فوَضَع السَّائِس الصُّندُوق الذي كان بين يديه مُغلقا الْمَكانِ الَّذِي دَخَلَت مِنه بِأَحكام وَهُو يَهمِس بتوتر
- ارجوا أَنْ يَمُرَّ الْأَمر بِخَير
اخذت حواسها جَميعها تَعمَل مع تحرك العربة بهم لترفع نَظَرها نَحو وَجه كِيفِن الْقرِيبِ مِنها تهم بِالتَّحَدُّث فهز رَأْسَه لَهَا بِالنَّفْي والتوتر يَتَمَلَّكَهُ وَهُوَ يُصغِي لِلْخارِج والعربة تَتَحَرَّك بِهِم لِتَعُود لِالْتِزام الصَّمت الذي يكسره صوت خفقات قلبها المتوتر تُرِيد مُغادَرَة هَذا الْمَكانِ وَبِأَي طَرِيقَة لا تكاد تُصَدِّقُ أَنَّها قَد تَفعَل أَخَذَت تُصَلِّي وَتُصَلِّي وحواسها جَميعها تترقب والعربة تَستَمِرّ بالسَّير لِتَسمَع صَوت السَّائِس
- عمتم مساء . . أَراكُم غَدا
أَشَار للحراس وَهُوَ يَخرُجُ فتجاهلوا وُجُوده وَعادُوا لِمُتابَعَة حَديثِهِم وَامام استِمرار العَرَبَة بِسَير عادَت لِرَفعِ نَظَرها نَحوَه تهم بِسُؤالِه فأَسرَع بهز رَأْسه لَها بِالنَّفي بِالَّا تَفعل ولايقل توتره عَنها فَعادَت لتلتزم الصَّمت الْقاتِل فَجهل ما يحدث خارِجا يَجعلُها فِي قمت توترها لِتَتَوَقَّف أَنفاسُها والعربة تَتَوَقَّف محدقة بِه بذعر بَينَما بَدأ الترقب عَلَيهِ وَهُوَ يُصغِي لِنُزُول السَّائِس واقترابه مِنهُم ليبعد الصُّندُوق قائِلاً
- هَيا أَسرعا لا وقت لدينا
دَفَعت بِنَفسِها لِتَخرج أَولا وَهِيَ تهمس بقلق
- لَم نبتعد كَثِيراً
وَحَدَّقَت بكيفن الَّذِي أَصبَحَ خَلفَها وَلَكِن أَيا مِنهُما لَم يجب وَقَد أَسرَعا نَحو الْأَشجار ليبعدا غطاءً بِلَون الْأَشجار عَن مَجمُوعة صَناديق مَصفُوفَةٌ فَوقَ بَعضِها الْبَعضِ ليسرعا بِحمل الصَّنادِيق وَوَضَعها بالعربة ليمتلاء الْمَكانِ الَّذِي كانَت تَختَبِئ بِهِ هِيَ وكيفن
- كَيف سنستمر
- توقفي عَن طَرحِ الاسىئلة الْآنَ فَلَا وَقْت لَدَينا هَيا ساعدينا
أَجابَها كِيفِن وَهُو يَضَع الصُّندُوق داخِل العَرَبَة لِيَعُود لِإِحضار آخَر فَتَحَرَّكَت باتجاهما لِتَحَمل بدورها أَحَد الصَّنادِيق وَما إنْ امتلاءت جَمِيع العَرَبَة حَتَّى وَقَفَ السَّائِس بِأَنْفاس لاهثة وَهُوَ يَقُولُ
- الْآنَ أَنَّ اوقفوني لَن يَشكُو أَنَّ لِي يَداً بِالْأَمر
- أَشكُرُك وَها هِيَ كَما وعدتك
قالَ لَهُ كِيفِن وَهُوَ يسحَبُ قطعة ذَهَبِيَّة صَغِيرَةٌ مِنْ جَيبهِ لِيُقَدِّمَها لَه لتتاملها إيلينا بَحِيرَة بَينَما تَناوُلُها السَّائِس بِسَعادَة قَائِلاً
- وعدتني أَيضاً باعلامي أَين وَجَدتها
- عِند النَّهرِ حَيثُ كُنت أَغسِلُ ملابسي . . تَنَبَّه لِنَفسِك سنغادر الْآن هَيا فَلَا أَعلَمُ مَتَى سيتنبهون لاختفائنا
- وَداعاً إذَا وَإِن حَدَثَ وَتَم امساككما خَيراً لَكُما بِالَّا تاتيا بِاسمِي
هَزّ كِيفِن رَأْسَهُ لَهُ بِالايجابِ وَهُوَ يُمسِكُ بِذِراع ايلينا قائِلاً
- هَيا بِنا
تَحَرَّكَت برفقته لِيَدخُلُوا بَين الأشجار لتهمس بتوتر وَصَوت العَرَبَة تَبتَعِد
- أَلَم يَكن أَفضَل إن نَنزِلَ فِي مَكاناً أَبعَدَ
- سُرعانَ ما سيكتشفون اختفائنا وسيشكون بِه لِذا سيسعون خَلفَهُ مِنْ الْأَفضَلِ الابتِعاد عَنهُ انتبهي تَعالَي مِنْ هُنا
- هَل أَعطَيته قطعَتا ذَهَبِيَّة
- أَجل
- يُوجَد مِنها هُناك
- أَجْل
كان بجيبها بِاقتِضاب وَهُو يُسرِع بِالسَّير متلفتا حَوله ومتأكدا مِن خَلَوا الْمَكان بَينَما كانَت تَتَبعه بِحَذَر مستمرتا بهمس
- إلَّا يَعلَمُون بِشَأنِها
- وَجَدتها صدفة مُنذ عدت أَشهُر بَين أَحجار النَّهر
- أَنت واثِق أَنَّها مِنْ الذَّهَبِ
- هَذا ما يَبدو عَلَيهِ الْأَمرُ . . توقفي تراجعي
استَمَرّ بهمس وَهُوَ يَعُودُ نَحوها لِتَجلِس القرفصاء وَكَذَلِكَ فَعلَ مختبأين بَين الْحَشَائِش واجذع الْأَشْجار وَهُناك صَوت خَيل تَجر عَرَبَة يتناها لَهُم
- أَنَّها بَعِيدَةً عَلَى الطَّرِيقِ . . هَيا اتبعيني بحرص وَلَا تتوقفي أَبَداً عَلَينا الابتعاد سَرِيعاً مِنْ هُنا أَخَذَت تَسِير دُونَ تَوَقُّفٍ حَتَّى انكهت تَماما وَلَكِن مُجَرَّد فَكَرِة أَنْ يَقبضُوا عَلَيهِم كانَت كافِيَةً بِجَعلِها تَستَمِر وَتَستَمِر
- انَّنا نَسِير مُنذ ساعات دُونَ تَوَقُّفٍ هَلْ تَعلَمُ عَلَى الْأَقَلِّ إلَى أَينَ نَحنُ متجهين
- أَطراف الْقَريَة الْمُجاورَة لَا نَستَطِيعُ أَنْ نظهِر فِي الْمَكانِ بِهَذِه الْملَابِس وَإِلَّا سُرعان ماسيفضح أَمَرنا
- إذَا
- اترين ذَلِك الكوخ ها قد اقتَرَبنا مِنْ الْقَريَةِ أَنَّه مُتَواجِد عَلَى أَطرافِها
- كَيف تَعلَم بِهَذَا هَلْ أَنْتَ مِنْ سُكانِ الْمَكان
- انَّها محاولتي الثانِيَةِ فِي الْهُرُوبِ
- الثَّانِيَةُ إذَا فقد تَمَّ إِلْقاءُ القَبضِ عَلَيك مِنْ قبلِ
- أَجل لِذَا لَن اكرر نَفس الأخطاء توقفي هُنا
تَوَقَّفَت بقلق وَهِي تتلفت حَولَها فَاستَمَرّ
- أَبَقِي بِجِوار هَذِهِ الشَّجَرَةِ
وَهم بِالتَّحَرك مِما جَعَلَها تَقُول بذعر
- الى أَين
- ساحاول الْحُصُول عَلَى بَعض الْمَلَابِس
تَعلَّقَت عَينَيها بِالْمَلَابِس الَّتِي تَمَّ تعليقها خَارِج الكوخ الْبَسِيط لتقترب مَنْ ساق الشَّجَرَة مُراقبة اِبتعاده وَهُو يَنحَنِي مُحاوِلا التَّسَلُّل بِهُدُوء لِيَدخل إلَى ساحَة الكوخ وَيَقتَرِب بِرويَة مِنْ الْملَابِسِ الْمُعلَّقَة لِيَتَناوَلَ مِنها بَينَما كانَت فِي قمت توترها وَهِي تُرَاقِبه وَهُوَ يَعُودُ مِن جَدِيدٍ نَحوها لِيَضَع ثَوبا بَينَ يَدَيها وَهُوَ يَقُولُ بِأَنفاس لاهثة
- اسرعي بِتَبدِيل ثَوبك بِهَذا
وَتَحَرَّك مُعطِيا ظَهره لَها ليهم بِتَخَلُّص مِنْ قَمِيصِهِ فاسرعت بالاستدارة بدورها والتخلص من ثَوبِها الْخارِجِي وارتداء الْآخَر سَرِيعاً لِيَقُوم بِتَخَلص مِن بنطاله وَهِيَ تَحمِلُ ثَوبها بَينَ يَدَيها هامسة بتوتر وعينيها تجولان بالاشجار امامها
- عَلَينا إيجاد وسيلة نَقل فَلَا نَستَطِيع الْمُتابَعَة سيرا
نَظَر نَحوُها وَقَدْ حَمَلَ ثِيَابِه بَيِّن يَدَيه قائِلاً وَهُوَ يتَناوِلا ثَوبها مِنها
- سَيُمسك بنا سَرِيعا أَن فَعَلْنا فَجَمِيع الْقُرى هُنا
يَتَعاوَنُون مَعَ مَنْ بِالقَلعة لِذَا لَن يتوانا أَحَدٌ عَنْ الوِشايَة بِنا عَلَينا الْبَقاء مُختفين عَنِ الأنظارِ وَدفن ثِيابِنا
قالَ وَهُوَ يجلِسُ عَلَى رُكبَتَيهِ واضِعا الْمَلَابِس بِجِوارِه وَمُمسِكا بحجرا حاد لِيَحفِر بِالتُّرابِ مِمَّا جَعَلَها تَقُول بقلق
- لِما عَلَينا دَفنهم
- سيستدلون عَلَى مَكاننا مِنْ خلالهم
أَسرَعَت بِالْجُلُوس بِجِوارِه وَمُساعَدَتُه بِالْحَفر لِيَضَع الملابس بالحفرة وَيَقُوم باعادت التُّراب فَوقَها لِيَقِف وَهُو يَنفُضُ يَدَيهِ قائِلاً
- هَذا سيعيقهم قَلِيلا عَنْ مَعرِفَةِ طريقنا هَيا بِنا
تابع وهو يسير فاسرعت خلفه قائلة
- لَقَد تخطينا مُنتَصَفِ اللَّيلِ
- أَنا وَاثِق أَنَّهُم يُدرِكُونَ بِأَمر اختفاءنا الْآن
- يا الاهي . . لَا أُرِيدُ الْعَودَة إلَى هُناك
- إذا اتبعيني دون توقف لا يجب أَن نقترب مِنْ السُّكانِ سنبقى نتوغل بِالْغابَة بَعِيداً عَنْ الأنْظارِ
- حَتَّى مَتَى انَّنا بِحاجَة لِوَسِيلَة نَقَل
- الْوَسِيلَة الوَحِيدَةُ الَّتِي يُمكِنُنا استِعمالها هِي القِطار فَقَط
- أَين يُوجَد
- أَقرَب مَحَطَّة لَنا تَقَعُ فِي ويست
- گم تَبعُد عَنا
- مَسافَة يَومانِ أَوْ ثَلَاث
- ماذَا . . وَإِلَى حِينِها سنستمر بِسَير
- لَا خيار آخَر امامنا
- وَلَكِنِّي منهكت تَماماً واجِد صُعُوبَة بمجاراتك
- لَم أَطلُب مِنك الْقُدُوم برفقتي انتي مِن حَشَرَت نَفسَها كُنت لِأَكُون الْآن أَبعَد بِكَثِير لَولَا اضطِرَارِي لانتظارك ومجاراتك بالسير
- أَكُنت تُريدُ منّي الْبَقاءِ فِي ذَلِكَ الْمَكانِ أَنَّهُ أَشبَهُ بالجحيم ما كُنت لافوت فرصَة مغادرته أَبَداً .. تَمَهَّل قَلِيلاً
- لا تتوقفي اذا الْآن هَيا تابِعِي وَإِلا أَنِّي لَن أَنتَظِرُك فَعلَينا الابتِعاد سَرِيعاً . . ها هو النَّهر
تابِع بهمس وَهُو يَتَوَجَّه نَحوَه لِتتبعه قَبلَ أَنْ تهمس وَهِي تَراه يَنزِل لِلسَّير فِيه
- الْمِيَاه بارِدَة لِما عَلَينا السَّيرُ بِها
وامام مُتابَعَته لِلسَّير أَسرَعَت بِالنُّزُول بقلق فالليل حالك وتشعر برعب من مجرد السير بهذه المياه وهي لا تعلم ما قد تتعرض له شعرت ببرودة الْماءِ الَّتِي أَنسَلَت إلَى قَدَمَيها وَأَسفَل ثَوبِها اقتربت مِن كيفن بِأَنفاس مُتعِبُه وَهِيَ تَقُولُ
- ايستعملون الْكِلَاب بِالْبَحث عَنا
- أَجل
- وَهَكَذَا لَن يستيطعوا الْوُصُول إلَينا . . أَنْت حقا تُدرِكُ ما تَفعَلُهُ
تمتمت وَهِي تتابع السَّير بِصُعُوبَة بِالْماءِ وَلَا تُدركُ كَم مِنْ الْوَقتِ مَضَى قَبلَ أَنْ يُقَرِّر الْخُرُوجِ مِنهُ لِتُفعَل بِالْمِثل بِأَنْفاس لاهثه وَهِي تهمس
- أَوشك الصّباح عَلَى البزوغ
- عَلَينا الابتِعاد تَماماً عَن الأنظار إذَا
ضمَّت يَدَيها إلَيها وَهِيَ تَسِيرُ خَلفَه مُحاولَة إيقاف اِرتِجاف جَسَدها مِنْ الْبَرد وَهِي تتابع السَّير لَن تستسلم لَا لَن تَفعل لَا يُمكِنُ أَنْ تَعُودَ إلَى هُناكَ تَفْضُل الْمَوتِ عَلَى هَذا تَوَقَّف كِيفِن وَقَد سَمِعَ صَوتَ ارتِطاما خَلفَه نظرى نَحوها لِيَجِدَها قَد سَقَطَت أَرضاً مغشيا عليها اسرَع بالعودة نَحوها ليتلمس نبضها بقلق وَهُو يَتَلَفَّت حَوله قَبلَ أَنْ يَقِفَ محدقا بِها اما أَنَّ يَترُكَها وَيُتابِع وَهُوَ الخِيارُ العقلاني لنجاته أَو يحَمِّلَها وَيُتابِع السَّير الَّذِي سيستغرقه ضعف الْوَقتِ الَّذِي كانَ سينجزه بِدُونِها هَزَّ رَأْسَهُ بيأس وَتَناوُلها بَينَ ذِراعَيهِ ليتابع سيرِه بانهاك فَهُوَ قَوِي البِنيةِ وَضَخم الْجُثَّة وَهَذا ما جَعلَهُم يَجِدُون بِهِ الْعامل الْقَوِيّ لِذا قامُوا بشراءه وَلَكِن الْآن قُواه غادَرته مُنذُ وَقتِ وَأَصبَح نَحِيلَا جدا فالعمل بالقلعة كثير ومجهد والمعاملة سيئة جدا والغذاء المتوفر قليل تَوَقَّف أَخِيراً بترنح لِيَضَعَها قرب جِذع شَجَرَةٍ محدقا بِالشَّمس الَّتِي بَدَأَت بِالظُّهُور ليرتمي بجوارها محدقا بشرود وَتَعَب امامه .
فتحَت عَينَيها بِبُطء محدقة بِتَشَوُّش بكيفن الْجالِس أَمامَها يَتَناوَل قَطَعَةً من الفاكِهة لتتحرك قَلِيلا لِلْامامِ فِي جَلَسَتها وَهِي تهمس بِضَعف
- هَذا طَعامٌ
وَقَبلَ أَنْ يُجِيبُها تَحَرَّكَت بِسُرعَة نَحوَه مُتَناوِلَة بعض التُّوت الْبَرِّي لتمد يَدها الْأُخرَى مُتَناوِلَة حَبَّة أُخرَى لتتناولهم بِنَهم ليتابعها قَبل أَنْ يُقَدِّمَ لَها بَعضُ الْفِطرِ وَهُوَ يَقُولُ
- تناولي مِنْ هَذا سيمدك بِالْقُوَّة
- أَشكُرُك
- ادعَى كِيفِن وانتِ
- إيلينا . . أَسفَه وَلَكِنِّي أَشعَر بِالْجُوع الشَّدِيد
اضافت لتحدثها وفمها ممتلاء
- تناولي قَدر ماتردين فالقد تَناوَلَت الْكَثِير أَثناء قطفهم
هَزَّه رَأْسِها بِالْإِيجاب وَهِي تَتابع تَناوُلهم لَم تَعلَم يَوماً ماهُو الشُّعُور بِالْجُوع الشَّدِيد وَلَكِنَّها أَصبَحت تُدرك هَذا الْآنَ
تنَفَّسَت بِعُمق بَعدَ أَنْ انتَهَت مِنْ تَناوُلِ جَمِيع التُّوت وَالْفِطر لِتَقُول وَهِي تَجلِس لِلْخلف
- لَقَد تَناوَلتها جَمِيعها لِذا سأقوم بِقَطف الْمَزِيد لنحمله مَعَنا
- الْمَكان ممتلاء بِها
أَجابَها فَنَظَرت شارِدَة أَمامَها قَبلَ أَنْ تَعُودَ نَحوَه متسائلة
- هَل نَسِير بِالطَّرِيق الصَّحِيح
هَزَّ رأسَهُ بِالنَّفي قائِلاً
- لستُ واثِقاً إلَّا مِن أَنَّنا فِي مُرتَفَعات تُوربِين
- لَم أَسمَع بِها مِنْ قبل
- أَننا فِي شَمال البِلاد
شردت عينيها بِهِ قَبلَ أَنْ تَقُول
- كيف استَطاعُوا الْقَبض عَلَيك عِند هروبك أَولَ مَرَّة
- عِند وُصولِي إلَى أَول قَريَة صادفتها كُنت فِي قُمت سعادتي لِرُؤيَة القروين وطلبت الْمُساعَدَة مِنهُم وَلَكِن اتَّضَحَ لِي الْأَمر فِي النِّهايَةِ أَنَّهُم جَمِيعهم يكنون الْوَلَاء لماليكي ذَلِكَ الْمَكان وَقامُوا بتسلمي لَهُم
- لابد وان الامر كان محبطا جدا
- اعتقدت انني نلت حريتي وانتهيت من امر القلعة لاكتشف اني عدت اليها ليزداد الامر سوء
- إلَى أَيْنَ تَنوِي التَّوَجُّه أَن نجحنا بِالْهَرَب مِنهُم
ثَبتت عَينَيه عَلَيها قَائِلاً
- لا أَستَطِيع اعلامك وَلَيس عليكي إِعلامِي فَإِن تَمَّ الْإِمساك بِأَي أَحَداً مِنا سيشي بِالْآخَر وَيُخبِرهم بِكُلِّ ما يعلَمهُ لِذا احتفضي بِما لَدَيك لِنَفسِك وَكَذَلِك سأَفعَل
- لَن أَشئ بِك
- هَذا ما تعتقدينه وَلَكن ما ستلاقينه فِي حالِ أَمسك بِك سيجعلك تشين بِأَيِّ ذَنب حَتَّى لَو لَم تفعليه .
- هل .. هَل جلدوك
- أَجَل مَعَ الْبَقاءِ مُعَلَّقا لِثَلاث أَيام مُتَتالِيَة وَالسَّماح لِأَحَدِهِم بتقديم كُوبا واحد مِنْ الْماءِ بِالْيَوم لا غير مَع الْحِرمانَ مِنْ الطَّعامِ
- كيف وصلت اليهم مَنْ قامَ ببيعك لَهُم
رغم انه كان ينظر اليها عِندَ سُؤَالِها وَلَكِنَّهُ لَم يَكُن يَراها حَقّا وَقَد شَردت عَينَيهِ وَهُوَ يَستَعِيد بذاكرته كَيفَ وَصَلَ إلَى هُنا لتلتزم الصَّمت امام شروده قَبلَ أَنْ تَعُودَ لِلْقَول
- أُرِيد الْوُصُول إلَى رتراند أَتَستَطِيع ايصالي إلَى هُناكَ
خرج من شروده قائِلاً
- هَل جائو بِك مِنْ هناك .. لَقَد تَوَسَّعَت أَعمالهم يُمكِنَنِي ايصالك للقطار الْمُتجَه إلَى هُناكَ
- لِيَكُن . . عَلَى أَحَدِهِم إعلَام المسؤولين هُناك بِما يَجرِي بهذا المكان
- اوتعتقدين أَنَّهُم يهتمون لِهَذا عَلَى الْأَغلَبِ انَّهُم يَعلمون ويقومون بالتغطية علَى الْآمرِ فَهُم يهربُون الْأَسلِحَة مِنْ الْحُدُودِ وَيعَبرُون بِها الْبِلَاد ليسلموها لثوار أَنَّ مَنْ يُدِير هَذِه الْعَملِيات لابد وَأَنْ يَكُونَ مسؤولان كَبِيرا فِي الدَّولةِ
اخذت تفكر في قَولِهِ قَبلَ أَنْ تَتساءل
- إلَى أَيْنَ أَنْتَ مُتَّجِه
- سأحتَفِظ بِهَذا لِنَفسِي أَعلَمتُك أَنْ لَا تُعطِيَنِي أَي مَعلُومات عَما تَنوِينٍ فَان تَمَّ الْإِمساك باحدنا كَي لايشي بِالْآخَر
- ولكني أَعلَمتُك إنِّي مُتجِهة إلَى رتراند هذا لَيسَ عَدلا
تَحَرَّك لِيَنهَض وَهُوَ يَقولُ
- لَيسَت مشكلتي . . عَلَينا الْمُتابَعَة الْآن
تَحَركَت لتنهض بدورها وَهِيَ تَقُولُ بتذمر
- انتَ تتهرب من اجابتي لكي لا تعلمني ولكن لتعلم ان تم الامساك بي سيمسكون بكَ ايضا
- اني سريع لِذا ساجعلهم ينشغلون بكِ بينما ابتعد
- هل انتَ جاد
- اجل وماذا كُنتِ تعتقدين انتِ من دست نفسها بالامر كنتُ لاكون الان هناك
مشيرا بيده الى الجبال امامهُ ومستمرا
- بينما مازلتُ هنا بسببك .. اترين .. لقد تاخرنا كفاية علينا الابتعاد قدر ما نستطيع
اضاف لوقوفِها بِتجهم محدقة بهِ فتحرك متابعاً سيره دون الاكتراث ان تبعته ام لا لتتابعه لوهلة قبل ان تقول وهي تُحاول تجاهل مشاعِر الخوف التي ملاءت صدرها بسبب حديثه
- اسنستمر بِالسَّير عَلَى الْأَطراف
- أَجل لَا خِيارَ آخَر امامنا ( أَجابَها وَهُوَ يتابع ابتعاده فَتَنَفَّسَت بِعُمق وَهِي تهم بِلحاقِهِ )
- اُنظُروا ماذا لَدَينا هُنا
انطفضت وَأَسرَعت بالاستدارة محدقة بذعر بالرجلان الذان اطلا خَلفها قَبلَ أَنْ تَستَطِع التَّحَرُّك لِتَأْخُذ قَدَمَيها بالتراجع وَهِيَ تُنادِي عَلَى كِيفِن بصوت مبحوح دُونَ أَنْ تُفَارِقَ عَينَيها الرَّجُلَان
فَنَظَر كِيفِن نَحوها لِيَتَوَقَّف عَن السَّيرِ وَهُوَ يَرَى الرَّجُلَان يُسرِعان نَحوها وهي تحاول الْجَري بَعِيدا دُونَ أَنْ تفلح لِيُمسِكها أَحَدُهُما مما جعلها تصيح بذعر اسرَع كِيفِن نَحوَهُم لِيَتَوَقَّف بِبُطء وَالرَّجُلُ الَّذِي أَمسَكَها يسحب سِكِّينا صَغِيرَةٌ مِنْ جَيبِهِ وَيُقَرِّبها عَلَى عُنُقِها مِما جَعَلَ صَوتَها يَختَفِي وَجَمِيعَ جَسَدِها يَرتَجِف وَعَينيها المذعورتان لا تفارقان كِيفِن الَّذِي توقَف فِي مَكانِهِ وَالرَّجُل الْآخَر يَرفَع سِكِّينا أُخرَى صَوَّبَه قَائِلا وَهُوَ يُحَرِّكُها امامه
- إياك والاقتراب . . مَاذَا تَفْعلَان هُنَا
- أَيَكُونَان مِن يبحثون عَنْهُم
تَوَسَّعَت مقلتيها بَينَما رَفَع كِيفِن يَدَيه قَائِلا
- هَونا عَلَيكُما أَنَّنا مُجَرَّد عابِرِي سَبِيل
- عابِرِي سَبِيل إذَا ( قَالَ الرجُلُ الَّذِي يَمسِكُ ايلينا ساخرا ومستمرا امام محاولتها التحَرُّك ) إلَى أَينَ أَنتِ ستبقين مَعَنا ( تَعَلَّقَت عَينَيها بذعر بكيفن بَينَما استَمَرّ الرَّجُل قرب اذنِها ) لَقَد مَضَى زَمَناً طَوِيلٌ مُنذ أَن استَمتعنا بِصُحبَة امرَأَة
اِبْتَسَم الرَّجُل الْآخَر بسخرية وَمازال يُحَرِّك سكِينَة امامه قائِلا لكيفن
- لَا عَمَلَ لَدَينا مَعَك تَستَطِيع مُتابَعَة سَيرِك . . أَم أَنَّكَ تُرِيدُ الْقِتال
نَقَل كِيفِن عَينَيه بَينَهُما قَبلَ أَنْ يَنزِلَ يَدَيه بِهُدُوء وَهُوَ يَقُولُ بِرويَة
- لَا أُرِيدُ الْقِتال واتعلما لَا شَأْن لِي بِها لِذا ساتراجع مبتعدا ومتابعا سِيرِي
تَوَسَّعَت مقلتيها بِه بِعَدَم تَصدِيق لتهتف وَهِي تُحَاوِل التَّحَرُّك
- أَيُّها الْخائِن
- توقفي هَيا تابِع سَيرك
تابع كِيفِن تَراجُعُه قَبلَ أَنْ يستَدِير مبتعدا فراقبته بذعر شَدِيد وَكُل تفكيرها مُنصَبٌّ عَلَى كَيفِيَّةِ خَلَاص نَفسِها بَينَما زادَت يَد الرَّجُلِ الَّتِي تُحِيطُ خَصرها بجذبها نَحوه وَهُوَ يَقُولُ
- سنقضي وقتا مُمتِعا
- ارجوكما دَعانِي وشائني ارجوكما
ضَحِك الرَّجُل الْآخَر قَائِلا باهتِمام وَهُوَ يَتَحَرَّكُ لِيُصبِح أَمامَها
- سنفعل وَلَكِن بَعدَ قَلِيلٍ وَلَيس الْآن
وَمَدَّ يَدَهُ يتلمس خَدها فأَسرَعَت بِتَحرِيك راسِها بَعِيدا عَنهُ ومازالت راس السِّكِّين تُلامس عُنُقها وَهِي تهمس بخوف
- اِبتعد لا تجرؤ عَلَى لَمسِي
تَبادل الرَّجُلَان النَّظَرات بستمتاع وَأَشار الَّذِي يَقِفُ امامها لِلْآخَر لَيَبعد سَكِينَه فَفَعَل وَأَعادَها إلَى جيبه لتحاول التَّحَرُّك مِنْ مَكانِها وَهِي تَصِيح
- دَعُونِي ارجوكما
إلَّا أَنْ الَّذِي خَلْفَها أَحكَم يَدَيهِ عَلَى كَتِفَيها مانِعا إيّاها بَينَما أَمسَك الَّذِي أَمامَها بِفَكِّها مُثبِتا وَجهها نَحوه وَهُوَ يَقُولُ
- كَونِي فُتاتا مُطِيعتا
هَمَّت بِإِجابَتِهِ إلَى أَنْ تَحَرَّكَ الرَّجُل خَلفها أَفقَدَها تَوازُنها لوهلة بَينَما بَدَت المفاجئة عَلَى الرَّجُلِ الَّذِي أَمامَها وَاَلَّذِي أَسرع يَهُمّ بِتَناول سكِينَة وَعَينَيه ثابتتان عَلَى كِيفِن الَّذِي انقَض عَلَى شَرِيكِهِ وَوَضَعَ السِّكِّينَ عَلَى عُنُقِهِ بَينَما أَسرَعَت بِالتَّحَرُّك بَعِيدا عَنهُم وَهِي تُحدِق بكيفن بِعَدَم تَصدِيق لعودته فالقد اعتَقَدَت أَنَّهُ قَد تخلا عَنها لِيُسرِع كِيفِن بِالْقَول
- ابتعدي اسرعي ( أَضاف وَهُوَ يَرَى الرَّجُلُ الْآخَر يُحاوِل إمساكها فَجَرَت بَعِيدا بَينَما استَمَرّ ) تَوَقَّف وَإِلَّا قَتَلته تَوَقَّف هَيا أَطلُب مِنهُ هَذا وَإِلَّا
أَضَاف وَهُو يَغْرِز رَأْس السِّكِّين بِعُنُقِه فَأَسرَع الرَّجُل بِالْقَول
- تَوَقَّف رُوبِرت قُلت تَوَقَّف
تَوَقَّفَ عَنْ مُتابَعَةِ ايلينا الَّتِي حدقت خَلفَها لتتعلق عَينَيها بكيفن الَّذِي أَحكَمَ امساك الرَّجُل لَيَقُول لَها وَهُوَ يُلَاقِي عَينَيها
- ابتعدي وَلَا تلتفتي خَلفك أَبَداً
هزت رأْسها لَهُ بِالْإِيجابِ وتابعت الْجَري مبتعدة وَالْقَلق الشَّدِيد يَتَمَلَّكها فَلَا تَعلَمُ أَنَّ كانَ سينجو مِنهُما وَلَكِنَّ عَلَيها الابتِعاد بَدأَت خطواتها تبطء وتبطء لِتَتَوَقَّف بِأَنفاس لاهثة لتَضَع يَدَيها عَلَى رُكبَتَيها مُحاوَلَة التَّنَفُّس بِشَكل صَحِيح وتهدئة نَفسِها لِتَعُود لِتَستَقِيم بوقفتها ناظِرة مِنْ حَيثُ أَتَت لَم يَتبَعها بَعد ماذَا عَلَيها إنْ تَفعَلَ لَقَد عادَ مِنْ أَجلِ تَخلِيصِها وَلَا تَستَطِيعُ الْمُتابَعَة دُونَه لَن تَنجُو أَخَذَت بِخُطُوات مُتَرَدِّدَةٌ حَذَّرَه تَعُود بادراجها لتختبئ خَلفِ الأشجارِ مُراقَبَة كِيفِن وَالرِّجْلَان وَقَد أَخَذَ كِيفِن يُوَجه قَبَضَته لِأَحَدِهِما بِقُوَّة لِيُوقِعَه أَرضا بينَما قَفَز الْآخَر عَلَيهِ مِنْ الخَلفِ فأَوقَعَه بَعِيدا ليتحرك نَحوَه لِيُوَجِّه لَه الكمَّة تَلَوا الْأُخرَى لِيسقطه أَرضاً هُوَ الْآخَرُ دُونَ أَنْ يَتَنَبَّهَ لِلرِّجلِ الَّذِي تَحَرَّكَ خَلفَه مُتَناوِلا جِذعَ شَجَرَة وَأَخذا بالاقتراب مِنه فَأَسرَعَت ايلينا بتناولا قِطعَةٌ مِنْ الْخَشَبِ عَنْ الْأَرضِ وَالْإِسراع نَحوَه لِتَوَجُّه لَه ضربتا قَوِيَّةٌ عَلَى رَأْسِهِ مِنْ الخَلفِ لِيَسقُط أَرضاً لينطفض كِيفِن محدقا خَلفَه لِتَتَوَقَّف عَينَيه عَلَيها بِثَبات قَبلَ أَنْ يَنظُرَ إلَى الرَّجُلِ الَّذِي استلقا أَرضا خَلْفَه وَبِيَدِه جَذَعٌ الشَّجَرَة
- هَيا بِنَا قَبلَ أَنْ يَستَيقِظا
أَسرَعَت بِالْقَول بتوتر فهز رَأْسَه لَها بِالْإِيجاب وَهُو يُسرِع نَحوَ الرَّجُلُ الْمُستَلقِي أَرضاً مُتَناوِلا السِّكِّين مِنْ جِوَارِهِ لِيُسرِع نَحو الشَّجَرَة مُتَناوِلا قَارُورَة الْمَاءِ الَّتِي كَان يَحمِلها الرَّجُلَان وَصِرت الطَّعَام بَينما أَخَذَت تُشِيرُ لَهُ بتوتر بِيَدِها ليتبعها وَهِي تَبتَعِد فَفَعَل لِيُصبِح بجوارها قَائِلا
- عَلَينا الْإِسرَاع بالابتِعاد مِنْ هُنا لنسلك تِلكَ الطَّرِيقِ
اضاف وَهُوَ يُقَدِّمُ لَها قَارُورَة الْمَاء وَصِرت الطَّعَام مُضِيفا
- فالتحملي هَذِه
فَعَلَت بَينَما أَسرَع بِتَناوُل جِذعَ شَجَرَةٍ باوراقه لِيَقُوم بِتَحرِيكِه أَرضا خَلفَهُما وَهُما يسيران قائِلا
- ستعمل عَلَى إخفاءِ آثارِنا عَنهُم يَبدُوا أَنَّهُم مِنْ سُكَّانِ الغابَة هَل تنبهتي لِثِيابِهِم الرّثّة سيعثرون عَلَى آثارِ أَقدامِنا إنْ لَم نَكُن حذرين قَد يَكونا مِنْ قُطاعِ الطُّرُقِ أَو منبوذون مِنْ الْقُرَى الْمُجَاوِرَةِ
هَزَّه رَأْسِها لَهُ بِالْإِيجابِ دُونَ النَّظَرِ إلَيهِ وَكُلُّ تركيزها مُنصَبٌّ عَلَى الابتِعاد فَكانَت خطواتها واسِعَة وَهِي تَتَخَطَّى الْأَشْجار وَالْحَشائِش ليستمرا دُونَ تَوَقُّف حَتَّى بَدأَت الشَّمس بالمغيب
- توقفي
نَظَرت إلَيهِ وَقَد نَالَ مِنها الانهاك الشَّدِيد فَاستَمَرّ وَهُوَ يُشِيرُ نَحو بَعض الصُّخُور المتراصة
- سنستريح هُنا
- لَا امانع الْمُتابَعَة عَلَينا الابتِعاد
- إنَّنا نَسِير دُونَ تَوَقُّف مُنْذُ الصّباحِ عَلَينا استجماع قُوَّتَنا هَيا اتبعيتي
أَضاف وَهُوَ يَتَحَرَّكُ نَحو الصُّخُور ليتفقدها قَبلَ أَن يَجلِسَ قائِلا
- يُمكِنُنا الْمَبِيت هُنا
- اتعتقد أَنَّنا ابتعدنا كِفايَة عَنهُما
تسالت وَمازال القَلَق يَتَملَّكَها مِن فَكَّرت الْوُقُوع بَينِ يَدَيهِم مِن جَدِيد
- أَجَل فلَا أَثَرَ لَهُم خلْفَنا
وضعَت ما بيدها أَرضا وَجَلَسَت بِجِوارِه منهكة وَهِيَ تَقُولُ
- ارجوا ذَلِك
تَناوَل صِرت الطَّعام ليفتحها محدقا بكسرات الْخُبز والحم المقدد ليناولها بَعضُه فأَخَذت تَتَناوَلُه وَهِي تسند ظَهرها بِالصَّخرَة خلفَها متأملة ما أَمامَها بقلق قَبلَ أَن تَقُول
- سنتوه بِهَذِه الجبال وَلَن نَخرج مِنها
- لَقَد كُنتُ أَتَحَدّثُ مَعَ سائِس العَرَبَة عَنْ الْقُرَى وَالطُّرُق الَّتِي تُوَصِّلُ إلَى المحطة
تَناوَلُ عُودا خَشَبِي واخذ يرسَم عَلَى الْأَرضِ وهو يضيف
- لَقَد حَفِظتها عَن ظَهرِ قَلب هذا ما اعتقده على الاقل .. مَرَرنا بِهَذِه الْقَريَةِ ثُمَّ الْتَزَمنا الْغابَة وتتبعنا النهر وَسِرنا فِي خَطِّ مُستَقِيم إنْ كانَت مَعلُومات السائِس صَحِيحِه فَنَحن هُنا أَي عَلَى بُعد يَوما مِن الْقَريَةِ الْتالية ما إن تُشرِق شَمس الْغَدِ حَتَّى نتابع سَيرِنا كُلّ ما علينا تَخَطِّي هَذِهِ الْقَريَةِ والاتجاه نَحو الَّتِي تَلِيها هُناك سَنجد محطت القِطار
- ارجوا ذَلِك
تمتمت بِوَهَن وَهِي تنكمش عَلَى نَفسِها محتضنة رُكبَتَيها
- أَلِن تتناولي الْمَزِيد
هزت رَأْسِها بِالنَّفي متمتمة
- إنِّي مُتعبة جِدا . . جِدا
تامَّلَها كِيفِن وَهُو يُتابِع تَناوَل طَعامِه قَبلَ أَنْ يغلِقَ صرة الطعام وَيَضَعُها جانِبا لِيَعُود لِإِسناد ظَهرِه بِالصَّخرَة خَلفه وَاللَّيل يَنسل لِيَعُم الهُدوء الشدِيد حَولهم مِما جَعلَها تنطفض عِندَ صُدُورِ حَرَكَة بَين أَغصانِ الْأَشجارِ لِتَقُول وهي تمعن النظر بين الاشجار
- الليل حالك والجَو بارِد .
- كُنت لاشعل النارِ وَلَكِنها ستفضح مَكاننا
- اتعتقد أَنَّهُما قَد يتبعانا إلَى هُنا
- لَا أَعلَمُ قَد يَفعَلَان
عادَت لِرَفع ظَهرِها وَعَقَدَت يَدَيها محدقة أَمامَها بتوتر لَن تَجَرُوا عَلَى أَنَّ تغفوا وَلَكِن الوَقتَ يَمُرُّ بِبُطء شَدِيد واعصابها منهكة تَماما نَظَرت نَحو كِيفِن تهم بمحادثته لتراه مُغمَض الْعَينَين وقد مد ساقيه امامه مسترخي في جلسته فَتأَمَّلته بِبُطء وَقَد بَدأَ الانهاك عَلَيهِ هُوَ الْآخَرُ لِتَعودَ إِلى ما أَمامَها لَمْ تَكُن لتتخيل يَوما ان تَتَعَرَّض لِهَذا أَتَكُون بِحِلم وَعِند استيقاظها سيتلاشى جَمِيع هَذَا أَتَكُون كَذَلِك ارجوا ذَلِك تمتمت بهمس وَعَينَيها تغمضان بِبُطء رغم محاولتها الا تفعل لتغفوا قَبلَ أَنْ تَعُودَ للاستيقاظ سَرِيعا وَهِي تنطفص وَتَزِيد بِضَمّ جَسدِها مُحاوَلَة إيقَاف ارتجافها إلَّا يَكفِي ماهي بِهِ حَتَّى تَحلم بالرجلان يهاجمانها مِنْ جَدِيد أَخَذَت دُمُوعُها تَنسل بِبُطء وارتجافها أَصبَح وَاضِحا
- اتشعرين بِالْبرد
جاءها تَساءل كِيفِن فَنَظَرت نَحوَه وَهَزَّت رَأْسَهَ لَهُ بِالْإِيجَابِ وَهِي تَمسَح دُمُوعُها بِيَدها قَائلة
- اعتَقَدتُ انَّك غفوت
- الْبَرد يَشتَد .. اقتربي
بَقِيَت عَينَيها معلقتين بِعَينَيه دُونَ أَنْ تَتَحَرَّك مِنْ مَكانِها فَكَيف لَها الاقتِراب مِنَ رَجُلٍ غَرِيب عَنها وَكَأَنَّه أَحَس بِتَرَدُّدِها فَعاد لِسَند رَأْسه إلَى الْخَلَفِ وَعَقَد يَدَيه وَمَدّ سَاقَيه امامه مُستَرخِي فِي جِلسَتِهِ من جديد ناظِرا إلَى الجهت الْأُخرَى وَهُوَ يَعُودُ لاغماض عَينَيه متمتما
- عمَّتِي مَساء
راقبته لِبِضع دقائق قَبلَ أَنْ تَقتَرِب مِنه ببطء وتردد لتلامس ذِراعَها ذِراعه وَهِي تَضَع ساقَيها تَحتَها وتخفيهما جَيِّدا بِثَوبِها قَبلَ أَنْ يُلامِس رَأْسها بترد كَتِفه دُونَ أَنْ يُفارِقَها التَّوَتُّر ليبداء توترها يَختَفِي بِالتَّدرِيج امام أَنفاسه الْمُنتَظمة وَعَدَم تَحَرُّكُه لتغمض عَينَيها بِبُطء دُون مقدرتها عَلَى مُقاوَمَة نعاسها وَتَعَبِها لتغفوا بِعُمق
انطفضت وَأَسرَعت بِفَتح عَينَيها وَكَذَلِكَ فَعَلَ وَهُوَ يَشعُرُ بانطفاضتها لِتَجلِس جَيدا محدقة بِما أَمامَها بتوتر لَيَقُول وَعَينَيه تثبتان عَلَى الْأَرنَب الَّذِي يُطِل مِنْ بَينِ الْحَشائِش
- أَنَّه أَرنَب
تَنَفَّسَت بِعُمق وَهِي تَرى الارنب بَينَما تَحَرَّك لِيَجلس جيدا وَهُوَ يَقُولُ وَعَينَيه تجولان حَولَه
- لاَبُدّ وَأَنَّ الساعَةَ قَد تخطت الثامِنَة
- لَقَد نَمَت دُونَ أَنْ أَشعَر طَوالَ اللَّيلِ
- بعكسي فالقد استَيقَظَت عدَّت مَرَّات . . عَلَينا التَّحَرك مِن هُنا كانَ عَلَينا الِاستِيقَاظ بَاكرا
تَحَرَّكَت لِتَقِف وَهِي تُشعر بتيبس قَدَمَيها لتسير قَلِيلا قَبلَ أَن تَعُودَ لِتَشرَب الْقَلِيل مِن الْماءِ بَينَما اِنْشَغَل بِإِخفاء آثارِهِم حَول الْمَكان لِيَعُود نَحوها لِيَشرَب الْقَلِيلِ بدوره قَبلَ أَن يَقُولَ
- لنتحرك بِاتّجاه النَّهر اعتَقَدَ أَنَّهُ سيوصلنا إلَى حَيثُ نُرِيد
تَبِعَته بِصَمت ليلتفت خَلفَهُ أَكثَر مِن مَرَّةٍ متفقدا إياها قَبلَ أَن يَقُولَ
- هَل أَنتِ متوعكة
- بل منهكا
- مازِلنا فِي بِدايَةِ الْيَوم
- مابليد حيلة فانا منهكا تماما
- ها هُوَ النَّهر
تختطته مُتَّجِهَةٌ نَحوَ النهر الذي اطلا عليه لِتَجلِس القرفصاء وَتَغسِل وَجهها وَتَشرَب مِنه لِيَفعل بِالْمِثل وَيَقُوم بتعبئة الْقارُورَة بِالْماء قَبلَ أَن يتابعا سيرهِما
- هل تهنا
- لا أَعتَقِد .. لاَبُدّ وَان يوصلنا النَّهر إلَى أَحَد الْقُرَى
- الشمس توشك عَلَى الْمُغَيبِ
- سنتابع غَدا
أَجابَها وَهُو يُحَدِّق حَولَه يَبحَثُ عَنْ مكانن آمَن لِلْجُلُوس بِه
- لنبقى قرب النَّهر
- لَا لنبتعد قَلِيلا إلَى الدَّاخِلِ
أَجابَها وَهُوَ يَعُودُ لِمُتابَعَة السَّير فَتَبِعتُه متساءلة
- اتعتقد أَنَّهُم مَازالُوا يبحثونا عَنا
- أَجل
- رُبَّما فَقَدُوا الْأَمَل وتوقفوا
- لَا لَن يستسلموا بِسُهُولَة
- لما أَنت وَاثِق لهذه الدَّرَجَة
- امضيتوا عام وَنِصف هُناك وَاعلَم عَما أَتَحَدّث بِه
- لَم تعلمني كَيف وَصَلَت إلَى هُنا مِن قامَ ببيعك
- لَقَد اهدوني لَهُم لَم يَحتاجُوا لبيعي
رمشت لِقَولِهِ قَبل أَنْ تَثبُتَ عَينَيها عَلَى ظَهرِهِ مُستَمِرَّة بَحِيرَة ومازالت تَسِير خَلفَه
- اهدوك لَهُم أَي لَم يَحصُلُوا عَلَى مُقابِلِ مادي ماذا فَعَلت ليفعلوا هَذا . . عَلَى ما يبدوا أَنَّهُم أَرَادُوا التَّخَلُّص مِنك بِأَي طَرِيقَة وَلَكِن كَيفَ لِرَجُل مِثلَك أَن يقتيدا إلَى هُنا بِكُلِّ سُهُولَة
- غَدَرُوا بِي .. غفوت فِي مَكَان لاستيقظ فِي مَكان آخَرَ وانتي كَيف وَصَلَت لَهُم
شَرَدَت عَينَيها ليلتمع الْحُزن بِهِما وَهِيَ تَذكُرُ هانا لِتَقُول بشرود
- تُوُفِّيَت .. سيدتي و لَم يَعُودوا بحاجتا لِي
- لَما لَم يسمحو لَك بالعودة إلَى بلدتك
- لَم يَكُونُوا اهلن لِلثِّقَة وغدروا بِي أَيضا
تَوَقَّف محدقا حَولُهُ وَهُوَ يقول
- سنبقا هُنَا حَتَّى الصّبَاحِ .
- هَل بَقِيَ مَعَنا طَعام
تساءلت وَهِي تَجلِس أَرضا قرب جِذع شَجَرَ فقدم لها صِرت الطَّعامَ وَهُوَ يَقُول
- الْقَلِيل غَدا ساجمع بَعض الْفاكِها
وَتَحَرَّك متفقدا الْمَكانِ مِن جَدِيد قَبلَ أُن يَعُود لِلْجُلُوس بجوارها فأَشارَت إلَى الطَّعامِ وَهِيَ تمضغ لقمتها بِرُويَة فهز رأْسَه لَها بِالنَّفي قائِلا
- تناوليه جَمِيعِه
- لَكِنَّك لَم تَتَناوَل شَيء يذكر الْيَوم
- أَنا مُعتاد عَلَى هَذا
- رغم ذلك تَحتاج اليه لتَستطيع المُتابعة بالغد
قالت وهي تُقدم له صُرت الطعام ليتناول ما بقي فيها بينما تساءلت
- الديك عائِلَة
- كان لَدَي ( أَجابها وَهُو يسنِدُ ظَهرَهُ بِجِذعِ الشَّجَرَةِ مُستَرخِيا فِي جِلسَتِهِ ومتابعا ) وانتي
- وَالِدَتِي تُوُفِّيَت عِند إِنجابِي وَوَالِدي مُنذُ بِضع سِنِينَ
- مَتَى تَخَلَّت عَنك الْحَياة
وامام صَمتيها وَهِي تُفَكَّرَ فِي قَولِهِ أَضاف
- مُعَظَّم مِن بِالقَلعَة جائوا مِن طَبَقَت الْفُقَراء والمعدومين لِذا استَطاعُوا استغلاهم فَلَيسَ هُناكَ مَن يَسأَلُ عَنهُم أَو يفتقدهم حَتَّى . . بدوتي مُختَلِفَة
أَضاف وَهُوَ يَنظُرُ إلَيها مُستَمِرا امام نَظَرها إلَيه بدورها
- يداكِ مُختَلِفَتان ناعمتان لم تعتادا العمل الشاق اظافرك مقلَمَة بمهارة
أَظهَرَت اِبتسامَةٌ متوترة وَهِيَ تَقُول
- تَخَلَّت عَنِّي الْحَياة عِندَ وَفاةِ سيدتي فالقد كُنْت مرافقتها وربتطني بِها عِلاقَة قَوِيةٌ لِأَنَّنا متقاربات فِي الْعمر وَكانَت تودني فَتَقضِي مَعِي الْوَقت وَتَسمَح لِي بِالكَثِيرِ مِنْ أُمُورِ التَّرفِيه الَّتِي كَانَت هِيَ أَيضا تَفعَلُها
- كانت متواضعة إذا
- أَجل وَأَحسَنَت معاملتي . . هَل لديك اشقاء
تساءلت مُتَعَمِّدَة إبعاد الحَدِيثِ عَنها فهَزَّ رَأْسَهُ بِالنَّفي شارِدا مِما جَعَلَها تَلتَزِم الصَّمت قَبلَ أَنْ تتمتم
- لَو نَستَطِيع إِشعال النَّارِ فالطقس يَزدَاد بُرُودَة
- أَعلَمتُك أَنَّها ستلفت النَّظَر إلَينا ونحنا فِي غِنى عَنْ هَذا
عَقَدت يَدَيها تضم جَسَدها وَهِيَ تَنظُرُ حَولَها قائِلة
- اتعتقد أَنَّنا سنصل الْقَريَة غَدا
- أَجل
- رُبَّما تهنا
- رُبَّما .. لَا أَعلَمُ حقا كان علينا ان نصل الى احد القرى ولكن هذا لم يحدث لا اعلم متى تهنا بالتحديد فلم يَسبِق لِي التَّوَاجُد هُنا على ما يبدوا اننا اضعنا وجهتنا وَلَكِن ما أَنا وَاثِقا مِنه أَنَّ النَّهرَ سيصلنا أَجَّلا أَم عَاجِلا إلَى إحدى الْقُرَى
- ارجوا هَذا
تمتمت وَالْإِحباط يملاء صَدرها فَهِي منهكا وتائها وجائعة وَالْبُرُودَة وَصَلَت إلَى عِظامِها وَلَكِن فَكَرِة الاستِسلام عِندَهَا مرفوضة تَفضُل الْمَوتِ عَلَى الْعَودَةِ إلَى هُناك هل علم ايثان بامرِها ام بَعد ما هي واثقة منه ان كاثرين وايفان قد ارسلوا من يعلمه بمغادرتها هذا ما يفعلونه بالعادة لاول مرة تُريد ان يكون هذا حقا ما جرى لن تغضب منهما هذهِ المرة .. امن الممكن ان تَصل قبل ان يَعلم ايثان ويحل عليها غضبهُ نَظَرت نَحو كِيفِن تُرِيد سُؤالَهُ إلَى أَنَّها لَم تَفْعَل وَهِي تَراه قَد رَفَعَ رَأْسَهُ مُسنَدا إيَّاهُ عَلَى سَّاقِ الشَّجَرَة خَلفَه لَيسَت الوَحِيدَة المنهكا هُنا فَهُوَ بالاونة الْأَخِيرَة كَانَ يَعمَلُ سَاعَتَين اضافيتين دُونَ تَوَقُّف بسببها لَا تُتَخَيل كَيف سَتَكُون لَو أَمضَت عام وَنَصَّ فِي ذَلِكَ الْمَكانِ أَخَذَت عينَيها تجولان حَولهَا وَهِيَ تُضَم ساقَيها إلَيها قَبلَ أَنْ تُرخِي رَأْسها عَلَيهِم لتغط بِالنَّوم سَرِيعا قَبلَ أَنْ تَعُودَ لِفَتح عَينَيها وَهِي لاتدرك كَم غفت لَتَحَرَّك يَدَيها عَلَى ذِراعَيها فِي مُحاوَلَةِ الْحُصُولِ عَلَى الْقَلِيلِ مِنْ الدِّفء قَبلَ أَنْ تَثبُتَ عَينَيها عَلَى الشَّجَرَةِ الَّتِي كانَ يَجلِسُ عِندَها كِيفِن لتجدها خالِية الْآن فَأَسرَعَت بِالنَّظَر حَولها بتوتر وقد استيقظة تماما لتتحرك لتَقِف فِي نَفسِ الْوَقتِ وَتَعُود بِالنَّظَر حَولها مُحاوَلَة اِستِغلال ضَوءِ الْقَمَرِ لِرُؤيَة جَيدا وَقَد بَدأَ الْفَزَع بِهِما لتهمس بقلق
- كِيفِن . . كِيفِن
تَوَقَّفت وحدقت أَمامَها أَيْنَ ذَهَب أَسرَعَت بِالنَّظَر نَحو صُرَّة الطَّعام لِتُسرِع نَحوِها لتجدها بِمُفرَدِها وَقَد اِختَفَت قَارورَة الْماء ، هَل غادر بِمُفرَدِه اتخلا عَنها أَخذ جَسَدها يَرتَجِف بِقُوَّة فَتَحَرَّكَت لتسير إلَى الْامام , ستتبعه لَا خِيارَ آخَر أَمامَها لَن تَستَطِيعَ النَّجاة بِمُفرَدِها كَيف ستفعل هَذا كَيفَ سَتَعلَمُ فِي أَيِّ طَرِيقَ ذَهَبَ لَما تَرَكَها لَم تَكُن حَملا ثقيلا عَلَيه تابَعَت سَيرِها بتوتر وَخَوف وَهِي تتلفت خَلْفَها كَم غفت مُنذ مَتَى غادِر ما كَانَ عَلَيها النَّوم وما كان عَلَيها الثِّقَةِ بِهِ وَلَكن ما الْخِيارُ الَّذِي تَمَلُّكُه ماذا تَفْعَلُ الْآن لا تجروء عَلَى التَّوَقُّفِ عَلَيها الْمُتابَعَة علها تَصِلُ إلَى أَيِّ مَكان بِهِ أُنَاس أَخَذَت خطواتها تُسرِع بِفَزَع لتتجمد فِي مَكانِها بِشَكل مُفاجِئٌ وَقَد أَطَلت عَلَى النَّهرِ بَينَما أَسرَع كِيفِن بِالنَّظَر خَلفهُ وَهُوَ يَقِفُ عِندَ سَماعِهِ لخطواتها وَقَد كانَ يَقُومُ بتعبأت الْقَارُورَة بِالْماء لتهتف بِشَكل هستيري لِرُؤْيَتِه قَبل أَنْ يَستَطِع التَّحَدُّث
- أَنْت هُنا لِما لَم تعلمني إِنَّك مُغادِر اعتَقَدَت إِنَّك غادَرَه بَعِيداً وتركتني بمفردي هُنا أَكان عَلَيك الْحُضُورُ إلَى هُنا ما كان لَك تُركِيّ هُناك بمفردي لَقَد كِدت أُجِن عِند استيقاظي وَعَدَم رُؤْيَتِك هُناك
رَفَعَ الْقارُورَةَ الَّتِي بِيَدِهِ قَائِلا بِهُدُوء .
- جِئت لتعبئتها بِالْماء فَقَد كانَت فارِغَةً وَكُنت عَطَش
- كان عليكي ايقاظي
كَرَّرت والدموع تَلتمع بعَينَيها مُستَمِرَّة
- اعتَقَدَت إِنَّك تخليت عَنِّي وغادرت بمفردك
- بهذا اللَّيل هَدئي مِن رَوَّعَك لو اردت التَّخَلِّي عَنك لَفَعَلت مُنذُ البِدايَةِ كُلّ ماردته الْقَلِيلِ مِنْ المَاءِ
أَجابَها وَهُوَ يَتَحَرَّكُ بتجاهها فَقَالَت ومازالت رَافِضَة تَصَرُّفِه وَقَد وَصَلَ توترها إِلَى أَوجه
- لَا لاتغادر مرتا أُخرَى دُون إِعلامِي أَبَدا لا تفعل
حدجها بنظرة قاسية قائلا
- لَم أَطلُب مِنك مرافقتي عَلَى مَا أَذكرُ لِذَا تحملي مسوؤولية نَفسِك وَإِن استيقظتي وَلَم تَجِدِينِي يَوما فالتتابعي بمفردك فانَّا لَم اخطط لاصطحابك بَل بذلت مَجهُودا مَع السَّائِس مِنْ أَجلِ إقناعِه بِإِخراجِي ولَم يَكُن الْأَمرُ سَهلا أَبَدا
أَضاف وَهُو يَقِف أَمامَها مُستَمِرًّا بِثِقَة وَتأْكِيد
- لِذَا أَرَى نَفسِي ملزما باعلامك إنِّي ساقدم يَد الْمُسَاعَدَة لَك لِتصلي إلَى بلدتك وَلَكِن لَا أَعلمُ ما قد يواجهنا لِذَا فالتعلمي منذ الان إنْ خُيِّرَت بَينَ حريتي وَبَينَك ساختار حريتي فَلَا مَجالَ أَمامِي للعودة إلَى هُناكَ لِذا عَلَيكَ أَنْ تدركي أَن أَي أَمرَ سيواجهنا عَلَينا تَخطِيه مَعا أَو بمفردنا فَأَنَا أُعلِّمك أَيضا بِالتَّخَلِّي عَنِّي وَالْمُتابَعَة لا تتوقفي لِنَظَر خَلفَك لِأَنِّي لَن أَفعَلَ الْأَمر لا يحتاج إلَى تَصَرُّفات بطولية أَنقِذِي نَفسَكِ لِأَنِّي سَأَفعَل بِالْمِثل
وَنَقَل عينَيه بِعَينَيها مُستَمِرا بِتَأْكِيد
- هَل نَحن مُتَّفِقان ( وَامام جُمُودها دُون إجابَتُه تَخَطّاها مُستَمِرا ) تكادين تصابين بانهيار عَصَبِي لِمُجَرَّد أَنَّك لَم تَجِدِينِي بجوارك ( تابَعَته بِعَينَيها وانفاسها مازالَت تَتَسارَع فحاولت التَّنَفُّس بِعُمق لتهداء هِي تَتَحَرَّك بِبُطء لِتُتبِعه لَيَقُول قَبلَ أَنْ يَعُود لِلْجُلُوسِ فِي مَكانِهِ ) لا تقلقي مِن مغادرتي سِرا فَلَن أَفعل ساعلمك عِندَما أَنوي المغادرة دُونَك
أَخَذَت عَينَيها تَعُود نَحوَه بِبَيِّن أَلْفَين وَالْأُخرَى قَبل
أَن تَثَبُّتا عَلَيهِ وَقَد أُغْمِض عَينَيه مُنذ بَعضُ الْوَقتِ لتراقب أَنفاسَه الْمنتَظِمَة أَنَّهُ عَلَى حَقِّ أَنْ حَدَثَ أَيْ شَيءٍ خِلَال طَرِيقَهُما ماذَا ستفعل رَغِم ذَلِك بَدات كلِماتِه قاسِيَة فَفَكَّرت بَقائِها بِمُفردِها بِهَكَذا مَكان لَهي مرعبتا لَها إنّهُ لا يعلم عَنها شَيءٌ لا يعلم أَنَّها لَم تُغَادِر يَوما مَنزِلِها دُون مرافقتها هانا لايعلم أَنّها أَصغَرُ اشقائها الخمسة وَقَد انضَمَّت لِلْعائِلَة بِشَكل مُفاجِئٌ فَإيما الَّتِي كَانَت تَعَدّ الصفرى قَبل حُضُورها بَينَهُما سبعة أَعوام بَينَما أَولَاد شَقِيقِها الْأَكبَر إيثان يشابهونها بِالْعُمُر وبمغادرة وَالِدَتِها عِند انجابها أَغدق الْجَمِيع عَلَيها الْعاطِفَة حَتَّى أَنَّها كادَت تَعتَقِدَ أَن شقيقتها الْكُبرى هِي وَالِدَتها وَرَغَم محبت الْجَمِيع الْمُفرِطَة لَها إلَى أَنْ الْأَمرَ قَد زَادَ عَن حَدِّهِ وشعرت بالاختِنَاق مِن حِرصِهِم الزَّائِدِ عَلَيها مِما جَعَلَها تتمرد عَلَيهِم الْآنَ تُشعِر بِالنَّدَم وَتُدرك ما كانُوا يُحاوِلُون حِمايَتها مِنْه عادَت لتمرر يَدَيها عَلَى ذِراعَيها مُحاوَلَة الْحُصُولِ عَلَى بَعض الدفئ لِتَعُود نحو كيفن الَّذِي مازالَ عَلَى حالِهِ فَتَحَرَّكَت مِن مَكانِها لتقترب مِنْه وَتَجلِس بِقُربِه ببطء لتنكمش عَلَى نَفسِها بِجِوارِه ان تحرك ستَشعر به هكذا افضل وامن لها عَلا هَذِهِ اللَّيلَةِ تَنتَهِي .
فَتَحَ عَينَيهِ مَعَ شُرُوق أَشِعَّةِ الشَّمسِ الَّتِي لاَمَسَت وَجهَه فَحَرَّكَ رَأْسَهُ نَحو الرَّأْس الْمُجاوِرَ لَهُ محدقا بإيلينا الملتصقة بِهِ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ أَنَّ تَحَرَّكَ مِنْ مَكانِهِ سَتَعلم بِهَذا ظَهَرَت ابتِسَامَةٍ عَلَى وَجهِهِ وَهُوَ يَعُودُ لِلنَّظَر امامه مستمتعا بِرُؤْيَة الشَّمس وَهِي تَتَحَرَّك بِبُطء إلَى أَعَلا أَن لطعم الْحُرِّيَّة مذاقا لَذِيذ عِندَما بِداء بِمُحاوَلَة إقناع السَّائِس بمساعدته لَم يُخَيَّلُ إلَيهِ أَنَّهُ سينجح وَلَكِنه لَم يَستسلِم يَوما وَكانَ يُحاوِلُ استِغلالَ أَيَّ فُرصَة لِلْخَلَاص فمكانه لَيسَ بِتِلكَ القَلعَة أَن عاما وَنِصف تَعَرَّض بِها لِكُلِّ أنْواعِ التَّعذِيبِ مَنْ حبس وَالْإِجبار عَلَى الْعَمَلِ إلَى الْجِلدِ إلَى الْعَمَلِ دُونَ تَوَقُّف ساعات إضَافِيَّة إلَى الضَّربِ المبرح عَلَى أَيدِي الْحُرَّاس قتل بِداخِلِه الْكَثِيرِ فَلَم يُعِد هُو فالقد فَقَد شَيئا مِنْ رُوحِهِ هُناك خَرَجَ مِنْ شروده عَلَى تَحَرُّكِ إيلينا الَّتِي حدقت حَولها وَهِيَ تَبعد رأْسها عَنهُ قَبلَ أَنْ تَتَعَلَّقَ عَينيها بِه لتبتعد قَلِيلا فِي جَلَسَتها بِارتِباك قائِلُة
- أَنت مُستَيقِظ ( هَزَّ رَأْسَهُ لَها بِالْإِيجاب قائِلا بِصَوت كَسُول )
- عَلينا التَّحَرُّك سَرِيعا
- أَلَيسَ هَذَا ما نفعله مُؤَخَّرا
- لَن نَتَوَقَّف إلَّا حِينَ نَصِلُ إلَى مكاناً آمَن
رَغِم قَولُهُ هَذَا وَعَينَيه شارداتان أَمامَهُ إِلا أَنَّهُ لَم يَتَحَرَّك مِنْ مَكانِهِ فَتَحَرَّكَت بدورها نَحو النَّهر لِتَغسِل وَجهها وَتَشرَب الْماء ليتبعها بَعدَ قَلِيل لِيَفْعل بِالمِثل ويتابعان طَرِيقَهُما
- تَوقفي (همس كيفن وهو يُشير بيدهِ نحوها بينما بقيت عينيه تُتابعان ما امامهُ ليظهر لهم رجلا يسر من بعيد ) احدهم يقترب .. اختبئي خلف الاشجار
اسرعت بالاختباء خلف ساق الشجرة وعينيها ثابتتان على كيفن لتتوسعا لعدم اختباءه ومتابعته السير ليتسارع نبضها وهي ترى رجلا يسير على الطريق الترابية ويجر خلفه حماره لينظر نحو كيفن الذي يتحرك باتجاهه مبادرا اياه
- مرحبا
- اهلا .. هل جئت من اجل العمل ( تساءل الرجل وهو يتامله فاجابه باقتضاب )
- اجل
- القرية مليئة بالقادمون للعمل بها بهذا الوقت ستكون محظوظا ان استطعت الحصول على واحد
- ساحاول وما الخيارات الاخرى التي امامي فالقد وصلت الى هنا
- جرب السؤال عند أل برود فهم الان يقطفون اشجارهم وقد يكونوا مازالو بحاجة لليد العاملة اما ال سراون فلا تتعب نفسك فالقد اكتفوا
- اشكرك ساحاول وارجوا ان احصل على عمل
- حظا موفقا
-اشكرك
اجابه كيفن وهو يدعي متابعة السير وينظر خلفه الى ان ابتعد الرجل فعاد بادراجه نحوها لتبادرة
- القرية قريبتا اذا
- اجل علينا المتابعة هيا
- الن نسلك الطريق الترابية
- لا سنبقى على الاطراف ( اجابها وهو يسير امامها فتبعته وهو يضيف ) عندما نصل القرية فلننفصل
- ماذا تعني بهذا لقد وعدتني ان توصلني الى بلدتي
قالت بذعر فاجابها
- عنيت ان كلا منا يدخل القرية بمفرده لنبقى قريبين على بعضنا دون ان نكون معا فان كانوا يبحثون عنا فلن يشكوا بنا حين نكون كلا منا بمفرده
- اتعتقد انهم قد يبحثون عنا هنا
- علينا ان نكون حريصين هذا ما اعرفه ها هيا
اضاف لها وهو يتوقف فوقفت بجواره محدقة بالقرية التي امامهم فاسرعت برفع يديها نحو شعرها ترتبه بسرعة وتعقده من جديد بكعكتا قرب عنقها وهي تقول
- فالتحاول تهذيب شعرك ايضا فلا نبدو كالمشردين
- لا اعتقد ان الامر بذو فائدة ( اجابها وهو يحاول تمرير يده بشعره قبل ان يتابع نحو لحيته مستمرا ) لا تظهري توترك مهما حدث سيري انت اولا وساتبعك سابقى خلفك
- ما الذي سافعله هل اتوجه نحو العربات التي تذهب نحو المحطة
- هل معك نقود
- لا و .. انت ( هز راسه لها بالنفي وهو يقول )
- علينا الحصول على بعض المال فلن يقلونا مجانا .. ساذهب للعمل في تلك المزرعة التي اشار اليها الرجل
- وانا ماذا سافعل
- ستنتظريني
- لا ساذهب معك
قالت باصرار رافضة تماما ان تنفصل عنه فهي لن تستطيع تدبر امورها بمفردها
- من الافضل ان ننفصل لايجب ان نظهر معا
- لاباس لن اقترب منك ولن احدثك سابقى بعيدة عنك
هم بالاعتراض ولكن امام القلق الذي يطلع بعينيها عاد للقول
- ليكن .. لا تحدثيني فانت لا تعرفيني
هزت راسها موافقة فاشار براسه لها لتسير امامه قائلا
- سيري وساتبعك اسالي عن مزرعة رود لانك قادمة للعمل بها
بقيت عينيها معلقتين بعينيه بتوتر قبل ان تقول
- حسنا
وتنفست بعمق تحث نفسها على الانطلاق لتتحرك وتسير بثبات لا تشعر به بالحقيقة فقلقها مما سيواجها كبير وقلقها من تخلى كيفن عنها اكبر فلم تشعر بعدم الامان الذي ينتابها الان من قبل نظرت خلفها فوجدته مازال في مكانه فتابعت ببطء والقلق لا يغادرها ولكنه على صواب لايجب ان يظهرا معا بدات تتامل الاكواخ القليلة التي امامها لتقترب من احدها وقد رات امراة مسنة تجمع البيض لتقترب من سور كوخها قائلة
- مرحبا اين اجد مزرعة برود
- سيري في هذا الاتجاه فالعمال يتجمعون لذهاب اليها ان اردت ان تعملي فالتسرعي والا لن تحصلي على عمل
هزة راسها لها بالايجاب وتابعت بخطوات سريعة لتتلفت خلفها مرتا اخرى ولكن لا اثر لكيفن ابتلعت ريقها ان تخلا عنها لا لا تريد ان تفكر بالامر حتى اقتربت من جموع العمال من الفتيات والرجال الواقفين بكثرة امام رجلان وقد وقفوا بصفين متجاورين ليحدثهم الرجل قبل ان يوافق على اسطحابهم فمن نال الموافقة يصعد الى العربة ومن لا يعود بادراجة اخذت عينيها تتامل ما يجري وقد وقف بعضهم بعيدا عن الصف فتحركت لاخر الصف لتقف بدورها وهي تتامل مايجري حولها فجميعهم ثيابهم متواضعة ومنها الرث وجوههم متعبة
اقترب كيفن بتمهل من جموع العمال وقد كان قد
تناول احدا القمصان ذات قبعة عن حبل للغسيل من احد الاكواخ التي مر من جوارها ليرتديها ويضع قبعتها مخفي راسه ليراقب بحرص ما يحدث وهو يقترب ليتوقف متاملان المكان تعلقت عينيه بإيلينا التي وقفت في اخر الصف ليتابع مايجري حوله قبل ان ينظر الى الرجل الذي يقف بجوار رئيس العمال الذي يسمح لبعضهم بالصعود ويرفض بعضهم ليتامله وقد لاحظ انه اوقف احدا الفتيات التي تهم بصعود الى العربة طالبا منها ان تريه يديها وعندما فعلت قام برفع كم ثوبها محدقا برسغيها قبل ان يتركها لتصعد وعاد للوقوف مكانه متاملا العمال فأسرع باخفاض راسه وتابع سيره متاملا العمال الذين يقفون بالصف ليصل الى إيلينا .
تاملت العدد الكثير الذي امامها والعربات التي تغادر وتعود سريعا عليها ان تحصل على العمل إيلينا إريانوس عليها ان تعمل لتنقذ نفسها اهي بحلم وعليها الاستيقاظ منه بل هي بكابوس توقفت عينيها على كيفن الذي جاء من الامام لتشعر بالراحة وتسرع باخفاء ابتسامتها التي كادت تطل على شفتيها عليها الادعاء انها لا تعرفه ولكن شعورها هذا سىرعان ماغادرها وهي تراه يشير لها بعينيه بالقدوم اليه وهو يتابع سيره ليعود ويشير لها من جديد بعينيه بلحاقه وتخطى عنها متابعا سيره ابتلعت ريقها فالجدية البادية على وجهه واخفاء نفسه بالقبعة بهذا الشكل لابد وان ورائه امرا ما نظرت اليه وهو يبتعد قبل ان تتحرك لتتبعه بروية منسلة خارج الصف لتسير خلفه دون ان تحاول الاقتراب منه ليبتعدوا ببطء عن العمال لتسرع خطواتها وتسير بجواره تاركتا مسافتا بينهما وهي تهمس دون النظر اليه
- ماذا هناك
- انهم يبحثون عنا هنا
ابتلعت ريقها بتوتر واسرعت برفع يدها تدعي ترتيب شعرها مخفية وجهها عن العمال الذين يمرون من جوارها لتسمح لكيفن بالتقدم عليها بالسير لتتابعه بحذر وتوترها في اوجه ليبتعدا تماما عن المكان فاسرعت بالاقتراب منه وهي تهمس
- ماذا علينا ان نفعل الان
- القرية تعج بالغرباء القادمون للعمل ( اجابها دون النظر اليها واستمر ) علينا استغلال هذا بالابتعاد قدر مانستطيع فهم يتوقعون قدومنا الى هنا ونظر اليها مستمرا ) ذاك الرجل اوقف احد الفتيات انها نحيلة بطولك وشعرها كشعرك وطلب ان يري يدها ليتامل رسغيها فهم يعلمون بشأن اصابتك ( امسكت اصابع يدها اليمنى رسغ يدها الاخرى بتوتر فهز راسه لها قائلا ) يعلمون ان لا مال معنا وقد نلجئ للعمل للحصول عليه
- رباه ( تمتمت وهي تعود لنظر امامها بياس مستمرتا وقد اخدا بعض العمال يسيرون متخطين عنهم ) لا استطيع العودت هناك لا لا استطيع
- سنغادر القرية لذا عودي لسير خلفي إلى ان نفعل
هزة راسها موافقة وسمحت له بان يتخطاها من جديد لتتبعه بصمت وخوف وتوتر فحواسها جميعها تعمل دون توقف مراقبة اقل حركة تصدر من حولها لتبطء خطواتها وهي تراه يقترب من رجلا عجوز يحمل حملا ثقيلا من الحطب على ظهره ليتناوله منه قائلا للرجل الذي نظر اليه
- ساوصلك الى منزلك
- اعده فليس معي المال لاعطيك اياه
- لا اريد مالا اتملك بعض الخبز
- اجل ( اجابه الرجل الكهل بحيرة مستمرا ) حسنا ان منزلي يقع هناك على اطراف القرية ( وتابع سيره ليسير كيفن برفقته فتبعتهم وهي تترك مسافة بينهم بينما استمر الرجل العجوز ) لا احد يوافق على احضار الحطب لي لاني لا املك المال لذا احضره بنفسي .. الم تحصل على عمل تبدوا قوي البنية لما لم يصطحبوك
- عدد العمال كثير الا يوجد غير مزرعة ال برود هنا
- انهى معظم المزارعين قطف ثمارهم وبقى القليل فقط ( اجابه وهو ينظر خلفه نحو إيلينا قبل ان يعود للمتابعة ) من اين جئت
- القرية المجاورة فانا اتنقل بحثا عن العمل
- اتستطيع تقطيع الحطب
- اجل
- اذا فالتعمل على تقطيع احطابي
- ماذا لديك لتعطيني غير الخبز
- المبيت حتى الغد ( اجابه وهو يعود بنظره الى الخلف مستمرا وهو ينظر اليه ) مع الفتاة التي تتبعنا
نظر كيفن الى الخلف لامحا إيلينا التي تتامل ما يجري بتوتر وقد تناها لها حديث الرجل لتتعلق عينيها بكيفن قبل ان يعود للرجل العجوز قائلا
- انها غاضبتا مني ولا تريد السير برفقتي
- ماذا فعلت لتغضبها
- عدم ايجادي للعمل يغضبها لا تستطيع ادراك اني افعل كل مابوسعي
- ان قامت بتنظيف كوخي ساقدم لكم العشاء فلم تقم امراة منذ ان توفيت زوجتي بتنظيف الكوخ
- ستفعل لا تقلق ( اجابه كيفن وهو يعود للنظر نحوها قائلا ) استفعلين عزيزتي ان الرجل هنا بحاجة للمساعدة
اكتفت بهز راسها هزة خفيفة فعاد نحو الرجل العجوز قائلا
- انها موافقة علا هذا يخفف من غضبها
- لا تعلمني عن غضب النساء فزوجتي لم يكن يروق لها شيئا
- وكانك تتحدث عنا .. اين هو كوخك
اضاف لبتعادهم عن اكواخ القرية فاشار العجوز نحو الكوخ المنعزل اخر التل مستمرا
- هناك
- لما هو بعيدا لهذه الدرجة
- انا رجلا عجوز احب العزلة وليس لي بضوضاء القرية
اخذوا بالاقتراب ببطء من الكوخ الخشبي ليفتح الرجل العجوز الباب ليدخل بينما وضع كيفن ما يحملة من حطب على ظهره ارضا وحدق بإيلينا التي تقترب لتقف بجواره وهي تنظر حولها فهمس
- لنقضي الليلة هنا ونغادر صباح الغد ( هزة راسها له بالايجاب )
- ادخلا ادخلا
دخل كيفن لتتبعه متاملة الكوخ الرث والذي امتلاء بالغبار بينما جلس الرجل العجوز على اريكتا مهترئة ليقول وهو يشير الى باب جانبي
تستطيعون استعمال تلك الغرفة فانا انام هنا عند المدفئة منذ ان اصبحت كهلا ولا اغادر هذا المقعد
- ساقطع لك الحطب اولا بينما تقوم زوجتي بترتيب الكوخ لك
- افعلا وانا سأحصل على قيلولة فالقد اجهدت نفسي
تبادلت إيلينا وكيفن النظرات قبل ان يتحرك ليخرج فنظرت حولها بياس لا تعلم حتى من اين تبداء انها ليست خبيرتا بهذه الاعمال انها حتى لم تقم يوما بترتيب غرفتها ولكنها استطاعت تدبر امرها بمطبخ القلعة وعليها فعل هذا هنا ايضا تحركت لتبداء بتنظيف الكوخ بينما استلقا الرجل العجوز ليغط بنوما عميق ومع بداية غروب الشمس انها كيفن تقطيع جميع الحطب فاطل عليها ليجدها تقوم بوضع قدرا على نار المدفئة وهي تقول للرجل العجوز الذي طلب منها فعل ذلك
- لقد وضعته
- هل انهيت جميع الحطب
- اجل ( اجابه كيفن وهو يتقدم منهم فاضاف الرجل برضا )
- هذا جيد فقد كان ليأخذ مني الكثير من الوقت تعال اجلس هنا الى ان تعد لنا زوجتك الطعام
جلس كيفن بجواره بينما تلفتت إيلينا حولها فلا تعلم ما الذي عليها اعداده لهم فهو لايملك سوا بعض حبات البطاطا والجزر والقليل من الخبز القاسي عليها ان تتدبر امرها فمعدتها لم تعد قادرتا على التحمل انشغلت بتقطيع البطاطا والجزر بينما قال الرجل لكيفن
- زوجتك ليست ماهرة لم تقم بتحريك الاثاث لتنظيف واكتفت بالعمل الغير متقن والسريع لو كانت زوجتي على قيد الحياة لما راقها هذا
- انها مجهدة فنحن نتنقل للبحث عن لقمت العيش
رفعت إيلينا حاجبيها لقول العجوز قبل ان تقرر تجاهل حديثه ومتابعة عملها لتضع قطع البطاطا والجزر بقدر الماء
فاضاف وهو يراقبها
- وليست ماهرة بالطبخ ايضا
- لايوجد لديك سوى البطاطا والجزر عن اي مهارة تتحدث
قالت مع عدم قدرتها على تجاهل حديثه اكثر
- لو كانت زوجتي على قيد الحياة لصنعت افضل الاطباق بهذه المكونات
نظرت إيلينا بياس نحو كيفن الذي اخفى ابتسامته قائلا
- هون عليك فهي لم تعتد على الطبخ فكما اعلمتك اننا كثيروا التنقل
- انت من يجب ان يغضب منها وليس العكس فتيات هذا الزمن غير ماهرات لو كانت زوجتي هنا لرئيت مهارتها
- اليس لديك اولاد
- واحد غادر منذ زمن ولم يعد حتى انه لا يعلم ان والدته توفيت
اجاب كيفن وتابعا الحديث بينما انشغلت بدورها باعداد الطعام وما ان انتهت حتى وضعته على الطاولة امامهم ليتناولوا منه لتصغي بصمت لتذمر الرجل العجوز مما اعدت بينما لمحها كيفن بابتسامة دون ان يعلق وهو يرا غيضها من الرجل
انهت تنظيف الاواني التي تناولوا بها الطعام لتتجه نحو باب الغرفة المجاورة وهي تقول
- اعذروني على الاستراحة الان
فتحت الباب لتدخل الى الغرفة بروية وهي تتاملها بنظرتا بطيئة فالسرير لن يمس من زمن والغبار يملائه كما يملاء الغرفه فتحركت نحو النافذة لتفتحها قبل ان تتحرك نحو السرير لتبعد اغطيته وتنفضها وهي تسعل لتحدق بكيفن الذي دخل مغلقا الباب خلفه لتهمس له
- ان الوضع في حالة يرثا لها هنا
اقترب من احد الاغطية ليتناوله وهو يقول
- اي شي يفي بالغرض الان ( ومدده ارضا ليتناول الوسادة عن السري وغطاء اخر مستمرا لها
- حاولي الحصول على قدرا وافر من الراحة فما زال امامنا الكثيرر
- اي راحتا تتحدث عنها فلم نجلس منذ دخلنا الى هذا الكوخ ونحن نقوم بخدمة هذا الرجل .. اتحتاج الى غطاء اخر
تساءلت وهي تراه يهم بالتمدد ارضا فهز راسه بالنفي قائلا
- هذا جيد عمتي مساء
اكملت ترتيب السرير لتستلقي عليه بدورها وسرعان ماغتط بالنوم العميق
- إيلينا ... إيلينا هيا استيقظي
فتحت عينيها ببطء قبل ان تسرع بفتحهما جيدا وكيفن يهز كتفها بنفس الوقت
- اسرعي
- ماذا هناك ( قالت وهي تجلس وعينيها تتعلقان بالنافذه مستمرة ) لم تطلع الشمس بعد
- لقد غادر العجوز منذ قليل ( تعلقت عينيها به فاستمر بتوتر ) وقد احكم اغلاق باب غرفتنا
- لما قد يفعل هذا .. اتعتقد انه يعلم من نحن
- ربما لا اعلم لما قد يغلق علينا قد يكون ذاهب للوشاية بنا والا لما اغلق الباب هيا علينا المغادرة
اسرعت بمغادرة السرير بينما اقترب كيفن من النافذة ليفتحها ليفاجئ بعدم قدرته على هذا فامعن النظر خارجا قبل ان يشتم وهو يقول
- لقد احكم اغلاق النافذة
- كيف ذلك فالقد تركتها مفتوحة
- وضع ساق شجرة لتمسك النافذة من الخارج ذاك العجوز اللعين لقد قللت من شأنه ( قال بغضب واخذ يدفع بالنافذة وقد وقفت بجواره بقلق فتلفت حوله ليحضر المصباح ويضرب به زجاجها ليتحطم فاسرع بمد ذراعه من خلال الزجاج المحطم ليدفع الساق جانبا بكل قوته لتقع ارضا ففتح النافذة وهو ينظر اليها قائلا ) هيا بنا
اقتربت من النافذه ليساعدها بالخروج ويخرج خلفها قائلا وهو يتحرك
- هيا لنسرع فلا وقت لدينا ان ارشدهم الينا سرعان ماسيتبعونا
اخذت تتبعة بخطوات واسعة وهي تهمس
- كيف علم بشاننا
- لا اعلم
- اتعتقد انه منذ البداية كان يعلم بامرنا وقام باستغلالنا
- ربما فعل ان كانت هناك اشاعات قد انتشرت عن هروبنا فلربما سمع بها
اخذت انفاسها تتسارع وهما يستمران بالسير فنظرت نحو ظهره متمتمة
- انتظر لم اعد قادرة على الجري
- يجب ان تستمري لاوقت لدنيا ها هو النهر اترينه هيا لن نتوقف قبل ان نصل اليه اضاف وهو يتابع فتأملته وهي تحاول التنفس جيدا قبل ان تعود لسير وما ان وصلوا الى النهر حتى بدات الشمس بالشروق فتهاوت على ركبتيها بجوار النهر وهي تحاول استرداد انفاسها بينما وقف كيفن بجوارها واضعا يديه على خصره ومحدقا بها بانفاس لاهثه وهو يقول
- خمس دقائق وسنتابع
- الن يبحثوا عنا بالقرية التاليه
- سيفعلون بما انهم علموا اننا هنا
- اذا ( هز راسه بالنفي )
- لن نذهب بتجاهها ( تحركت جالسة لقوله فاستمر وهو يجلس بجوارها القرفصاء ) لا نستطيع قصدها لانهم يعتقدون اننا سنهرب بتجاهها
- اسنعود بادراجنا للخلف
- لا فتلك القرى موالين بشكل كبير لاصحاب القلعة
- ماذا سنفعل اذا ( نظر حوله قبل ان يعود اليها قائلا )
- سنتابع الى اعلا ونختبئ يومان هناك الى ان تهداء الامور هنا سنعود الى هذه القرية فهي خيارنا الافضل بسبب قصد الغرباء لها ساحاول تدبر وسيلة نقل باي طريقة ولكن الان ( وتحرك واقفا لترفع راسها لتتابعة بينما استمر ) علينا تامين نفسنا والابتعاد سنسير بالنهر الى هناك ثم نصعد الى اعلا .. هيا بنا
- الا نستطيع الاستراحة بعد
- لا وقت لدينا هيا
عادت لتقف وتتبعه لسير بالنهر لتقترب منه بعد وقت لتضع يدها على ذراعه كي لا تقع مستمرتا بالسير خلفه قائلة لوصل الماء الى ركبتيها
- المياة مرتفعة
- سنغادرها قريبا ولكن لنبتعد قليلا
- كيفن .. ( همست بانهاك بعد قليل مما جعله ينظر اليها فاستمرت ) انت اطول مني قامة
حدق بالماء التي وصلت خصرها قبل ان يتحرك جانبا وهو يمد يده نحوها لتمسكها بيدها وهو يقول
- اتبعيني
- الم نبتعد كفاية
- ارجوا ذلك ( قال وهما يصلان الى الضفة ليصعد اولا ويساعدها بالصعود قائلا ) لنستمر للاعلى لن نتوقف .. هيا
اضاف وهو يحثها على لحاقه لوقوفها في مكانها فتنفست بعمق وتحركت بثوبها المبتل والذي يعرقل سيرها لتتبعه لتتوقف بين الفين والاخرى محدقتا به وهو يتابع بينما تحاول استرداد انفاسها لتتبعه حتى اصبحت تسير بترنح فتهاوت على ركبتيها لتنزل دموعها ببطء على خديها لما الت اليه امورها انها تحاول بحق ولكن لقد استنفذت كل طاقاتها ماذا تفعل رفعت ذراعها لتمسح دموعها وتعود لاجبار نفسها على الوقوف والسير وعقلها يعود بها الى منزلها الدافئ والنار قد اشتعلت بالمدفئة الحجرية بينما جلست بجوارها تحتسي شايها اغمضت عينيها وهي تتوقف من جديد بانفاس لاهثة محاولة نيل قسط من الراحة قبل ان تعود لتفتحهما محدقة بظهر كيفن الذي يتفقدها بنظره بين الفين والفين قبل ان يتابع من جديد لتعود لمتابعة السير والسير الى ان راته يجلس اخيرا اعلا التل مراقبا اقترابها لتتنفس الصعداء وهي تقترب منه لتجلس بجواره بانهاك تام وهي تقول من بين انفاسها المتعبة
- لا .. اعتقد .. اني .. سانجو
واستقلت الى الخلف علا انفاسها تهداء فتمتم بصوت عميق وعينيه لاتفارقان ما امامه
- هل تعلمين كم من مرة همست لنفسي بهذا من قبل .. وها انا هنا حرا طليق .. هل تعلمين شعور المرء بانه قد ظلم وقد تم خداعة والنيل منه دون حق ورغبته بالعودة لنيل ممن فعلوا به هذا قبل اي شيء (حرك راسه نحوها لتتعلق عينيه القاسيتين التين تحملان الاصرار بعينيها مستمرا ) جعلي لهذا الشعور هدفا امامي يجعلني افعل المستحيل لنيله لذا سانجو باي طريقة لتحقيق هذا
وعاد براسه الى ما امامه بينما بقيت عينيها تتاملانه وقد شعرت بجرح عميق بصدره فجلست متساءلة
- لما ارادوا التخلص منك
تنهد واستلقا ارضا محدقا بالسماء بصمت دون اجابتها لتمر لحظة صمت بينهما قبل ان يقول
- ستمطر انظري الى السماء ( وجلس متلفتا حوله وهو يضيف ) علينا ايجاد مأوى مناسب يحمينا من المطر
تاملت الغيوم المتراكه في السماء لتجلس بدوها وهي تقول
- ان الامور تزداد سوء
- هيا بنا لنرتفع اكثر .. سقوط المطر سيعيقهم عن البحث عنا وهذا لصالحنا
- انا منهكة وجائعة
- سنلتقط بعض الطعام بطريقنا ( وهز راسه بيأس مستمرا )
- خرجنا من منزل ذاك العجوز العين دون ان نحمل معنا شىيئا .. هيا بنا
اضاف فنظرت اليه دون ان تتحرك فحرك يده نحوها قائلا
- حين نصل استريحي بقدر ماتحتاجين اما الان فهيا
تنهدت وامسكت يده لتقف وهي تقول
- كم تبعد رتراند من هنا
- لا اعلم ( اجابها وهو يتحرك فتبعته وهي تقول )
- كنت قادمة من بتراوس نحوها عندما اعترض طريقنا قطاع الطرق قبل ان نصل اليها فهربنا منهم لليلة كامل قبل ان نصل الى المزرعة
- انتي وسيدتك فقط الا تعلمون ان السير دون مرافق في السفر خطر
- لا كان معنا والتر و ... هو مرافق السيدة باسفارها لاتغادر دونه
- ما حل به
- لا اعلم ربما قتله قطاع الطرق فلم نراه عندما اوقفوا عربتنا ( نظر اليها بتفكير متسائلا )
- وكيف نجوتم منهم
عادت بذاكرتها الى ماحدث معها وكانه تراه من جديد امامها قائلة بشرود
- نهبو مجوهرات سيدتي ونقودها وتعرضنا لضرب منهم ولكن .. سيدتي من نالها الاثر الاكبر فالقد انهالوا عليها بالضرب المبرح ولولا اقتراب احدا العربات منا لما استطعنا الخلاص فالقد انشغلا الرجلان بها فهرعت وسيدتي للغابة للاختباء بها
- الم تعلميني انها توفيت
- اجل فالقد كانت اصابتها بالغة عندما وصلنا الى احد المزارع و .. توفيت هناك وقامت صاحبة المكان ببيعي رغما عني لاحد التجار الذي احضرني برفقة عددا لابأس به من الفتيات الى القلعة
كم استغرقتم من وقت من المزرعة حتى القلعة
- يومان قضيناهم بالعربة على ما اعتقد
- ومن بتراوس الى حيث اوقفكم قطاع الطرق
- يوم بالقطار ويوم بالعربة
- وان استمريتم نحو رتراند كم كنتي لتحتاجي من وقت بعد
- بالعادة كنا نحتاج الى اربع ايام للوصول من تراوس الى رتراند في حال .. لم تمر سيدتي على احد او لم تذهب للتبضع
- اذا ما زال امامك الكثير للعودة فالقلعة تقع على اطراف البلاد .. استعودين الى عملك اتعتقدين انهم علموا بوفاة ابنتهم ( هزة راسها بالنفي والدموع تلتمع بعينيها وهي تتخطى ما امامها بصمت مما اثار فضوله فاضاف ) هل ستخسرين عملك ولن يستقبلوكِ من جديد
- لا اعتقد انهم علموا .. انهم يعتقدون اننا برتراند والذين برتراند يعتقدون اننا بتراوس لا اعلم ان ادركوا امر اختفائنا بعد ام لا .. ربما علموا لا اعلم
- صاحبت المزرعة لم ترسل اليهم ان ابنتهم توفيت
- انها من اكثر الناس شرا من الذين التقيت بهم لم تأبه لشىء وطلبت من عمالها ان يدفنوها
- هذا .. غريب فان كانت سيدتك من العائلات الميسورة كان عليها استغلال هذا لنيل بعض النقود
- كل ماكان يهمها الخلاص منا .. هناك اشجار توت
قاطعة نفسها وهي ترى مجموعة من اشجار التوت فتحرك نحوها وهو يقول
- لنجمع بعض التوت البري اذا
تبعته وهي تبعد ثوبها لتصل الى الثوب الابيض الداخلي من الاسفل وتقوم بتمزيقة لتحصل على قطعة من القماش وتقترب من كيفن ليضع ما بيده من حبات بها لتاخذ بمساعدته بجمع حبات التوت وهي تتناول منها ايضا
- الى اين لم ننتهي بعد
اسرعت بالقول وهي تراه يتحرك مبتعدا فاجابها ومازال يبتعد
- ارى شجرة اخرى هناك ساحضروا منها
عادت لمتابعة ملئ قطعت القماش لتقوم بربطها جيدا بعد الانتهاء لتتابع تناول حبات التوت وهي تجلس ارضا منتظرتا عودته
- إيلينا اهربي اسرعي ابتعدي من هنا
هتاف كيفن المفاجئ جعل الدماء تختفي من وجهها تماما وهي تحدق حيث اختفا لتسرع بالنهوض وهي تسمع صوت جري باتجاها وهو يهتف بقوة
- ابتعدي اسرعي
لتسرع بحمل سرت التوت والهروب بتعثر وقلبها ينبض بسرعة يجب ان تسرع ولا قبضوا عليها لتعود لتعثر من جديد وهي تتلفت خلفها وبذات الوقت تصعد الى اعلا محاولة الاختباء خلف الاشجار لتضع يدها ارضا مانعة اصتدامها بالارض من جديد وقد زلقت قدمها لتحدق خلفها وقد ملاء الرعب قلبها لتتغير ملامح وجهها ببطء وهي ترى كيفن يطل جريا وخلفه خنزيرا بري يجري خلفه استدارت جالسة في مكانها ولم تعد قدميها تحملانها محاولة استعادت انفاسها والصدمة باديتا على ملامحها وهي تراقبه يجري مبتعدا ومازال الخنزير خلفة ليصعد اعلا شجرة مراقبا ابتعاد الخنزير قبل ان ينزل متوجها نحوها فهتفت ويدها على قلبها
- كدت اموت منذ قليل اعتقدت انهم وصلوا الينا
( ارتمى بجوارها وانفاسها متسارعة وهو يقول )
- كنت لاتخلص منها لو لم ارى صغارها
اجابها بانفاس متقطعة مما جعلها تراقبه قبل ان تبتسم لتتوسع ابتسامتها دون قدرتها على منع نفسها لتتحول ابتسامتها الى ضحك مما جعله ينظر اليها رافعا حاجبيه فقالت من خلال ضحكاتها
- لا استطيع كلما تذكرت الفوضى التي احدثتها منذ قليل قلت انتها امرنا ولم تعد قدماي تسعفاني بالهروب من الخوف الذي انتابني ( واشارت بيدها حيث كان يجري مستمرتا من بين ضحكاتها ) وانت تركض وهي خلفك قصة اخرى
بدا الحرج عليه قبل ان يهم بالتحدث ثم عاد لتوقف مراقبا اياها وهي تضع يدها على بطنها من الضحك فتمتم
- سرني اني اسعدتك .. ابتسامتك جميله ثابري باستخدامها
- اعتذر ... لا اقصد الضحك عليك ولكن كل ( واخذت تضحك من جديد لتعود لتنفس جيدا محاولة الا تفعل مستمرتا من بين ضحكاتها الرقيقة وهو يتحرك جالسا ) كل ذلك التوتر الذي اشعر به ارهقني والان لا استطيع التوقف
تنفست بعمق محاولة تمالك نفسها ولكن كلما تذكرت عادت للتتوسع ابتسامتها حتى اخذت دموعها تنهمر ليراقبها قبل ان تتوسع ابتسامته ويهز راسه بيأس وهو ينظر امامه ثم يعود نحوها متاملا ابتسامتها ليقف اخيرا قائلا
- لنتابع ط ( توقف عن المتابعة ونظر الى اعلا لتساقط بعض قطرات من المطر عليه ليستمر ) لنسرع قبل ان يشتد المطر
تحركت وهي تمسح دموعها لتتبعه
- انظري ( قال وهو يشير لها نحو صخرة كبيرة يستطيعون الاحتماء تحتها ليقتربوا منها بعض مضي بعض الوقت على سيرهم وهو يقول
- دعيني اتفقدها اولا
وقفت تحتها تتامل ماحولها هل يوجد نهاية لهذه الجبال الممتدة بينما انشغل كيفن بتفقد المكان لتنظر اليه وهو يقول
- ساذهب لاحضار بعض الحطب
- سنشعل النار
- اجل نهارا لن تجذب الانظار الينا خاصه مع سقوط المطر ارجوا ان لايتابعوا البحث عنا
اخذت تجمع الحطب بدورها حتى عودته لتهتف فور اقترابه وهو يحمل بيد بعض الحطب وبيده الاخرى امسك بارنبا من اذنيه
- اين وجدته
- المكان ملئ بهم
- ما الطفه
تمتمت وهي تقترب منه فوضع الحطب من يده وابعد الارنب عنها قبل ان تلمسه قائلا
- سنطهوه
- ماذا لا لن تفعل
- ماذا تعنين بهذا
- انه ارنب صغير انظر اليه لما ستطهوه هل جننت
- انا ام انتي
- دعه يذهب
- جننتي بحق
- يالك من رجلا شرير احقا تستطيع فعل هذا به
رفع حاجبيه محدقا بها بغير تصديق وهو يقول
- اتعرفين ما ارى امامي ارى وجبتا من اللحم المشوي على النار وجبتا مشبعة بعد عدت ايام دون تناول طعاما حقيقي ام اعتقدتي ان الحساء الذي اعددته البارحة كان مشبع او حتى لذيذا
- هذا ما استطعت اعداده ولو لم اعده لبت جائعا فلا تتذمر
- لن افعل بشرط ابتعدي ودعيني انهي ما اريد فعلة دون احداث فوضى
حملقت به جيدا هامستا بيأس
- ستقتله حقا
- اجل فلا افكر بتناوله حيا
- يالك من رجل شرير
- انا كذلك ( اضاف وهو يستدير مبتعدا جانبا ليذبح الارنب مما جعها تهتف )
- لن اتناول منه
- افعلي ما يحلو لك
ضربت الارض برجلها بغيض وهي تشعر بالعجز ولكن لا لن تتناول منه وتحركت جالسة ارضا حتى اطل من جديد ليشعل النار ويعلق الارنب على الاخشاب التي قربها من بعضها فوق النار لتراقبه طوال الوقت بصمت قبل ان تبداء رائحة اللحم تعبق بالمكان لتاخذ معدتها بالتلوي بينما جلس قرب النار يقلبها بين الفين والفين فاسرعت بتناول قطعة القماش لتفتحها وتتناول بعض التوت منها ليراقبها قبل ان يقطع قطعتا من الحم ويتناولها بمتعة متعمدة لتقول
- لا تحاول حتى
- من قال اني ارغب بمشاركته فانا استطيع انهائه بنفسي
نظرت الى الجهة المقابلة ولكن سرعان ما كانت تعود نحوه لتتحرك وتجلس قرب النار وهي تنظر الى قطرات المطر التي بدات بالتزايد
- ارجوا ان يتوقف سريعا علينا المتابعة
توقفت عن متابعة حديثها وهو يمد لها قطعة لحم قائلا
- لا يختلف عن الدجاج بشيء
- لو رايت الدجاجة وهي تذبح لما تناولته
- الم ترى دجاجا يذبح من قبل .. اين كنتي تعيشين
- كل ما كان علي هو تناول الطعام وليس طهيه
- لقد اكثرت سيدتك بتدليلك منذ متى تعملين لديها
تساءل وهو يعود لتناول قطعة اللحم التزمت الصمت قليلا قبل ان تقول