزفين لم تكوني كذلك ولن تبدئي الان لا لن تبدئي الان وان كان وجودك هنا يسبب الامتعاض لهم فليمتعضوا لا ابالي لا لن ابالي لن افعل وان ارادت عمتي اجباري فلتتحمل مسؤولية الامر وان لم يرغبوا بوجودها فليقنعوا فيرا بتركها وشانها مسحت وجهها جيدا وتحركت عن الادراج لتتدخل متجها نحو البيانو لتفتحه وتتعمد العزف عليه بطريقة فوضوية محدثة ضجيجا يفوق ما فعلته من قبل مخرجة به كل ما تكنه بصدرها لسكان هذا المنزل .
حدق ثيودور بسقف الغرفة وقد ارتمى على سريره دون ان يغير ملابسه مصغي لعزف عزف لابل هو عبارة عن اصوات غريبة تشبه طرق الحديد ببعض وانهيار بناء وخروج قطار عن سكته انه يشبه اي امر كارثي قد يخيل اليه الان الا العزف الحقيقي اغمض عينيه ببطء محاولا استرجاع بذاكرته عزفها منذ بضع سنين فللحقيقة قد نال اعجابه حينها عاد لفتح عينيه بنفاذ صبر ان ما تفعله يجعل من الصعب عليه التفكير حتى ولكن لا لن يجعلها تنال ما تريد ولن يخرج لنهرها اما كانت مغادرة لما عادت كان على ثقة من ان فيرا لن تدعها تفعل لذا لم يكن لديه امل كبير في نجاحها بالمغادرة .
- توقفي حالا 
حدقت بعمتها ثلما التي تقول ذلك وهي تنزل الادراج بينما اطلت برجيت بتذمر وخلفها اندريا 
- ما قصتك يا فتاه نحتاج الى الهدوء والراحة الا تكتفين من افتعال المشاكل ام تريدين ان تعودي للعمل بالإسطبلات ( قالت برجيت بضيق شديد وامام تجاهل جوزفين لهم واستمرارها بالعزف رغم ان عينيها ثابتتان عليهم نفضت يديها بضيق هاتفة بحدة قبل ان تستدير عائدة بأدراجها ) اصبح هذا المنزل لا يطاق 
- توقفي ... توقفي ( عادت ثلما للقول وهي تقترب منها مستمرة وهي تقف بجوارها ) تصرفاتك هذه مرفوضة تماما هيا توقفي هيَ
اضافت وهي تبعد يدي جوزفين عن البيانو رغما عنها فتوقفت عن العزف محدقة بها وهي تقول بكل جدية 
- سأفعل هذا كل مساء ان لم تقنعي عمتي فيرا بتركي وشأني .. كل مساء 
كررت قولها وهي تتحرك عن معقد البيانو لتغادر الى غرفتها امام عيني ثلما التين تتابعانها بعدم تصديق لتمضي ليلة لم تنم منها شيئا يذكر لترفض الانضمام اليهم في الصباح وبقيت في سريرها حتى الحادية عشر نهضت لتغير ملابس النوم لتغادر غرفتها متجها نحو الخارج وهي تتجاهل عمتيها الجالستان في الاسفل تجاهلا تاما لتتخطاهما مغادرة وقد تنبهت لاختفاء البيانو من مكانه بينما تابعتاها بعدم رضا لتصغي فيرا لها وهي تطلب من السائس احضار العربة لتصعد بها متجها الى البلدة قبل ان تعود بنظرها الى ثلما والتفكير باديا عليها .

خرج ثيودور من غرفة المكتب يهم بالمغادرة الى عمله ليتوقف بجوار عمتيه وهمَ بمحادثتهما الا انه توقف وقد تناها له حديثهما دون ان تتنبها انه يقف خلف مقاعدهما
- لستِ جادة بهذا 
- لما لا
- لا اعلم لما تفعلين هذا ان الفتاة لا ترغب بالبقاء فدعيها وشأنها 
- سأجعلها تبقى 
- عام واحد فقط تستطيعين اجبارها اما بعد هذا يكون الامر قد خرج من يدك كما انها عبرت عن رغبتها بالمغادرة باستمرار لما تجبرينها على البقاء دعيها وشانها انها تسبب الازعاج للجميع انظري كيف غادرت قبل قليل دون حتى القاء التحية انها تتعمد هذا 
نظرت فيرا الى ثلما بتفكير وهي تقول 
- سأجعلها ترغب بالبقاء 
- لن تستطيعي 
- بلا استطيع سأجعلها تغرم بأحد شبان ماكسويل 
- قول ذلك سهل فلا تبدو من هذا النوع انها تنظر الى الناس هنا بفوقية
- انتِ مخطئة ما ان تقع بغرام احدهم حتى ترغب بالبقاء هنا والاستقرار 
- لا اعتقد ان هذا الامر سينجح 
- سينجح سأقدم لها افضل رجال ماكسويل وسيعجبها احدهم في النهاية فان لم يرق لها احدهم سيروق لها اخر 
- انت تحلمين فلن توافق على هذا ابدا 
- ومن قال اني سأعلمها بنيتي هذه سأجعل الامر يبدو صدفة ولا شان لي بالأمر 
- حظاً موفقاً ( توقفتا عن المتابعة وحركتا راسهما نحو ثيودور الذي قال ذلك مستمرا وهو ينظر اليهما بيأس ) انتما مستحيلتان
- لا شان لي انها فيرا ولتعلم لستُ موافقة على هذا الامر 
جلست فيرا جيدا في مقعدها قائلة له بثقة واصرار 
- سأجعلها تبقى برغبتها مهما حدث 
- بالمقابل سأجعلها تغادر برغبتها ايضا مهما حدث 
اجابها بابتسامة مصطنعة مشددا على كلماته ليتابع سيره مغادرا والتجهم يسري الى ملامحه بينما تابعته فيرا والنظرة الحادة لا تفارق عينيها .

تعلقت عينيها من نافذة العربة وقد عادت بأدراجها من البلدة بعد ان تجولت بها واشترت بعض الحاجيات ببرجيت وكارل الذين يسيران بالحديقة لقد عاد اذا تمتمت وهي تلمحهما وقد اختفيا خلف الازهار لتغادر العربة وتدخل الى المنزل ملقية التحية باقتضاب على عمتيها وقد هدأت نفسها قليلا بعد تجولها بالبلدة فاجابتها ثلما المنشغلة بتطريز بينما اخذت فيرا التي امسكت كتابا تتصفحه بمتابعتها وهي تقترب منهما قائلة
- مازلتِ تتبضعين 
- اجل لا شيء يذكر بعض الاشياء التي راقت لي ( اجابتها فتابعت فيرا )
- نقودك على وشك الانتهاء 
- وان يكن ( وابتسمت بتعمد مستمرة ) انا فردا من ال ماردونز ويحق لي الحصول على مستحقات بداية كل شهر 
رفعت ثلما عينيها عما تفعله نحوها ببطء وثبات بينما قالت فيرا 
- افراد ال ماردونز الملتزمين هم من يستحقون هذا 
- لا ابه اما ان تحددوا لي مستحقات لأحصل عليها كأي فردا هنا واما ان تقدمي لي نقودي التي تحتفظين بها لا تهمني الطريقة حقا ما اريده هو المال فكما قلتي نقودي على وشك الانتهاء 
- معمل الحياكة يحتاج الى من يديره لما لا تستلمينه وتحصلين على راتبا لك 
- لستِ جادة لا افكر بالعمل حتى 
- لما لا انتِ تملكين وقت فراغا كبير 
- لا اريد لا ارغب لا اهتم بأمر ذلك المعمل او غيره ... عليك اخذ امر تدبر مستحقات لي بشكل جدي فقريبا سأحتاج الى المال 
نقلت ثلما عينيها عن جوزفين نحو فيرا التي قالت بثقة وهدوء دون ان تستطع جوزفين استفزازها
- اردتِ مستحقات اخر الشهر كباقي افراد العائلة عليك العمل مقابلا له كباقي افراد العائلة
- تريدين اقناعي ان جميعهم يعملون 
- لا البعض منهم فكبار السن تقاعدوا منذ زمن طويل ولكن مالهم الذي يدار يدر عليهم مبالغ جيدة جدا 
- اذا ضعي من اموال والدي لتدار مع اموالكم ولأحصل على مبلغا جيدا جدا 
عادت ثلما براسها الى ما بين يديها وهي تهزه بيأس بينما اجابتها فيرا
- انت تعلمين ان امر والدك حساس هنا لذا لا استطيع فعل هذا 
- ليست مشكلتي فلتدبري لي المال فانت تعلمين كيف نشأت 
- تغير الوقت وعليك ادراك هذا اردت المال ها هو معمل الحياكة امامك استلمي ادارته وسأخصص لك راتبا شهري 
- هذا مستحيل 
- اذا توفير راتب لك امر مستحيل ايضا 
- لا اريد راتبا اريد من مالي 
- الذي سينفذ قريبا ان أصغيتُ اليكِ جوزفين لا مال مني
- اتعتقدينها تدرك ما تقولينه انا احيانا اشك بانها بطيئة الفهم 
قالت ثلما قبل ان تتوقف وهي تحدق بالذي دخل من الباب لتتوسع ابتسامتها وهي ترى هلين تطل وهي تحمل طفلتها ذات العامان لتهتف فيرا فرحة 
- عزيزتي لما لم تعلمينا بحضورك 
- وهل كنت لأفوت المهرجان عمتي 
اضافت وهي تقترب منهما بمحبة لتحتضن فيرا اولا ثم ثلما وتنظر نحو جوزفين التي تراقب ما يحدث والسرور الكبير الذي ملاء وجهي عمتيها لتلقي هلين التحية عليها بابتسامة واسعة وثلما تقول 
- انها ابنة عمك فرانسوا 
تجمدت ابتسامة هلين ببطء وكأنها تحاول استيعاب ما قالته ثلما لترفع ابنتها جيدا وقد بدت بطنها منتفخة قليلا قائلة دون فهم وحيرة واضحة 
- عمي فرانسوا 
- ادعى جوزفين واجل انا ابنة فرانسوا ( رمشت هلين وقد بدت الصدمة على ملامحها ونظرت نحو فيرا تهز راسها لها بتساؤل وقد اكفهر وجهها واختفى المرح الذي كان يملأه فتحركت جوزفين عن مقعدها قائلة ) اعذروني فلقد اصابني الملل من تكرار هذا 
وتحركت صاعدة الادراج نحو غرفتها فليست مجبرتا على سماع هلين الان وهي تبدي استنكارها هل يوجد المزيد من افراد العائلة ام ان هيلن اخر من علم عنها .

- انستي ان العشاء اصبح جاهزا 
- لا اريد تناوله ( وامام بقاء صوفي واقفة حدقت بها قائلة ) لا اشعر بالجوع 
- ولكن السيدة فيرا قالت
- اعلميها اني سأنام باكرا اليوم 
حركت صوفي راسها بالإيجاب وغادرة مغلقتا الباب خلفها فتركت الكتاب يقع من يدها على السرير امامها بملل واحباط قد ملاء صدرها لتمضي ليلتا مضطربة لتغادر سريرها وتسير بأرجاء الغرفة علا هذه الليلة تنتهي توقفت عن السير وحدقت بباب غرفتها وهي تسمع صوت احد الابواب يفتح ويغلق من مستيقظ بهذا الوقت تحركت نحو باب غرفتها لتفتحه بهدوء شديد وتطل براسها منه لتلمح ظهر ثيودور وهو يسير في اتجاه باب في اخر الممر ليدخل منه فرفعت حاجبيها بتفكير ما الذي يفعله بهذا الوقت ان هذا الباب يؤدي للطابق الثاني وحسب علمها لا احد يقطنه اسرعت بتناول روبها لارتدائه ومغادرة غرفتها بهدوء شديد وفضول لتتحرك بالممر متعمدة عدم اصدار اي صوت لتصل الى الباب الذي دخل منه لتفتحه بروية وتدخل محدقة بالأدراج التي تؤدي الى الطابق الثاني من خلال وهج المصباح الصغير الذي اشعل بجوار الجدار صعدت بهدوء وهي تصغي لصوت اقدامه التي وصلت الى الطابق الثاني حدقت بالممر الطويل المعتم بحذر وهي تخفي نفسها ولكن لا اثر له ومازال صوت اقدامه صادرا نظرت الى الادراج امامها والتي تؤدي الى سطح المنزل بتفكير فلا ضوء هنا نظرت من حيث اتت ثم عادت الى ما امامها لتتحرك وتصعد بحذر ويدها تلامس الجدار لتقترب من باب السطح الذي ترك مفتوحا وقفت مخفية نفسها قبل ان تنظر بحذر لترى ثيودور قد وقف قرب جدار السطح متأملا ما امامه بشرود وهو يضع يديه بجيب بنطاله لترفع عينيها نحو السماء فالنجوم متلألئتا الليلة وضوء القمر ينير المكان ابتلعت ريقها وعادت نحو ثيودور الشارد ما الذي يفعله هنا بهذا الوقت اخذت تتامله ببطء وفضول وامام عدم تحركه وشروده اخذت بالتراجع ببطء لتدوس على طرف روبها من الخلف لتشعر بنفسها تكاد تفقد توازنها لتتدارك ذلك بسرعة وقد همت بالصراخ وعينيها تجحظان لتسرع بوضع يدها على فمها بترقب وامام الصمت التام الذي يحيط بالمكان عادت لتتراجع ببطء وتستدير لتنزل الادراج بهدوء شديد وسرعة بينما تعلقت عيني ثيودور بباب السطح الذي دخل منه وعينيه تضيقان بتفكير .

 اغلقت باب غرفتها عليها لتتنهد بارتياح فقد كادت تكشف تحركت نحو النافذة محدقة بالخارج لابد وان المنظر من اعلى افضل بتأكيد ما كان ليختار لنفسه الا الافضل بقيت واقفة قرب النافذة وقد عقدت يديها اليها واسندت راسها بحافة النافذة ليمر الوقت ببطء انها تشتاق الى والدها والى جايدن والى لورين وايفنت والى حياتها هناك والى الصحيفة التي كان يعمل بها والدها والى طلابها والى الذهاب للتبضع والمرح برفقة لورين انها تفتقد كل ما يخص حياتها السابقة هناك متى ستتخلص من ماكسويل لقد بدات تفقد صبرها هنا خرجت من شرودها على صوت انفتاح احد الابواب مما جعلها مقلتيها تثبتان على باب غرفتها لقد عاد من اعلى حلت يديها ببطء وتحركت نحو باب غرفتها لتفتحه وتطل منه محدقة بالممر لتلمح باب غرفته وهو يغلق فغادرة غرفتها بهدوء لتغلق الباب خلفها بروية وتتحرك بالممر .

هم ثيودور بالتخلص من سترته ما ان اغلق الباب لكنه توقف وعاد بنظره نحوه محاولا الاصغاء جيدا للمرة الثانية يشعر بان هناك شيء مريب في المنزل الوقت متأخر جدا وليس من عادت احدهم التجول ليلا عاد نحو باب غرفته ليفتحه بروية ويطل منه محدقا بالممر امامه ثم بالجهة الاخرى ليثبت نظره على الباب المؤدي الى الطابق الثاني وهو يهتز دون ان يغلق لقد اغلقه خلفه انه واثق انه اغلقه خلفه ثبتت عينيه عليه بتفكير ليعود بنظره الى داخل غرفته لامحا اياها بنظرة شاملة ليتوقف على القضيب الحديدي المجاور للمدفئة فتحرك نحوه ليتناوله ويغادر غرفته متجها نحو الباب ليفتحه محدقا جيدا بما امامه وقبضته تحكم راس القضيب الحديدي جيدا ، اخذت خطواتها تبطأ وقد تناها لها صوت اقدام تصعد الادراج خلفها فاطلت براسها بروية لتسرع بالتراجع للخلف وهي تلمح ظلا يحمل عصا في يده لتفتح عينيها بذعر وتلفتت حولها لتتحرك بسرعة صاعدة الادراج نحو السطح لتسمع صوت الاقدام تسرع خلفها عادت لتلفت حولها ما ان اطلت على السطح ولكن صوت الاقدام المسرعة واقترابها جعلها عاجزة عن الهرب فأسرعت بالالتصاق بالحائط بجوار الباب وهي تفكر بقلق بالغ من تبعها وماذا يريد ولما يحمل عصا بيده ما ان يدخل الى السطح حتى تتسلل عائدة بأدراجها رباه ما كان عليها الحضور الى هنا تبا لما لم تلتزم غرفتها تنبهت كل حواسها وهي تشعر بأحدهم يقترب من الباب عليها بالتروي ما ان يدخل حتى تتسلل من خلفه ابتلعت ريقها بقلق وكل حواسها تعمل وقلبها ينتفض داخل جسدها دون ان تجرؤ على ابعاد عينيها عن الباب او حتى التنفس بحرية .

