دنيا رواياتي, رواية غريمي لدنيا رواياتي,رواية ابحث عنك لدنيا رواياتي,رواية لاخر العمر لدنيا رواياتي,رواية في طريق المجهول لدنيا رواياتي, رواية قلب لا يصغي لدنيا رواياتي,رواية إدعاءات زائفة لدنيا رواياتي,رواية الاخذ بالثأر لدنيا رواياتي,رواية ال ماردزنز لدنيا رواياتي,رواية نبضات قلب لدنيا رواياتي,رواية جدار هش لدنيا رواياتي,رواية انا وعريمي ,الرومانسية,روايات عاطفية, خيالية،جيب,روايات طويلة,افضل رواية قرائتها,قصة رومانسية طويلة,روايات الكاتبه دنيا,اجاثا كريستي,عبير,احلام ,غدير,اسماء رواية دنيا,
انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي
تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها
الصفحات
الأربعاء، 7 مارس 2012
في طريق المجهول 3
مفتوحتان جيدا لتسرع بالاقتراب من باب المنزل وتطرق عليه وهي تتلفت بذعر حولها
- من
- هذه أنا
فتح الباب قليلا واطل منه رأس جيسي وهي تنظر جيدا إليها فهمست بصعوبة وهي تسرع بمسح وجهها بكم ثوبها
- مرحبا هل والدتك هنا
- من جيسي
- لا اعلم ( فتح الباب جيدا لتظهر منه جينا وتحدق بها جيدا قائلة بدهشة )
- أهذه أنت فيوليت
لقد وصلت أخيرا هذا ما همست به لنفسها لترخي جفونها وهي تشعر بجسدها يبتعد عنها ببطء دون قدرتها على اجابت جينا لتسقط أرضا مغشيا عليها , فتحت عينيها محدقة بتشوش بالوجوه الكثيرة المحدقة بها ثم أغمضتهما وهي تحرك رأسها بألم وشعور بالضيق الشديد وبالاختناق يلازمها ثم بشيء فاتر يوضع على جبينها مما جعلها تبدأ بالاسترخاء وتعود لتغط بالنوم العميق من جديد
- أنها تستيقظ أمي
- لا تزعجها ويل ابتعد عنها وتعالى إلى هنا
- هل ستصحو
- اعتقد ذلك ( بدأت هذه الأصوات بعيدة عنها ولكنها أخذت بالاقتراب شيئا فشيئا )
- انها تحرك عينيها انظري
- اعلم عزيزي ولكن لا تزعجها .. روي هلا أحضرت ويل إلى هنا
- لا أريد ( فتحت عينيها ببطء محدقة بالوجوه الصغيرة المحدقة بها بتشوش ) لقد استيقظت ( اخذ ويل يقول بحماس طفولي وهو ينحني نحو وجهها المحمر ليبتسم قائلاً ) هل أنت أفضل
ركزت نظرها على ويل بتعب وحاولت الابتسامة ولكن شفتيها الجافتين لم تسعفانها فهمست بصعوبة
- أريد بعض الماء
اقتربت جينا وهي تحمل كوبا من الماء لتجلس بجوارها وتساعدها برفع رأسها لتتناول الماء الذي انسل إلى داخلها ببرودة أسرت قشعريرة بجسدها فهمست وهي تعود برأسها الى الوسادة وتنظر إلى جينا
- أشكرك
- لا تشكريني فقط استريحي واستعيدي قوتك
حركت عينها ببطء عن جينا إلى جيسي ورولان وروني وجاك وويل الناظرين إليها باهتمام لتهمس وهي تحاول الابتسامة للقلق البادي عليهم
- لا تقلقوا سأعيش
- قلت لهم ذلك ( همست رولان بحياء فقالت جينا باهتمام )
- كانت حرارتك مرتفعة ولا تتوقفين عن الارتجاف ( وتلمست جبينها مستمرة ) أنت أفضل ألان
- هل عانيت من الحرارة لا اذكر شيئا
- من حسن حظك انك استطعتي الوصول إلى هنا ما الذي حدث لم أتوقع رؤيتك أمام منزلي وبهذا الشكل الذي كنت به ( نظرت يوليانا إلى نفسها لتجد أنها ترتدي ثوبا أخر وقد وضع غطائين خفيفين عليها فعادت نحو جينا قائلة بسرعة ) ثوبي أين هو
- انه قرب المدفئة لا تقلقي سيجف قريبا .. جيسي هلا أحضرت طبقا من الطعام إلى فيوليت ( تغيرت ملامح وجها عندما قالت جينا ذلك والتزمت الصمت وجينا تساعدها لتجلس وتتناول حسائها بينما اخذ الأطفال واحدا تلو الأخر يندسون بفراشهم فشردت بعيدا هل كانت جينا لتساعدها لو علمت أنها ليست فيوليت خرجت من شرودها وجينا تجلس بجوارها بعد أن نام الجميع قائلة ) تبدين أفضل حالاً ألان وقد عاد لون وجهك إلى طبيعته .. ماذا حدث معك بدوتي في حالة يرثى لها .. الم تحصلي على العمل
هزت رأسها بالنفي وهي تقول
- فعلت .. ولكني اكتشفت أن تلك العائلة .. لا رحمة لديها يعاملونني وكأني لست بشراً
وغصت الكلمات في حلقها وهي تشعر بالسوء فهمست جينا باهتمام
- هل كان الأمر صعبا لهذه الدرجة ( هزت رأسها بالإيجاب وهي تعقص شفتها السفلى فأضافت ) هل قام احد بمضايقتك ( مر بمخيلتها فور قول جينا ذلك اندرو ثم بايرون والبير والسائس الذي سرقها وصاحبة النزل والشابان في النزل أن الذين ضايقوها كثر فأضافت جينا باهتمام بالغ لعدم إجابتها ) يا طفلتي ما كان لي تركك تذهبين منذُ ألان لن تذهبي للعمل بعيدا أنا بحاجتك هنا
- لا أستطيع البقاء كثيرا ولكني لم أجد مكاناً أخر ألجئ إليه
- ما هذا الذي تقولينه هل عدتِ للهذيان
قاطعتها وهي تضع يدها على جبينها مما جعلها تتسائل
- أكنت أهذي
- طوال الوقت لما لا تستلقي ألان أنت تحتاجين لراحة تبدين منهكة
لم تعترض واستلقت في الفراش بينما تحركت جينا لتستلقي قرب أطفالها وهي تقول
- أرجو أن لا يطول هطول الأمطار
بقيت عينيها المتعبتين تنظران إلى سقف المنزل المهترئ وقد شردت بعيدا لتدمع عينيها فأغمضتهما ببطء لتغفو دون أن تشعر.
- اجلس عاقلا وألا أعلمت والدتي
فتحت عينيها على أصوات الأطفال الهامسة فنظرت نحوهم ثم تحركت جالسة وهي تنقل عينيها بين الفتيات الثلاثة وويل الذي يتهامسون وتوقفوا عند رؤيتها فتمتمت وهي تنظر حولها
- صباح الخير
- صباح الخير ولكننا استيقظنا منذُ زمن ( قال ويل وهو يقترب منها فأضافت )
- أين والدتكم
- ذهبت للعمل ( أجابتها جيسي فضمت قدميها إليها متسائلة )
- أين تعمل
- عائلة مالدون تقيم وليمة وذهبت للعمل لديهم اليوم وان استطاعت ستحضر لنا طعاما جيد
أسرع ويل بإجابتها فنقلت عينيها بين والوجوه الأربعة المحدقة بها ثم أسندت رأسها على الحائط خلفها قائلة وروني تقف قرب شقيقتها التوأم
- أنتما متشابهتان تماما
- الجميع يقول ذلك ( همست رولان بحياء بينما تحركت جيسي نحو المطبخ فتسائلت (
- أين جاك و ..
- روي
- اجل روي
لقد ذهبا لمساعدة جارنا فقد دخلت مياه الأمطار إلى مخزونه وابتل معظمه
نظرت إلى النافذة وهي تسمع صوت الأمطار التي لم تتوقف بعد ثم عادت بنظرها نحو جيسي التي اقتربت منها وهي تحمل طبقا من الحساء قائلة
- قالت والدتي انه عليك تناول الطعام حتى تتحسني
شكرتها بابتسامة وأخذت تتناوله بينما انشغلت التوأمان بالعب وأخذت جيسي تضع بعض الحطب بالمدفئة وجلس ويل أمامها ينظر إليها بصمت مما جعلها تتسائل
- ما بك
- لقد قال والدي انه سيصحبني معه عندما يسافر مرة أخرى ولكنه لم يعد ( ورفع يده إلى الأعلى مضيفاً ) انه في السماء يراقبنا ولن تدعني والدتي أسافر بمفردي هلا أخذتني معك
حركت نظرها ببطء نحو طبقها قبل أن تقول
- ولما تريد السفر
- قال والدي أن هناك الكثير من الأشياء التي أستطيع رؤيتها
- ويل احضر بعض الماء من الخارج
- لا أريد
- هيا
طلبت منه جيسي وهي تناوله قدر الماء فتحرك بعدم رضا ليغادر ثم يعود مسرعاً فُتحَ الباب من جديد لتطل منه جينا ليهتفوا باسمها ويتحركون نحوها
- اهدأن ( طلبت من الفتيات وويل يدخل خلفها قائلا بإلحاح )
- ماذا احضرتي
تجاهلت سؤال ويل ونظرت نحو يوليانا متسائلة وهي تضم يدها اليمنى إلى صدرها
- كيف أنت ألان
- أفضل كثيراً
- أمي ماذا احضرتي
- إهداء ويل لم احضر شيئا لقد غادرت قبل أن يبدأ الغداء
- ولكنك منذُ الصباح هناك
قالت جيسي بخيبة أمل فربتت على رأسها وتحركت لتقترب من يوليانا لتجلس بجوارها هامسة
- الحظ العاثر يلاحقني
تأملتها يوليانا وهي ترى الألم البادي على وجهها فحركت جينا يدها لها لتشاهد حرقا بالغ قد أصاب راحت يدها فهمست بألم
- يا ألهي يبدو مؤلما
- أمي ما بها يدك
- لاشيء عزيزي لقد شردت وأنا أحاول سكب الطعام ولا اعلم كيف زلت يدي وسقط القدر مني فحرقتها
- انها تؤلم ( تمتمت جيسي )
- لا أنا بخير أجابتها وهي تحاول الابتسامة بينما تعلقت عيني يوليانا بيدها قائلة
- عليك وضع دواء عليها
اكتفت جينا بإظهار ابتسامة خفيفة على شفتيها ثم نظرت نحو جيسي متسائلة
- أينَ اخويكي
- ذهبا لمساعدة بليك
- أمي اشعر بالجوع
اقتربت رولان منها هامسة فجذبتها لتجلس بجوارها وأخذت تربت عليها بشرود وهي تقول
- سيعود شقيقيك قريبا
حدقت يوليانا بطبق الحساء الذي تحمله وهي تفتح عينيها جيدا قبل أن تنظر نحو رولان ثم تنحني واضعة طبق الحساء أمامها وهي تقول
- تناولي هذا
رفعت رولان رأسها نحو جينا فهزت رأسها لها بالإيجاب فتناولت الملعقة وبدأت بتناول الحساء بينما أخذت جينا تتأملها وهي تقول
- لقد ساعدتنا النقود التي تركتها كثيرا فقد خلصتنا من ديننا مع بليك ودفعة لثورب باقي المال وقد كنت بقلق كبير بكيفية تدبر هذا المال وقد تراكم الأمر
- لما تعطون ثورب
- انه المسئول عن أملاك دلبروك وهو الذي يقوم بجمع المال من المزارعين عند بيع المحصول
- أتعنين أن مال المحصول الذي تجمعونه يؤخذ منكم
- اجل يبقى لنا القليل منه ( وابتسمت بمرارة وهي تستمر ) نحاول تدبر أمورنا بما تبقى وأحاول العمل عند بعض العائلات لأحصل على بعض المال ولكن اليوم بسبب سكبي للقدر بأجمعه على الأرض لم يعطوني شيئا
- أمي أنا جائعة أيضا ( اقتربت روني قائلة وهي تنظر إلى رولان فقالت جينا )
- اصبري قليلاً قد يحضر جاك معه شيئا
شعرت يوليانا بالدوار عند سماعها لقول جينا فهمست جيسي وهي تضع يدها على معدتها وهي تحدق بوالدتها
- أنا أيضا ( تأملت جينا جيسي قبل أن تتحرك واقفة وهي تقول )
- حسنا لن أتأخر
تابعتها وهي تغادر ثم نظرت حولها عاجزة ليتوقف نظرها على ثوبها الموجود قرب المدفئة فتحركت نحوه لتتناوله وهي تشعر بالذهول فلقد كانت تتناول طبق الحساء الوحيد الموجود هنا على ما يبدو والأطفال يراقبونها بصمت رغم جوعهم نظرت إلى باب الغرفة الأخرى لتتوجه نحوها مزقت ثوبها الداخلي وأخرجت منه عقدها وخاتمها لتتنفس الصعداء فأمسكت عقدها لترتديه حول عنقها وارتدت ثوبها وأحكمت إغلاق أزراره العليا ألمهترئة وأحكمت قبضتها على خاتمها الذهبي وتلفتت برأسها بأرجاء الغرفة التي تحوي مخزون الحطب وبعض الصناديق ثم توقف نظرها إلى حيث علقت جينا وشاحا صوفي اسود على الحائط فاقتربت منه وتناولته لتضعه على أكتافها وتتناول السلة الكبيرة الموضوعة أرضا لتخرج من الغرفة مغادرة وهي تقول
- كيف أصل إلى القرية
- اذهب معك ( نظرت إلى ويل وهزت رأسها بالنفي قائلة )
- لا فالجو ماطر ولا أريد أن تبتل .. أن سرت في الطريق المؤدية إلى الشمال أصل القرية
- اجل
أجابها بخيبة أمل فأحكمت وشاحها عليها وغادرت وقد شعرت بالهواء البارد وبقطرات المطر التي بدأت تخف أخذت تسير بالطريق الموحلة ببطء وقد بدا الجو المحيط بها كئيبا لتلبد الغيوم السوداء في السماء إنها لم تقابل في السابق أحدا بمثل هذا الفقر الأطفال جياع ولا يوجد طعام ورغم هذا قدموا لها الحساء زادت من ضم وشاحها عليها وهي تذكر قصر ميرفيلد ثم منزلها في جيرترود وذلك الثراء الذي كانت تعيش به لم تكن يوما بهذا الوضع ولم تفكر يوما أن يصل بها الأمر إلى ارتداء هذا الثوب الرث وترك شعرها بهذا الوضع وقد عقصته على شكل كعكة أسفل عنقها أخفضت رأسها متفادية قطرات المطر وقد بدء الإنهاك ينسل إليها لو رآها بايرون لما تعرف عليها وهي بهذه الحال بدأت البلدة الصغيرة تظهر لها فأخذت تقترب وهي تنظر إلى المتاجر القليلة الموجودة لتدخل إحداها وتنظر نحوها السيدتان الموجودتان بالداخل بالإضافة إلى الرجل الذي تحرك نحو قائلا
- بماذا أساعدك
نظرت إلى الصناديق المتراصة التي تحتوي على بعض الحبوب والخضروات ثم رفعت نظرها إلى الرفوف العليا قبل أن تقول
- أريد أن اشتري بعض الأشياء ولكني لا املك المال ( نظر الرجل إليها جيدا لقولها ففتحت له كفها وهي ترفض الشعور بالندم قائلة ) املك هذا
تغيرت نظرت الرجل ورفع الخاتم الذهبي بينما مالت المرأتان نحوه بفضول لتريا الرجل يرفع الخاتم ويتأمله جيدا وهو يقول
- انه من الذهب
- اجل ( بقي صامتا للحظة وهو يفكر ثم هز رأسه قائلا )
- حسنا دعيني أرى ما تريدين
- الديك شيئا لعلاج الحروق ( تحرك نحو الرف واحضر علبه صغيره وضعها أمامها فأضافت ) أريد قطعة قماش .. وبعضا من هذه الحبوب وهذه الفصولياء وأيضا بعض الطحين والقمح والبطاطا و
- لا تستطيعين الحصول على المزيد
قاطعها الرجل وهو يضع كيسا للبطاطا فوق الأغراض التي طلبتها فنظرت إليه قائلة
- ولكن الخاتم ذا قيمة اكبر بكثير فهو ثمين ( حرك كتفيه رافضا فعادت للقول بإصرار (
- انه يستحق أكثر من هذا
- هذا ما أستطيع إعطاءك إياه
أجابها مما جعلها تشعر بخيبة أمل كبيرة فلقد كانت ترغب بأخذ أكثر من هذا فنظرت إلى علبة تحوى حلوى فأخرجت منها مجموعة وضعتهم فوق الأغراض ورفعت سلتها قائلة
- هؤلاء أيضا
- موافق ولاشيء أخر ( أجابها الرجل وبداء يملىء لها السلة )
- لا اذكر أني رايتك سابقا هنا ( نظرت إلى المرأة التي سألتها قبل أن تقول )
- لست من هنا
- هل أنت بزيارة احدهم
- أنا .. قريبة السيدة مارش
قالت وهي تحمل السلة بكلتا يديها وتحركت مغادرة وهي تجد صعوبة بحملها لم تتوقع أن تكون ثقيلة بهذا الشكل أخذت تتنفس بصعوبة وهي تسير بالطريق الموحلة والمائلة بسبب انجراف ألتربه نظرت أمامها فلا يبدو أنها الوحيدة التي تعاني من هذه الإنجرافات فقد وقفة مجموعة من الرجال أمامها بقرب عربة خيول مغلقة مالت على ما يبدو وقد غرزت عجلاتها بالوحل بدأت بالاقتراب منهم وهي تنظر إلى الرجال الثلاثة الذين يرتدون قبعات ومعاطف فاخرة ثم نظرت نحو السائس الذي انحنى نحو العجل الملتوي يتفقده أنهم من أغنياء البلدة ولاشك هل سيعرفها احدهم أن رآها سابقا لا هذا شبه مستحيل فدلبروك بعيدة عن العاصمة كما أنها بعيده عن ميرفيلد ليس عليها الخوف من أن يتعرف عليها أحدا هنا بدأت تقترب منهم أكثر فأكثر دون أن يشعروا بها وقد أصبحت تشعر بالإنهاك ومازالت تحمل السلة بكلتا يديها ما آن اقتربت منهم أكثر حتى نظرت إلى حافة الطريق لا يمكنها التخطي عنهم وإلا وقعت بالمنحدر الخفيف الموجود قرب الطريق الموحلة
- أرجو المعذرة
قالت لرجلان الواقفان أمامها قرب العربة المائلة فنظرا معا إليها وابتعدا مفسحان لها الطريق فهزت رأسها لهما شاكرة وهي تتابع سيرها لتتوقف لانحناء الرجل الثالث قرب السائس وهو ينظر إلى ما يشير إليه السائس فقالت بصعوبة
- أرجو المعذرة ( حرك الرجل رأسه نحوها لتبدو الدهشة عليه ولكن مفاجئته لم تكن اقل من مفاجئتها وهي تذكر هذا الوجه جيدا فتحدثت من جديد وهي ترغب بالابتعاد من هنا سريعا ) أريد المرور
ظهرت ابتسامة مائلة على شفتيه وهو يستقيم بوقفته أمامها قائلا
- هل أنتِ دائما على عجلة من أمرك
أمسكت السلة جيدا وهي تشعر بها تنزلق من بين يديها قائلة بجدية
- أريد المرور ( حرك يده مشيرا إلى المنحدر وهو يقول دون اكتراث )
- من يمنعك تستطيعين المرور ( نظرت إلى حيث أشار ثم عادت نحوه قائلة )
- لا أستطيع ذلك بالتأكيد
- أونيل أفسح الطريق للفـ
- أنا أتحدث مع ذات العينين الزرقاوتين وليس معك
قاطع الرجل الآخر قائلا فبدا الضيق عليها وهي تحاول القول بهدوء
- أريد المرور لو سمحت ( حرك كتفيه إلى أعلا قائلا باستمتاع )
- من يمنعك
- أنت
- أنا لدي عربة عالقة عندما أخرجها سأبتعد إلى حينها افعلي ما شئتِ
وتحرك يريد الاستدارة والنظر إلى السائس ولكنها ضمت شفتيها وعينيها بغيظ منه وحركت سلتها بقوة نحو ساقيه لتصطدمان به وتدفعانه ليفقد توازنه بسبب الأرض الموحلة ويتراجع إلى الخلف لتنزلق ساقه بالمنحدر الخفيف ويقع على ظهره بالوحل بدا الذهول التام عليه بينما تنفست بعمق هامسة وهي تحدق به
- تستحق أكثر من هذا
ورفعت رأسها بكبرياء وتابعت سيرها فأسرع السائس بالابتعاد عن طريقها بينما حاولت السير بتوازن لا تشعر به خاصة مع هذه السلة الثقيلة حاولت تجاهل الضحكات والتعليقات التي بدأت تصدر من الرجلان الآخران الذين بدا الاستمتاع بصوتهما لما حدث بينما اخذ أونيل يشتم وهو يقف وقد امتلاء بالوحل , أمعنت النظر بالشخص الذي يجري نحوها من بعيد لتتوقف في مكانها بحذر ثم استرخت قليلا وقد تعرفت إلى جاك الذي ما أن أصبح قريبا منها حتى قالت
- لو تدرك كم أنا سعيدة برؤيتك
- جئت للبحث عنك أين ذهبتي ( رفعت السلة له قائلة )
- احمل هذه عني أولا
- يا لثقلها ما بها
أخذت نفسا عميقا ورفعت رأسها إلى الأعلى لتخرجه ثم نظرت إلى جاك بارتياح قائلة
- من الجيد أن المطر توقف وإلا لكان الأمر أسوء هيا بنا هل والدتك في المنزل
- اجل
أجابها باقتضاب وهو يسير بجوارها فنظرت إليه تتأمله وقد بدا أفضل حالا مما رأته عليه أول مرة وقد بدت ملامحه كوالدته عينين واسعتين وانف صغير وشفتين ناعمتان فقالت
- هل تعلم أنك شاب وسيم ( نظر إليها متفاجئا من قولها ثم بدا عليه الإحراج وهو يعود لنظر إلى ما أمامه ويحاول الظهور بمظهر الجدي فأضافت ) هل يزعجك وجودي حقا
لم يجبها فورا ثم هز رأسه بالنفي قائلاً
- لا لقد كنت غاضبا ذلك اليوم ولم اعني كل ما قلته كما أن والدي رغب منذُ وفات عمي بإحضارك للعيش معنا
بدئا بالاقتراب من الطريق المؤدية إلى المزرعة وهي تقول
- هذا يريحني فما كنت لابـ
توقفت عن المتابعة وهي تسمع صوت أقدام خيول فنظرت خلفها ثم استدارت لتحدق بالعربة المألوفة التي توقفت وفتح بابها ليترجل منها أونيل ببطء وهو يحدق بها وبجاك وقد تخلص من معطفه وحمله بيده فتحركت ببطء لتقف أمام جاك وعيني أونيل لا تنبأها بالخير لتقول بخوف وتوتر
- ماذا تريد ( وقف ينظر إليهما بتعالي وترفع فتحرك جاك ليقف بجوارها هامسا )
- ماذا هناك
ولكن عيني أونيل لم تتحركا نحوه بل بقيتا معلقتان بها ليقذف معطفه نحوها ليرتطم بها وقد أسرعت برفع يديها لتفاديه وهو يقول بحدة وقد حل العبوس الشديد على وجهه وبدا الغضب عليه
- عليك بتنظيف هذا وأريده أن يعود كما كان ( أبعدت المعطف عنها ليقع أرضا قائلة )
- أنا لا أعمل لديك
تعلقت عينيه المتجهمتين بها ثم حركهما بشكل آلي نحو جاك الذي ابتلع ريقه ثم إلى مزرعة مارش وعاد ببطء إليها قائلاً
- لتحرصي على أن يعود كما كان فسأعود بنفسي لأخذه
- أنا بالتأكيد لنـ
- اصمتي فيوليت ( همس لها جاك مقاطعا إياها مما ذكرها أنها تدعى فيوليت ألان فعاد أونيل لينقل نظره بينهما قبل أن يتحرك نحوها بخطوات ثابتة مما جعل قلبها يقفز بين ضلوعها وهي تراقبه يقترب ويقترب أكثر وأكثر ولكنها لن تتراجع رغم رغبتها الشديدة بهذا ) سـ سنحرص على أن يعود كما كان سيدي ( أضاف جاك بسرعة وحذر وهو يراقب ما يجري فتوقف أونيل أمامها متجاهلا إياه وعينيه لا تفارقانها بينما شعرت بقلبها يغادرها فلا يحق له احتقارها انه ينظر إليها كمن لو كانت حشرة صغيرة يرغب بالدوس عليها ) سيدي أن قريبتي ليست من هنا وهيـ
حاول جاك الحديث من جديد ولكن صوته تلاشى عندما حدق به أونيل فابتلع ريقه بصمت فعاد أونيل بنظرة نحوها وقرب رأسه منها لتشاهد وجهه الذي يقترب منها بذعر ليهمس قرب أذنها بعجرفة أسرت قشعريرة بجسدها
- لستُ ممن ينسون الإهانة لذا عما قريب سأعلمكِ كيفية التصرف مع أسيادك
توسعت عينيها لقوله وتعلقت عينيها به وهو يستقيم بوقفته لامحا إياها بنظرة قبل أن يستدير متجها نحو عربته التي بها الرجلان يتضاحكان لتنطلق العربة وهي تتابعها بعينيها المفتوحتان بعدم تصديق ثم تنظر إلى جاك المتوتر قائلة
- من يظن نفسه ذلك الرجل ( نظر إليها جاك جيدا رافضا عدم معرفتها وهو يقول )
- انه ابن السيد سترانس
- ومن يكون السيد سترانس هذا ( فتح جاك عينيه لقولها قائلا بسرعة )
- انه صاحب دلبروك جميعها انه السير سترانس دلبروك لقد أطلق اسم عائلته على المنطقة لأنها الأكثر ثرائاً هنا وقوة
رمشت وهي تعود نحو العربة التي اختفت قبل أن تتابع سيرها ببطء وهي لا تشعر بالطمأنينة لا تذكر أنها سمعت بعائلة دلبروك من قبل رغم معرفتها للكثير من العائلات التي تحضر إلى العاصمة في وقت الاحتفالات ولكنها لا تذكر أنها سمعت بسترانس أو أونيل دلبروك فهمست لجاك
- لا يبدو لي سيدا نبيلاً ( امسك جاك المعطف وتبعها وهو يقول )
- انه الابن الوحيد لسيد سترانس وهو من سيرث كل هذا ( نظرت إليه متسائلة )
- ماذا تعني بكل هذا
- كل شيء ومزرعتنا أيضا
- لقد اعتقدت أنها لـ .. ثورب
- انه يعمل عند السيد
التزمت الصمت مفكرة وهي تتابع سيرها وما أن دخلت إلى المنزل حتى بادرتها جينا
- إلى أين ذهبتي وأنت لست على ما يرام بعـ .. ما هذا جاك
أضافت وهي ترى جاك يدخل خلفها فتحركت يوليانا متخطيه عن جينا وهي تقول
- ذهبت لإحضار بعض الأغراض من البلدة ولو أمكنني لأحضرت المزيد ولكن نقودي سرقت وأنا في الطريق إلى هنا ( ونظرت إلى جينا مستمرة ) كيف يدك
- إنها أفضل حالاً
- يجب أن تضعي عليها هذا ( وتحركت نحو السلة لتجثو بجوارها وتخرج علبة صغيرة تقدمها لها ففتحتها جينا بفضول بينما استمرت لويل الذي وقف بجوار والدته قائلة ) أحضرت قماشا ليحصل ويل على بنطال جديد ( ورفعت نظرها إلى جينا مستمرة ) أنا لا أجيد الخياطة
- أنا أجيدها ( قالت جينا )
- أمي
نظرت جينا وكذلك يوليانا إلى جاك الذي حرك المعطف بيده فشحب وجه يوليانا أكثر بينما تحركت جينا نحوه قائلة
- ما هذا
- معطف السيد أونيل
- معطف من ( أسرعت جينا بالقول فأكد لها جاك )
- انه لسيد أونيل سترانس دلبروك
- بحق الله جاك ما الذي يفعله معطفه معك إياك وإخباري انك
- لا أمي إنها ( وأشار بعينيه إلى يوليانا فنظرت إليها جينا بعينين فزعتين قائله بحذر )
- أخذت معطف السيد
- أنا لم اخذ شيئا .. هو الذي .. قذفه لي ( قالت بحذر فأمعنت جينا بها النظر محاولة الفهم فتحركت مبتعدة عن السلة وهي تقول بسرعة وضيق ) لقد دفعته لأنه رفض السماح لي بالمرور فوقع أرضا وابتل معطفه بالوحل فأحضره كي أقوم بتنظيفه هذا ما حصل ( وأمام تحديق جينا بها بذعر قالت ) ماذا
- قمت بدفع السيد أونيل ( همست جينا ببطء وعدم تصديق فقالت يوليانا بضيق )
- أن كان هو صاحب الشعر البني والعينين العسليتين فأجل
- بحق الله فيوليت أن أن لا اعرف ماذا أقول نحن هنا لسنا بميرفيلد عليك هنا الاحتراس وتجنب هؤلاء الناس
- لم اقصد حدوث هذا وأنا ارغب فعلا بتجنبهم .. اعتذر أن سببت لك الإزعاج
تنفست جينا بعمق ونظرت بتوتر إلى جاك قائلة
- سنقوم بتنظيفه وسنعيده بأسرع وقت
- سيحضر بنفسه لأخذه ( قال جاك مما جعل جينا تهتف )
- من قال ذلك ( أجابتها يوليانا )
- هو بنفسه ( هزت جينا رأسها بالنفي قائلة )
- لا لا اعتقد هذا هذا مستحيل ( ثم ثبتت عينيها على يوليانا قبل أن تضيف ) من الأفضل أن تتجنبيه فسمعته ليست جيدة .. هيا جيسي ساعديني بتنظيفه .. ما بك فيوليت
أضافت وهي تراها تجلس في زاوية الغرفة فهزت رأسها بالنفي قبل أن تقول
- دوار بسيط سيزول
بقيت جالسة في مكانها تحاول استعادت توازنها فأغمضت عينيها محاولة استرداد قوتها والاسترخاء فلم يحاول احد إزعاجها فتحت عينيها على طرقات الباب وقد أسرع روي لفتحة
- هل والدتك هنا ( اقتربت جينا من الباب لتطل منه وقد تناهى لها صوت خشن قبل أن تقول جينا )
- اجل سيد مارت
- غدا تتوجهين إلى قصر دلبروك
هزت رأسها له بالإيجاب فتسائلت يوليانا بعد أن أغلقت الباب
- لما ستذهبين
- لديهم حفل وعلى الجميع الذهاب للمساعدة حتى ينجز العمل في الوقت المناسب
- ولكن يدك مصابه ليس بإمكانك الذهاب
- لا أستطيع الرفض لا يسمحون لنا بالرفض
توقفت عن المتابعة وقد طرق الباب من جديد فتوجهت نحوه لتفتحه محدقة بالسيد مارت بحيرة فبادرها
- سمعت أن قريبة زوجك قد حضرت للعيش هنا
- هذا صحيح
- إذا احضريها معك
- ولكنها .. انها متوعكة
- لست من يقرر هذا فلتذهب صباحا إلى ميغي
أغلقت الباب وحدقت بيوليانا التي تنظر إليها بقلق وقد سمعت ما جرى فحركت جينا يديها قائلة
- لا اعلم من اخبرهم انك هنا لا يستطيع المرء الحصول على الراحة هنا
- هل أنا مجبرة على الذهاب
- اجل ليس الأمر بيدي أننا جميعنا نعمل لديهم ومتى احتاجوا إلينا علينا الذهاب وليس بيدنا الرفض
وضعت يوليانا يديها حول معدتها وضغطتها للألم الذي تشعر به وهي تتسائل
- من يحضر الحفل أهم أناس يعيشون هنا أم من المناطق الأخرى
- السيد لا يترك احد من معارفه ولا يدعوه كان من سكان هذا البلدة أو من غيره أن معارفه كثر سترين غدا العربات وهي تتوقف الواحدة تلوا الأخرى أمام القصر
التزمت الصمت وقلقها يزداد فمن المستحيل أن تستطيع العمل كما يفعلن فأسرعت نحو جينا قائلة
- كنت أريد اعلامك .. اعلامك أني .. لا أستطيع الذهاب حقا لا أستطيع وأنا أريد المغادرة
نظرت جينا إليها بحيرة وقد جلست أرضا قرب ويل وكانت تهم بقص القماش قائلة
- ماذا تعنين بأنك تريدين المغادرة
- يجب أن أغادر فانا لا انتمي إلى هذا المكان حقاً
بقيت عيني جينا معلقتين بها ثم هزت رأسها ببطء قائلة باقتضاب وهي تعود نحو القماش
- لا أستطيع منعك أن كنت لا ترغبين بالبقاء فلن .. اطلب منك البقاء .. هل لديك مكان أخر تذهبين إليه
تسائلت وهي تدعي انشغالها بالقماش وقد بدا الحزن عليها فهزت يوليانا رأسها بالنفي وهي تفكر قبل أن تهمس
- سأجد مكان ما أنا واثقة أني ساجد من غير المعقول أن يكون جميع من اعرفهم ليسوا أهلا لثقة بالتأكيد أستطيع الثقة بأحد ما أنا واثقة ( قالت ذلك محاولة أقناع نفسها بما تقوله فتنهدت مضيفة ) اعتذر حقا كنت ارغب بالبقاء ولكن
ونظرت إلى نفسها لا تجد الكلمات المناسبة انها مجرد فتاة معدومة هنا وهي في الحقيقة ليست كذلك فقالت جينا عندما رأت ترددها
- لا باس أنا على ثقة من انك تفعلين ما هو لصالحك ولكن عليك طمأنتي عنك أينما كنت ولا تقلقي سأحصل غدا على بعض المال لتذكرة القطار
- أمي (همس ويل بحزن فقالت جينا )
- آن فيوليت قادرة على العناية بنفسها لا نستطيع إجبارها على البقاء
تجمدت يوليانا في مكانها وجينا تذكر المال أن هذه السيدة ستحضر لها المال لتذكرت القطار وهي في اشد الحاجة للمال أتعلمها أنها ليست فيوليت يجب أن تفعل ولكن لا أغمضت عينيها فلقد فقدت الثقة بأحد ولكنها تخدع جينا انها تجلس بمنزلها هزت رأسها ترفض تلك الأفكار وتحركت لتعود للجلوس في زاوية الغرفة وهي تشعر بالسوء اجل فهي تستغل جينا نقلت عينيها بين مجموعة الأطفال الذين تجمعوا حول والدتهم بشرود وشعرت بالدموع تغزو عينيها ولكن لا لا وقت للبكاء لن تبك بعد ألان ولن ترثى على حالها لن تسمح لأحد بان يستغلها لقد كانت حمقاء تماما اجل لو لم تكن لتنبهت إلى اندرو وخبثه ولكانت أدركت ما تفعله وتخطط له إليزابيث وبايرون لو لم تكن فتاة ساذجة أغمضت عينيها لن تشفق على نفسها فتحتهما رافضة أن تضعف ستعود إلى جرترود وستستعيد كل ما تملكه مهما كلفها الأمر فنظرت إلى جينا قائلة
- سأذهب معك غدا أن كان على احدهم أن يتدبر ثمن التذكرة فهي أنا سأعمل كي احصل عليها
- كما تريدين
قالت جينا باقتضاب وعادت نحو القماش لتتابع عملها ........
المكان مكتظ همست لنفسها في صباح اليوم التالي وهما تدخلان باحة القصر الخلفية وعينيها تجولان حولها لكثرت الفتيات في تلك الباحة استمرت بالسير مع جينا حتى اقتربتا من سيدة ضخمة الجثة فبادرتهما فور رؤيتها لهما
- وصلتما في الوقت المناسب ميلي تحتاج إلى المساعدة في المطبخ .. من هي
وأشارت برأسها نحو يوليانا فأجابتها جينا
- أنها ابنة أخ دوناند
- حسنا هيا أسرعوا
اتجهت مع جينا إلى المطبخ لتدخلاه وتقترب جينا من الطاهية لتتحدث معها بينما جالت يوليانا بعينيها بأرجاء المطبخ الواسع وقد امتلاء بالعاملات بدا الحزن العميق عليها هل ستعمل هنا حقا ستفعل هذا هل وصل بها الأمر إلى هنا
- هيا فيوليت .. فيوليت أين شردتي .. هيا بنا ( نظرت إلى جينا التي تحدثها وأشارت لها لتتبعها ففعلت لتدخلا إحدى الغرف لتتناول جينا ثوبا رمادي قائلة وهي تقدمه لها ) ارتدي هذا اعتقد انه يناسبك ( تناولته منها بتردد وأخذت ترتديه بينما انشغلت جينا بارتداء ثوبها وهي تقول ) لقد أصرت على أن اعمل برغم من أصابت يدي قالت أني سأقوم بتحريك الطعام ولن احتاج إلى كلتا يداي
أغلقت يوليانا أزرار ثوبها حتى عنقها بإحكام مخفية عقدها ثم تناولت المريول الأبيض وارتدته وعقصت شعرها وارتدت قبعة القماش البيضاء لتخفيه تحتها ثم تبعت جينا وعينيها تنظران إلى ما يحصل حولها
- أنت ابدئي بتقشير البطاطا
طلبت منها ميلي فاقتربت من سلت البطاطا الكبيرة التي جلس حولها ثلاث فتيات لتجلس بدورها وتبدأ بتقشير حبات البطاطا بتوتر ولم يفت عليها صمت الفتيات عند جلوسها وعدم تحدثهم ونظراتهم الفضولية وأخيرا تحدثت إحداهما قائلة
- من أين أنت لم أرك سابقا
تابعة تقشير رأس البطاطا الذي تحمله قائلة باقتضاب دون أن تنظر إليهم
- لست من هنا
- اعلم انك لست من هنا هل حضرتي برفقة احد المدعوين عند من تعملين
- لا اعمل عند احد .. أنا قريبة السدة مارش
- جينا حقا ( ونظرت إلى جينا التي تحرك قدرا كبير على النار مستمرة ) لم اعلم أن لها أقرباء
- أنا ابنة أخ زوجها ( كانت تتحدث رغما عنها فلا ترغب بتبادل الحديث مع احد )
- قريبة دوناند إذا ( قالت الفتاة الأخرى ولكنها تجاهلتهم وتابعت عملها فعادت الفتاة لتضيف ) ادعى ميريا وهذه ماتي ورينا وأنت
- يو .. ادعى فيوليت ( قالت فأضافت ميريا )
- أنت هادئة جدا ً
هزت رأسها لها بالإيجاب مما جعل الفتيات تتبادل النظرات قبل أن تعود رينا للقول
- هل رأيتم مرافقة اليدي لورين فكتوريا .. فلم أرها اليوم .. كم هي محظوظة فاليدي تعاملها معاملة جيدة وتعطيها أثوابا رائعة
- شاهدتها اليوم ترتدي ثوبا جميلا أتعلمن أن اليدي لا تسمح لها بمساعدتنا أنها فقط لمساعدتها هي ولا يجب أن تبتعد عنها يا لها من محظوظة
تابعت الفتيات الثرثرة دون توقف وبعد أن انتهت من البطاطا توجت نحو الجزر ومن ثم العمل والعمل حتى شعرت بالإنهاك التام وكلما التقت عينيها بعيني جينا كانت تبتسم لها وكأنها تدرك مأساتها لقد علمت الكثير عن المدعوين من ثرثرت الفتيات في المطبخ إنهن لا تتعبن بينما هي لم تعد قادرة على التقاط أنفاسها أخذت أخر كمية من البازيلا الخضراء ووضعتها بالقدر بجوار جينا ورفعت يدها لتمسح جبينها وهي تتنفس الصعداء صدور بعض الضجيج من الداخل جعل الرؤوس جميعها تتجه نحو الممر المؤدي إلى الصالة فهمست جينا
- لقد بداء الحفل علينا بالإسراع
أخذت تساعد بتجهيز الطباق والملاعق وعملت كل ما يطلب منها بطول صبر إلا أنها توقفت عندما أشارت لها ميغي وقد دخلت المطبخ قائلة
- أنت وأنت وأنت اذهبن لمساعدة الفتيات بإعداد الموائد هيا أسرعن
تحركت يوليانا ببطء لتتبع الفتاتان بتردد وأخذت تمسح يديها بمريولها وهي تتخطى عن ميغي التي أوقفتها قائلة
- امسحي وجهك جيدا
فعلت ما طلبته واستمرت وهي تتنفس بعمق وقد اخذ قلبها يطرق بشكل غريب خرجت من الباب المؤدي إلى الصالة لتجول بعينيها بالطاولات الممتدة ثم تتبع الفتاتان وهي تخفض رأسها قليلاً وأسرعت بمد الأغطية على المائدة بمساعدة الفتاتان وبدأت الأطباق المختلفة توضع عليها عادت لتختلس النظر بالمدعوين ذو البذلات الرسمية والأثواب الأنيقة ليتوقف نظرها على إحدى السيدات فأسرعت بإشاحة وجهها وقلبها يتسارع وتحركت عائدة بأدراجها نحو المطبخ
- أنت يا فتاة
تجاهلت الفتاة التي تناديها ودخلت إلى المطبخ بتوتر لتناولها فور دخولها إحدى الفتيات طبقا كبيرا قائلة
- احمليه بحذر ولا توقعية
- آه لا لن أعود إلى الداخل أنتِ ( أضافت للفتاة التي تهم بالتخطي عنهم وهي تناولها الطبق مستمرة ) انتبهي له ولا توقعية
وتحركت مبتعدة لتقف قرب الخادمة التي تسكب الطعام فأخذت بدورها تناولهم الأطباق الجاهزة فلا نية لها بالعودة إلى الداخل فقد رأت سيده التقت بها من قبل بإحدى المناسبات قد لا تذكرها ولكنها لن تغامر وقد يوجد المزيد لا لن تخاطر تنفست الصعداء عند انتهائهم وجلست بارتياح على احد المقاعد الخشبية الدائرية المحيطة بالطاولة فاقتربت منها جينا لتجلس بجوارها قائلة والفتيات منهم من يجلس على المقاعد ومنهم من جلس أرضا بإنهاك
- سنحصل على بعض الراحة ألان تبدين شاحبة ومنهكة
- أنا كذلك ( قالت قبل أن تعود نحو الفتيات الذين عادوا للحديث )
- هل رأيتي قلت لك أنها ستحضر
- من تعنين
- الآنسة توبين ومن غيرها لقد حضر السيد وون فحضرت هي أيضا
- سمعت أنهما على علاقة وزوجته لا تعلم بالأمر
أخذت تنقل نظرها بين الفتيات وهن يتحدثن إذا هذا ما يحصل بالحفلات في الداخل يتناولون الطعام ويتبادلون الحديث والرقص والخدم يثرثرون عنهم ابتسمت لم تكن تعلم أن هذا ما يحصل
- أن اليدي لورين متأنقة الليلة اليس كذلك
- إنها كذلك ولكن السيد أونيل لم يحضر بعد
- سيغضب هذا السيد الكبير دون شك
- هل علمتي أن السيد أونيل قد عاد إلى تلك المرأة
- افعل
- هذا ما سمعته
- لو علم السيد سترانس بالأمر لجن فتصرفات السيد أونيل غير معقولة
نظرت يوليانا إلى جينا وتوسعت ابتسامتها لابتسامة جينا التي قالت
- أنهن ثرثارات اليس كذلك
هزت رأسها بالإيجاب وسرعان ما عادت نحو الفتاة التي قالت
- أن هذا لا شيء أمام ما سمعته هل تعلمون ما هي أخر فضيحة حصلت
- هل عاد السيد لعلاقته مع اولندا
- قلت لك انه عاد لتلك الفتاة ولكن من يعلم قد يعود لأولندا فيما بعد
- توقفوا عن الثرثرة ودعوني اسمع عن أي فضيحة تتحدث ساندرا
- عن فضيحة حصلت في العاصمة وليس هنا
- وما الذي يدريك ما يحصل بالعاصمة ( ابتسمت ساندرا بخبث قائلة )
- سائس السيد رمون أعلمني
- اه اه اه ( أخذت الفتيات تضحكن فنهرتهن قائلة )
- أنا جادة يقولون أن اليدي فروديت قد هربت
بدأت الابتسامة تختفي عن وجه يوليانا ببطء واختفى اللون من وجهها بينما قالت إحداهن
- ومن تكون لا اعتقد أني سمعت بها
- إنها من عائلة مرموقة جدا عائلتها تعمل بمناجم الذهب وهي الابنة الوحيدة لوالديها
- ولما هربت لا يبدو أنها تعاني من المشاكل
- يقولون أنها اختفت فجأة وعائلتها تبحث عنها في كل مكان يعتقدون أنها تعرضت لحادث أثناء عودتها إلى المنزل وانها قد تكون فارقت الحياة
- لن تكون الأولى أتذكرون كيف توفيت زوجت السيد سترانس
- نذكر ولكن الأمر مختلف أتعرفن يقول لي روبر أنها هربت مع احد الخدم بعد أن وقعت في غرامة شخص مثلنا وعائلتها ترفض الأمر ولا تريد أشاعت الموضوع لهذا تقول أنها اختفت فجأة ( أمعنت يوليانا النظر بساندرا غير مصدقة ما تسمعه أذناها من أين يعلمون بكل هذا اعتقدت أنها بعيدة بما يكفي كي لا يعرفها احد ولكن ما هذا الذي يشاع حولها عادت لتصغي لساندرا التي استمرت ) أتصدقون هذا
- أنا لا افعل انها ليدي وهو لا شيء
- قد تكون أغرمت به
- أن ما قاله روبر أن عائلتها تبحث عنها في كل مكان ويقال أنها غير سليمة العقل كما أنها تتصرف تصرفات لا تليق بسيدة محترمة لهذا هم لا يستغربون هروبها مع احد العامين
- سمعت أنها تملك الكثير لهذا يصر أفراد عائلتها على إيجادها وقد وضعوا عددا كبير من الأشخاص للبحث ووعد من يجدها بإعطائه مبلغا كبيرا من المال
- يريدون إعادتها وإخفاء العار الذي سببته لهم
نقلت يوليانا نظرها من فتاة إلى أخرى ورفعت يدها حول عنقها وهي تشعر بضيق شديد ربتت جينا على كتفها مما جعلها تنظر إليها وهي تتسائل
- ما بك
- لاشيء .. سأخرج لأتنشق بعض الهواء
غادرت المطبخ إلى الخارج وهي تشعر بالاختناق لقد بدأو يلفقون الأكاذيب حولها ماذا يحاول بايرون بادعاء أنها فقدت عقلها رفعت يدها إلى عنقها من جديد بخوف لن يتركها سيحاول إيجادها ليتخلص منها فهو يعلم أنها لن تعطيه شيئا ولن تتزوج باندرو ماذا تفعل ألان .. أن اختبأت هنا لن يصل إليها لن يخيل له أبدا هو والرجال الذين أرسلهم للبحث عنها أنها ليست سوى فيوليت
- فيوليت .. ماذا جرى ( نظرت إلى جينا التي أصبحت بجوارها متسائلة وهي تتأملها قبل أن تضيف ) أكنت تبكين
- عيني دامعتين ليس إلا
- تعالي ( قالت وهي تسحبها إلى الداخل مستمرة ) أن الجو بالداخل دافئ
سارت معها دون اعتراض وعادت لتجلس مكانها وهي تسمع الفتيات مازلن يثرثرن
- سمعت أن السيد سترانس سيغادر غدا
- هيا يا فتيات توقفن عن الثرثرة وابدأن بتجهيز الفاكهة .......
بداء المدعوون بالمغادرة واحدا تلو الأخر بينما المطبخ يعج بالفتيات الذين بدئو بنقل الأطباق ومنهم من بدء بتنظيف الأطباق توجهت يوليانا نحو الصالة لتجول بها بنظرة سريعة متأكدة من خلوها قبل ن تتحرك لتساعد الفتيات كما طلبت منها ميغي أخذت تسحب الأغطية البيضاء عن الطاولات التي خلت ثم نظرت كما فعلت الفتيات الموجودات بالصالة نحو الباب الذي فتح واطل منه أونيل وهو يصفر بمرح توقف متفاجئاً وجال بنظره بهم قائلا وهو يغلق الباب خلفه بينما تحركت يوليانا ببطء معطية ظهرها له كي لا يراها مدعية انشغالها بالغطاء
- ما هذا أكان لدينا حفل ما هنا
- اجل سيدي ( أجابته ميغي وأضافت ) لقد طلب السيد سترانس رؤيتك فور عودتك انه بانتظارك في غرفة المكتب
- اهو بمزاج جيد أم ماذا ( تسائل وهو يبتسم بخبث فقالت ميغي بعدم رضا )
- لا اعلم سيدي ( هز رأسه بالإيجاب وهو يتجه نحو غرفة المكتب هامسا بمتعة )
- انه كذلك لا تحاولي الإنكار ( طرق على الباب ودخل بينما هزت ميغي رأسها بيأس قائلة )
- لن يتوقف عن هذا .. هيا أسرعن
عادت كل فتاة لمتابعة عملها بينما أخذت يوليانا غطاء طاولة أخرى ثم نظرت نحو باب غرفة المكتب الذي دخله أونيل منذُ قليل وقد بدأت تصدر منه أصوات فاقتربت منها أحدى الفتيات لتأخذ الغطاء من يدها وهي تقول
- لا تتفاجئي فهذا هو الوضع العادي عندما يجتمع السيد الكبير مع ابنه فهما لا يتفقان أبدا ساعدي ميلي بإفراغ تلك الطاولة
تحركت لتساعدها وهي تسمع أصوات تحطم زجاج صدرت من غرفة المكتب فهمست لميلي بفضول
- أهما حقا هكذا دائما
هزت رأسها لها بالإيجاب وانتفضت وكذلك يوليانا على انفتاح باب غرفة المكتب وقد وقفتا قرب الطاولة التي أمامه فأشار الرجل الذي بدا في أواخر الستين من عمره بيده نحوها قائلاً
- قومي بتنظيف ذلك الزجاج
نظرت نحو ميلي بعينين مرتبكتين تطلب منها أن تنجدها ولكن ميلي هزت رأسها لها طالبة منها الذهاب فوضعت ما بيدها وأخذت تمسح يديها بمريولها بتوتر وهي تتوجه نحوه دون النظر إليه انه مخيف كصوته تماما شعرة ابيض اختلط مع القليل من الشعر البني
الغامق وعينيه غاضبتان كصوته تحركت لتدخل متخطيه عنه إلى داخل الغرفة محدقة بالزجاج الذي على الأرض بينما أونيل يقف بتجهم قرب المكتب وعيناه معلقتين بوالده الذي قال ويوليانا تنحني نحو الزجاج لتلتقط القطع الكبيرة منه
- لن أعيد ما قلته هذا أخر حفل أقيمه وتفوته عن قصد رغم إصراري عليك بحضوره ألا تدرك كيف شعرت جوزين
- لا لا يهمني كيف شعرت
- أنت تعلم أنها حضرت لرؤيتك
- وأنا أعلمتك أني لا أريد رؤيتها
- ستراها
قال والدة بإصرار وحدة فرفع أونيل عينيه إلى الأعلى ثم عاد نحو والده قائلاً وقد بدا التوتر بصوته
- لم احضر الحفل لأنها به ولن فعل بالمستقبل أيضا
- من اجل ماذا تفعل ذلك من اجل تلك الفتاة التي لن اسمح لك بالارتباط بها فهي ليست سو
- من الأفضل أن ننهي هذا الحديث ألان
- أحمق لست سوى أحمق أنا اعد لك مستقبلا باهرا وانظر إلى نفسك لا تنظر إلا إلى الحثالة إلى من ترضي نزواتك
- أشكرك لا ترهق نفسك أنا اعد مستقبلي بمفردي
- أنت لا تستطيع شيئا لأنك لا تستعمل هذا ( وأشار إلى رأسه مستمرا بغيظ ) ستتزوج اليدي لورين ستفعل أونيل
- لن أفعل ( قال بإصرار وقد ضاق صبره مستمراً ) أنها لا تروق لي
- من يهتم أن راقت لك أم لا
- بحق الله لن ارتبط بها من اجل نقودها
- ولن ترتبط بغيرها أن كنت تعتقد أني لا اسمع ما يشاع حولك فأنت مخطئ
نقلت يوليانا نظرها بين أونيل واسترانس بنظرة سريعة ثم عادت نحو الزجاج لتتناوله بينما قال أونيل
- يطلقها أعدائي
- اعتقد أنهم كثر وأولهم رالف الذي بداء يصدق الإشاعات فعلاقتكَ بخطيبته لا تروق له
- هذا الأمر يخصني وحدي ولن أناقشه مع احد
- لن تناقشه إذا وماذا عن زياراتك المتكررة لذلك المنزل .. أتعلم عن إي منزل أتحدث
- لن أقف هنا وأتحدث بـ
- بلا ستفعل أتعلم أنا على ثقة من أن هذا كله لا تأخذه على محمل الجد ولكن ما أنا متأكدا منه هو ترددك على براغ
بدت المفاجئة على أونيل وأسرع بالقول
- اعلم ما تنوي فعله فلا تحاول الضغط علي لأني لن ارتبط بجوزين مهما فعلت
- ستفعل وسأبدأ بالإجراءات الازمة عند عودتي لأنك لا تصلح لاتخاذ القرارات لم يعد لي ثقة بك وبقراراتك
قاطعة أونيل وهو يحرك يديه بعصبية
- لن اسمع المزيد من هذا الهراء
- بل ستفعل
ولكنه تجاهل والده وتحرك نحو يوليانا التي همت بالوقوف بعد أن التقطت قطع الزجاج الكبيرة وما أن استقامت بوقفتها حتى أصبح أمامها فهتف وهو يدفعها من أمامه بيده ليمر
- ابتعدي
اختل توازنها لدفعته المفاجئة والغاضبة فحاولت تفادي سقوطها ولكنها لم تفلح لأنها داست على طرف ثوبها من الخلف ووقعت أرضا وهي تطلق صرخة مخنوقة وترمي الزجاج الذي جمعته أمامها لكي لا يؤذيها فصاح والده وهو يراه يخرج لا مبالي
- عد إلى هنا .. أنا أتحدث معك ( تحرك ليتبعه بغضب ولكنه توقف ونظر إلى يوليانا التي بدا الذهول عليها ثم نظر نحو الفتيات الذين ينظرون بكل اهتمام من الصالة قائلا بصوت غاضب ) فلتحضر إحداكما لتنظيف المكان بسرعة
وهز رأسه بيأس من أبنه وعاد بنظره نحو يوليانا وهي تحاول الوقوف وقد تدفقت الدماء الحارة إلى وجهها وهم بالتحرك نحو مكتبه ولكنه توقف وتجمدت عينيه على عنقها وقد حلت أزرار ثوبها العليا عندما داست على أطراف ثوبها من الخلف بدأت ملامح الغضب تزول وتحل مكانها ملامح غريبة وعينيه لا تفارقان عنقها دخلت ميلي لتمسكها من ذراعها متسائلة
- أنت بخير
هزت رأسها لها بالإيجاب وهي تبتعد عنها لا تريد أن يلمسها احد الآن لا أحد واستدارت لتخرج وهي تسير بعرج دون ملاحظة عيني سترانس الحائرة التي تتبعها ثم نظر نحو ميلي قائلاً بهدوء تام
- تأكدي من تنظيف الزجاج جيدا
وتحرك نحو مكتبه والشرود يحيط به , توجهت يوليانا نحو الممر وقطعت المطبخ دون محادثة احد وخرجت إلى الخارج واستمرت بالسير حتى بئر الماء وضعت يديها بدلو الماء ورفعت الماء إلى وجهها علها تشعر ببعض البرودة لتتنفس بعمق وتعود لتكرار ذلك لتشعر بالمياه الباردة تنسل عن وجهها إلى عنقها فنظرت إليه لتشاهد أزرار ثوبها مفتوحة فأغلقتها وهي تتنفس بصعوبة ثم جلست على حافة البئر إلا يكفيها ما هي به حتى تتعرض لكل هذه الإهانات .
- ميغي
- اجل سيدي
- أين ذهبت الفتاة التي وقعت منذ قليل هنا عندما كانت تلتقط الزجاج
- غادرت منذ بعض الوقت هل أرسل في طلبها أفعلت شيئا
- لا فقط .. أين تقيم
- تقيم بمزرعة مارش
- ماذا تفعل بمزرعة مارش
- إنها قريبة دوناند جاءت للعيش هنا
حرك يده بحيرة نحو الأوراق التي أمامه ليحرك إحداها بشرود قائلا
- حسنا يمكنك الذهاب ......
- لستِ على ما يرام هل تتألمين ( تساءلت جينا وهما عائدتان نحو المنزل فقالت بتذمر )
- جسدي جميعه يؤلمني أن الوضع لا يطاق كيف تتحملين هذا
- ليس لدي خيار أخر
قالت جينا وهي تمسك السلة جيدا بين يديها مما جعلها تضيف بخيبة أمل
- عندما قلت انك ستتدبرين لي المال اعتقدت أنهم يقدمون لكم المال مقابل عملكم ولم أتوقع أن يقدموا بقايا الطعام فقط
- عندما نعمل لدى العائلات الأخرى نحصل على القليل من المال مقابل عملنا لكن عندما نعمل عند آل دلبروك نحصل على بعض الطعام لأنهم قدموا لنا الأرض لنزرعها ونسكن بها وفي النهاية إذ كنا نقدم المساعدة المستمرة وسمعتنا طيبة عندهم قد يقومون بخصم بعض المال الذي يأخذونه منا عند جمع المحصول وهذا جيد فيتبقى لنا مبلغا أكبر مما كنا نأمل لذا من الأفضل لنا أن لا نرفض طلبهم ولكن لا تقلقي بشأن المال سأستدين من بلايك وهو يعلم أني أعيد ما أستدينه لذا لن يمانع
- تستدينين من اجلي ( همست وهي تتوقف في مكانها فنظرت جينا إليها قائلة )
- أن كنت مصرة على المغادرة سأفعل
عقصت شفتها السفلى ملتزمة الصمت وعادت لتسير بجوارها لتعود للقول بعد قليل
- أهو دائما هكذا
- من تعنين
- أونيل أو مهما كان اسمه ذاك الذي دفعني أتعلمين اعتقد انه لم يعلم من دفع لو رآني جيدا لفعلها بقوة اكبر لينتقم لنفسه
- آن سمعته سيئة وتصرفاته أيضا لذا قلت لك أن تتجنبيه
- والده قاسً أيضا
- اجل السيد سترانس مخيف لا احد يفكر برفض طلباً له هنا الجميع ينفذون ما يريده
- ابنه يفعل فلقد كانا يتشاجران داخل المكتب
- هذا لان السيد سترانس أساء تربيته فقد كان لديه طفلا أخر يكبر أونيل توفي وهو صغير كانت عائلته تذهب كثيرا إلى رود بارد فهم يملكون مزرعة هناك وفي أثناء عودتهم في احدى المرات قلبت العربة بهم وانزلقت إلى وادي عميق نجت من الحادث السيدة مارغريت شقيقة السيد سترانس ولكنها لم تعد قادرة على السير والسيد أونيل نجا أيضا ولم يحالف الحظ السيدة مادلين زوجة السيد سترانس وكذلك طفلهما الأكبر مما جعل السيد يزيد تعلقا بأونيل ويكثر من تدليله ولم يكن يرفض له طلبا حتى فلت زمام الأمور وأصبح على ما هو عليه ألان انه شخص لا يطاق
- انه كذلك بكل تأكيد
- ما كان له دفعك بهذا الشكل ولكن من نكون نحن لنعترض
- حبا بالله انتم بشر يحق لكم الاعتراض
- أن فعلنا لن نجد مأوى لنا يستطيعون إخراجنا من المنزل والأرض دون أي مشكلة لذا علينا تقبل كل ما يحصل لنا
- هذا ظلم انه إجحافٌ بحقكم ( ابتسمت جينا باستغراب ناظرة إليها وهي تقول )
- تتكلمين وكأنكِ لم تكوني تعيشين بهذا الشكل لقد أعلمني دوناند أن سكان ميرفيلد ليسوا أفضل من دلبروك بكثير رغم انك حاولت إيهامي بعكس هذا
هدأت يوليانا قليلا عند سماعها لقول جينا لتهز رأسها بالإيجاب قائله وهي تنظر أمامها
- اجل هذا صحيح أنهم سيئون جدا حتى أني بدأت اعتقد أن ما يحدث هنا أفضل بكثير مما يحصل هناك
- ارئيتي ليس هناك مكان قد نعده أمنن لنا حتى ذلك المكان الذي قصدته من اجل العمل .. أين كان
- في .. جيرترود
- لم يعاملوك جيدا انظري إلى الحالة التي عدت بها لقد اخذوا ثوبك الجميل ونقودك نحن دائما الفئة الأضعف وليس بيدنا الكثير
- اكره هذا ( قالت رافضة أن تكون الأضعف فأجابتها جينا )
- هذا حالنا أيضا ألا تعتقدين أني ارغب بان يكون أطفالي هم الأفضل أريد أن يكونوا ذو شأن أريد أن تتزوج الفتيات أفضل الرجال أريد أن لا يعانوا من الفقر أنا أريد الكثير ولكني لا املك إلا القليل .. القليل جدا ( أضافت بهمس وهي تشرد وكأنها تحلم بتحقيق ذلك ثم ابتسمت ونظرت إلى يوليانا التي تنظر إليها باهتمام قائلة ) أليس من الجميل أن يحدث ذلك
- بكل تأكيد ( توسعت ابتسامة جينا وهي تبعد خصلات شعرها الأسود إلى الخلف قائلة )
- ليس من الخطأ أن يحلم المرء .. أن الأطفال بانتظارنا ألان
أضافت وهما تدخلان من السور الخشبي فتبعتها يوليانا لتنقل جينا عينيها بهدوء وهما تدخلان إلى المنزل بين أطفالها الجالسين بهدوء شديد وعيونهم تترقب فتساءلت بحذر
- ما بكم ( وأمام صمتهم دون إجابتها وضعت ما بيدها على الطاولة ونقلت نظرها بينهم من جديد قائلة ) ماذا حدث ( أخذ الأطفال ينظرون إلى بعضهم دون أن يجيبها احد وقد جلسوا متباعدين عن بعضهم فوضعت جينا يديها على خصرها قائلة بجدية ) حسنا ماذا فعلتم هيا ليعلمني أحدكم
- أنها رولان
قال جاك مما جعل جينا ويوليانا تنظران إليها فانكمشت على نفسها بخوف شديد وقد حشرة نفسها بزاوية الغرفة فتسائلت جينا باستغراب
- ما الذي فعلته رولان
- لم ..اقـ .. صد ..اتـ
- لم تقصد حدوث هذا أمي
سارعت روني للقول بخوف مما جعل جينا تنظر إلى يوليانا التي حركت كتفيها بحيرة فسار جاك نحو رولان وسحب من خلفها معطف أونيل قائلا وهو يسير نحوهما
- لقد أحرقت المعطف من هنا
جحظت عيني جينا وأسرعت بإمساك المعطف لتنظر جيدا إلى مكان الحرق هامسة بفزع
- كيف فعلت هذا
اقتربت يوليانا متأملة الحرق الواقع فوق الجيب الأيمن للمعطف بينما قال جاك
- لم تقصد حدوث ذلك لقد كانت تركض برفقة روني وويل ووقعت قرب المقعد الذي عليه المعطف ودفعته دون قصد فوقع المعطف على النار بالمدفئة هذا ما حدث
- هذا ما حدث
تمتمت جينا بعدم تصديق وهي تشعر بالدوار فتحركت لتجلس على الكرسي بإعياء فقالت جيسي
- أنا المخطئة أمي فالقد وضعته هناك حتى يجف
- ماذا سنفعل ألان
- لاشيء ( قالت يوليانا واستمرت عند تحديق جينا بها ) لا تقلقي فليس سوى معطف كما انه قد احترق ولن تستطيعي شيئا حياله
- أنت لا تعلمين غضب السيد كيـ
- ولما سيغضب فلم نقصد حدوث هذا
- أنت لا تدركين ما تقولينه
- أن أراد المال مقابله ( قال جاك بخشونة واستمر ) فسأعمل لديه حتى ادفع ثمنه لا تقلقي أمي
- اجل لا تقلقي أنا من احضر المعطف ( قالت يوليانا واستمرت لشحوب جينا ) وأنا من سأعيده
ولكن توتر جينا زاد ونظرت إليها مستنكرة وهي تقول
- بالتأكيد لن تفعلي هذا ما ستقولين له
- سأقول له ما حدث
- أمي
همست رولان باكية عند سماعها يوليانا وأسرعت لتخفي وجهها بحجر والدتها فأسرعت يوليانا بالقول
- سأعلمه أني أحرقته دون قصد وأنا أحاول تجفيفه
- لا سأقول أني من أحرقه ( قال جاك فنقلت جينا نظرها بينهما قبل أن تقول )
- لن يقول أحدكما شيئا هل سمعتماني اتركا لي التصرف بهذا الأمر فلست مستعدة أبدا أن يحدث لأي منكما مكروه
- لست طفلة وأستطيع تحمل المسؤولية ( قالت يوليانا فهتف جاك )
- وأنا كذلك لم اعد صغيرا ولست خائفا من السيد
- لا أنا سأذهب إليه وادعي أني أحرقته
نظروا جميعهم إلى ويل الذي قال ذلك وهو يقترب منهم فسحبه روي إلى الخلف قائلا بتذمر
- اجلس أنت أنا منـ
- لا روي ليس أنت أيضا لا أريد من أحدكم التكلم حتى الغد لنرى ما سيحصل ( توقفت جينا عن المتابعة وحركت رأسها نحو الباب كما فعلوا جميعهم عند سماعهم الطرق عليه فابتلعت جينا ريقها بذعر ونظرت نحو يوليانا التي نظرت إليها بدورها وهمست بقلق ) انه هو ( بدت رولان على وشك البكاء عند قول والدتها ذلك فهمت يوليانا بتحرك نحو الباب إلى أن جينا أوقفتها قائله ) لا تفعلي .. جاك افتح الباب أنت
تحرك نحو الباب ليفتحه وجميعهم يترقبون
- عمت مساءً
- سيدة افون ( قال جاك بارتياح وفتح الباب جيدا مضيفا ) تفضلي بالدخول
- مارجو كيف أنت ( قالت جينا وهي تقف وتبتعد عن رولان مرحبة بها )
- أرجو المعذرة على زيارتي في هذا الوقت ولكن كان علي رؤيتك قبل مغادرتي
- اجل تفضلي
وأشارت نحو المقعد بتوتر بينما تأملت يوليانا مارجو التي تكبر جينا وترتدي ثوبا لا باس به وقبعة أحكمت عقد شرائطها فاقتربت لتجلس قائلة وهي تنظر نحو يوليانا
- لديك ضيوف
- لا إنها إبنة لاماس شقيق دوناند تدعى فيوليت
هزت يوليانا رأسها لمارجو وتحركت نحو المدفئة ومارجو تقول
- سأذهب صباح الغد إلى جرترود فروندي ستنجب عما قريب ويجب أن أكون بجوارها
- كم أنت محظوظة فانا لم أزر العاصمة من قبل ( حملت يوليانا معطف أونيل مدعية انشغالها بتأمله بينما كان يشدها الحديث الدائر ) ستطول إقامتك هناك
- لا اعلم كم قد أبقى ولكن سأحاول ألا أتأخر كثيرا فهانز لا يحب البقاء بمفرده انه كثير التذمر مؤخراً
- لا تقلقي سأهتم به أثناء غيابك ( قالت جينا بود فابتسمت مارجو قائلة )
- أرجو أن تفعلي فلتعرجي عليه يوميا أن أمكنك هذا وان استطعتِ أن تعدي له الطعام سأكون شاكره لك
- سأحرص على زيارته كل يوم وقد يذهب جاك و روي للبقاء معه أن احتاج الأمر
- سأعتمد عليك بهذا الشأن
- يمكنك ذلك وأوصلي تحياتي لروندي
- سأفعل ( قالت بارتياح وهي تتحرك واقفة ومستمرة ) أشكرك مرة أخرى
بعد مغادرتها تسائلت يوليانا
- أتتردد على جيرترود كثيرا
- منذ أن تزوجت ابنتها وأقامت هناك ولكنها لا تذهب كثيرا فزوجها لا يستطيع تدبر أمره بمفرده فلقد فقد ذراعه اليمنى وبعضا من أصابع يده الأخرى
- كيف حدث هذا
تسائلت باندهاش بينما انشغلت جينا بوضع الطعام على الطاولة وقد تقدم الأولاد منها وهي تقول
- لقد انهار منجم الفحم عليه وعلى العمال
- منجم للفحم
- اجل فمعظم الرجال هنا يعملون بمناجم الفحم التي يملكها السيد سترانس لقد توفي جميع العمال ذاك النهار ولم ينجو منهم إلا هانز ولكنه فقد ذراعه وبعضا من أصابعه
شردت يوليانا بعيدا بينما اخذوا يتناولون الطعام
- فيوليت .. فيوليت .. أن هذه الفتاه لا ترد أبدا عندما أناديها .. فيوليت أين شردتي ( نظرت يوليانا إلى جينا التي تناديها بينما أضافت جينا ) ألن تأكلي
- أنا قادمة ( وضعت المعطف جانبا وتوجت نحوهم لتجلس برفقتهم وتتناول طعامها قبل أن تنظر إلي جينا قائلة ) هل أستطيع طلب خدمة من تلك السيدة
- أتعنين مارجو
- اجل هل أستطيع الثقة بها
- بالتأكيد ولكن ماذا تريدين
- أريد إرسال رسالة معها
- رسالة ( تمتمت جينا باستغراب فأكدت )
- اجل ولكن لا أريد أن يعلم احد من أرسلها فلا أريد أن تتعرض الفتاة التي سأرسلها لها لغضب الذين تعمل لديهم أنهم نفس الأشخاص الذين عملت أنا لديهم أستطيع أأتمان تلك السيدة على إيصال الرسالة مع أي شخص تريده إلى العنوان الذي أعطيها إياه عندما تصل إلى جرترود
حركت جينا كتفيها ببطء وحيرة وهي تقول
- اجل فمارجو إنسانة جيدة ولكن لما لا تريدين أن تعلم انك مرسلتها
- أنها تعتقد أني اعمل في مكان أخر وهي كثيرة القلق علي أريد أن أطمئنها ولا أريد أن يعلم من تعمل لديهم بمكان عملي فلقد أسائوا لي ولم تعد لي رغبة بالتواصل معهم خوفا من أن يقوموا بالإرسال ورائي من جديد
- لا اعتقد أن مارجو ستمانع دعينا نذهب إليها بعد قليل لنطلب منها هذا
- هذا مناسب احتاج إلى ورقة وقلم أأجد هنا
- أهي رسالة كتابيه اعتقدت أنها شفهية
- لا سأكتبها
- أنت ستكتبينها أتجدين الكتابة
أسرع روي بالقول فهزت رأسها له بالإيجاب فتحرك جريا نحو الغرفة الأخرى بينما قالت جينا
- انه يملك ورقة وحبر ( عاد بسرعة وهو يحملهم وقدمهم لها قائلاً )
- أنا احتفظ بهما منذُ زمن
- أتجيد الكتابه ( تسائلت وهي تتناولهم منه )
- لا ولكني أحاول
ابتسمت له وتحركت مبتعدة عنهم لتجلس بجوار المدفئة وحاولت الكتابة ولكن لاشيء لن تستطيع كتابة شيء بقيت للحظات تنظر إلى الورقة ثم حركت الريشة وبدأت بالكتابة (( مرحبا إيليا كيف أنتي أنا سينتيا إنها مفاجئة اليس كذلك ولكن لا تتفاجئي ولا تدعي ملامحك تفضحك كالعادة أعلميني كيف أنت وما هي أخر الأخبار لديك وكيف حال جاسي ورفاقه امازالوا مزعجين أتعتقدين انه من المناسب حضوري الحفل أم علي أن لا احضر أنا ارغب جدا بالحضور ولكن قد لا افعل لان المال ينقصني هل تستطيعين مساعدتي بهذا الشأن فلقد كنت دائما كريمة معي ولكن لا تحرجي موصل رسالتي بالأسئلة فهو لا يعلم شيئا ولا تقلقي أنا بخير أن استطعتي أرسلي رسالة لأطمئن عنك ولندع الأمر مفاجئة لفال فلا تعلميه شيئا أنا اعتمد عليك فلا تخذليني من جديد )) رفعت الورقة تعيد قراءة ما كتبت ........
- أتعتقدين أن مارجو ستقوم بإيصال الرسالة
- الم تعلمك البارحة أنها ستفعل وأنها سترسلها مع شخصً تأتمنه لإيصالها إلى صديقتك لورا
- ارجوا ذلك ( قالت بقلق مما جعل جينا تقول )
- تبدين متوترة .. أنت بهذا الشكل منذ حضورك
- لا استطيع شيئا حيال هذا الأمر فانا اشعر بالقلق ربما بسبب انتقالي إلى هنا لم اعتد على الأمر بعد
- بمناسبة الحديث عن القلق ماذا سنفعل بهذا المعطف الذي يسبب لي القلق ألان
- سأتدبر أمره لقد وقع الأمر وليس بيدنا شيء لن اسمح لذلك السيد بإيذاء أحد انه مجرد معطف ليس إلا
- وأنت تتحدثين بهذا الشكل اشعر بان كل شيء سهل ( قالت جينا ساخرة لأسلوب يوليانا الواثق من نفسها وهي تخرج نحو الحقل مضيفة ) من الجيد أن المطر توقف علينا البدء بتنظيف الحقل
نظرت يوليانا حولها شاردة دون قدرتها على تناسي الرسالة فلقد أمضت ليلة غير محتملة لم تنم بها وندمت اشد الندم لإرسالها الرسالة هل من الممكن أن يعلم البير بالأمر ساقتلك اماندا أن فعلتها هذه المرة أيضا ولكن لا لقد أتقنت كتابة الرسالة فقد كانت تتشاجر واماندا في صغرهما على من تريد لعب دور الأميرة سنتيا ومرافقتها ايليا وفي النهاية لعبة يوليانا دور الأميرة لان اماندا وافقت على الفور على لعب دور المرافقة بعد أن حضر البير ليلعب دور فال سائس الأميرة والذي يغرم بمرافقتها ستفهم اماندا الرسالة ولن تستطيع معرفة شيء من مارجو فلقد طلبت منها أن تسلم الرسالة إلى مرافقة اماندا لورا وتقول لها أن تعطيها لسيدتها لتقرأها لها هزت رأسها بقلق فالحظ العاثر يلاحقها هل ستقع الرسالة بيد البير طلبت من نفسها الهدوء عليها بالثقة باماندا هذا ما ستفعله ليس أمامها أي خيار أخر خرجت إلى الحقل لمساعدة جينا لتقول وهي تتلفت حولها
- أين جاك وروي
- ذهبوا ليجمعوا الحطب ويبيعوه في البلدة
- رفضوا اصطحابي معهم ( ابتسمت لويل الغاضب بينما قالت جينا وهي تحاول أن تبدو جادة )
- لا عليك فلقد تركوك هنا لأننا بحاجة إلى المساعدة فلا يمكننا الاستغناء عن الفتيان جميعهم , في المساء استحمت وجلست قرب المدفئة تنظر إلى النار بشرود وهي تشعر بساقيها وذراعيها وكل جسدها يؤلمها نظرت نحو يديها وأخذت تتلمسهما بأصابعها لقد أصبح جلدها خشن ولم تعتد على هذا الملمس ومظهر يدها يبدو سيئا أظافرها لم تعد مقلمة لامعة
- أتجدين القراءة
نظرت إلى روي الذي تسائل بفضول وهو يجلس بجوارها ويحمل كتاباً رثا بين يديه فهزت رأسها بالإيجاب قائلة
- ليس من السهل تعلم الكتابة دون القراءة
- هلا قرأتي لي هذا
تناولت الكتاب منه بفضول لتتصفحه بينما صمت الجميع بالغرفة ناظرين إليها وهي تقول
- إنها قصة شيقة من أين أحضرتها
- قام احد أولاد عائلة مادي برميه منذُ زمن فالتقطه انه يحوي بعض الصور انظري
ابتسمت له فبادلها الابتسامة بحياء ففتحت على أول صفحاته قائلة
- من يريد أن يسمع فليقترب
بدأت الفتيات بالاقتراب حتى أصبحوا جميعهم يجلسون حول المدفئة إلا جينا التي انشغلت بخياطة بنطال ويل وجاك الذي امسك قطعة من الأخشاب واخذ يحفر بها بسكين صغير فأخذت تقراء لهم القصة وقد ثبتت عيونهم عليها باهتمام وهم يصغون لها بكل حواسهم .....
- من الجميل أن يكون للمرء أسرة
همست وهي مسترخية قرب المدفئة ومحدقة بالأطفال النائمين بعمق فتحركت جينا للجلوس بجوارها وهي تخيط القماش قائلة
- لقد أسعدتهم اليوم كثيرا ارئيتي وجوههم وأنت تقرئين لهم أنا واثقة أنهم يحلمون بها ألان ( أرخت يوليانا جفونها قليلا وقد سرها إسعادهم لتحل فترة من الصمت قبل أن تعود جينا للقول دون أن تنظر إليها ) كيف تمكنت من تعلم القرأة والكتابة لم أتوقع أن تجيدي هذا اعتقدت انك قصدتي أحدا ما ليكتب تلك الرسالة التي أعلمتني بها انك تنوين الحضور
رفعت يوليانا يدها خلف عنقها بارتباك وهي تنظر إلى النار محرجة من جينا قبل أن تقول
- ساعدتني فتاة بالتعلم .. متى ستنهي البنطال أن ويل سعيد جدا به
- لم يحصل على بنطال جديد منذُ مدة
- على ما يبدو أن ذلك السيد قد نسي أمر معطفه ( أضافت وعينيها تتعلقان بالمعطف المعلق جانبا )
- لا اعتقد فهو لن ينسى شيئا كهذا
- انه مجرد معطف
- لا اقصد المعطف بل دفعك له فلم يجرؤ احد على إحراجه وأنت فعلتي
- لم اقصد ذلك
- هل سيتفهم الأمر ( تسألت جينا فضمت يوليانا ساقيها إليها وهي تتنهد قائلة )
- لا يبدو لي من ذلك النوع الذي يتفهم الأمور
- هذا ما قصدته تماما ( توقفت عن المتابعة وتعلق نظرها الباب الذي طرق لتقول وهي تنهض باتجاهه ) من
- أنا ميلي ( فتحت جينا الباب داعية إياها إلى الدخول إلا أنها قالت ) لا أنا على عجلة ولكن أرسلتني ميغي لكي اجمع الفتيات للعمل في تنظيف القصر قبل عودة السيد
- حسنا سأحضر غدا
- لا ليس أنت تقول ميغي انك يمكنك عدم الحضور بسبب يدك ولكن قريبتك عليها الحضور
ما أن أغلقت جينا الباب حتى أسرعت يوليانا للقول
- أيجب حقا أن أذهب لم تعد لي طاقة للعمل ( هزت جينا رأسها لها بالإيجاب فاستمرت بتذمر ) وان لم اذهب
عادت جينا للجلوس في مكانها وهي تقول
- تتحدثين وكأن العمل شيء جديد عليك ولا ترغبين به
- لقد تعبت ( همست بصدق فقالت جينا باهتمام )
- عليك البقاء نشيطة وقوية لأنك أن لم تعملي لن تحصلي على شيء ولا يمكنك العيش بشكل جيد عند أذ
- بشكل جيد أتسمين ما نحن به ألان شكلٌ جيد
- اجل وألا لكان الأمر أسوء مما نحن به ألان ( هزت يوليانا رأسها بيأس وعينيها معلقتين بنار المدفئة فأضافت جينا ) أن لم ترغبي بالذهاب غدا سأذهب أنا ولكن عليك أن تعملي بالحقل
- لا لا باس سأذهب أن يدك يجب أن تشفى والعمل بالمطبخ لن يساعد على ذلك وقد أعيد المعطف معي لصاحبه
- لا أحبذ الفكرة أن لم يسأل عنه لا تذكريه به ........
- أنت ماذا تدعى تلك الفتاة ( تساءلت ميغي فأجابتها ميلي )
- فيوليت
- فيوليت ( نظرت يوليانا إلى ميغي التي نادتها وقد دخلت الصالة وهي تجول بعينيها بأرجاء المكان وقد بدأت الفتيات المنتشرات بتنظيف المكان ) خذي هذه وابدئي بتنظيف اللوحات وحرصي على تلميعها جيدا
تناولت يوليانا قطعة القماش وعصى الريش وتحركت لتقف على المقعد الخشبي الصغيرة وبدأت بتنظيف الوحة تلو الأخرى لم تعلم من قبل أن العمل مجهد بهذا الشكل فذراعيها تؤلمانها وعنقها تيبس كانت الفتيات تتهامسن أثناء العمل وتوقفهم المفاجئ جعلها تنظر إليهم لترى أن كل واحدة أخذت تعمل دون أن ترفع نظرها عما بيدها فحركت رأسها حولها بحيرة لتشاهد أونيل يطل من أعلا الدرجات وهو ينظر إليهم فعادت برأسها إلى الوحة التي أمامها وأخذت تمسح الغبار عنها دون تركيز فلا تريد أن يراها أخذت عينيه تجولان ببطء بالفتيات وهو يقول
- ما الذي يحدث هنا هل يجب قلب المكان رأسا على عقب بعد كل حفلة
- يجب أن ننظفه سيدي
- إذا عليكم أجادت عملكم ميغي فغرفتي في فوضى عارمة
- سنفعل سيدي
- هل اعددتي الفطور
- اجل انه جاهز ( تحرك نحو غرفة الطعام وهو يتساءل )
- أين عمتي
- ستنزل خلال دقائق
توقف عن التوجه نحو غرفة الطعام عند قول ميغي ذلك وتحرك نحو غرفة المكتب وهو يقول
- أعلميني إذا متى نزلت ( توقف أمام باب غرفة المكتب ولم يفتحه بل نظر نحو يوليانا التي تقف على المقعد وهي تمسح الوحة المعلقة قرب باب المكتب وتدعي انشغالها التام فتحرك في وقفته نحوها قائلاً ) انظروا من لدينا هنا ( انتفض قلبها عند سماعه يقول ذلك وكادت يدها أن تتوقف عن الحراك ولكنها أسرعت بإكمال عملها متجاهلة إياه فعقد أصابع يديه خلف ظهره وهو ينظر إليها بتجهم وقد استقام بوقفته جيدا وأضاف بجدية ) أنا أتحدث معك
بدأت يدها تبطئ رغم ادعائها العمل ثم توقفت عن الحراك ونظرت إليه قبل أن تلمح الفتيات المشغولات بعملهم دون أن يفوتهم شيء فقالت وهي تنظر إليه ببرائة
- أتتحدث معي أنا
- لا احد غيرك أمامي اليس كذلك ( أجابها بتجهم فتململت في وقفتها وهزت رأسها بالإيجاب بتوتر بينما بقيت عينيه الجامدتان معلقتين بها مما جعلها تبتلع ريقها فهو يجيد إخافتها تحرك إلى الخلف خطوة وأشار بيده إلى غرفة المكتب قائلا بذات الجدية ) اتبعيني ( وتحرك ليدخل إليها بدا التردد عليها فبتأكيد لا ترغب بالتحدث معه فكيف لو كان الأمر على انفراد نظرت نحو الفتيات وهي تترجل عن المقعد ولم يفتها الفضول البادي عليهن أصبح لديهن ما يتحدثن عنه عند جلوسهم ألان تجاهلتهم وأخذت تنفض يديها وهي تدخل المكتب خلفه ) أغلقي الباب خلفك ( بادرها فور دخولها ففعلت ذلك وتحركت لتتوقف في وسط الغرفة وهي تنظر إلى ظهره وقد وقف قرب النافذة وأخذا صدرها يضيق صبرا بالصمت المطبق الذي يحيط بهما فادعت السعال مما جعله يقول أخيرا ) أتعلمين ما الذي يزعجني ( لم تتوقع هذا السؤال لذا التزمت الصمت دون إجابته فحرك رأسه نحوها ثم استدار قائلاً ) لم لا تجيبين
- لا اعلم ( قالت باقتضاب )
- حسنا سأعلمك ( وتحرك نحو المكتب وهو يضيف بينما تتابعه ) الفضوليين يزعجوني الأغبياء يزعجونني يزعجني من لا يعرف موقعة بالتحديد ( توقف وهو يسند ظهره على المكتب وينظر إليها بإمعان وهو يعقد يديه مضيفا أمام صمتها ) حسنا
حركت عينيها بحيرة قائلة
- حسنا ماذا
- ها أنتي بدأني تدعين الغباء ( نظرت إليه جيدا ومازال التجهم يرافقه لتقول )
- ارجوا المعذرة فأنا لا اعلم ماذا تريد مني القول
- حاولي التفكير وستجدين
- أجد ماذا ( همست فضاقت عينيه وتحدث بصوت منخفض لا يخلو من التهديد )
- الم يحدث شيء منذُ فتره قصيرة تريدين الاعتذار بشأنه
- مثل ماذا ( همست وهي تبتلع ريقها فقال بحدة )
- بتأكيد لست بالغباء الذي تدعينه ألا تدركين من أكون .. هل تعلمين ( هزت رأسها بالإيجاب فأضاف ) من أكون
- أونيل سترانس دلبروك
- ليس من عادتي السماح للعاملين لدي بأبعاد الألقاب عند محادثتي
حاولت أن تبقى هادئة أمام عجرفته قبل أن تقول وهي تدعي عدم علمها
- سيد أونيل أنا اجهل ما تريد مني التحدث به
- الم تقومي بدفعي مما جعلني أضحوكة أمام رفاقي
- لقد .. طلبت منك الابتعاد ولكنك لم تفعل
- كان بإمكانك الانتظار
قال وهو يتحرك مستقيما بوقفته ويسير نحوها فقالت بصوت منخفض رافضة أن تكون هي المخطئة
- لكنك لم تبتعد ( وقف أمامها قائلا )
- وهذا يعطيك الحق بدفعي ( تعلقت عينيها بعينيه انه دون شك غاضبٌ منها حركت كتفيها دون إجابته فضاقت عينيه العسليتين قليلا وهو يتأملها قبل أن يقول ) ما أسمك
- يو .. ادعى فيوليت
- فيوليت ( عاد ليكرر اسمها وكأنه يجربه وتحرك متخطي عنها فتبعته بعينيها وهو يستمر ) أجئتي للبقاء في دلبروك
- اجل
- سيدي ( قال وهو يشدد على كلمته بعجرفة فقالت وهي تحاول المحافظة على هدوئها )
- اجل سيدي
- من أين حضرتي
- من .. ( همست بتردد ولكن الجميع يعلم بان فيوليت ووالدها كانوا يعملون بميرفيلد لذا قالت مرغمة ) ميرفيلد
- ميرفيلد ( قال وهو يعود بالنظر إليها مضيفاً ) ماذا كنت تعملين بميرفيلد
- وماذا يمكنني أن اعمل سيدي أن عملي محدود ألا تري .. أنظف واغسل
- اجل تغسلين هل قمت بتنظيف المعطف جيدا
في طريق المجهول 4
- في الحقيقة سيدي لقد .. غسلته جيدا و .. وكنت أقوم بتجفيفه و .. سهوت قليلا فوقع من يدي ولدع بالنار ( أخذت تنظر إليه وهو يسند نفسه على عامود الغرفة خلفه ويعقد يديه من جديد متأملا إياها فأضافت بقلق ) لم اقصد حدوث ذلك
- على ما يبدو انك لا تقصدين حدوث شيء ولكن الحظ العاثر يتبعك اليس هذا ما تريدين قوله
- اجل
- وهل علي تصديق ذلك
- ارجوا أن تفعل .. سيدي ( عاد ليلتزم الصمت بتفكير وعينيه لا تفارقانها ثم قال أخيرا )
- سأكون متسامحا معك يا ذات العينين الزرقاوتين
- هذا لطفا منك سيدي
- اجل انه كذلك وسأدعي انه بغير عمد احرق المعطف
- هذه هي الحقيقة
- اجل اجل وسأدعي أن قدمي قد زلت فوقعت رغما عني أيروق لك هذا
لم تجبه فهو يهزأ بها لم تتوقع أن تقف بهذا الوضع يوما وأمام رجلا كهذا وتقول له سيدي وتدعي أنها مجرد عاملة عاشت بالفقر والذُل طوال حياتها فهي تملك كبرياء عائلة ميرفيلد الذي يضغط عليها كي تجيب هذا الوقح الذي يتلاعب بها ولكنها تمالكت نفسها وهمست من جديد
- سيكون هذا لطفا كبيرا منك
- أأبدو أحمقاً ( قال ولمحها بنظرة ازدراء وهو يتحرك نحو المكتب مضيفا ) بكل تأكيد أبدو كذلك فانا أقف وأتحدث مع خادمتي ( ولمحها من جديد بنفور قائلا ً ) بعد أن تنهي عملك هنا ستتوجهين برفقة احد السائسين إلى كوخ البحيرة قومي بتنظيفه جيدا وبتجهيزه بشكلً يلائم سيد دلبروك أتفهمين ما أعني
- اجل سيدي ولكنـ
- أتراك تنوين الاعتراض .. أكنت تنوين ذلك
كرر قوله بإصرار وقد استنكرت عينيه الأمر ففتحت فمها ثم أطبقته وهزت رأسها بالنفي قائلة رغما عنها
- لا سيدي
- عودي لعملك
تحركت بضيق وشفتيها ترتجفان من الغيظ لتعود لتتابع عملها بتنظيف اللوحات متجاهلة كل العيون المحدقة بها وعند سماعها انفتاح باب غرفة المكتب وهي تنزل عن المقعد تجاهلت ذلك ووضعت المقعد قرب لوحة أخرة وهي تشعر بالغضب من نفسها
- هل نزلت عمتي ( تسائل أونيل )
- ها أنا هل جعلتك تنتظر كثيرا
- تعلمين أننا نشأنا على المحافظة على الدقة في مواعيد الطعام
- أنت أخر من يتحدث عن الدقة في المواعيد
- هذا قولٌ قاسي بحقي
- بل لم يفك حقك بعد .. توقف أنزلني هنا .. هلا دفعت عمتك العجوز
نظرت يوليانا بفضول نحو صاحبة الصوت لتشاهد رجلان يحملانها بمقعدها المتحرك ويضعانها أرضا وأونيل يقترب منها ليدفع مقعدها المتحرك بدت الدهشة عليها فتلك السيدة ليست سوى تلك التي شاهدتها بشولتز عادت برأسها بشرود نحو اللوحة أن هذه السيدة مسئولة عن حضورها إلى هنا فلولا حديثها عن دلبروك تلك الليلة لم خطر لها أن تحضر إلى هنا......
- فيوليت .. فيوليت ميغي تريدك فلتذهبي إليها
مسحت يديها بمريولها وقد أصابها الإنهاك من العمل منذُ الصباح وتوجهت نحو ميغي الواقفة بالخارج تعطي التعليمات لعمال الحديقة قائلة
- اجل ( نظرت ميغي إليها قبل أن تقول )
- لما تبدين بهذا الشكل هل أنت مريضة
- هذا ما سيحصل لي أن تابعت العمل
- الوقت مبكر لشعور بالتعب فجيفري بانتظارك هناك سيقلك إلى احد أكواخ السيد ستقومين بتنظيفه جيدا وسأرسل لك الطعام مع جيفري لتضعيه بالشكل الملائم على الطاولة
- ألا يمكن لفتاة أخرى أن تفعل هذا
- لا
- ولِما لا
- لا تجادلي يا فتاة نفذي فقط
رفعت عينيها إلى السماء أن كل ما تفعله مؤخرا هو تنفيذ ما يطلبه منها الغير ولقد ضاق بها الأمر فقالت وقد شعت عينيها
- وان لم اذهب ماذا ستفعلين
- يا لوقاحتك هل تعلمين ما سيحصل أن قمتُ بإعلام السيد بهذا
- اسيقوم بطردي من العمل ارجوا ذلك
- لا تكوني وقحة كان على جينا أن تحذرك من التصرف بحماقة هنا هيا أسرعي نحو جيفري ولا تهملي بعملك فان ذلك سيغضب السيد
- لا أبه أن غضب فانا لن اذهب إلى هناك ( بدا الغضب على ميغي قبل أن تقول )
- لقد قلت لك أن تذهبي برفقة جيفري فأما أن تقومي بذلك وأما أن تبدئي بغسل أغطية هذا القصر بأكمله عقابا لك لمجادلتك هيا أسرعي
- لستِ جادة ( أسرعت بالقول فحدقة بها ميغي بغضب قائلة )
- لو لم يطلب السيد ذهابك أنت لكنت حرصت على أن تعاقبي بالشكل الملائم
ضمت شفتيها بغيظ وأشاحت بوجهها وتوجهت نحو جيفري لتصعد بجواره وتعقد يديها لتقول بعصبية بعد انطلاق العربة بهم وملاحظتها لسائس الذي ينظر إليها بفضول
- لا تتحدث معي
- ارجوا المعذرة ولكني
- لا أريد أن اعلم ( قالت بعصبية وهي تشيح بوجهها عنه بالاتجاه الأخر ستبقى تخدم أن لم تتصرف بسرعة ) إلى أين نحن متجهون
تساءلت وقد بدء توترها يزداد عند دخولهم الغابة وابتعادهم أكثر وأكثر عن محيط القصر فقال جيفري
- إلى كوخ السيد
- لِما هو بعيدا بهذا الشكل
- السيد يملك أكواخا عدة وهو لم يحضر إلى هنا منذُ فتره لا اعلم لِما اختار أن يقيم مائدة الطعام لرفاقه هنا
بداء قلبها يغادرها ببطء انها ترجوا أن تكون على خطئ وانه لا ينوي لها السوء ولكن كيف لها أن تعلم كيف لها أن تثق بنواياه لقد وثقت بأقرب الناس لها وخانوها فكيف ستستطيع الثقة بهذا فنظرت إلى جيفري قائلة
- ستبقى معي بالكوخ اليس كذلك
- علي الذهاب لقضاء بعض الأعمال ثم أحضر لك الطعام
- أيوجد احد بالكوخ
- لا انه مهجور منذُ وقت
لاشيء مطمئن حتى ألان عادت بنظرها إلى ما أمامها وسرعان ما عادت نحو جيفري قائلة
- هل تطول مائدة الطعام
- ذلك يتوقف على ضيوف السيد ( التزمت الصمت شاردة بأفكارها إلى أن اقتربوا من كوخً خشبي أوقف جيفري العربة أمامه فترجلت منها ودخلت إلى الكوخ بحذر فتبعها جيفري قائلاً ) سأعود بعد قليل
- وان احتجت شيئا ماذا افعل
- أن الكوخ لا ينقصه شيء ولكنه يحتاج إلى التنظيف فقط لن تحتاجي شيئا كما أن اقرب مزرعة إلى هنا تحتاج إلى ساعة للوصول إليها سيرا ولا اعتقد انك ستحتاجين شيئا يجعلك تسيرين كل تلك المسافة
هزت رأسها ببطء وقد شعرت بالدماء تجف من جسدها ولاحقته بعينيها وهو يغادر ثم عادت لتتأمل الكوخ المظلم فاقتربت من الستائر لتبعدها وهي تحدق بالمقاعد المغطى بالأغطية البيضاء وقد بدا الإنهاك يأخذ منها قبل أن تتحرك ليس عليها سوى المغادرة ماذا سيحصل .. جينا انها لا تستطيع أن توقعها بالمشاكل لو كانت فيوليت هنا لفعلت ذلك دون تذمر هزت رأسها وتوجهت نحو المقاعد لتبعد الأغطية عنها وتبدأ بتنظيف الكوخ انفتاح باب الكوخ جعلها تنتفض وتمسح يديها وتتحرك من المطبخ نحو الغرفة الأخرى بترقب استراحت وهي ترى جيفري يقترب وهو يحمل سلتان كبيرتان نظر في أرجاء المكان واستمر نحوها وهو يقول
- أين أضع هذه
- على الطاولة في المطبخ .. لقد أنهيت عملي سأغادر برفقتك
- لا استطيع اصطحابك فلم يطلبوا مني ذلك
- ولكني افعل ( وضع جيفري السلة الأخرى من يده ونظر إليها بتردد قائلا )
- لا استطيع أن لم يطلب السيد مغادرتك فلا يوجد غيرك لتقديم الطعام
- هل هو معتاد على ذلك
- على ماذا
- على أن ينفذ الجميع ما يريده
- ولكن نحن نتحدث عن سيد دلبروك بالتأكيد لا نستطيع رفض ما يطلبه .. ولكن لا اعتقد أن الوضع مختلف هنا عن غيره فجميع المناطق متشابها
- لا ليس صحيحا ( تمتمت بيأس وجلست على المقعد فتحرك جيفري قائلا )
- سأحضر السلة الأخرى ( ما أن عاد ووضع السلة الثالثة حتى قالت برجاء وهي تنظر إليه )
- لا اشعر بالطمأنينة لوجودي هنا بمفردي ولا اعلم كيف هو السيد ورفاقه
- لا تقلقي أن السيد .. بالرغم من أن سمعته ليست جيدة ويشاع حوله الكثير من الأقاويل ولكني لم .. اسمع انه حاول مضايقة احدى العاملات لديه آنت جديدة هنا لذا ينتابك القلق نفذي فقط ما يطلبونه منك ولن يحصل مكروه
- أنت واثق أن وجودي هنا بمفردي آمن ( هز رأسه لها بالإيجاب فعادت للقول ) آمل أن تكون على حق .. لِما آنت على عجلة
قالت وهي تتحرك واقفة وتتبعه إلى الغرفة الأخرى لا ترغب بان يغادر إلى انه قال
- علي المغادرة ( خرج ولكنه عاد ليطل برأسه قائلاً ) لقد حضر السيد
ابتلعت ريقها بينما أسرع جيفري بالاختفاء من جديد همت بتحرك نحو المطبخ عند سماعها صوت أونيل وهو يدخل قائلاً
- هذا ما قلته له
- لِما المكانُ مظلم ( قال صوتٌ مألوفٌ لها فنظرت إلى كريس بينما قال أونيل وهو ينظر إليها )
- أشعلي الشموع فلقد حل الظلام ( تحركت نحو الشموع لتشعلها بينما دخل رجلان آخران خلفهما وهما يتحدثان ويتضاحكان فاستمر أونيل وهو يتوجه نحو المقعد قائلا لكريس ) كان عليك رؤية وجه والدي آنذاك
- لا ارغب بهذا صدقني ماذا ستفعل ألان
- لا شيء
- لا شيء ( قال احد الرجلان بسخرية واستمر ) سأستمتع وأنا أرى ما ستؤول إليه الأمور
توقف عن المتابعة وقد شد انتباهه أمر ما مما جعل أونيل ينظر إليه ثم يتابع نظره الذي تعلق بيوليانا التي أخذت تشعل الشموع وابتسم بخبث فأضاف روب باهتمام وهو يتأمل وجهها بالنور الصادر عن الشموع ) اليست تلك الفتاة أونيل
- إنها هي ( نظر كريس إلى حيث وقفة يوليانا بفضول بينما غمز روب صديقة قائلاً )
- انظر بارت من احضر
نظر بارت نحوها لتظهر ابتسامة على شفتيه فتحرك كريس نحوها بينما تحركت مبتعدة عن الشموع التي أشعلتها وتجاهلت كريس الذي اقترب منها وتوجهت نحو المطبخ وهي تشعر بالتوتر فتوقف كريس متابعا إياها بعينيه ثم نظر إلى أونيل متسائلا وهو يشير بيده إليها
- اليست صاحبة العينين الزرقاوتين
- اجل
- ماذا تفعل هنا
- تعمل
- تعمل ( تمتم كريس وهو يرمق صديقة بمكر مستمرا ً ) تعمل إذا
- كان عليك رؤيتها عندما قامت بدفع أونيل ليقع بالوحل
قال بارت ضاحكا باستمتاع فنظر كريس إليه قائلا بدهشة
- أفعلت بحق الله أين كنت أنا .. أن تلك الفتاة بدأت تروق لي ( تحرك أونيل واقفا وهو يقول )
- توقفوا وألا حدث لكم ما لا يسر
- من سيفعل هذا هي
- لا بل أنا
- أعلموني ما حصل ( قال كريس وهو يجلس باهتمام بينما دخل أونيل إلى المطبخ متسائلا )
- هل الطعام جاهز
- اجل ( قالت باقتضاب وهي تخرج الأطباق من السلة فأضاف )
- فلتنقليه إلى الطاولة ولتحضري زجاجة شراب من الخزانة
بدء اضطرابها يزداد فأخذت تدعي انشغالها بالأطباق وهي تقول
- متى استطيع المغادرة فلقد أنهيت جميع العمل المطلوب مني
- مازلت على عجلة من أمرك ( تجاهلت قوله وقد وقف قرب الباب ناظر إليها فأصرت )
- يجب أن أغادر
- ليس بعد مازال الليل بأوله
- كيف سأغادر أن تأخر الوقت أكثر
- ليس عليك أن تقلقي بهذا الشأن
- علي أن افعل ( همست واستمرت دون أن تجرؤ على النظر إليه وهي تتعمد الانشغال بوضع الطعام ) أن كنت ورفاقك ستتناولون الشراب فعلي المغادرة
حلت لحظة صمت رهيبة بعد قولها هذا فأخذت تشغل نفسها وتوترها في تزايد إلى أن قال أخيرا ببطء وبصوت بارد
- ليس القرار لك متى اسمح لك بالمغادرة ستفعلين ابدئي بوضع الأطباق على الطاولة
اشتد ظهرها لصوته البارد وراقبته وهو يتحرك مبتعدا لتأخذ نفسا عميقا وتحمل الأطباق الكبيرة وتتوجه إلى الداخل ليصمت الجميع ويحدقون بها وهي تضع الطعام أمامهم ويراقبونها حتى تختفي ثم يعودون لضحك والثرثرة مما جعل الدماء الحارة تتدفق بقوة إلى وجهها عادت لتطل عليهم من جديد وتضع طبقا أخر أمامهم وتبعد الغطاء عن الطبق قبل أن تتحرك وإذا ببارت يميل نحو الطبق قائلا بشهية وعينيه تنظران إليها
- هذا لذيذا جداً
- من تعني
قال روب واخذ يضحك بمرح بينما تحركت يوليانا نحو المطبخ من جديد والدماء تغلي في عروقها فلم ترى وقاحةً بهذا الشكل من قبل حاولت إسكات غيظها وعادت من جديد لتضع طبقا فارغا أمام كلن منهم فمال بارت بوجهه نحوها مما جعلها تتجمد في مكانها وهو يقول
- أن لك وجها جميلاً
استقامت بوقفتها رافضة إظهار خوفها وتجاهلت قوله لتضع طبقا أمام أونيل الذي يراقب كل ما يجري وما أن تحركت مبتعدة حتى امسك طبقة ورفعة قائلاً
- احضري غيره ( نظرت إليه تريد الاقتراب لأخذ الطبق إلا انه تركه من يده ليقع أرضاً ويتحطم نقلت نظرها بذهول عن الطبق الذي تحطم إليه وهو يقول ) هل سيطول أمر إحضار غيره
تحركت بشكل آلي نحو المطبخ أحضرت طبقا أخر واقتربت منه وضعته أمامه وانحنت نحو الطبق المحطم لتلتقطه بينما كريس وروب يتهامسان ويتضاحكان وهما ينظران إليها التزمت الصمت وهي تضم شفتيها بقوة لأنها أن تحدثت لن يسر أين منهم ما ستقوله وقفت بجمود وتوجهت نحو المطبخ لتتجمد في مكانها وأونيل يقول
- لا تنسي زجاجة الشراب
دخلت إلى المطبخ ورمت قطع الطبق جانبا ووضعت يديها على خصرها وجسدها ينتفض لقد احضرها ليهينها ويذلها أمام رفاقه ولكن لا لن يطول ألامر فتحت الخزانة وأحضرت زجاجة الشراب وضعتها أمامهم وأكملت نقل الطعام إلى الطاولة متجاهلة بأعجوبة التعليقات التي يقولها الرجال الثلاثة , وقفت في المطبخ وهي تنظر حولها بينما أصواتهم وضحكاتهم تتناهى لها اقتربت من النافذة وفتحتها ونظرت إلى الخارج دون رؤية الكثير بسبب الظلام الذي يعم المكان تستطيع الخروج منها والابتعاد هزت رأسها وعادت بنظرها إلى الداخل أن ساء الآمر أكثر ستخرج من هنا جلست على المقعد ثم تحركت واقفة وهي تسمع صوت بارت يقول
- أين ذهبت تلك الفتاة ( لن تخرج لن تفعل همست لنفسها وهي مغتاظة من صوته فاستمر ) أين خادمتك أونيل
- لما لا تبحث عنها بنفسك
أسرعت بالخروج وقد تناهى لها قول أونيل فلا رغبة لديها بالانفراد بأي منهم واقتربت من بارت الذي ابتسم لها ابتسامة واسعة وأشار إلى كأسه قائلا
- انه فارغ هلا عبأته ( تجهمت بوجهه وأمسكت الزجاجة وسكبت له في كأسه فامسكه وقربه إلى شفتيه ليرشف منه وهو يقول ) لابد وان فتيات عائلتك جميلات أين يعملن لأني سأقوم بتوجه إلى هناك
ضحك كريس على قوله قائلا
- سأرافقك دون تردد ( أعادت الزجاجة إلى مكانها وهي تحاول جاهدة أن تلتزم الصمت )
- لا تذهبي ( أسرع بارت بالقول ويده تمتد إلى خصرها مما جمدها في مكانها ونظرت إليه وهو يستمر ) نحتاج إلى بعض التسلية هنا
بدأت أنفاسها بالتسارع وقالت بحدة خافته وعينيها تلتمعان بكبرياء
- ابعد يدك عني
- اه اه اه هذه الفتاة سريعة الغضب
قال وهو يبعد يده عنها ضاحكا وكأن الأمر مسلي فقال روب وهو يضحك
- إنها كذلك ألا تذكر ما فعلته بأونيل
تمالكت نفسها وهمت بالتحرك إلى أن أونيل حرك كأسه الفارغ لها وهو ينظر إليها لم تلبي طلبه للحظه ثم تحركت مجبرة نحوه وهي تمسك الزجاجة لتسكب له في كأسه الذي وضعه على الطاولة دون أن تتركه أصابعه وما كادت تعبئه حتى أمال الكأس ليقع ما به على الطاولة وعلى ثيابها فتراجعت خطوة إلى الخلف وهي تفتح فمها ثم تطبقه بقوة وهي تنظر إليه بغضب فقال مدعي المفاجئة
- لا هل بللت ثيابك ( شعرت بجسدها ينتفض بقوة وبرغبة شديدة برفع زجاجة الشراب وسكبها على رأسه فضمت أصابعها جيدا على الزجاجة بينما استمر بوقاحة لا تطاق ) عليك بخلع ثيابك قد ترغبين بتجفيفها قرب المدفئة لن نمانع اليس كذلك
- لا مشكلة لدي
زاد تجهمها على قول روب فأمسكت الكوب وأوقفته ثم سكبت به الشراب ووضعت الزجاجة بجواره واستدارت مبتعدة فأخذوا يضحكون من جديد وقال بارت وهو يميل نحو أونيل
- يا رجل إنها أفضل من قام بخدمتنا
- لا تبالغ ( أجابه أونيل واستمر ) برغم كل شيء هي احدى العاملات لدينا ولا اقصد سوى إخافتها
أنهم يتسلون بها حبا بالسماء ماذا تفعل رفعت يدها نحو صدرها المضطرب ثم تلمست بطنها الذي ابتل وهي تهمس أن الوضع لا يطاق أن وقاحة اندرو أهون عليها من وقاحة هؤلاء جلست على المقعد ووضعت كوعيها على الطاولة لتضم وجنتيها بيديها أن الوضع يزداد سوءا دقيقة تلو الأخرى خاصة بأصواتهم هذه لقد بدأ تأثير الشراب يظهر عليهم عادت بمخيلتها إلى تلك الليلة التي شاهدت بها أونيل وكريس من نافذة ذلك النزل وهما يترنحان تحت المطر لن يكون الوضع أفضل اليوم لذا عليها المغادرة
- أنت ( نظرت بسرعة نحو بارت الذي قال ذلك وقد وقف قرب الباب بعدم اتزان واستمر بالسير نحوها مضيفا ) هنا تختبئين لما لا تشاركينا
وقفت وأخذت تتراجع إلى الخلف بحذر قائلة
- من غير المناسب وجودك هنا
- من يهتم لهذا أنا بحاجة لبعض الرفقة
واقترب منها فلتفت حول الطاولة بسرعة وخرجت نحو الصالة ليحدق بها أونيل الذي كان يضحك على شيء ما قاله له كريس ليقول وهو يتأملها
- أمازالت ثيابك مبتلة أنت ولابد بحاجة للمساعدة
نقلت نظرها بحذر شديد بين الوجوه الثلاثة التي بدا تأثير الشراب عليها ثم ببارت الذي تبعها قائلا
- هاهي أعلمتكم أني سأقنعها بمشاركتنا ( وقف كريس ببطء وهو يقول )
- سأساعدها ( ولكنه عاد للجلوس بمكانه بعدم اتزان قائلا ) لِما اشعر بدوار هل تشعر بدوار روب
- اجل واشعر بالنعاس أيضا ( قال روب وهو يضحك )
- هيا أيتها الجميلة
- أحذرك من الاقتراب
هتفت بحدة وهي ترى بارت يقترب منها أن الوضع خرج عن السيطرة هنا وعليها المغادرة
- لا ترفعي صوتك بضيوفي ( قال أونيل بهدوء فصاحت به بغضب )
- اصمت أنت ولا تتكلم حتى ( ففتح مقلتيه جيداً بينما قال كريس ضاحكا )
- أنها تصرخ بك وأنت سيدها
فاخذ روب وبارت يضحكان وكأنه تم إلقاء دعابة ما فهمت يوليانا بالتحرك نحو الباب إلى أن بارت أسرع ووقف أمامها قائلاً
- لم العجلة
- ابتعد عن طريقي
- لا ستبقين
- هيا لا تكوني فظة ( قال روب وهو ينظر إليها بعدم تركيز واستمر ) سنجلسك برفقتنا هل يعجبك الأمر ولا باس سنعطيك بعض النقود اليس هذا ما تسعين إليه
عقصت شفتها السفلى بقوة وهي تنظر إليه وقد كادت الدماء تسيل منها وتحركت نحوهم قائل باشمئزاز
- أتعلم ما ارغب به أيها السيد
وأمسكت طبق الطعام الكبير الموضوع في وسط الطاولة وقذفته بوجه روب مما جعل أونيل يتجمد في مكانه وبارت يطلق ضحكة مخنوقة مستمتعا وكريس يقول
- يا للهول .. ولكني اغفر لك
- أتفعل لنرى ماذا سيكون قولك بعد هذا
وأمسكت طبق الحساء ووضعته على رأسه وأسرعت بالتحرك إلى الخلف وأونيل يهب واقفا بعدم تصديق قائلا بحدة
- كيف تجرئين ( تراجعت إلى الخلف أكثر وعينيها لا تبتعدان عن أونيل وبارت الذي قال باستمتاع )
- تعجبني هذه الفتاة وسأحصل عليها
أخذى كريس يبعد الطعام الذي علق به دون تركيز وهو يتحدث بشيء غير مفهوم فهمست يوليانا بجديه لبارت متجاهلة أونيل الذي يعاني من الصدمة حتى هذه اللحظة
- أحذرك من الاقتراب
وأسرعت نحو المطبخ ولكنه تبعها فجرت بسرعة تريد الوصول إلى النافذة ولكن يده وصلت خصرها قبل أن تستطيع ذلك وحاول جذبها إليه فأخذت تتخبط وهي تصرخ ثم تناولت قدر الطعام ووجهة له ضربت قويه على رأسه ليترنح لثانيه متفاجئا قبل أن يقع على الأرض فأسرعت بالقفز من النافذة وهي تسمع صوت أونيل الذي يشتم وقد دخل لتو تلفتت خلفها وهي تبتعد لترا ظلا يقفز من النافذة ويتبعها وهو يشتم من جديد فأسرعت بالجري وتختط بئر الماء ولكنها توقفت بأنفاس مضطربة محدقة بالأشجار الكثيفة التي أمامها أين ستذهب فعادت بسرعة نحو بئر الماء وتناولت الدلو الممتلئ الموضوع على حافة البئر قائلة
- اقسم أني سأرشقك بالماء أذا اقتربت توقف
هتفت بذعر وقد خرجت الأمور من يدها وعليها إنقاذ نفسها فتوقف على بعد امتار منها وهو يتنفس بقوة قائلاً بعدم تصديق
- لقد تخطيتِ كل الحدود
- لست سوى سكير أنت ورفاقك فتخطي الحدود معكم هو الأمر الصائب
- أنت طويلة اللسان
- عليك تركي وشأني
- أنت مخطئة فلن افعل فأنت لا تعلمين مع من أوقعت نفسك
- مع سكير أترى أنا اعلم مع من
- لست سكرا
- آه بلا انظر إلى نفسك
قالت باشمئزاز لاعتراضه الغاضب وهي تنظر إليه من رأسه حتى أخمص قدميه بنفور فلمحها بنظرة قاتلة قائلا بجدية تامة
- أنا بكامل وعي يا ذات العينين الزرقاوتين
- اجل أنا واثقة من ذلك كثقتي من أن الشمس تشرق من الغرب .. لا تقترب ( صاحت وهي تراه يخطو نحوها واستمرت محذرة ) سأقذفه
- لن تجرُئي
- آه بلا أنا اجرؤ
- هل تعتقدين أن الأمر بهذه السهولة والى أين ستتوجهين بهذا الوقت
- إلى أي مكان يكون بعيدا عنك وعن رفاقك
- لن تستطيعي
قال وهو يخطو نحوها بسرعة فقذفت الماء الذي بدلو نحوه فرفع يده ليتفاداه فقذفت الدلو أيضاً وأسرعت بالجري بكل ما تملكه من قوة وهي تسمعه يشتم لارتطام الماء ثم الدلو به نظرت خلفها لتراه يتبعها ويزداد اقترابا منها فصاحت بذعر من مجرد فكرة أمساكة بها فأمسكت ثوبها بكلتا يديها كي لا تسقط وانحرفت بسيرها عائدة نحو الكوخ وهي تشعر به يقترب أكثر وأكثر منها كانت تنظر بذعر إلى الخلف وتسرع بالنظر أمامها متفادية ارتطامها بالأشجار وبسرعة كبيرة حلت رباط احد الخيول الأربعة المتوقفة أمام الكوخ وأسرعت بالجري وهي تمسك بلجامه بينما صاح أونيل
- توقفي أمرك بان تتوقفي
ولكنها لم تهتم لصياحه وأسرعت بركوب الخيل وطلبت منه الانطلاق بسرعة وهي تتنفس بصعوبة وتحدق خلفها لترى أونيل يقترب من الخيول وهو ينظر إليها لن يستسلم فك رباط خيله وصعد عليها ليتبعها مما زاد من خوفها سيصل إليها حاولت جاهدة الاختفاء بين الأشجار ثم نظرت خلفها وعندما رأت انه بعيد عنها لا يراها ترجلت عن الخيل وضربته ليسير مبتعدا واختبأت خلف أحد الشجيرات ومازالت أنفاسها تتلاحق ثم اختلست النظر إلى الخيل التي مرت بسرعة لترى أونيل يمتطيها مبتعدا فشعرت ببعض الراحة انها على الأقل ألان بأمان ولن يدرك أنها ليست على الخيل ألا بعد وقت خاصة بهذا الظلام أخذت تسير بين الأشجار على غير هدا وبحذر شديد وهي تتلفت حولها بقلق كلما سمعت صوتً أسرعت بالالتصاق بجذع شجرة وهي تسمع خطوات خيل تقترب منها بعد وقت من سيرها فأخذت تختلس النظر وقد عاد القلق الشديد ليتملكها وهي ترى أونيل يمسك بلجام خيلها ويجذبه ليسير خلفه وكان يلتف برأسه حوله فلتزمت مكانها وهي واثقة من انه لن يستطيع رؤيتها بهذا الليل وعندما تأكدت من ابتعاده عادت لتتابع سيرها ولكن بسرعة اكبر فلن تخاطر بان يتبعها من جديد أخذت تسير وتسير إلى أن رأت كوخاً يطل عليها فأسرعت نحوه بلهفة والإنهاك قد نال منها طرقت على بابه وعندما فتح الباب تراجعت إلى الخلف وهي تشاهد شاب طويل القامة يطل عليها لا مزيد من الرجال
- اجل ( تساءل الشاب بحيرة وهو يحدق بها ثم اطل برأسه بحيرة لينظر حولها قبل أن يعود إليها قائلاً ) أليس الوقت متأخرا على السير بمفردك هنا
همت بتراجع خطوة أخرى الا أنها لم تفعل وفتاة تطل لتقف خلفه متسائلة
- من هناك ماك
- لا اعلم ( تنفست يوليانا بعمق قائلة )
- ارجوا المعذرة لهذا الإزعاج ولكني احتاج إلى الوصول لمزرعة مارش
- أنها بعيدة من هنا هل حضرتي سيرا على الأقدام ( تساءل ماك )
- دعها تدخل ماك تفضلي .. الست قريبة جينا اجل أنت هي فلقد رأيتك اليوم بالقصر
اقتربت يوليانا منهما وقد أفسحة لها الفتاة لتدخل فنظرت إليها جيدا وهزت رأسها قائلة
- اجل عملت اليوم بالقصر ولكني لا أذكرك
- لا تقلقي أننا كثر وستعتادين علينا قريبا تفضلي بالجلوس
- من هي جيني ( سأل ماك شقيقته بفضول فقالت )
- أنها قريبة جينا جاءت للإقامة هنا
- ارجوا المعذرة هل استطيع الوصول إلى مزرعة مارش من هنا
- الوقت متأخر على السير بمفردك إلى هناك ( قالت جيني وأضافت ) الم تذهبي لتنظيف كوخ السيد
تجاهلت يوليانا قولها قائلة
- أريد الذهاب أيمكنكما مساعدتي
- لم لا تبقين هنا الليلة وغـ
- أريد العودة إلى مزرعة مارش وسأكون شاكرة أن قمتم بمساعدتي ( قاطعة جيني بإصرار وأضافت ) اعلم أن الوقت متأخر ولكن يجب أن أذهب
- سأوصلك ( قال ماك قبل أن يتناهى لها صوت امرأة مسنة وهي تتسائل )
- من هنا ماك
- لا احد ( أجابها ونظر نحو يوليانا مضيفا ) تفضلي
وأخذ يرتدي سترته فنظرت يوليانا نحو جيني متسائلة بقلق
- ألا ترافقينا ( ابتسمت جيني قائلة )
- لا تقلقي فأخي شاب ودود ( نقل ماك عينيه بينهما بحيرة قبل أن يتحرك نحو الباب فتبعته يوليانا وجيني تضيف ) أوصلي تحياتي لجينا
جلست بجوار ماك ملتزمة الصمت والعربة تسير بهما إلى أن قال أخيرا كاسرا الصمت بينهما
- أن المكان غير أمن هنا ففي الليل لا يعلم المرء من يتسكع بهذا المكان بسبب بعده عن البلدة
هزت رأسها بالإيجاب دون التحدث مما جعله يلتزم الصمت بدوره وما أن توقفت العربة قرب سياج المزرعة حتى ترجلت منها وهي تهمس بارتياح
- أشكرك حقا
- انتبهي إلى نفسك .. عمتي مساءً جينا
أسرعت يوليانا بالنظر خلفها لترى جينا التي تسير نحوهما قائلة بقلق
- أين كنت
- لقد أضاعت الطريق فأحضرتها
- اقسم أن قلقي قد وصل الحد الأقصى أشكرك مالك
- لا داعي لذلك .. عمتما مساءً
راقبت العربة وهي تبتعد فجذبتها جينا من ذراعها دون أن يفتها شحوبها قائلة
- ما الذي حدث لقد أرسلت جاك إلى القصر واعلموه انك ذهبتي لتنظيف احد الأكواخ .. ما بك
- أنا منهكة جدا جدا
- تعالي
جلست قرب المدفئة ووضعت جينا غطاءً سميك عليها ولكن ارتجافها لم يتوقف فقدمت لها كوباً قائلة
- اشربي هذا سيريحك ( تناولت الكوب الدافئ لتقربه إلى شفتيها لتتناول ما به بصمت فجلست جينا متسائلة وقد بدا القلق عليها ) ما الذي حدث لم تأخرت بهذا الشكل
نظرت نحو الأطفال النائمين تتأكد من نومهم جميعا ثم عادت نحو جينا وقصة عليها ما جرى بصوت منخفض , جلست جينا بصمت طال بعدما أعلمتها بما جرى وقد بدا وجهها شاحبا فهمست يوليانا
- اعلم أن تصرفي بهذا الشكل قد يسبب لك المتاعب .. لم أكن ارغب بحدوث هذا .. علي المغادرة من هنا هذا أفضل شيء
- إلى أين
- إلى أي مكان
- ليس بالقرار الصائب .. لابد وان السيد غاضب ألان
- لم استطع التصرف بطريقة أخرى كان الوضع لا يحتمل
- أدرك ذلك
- أن قصدت والده وأعلمته أتعتقدين انه قد يبعده عنا
- لا اعلم
- أفضل شيء هو مغادرتي لا أريد أن تتعرضي أنت والأطفال لأي مكروه بسببي
التزمت جينا الصمت بشرود للحظات قبل أن تعود للقول
- ما ارجوه أن يكون السيد أونيل عاقلا بما يكفي حتى لا يفتعل شيئا فالإشاعات تنتشر بسرعة هنا واعلم انه لم يسبق له أن ارتبط اسمه مع إحدى العاملات
ضمت يوليانا الغطاء جيدا عليها وعينيها معلقتين بنار المدفئة دون أن تعود للحديث , غفت بشكل متقطع دون الشعور بالراحة أو بالأمان وما أن أشرقت شمس الصباح حتى كانت جالسة وقد تورمت عينيها
- جينا مـ
- لا لا تتحدثي بهذا الأمر
- أنتِ لم تعلمي بماذا أريد محادثتك
- تريدين التحدث عن مغادرتك
- يجب أن اذهب
- دعي كل شيء على حاله وسنرى كيف سيمضي اليوم ثم نقرر ما نفعله أنا احتاجك هنا أكثر مما لو كنت بعيده
- بوجودي اسبب لك المشكلة تلو الأخرى
- أمي أمي ( قاطعهم صياح ويل الذي دخل إلى المنزل مسرعا مما جعلهما ينظران إليه وهو يستمر ) لقد حضر السيد
- أهو هنا ( قالت والدته بقلق بينما بدا الذعر على يوليانا )
- اجل انه يدخل من السياج انه يملك فرسا كبيرة جدا
- يا ألاهي ( تمتمت يوليانا وهي تقف فتحركت جينا نحو الخارج وهي تقول بجدية )
- ابقي بالداخل ولا تخرجي
أخذ قلبها ينبض ببطء وحذر فاقتربت بتوتر من الباب محاولة الإصغاء إلى ما يجري خارجاً , اقترب أونيل من المنزل وهو ينظر بترفع من فوق خيله إلى الوجوه المحدقة به أوقف خيله وهو ينظر إلى جينا قائلاً
- أين ضيفتك
أمسكت جينا كتفي روي الواقف أمامها بينما اخذ ويل يختلس النظر إلى أونيل من خلف والدته التي قالت مدعية
- ليس لدي ضيوف يا سيدي
حرك أونيل عينيه عنها ليجول بنظره بأرجاء الأرض وقد وقفت جيسي ورولان تتأملان ما يجري بصمت فعاد بنظره إلى المنزل ثم إلى جينا قائلاً
- أين قريبتك إذا ولا تقول لي انه لا يوجد لديك أقرباء
- في .. في الحقيقة سيدي أنا لا يوجد لدي أقرباء
- حقا .. هل تعتقدين أن لدي اليوم بأكمله لإفهامك عمن ابحث
عقصت يوليانا شفتها السفلى وهي تشعر بالذنب لتعرض جينا لغضبه بسببها
- في الحقيقة سيدي أنا متفاجئة لحضورك إلى هنا فأنت لم تحضر إلى هنا سابقاً
- ولما قد افعل أين هي صاحبت العينين الزرقاوين ( تسائل بنفاذ صبر واضح )
- آنت تعني ابنة آخ زوجي فيوليت
- اجل فيوليت ( قال بحدة فقالت جينا )
- لقد ذهبت للعمل البارحة في القصر ( بقيت عيني أونيل جامدتان على جينا ثم بدأتا تضيقان فأضافت ) اعتقدت أنها ما تزال هناك ماذا جرى سيدي فهي لم تعد بعد هل حدث لها مكروه ( قالت جينا بصوت متوتر وهي تراه يترجل عن خيله وقد بدا الغيظ عليه فحركت يدها خلف ظهرها وأخذت تشير بأصابعها ليوليانا لتبتعد عن الباب أسرعت يوليانا بالتراجع إلى الخلف ثم دخلت الغرفة الأخرى بسرعة وهي تسمع صوت جينا تقول وقد تخطى عنها أونيل متجاهلا إياها ) ماذا فعلت سيدي أن أن فيوليت فتاة جيدة لقد قال جميع من عملت لديهم هذا ( وأضافت وهي تتبع أونيل الذي نفض منديله الأبيض ووضعه على أنفه وفمه وهو يدخل إلى المنزل ) أن المكان لا يليق بوجودك كما أننا لم نقم بترتيب المنزل بعد ( استمرت جينا بالثرثرة بتوتر واضح بينما وقف في منتصف الغرفة وهو ينظر حوله باشمئزاز دون أن يبعد يده التي امسك بها المنديل عن فمه وانفه ثم تحرك نحو باب المطبخ وقف على بابه ونظر بداخله متجاهلا جينا التي استمرت ) عن ماذا تبحث قد أساعدك سيدي ( أسرعت يوليانا بالتراجع من جديد إلى الخلف وهي تتلفت حولها في الغرفة وقد تفاقم توترها توقفت عينيها على الحطب المخزن والمصفوف فوق بعضة فأسرعت نحوه لتحشر نفسها بينه وبين الجدار لن يستطيع رؤيتها هنا إلا إذا اقترب شعرت بقلبها يغادرها ولكن ليس من مخبئ أخر انتفضت على صوت باب الغرفة الذي فتح وتناهى لها صوت جينا المتوتر لأبعد الحدود والتي تتبع أونيل قائلة ) لو تعلمني عما تبحث ( تجاهلها من جديد ووقف ينظر بأرجاء الغرفة بينما تجمدت يوليانا لا تجرؤ على التنفس حتى ) سيدي أعلمني فقد استطيع مساعدتك ( ولكنه تجاهلها وتحرك خارجا من الغرفة وهم بالتوجه إلى الباب الخارجي ولكنه توقف وهو يرى معطفه فاقترب منه وامسكه ناظرا إليه باشمئزاز ثم قذفه من يده وتحرك خارجا دون التفوه بكلمة راقبته جينا وهو يمتطي خيله ويتحرك نحو السور مغادرا فأسرعت برفقة الأطفال إلى الغرفة قائلة ) لقد ذهب بحق الله كدت أموت قلقا عندما دخل إلى المنزل أين أنت
- عالقة هنا احتاج إلى المساعدة للخروج
اقتربت جينا منها وأمسكت يدها لتسحبها فوقفة يوليانا وهي تنفض ثوبها وتتنفس قائلة بتوتر
- ماذا قال
- لاشيء لا اعتقد انه سيتحدث عما حصل فسمعته ستزداد سوءً
- لا اعتقد انه يهتم أن زادت
- أن السيد رجل شرير اليس كذلك ( قال ويل مما جعل جينا تهتف )
- لا تتحدث بهذا الأمر
- ولكنه يخيف فيوليت وأنت أيضاً
- حسنا إلى الخارج هيا جميعكم
طلبت منهم وهي تشير بيدها فاخذوا يخرجون بتذمر بينما قالت يوليانا
- ماذا ألان هل سأبقى مختبئة
- ما أن يعود السيد سترانس من رحلته حتى اقصده لابد أن أتصرف
- أمي
- ليس ألان ( قالت جينا مقاطعة ويل ومضيفة ) الم اطلب منكم المغادرة
- ولكن أمي
- ما بك ويل لم لا تصغي إلى ما أقوله
قالت جينا وهي تنظر إليه بنفاذ صبر وقد وقف على باب الغرفة وكذلك يوليانا وهي تراه يشير بعينيه إلى الخارج فتحركت جينا وتبعتها يوليانا لتقتربا من باب الغرفة وتشاهدان أونيل يرتكز على باب المنزل يصغي إليهما وهو يحرك سوطاً بيده نقل عينيه بينهما دون أن تفارق وجهه النظرة الجادة بينما شحبت يوليانا وجينا التي ابتلعت ريقها وعجزت عن التفوه بكلمة نقل نظره بينهما من جديد ليوقفهما على يوليانا فاستقام بوقفته وأشار بيده التي يحمل بها السوط إلى الخارج فنظرت إلى جينا وهي تتحرك مرغمة نحوه عاجزة عن التفكير تماما لم يتحرك من مكانه إلا بعد أن تختط عنه إلى الخارج فأمسك بمقبض الباب وأغلقه خلفه على جينا وأطفالها بالداخل فنظرت يوليانا إليه وهي تعقد يديها محاولة الدفاع عن نفسها وإخفاء ارتباكها الذي تشعر به قائلة وهي ترفع ذقنها بترفع
- أكنت تبحث عني
لم يجبها بل ضرب السوط الذي يحمله بساقه مصدرا صوتا قويا جعل قلبها يقفز بداخلها فحاولت جاهدة البقاء جامدة في مكانها فقال بهمس حاد
- اتوقعتي خداعي بكل سهولة ( همت بإجابته ولكن تحريكه لسوط ليستقر تحت ذقنها جعل الكلمات تتلاشى وهو يضيف بصوتٍ خافت وعينيه مشتعلتان ) تنويان إذا التوجه إلى والدي ( ونقل عينيه بعينيها مستمرا بتهديد ) أتعلمين أن علم احد بما حصل بالأمس ماذا سأفعل بك وبها
بقيت عينيها جامدتان عليه لتقول بصعوبة رغم ادعائها التماسك
- تعلم إذا أن ما حدث كان مهيـ
زاد من ضغط السوط مما جعل رأسه يشتد على عنقها وهو يقاطعها قائلاً
- لم أطلب منك التحدث بل الإصغاء ( حركت يدها نحو السوط لتدفعه بعيدا عنها وهي تقول )
- أن غرورك لا يحتمل بحق
- أحذرك ( قال متفاجئا من قولها دون أن يفارق التهديد صوته مضيفا ) لن اسمح لك بالتطاول على أسيادك فما أنت سوا ( ولمحها بنظرة من رأسها إلى أخمص قدميها مضيفا بنفور ) عاملة تفعل ما يطلب منها ( والتمعت عينيه بتحدي مضيفا ) دعيني اسمع حرفا واحدا عما جرى
- لا تقلق سيد دلبروك فانا لن افعل ( قاطعته قائلة وهي تشعر بمعدتها تعتصر غيظا مستمرة ) فلا أرغب بأن تشاع حولي الأقاويل ولكني لا أعدك بأن لا أجيب عن أسئلة الفضوليين الذين سيطرحون الأسئلة الكثيرة حول سبب حضورك إلى هنا شخصياً
ضاقت عينيه وهو يقول
- على ما يبدو أنهم كانوا يقومون بتدليلك حيث كنت تعملين لذا سأحرص على أن تحضري بشكل يومي للعمل بالقصر
- آه وما الذي سيضمن لي بان لا أتعرض لأي عمل غير أخلاقي
رفع إصبعه نحوها مهددا وقد بدء يفقد أعصابه لذلك الكبرياء الذي تتحدث به وهو يقول
- لا تتجاوزي حدودك أحذرك فيكفي ما فعلته حتى ألان
- أنا لم افعل شيئا بالتأكيد
أرادت الصمت ولكنها لم تستطيع فالكلمات تتزاحم على رأس لسانها للخروج ولمفاجئتها امسك كوع يدها جاذبا إياها نحوه وهو يهمس بغضب
- من حسن حظك انك افلت بالأمس ( ونقل عينيه بعينيها الفزعتين مضيفا ) سيكون هناك يوما بيني وبينك فقط استمري بما تفعلينه وسأعجل بذلك اليوم
بدا الاستنكار بعينيها لقوله لتهمس وهي تسحب ذراعها منه وعينيها لا تفارقانه دون أن تفلح
- من تعتقد نفسك
- سيدك
- لست سيدي بالتأكيد
- لا تدعيني اثبت لك ذلك ( قال وهو يرفض إصرارها على مواجهته وترك ذراعها بنفور هاتفا ) مارش أين أنت ( ونظر إلى جينا التي أطلت وعينيها تتنقل بينهما بتوتر مستمرا ) علمي قريبتك بماذا تجيب عندما يحدثها سيدها وإلا لن تجدينها في دلبروك ( وتحرك نحو خيله مستمرا بتسلط ) فلتحضرا بشكل يومي للعمل بالقصر
وصعد عليه لامحا إياهما بنظرة نفور قبل أن يبتعد راقبته يوليانا وهو يبتعد ثم نظرت إلى جينا بعينين واسعتين قائلة
- ماذا يريد مني بحق الله أنا لا أريد أن اقترب منه أو من ذلك القصر ( بدى الأسى على وجه جينا مما جعلها تضيف ) اعتذر لتوريطك معي لم اقصد حدوث هذا ( تنهدت جينا بعمق وهي تهز رأسها بعدم رضا ثم تحركت لتدخل المنزل بصمت فوقفت يوليانا في مكانها ثم تحركت نحو جدار المنزل لتجلس قربه أرضا وتسند ظهرها عليه وهي تحتضن ساقيها أن أونيل لا يختلف عن اندرو ولكنها اكتشفت اندرو في وقت متأخر إنهما يسببان لها الأذى فهما سيئا التربية انها اليدي افردويت كيف يحدث لها كل هذا لما تجري الأمور معها بهذا الشكل دمعت عينيها هامسة لأنك جبانة
اجل أنت كذلك أن خوفها من مواجهة بايرون هو السبب لما يحصل لها ألان حركت رأسها نحو ويل الذي اقترب منها ببطء وجلس بجوارها وضم ساقيه إليه مقلدا إياها واظهر التجهم على وجهه فهمست ) لما أنت حزين
- لأنك وأمي حزينتان .. أنا أيضاً لا أحب السيد
وضعة يدها خلفه وجذبته نحوها لتقبله على رأسه هامسة بعينين دامعتان
- أنت فتى طيب .........
- ماذا فعلت لسيد فيوليت
تسائلت جيني في اليوم التالي وهي تجلس بجوارها وقد بدأن بغسل الثياب في الغرفة المليئة بالفتيات والثياب والأغطية وأحواض الغسيل الكبيرة فقالت يوليانا باقتضاب وقد حضرت هي وجينا منذُ ساعات الصباح الباكر ليبدأن العمل
- لما تعتقدين أني فعلت شيئا ( تأملتها جيني قبل أن تقول )
- أنت تخفين أمرا ما اليس كذلك
- ماذا تريدين مني
قالت بضيق وهي لا تبعد نظرها عما أمامها وقد ساءها ما يحصل لهما وضميرها يؤنبها كلما نظرت إلى جينا التي تعمل بصمت
- اتسائل فلقد سمعت انه طلب من ميغي أن لا تكون متسامحة معكما كما أني رأيتك تلك الليلة لم تبدي على ما يرام .. ما الذي حدث
- ذهبت لأنظف كوخ السيد وبعدما انتهيت غادرته فتهت في الغابة التي لا اعرف بها شيئا ووصلت إلى منزلكم ولقد قام شقيقك بإيصالي وبدا أن السيد لم يرق له عملي فطلب من ميغي ذلك
قالت ذلك وهي تعلم أن نصف ساعة كافية حتى يعلم جميع من يعمل بالقصر بهذا ألان .....
- كيف يدك
تسائلت باهتمام وهي تسير بجوار جينا عائدتان إلى المنزل وقد غابت الشمس تماما بعد نهار حافل لم تسمح لهما ميغي به بالتوقف خمس دقائق عن العمل فهزت جينا رأسها ببطء قائلة باقتضاب
- لا باس ستكون بخير
التزمت الصمت فجينا ليست على مايرام منذ الأمس وهي لا تحدثها ألا إذا وجهت لها الحديث فعادت لتقول
- منذُ حضوري والأمور تسوء
- لا تحملي نفسك الذنب فما كنت لا كون أفضل حالا لو تصرفتي بطريقة أخرى فقط أنا متعبة جدا
- أمي أمي
أسرع ويل بملاقاتهم واحتضن ساقي والدته بفرح لعودتهم فتسائلت جينا وهي تربت على رأسه حنان
- ما سبب هذا الاستقبال الرحب
- لقد احضر لنا جاك أشياء كثيرة
اشتدت ملامح جينا وتحركت مبتعدة عن ويل لتسير بخطوات واسعة نحو المنزل فتبعتها يوليانا بقلق وهي تقول
- ما بك
- ارجوا أن لا يكون ورطنا بمشكلة جديدة ( نظرت جينا فور دخولها إلى المنزل إلى الخضراوات الموضوعة على الطاولة ثم إلى جيسي التي بدأت بتقشير البطاطا فتسائلت وهي ترى روي ورولان وروني منشغلون بالعب بالحجارة الصغيرة ) أين جاك
- أنا هنا ( اطل جاك وهو يمسح شعره وقد استحم فتسائلت جينا وهي تقترب منه بعصبية )
- من أين أحضرت هذه ( بدا الاستغراب على وجه جاك لعصبية والدته وقال )
- لقد عملت وحصلت عليها مقابل ذلك
- عملت
- اجل عند السيدة ادمز ولقد أرسلت معي المناديل البيضاء تريد أن تقومي بالتطريز عليها وتقول أنها تريد أن تطرزي عليها شيئا مختلفا عما فعلته العام الماضي
بدت الراحة على وجه جينا ونظرت إلى يوليانا قائلة وهي تسير نحو الطاولة
- لقد جائوا في وقتهم فنحن بحاجة للمال ( وتناولت كيساً من القماش الخشن لتخرج منه مناديل بيضاء تأملتها بارتياح وأعادتها إلى الكيس وهي تقول ) سأعد لكم طعاما شهي .. أعطني جيسي أنا سأتابع عنك هيا أعلموني ماذا فعلتم اليوم
اقتربت يوليانا لتساعدها رغم أن ساقيها لا تقويان على حملها بعد هذا النهار المتعب بينما اخذ الأولاد يتحدثون عما فعلوه وهم يتداخلون بالحديث ويضحكون ويتشاجرون مما جعل الراحة تنسل إلى يوليانا وهي ترى سعادة والدتهم وهي تصغي إليهم.......
- ما الذي تعنينه بان لا اذهب معك
- لا تذهبي فقط هذا ما أعنيه
- لقد جننت فيوليت
- لا لم افعل بعد
- بلا عزيزتي ( قالت جينا وهي تسير معها في صباح اليوم التالي رغم اعتراض يوليانا واستمرت ) أنت لا تعلمين ماذا سيحصل أن لم ننفذ أوامر السيد
- السيد السيد بحق الله جينا أن يدك لن تشفى أبدا أن استمر الأمر بهذا الشكل سأعلمهم انك متوعكة
- لا يهمهم الأمر كما انه ليس من الجيد أن نزيد نقمة السيد علينا ألان
- أترين ذلك الذي ندعوه سيد انه لا شيء فهو مجرد شاب فاسد أغرقه الدلال
- توقفي ( أسرعت جينا بالقول واستمرت ) لا تتفوهي بهذه الحماقات والا سمعك احدهم ولن يكون الأمر جيدا
أخذت يوليانا تتمتم بغيظ
- اجل لا يجب أن يسمعني احد أنا اكره هذا
قالت ذلك وأخذت نفسا عميقا بضيق فقالت جينا وهي تتأملها
- لابد وان ليلتك كانت سيئة
هزت رأسها لها بالإيجاب وما أن وصلوا لقصر حتى أشارت لهم ميغي قائلة
- اذهبا إلى الجهةة الخلفية أن كلير هناك ساعداها بعملها ( تحركت جينا ولكن يوليانا لم تفعل قائلة )
- أين أجد السيد أونيل ( وقفت جينا ونظرت إليها بينما عقدت ميغي بين حاجبيها متسائلة )
- أين تجدين السيد ولم تحتاجين إلى إيجاده ( أمسكت جينا ذراعها هامسة بقلق )
- تعالي ( ولكن يوليانا ابتعدت عنها قائلة بإصرار )
- أريد رؤيته ( لمحتها ميغي بنظرة متفحصة قبل أن تنظر نحو جينا قائلة )
- أين كانت تعمل بالتحديد قبل حضورها إلى هنا
- اعذريها ميغي تعالي معي فيوليت
- لا أريد .. أريد رؤية السيد
- انه نائم وأنا على ثقة من انه سيكون مشغولا بمقابلته أناس ذو أهمية لذا لن تجدي لنفسك مكاناً
ضمت يوليانا شفتيها من سخرية ميغي منها ثم قالت بإصرار
- عليك أعلامي متى استيقظ
وتحركت مع جينا التي همست لها بينما فتحت ميغي عينيها جيدا محدقة بها
- ما الذي فعلته أين تعتقدين نفسك
- ليس أنت أيضا فأنا اعرف ما افعله
- لا اعتقد انك تعرفين
قالت جينا بقلق فلتزمت يوليانا الصمت وبدأتا بالعمل إلى أن أصبحت العاشرة توجهت إلى المطبخ ومنه إلى الصالة تريد الوصول لغرفة الطعام ولمفاجئتها ظهرت ميغي أمامها متسائلة
- ماذا تفعلين هنا
- جئت لرؤية السيد
- ألا تفهمين ما أقوله لك هيا أسرعي بالعودة إلى عملك لم يبقى على السيد سوى مقابلتك أنت هيا أسرعي لدينا الكثير من العمل
- ليس قبل أن أرى السيد ( قالت بإصرار وعناد )
- يا لوقاحتك كاتي ليز ( نادت ميغي لفتاتان أسرعتا بالظهور فاستمرت ) ارمياها خارجا ولتحرصا على عدم دخولها إلى القصر وليكن عملها خارجا فانا لا احتاج إلى متمردات هنا
- آه فلتجرؤ أحداكن على لمسي
قالت بسرعة وهي تتراجع عند اقتراب الفتاتان منها بينما قالت ميغ وقد نفذ صبرها
- لا ترفعي صوتك هيا أخرجاها ( أسرعت الفتاتان لتمسكان بها إلا أنها استدارت وعادت نحو المطبخ بسرعة لتلتف حول المائدة وهما خلفها وتسرع بالعودة إلى الصالة لتظهر ميغي أمامها من جديد فأسرعت بتخطيها لتقول ميغي للفتاتان بسرعة وهي تراها تتوجه بسرعة نحو غرفة الطعام ) لا تدعوها تفلت منكما
أسرعتا خلفها بينما فتحت الباب بسرعة ودخلت لتتجمد وسط الصالة محدقة بأونيل الجالس على رأس المائدة وعمته الجالسة بجواره وقد حدقا بها بدهشة بينما توقفت الفتاتان بتوتر على الباب فقال أونيل مستنكرا
- ما الذي يجري هنا
بدا الاضطراب على ليز وكاتي وتبادلتا النظرات بقلق بينما تململت يوليانا في وقفتها ونقلت نظرها عن أونيل إلى السيدة مارغريت قائلة بارتباك
- لقد .. كنت أريد رؤية السيد و .. ولكنهما حاولتا منعي
- طلبت منا ميغي منعها من الدخول
أسرعت كاتي بالقول فحرك أونيل نظره بينهم وقد اتسعت عينيه وقبل أن يتحدث قالت مارغريت متسائلة بحيرة
- لِما تريدين رؤيته
ثبتت عيني أونيل عليها دون أن تخلوا من التحذير فعادت نحو مارغريت قائلة
- كنت أريد أن يسمح لقريبتي بعدم الحضور يوميا للعمل هنا
- قريبتك
- اجل فلقد طلب منا السيد الحضور للعمل هنا بشكل يومي وقريبتي لديها إصابة بيدها لا تسمح لها بالعمل ولكنها ترفض عدم الحضور خوفا من غضب السيد أونيل ( ونظرت إليه مستمرة بينما عينيه قد أغمقتا بشدة ) لهذا طلبت رؤيته وأنا على ثقة من كرم أخلاقة وعدم رفضه لذلك ولكنهم منعوني من الدخول .. ستسمح لها بعدم الحضوراليس كذلك
وأمام صمته التام وعينيه مازلتَ محدقتان بها بتجهم حركة حاجبيها له متحدية إياه أن يرفض وقد شكرت الله لوجود عمته هنا فعينيه الناظرتان إليها لا تنبئانها بالخير ولكنها لن تستسلم ولم يفت مارغريت تصرفهما فنقلت نظرها من يوليانا إلى أونيل قبل أن تتسائل بحيرة وفضول
- ما السبب الذي جعلك تطلب منهما العمل بشكل يومي هنا
- لدينا نقص بالعاملات ( تمتم بجمود تام )
- ومنذُ متى وأنت تهتم بهذه الأمور كنت اعتقد ميغي من تفعل
- إنها كذلك ( أجاب عمته وأضاف ليوليانا بنفس الصوت البارد ) بما أني وعمتي نتناول الإفطار فسنؤجل هذا الأمر وسأتغاضى عن هذا الدخول الفوضوي والذي احذر من تكراره
- لا باس بني ( قالت مارغريت وعادت نحو يوليانا مضيفة ) ما اسمك
ترددت قليلا قبل أن تقول
- فيوليت
- حسنا فيوليت سنسمح لقريبتك بعدم الحضور للعمل ( بدا عدم الرضا على أونيل وعمته تستمر ) وذلك لأني أحببت اهتمامك وحرصك عليها ولكن ما أن تسترد عافيتها عليها العودة للعمل
أمسكت يوليانا ثوبها وانحنت قليلا باحترام لمارغريت وهي تقول
- اشكر لطفك سيدتي واعتذر عن طريقة دخولي
واستدارت تريد المغادرة ثم شعرت بالدماء تصعد لوجهها وهي ترى كاتي وليز تراقبانها ما كان لها تقديم التحية بهذا الشكل ولكن بحق الله أنها تفعل ذلك دون قصدا منها أسرعت بالمغادرة بينما تابعتها مارغريت بحيرة ثم نظرت إلى أونيل وهي تعود لطعامها قائلة
- انها تترك انطباعا غريبا ( عاد نحو طبقة متجاهلا قول عمته والغيظ يتأكله لِجُرأتها )......
- أنتِ جادة
- اجل هيا غادري ( قالت لجينا ونظرت إلى ميغ التي جاءت خلفها والضيق باديا على ملامحها مستمرة ) أن أردتي التأكد يمكنك سؤال ميغي
- أحقا يمكنني المغادرة
- اجل أما أنت فهناك حساب بيني وبينك فلا أحد يتخطاني أبدا هنا ولن تبدئي أنت أن ليزا بغرفة الخزين توجهي إليها ونفذي ما تطلبه منك وسأمر عليك لتأكد من عملكن وما أن تنتهي تأكدي انه سيكون هناك المزيد من العمل
ولمحتها بنظرة وتحركت متخطية عنهما فهمست جينا بقلق
- لقد أوقعتي نفسك بورطة ما من أحد يرغب بإثارة غضب ميغي أنها لن تدعك وشأنك حتى لا تعودي قادرة على الوقوف على قدميك
- لا باس هيا غادري ( تنهدت جينا قائلة )
- سأفعل هذا أكثر مما كنت أتوقعه أراك في المنزل واحرصي على نفسك ........
- صباح الخير
همست جينا بصوت منخفض وهي تراها تفتح عينيها بنعاس فتحركت جالسة رغما عنها وإلا أنها لن تصحو أسندت ظهرها على الحائط خلفها بإعياء لتقول وهي ترى جينا تقوم بتطريز
- كم انهيتي منها
- خمسة عشر .. أنت مرهقة
- اجل مرهقة جدا
- لقد كنت تتألمين طوال الليل
- لم اعتقد أن العمل مرهق بهذا الشكل وميغي لا رحمة لديها أنها لا تتركني وشأني
- والسيد
- السيد ( همست بحيرة قبل أن تستمر ) أنا لم أره منذ ذلك اليوم سمعت الفتيات يقلن انه غادر دلبروك .. اشعر كأني عملت دهرا أتعلمين علي التحدث مع السيدة مارغريت علها تسمح لي أيضاً بالمغادرة فلم أعد قادرة على الاستمرار
- أتجرؤين على فعل هذا
- ولِما لا انها تروق لي اجل تذكرني بـ ( توقفت عن المتابعة وقد أدركت ما كانت ستقوله فاستمرت وهي ترى جينا تنظر إليها ) سيدة عملت لديها كانت لطيفة وودودة جدا
- ولكنها في النهاية من عائلة دلبروك .. كدت أنسى لقد عادت مارجو ( أضافت وهي تقف ففتحت يوليانا عينيها جيدا وقد استيقظت كل حواسها ألان وراقبت جينا وهي تحضر مظروفا من تحت الأغطية لتقدمه لها تناولته منها وقلبها يتسارع لتفتحه بسرعة وتسحب الورقة التي به لتقرأها (( عزيزتي أنا عاجزة تماما عن وصف سعادتي لقراءة رسالتك والاطمئنان عنك أن لدي رغبة كبيرة في البكاء ألان ولكن علي أن اطلب منك البقاء حيث أنت فالوضع هنا سيء جدا وقد جن جنون بعض الأشخاص لغيابك الطويل وسمعت مؤخرا أنهم يشيعون أنهم في قلق من أن تكوني قد تعرضتي لحادث أثناء عودتك وانك فارقت الحياة فغيابك واختفائك لا مبرر له سوى هذا عزيزتي أن حضورك ألان ليس مناسباً رغم رغبتي الشديدة لرؤيتك ولكني عاجزة عن إيجاد حل مناسب اقترحه عليك لقد حاولت معرفة مكانك من الرجل الذي أوصل الرسالة ولكنه نفى معرفة مرسلها اعذريني أنت تعرفين فضولي لم استطيع عدم سؤاله أرسلت لك القليل من المال لم أجرؤ على إرسال مبلغ كبير خوفا من عدم إيصاله لك علي إعلامك أن هناك من يدير كل أمورك بعد وفاة من كان يفعل وبابتعادك جعلتي هذا سهلا له لهذا يهمه أن لا تعودي واعتقد انه يسعى لذلك فاحرصي على نفسك جيدا أنا بانتظار رسالتك المقبلة لأعلمك بالجديد فلقد أرسلت بطلب مايك للحضور لطلب المساعدة منه وعندها فقط سأطلب منك العودة إلى هنا لن أخذلك هذه المرة أعدك بهذا )) حدقت بهذه الكلمات بخيبة أمل كبيرة ثم أغلقت الورقة ما كان لها أن تضع أمالا كبيرة أن بايرون سعيد بغيابها ولكن ليس هذا التصرف السليم عليها استعادة ما أخذه منها عليها التصرف
- لا تبدو أخبارا جيدة ( نظرت إلى جينا التي أخرجتها من شرودها وأضافت وهي تقدم لها كيسا صغير ) أحضرت مارجو هذه القطع النقدية أيضاً
- دعيها معك أنا لا احتاجها
- لابد وأنها تملك بعض المال حتى ترسل لك هذه
قالت جينا وهي تضع الكيس بجوار المناديل فقالت يوليانا
- كنت أعطيها بعض النقود عندما تحتاج وهي ترد لي الجميل .. علي الذهاب وإلا وجدت ميغي هنا......
- أنها أوامر ميغي
- لن أفعل أن أردتي فلتنظفيه أنت أما أنا فلن افعل انه انه .. مقرف جدا
نظرت إليها جيني قائلة بسخرية وهي تحاول تقليد صوتها
- مقرف جدا .. انه كذلك ولكن منذُ متى ونحن نهتم
- أنا أفعل
- آه نسيت فأنت تعتقدين نفسك شيئا مختلفا ( واستمرت بتذمر وجدية وهي تنحني وتبدأ بتنظيف ممر الحظيرة المليئة بالأبقار وأخذت تنظف الروث مستمرة ) لا وقت لدي لتجادل معك علينا الانتهاء من هذا والا غضبت ميغي مني وبالتالي لن تعطيني في آخر الشهر إلا نصف قطعة نقدية
- اعتقدت أنكم لا تحصلون على اجر
- إننا نعمل بشكل دائم هنا لذا فالأمر مختلف معنا .. هيا ساعديني
هزت رأسها بالنفي وهي تقول بصدق
- لا استطيع ( وتحركت خارجة من الحظيرة لتتوجه نحو القصر عليها إنهاء الأمر )
- إلى أين ( تساءلت كاتي وهي تراها تدخل إلى المطبخ وتتخطى عنها فأجابتها دون أن تتوقف )
- إلى الداخل ( وعندما شاهدت ميغي تقف في طريقها استمرت ) لن نعود لذلك
- غير مسموحا لك بالدخول إلى هنا لذا ستغادرين
- ليس مرة أخر ( تمتمت وهي ترى ميغي تعقد يديها أمامها قائله بإصرار )
- لدي أوامر مشدده من السيد ببقائك بعيدة عن القصر
- هل هو هنا
- لا
- إذا أريد رؤية السيدة مارغريت ولا تقولي لي لا
- ولكني سأفعل فلن تدخلي إلى هنا ( لمحتها يوليانا بنظرة شاملة وهي تقول )
- لا تهدديني وابتعدي عن طريقي
- كاتي ( قالت ميغي فنظرت يوليانا إلى الخلف لترى كاتي تقف خلفها فعادت نحو ميغي متسائلة )
- هل تريدين أن نعود للجري
وقبل أن تتم كلماتها أمسكتها ميغي بسرعة وأسرعت كاتي من الخلف لتمسكها من شعرها أخذتها المفاجئة للوهلة الأولي ثم أخذت تتخبط محاولة الإفلات من يديهم وأخذت تركلهما بيديها وساقيها وهما تحاولان سحبها بقوة إلى الخارج وهي تصرخ بهما دون فائدة فثبتت قدميها بالأرض محاولة مقاومتهما ورفعت يديها نحو يدي كاتي المحكمتان على شعرها دون فائدة فدفعهما لها أقوى مما تستطيع مقاومته فقالت ميغي
- إلى الخارج ولا تدعيني أراك هنا مرة أخرى
ودفعتها إلى الخارج بقوة لتسقط على جنبها أرضا نظرت إلى نفسها بذهول تام ثم رفعت نظرها نحو كاتي وميغي التي تنفض يديها وقد آلمها جسدها لهذه السقطة وترقرقت الدموع بعينيها لهذه الإهانة إلا أنها رفضت هذا الشعور وتحركت واقفة بغيظ وهي تسير نحوهما قائلة
- سأدخل شئتما أم لا
أسرعت كاتي نحوها لتمنعها من الاقتراب إلا أنها رفضت بعناد وحاولت دفعها ولا تعلم كيف أصبح عدد من الفتيات حولهم بعضهم يبعد كاتي والبعض الأخر يبعدها
- ماذا يحدث هنا
عم الهدوء فجأة في المكان بعد قول أونيل ذلك وهو ينظر إليهم فوقفت يوليانا جيدا وهي تحاول الآفلات من يدي الفتيات التي امسكنها وأخذت تنفض ثوبها وقد احمر وجهها بشكلً كبير بينما أخذت الفتيات بالتراجع بقلق فنظر أونيل إلى ميغي وكاتي بحدة قبل أن ينظر نحو يوليانا قائلا لرؤيتها
- أنتِ مرة أخرى ما الذي يجري هنا ميغي
- أن تلك الفتاة لا تصغي أبدا وهي لا تنفذ ما يطلب منها سيدي كمـ
- بل أفعل ولكن أنت لا رحمة لديك ( قالت رافضة قول ميغي ومضيفة باستنكار وبعينين تلتمعان لتجمع الدموع بهما للأهانة الكبيرة التي تشعر بها ألان وهي تنظر إليه ) لقد تعرضت لتو لضرب على يديهم أني حتى لا اصدق ذلك ( بقيت عينيه جامدتان عليها لقولها فأضافت ) أن هذا التصرف غير لائق فتهجمهما علي بهذا الشكل غير مقبول أبدا
- لقد أعلمتها سيدي ( قاطعتها ميغي مما جعله ينظر إليها ببطء وهي تستمر ) انك طلبت عدم دخولها للقصر ولكنها لا تصغي
- بل أفـ
- توقفا ( قال أونيل بحدة مما أصمتهما ونقل نظر بينهما وهو يستمر ) لن أقف هنا واحل مشاكلكن ميغي أنت مسئولة أمامي عن أي فوضى تحدث هنا وان تكرر هذا الأمر لن يكون هذا لصالحك .. هل كلامي واضح
- اجل سيدي
قالت ميغي فنقل نظره عنها إلى يوليانا التي تنظر إليه وأمام صمتها أضاف بحدة وعينيه لا تفارقانها
- فل تذهب كلا منكم إلى عملها ( تحركت يوليانا تريد المغادرة فأضاف ) ليس أنتِ ( توقفت في مكانها وعادت لتنظر إليه بقلق بينما أخذت الفتيات بالابتعاد وأسرعت ميغي بتردد إلى المطبخ فحركت يوليانا نظرها بعيدا عنه وهي تلاحظ أن عينيه لا تفارقانها وقد بدا الغضب جليا عليه ) لأول مرة أرى شيئا كهذا ( عادت لتلاقي عينيه عند قوله ذلك واستمر ) أن جرأتكِ لا توصف لا تعتقدي أني سأقف واصفق لك لم اسمح لك بمقاطعتي ( أسرع بالقول بحدة عندما همت بمقاطعته وأضاف ) أن تكرر دخولك إلى القصر لا أعدك أن تصرفي سيكون جيدا وان تكررت وقاحتك أعدك أن لا تبقي يوما واحدا في دلبروك
- انـ
- لم اسمح لك بالحديث ( عاد لمقاطعتها بحدة وعجرفة مما جعل صدرها يضيق منه وهو يستمر ) دخولك إلى القصر ممنوع محادثتك مع احد غير العاملات هنا ومجادلاتك المستمرة لميغي أمرا مرفوض أن لم يرق لك هذا عودي من حيث آتيتي فوجودك هنا نحن نقرره وهذهِ أخر فرصة أمنحك إياها أن رأيتك ولو بالصدفة أمامي مرة أخرى ستغادرين دون أن اطلب منك ذلك وإلا خرجتي أنت وعائلتك من هنا هل كلامي واضح
ابتلعت ريقها وقد ساءها تهديده وأمام تحديقه وانتظاره هزت رأسها ببطء هامسة
- اجل
- هل قلت شيئا ( قال بجدية مدعي عدم سماعها فرفعت صوتها قائلة )
- اجل لقد فهمت ما تريد مني فهمه
- ارجوا ذلك
تمتم بعدم رضا ولمحها بنظرة بطيئة ثم تحرك عائدا من حيث أتى وهو يسير بشموخ فضربت الأرض بساقها بغيظ ثم رفعت يدها إلى شعرها الذي تناثر وأخذت ترتبه وهي تسير بتجهم لقد تعرضت لتو لضرب والاهانة الكبيرة وها هي لا تفعل شيء إلا الرضوخ للأمر .
- لقد جاءت جيني اليوم
نظرت إلى جينا التي قات ذلك قبل أن تعود نحو نار المدفئة وهي تقول
- لقد علمت ما حصل إذا
- اجل
قالت جينا باقتضاب فلتزمت يوليانا الصمت للحظات قبل أن تقول
- أنا لا اجلب سوى المشاكل اليس كذلك
- حضرت جيني لتحذرني .. فغضب ميغي ليس جيدا وغضب السيد ليس بالأمر السهل لم يسبق لأحد أن تصرف بهذا الشكل وأنا قلقة من السيد لا أريد أن تتعرضي لأي سوء كما .. أني لا أريد أن أتعرض والأطفال لغضبه فبعد دوناند ليس لدينا مكان نذهب إليه ولا يمكننا الاعتماد الا على أنفسنا فأن أراد السيد طردنا يستطيع ذلك بسهولة
- اعلم .. أنا آسفة لقد اعتذرت كثيرا مؤخرا ولكني لا استطيع ليس الأمر بيدي فليس من السهل علي التأقلم بهذا الوضع أنا أحاول لا أريد أن تصابي أنت والأطفال بمكروه أعدك أن أتعقل لقد نظفت روث الأبقار اليوم أنا أحاول اقسم أني أحاول
رفعت جينا عينيها عن ما بيدها ونظرت إليها باستغراب ثم عادت نحو عملها وهي تقول
- أنت غريبة التصرفات وفي بعض الأحيان اشعر انك لا تنتمين إلى عالمنا حتى.........
- من هذه
تسائلت يوليانا بفضول وهي تقوم بجمع الغسيل عن الحبال برفقة ميلي وقد شاهدت فتاة تسير من بعيد وهي بغاية الأناقة
- إنها اليدي لورين لقد حضرت لاستقبال السيد سترانس فهو سيصل عصر اليوم
- هذه هي اليدي لورين إذا
- أنها جميلة اليس كذلك ( تأملتها يوليانا ناقلة عينيها من شعرها الذهبي الجميل إلى ملامح وجهها الرقيقة لا تبدو اكبر منها بكثير عادت بنظرها إلى ميلي التي استمرت ) السيد سترانس يريد من السيد أونيل الزواج منها
- وأين هو السيد أونيل
-لا احد يعلم أين يختفي انه لا يتواجد بالمنزل الا نادرا وخاصة بغياب السيد الكبير .. هناك الكثير من الأقاويل التي تشاع حوله فقد يكون في براغ أو في أي مكان أخر
- هذا أمراً مطمئن ( تمتمت بصوت بالكاد سمعته هي ثم عادت نحو اليدي لورين التي تسير بالحديقة مضيف ) لِما لا يرغب بالزواج منها
نظرت ميلي إلى حيث تنظر يوليانا قبل أن تقول
-لان والده يريد ذلك أن السيد ووالده لا يتفقان أبدا .. ويقال أن اليدي لن تمانع أن تقدم لخطبتها
أضافت ميلي وهي تحمل بعض الأغطية البيضاء وتبتعد بينما شردت يوليانا وهي تتابع عملها......
- لا تنسي إعلام جينا بالحضور غدا ( بادرتها جيني وهي تقترب منها لتغادر برفقتها مستمرة ) ستقام مأدبة عشاء لأفراد عائلة دلبروك وبعض الأصدقاء الذين سيصلون برفقته اليوم وأعلمتنا ميغي بضرورة إعلام جميع الفتيات
هزت رأسها بالإيجاب وهي تشد وشاحها الخفيف حول كتفيها من شدت البرودة
- عمتما مساءً
نظرتا معا إلى ماك الذي أوقف العربة بجوارهما فهزت يوليانا رأسها له بينما أسرعت جيني بالصعود بالعربة وهي تقول
- من الجيد انك حضرت فالبرد شديد
- اصعدي فيوليت سأقوم بإيصالك ( قال ماك وهو يبتسم لها فأسرعت بالقول )
- لن اعترض ( وصعدت لتجلس بجوار جيني وهي تضيف ) ساقاي لم تعد تحملاني........
- تبدين منهكة ( قالت جينا وهي تتأملها )
- أنا منهكة جدا طوال النهار اعمل أن ميغي تكرهني بشدة
- وماذا بشأن السيد
- من الجيد أني لا أراه .. هل تنوي مارجو العودة إلى جرترود
- لم اسألها هل تريدين إرسال رسالة أخرى
- كنت .. أفكر بمرافقتها
- إلى جرترود لكن لِما ستذهبين إلى هناك
التزمت الصمت بعد سؤال جينا لتعود بعدها للقول بشرود
- لم يعد الأمر محتمل احتاج إلى الذهاب إلى هناك أن أعلمتكِ أنها ستذهب أعلميني
- أنت لا تفكرين من جديد بالمغادرة أتفعلين
- أنا أفكر بالكثير ولكن لا لن أغادر عما قريب ولكني قد أرافقها وأعود أنا احتاج إلى ذلك
- وأنا لن اسمح لك بالمغادرة من هنا إلا إلى منزل زوجك
- منزل زوجي ( قالت يوليانا ما بين الضحك والمفاجئة من قول جينا وأضافت ) لن اخرج من هنا إذا
- من قال هذا
- من سينظر إلي وأنا بهذا الشكل
- أنت لا ترين إذا حسنا ما رأيك بماك
- ماك
- اجل انه معجب بك
- وكيف علمت بذلك
- من طريقته بالنظر إليك الم تلاحظي
- لا أنت تتوهمين
- حسنا سنرى
عقدت يوليانا حاجبيها هامسة ماك ثم هزت رأسها لم يبقى سوى هذا........
كان اليوم التالي حافلا منذُ الصباح بينما انشغلت جينا بالداخل استمرت يوليانا بالعمل خارجا مع إصرار ميغي على عدم دخولها للقصر
- الطقس اليوم جيد
قالت مريال وهي تنظر إلى السماء وقد وقفت بجوار يوليانا التي سحبت دلو الماء من البئر وهي تقول
- أفضل من الأمس أن كنت تقصدين هذا .. أنا متعبة جدا الستِ كذلك
- اجل ولكنها الخامسة فقط مازال أمامنا الكثير
- الكثير
همست وهي تجلس على حافة البئر وأخذت تحدق بالعربات المتوقفة أمام باحة القصر قبل أن تتحرك لتحمل الدلو عند رؤيتها لأربعة رجال يتجولون بالحديقة وتتحرك مبتعدة لتتبعها مريال التي حملت الدلو الأخر وهي تقول
- السيد أونيل يأخذهم بجولة من الجيد أن يبدي اهتماماً بضيوف والده هل تعلمين أن اليدي لورين ستمضي عدت أيام هنا لقد حضرت برفقة والديها
وضعت يوليانا الدلو على باب المطبخ فأسرعت ليزا بالقول عند رؤيتها
- نريد المزيد لذا استمري بإحضار الماء بينما أنت مريال توجهي إلى ميغي فهي تريدك بالداخل
وضعت يوليانا يدها على خصرها لتأخذ نفسا عميقا قبل أن تهز رأسها بضيق وتنحني نحو الدلو لتتوجه من جديد نحو البئر وهي تلاحظ اقتراب الرجال منها فأخذت تسحب الدلو وهي تسمع أصواتهم التي تقترب أكثر
- أن الأرض شاسعة الا تفكر بالاستفادة منها
- لدي العديد من الأفكار ولكنها متوقفة في الوقت الحالي
- لما
- لا يرغب والدي بالتوسع فهو مكتفي من ما نجنيه من مناجم الفحم
تخطو عنها وهم مستمرون بالحديث بينما حملت الدلو وهمت بالتحرك ولكنها توقفت على قول احدهم وهو يسير نحوها بفضول
- ألا أعرفك
تجمدت في مكانها ثم نظرت بشكل آلي نحو صاحب الصوت بينما تابع أونيل والرجلان الآخران سيرهم فتوقف أونيل لملاحظته بروس الذي توجه نحو يوليانا فتابعه بعينيه رغم ادعائه الإصغاء إلى محدثه , هزت رأسها بالنفي ببطء وحذر وهي تمعن النظر بالرجل الواقف أمامها قبل أن تهمس وهي تخفض رأسها بتعمد متهربة منه
- لا لا اعتقد يا سيد
- تبدين مألوفة لي فلقد رأيتك منذُ بعض الوقت وأنت تقومين بنقل الماء وشعرت أني أعرفك ولكني ألان متأكد من أني رأيتك سابقا
هزت رأسها بالنفي وهي تتحرك لتتخطى عنه قائلة
- لا اعتقد وإلا لكنت تذكرت ذلك
فلاحقها بنظرة بحيرة والتفكير باديا عليه ليتوجه نحو أونيل ورفاقه فتساءل أونيل وهو ينقل نظرة عنه إلى يوليانا التي تخطو بسرعة عائدة نحو القصر
- ماذا هناك
حرك بروس رأسه بالنفي دون إجابته فعاد أونيل للإصغاء إلى الرجل الذي يحدثه بينما شحب وجهه يوليانا وهي تحاول تذكر أين رأته لقد رأته سابقا ولكنها لا تذكر أين من هو هذا الرجل وضعت يدها حول عنقها تتلمس عقدها المخفي تحت ثوبها أسيتعرف عليها لا إنها ابعد ما يكون عن حقيقتها ربما هذا ما جعله محتارا بأمرها عليها الابتعاد من هنا
- فيوليت ميغي تريدك بالداخل
غادرها قلبها عند قول ليز ذلك وأخرجها من شرودها فنظرت إليها قائلة
- غير مسموح لي بالدخول أم نسيت هذا ألان
- لا اعلم إلا أنها غاضبة لذا افعلي ذلك
نفضت يديها بتوتر وتختط عن ليزا إلى الداخل لترا ميغي التي كسا التجهم وجهها لتقول فور رؤيتها
- اذهبي لارتداء ملابسك كالأخريات وأسرعي بمساعدتهم بتحضير المائدة
توسعت عينيها قائله بحذر
- ولكن ليس مسموحا لي بالتواجد هنا ألا تذكرين
- إنها أوامر السيد
- ولكنه طلب عدم رؤيتي لذا لن أخاطر بالظهور أمامه
- السيد سترانس من طلب ذلك وليس السيد أونيل
تجمدت في مكانها لثانيه قبل أن ترمش قائلة لميغي المستائة
- أنت لستِ جادة
- لو كان الأمر بيدي لَمَا سمحتُ لكِ بالاقتراب من هذا المكان ولكني لا اعلم لما طلب السيد هذا
- ربما قصد جينا وليس فيوليت الم يقل التي تقطن بمزرعة مارش
قالت كاتي بحيرة فنظرت جينا الواقفة في المطبخ إلى يوليانا التي نظرت إليها بدورها فنقلت ميغي نظرها بينهما قائلة
- لقد قال التي تسكن بمزرعة مارش والتي دخلت مكتبة ذلك النهار لتنظف الزجاج المحطم إنها هي وليست جينا وألان ماذا تنتظري هيا تحركي وأحذرك من ارتكاب المزيد من الأخطاء وألا كان عقابك وخيما
وتخطت عنها مبتعدة بينما بقيت يوليانا جامدة في مكانها تفكر وتفكر فأخر ما تتوقعه هو هذا وقد يوجد بالداخل من قد تعرفهم إنها لا تستطيع احتمال رؤية احدهم لها وهي بهذا الشكل
- لا تفكري كثيرا لابد وان السيد علم بان السيد أونيل طلب من ميغي إبعادك وبما انه دائما يفعل عكس رغبات ابنه طلب ذلك لهذا لا تعطي الأمر أكثر مما هو ولا تعتقدي نفسك شيئا أخر فأنت لا تختلفين عنا بشيء
قالت كاتي ساخرة وهي تتخطى عنها رافعة رأسها بترفع....
- أرجوك كوني حريصة فميغي لا تنوي لك الخير
هزت رأسها بالإيجاب لجينا التي تناولها الأطباق وتنفست بعمق لتتحرك نحو الصالة بترقب متمنيه لو أنها لم تضطر إلى رفع شعرها وجمعة بهذا الشكل الذي ابرز ملامح وجهها ابتلعت ريقها وهي تطل على غرفة الطعام اختلست نظرة نحو سترانس الجالس على رأس الطاولة ثم إلى أونيل والرجال الثلاثة الذين كانوا برفقته في الخارج ومن ثم رجلان متقدمان بالعمر يجلس بجوارهم شاب لا يتجاوز الخامسة عشر اقتربت لتضع الأطباق بحذر وتتحرك مبتعدة وهي تتنفس الصعداء فأمامهم تجلس اليدي لورين ومارغريت وامرأتان إحداهما في العقد الرابع أما الأخرى فهي شابة يافعة تنفست بارتياح فهي لا تعرف احدهم ولكن ذلك الرجل لم يبعد عينيه عنها عندما كانت تضع الأطباق لو أنها تعرفه معرفة جيدة لتذكرت ذلك ولكن لقد رأته من قبل ولكن أين أين يوليانا يجب أن تذكري هذا
- هيا أسرعي
بادرتها ليزا وهي تدفع طاولة الطعام الصغيرة أمامها تجاهلت قولها وعادت لتتابع عملها وما أن انتهوا من نقل الطعام حتى انسحبت عائدة نحو المطبخ فلقد أصبحت تشعر بالارتياب وتعتقد أن الجميع يراقبها أم أن هذا ما يحصل حقا فلم يبعد أونيل أو ذلك الرجل وحتى سترانس عيونهم عنها كلما أطلت لتضع الطعام ما الذي يحصل همست لنفسها بتوتر لقلقها الذي يتنامى......
- شيلي .. كلير وفيوليت أسرعن لتنظيف غرفة الطعام إنهم يغادرونها
أسرعت الفتاتان بتخطي عنها فتبعتهم بدورها وهي تمسح يديها المبتلتين لتتخطى الصالة التي وقف بها سترانس برفقة بعضً من ضيوفه لتتوقف قرب باب غرفة الطعام لخروج أونيل ولورين
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)