- ها أنا قادمة
قالت بتفكير وهي تترك ما بيدها لتنزل نحو غرفة الاستقبال
- سيدة فيشر
- ارجوا المعذرة منك ولكني سالت عن السيدة الكبيرة فقيل لي انها ليست هنا
- ذهبت لزيارة السيدة توبار فهي متوعكة مؤخرا
- سامحيني على ازعاجك ولكن الامر مهم واحتاج لتحدث معكن بشأنه
- اهلا بك في أي وقت
وأشارت لها نحو الأريكة لتجلس ففعلت وهي تضيف وليونور تجلس امامها
- في كل شهر نحضر بهذا الوقت لرؤية السيد جيفرسون لنحصل منه على النقود التي منحنا إياها السيد البرت ولكنه رفض ان يعطينا إياها البارحة بامرا من السيد نايجل رغم انه مضى على وفاة السيد الكبير عاما ولكننا كنا نستلمها دون أي اعتراض من احد ولكن لا اعلم لما فعل السيد نايجل هذا فالقد منحنا إياها والدك عن طيب خاطر واراد ان ينشئ كريك بأمان لذا جئت لرؤيتكم فهل هناك سببا ما لمنعنا من الحصول عليها اننا نعتمد عليها بشكل كلي وبحاجتها
- لا اعلم شيئا عن هذا لذا هل منحتني بعض الوقت لأرى ما هناك
- انها مصدر الدخل الوحيد لنا لذا ارجوا ان تعذريني ان تعجلت بالأمر
- لا باس اعدك ان أرى ما هناك سريعا .. جيسي ( اضافت عند دخول جيسي لتقديم الشاي لهم ) احضري احد الاكياس الموجودة في درج غرفتي ( وعادت نحو السيدة فيشر التي اخذت ترشف من كوبها مستمرة لها بود ) انها شيء بسيط لتتدبري به امورك الى ان أرى ما الذي يجري فكما تعلمين قد استلم نايجل إدارة أمور العائلة الان وهو من يتحكم بكل شيء .
راقبت السيدة وهي تغادر قبل ان تطلب اعداد خيلها لتمتطيه وتحثه على السير متجهة نحو المصنع لتترجل عنه وهي تحدق بخيل نايجل المربوطة بالخارج برفقة مجموعة أخرى من الخيول فتوجهت لداخل المصنع المكتظ بالعمال
- انسة كرانستون
اسرع فريون رئيس العمال لاستقبالها عند دخولها لتجول بنظرها بأرجاء المكان وقد اخذ العمال بتعبأة أكياس الفحم الحجري الذي يصلهم من دلبروك استعدادا لنقله بالقطارات الى القرى والمدن المجاورة دون توقف قائلة وهي تتابع سيرها نحو الادراج الجانبية التي توئدي للطابق الثاني
- كيف يسير العمل
- على قدما وساق انستي كما ترين
اجابها وهو يعود للوقوف امامها مما جعلها تتوقف بدورها قائلة بحيرة
- نايجل هنا اليس كذلك
- لا ليس هنا
اسرع بالقول وقد نزل من فوق للتو لتنفيذ امر نايجل الذي شاهدها تقترب من بعيد من خلال النافذة ليقوم بالطلب منه اعلامها بعدم وجوده هنا ان سألت عنه مما جعلها تسحب قفازها الأسود القصير ببطء من يدها قائلة
- حقا و .. اين قد يكون ذهب
- لا يعلمني السيد بتحركاته ( تعلقت عينيها به قبل ان تهم بتخطيه من جديد ليعود للوقوف امامها قائلا ) ربما عاد للمنزل اجل قد يكون فعل
- قد يكون فعل ( كررت من خلفه واشارة نحو الادراج مستمرة ) لا تمانع بصعودي للأعلى اتفعل
- ولكن الـ
- ان حصانه بالخارج فريون لذا لا تضع نفسك بمواقف محرجة كهذه مرة أخرى
اجابته وتخطت عنه ليتجمد في مكانه قبل ان يتابعها وهي تصعد الى الأعلى لتدخل الى غرفة المكتب محدقة بنايجل المنشغل ببعض الأوراق امامه
- لا تضع موظفيك بمواقف محرجة فهذا سيجعلهم يفقدون مصداقيتهم هنا
رفع عينيه عن الأوراق نحوها بثبات ليخفض الأوراق ببطء من يده ويستند الى الخلف بجلسته قائلا
- ما الذي تفعلينه هنا
- اتفقد املاكي ام تراك نسيت ان هذا جميعه كان لنا
- كان
- ومازال والا ما كنت تجلس هنا
- انه مكان عمل لذا ماذا تفعلين هنا
- حضرت لرؤيتك
- الم تستطيع ضبط شوقك لي الى ان اعود للمنزل
فتحت شفتيها عاجزة عن النطق لأول وهلة قبل ان تتمتم باستنكار
- افضل الدفن حيا على هذا .. لم منعت السيدة فشر من الحصول على مدخرات هذا الشهر
- وما شأنك بهذا
- انه شأني فوالدي من تكفل بهم
- وانا الغيت هذا الامر
- باي حق
- بحق اني من ادير الامر الان
- ليس عليك ان تكون مجحفا بحق الاخرين فما تحصل عليه هي وابنها منا هو ما تستطيع العيش به فليس لها معيل سوى كريك وكما ترى انه عاجز
- انتِ واثقة من انه عاجز
- ان قدمه مصابة
- ولكن هذا لم يمنعه من لعب القمار .. اجل انه يضيع المال على لعب القمار لما علي اعطائهم المال ان كان سيبعثره بهذا الشكل
- من اعلمك بهذا .. اعني انتَ واثق من الامر
- اجل واثق وليس بالجديد فهو من سنوات يفعل هذا يأخذ جميع المال الذي تحصل عليه والدته رغما عنها ليبعثره
- لا اصدق هذا
- ليست مشكلتي
- على تحري الامر ( اجابته رافضة ما يقوله وتحركت تهم بالمغادرة فقال )
- لا تعودي الى هنا فهو مكان للعمل ولتحافظي على طاقتك فعلى ما يبدوا انك استفذتها البارحة
لمحته بنظرة وهي تستمر بسيرها مغادرة دون اجابته لتعود بأدراجها نحو الاسطبلات لتتوقف لرؤيتها لكايل لتناديه طالبة منه الاقتراب وهي تترجل عن خيلها قائلة
- اريد منك البحث بأمر كريك اريد ان اعلم ما الذي يفعله وان كان حقا يحصل على النقود من اجل لعب القمار وكيف تستطيع والدته تتدبر امرها تستطيع فعل هذا
- بكل تأكيد
- و ( توقفت بتردد ثم اضافت بصوت هامس ) اريد ان تذهب لإعلام نيكولا باني اريد رؤيته الليلة
- الليلة انستي ( قال بحيرة فهزة راسها له بالإيجاب قائلة )
- اجل .. كنت اريد مقابلته بالأمس ولكن لم استطع الذهاب هل .. هل بدا مستاء لعدم تمكني من رؤيته وكثرة اعتذاراتي عن لقائه
- في الحقيقة انستي .. اجل .. بدا الانزعاج عليه كثيرا .. حتى .. حتى في اخر مرة عندما راني متجها نحوه اخذ بالتذمر
- اعلمه اني ساوفي بوعدي هذه المرة وسأحضر مهما كان فلينتظرني بالثالثة صباحا قرب مخزن الحطب واني هذه المرة لن اخلف بالأمر وسأحضر مهما حصل
- الثالثة صباحا ( تمتم كايل بحيرة فهزة راسها له بالإيجاب قائلة )
- اجل وسترافقني كن جاهزا
هز راسه لها بالإيجاب فقدمت له كيسا من النقود وهي تقول
- خذ هده لك
- اشكرك جزيل الشكر انستي
اسرع بالقول بحماس وهو يتناول كيس النقود منها بينما تحركت لتعود بأدراجها للمنزل .
اخذت تتقلب بفراشها وهي تفكر بما ستعلم به نيكولا انه يعلم ما تريد منه بالتأكيد فلن تستهين بذكائه لذا ستحاول ان تكون حريصة ستبدي له رغبتها بان يحل مكان نايجل وان عليهما ان يختطان جيدا للأمر فعليهم ان يقنعوا جدها أولا لان الأمور بعدها ستكون سهلة وبنفس الوقت عليها جعله يدرك انها تفعل هذا لأنها تراه مناسبا لها بعكسها ونايجل لا تعلم ان كان ما تفعله يصب حقا بصالحها ام لا فهي لا تستهين بنيكولا ولكن ما تريده الان هو الخلاص من نايجل عندما تفعل هذا ستفكر بباقي الأمور فقد تتخلص من نيكولا أيضا ان وجدت انه من الصعب التعامل معه نهضت من سريرها وهي تحمل الشمعة المجاورة لها لتضعها على رف المدفئة وترتدي ثوبها ثم تتناول وشاحها لتتنفس بعمق قبل ن تغادر غرفتها وتتحرك بروية نحو الادراج متلمسة الدرابزين لتنزل بهدوء فالليل الحالك قد عم المكان تحركت بشكل مستقيم نحو الباب عند نهاية الدراج
- الى اين بهذا الوقت
انتفضت لسماعها صوت نايجل واسرعت بالنظر نحو المقاعد محاولة اختراق عتمت الغرفة وقلبها يتسارع داخل صدرها غير مصدقة وجوده هنا بهذا الوقت لتتوقف على عود الثقاب الذي اشعله ليقربه ببطء من الشمعة المجاورة له ليظهر جانب وجهه المنشغل عنها قبل ان يقوم بإطفاء عود الثقاب وهو ينظر اليها بحدة متابعا بهدوء لا يبعث على الراحة
- اليس الوقت متأخرا على مغادرة المنزل
ضمت اطراف وشاحها محاولة إخفاء توترها وهي تقول بصعوبة
- ما الذي تفعله هنا
- لطالما أحببت الجلوس بالظلام لابد وانك تذكرين هذا ولكن الى اين انتِ متجهة بهذا الوقت المتأخر
أضاف وهو يلمحها بنظرة شامله فقالت بثقة كاذبة
- احتاج لتنشق بعض الهواء
- اتعاني غرفتك من صعوبة بالتهوية ما اذكره ان نوافذها كبيرة ( اجابها بسخرية ولكن ملامحه كانت بعيدة جدا عن ذلك وتحرك عن مقعدة ببطء متجها نحوها وهو يستمر بينما تتابعه بكل حواسها غير مصدقة وجوده هنا بهذا الوقت ) ام فاتني شيء ما فانت تتصرفين بغرابة مؤخرا البارحة رفضتي مرافقتنا لحضور المهرجان بحجة انك ترغبين بالنوم واليوم تتسللين بهذا الوقت اانت معتادة على هذا .. اتفعلين هذا بالعادة اكنت تحاولين التخلص منا البارحة نحن نذهب للمهرجان وانتِ .. ماذا هيا اعلميني ما لا اعلمه .. ايعلم أحد بانك تغادرين بعد منتصف الليل اتفعلين هذا بالعادة ( ووقف امامها مستمرا وعينيه تضيقان بها بينما تعمدت متابعته بذقنا مرفوعة وهي تحاول إخفاء هلعها من ضبطه لها الان ) اعلي ما اقلق بشأنه
- عما تتحدث
- ا .... تلاقين احدهم بهذا الوقت ( وامام توسع عينيها وقد همت بالتحدث اسرع بالإضافة ) لا يوجد سبب واحد مقنع يجعلني اصدق تسللك بهذا الوقت الى الخارج الا ان كان ورائه رجلا ما اتلاقين احدهم احقا تفعلين
أضاف بحدة وقد بدا غضبه الذي يخفيه يظهر لتقول مستنكرة قوله
- كيف تجرؤ على اتهامي بهذا اتعتقدني احد تلك الفتيات اابدوا لك من مستوى من تعاشرهن اخرج ليلا للقاء رجلا انتَ لا تعلم مع من تتحدث
تحركت يده لتقبض أصابعه على كوع يدها ليجذبها نحوه قائلا امام وجهها بإصرار وجمود
- ما سبب مغادرتك المنزل الان اذا
حاولت جذب يدها للخلف لتخلص من قبضته دون فائدة وهي تقول
- اشعر بالاختناق واحتاج لتنشق الهواء انه بهذه البساطة
- ان جمعت من في المنزل الان لرؤيتك ماذا سيرون فتاة خارجة للجلوس بالحديقة لتتنشق الهواء وتتمتع بصوت صراصير الليل وضربات الخفاش لا تستخفي بعقلي كثيرا واعلميني من كنت ستلاقين هل ابدوا لك ساذجا جدا حتى تنطلي علي هذه الكذبة
- لا اكترث
- ستفعلين هيا اعترفي .. من هو هيا اعلميني لأني سأعلم من هو في النهاية
رفعت ذقنها بكبرياء وهمت بالتحرك دون اجابته الى انه قال بحدة خافته ثبتتها في مكانها ومازالت يده تقبض على ذراعها
- انه سايمون اليس كذلك فلا اعرف رجلا جبان قد يلجئ لهذا غيره
- سايمون .. سايمون غادر منفيس منذ عام مضى وحقا لا يشغل احد هنا غيرك
- عاما مضى تخجلين القول انه غادر بعد شهرا واحدا فقط من وفاة والدك
- بما انك تعلم هذا لما تستمر بالسؤال عنه
- وما الذي اعرفه انا فقد يكون عاد .. و.. عدتي لتجديد ما كان بينكما اليس الامر به اهانت لك الم يتخلى عنك كيف تعودين لهذا
- تعتقد انك تعلم كل شيء اليس كذلك اذا لأتركك لاعتقاداتك الوهمية التي ترضي غرورك ليس الا
- تحاولين ايهامي انه لم يتخلى عنك بعد فقدك كل شيء
- رغم ان الامر لا يعنيك ولكني حقا ارغب بتحطيم غرورك لا لم يتخلى عني فانا من فعلت ولو اردت الارتباط به لغادرت معه نحو جيراترود ولكن اتعلم نايجل لست فتاة تتخلى عن عائلتها عند المحن واكبر برهان على هذا هو انت ووجودك امامي تحاسبني على خطواتي وانفاسي
- عندما اجد خطيبتي المصون تغادر في هذا الوقت اجل سأحاسبك على انفاسك وخطواتك لان اسمك مرتبط بي الان وكل ما سيصدر منك سيأثر علي ام تعتقدين اني رجلا لا اكترث على ما يقال عن من سأرتبط بها ( تابع يجدية تامه امام عينيها الثابتتان عليه واستمر ) عودي الى غرفتك حالا ولا تجعليني اراك تكرارين هذا مرة أخرى ابدا لأنه حينها لن اكتفي بالطلب منك بالعودة بأدراجك .. هذه التصرفات المشينة عليك نسيانها فالمغادرة ليلا وبهكذا وقت ليس ورائه الا امرا مشين يجعلني اعيد حساباتي وهذا ليس في صالحك انت تستمرين يتخيب املي فيك
- اتعتقد حقا اني اهتم لما تقوله
- عليك ذلك فلصبري حدود ولا اعدك ان أكون مهذبا ان نفذ .. لا اعدك ابدا ( أضاف كلماته الأخيرة مشددا عليها وأشار براسه الى الأعلى مستمرا ) عودي الى غرفتك ولا تغادريها مرة أخرى ليلا ابدا لا تفعلي ( ومال براسة نحوها اكثر مما جعلها تبتلع ريقها بذعر دون ان تفارق عينيها عينيه وهو يهمس بصوت خافت حاد ) لا اسامح على الخيانة لا افعل لذا تعقلي وتوقفي عن العابك الشيطانية هذه
- حاجتي بمغادرة غرفتي بهذا الوقت تعد خيانة ليكن لا اكترث فما يدور بعقلك هو ملك لك ولا اكترث به حقا واتعلم تستطيع مرافقتي بهذا تشعر بالاطمئنان هيا افعل
- ما الذي تقصدينه بتصرفاتك هذه اذا .. اشعال غيرتي .. كنت تعلمين اني اجلس هنا وتعمدت فعل هذا ( فتحت فمها عاجزة عن التحدث لوهلة بينما استمر بثقة كبيرة وغرور ) لن تفلحي فلا اكن لك أي مشاعر لذا تعقلي .. اتعلمين بعد التفكير لا امانع بان تبدئي بالاهتمام بأمري ففي النهاية نحن مرتبطان
- لقد سددت شهيتي عن الحياة بأجمعها الان تبا لحظي التعس
همست وهي تنسحب مبتعدة من امامه عائدة نحو الادراج وهي تتابع بتذمر وعصبية
- اكاد اختنق الان حتى لو خرجت لن اجد الهواء
تابعها وهي تصعد الى اعلى دون ان تتوقف عن التمتمة بتذمر وعينيه تلتمعان اتعتقد انها تستطيع خداعه بهذه السهولة عليه ابعاد نيكولا من هنا لأنها لن تستسلم بسهولة وقد فاض به الامر .
أغلقت باب غرفتها خلفها بضيق شديد واخذت تسير بالغرفة ذهابا وايابا بتوتر كبير ان نيكولا بانتظارها لم دائما تفشل برؤيته لما حظها عاثر لهذه الدرجة ما الذي عليها فعله الان اتحاول التسلل من جديد وان كان نايجل مازال بالأسفل ما الذي ستفعله الان لتنتظر قليلا حتى يأوي الى فراشه اجل هذا ما ستفعله ثم تعود للخروج دون ان يشعر بها ولكن بحق الله لما يجلس بالظلام لطالما كان غريب الاطوار ولكن .. اكان بانتظارها .. ايعلم بانها ستلتقي نيكولا .. ولكن من غير المعقول ان يعلم فلوا علم لما توانا عن مواجهتها بالأمر حركت راسها بعدم رضا وتناولت الكتاب الموضوع على رف المدفئة لتتحرك نحو المقعد لتجلس عليه وتفتح الكتاب ستنشغل قليلا بهذا حتى تتأكد من قصده لغرفته ثم تغادر اجل هذا ما ستفعله .
- انستي .. انستي .. لما انتِ نائمة هنا
فتحت عينيها بنعاس محدقة بجيسي لوهلة دون فهم ما تتحدث عنه لتهم بتحريك جسدها لتشعر بتيبسه فهمست وهي تحدث نفسها
- غفوت هنا
- هذا ما يبدوا عليه الامر
تحركت بصعوبة نحو سريرها لترتمي عليه وهي تقول
- لا يزعجني احد مازلت بحاجة للنوم .
- اننا مدعوات لتناول الغداء عند جيمس ( قالت ابريال مما جعل ليونور ترفع راسها عن الصحيفة محدقة بها وهي تتابع ) ستغادر عائلة ايدن كرانستون عما قريب
- يغادرون ( قالت ليونور بقلق )
- لقد اطالوا البقاء هذه المرة ( قالت ابريال واستمرت ) من الجيد انهم لا يقطنون هنا ( وامام تحديق الفتيات بها تابعت ) لم اودهم يوما ولا استطيع فالذي رئيته منهم لا يجعل قلبي يصفى اتجاههم
- لقد مر الزمن و
- لا لن يتغيروا لا تدعيهم يخدعوكِ ( اجابت ليونور واستمرت وهي تحدق بالأدراج التي يطل منها نايجل ) انهم أناس جشعين لا يفكرون الا بنفسهم
- عمتم صباحا
- وانتَ أيضا ( اجابته ابريال واستمرت وهو يتجه نحو المقعد ليجلس عليه ) لابد وانك اطلت السهر البارحة
هز راسه بالإيجاب وهو يجول بعينيه بين الفتيات قبل ان تثبتا على ليونور التي ادعت انشغالها بالصحيفة بينما استمر نحو والدتها قائلا
- اليوم إجازة وليس علي النهوض باكرا
- دُعينا لتناول طعام الغداء بمنزل جيمس
- وصلتني الدعوة امس ( قاطعها قائلا واستمر ) وقمت بالاعتذار بالنيابة عنكم ( توقفت الاعين عليه وقبل ان تتحدث أيا منهم استمر بثقة ) كنت اعددت لنزهة لليوم لذا جاءت دعوتهم في وقتا غير مناسب
- غير مناسب لمن ( قالت ليونور معترضة بينما نهرتها والدتها بعينيها الى انها تجاهلتها مستمرة ) ان كان غير مناسب لك فلا تذهب اما نحن فسنذهب
- لقد اعددتُ هذه النزهة خصيصا من اجلك
قال بكسل وهو يسترخي بجلسة للخلف
- من اجلي حقا ولكن كان عليك سؤالي قبل ان تقرر الامر الا تعتقد انه يحق لي قبول الامر او رفضه
ظهرت ابتسامة ساخرة على حافة شفته وهو يقول
- الاحظ انك تشعرين بالملل وتحتاجين للخروج لتنشق الهواء لنفعل هذا بضوء النهار .. كما ان علاقتنا متوترة قليلا مؤخرا فسعيت لإصلاح الامر ( ونظر نحو ابريال مستمرا ) الست على صواب ( هزة ابريال راسها بالإيجاب فاستمر ) لذا فكرة بقضاء بعض الوقت معا .. طلبت من جيفري ان يعد كل شيء لنزهة اليوم فسنتناول الغداء قرب البحيرة
- البحيرة هذا ( قالت ايزابيل بحماس ثم حاولت تخطي حماستها عندما جحرتها ليونور لتضيف بصوت متردد ) منذ زمن لم .. نذهب اليها
- انها فكرة جيدة ونحن بحاجة للخروج بنزهة لذا هيا قمن للاستعداد
حدقت بوالدتها التي قالت ذلك فحركت لها راسها تحثها على النهوض دون اعتراض الا انها قالت بإصرار
- ارغب حقا بتلبية دعوت عمي جيمس لذا لناجل النزهة للغد لن يضر الامر
- هل انت بشوق لرؤية ماتي وميري حقا .. ما المشكلة لنذهب اليوم في نزهة بما انني اعددت لها وغدا اصطحبكِ لرؤيتهم أهذا يناسبك
قضمت شفتها من الداخل فهي تريد التحدث مع نيكولا علها تحثه على البقاء هنا وليس رؤية ماتي وميري
- هيا هيا يا فتيات قمن للاستعداد .. دون اعتراض فلم نخرج منذ وقت للتنزه وانا بشوق لهذا
قالت ابريال تحثهم على التحرك ففعلن بتردد وهم ينظرون نحو ليونور الثابتة في مكانها محدقة بنايجل الذي ينظر اليها بثقة كم تكرهه كم تشعر بالاختناق من رؤيته ورؤية نظرت الاستمتاع التي تلوح بعينيه
- هيا ليونور
قالت والدتها لتخرجها مما هي به فنظرت نحوها قبل ان تقف وتتبع شقيقتيها مرغمة بينما بدا الرضا التام على نايجل .
اخذت ميرفا وايزابيل القارب فور وصولهم وقد ظهر الحماس عليهما لرؤية البحيرة بينما رفضت مشاركتهم وفضلت البقاء برفقت والدتها لتجلسا على الرمال تحت المظلة الكبيرة تراقبان ما يجري حولهما لتتابع نايجل الذي تخلص من ملابسه العليا وقفز بالبحيرة ليسبح بعيدا
- كان علينا تلبيت دعوة العم جيمس وليس الحضور الى هنا
- لا ارغب بمجالسة ايدين وجيسيكا
- وانا لا اريد ان اتقرب من نايجل
- لا تفعلي بنيتي فقط دعي الأمور تسير بروية
- الى متى
- ان خالك يحاول انه الخيار الوحيد الذي نملكه الان فان استطاع الحصول على المساعدة حينها لن يجرؤ احد على الاعتراض
- الى متى
عادت لتكرر بيأس قبل ان يشدها اهتزاز القارب
الذي تركبه ميرفا وايزابيل وقد تابعت ميرفا التجذيف بينما وقفت ايزابيل بمرح ولكنها فقدت توازنها وسقطت منه فأسرعت ليونور بالتحرك بقلق نحو البحيرة لتسير بالماء بسرعة وهي تدرك ان ايزابيل لا تجيد السباحة لتأخذ وبريال بالهتاف باسم ايزابيل بقلق نظر نايجل اليهما قبل ان يحدق بالقارب ويتحرك باتجاهه وقد سمع صراخ ميرفا التي تحاول مساعدة ايزابيل ليمسك بإيزابيل ما اصبح بجوارها ويسرع برفعها ثم دفعها للعودة الى داخل القارب قبل ان يهم بدفع القارب ليتوقف محدقا بليونور التي غمرتها المياه حتى خصرها وقد احمر وجهها قلقا وتسارعت أنفاسها ليقول
- انت لا تجيدين السباحة أيضا هذا ما اذكره على الأقل هيا عودي بأدراجك يكفينا غرقا اليوم
تجهمت من قوله واستدارت لتعود نحو والدتها التي وقفت بانتظارهم بقلق لتقف بجوارها الى ان اقترب القارب لتقوم بمساعدة ايزابيل بمغادرته وهي تتساءل
- انتِ بخير
هزت راسها بالإيجاب وهي تجر ثوبها الثقيل والذي يصعب السير به بينما اخذ نايجل يسحب القارب مع ميرفا ليعيده الى الرمال لتعود ميرفا نحوهما بينما ارتمى نايجل على الرمال
- ما كان عليك الوقوف بالقارب
نهرتها والدتها من جديد وقد جلسن تحت المظلة
- ما كان علينا الحضور الى هنا حتى ان الامر ليس ممتعا فلم نصطحب أحدا برفقتنا ( قالت ليونور بتذمر قبل ان تلمح نايجل الممد بعيدا وعلى ما يبدوا انه قد حصل لنفسه على قيلولة لتستمر ) لنتناول طعام الغداء ونغادر
- لم نحضر الى هنا منذ زمن لنبقى قليلا ( قالت ايزابيل معترضة فأجابتها ميرفا )
- انت مبتلة تماما
- سأجف فها انا اجلس بالشمس .. ها هو ينهض
اضافت مما جعلهم ينظرون نحو نايجل الذي تحرك ليجلس قبل ان يقف ويتجه نحوهم فتناولت ليونور كوب العصير لتنشغل به بينما اضافت ايزابيل التي تتابعه وقد اقترب منهم ليتناول قميصه البيضاء ليرتديها ويتابع سيره
- الى اين تذهب
- لتجول حول المكان
- اصطحبني معك
اسرعت بالقول وهي تقف وتسرع بلحاقه مما جعل ابريال تقول
- لا تطيلا فسنتناول الطعام قريبا
- الم يقل بانه يحتاج لمرافقتك ( قالت ميرفا وهي تسحب نظرها عن نايجل وايزابيل نحو ليونور مستمرة ) ربما كان عليك مرافقتهما
- ليس انت أيضا ما بالك ( قالت بتذمر بينما ضحكت ميرفا قائلة )
- لا احسدك على ما انتِ به
- لن يطول الامر لا لن يطول
- ارجوا ذلك ( تمتمت ميرفا بينما التزمت ليونور الصمت )
- ها هما .. هيا سنضع الغداء
قول ميرفا اخرجها من شرودها وجعلها تنظر نحو نايجل وايزابيل الذين عادوا بأدراجهما نحوهم وقد بدت السعادة على ايزابيل التي تثرثر دون توقف بينما اكتفى نايجل بالإصغاء لها ليتناول الطعام بصمت رغم محاولة ابريال التحدث اكثر من مرة في محاولة لكسر الجو الذي لا يبعث على الراحة الملازم لهم الا انها لم تفلح ليعودوا بأدراجهم ومازالت ايزابيل تثرثر بسعادة مما جعل شقيقتيها تتأملانها قبل ان تتبادلا النظرات وتنفجرا ضاحكتين عند عودتهم للمنزل
- انت غير معقوله لا تتوقفين اعترف لم يسعد احد اليوم سواك رغم تعرضك للغرق ( قالت ليونور )
- لقد انقذني نايجل من الجيد انه كان برفقتنا
قالت بسعادة وهي تغادر نحو غرفتها بينما تمتمت ليونور لميرفا وهما تدخلان غرفتها
- أتعلمين انها اسوء نزهة قمت بها خاصة لوجوده بيننا .. انه دائما يفسد ما اخطط له ..احتاج لرؤية نيكولا قبل مغادرته ماذا افعل علي ثنيه عن المغادرة بأي طريقة اتعلمين سأرسل له رسالة
قالت برضا وتحركت نحو المكتب لتتناول ريشة وعلبة الحبر وتجلس على لمقعد خلفها وهي تفكر قبل ان تكتب بتاني
- اسف لجعلك تنتظر دون فائدة احتاج لرؤيتك بشكل ملح لا تغادر منفيس قبل ان التقي بك الامر مهم ومصيري
اعادت الريشة الى مكانها لتعود لقراءة ما كتبت قبل ان تضعها بمغلف وتقوم بختمه ثم تتحرك نحو سريرها لتشد الحبل المجاور له وميرفا تقول
- انتِ واثقة مما تفعلينه
- اجل ( اجابتها واستمرت لجيسي التي اطلت ) اعطي هذه لكايل ليقوم بإيصالها لنيكولا دون ان يشعر به احد جيسي ليكن حذرا
تناولت جيسي المغلف منها وهي تهز راسها لها بالإيجاب لتستمر بعد مغادرتها بالحديث ولكن ميرفا كانت قد شردت بعيدا فلن تمر الأمور بسلام ان اتفقت ليونور مع نيكولا اعليها اعلام والدتها ام لا تفعل انها واثقة انها لن تسر بهذا بالمقابل ليونور تقوم بتضحية من اجلهم الا يحق لها اختيار الشريك المناسب لها لا تعلم ما تفعل تشعر بالعجز ولا تحسد ليونور على ماهي به فلا تعلم لو كانت في مكانها كيف كانت ستواجه الامر .
اصغت بكل حواسها لحديث والدتها التي قالت في اليوم التالي وقد انضمت لها ولجدها لشرب الشاي في الحديقة
- مساء اليوم سنذهبن الى منزل فرانسيس استرافقنا ( هز هاريسون رأسه بالإيجاب فتابعت ) انهم يعدون حفل وداعا لحفيدهم براد سيغادر للدراسة في الجامعة
- انه متفوق منذ البداية وكذلك شقيقه الأكبر وينسلي
- افكر بإحضاره لإعطاء ايزابيل بعد الدروس
- لما لا انه معلم ماهر سأحدثه الليلة بهذا الشأن
اجابها هاريسون بينما شردت ليونور بعيدا يجب ان تلتقي بنكولا الليلة عليها استغلال الامر وعدم تفويته لذا ما ان رئته يطل برفقة عائلته حتى تابعتهُ بنظرها قبل ان تعود نحو ميرفا وايزابيل الواقفات مع الفتيات فبحثت عن نايجل لتجده يقف برفقت بعد الرجال منشغلا بالحديث فتحركت نحو نيكولا ليبتسم لها وهو يراها مبادرا إياها
- كيف انتِ هل جميع امورك بخير
هزت راسها بالإيجاب وهي تهمس بتوتر
- اعتذر حقا لعدم استطاعتي رؤيتك كلما حاولت ملاقاتك يحدث ما يمنعني ارجوا ان تغفر لي عدم حضوري المتكرر
توقفت عن المتابعة ونظرت لجوارها بمرور احد الرجال خوفا من ان يكون نايجل قبل ان تعود نحو نيكولا الذي عقد حاجبيه قائلا بحيرة وتفكير
- اكنتِ تريدين رؤيتي اتحتاجين لي .. اهناك ما علي معرفته ( تجمدت عينيها عليه لقوله الحائر والصدمة تلوح بهما لتعجز عن الحديث لوهلة بينما استمر ) تعلمين اني عند عمي جيمس لما لم ترسلي خلفي
- انتَ هنا
اخرجتها كلمات نايجل الذي اصبح بجوارها وقد استرخت يده على خصرها من صدمتها لتسحب نظرها عن نيكولا ببطء نحوه وهو يستمر لنيكولا
- متى حضرت لم اتنبه لك
- لتو
شعرت بنفسها تسحب بعيدا وتبتعد عن الحديث الدائر وعقلها يكرر كلمات نيكولا دون توقف عما يتحدث لما يبدوا كمن لا يعلم شيئا ولم تصله رسالتها حتى عادت بذاكرتها الى الخلف الى .. كايل الذي ارسلته لإعلام نيكولا بانها تريد رؤيته و .. عندما اعلمته بإعلام نيكولا بملاقاتها و جيسي .. و .. لا يعلم نيكولا عن الامر شيء ولكن كيف .. جميعها .. كان .. يظهر .. لها .. نايجل .. ليعيق .. تحركها ويفشل ختطها
نظر نايجل نحوها لتأملها له قبل ان يعود لنيكولا فسحبت نظرها عنه بشكل الي نيكولا انه لا يعلم انها أرسلت خلفه عدة مرات ليس لديه ادنى فكرة عن .. الامر ... هل .. رباه لقد تم .. خداعها طوال الوقت هل جعل عامليها يعملون لصالحه اهذا ما حدث .. جيسي وكايل يقومون بإيصال كل ما تفعله له اه هذا هو الامر هذا هو هذا ما جعله يجلس في الظلام تلك الليلة اه رباه
- ما بك
تسأل نايجل وهو يشعر بها تسترخي في وقفتها لتشتد يده على خصرها وقد انصب اهتمامه عليها لتتمتم وهي تحاول ان تثبت في وقفتها محاولة الخلاص من الشعور بانها تهوي ببطء
- احتاج الى مقعد لا اشعر اني بخير
- لأصحبك لاحدها .. اعذرنا
قال وهو يتحرك برفقتها نحو احد المقاعد لتجلس بوهن بينما أشار الى النادل الذي يحمل اكواب من العصير ليقترب تناول احداها وقدمها لها تناولته منه لترشف القليل بصعوبة وهي تحاول التماسك ولكن شحوب وجهها جعله يقول وهو يتأملها
- نغادر
هزت راسها له بالإيجاب وهي تتابع الرشف من كوبها بصعوبة فالقد خذلتها ساقاها كما خذلها من يحيط بها لم تكن لتشك بجيسي وكايل ابدا لم تكن لتفكر ان يقدموا ولائهم لنايجل .. عادت لنظر اليه وقد جلس امامها بالعربة التي انطلقت بهم بطريق العودة وعينيه معلقتين بسيجارته الذي ينفث دخانها لقد فشل في منعها من الحضور رغم طلبه من جيسي ان تكرر الامر كي تعود للنوم ولكن تناول ابريال التي غادرت غرفتها للكوب وجيسي تتجه به نحو غرفة ليونور جعل عيني جيسي تتوسعان بذعر قائلة
- احضرته للأنسة
- احضري غيره
اجابتها ابريال وهي ترشف منه فأسرعت جيسي بالتحرك بتعمد مدعية انها تعود بأدراجها لتصطدم بالكاس ليسقط من ابريال
- اعتذر اعتذر سيدتي سأسرع بإحضار غيره
راقبتها ابريال قبل ان تقول
- ما بك تنبهي لخطواتك .. سأكون بغرفة ليونور احضري غيره ولتسرعي بمسح هذا
- فورا انستي
اجابتها بيأس فلقد وضعت كل ما كان موجودا ولم يتبقى لها المزيد ما الذي عليها فعله الان .
كان من الجيد ان ابريال لم تتناول الكثير ورغم ذلك شعرت بالوهن فالتزمت فراشها ولم ترافقهم ما كان عليه ان يترك ليونور بمفردها ولكن عندما تجول بين المتواجدين لم يجد اثرا لعمه ايدن او لاحدا منهم فاعتقد انهم لن يحضروا عاد لنفخ دخان سيجارته بينما تعلقت عيني ليونور به اذا هو يعلم بكل ما كانت تختط له وما كانت تنوي فعله وجعلها عاجزة عن تنفيذ ما تريده بمهارة تامة وكانه لا يعلم شيء لم تستهين يوما بذكائه ولكن ثقتها العمياء بمن يحيطون بها هي من خذلتها ترجلت من العربة فور وقوفها فرغبتها بالابتعاد عنه كبيرة جدا مما جعله يترجل خلفها وهو يتابعها تهم بدخول الى المنزل قائلا
- منذ لحظات لم تكوني قادرة على السير
تجاهلت قوله وتابعت الى الداخل لتتمهل خطواتها وهي تنظر نحو جيسي التي اطلت متجهة نحوها لترمقها بكره ولكن سرعان ما تبدلت ملامحها وجيسي تهمس لها فور وقوفها بجوارها
- وصل رجل من جيراترود يحمل رساله من السيد دوراس بعد مغادرتك مباشرة
- اين هو
- تحدث مع السيدة الكبيرة وغادر
- اين هي امي الان
- في غرفتها
اسرعت بصعود الادراج الى اعلى وهي تحمل طرف ثوبها ونايجل يتابعها قبل ان يشير الى جيسي بالاقتراب متسائلا
- هل فاتني شيء لما سيدتك تجري الى اعلى
- وصل احد الرجال من جيراترود ارسله السيد دوراس
عاد براسه نحو الادراج ببطء رافعا راسه جيدا بتفكير
- علمت ان احدى رجال خالي قد جاء ( اسرعت بمبادرة والدتها فور دخولها الى غرفتها مما جعل ابريال التي تجلس على سريرها تنظر اليها وهي تقوم بطي الورقة التي بين يديها بروية فأسرعت بالاقتراب من سريرها واللهفة تملأ كيانها قائلة ) ماذا يقول هل استطاع مساعدتنا .. امي ( تابعت ببطء امام عيني والدتها الثابتة عليها بصمت فأضافت ببطء ) ماذا تحوي الرسالة
واسرعت لتناولها من بين يدي والدتها التي قالت بصوت هش وهي تراقبها
- لن يستطيع مساعدتنا
تعلقت عينيها بالكلمات المكتوبة (( اعتذر وبشدة فقد حاولت بكل السبل التي املكها ولكن لا احد يرغب بالتدخل ففي النهاية علينا احترام خصوصية العائلات وخاصة العائلات الكبيرة ذات المكانة المؤثرة لذا اعتذر عن فشلي بالحصول على أي مساعدة اعتذر منك شقيقتي ومن بناتك لعدم قدرتي على مساعدتكم ))
- هذا ما كنت اخشاه
تمتمت بذعر وهي ترفع راسها عن الرسالة نحو والدتها لتسترخي في وقفتها جالسة على طرف السرير من هول ما ادركته متمتمة بصعوبة
- انت تدركين معنا هذا لقد تورط مع نايجل كان عليك تركي اختار غيره
- لا بنيتي لا يقلقك الامر لن تضطر لشيء
- كيف اسنتخلى عن كل هذا كيف سنعيش كيف سنعيل انفسنا
- ليس عليك التفكير بالأمر انا المسؤولة عنكم لذا دعي كل شيء خلف ظهرك والتفكير بالأمر فانت لست مجبرة على شيء وقصة ارتباطك ما كانت الا لحاجتنا للقليل من الوقت
- ماذا سنفعل الان
- دعي عنك كل شيء ولا تقلقي اعدك ان تحل الأمور الى ما نريد
- كيف ولم نترك بابا لم نطرقه
ابتلعت ابريال ريقها بصعوبة قبل ان تقول بوهن
- هيا اذهبي الى غرفتك الان فالوقت متأخر وغدا نفكر بحل جديد دعي الليلة تمضي لنرى صباح الغد ما سيحمله لنا
- امي
- اذهبي .. هيا ( قالت تحثها على مغادرة غرفتها وهي لا تريد ان تعلم بمدى الوهن الذي تشعر به بهذه اللحظة وتابعت ) لا تفكري باي شيء ولا تقلقي ابدا فلن ارغمك على الارتباط بنايجل او حتى بغيره ( ابتعلت ليونور ريقها بصعوبة فهزة والدتها راسها لها مستمرة ) اطمئني .. هيا بنيتي اعلم انك تعيشين بتوتر دائم مؤخرا وان له الزوال
- كـ
- غدا .. غدا نتحدث
قاطعتها قائلة وأشارت براسها لتغادر مما جعلها تنهض ببطء وتتجه نحو الباب وعينيها معلقتين بوالدتها التي اخذت تبتسم لها مشجعة الى ان أغلقت الباب خلفها لتتلمس بيد مرتجفة راسها والذعر يملأ عينيها كان لديها امل كبير بان يستطيع شقيقها مساعدتها والان هي تحت الامر الواقع عليها ان تبقى قوية من اجل بناتها ليس عليها اشعارهم بمدى الألم والحزن الذي تشعر به فخذلان الجميع لهم بعد وفاة البرت قد اثقل كاهليها وفكرة اجبار ليونور على الارتباط بنايجل امرا مستحيل ولن تفعله حتى لو كان بهذا خلاصهم الوحيد ارتباطها بغيرة من نيكولا او حتى الفريد ستكون عواقبه وخيمة عليهم فكلا منهما يكن الضغينة المبطنة لهم وسرعان ما سيتخلون عنهم بعد ان ينالوا ما يريدون انها تدرك هذا تماما لذا لن تورط ليونور بالأمر شردت عينيها امامها بإنهاك لتنزلق دموعها ولم تعد قادرة على حبسها تشعر بانها وحيدة في معركة هي وبناتها خاسرات بها من كل الاتجاهات ولا امل لهن بالفوز مهما فعلن لقد كان عاما مضني لقد اكتفت لم يعد لديها سوى الخيار الأخير وهي مغادرة منفيس لقد اعدت نفسها لهذا ولكن كانت تحمل املا كبيرا ان تنجح بالبقاء هنا اما الان لم يعد لها أي خيار اخر لذا من صباح الغد ستبدأ بالإعداد لهذا للبدأ بحياة جديدة برفقة بناتها لا خيار اخر امامها سترسل خلف نايجل في الصباح لتعلمه الى ما ستؤول اليه الأمور انها مدينة له بهذا .
- رأيت نايجل يدخل الى غرفة امي
بادرتهم ايزابيل في صباح اليوم التالي وهي تدخل الى غرفة ليونور ذات العينين المنتفختين لقضائها لليلة لم تغمض بها عينيها سوى بضع دقائق مما جعلها تحدق بها بتفكير قائلة وهي تعود نحو ميرفا التي انضمت لها منذ ساعات الفجر
- لما
- لا اعلم
اسرعت بإزاحة غطاء السرير عنها لتغادر السرير وميرفا تقول
- قد تحتاج امي لمحادثته على انفراد
هزة راسها بالنفي وهي تتناول روبها لترتديه وتغادر غرفتها متجها نحو غرفة والدتها لتهم بالدخول الى انها توقفت وقد تناها لها حديث والدتها
- اتعلم لم وافقت على اقتراح عمي بان ترتبط ليونور بأحد أبناء الاعمام ... لأنه ذكرك انت اجل لو اقترح نيكولا اوالفريد لما كنتُ لأوافق على الامر منذ البداية .. لما تبدوا متفاجئ
- لم .. أتوقع هذا
- لماذا هل تعتقد اننا لا نحبك ولا نهتم بأمرك ربما انت لا تذكر ولكني افعل فعمك البرت كان شديد الاهتمام بك ربما لأننا لم نرزق بأولاد لا اعلم في الحقيقة ولكني اعلم انه كان يودك جدا وحريص على الطلب من والده ان يتفقد احوالك دائما خاصة بعد ادراكنا ما كنت تعانيه من اماليا بصمت فأنت لم تتذمر يوما لذا شعر بمسؤولية كبيرة تجاهك وشقيقك ولكنك كنت الأكثر مشاغبة وتمردا كما .. انك تهتم بأمر بناتي .. بطريقة لم يفعلها أي واحدا منهم ذاك اليوم الذي قمت به بتعليق وينسلي علمت انك فعلت هذا لأنه قام بتحدث عن ميرفا ومدى اعجابه بها ورغبته بمصادقتها فقمت بمعاقبته وتهديده ان كرر الحديث بهذا الامر ما سيجري له بينما لم يعبئ نيكولا للأمر وتركك وغادر
- من اعلمك بهذا
- انا اعلم واعلم الكثير أيضا حتى ليونور رغم عدم اتفاقك معها حينها الى انك جئتني لإعلامي بان لا اسمح لها بالذهاب برفقة الفتيات بتلك النزهة التي اعدوا لها أتذكر وعندما اعلمتك لماذا قلت لي فقط لا تسمحي لها بالذهاب لأنك كنت تعلم ما سيحدث هناك .. لقد وثقت بك حينها ولم أرسلها أتذكر رغم عدم علمي الى ما ستؤول اليه الأمور ولكني كنت اعلم انك تهتم بأمرهن .. انتَ فقط لا تستطيع التعبير عن نفسك بشكل الصحيح .. واعلم ان اجبارك وليونور على الارتباط بهذا الشكل كان خطء فادحا من قبل عمي وانا اتحمل المسؤولية معه لقبولي بذلك وجعل ليونور وانت تعانيان من الامر لقد تحدثت معها واعلمتها اننا سننهي الامر .. وسنغادر
- تغادرون
- اجل نحو الجنوب الى بروز فالقد تواصلت مع ماكس منذ بعض الوقت انت تعلم انه تربطنا صلة قرابة بعيدة به وقد عرض علي ان يؤمن لي منزلا في بروز لنسكن به انه كوخا صغير ولكنه يفي بالغرض لنا
- ماذا تعنين بهذا
- اني انقذكما من ما فرض عليكما واجل استسلم سنترك كل شيء ونغادر لن اسبب الأذى لك او لليونور فانا اراكما غير متفقين بتاتا وهذا لن يسبب سوى الأذى لك ولها
- انتِ تدركين تماما بان هذا سيجعلكم تعيشون بمستوى مختلف عما اعتدن عليه
- اعلم
- ماذا تعنين باننا سنغادر نحو بروز ( قاطعتهم ليونور وهي تدخل معترضة ومستمرة ) هل فقدنا حقنا حتى بالعيش هنا من يقول هذا
نظرت والدتها وكذلك نايجل اليها لتقول ابريال بوهن
- سنعتاد الامر لا تقلقي
- كيف لا اقلق اما ان اجبر على الزواج بنايجل او انفى أهذا هو الحل الوحيد الذي وصلتم اليه اتعلمين انا موافقة على الارتباط بنيكولا او حتى الفريد لا امانع أهذا يحل المشكلة
ضاقت عيني نايجل بها واشتد جبينه وقبل ان يتحدث قالت ابريال
- انهما غير مناسبان ابدا ولن تشعري بالسعادة والراحة معهما
- ومعي اكانت لتفعل ( قال مندهشا من قولها فقالت )
- لطالما كنتَ مستقلا ولا تسمح لاحد بالتدخل بأمورك .. انتما لم تعطيا نفسيكما أي فرصة حتى للمحاولة لذا لابد وان ننهي الامر قبل ان يتأذى أيا منكما لو كان البرت يعلم ان اجله قد اقترب كان حفظ حق الفتيات ولكن من اين لنا ان نعلم ما ستؤول إليه الأمور
سحب نايجل من جيب سترته ورقة قدمها لليونور التي نظرت اليه بحيرة من تصرفه قبل ان تتناولها لتفتحها محدقة بما تحوي وهو يقول بحدة لا تخلو من صوته ونظراته
- لقد تم دعوتي لاستلام وظيفة في نترهام وهي فرصة لا تعوض وانظري الي ماذا افعل هنا وبماذا اضحي بالمقابل تتبجحين امامي بالقول بانك تفضلين الارتباط بنيكولا الذي لا يريد سو الاستيلاء على الإرث والتمتع به هو ووالده ووالدته لن تنالي منه انتِ او حتى شقيقاتك ووالدتك بنسا واحدا والدتك تعلم هذا جيدا وتعلم الى ما ستؤول الأمور فكيف لا تدركين هذا اما الفريد فهو امرا اخر فشقيقاته هن المتحكمات بكل شيء يخصه وان رغب ام لا سينفذ ما يردنه في النهاية فهن من قمن بتنشئته ويملكن من الحيل ما تعجزين عن تحمله يبقى امامك اما الذهاب الى بروز واتعلمين سأعلمك بما لم تعلمك به والدتك قريبكم رجلا مفلس تماما أضاع نقوده بشكل كامل ويعيش على معونه احد اقرباءه الذي يرسل له كل شهر مبلغا بسيط حتى يسد حاجاته الأساسية انه يعتقد انكم مقتدرات لذا يسعى لدعوتكم علكم تقومون بمساعدته والحقيقة انتن بحاجة للمساعدة فذلك المنزل المهترئ الذي يدعوكم للإقامة به يحتاج للكثير من العمل حتى يصلح للسكن كما انه يبعد عن اقرب منزل اخر مدة لا تقل عن ساعتين أي انه منزلا غير امن لسكن فتيات مع والدتهن لما الدهشة ها هيا والدتك اساليها ان كنت ادعي ام ان هذا هو الواقع الذي ستذهبون اليه مكان منعزل حتى فرصة ارتباط شقيقاتك ستصبح شبه معدومة وان حدث سيكون من احد المجاورين المتواضعين هذا ما ستؤول اليه اموركم في النهاية ام تعتقدين ان احدهم سيجري خلفكم الى هناك .. انتم هناك مجرد فتيات معدومات لا مستقبل لهم
- هذا ليس صحيحا .. ليس صحيحا امي اهو كذلك
تابعت بوهن ووالدتها تلتزم الصمت فتابع نايجل
- بل هي الحقيقة الكاملة .. عليك فهم كيف تجري الأمور ( وتابع بكبرياء ) ولتعلمي اني لن استمر بهذه المهزلة التي تحدث بينما اجلس مرغما هنا تقومين طوال الوقت بمحاولة التواصل مع نيكولا
- ليونور
اسرعت والدتها بالقول معترضة على ما سمعته بينما بدا الغيظ بعينيها المعلقتين به وقد استمر
- اجل تحاول دون كلل اتعتقدين اني لا اعلم .. انا اعلم بكل شيء يحدث هنا وبما اننا وصلنا الى هذه الطريقة فانا امهلكما حتى صباح الغد لتعلماني بقراركما النهائي لان لدي حيات اريد ان اعيشها ولن اضيع وقتا اكثر هنا
واقترب منها متناولا الرسالة من يدها ومستمرا بتأكيد
- اتخذي قرارك واعلميني به
- نايجل
- لا عمتي في صباح الغدا اسمع منكما ام الان فاعذروني
وتحرك مغادرا بتجهم شديد فتحركت عيني ليونور ببطء عن الباب الى والدتها التي بادرتها
- اقتربي .. اقتربي ليونور
- امي لا اسـ
- وانا اتفهم هذا جيدا لذا لا تهتمي بما سمعته من نايجل الان فالقد اتخذت قراري بالمغادرة نحو برونز اعلم ان الامر سيكون صعبا بدايتا ولكننا سنتأقلم سنفعل اجلا ام عاجلا وسنتدبر امرنا اني ادخر بعض المال الخاص بي كما اني املك صندوق مجوهرات ام تراك نسيتِ اننا نملك بعض المجوهرات ستكون كفيلة بمصاريفنا واعداد المنزل كما نريد
- امي
همست بإعياء وهي تقترب منها لتحتضنها وتربت على شعرها وهي تتابع محاولة ان تبدوا واثقة
- لا تقلقي كل شيء سيكون على مايرام لا تحملي نفسك فوق طاقتها انا اسفة حقا لوضعك بهذا الموقف لسنا اول من يتعرض لهذا ولن يكون امر تخطيه صعبا علينا
رفعت يدها تمسح دموعها التي اخذت تغادر عينيها ببطء وهي تهمس
- منذ وفاة والدي أصبحت الحياة صعبة اننا نحاول ونحاول ولكننا الخاسرون دائما كان على جدي مساعدتنا وليس فعل هذا السنا حفيداته
كيف يفعل بنا هذا الا يحبنا الا يهتم بأمرنا وما قد يجري لنا
- حاولت محادثته وحاولت تغير رأيه ولكن بلا فائدة انه يصر على ارتباطك بنايجل
رفعت وجهها محدقة بوالدتها وهي تقول
- لم علي الارتباط لم لا تحل الأمور بطريقة أخرى
ابتسمت والدتها بصعوبة قائلة
- ليس عليك شيء انه قرارنا بالنهاية وقد قررنا ان ننهي هذا الامر ومغادرة المكان
-ونترك لهم كل هذا
التمعت الدموع بعيون والدتها وغصت الكلمات بحلقها وهي تجيبها بصعوبة
- اننا ننقذ انفسنا يحق لنا الحصول على الراحة والابتعاد عن المناوشات المستمرة هنا
- ستتوزع ثروتنا على افراد العائلة
- فليفعلوا ما يحلو لهم لن نكترث
اخذ حديثها مع والدتها يتكرر ويتكرر في عقلها طوال الوقت مما أصابها بالإرهاق الشديد فلم تغادر غرفتها رغم محاولات ميرفا اقناعها بان تفعل لتجلس على سريرها مساء ضامة ساقيها اليها وقد أسندت راسها على ركبتيها لتنهض عن السرير أخيرا متناولة روبها لترتديه قبل مغادرة غرفتها تهم بالتوجه نحو غرفة نايجل لتتوقف عند الادراج وهي تراه يجلس في الأسفل يتصفح الصحيفة وامامه كوبا من الشاي لتبتلع ريقها بصعوبة وهي تحث نفسها على النزول لتفعل بينما حرك نايجل نظره عن الصحيفة نحوها مراقبا إياها وهي تقترب لتبادره وهي تخفي توترها
- انتَ هنا ( وامام عدم اجابته وثبات نظره عليها اضافت وهي تشعر بالعجز ) كنت اهم بالتوجه لغرفتك
- لستُ على عجلة لأعلم ما قررتِ لذا دعي الامر لصباح الغد
- ما الفرق الان ام صباح الغد
- هناك فرقا كبير
هزت راسها بالنفي بإصرار فوضع الصحيفة جانبا قائلا
- حسنا انا اصغي
همت بالتحدث ثم توقفت لتبتلع ريقها وتحركت للجلوس على الاريكة المقابلة له لتجلس مستقيمة الظهر وقد بدأت قدميها تخونانها لتتفس بعمق قبل ان تقول بجدية
- فكرت بالأمر جيدا
- انتِ تفكرين اذا هذا جيد
ضاقت عينيها به لتعقص شفتها بقوة ثم طلبت من نفسها الهدوء وتابعت بثقة لا تشعر بها بالحقيقة
- و توصلت الا انـ .. الا انـ
- الا ان ماذا ليونور
- ان .. ربما .. علينا .. ان .. ان
- ان
- انتَ تعلم عما اتحدث
- لا لا اعلم
- ان .. نتابع .. نتابع ما بدأناه اعني ارتباطنا ( قالت بغيظ لإجباره إياها على البوح بهذا واستمرت ) ان نستمر بما بدأنا به
- نستمر بما بدأنا به ( كرر من خلفها فهزة راسها بالإيجاب له فقال ) بشرط
- ارجوا المعذرة
- انا اضحى بنفسي هنا مازلتِ لا ترين هذا اليس كذلك لا تدركين ما اتخلى عنه من اجلكم
- ولما تفعل
- من اجل العم البرت والدك وما قدمه لي لا استطيع مهمها حاولت تجاهل هذا والمضي وترككم تلاقون مصيركم فهو لم يتخلى عني لذا سارد له جميله ولكن بشرط ( عاد ليكرر واما صمتها تابع ) ستفعلين ما اطلبه منك خاصة باي امرا يخص افراد العائلة واولها الابتعاد عن نيكولا فلا اريد العودة لسماع انك تحاولين ملاقاته سرا عند اول محاولة جديدة لك سننهي اتفاقنا فالقد مللت من الامر .. لم اسمع موافقتك على هذا ( هزة راسها موافقة فتابع ) ما يجري بيننا يبقا بيننا لا اريد ان اسمع أي اقاويل حولنا يتم تناقلها بين السنة العائلة علينا اقناع الجميع اننا بخير ولا نعاني من أي مشاكل هل تستطيعين فعل هذا
- اجل
- لا اريد ان يصل لهم أي امر يخصنا هل هذا واضح لا تجعلينا طعما هينن لهم فمن يبتسم بوجهك الان لن يفعل عندما تدرين ظهرك له ( هزة راسها بالإيجاب ببطء من جديد فتابع ) سيستمر كل شيء كما هو مخطط له وستعودين لي باي امر مهم يطرأ لا اريد ان اسمع أي شيء من الخارج بل منك هل هذا صعب عليك ( هزة راسها بالنفي فتابع برضا ) هذا كل ما لدي الان
- لدي بعض الشروط عليك سماعها أيضا
- كلي اذا صاغية
- سيكون زواجا صوريا
- لا اعتقد اننا مختلفان على هذا
- عليك ان تحترم وجودي كزوجة لك امام الجميع كما عليك الاصغاء لي عندما اتحدث ولا تعاملني كطفلة فالقد انتهينا من هذا ( عقد حاجبيه واخفى ابتسامة مائلة كادت ان تظهر على ملامحه فتابعت ) اما قالته والدتي صحيح .. عن تلك النزهة
ثبتت عينيه عليها بتفكير فللحقيقة لم يرد ان تذهب وسعى لذلك لأنه كان ينوي الالتقاء بكاترين ووجود ليونور كان ليفسد الامر وستعود لإعلام الجميع بانه تبعهم بينما كانت اعدت فتاتان من ال رودريد للهروب مع رجلان من القرية المجاورة للارتباط بهم رغما عن عائلاتهم مما تتسبب بمشاكل كثيرة لجميع الفتيات التي انضممن لهذه النزهة فأجابها
- تناها لي بعض الأقاويل عما تنوي فتيات رودريد فعله ولكن لم اكن واثقا من حقيقية الامر
- اذا انا مدينة لك لعدم ذهابي بها رغم اني كنتُ غاضبة من والدتي حينها لعدم سماحها لي بالذهاب ولكن بعد ما حدث والاتهامات التي تعرضت لها الفتيات شكرت الله لأني لم اذهب .. هل هناك ما علي معرفته أيضا فانا لم اعلم سبب منعها لي بالذهاب الا الان
هز راسه بالنفي قبل ان يقول
- لا اهناك المزيد ام انتهينا ( وامام تأملها له بغيظ استمر وهو ينفض الصحيفة ) جيد لأعود لمتابعة الاخبار
بقيت جالسة امامه تقضم شفتها ما الخيارات التي امامها انها ترغب بتحطيم غرورة واعلامه بانها ترفضه رفضا تاما لا تعلم الى ما رمت نفسها ولكنها واثقة من ان حياتها قد انتهت منذ اللحظة التي اعلمته بها بموافقتها على الاستمرار انتهت جميع احلامها وقد تكون دمرت نفسها بهذا عليها البدأ بالتعايش مع فكرة ارتباطها بنايجل لقد كانت تحلم بان تكبر برفقة رجلا تحبه ويحبها والان عليها التعايش مع واقعها ولا تعلم ما الذي يخبئه لها المستقبل .
- هل تفقدتِ شقيقتك
بادرت ابريال ميرفا في صباح اليوم التالي وهي تغادر غرفتها وتهم بالنزول الى الأسفل ليتناها لها صوت نايجل الذي غادر غرفته بنفس الوقت قائلا
- لا توقظيها ان كانت نائمة فالقد اطالت السهر البارحة ( وامام تأمل ابريال له بتفكير استمر وهو يقترب منها ) لقد تحدثنا مساء و .. اطلنا السهر قليلا
- اتعني انكما
- اجل لقد اتفقنا على .. المتابعة
- انت جاد
- يمكنك سؤالها عند استيقاظها
تبادلت ميرفا ووالدتها النظرات قبل ان تقول ابريال ببطء وتفكير
- دعيها اذا عندما تستيقظ نتحدث
- ليس عليك القلق بشأننا
- كيف ذلك
- سنتدبر امورنا لا تقلقي ولتتابعي الاعداد للزفاف كما هو مقرر و .. اعذروني الان على الذهاب نحو المصنع فالقد تأخرت
- الن تتناول الإفطار
- لا .. اراكما لاحقا
تابعته ميرفا قبل ان تقترب من والدتها هامسة
- ما الذي جرى مساء
- لا اعلم .. تفقدي ليونور اهي نائمة حقا
- اجل
اجابتها ميرفا بعد ان توجهت نحو غرفة شقيقتها محدقة بداخلها قبل ان تعود بأدراجها فبدا التفكير على ابريال وهي تقول
- لننتظر استيقاظها وسنعلم كل شيء .
توقف نايجل عن السير وقد كان يتجول بين العمال متفقدا أمور العمل لرؤيته لكايل الذي يتخطى العمال متجها نحوه هامسا له ما ان اصبح بقربه
- أرسلت السيدة الكبيرة خلف الطبيب لرؤية الانسة ليونور
- ما بها
- تعاني من حمة شديدة
- احضر لإعلامي بعدما يراها الطبيب
هز كايل راسه بالإيجاب وغادر المكان عائدا بأدراجه للقصر بينما عاد نايجل لمتابعة العمال بتفكير .
- هدئي من روعك ستكون بخير
قالت ميرفا وهي ترى توتر ايزابيل التي قالت
- كان علينا تفقدها باكرا فهي لا تطيل بالنوم لما لم تفعلي
- اعلمنا نايجل انهما اطالا السهر لذا اعتقدت انها نائمة ليس الا فانت ترين مؤخرا انها تطيل السهر ولا تستيقظ باكرا لم ادرك انها متعبة .. ان الطبيب ماهر لذا ليس علينا القلق
- ان كان كذلك لما هو بالداخل حتى الان
- هلا هدئتِ انت تجعليني اتوتر اهدئي
- لا اعلم كيف صدقتي ذلك لما قد تطيل السهر برفقة نايجل
- اتعتقدين ان له يدا بتوعكها وكان يقوم بإبعادنا فقط
قالت ميرفا غير مصدقة ما تنطق به وهي تحدق دون ان ترمش بايزابيل التي قالت
- هل جننتِ لا يصل به الامر الى هذا ها هو الطبيب
اسرعت بالإضافة والباب يفتح لتطل منه والدتهم برفقتها الطبيب الذي يحدثها لتسرع ميرفا ويزابيل بالإصغاء له
- ثابري على جعلها تتناول هذا وان حدث أي مضاعفات جديده او عادت حرارتها للارتفاع فلترسلي خلفي من جديد
تخطتهم ميرفا لتدخل الى الغرفة مقتربة من سرير شقيقتها النائمة والتي بدا الاعياء على وجهها لتلتزم الغرفة الا ان استيقظت لتبادرها وهي تساعدها على الجلوس
- انتِ افضل الان ( هزت راسها لها بالإيجاب ومازال الشحوب يملأ وجهها والاعياء بادا عليها فجلست على حافة السرير متأملتا إياها وهي تضيف) هل نرسل خلف الطبيب من جديد
- لا
- انتِ واثقة
- اجل
- ما الذي جرى لكِ
- لا اعلم
- قال الطبيب لوالدتي انكِ مرهقة .. دعي التفكير جانبا لقد اعلمنا نايجل انكما اتفقتما على المتابعة قد يكون هذا هو السبب انتِ تضغطين على نفسك
- لا اعلم ( تمتمت وتابعت هامسة بصدق ) اشعر بالذعر لهذا
- مازال يمكنك التراجع ولا تقلقي من اجلنا لطالما تدبرنا امورنا وسنفعل من جديد فلا تجبري نفسك على تقبل ما فرض عليك انظري الى نفسك لقد تهاوا جسدك وارتفعت درجة حرارتك واصابك الهلوسات ليس عليك الضغط على نفسك ستنهارين
- كلما فكرت باني حقا سأرتبط به لا اعلم ما يصيبني هلا فتحت النافذة احتاج لدخول الهواء
فعلت وهي تقول بإصرار
- علينا انهاء الامر ليونور
- لقد اتخذت قراري وانتهى الامر لن اتراجع عنه سنبقى هنا ونعيش بأملاكنا ونتنعم بها رغما عنهم جميعا
- ونايجل
- يغريه المال والورث والمكانة التي حظي بها لن يتخلى عن هذا جميعه بسهولة
- نتحدث عن حياة هنا حياة كاملة ارتباط مدى الحياة انت تدركين هذا
- لقد فكرت بكل هذه الأمور و .. لستُ اول من ترتبط بهذه الطريقة .. لا اعلم ما الت اليه امورهم ولكن .. لا خيار اخر امامي .. تحدثت معه بالأمس و .. سنتابع ما بدأناه
بقيت عيني ميرفا القلقتين معلقتان بها قبل ان تقول
- لا اعلم ان كان قرارك صائبا
- انه كذلك .. لا تقلقي
اجابتها دون ان تكون واثقة فلا تعلم حقا ان كان قرارا صائبا هو فقط الخيار الأفضل الذي حصلت عليه لتبقى هي وشقيقتيها ووالدتها هنا .
- اشعر بالحيرة ( قالت ايزابيل الجالسة برفقتها تحتسي الشاي ومازالت ليونور ملازمة للسرير ) لم يحضر نايجل لتفقدك
- ولما قد يفعل
- الم تقولي انكما اتفقتما على المتابعة وها هو اليوم الثالث الذي تلتزمين بها غرفتك وهو لم يفكر برؤيتك رغم ان والدتي اعلمته انك متوعكة
- ربما هذا افضل ( ومع تامل ايزابيل لها استمرت ) قد انتكس ان رأيته الان دعيني اتعافى أولا ثم ليحضر
- لست جادة
- بل انا كذلك
اجابتها وهي ترفع الكوب نحو شفتيها لن توهم نفسها وتتساءل لما لم يحضر فهي تعلم من هو نايجل وماذا تكون بالنسبة له وضعت كوبها جانبا بعد ان انهته وتحركت مغادرة السرير لتتابعها ايزابيل وهي تقول
- انتِ افضل
- اجل ولولا إصرار والدتي على ان التزم الفراش كنت لغادرته منذ الصباح
اجابتها وهي تقترب من النافذة لتحدق خارجا ليشد انتباهها صبيان يتراكضان من بعيد ويلهوان لتتساءل بحيرة
- الدنيا زوار
اقتربت ايزابيل منها لترى ما تشاهده قبل ان تقول
- لا انهما أولاد روجيز ( وامام نظر ليونور لها بحيرة اضافت ) جاء الى بلدتنا منذ عدة أعوام وكان يعمل بالمصنع توفي البارحة وكانت والدتهما قد فارقت الحياة منذ شهران وهي تنجب ليبقى صبيان وفتاتان دون معيل ولا قريب بعد فراق والديهم علم نايجل بقصتهما فاحضرهم الى هنا ليعمل الأولاد في الاسطبلات ولتعتني العاملات بالفتاتين سيبقون بالكوخ الصغير المجاور للإسطبلات وطلب من رئيس الخدم العناية بهما وتقديم الطعام لهم باستمرار
عادت لتتأمل الطفلان الذين لم يتجاوزا التسع سنوات وهما يلهون قبل ان تحرك رأسها نحو الباب الذي طرق لتدخل منه جيسي ليأخذا قلبها بالخفقان بقوة
- تعلمك السيدة الكبيرة بان تنضمي لهم لتناول العشاء اليو
- اتعلمين ما الذي ستفعلينه الان
قاطعتها ليونور قائلة بحدة ومستمرة وهي تتحرك نحوها
- ستجمعين حاجاتك وتغادرين على الفور اتعلمين ما سأفعل ان علمتُ انك بتي هنا الليلة
- و .. و لكن انستي ما الذي
- ستفعلين ما امرتك به للتو انت وكايل ستغادرون الليلة ولا اريد رؤيتكما امامي مرة أخرى حتى لو صدفة
- ليونور
- ليس الان ايزابيل
- ولكن
- لكن ماذا اتعلمين ما كانت تفعله هي وكايل كانا ينقلاني جميع اخباري لنايجل جميع تحركاتي بينما كنت اعتقد كالحمقاء اني ارسل خلف نيكولا لملاقاته لم يكونوا حتى يعلمونه بهذا لقد ثابروا على خداعي
- لقد ارغمنا السيد لم نكن نريد هذا ( اسرعت جيسي بالقول بصوت منخفض وهي تشعر بالعجز مستمرة ) اقسم لك آنستي لم يكن لدينا خيار
- لا تدعيني اراك امامي مرة أخرى ابدا ابدا لم يعد لديك عمل هنا هيا غادري
قاطعتها بحدة مما جعل ايزابيل تشير لجيسي بالخروج ففعلت الأخيرة بينما قالت ايزابيل
- هدئي من روعك
- لقد جعلوني طعما هينا له ما كان علي الوثوق بهما لقد كان يعلم بكل ما كنت اخطط له لقد غدرا بي
- لما كنت تريدين رؤية نيكولا .. اه لا ليونور لا
- لما لا
- تعلمين انهم ليسوا على وفاق مع والدتي
- انتهيت من هذا الان لذا لن نعود له ولكن تلك الخادمة وكايل لن يبقيا هنا احرصي على ان يغادرا المكان ايزابيل
- حسنا سأفعل
- الان
طلبت منها بإصرار مما جعلها تهز راسها وتغادر الغرفة فتحركت بدورها نحو المقعد امام المرأة لتجلس عليه كم تشعر بالغباء كيف لم تشعر بانهما يقومان بخداعها حركت يديها لتحل ظفيرت شعرها بضيق عليها ان تكون اقوى من ذلك فمنذ البداية لم يكن لديها امل كبير بان يستطيع خالها المساعدة ولكن تشعر الان بالرعب كما لم تفعل من قبل عليها ان تكون اقوى فالقد اتخذت قرارها ولن تتراجع عنه
تابع نايجل سيره بالممر المؤدي الى غرفته لتتوقف خطواته بتمهل وقد تخطى باب غرفت ليونور ليعود بأدراجه نحوه ويطرق عليه قبل ان يدخل محدقا بها وقد انشغلت بتسريح شعرها والتي على ما يبدوا لم تشعر بوجوده اغلق الباب خلفه بروية واستند عليه متاملا اياها وهي تقوم يتمرير المشط بشعرها ببطء وشرود اجل لا تشعر بوجوده او انها تتدعي تامل جانب وجهها لا يبدو انها تدعي هم بفتح شفتيه لتحدث الا انه توقف متاملا اياها باهتمام كم تبدوا هشة وضعيفة و .. انتفض خارجا من شروده بها لانتفاضها بدورها وهي تحرك راسها لتجده يقف قرب الباب لتوقع المشط من يدها هاتفة بتوتر
- ما الذي تفعله هنا
- حضرت لتفقدك هل اصبحت افضل
تحركت لتقف وهي تقول مقاطعة اياه
- لما لم تطرق الباب هل من عادتك التسلل الى غرف الاخرين بهذا الشكل اه ياله من سؤال اجل بالتاكيد تفعل
تابعت مجيبه نفسها مما جعله يرفع حاجبيه قائلا
- لقد طرقت عليه وعندما لم تستجيبي اعتقدت انك نائمة
- لا لم تفعل
- فعلت ليونور ولكنك كنت في عالم اخر لا تجعليني اندم على الحضور لتفقدك
- لي ثلاث ايام لم اغادر بها غرفتي ولم تقم بالاطمئنان علي فهل تعلمني ما السبب الحقيقي لحضورك الان
- كنت مارا نحو غرفتي وشيء ما قالي لي لاتفقدك لذا فعلت وعلى مايبدوا انك بخير لذا .. عمتي مساء
اضاف وهو يلمحها بنظرة شامله ليخرج مغلقا الباب خلفة وهو يهز راسه بياس بينما عادت للجلوس على المقعد خلفها ببطء لقد افزعها كيف لم تشعر به .
- سيحضر وينسلي اذا لإعطائك الدروس باستمرار ( قالت لايزابيل وهما تغادرا غرفتها في صباح اليوم التالي مستمرة لحماس ايزابيل ) لقد حصلت على معلما ماهر
- اعلم لقد قامـ