اخذت خطواته تبطأ وقد اقترب من باب السطح والحذر والترقب والاصرار يملأن ملامحة فلم يجرؤ احد من قبل على التسلل الى هنا ايكون احد العمال قد خان ثقتهم به ويعبث بمحتويات المكان ام ان لصا تسلل دون ان يشعروا به كان ما يكون عليه نيل جزائه فالتسلل الى هنا ليس بالأمر الذي يصمت عنه سيجعله عبرتنا امام اهل ماكسويل جميعها حتى لا يفكر احدا مرة اخر بإعادة الكرة ضاقت عينيه بحدة على الظل المجاور للباب فنظر الى الباب لابد وانه يختبئ خلفه عليه الحذر اقترب منه بهدوء شديد وامسك القضيب بكلتا يديه يستعد لتوجيه ضربتا قوية له ليطل بسرعة وهو يوجه القضيب بكل قوته نحو صاحب الظل لتصيح وهي تسرع بجلوس القرفصاء ويديها تحميان راسها متفادية اياه وهي تنكمش على نفسها بخوف شديد لتتوقف يديه عن الحراك وعينيه تثبتان عليها دون تصديق محاولا استيعاب ما يجري ابعدت يديها قليلا وهي ترفع راسها بحذر محدقة بمن هاجمها وقد ملاء الذعر عينيها وضجيج قلبها قد صم اذنيها لتتعلق عينيه بوجهها ليرخي يديه ويقع القضيب منه بجوارها مصدرا صوتا افزعها لارتطامه بالأرض بينما صاح دون تصديق 
- ما الذي تفعلينه هنا اجننتي كدت اقتلك لتو 
بقيت عينيها معلقتين به ليس الا هو كان هو من تبعها هدئي من روعك انه ثيودور ليس احدا اخر اهدئي كانت تهمس لنفسها وهي تراه ثائرا امامها يتحدث ولكن لم يكن يصلها اي شيء من حديثه فالقد توقفت حواسها عن العمل لوهلة لترخي قدميها وتجلس ارضا ولم تعدا تحملانها 
- اتعلمين ما كان ليحدث لو اصبتك لا اريد ان افكر بالأمر حتى لما صعدت الى هنا 
عاد ليضيف بحدة وامام عدم اجابتها تحرك من امامها بنفاذ صبر رافعا يديه بقوة قبل ان يعيدهما الى جانبه ويعود لنظر اليها قائلا
- انها الثالثة صباحا ما الذي تفعلينه هنا بهذا الوقت اعتقدتك متسللا 
- اردتُ .. ان اتنشق بعض الهواء ( اجابته بوهن )
- هل نفذ من غرفتك 
- اجل نفذ وتوقف عن الصراخ
- اتوقف عن الصراخ انت حتى لا تدريكين ما كان يجري لقد كدت اقتلك قبل قليل 
- كنتَ لتريحني اذا مما انا به
- تبا هل تدركين ما تتفوهين به ان اردتِ انهاء حياتك فاليكن بعيدا عني اتعتقدين ان احدا سيصدق ان مسك امر اني لم اتعمد حدوث هذا .. تبا 
عاد ليهتف وهو يتراجع للخلف وتوتره في اوجه وعينيه لا تفارقانها وانفاسه ثائرة ليصطدم ظهره بسور السطح خلفه فرفع راسه للأعلى وهو يحاول استعادة انفاسه ان رؤيتها كانت كارثة اكثر من رؤيته لمتسلل حقيقي فلو مسها سوء ما كان ليصدقه احدا اغمض عينيه محاولا استعادة رشده بينما راقبته بحذر لم تشعر بالخوف بحياتها كما حدث الان لن تعود لمغادرة غرفتها ليلا من جديد لن تفعل 
- اريد العودة الى غرفتي ( قالت وهي تنظر نحو الباب ثم عادت اليه مكرره وهي تحاول استجماع شتات نفسها ) اريد العودة الى غرفتي 
- من يمنعك 
اجابها ومازال صوت انفاسه تصل اليها وعينيه معلقتين بالسماء فقالت
- الممر معتم ( حرك راسه نحوها لقولها فأضافت ) الطابق الثاني يحوى مصباحا اما هنا فلا
- الم تصعدي قبل قليل بمفردك الى هنا
- قبل قليل لم اكن اشعر بكل هذا الخوف والتوتر الذي اشعر به الان اني اشك ان قدماي قادرتان على حملي حتى .. لا اعلم ما الذي عاد بك الى هنا 
- عاد بي .. اكنت تتبعيني 
- لا انا .. فقط .. 
- تبعتني الى هنا وعندما غادرت صعدتي 
- لم اقصد لحاقك فقط لم استطع النوم و .. 
- و.. 
- شاهدتك تصعد الى هنا لم اقترف سوء بهذا 
- اجل بتأكيد لم تفعلي التسلل خلسة في الثالثة صباحا ليس بعمل سيء 
- اشعر بالضجر ولا يهمني كم الوقت ولم اجد البيانو في مكانه حتى الهي نفسي 
- لقد طلبت نقله الى مكان بعيد وعندما تجيدين العزف اعلميني لأُعيده فالم اسمع عازفة اسوء منك الى الان 
- لا تحمل اذنا موسيقية وهذه مشكلتك وليست مشكلتي 
- اجل فانا من اعاني من المشاكل هنا وليس العكس ( قال بتذمر وهو يتحرك مستمرا ) ابداي بالتعقل والتصرف بما يناسب سنك 
وتحرك نحو الباب ليخرج فأسرعت بالتحرك من مكانها بفوضى وهي تتعثر بروبها لتسرع بلحاقهِ وهي تقول 
- انتظر ( ونظرت اسفل روبها وهي تمسك به لترفعه جيدا حتى لا تتعثر به مرة اخرى وهي تسرع بالنزل نحوه لتصطدم بظهره وقد توقف بشكل مفاجئ دون ان تتنبه لتسرع بالتراجع عنه وهي تقول بتلعثم وحرج بينما رفع عينيه الى اعلا بطول صبر ) لم اعلم انك توقفت 
تجاهل قولها وتابع نزلوه فأسرعت خلفه متعمدة ان تترك مسافة بينهما حتى لا تصطدم به من جديد وما ان دخلا الى الممر المؤدي الى الغرفة حتى اسرعت بتخطيه والتوجه الى غرفتها ليتابعها قبل ان يتابع نحو غرفته ليدخلها مغلقا بابه عليه .

ما الذي دهاها لقد فقدت صوابها تماما ليلة امس لما يتكرر هذا معها همست لنفسها في اليوم التالي لتدخل صوفي غرفتها لتراها ماتزال في سريرها محتضنه الوسادة لتبادرها 
- لقد فاتك الافطار والغداء انستي حضرت لإيقاظك ولكنك كنت ترفضين النهوض
- نمت في الصباح صوفي لذا لا اشعر بالنشاط من في الاسفل 
- لا احد ( نظرت اليها متسائلة )
- حتى عمتاي ليستا هنا 
- اقترب المهرجان الذي يقام كل عام انستي وتجدي الجميع منشغل فالأنسة برجيت والسيدة ثلما تجتمعان مع سيدات ال ماردونز لتخطيت كيف سيمضون النهار والأنسة اندريا والسيدة هلين والسيدة فيرا يقصدن الميتم برفقت بعض المتطوعات لتنظيم الامور ومشاركة الجميع بالمهرجان  
- الكل منشغل اذا
- اجل انستي و ... اعني .. هل ستنضمين اليهم هل اعد ملابسك 
- لا ... اعدي لي بعض الشطائر والفاكهة سأقصد البحيرة لقضاء بعض الوقت هناك  .

اقتربت بتمهل من السور الصغير الذي يفصلها عن البحيرة الصغيرة لتضع السلة من يدها وتفرش غطاء صغيرا تحت الشجرة وتجلس عليه لتفتح سلتها مخرجة منها تفاحة تأخذ بقضمها وعينيها تتابعان الصبي الذي يتحرك مع الإوزات نحو البحيرة لتعود الى الكتاب الذي وضعته بحجرها وتفتحه تتصفحه منشغلتا به قبل ان تعود بين الفينة والاخرى نحو البحيرة متأملة ما يجري بها لتبتسم للصبي الذي يراقبها من بعيد وسرعان ما يعود نحو الإوزات ليراقبها .

حملت سلتها وعادت بأدراجها الى المنزل والابتسامة لا تفارق شفتيها كان ذهابها الى هناك خيارا جيد فالمكان يبعث على السرور وضعت سلتها ارضا وتحركت نحو الزهور متنقله بينهما وهي تتأمل ما تفتح منها وتشم رائحتها الزكية التي عبقت في المكان دون التنبه الى كارل الذي كان يتابعها منذ بعض الوقت الا عند اقترابه منها ملقي التحية تركت الوردة التي كانت تشمها محدقتا به وهي تقول 
- انتَ هنا 
- حضرتُ البارحة .. كيف انت 
- بخير اعدت بمفردك ام مع عائلتك 
- بمفردي ( اجابها بابتسامة مستمرا ) تبدين بمزاجا جيدا اليوم ( عقدت حاجبيها متأملنا اياه فأضاف ضاحكا ) تعلمين ما اعني فلقد تركتي انطباعا لدينا انك 
- اني 
- ربما ليس من الطف قول ذلك 
- اه لا عليك استطيع التحمل 
- تعلمين انك .. جميلة في الحقيقة جميلتا جدا 
- اشكرك أرأيت استطيع تحمل ما ستقوله ( قالت ساخرة وهي تدرك انه لم يكن يعني ذلك فأضافت ) اين برجيت 
- تخلت عني اليوم 
- لا اعتقد انها فعلت 
- للأسف هذه هي الحقيقة لذا كنت أتساءل .. اترافقيني 
- الى اين 
- الى حيث تريدين لن امانع فانا اشعر بالملل 
رغم ان الفكرة بها اغراء كثير فستفقد برجيت صوابها ان فعلت هذا الا انها طلبت من نفسها التعقل قائلة 
- لا اعتقد انها فكرة جيدة 
- لما لا الجميع منشغل ونحن ليس لدينا ما نفعله فلـ .. نستمتع معا اذا 
تعلقت عينيها بكارل فرغم لطفه بالحديث الا ان هناك مالا يبعث على الراحة به لذا قالت
- عليك ان تعذرني فلقد عدت لتو وارغب بالاستراحة ربما تجد فردريك متفرغ وقد لا يمانع رفقتك فانا بحاجة ماسة للاستراحة الان عن اذنك 
اضافت وهمت بتخطيه الا انها توقفت ويده تمسك كوع يدها مما جعلها تنظر الى يده بحيرة قبل ان ترفع نظرها اليه وهو يقول  
- لما انتِ على عجلة ( ابعدت يدها الى الخلف لتبتعد عن يده قائلة )
- اعلمتك ان علي الاستراحة فلقد عدت لتو .. هل تركت ذراعي 
اضافت بعدم رضا لعدم ترك يده لها رغم محاولتها الابتعاد فقال وهو يتركها ببطء 
- اعتذر لم اقصد فرض نفسي فقط رغبت برفقتك 
ابتسمت بتكلف قائلة 
- ليكن في يوما اخر .. رجوا ان تعذرني الان
وتحركت نحو المنزل لتدخله ليتابعها دون ان تفارقها عينيه الا عندما اختفت بداخل المنزل
- انستي ( استوقفتها صوفي وهي تهم بالصعود نحو غرفتها قائلة )
- طلب السيد فردريك ان اعلمك عند عودتك بانه يدعوكِ لمرافقته لحضور الاحتفالات في البلدة 
- اين هو 
- صعد نحو غرفته ليستريح 
- حسنا .. متى سيغادر 
- بعد ساعتين من الان 
حركت راسها موافقة وتابعت نحو غرفتها .

- انظري هناك 
قال فردريك وهو يشير لها وقد تأبطت ذراعة متنقلة برفقته بأرجاء البلدة المكتظة والتي انتشر سكانها حول العروض التي تقدمها بعض الفرق والسباقات التي يشارك بها الصغير والكبير والعربات المليئة بمختلف انواع الأطعمة والحلويات لتقف برفقة فردريك قرب احدا السباقات وقد قام كل رجلا بربط ساقه بساق ابنه ليتنافسوا في الجري لتتنقل برفقته من مكان الى اخرى مستمتعة بما تشاهد قبل ان يتوجها نحو احد المباني الضخمة ليدخلاها وهو يقول 
- ارى انك استمتعتِ بما يجري 
- اجل الامر ممتع كلما تذكرت كيف سقط الرجل لا استطيع التوقف كان عليه تفادي بركت الطين ولكنه لم يستطع .. ماذا يوجد هنا 
اضافت وقد انتابها الفضول لفخامة المكان ورقيه ليدعوها لدخول امامه وقد فتح الموظف احد الابواب الكبيرة داعيا اياهما لدخول لتفعل وهو يتبعها قائلا
- سننضم للبقية هنا 
تجهمت ملامح وجهها ببطء ما ان وقع نظرها على عائلتها والمجموعة الكبيرة من سكان ماكسويل المجتمعين هنا قائلة بتذمر وفردريك يسير بجوارها 
- لقد غدرت بي فانتَ تعلم اني ما كنت لأحضر الى هنا 
ابتسم لها وهو يضع يده على ظهرها حاثا اياها لسير نحو عائلتها وهو يقول 
- هنا سنتناول العشاء اليوم وليس من اللائق عدم حضورك 
- وما شانك انتَ لست حتى من ال ماردونز 
لم تختفي الابتسامة المرحة عن وجهه رغم قولها بينما بدا الرضا على فيرا وهي تراقبهم يقتربون وحركت راسها لفردريك شاكرة اياه لتلبيته لطلبها واحضار جوزفين الى هنا القيا التحية على الموجودين وقد جلست عمتيها والفتيات على المقاعد المزدوجة يتبادلن الحديث مع باقي سيدات وفتيات ال ماردونز اشارت لها فيرا للجلوس بجوارها بينما تحرك فردريك لينضم للرجال الذين وقفوا بشكل دائري يتحدثون جلست بجوار فيرا دون ان تفتها الاعين التي تتابعها والتمتمات الكثيرة التي تلت ذلك بالإضافة للهمسات بين الجالسين ورمقها من راسها الى اخمص قدميها لتأخذ بتأملهم واحدا واحدا فان كنا لم تخجلن من التهامس امامها لم عليها ذلك 
- تجاهلي ذلك ( تمتمه لها فيرا باهتمام مستمرة ) دعيني اعرفك على بعضهم  
- اعرف معظمهم الم يجتمعوا ليأخذوا مستحقاتهم ام انك نسيتي 
- يوجد بماكسويل غير ال ماردونز رافقيني ( اضافت وهي تقف مستمرة ) لم احضر عصاي هيا 
تحركت لتقف وتتأبط ذراع عمتها لتسير برفقتها بشموخ خارجة من دائرة الاعين التي تلتهمها بكره وكأنها تحاسب على جرم اقترفته .

برغم اصغاء ثيودور للحديث الدائر الى ان عينيه لم تفوتا عمته وجوزفين وهما تقتربان من ال ربنسون لتحدث معهم وتقوم فيرا بتقديم جوزفين لهم لتبتسم باقتضاب وهي تصغي لعمتها تأملها بنظرة بطيئة مستعيدا بذاكرته ليلة امس بثياب النوم التي تصر على ارتدائها والتنقل بها كما انها تترك شعرها المسترسل بحريته بعكس الان وقد صففته بمهارة ليبرز وجهها لتعود عينيه نحو عمته والسيدة فكتوريا روبنسون التي تتحدثان اليها حسنا انه يعلم ما تخطط له عمته الان فلقد اختارت السيدة روبنسون لتقديم جوزفين اليها لان لديها روبرت وفيرا معجبتا بروبرت وتراه شاب ذا مستقبلا باهر بالتأكيد تخطط لتقديم جوزفين له علا خطتها بإقناعها بالبقاء تنجح ظهرت ابتسامة مائلة خفيفة على شفته انها لا تعلم انه لن يجعلها تنال ما تريده لن تسير الامور كما تريد هي بل كما اريد انا .

تأملت جوزفين من بعيد اندريا التي اقتربت من الين وهنريك لمحادثتهم فور رؤيتهم انها تذكرها بنفسها فلطالما اعجبت بايفنت ولكن هو لم يعلم يوما وعلى ما يبدو هذه هي حال اندريا مع هنريك جالت بنظرها تبحث عن برجيت فوجدتها برفقة كارل وهلين 
- اليس كذلك جوزفين ( اخرجها قول فيرا من شرودها فنظرت اليها متسائلة ) روبرت يرغب بالقيام بجولة في معمل الحياكة فأعلمته انك قد تسطحبينه يوما 
ثبتت عينيها على فيرا وهي تمتمت
- لستِ جادة ( نهرتها فيرا بعينيها فعادت لتنظر نحو روبرت الذي انضم اليهم منذ بعض الوقت لتقول باقتضاب وعدم حماس واضح ) يسرني ذلك 
- هل سنسمع اخبارا جيدة قريبا ( تسألت فكتوريا فقالت فيرا )
- اتعنين برجيت 
- لا ثيودور 
نظرت الى فكتوريا التي قالت ذلك قبل ان تتابع نظرها وكذلك فعلت فيرا نحو ثيودور الذي يقف بجوار فتاه شابه شقراء يتحدثان لتتأملها بفضول واهتمام من شعرها الذي صفف بأناقة الى ثوبها الفاخر ووجها الجميل 
- إنهما مناسبان اليس كذلك ( قالت فيرا برضا تام )
- اذا سنسمع اخبارا طيبة قريبا 
- ربما .. انا لا اتدخل في امورهم ففي النهاية انها حياتهم 
بعد قول فيرا ذلك عادت لتأمل الفتاة بفضول كبير لا باس بها هذه هي اذا من استطاعت اسر ثيودور 
- اترغبين بالقيام بجولة في المكان 
عادت نحو روبرت الذي تسال وقبل ان تستطع اجابته فعلت فيرا 
- هذا مناسب اذهبي واستمتعي فليس أجمل من التجول بالبلدة اليوم 
- هذا لطفا منك 
قالت باقتضاب وروبرت يشير لها لتسير فتحركت برفقته وهي تحدج عمتها بنظره قبل ان تعود نحو روبرت الذي حدثها بينما جاءهم صوت فيرا التي اضافت 
- لا تتأخرا على العشاء 
ابتعدت برفقته وهي تلمح فيرا من جديد والتي ابتسمت لها لترافقه بأرجاء المكان قبل ان يعودا بأدراجهم الى قاعة الطعام وقد بدأ المدعون بالتوجه نحو مقاعدهم ليحرك لها روبرت احد المقعد الفارغة لتجلس عليه بينما جلس بجوارها قائلا وهو يلاحظ انها تنظر حولها 
- ان كنت تبحثين عن عائلتك فهي هناك 
نظرت الى عمتيها التين جلستا برفقة عائلة روبرت بينما جلست هلين برفقة برجيت وكارل وعائلته وكذلك فعلت اندريا فقال روبرت وقد بدأ الخدم بإزاحة الأغطية عن الطعام امامهم 
- ستعتادين على الأمور هنا سريعا الجميع يفعل  
- اجل ( اجابته باقتضاب فأضاف بود )  
- انت هادئة جدا 
- هذا ما تثابر عمتي بإعلامي به 
قالت ساخرة من نفسها وهي تراقب فردريك الذي جلس امامها لتمضي العشاء وهي تتبادل الحديث معهما قبل ان تتوقف عينيها على ثيودور وقد جلس بالقرب من الفتاة الشقراء ناعمة الملامح سحبت نظرها عنهم لتعود للأصغاء لفردريك لتتساءل عند عودتها برفقت فيرا بالعربة بمفردهم بينما قرر الباقي اطالت السهر  
- سيرتبط ثيودور قريبا اذا 
- هذا ما احاول إقناعه به ( تمتمت فيرا بعدم رضا مما جعلها تمعن النظر بها فاستمرت لها ) انهما مناسبا جدا لبعضهما فهي ابنة اغنى رجل في ماكسويل يعمل والدها بالعاصمة بينما تحضر برفقت والدتها كثيرا الى هنا لقد ترعرعت بجوا من الرقي ولديهم معارف كثيرة ذات نفوذ وان كان سيصبح المسؤول عن ماكسويل فهي ستكون الزوجة المناسبة له 
- اه اتعنين انكِ انتِ من تخططين لحدوث هذا وليس انهما مغرمان 
- وما فائدة هذا فليغرم بمن يريد وليرتبط بمن تناسبه اجتماعيا وتدعم مسيرته ( توقفت عينيها عن الرمش وهي تحدق بعمتها فأضافت ) لا تنظري الي بهذا الشكل ففي النهاية انا لا اسعى الا الى مصلحته ومصلحة العائلة 
- وهو يفكر بنفس طريقتك هذه اعني انه موافق على الامر 
- سيفعل اجلا ام اجلا فهو يعلم أني اهتم وأسعى لما هو في صالحنا ليس الا 
- هل .. تفعلين هذا دائما .. تخططين ما ترينه مناسبا و 
- لا ترين أنى بعمر يسمح لي بذلك فكل تلك السنين التي مرت علي جعلتني ذات خبرة بالكثير من الأمور 
رفعت حاجبها بصمت فلا فائدة من مجادلتها فهي مقتنعة انها تفعل الصواب حقا ليس من السهل العيش بقربها تمتمت لنفسها وما ان وصلوا الى المنزل حتى صعدت نحو غرفتها .
- انتِ بمفردك هنا ( رفعت عينيها عن الصحيفة التي تتصفحها في صباح اليوم التالي نحو هلين التي تنزل الادراج وهي تتأمل الصالة الفارغة مضيفة وهي تقترب منها ) حتى مادي لا اراها 
- غادرت برجيت منذ قليلا واسطحبتها معها.. قالت عمتي فيرا انك بحاجة للراحة لذا لم توقظكِ للإفطار 
بدى الرضا على وجهها واقتربت من الباب الموئدي الى المطبخ لتختفي بداخله قليلا قبل ان تعود وهي تقول 
- طلبت منهم اعداد الشاي ارجوا ان لا تمانعي مشاركتي 
ابقت عينيها على هلين التي تحركت لتجلس على المقعد المقابل لها وهي تتلمس بطنها برقة قبل ان تقول بروية مخفية حيرتها 
- بالتأكيد لا امانع ... استنجبين قريبا 
- لا مازال امامي بعد الوقت 
اجابتها وابتسمت برقة لها مما جعلها تعود ببطء نحو الصحيفة فلم ترى احد ودود نحوها من ال ماردونز من قبل تأملتها هلين قليلا قبل ان تقول 
- يملك زوجي مزرعة خيولا كبيرة وتحيط بمنزلنا ارضا شاسعة عليكِ زيارتنا يوما ما 
عادت لرفع عينيها نحوها وهي تغلق الصحيفة قائلة 
- هل انتِ حقا من ال ماردونز اعني لم اعتد منهم التصرف بود نحوي فلم قد تفعلين هذا لستِ مضطرة 
- لأني اثق بعمتي فيرا 
- اشقاءك لا يفعلون 
- انهم يختلفون بوجهات النظر معها ولكنهم يعلمون انها لا تريد الا صالحهم في النهاية لقد قامت بتنشئتنا منذ وفاة والدتنا ولقد كانت نعم السند لنا ولطالما وثقت برأيها وقراراتها وبما انها ترى ان من الافضل ان تنضمي الى عائلتك فانا بالتأكيد معها بهذا لقد تزوجتُ وانتقلت الى مكان بعيد عن عائلتي وهذا الامر يجعلني اشعر بمن يعيش بعيدا وان كانت حدثت خلفات بالماضي فلستِ مذنبه لتتحملي تبيعاتها 
توقفت عن المتابعة وصوفي تتقدم منهم لتضع اكواب الشاي وطبق الحلوى امامهم قبل ان تغادر فتناولت جوزفين كوبها لترشف منه قبل ان تقول بثقة 
- رغم قولك ذلك لكن عليك ان تعلمي أني لا الوم والدي لتصرفه فلو كنت مكانه لفعلت مثله فليس العيش مرغمة تحت سلطت شخصا اخر يرغمني على التصرف كما يريد هو ويقيد حريتي امر مقبول لدي .. تستطيعين الان ان تنحازي لا شقاءك لا امانع 
اضافت بابتسامة ساخرة ولكنها لم تستفز هلين كما كانت تأمل بل اجابتها بهدوء وهي تتناول كوبها 
- اذكر ما مر به والدي من خيبة امل بسبب هذا الامر كما اعلم أيضا من انه لم يترك مكانا يغيب عنه وهو يبحث عن شقيقه ولو وجده لأعاده بكل رحابة صدر فلقد افتقده بشدة قد لا يعترف اشقائي بهذا ولكني اعلم ان غياب شقيقه الأصغر قد سأهُ جدا وكان له أثر كبير في نفسه فهو لم يكن يعلم ان كان على قيد الحياة ام فارقها 
توقفت عن المتابعة ونظرت كما فعلت جوزفين نحو برجيت ومادي التين دخلتا لتو لتجري مادي نحو والدتها التي استقبلتها وبرجيت تقول 
- قمنا بجولة في الاسطبلات و .. تحتسين الشاي 
قاطعة نفسها وهي تنظر الى هلين ثم جوزفين 
- شاهدت خيلا كبيرة 
قالت مادي بحماس وبلغتها الطفولية مما جعل هلين تنظر اليها متجاهله قول برجيت التي جلست على يد المقعد وهي ترفع حاجبيها متسائلة 
- هل امتطيته 
- لا رفضت خالتي وجعلتني امتطي خيلا صغيره بهذا الحجم 
عادت جوزفين نحو صحيفتها وهي تتابع رشف كوب الشاي بينما قالت برجيت موجها حديثها لشقيقتها
- سنذهب الى المسرح اليوم اترافقينا انا وكارل واندريا
- يسرني هذا 
- الن تأجلي رحيلك لم تحضري الى لوقتا قصير 
قالت ثلما التي اقتربت للانضمام اليهم وهي تصغي لحديثهم فأجابتها 
- سأعود ولكن على المغادرة غدا صباحا فكما تعلمين سيلاقيني ماكس لتوجه نحو عائلته 
- الم تطلب منك فيرا ان تتبعيها الى معمل الخياطة 
نظرت جوزفين الى ثلما التي قالت ذلك وهي تحدق بها قبل ان تعود نحو صحيفتها وهي تجيبها 
- فعلت 
- اذا الن تذهبي 
- لا 
بدى عدم الرضا على ثلما قبل ان تعود للحديث مع الفتاتان فوضعت جوزفين الصحيفة جانبا وتحركت لتغادر الى غرفتها وهي تقول 
- اعذروني 
- الى غرفتك ( تساءلت ثلما فأجابتها وهي تستمر نحو الادراج )
- اجل 
- ان هذه الفتاة كسولة جدا 
تجاهلت قول عمتها وتابعت نحو غرفتها لتنشغل بكتابة رسالة جديدة للورين .

اخذت خطواتها بالتباطئ مساءً وهي تتقدم نحو غرفة الطعام لتناول العشاء لتقول بحيرة وهي تحدق بكات التي تنقل الطعام 
- هل  انا اول الواصلين 
- لا أنستي لا يوجد احد سيتناول العشاء هنا الى انتِ 
- عمتاي ليستا هنا 
- دعيتا لقضاء الأمسية عند السيدة دورثي وخرج الباقي لحضور المسرح والسيد ثيودور اعلمنا انه لن يتناول العشاء هنا 
- سأكتفي بتفاحة لنفسي 
- الن تتناولِ عشاءك 
- لا شهية لي 
اضافت وهي تقترب من الطاولة لتتناول عنها تفاحة وتتحرك مغادرة نحو الخارج وهي تقضمها لتجلس على الادراج وهي تتأمل السكون الذي يحيط بها قبل ان ترفع عينيها نحو السماء الصافية وقد تلألأت النجوم بها لتخفضهما ببطء محدقة بالخيل التي تقترب من بعيد ليبادرها فردريك وهو يترجل عنها 
- عمتِ مساء ( ردت التحية له وتساءلت )
- الم تذهب لحضور المسرح برفقتهم
- لم يدعني أحد لأفعل ولما لم تفعلي انتِ 
- لنفس السبب لم يدعوني 
- هذا سيء ( قال وهو يقترب للجلوس على الادراج بجوارها مستمرا بتجهم ) انهم يتجاهلون وجودنا في هذا المنزل الا يفعلون
نظرت اليه بابتسامة واثقة وهي تقول بتأكيد 
- ان فعلوا ما كنت لأرافقهم 
- بعكسي ولكن لا باس استطيع التحمل ( عادت الى ما امامها دون ان تفارق الابتسامة شفتيها ليراقبها فردريك باهتمام مضيفا ) انت بمزاج جيد الليلة 
- انا كذلك طوال الوقت 
- حاولي تكرار هذا لأصدقه 
همت بإجابته ولكنها لم تفعل وقد نظرت من فوق كتفها الى الخلف وكذلك فعل فردريك محدقين بصوفي التي خرجت وهي تحمل مادي وتحاول تهدئتها لتقول لرؤيتهما يحدقان بها 
- استيقظت لتو وتريد والدتها 
- هل رافقتهم هلين 
تسال فردريك وهو يتحرك من مكانه نحوها ليتناول مادي من صوفي التي اجابته 
- اجل 
- ما رأيك ان أريك الخيل هيا انظري كم هي لطيفة 
قال فردريك لمادي وهو يسير نحو خيله ليمسك يدها ويجعلها تربت عليه وهو يحدثها مما جعل دموعها تتوقف وهي تصغي اليه دون ان يبتعد التجهم عن فمها الذي يستعد للبكاء من جديد لتراقبه جوزفين وهي تقول  
- لابأس بك ستكون والدا جيدا 
- انا الكبير في اشقائي هل اعلمتك هذا من قبل ( هزت راسها بالنفي فأضاف ومازال تركيزه منصب على مادي ) لدي ثلاث شقيقات وشقيقان وحقا كنت سعيدا بالحضور الى هنا والابتعاد عنهم 
- لست جادا 
- وما الذي تعلمينه انت فلقد بقيت وحيد والداي لثماني سنوات قبل ان يقررا انجاب المزيد .. حتى الان لا اعلم لما فعلا هذا كان عليهما الاكتفاء بي ( توقف عن المتابعة ونظر نحو ثيودور الذي يقترب بخيله منهما مما جعل مادي تأخذ بالتحرك من بين ذراعيه لإنزالها ففعل وهو يقول ) بالتأكيد ستذهبين 
ترجل ثيودور عن خيله ليجلس القرفصاء محتضن مادي التي رمت نفسها بين ذراعيه وهو ينقل نظره بين جوزفين التي تجلس على الادراج وفردريك الذي قال 
- غادرت والدتها لحضور المسرح وكما ترى تحتاج الى من يهدئها الى ان تعود للنوم 
- هذا كل ما في الامر ( قال مداعبا وهو يحملها بين ذراعيه ويقف مستمرا لها ) سأصحبك بجوله أهذا جيد ( وضعت مادي راسها الصغير على كتفه فتحرك بها وهو يقول لفردريك ) اريد التحدث معك فلا تتعجل بالذهاب الى النوم 
تابعت جوزفين ابتعاده نحو الحديقة ليعود فردريك للجلوس قائلا 
- ماذا كنت تتحدثين عن كوني والدا جيد ( ابتسمت ونظرت نحو قائلة بتفكير )
- تبدو هلين مختلفة عن شقيقتيها 
- لطالما كانت مميزة .. هل افهم من هذا انك على وفاق معها 
- ليس الامر كذلك ولكن ارى انها تفكر كعمتي فيرا وتأخذ الأمور بطريقة مختلفة عن شقيقتيها التين ابدتا رفضهما لوجودي منذ البداية ( عادت عينيها لتتابعها ثيودور الذي مازال يسير بالحديقة وهو يهمس لمادي التي اوشكت ان تغط بالنوم لتعود نحو فردريك قائلة ) تأخر الوقت 
- هل تشعرين بالنعاس 
- لا سأتصفح احد الكتب قبل ان اغفوا .. اراك غدا 
اضافت وهي تتحرك مغادرة الى الداخل لتقترب من نافذة غرفتها عند دخولها اليها محدقة بثيودور الذي ما زال يسير بالحديقة شاردة به فهو اكثر شخص يحيرها بهذه العائلة يبدو ودودا ولطيفا جدا وهو يحمل مادي ويسير بها أسندت خدها على حافة النافذة متابعة إياه ليمر الوقت دون ان تشعر قبل ان ترمش وهي تستقيم بوقفتها وتحرك يدها لتسدل الستار وهي تنهر نفسها .

- انستي انستي 
فتحت عينيها محدقة بصوفي في صباح اليوم التالي والتي استمرت
- السيدة فيرا تريد منكِ اعدادك نفسك لمرافقتها لتناول طعام الافطار بمعمل الحياكة فلقد دعت السيدات هناك للإفطار 
- لستِ جادة 
اجابتها وهي تنقل نفسها لجهت الاخرى من السرير وتعود لإغماض عينيها 
- تُعلمك انها لن تتقبل عدم مرافقتها ( فتحت عينيها محدقة امامها بغيظ وصوفي تسمر ) انها ترغب بان ترافقيها لقد اعددتُ لك ثيابك ها هيا انستي 
- امازلتِ بالسرير ( تناها لها صوت فيرا التي وقفت على الباب مستمرة ) هيا اسرعي انا بانتظارك بالأسفل لا تتأخري علي 
- ولما علي الذهاب ( قالت وهي تجلس بتذمر محدقة بها )
- لأنه ليس لديك شيء لتفعليه طوال النهار سوى التسكع هنا وهناك او البقاء بغرفتك ..هيا وكفاكِ دلالا انا بانتظارك في الاسفل لا تجعليني انتظر كثيرا 
قالت بجديتها المعهودة عندما لا تريد ان يناقشها احد وابتعدت من امام الباب راقبتها يتذمر قبل ان تبعد الغطاء وهي تتمتم بعدم رضا فلقد اطالت بالسهر البارحة لما عليها الاستيقاظ باكرا اليوم .

جلست تتناول طعامها دون شهية حقيقية في حديقة معمل الحياكة وقد رصت الطاولات بجوار بعضها البعض بشكل طولي وجلست فيرا على راس الطاولة لتجلس بجوارها وتمتلئ المقاعد المحيطة بالطاولة بالعاملات لتنتقل بعض الافطار لرؤية ما يعدونه وقد بدن متحمسات في اعلامهم عن الطلبية الجديدة التي يعدونها
- رائيتي كم الامر ممتع 
- لا اعلم ما الممتع به 
- الم تشعري بالسعادة وانت ترين الفتيات وهن يعلمنك ما سيقمن به كلما انهالت عليهم الطلبيات كلما زاد هذا من دخلهن مما يدب الحماسة فيهن لإنجازه بالسرعة الممكنة 
- لا لم اتنبه ( قالت كاذبة وهي تصر على عدم مدح ما يفعلنه رغم اعجابها الشديد بعملهن لتضيف مع توقف العربة امام المنزل )  وحقا لا توقظيني باكرا مرة اخرى لمرافقتك فلقد اطلت البارحة واحتاج للنوم 
اضافت وغادرت العربة امام عيني فيرا التين تابعتها قبل ان تهز راسها بيأس ونفاذ صبر , لتعود نحو غرفتها ولم تغادرها الا في الرابعة عصرا متجهة نحو الاسطبلات لتدخلها وتقترب ببطء من الخيل التي تمتطيها بالعادة وهي تحدق بثيودور المنشغل بتفقد نعل خيله وبجواره جون الذي بادرها 
- هل اعد لك الخيل انستي ( ربتت على الخيل البيضاء بود قائلة )
- اجل افعل .. سأنتظرك بالخارج 
استمرت وهي تعود لمغادرة الاسطبل ليتبعها جون بالخيل بعض لحظات لتمتطيها وتبتعد بها لتقوم بجولة حول المكان لتتأمل حقول القمح من بعيد وقد اخذوا بالأعداد لحصدها قبل ان تحث خيلها على السير بجوار سور المزرعة الذي كان قد تهالك من قبل بسبب قفز اريك عنه لتراه قد جددت اخشابه لتهم بالعودة بأدراجها الى ان خيلها بدأت بالتصرف بطريقة غريبة مما جعلها تربت على عنقها لتهدئتها وهي تحدق امامها بحيرة علها ترى ما اخافها لتقترب من بركتٍ للوحل ليقفز من جوارها فأر اخاف الخيل التي رفعت ساقيها عاليا فحاولت البقاء على ظهرها وهي تشد لجامها وتطلب منها الهدوء ولكنها لم تفلح وفقدت السيطرة على الخيل التي اخذت بالركل والقفز لتقع عن ظهرها وتتدحرج ارضا بجوار بركة الطين لتغيب عن الوعي وقد ارتطم راسها بحجرا هناك بينما ابتعدت الخيل مسرعةً .

فتحت عينيها ببطء وهي تأن بألم لترفع يدها التي علق بها الوحل نحو شعرها تتلمس راسها الذي يؤلمها لتحدق عينيها بالسماء التي امتلأت بالنجوم وقد حل الليل الحالك رفعت نفسها ببطء وانهاك على يدها محدقة حولها بتوهان قبل ان تجبر نفسها على الوقوف والسير دون ادراك اين تأخذها قدميها تشعر بالعجز وتريد الوصل الى المنزل باي طريقة فتابعت سيرها بإنهاك وقد علقت الاوحال بثوبها وشعرها وبدت في حال يرثى لها لتشعر ببعض الراحة وهي تلمح المنزل المضاء من بعيد لتتحرك باتجاهه وتقترب من ادراجه الخارجية لتصعدها اخيرا وتدخل ليعم الصمت التام الصالة وتحدق الوجوه بها لتتوقف في مكانها محدقة بفردريك الذي يقف بجوار ثيودور واندريا وقد توقفوا عن الحديث محدقين بها بالإضافة لعمتها ثلما وفيرا وبرجيت لتقول بجمود وكره لهم بهذه اللحظة امام الاعين التي تحدق بها دون استيعاب 
- يمكنكم الادعاء بانكم لم تروني ( وتابعت سيرها لتهتف فيرا بقلق شديد )
- ما الذي حدث لك بنيتي .. لما انتِ بهذا الشكل جوزفين توقفي انا احدثك 
- ما بكِ ما الذي جرى ( اسرع فردريك بالقول وهو يقترب منها فتخطته متجاهلة اياه )
- لما انتِ بهذا الشكل 
هتفت ثلما امام تجاهلها للجميع واقترابها من الادراج لتهم بالصعود اول الدرجات لتتوقف وثيودور يقول بحدة 
- لستِ صماء ويمكنك الاجابة عن ما حدث معك ولما انتِ بهذا الشكل المزري اين كنتي 
ضاقت عينيها واستدارت ببطء نحوهم قائلة وهي تشدد على كلماتها كي لا يرتجف صوتها ويفضح الضعف الذي تشعر به
- لقد خرجتُ منذ ساعات طويلة لركوب الخيل ( وتوقفت عن المتابعة وجالت بنظرها بينهم واحدا واحدا قبل ان تتوقف على ثيودور مستمرة ) لقد شاهدتني اليس كذلك 
وامام تجمد ملامحه قالت فيرا ببطء 
- اتريدين القول انك منذ وقتا طويل خارج المنزل 
ظهرت ابتسامة ضعيفة على شفتيها والتمعت عينيها بالدموع وهي تقول بغصة 
- اجل خرجت عصرا .. و ... لا .. لا شيء فقط عمتم مساء يا عائلتي العزيزة 
واستدارت لتتابع صعود الادراج فأسرعت فيرا خلفها بينما قال فردريك بقلق لأندريا 
- تبدوا مصابة هلا تفقدتها فهناك دماء على ثوبها 
- لابد وانها سقطت عن ظهر الخيل الم تقل انها امتطت واحدا 
قالت برجيت دون اكتراث وهي تعود لرشف من عصيرها بينما تحركت اندريا لتتبع عمتها فيرا وثلما تقول 
- اعتقدت انها بغرفتها ولا تريد مشاركتنا فهي مزاجية ولا استطيع فهمها ومعظم الوقت تبقى بغرفتها 
همت برجيت بالتحدث ولكنها توقفت وهي ترى عيني ثيودور الثابتتان على راس الادراج حيث اختفت وقد احتقن وجهه
- انها مدللة ليس الا ( قالت موجها حديثها له فنظر اليها فأضافت ) ارى انها تحب جذب الانتباه لها لهذا تفتعل هذه الامور 
- انها مصابة ( نهرها فردريك قائلا فأجابته )
- لا تبدوا اصابتها خطيرة 
- رغم ذلك كان على احدنا تفقد امرها ( اصر فردريك )
- وما شانك انت بها 
اسرعت برجيت بالاعتراض فلمحها بغيظ قبل ان يعود الى ثيودور الذي تحرك ليسكب لنفسه كوبا من الماء ليقول له
- كيف تغادر منذ ساعات ولا تعود الا الان دون ان يعلم احدا بها هل حقا هذا ما انتم عليه 
- فردريك لا شان لك 
عادت برجيت للقول بتأكيد له فنظر نحو ثيودور بغيظ قبل لن يعود نحو برجيت قائلا 
- هكذا اذا .. عمتم مساء ال ماردونز ( وتحرك مغادرا ) 
- انه مزعج لا اعلم لما يهتم بأمرها 
- ان بَقيت طوال الليل بالخارج هل كنا لنعلم ( نظرت برجيت نحو ثيودور الذي قال ذلك وهو يستدير نحوها ) لا اعتقد .. وهذا امرا سيء حقا 
- ما الذي تعنيه بهذا 
- انها برغم كل شيء تعيش تحت سقف منزلنا وهي مسؤولة منا شئنا ذلك ام لا 
- انها ناضجة كفاية وتستطيع اتخاذ قراراتها فليست طفلة بحاجة للمساعدة ومازلتُ واثقة ان اصابتها طفيفة وإلا كيف وصلت الى هنا منذ حضورها وامور هذا المنزل تدور حولها رباه لقد ضقت بهذا عمتم مساء 
اضافت برجيت بنفاذ صبر وهي تتحرك عن مقعدها فقالت ثلما التي كانت تتابع ما يحدث 
- خذيني معك .

رفع ثيودور الجالس بالصالة بمفرده دون مغادرتها نظرة نحو راس الادراج وهو يسمع اندريا التي تتحدث الى فيرا وهما تغادران غرفة جوزفين لتمران متجهات نحو غرفهم
- انها شديدة العناد لم ارى مثلها 
- غدا ستتحدث لندعها وشانها الان ( قالت فيرا لأندريا التي عادت للقول )
- ربما تكون اصابتها بالغة 
- لو كانت كذلك لتحدثت
- ما كان ليضرها ان تعلمنا ما جرى معها 
تلاشى صوتهن بعيدا رغم استمرارهم بالحديث لتشرد عينيه بتفكير قبل ان يغادر مقعده صاعدا الادراج ليتجه نحو غرفتها ليطرق على بابها وعند عدم سماعه اي استجابة دخل مجيلا نظره بالغرفة الفارغة قبل ان يتوقف على باب الحمام وصوت المياه الصادر منه فاغلق الباب خلفه متجها نحو النافذة متأملا ما امامه دون رؤيته حقا وما ان سمع صوت باب الحمام يفتح حتى استدار نحوه ببطء لتتجمد في مكانها وقد رفعت يدها بالمنشفة تجفف شعرها المبتل لتسرع بالتحرك بذهول وارتباك نحو روبها لترتديه فوق ثوبها الابيض الداخلي ذا الشيلات والذي بالكاد يغطي ركبتيها وهي تهتف دون تصديق وبحرج
- ما الذي تفعله هنا كيف تجرؤ على الدخول الى غرفتي بهذا الشكل
- نحنا متعادلان الان 
قال بسخرية لا اثر لها بنظراته الجامدة وملامحه المشدودة فقالت بغيظ وهي تحكم زنار روبها
- غادر غرفتي على الفور 
- ليس قبل ان اعلم ما الذي حدث اليوم 
- لا تدعي اهتمامك 
- اذا لن اغادر 
- ما الذي تعنيه بهذا
- ما سمعته تماما ( قال بتأكيد وهو يخطو نحوها مستمرا بثقة ) ما الذي حدث بعد مغادرتك الاسطبلات اليوم 
- لا تدعي الاهتمام فلقد غبت لساعات دون ان يكترث احدكم بتفقدي
- لم اعلم انك تسعين لنيل الاهتمام
- لا اسعى لذلك والان غادر غرفتي 
قالت بإصرار وعناد وهي تحرك يدها مشيرة نحو الباب ولكنه لم يتحرك بل حرك يده ليتناول يدها ويرفعها فحاولت سحبها دون ان تفلح بينما تأمل الخدش الممتد على ذراعها وهو يقول دون ان يأبه لمحاولتها سحب يدها منه
- ليس بالخطير ايوجد غيره 
- لا شان لك 
- اترغبين بان ابحث بنفسي 
افلتت يدها منه بسرعة وضمتها اليها بقلق وعينيها جاحظتان به وهي تقول 
- هي فقط ليس هناك اصابة اخرى 
- ما الذي حدث اذا ( همت بالاعتراض فأضاف) لن اغادر قبل معرفة ما حدث ( ونقل عينيه بعينيها مضيفا بتاكيد ) ما الذي حدث ولما عدت بهذا الشكل .. كيف اصبتي 
عقصت شفتها بقوة قبل ان تقول
- وقعت عن الخيل بعد فقدي السيطرة عليه ..قفز شيء ما امامه اخافه .. هذا ما حدث .. هيا غادر 
- تابعي 
- ماذا اتابع لقد سقطُ وغبت عن الوعي ولا اعلم كم من الوقت مضى علي وانا بهذه الحال فلقد سقطُ قرب بركتا للوحل مما جعلني اتسخ وما ان استعدت وعيي لم اجد الخيل ولم اعرف طريق العودة الى بعد وقت .. هذا ما حدث 
- فقدت الوعي ( قال بتفكير فهزة راسها بالإيجاب وهي تقول )
- وقد حصلت على تورما براسي 
مد يده نحو راسها فحاولت التراجع الى انها توقفت وهو يقول 
- لا تتحركي 
وتلمس الانتفاخ الصغير براسها قبل ان يضغط عليه لتقول بتذمر والم وهي تبتعد عنه 
- هذا مؤلم توقف
- سأرسل السائس ليحضر هنريك لذا اعدي نفسك 
اضاف وهو يشير الى لباسها وتحرك متخطاً عنها لتسرع بالاستدارة نحوه وهي تقول 
- لا احتاج اليه انا على مايرام 
- عندما يعلمني هو بهذا سأصدق 
رفعت حاجبيها محدقة بالباب الذي اغلق ما الذي يعنيه بتصرفه هذا ايريد اقناعها انه قلق عليها لن تصدقه لا تستطيع هذا ولما لا تستطيع الوقوف بوجهه كما تفعل مع الباقي لما تنصاع له بالنهاية .
- ماذا حدث ( تساءلت فيرا وهي تنزل الادراج محدقة بثيودور الجالس بالصلة مستمرة ) سمعت جلبة قبل قليل 
- ارسلت خلف هنريك انه بغرفتها 
- بدت بخير رغم عنادها ورفضها للتحدث عما جرى معها
- من الافضل ان يرها ( قال بتذمر مضيفاً ) ان اكثر ما يغيظني ان علي الحرص عليها كي لا يصيبها مكروه
تجاهلت فيرا قوله متسائلة
- هل صوفي برفقتها 
- اجل ( تابعت نزول الادراج نحوه وهي تقول )
- انها عنيدة جدا من الافضل ان انتظر هنريك هنا 
واقتربت للجلوس بالمقعد المجاور له وقد ارخى راسه محدقا بالثرية التي تتدلى من السقف بشرود قبل ان يقول
- لا استطيع لا استطيع مهما حاولت فهم سبب ارسالها الينا لقد غادر بنفسه منذ سنوات ما الذي جرى ليجعل ابنته تعود الى هنا 
تأملت فيرا جانب وجهه قبل ان تقول
- اتريد ان تعلم لما ارسلها الى هنا ... انتَ السبب بهذا ( توقفت عينيه بشكل تام عن التحرك قبل ان يحركهما نحو عمته التي هزت راسها له مضيفه بتأكيد ) لو كبت فضولك ولم تتبعه الى جايدن بعد ان رأيته هنا لما فكر بالأمر فلقد كانت له مخططات اخرى لها بعد وفاته ولكن بما انك تبعته الى جايدن وبقيت يومان تتبعه كظله ما كان ليجرؤ على ترك ابنته دون ان تعلم شيئا خوفا منك من ان تسبب لها الاذى انتقاما لما فعله هنا
بدى ثيودور عاجزا عن التحدث لوهله قبل ان يتسأل دون تصديق
- علم اني تتبعته 
- اجل منذ البداية تعرف عليك وزاد قلقه على ابنته لذا عندما علم بمرضه كان ينوي ارسالها للخارج حتى يبعدها عن اي فرصة لنا للوصول اليها فانت تعلم طريقها ولا يعلم بما تفكر او ماذا تنوي خاصة انك لم تحدثه ولم تعرفه بنفسك انتظر وانتظر ان تفعل وانتَ لم تفعل اذا انتَ لا تنوي الخير ولا يعلم ان عدت لتتبعه من جديد ام لا فهو تنبه لوجدك في تلك المرة ولا يعلم ان كنت عدت لتكرار الامر .. عندما اعلمني بهذا عددت تصرفك خيانة لي لقد غضبت منك غضبت بشدة علمت مكان اخي وابنته منذ سنوات ولم تعلمني ايها الاناني حسنا فالتحتفظ بهذا لنفسك تدعي انك لا تعرفها ادعي قدر ما تشاء لقد حرمتني من رؤية اخي الذي لم يكن بمقدوري رؤيته الا قبل وفاته بسببك لقد تصرفت بأنانية مطلقة وخنت ثقتي بك 
- رباه حتى بعد مماته استطاع ان يفرق بيننا اذا انتِ ناقمة علي لهذا السبب لقد اتخذت القرار السليم بعدم اعلام احد وهذا ما كان يجب ان يستمر عليه الامر ولا لم اعد الى تتبعة رغم عودتي الى جايدن والنزول في نفس النزل المطل على منزله لقد اكتفيت بالنظر اليه من هناك ولكن لم افعل في اخر ثلاث سنوات فالقد طويت تلك الصفحة بما انه لاينوي الحضور وتقديم نفسه الينا اعتقدت ان امره انتهى ولكني كنت على خطء .. لما لم يرسلها للخارج اذا كان ليكون الامر افضل مما فعل ولكنه يطمع بإرثه يرسل خلفك يستغل تعاطفك وقصة تتبعي له ليثير القلق بنفسك من جهتي يرسل ابنته معك الى ماكسويل انه قلق عليها مني وها هو يرسلها لي الى عريني ( ونقل عينيه بعيني عمته مستمرا بثقة ) وصدقتي قصته بكل سهولة واعتبرتني خائنا
- لأنك تعرفه وتعرف عنوانه وتعرفها لم يرسلها خارجا فانت تعلم كل ما حاول إخفاءه منذ سنين عنا لذا فكر ان كانت تحت حمايتي وعهدتي فلن تمسها 
- وانتِ تصدقين هذا حقا ( وابتسم بسخرية مستمرا دون تصديق ) انه يريد مالم يستطع الحصول عليه 
- ليكن انه حقها في النهاية 
- حقها الذي تخلى هو عنه بينما جهدت وتعبت وانا احاول الحفاظ عليه وعاديت عائلات في ماكسويل من اجله 
- كنت لتفعل هذا مع اي فردا من العائلة ففي النهاية انت المسؤول عن املاك العائلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق