انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الأربعاء، 7 مارس 2012

في طريق المجهول 12


- رفقة هذه الفتاة تسرني
- أما كان لها الجلوس بالعربة الأخرى
- كن عاقلا
نهرته مارغريت بينما نظرت يوليانا نحو النافذة متجاهلة الحديث الدائر بينما بقي أونيل يحدق بعمته بتفكير قبل أن يقول لها
- سأعلم ما تخفينه
- لا اخفي شيء بني
- لما لا اصدق ذلك ( واخفض صوته مضيفا ) كنت دائما بجواري ولكن ألان أنت مع والدي فهلا أعلمتني السبب
- أفضل قراءة هذا الكتاب
قالت وهي تفتح الكتاب الذي بيدها منشغلة به فتأملها ثم عاد برأسه نحو يوليانا الجالسة أمامه بشرود وقد ذهبت نحو مزرعة مارش لتعلم جينا بمغادرتها لتغادر بسرعة دون اعطاء جينا الوقت لطرح الأسئلة عليها وها هي بالعربة تتجه نحو المحطة وكلما مرت دقيقه تشعر بقلبها يزداد خفقانا نظرت نحو مارغريت بعد طول الصمت لتشاهدها قد أرخت رأسها إلى جانب العربة واستغرقت بالنوم والكتاب الذي بحجرها على وشك السقوط فتناولته فقراءته أفضل من محادثة أونيل المحدق بالخارج فتحت الكتاب لتتوقف يدها عن الحراك وأونيل ينظر إليها وعينيه ثابتتان على الكتاب بحجرها متفاجئة من نفسها كيف نسيت ولكن ماذا تفعل ألان أكملت فتح الكتاب ببطء لتحدق به وقد أمسكته بشكل معاكس فاسترخت قليلا وفتحت صفحة أخرى لتتأملها بتعمد وهي تلاحظ فضول أونيل المحدق بها وقد بدت السخرية عليه انه يعتقدها غبية تماما هذا أفضل من أن يعلم أنها تجيد القراءة فتحت صفحة جديدة وهي تضحك على نفسها للأحرف المعكوسة أمامها فسعل وهو يحاول أن يبدو جادا ومال نحوها متسائلا باهتمام
- ما الذي تفعلينه بالتحديد ( حركت عينيها نحوه وهي تقول بجدية )
- وماذا تراني افعل ( وعادت نحو الكتاب لتقلب صفحة جديدة فتابعها وهو يقول )
- هذا ما أريد معرفته
- أنا .. أتصفح هذا الكتاب
- أوجدتي به شيئا مفيد
- لا فالقد كنت أمل أن يحتوي على بعض الرسومات ولكن للأسف لقد خاب أملي
اخفت ابتسامة كادت تظهر على شفتيها لالتماع عينيه بمتعة ومد يده ليمسك الكتاب ويقوم بلفه ويقدمه لها قائلا
- هكذا يمسك وليس العكس وألا اضطررتي إلى قلب راسك
- حقا وماذا علي أن افعل ألان
- قومي بإغلاقه وأعيديه إلى من يستطيع الاستفادة منه
ظهرت خيبة الأمل على وجهها وقامت بتصفح صفحاته بسرعة ثم أغلقته ووضعته بجوارها قائلة
- يبدو مملاً
- هذا ما يميزكن انتن
- نحن
- اجل ولا أعنيك أنت
- آه إذا صديقاتك ( أرخى ظهره إلى الخلف محدقا بها بعينين ضيقتان قبل أن يقول )
- ليكن كذلك
- ما بهن هل هن غير مثقفات كفاية
- لنقل انهن يملكن قدر كبيرا من الغباء
- حتى جوزين ارجوا المعذرة اليدي لورين
- إنها على رأس القائمة
- حقا
تمتمت بغيظ منه ونظرت نحو النافذة بيأس من عجرفته لتمسك الستار الذي يغطي نصف النافذة لتبعده إلى أن يده أمسكت بالستار مانعا إياها من فتحه فنظرت اليه ليقول
- لا يروق لك حديثي إذا ( تركت يدها الستار قائلة )
- أرى انك غير منصف
- وكيف هذا
تعلقت عينيها بعينيه لتشعر برغبة بمغادرة العربة فكلما خفق قلبها بهذا الشكل كلما فقدت تركيزها لذا أشاحت بنظرها عنه محدقة بالنافذة وهي تقول
- لا اعلم .. أمازال أمامنا الكثير حتى نصل المحطة
- هذا يتوقف على حالة الطقس ( فتحت عينيها جيدا وعادت إليه قائلة )
- لا تقل أننا قد نتوقف
- ربما
- وأين سنتوقف
- أنت تفكرين بذلك النزل اليس كذلك ( حركت كتفيها مدعية )
- كنت أتساءل فقط
وعادت برأسها نحو النافذة وهي تصلي أن لا يعود للحديث حول هذا الأمر فصاحبت النزل امرأة فضوليه ولا تعلم ما الذي ستطرحه عليها من أسئلة عند رؤيتها لها من جديد أشعل أونيل سيجارته وهو يرخى رأسه متأملا إياها من خلال الدخان الذي أخرجه وأخذت عينيه تهبطان ببطء عن وجهها المحمر قليلا إلى ثوبها الخفيف الذي لا يقيها البرد القارص إلى يديها الجافتان ثم عاد بنظره إلى وجهها وشعرها الذي تناثرت بعض من خصلة بشكل عشوائي بسبب الرياح ليقول
- لما أنت فوضوية بمظهرك بهذا الشكل ( نظرت اليه متفاجئة من قوله فأضاف ) ألا تستطيعين تصفيف شعرك بطريقة أفضل
دون شعور رفعت يدها نحو شعرها وهي تشعر بالإحراج من قوله قائلة
- لقد عبثت به الرياح عند قدومي
وأخذت تحل الدبابيس التي به لتعيد ترتيبه وهو يتأملها فامسك يدها مما جعلها تنظر إليه وهي ترفع شعرها لتثبته قائلا بهمس وهو يميل نحوها قليلا
- دعيه هكذا مسترسلا ( سحبت يدها منه بإحراج قائلة )
- لا أستطيع
- ولما لا
- لا شأن لك بكيفية تصفيفي لشعري ( أجابته بجدية فتمتمت مارغريت بانزعاج )
- توقفا عن الثرثرة ألا ترياني نائمة ( نظر أونيل نحو عمته قائلا )
- عودي لإدعاء النوم عمتي لأني واثق انك لم تكوني نائمة ( حركت مارغريت رأسها بانزعاج دون إجابته فعاد نحو يوليانا التي ترفع شعرها وتثبته قائلاً ) أنت ماهرة بتشويه نفسك
- أشكرك
اكتفت بإجابته بعدم اهتمام وأنهت تثبيت شعرها وهي تتعمد النظر إلى الخارج كي لا يحدثها ولم يفعل بدوره ولكنه لم يفارق اقل حركة كانت تقوم بها , ترجلت من العربة وجالت بنظرها بأرجاء المحطة وقد عادت بها الذاكرة إلى أخر مرة كانت بها هنا كيف لها أن تنسى استعود هذه المرة باعتبارها اليدي فروديت أم فيوليت خرجت من أفكارها وهي تتبع مارغريت بعد أن أصبحت في مقعدها الذي تدفعه مارينا , بدا الفضول عليها والعربة تقترب بهم من المنزل المستطيل الشكل ذا الطابقين لتترجل من العربة بعد أن حمل أونيل عمته ووضعها في مقعدها الخاص بها ليسرع رجلان بالاقتراب منهم وهم يقدمون التحية لأونيل وعمته وأسرعوا بحمل الحقائب مع السائس فسار أونيل بشموخ نحو المنزل وهو يتحدث مع أكبرهم سنن دخلت يوليانا برفقة مارغريت ومارينا وأخذت تجول بنظرها بأرجاء الصالة الواسعة ذات الأثاث الفاخر
- لقد مضى زمنٌ لم نركِ به سيدتي
نظرت إلى امرأة متقدمة في العمر ذات شعر أشيب تحدث مارغريت وقد ارتدت ثوبا ازرق ومريولا ابيض فنظرت مارغريت حولها تبحث عن يوليانا قائلة
- اننا نحتاج إلى الراحة ساني فأرجوا أن تكون الغرف معدة
- انها كذلك سأنادي على الشابان ليقوما بإيصالك إلى غرفتك
- ولتكون غرفة الآنسة ( وأشارت برأسها نحو يوليانا مضيفة ) مجاورة لغرفتي
هزت ساني رأسها بالإيجاب وهو تنظر نحو يوليانا ثم تحركت نحو الخارج لتنادي على الشابان الذين أسرعا بحمل مارغريت بمقعدها وإيصالها لغرفتها .
تهاوت على السرير للحظات محدقة بالسقف لتأخذ نفسا عميقا وتغمض عينيها باسترخاء فلم تنم منذُ مغادرتهم دلبروك انها ألان لا تبعد شيئا عن جرترود استعود لحياتها السابقة هزت رأسها بالنفي وفتحت عينيها لن تعود لسابق عهدها أبدا ما ذهب قد ذهب إنها فتاة مختلفة ألان مختلفة تماما عن تلك الفتاة البريئة التي كانت ترى الحياة من جهة واحدة وكأنها كانت في عزلة عن العالم الحقيقي فعالمها المثالي قد تحطم ألان لم تعد تلك الفتاة التي كانت عليها قبل صعودها بالقطار متوجهة نحو ميرفيلد لقد قُلبت حياتها تماما فصعودها القطار بطريق الخطأ جعلها تسير إلى طريق لا تعرف لها نهاية وأين أصبحت ألان جلست وهي تتمنى لو تستطيع أن تعرف ماذا سيحصل نظرت حولها قبل أن تتحرك لتقف وتتخلص من ثوبها لتتجه إلى الحمام لتسترخي بالمياه الدافئة فقد مضى زمن منذُ استرخت في المياه الدافئة وحصلت على منظف ذا رائحة عطره خرجت من الحمام بعد أن ارتدت ثوبها الداخلي الأبيض وهي تقوم بتجفيف شعرها قبل أن تسرحه وهي تنظر في المرأة بعينين ناعستين فوضعت الفرشاة جانبا واقتربت من السرير لترتمي عليه وهي تبعد الغطاء ثم تضعه عليها وهي تحتضن الوسادة لتغط بالنوم بسرعة فهذا ما تحتاج إليه ألان .
- أضع العشاء في موعدة سيدي ( تساءلت ساني وأونيل يتخطى عنها بالممر فأجابها )
- أجل أفعلي ولتعدي الطبق المفضل عند عمتي ( واستمر بالسير لينزل إلى الطابق الأرضي الا انه توقف وحرك رأسه نحو ساني التي استمرت بالسير متسائلا ) أين هي الفتاة التي كانت برفقة عمتي
- مارينا سيدي أم الأخرى
- الأخرى
- انها بهذه الغرفة
حرك حاجبيه قليلا ثم عاد بأدراجه نحو غرفتها ليطرق على الباب وانتظر قليلا فلم يسمع شيئا ففتحه ودخل وهو ينظر بالغرفة ليتوقف نظره على السرير متأملا وجهها الذي استقر على الوسادة البيضاء وتناثر شعرها بشكل جميل وقد جف واسترخت يدها على الوسادة بجوار وجهها فتحرك ببطء ليغلق الباب خلفه وعينيه تتفحصانها بفضول وقد ظهر كتفيها العاريتين إلا من شيلات ثوبها الأبيض توقف في مكانه دون أن تترك أصابعه مقبض الباب ليسند ظهره عليه لوهلة قبل ان يحرك رأسه ببطء إلى الأمام مشيحا بنظره عنها ما الذي دهاه هز رأسه قليلا وعاد ليفتح الباب ويهم بالخروج إلى انه توقف من جديد وعاد بنظره نحوها متأملا إياها فهز رأسه هذه المرة بقوة أكثر وخرج بخطوات واسعة مغلقا الباب خلفه ببعض العصبية
- ارجوا أني لم أتأخر
قالت فور دخولها غرفة الطعام وقد أيقظتها ساني للتو فابتسمت مارغريت بينما تجمدت يد أونيل التي يتناول بها الطعام عند سماعه لصوتها قبل أن يعود لمتابعة طعامه متجاهلا وجودها وقد جلس على رأس الطاولة
- لم تحصلي على القسط الوافر من الراحة اليس كذلك
- الليل طويل وسأنام ملئ جفوني
قالت وهي تجلس بجوار مارغريت ولمحة أونيل بنظرة قبل أن تمسك طبقها وتضع به بعض الحساء
- أعليها حقا الجلوس برفقتنا ( تمتم أونيل وهو لا يبعد نظره عن طبقه )
- أونيل لقد وعدتني ( نهرته عمته بينما تجمدت يوليانا في مكانها فأضافت مارغريت لها ) لا تعيريه انتباهاً ( وعادت نحوه مستمرة ) على ما يبدو انك لم تحصل على قسطا من النوم أفعلت
رفع نظره محدقا بعمته وهو يمضغ لقمته ثم بيوليانا التي أخذت تتناول حسائها بجمود وعاد نحو عمته قائلا
- لم استطع النوم
وعاد ببطء وتفكير نحو يوليانا التي انتهت من حسائها وأخذت تتناول طبقها المليء بقطع الحم والسلطة ليتناول شوكته بروية وعينيه تراقبانها بينما قالت مارغريت وهي مشغولة بطبقها
- حضرنا إلى هنا لتحصل على الراحة وهذا ما يجب عليك فعله
ولكنه لم يجبها لانشغاله بمراقبة كل حركة تقوم بها يوليانا قبل أن يعود ليتابع تناول طعامه ولكن عينيه كانتا بين الحين والحين تعود نحوها , تحركت وهي تدفع مقعد مارغريت أمامها بعد الانتهاء من تناول الطعام لتتوجه نحو غرفة الجلوس فقالت مارغريت ويوليانا تنظر من فوق كتفها إلى أونيل الذي توجه نحو الباب الخارجي ليغادر
- عليكِ القيام بجولة بأنحاء المنزل فهو جميل جدا
- انه كذلك فما رأيته حتى ألان يوحي بالذوق العالي
وضعت مقعد مارغريت بجوار الطاولة وتحركت لتجلس أمامها فتلفتت مارغريت برأسها متسائلة
- أين أونيل
- غادر
- إلى أين
حركت كتفيها إلى الأعلى فبدا التفكير على مارغريت قبل أن تقول
- ارجوا أن أكون على خطئ ( وتنهدت مضيفة ) يوجد حانة قريبة من هنا وهو يكثر من التردد عليها ارجوا أن لا يكون متوجها نحوها
- انه يكثر من الشراب
- لا اعلم لما يتصرف بهذا الشكل أنا ووالده نقف عاجزين أمامه في بعض الأمور
- أيجب أن يفرض والده نفسه بكل شيء
- هذا هو استرانس أن لم يفعل لن يشعر بالراحة
- وراحة أونيل
- أن سترانس يسعى إليها دائما
- رغم رفض أونيل لذلك
- سترانس لا يفعل شيئا الا وان كان يقصد به الأفضل لولده
- انه يرى هذا الأفضل ولكن أونيل أين رأيه بالأمر أتريدين الصدق أن لأونيل الأسباب الكافية ليتصرف على هذا النحو فهو محاصر بشكل لا يطاق ووالده يريد ويريد ويريد مما جعله لا يبالي
بدت الحيرة على مارغريت قبل أن تقول
- من أين لك بهذه الأفكار
- من الذي يجري حولي أنا أرى
- أحدثك أونيل بشيء
- أستطيع الحكم بنفسي دون أن يفعل هل نسيتي أن السيد تعامل معي بنفس الطريقة فالقد ضيق علي الخناق بشكل لا يحتمل
- أتضعين المبررات لتصرفات أونيل
- لا .. ولكني اشعر في بعض الأحيان بأنه ليس سيئا بالقدر الذي يحاول إظهاره ( توقفت عن المتابعة أمام ابتسامة مارغريت فتساءلت بحيرة ) ماذا
- ما قلته صحيح تماما فهو يتعمد إغاظة الجميع .. أنت تفهمينه جيدا
لم يرقها قول مارغريت لذا تساءلت
- متى سيحضر ثورب
- لا اعلم علينا بانتظاره هنا........
وقفة شاردة أمام اللوحة الكبيرة لامرأة لا تتجاوز الخامسة والعشرين من عمرها تحمل وجها ملائكي وشعر بني مسترسل بشكل جميل وقد جلست بوقار أمام فنان قام برسمها بإتقان
- إنها جميلة اليس كذلك
ضمت ذراعيها إليها وهي تحرك رأسها نحو أونيل الذي قال ذلك وهو يدخل الغرفة فأغلق الباب واستند عليه وهو يتأمل اللوحة فعادت برأسها نحوها قائلة بارتباك
- اجل إنها كذلك أهي
- والدتي
- اعتقدت ذلك
قالت وهي تعود لنظر إليه وهو يتحرك نحو المقعد ليجلس ويمد ساقيه بإهمال أمامه قائلا
- ما الذي تفعلينه هنا
- نام الجميع ولم استطع أن اغفوا فقررت القيام بجولة .. أنت تشبهها
بدا التفكير عليه قبل أن يقول
- أحقا
- أجل ( ونظرت نحو اللوحة مستمرة ) تملك عينيها العسليتين الواسعتين وشعرها البني و ( ونظرت إليه بإمعان وهي تضيف ) شيئا ما بوجهها فالقد علمت أنها والدتك فور رؤيتي للوحة
نظر نحو اللوحة متأملا ثم هز كتفيه وعاد نحوها قائلا
- ربما ولكن الكسندر كان الأقرب لها الجميع كان يقول هذا
- قد يكون أنا لم أره .. أأعد لك القهوة ( هز رأسه بالنفي فأضافت ) أأنت واثق فعلا ما يبدو أنك كنت تحتسي الشراب
- لا شأن لك بما كنت أفعله
- أردت فقط إعلامك أن رائحة الكحول تفوح منك
- أهذا صحيح
قال ساخرا وابتسامة كسولة تداعب شفتيه وعينيه المسترخيتين فقالت
- اجل كما انك مترنح وهذا لا يليق فلو كنت أي شخص عادي لما اهتم احد أو حتى مر على الأمر ولكنك أونيل استرانس دلبروك ألا يهمك هذا الأمر بشيء
- بعد سماعي هذه المحاضرة الأخلاقية على الوقوف والانحناء لك بكل احترام لما لا تذهبين لغرفتك وتريحيني من رؤيتك
- كنت أحاول مساعدتك
- ومن قال أني احتاجها
أجابها وهو يرفع يده نحو جبينه ثم يرفع رأسه ليسنده على ظهر المقعد فقالت وهي تراقبه
- سأعد لك القهوة
هز رأسه بالنفي إلا أنها تجاهلته وخرجت لتعد القهوة وتعود لتقترب منه وتراه على حاله كما تركته فوضعت الكوب على الطاولة أمامه واقتربت لتميل نحو وجهه متسائلة
- أمازلت مستيقظا ( فتح عينيه قليلا محدقا بها فأضافت ) أحضرت القهوة ستشعرك بتحسن ( عاد لإغماض عينيه وكأنها لم تحدثه فتحركت جالسة بجواره وهي تقول ) كما تريد سأتناولها أنا ( ولكنه لم يتحرك فعادت للقول قرب أذنه متعمدة إزعاجه ) قلت اني أحضرت القهوة
- مارش ( تمتم باسمها كي تصمت إلا أنها عادت للقول )
- لا تشعر بأنك على مايرام
- لا لست على مايرام
- رأسك يؤلمك
- كل شيء يؤلمني
- أتحتاج إلى الطبيب أن كنت متوعكا سأطلب من احدهم الإرسال خلفه أنا جادة أونيل ( وأمام صمته حركت يدها لتبعد يده عن جبينه فحرك رأسه ناظرا إليها بيأس ثم استقام بجلسته وقد عقد حاجبيه بألم فأسرعت بالقول ) مازالت ذراعك تؤلمك ( تجاهل قولها وتناول الكوب ليرشف منه قليلا ويعيده إلى مكانه فأضافت ) أن كانت كذلك عليك رؤية الطبيب
عاد ليرفع الكوب ليرشفه بأكمله ووضعه على الطاولة ناظرا إليها وهو يقول
- لقد شربته أتستطيعين تركي وشأني ألان ( بدت المفاجئة على وجهها قبل أن تقول )
- لما أنت فظ بهذا الشكل أنا فقط أحاول المساعدة
- التي لم أطلبها لقد بدأ صبري ينفذ
- ومتى لم يكن كذلك
أجابته بتذمر وهي تعقد يديها فحرك رأسه بيأس وعاد ليسند نفسه بالمقعد بينما أخذت تتأمل والدته باللوحة بتجهم قبل أن تقول وقد خطر لها أمر
- أهذا المنزل لوالدتك انه كذلك اليس هذا صحيحا ( حرك عينيه نحوها قبل أن يقول )
- اجل انه كذلك
- ألان فقط فهمت منذُ أن دخلت المنزل وقد أحسست أن به دفئ ولمسة أنثوية واضحة أوالدتك من كانت تهتم بأموره
- أجل
- لابد وأنها كانت سيدة رقيقة ( تمتمت وعينيها شاردتان بلوحتها ومضيفة ) لما لم أرى لمستها بقصر دلبروك
تحرك نظر أونيل عنها نحو اللوحة مفكرا بشرود قبل أن يقول
- ابعد والدي كل شيء قد يذكره بها ففراقُها المفاجئ كان صعبا عليه
بدت لها الفكرة غريبة ولا تمس لسترانس وتمعنت بالمرأة مفكرة بكيفية استطاعتها اختراق صلابة سترانس ولم تشعر بعيني أونيل التين عادتا لتنظران إليها ارتعشت رغما عنها وهي تشعر بأصابعه التي لامست خدها فحركت مقلتيها نحوه بجمود لتلاقي عينيه المحدقتان بخدها ثم رفعهما نحو عينيها قبل أن يقول
- الم تحضر عمتي لك أثواباً أفضل من هذا لما لا ترتدي واحدا منها
- لم .. أحضر معي أثواباً
- ولما لم تفعلي
- لستُ بحاجتها ( كانت تتحدث بحذر ومازالت يده ملامسة لخدها فتسائل )
- أتحتاجين أثوابا أخرا
- لم ارتدي ما أحضرته لي عمتك بعد
نقل عينيه بعينيها قبل أن يحرك يده ليضعها على ظهر المقعد وهو يتسائل
- من يقف خلفك ( تمعنت النظر به لقوله قائلة )
- لا افهم ما تعني
- طريقة حديثك وتناولك الطعام وأشياء أخرى
- وما بها طريقة تناولي لطعام
- ليست عاملة من تقوم بتناوله بهذه الطريقة وكأنها جلست طوال حياتها على موائد الطعام الفاخرة الا إذا كان احدهم دفعك لتعلم أهي عمتي أم والدي فالاثنين يملكان اغرب الأفكار التي قد اسمعها بحياتي
رفعت حاجبيها أن هذا لاشيء فهو لم يسمع بعد بحقيقتها فحركت كتفيها قائلة
- أن حاولت قليلا لن يستطيع احد أن يميز أني لست من طبقتك اليس كذلك
حرك شفتيه قليلا قبل أن يقول
- ببعض الثياب الأنيقة وتلقينك أسلوب الحديث المهذب لن يتعرف إليك احد
- أهذا ما تريده أن لا يتعرف علي احد ( عاد لينقل عينيه بعينيها لقولها قبل أن يقول )
- ماذا تريدين من وراء هذا السؤال ( أشاحت برأسها عنه متهربة من النظر إليه ومحدقة باللوحة من جديد فأضاف وهو يتابع تصرفها ) ايهمك ما أريده
- لا ( تعمدت اجابته دون النظر إليه واستمرت ) أنت لن تقول ما يسرني فلما قد اهتم أنت حتى لا تراني سوى فتاة وضيعة أمامك لا يناسبك حتى الحديث معها ولكن ربما ( ونظرت إليه مستمرة ) أن ارتديت الثياب الفاخرة والمجوهرات القيمة وتشبهت بالفتيات الارستقراطيات قد أروق لك ولكن أتعلم لن أفعل فأن كنت لا تستطيع النظر إلي وأنا بهذا الشكل فلا تفعل
أخذت عينيه تزداد اغمقاقا قبل أن يقول
- تعلمين أني أستطيع تأمين الأفضل لك ألا يسرك هذا
- لا
- ولما لا ( تساءل ببطء فقالت وعينيها مازالتا تراقبان عينيه الثابتتان عليها ) لأني لا اعلم ما الذي تريده بالمقابل أتريد مني الاختفاء من دلبروك لا أستطيع عليك تقديم عرضك لوالدك فهو من بيده كل شيء
- لنقل أني .. أريد رؤيتك .. جميلة
- الستُ كذلك
- علي التصفيق لهذه الثقة بالنفس أم قد اسميه غرورا ويالا مفاجئتي أن تتحدث واحدة مثلك بهذا الشكل ولكن لم يعد شيء يفاجئني هيا استمري
لمحته بغيظ وأشاحت برأسها عنه من جديد متمته
- ما كان علي النوم مساءً فلا أستطيع النوم ألان ولا أريد البقاء بمفردي لا أريد التفكير
- أتقومين بدعوتي للبقاء برفقتك
- أنا أحدث نفسي ولا ادعوك لشيء
- أه وما الذي يجعلك تصابين بالأرق ما الذي يشغل بالك
- الكثير حقا
تمتمت وهي تفكر بجرترود وما ينتظرها فحرك أونيل عينيه مفكرا قبل أن يتساءل وأصابعه تطرق على طرف المقعد خلفها
- أماك من ضمن ذلك ( شدت حاجبيها قبل أن تنظر نحوه قائلة )
- ماك وما شأن ماك
- حاولت أن أفكر ما الذي قد يشغلك فلم أجد شيئا مهما ( تمعنت النظر به ثم قالت بضيق )
- لا ليس ماك فهو يرفض النظر إلي حتى بعد الذي حدث وان استمريت بالتصرف بهذا الشكل فلن أجد أي معجبا بي
- ولما قد تحتاجين إلى المعجبين ( أسرع بالقول بحدة فأجابته مدعية الخفة )
- ولما لا يكون لي معجبين
بدت المفاجئة على وجهه لوهلة ثم ضاقت عينيه وهو يتساءل
- لابد وانه كان لديك معجبين كثر إذا في ميرفيلد
شعرت بدمائها تسرع بالجريان لقد وصل الحديث إلى حيث لا تريد فقالت بحذر
- أنت لديك الكثيرات من المعجبات فالقد رأيت بنفسي فـ
- لا تتدخلي بأموري
- ولما لا
- لأني طلبت ذلك ( تحركت تريد الوقوف والابتعاد إلا أن يده استقرت على كتفها وشدها كي تعود لجلستها قائلا ) لم أنهي حديثي بعد
- لا اعتقد حقا أن هناك ما يقال
- بل هناك الكثير .. هل اندرو من ضمن من تعرفت عليهم بميرفيلد
هنئت نفسها لقدرتها على البقاء جامدة في مكانها وإخفاء الصدمة التي شعرت بها عند قوله هذا فتمتمت وعينيها ثابتتان دون أن ترمش عليه
- لا اعلم عمن تتحدث
- لا أحب المدعين
- لست كذلك ( أجابته بصعوبة فضاقت عينيه وهو يتأملها قائلا )
- بل أنت كذلك .. لا لا تشيحي براسك ( قال وهو يحيط وجهها ليعيده نحوه مستمرا ) لتعلمي انه كلما كذبتي تعلمني بهذا عيناك
- انهما غير صادقتان معك إذا
- وما أدراك أنت ( تمتم بهمس فاخفضت عينيها كي لا تنظر إليه وتوترها يزداد فأضاف ) أنظري إلي ( وأمام رفضها استمر ) أنت قلقة من أن تعلماني بما لا تريدين إعلامي به
عادت بهما إليه بتحد قائلة
- لا .. ماذا ألان ( ولكنه لم يجبها على قولها بل بقيت عينيه معلقتين بعينيها مما زاد من توترها وهي ترى وميض عينيه أنها تشعر بانجذابه نحوها فحاولت الإشاحة برأسها من جديد الا أن أصابعه المحيط بوجهها منعتها مما جعلها تقول بسرعة ) لا تفعل
- لا أفعل ماذا ( تساءل ببطء ورأسه يقترب منها فعادت للقول بإصرار )
- لا تقبلني
- لما لا
- فقط لا تفعل
بدا صوتها مرتجفا وهامسا وقد أصبح وجهه قريبا منها فحركت يديها لتضعهم على كتفه محاولة منعه من الاقتراب وتراجعت بدورها دون أن تفلح بينما همس وأنفاسه تلامسها
- أيزعجك عناقي
أغمضت عينيها بوهن وقلبها يهوي وهي تجد صعوبة بالحديث قائلة
- فقط لا تفعل أونـ
تلاشت كلماتها لتغوص إلى حيث لا تريد ويده تتحرك قليلا ليدسها بشعرها ليجذب رأسها نحوه أكثر كان بإمكانها الخلاص لو حاولت مقاومته ولكنها لم تفعل بل حركت رأسها بعيدا عنه مسندة جبينها على كتفه وهي تشعر بالدوار وبصدره الذي يرتفع ويهبط دون أن تجرؤ على فتح عينيها فهمس بجوار اذنها بصوته المليء بالمشاعر
- هل طلبوا منك إغوائي بهذا الشكل أيضا
شعرت وكأن ماءً باردة سكبت عليها لقوله ففتحت عينيها وقد أخرجها مما هي به لتلتمع دموعها فتحركت مبتعدة عنه ومتجهة نحو الباب بخطوات واسعة دون النظر إليه لتغادر ولم تتوقف قبل أن أغلقت باب غرفتها على نفسها لتنزلق دموعها على خدها فجرت نحو السرير لترمي بنفسها عليه معاتبه نفسها فما الذي يجري لها ما الذي يجري وأجهشت بالبكاء علا ذلك يريحها ويبعد ذلك الشعور الذي يضغط على صدرها انها تتصرف بغباء كلما كانت معه لما تفعل هذا لما لا تستطيع التحكم بالأمور انها تشعر بالسوء من نفسها .
- آنستي
فتحت عينيها ثم رفعت نفسها محدقة بساني التي توقظها قبل أن تنظر إلى نفسها بتشوش وقد نامت في وسط السرير دون أن تدرك فتهاوت من جديد متسائلة وهي تغمض عينيها
- ماذا هناك
- الإفطار سيكون جاهزا بعد ساعة
- حسنا
أجابتها وهي لا تذكر متى نامت ولكنها مازالت تشعر بالنعاس وعينيها منتفختان من أثار بكائها فعادت لنوم دون شعور بما يحيط حولها
- صباح الخير ( قالت لمارغريت وهي تقترب منها لتجلس أمامها )
- إنها الواحدة
- أعتذر فلم استطع النهوض
- أعلمتني ساني انك عدت لنوم أأنت أفضل ( هزت رأسها لها بالإيجاب بينما تساءلت ساني )
- أتتناولين الطعام ألان آنستي
- الشيء القليل
أجابت ساني التي توجهت نحو المطبخ فنظرت مارغريت إليها متأملة قبل أن تقول
- أشهيتك مفقودة كأونيل فهو الأخر لم يتناول شيء يذكر على الإفطار أنا لا أحب رؤيته بهذا الشكل أن أمرا ما يزعجه وبشدة لابد وان شيئا ما جرى متى عاد يا ترى
بقيت ملتزمة الصمت محدقة بساني التي تدفع طاولة الطعام نحوها لتتناول القليل ثم تقوم بجولة حول المنزل وتمضي ما تبقى من النهار وهي جالسة في غرفتها تقرأ احد الكتب وكان الملل والتوتر من انتظار ثورب الذي لم يظهر قد نال منها ليلا فتمددت في سريرها محتضنه الوسادة وتفكيرها شاردا فلم ترى أونيل طوال اليوم أغمضت عينيها رافضة تفكيرها به وحاولت إبعاده عن فكرها لتشرد بجرترود وما ينتظرها هناك
- ها أنت لقد بدأت اشك انك متواجد معنا هنا
بادرت مارغريت أونيل في صباح اليوم التالي ويوليانا تدفع مقعدها نحو طاولة الطعام فحرك رأسه محي عمته قبل أن يتبعهما ليجلس على رأس المائدة ويبدأ بتناول طعامه بتجهم فجلست يوليانا بجوار مارغريت وهي تشعر بالتوتر لتضع القليل بطبقها وتنشغل بتناوله فعادت مارغريت للقول
- أين كنت البارحة
- كان لدي بعض العمل
- الم نأتي إلى هنا حتى تحصل على الراحة
- العمل لا يتوقف عمتي
- اعلم .. كنت أفكر بالخروج اليوم
- إلى أين
- ارغب بزيارة بعض الأصدقاء بجرترود ( وأضافت وهي تراه يعاني صعوبة باستعمال السكين بيده المصابة ) هلا ساعدته فيوليت
- لا أريد مساعدة من احد
قال وهو ينظر نحو عمته بحدة وترك السكين بقوة من يده فتابعت يوليانا تناول طعامها وقد كانت توقفت عند قول مارغريت ذلك دون أن تنظر إلى أين منهم بينما تناول قطعة من الجبن قبل أن يدفع طبقه بعيدا عنه فقالت مارغريت لتصرفه
- أنت قليل الصبر وتحتاج للمساعدة حتى تشفى يدك
- لا احتاج مساعدة احد
قال بذات الحدة ووقف وهو يرمي المنديل على الطاولة ويتحرك مبتعدا فتابعته مارغريت وهو يخرج قبل أن تقول
- لو اعلم فقط ما الذي يجعل مزاجه بهذا الشكل .. وأنت لما لا تحاولين شيئا
- دعيني خارج الأمر
- كيف هذا الست زوجته ويجب أن تعتني به
- لا لست كذلك ( وتركت طبقها هي الأخرى ووقفة مستمرة ) بتأكيد لست كذلك
صعدت إلى غرفتها ولكنها لم تستطع البقاء بها كثيرا وهي تشعر بالاختناق فغادرت المنزل لتسير مبتعدة إلى حيث تأخذها قدماها عادت إلى المنزل بعد ساعات وقد أمضت الوقت جالسة قرب أحدا الشجيرات مسندة ظهرها على ساقها ومتأملة ما حولها بصمت لتجد أن مارغريت قد غادرت إلى جرترود فتناولت الطعام بمفردها وأخذت تجول بالمنزل على غير هدا وهي تشعر بالضيق فلو يحضر ثورب لتشعر ببعض الراحة .
وضعة الكتاب من يدها وحدقت أمامها بشرود قبل أن تتحرك نحو باب غرفتها لتفتحه وتخرج توقفت عن الحراك وهي تغلق الباب خلفها عند رؤيتها لظل الذي يقترب منها لتشعر ببعض التوتر وهي تعرف من يقترب دون حتى أن تضطر لرؤيته وقد حل الظلام بالممر لانطفاء المصابيح توقف على بضع خطوات منها متسائلا
- الم تذهبي برفقة عمتي ( هزت رأسها بالنفي قبل أن تقول )
- لا ذهبت برفقة مارينا
- ولما لم تذهبي معها
- كنت أقوم بجولة حول المكان وعند عودتي كانت قد ذهبت
بقيَ جامدا للحظة ثم تحرك يريد تخطيها إلا انه عاد ليتوقف وقد أصبح قربها أكثر قائلا
- استتأخر بالعودة فالوقت أصبح متأخرا
- أعلمتني ساني أنها أن لم تعد اليوم فستحضر في الغد
- ستبقى بجرترود ( قال بحيرة ثم حرك فكه مفكرا وهو يمعن النظر بها قبل أن يتسائل ) إلى أين كنتِ متجهة ألان
- رغبت باحتساء كوب من الشاي
- اعدي لي واحدا إذا أنا بغرفتي
قال وتحرك متابعا طريقة فتأملت ظهره قليلا ثم تحركت لتتوجه نحو المطبخ لتعد كوبين من الشاي دخلت إلى غرفته لتجده قد تخلص من سترته وجثا بجوار المدفئة وهو يقوم بإشعالها فوضعت الصينية على الطاولة الصغيرة وهي تقول لبرودة الغرفة
- أن الجو باردا جدا هنا
- لن ينتهي هذا الشتاء
أجابها وهو يتحرك واقفا فحملت كوبها وهمت بالتحرك فسارع بالقول
- لستِ ذاهبة لنوم
- لا ( أجابته لقوله فأشار نحو المقعد الموجود قرب المدفئة قائلا )
- لتبقي بصحبتي إذا فأنا أيضا لا ارغب بالنوم ألان
- ليست بالفكرة الجيدة .. اعذرني ( قالت وهمت بالتحرك نحو الباب إلا انه أوقفها وهو يقول )
- لما أنت قلقة من البقاء برفقتي ( عقصت شفتها السفلى قليلا قبل أن تقول بهدوء )
- لا نتحدث والا ينتهي الأمر بما لا يسر
تمعن النظر بها قبل أن تظهر ابتسامة مائلة على شفتيه فرفع كوبه ليرشف منه وعينيه تراقبانها ثم قال وهو يشير برأسه نحو المقعد
- أعدك أن لا ينتهي الأمر بما لا يسر هيا فلا احد سوانا لنتحدث معه ( بدت مترددة فأضاف وعينيه تلتمعان بخبث ) أنا بيد واحدة ولن أستطيع شيئا
لمحته بنظرة ثم تحركت نحو المقعد لتجلس فتحرك بدوره ليجثو من جديد أمام المدفئة ويضع قطع الحطب بها بينما أخذت تراقبه فحرك رأسه نحوها لامحا إياها فعادت إلى كوبها لترفعه وترشف منه وقد أمسكته بكلتا يديها قائلة
- هل عمتك معتادة على المبيت عند أصدقائها في جرترود
هز رأسه بالنفي وتحرك واقفا ليقترب ويجلس بجوارها وهو يقول
- لا أنها فقط تتعمد تركنا بمفردنا هنا
تجمدت يديها على كوبها وحركت رأسها نحوه وهي تقول
- لست جادا
- أنت لا تعرفين عمتي
- أتفعل هذا
- أن خبرتي بها وبوالدي تفوق التصور فتدخلهما بحياتي أمرا لن أتخلص منه بسهولة ( عادت برأسها إلى ما أمامها وعينيها تضيقان فرفع كوبه ليرشف منه قبل أن يعود للقول ) كيف أمضيت نهارك
- تجولت هنا قليلا ثم جلست .. وجلست لاشيء أفعله
- وكأنك تتذمرين الم تكتفي من العمل ( هزت رأسها له بالإيجاب فأضاف ) أكان العمل بميرفيلد شاقا أيضا
توقفت مقلتيها عن الحراك قبل أن تقول ببطء
- العمل في أي مكان سيكون متعبا
- لما حضرتي إلى دلبروك أكانت معاملتهم سيئة
رفعت كوبها لترشف منه قبل أن تبعده وهي تجيبه بحذر
- لم يكونوا لطفاء جدا ولا سيئين ولكن بعد وفاة والدي لم يبقى لي أحد هناك فحضرت للبقاء برفقة أقربائي
أن كان هذا ما قصده بالحديث معا فسيكون الأمر كارثة وستضطر لتلفيق الأكذوبة تلو الأخرى وهذا ما تكره فعله استرخى في جلسته ومد ساقيه أمامه مفكرا قبل أن يعود للقول وهو يحرك رأسه نحوها متأملا إياها
- أنتِ فتاة ملفته لنظر ( تعلقت عينيها بعينيه وقد اخذ قلبها ينبض ببطء محذرا إياها بينما استمر وهو يهز رأس ) اعترف بهذا فمنذُ أن رأيتك أول مرة تركت انطباعا غريبا في نفسي فأنت تملكين جاذبيه قلة ما أصادفها ولكن أن يلاحظ والدي ذلك لهو أمرٌ محيرٌ لي فما الانطباع الذي تركته في نفسه ما الأحاديث التي دارت بينكما ليكن لك كل هذا الاحترام ( وتحرك بجلسته لينظر إليها جيدا بينما بقيت جامدة دون حراك تصغي له وهو يستمر ) أعلم انك تخفين أمرا ما بل أنا واثق فجرأتك تقول لي هذا .. أهم من طلبوا منك معاملتي بهذا الشكل ( وأمام صمتها أضاف ) اعترف أني فشلت فشلا ذريعا بمحاولة معرفة أي شيء من والدي أو حتى عمتي ولكن أنت ستعلمينني اليس كذلك لقد أعلمتك سابقا أني سأكافئك وها أنا اكرر عرضي أعلميني مالا اعلمه واطلبي ما تريدين ( ظهرت ابتسامة بطيئة على شفتيها سرعان ما كبرت فحاولت إخفائها بينما تسائل بجدية وعينيه تضيقان ) ما المضحك
هزت رأسها بالنفي وهي تحاول أن لا تبتسم وأمام تحديقه بها قالت
- اعتقدت حقا .. انك حسنا يا لغبائي
- أني ماذا
- لا شيء مهم .. فكل ما تريده هو معرفة ما اخفي ولكني أعلمتك سابقا ما اعرفه وأنت ترفض تصديقي فماذا أفعل
- حاولي إعلامي من جديد ( نقلت عينيها بعينيه قبل أن تقول )
- ماذا تريد أن تعلم
- ما أنت مستعدة لقوله وليكن الصدق وغير هذا لا تفعلي فلا احتاج لسماع المزيد من الأكاذيب فما قصة ارتباطنا هذه وكم هي حقيقية ( أبعدت عينيها عنه ببطء وهي تشعر بألم يجتاح صدرها فعقصت شفتها السفلى وعادت برأسها نحو كوبها لتعبث به بصمت طال ولم يحاول كسره فترقرقت الدموع بعينيها لتتشوش الرؤية أمامها وهي تفكر وتفكر ولكن لا لا تستطيع إعلامه لا تستطيع همست لنفسها وهي تحاول أن تعود لرشدها فان كان عليه أن يقدرها فليقدرها على ما هي عليه وليس لأنها اليدي فروديت بدت المفاجئة على وجهه وهو يلاحظ وجهها فمال برأسه نحوها متسائلا وعينيه الحائرتان تتنقلان بعينيها ) لما تبكين .. ما بك أنا لم أزعجك ألان أفعلت
حركت رأسها بالنفي ووضعت كوبها على الطاولة وهي تتحرك من مكانها قائلة وهي تبتعد نحو الباب
- ارجوا أن تعذرني على الذهاب لغرفتي
وخرجت دون أن يحاول إيقافها رغم انه تبعها بنظره والحيرة الكبيرة بادية عليه , فتحت عينيها وهي تتقلب في فراشها أنها لا تذكر متى استطاعت أن تغفوا ولا يبدو أنها قد نالت كفايتها فعينيها ثقيلتان إلا أن اصواتاً تناهت لها من الخارج جعلتها تنظر نحو الباب قبل أن تتحرك جالسة وهي تنظر نحو النافذة مفكرة من المستيقظ بهذا الوقت الباكر فالشمس لم تشرق بعد تحركت من فراشها متوجهة نحو الباب لتفتحه مطلة بالممر لترا ساني التي حملت المصباح بيدها تسير نحوها برفقة زوجها فتساءلت باهتمام
- ماذا هناك
- ارجوا أن لا نكون قد تسببنا بإيقاظك
- ما الذي يوقظكما بهذا الوقت
- السيد أونيل
- ما به ( قاطعتها قائلة )
- غادر ولم يعد حتى ألان
- ألا يفعل هذا بالعادة
- أجل ( أجابها روبرت مستمرا ) ولكن رولد قال انه رآه يتجه نحو الكوخ الموجود في أخر المزرعة
- انه هناك إذا ما المشكلة ( أضافت وهي ترى القلق البادي على ساني التي أجابتها )
- انه لا يبدو على ما يرام منذُ حضوره وأنا اعلم انه لا يتوجه إلى هناك ألا أن كان في ضيق
ضمت يوليانا يديها مفكرة قبل أن تنظر إلى روبرت قائلة
- لما لا تذهب لتفقده
- لا يحب السيد أن يزعجه احد عندما يذهب إلى هناك وهذا ما كنت اعلم به ساني للتو
نقلت عينيها بينهما قبل تعود لداخل غرفتها لترتدي ثوبها وتتحرك خارجه فتبعتها ساني وهي تقول
- لا اعتقد أن السيد سيسر أن أزعجناه
- لا عليك أرشدني فقط إلى مكان الكوخ ( ما أن أوصلها روبرت إلى الكوخ حتى قال )
- علي العودة بأدراجي
هزت رأسها له بالإيجاب وتناولت منه المصباح قبل أن تقترب من باب الكوخ لتطل بداخله بحذر وتجول بنظرها بأرجاء الغرفة المغبرة وقد تجمعت بعض الصناديق القديمة على زاوية الغرفة الخالية تقريبا فتختطها بحذر وهي تقول
- أونيل .. أنت هنا ( اصطدمت قدمها بأحد الأخشاب مما جعلها تتوقف وتحرك رأسها حولها بقلق قبل أن تتابع بتوتر ) أيوجد احد هنا ( توقفت وهي تطل على الغرفة الأخرى وتراه جالسا أرضا بجوار الحائط وقد أثنى ركبتيه وأخذت يده تعبث بزجاجة وضعها أرضا بين ساقيه وأخذا يحركها بشكل دائري دون رفع نظره عنها فسارت نحوه ببطء قائلة ) ماذا تفعل هنا .. وبهذا المكان
رفع نظره نحوها دون أن يرفع رأسه لثواني ثم رفع رأسه محدقا بها وهو يقول
- ما الذي تفعلينه هنا
- جئت لرؤيتك
- ولما
- لأني ( ونظرت حولها نحو الأخشاب المخزنة بكميات كبيرة ثم عادت نحوه وهي تضيف ) انتابني القلق فجئت للاطمئنان عنك لما تجلس هنا وبهذه الظلمة
- لم تعد كذلك ألان ( قال بسخرية لانعكاس نور المصباح الذي تحمله )
- لا اعتقد أن المكان مريح هنا ( تمتمت وهي تعود لتلفت حولها )
- ومن قال أني احضر إلى هنا كي اشعر بالراحة إذا أردتي مكاناً مريح فلتعودي من حيث أتيت
تأملت الزجاجة التي بيده قبل أن تقول
- لم تحضر إذا .. لتشرب هذه ( اكتفى بتأملها بتهكم وابتسامة مائلة دون إجابتها وهو يرخى رأسه على الحائط خلفه فأضافت وهي تعود لتتلفت حولها لسماعها صوتا خفيف ) أيوجد ثعابين هنا أو فئران
- الكثير منها ( ابتلعت ريقها بتوتر وهي تعلم انه يتعمد إخافتها فقالت بإصرار )
- ستشرق الشمس بعد قليل وأنت بحاجة إلى الراحة
- لما على الجميع قول هذا لي أنا اعرف متى احتاج للراحة أم لا فتوقفي عن ادعاء الاهتمام
- ولكني لا ادعي ( همست بصوتً منخفض وقد ساءها قوله قبل أن تضيف ومازالت عينيه الغير مباليتان لا تفارقانها ) دعنا نغادر هذا المكان فهو لا يروق لي
- غادري كما جئتي لا اعلم لما تبعتني إلى هنا
عقصت شفتها وهي تراقبه ثم انخفضت لتجلس أرضا بعيدا عنه ببضع خطوات ووضعت المصباح الزجاجي من يدها بجوارها ونظرت إليه باهتمام قائلة
- ما الذي تفعله هنا حقا فلا أجد سببا مقنعناً يجعلك تجلس هنا وأنت لست بحاجه للاختباء لتناول هذه
- ومن قال أني اختبئ هنا
- أنا أقول ( رفع حاجبيه بتهكم ولكن لم يفتها الحزن بعينيه قبل أن يقول ومازال يدعي التهكم )
- ليكن بمعلومك أني لم أتناول جرعة واحدة منها رغم وجودي هنا منذُ ساعات
حركت عينيها نحو الزجاجة لتتأملها وترى غطائها لم يفتح بعد فعادت نحوه لتلاقي عينيه الناظرتان إليها بكسل ولامبالاة فقالت
- لست ثملا إذا
- إلا إذا كانت رؤيتك قد تثملني ( مرت لحظت صمت بعد قوله قبل أن تقول )
- من أنت حقا ( بدت الحيرة عليه لقولها قبل أن يتسائل )
- ولما تحتاجين إلى معرفتي
- لن أستطيع ذلك الا إذا كنت ستسمح لي فلا احد يستطيع اختراقك أن كنت لا ترغب
- المشكلة أني لا ارغب ولكني لا أستطيع منع حدوث هذا ( تمتم بهمس وهز رأسه مضيفا بانزعاج ) ما الذي جعلك تتبعيني إلى هنا أنا احتاج إلى الانفراد بنفسي ليس الا
- قد أستطيع مساعدتك
- لا احد يستطيع ليس أنتِ بالتحديد ( أضاف قبل أن يعود بنظره نحو الزجاجة فأخذت تتأمله بصمت قبل أن تعود لتنظر حولها بقلق وهي تعود لسماع أصوات خفيفة خوفا من وجود الفئران وعادت نحوه وهي ترفع يدها لتخفي عطسة انسلت منها ثم ضمت جسدها بيديها فالقد بدء البرد ينسل إليها ارتجفت رغما عنها فزادت أصابعها بضم ذراعيها أكثر ) أتشعرين بالبرد ( تعلقت عينيها بعينيه الناظرتان إليها وهو يتساءل فهزت رأسها بالإيجاب بقيت عينيه تحدقان بها بصمت لثواني ثم مد يده نحوها مما فاجئها وهو يقول ) اقتربي ( تعلقت عينيها بيده الممدودة نحوها ثم عادت لتنظر إليه لتراه يتأملها فتململت أصابع يدها بتردد إلا أنها هزت رأسها بالنفي بقيت عينيه ثابتتان عليها ومازالت يده ممدودة فعادت لتهز رأسها له من جديد بالنفي فأعاد يده إلى جانبه مدعي عدم الاكتراث فعادت لتنظر حولها متهربة من النظر إليه ) كنت أحب هذا الكوخ في صغري كان يسكنه احد العمال كان كهلا رأى الكثير بحياته فقد تنقل حول بلدان كثيرة (عادت نحوه لترا أن عينيه تنظران إليها وهو يضيف دون توقف ) كان ماهراً بسرد القصص وكنت احضر لسماعه دائما لقد اثر بي بشكل كبير فالقد كانت أحلامه كبيرة وأفكاره تعجبني كان عوناً لي بعد وفاة والدتي وأخي .. استعيد بذاكرتي حديثة فالقد كان يحشو رأسي بالأفكار الجميلة عن الحياة والأمل التي يجب أن نعيشها لم أكن لأفهم مغزى كلماته في حينها ولكن كلما تقدم بي العمر كلما أدركت ما كان يعنيه لقد كان رجلا حكيما ويستحق أكثر مما حصل عليه .. لما تبدو المفاجئة عليك
- لم أتوقع أن تهتم لأمر عامل يعمل لديك بهذه الدرجة
- لم يكن بالشخص العادي فالقد كان فائق الذكاء ويستحق كل الاحترام
- أنه محظوظ
تمتمت فبقيت عينيه تتأملانها بصمت قبل أن ينظر نحو الزجاجة ليمسكها ويرميها بعيدا عنه مما جعلها تنتفض فأرخى رأسه على الحائط ورفعه إلى الأعلى قائلا
- لابد واني أصيبك بالحيرة ( هذا صحيح همست لنفسها وتحركت لتقف وهي تقول )
- أنذهب ( وأمام صمته أضافت ) المكان لا يشعرني بالطمأنينة فانا اسمع صوت شيء يتحرك عند الأخشاب
- مجرد فأرا صغير
- يا الاهي ( همست بقلق وتلفتت حولها ثم نظرت إليه قائلة بجدية ) سأغادر ألن ترافقني
بقي ملتزما الصمت لعدت ثواني ثم تحرك ليقف ويتحرك برفقتها خارجا
- سيدي آنستي أهذا أنتما
- اجل ما الذي أيقظك
تساءل أونيل وهو يتبع يوليانا بصعود الأدراج نحو الطابق الثاني فأجابته ساني التي أطلت من باب المطبخ
- شعرت بالظمئ أتحتاج شيئا سيدي
- لا
كانت تشعر به خلفها رغم عدم محادثته لها ففتحت باب غرفتها ودخلت وهي تنظر إليه لتقول
- عمتَ مساءً
هز رأسه لها وهو يتوقف أمام غرفتها فأغلقت الباب ببطء وبقيت أصابعها ممسكة بمقبض الباب وهي جامدة في مكانها لعدم سماعها لخطواته فأخذت تسمع صوت نبضات قلبها التي تطن في أذنيها إلى أن سمعت صوت خطواته تتحرك ليستمر بالسير مبتعدا فتنفست بعمق واستدارت مسندة نفسها على الباب .
- متى حضرتي لم يعلمني احد
قالت في صباح اليوم التالي وهي ترى مارغريت جالسة تحتسي الشاي بالصالة
- وصلت صباح اليوم وأعلمتني ساني انك لم تنامي الا في ساعات الصباح الباكر فطلبت منها عدم إزعاجك
- أنا أعيش بنعيم هنا فلا استيقظ ألا بالواحدة كيف هي جرترود
- مدينه لا ينام سكانها.. سيحضر ثورب اليوم
- رأيته
- اجل
رغم الارتياح لما سمعته ألا أن خفقات قلبها قد ازدادت فكلما اقترب الموعد كلما زاد توترها تناولت كوب الشاي وهي تحاول أن لا ترتجف يدها فمجرد فكرة قصدها لجرترود تجعلها في قمت القلق فتسائلت
- أمازال أونيل نائما
- لا انه بالغرفة الأخرى برفقه صديقه
- صديقه
- ابن عائلة ثيرود كريس
- أه
شعرت بالراحة لمغادرة أونيل برفقة كريس دون أن تراه وأمضت الساعة تلو الأخرى وهي تترقب وصول ثورب وما أن حضر حتى دعته للجلوس برفقتها ومارغريت فقال للقلق الظاهر عليها
- هوني عليك فكل شيء معد
- أنت لا تعلم ما قد يحدث لو علم عمي أني بجرترود
- كل شيء معد ستغادرين برفقتي إلى منزل أصدقاء لي وهو فارغ ألان من سكانه فهم في إجازة يقضونها عند بعض الرفاق لذا لن يعلم احد بوجودك وسيلاقينا جيمس هناك وترافقينه لمقابلة القاضي وهناك ستتحدثين بكل ما تعرفينه ومن ثم يعود بك إلى المنزل وأقوم أنا بإيصالك إلى هنا وبهذه الطريقة لن يعلم احد حتى بمرورك بجرترود وقد تدبر جيمس كل شيء بمهارة , التقت بجيمس وجلست برفقته بعض الوقت بالمنزل الخالي الا منهم تحدثه وتسمع منه ليغادرا سارت برفقته إلى مكتب القاضي وقد ارتدت ثوبا اسود حرص ثورب على توفيره لها مع قبعة سوداء تحمل وشاحا صغير مخرم يخفي معظم وجهها تنفست الصعداء وهي تغادر غرفة القاضي الذي طلب رؤيتها بمفردها فبادرها جيمس
- كيف كان الأمر أبدا مقتنعا بما أعلمته به ( هزت رأسها له قائلة )
- عليه ذلك فلم اقل سوا ما جرى معي
ورفعت يدها لتنزل الوشاح الأسود كي تخفي وجهها فأشار لها لتجلس وهو يقول
- لا اعتقد أننا قد نحتاج إلى جلسة آخرة للاستماع لك ولكن دعيني أتأكد سأراه
اختفي جيمس بغرفة القاضي ثم خرج وهو يقول
- لقد اقتربنا من النيل منهم
- سيعود لي كل شيء
- اجل ( ابتسمت بتوتر فقال وهي تقف ) ألا تصدقين
- عندما أعود إلى منزلي سأصدق فانا اعلم انه ليس من السهل التغلب على عمي فهو سيجد أمرا ما ليفعله كي لا احصل على ما هو حق لي
- عليك الاعتماد علي حتى أستطيع الوقوف بوجهه
- أنا كذلك أشكرك ( وما أن ابتعدوا بالعربة حتى أضاف )
- علينا الترجل والسير إلى هناك يوجد عربة جديدة ستقلنا إلى المنزل حيث ينتظرنا ثورب فلا نريد أن نغامر بان يكون هناك من يتبعنا
هزت رأسها موافقة وما أن توقفت العربة حتى ترجل منها جيمس فانزلت الوشاح وترجلت بدورها وهو يقدم لها يده لمساعدتها وما أن خطت أول الدرجات حتى تعلقت عينيها بأونيل وكريس الذين خرجا من المطعم الذي أمامها لينزلا الدرجات نحوهما فأسرعت بالنظر أمامها وهي تضع قدميها على الأرض بعدم اتزان وتسرع برفع يدها لتعيد وشاحها إلى مكانه وقد تحرك قليل إلى الأعلى مع نزولها فاشتدت يد جيمس على يدها متسائلا
- أنت بخير
- أنه أونيل ( تمتمت له )
- ولكن كيف لم يقل لي احد انه بجرترود ( أسرعت بالنظر إلى الجهة الأخرى وهي تضيف )
- انه ينظر باتجاهنا
- لنبتعد إذا
تحركت برفقة جيمس مبتعدين إلا أن أونيل توقف وحرك رأسه متابعا الفتاة ذات الثوب الأسود برفقه الرجل ذا البذله الرسمية فنظر إليهما كريس وعاد نحوه قائلا
- ما بك
- تلك الفتاة
تمتم بحيرة وخطا نحوهما كانت كل حواسها موجها نحو أونيل الذي شعرت به يخطوا نحوهم فأمسكت ذراع جيمس قائلة بصوت مسموع وبلكنة فرنسية متقنة
- أنه مطعم فاخر لما لا نقصده بعد قليل للغداء
هز جيمس رأسه موافقا ويده تربت على يدها قائلا
- لنفعل ذلك فانا واثق انه سيروق لك
تعلقت عينيها بعيني جيمس الذي اختلس نظرة نحو أونيل الذي توقف في مكانه فتمتم لها
- توقف عن متابعتنا أتعتقدين انه تعرف عليك
- لا اعلم ( تمتمت بتوتر )
- ما بك
نظر إلى كريس الذي تسائل من جديد وهو يتأمله باستغراب فنظر أونيل إليه بحيرة
- اعتقد أني رأيتها من قبل بدت مألوفة لي
تمتم وهو يعود بذاكرته إليها وهي تهم بالنزول من العربة وقد ابتعد وشاحها عن وجهها قليلا ولكنها أسرعت بإرجاعه فهز رأسه رافضا الفكرة بشرود وعاد نحو الخلف إلى حيث اختفت .
- كنت ارغب برؤية اماندا
قالت يوليانا كاسرة الصمت الذي طال بينها وبين ثورب الجالس أمامها بالعربة بعد ا ن أصر على دعوتها لتناول الطعام برفقته وجيمس قبل أن يقوم بإيصالها
- بذلك مخاطرة كبيرة فلا نستطيع الثقة بزوجها
- اعلم
- قد يقوم اللورد بطعن بشخصيتك أمام القاضي قائلا انك لست من قابلها وما إلى ذلك لذا علينا أن نكون جاهزين فهل عند صديقتك الجراءة لتقف بجوارك وتقوم بتعرف بك
بقيت ملتزمة الصمت قبل أن تقول
- انها صديقتي منذ الطفولة وهي ستساعدني أن .. أمكنها هذا وان لم يضغط عليها زوجها
وابتسمت بحزن لامس قلبها فنظرت نحو النافذة وهزت رأسها بيأس التزم ثورب الصمت للحظات وهو يراقبها قبل أن يتسائل باهتمام
- أمازلت تعانين الصعوبات مع أونيل ( ابتسمت برقة ونظرت إليه وهي تقول )
- انه لا يروق لك اليس كذلك
- أنا فقط لا تروقني بعض تصرفاته
- اعتقد أننا جميعا كذلك .. أمازال أمامنا الكثير
- لا لقد وصلنا ارجوا أن توصلي تحياتي لسيدة مارغريت
ترجلت من العربة مودعة ثورب فتحت ساني لها الباب فبادرتها
- عمتي مساءً
- أهلا آنستي
- السيدة مستيقظة
- لا فالقد ذهبت لنوم منذُ ساعات
تحركت نحو الأدراج لتصعد وهي تفكر فيما جرى معها ولكن برغم طمأنة ثورب وجيمس لها فهي لا تشعر بالطمأنينة فتحت باب غرفتها ودخلت والتفكير العميق يتملكها لتتجمد في مكانها محدقة بأونيل الجالس بالمقعد بتجهم وعينيه تنظران إليها أغلقت الباب خلفها بروية قبل أن تقول بتلعثم
- أنت هنا اعتقدت اعتقدت
- اعتقدت ماذا مارش ( ابتلعت كلماتها لصوته البارد قبل أن تعود للقول )
- اعتقدت انك لم تعد بعد
لمحها بنظرة من رأسها حتى أخمص قدميها ببطء قبل أن يعود بالعكس ليستقر نظره على وجهها وهي تشد وشاحها حولها ليتحرك واقفا ومتجها نحوها وهو يقول
- أين كنت حتى هذا الوقت
- شـ شـ ـعرت بالملل فذهبت بجولة
- جولة ( كرر من خلفها وهو يستمر بالسير ليلتف حولها وعينيه المغمقتان لا تفارقانها مما أربكها ولاحقته بنظرها بينما استمر ) الجولة التي كنت تقومين بها أكانت حول المنزل يا ترى
- أجـ
- لا تكذبي ( قال بحدة وهو يقف أمامها مما جعلها تبتلع كلماتها من جديد فأضاف ) أتعلم عمتي بأنك غادرت المنزل .. أتعلم
تساءل بحدة أمام صمتها فرفعت ظهرها مستقيمة بوقفتها جيدا لتخفي توترها وهي تقول بثقة كاذبة
- كنت أقوم بجولة صغيرة
- جولة صغيرة استغرقت ساعات أتعلمين منذُ متى اجلس بغرفتك أجولتك الصغيرة تحتاج إلى عربة لإيصالك إلى هنا أيضا
- إنها إنها
- إنها ماذا أين كنت
عاد ليقول بقوة وهو يمسكها من ذراعها جاذبا إياها نحوه ليصبح وجهه قريبا من وجهها وعينيه لا تنبأنها بالخير فأسرعت بالقول
- كنت كـ كنت
وغصت الكلمات في حلقها رافضة الخروج ووجه كالصوان الجامد أمام وجهها وقد غادرها قلبها لنظرات الاحتقار التي تطل من عينيه قبل أن يدفعها عنه باشمئزاز قائلا
- لست أفضل من غيرك بشيء أنت حتى أسوء
ولمحها من رأسها حتى أخمص قدميها من جديد قبل أن يتحرك متخطي عنها بجمود خارجا ومغلقا الباب خلفه بقوة أخذت ساقيها ترتجفان بشكل قوي فجلست على اقرب مقعد وعينيها الجاحظتان معلقتين بالباب بذهول ما الذي اعتقده أن نظرات الاحتقار التي وجهها لها آلمتها اغرورقت عينيها بالدموع ورفعت يدها لتضعها على صدرها الذي آلمها متى عاد لما لم تعلمها ساني انه هنا كانت كانت كنتي ماذا يوليانا تبا انه ماهر بالأساة إليها إنها بحالة نفسيه سيئة دون أن يزيد هو الأمر عليها ألان توقفت عينيها على علبة موضوعة على السرير لا تذكر أنها رأتها سابقا فتحركت نحوها لتمسكها وتقوم بفتحها لتتوقف عينيها على الثوب المخملي ذا القماش الرائع والسميك والمظلة المجاورة له والتي تليق به لتنقطع أنفاسها لثواني ودموعها التي التمعت بعينيها منذُ قليل تبدأ بالنزول على خدها قبل أن تجهش بالبكاء وهي تخفي وجهها في السرير مما يجري لها لأول مرة يهتم بها ويحضر لها شيئا ليجدها تترجل من عربة في منتصف الليل تبا لحظي السيئ لن يثق بها بعد ألان مهما حاولت لن يفعل ولكن لا لن تسمح له بان يظن بها السوء فتحركت واقفة ومسحت وجهها جيدا لتخرج نحو غرفته إلا أنها توقفت وحركت رأسها نحو غرفة مارغريت فسارت بتمهل نحو مصدر الصوت لتتوقف قرب باب الغرفة وأونيل يقول بغضب
- ولكنك أعلمتني أنها تشعر بالتوعك فذهبت لنوم باكرا الم تفعلي
- اجل بني لقد كذبت
- لماذا
- لأني لم أريد أن تنزعج عندما تعلم أني طلبت من ثورب اصطحابها إلى جرترود لتحضر بعض الأشياء أنها تشعر بالملل لجلوسها بهذا الشكل
- ثورب .. ثورب حضر إلى هنا
- اجل حضر لاصطحابها بجولة فالمكان هنا خالي ولا يوجد من تتحدث معه
- ولما لم تعلميني بهذا عندما سألتك سابقا
قال بصوت منخفض لا يخلو من التهديد وعدم التصديق
- لأنك كنت لتعترض على هذا أما كنت لتفعل أجبني
- لقد تعمدت إخفاء الأمر عني لا يحق لك هذا
- لا اعلم ما سبب غضبك بني
- حضورها بهذا الوقت من الليل بعربة لا اعلم لمن وأين كانت أمرٌ لا يجب أن اغضب منه إنها بمنزلي ولن اسمح لأي كان بدخوله
- احضرها ثورب ألم تتعرف على ثورب ما بك انه ليس أي شخص
- لم أرى سوى العربة وهي وحتى ألان لا افهم سبب ادعائك أنها بغرفتها
- لو علمتُ انك ستعرج على غرفتها لما قلت هذا
تمتمت مارغريت بصوتٍ منخفض فأمعن النظر بها بغيظ قائلا
- ما الذي تقولينه
- قلت أنها مازالت فتية على الجلوس هنا كالسجينة وأنت لا تهتم ولم تعرض حتى اصطحابها بجولة
- لست مضطرا لذلك ولتعلمي أن جميع تصرفاتك هذه التي تتعمدينها لا تروق لي ولن ارضخ لها
وتحرك خارجا ليتوقف ناظرا إلى يوليانا بعينين مشتعلتان فتخطى عنها وهو يضم شفتيه بقوة ثم توقف وعاد نحوها قائلا بعصبية
- أكنت برفقة ثورب
تعلقت عينيها به دون إجابته فوضع يده بقوة بجوار رأسها على الحائط هامسا بحدة وهو يميل بوجهه نحوها
- أكنت برفقة ثورب
- اجل
تمتمت باقتضاب فضاقت عينيه واستقام بوقفته ليبتعد خطوة إلا انه عاد نحوها قائلا
- وأين هي الإغراض التي اشتريتها
- لم احضر شيئا
شعرت به يرتجف وهو يعود ليضع يده قرب رأسها على الحائط هامسا بصوتٍ حاد رغم محاولته السيطرة على نفسه
- أن لم تحضري شيئا إذا لم تكوني تتبضعين فهلا أعلمتني كيف أمضيت نهارك برفقة ثورب
التمعت عينيها بألم وقد عادت دموعها لتتجمع بهما فأشاحت برأسها عنه وجرحها يكبر ويكبر ارتجف طرف فمه وهو يتابعها فاستقام بوقفته وهو يرفع رأسه بكبرياء وعينيه لا تفارقانها ثم تحرك بخطوات ثابتة ليدخل إلى غرفته مغلقا الباب بقوة فأغمضت عينيها بوهن محاولة السيطرة على ارتجافها ثم خطت نحو غرفة مارغريت التي بادرتها فور رؤيتها بعينين واسعتين
- رباه بنيتي لما لم تعلميني انه يتردد على غرفتك لو أعلمتني أن الأمور بينكما على ما يرام لأعلمته أني أرسلتك لإحضار بعض الحاجيات لي ولكن كيف لي أن اعلم كان عليك تنبيهي للأمر
توقفت عن السير وهي ترفع يدها مكتفية وتراجعت إلى الخلف وهي تهز رأسها بيأس فلا تريد سماع احد ألان خاصة مارغريت وأفكارها فعادت نحو غرفتها وما كادت تبتعد عن الباب الذي أغلقته حتى عادت لنظر إليه وهو يُفتح ليدخل منه أونيل الثائر ليغلقه بقوة خلفه قائلا
- ألان أريد أن اعلم ما الذي جعل ثورب يحضر لاصطحابك بجولة ويترك جميع العمل الذي ورائه ليحضر شخصيا ( حركت عينيها الواسعتين بوجهه الثائر وهو يضيف من بين أسنانه ) هل اصبحتي صماء
- أنت تتصرف بجنون فليس الأمر بهذه الأهمية
- انه كذلك فما الذي أحضر ثورب إلى هنا ماذا يجري من خلف ظهري الم أعلمك أن تبتعدي عنه الم أحذرك من رؤيتك برفقته من جديد
- انه رجل مهذب ولم أرى منه ما يمنعني من رؤيته
- مهذب إذا انه لا يريد سوى النيل مني أنت زوجتي بنظره ووجدك طريقة سهلة لينال مني ولما قد يهتم لأمرك لغير هذا
- أنت مخطئ جدا انه لا يريد النيل من احد
- أنت لا تعرفين شيئا ( قال بنفور وهو يخطو نحوها مما جعلها تتراجع بضع خطوات للخلف قائلة )
- أنت من لا يدرك شيئا
- أعلميني إذا ما لا اعلمه لا تشيحي بنظرك عني
أضاف بحدة وهي تبعد رأسها لا تريد النظر إليه فعادت نحوه قائلة
- لا يوجد ما يدعوا لغضبك بهذا الشكل فانا لم أكن ارتكب ذنبا كما أن عمتك كانت تعلم
- لما حاولت إخفاء الأمر عني إذا مدعية انك بالمنزل
- لأنها لأنها ( وصمتت عاجزة قبل أن تضيف بصعوبة ) لا تريد إغضابك
التمعت عينيه وخطا نحوها ببطء مما جعلها تتراجع أكثر كلما اقترب وهو يقول ببطء
- إذا فهناك أمرا ما تخفونه سيغضبني .. بربكم ستجعلونني افقد عقلي بحق ثورب بنفسه حضر لاصطحابك وتريدون أن اعتبر هذا أمرا عادي لا ليس أمرا عادي فهو يعلم من أنت فالقد كان شاهدي ويعرف كيف حصل هذا وحسب معرفتي العميقة به فهو سينتهز أي فرصه لنيل مني بسبب غرام جوزين بي وليس به ذلك الأحمق لا يستطيع أدراك الأمور وعمتي تقوم بالتغطية عليك وأنا الغبي الوحيد الموجود بهذا الوضع ولا أستطيع فهم ما يحصل حولي ( اصطدمت قدميها بالسرير خلفها فجلست عليه دون أن تفارق أونيل الذي أصبح أمامها مستمرا كمن اكتشف شيئا ) لا تعلم عمتي انك لم تكوني هنا اليس هذا صحيحا فالقد بدت المفاجئة عليها عندما أعلمتها آه يا لي من أحمق حقا ( أضاف كلماته الأخيرة بحدة اقل واستمر بعدم تصديق رغم أنها هزت رأسها بالنفي محاولة أن تتحدث ) لم تكن تعلم إنها تحاول حمايتك ليس إلا وليس ثورب من كنت برفقته اليس ما أقوله صحيحا اليس هذا هو ما حصل
- لا ليس صحيحا
قالت ومازالت تهز رأسها بالنفي فمال نحوها وعينيه تلتمعان بالشر وهو يقول
- ستعلميني ألان إلى أين تسللتي خارجا وبرفقة من كنت
- أنت لا تدرك ما تقوله
- أنا أدرك كل حرفا أتفوه به أكان احد المعجبين السابقين أم انه معجب جديد
- كنت مع ثورب بحق الله
- ليس لديك الجرأة لتعترفي بمستواك المـ
- لن اسمح لك بإهانتي
- لا انتظر سماحك فعلى ما يبدو أن والدي قد أساء الاختيار ولم يدرك ما هي أخلاق فتاته الجميلة
- أنت تستمتع بهذا ( تمتمت بغيظ وبصوت مجروح مضيفة ) تحب إيذائي لتقنع نفسك انك على صواب
- أنا كذلك ( أجابها وهو ينحني نحوها أكثر مما جعلها ترجع ظهرها إلى الخلف وعينيها مفتوحتان جيدا والقلق الكبير باديا بهما وهو يستمر ) ما الذي يرونه بك ربما يرون شيئا لم أره
وحرك عينيه ببطء عن عينيها إلى فمها ثم عنقها وبداء يهبط بنظره فحاولت تمالك نفسها وإخفاء خوفها وهي تقول بحدة
- لا تكن وقحاً
فعادت عينيه لعيناها وهو يصبح قريبا منها رغم محاولتها التراجع أكثر لينقل عينيه بعينيها وهو يقول بجدية تامة
- أريد الخلاص منك بأي شكل كان لذا لا انوي التورط معك حتي يكون الخلاص سهلا فلا تحاولي تعقيد حياتي أكثر مما هي عليه ألان ( واستقام بوقفته مما جعلها تفتح فمها ليدخل الهواء إلى صدرها وقد اختفت الدماء من وجهها دون أن تفارقه عينيها وهو يتابع بعجرفة ) لن اسمح لك يتخطى الحدود ( وتراجع إلى الخلف وهو يضيف ) بعد أن انهي ما بيننا فلتفعلي ما يحلو لك ( وتوقف بجوار الباب مستمرا بتهديد ) قبل ذلك لا تجرئي على مخالفتي
وتحركت يده ليفتح الباب ليلمحها بنظرة أخرى شاملة قبل أن يخرج بقيت عينيها معلقتين بالباب دون حراك دون استيعاب أو فهم ما الذي حصل ولما حصل لما جن جنونه بهذا الشكل لو لم يكن يهتم بأمرها لما اهتم رفعت يدها إلى صدرها المضطرب قبل أن تتهاوى على السرير بعجز .
- ألا ترغبين بالنهوض آنستي .. أأحضر لك طعام الغداء فأنت لم تتناولي شيئا منذ الصباح ( حركت رأسها بالنفي وتحركت في سريرها لتنام بالجهة المقابلة وهي تحتضن الوسادة فتأملت ساني ظهرها قائلة ) سألت عنك السيدة فأعلمتها انك لا ترغبين بالنهوض أترغبين أن اعلمها شيئا
هزت رأسها من جديد بالنفي ورغما عنها تجمعت الدموع من جديد بعينيها فمهما حاولت أن لا تفعل لا تفلح فرمشت وقد سائها عدم تمكنها من السيطرة على مشاعرها.......
- سنعد العشاء بعد ساعة آنستي وان علمت السيدة انك لم تتناولي شيئا منذُ الصباح لن يسرها هذا
أغلقت الكتاب الذي تقرأ به محدقة بساني قبل أن تقول
- من بالأسفل
- السيد والسيدة
- اهو هنا منذُ الصباح
- تناول الإفطار وغادر ومنذُ قليل عاد ( هزت رأسها والتفكير باديا عليها قبل أن تقول )
- سأنزل بعد قليل
بدا الرضا على ساني التي تحركت مغادرة فأبعدت يوليانا غطاء سريرها لتغادره وتوجهت نحو الخزانة لتفتحها محدقة بالثوب الذي احضره لها تلمسته بشرود ثم تناولته بتجهم ووضعته على السرير أيريد رؤيتها على حقيقتها له هذا توجهت نحو الحمام لتستحم ثم ترتدي الثوب وتقوم بتسريح شعرها بطريقة جذابة وقد رفعته من الأمام وجعلته يهدل من الخلف بعد أن جف والتف بطريقه طبيعية جميلة نظرت إلى وجهها بالمرأة قبل أن تفتح الأدراج التي أمامها لتخرج منها بعض مستحضرات التجميل لتضع الشيء الخفيف منها ووقفت محدقة بنفسها وهي ترفع ذقنها بكبرياء وتكبر وتحركت مغادرة
- ها أنت أخيرا
بادرتها مارغريت فور رؤيتها تنزل الأدراج فحرك أونيل عينيه عن الصحيفة التي يقوم بقراءتها نحوها دون أن يرفع رأسه لتتوقف عينيه عليها دون أن يرمش ليرفع رأسه ببطء نحوها وهي تنزل الأدراج بتمهل
- عمتِ مساءً ( قالت وسارت نحوهم وهي تتجاهل أونيل الذي يتابعها لتحدق بعمته مضيفة ) ارجوا أن تعذري تأخري فلم أكن اشعر باني على ما يرام
- أنت ألان أفضل
- اجل ( اجابتها بصوتً ثابت وهي تقترب من المقعد المجاور لمقعده لتجلس أمام مارغريت وهي تتعمد تجاهل وجوده مستمرة ) أقضيت نهارا جيدا
ابتسمت مارغريت بود لها قائلة
- لا باس به
أغلق أونيل الصحيفة وتحرك ليقف قرب المدفئة ليسكب لنفسه كوبا من العصير ويرتكز عليها وعينيه تتفحصانها دون حياء ورغم ادعائها أنها لا تراه الا أنها كانت تشعر بنظراته التي أربكتها فتحدثت من جديد مع مارغريت
- يرسل ثورب بتحياته لك لم يكن لدي الوقت مساء أمس لإعلامك بهذا
بدت المفاجئة على مارغريت من قولها ونظرت نحو أونيل المسترخي في وقفته قبل أن تعود نحوها قائلة بارتباك
- انه رجل طيب ( فابتسمت يوليانا قائلة بثقة وصوت ناعم )
- انه كذلك فالقد استمتعت برفقته جدا
- اعتقد أن العشاء أصبح جاهزا
قاطعتها مارغريت بتعمد وهي تنهرها بعينيها لمحاولتها استفزاز أونيل إلا أنها أضافت
- ارجوا ذلك فانا اشعر بالجوع فلم أتناول شيئا بعد العشاء الذي تناولته برفقة ثورب لقد كان شهيا حقا
- يولـ ( ابتلعت مارغريت كلماتها وقد أوشكت على مناداتها باسمها معترضة وعادت للقول باتزان ) ارجوا أن تساعديني بالوصول إلى غرفة الطعام
- بالتأكيد
أجابتها وهي تتحرك متجهة نحوها فقال أونيل بكسل دون استطاعتها استفزازه كما أملت وهو يستقيم بوقفته متجها نحوهما
- هاهي مارينا .. هلا ساعدتي عمتي بالوصول إلى غرفة الطعام
- بالتأكيد سيدي
أسرعت مارينا بالاقتراب لتدفع مقعد مارغريت التي نظرت نحو يوليانا بقلق ثم نحو أونيل الذي أصبح بجوارها دون أن تشعر به قائلة ومارينا تدفع مقعدها
- تعلماني أني لا أحب الانتظار كثيرا أمام الطعام
- ومن قال أننا سندعك تنتظرين
قالت يوليانا وهو تهم بالتحرك الا أن يد أونيل استقرت على خصرها جاذبا إياها نحوه وهو يقول لعمته
- نعدك ألا نتأخر
رفعت رأسها ببطء محدقة بعينيه التين تتابعان عمته وقد لامست كتفها صدره فحاولت التحرك لتبتعد عنه إلا أن يده التي أحاطت خصرها منعتها وهو ينظر إليها قائلا
- لما العجلة
- اشعر بالجوع وهذا سببٌ كافي
- صحيح فبعد العشاء الممتع مع ثورب لم تتناولي شيئا ( ابتسمت قاله بخفة )
- هذا صحيحا تماما
- أتحاولين استفزازي لأنك لن تنجحي أن كان هذا مقصدك
- لا أحاول شيئا أنا أقول ما حدث فقط فرفقته كانت جدا ممتعة فهلا تعذرني ألان
أضافت وعينيها ثابتتان على عينيه وان قال أنها لم تنجح فهو مدعي همست لنفسها وهي تنسحب مبتعدة عنه وتسير نحو غرفة الطعام وهو يتابعها وقد قطب جبينه قبل أن يتبعها إلى الداخل أخذت تتناول طعامها منشغلة به بينما قالت مارغريت متعمدة كسر الصمت حول المائدة
- من المؤسف أن تمضيا الوقت بالمنزل هذه الليلة ( نظرت يوليانا نحو أونيل عند قول مارغريت ذلك لتراه ينظر إليها بدوره فحدقا معا بمارغريت التي استمرت وهي منشغلة بطبقها ) أنتما بعمراً صغير على قضاء الأمسيات مثلي
عادت يوليانا نحو طبقها وهي تمضغ لقمتها ببطء مفكرة برد مناسب لا يبدو فظا لتقوله بينما أخذ أونيل يتناول طعامه بتمهل وهو ينقل نظره بين عمته ويوليانا مفكرا قبل أن يقول
- ليست بالفكرة السيئة
توقفت يدها في مكانها وقد همت برفعها نحو فمها مما جعله يخفي ابتسامة متهكمة كادت تظهر على شفتيه وتناول لقمة جديدة فحركت يدها ببطء لتتابع تناول طعامها وهي تقول
- اشعر بالتوعك ولا ارغب بان امضي السهرة في أي مكان
- لماذا أكنت تنوين الخروج
حدقت بأونيل الذي قال ذلك قبل أن تشعر بالاحمرار يصعد إلى وجنتيها فأشاحت برأسها عنه فهو يتعمد إحراجها وهي لن تجعله يتمتع بهذا فقالت
- هذا ما كنت أفكر به وان شعرت بالتحسن بعد قليل قد أفعل
- والى أين تنوين الذهاب ( عاد لتساؤل فمضغت لقمتها ببطء شديد قبل أن تقول )
- مازلت أفكر
- قد يأخذك أونيل بجولة
قالت مارغريت مقترحه فسارعت بالقول وهي تلمحه بنظرة لا مبالية
- أنا واثقة أن لديه أمورا تشغله لذا لا أريد إزعاجه
- فل تزعجيني ( توقفت عينيها على عينيه الناظرتان إليها متفاجئة من قوله فأضاف منهي الحديث بهذا الأمر ) بعد العشاء نغادر
- ولكن أنـ
همت بالتحدث تريد الاعتراض فأشارت لها مارغريت برأسها كي تقترب منها فمالت نحوها متسائلة لتقول
- لا تكوني عنيدة بهذا الشكل
- ولكن
- أنا أرى كيف تتعاملان مع بعضكما ولا يروقني الأمر
- هذا ليس سببا كافي لأرافقه
- أعدكما أن لا أنزعج أن سمعت حديثكما فلا تضطران للهمس
استقامت يوليانا بجلستها ناظرة إليه بغيظ قبل أن تشيح برأسها بكبرياء وأخذت تتابع تناول طعامها دون شهية لن ترافقه فلا يحلم بهذا وضعت ساني كأسا من الماء أمامهم فمسحت مارغريت فمها وهي تقول
- كان طعاما شهي ساني .. هلا دفعتي مقعدي اعذراني سأذهب لسرير باكرا هذا المساء ( وتخطت عن يوليانا وهي تستمر ) تمتعا بأمسيتكما وحاولا ألا تفسداها
لاحقتها يوليانا بعينين مفتوحتان وهي تغادر قبل أن تعود نحو طبقها ولكنها لن تستطع متابعة تناوله فنظرت إلى أونيل قائلة بجدية
- لن أرافقك إلى أي مكان ( لمحها بنظرة وهو يعود لمتابعة طعامه دون إجابتها فقالت مؤكدة ) لن أفعل ( وأمام صمته أضافت ) أنا جادة جدا
ولكنه لم يقل شيئا بل مسح فمه وتحرك مبتعدا دون قول شيء فنظرت نحو الباب الذي خرج منه ثم عادت نحو طبقها محدقة به ثم تركته وتحركت خارجة بدورها نظرت بأرجاء الصالة الخالية قبل أن تصعد نحو غرفتها فأفضل ما تفعله هو قضاء الأمسية وهي تتصفح احد الكتب دخلت إلى غرفتها لتجلس على المقعد المجاور لنافذة وهي ترفع رأسها إلى الأعلى محدقة بالسقف هامسة بتنهيدة
- لم افعل شيء بحياتي حتى استحق كل ما يجري لي
توقفت عن المتابعة ونظرت نحو باب غرفتها الذي فتح واطل منه أونيل قائلا
- انهيتي طعامك بسرعة
- اجل ( تمتمت بحيرة فأشار بيده نحو الخارج قائلا )
- إذا
- إذا ( كررت من خلفه وهي تقف فأضاف )
- الم يكن حديثي واضحا عندما قلت نغادر بعد تناول العشاء
- انه بوضوح قولي أني لا ارغب بالخروج
- سمعت هذا جيدا فهلا تفضلتي ألان
وعاد ليشير لها لتسير أمامه فهزت رأسها له بالنفي وهي تعقد يديها قائلة
- أشكرك
- أنا أصر ( همت بإجابته إلى انه أضاف ) إلا إذ كنت تخشين البقاء برفقتي
- أنا كذلك
أجابته بصدق وهي تنظر إليه رافضة أشاحت نظرها رغم رغبتها الشديدة بذلك بدا أن قولها قد أدهشه الا انه سرعان ما أخفى دهشته وتحرك نحوها متمهلا وهو يقول
- تخشين البقاء برفقتي إذا
- لابد وانك تشعر بالفخر
قالت بسخرية محاولة أبعاد الندم الذي ينتابها لاعترافها بهذا فتوقف أمامها متسائلا
- ولما أكون كذلك
- لأنك تخيفني وتنجح بذلك
- أن كان ما يحصل لك هو رد فعل بسبب خوفك مني فعلي القول أني متفاجئ ( ابتلعت ريقها ورفعت رأسها بكبرياء فأضاف ) أنت ألان خائفة مني أهذا هو سبب شعوري بأنك تسعين لمشاجرتي
رفضت اجابته وهي تطبق شفتيها جيدا الا أنها عادت لتسرع بالقول عندما شعرت بيده تتحرك
- أن كنت على عجلة فعليك المغادرة ألان
تجاهل قولها وقرب يده من خدها متمتما وهي تراقبه بحذر
- أهذا التصرف يخيفك
- لا تفعل
همست بضيق وهو يمرر أصبعه على خدها برقة فنقل نظره عن يده إلى عينيها لتشعر بأنها تهوي ببطء دون أن تدري فبتلع ريقه بصمت ومال بوجهه نحوها مضيفا
- وماذا عن هذا ( شعرت بأنفاسها تتوقف فهمت بالتراجع إلى الخلف تريد الابتعاد قبل أن يعانقها ومازالت تملك بعض التعقل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق