- عليكِ الالتزام جوزفين ( همت بمقاطعتها الى انها لم تسمح لها وهي تستمر بجدية تامة ) لا نقاش بهذا الامر شئتِ ام ابيتي انت فردا من العائلة وعليك احترام هذا لا اريد ابدا ان ترى العائلات الاخرى اننا نعاني من سوء التواصل فيما بيننا اتفهمين ما اعني
- لا
- جوزفين ( نهرتها لقولها فرفعت كتفيها دون مبالة وهي تقول )
- ان لم يرق لك الامر بإمكانك تركي وشأني
حدجتها بنظرة طويلة وملامح وجهها المشدودة لم ترتخي قبل ان تتحدث بهدوء لم يدخل الراحة الى نفسها
- تصرفي اي تصرفا ارعن وستنالين عقابك .. عليك البدء بتحمل نتائج تصرفاتك ( لتستمر وهي تمد يدها نحو باب العربة وقد توقفت ) حاولي فعل عكس ما قلته وانت المسؤولة الوحيدة عما سيحصل ( بقيت جالسة في مكانها بعد مغادرة فيرا العربة محدقة امامها بتجهم لتسمع هتافها بعض قليل وهي تقول ) هيا انا بانتظارك
رفعت مقلتيها الى اعلا بضيق قبل ان تتحرك مغادرة العربة بدورها لتتبع فيرا التي سارت امامها ليدخلوا الى احد المنازل وهي تتلفت حولها لتتوقف عينيها على الممر الطويل الذي صف بجانبيه ابواب متعددة مفتوحة تحركت نحو فيرا التي دخلت الى احد الابواب لتتبعها بحيرة وهي تطل على مجموعة من السيدات المنشغلات بالحياكة وهن يتحدثن ليتوقفن مرحبين بهم فأشارت فيرا لها براسها لتجلس ففعلت ومازالت الحيرة بادية عليها وهي تلمح المكان
- هذه جوزفين ابنة شقيقي الاصغر ( قالت فيرا لسيدات وهي ترى تأملهم لجوزفين لتستمر لها وقد نظرت اليها ) انه معمل الحياكة الخاص بالسيدات بماكسويل هنا تقوم السيدات بحياكة الملابس منها ما يباع بماكسويل ومنها ما يباع خارجها انهن ماهرات بعملهن
فتحت عينيها جيدا وهي تطبق شفتيها وتهز راسها لعمتها بتفهم مصطنع فما الذي تفعله هنا لقد اعلمتها من قبل انها لا تجيد هذه الأمور , اخذت السيدات بتأملها بفضول قبل ان تتحدث فيرا اليهم مما جعلهم ينشغلن معها لتتأملهم قبل ان تتحرك عن مقعدها فأسرعت فيرا بالقول
- الى اين
- سأقوم بجولة في المكان
اجابتها وغادرة الغرفة لتجول بين الغرف الاخرى وقد تناثرت بها السيدات لتقترب من احد الاثواب وتتلمسه بإعجاب فعملهن متقن
- يروق لك ( بادرتها احدا السيدات فهزت راسها لها بالإيجاب وهي تقول )
- انه جميل جدا ومتقن
- يسعدني انه راق لك .. انت قريبة السيدة فيرا ( حركت راسها لها بالإيجاب فاستمرت ) تعلمين ان كانت تنوي ان تبقى المسؤولة عن هذا المكان ام ان ما سمعناها عن نيتها بالتنحي هو امرا صحيح
- لا اعلم ( اجابتها باقتضاب فعادت السيدة للقول )
- لم تحدثك عن اي من السيدات هنا تنال اعجابها اكثر من الاخريات
ابتسمت لسيدة فلو كانت علاقتها بها جيدة ربما كان لتبادلها هكذا حديث ولكن بما ان الحال مختلف عادت لتكرر
- ان عمتي لا تتحدث كثيرا عن امور العمل هنا .. أهذا النسيج من صنعكم ايضا
- اجل ( اجابتها السيدة بخيبة امل وقد فقدت حماسها الى انها سرعان ما عادت لتضيف )
- ادعى ويفري ان احتاجتِ لأي شيء هنا اسالي عني وسأقدم لك المساعدة
- هذا لطفا منكِ
- ااسطحبك بجولة
- اجل
اجابتها وهي تتحرك برفقتها متنقله بين الغرف المكتظة بالعاملات
- جوزفين هيا بنا
نظرت من فوق كتفها الى الباب الذي مرت من جواره فيرا مغادرة وهي تقول هذا لتهز راسها لويفري مودعة وتتبع عمتها لتبادرها ما ان انطلقت بهم العربة
- تديرين هذا المكان
- انه للعائلة .. يمكنك زيارته متى شئتي
- يدر دخلا جيدا
- لنا بشكل عام يعد جيدا ولكن الهدف منه ان يدر دخلا على العاملات به فبهذه الطريقة نساعد السيدات على توفير مصدر دخلا لهم ولعائلاتهم فجميع من يعمل به هن من يكون في حاجة لمصدر دخل فمنهم من زوجها مريض ومنهم من توفي ومنهن من تحاول رفع دخل الاسرة ونحن كعائلة مقتدرة ومالكة للكثير هنا من واجبنا ان نقدم لهم هذا فهم بالنهاية تحت رعايتنا
- ولكن ما فهمته ان هنا عائلات اخرا مقتدرة
- اجل والمنافسة عالية لذا علينا دائما اثبات وجودنا وبقوة .. اريد من ثيودور التقدم لراسة البلدة لهذا السبب حتى نبقى نحن في الطليعة
عادت بها ذاكرتها الى ثيودور وحديث عمته عن ذلك لم يبدوا متحمسا للأمر كعمتها خرجت من شرودها لتوقف العربة لتتبع فيرا بالترجل منها وهي تجول بنظرها حولها وبالمخازن الكبيرة التي امامها قائلة
- لما نزلنا هنا
- سأعرج على المخازن
- مخازن ماذا
تساءلت وهي تتبعها لداخل احداها محدقة بالعمال المنتشرين وبأكياس القمح المرصوصة فوق بعضها قبل ان تتوقف وهي ترى ثيودور يقف مع العمال لتنظر الى ظهر عمتها التي استمرت بالسير نحوه قائلة
- سأنتظرك بالخارج
همت فيرا بالاعتراض وهي تنظر نحوها ولكنها كانت قد استدارت عائدة بأدراجها نحو العربة فلا ترغب حقا برؤيته وقفت مستندة على العربة محدقة بالمخازن الممتدة امامها بشرود منتظرة عودة فيرا ، توقف ثيودور في مكانه وقد رافق عمته لتغادر وهو يرى جوزفين الواقفة قرب العربة لتتابع عمته حديثها وهي تقف ايضا ليصغي لها نظرت جوزفين نحوهم لتتعلق عينيها بعينيه الناظرتان نحوها في نفس الوقت فعاد نحو عمته التي تتحدث بينما تحركت بدورها لتصعد الى العربة وتنظر بالاتجاه المعاكس وما ان انهت فيرا حديثها حتى قال
- لا باس اتفقد الامور واعلمك
- ارجو ان تفعل ولا تنشغل عنه فهو ضروري
- لن افعل .. اراك في المنزل
وتحرك عائدا الى الداخل بينما تحركت نحو العربة لتنطلق بهم وهي تقول لإشاحة جوزفين بوجهها وادعائها تأمل ما بالخارج
- لما لم ترافقيني
- تحاولين تعريفي بأملاك ال ماردونز ( قالت متعمدة عدم اجابتها )
- اجل فانت فرد منا الان وعليك معرفة ما تملكه العائلة
- اهناك المزيد
- اجل سنقصد دارة الايتام الان لقد انشأها والدي منذ زمن طويل ونحن نحرص على استمرارها ودعم الاطفال حتى يصبحوا في عمر مناسب للمغادرة وبداء حياة جديد خارجه , استمرت فيرا بالحديث ولكنها لم تعد تصغي وقد شردت فلم تتخيل ان عائلتها تهتم بهذه الامور وهي لمسة جيدة منهم لقد اعتقدت انهم متكبرين لا يهتمون بأحد غير انفسهم لم يبدوا لها حديث ثيودور مع عمته ذلك النهار بالإضافة لتصرفات الفتيات معها بانهم غير ذلك اذا عجرفتهم تقتصر بها وموجها لها بشكل شخصي خرجت من شرودها مع توقف العربة من جديد امام بوابة حديدية ضخمة اسرع احد الرجال بفتحها لهم لتدخل العربة فحدقة من نافذتها بالمبنى القديم ذو الطوابق الاربع
- لقد كان المنزل لوالدتي وبما ان والديها لم ينجبا غير فتاتان احتفظت والدتي به وتركت الباقي لشقيقتها وعملت هي ووالدي على جعله يأوي العائلات المحتاجة وفيما بعد حول الى دار للأيتام ( قالت فيرا بفخر والعربة تتوقف لتترجل منها مضيفة ) انظري اليه الا يثير الاعجاب بفضله لن تجدي اي متسول بماكسويل
تبعتها بصمت وعدم مبالاة متعمد فلن تريها ان الامر حقا مثير للإعجاب ليست مضطرة لمدحهم فبالنهاية لم يعاملوها كما تستحق بقيت ترافقها بصمت وقد قصدت المسؤولة عن المكان والتي اخذتهم بجولة صغيرة تفقدية ليظهر الرضا على فيرا قبل مغادرتهم لتسرع بالقول والعربة تتحرك نحو طريق فرعية قبل ان يصلوا الى المنزل
- اليس المنزل بهذا الاتجاه
- مازال علينا قصد الحظائر
- اهناك حظائر غير الموجودة قرب المنزل
- اجل وماذا اعتقدتِ اننا نلهو طوال النهار اما كان لوالدك البقاء هنا وتحمل مسؤولياته كما فعل ادمز لقد ارهق وهو يقوم بالعمل بمفرده ( ما ان قالت ذلك حتى شردت عينيها قليلا قبل ان تتابع ) ما ان اصبح ثيودور في الحادي عشر حتى اضطر ان يصبح اليد اليمنى لوالده فلا غيره يعينه
- ان ال ماردونز كثر هذا ما رأيته
- هذا صحيح ولكن عملنا لا نسلمه الى لمن نثق به وادمز كان يعاني من عدم ثقته بالكثير من الاقرباء لم اكن لألومه فلم يكونوا اهلا للثقة .. حتى شقيقه خذله
- ما اره ان عمي ادمز كان متسلطاً ووالدي لا يحب هذا النوع من الاشخاص
تأملتها فيرا قبل ان تقول بروية
- لندع الماضي يمضي ونعيش ما نحن به ولترقد روحهما بسلام ( ونظرت من النافذة وهي تقول ) ها هي الحظائر انها مليئة بالأبقار وهي تدر دخلا جيدا ايضا
- هل علينا النزول حقا
قالت بتذمر والعربة تتوقف لتغادرها فيرا وهي تقول
- سأرى المسؤول اريد التحدث معه ان لم ترغبي بمرافقتي فلك ذلك
تنفست الصعداء والعربة تتوقف اخيرا امام المنزل لتغادرها وتتبعها فيرا وهي تقول
- لا تنسي لدينا ضيوف على العشاء سيبقون يومين برفقتنا
- ال برون مازلت اذكر عمتي لقد اعلمتني بهذا
- اعلمتُ العاملات ان يعدو غرفهم في اخر الممر حتى لا يتم ازعاجك
- تعنين حتى لا يتنبهوا انكم وضعتم احد افراد الاسرة في جناح الضيوف
- وانا التي اعتقدت انك غير متنبها
- ان عدم رغبتهم بوجودي امر ليس من السهل اخفاءه
- هذا ليس صحيحا فانا ارغب بوجودك
اظهرت ابتسامة متكلفة على شفتيها ولمحت عمتها بنظرة وهي تهم بصعود الادراج قائلة
- عندما تفقدين رغبتك هذه اعلميني فلن امانع .
كانت تتخلص من روبها عندما دخلت صوفي الى غرفتها مساء قائلة
- حان موعد العشاء انستي
- لا ارغب بتناوله ( اجابتها دون اكتراث فقالت صوفي باهتمام )
- لقد وصل ال برون منذ ساعة تقريبا وتتوقع السيدة الكبيرة مشاركتك لمأدبة العشاء
- اعلميها ان لا شيهت لي
- لن يسرها عدم مشاركتك انستي ( تحركت نحو سريرها وهي تقول )
- عمتِ مساء صوفي
- ولكن انستي
- اغلقي الباب خلفك ( قاطعتها قائلة وهي تستلقي في فراشها )
راقبتها صوفي بتردد قبل ان تتحرك مغادرة الغرفة لتضم جوزفين وسادتها اليها وتغمض عينيها فلا رغبة لديها برؤية احد .
وقفت في صباح اليوم التالي قرب النافذة محدقة خارجا بشرود قبل ان تخرج من شرودها وقد تناها لها بعض الاصوات التي مرت من جوار غرفتها لتختفي بالتدريج لتحدق قليلا بالباب قبل ان تنظر بأرجاء الغرفة ليتوقف نظرها على ابريق الماء الممتلئ ثبتت عينيها عليه لثواني قبل ان تتحرك نحو روبها الحريري الابيض لترتديه فوق ثوب نومها وتحكم حزامه وهي تقترب من ابريق الماء لتتناوله وتسكب ما فيه فوق احد النباتات الموضوعة بزاوية الغرفة وتتحرك نحو الباب وهي تسحب عقدة شعرها لترميها جانبا وتعبث يدها بشعرها مفسدة ترتيبه لتغادر غرفتها وتطل على الجالسين بالأسفل وهي ترفع يدها تخفي تثائبة صدرة منها بكسل وهي تنزل الادراج ببطء لتتوقف محدقة بالأعين الدهشة والمصوبة نحوها لتقول وهي تتابع نزولها ببطء وعينيها تجول بهم بنظره شاملة لامحةً افراد عائلتها بالإضافة لضيوفهم
- اه .. اجل .. لقد نسيت ان لدينا زوار .. ارجوا ان تعذروني ( ورفعت يدها مشيره بها بطريقة لا مباليه وهي تتابع ) ادعوا انكم لم تروني ( وتابعت نزول الادراج متجها نحو المطبخ ليوقفها هتاف فيرا الغير مصدق باسمها فنظرت اليها وهي ترفع ابريق الماء الذي تحمله قائلة ) نزلت لأملاء هذا فلا ماء بغرفتي
واختفت بداخل المطبخ بينما عيني فيرا متوسعتان بعدم تصديق لتبتلع ريقها بصمت وتنظر الى الجالسين امامها قائلة وهي تحاول إخفاء توترها
- ارجوا المعذرة إنها ابنة شقيقي الاصغر جاءت حديثا للإقامة معنا ولم .. تنشئ هنا لذا ..
- لذا
تساءل ثيودور بجمود وقد احتقن وجهه بشدة فأسرعت فيرا بالنظر الى رودولف وزوجته اميليا وابنه كارل الذين كانوا يتابعون باهتمام ودهشة ما يجري قائلة
- لا تعلم ان التجول بملابس غير رسمي يعد تصرفا خاطئا هنا لقد ترعرعت بجايدن وهناك تختلف عاداتهم
- حقا ( قالت برجيت وهي تحاول تمالك نفسها لتتنظر الى كارل الذي يجلس بجوارها مضيفة ) وهل الامور في ملتون هكذا ايضا
ابتسم كارل قائلا
- بتأكيد لا
- إننا اقرب الى ماكسويل بعاداتنا
اضافت والدته التي لم يرق لها تصرف جوزفين مستمرة بالحديث عن بلدتهم
- انستي
هتفت كات فور دخول جوزفين الى المطبخ بينما توقفت الطاهية عن متابعة عملها وهي تحدق بها ببطء من راسها الى اخمص قدميها لتقترب صوفي منها بقلق وهي تقول
- لما انتِ هنا انستي
- تابعن عملكم كل ما اريده هو تعبئة هذا بالماء فلا ماء للشرب بغرفتي
حدقت صوفي بإبريق الماء لتتناوله ببطء وقد اختفت الدماء من وجهها لتتبادل النظرات مع الطاهية وهي تتوجه لتعبئته بينما جالت جوزفين بنظرها بأطباق الطعام التي تعد لتقترب منها صوفي وهي تقول
- سأوصل الابريق لغرفتك انستي
تناولت من احد الاطباق قطعتا من الجبن وتبعت صوفي الى الخارج وهي تتناولها لتعود اعين الموجودين بالصالة نحوها وهي تطل من باب المطبخ لتقول وهي تتابع مضغ لقمتها بنفس الوقت
- لن أتأخر فالإفطار شهي
وتابعت سيرها نحو الادراج ليقول ثيودور المتجهم بتعمد ليعيد الانظار نحوه
- ان يومان غير كافيان لما لا تبقوا مزيدا من الوقت هنا
- نرغب بهذا ولكن ظروف عملي تجبرني الان على التوجه الى ردواي
قال رودولف فحدقت برجيت بكارل الذي بادلها النظرات قبل ان ينظر نحو ادوارد قائلا
- سأعود سريعا وارغب بالبقاء بعض الوقت هنا ان لم تمانع فنحن نفكر ببناء مصنع للدباغة ونرى ان ماكسويل افضل مكان لهذا لذا ارغب بدراسة الامر بشكل جيد .
وضعت صوفي ابريق الماء في مكانه بعد ان سكبت بالكوب المجاور له الماء ونظرت نحو جوزفين التي تحركت نحو خزانتها لتفتحها محدقة بأثوابها لتقول
- تحتاجين الى مساعدتي
- لا تستطيعين المغادرة
بدى التردد على صوفي وحدقت بظهر جوزفين المنشغلة بأثوابها وهي تهم بالتحدث الى انها تراجعت وتحركت مغادرة والقلق ينتابها .
- حاولتُ جاهدة ان لا أتأخر ولكن ما بليد حيلة ( قالت وهي تدخل غرفة الطعام وتتجه نحو المقعد الفارغ وهي تستمر بمرح ) ارجوا انكم لم تتناولوا جميع الطعام اه مازال هناك المزيد هذا جيد فانا اشعر بان شهيتي جيدة هذا الصباح
اضافت وهي تجلس وتسرع بتناول طبقها بطريقة فوضوية متعمدة صدور اصوات طرق الاطباق ببعضها لتضع بطبقها الطعام بشكل فوضوي امام جمود فيرا بها واحتقان وجه ثلما واخفاء كارل لابتسامته والحيرة بدت على والديه بينما الاستنكار بدا واضحا على اندريا وبرجيت التي حاولت جاهدة ان تبقى هادئة بينما اشتد فك ثيودور وهو يتابعها وهو لا يعلم حقا ان كان قادرا على تجاهل هذه المخلوقة المزعجة اكثر من هذا انتهت من سكب طعامها واخذت تتناوله مصدرة بعض الاصوات مدعية استمتاعها الشديد بتناوله فقالت ثلما بود مصطنع لاميليا
- لنقصد البلدة بعد الافطار ( نظرت اليها اميليا قائلة وهي تعود لتناول طعامها )
- اجل اود ذلك
وعادت لتلمح جوزفين بفضول فأضافت ثلما لها بصوت منخفض ولكن وصل للجميع
- دعكِ منها فهي لا تملك النضوج الكامل لذا نحن نراعي هذا الامر
بدت ملامح الحيرة تحل على وجه اميليا لتقول بتروي وبتفهم وشفقة
- تعنين ... اه يا للمسكينة ( هزت ثلما راسها لها بتعاطف مستمرة )
- لذا ترينا نتجاهل تصرفاتها علينا ذلك فوضعها خاص
بدى الاهتمام الشديد على اميليا وهي تحدق بجوزفين من جديد لتتناول قطعة من الجبن وتضعها بطبق جوزفين التي حدقت بها وهي تقول
- لم تتناولِ من هذه انها لذيذ أيضا بنيتي هيا تناوليها
حركت عينيها عن اميليا بجمود الى برجيت التي تمسك نفسها من الضحك بقوة الى اندريا التي ابتلعت لقمتها وهي تخفي ابتسامتها لتعود نحو اميليا وهي تقول بعدم رضا وتجهم
- اشكرك ولكن لا تصدقي حقا اني اعاني من خطبا ما
هزت اميليا راسها بالنفي وهي تقول
- بالتأكيد لا افعل لا تقلقي
ونظرت نحو ثلما التي تنظر اليها بتفهم فهزت راسها لها وعادت لتناول طعامها حاولت جوزفين ان تتجاهل ما حدث ولكن لقد قلب ما فعلته عليها ماذا تقصد بانها لا تملك النضوج الكامل تبا لهذه العائلة تركت شوكتها وهي تسحب المنديل عن حجرها قائلة
- فقدت شهيتي ( وتحركت مغادرة لتعود ثلما للقول )
- ارايتِ هذا ما عانيته ( هزت اميليا راسها بالإيجاب بينما حدقت بهما فيرا بعدم رضا ) .
- هل انتِ سعيدة الان
بادرتها فيرا فور دخولها الى غرفتها فحركت راسها عن النافذة نحوها وهي تستدير في وقفتها اليها قائلة
- لا افهم ما تعنينه
- اولا ظهورك صباحا بهذه الهيئة امرا مرفوض تماما فلا تحاولي تكرار هذا انا احذرك فلا نتجول بملابس النوم هنا وتصرفك المبالغ به على مائدة الطعام لم يجلب لك سوى السوء هل يروق لك الامر انهم يعتقدون ان بك خطبا ما أهذا ما تسعين اليه القول ان احدى فتيات ال ماردونز بها مس من الجنون
- وهل تعتقدين اني اهتم بما يقلنه حقا فل يقلن ما يردون لا ابه
- انا ابه لذا توقفي عن محاولتك افقادي لصبر
- لا امانع عمتي عندما تشعري اني اصبحت ثقيلتا عليك اعلميني وسأغادر
- انت تسعين لهذا ولكن اعلمي شيئا واحدا انك لن تنالي هذا افهمي ما أقوله لن تناليه ولن تغادري ماكسويل قبل انتهاء العام هنا
- اذا لن احسن تصرفاتي فلا تتذمري مني
- بل ستفعلين لا تعتقدي اني لستُ قادرة على تهذيبك فحذري .. احذري جوزفين انا فقط اراعيى ظروفك ففقد والدك وانتقالك الى هنا يشفع لك عندي ولكن ليس لوقت طويل انا احذرك
عادت لتكرر بجدية تامة وهي تستدير مغادرة ومازال التجهم يملأ ملامح وجهها وكأنها فعلت الشيء الكثير يا لهم من اناس جلست في غرفتها بملل وتذمر قبل ان تقرر المغادرة فتوجهت نحو الخزانة لتخرج منها وشاح الممرضة التي تعمل عند هنريك لتحمله بين يديها وتغادر غرفتها لتلاقي فردريك وهو يصعد الادراج لتشير اليه بيدها وهي تنزل نحوه قائلة
- الا تقطن هنا ( هز راسه لها بالإيجاب وقد بدا الانهاك عليه فأضافت ) ولما لا راك كثيرا
- لأني غارق بالعمل حتى اذناي ( ابتسمت وتخطت عنه وهي تقول )
- انهم يستغلوك بمهارة هل يعطونك ما تستحق مقابل هذا
- تحاولين اثارة المشاكل اليس كذلك
- بل تنبيهك
- لابد وانك افتقدتني لذا دعيني اغير ثيابي ( قاطعها وهو يستدير نحوها مستمرا ) وسأنضم اليك لقضاء بعض الوقت
- انا مغادرة
- الى اين
- عيادة الطبيب
توقفت اندريا التي كانت تقترب من راس الدرج للنزول لتتمهل في سيرها عند سماعهما بينما تساءل فردريك
- اتعانين من شيء ما أأذهب لاستدعائه
- لا تفعل
اجابته وهي تتابع سيرها نحو الباب فاستمر ومازال يتابعها بنظره
- اذا لما تقصدينه
- لا شان لك اذهب للحصول على الراحة فانت في وضع صعب
استدار ليتابع صعوده وهو يقول
- لقد رفعتي من معنوياتي اشكرك .. هل ابدو بهذا السوء
تساءل وهو يرى اندريا تقترب منه لتتخطى عنه وهي تقول
- بعض الراحة وتعود كما كنت
واسرعت بنزول الادراج لتتجه نحو الباب لتطل على جوزفين التي كانت قد طلبت من السائس فور خروجها ان يحضر العربة ففعل لتقترب من الباب صاعدة لتفاجئ باندريا تصعد خلفها لتجلس امامها وهي تقول
- الى اين انتِ متجها
تعلقت عينيها باندريا وهي تجيبها بتفكير والعربة تبدأ بالتحرك
- الى عيادة الطبيب .. وانتِ
- الى هناك ايضا .. ولما تقصدينه
- ولما قد اقصده اعتقد لنفس السبب الذي انتِ ذاهبة من اجله
- الم تشفى ذراعك بعد ( قالت بتعمد واستمرت ) ام انك بحاجة للادعاء لقصد عيادته
- الادعاء ... لما لا تتحدثين بصراحة وتقولين انك لا ترغبين بان اقصد هنريك هل تعتقدين ان غيرتك هذه امر صائب انه طبيب وبالتأكيد يعالج الكثيرين هل ستشتعلين غيرتا كلما قام بعلاج احداهن اه انت في ورطة كبيرة ان كان هذا صحيح
- ما هذا الذي تتحدثين به
- هذا ما توحين به هل الامر متبادلا بينكما .. ام .. انه من طرفك فقط ... اه .. انه كذلك
- لا اعلم عما تتحدثين ( اسرعت بالقول باستنكار مستمرة ) لا تتدخلي بما لا يعنيكِ
- انه لا يعلم اليس كذلك ( قالت متجاهلة قولها ومستمرة بمتعة ) لذا ينتابك الغيرة بهذا الشكل قد يكون عليك اعلامه
- توقفي ما الذي تتحدثين عنه لا شيء صحيح مما تقولينه لقد جننتي لتعتقدي هذا ... كل .. ما هناك ان .. اننا ترعرعنا معا ولا يتخطى الامر هذا واعاني من صداع يرافقني منذ البارحة لذا اقصده الان
اجابتها واشاحت براسها نحو النافذة بكبرياء رافضة متابعة تبادل الحديث معها وما ان توقفت العربة امام عيادة هنريك حتى اسرعت بمغادرة العربة لتتبعها جوزفين وهي تسمعها تتحدث مع الممرضة وهي تسير نحو باب غرفته متسائلة
- اهو بمفرده
- يضمد جرح ابن أنيا
فتحت باب غرفته ملقية التحية على انيا وابنها ذو التسع سنوات وقد انشغل هنريك بلف ساقة بينما اقتربت جوزفين من الممرضة لتقدم لها الوشاح شاكرة لمحتها اندريا من فوق كتفها تحدث الممرضة قبل ان تنظر الى هنريك الذي تساءل
- هل امورك بخير
- اجل
- وعمتاكِ
لم تجبه وقد حلت الحيرة عليها وهي تشاهد جوزفين تغادر فعادت نحو هنريك وهي تقول
- ارجوا المعذرة ماذا قلت
وقف وقد انهى لف ساق الصبي وهي ينظر اليها بود قائلا
- عمتاكِ اهما بخير
- اه اجل لقد ... حضرت لأني اعاني صداع منذ البارحة ورغبت بان تساعدني بالتخلص منه .
قامت بالتجول بالبلدة قبل ان تعود بأدراجها الى المنزل لتدخله متجها الى المكتبةِ فلا يوجد بهذا المنزل شيء يبعث على السرور سوى هذه المكتبة والحديقة بالخارج لذا ستختار احد الكتب وتأخذ معها بعض الشطائر لتتوجه نحو تلك البحيرة التي ارشدها اليها فردريك لتقضي ما بقي من اليوم هناك اخذت تتأمل المكتبة بحيرة وهي تفكر باي كتاب ستختار ان مزاجها جيد اليوم وشهيتها مفتوحة للقراءة هذا ما كانت تفكر به وهي تسير متفحصة الكتب بنظرها وقد عقدت اصابع يديها معا خلف ظهرها لتخرج من شرودها على انفتاح الباب فاستدارت نحوه محدقة بثيودور الذي دخل ليتوقف ناظرا اليها لتضيق عينيه عند رؤيتها ان افضل ما تفعله تجاهل وجوده همت بالاستدارة الى انها توقفت وهو يتحرك نحوها بتمهل متسائلا وقد لاحظ يديها التين تخفيهما خلف ظهرها ليلمح المكتب بنظرة سريعة ويعود اليها
- ماذا تخفين .. اكنتي تعبثين في المكان ( توقفت عينيها عليه بحيرة ثم تنبهت الى يديها فأحكمت اصابعها معا ورفعت كتفيها له بعدم فهما )
- لا اعلم عما تتحدث
- ما الذي اخفيته فور دخولي خلف ظهرك
- لا اعلم عما تتحدث ( عادت لتكرر قولها )
بدا الغيظ عليه للبراءة التامة التي تظهر على ملامحها فاقترب منها اكثر وهو يقول
- تستطيعين الادعاء انك صعبة الفهم ولا تملكين النضوج الكامل لفتاه في سنك امام غيري اما انا فلا ينطلي علي هذا .. بما كنتي تعبثين هنا واخفيته فور دخولي
اضاف وقد اصبح امامها تماما والترقب يملأ ملامح وجهه الجادة فتعلقت عينيها بعينيه العسليتين بتفكير وهي ترفع كتفيها ببراءة قائلة
- مازلت اجهل عما تتحدث
اشتدا فكه وبدا الغيظ عليه وتحرك لجانبها ليحدق بما تخفي خلف ظهرها فأسرعت بالتراجع رافضة السماح له مما جمده وعاد بعينيه ببطء الى وجهها ليقول
- اذا فانت تخفين شيئا
- لا
قالت بإصرار وثقة فبقيت عينيه ثابتتان عليها قبل ان يتساءل
- لما تخفيهما خلف ظهرك اذا
- إنها مجرد عادة ليس الا
- لن تمانعي اذا ان قمت بالنظر
- بل افعل
- انا على صواب وكنت تعبثين بمحتويات المكان
- وان كنت افعل ماذا ستفعل
- الكثير فلا احد لا احد ابدا يعبث بمحتويات مكتبي
- اتخفي امورا ليس علي رؤيتها
مرت لحظة صمت ومازالت عينيه الحادتان لا تفارقان عينيها اللامباليتان ليكرر ببطء مشددا على كلماته
- ماذا تخفين .. استريني .. ام افعل بنفسي ولن يسرك الامر فلستُ لطيفا حقا ( نقلت عينيها بعينيه الجادتان ليدب بها القلق فلن يتوانا عن لمسها مجرد الفكرة جعلتها تهم بالتحرك الى ان يده اسرعت بمسك ذراعها مانعا اياها وهو يستمر ) كما تريدين
اسرعت بأظهر ابتسامة خفيفة على اطراف شفتيها تخفي بها توترها وهي تقول
- للأسف سأخيب ظنك
وحركت يديها من خلف ظهرها لتظهر كفيها الفارغين امامه لتضيق عينيه بهما ويزاد تجهمه ليلمحها بعدم رضا ويده تترك ذراعها وهو يقول
- لم احب يوما المتطفلين وانتِ منذ حضورك لا تكادين تفارقين هذه الغرفة ( رفعت حاجبيها لقوله ربما حان الوقت لتجاهله وهذا ما ستفعله استدارت نحو المكتبة لتعود لتفقد الكتب دون تركيز حقيقي فالمحها بنظرة غيظ وهو يستمر ) وتستمرين بالعبث بالكتب بحيث لم اعد اعرف اماكنها ( لمحته بنظرة متعالية وعادت نحو الكتب لتسحب احداها وتتصفحه اجل فليستشيط غضبا لا ابه , انها تثير حنقه لا يستطيع احتمال وجودها ووقاحتها فاستمرا وهو يعود ليمسكها من ذراعها لتنظر اليه بحدة ) انا احدثك الـ
- وانا لا اريد محادثتك ( اجابته وهي تبعد ذراعها عن يده فقال )
- من تعتقدين نفسك
- ابنه فرانسوا دو ماردونز
- وتفتخرين بهذا ( رفعت ذقنها بكبرياء امام وجهه وهي تقول بكل ثقة )
- الى اخر يوم بعمري اعجبك الامر ام لا لا اكترث حقا
- تفتخرين بوالدك المتخاذل الذي خان عائلته وباعها بسعرا تافه
- تعني والدي الذي حرر نفسه من قيود وسجن شقيقه المتسلط ليعمل لنفسه مكانة اجتماعية مرموقة وثروة بدأها من الصفر
بدت السخرية الشديدة على ملامحه وهو يقول
- عن اي صفر تتحدثين لقد باع قطعتا من ارض لا يملكها وحصل على مال وفير عند مغادرته لقد رما بعائلته وسمعتها ولم يأبه لما ستؤول اليه الامور بفعلته هذه ان انانيتهُ قد طغت على كل شيء
- لم يفعل شيئا لا يحق له كما انها من املاكه في النهاية فهو كأي فرد من ال ماردونز يملك حصتا بها وله حرية التصرف بها برضا والدك ام لا
- وماذا سأتوقع من ابنة فرانسوا غير هذا ( اجابها بجفاء وهو يلمحها ببطء من راسها الى اخمص قدميها مستمرا ) ماذا اعلمك ايضا هيا لنسمع ما التهم التي وجهها لوالدي ايضا ليبرر فعلته
- تعتقد انه كان يحتاج لتبرير لنفسه انتَ مخطئ تماما كما انني لست مجبرة ابدا للوقوف هنا والدفاع عنه فلم يكن مذنبا حتى افعل
- ان ذنبه اكبر مما تتخيلين يكفي انه قد ارسلك الينا ( واضاف امام فتحها شفتيها لتحدث وقد اغاظها حتى العمق ) ان كنتي انتهيتي هنا فلتغادري احتاج الى استخدام مكتبي دون وجود اي متطفلين حولي
اغلقت شفتيها بقوة وعينيها لا تفارقان عينيه قبل ان تقول
- ان صمتك كان افضل من محادثتك اه يا لك من
- من كريم الاخلاق لاستقبالك هنا وفعلت هذا اكراما لعمتي فهلا غادرتي مكتبي وارجوا عدم رؤيتك هنا مرة اخرا .
اه لا لا تستطيع تجاهل هذا فالأمر يفوق قدرتها على الاحتمال اشتدت يديها على اطراف ثوبها وهي تقول
- عليك تعلم كيف تحدث السيدات
وقامت بركله بقوة على ساقة مما جمده لأول وهله وعينيه جاحظتان بها رافضا اظهار المه وصدمته من تصرفها لترفع راسها جيدا وهي تقول بغيظ
- تستحق هذا حتى تحترم من تحدثهم يا لك من سيء الخلق
وتخطت عنه لينظر اليها ومازال عدم التصديق عليه وهو يقول
- يا لكِ من حمقاء ( خرجت من الغرفة غير ابه به وهي تسير بشموخ وغضب الى اعلى بينما وضع يده على ساقة يتلمسها وهو يتمتم بحيرة ) تبا لهذا لقد ركلتني بحق .
- جوزفين اعدي نفسك فسنذهب .. ما الذي تفعلينه
نظرت حولها قبل ان تقول
- اليست هذه غرفتي
- انها كذلك
- اذا لي حرية فعل ما اريد بها
نظرت فيرا الى المقاعد التي نقلتهم الى جوار النافذة وتركت مساحتا كبيره فارغة وهي تقول
- وماذا تنوي فعله بالتحديد هنا
- سأنقل السرير الى هنا والمرأة الى هناك وتلك الطاولة هنا و
- حسنا حسنا افعلي ما تريدين اعلم انك تعانين من الفراغ ويجب عليك ان تشغلي نفسك بشيء والان جئت لأُعلمكِ باننا لن نتناول العشاء هنا فنحن مدعون عند روز وبرنار
- ومن يكونا
- انهما من ال ماردونز
- لا اريد الذهاب
- لقد احبا والدك كثيرا في صغره فهم لم ينجبوا الاطفال وكانوا يدللون والدك كثيرا وقد سأهم ما الت اليه الامور ورغم ذلك لم يتخلوا عن محبته ابدا انهم من الافراد القلائل بل الوحيدين الذين لم يكترثوا بما فعل بل كانوا سعيدين بانه ذهب لتحقيق حلمه سيكونون مسرورين جدا برؤيتك كما ان زيارتهم افضل من الانشغال بنقل الاثاث وعلى كل فلترسلي خلف صوفي واعلميها بكل ما تريدين فعله هنا وهي سترسل خلف جوني ليساعدها بذلك ( وهمت بالاستدارة الى انها توقفت وهي تضيف ) لا مزيد من التصرفات الا مسؤولة فاسم والدك على المحك هنا الجميع سينظر اليك على انكِ ابنة فرانسوا فان اردتي ان تفاجئيني باي تصرف فكري بوالدك وسمعته قبل ان تفعلي ذلك .. تعقلي بنيتي ارجوا ان تفعلي .. اعدي نفسك سنغادر قريبا
بقيت عينيها معلقتين على الباب الذي اغلق قبل ان تنظر بأرجاء غرفتها التي قلبتها راسا على عقب هذا على الاقل هداء من نفسها الثائرة بسببه اه لا اريد ان اتذكره حتى خرجت من افكارها بدخول صوفي الشاحبة والتي بادرتها وهي تنظر حولها
- ارسلتني السيدة فيرا سيحضر جوني بعد قليل لمساعدتي
اخذت تعلمها بما عليهما فعله لتتجه نحو خزانتها لتخرج منها ثوبا انيقا وهي تستمر
- هل انتِ متوعكة لا تبدين على مايرام ان كنت كذلك فلتحضري احدا اخر للعمل هنا
- لا باس علي ان فعل هذا بنفسي ( نظرت اليها لقولها وهي تقول )
- لا ليس عليك ذلك ان كنتي متوعكة
- لستُ متوعكة ولـ .. ولكن انستي هل استطيع طلب شيئا دون ان يبدوا اني تخطيت حدودي
وضعت الثوب من يدها بتمهل على السرير وهي تقول
- اجل ماذا هناك
- لقد تم خصم راتبي هذا الشهر و
- ولما حدث هذا
- قال السيد انه بسبب اهمالي فالو كنت حريصة وقمتُ بتعبئة ابريق الماء في غرفتك لما اضطررتِ للنزول بنفسك لتعبئته
- اه وعمل على خصم راتبك
- اجل حتى لا اهمل عملي مرة اخرى رغم .. رغم اني كنت قد ملأته بالماء صباحا وانت نائمة انستي
كانت صوفي تتحدث وهي تعمل على توضيب الغرفة ولكن صوتها كان يبدوا به التأثر الشديد بما حدث فعقصت شفتها السفلى قائلة
- اعتقد اني مدينة لك فلم اقصد ان اسبب لك اي مشكلة
- لا بالتأكيد لست مدينتا لي بشيء ( اسرعت بالقول بحرج مستمرة ) ولكن فقط لا استطيع احتمال خصم راتبي من جديد فانا اعين عائلتي والدي قد توفي منذ خمس سنوات وانا اكبر اشقائي والمعيلة الوحيدة لهم
- لا عليكِ سأقوم بدفع راتبك لهذا الشهر
- لا انستي سيغضب السيد ان علم بهذا كما اني قد تدبرت امري سآخذ من كات فهي تدخر بعض المال وسأرسلهم الى عائلتي .. لم اعني هذا فقط اردت ان اطلب منك الا تسببي لي .. اعني ان السيد سيقوم بطردي ان حدث اي شيء اخر وكنتُ سببه
تأملت صوفي التي عادت لتتابع عملها لتتناول ثوبها وتأخذ بارتدائه وهي تقول
- اننا مدعون لتناول العشاء عند روز وبرنار هل هناك مناسبتا خاصة ام ماذا
- انهم على علاقة جيدة بالسيدة فيرا والسيد ثيودور ودائما ما يحضرون لتناول العشاء هنا او العكس لذا لا داعي لوجود مناسبة ليفعلوا هذا
اعدت نفسها وانشغلت بتصفيف شعرها لتدخل كات لتعلمها بانهم بانتظارها بالأسفل فتأملت نفسها بتمهل امام المرأة لتغادر غرفتها وهي راضية عن نفسها لتنزل الى الاسفل وهي تجول بالقاعة الفارغة ليتناها لها الاصوات القادم من الخارج فتوجهت نحو المطبخ لتسأل كات
- اين هي غرفتكن
- غرفتنا انستي
- الغرفة التي تنام بها صوفي
- من هنا انستي ( قالت كات وهي تسير امامها نحو ممر صغير في نهايته باب فتحته وهي تقول ) صوفي ليست هنا انها بغرفتك انستي
- اعلم انها ليست هنا اين سريرها
- هذا
قالت كات وهمت بالإضافة الى انها توقفت وهي ترى جوزفين تخرج مظروفا ابيض وتقترب من سرير صوفي لتضعه تحت وسادت صوفي وهي تقول
- لقد تسببت لها بمشكلة ليس لها يدا بها لذا ( ورفعت كتفيها وحاجبيها ) علي تحمل المسؤولية
وتحركت مغادرة الغرفة لتقترب من الباب الرئيسي لتخرج منه وهي منشغلة بوضع الوشاح الخفيف والانيق على كتفيها
- لقد تأخرتما ولم يبقى مكان في العربات فلتتبعانا بالعربة التالية
توقفت محدقة بفيرا التي قالت ذلك وهي تصعد الى العربة لتتابعها وهي تبتعد قبل ان تتعلق عينيها بظهر ثيودور الذي توقف هو الاخر في مكانه لقول فيرا وقد كان يهم بالاقتراب من عربتهم لينظر خلفه محدقا بمن تأخر ايضا ليعقد حاجبيه وهو يرى جوزفين التي توقفت في مكانها ليلمحها بنظرة شاملة بطيئة ليعود بنظرة المتجهم الى جويل الذي فتح باب العربة التي توقفت امامه قائلا له
- فالتُعد خيلي سريعا
تحرك جويل ليتبعه ثيودور فتابعته بنظرها وهي تقترب من العربة لتصعدها هذا افضل فرفقته لا تسرها ايضا , ما ان توقفت العربة خلف بقيت العربات في ساحت المنزل حتى ترجلت منها لتقترب فيرا منها متسائلا
- اين ثيودور
- اتي بخيله ( بدا التذمر على ملامح فيرا وهي تتمتم )
- ذلك العنيد .. دعينا منه هيا الى الداخل ( وتأبطت ذراعها مستمرة ) سنقضي وقتا طيبا هنا
نظرت نحو فردريك واندريا الذين يسيران امامهما بالإضافة لكارل وبرجيت ورودولف واميليا الذين القوى التحية على روز وبرنار وقد سبقتهما ثلما بالدخول
- هذه هي جوزفين ابنة فرانسوا ( قالت روز بمودة وهي تحتضنها مما فاجئها لتستمر ) انت تذكريني بوالدك
- سعدة برؤيتك سيدتي
- انظر برنار كم تشبه والدها
حيته جوزفين بود فأخيرا وجدت من يبتسم عند ذكر والدها لتتبع البقيه نحو غرفة الجلوس وهي تسمع برنار يحي ثيودور الذي وصل لتو لينضم اليهم في غرفة الجلوس فأخذت تنقل نظرها بين المجموعة الذين تجمعوا في غرفة الجلوس الكبيرة لتبادُل الحديث واخذت بدورها تجيب باقتضاب على التساؤلات التي توجها اليها روز بينما بدت اميليا مراعية جدا لها فكانت تنظر اليها متأملتا اياها قبل ان تهمس لثلما ببعض الكلمات بين الحين والحين لتشيح بنظرها عنهما لابد وان ثلما تالف اكذوبة جديدة بشأنها
- اهو محجوز ( قال فردريك وهو يقترب منها متسائلا بمداعبة فهزة راسها له بالنفي فجلس مستمرا ) اذا كيف هي امورك
- رائعة جدا ( ابتسم لقولها قائلا )
- لا تقلقي قريبا ستحدث بعض الامور التي قد تجعل ال ماردونز منشغلين وستتوقفين عن الشعور بالملل
- اهناك ما علي معرفته
- انظري
اجابها وهو يشير بعينيه نحو برجيت وكارل الجالسين يتحدثان
نظرت نحوهما بتفكير وهي تقول
- اتعني
- اجل سيرتبطان قريبا
تأملت كارل بتفكير فهو بهي الطلة يفوق برجيت طولا ولا باس به وعلى ما يبدو ان برجيت مغرمة به فوجهها يشع احمرارا اه لم ترها بهذا الهدوء منذ حضورها انها حتى تتصرف بنعومة لا تليق بها اخرجها فردريك من شرودها لتعود نحوه وهو يستمر
- مناسبان لبعضهما اليس كذلك
- انه لم يرى وجهها الحقيقي بعد فهي ليست كما تدعي الان
- انت مغتاظتا منها
- لا وفي الحقيقة لا يهمني امرها
قالت له بثقة لتتعلق عينيها بثيودور الجالس بجوار برنار ورودولف والذي كان ينظر اليهما بنفس الوقت لتعود لتشيح بنظرها عنه نحو عمتها فيرا وروز التين تتحدثان لتقترب الخادمة من روز التي هزت راسها لها وطلبت منهم التوجه نحو غرفة الطعام ليتناولوا العشاء قبل العودة لغرفة الجلوس من جديد برغم الود الذي عاملاها به اصحاب المنزل الا ان شعورها بعدم انتمائها لهذا المكان وهؤلاء الناس كان يلازمها
- هيا انتِ ماهرة بالعزف ( نظرت نحو ثلما التي تقول ذلك لروز مستمرة ) وانتما ارونا مهارتكما ام فقدتماها قالت موجها وحديثها لكارل وبرجيت فتحرك كارل ليدعوا برجيت لمرقصته على انغام الموسيقى المرحة التي تعزفها روز التي جلست خلف البيانو فتحركت اندريا وهي تجذب فردريك بيده ليتبعها وليرقصا معا
- لم يبقى سواكما هيا عليكَ دعوتها للرقص ( اسرعت بنظر بقلق الى برنار الذي قال ذلك لينظر اليه ثيودور هو الاخر بنفس الوقت بينما استمر وقد بدا التوتر على فيرا التي تتابع ما يجري ) لو كنتُ شابا لما تركتها جالسة
فتحت شفتيها لتسرع بالتحدث رافضة تماما الامر الا ان ثيودور فعل قبل ان تفعل
- لقد تعرضتُ اليوم لركل و .. ساقي مازالت تؤلمني
عند سماعها لكلماته شعرت بالحرارة بدأت تخرج من وجهها بينما تسأل برنار باهتمام
- كيف حدث هذا
- احد الخيول ( ومد يده نحو ساقه يتلمسها وهو يدعي الألم مضيفا ) لذا فساقي تؤلمني واعلم انها ستعذرني لعدم دعوتها للرقص فإصابتي بالغة
- هل ركلتك بقوة ( تسأل برنار باهتمام وهو يحدق بساقة فأجابه بثقة وتأكيد )
- كثوراً هائج
- لو كنتُ مكانك لتخلصت منها
- هذا ما افكر به .. سأتخلص منها قريبا وما حاجتي بخيل متمردة
اطبقت شفتيها ونظرت نحو الراقصين الذين يرقصون بمرح ورشاقة لن تتحدث ستتجاهل الامر اجل هذا ما ستفعله اه انها لا تستطيع عليها المغادرة اجل هذا ما عليها فعله لم يكن عليها مرافقتهم كثورا هائج اذا .. حسنا اهدئي فليقل ما يريد لن تابه اجل لن تفعل فلقد استحق هذا
- جوزفين ... جوزفين ... انا احدثك اين شردتِ ( نظرت نحو عمتها فيرا الجالسة بجوارها والتي اخرجتها من شرودها قائلة ) لما لا تعزفين لنا قليلا
- لا اجيد العزف ( اجابتها بتعمد فقالت فيرا )
- ولكن لما تفعلين هـ
- لا ارغب بهذا
قاطعتها قائلة بإصرار فبقيت عيني فيرا ثابتتان عليها لوهلة قبل ان تقول باقتضاب
- كما تريدين
بعد توقف العزف عادوا للجلوس في مكانهم وهم يضحكون بمرح لتلمحها برجيت بنظرة قبل ان تشيح براسها عنها بمتعة مما جعلها ترمش وتحدق بالجهة الاخرى شاردة بفيرا التي تحدث فردريك لتتنفس الصعداء وهم يغادرون لتقف بجوار فيرا وهم يهمون بصعود العربات التي توقفت بجوارهم لتضع عمتها يدها على ظهرها قائلة
- اصعدي بنيتي سأرى ما بها ثلما
صعدت وهي تحدق بعمتها المتجهة الى العربة التي تقف امام عربتها لتجلس داخل العربة وهي تفكر بان عليها مغادرة ماكسويل باي طريقة كيف ستقنع فيرا بهذا كيف
خرجت من شرودها وهي تحدق بثيودور الذي هم بالصعود ليتوقف محدقا بها هو الاخرى لتسرع بالتحرك نحو النافذة لدا سماعها صوت العربات تتحرك بينما تراجع بدوره ناظرا الى العربات التي تحركت ليتابعها وهو يقطب جبينه ليعود بنظره اليها وهي تقول
- فالتعد بخيلك كما حضرت ( وجلست جيدا في مكانها مستمرة وهي تراه يصعد للجلوس امامها ) ليس مرحبا بك هنا
- احتاج فردريك لخيلي للمغادرة نحو المخازن لذا يمكنك الترجل والمغادرة سيرا فهذه العربة تخصني
- لما لم ترافق الاخرين اذا
- لما لم تفعلي بنفسك هذا
ثبتت عينيها عليه بغيظ وهمت بالتحرك عن مقعدها لتترنح وتعود للجلوس في مكانها والسائس يحرك العربة لتهتف
- توقف اريد الترجل
- تابع سيرك ( تجمدت مقلتيها عليه فأضاف بتجهم ) فات الاوان كان عليك ان تكونِ اكثر ذكاءً
- هل ساقك الاخرى بحاجة الى الركل ايضا
- لا تجرؤي على تكرار هذا ولتتصرفي ببعض النضوج اتعتقدين نفسكِ طفلة
- اجل انا طفلة والدي ان كان لديك مشكلا بهذا لا تحدثني
- لا اعلم ما هدف عمتي فيرا من تعمدها جعلنا نعود معا ولكن ان كانت تقصد ان اتقبلك فلتعلميها ان الامر زاد عن حده
- فل تعلمها بنفسك وان استطعت اقناعها بتركي وشأني سأكون شاكرة لك فلا اريد البقاء هنا اريد العودة الى جايدن الا ترى انني لا انتمي الى هذا المكان فلتقنعها بهذا
- ابقاءك هنا يسبب لك الضيق
- بكل تأكيد فانا لا انتمي الى هذا المكان
- اذا ليسرني بقائكِ علا هذا يقوم بتهذيبك
توسعت مقلتيها به وهمت بالتحدث الى ان صوت مفاجئ صم اذنيها وهي تشعر بنفسها تندفع بقوة الى الامام بينما التصق ثيودور بالمقعد الذي مال به جانبا فاقدا توازنه تماما والعربة تميل بقوة باتجاهه لتصطدم بدورها به فاسرع بإمساكها وهي تصيح لتصبح بين ذراعيه حث السائس الخيول على التوقف وقد كسر عجل العربة لتميل بقوة نحو الارض ليسرع بالترجل وهو يهتف
- هل انتما بخير هل اصبتما
رفعت وجهها ببطء محدقة بذهول بالوجه القريب منها وانفاسها التي تتلاحق تصتدم بانفاسه ومفاجئتها لا تقل عن مفاجئته لما حدث لتسرع بالهتاف وهي تتخبط محاولة الابتعاد عنه والاحراج الشديد يتملكها دون ان تستطيع ذلك
- توقفي
- ابعد يداك عني
- وكأني ارغب بالإمساك بك توقفي
هتف بها من جديد وقد وضعت راحت يديها على صدره واخذت بدفع نفسها لتبتعد عنه دون ان تفلح ليفتح باب العربة فاسرعت برفع راسها الى الأعلى ليطل السائس وهو يتساءل بقلق
- هل اصبتما هل انتما بخير
- ابعدها عني وسأكون كذلك
اسرعت بمد ذراعها لسائس الذي امسكها ليسحبها نحو الباب لتخرج وتتنفس الصعداء وهي تضع قدميها ارضا ليسرع ويساعد ثيودور ايضا بالخروج بينما حاولت تهدئة انفاسها المضطربة وهي تشعر بالحرج الشديد فلا تعلم كيف اصطدمت به واصبحت بين ذراعيه تلمست خدها وهي تشعر بالحرارة تخرج منه لتنظر اليهما لتراهما منشغلان بتفقد العجل الذي كسر تماما وقد مالت العربة نحو الارض فعادت لنظر بعيدا وهي تحاول استعادة توازنها شاكرا ان الليل الحالك يحيط بالمكان
- لا تبتعدي
نظرت نحو ثيودور الذي قال ذلك وهو يتحرك نحو مقدمة العربة ليحل احد خيولها وقد فعل السائس نفس الشيء بينما قالت وهي تحاول ان تخرج صوتها ثابتا
- والى اين سأذهب بتحديد بهذا الوقت من الليل
- وهل اعلم ما يدور في خلدك حتى الان لم توحي لي بما يجعلني اثق بطريقة تفكيرك .. تستطيعين ركوب الخيل اليس كذلك
- انت لا تدرك مع من تتحدث
اجابته بعدم رضا وهي تتحرك نحو السائس لتتناول منه لجام الخيل الذي حرره من العربة ليلمحها بنظرة متعاليه وهو يصعد على خيله قبل ان ينظر نحو السائس قائلا
- سأرسل لك جون فور وصولي
صعدت على خيلها لتجلس بشكل جانبي عليه وتحثه على السير لتتبع ثيودور , اخذت تجول بنظرها بالطريق التي يسرون بها لتشد لجام خيلها بشكل مفاجئ وقد تناها لها نباح احد الكلاب قبل ان ترخي يديها وهي تطلب من نفسها الهدوء فبالتأكيد المكان امن كانت لتسال مرافقها لو كان غير هذا الذي يجلس على خيله بشموخ رفعت ذقنها بتعالي واشاحته الى الجهة الاخرى فان كان ابن ادمز هي ابنة فرانسوا تنفست الصعداء عندما لمحت المنزل من بعيد وما كادت توقف خيلها امام الباب الرئيسي حتى اسرعت فيرا بالخروج من المنزل محدقة بهما وهما يترجلان عن الخيول قائلة بقلق
- لما تأخرتما لما لم تحضرا بالعربة
تناول ثيودور لجام خيلها وهو يجيب فيرا بينما تحركت جوزفين نحوها
- كسر عجلها ونحن بداخلها مما اضطرنا لاستعمال الخيل
- هل انتما بخير هل اصابكما مكره
- اننا بخير ( اجابت فيرا فقال ثيودور )
- بل هي بخير فانا الذي
- لا تتحدث بالأمر حتى ( اسرعت بالقول بحرج واستمرت معترضة وهي تحدق به ) فلقد كان مجرد حادث
وتحركت متخطية فيرا التي تراقبها لتعود نحو ثيودور متسائلة فقال بتجهم وهو يتعمد رفع صوته
- عليك بالتقليل من طعامها فوزنها ثقيل
عادت فيرا بعينيها نحو جوزفين التي تجاهلت قوله لتدخل الى المنزل لتعود نحوه وهو يتحرك بالخيول نحو الاسطبلات
- لم افهم ما تعني ( تابع سيره متجاهلا اجابتها فدخلت لتتبع جوزفين نحو الادراج وهي تقول ) ما الذي حدث بنيتي
- عمتي دعيني وشأني الم تتعمدي ارسالي معه اذا دعيني وشأني
اجابتها وهي تتابع صعودها فاستمرت فيرا بإلحاح
- لم تصابي بأذى اذا
- لا لم اصاب بأذى فقط بالإحراج الشديد لأني سقط فوقه رباه لا اعلم حتى الان كيف حدث هذا
اجابتها وهي تحرك يديها معا بياس لتتابع نحو غرفتها بينما عقدت فيرا حاجبيها قبل ان ترخيهما ما كان عليها تركهما معا ولكن لا تعلم كيف ستجعله يتقبلها عليه هذا استمرت بتأكيد وهي تعود لصعود الادراج وتشد وشاحها جيدا على اكتافها .
نزلت في صباح اليوم التالي الادراج بتمهل وهي ترى كارل وبرجيت يجلسان لانتظار انضمام الباقي لهم لتوجه الى غرفة الطعام فاقتربت منهما ملقية التحية ليجيبها كارل بينما اكتفت برجيت الجالسة بجواره برمقها بنظرة عدم رضا فجلست امامهم قائلة
- ارجوا اني لا اقاطعكما
ابتسم كارل بود وهو يهز راسه بالنفي قائلا
- لا لم تفعلي كما اننا بانتظار البقية لتناول الافطار
- اتروق لك .. ماكسويل
تسألت مما جعل برجيت تحدجها بنظرة ثابته متجهمة الى انها تعمدت تجاهلها
- اجل ولما لا الا تروق لكِ
- لا انها .. اشبه بالقرية .. قديمة الطراز .. محدودة .. الاماكن
- هناك من يسعى للقدوم الى هنا والاستقرار بعيدا عن ضوضاء المدن
- اني اعشق ضوضاء المدن وانتَ
- ليس كثيرا
همت برجيت بالتحدث فأسرعت جوزفين بالقول بتعمد دون السماح لها بالحديث
- لن تجد هناك اناس بوجهين على الاقل
- ان جايدين مليئة بهم
اسرعت برجيت بإجابتها فنظرت اليها وهي تدعي الحيرة قائلة
- هل زرتها يوما .. لا اعتقد لذا انتِ فقط تخمنين
- عندما تتعاملين مع اناس كانوا بها تعرفين عندئذ عنها الكثير دون ان اضطر لزيارتها ( ونظرت الى كارل مستمرة بثقة ) اليس كذلك
نظر كارل اليها من ثم الى جوزفين وعاد نحوها قائلا بروية
- الم يتأخروا بالنزول
- اتشعر بالجوع ( اسرعت جوزفين بالتساؤل قبل ان تستطيع برجيت التحدث مستمرة باهتمام زائف ) وانا ايضا ربما علينا البدء دونهم
- افعلي ما يحلو لك اما نحن .. سننتظرهم اليس كذلك
اضافت بريجيت بغيظ قبل ان تعود نحو كارل فهز راسه لها بالإيجاب فابتسمت بمتعة محدقة بجوزفين التي استرخت في جلستها قائلة دون اكتراث
- استطيع التحمل فهنا الافطار في موعد والغداء بموعد والعشاء بموعد اليس هذا امرا سخيف هل تتصرفون هكذا ايضا ام ان عائلتي مميزة
- لا باس ببعض الانضباط بهذه الامور
اجابها كارل فأسرعت برجيت بالقول له متعمدة جذبه لحديثها وقد ازعجها بقاء جوزفين اكثر مما تتحمل
- هل نخرج الى الحديقة ريثما يجتمع الجميع
- هل اشعرتكما بالضجر هذا تصرفا فظ منكما
اسرعت جوزفين بالقول وهي تدعي المفاجئة فقال كارل
- لا ابدا لم نقصد هذا
ونظر الى برجيت معاتبا فابتلعت الكلمات التي تزاحمت على شفتيها بغيظ لتقول بتصنع
- بالتأكيد لم نقصد فـ... جلوسك معنا يسرنا
ابتسمت برضا وهي تشعر بان برجيت مستعدة للانقضاض عليها باي لحظة الان حركت راسها نحو الادراج لألقاء عمتها فيرا وثلما التحية لتنضما اليهم ولم تكن دقائق حتى كان الجميع حول مائدة الإفطار الا ثيودور فهمت جوزفين بتناول ملعقتها لتنهرها ثلما بعينيها مما جعلها ترمش وهي تقول
- ماذا الن نبدأ لستم جادون كلما تأخرت احضر لاجدكم تتناولون طعامكم لذا ليس علي
- جوزفين لن يضر الامر ها هو
قاطعة فيرا نفسها وثيودور يدخل معتذرا وهو يتوجه نحو مقعده
- ارجوا المعذرة لتأخري فلقد اضطررت للخروج باكرا لأمر مهم
- اه الم تكن هنا رباه وكانوا ينون جعلنا ننتظر حتى حضورك
قالت بتذمر وهي تبدأ بسكب بطبقها فالمحها ثيودور بنظرة قبل ان ينظر الى ضيوفه وهو يجلس قائلا
- ارجوا ان تبدأوا واعتذر مرة اخرى لتأخري
- لا عليك كنا سنبدأ ( قالت واستمرت ببطء وهي ترى جميع الاعين موجها نحوها فعادت نحو طبقها وهي ترفع كتفيها باللامبالاة مستمرة ) شهيتي مفتوحة هذا الصباح وارجو ان يكون الطعام لذيذ
- هل انتم مصرين على المغادرة اليوم ( قاطعت فيرا حديث جوزفين محاولة جعلهم ينظرون نحوها واستمرت عندما نظرت اليها اميليا وهي تهز راسها بالإيجاب ) لو تبقون لنهاية الاسبوع كان سيتسنى لكم حضور المهرجان السنوي الذي يقام بالبلدة
- سيعود كارل لحضوره
اجابتها بود واستمرت بالحديث بينما انشغلت جوزفين بتناول طعامها قبل ان تلتقي عينيها بعيني كارل الذي يخفي ابتسامته وهو ينظر اليها فرفعت حاجبيها ببطء الى انها عادت لتبتسم له بنعومة وهي ترى برجيت تحدق بها قبل ان تعود نحو كارل الذي عاد للانشغال بطعامه وكذلك فعلت لتعود مرة اخرى نحو برجيت التي تراقبها بغيظ لتبتسم لها بتعمد وهي تمضغ طعامها دون محاولتها المشاركة بالحديث الدائر ولم يفتها كارل الذي كان سرعان ما يعود بنظره نحوها ما ان انتهوا من تناول الطعام حتى جلسوا بغرفة الجلوس بانتظار ان تعد العربة التي ستقلهم ادعت الابتسامة واميليا تعقصها بخدها مودعة وهي تقول
- انتبهي لنفسك
لتسرع بظهور تكشيرة على وجهها ما ان ابتعدت عنها لتعود لتبتسم لكارل المنشغل مع برجيت لتقول له وهي تهم بالابتعاد
- لا تطل الغياب
تابعتها برجيت بعينين تضيقان فتجاهلتها وصعدت نحو غرفتها لتعود لمغادرتها وقد اعدت نفسها للخروج فأخذت تنزل الادراج بصعود برجيت نحوها لتلمحها بنظرة مستفزة من راسها الى اخمص قدميها فرفعت ذفنها بتعالي ردا لنظرات برجيت وتابعت نزولها دون محادثتها لتتخطى عنها بخروج ثيودور من غرفة المكتب محدقا بهما قبل ان تتوسع مقلتيه لرؤية برجيت التي همت بالدوس على اسفل ثوب جوزفين التي استمرت بالنزول فهتف وهو يسرع نحو الادراج
- لا تفعلي
حركت جوزفين راسها نحوه ولكنها لم تكد تراه وهي تشعر بانها تفقد توازنها بشكل مفاجئ فجحظت عينيها بالأدراج التي امامها والتي اخذت بالاقتراب والاقتراب منها دون قدرتها على تفادي سقوطها عليها فأسرعت بإغماض عينيها ووضعت يديها على وجهها مخفية اياه وهي تصيح لتصطدم بقوة بصدر ثيودور الذي امسك بها واحاطها بذراعيه محدقا بشقيقته بأنفاس لاهثة وعدم تصديق هاتفا بعصبية
- اجننتي
رفعت راسها نحو الوجه القريب منها والذي شحب تماما وعينيه لا تبتعدان عن شقيقته غير مصدقة انها لم تقع وانه انقذها من سقطتا ما كانت لتقوم منها سالمة تراجعت عنه ببطء وهي تشعر بأنفاسه القوية والمضطربة وصدره الذي يرتفع بقوة بينما جسدها جميعه يرتجف لتجلس على الادراج خلفها بأنفاس متزاحمة فتخطى عنها نحو برجيت التي لم تفارقها عينيه فأجابته بعناد
- ما كان لك مساعدتها
امسكها من كوع يدها وقد اختفت الدماء من وجهه تماما لينزل الادراج متخطي جوزفين التي تحاول تمالك نفسها بينما برجيت تعترض على إجباره اياها على السير
- توقف ما الذي تريده انها تستحق هذا
- افقدتي صوابك كدت تقتلينها
- لولا تدخلك لكنا تخلصنا منها اذا
- ايتها الحمقاء
- الا تريد التخلص منها
- اريد التخلص منها وليس انهاء حياتها
حدقت بباب غرفة المكتب الذي أُغلق بقوة خلفهما وقد جف حلقها تماما لترفع يدها نحو عنقها تتلمسه وهي تشعر بالدوران فأجبرت ساقيها المرتجفتين على التحرك لتقف وتصعد نحو غرفتها لترتمي على سريرها محدقة بالسقف بعينين تائهتين وقلبا خافق فلقد كادت تدق عنقها لتو .
- انستي ( نظرت نحو صوفي التي دخلت غرفتها بعد عدة ساعات وكانت ماتزال مستلقية في سريرها تحتضن وسادتها لتستمر صوفي ) السيدة فيرا تريد ان ترافقيها
- لا اريد .. ( اسرعت بمقاطعتها قائلا وهمت بالعودة لنظر امامها الى انها عادت نحو صوفي التي تهم بالمغادرة قائلة ) الى اين تريد الذهاب
- معمل الحياكة
- .. اعلميها اني سأنزل بعد قليل .. من في الاسفل
- السيدة بمفردها
- حسنا لن أتأخر .
- ما بك متجهما بهذا الشكل ( تسألت فيرا بعد مضي بعض الوقت على ركوبهما العربة )
- وهل يوجد هنا ما يسر حتى لا اتجهم
- لا تبالغي
- ابالغ انا بعيدة عن هذا فهل علمتي ما فعلته ابنت شقيقك صباحا
ثبتت عيني فيرا عليها بانتباه وهي تقول
- من تقصدين و .. ما الذي حصل
- لا تعلمين اذا ... اسالي ثيودور وهو سيعلمك فرغم رغبته بالتخلص مني ولكن لا يصل به الامر الى انهاء حياتي فهذه رغبة شقيقته فقط
- ما الذي تتحدثين به
- اتحدث عن استحالت بقائي هنا تلك الفتاة حاولت ايقاعي اليوم من راس الادراج ولا اعلم غدا أي أفكار جديدة قد تستعمل لتخلص مني
بقيت عيني فيرا ثابتتان عليها قبل ان تقول بثقة
- تبدين لي بخير
- اجل بخير ولكن هل تعلمين ما كان سيحدث لي لو لم يسرع ثيودور بإمساكي
تأملتها بصمت من جديد قبل ان تعود للقول بإصرار
- تبدين بخير لذا لا تبالغي
- ابالغ ابالغ اه بتأكيد ابالغ ففي النهاية هي ابنة شقيقك
- وانت ابنة شقيقي
- الذي لا يرغب احدا هنا بذكر اسمه حتى
- انا ارغب وهذا كل ما يهم
- وانا الا يوجد مراعاة لشعوري
- عليكِ ان تكوني قوية وتسيطرين على مشاعرك اتعتقدين اني اصبحت على ما انا عليه بهذه السهولة ان ما رايته وواجهته في حياتي علمني الكثير لذا تعلمي من تجاربك وما تمرين به وجعليه لصالحك ( توقفت عن المتابعة والعربة تتوقف بهم لتعود للقول
) هيا بنا وحاولي الاندماج هنا حاولي لن تخسري شيئا بنيتي بل ستكسبين الكثير
- الكثير .. والذي هو
قالت وهي تقضم شفتها من الداخل فحركت فيرا راسها بيأس ونزلت مغادرة العربة لتتبعها بدورها بتجهم لتتواجها الى داخل المعمل لتتعمد الجلوس على اول مقعد فارغ وتعقد يديها تتابع ما تفعله فيرا دون اي ردت فعل فهي رافقتها رغبتاً بمغادرة المنزل ليس اكثر .
خذت الفتيات يرين فيرا ما يعدونه من عينات جديدة من الاثواب لينشد انتباهها مع الوقت لما يقدمنه ويعرضونه امامهم الا انها سرعان ما أعادت التجهم واللامبالاة لملامحها وهي ترى فيرا تنظر نحوها وبقيت على هذه الحال وقت مغادرتهم مما جعل فيرا تتذمر منها الى انها تجاهلتها وسرعان ما غادرت العربة متجها نحو غرفتها لترفض مشاركتهم العشاء ليمضي الوقت ببطء ومهما حاولت ان تغفوا علا يوم غد يأتي لم تفلح فنهضت بتذمر وارتدا روبها فوق قميصها وغادرت غرفتها وهي تحكم ربط حزامه حول خصرها لتنزل نحو الاسفل وقد حل السكون بأرجاء المكان لتتجه نحو المكتبة وتدخلها لتتفقد بعض الكتب دون ان يقع اختيارها على اي واحد انها تشعر بالملل ولم يعد اي شيء يشدها
- التجول بهذا الشكل في ارجاء المنزل امرا مرفوضا تماما ( ثبتت عينيها على حروف الكتاب الذي تتفقده لسماعها صوت ثيودور فحركت راسها بروية نحوه لتجده بغلق الباب خلفه مستمرا بجدية ) ليست المرة الاولى التي تفعلين بها هذا وعلى ما اعتقد انك تعلمين ان هذا الامر مرفوض هنا
نظرت الى نفسها قبل ان تعود اليه وترفع كتفيها بلامبالاة قائلة وهي تعود نحو الكتاب الذي بيدها
- لا تكن سخيفا ( تجمد في مكانه لقولها قبل يقول )
- ارجو المعذرة .. لا اكن .. سخيفا ( نظرت اليه لقوله المستنكر لتقول بتفكير )
- هل اهنتك بهذا
- اجل فعلتي
- لا تكن سخيـ ... اعني ... حسنا .. لا اجد كلمات غير هذه لأني محتشمة تماما
- إنها ملابس النوم
- إذا
- لا نتجول بها بأرجاء المنزل
- من قال هذا لقد اعتدت على التجول بها بمنزلي سابقا
- ذاك منزلك وهذا لا
- عمتي فيرا تقول عكس هذا
- ما الذي تعنينه بهذا
- تقول ان هذا منزلي لذا .. سأتجول به كما ارغب ان كان الامر يزعجك فلا تبقى هنا
اجابته دون اكتراث وعادت نحو الكتاب لتغلقه وتعيده الى مكانه وتتناول غيره بينما تأملها بضيق وهو يتحرك نحو مكتبه ليضع الحقيبة التي يحملها عليه بنفاذ صبر
- هيا غادري مكتبي بسرعة ومن الافضل عدم عودتك اليه هل سأضطر لتكرار هذا لك كثيرا
لمحت حقيبته ونظرت اليه قائلة
- هل عدت لتو من العمل
- لا شان لك
- اليس الوقت متأخرا ما هو هذا العمل المستمر حتى الان
- لا شان لك
عاد ليكرر فأسرعت بالقول وهي تتأمله يفتح حقيبته ويخرج منها بعض الاوراق
- انتَ فظا بطبعك اليس كذلك
- اجل انا كذلك هل لديكي مشكلة بهذا
- لا ابدا فقد كنت أتأكد ان كانت فظاظتك التي لا تطاق هذه موجها لي شخصيا ام انك خلقت بهذا الشكل فقط
تعلقت عينيه المغمقتان بعينيها وهو يتسأل
- وماذا استنتجتِ اخيرا ( ابتسمت بسخرية وهي تقول )
- سأحتفظ برأي لنفسي
- ارجوا ان تفعلي ااستطيع الان الانفراد بنفسي لأنهي عملي
كانت تهم بالمغادرة ولكن بعد قوله هذا عادت لتقول
- كانت لديك لوحتا هنا اين اختفت
- لا شان لك
- لابد وان الرسام رفض متابعة رسمها لما يا ترى ( رفع عينيه للسماء مستنجدا ان يطول صبره بينما استمرت بتفكير ) الم تدفع مقابلا لها مبلغا سخيا افعلت
- لا شأن لك
عاد ليكرر كلماته وهو يشدد عليها فعادت لتجاهل قوله وهي تدعي التفكير مستمرة
- او ربما وجد ان تعبيراتك غير مريحة للرسم فقرر ترك اللوحة وعدم متابعتها ( تحرك عن مقعده والتف حول المكتب ليصل اليها ليقف امامها عاقدا يديه ومحدقا بها بتجهم فاستمرت بروية وهي تتأمل وجهه المتجهم ببطء متمتمة ) بالتأكيد تعبيرات غير مريحة ( وامام شفتيه المطبقتان بشدة استمرت ) اه لقد نسيت انت مشغول علي المغادرة فالوقت متأخر وليس علي السير بالمنزل بهذه الملابس و ( اضافت وهي تتخطى عنه نحو الباب ) وعدم العودة الى هذه المكتبة و ( فتحت الباب مستمرة وهي تغادر ) وعدم تغير اماكن الكتب .. هناك قوانين كثيره لا اعتقد اني سأستطيع تذكرها جميعها .. عمتَ مساء .
استيقظت في وقتا باكرا رغم نومها متأخرة ولم تستطع العودة لنوم فنهضت لتبديل ملابسها ثم قصدت المطبخ طالبة من صوفي ان تعد لها كوبا من العصير الطبيعي لتقوم صوفي بإعداده بينما وقفت قرب باب المطبخ شاردة قبل ان تتناول الكوب وتتحرك مغادرة المطبخ نحو الباب الخارجي لتغادر منه وتجلس على الادراج متأملة الحديقة امامها ومازال الجو يعبق بندى الصباح رفعت كوبها لترشف منه وهي تراقب جيفري الذي يقوم بري الورود قبل ان تشرد وعقلها يعود بها لما فعلته بها برجيت ما كانت لتقوم سليمة من تلك السقطة يا لها من فتاة تحركت من مكانها لتتجول بالحديقة وهي ترشف من كوبها رافضة ان تعكر صباحها قبل ان تعود الى داخل المنزل وثيودور ينزل اخر الدرجات متجها نحوها فتابعت سيرها نحوه قاصدة الادراج ولكنه لم يغير مساره وتابع نحوها وعينيه لا تفارقانها همت بالابتعاد عن طريقه ولكن لما لا يفعل هو ذلك توقف على بعد خطوات عنها محدقا بها بذات الوجه المتجهم قبل ان يتحرك ليهم بتخطيها بعدم رضا وكذلك فعلت عمدا لتتوقف ويتوقف وقد اصبحا امام بعضهما مرة اخرى بدا التذمر على وجهه بينما ادعت المفاجئة وهو يحدق بها بعينين غاضبتان فأحكمت اغلاق شفتيها كي لا تظهر الابتسامة عليهما لقد جنت اجل هذا ما حصل انها تضايق ثيودور تعقلي لمحها بنظرة ضيق وتخطاها هذه المرة لتسرع برفع يدها تخفي ابتسامتها وتحركت ببطء الا انها عادت لتتمالك نفسها لتستدير نحوه وهي تقول
- نسيتُ شكرك على مساعدتي البارحة ( توقف عن السير فاستمرت وهي تحدق بظهره ) كان لطفا منك امساكي .. اعلم انكَ فعلت ذلك حتى لا تتسبب شقيقتك بكارثة ورغم ذلك اشكرك فلا يهم ما يفكر به المرء المهم ما بدر منه
- هل انتهيتي
- الم اقدم شكري بطريقة مناسبة ( قالت معترضة على سؤاله فاستدار نحوها قائلا )
- كم تريدين لتغادري ماكسويل
- كم اريد
- اجل
- لا شيء منك ( حدجها بنظرة طويلة قبل ان يقول بروية )
- اجل بتأكيد ليس مني على كل الاحوال احرصي على نفسك فعاماً هنا ليس بالأمر الهين
وظهرت ابتسامة مائلة غير مريحة على شفتيه وهو يتحرك مستديرا ومغادرا فتابعته ووجها يتجهم ببطء قبل ان تتمتم
- مغرور