انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الاثنين، 31 يوليو 2023

انـا وغــريـمـي 8



فتحت شفتيها لتتنفس جيدا وهي تغمض عينيها علا صدرها المضطرب يهدأ ليس عليها التوتر بهذا الشكل ستتجاهل وجوده اجل ستفعل .. كيف وهو ملتصقا بها بهذا الشكل .. تشعر باقل حركة تصدر منه ابتلعت ريقها بصمت وفتحت عينيها محدقة امامها بجمود قبل ان تحرك مقلتيها نحو الرأس المسترخي على كتفها لتعود لتحريك راسها باتجاهه وهي تراقب أنفاسه المنتظمة ووجهه المسترخي لتشرد به لم تعد تعرف نفسها هل حقا أصبحت تتقبل قربه منها لا بل لم يعد يزعجها قربه بهذا الشكل بل يسري بها شعورا جميل شعور يخيفها يقلقها يجعلها تائها تماما عقلها يرفض الاستجابة لها انه يحذرها ولكنها لا تريد ان تصغي لتعود ببطء لنظر امامها لتشعر به يتحرك قليلا ليلامس جبينه عنقها لتعقص شفتها وتجبر نفسها على النظر نحو النافذة المجاورة لها ليمر الوقت ببطء وهي تختلس النظر نحوه بين فينة وأخرى ليمر الوقت ببطء والعربة تستمر بالسير دون توقف لتسرع بوضع يدها على صدره وقد اهتزت العربة بقوة لتحدق بوالدتها بنفس الوقت ولكن أيا منهما لم يشعر بذلك فأعادت يدها ببطء اليها واسترخت بجلستها لتغفوا بدورها وسرعان ما تستيقظ كلما مال رأسها باتجاه راس نايجل لتراقب شروق الشمس بمتعة برغم الإرهاق والنعاس الذي تشعر به وما ان شاهدت اسوار القلعة التي يقتربون منها حتى مدت يدها باتجاه نايجل هامسة بسمه وهي تحاول ايقاظه مستمرة 
-  أهذا منزلك 
وابتعدت عنه مما جعله يرفع نفسه بنعاس ليجلس جيدا وهو يمرر يده حول عنقه قبل ان ينظر الى ليونور التي تتحدث بحماس وهي تحدق بالقلعة التي يقتربون منها 
- اجل 
تحركت نحو والدتها مما جعله يتراجع في جلسته للخلف وهي تقوم بهز والدتها برقة قائلة 
- لقد وصلنا امي 
تململت ابريال قليلا قبل ان تفتح عينيها وتجلس جيدا لتعود الى مكانها فتساءل نايجل وقد عاد بجلسته للأمام محتضن وجهه بين كفيه 
- ابقيت مستيقظة 
- اجل لم استطع النوم وكلما ثقلت عيني اعود للاستيقاظ بسبب اهتزاز العربة لا اعلم كيف استطعتما النوم حقا
اخفى ابتسامته دون اجابتها فالقد نام ملئ جفونه اسرعت بمغادرة العربة فور توقفها مستمتعة بملامسة الأرض الثابتة تحت قدميها ليتبعها نايجل ويساعد ابريال بالنزول مع اسراع الخدم بالاقتراب منهم ليرحبوا بهم 
- نايجل 
تناها لهم صوت امرأة مسنه تكاد تتجاوز الخمسين وقد اطلت من جانب المنزل ليسرع نايجل نحوها ما ان راها ليحتضنها ويرفعها عن الأرض مستديرا بها امام اعتراضاتها الضاحكة مما جعل ليونور تتابعه بدهشة 
- كيف انتِ اشتقت لك ِ
- اصبتني بالدوار أيها الشقي .. اه اهي ليونور 
اضافت وهي تشير نحوها بعينيها مما جعله يبتسم ويسير برفقتها باتجاههما وهو يقول 
- اجل هذه هي ليونور البرت كرانستون والسيدة ابريال كرنستون والدتها .. انها مربيتي السيدة انغريد ( اضاف لليونور )
- سعدت برؤيتك من جديد 
قالت ابريال بينما ابتسمت ليونور لها باقتضاب فالم تسمع عنها من قبل وطريقة نايجل باستقبالها جعلت الحيرة تدب بها لمعرفتها انها لا تعرف الكثير عنه حقا 
- روبن سيرشدكم الى غرفكم فمازال الجميع نائما 
قالت انغريد وهي تشير لشاب بان يحمل حقائبهم ليرشدوهم الى غرفهم ليحصلوا على الراحة الى حين استيقاظ باقي افراد الاسرة لتتوجه ليونور نحو نافذة الغرفة محدقة بالخارج وهي تهمس لوالدتها 
- لقد حضرتي الى هنا في السابق 
- اجل عدت مرات برفقة والدك قبل ان تتوفا جوان بعد وفاتها لم اعد الى هنا فقدت الرغبة بذلك كما انهم في كل عام كانوا يحضرون لقضاء الاجازة لدينا كما تعلمين 
تحركت نحو السرير لتجلس عليه وهي تتمتم 
- كانت اسوء اجازات نقضيها عند حضورهم 
ابتسمت ابريال وهي تقوم بفتح حقيبة الملابس منشغلة بها وهي تقول 
- كانت رغبة والدك وجدك وما كنت لا مانع هذا .. كنتُ         ووالدك نجلس مساء ونضحك على ما كنتم تفعلونه ( وابتسمت مستمرة ) واحيانا كان الأمر كارثي ولا نصدق انكم قد تصلون الى هذا و 
توقفت عن المتابعة وهي تحدق بليونور التي تغط بالنوم العمق لتترك ما بيدها وتقترب منها لتقوم بوضع الغطاء عليها وتمرر يدها على راسها بمحبة وهي تتأملها .
 
نظرت حولها غير مدركة اين هي لأول وهلة لتجلس ببطء في سريرها وهي تحدق بالسرير المقابل الفارغ هل تركوها نائمة غادرت السرير لتشد الحبل المجاور له ولم تكن دقائق حتى كانت الخادمة لديها 
- هل اعدتي الحمام فمازال غبار السفر عالقا بي 
- حالا انستي 
- اين امي 
- السيدة ابريال تجلس برفقة السيد كونر والسيدة اماليا في الحديقة 
- ونايجل 
- برفقة السيد جايلز والسيدة غريس في غرفة الجلوس 
ما ان انتهت من اعداد نفسها حتى غادرت الغرفة وهي تقول للخادمة 
- اوصليني الى غرفة الجلوس 
- ها انتِ 
بادرتها غريس فور دخولها لتقترب منها محيي ومستمرة وهي تدعوها للانضمام لهم وقد جلس نايجل وهو يحمل الطفل الصغير بين يديه بينما وقف جايلز لتحيتها ودعوتها للجلوس برفقتهم 
ففعلت لتبتسم وهي تنظر الى نايجل الذي يتابعها قائلة 
- اهذا جاك الصغير 
- لقد نام لتو ويرفض نايجل تسليمه لي ( قالت غريس مما جعلها ترفع حاجبيها بينما قال نايجل )
- لقد اطلتِ بالنوم لابد وان الرحلة كانت شاقة لك 
- لقد سهرت على راحتك انت وامي ونسيت نفسي 
ابتسم جايلز فلم يكن يخيل له ان تقوم ليونور بالسهر على راحت نايجل يوما ما فقال متداركا تصرفه 
- ستعتادين على الامر فبالتاكيد ستحضرون لزيارتنا في المستقبل 
- اقترب موعد الزفاف هل انتهيتم من اعداد كل شي 
هزت راسها لغريس بالايجاب بينما كان نايجل يراقبها قبل ان يعود نحو جايلز قائلا 
- عند عودتنا من دلبروك لتحضرا معنا الى منفيس 
- سنعد امورنا لهذا بالتاكيد 
عليها الاعتراف ان مجالسة جايلز وغريس قد سرتها فقد انشغلت معهم وبجاك الى ان قال نايجل 
- لنذهب لنلقي التحية على والدي 
ليغادرا نحو الحديقة لينضموا لوالده واماليا بالاضافة لوالدتها 
- لم يبقى شيء يذكر ( قالت اماليا واستمرت) عند عودتكم من دلبروك سنسير معكم ال منفيس اليس كذلك عزيزي ( هز كونر راسه بالايجاب لها فاستمرت ) فعلينا تفقد الامور قبل ان يبدأ المدعوين بالوصول هل اعددتم الغرف جميعها فانا واثقة انها ستملأ بشكل كامل وقائمة الطعام ماذا عنها 
اخذت ابريال تجبر نفسها على اظهار ابتسامة لطيفة على وجهها وهي تقول 
- لقد تم الاعداد لكل شيء 
- عليه ان يكون شيء مميز يليق باسم عائلة كرانستون هل تفقدتم أسماء جميع العائلات المدعوة عليكم ان تتنبهوا لهذا 
- فعلنا وما ان نعود بأدراجنا حتى نبدأ بإرسالها
عادت ابريال للقول باقتضاب بينما اخذت ليونور تنقل نظرها بينهما وكذلك فعل نايجل 
- ابريال عليك ان تكوني حريصة بهذا الامر فلا نريد ان تغادر العائلات غير راضيت عن ترتيبات الزفاف ( قال كونر واستمر ) انه اول زفاف تقومين بالاعداد له لذا لا تملكين الخبرة الازمة لتدعي اماليا تساعدك فالقد قامت بالاعداد لزفاف شقيقيها وكان الامر مرضيا تماما 
حرك نايجل الجالس بجوار ليونور يده نحوها قبل ان تجيب ابريال التي بداء وجهها يحتقن قائلا وقد ضاق صدره من الجلوس هنا
- لاصطحبك بجولة حول المكان 
- اجل افعل ( قالت اماليا واستمرت ) انها اول مرة تقصد المكان سيروق لك ولا شك فانا اشرف عليه ولا ادع الامر لاحد غيري 
تحرك نايجل ليقف وكذلك فعلت لتسير برفقته وهي تشعر بالضيق لتلتزم الصمت بدايتا قبل ان تقول بتذمر
- أهكذا يكون الامر دائما
- اجل
- الامر اذا ليس المقصود به مضايقة والدتي
- لا فهي هكذا دائما
- كيف كنت تتحملها 
- لم افعل يوما فقط انسحب وانهي هذا اكراما لوالدي وشقيقاي الصغيران 
- انها لا تطاق 
- كنت كثير التصادم معها بدايتا ثم تعلمت تجاهلها وجدت ان الامر يستفزها اكثر فثابرت عليه ( اجابها بابتسامة خفيفة مستمرا ) لا احسد والدتك على ماهي به الان 
- انها تعرفها جيدا .. ايشعر جايلز بالراحة اعني انه يقطن هنا ويبدوا الامر بشكل ما غير مريح 
- لجايلز شخصيته الاستثنائية وقدرته العالية على التحمل بعكسي فلا املك ما يملكه كما انه يد والدي اليمنى بالعمل ولا يستطيع الاستغناء عنه وغريس ماهرة وتستطيع التعامل مع اماليا
توقفت عن السير وقد شدها زهرة عملاقة منتشرة على الجدار امامها لتقترب منها قائلة 
- ما اجملها ( تأملها نايجل وقد وقفت قرب حائط الورود وهي تتناول احداها وتقوم بشمها لتظهر السعادة على وجهها وهي تضيف ) رائحتها عذبة جدا .. لم أرى مثلها من قبل .. انها مميزة 
- انها كذلك فهي نوعا نادر احضرها والدي منذ زمن بعيد بأحد سفراته خارج البلاد
قام بقطف احداها واقترب منها ليقوم بوضعها بجوار اذنها لتتابعه بينما سحب نظره عن الوردة اليها قائلا
- تبدين فاتنة ( اخفت ابتسامتها وهي تقول )
- المكان جميل ( وامام نظراته التي تعلقت بشفتيها تراجعت ببطء للخلف وهي تستمر ) على الاعتراف ان اماليا لها ذوقها ( ظهرت ابتسامة على شفتيه وهو يخطوا نحوها مما جعلها تستمر بالتراجع ) قد اخذ منها بعض البذور
 تابعت بتوتر وهي تستمر بالتراجع بخطواتها للخلف وقد تشابكت انظارهما ومازال يخطوا نحوها 
- ليست اماليا من اعدت هذا المكان بل والدتي  
- اه حقا انه رائع 
- يمكنك طلب البذور من انغريد فاماليا لا تهتم بالحديقة 
- سافعل 
- لما تبتعدين 
- لما تقترب ( حل الصمت المشحون بالتوتر بينهما لتهمس وعينيه تنظران اليها بخبث ومرح  ) توقف 
وامام الابتسامة التي ظهرت على شفتيه هزت راسها بالنفي واسرعت بالاستدارة تهم بالابتعاد الا انه اسرع ليحيطها مانعا ايها من الابتعاد ليلامس خده خدها وهو يهمس قرب اذنها 
- ليس هنا مكان لتختفي به
حاولت الانكماش على نفسها وهي تتمتم بحرج
- دعني 
- لما انت متوردة الخدين 
- لستُ كذلك ( تمتمت معترضة ومستمرة ) من غير اللائق ان يرانا احد هنا 
وحاولت الابتعاد عنه ليتركها فاستدارت نحوه هامسة لنفسها وهي تلاقي عينيه ( استيقظي انه نايجل هذا الرجل الذي يحتضنها ويتودد اليها الان وهي تقف عاجزة بين يديه ليس الا نايجل ليونور متى أصبحت هشة بهذا الشكل متى تابعت وقد تاهت تمام امام نظراته فقالت بتوتر ) يجب ان اعود 
- لم نتابع جولتنا 
قال معترضا فهزت راسها بالنفي واسرعت بخطوات واسعة عائدة بأدراجها لتنظم للجالسين وهي تحاول إخفاء توترها بينما تابعها وهو يضع احد يديه بجيب بنطاله قبل ان يتنفس بعمق ويتحرك لسير بعيدا 
اخذت عينيها تعودان بترقب بين الفينة والأخرى من حيث عادت ولكنه لم يظهر رفعت يدها لتتلمس عنقها بتوتر لما تشعر كمن تركت قلبها معلقا هناك صدور صوت جلبة بعد مضي نصف ساعة جعلهم يحدقون نحو باب المنزل الذي خرج منه صبيان يجريان نحو نايجل الذي استقبلهما برحابة بينما قفز عليه اصغرهم وقف الاخر ليقوم بتحيته كالرجال قبل ان يجذبه اليه ويداعبه كشقيقه وهو يضحك ويلهوا معهما لتتأملهم ليونور بحيرة فهي حقا لا تعرف هذا الجانب بنايجل
- لطالما احب الصغيران اللعب معه .. رغم قلت تواجده الا انه دائما ما يذكرانه ويفتقدانه .. عليكما العودة الى هنا دائما ( اضافت لها اماليا مما جعلها تهز راسها لها بالإيجاب وهي تعود للطفلان ونايجل بينما استمرت ) حتى لو ارتبط بعيدا فمازال منزله هنا وعليه واجبات اتجاه والده واشقائه
توقفت عن الاصغاء لاماليا وهي ترى نايجل يشير لها بيده بالقدوم ارادت تجاهل طلبه ولكنها لم تستطع فتحركت بتردد قائلة 
- اعذروني 
لتتجه نحوه ليقول لشقيقيه
- دعوني اتفرغ لليونور علي ان اخذها بجولة في المنزل ( ونظر اليها مستمرا ) لأخذك بجولة به فلم يسبق لك القدوم الى هنا
- لا باس ليس عليك هذا ( ضحك لقولها قائلا )
- لا ترغبين برؤيته 
- لا اعني هذا 
- ماذا تعنين اذا ( انه يلهوا بها لذا قالت امام نظراته المستمتعة  )
- هلا توقفت عن ذلك 
- اني ادعوك لجولة بالمنزل ليس الا ( قال وهو يشير لها بيده للدخول )
- ان منزلنا جميل وكبير 
قال جاسون شقيقة الاصغر ذا العشر سنوات مما جعلها تبتسم له وتمد يدها نحو لتمسك يده قائلة وهي تتحرك 
- لترافقنا اذا ( ليتابعهما نايجل وهو يرفع حاجبيه معترضا )
- جميع الفتيات يروق لهم رفقة جاسون 
قال هنري ذا الثانية عشر وهو يتابعهما أيضا مما جعل نايجل يقول
- امامه مستقبل باهر 
وتبعهم لداخل ليصطحبها بجوله في المكان من المكتبة الضخمة الى غرفة الطعام الفاخرة الى غرفة الزوار ثم الجلوس قبل ان يهموا بالعودة بادراجهم للخارج ليقول جاسون
- لم نصعد للاعلى لم ترى غرفتكَ بعد
نظر نايجل اليها بتفكير فاسرعت بالقول 
- ساراها في المرة القادمة 
- عليك رؤيتها ففي كل الاحوال انوي احداث بعض التغير بها قد تساعديني بهذا
- اجل قالت والدتي ان عليكَ ذلك لان ليونور ستنضم اليك بها كغريس فقد انضمت لجايلز في غرفته 
نقلت نظرها بين جاسون ونايجل لتحرك يدها مشيرة الى الخارج وهي تقول 
- ان امي تناديني سأذهب لارى ما بها 
وتحركت متخطيت عنهم لتخرج مما جعل جايسون يقول 
- لما هي هادئة بهذا الشكل 
- هادئة .. اه اجل هادئة جدا .. لنذهب للانضمام لهم 
تعمدت الانشغال بالحديث مع عمها كونر واماليا بعد انضمام نايجل اليهم وسرعان ما انضمت لهم غريس وجايلز ايضا ليعود نايجل ليتناول جاك من غريس وينشغل معه بدوره مما جعل غريس تبتسم وهي تتابعه لتشير لليونور نحوه فنظرت اليه لتراه يتامل الصغير وهو يمسك بيده الصغيرة 
وهناك نظره حنونه تطل من عينيه لم يسبق لها رؤيتها لتتامله باهتمام فلم تعتقد ان تلك الملاح القاسية البارزة قد تصبح بهذه الطافة 
- سيكون ابا رائعا 
همست غريس لها مما جعلها تسحب عينيها عنه ببطء محاولة تجاهل قول غريس والاندماج بالحديث الدائر وكونر يقول
- سينضم لنا على العشاء ال كروز وال ليو بالإضافة لماكس وعائلته
ولكنها لم تستطع فالقد شغلها بحق فعادت اليه لتتامله اذا تحت هذا كله هناك شيء مختلف شيء لم يسبق لها ان رأته دبت الحيرة بها لطالما اعتقدت انها تعرفه وعلى ما يبدوا انها كانت على خطأ
- اسمحوا لي احتاج للراحة قليلا ( قالت ابريال وهي تقف ومدت يدها لليونور مستمرة ) هلا رافقتني
فعلت ذلك لتجلس برفقة والدتها التي ضاق صدرها من اماليا وكونر لتصغي لها ليونور بتفهم .

ارتدا نايجل بدلته الرسمية مساء وخرج نحو شرفت غرفته ليقوم بنفث دخان سيجارته وهو يتأمل السماء التي تلتمع بالنجوم لينضم له جايلز متسائلا وهو يراه شاردا 
- كيف هي امورك 
- جيدة
- اعني انت وليونور 
- جيدة 
- لم يتغير شيء منذ ارتباطكما 
- تغير كل شيء ولم يعد شيء كما كان 
- للافضل ام الاسوء 
- لا اعلم ( وامام تامل جايلز له استمر ) حقا لا اعلم ان كان هذا يعد افضل ام .. اسوء 
رفع جايلز حاجبيه وتناول منه سيجارة ليشعلها قائلا وهو يخفي ابتسامته
- عندما علمت بما طلبه جدي هاريسون كنت شاكرا لحظي لاني مرتبط وقلت فاليتورط غيري بالامر ( ضاقت عيني نايجل به مما جعله يضحك مستمرا ) الامر كارثي اعلم ما كنت لاستطيع فعل هذا لم نكن على وفاق مع بنات عمي البرت يوما 
- انت سعيد اذا بتوريطي بالامر
- حقا كيف تستطيع هذا ( رفع كتفيه له قائلا بهدوء )
- لم يعد الامر بصعوبة البداية خاصة اني اهتم بامرها حقا 
- انتَ جاد ( هز راسه له بالايجاب قائلا )
- تروق لي وانا منجذبا لها ذاك الشعور الذي ينتابني وهي بجواري شيء مختلف .. مختلف تماما يحدث صراعا في داخلي فلا استطيع ان اكون مندفعا نحوها ولا استطيع تجاهلها فاشعر احيانا اني جننت 
بدأت الابتسامة تختفي بالتدريج عن شفتي جايلز ليقول بتردد 
- انت وليونور 
- لما لا .. لا اعلم فمؤخرا .. اعتقد اني جننت حقا .. ان الامر مختلف الان فلم نعد أطفالا ..انظر لقد صادقت الكثيرات 
- الكثيرات جدا 
- كان لدي مغامراتي 
- الكثير منها ( عاد لتجاهل مقاطعة جايلز له مستمرا )
- لكنها مختلفة تماما انها ترق لي جدا ولا تسألني كيف حدث هذا فانا لا اعلم 
- انت بورطة 
- اجل لقد تورط بها وانتهى الامر .. بينما هي .. لا تكترث بأمري 
- منذ زمن بعيد وهي كذلك
- الامر الان اكثر انها لا تودني وتريد التخلص مني باي طريقة منذ البداية حاولت ان لا اتصادم معها على كل شيء قلت لاعطيها متنفسا بما انها أرغمت ايضا على هذا الارتباط فوجدتها لم تترك وسيله لازاحتي لم تستعملها 
- فعلت هذا
- الكثير صدقني تحملتها في البداية الى ان ضقت ذرعا ثم قلت لاجعلها ترفض هذا بشكل كامل ولتحل شقيقتها في محلها ولما لا 
- ميرفا 
- اجل ولكن لا اعلم متى وكيف نسيت هذا في مرحلة ما تهت .. ان بها امرا يجذبني وبشدة اليها .. انظر انها تهتم بشؤون الجميع الجميع دون استثناء من العاملين للخادمات للسيدات في البلدة .. تكترث لكل شيء يخص من تودهم .. اراقب تعاملها واهتمامها بوالدتها وشقيقتيها و .. هناك طفلتا يتيمة تحرص على رؤيتها ومداعبتها اني .. احب مراقبتها وهي تداعبها احب تلك الملامح التي تغطي وجهها تبدوا على حقيقتها وطبيعتها 
-  وهي 
- ما بها 
- اتبادلك ولو القليل من ذلك 
- لا اعتقد .. لا استطيع ان اعلم بما تفكر حقا فمن جهت لا تستطيع الا معارضتي والتشاجر معي طوال الوقت ومن جهت أخرى ...
- ومن جهت اخرى 
- تفاجئني .. ارها تدافع عني .. تجلس لتبادل الحديث برفقتي تكون بانتظاري رغم انكارها ذلك .. اعتقد انها تحاول ان تصلح الامور بيننا بما اننا مرتبطان بالنهاية 
- الم .. تتواصلا بطريقة اخرى 
ضحك على قول جايلز قائلا
- انها تختبئ داخل خزانتها لتضعها حاجزا بيني وبينها 
- لست جادا 
- لا اعتقد انها تدرك ما معنا الارتباط بشخص ما فهي سرعان ما تنسحب هاربة .. دائما ما تفعل هذا
- ربما عليك المبادرة اكثر 
مازلت لا اثق بها رغم ان مشاعري منجرفة معها الا ان  .. هناك بعض الأمور التي تجعلني قلقا منها لا استطيع الثقة بها بشكل كامل لا لا استطيع فجميع مبادراتها كما يخيل لي هي بسبب ضغط جدي ووالدتها عليها 
- من كان ليصدق ان يحصل كل هذا لك 
اخذ نفسا عميقا من سيجارته قبل ان يخرجه متمتما 
- من كان يصدق 
- بداء الزوار بالوصول ( أضاف جايلز وقد وقفت احدا العربات امام الادراج المؤدية للباب الرئيسي ليتابع وهو يهم بالدخول ) لا تتأخر 
- اكان عليكم دعوتهم 
- أرادوا التعرف على من ارتبطى بها 
وكأنه لا يعلم تمتم لنفسه وهو يعود بسيجارته بين شفتيه لينهيها قبل ان يتحرك لينضم لباقي افراد اسرته بالأسفل ليقترب للوقوف بجوار ليونور وهو يلمحها بنظرة سريعة ليبدوا الرضا عليه وقد رفعت بعض من شعرها لتتترك الباقي يهدل بشكل ملتف جذاب وارتدت ثوبها الأخضر الغامق الذي يظهر نحافة خصرها ويتوسع بشكل جميل وبالكاد يغطي كتفيها 
- كدت لا اعرفك ( همس دون ان ينظر اليها فاجابته وهو تتابع الضيوف الذين يقتربون منهم )
- اهو اطراء ام العكس
- ساترك لك الخيار .. اهلا بكم 
تابع وهو يقوم بمصافحة الضيوف لتنشغل أيضا باستقبالهم والتحدث معهم دون ان تبتعد عن نايجل الذي لازمها طوال الأمسية وكان داعما لها طوال الوقت خاصة وهي تشعر بانهم يتعمدون تفحصها ويكثرون بالأسئلة عنها لتتنفس الصعداء عند مغادرتهم هامسة 
- كان هذا مجهدا 
ابتسم كونر برضا بينما قالت اماليا بعدم رضا
- عليك ان تعتادي على الامر فما ان تصبحين سيدة المنزل حتى تقع على كاهلك الكثير من المسؤوليات لابد وان والدتك قد اعلمتك بهذا 
( واضافت بشك وهي تحدق بابريال ) فعلت اليس كذلك 
- لا تقلقي فليونور مستعدة تماما وتعلم كل ما عليها ( اخذ نايجل يسكب كوبا من العصير وهو يراقب ما يجري امامه ) فنحن نعلم فتياتنا منذ الصغر كيف يكن سيدات مسؤولات وما عليهن من واجبات 
- ولكني تنبهت الا انها
- لقد كان يوما مجهدا بحق ( قاطع نايجل اماليا واستمر وهو يقترب من ابريال ) زوجتي عمي وعزيزتي ليونورهلا ترافقاني للأعلى علينا الحصول على الراحة الازمة فسننطلق غدا باكرا 
نظرت اماليا اليه بتجهم فاستمر والنظرة الحادة المحذرة لا تفارق عينيه 
- انتِ لا تمانعين اليس كذلك 
نقلت ليونور عينها بين نايجل واماليا وبدا التوتر ينسل اليها فتحركت نحوه قائلة
- غدا باكرا سننطلق اذا
- اجل ( اجابها ومازال ينظر نحو اماليا فحركت يدها نحو ذراعه قائلة )
- لترافقنا احتاج لمحادثتك قليلا 
سحب نظره عن اماليا اليها لتتشابك نظراتهما قبل ان يهز راسه بالايجاب لتضغط باصابعها على ذراعه تحثه على السير معها ليفعل فتحركت ابريال بدورها محي كونر واماليا لتتبعهما وما ان اقتربا من غرفتهما حتى فتحت ليونور بابها ليبادرها نايجل
- الم تريدي محادثتي 
- عمتما مساء 
قالت ابريال وهي تتخطى عنهما لتدخل الى الغرفة وامام التردد الذي بدا على ليونور دس يده بيدها ليجذبها ويغلق الباب مانعا إياها من الدخول متمتما
- اردتِ محادثتي
- اردتُ شكرك على وقوفك بجواري بهذه الأمسية
- وانا الذي اعتقدت انك ترغبين برؤية غرفتي الان 
همس وهو يرفع حاجبيه الى اعلا مدعي المفاجئة 
- ولما قد افعل هذا 
- لانها ستصبح غرفتنا قريبا 
- لا اعتقد اني سأعود بالقريب العاجل الى هنا فانا بحق لا اعلم كيف كنت تتحمل الإقامة هنا 
- ومن وقال اني فعلت ( مرت لحظت صمت قبل ان تعود للهمس )
- اتعلم لقد اكتشفت اني لا اعرف عنك الكثير 
- ليس هناك ما تحتاجين لمعرفته 
- عدنا لهذا 
- ماذا تريدين ان تعرفي 
- كل شيء عنك 
- امامنا طريق طويلة بالغد سنتحدث بما تريدين أهذا يناسبك 
- اجل 
- لما نهمس 
- لأنكَ تفعل ونحنا بالممر و .. اسمع أصوات تقترب لذا عمتَ مساء
اضافت بصوت اعلا قليلا وهي ترى كونر واماليا يتجهون نحوهما 
لتهز راسها لهم وتنسل الى داخل غرفتها ليراقبها بتجهم قبل ان يستمر نحو غرفته ليختفي بها أيضا دون النظر ورائه .

اخذت تتقلب وتتقلب في سريرها دون قدرتها على النوم فنظرت نحو والدتها لتجدها تغط بالنوم العميق فحاولت العودة للنوم وعند عدم استطاعتها تحركت لتناولت روبها لترتديه وتغادر غرفتها نحو الأسفل مقتربة من المطبخ المضاء 
- ما الذي يوقظك حتى هذه الساعة انستي ( بادرتها انغريد بحيرة )
- لم استطع النوم فلا اشعر بالنعاس .. ماذا تعدين 
- بعض الاعشاب الدافئة لم استطع النوم ايضا .. اترغبين 
- اجل علي استطيع النوم بعدها 
اجابتها وهي تجلس على المقعد فسكبت لها كوبا لتضعه امامها وتنشغل بسكب اخر لها وهي تقول
- لكم سرني عندما علمت انك من سيرتبط بها السيد نايجل ( رشفت القليل من كوبها واعادته نحو الطاولة قائلة )
- رغم عدم معرفتك بي فانا لم ارافق والداي يوما الى هنا 
- يكفي انك ابنة السيدة ابريال والسيد البرت .. لطالما تمنت ان يحظى بفتاة مناسبة له وتليق به وانتِ كذلك ( وامام صمت اليونور التي تحدق بها تابعت ) لقد عان نايجل من طفولة صعب لابد وانكِ تعلمين هذا 
- ليس اول من تتوفا والدته وهو بعمر صغير لذا 
- ليس فقط هذا ( واخفضت صوتها وهي تستمر بهمس ) بعد زواج سيدي باماليا اخذ الامر يصبح اصعب بكثير فهي كانت في عمرا صغير وغير مؤهلة للعناية بطفلان ليسا لها 
- ولكنكِ كنت متواجدة طوال الوقت من اجلهما
- بالتأكيد ولكن مهما حاولت لن اسد مكان والدتهما وخاصة ان السيد اعطى اماليا الصلاحيات الكاملة لرعايتهما ولم .. تكن أهلن لذلك .. لقد اسأت معاملتهما وكانت تقوم بضربهما باستمرار ولم تتوقف عن نهرهما ونقدهما لقد كانا يلجأ لي باستمرار هربا منها حتى انها حاولت التخلص مني وطردي الى ان السيد كونر لم يسمح لها بهذا فقد كان يعلم اني ملاذ الطفلان استطاع جايلز تفاديها ولكن نايجل لا كان كثير التصادم معها لذا قرر في النهاية مغادرة المنزل 
- اتعنين عندما قام بجولة خارج البلاد  
- هذا ما يعتقده الناس انه ذهب للهو والاستمتاع ولكن الحقيقة انه غادر البلاد على ظهر اول سفينة لاحت له
- اعتقدت انه كان يلهوا 
- بل يعمل على ظهر السفينة جن والده لهذا فهو لا يريد ان ينتهي به الامر بهذا الشكل فبقي خلفه الى ان أقنعة بدخول الكلية الحربية 
- تنبهت ان علاقته واماليا متوترة جدا 
- جدا فحتى اليوم لا يحتملها ولا يسمح لها بالتدخل به مما يثير حفيظتها نحوه لطالما تسببت له بالعقاب من والده بسبب ودون سبب لتجعله مطيعا لها ولكنها لم تحصل على مرادها ابدا 
- انه شخصية صعبة جدا 
- فقط مع من يعاديه 
- اه ( وابتسمت مستمرة وهي ترفع حاجبيها وكوبها نحو شفتيها ) كحالي تماما ( وامام تأمل انغريد لها بحيرة اضافت ) كنت ممن يعادونه في صغري 
- لطالما سمعت عن مغامراتكم بعد عودتهم من قضاء الاجازة لديكم 
- حتى وقتا قريب كنت اقول لنفسي ما الذي تورط به 
- والان
- لا اعلم أرى به جانبا لم اكن اعلم عنه في الحقيقة جانبا يثير فضولي جدا فعند قضائهم الاجازة لدينا لم تكم اماليا تتدخل بهما ابدا فلم اشعر بانهم على خلاف الا اليوم
- ذلك بسبب والدك وجدك لم تكن تجرؤ على اظهار حقيقتها 
توقفت عن المتابعة وتحركت نحو الجرس الذي صدح صوته قائلة 
- انها والدتك لابد وانها استيقظت ولم تجدك 
- ساراها 
قالت وهي تنهي كوبها لتتحرك عائدة بأدراجها نحو غرفتها لتدخلها محدقة بوالدتها التي تجلس ارضا فأسرعت اليها
- مابك 
- لا اشعر باني بخير كنت اريد شرب الماء ولكني لم استطع الوصول اليه
- لاساعدك
- اشعر بالوهن وقدماي لا تحملاني هلا طلبتي منهم الارسال خلف الطبيب 
ساعدت والدتها على العودة نحو السرير لتسحب الحبل المجاور لها وما ان اطلت انغريد حتى بادرتها وهي تراها تقدم الماء لوالدتها
- امي متوعكة ونحتاج للطبيب ليراها انها تشعر بالدوار هلا اسرعتِ ارجوك 
- سارسل احدهم لاحضار الطبيب لا تقلقي انستي 
ولم تكن دقائق حتى انضم اليها نايجل قائلا 
- دقائق ويحضر الطبيب هل دوائها معها ما الذي جرى لها 
- اجل ولقد تناولته قبل ان تنام لا اعلم ما بها
وبالفعل لم يمضي بعض الوقت حتى حضر الطبيب لرؤيتها وطمأنتها ورغم ذلك بقيت ملازمة سرير والدتها التي بدأت تتحسن مع شروق شمس صباح اليوم التالي ليقول نايجل بتفكير
- يقول الطبيب انها لن تحتمل السفر الان 
- ولكن لا استطيع المغادرة بدونها 
- سيكون الامر شاقا عليها 
- اذا لن اذهب
- تعلمين اننا لا يمكننا تفويت الزفاف ( قال بصوت منخفض )
- لا تفعلا ( قالت ابريال وهي تجلس ببطء فاسرعت ليونور نحوها لتضع الوسادة خلفها وهي تقول )
- لم اعلم انك مستيقظة
- لا تفوتا الحفل عليكما الذهاب 
- ولكن امي 
- لقد اصبحت بخير 
- ولكن 
- عند عودتكما اكون قد استعد طاقتي للعودة الى منفيس هيا اعدي نفسك للمغادرة برفقة نايجل ولا تنسيا ان تدعوا ال دلبروك لزفافكما 
- امي 
- لما لا تصغين 
- هذا ما اقوله باستمرار انها لا تصغي ستكون والدتك بخير هنا وستحصل على العناية اللازمة لتستعيد صحتها الرحلة مجهدة لها لا تقلقي بشأنها غريس وجايلز لن يتركوها حتى عودتنا .. هيا سنغادر بعد ساعة من الان 
رضخت للامر مرغمة بعد ان اكدت لها غريس انها لن تفارقها وستقوم على العناية الازمة بها فوقفت قرب العربة وقد انشغل السائس بوضع حقيبتها بينما تعلقت عينيها بنافذة غرفة والدتها لا تشعر بالراحة لهذا  
- لا تقلقي عليها ان غريس لن تتركها الم تعدك بهذا كما انها اصبحت افضل بكثير وقد غادرها الدوار وهذا مؤشرا جيد ( قال نايجل الذي اقترب منها عند رؤيتها تحدق حيث والدتها واستمر ) انغادر 
هزت راسها بالايجاب ببطء وصعدت الى العربة لينضم اليها قبل ان تنطلق بهم لتقول 
- ليس علينا التاخر بالعودة 
- سنغادر فور انتهاء الحفل اهذا يناسبك 
- اجل  
اجابته وهي تسند راسها على حافة العربة شاردة بالنافذة مما جعله يتابعها قبل ان يقول
- لتحصلي على قسط من النوم فانت مرهقة .. وانا كذلك ( تابع وهو يتحرك للجلوس بجوارها مما جعلها تتابعه وهو يعقد يديه مسترخي بجلسته وقد مد قدمية لتستقرا على المقعد امامه مستمرا ) ساعيرك كتفي ( وامام صمتها نظر اليها مستمرا ) تستطيعين الاستناد علي 
اجل تستطيع تعلم الان انها تستطيع ليس الاستناد على كتفه فقط ولكن بجميع امورها تعلم انه سيقف بجوارها ويساندها نايجل كونر كرانستون من كان يتخيل هذا ظهرت ابتسامة خفيفة على وجهها وهي تقول بتردد
- حسنا 
وتحركت باتجاهه بحرص لتسند راسها ببطء على كتفه فعاد لنظر امامه وهو يخفي ابتسامة رضا رغبت بالظهور على شفتيه رغما عنه 
- ليونور 
تمتم بعض مضي نصف ساعة وهو يفتح عينيه ببطء
- اجل 
- لم تنامي أيضا 
- لا استطيع فعقلي مشغول بوالدتي ما كان علي تركها ( اجابته وهي تفتح عينيها بدورها ) وانتَ ما يشغلك 
- الكثير 
ابتسمت قائلة
- أتذكر عندما قام السيد دريك بزيارتنا وكنت غاضبا منه لأنه قام بشكوتك لجدي بسبب عبثك ورفاقك بمكتبه
- اذكر ( اجابها باسما وهو يستعيد بذاكرته ما حصل ) 
- لما فعلتم ذلك
- استمر بتهديدنا كلما رانا فاردنا ان نلقنه درسا 
- اكان الامر يستحق
- في حينها اجل فانت تتحدثين عن شاب طائش لايـ
توقف عن المتابعة وحواسه تعود للعمل سريعا وكذلك ليونور التي تسألت 
- ما الذي يجري
لتجلس جيدا بقلق وهي تشعر بالعربة التي تزيد بسرعتها وبصوت احفر الخيول التي تتسارع فتحرك نحو الستار ليبعده محدقا بالخارج ليشتم وهو يقول للسائس وقد رأى خيلا فارغة من راكبها تسير بجوار العربة 
- ما الذي يجري تومي .. تومي
وامام عدم اجابته له وازدياد سرعت العربة اكثر واكثر تشابكت نظراتها القلقة بنظراته قبل ان يتمتم ومازال يصغي لصوت احفر الخيول
- هناك من يطاردنا لا تغادري العربة مهما حدث
اسرعت بامسك ذراعة موقفتا اياه وقد تحرك نحو الباب قائلة
- الى اين
- ليس تومي من يقود العربة لذا لا تغادريها الا ان اطلبتوا منك
وفتح الباب ليغادر امام عينيها المتوسعتان وهي تراقبه يسير على حوافها ليصل الى المقدمة ليصدر صوت جلبه قبل ان تسمع صوته وهو يهتف
- غادري العربة اسرعي اسرعي ليونور فالتقفزي 
فتحت الباب بتوتر لترى العربة التي تسير بسرعة كبيرة ولكن الخوف الكبير الذي يتملكها مع صياح نايجل الذي بدا انه يتعارك مع احدهم جعلها تقفز دون تفكير لتتدحرج ارضا بقوة لتأن وهي تمسك ذراعها وتجلس محدقة بذهول بالعربة التي انحدرت من امامها الى الاسفل وقد انتهت الطريق بواد عميق لتسرع بالتحرك بذعر نحوها وهي تصيح 
- نايجل .. نايجل يالاهي نايجل ( اسرعت بالاقتراب من المنحدر لتقف على حافته بقدمين مرتجفتين محدقة بالاسفل وقد تناثرت اجزاء العربة والخيول في الاسفل لتهتف بجنون ) نايجل نـ 
توقفت عن المتابعة وقد تناها لها اسمها بشكل هامس فتلفتت حولها بذعر قبل ان تتحرك نحو الحشائش المجاورة لها وعينيها مفتوحتان دون ان ترمش لترى نايجل مرميا ارضا فأسرعت نحوه بلهفة بينما كان يمسك خصره الذي تتدفق منه الدماء بقوة وهو يقول بصعوبة 
- انا هنا لقد قفزت منها 
- انتَ تنزف انت تنزف
اخذت تقول دون توقف وهي تقرب يدها من يده وهي ترتجف دون ان تجرؤ على لمسها فتابع وهو يغمض عينيه بقوة بسبب المه 
- لقد طعنني فور وصولي له .. ارادوا النيل منا ارادوا التخلص منا ليونور اتصغين ( همس وهو يعود لفتح عينيه محدقا بوجهها الاصفر تماما وعينيها الثابتتان على جرحة فهتف بها ) اتصغين لقد ارادوا الخلاص منا وازاحتنا عن طريقهم 
- انت تنزف ( همست مقاطعتا ايه واستمرت وهي تحرك يدها نحو يده لتبعدها بيد مرتجفة والدموع تلتمع بعينيها ) علينا ايقاف الدماء 
- لافائدة من ذلك ( تعلقت عينيها به بجمود فاستمر والالم الشديد لايفارق ملامح وجهه ) اعلم ان لا فائدة من ذلك 
- ما الذي تعنيه بهذا 
قالت بصوتا مرتجف والدموع تتجمع اكثر واكثر داخل مقلتيها مستمرة باصرار شديد وهي تتناول بطانة ثوبها الداخلي لتمزقها 
- انت لا تدرك ما تقوله ستنجوا 
وعادت لإبعاد يده وفتح سترته بسرعة وبيدين مرتجفتين 
- بل اعلم عما اتحدث به انا افقد الدماء بسرعة كبيرة ولا امل بنجاتي ( قال بصعوبة ومازالت عينيه معلقتين بها وقد اخذت تضغط على جرحة محاولة إيقاف الدماء بقطعة من القماش بينما استمر ) ستعودين بأدراجك اخ تبا ( قال وقد قامت بالضغط اكثر على جرحه فعاد للمتابعة بينما اسرعت بقطع قطعة قماش جديدة بأسنانها لتلفها حول خصره بروية وهي تشعر بانها تألمه) الى ان تصلي الى مفرق الطرق سيري بالاتجاه الاخر له ستصلين الى اطراف قرية براخ ومن .. هناك استقلي .. عربة نحو لورانز ليونور اتصغين 
تابعت احكام عقدت القماش رافضة حديثه
- لا تثقي بأحد في منفيس قبل ان تعلمي من أراد التخلص منا لا تثقي بأحد 
- ستنجو لذا توقف عن هذا 
اغمض عينيه وقد نال منه الانهاك والدوار فرفع ذقنه الى الأعلى وهو يستمر بألم 
- لا تعطيهم ما يردون لا تفعلي مهما حدث .. أرادوا الخلاص منا معا
- توقف عن هذا 
نهرته ودموعها تغادر عينيها فهي تشعر بانها عاجزة تماما الان لتحدق به لصمته وقد استرخى تماما ومال رأسه جانبا فأسرعت بتناول وجهه بين يدها وهي تهمس بذعر 
- نايجل .. نايجل لا لا تفعل هذا لا تفعل هذا بي
قالت بذعر كبير واسرعت بوضع راسها على صدره لتسمع دقات قلبه لتشهق وتشهق وقد اخذت انفاسها تخرج منها بصعوبة لتعود نحو وجهه لتقوم بطرق عليه بكفها وهي تقول 
- هيا استيقظ ارجوك استيقظ ارجوك لا تذهب ارجوك لا تفعل هذا نايجل لن استطيع مواجهت هذا لوحدي ارجوك لاتتخلى عني الان 
نظرت حولها ومسحت وجهها بيد مرتجفة عليها مساعدته عليها هذا فأسرعت بالتحرك بالطريق التي حضروا منها لتسرع لتصل الى التقاطع الذي حدثها عنه همت بالاستمرار ومازالت تمسح دموعها بذراعها لتتوقف لسماعها صوت خيول تقترب لتحدق بالعربة التي تسير باتجاهها فوقفت في منتصف الطريف لتفتح ذراعيها مشيرة لسائقها بالتوقف ليفعل وهو يقول 
- ما بالك يا فتاة كادت الخيول تدهسك 
- ارجوك احتاج للمساعدة 
تأملها الشاب الذي لا يتجاوز الثانية والعشرين ذا الملابس الرثة بنظرة شاملة من ثوبها الملطخ بالدماء الى يديها واكمام ثوبها التي  تحمل اثار الدماء أيضا قائلا بحذر
- ما نوع هذه المساعدة التي تحتاجينها 
- نايجل مصابا هناك وقد فقد الكثير من الدماء علينا ايصاله لأقرب مشفى 
- مشفى هنا .. لا يوجد 
- طبيب الا يوجد اطباء 
- واحد في طريقنا
- اذا ارجوك اسرع 
قالت وهي تتحرك نحوه لتهم بالصعود بجواره فاسرع بالقول 
- قد يكون فخ للإيقاع بي ليس الا وليس هناك اي مصاب 
- فخ ماذا هل ابدوا لك بوضعا يسمح لي بالمزاح الان 
- اذا فتدفعي مقدما 
- لا احمل المال الان ارجوك انه ينزف 
- هاتي خاتمك 
حركت نظرها عنه نحو خاتهما وقد اصابتها الصدمة فهي على عجلة وقلبها يكاد يغادر ضلوعها من القلق وهذا الرجل لايأبه اسرعت بخلع خاتمها وهمت بتقديمه له الى انها عادت واغلقت قبضتها عليه لتصعد للجلوس بجواره وهي تقول 
- عندما تقدم لي المساعدة اقدمه لك الي حينها سيبقى معي قد تكون مجرد لص وتذهب ان قدمته لك وتدعني هنا 
هز راسه بسخرية وحث الخيل على السير وهو يقول 
- اين هو 
- في ذلك الاتجاه ولكن اسرع 
اسرعت بمغادرة العربة نحو نايجل ما ان توقفت العربة لتجده على حاله فاخذت ترفع كتفيه وهي تقول لشاب 
- ساعدني بنقله للعربة 
- ليس قبل ان تقدمي لي الخاتم 
اجابها وهو يقف معقود اليدين امامها لتتعلق عينيها به دون ان ترمش لاول وهلة ثم تناولت خاتمها وقدمته له ليتناوله ويساعدها يحمل نايجل ليضعوه بصندوق العربة الفارغ لتسرع بالصعود نحوه ووضع راسه بحجرها وهي تقول لشاب وقد انطلق بالخيول 
- ارجوك اسرع بقدر ما تستطيع 
- ما الذي جاء بكما الى هنا 
- كنا نمر فقط فنحن متجهون الى دلبروك وقد تعرض لنا .. قطاع الطريق
- قطاع طريق لا يوجد هنا قطاع طريق هل انتِ واثقة من هذا 
- لا اعلم ( اجابته وعينيها لا تفارقا نايجل الشاحب بشكل تام وكان لا حياة فيه لولا يدها التي تضعها على صدره تستشعر بها نبضات قلبه لاعتقدت انه قد فارق الحياة فتابعت بتفكير ) ولكن هناك من استولى على عربتنا 
بدت الحيرة على الشاب الذي دخل اطراف القرية مما جعلها تهتف 
- هل وصلنا 
- اجل ها هو كوخ الطبيب من حسن حظك انه في اول القرية اوقف العربة ليقفز منها ويتحرك باتجاهها ليساعدها بانزال نايجل وادخاله الى كوخ الرجل المسن الذي تحرك باتجاههم بصعوبة فور دخولهم وهو يقول 
- ما الذي جرى له ( واخذ يتفحص نايجل الذي مدد على الاريكة بينما وقفت ليونور بجواره وهي تقول بقلق )
- فقد الكثير من الدماء 
- هذا واضح 
- اتستطيع مساعدته ارجوك افعل فالقد فقد وعيه منذ وقت لم يستيقظ
- سأفعل ما اقدر عليه .. هلا خرجتما الان 
وأشار للشاب بعينيه نحوها ليخرجها بينما اخذ يفك الضمادة التي كانت وضعتها له 
اخذت تسير ذهابا وايابا خارج الكوخ ودموعها لا تتوقف وعقلها مشوشا تماما فقالت لشاب الذي وقف بجوار عربته يتفقدها غير مطمئنة
- هل هذا الطبيب ماهر 
- كما ترين هو متقدم بالعمر ولكن لم يقصده احدا من قبل وتذمر 
اسرعت بالنظر نحو الباب وقد تناها لها صوت نايجل وهو يصيح لتسرع بالدخول بذعر ليبادرها الطبيب 
- لا تقلقي انه بخير ( اسرعت بالاقتراب لترى نايجل وكان لا حياة به والعرق يتصبب عن وجهه والطبيب يعود لتضميد مكان الجرح مستمرا لها ) لقد قمت بكي مكان النزيف هذا ما اقدر عليه هنا ولكنه يحتاج الى مشفى ان بقي هنا سيفارق سريعا الحياة 
- اين هي اقرب مشفى الى هنا ( تسألت بقلق فقال وهو ينظر للشاب الذي دخل خلفها ) 
- ماتشن اصحبها الى القرية المجاورة بها مشفى صغير سيتطيعون توفير ما يحتاج اليه هناك 
- كم ستدفعين مقابل هذا 
- مقابل ماذا لقد اعطيتك خاتمي وهو يقدر بثروة منذ قليل 
- كان لاسطحابك الى هنا والان ساصحبك الى القرية المجاورة انها قصة اخرى 
حركت عينيها المتوسعتان عنه نحو الرجل العجوز قائلة 
- لقد اعطيته خاتمي منذ قليل 
- لن تجدي هنا من يقلك بالمجان للاسف لو كنت املك عربة لاعرتك اياها
شعرت بالوهن فعادت نحو ماتشن قائلة 
- ليس معي مال لادفعه لك ( تحرك نحوها قائلا بتفكير )
- اعطني هذا الحلق اذا ( اسرعت برفع يديها نحو اذنيها تخفيهما وهي تراقبه بكل حواسها فاضاف ) اذا فالتبحثي عن غيري لاصطحابك 
- هذا ما سافعله 
- فالتسرعي اذا فالشاب في وضع حرج 
تجمدت في مكانها بعد قوله وعينيها متوقفة على الباب لا تعلم كم ستستغرق لتجد غيره لذا خلعت حلقها من اذنها اليمنى وهي تعود نحوه قائلة 
- ساعطيك هذا الان فقط 
- والأخرى
- عندما نصل المشفى فانا لا اثق بك  
ابتسم برضا قائلا وهو يهم بالتحرك نحو نايجل
- ليكن هيا بنا 
اخذت تضع الغطاء بإحكام حول نايجل ومازالت العربة تتحرك بهم دون توقف لتتجمد يدها على جيب سرواله فأسرعت بدس يدها تحت الغطاء لتصل الى جيب نايجل وتخرج منها كيسا يحتوي على بعض القطع النقدية لتتنفس الصعداء لوجودها فأسرعت بدسها بجيبها خوفا من ان يعلم ماتشن عنها واخذت تتأمل نايجل الذي استرخى راسه في حجرها لتقول بإعياء بعد مضى الوقت دون ان يصلوا
- هل اضعنا الطريق 
- لا .. كدنا نصل 
عادت عينيها لتتامل وجه نايجل بانهاك فكلما سالته يقول كدنا نصل 
- ليونور
تمتمات نايجل جعلتها تمعن النظر به لترا جفنيه الثقيلان يتحركان وهو يتابع ببطء 
- اين نحن 
- هل انت مستيقظ .. ابقى معي .. ارجوك كدنا نصل 
- اين ( تسأل بصعوبة وهو يفتح عينيه التائهتان ليعود لاغماضهما )
- الى المشفى ( اجابته بابتسامة وسعادتها كبيرة لسماعها صوته مستمرة ) لا تقلق ستكون بخير نكاد نصل .. نايجل هل تصغي .. ارجوك انتَ قوي لن تستلم الان لن تفعل انا بحاجتك حقا فلا تتركني بمفردي .. هيا اسرع لما لم نصل الى الان 
هتفت بالسائق الذي التزم الصمت وهو يسمع صوت بكائها الى ان تسألت بوهن
- الديك ماء 
قدم لها قاروة الماء فأخذت تبلل قطعت قماش بالماء وتضعها على شفتي نايجل  
- ها قد وصلنا ( حدقت من خلال ظلمت الليل بالمكان الذي توقف به ليقول ماتشن هو يتحرك نحو الكوخ ) ساحضر عربة لنقله 
لم تكن لحظات حتى تم نقلة الى داخل كوخ فتبعتهم وهي تتأمل المكان بذهول تام فهناك خمسة اسرة متجاورة فقط والتي لا يفصل بينها سوى ستائر بيضاء لتبادرها احدى الممرضات 
- لا يوجد له مكانا هنا 
- انه بحالة حرجة ويحتاج للعلاج سريعا ( قال ماتشن فأسرعت ليونور بالقول )
- لقد نزف كثيرا ويحتاج الى العلاج فورا
- لا استطيع استقباله فكما ترين الاسرة محدودة هنا وهي ممتلئة 
- مالذي تعنيه بهذا 
- اصحبوه نحو مشفى ايزابيث ( نظرت ليونور الى ماتشن متسائلة فقال )
- تبعد يوم ونصف (عادت نحو الممرضة بذعر قائلة ) 
- لا يمكنك فعل هذا انه مصاب وبحاجة للعلاج فورا 
- ماذا تقترحين ( اجابتها الممرضة واستمرت ) هل أقوم بإخلاء سريرا خاص له 
هزت راسها بعدم تصديق ان هذا لا يحدث حقا ولكنه كذلك فقالت بحدة رافضة الامر تماما
- اقرب مشفى يحتاج ليوم ونصف لذا لن نغادر من هنا هيا ضعوه اين تريدون لن اغادر من هنا قبل ان يتلقى العلاج ( همت الممرضة بالتحدث فأسرعت بالإضافة بحنق ) اتعلمين ان لم تقومي بعلاجه سأجعلك عاطلة عن العمل 
- ارجوا المعذرة 
- ماذا يحدث هنا 
قاطع حديثهم الطبيب الذي اقترب من بعيد فأجابته 
- لا تريد استقبالنا ولا معالجته 
- ليس لدينا اسره 
- قمت لتو بإخلاء احد الاسرة ضعوه هناك ( قاطع الممرضة واستمر وهو يشير لهم نحوه وتابع ) ساراه ماذا حدث 
سارت برفقته نحو نايجل الذي مدد على احد الاسرة وهي تعلمه عن اصابته قبل ان تخرج للوقوف خارج الستار كما طلب وهي تتنفس الصعداء فهو بأيدي امينة الان 
- فعلت ما علي الان دورك 
نظرت الى ماتشن الذي قال ذلك وهو يقف بجوارها لتحرك يدها نحو حلقها الايسر وتسحبه من اذنها وتقدمه له وهي تقول 
- ارجوا ان لا التقي بك مرة اخرى
- لا تقولي ذلك فربما قد تحتاجين مساعدتي يوما ما
- ارجوا ان لا يحصل هذا ابدا
- كيف هو .. لما لا يستيقظ ( بادرت الطبيب فور خروجه )
- يحتاج الى العناية فوضعه حرج جدا ويحتاج لدواء الان وبشكل ملح ولا يمكن تأجيل الامر فالقد فقد الكثير من الدماء
- اذا لا تفعل ارجوك قدم له كل ما يحتاج اليه
- ان الدواء الذي يحتاج اليه غير متوفرا لدينا فالقد نفذ منذ بعض الوقت والا لقمت بهذا دون تردد ولكن نحن سنقوم بشرائه لذا لا نستطيع هذا بالوقت الراهن فوضع مشفانا متواضع كما ترين ونحن نؤمن مستلزمات المشفى بصعوبة لذا دائما ما نعاني من نقص
- ماذا تعني بهذا
- سأكتب لك ما نحتاج اليه
- وما فائدة ذلك وانا لا املك الا القليل من المال فلقد تعرضنا لنهب ولم يبقى معنا شيء ( وتناولت كيس النقود لتسحب ما به وهي تضيف ) هذا كل ما املكه
بدت نظرت متفهمة ومتعاطفة بعيني الطبيب وهو يقول
- سأرى ما استطيع فعله ولكن لا اعد بشيء
وتحرك مبتعدا لتتابعه بعجز تام لتعود بوهن نحو نايجل لتقترب منه وتقوم بإغلاق الستار لتجلس على المقعد تتأمل وجهه الشاحب تماما وعينيها تمتلئ بالدموع لم تعتقد يوما انها ستراه عاجزا ولا حول ولاقوه له كما هو حاله الان لم تشعر بالعجز بحياتها كما تشعر الان لم تشعر بحاجتها للمال بقدر حاجتها له الان عقصت شفتها وقدرتها على الاحتمال قد ولت لتضع يديها على السرير وتسند راسها بهم لتجهش بالبكاء دون استطاعتها التوقف
- بنيتي ستكون جميع الأمور على مايرام
نظرت الى المرأة التي ازاحت السيتار الفاصل بينهما قائلة ذلك ومستمرة لها
- ان الطبيب ماهر جدا لذا لا تقلقي سيكون بخير .. لما لا تذهبين للاغتسال .. فانت مليئة بالدماء
نظرت الى نفسها وقد نسيت تماما مظهرها والدماء العالقة بها فقد كان كل ما يهمها انقاذ نايجل فقالت بصعوبة وهي تمسح دموعها
- انها دمائه .. لا املك ملابس أخرى فقد جئت على عجل
- هناك متجر بجوار المشفى يوجد به كل ما قد تحتاجين اليه
هزت راسها شاكرة وتحركت لتغادر وهي تمسح وجهها جيدا ولكن ما بداخلها من احباط قد نال منها لتقف امام محل الملابس البسيط متأملتا نفسها قبل ان تدخل اليه بتردد وحرج مبادرة المرأة الجالسة بداخله
- ارجوا المعذرة منك لدخولي بهذا الشكل ولكننا تعرضنا لحادث وقد ابتلت ملابسي كما ترين
- لا بأس .. اتحتاجين ثوبا جديد
- اجل
اخذت تنظر الى الاثواب التي قدمتها لها السيدة لتختار اقلها ثمنا لتتساءل
- هل استطيع ارتدائه هنا
- بتأكيد اذهبي الى ذاك الباب
فعلت ذلك لتقوم بتبديل ثوبها لتخرج محدقة بنفسها بالمرأة الخارجية انها بوضعا رث تماما مدت يدها نحو شعرها لتحل عقدته ليسترسل على ظهرها ويستمر الى اسفل مما جعل صاحبة المتجر تتأملها باهتمام بينما كانت تعيد ترتيبه لتعقده
- لديك شعرا طويل وكثيف
- احرص على العناية به
- هذا واضح .. هل ترغبين ببيعه
- ارجوا المعذرة ( قالت متفاجئة فأضافت السيدة بود )
- لدينا هنا من يقوم بجمع خصلات الشعر فهم يدفعون مقابلا مادي مغري .. يذهبون به نحو البلاط الملكي هناك يحتاجون دائما الى خصلات الشعر وشعرك طويل جدا ومناسب
عادت نحو المرأة وهي تستمر بعقد شعرها ببطء قبل ان تقول
- يقدمون مبلغا مالي مغري
- اجل ستحصلين على ما تريدين فشعرك طويل وقوي
- اين اعني اين يقومون بهذا
- عندما تغادري متجري سيري للأمام الى ان تصلي الى متجرا يعرض قبعات وخصل شعر هناك مقصدك
- الوقت متأخر
- لا تغادره صاحبته فهي تسكن هناك أيضا اطرقي على بابها فقط
هزت راسها بالإيجاب لتدفع للمرأة حق الثوب وتغادر دون تصديق انها قد تفعل هذا ولكن لا مجال لتفكير بالأمر فان كانت تستطيع احضار المال الان بهذه الطريقة فليكن سينمو من جديد لا مشكلة بهذا هذا ما كانت تقوله لنفسها ولكن ما ان انتهت المرأة من قصه حتى عادت عينيها المنتفختان للامتلاء بالدموع وقد تملكتها غصة عميقة ولكنها لم تسمح لهم بمغادرة عينيها لا ليست نادمة على فعلتها سينمو اجل سينمو من جديد مررت يدها بشعرها الذي اصبح بالكاد يلامس كتفيها لتعقده وتحصل على المال وتعود بأدراجها للمشفى لتقدم جميع المال الذي معها للطبيب قبل ان تعود للجلوس في مكانها بصمت تام وهي تحاول تجاهل كل ذلك الألم الذي تشعر به ولم تمضى ساعة حتى عاد الطبيب نحوهم وبداء بتقديم الدواء الازم لنايجل ليمر الوقت ببطء شديد عليها دون ان يبدي نايجل أي تحسن لتعود لوضع يديها على حافة سريره وتسند راسها عليهم لتغفوا بإنهاك تام .
فتحت عينيها ببطء وهي تشعر بالممرضة التي تقوم بإعطاء نايجل ابرة جديدة لتستقيم ببطء في جلستها هامسه بفم جاف
- هل تحسن
- يحتاج لبعض الوقت حتى يستعيد صحته اننا نعمل على تعويض ما فقده من دماء لا تقلقي
- وإصابته
- مر عليه الطبيب قبل قليل وتأكد منها ليس هناك أي التهاب وهذا مؤشرا جيد
اخذت تتأمل وجهه الشاحب بقلق رغم قول الممرضة الى انها لا تشعر بالراحة فتناولت يده ببطء لتدس أصابعها بأصابعه هامسة بقلق
- عليك التحسن سريعا فلا تزيد قلقي بعدم استيقاظك .. لم اعهدك بهذا الشكل لطالما كنت الرجل القوي الذي لا يقف في طريقه احد ولا يستطيع إيقافه احد ( توقفت عن المتابعة وهي تشعر بقبضته تشتد قليلا على اصابعها فأسرعت بإمعان النظر به وهي تضيف ) انت مستيقظ نايجل اتسمعني ( وامام ضغط أصابعه للمرة الثانية على اصابعها اسرعت بفتح الستار والإشارة للطبيب بالقدوم نحوها دون ان تترك يدها الأخرى يد نايجل وهي تقول ) انه يستيقظ
اقترب الطبيب منها طالبا ابتعادها وهي تعلمه بما حدث
ليقوم بفحصه من جديد قائلا
- امهليه قليلا .. ها نحن نبدأ بالتحسن انه يستجيب للعلاج بسرعة وهذا امرا جيد
بعد مغادرة الطبيب اقتربت من المرأة الجالسة بجوار السرير المجاور لها قائلة
- هل اجد مكتب للبريد هنا اريد ارسال برقية مستعجلة
- غادري المشفى وسيري الى الامام قليلا ستجدين ضالتك هناك
شكرت السيدة وغادرة نحو مكتب البريد لترسل برقية مقتضبة لجايلز تطلب منه الحضور فورا الى هنا ومعه مبلغا من المال وكتبت له العنوان الذي املاه عليها الموظف لتقوم بإرسالها وتعود بأدراجها الى المشفى لتجلس على المقعد بإنهاك نفسي وجسدي تترقب أي حركة قد يقوم بها نايجل وما كاد المساء ان يحل حتى لمحت جايلز يدخل من باب المشفى لتتحرك نحوه وهي تهمس فور رؤيته لها
- لا تعلم كم انا سعيدة برؤيتك سعيدة جدا
- ما الذي حدث ماذا تفعلين هنا اين نايجل
اسرع جايلز بالقول بقلق شديد وهو يجول بنظره بالمكان بعدم فهم فأشارت له نحو سرير نايجل
- انه هناك ( اسرع نحوه قائلا بقلق بالغ )
- كيف حدث هذا ما الذي جرى اهو مصاب ما به نايجل .. نايجل
- انه يتحسن هذا ما يثابر الطبيب بقوله
- دعيني اراه
قال وهو يتحرك مبتعدا ليتحدث مع الطبيب قبل ان يعود نحوها قائلا وهو يبدوا اقل توترا
- هيا دعينا نغادر لنتاول الطعام وتعلميني بما جرى وكيف وصلتم الى هنا
- لا استطيع تناول الطعام
- اعلمني الطبيب انك لم تتناولي شيء منذ وصولكم الى هنا
- لا ارغب
- ان استمريت بهذا الشكل ستستلقين بالسرير المجاور له وهو بحاجة لك الان
هزت راسها موافقة بعد قوله ليغادرا نحو احد الاكواخ البسيطة التي تقدم الطعام ليقول جايلز
- كنت اعتقد انكما بدلبروك حتى وصلتني البرقية
- ارجوا انكَ لم تعلم امي لا اريد ان تقلق انها متوعكة
- في الحقيقة غادرت فور تسلمي للبرقية لذا لابد انهم سيقلقون علي الان لعدم ابلاغهم بمغادرتي .. ما الذي حدث
قصت عليه ما جرى ليصغي لها بصمت تام قبل ان يقول اخيرا
- الامر متعمد
- لا اعلم ولكن العربة كانت تتوجه نحو منحدرا قوي لتقع به كي لا ننجو فالأمر ليس لأجل السرقة بل لإنهاء حياتنا اشكر الله ان امي لم تكن برفقتنا 
- من المستفيد من ذلك .. انه احد افراد العائلة عندما تبتعدين انت ونايجل .. يبقى الامر مفتوحا لغيركما
تجمدت عينها على جايلز قبل ان تقول بعدم تصديق
- ايصل بهم الامر الى هذا
- اجل يفعل الا تعلمين ان المال يعمي بصيرة الانسان ونحن هنا نتحدث عن ارث والدك .. تشكين بأحدهم 
-  تذمرت ميرفا مؤخرا من محاولات الفريد التودد لها وانه بشكل مفاجئ بدا يهتم بأمرها ولكني اعلم انه يبحث عن فتاة مناسبة ليرتبط بها لذا لم اعر الامر أي اهتمام 
- انه البديل الطبيعي في حال جرى لكما شيء .. و .. نيكولا 
- قد يكون خطط لهذا أيضا انه شخص خبيث لا استطيع الثقة به ( وتابعت وهي تذكر حادثة نقل الأموال ومحاولته النيل منها ) قد يفعل أي شيء ليحل محل نايجل ايكون من فعلها 
- لا اعلم ولكن من الواضح ان احدهم يريد التخلص منكما وبشدة لذا من الأفضل ان نجعل الأمور الان طي الكتمان لا ترسلي لاحد ولا تعلمي أحد اين نحن حتى يستعيد نايجل صحته ونرى ما سنفعل 
- ووالدتي ستقلق لتأخرنا بالعودة
- سأتدبر الامر لا تقلقي لهذا 
عادت بأدراجها وجايلز الى المشفى لتلتزم سرير نايجل بينما غادر جايلز ليحاول تدبر نقل نايجل الى مستشفى تقع في البلدة المجاورة وهي افضل بكثير من هذه
- ليونور
همس نايجل باسمها جعلها تسرع بالانحناء نحوه ممعنة النظر به بلهفة وهي تقول
- اجل انا هنا ( وامام الصمت التام الذي تلى ذلك امسكت يده لتحتضنها بين يديها مستمرة بضعف ) انا هنا بجوارك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق