انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


السبت، 1 أكتوبر 2011

لأخر العمر 4


- لقد فعلت
- جيد ( قاطعته قبل أن يسترسل بالحديث فرفع كوبه ليرتشف منه وهو يراقبها فاستقامت بوقفتها قائلة ) سأعود للاطمئنان على أرثر .. أوصل تحياتي لرينا وداعاً
تابعها وهي تنزل الأدراج القليلة وتقطع المسافة القصيرة حتى الباب الخارجي لتخرج منه ثم عاد ليرتشف من كوبه دون أن يغير جلسته وعينيه تضيقان بتفكير عميق .

 حاولت الانشغال بعملها دون أن تستطيع وما زال ذالك الشعور بالضيق يرافقها كلما التقت روسكين مهما حاولت تجاهله عليها أن تعتاد الأمر عليها هذا نظرت إلى ساعتها التي تشير إلى التاسعة فتركت ما بيدها لترتدي ثيابها وتغادر نحو المقهى علها ترى بعض رفاقها
- ماذا تفعلين هنا لم أركِ منذُ وقت
- اشتقت لتناول العشاء هنا ( أجابت أدي بابتسامة فجلس بجوارها بعد أن طلب الطعام قائلاً )
- ما هي آخر انجازاتك ( حركت كتفيها إلى الأعلى قائلة )
- لا شيء جديد
- ألا تنوين أعادت عرض لوحاتك
- لا .. أتعلم ( وتحركت بجلستها ناظرة إليه جيداً مستمرة ) أجدها .. كيف أقول هذا .. آه أجل دون المستوى وأثق أني أستطيع أنجاز أفضل منها
أبتسم أدي وبداء يتناول الطعام الذي وضع أمامه مستمرا
- وهل أنجزت شيئاً أفضل منها
- لا ( قالت بتنهيدة وعادت بجلستها بخيبة أمل قائلة ) حتى ألان لا شيء كما أن لدي مجموعة من الكتب وللآن لم ابدأ العمل عليها
- إذا فلتجلسي بجواري ولنضع خيبة أملنا معاً ( ضحكت قائلة )
- أنا أفضل منك على الأقل
- ولكني أعمل ألان وبشكل منتظم
- أين
- أقوم بتصميم صوراً لمجلة أطفال
- آه هذا جميل
- أجل يا له من مستقبل فني مشجع أراه أمامي ( حاولت إخفاء ضحكتها ولكنها لم تفلح مما جعله يرفع حاجبيه قائلاً ) رغم ذلك مازلت أفضل منكِ سمعت أنكِ وروسكين
وترك كلماته معلقه دون أن يتابع فرفعت حاجبيها بدورها قائلة بتجهم
- من أعلمك
- فانيسا
- فانيسا .. آه .. و .. ومتى علمت فانيسا بهذا
- متى علمت لا أعلم ولكن أعتقد من روسكين فهي وروسكين على اتصال
بقيت عينيها متوقفتان على أدي قبل أن تقول
- منذُ متى بين روسكين وفانيسا اتصال متى حدث هذا ( بدا التفكير على أدي وهو يقول )
- لا أذكر بالتحديد بلى .. بلى منذُ وقت فلقد ذهبت على ما أذكر لزيارة أقرباء لها في بوثن بيوهنس وهناك التقت به أجل .. أجل هذا ما أذكر أنها قالته ولقد .. حسناً هل علي قول ذلك أعني أن الانفصال تم بينكما ومعرفتك بمرافقته لفانيسا لبعض الوقت لن تشعركِ بالضيق ألان
ظهرت ابتسامة على شفتيها الجافتين بصعوبة قائلة
- ولمَ تزعجني مرافقته لفانيسا فل يفعلان ما يريدان
هز أدي رأسه لها بالإيجاب والتفكير بادٍ عليه قبل أن يقول
- أعلمتي أن هارولد وشيلي قد انفصلا منذُ عدت أشهر
- أجل
- أتعلمين علي التروي قبل الارتباط فما أراه أمامي لا يشجع حتى الان
أرادت الضحك على قوله ولكن الأمر كان مستحيلاً بكل هذا الضيق الذي تشعر به ما الذي فعلته بنفسها كيف وصلت إلى هذا منذُ متى هو وفانيسا على اتصال فضولها سيقتلها لتعلم المزيد ولكنها كتمته فلا تريد سماع المزيد عنه أن ما فعله حتى ألان يكفي لجعلها تكره حتى سماع اسمه ولكنها لم تستطيع حقاً كتم فضولها فقال بتردد
- ومتى ذهبت فانيسا إلى بوثن
- قبل انفصالكما
- ماذا .. أنت واثق من أنها قالت أنها أمضت الوقت برفقة روسكين
- أجل و .. علي أعلامك لأني أعلم أن الجميع على علم بهذا وستكونين الوحيدة بينهم التي تجهل الأمر
- أمر ماذا ( تساءلت بصوت خافت وهي تحاول تمالك نفسها فحرك حاجبيه لها قائلاً )
- أخذت فانيسا تقص للجميع ولم تدع أحداً وألا أعلمته عن زيارتها لبعض الأماكن برفقته وتجولهما الكثير وقصصاً أخرى
- أتعتقد أنها صادقة ( أسرعت بالقول فأجابها مؤكداً )
- لم أعهد عنها اختلاق أمراً كهذا وألا أساءت لنفسها فروسكين يحضر إلى هنا كما تعلمين لا لا أظنها تجرؤ على اختلاق أمر كهذا
- كنتَ تعلم بهذا ولم تعلمني رغم علمك في حينها أني كنتُ ما أزال مرتبطة به
- لم أصدقها بصدق اعتقدت أنها تدعي فأمورك وروسكين بدت على ما يرام وأعلم رغبتها بجذب انتباهه ولكن بعد أن علمت بأمر انفصالكما علمت أنها صادقة .. لم يكن هذا سبب انفصالكما إذا
لم تجبه على سؤاله بل قالت بذهول مما تسمعه
- و .. الجميع يعلم بهذا
- لا تعيريهم أي اهتمام .. فانيسا تقترب منا
أضاف مما جعلها تتجمد وعينيها تثبتان على أدي فجلست فانيسا بجوارهما قائلة بمرح وهي تحدق بجويس
- لم أركِ منذُ زمن أين تختفين
تحركت جويس واقفة ومصطنعة ابتسامة وهي تتناول حقيبتها وتسحب من محفظتها أوراقا نقدية وضعتها على الطاولة قائلة
- أدي اطلب عشاء لفانيسا على حسابي ( ونظرت بعينين يملأهما الغيظ نحو فانيسا مستمرة ) سرتني رؤيتك
وتحركت مبتعدة حمقاء إنها حمقاء تماماً لقد قام بمرافقة فانيسا في بوثن ولم يعلمها بهذا تآكلها الغيظ من نفسها الجميع يعلم آلا هي وطوال هذا الوقت ماذا ستكتشف أيضاً هزت رأسها ورفعت يدها غاضبة وقد دمعت عينيها لتمسح دمعة تدحرجت على خدها تباً لن تبكي لن تفعل
- أن كنتِ عائدة للمنزل فسأقلكِ معي
حركت رأسها محدقة بالسيارة التي اقتربت منها عند سماعها لصوت روسكين وقد أنحنى داخل سيارته ناحية الباب ليفتحه لها فضاقت عينيها وأشاحت برأسها وتابعت سيرها وقد ضمت شفتيها معاً فهو آخر شخص ترغب برؤيته ألان تابعها بعينيه ثم حرك سيارته موقفاً إياها قرب الطريق وترجل منها ليتبعها قائلاً
- هلا أنتظرتي قليلاً ( ضمت شفتيها أكثر وهي تشعر به يصبح بجوارها وأضاف ) أريد محادثتكِ .. مهما كانت خلافاتنا فعلينا التحدث فأن لم نفعل سنزيد الأمر سوء .. جويس أنا أحدثكِ ( ولكنها تجاهلت تماماً ما يقوله وتابعت سيرها مما دفعه للقول ) لن تتوقفي أبداً عن التصرف كطفلة عنيدة
توقفت في مكانها محاولة إيقاف جسدها المرتجف دون فائدة فما تشعر به بهذهِ الحظات لا يحتمل فاستدارت نحوه بشكل آلي قائلة بوضوح تام وعينيها المشتعلتان تتعلقان بوجهه
- أنت أخر شخص أريد رؤيته ألان
- أن كنت تحاولين جعلي ابتعد فأنت لم تنجحي
- رباه أستمع لي جيداً لقد أخطئتُ في أحد الأيام واعتقدت نفسي مغرمة بك ولكن لتعلم أني استيقظت وما حدث قد ولا
- وتريدين مني تصديق هذا
حركت يديها بعصبية قائلة وهي تشدد على كلماتها وقد فقدت السيطرة على نفسها وهي تشعر بالثورة تزداد بداخلها
- لا أريد منكَ تصديق شيء فلا شيء يختص بك يهمني لم لا تدرك هذا
أمسكها من كوع يدها وقربها منه محدقاً بعينيها الجاحظتان وهو يميل برأسه نحوها هامساً بكل ثقة وغرور
- كاذبة ( حركت يدها الحرة وهي ترغب بصفعه بقوة ولكن يده قبضة عليها قبل أن تصل إليه وجعلها خلف ظهرها مما جعل عينيها تتوسعان بذعر وهو يقول وعينيه تزدادان إغمقاقاً ) لن أسمح لكِ بهذا
- أكرهك .. أكرهك روسكين ( تمتمت بحدة وهي تحاول التحرك الا أنه منعها قائلاً )
- ليس هذا ما أعلمتني به اليوم
- أذهب إلى الجحيم لم أعلمكَ شيئاً
- آه بلى فعلتي والان دعينا نتصرف كالناضجين
وهم بالتحرك وهو يترك يدها ليمسك مرفقها من جديد فتجمدت في مكانها قائلة
- دعني وشأني لا أريد محادثتك بشيء
- ستفعلين وسترافقينني ألان لأن الطريق ليس بالمكان المناسب لتبادل الحديث
- لن أفعل
- توقفي عن التصرف بهذا العناد
- لن أفعل
- رباه ( قال بحده ونفاذ صبر وأضاف مهدداً وعينيه تحذرانها ) جويس فلترافقيني ألان
- لن أفعل ( عادت لتكرر وهي ترفع ذقنها بعناد وتعقد يديها واستمرت وهي ترى الإصرار على وجهه ) لن أرافقك إلى أي مكان فالتدعني وتذهب
أشتد فكه قليلاً قائلاً وهو يتحرك بشكل مفاجئ
- سنرى ( شهقت وهو يرفعها عن الأرض وصاحت بذعر )
- أنزلني فوراً ( وعلقت عينيها بوجهه القريب منها مستمرة أمام تجاهله لها ) لا يحق لكَ إجباري على مرافقتك
- أنت مخطئة فها أنا أفعل ( وتوقف بجوار سيارته مستمراً وهو ينزلها أرضاً ) ولتتصرفي كفتاة عاقلة وتصعدي بمفردك ( وفتح لها الباب موقفاً إياها حبيسة بينه وبين الباب المفتوح لتنظر إلى الباب وتعود نحوه وهي تهم بالحديث فأسرع بوضع أصبعه على شفتيها قائلاً ) لا .. لا ليس هنا فنحن على الطريق
أرجعت رأسها للخلف لتبتعد عن يده بضيق قائلة بعناد
- لن أصعد معك
- توقفي عن هذا
- توقف أنتَ عن هذا فلا شيء يعطيك الحق بالتصرف معي بهذا الشكل
- بل لدي كل الحق
- أعدتُ لكَ خاتمك فلم يعد لكَ شيء
- وهل كل ما كان بيننا مجرد خاتم يحيط بأصبعك
- أجل
نقل عينيه بعينيها بعد قولها هذا ثم حرك رأسه مشيراً إلى داخل السيارة وعينيه لا تفارقان عينيها قائلاً ببرود
- فلتصعدي .. لا تجادلي وألا أقسم أن أضعكِ بها بنفسي
- لن تجرؤ على إجباري ( قالت وعينيها مفتوحتان جيداً ولكن كلماتها تلاشت أمام نظراته الجادة فأسرعت بالإضافة بحذر ) نحن على الطريق وإجبارك لي بمرافقتك يسمى اختطاف
- فل يكن ( أبعدت عينيها عنه ثم أعادتهما إليه محدقة به بغيظ قبل أن تتحرك جالسة وهي تقول )
- آخر ما أريده ألان أن تراني عمتي برفقتك الا تدرك أن ذلك سيوحي لها بأمور ليست صحيحة ( أغلق بابها دون أجابتها فتابعته بغيظ وهو يستدير حول سيارته ليصعد ويجلس بجوارها فأضافت بتجهم ) من الأفضل أن توقف السيارة بعيداً عن باب منزلها ( عادلتجاهل قولها فأخرجت زفرة من صدرها تعبر عن ضيقها وأشاحت برأسها نحو النافذة المجاورة وهي تعقص شفتها السفلى ) إلى أين تتجه ( أسرعت بالقول وهي تتلفت حولها وقد تخطت منزل عمتها وأستمر بطريقه فحدقت به لعدم أجابتها قائلة ) روسكين أنزلني هنا لن أرافقك إلى أي مكان ( لمحها بنظرة وعاد ليركز على الطريق أمامه فصاحت بطول صبر ) قلت لن أرفقك ألا تصغي أنزلني هنا بربك إلى أين تتجه
- من الأفضل أن تضعي حزام ألامان وتسترخي بجلستك
- لا أريد أوقف السيارة لا أرغب بمرافقتك قلت أوقفها ( أصرت بنفاذ صبر وعادت لتتلفت حولها مضيفة ) أعدني إلى منزل عمتي على الفور ( وأمام تجاهله لها أمسكت مقبض الباب محاولة فتحه لتجده مغلق فأسرعت بالنظر إليه بعينين واسعتين قائلة ) أريد العودة لا يمكنك إجباري .. لا يمكنك ( أضافت أمام تجاهله لها ودفعت كتفه القريب منها بيدها مغتاظة وهي تقول ) لا يحق لك لا يحق هذا
- أجلسي هادئة وضعي حزام ألامان ( قاطعها قائلاً بهدوء شديد وثقة لا تفارق صوته فصاحت به )
- لن أفعل
- إذا أكثري من تكرار كلمتك المفضلة ولكني لن أصغي لها
- تباً تباً تباً تباً ( تمتمت وهي تحدق أمامها ثم عادت برأسها إليه لتجده يركز على قيادته فأطبقت شفتيها بقوة وعادت برأسها إلى الأمام إنها المخطئة ) أجل أنا المخطئة ما كان علي الصعود مهما حاولت أنـ
- ألا تستطيعين المحاولة هيا استرخي واجلسي بهدوء
- لا أريد ( أجابته محدقة به وأمام تجاهله التام لها أضافت وهي تعود برأسها إلى الأمام بعدم تصديق ) أني مغتاظة منك حتى الموت
وثبتت نظرها على النافذة الجانبية كي لا تنظر إليه فلمحها بنظرة سريعة قبل أن يعود إلى ما أمامه قائلاً
- لا أستطيع سماعكِ أن كنتِ تتحدثين معي
ضاقت عينيها ولكن لا لن يستفزها أكثر ثبتت عينيها جيداً بيافطة الطريق وهما يمران عنها قبل أن تهتف وهي تنظر إليه لابتعادهما
- ألي أين تتجه
- مكان ستحبينه
- آوه لا لا أعتقد أني سأحب أي مكان وأنا برفقتك لذا من الأفضل أن تعلمني إلى أين تتجه
- اهدئي عزيزتي ولا تقلقي سنصل قريباً
- لا لستُ قلقة أبداً ولمِ قد أقلق وقد خرجت من منزلي لتناول العشاء الذي أفسدته على فانيسيا وها أنا في مكان ما ألان لا أعلم أين يكون
لمحها بنظرة قبل أن يعود للتركيز على الطريق فهزت رأسها بغيظ وحدقة خارجاً أمعنت النظر بالطريق الفرعية التي دخلها والتي تؤدي إلى طريق ضيقة فنظرت إليه قائلة ببطء وتأكيد
- أرى أن تعلمني إلى أين نحن متجهان بالتحديد فلم أعد أشعر بالاطمئنان
- ألا تثقين بي
- ولا حتى قيد أنملة ( أجابته مشددة على كلماتها فأبتسم بسخرية وهو يركز على ما أمامه فأضافت بضيق ) لا أرى أن هناك ما يضحك وأنتَ تعلم أن اختفائي بهذا الشكل سيسب فوضى فعمتي لن تقف صامتة عندما تكتشف أني لم أنم بالمنزل الليلة
- إنها معتادة على تصرفاتك
- آه أنها معتادة على مغادرتي عندما أعلمها فلم أخرج سابقاً دون عودة الا وأعلمتها سابقاً والليلة لم أفعل بسبب تصرفك الخالي من المسؤولية بإحضاري إلى هذا المكان الذي لا أعرف عنه شيئاً وهي تتوقع وجودي بسريري ألان
رفع يده نحو عنقه وهو يجيبها ومازالت عينيه ثابتتان أمامه
- لا تقلقي بشأنها فلقد تحدثت معها وأعلمتها أنكِ سترافقينني ( بقيت عينيها جامدتان عليه مما دفعه لنظر إليها مضيفا ) لم تبدو منزعجة بل قالت أقضيا وقتً ممتعاً كما قمت بإعلام رولاني أننا سنقضي بعض الوقت معاً وقد نتأخر
- رولاني .. عند والدك
- حضرت فور علمها بتوعكه ( رفعت عينيها إلى الأعلى قائلة )
- أبقي أحد في ناربون لم يعلم بهذا
- هذا يعتمد على صديقك أدي
- أدي وما شأن أدي بالآمر
- رأيته وأنتِ تصعدين بسيارتي خارجاً من المقهى ويحدق باتجاهنا .. أهو ثرثار
أطبقت شفتيها بقوة ناظرة جانباً دون أن ترمش فأن تفوهت بكلمة واحدة لن يسر أحد ما ستقوله لقد قرر منذ البداية إجبارها على مرافقته ولكن رأسها سرعان ما عادت للأمام محدقة بنهاية الطريق وقد أطلت عليهم بوابة حديدية سوداء ضخمة أوقف السيارة أمامها وترجل منها ليضغط بعض الأرقام لتفتح البوابه وتحرك عائداً ليصعد ويحرك السيارة إلى الداخل فحدقت خلفها والبوابة تغلق ثم عادت إلى الطريق أمامها وهي تهم بسؤاله ولكن الكلمات توقفت وهي ترى المنزل الذي يطل عليهم من بين أشجار الصنوبر المنتشرة كلما اقتربوا تمعنت النظر بما أمامها قائلة بتجهم
- أين نحن
أوقف السيارة أمام باب المنزل وتناول مفاتيح سيارته والكيس عن المقعد الخلفي وفتح بابه ليخرج وهو يقول
- منزل صيفي لأحد أصدقائي
- أتعتقد حقا أني سأدخل برفقتك
- المنزل خالي ألان وأنا لا اعتقد شيئا أن رغبت بالبقاء بالسيارة بهذا الليل فافعلي أما أنا ستجديني بالداخل
وتحرك نحو باب المنزل ليفتحه ويختفي بداخله بقيت لدقائق معدودة متمسكة بعنادها وعينيها تتأملان ما أمامها بتجهم قبل أن تترجل من السيارة وتتبعه لتدخل وهي تجول بنظرها بما حولها لتراه يقف قرب الطاولة الكبيرة ويقوم بإفراغ الطعام الذي بالكيس عليها قائلة
- إلى متى تنوي إبقائي هنا ( أجابها دون النظر إليها )
- إلى أن ترغبي بالمغادرة
- أرغب بهذا ألان
- لم أقم بواجب الضيافة لكِ بعد
- لست جائعة ( قالت وهي تحرك نظرها بالصالة الواسعة وشعور غريب ومهيب لا تستطيع تحديده يتملكها )
- هلا قمتي بفتح النوافذ أن المكان مهجور منذُ وقت ( نظرت إليه ولم تُرد مساعدته فبقيت في مكانها وما أن نظر إليها حتى رفعت كتفيها لهُ فتحرك نحو النوافذ ليبعد الستائر ويفتحها وهو يقول ) يوجد غرفة في الأعلى أن رغبتي بالحصول على الراحة والاستحمام أن لم تكوني جائعة وبها بعض الثياب قد تجدين شيئاً منها يناسبك ويـ
- ثياب .. لمن
توقفت يده التي كان يهم فتح النافذة بها عند قولها هذا ثم فتح النافذة وحرك رأسه ليلمحها بنظرة من فوق كتفه قبل أن يتحرك نحوها راقبتهُ وهو يقترب منها ليسحبها من مرفقها ويتوجه نحو الطاولة متناولا عنها ظرفا مألوفا لها وهو يسير مما فاجئها فجلس على الأريكة جاذباً إياها للجلوس بجواره سحبت يدها منه ما أن استقرت على الأريكة قائلة باعتراض
- ماذا يجري
- هذه ( أجابها وهو يفتح أمامها المظروف وقد جمع به الصور التي قدمتها لهُ سابقاً فنقلت نظرها عنهم إلى وجهه وقد ركز نظره على الصور قائلاً ) أتعرفين هذه الفتاة
نظرت إلى حيث يشير محدقة بصورة له ولفتاة لم يسبق لها رؤيتها إلا بهذهِ الصورة فأجابته باقتضاب شديد
- لا ( وضع الصورة جانبا وهو يقول )
- إنها شقيقة صديق لي منذُ أيام الجامعة وكنا بنزهة وتم التقاط بعض الصور وهذهِ من ضمنها وهذهِ ( عادت بنظرها من جديد نحو الصورة الأخرى وهزت رأسها بالنفي فنظر إليها ليلتقي عينيها قائلاً ) إنها فتاة التقيتها ببوثن على ما أعتقد تدعى ماتي كانت ماهرة بعملها وقد قدمت لنا المساعدة بالتعامل مع البنك الذي تعمل بهِ وتم التقاط هذهِ الصور بالاحتفال الذي أقمناه بعد أبرام العقود أما هذهِ فأنتِ تعرفينها إنها ألما وهي زوجة تشاد أعز صديقِ كان لي .. وهذهِ .. وهذهِ
أخذت تصغي له دون محاولتها مقاطعته وهو ينظر إلى صورة تلو صورة متحدثاً ثم يقذفها جانبا ولكن عينيها كانتا معلقتين بوجهه معظم الوقت قذف آخر صورة ليضم أصابع يديه معاً قائلاً وهو يحدق بالصور المنتشرة أمامه
- لا أعلم كيف تجمعت جميعها ووصلتك
- من يهمه إرسالها ( قاطعته فهز رأسه لها ونظر إليها فاستمرت قبل أن يتحدث ) أنتَ ولا بد تعلم
نقل عينيه بعينها قبل أن يقول
- أشكُ بأحدهم
- من .. هل أعرفه
- لا لستُ واثقاً وقد أكون مخطئ
- ألن تعلمني إذا
- لا أريد اتهام أحد دون أن أكون واثقاً .. أعلمتِ إلى أين أريد الوصول ( أبعدت عينيها عن عينيه ببطء بعد قوله فأسرع بوضع يده على ذقنها قائلاً ) لا أنظري إلي وأعلميني .. أعلميني إنكِ تعلمين
- لا أعلم شيئاً ( أجابته وهي تعود نحوه فهز رأسه بالنفي قائلاً )
- لا تقولي انك مازلت تعتقدين أن هناك امرأ ما بيني وبين رينا اعلم أني أخطئت بتصرفي وأعلمتك هذا سابقا .. تعلمين أني لا أهتم لواحدة سواكِ
- تريد مني تصديق ذلك
- أجل
- لا أستطيع فأنت حتى لم تعدني فتاه ناضجة تتحمل فكرة مرورك إلى هنا ومغادرتك دون رؤيتي وكأني طفلة صغيرة سأبدأ بالبكاء لعدم رؤيتك
- في حينها اعتقدت انه التصرف المناسب لا لا أصغي إلي لم أحضركِ إلى هنا لإجبارك على العودة لي كل ما هنالك أننا بحاجة لتواجد معاً ولتحدث وهذا الأمر كان مستحيلاً حيث كنا
- أنتَ لن تتوقف عن هذا ( قاطعته بضيق شديد فهز رأسه بالنفي قائلاً )
- لم أعتد الاستسلام
- لستُ صفقة من صفقاتك روسكين
أجابته بغصة وعينيها تلمعان بألم فأجابها برقة وهو يقرب يده من وجهها
- حياتي ليست صفقة أعدها ( أجبرت نفسها على البقاء في مكانها ويده تلامس خدها وهو يستمر برقة ) أن ما أتحدث عنه يفوق الصفقات والأرباح وكل ذلكَ عزيزتيـ
- روس ( همست بضعف وهي تحاول الابتعاد عن يده فمنعها وأصابعه تحيط ذقنها هامساً )
- أمامنا الكثير لنتحدث به وأمامنا الوقت الذي نريده لذا سأذهب لأستحم وأن رغبتي بالتجول بالمنزل أفعلي فمعظم غرفه مفتوحة وأن أردتِ الاستراحة فتوجهي للباب الثاني بعد صعودك الأدراج وهناك ستجدين كل ما تحتاجين إليه فمارتن وزوجته يحضران إلى هنا بالإجازات
بقيت جامدة دون اجابته وعينيها لا تفارقان عينيه الثابتتان عليها فنقل عينيه نحو يده الملامسة لوجهها ثم توقفت عينيه على شفتيها مما جعل قلبها يقفز بداخلها بتوتر وقبل أن تتحدث رفع عينيه ببطء إلى عينيها ليتحرك واقفاً وهو يقول
- أترغبين بمعرفة شيءٍ آخر
هزت رأسها بالنفي فتأملها للحظة ثم تحرك مستديراً ليبتعد بخطوات ثابتة ويصعد الأدراج إلى الأعلى بينما بقيت في مكانها تتابعه وهي تفتح فمها لتتنفس بعمق وكأن الهواء لم يكن يدخل إلى رئتيها إلا ألان ورفعت يدها إلى قلبها المضطرب ما الذي تفعله هنا عليها إيجاد .. إيجاد الهاتف .. أجل الهاتف وقفت بسرعة ونظرت حولها ثم أسرعت نحو الهاتف الذي وقع نظرها عليه في زاوية الغرفة ستطلب سيارة أجرة تناولت السماعة لتضعها على أذنها وهي تهم بتناول دفترا صغير موضوع بجوار الهاتف لتتوقف وتنظر إلى السماعة ثم تعيدها إلى أذنها وتحرك أزرار الهاتف قبل أن تعيد السماعة إليه بضيق فهو لا يعمل ولكن لابد من وجود واحدٍ يعمل تحركت نحو المطبخ ليقع نظرها على الهاتف المعلق على الباب فأسرعت نحوه لتتناوله ثم تعيده بقوة إلى مكانه وهي تتمتم بضيق ثم أسرعت بالخروج لتصعد إلى الطابق الثاني وتفتح غرفة تلو الأخرى باحثة عن هاتف تجمدت وقد فتحت باب إحدى الغرف وهمت بإغلاقه وهي تسمع صوت المياه ولكنها عادت للتوقف وجالت عينيها بأرجائها ثم دخلتها بحذر وهي ترى الهاتف المجاور لسرير تقدمت منه وتناولته ولكنها سرعان ما رفعت عينيها إلى الأعلى وأعادته إلى مكانه وأسرعت بالمغادرة , لا تصدق ذلك أهي حقاً معزولة هنا بهذا الشكل أخذت تسير بالغرفة ذهاباً وإيابا ثم تحركت نحو الخزانة لتفتحها محدقة بالثياب الموجودة بداخلها فعادت لإغلاقها وعادت لتسير لن تفعل ما طلبه منها إنها لا تريد البقاء هنا أخيراً جلست في وسط السرير عاقدة قدميها ورافعة ظهرها جيداً انها منهكة وأن وضعت رأسها على الوسادة ستغفو وهذا ما لا تريده فتحركت عن السرير مغادرة الغرفة ومتجهة نحو الغرفة التي نزل بها طرقت على الباب وعند عدم سماعها لشيء فتحتها وأطلت برأسها لتجول عينيها بأرجاء الغرفة الفارغة ثم عادت لتجول عينيها من جديد قبل أن تغلق الباب وتغادر متجهة نحو الأسفل وهي تبحث عنه لتتابع نزولها بتمهل وهي تراه مستلقياً على الأريكة بالصالة اقتربت منه ببطء متأملة شعره المبتل وثيابه التي غيرها إلى قميصٍ رمادية وبنطال من الجينز وعادت نحو وجهه متمعنة النظر بعينيه المغمضتين باسترخاء فتنفست بصعوبة وبدت فكرت مغادرة البلاد لزيارة والدها ألان فكرة رائعة للابتعاد بقدر ما أمكنها تقدمت منه ببطء شديد محدقة حوله تبحث عن مفاتيح سيارته ثم انحنت قليلاً نحوه وعينيها لا تفارقان وجهه لتمد يدها ببطء نحو جيب قميصه وما أن لمستها حتى شهقت ويده تقبض على رسغها فحدقت بعينيه بارتباك وهو يفتحهما قليلاً ناظراً إليها وهامساً
- أتبحثين عن شيء
- أجل
أجابته بصعوبة فنقل عينيه الناعستان بعينيها القريبتين منه ويده تترك معصمها ويحركها إلى جيب بنطاله الخلفي فاستقامت بوقفتها وهي تتابعه وهو يرفع لها مفاتيح سيارته قائلاً
- شيءٌ كهذا ( نقلت عينيها عن المفتاح إليه ثم عادت نحو المفتاح قائلة ببطء وهي تتناوله منه )
- أنه هو بالتحديد
- حسناً
تمتم قائلاً وهو يتحرك ليستلقي على جنبه ويعود لإغماض عينيه فحدقة به بدهشة ثم رمشت جيداً وحدقت بالمفتاح الذي بيدها ثم بروسكين من جديد قبل أن تتحرك نحو الباب فماذا تنتظر أسرعت بخطواتها ولكنها عادت لتتردد ثم توقفت واستدارت نحوه ببطء ناظرة إليه قبل أن تعود لمتابعة سيرها إلا أنها عادت لتتوقف وأخذت نفساً عميقاً قبل أن تستدير لتنظر إليه قائلة
- روسكين ( فتح عينيه الناعستان ناظراً إليها وقائلاً )
- أجل
- هل .. هل تدرك أنكَ أعطيتني مفتاح سيارتك ( بقيت عينيه معلقتين بها قبل أن يقول بهدوء )
- أجل
- آه حسناً ( قالت بحيرة وهمت بالاستدارة ولكنها لم تستطيع فعادت لتنظر إليه قائلة بغيظ ) أجننت ( فتح عينيه جيداً لقولها ثم أشار بيده إلى صدره متسائلاً فأجابته ) أجل أنت كيف تعطيني المفتاح
- أنتِ أردته
- وليكن وأن كُنتُ أريده أستتركني أقود كل تلك المسافة بمفردي وأنا لأول مرة احضر إلى هنا .. ألا تعلم أن .. أن المكان منعزل وأن حصل لي مكروه أو تعطلت السيارة قد لا .. لا تباً
قطعت كلماتها متمتمة وهي ترى ابتسامته الرقيقة وعينيه الحنونتان التين تراقبانه فتركت المفتاح يقع من يدها وأسرعت نحو الأدراج ولكنه أسرع بالنهوض عن الأريكة وإيقافها ممسكاً بيدها فانكمشت على نفسها قائلة وهي تشيح برأسها عنه وقد جذبها لتقف أمامه
- دعني
- أبداً لن أفعل ( أجابها جاذباً إياها أليه ولكنها رفضت النظر إليه فالقد تصرفت بغباءً تام تأملتها عينيه هامساً ) ألن تنظر الي
- لا
- أمازلت غاضبه مني
- أجل
همست وهي لا تجرؤ على رفع نظرها الثابت على قميصه إليه فغمقت عينيه وهو يتابعها قبل أن يقول
- ألن تغفري لي ( شعرت بغصة قوية بحلقها وأجبرت نفسها على القول )
- لم يعد الأمر مهماً
- إذا غفرتي لي
- أعلمتك لم يعد الأمر مهماً ( قالت وهي نغمض عينيها وتهز رأسها بيأس عليها الابتعاد عنه وآلا لن تستطيع مقاومته فأسرعت بالقول وهي تشعر بيده التي تحيط وجهها ليرفعه نحوه ) آه لا دعني
وحاولت التراجع الا أنه منعها محدقاً بعينيها جيداً فحاولت إشاحت وجهها عنه دون أن تفلح وهو يقول
- لا لا تفعلي فكل ما أرغب بمعرفته تعلماني به هاتين العينين التين أسرتاني منذُ أن وقعت عيناي عليهما
- توقف ( همست بألم وأضافت بمرارة وهي تسحب نفسها بعيداً عنه وعينيها تتعلقان بعينيه ) لا أعلم ما أغفر لك أأغفر لكَ أمر اعتباري غير ناضجة كفاية حتى تصدقني القول وتعلمني بعودتك من السفر حتى لبضع ساعات أم مرافقتك لرينا وإهمالك لي أم أغفرُ لكَ إبعادي عن حياتك التي تعيشها وحصري في مكان واحد من حياتك لا تسمح لي بتعديه
- لم أعلم أني كنت بهذا السوء
قاطعها قائلاً وهو يهم بالاقتراب منها ولكنها تراجعت مما جمده في مكانه وهزت رأسها بالنفي قائلة وعينيها تعبران عن الألم الذي تشعر به
- لا .. لا أستطيع أن أغفر لك وأن كنتُ أستطيع أن أغفر لكَ كل ما فعلته لن أستطيع أن أغفر لكَ مرافقتك لفانيسا في بوثن دون علمي
بدت المفاجئة على وجهه لوهلة وسرعان ما حل مكانها الشحوب وهو يقول ببطء
- من أعلمكِ بهذا
- من أعلمني أهذا كل ما يهمك لم تهتم لجرح مشاعري لم تهتم لأذيتي ولكنك تهتم بمن أعلمني لمَ أنتَ قلق من أن أعرف المزيد
- لا لستُ قلقاً من أن تعرفي المزيد لأنه لا يوجد المزيد كما أن لا شيء أخاف من إظهاره ومن أعلمكِ بهذا قصد الإيقاع بيني وبينك
- حقاً .. لتعلم أني لم أكن بحاجة لسماع هذا لأتخذ القرار الذي أنا مصممة عليه حتى هذه اللحظة فلم أعلم بمرافقتك لها إلا الليلة ففانسيا لم تبدو متكتمة بما فيه الكفاية
- أن ما حصل ببوثن أمر لا يستحق الحديث عنه فالقد رايتها بالصدفة وجلست برفقتها لنصف ساعة وسألتني أين بإمكانها قضاء الوقت فأعلمتها ببعض الأماكن ليس الا وكنتُ لأعلمك بهذا لو وجدتك أتذكرين كُنتِ قد غادرتِ منزل عمتك وأنتقلتِ إلى تلك الشقة كيف تريدين مني تذكر هذا الأمر أمام المفاجئات الكثيرة التي تلقيتها منذُ حضوري
حركت رأسها بالنفي وهي تقول بألم
- وعلي تصديقك من جديد اليس كذلك
والتمعت عينيها بحزن عميق وقد شعرت بتجمع الدموع بهما فتحركت مستديرة بسرعة صاعدة الإدراج لتختفي من أمامه فأغمض عينيه بقوة قبل أن يفتحهما محركاً رأسه بعصبية وتحرك صاعداً الإدراج بخطوات واسعة أطبق فكه جيداً وهو يسمع صوت الباب الذي أغلق فسارع بقطع الممر إليه ليفتحه وهو يسمع صوت انغلاق باباً آخر فأخرج زفرة من صدره وهو يدخل الغرفة مغلقاً الباب خلفه ومستنداً عليه وعينيه معلقتين بباب الحمام الذي أغلقته على نفسها فهز رأسه بيأس وتحرك نحوه ليضع يده على الحائط المجاور له وهو يهم بالحديث ولكنه توقف لثانية قبل أن يعود للقول
- إغلاق الأبواب بوجهي بهذا الشكل كلما أردت محادثتكِ أمر يجب أن تتوقفي عنه فلم تعودي طفلة لتتصرفي بهذا الشكل لم لا تواجهيني وتعلميني بكل ما يدور في ذهنك أعلم أني لم أكن بالشخص الذي توقعته ربما ولكن بحق الله إني بشر وأرتكب الأخطاء .. جويس
عاد ليكرر ولكنها انكمشت على نفسها بزاوية الحمام ورفعت يديها إلى أذنيها ثم انتفضت وهي تسمع صوت ضربة قوية وجهها للحائط بقبضته قبل أن يشتم ويتحرك مبتعداً فأغمضت عينيها بقوة لتنتفض محدقة بالباب وقد سمعت إغلاق باب الغرفة بقوة فرفعت رأسها مسندة إياه للخلف وضمت يديها إليها لتبقى على هذه الحال لعدت دقائق قبل أن تتنفس بعمق وتتحرك نحو الباب لتخرج متجهة نحو السرير لترتمي فوقه مخفية وجهها بالوسادة ثم تهز رأسها متمتمة
- لا .. آه لا
وتحركت أنها لن تبقى هنا دقيقة أخرى لن تفعل من الجنون بقائها أسرعت نحو باب الغرفة لتغادر وتسرع بالتوجه إلى الأسفل وهي تجول بنظرها بأرجاء الصالة ثم تحركت نحو المطبخ وسرعان ما عادت لتصعد الادراج متجهة نحو غرفته ولكنها لم تجده فنظرت بها قبل أن تغلقها ببطء ثم تتحرك نحو الغرف المجاورة وهي تنادي بصوتٍ مرتفع
- أين أنت .. روسكين ( تمتمت وقد بدأت كلماتها تتلاشى وهي تفتح الغرف الفارغة بحثاً عنه دون فائدة مما زاد توترها وأسرعت بالتحرك لتنزل الأدراج جرياً متجهة للخارج لتبطئ جريها وعينيها تحدقان بالمكان الفارغ ألان وقد اختفت سيارته ضمت ذراعيها إليها ببطء لا لن يتركها ويذهب لن يفعل رباه تلفتت حولها منادية عليه بصوتٍ مرتفع وتحركت دون قدرتها تحديد في أي اتجاه تسير وقد تملكها التوتر ) أنت لا تجرؤ على تركي هنا .. روسيكن لارس لا أجد الأمر مسليا أبداً .. روس ( أخذت تجول بعينيها حولها باضطراب كبير وقلبها يخفق بجنون بداخلها ) بربك أين أنت
همست بذعر أمام الصمت المحيط بها وأخذت تتراجع ببطء نحو الأدراج وعينيها تتحركان بما أمامها اصطدمت قدمها بالدرج خلفها فصعدته متعثرة وجلست على أول درجاته وأخذت تحرك رأسها حولها بهذا الصمت الذي يكاد يقتلها وضمت يديها معدتها وأخذت تهتز بجلستها وعينيها ثابتتان على الطريق سيعود أجل سيعود سيتوقف في منتصف الطريق ويعود لن يتركها هنا إنها واثقة من هذا ولكن ثقتها بدأت تهتز وتهتز والدقائق تمر دون قدرتها على ترك مكانها ولكن لا رفعت رأسها جيداً أنه لن يتركها هنا بهذا الشكل أين أنت زادت من ضغط يديها على معدتها وألمها يزداد وعينيها تتحركان بتوتر بما أمامها لتعود بسرعة مثبتة إياهم على شيء يتحرك بين الأشجار البعيدة أمعنت النظر للحظة دون قدرتها على أن تكون واثقة مما تراه وتحركت لتقف ببطء وعينيها لا تفارقان روسكين الذي يتحرك باتجاهها دون رؤيتها وقد علق عينيه بما أمامه شارداً زادت يديها من ضم جسدها وهي تشعر أن شيئاً ضخماً كان راقداً على صدرها بدء بالابتعاد فرمشت وهي تتأكد من أنها تراه حقاً توقف في مكانه وهو يراها وأقترب حاجبيه من بعضهما قبل أن يعود لمتابعة سيره نحوها دون أن يفارق التجهم وجهه فأخذت تنزل الأدراج ببطء وعينيها ترفضان الابتعاد عنه أو حتى الرمش فتوقف على بضع خطوات منها متسائلاً باقتضاب والضيق واضح بصوته
- ماذا ألان هل قررتِ أخيراً محادثتي أم تـ
- إلى أين ذهبت أين كُنتَ ( قاطعته بصوتٍ مرتجف شد انتباهه وجعل عينيه تضيقان قليلاً فاستمرت بتوتر ) كيف تذهب دون أعلامي خلتك تركتني هنا بمفردي أين هي سيارتك لمَا ليست هنا ماذا تحاول ( أضافت وعينيها جاحظتان ) أهذا ما أحضرتني من أجله إلى هنا تريد أن تجعلني اهتز تريد .. تريد
- ما الذي تتحدين عنه ( قاطعها بهدوء شديد وهو يحرك رأسه بشكل غريب فأجابته بعصبية )
- تعلم عم أتحدث
- لا لا أعلم .. هل أعتقدتِ أني تركتك هنا وغادرت ( تساءل ونقل عينيه بعينيها قبل أن يضيف ) هل حقا اعتقدتِ أني أفعل أمرً كهذا ( ولمحها بنظرة سريعة ملاحظاً شحوبها وتوترها وأنفاسها المتسارعة قبل أن يضيف ) أن ثقتكِ بي لا وجود لها أطلاقاً
- ماذا تريدني أن أعتقد إذا عندما لا أجدك ولا أجد سيارتك وأنتَ الذي تملك سِجلاً حافلاً بالمغادرات المفاجئة
تحرك فكه إلى أنه عاد ليشد عليه قبل أن يقول بهدوء
- سيارتي تجدينها في مكانها الطبيعي وأن قمتِ بالالتفاف من هنا ستجدينها بالموقف الخاص انها بداخل المرأب وأرى لو فكرت قليلاً لعلمتِ أني خرجت لأتنفس بعض الهواء لأني بدأت أشعر بالاختناق فكلما حاولت التواصل معكِ أجدكِ دائما تصمين أذنيكِ وتهرعين هاربة رافضة بعناد .. أو تعلمين عدت لأشعر بهذا الاختناق ألان رغم اعتقادي أني تحسنت فأعذريني سأعود لمتابعة سيري
أصابها شلل مفاجئ لبرودته وجعلها عاجزة عن الحراك وعينيه تثبتان على عينيها قبل أن يتحرك متخطياً عنها ومتابعاً سيره بينما بقيت في مكانها عاجزة عن قول شيء أو حتى الاستدارة نحوه وعادت يديها لتضمان جسدها المرتجف ثم وببطء حركت رأسها نحوه لتتابعه وهو يبتعد وشعور غريب ينسل إليها ليترك فراغا عميق ومرير ما الذي يحدث لها عليها بالتعقل ولكن كيف وهي تشعر بكل هذا التوتر والفوضى كيف وهي تتصرف بطريقة غريبة وبتفكير مشوش , أخذت عينيها تتأملان غطاء السرير الوردي دون أن تستطيع رؤيته فعقلها منصب على الرجل الجالس في الأسفل ولم يدخل المنزل ألا بعد ساعات ولم يحاول الصعود إلى الطابق الثاني منذُ حضوره أن أقل حركة تحدث داخل هذا المنزل الفارغ تشعر بها لم يمر عليها أصعب من هذه الليلة في حياتها أغمضت عينيها وارتمت إلى الخلف محدقة بالسقف بشرود قبل أن تتحرك عنه نحو النافذة لتبعد الستائر وتحدق بالخارج والشمس على وشك الظهور ليتوقف نظرها على روسكين الجالس على الأدراج محدقا بما أمامه بشرود لتترك الستارة من يدها لتهدل قبل أن تتنفس بعمق وتتحرك مغادرة الغرفة لتتجه نحو الباب الخارجي وتفتح بابه لتنزل الأدراج القليلة بتمهل وعينها تراقبانه وقد بقى على جلسته ولم ينظر إليها فتوقفت على بعد درجة واحدة منه متمتمة
- الم يحين لنا العودة
- بلى ( قال ومازالت عينيه عالقة أمامه فضمت جسدها بذراعيها لصمت الذي لحق قوله ثم عاد ليقول وهو يشير برأسه إلى جانبه ) هلا جلستي قليلا ( بقيت واقفة في مكانها بعد قوله هذا ثم عادت لتنزل الدرج وتجلس بجواره بصمت وشيء قوي يضغط على صدرها فأضاف دون النظر إليها ) أنا مدين لكِ باعتذار وأن كنت أريد أن أكون عادلاً فأنا مدين لكِ بكمية كبيرة من الاعتذارات ولكني سأكتفي بتقديم اعتذار واحد أن سمحت لي ( حركت عينيها وتوترها يزداد نحوه تتأمل جانب وجهه وعينيه الثابتتان أمامه وهو يستمر ) لست بالشخص المتسرع في اتخاذ القرارات هذا ما كنت اعتقده على الأقل إلى أن التقيت بك واكتشفت عكس هذا لذا أنا أعتذر حقا على ما سببته لكِ بارتباطنا ما كان علي التسرع وجرفك معي لقد رأيتكِ مختلفة عن كل من قابلتهم ( ونظر إليها ليلاقي عينيها الناظرتان إليه قبل أن يستمر وهي لا تجرؤ على التنفس وقد حبست أنفاسها دون أن تشعر ) لديك الكثير من الأمور التي شدتني إليك وجعلتني أتصرف بهذا الطيش .. كإحضارك إلى هنا وأشياء أخرى كان علي أن أفكر .. أفكر لا أن أنساق وراء ( وتوقف تاركاً جملته معلقه وهو يضم شفتيه ثم يتابع بينما تاهت عينيها أمامها وهي تشعر بالوهن لمَ لا ينتهي هذا الأمر لم عليها في كل مرة تراه بها أن تشعر وكأن أمر انفصالهم حدث لتو ) أعتذر حقاً لعدم احترامي لقرارك قد يكون لدي عذري بذلك فلم أواجه بالرفض من قبل كما أني فوجئت لذا رفضت تصديق الأمر ولكن ألان أعلم أنه أمر تدركين أنه لصالحك والا لما اتخذته وأعدكِ أن أحترم هذا بعد ألان فأنا مقتنع ألان بأن هذا الانفصال لصالحنا معا ( حاولت أن تبقي جفنيها مفتوحان رافضة الاستسلام للإنهاك النفسي الذي تشعر به ومحاولة تجاهل الألم الذي يزداد دون قدرتها على فعل شيء لإيقافه وهو يستمر ) لقد كانت صداقتنا أمرا جميلا ومميزا ولقد فقدنا هذا .. جويس ( أجبرت نفسها على النظر إليه عند مناداته لها فأستمر ) لا أريد أن تنتهي صداقتنا بسبب ما نحن به ألان ( بدا عدم التصديق بعينيها فهز رأسه لها قائلاً ) لا أريد أن يكون انفصالنا سبب في إزعاج عائلتينا وكلانا نعلم أن عمتك ووالدي على وفاق تام وكذلك رولاني تعتبرك صديقة لها فأرجوا أن لا يؤثر انفصالنا على ذلك فكوننا أصدقاء أمر نجيده أكثر من غيره
بقيت عينيها المفتوحتان محدقتان به دون أن ترمش وعقلها يرفض ذلك رفضاً تاماً إلا أنها تمتمت ببطء
- أن كان هذا ما تراه فلا بأس
- أريد أن يكون هذا ما تريدينه أيضاً فلا أرغب بفرض نفسي أو عائلتي
- آه لا بـ بالتأكيد .. أنتـ .. أنت تعلم أن علاقة والدك وعمتي لن يهزها أمر .. كا انفصالنا
- أجل لن يهزها أمر .. كهذا ( هزت رأسها بتوتر بالإيجاب قبل أن تقول )
- أريد .. أن أقدم اعتذاري أيضا عما بدر مني قبل قليل فانا شديدة التوتر في الآونة الأخيرة و .. ( تلاشت كلماتها وهي تجد صعوبة بالمتابعة وهي تحدق بعينه وتشعر لأول مرة منذُ معرفتها به بالعجز التام عن فهم مغزى تلك النظرة فرمشت مستمرة كي لا تنسى ما أرادت قوله ) إحضارك لي إلى هنا بهذهِ الطريقة زاد الأمر سوءً مما جعلني أتصور أنك تركتني لرفضي الإصغاء لك رغم أني أعلم إنك لم تكن لتفعل هذا
نظر أمامه وهو يأخذ نفسا عميقا دون أن يفتح شفتيه لتمر لحظة صمت بينهما قبل أن يقول
- سنعود إلى ناربون الان أهذا يناسبك
- أجل .. بكل تأكيد يناسبني .. سأذهب لأحضر حقيبتي .

- أشكرك
تمتمت بعد الصمت الطويل الذي رافقهم طوال طريق العودة وهو يوقف السيارة أمام منزل عمتها فهز رأسه لها قائلا باقتضاب
- أوصلي تحياتي لميغ
- سأفعل ( همست وهي تغادر سيارته متوجهة نحو المنزل لتبادرها ميغ فور رؤيتها )
- ها أنتِ
- روسكين يرسل لك تحياته
- الن يأتي ( تساءلت ميغ وهي تراقب سيارته تبتعد فهزت جويس رأسها بالنفي وهي تتحرك نحو الأدراج بينما تابعتها ميغ قبل أن تضيف ) الم تكن الرحلة موفقة
توقفت عن متابعة صعودها قبل أن تجيبها بهدوء شديد
- كانت موفقة جداً ( وتابعت سيرها للأعلى ) .

- أهي نائمة
- أجل قالت والدتي الا نوقظها
- حسناً لن نفعل
- أنظر الى ذلك الأرنب
- أنه جميل ( بدأت تفتح عينيها وهذهِ الهمسات تصل إليها من بعيد )
- هل أستطيع الوصول إليه
- لا سأحضره لك
تحركت رموشها وهي تسمع صرير جر المقعد الموجود بغرفتها وفتحت عينيها محدقة بتشويش أمامها
- ستسقط أنه مرتفع
حركت رأسها إلى الخلف عند سماعها هذا القول محدقة بتشويش بجوني وجو وقد وقف جو على المقعد محاولاً تناول أحد العابها المحشوة فابتسمت واستدارت نحوهما قائلة بكسل
- ما رأيكما بالحصول على المجموعة بأكملها ( نظرا إليها بدهشة قبل أن يهتف جو )
- لم نقم بإيقاظك أفعلنا
- لا لقد حان وقت استيقاظي
أجابته وهي تتحرك بكسل فأسرع جوني نحو سريرها قائلاً بعيني مفتوحتين
- استعطينا جميع هذهِ الألعاب
- أجل ما رأيك ( حرك جوني عينيه المفتوحتان نحو أخيه الذي هز رأسه له بالإيجاب فأبعدت الغطاء وتحركت عن السرير قائلة ) والدتكما بالأسفل
- أجل خالة جويس ( ابتسمت لجوني وربتت على شعره قائلة )
- حسناً أحضروا كيساً كبيراً ولتجمعا كل هذهِ الدمى لتأخذوها معكم
- حقاً
- أجل ( أجابتهما فأسرع الاثنين بالمغادرة جرياً )
- صباح الخير ( بادرت رولاني وميغ وهي تتقدم إلى الشرفة فأجابتها رولاني )
- صباح الخير أخيرا عدتِ كيف هي والدتك
- ترسل تحياتها للجميع
أجابتها وهي تجلس بينما أسرع الطفلان إلى المنزل بسعادة فتابعتهم رولاني قائلة
- ما الذي فعلته لن يهدئا ألان إلا بعد أن يقوما بنقل كل ما بغرفتك حتى ألان جمعا كيساً كبيراً
- أسعدني هذا ( قالت وهي تسكب لنفسها كوباً من القهوة قبل أن تضيف ) كيف هو أرثر
- أنهُ بخير ولكن منذُ توعكه وأنا لا أجرؤ على تركه .. أنه يرفض القدوم للبقاء برفقتنا وجوده بمفرده يقلقني
- لا أعتقد أنك تستطيعين إقناعه بترك منزله ( قالت ميغ فحركت رولاني كتفيها قائلة )
- لا لا أستطيع أنه عنيد أن هذا الأمر يجري بدمنا هذا ما يقوله لي تيم على الأقل .. جويس كنت أتساءل ( أبعدت جويس كوب القهوة عن شفتيها وهي تترقب قول رولاني التي تنظر إليها بتفكير قبل أن تضيف ) أرغب بتغير ديكور منزلي فهل تستطيعين مساعدتي بهذا الشأن
- بالتأكيد متى أردت ذلك أعلميني
- جيد ( تمتمت قبل أن تنظر إلى ميغ قائلة ) لم تعلميني كيف قمتِ بصناعة هذهِ الفطائر إنها لذيذة
أخذت ميغ تحدث رولاني بينما انشغلت جويس برشف قهوتها وعينيها تراقبان جوني وجو أمامها يتراكضان خلف بعضهما ثم عادت لترفع كوبها ولكنه لم يكد يصل إلى شفتيها حتى تجمدت مقلتيها على روسيكن الذي دخل من الباب لتشعر بتسارع دقات قلبها فعادت بعينيها نحو كوبها مدعية انشغالها به
- عمتم صباحاً
نظرت ميغ ورولاني نحو روسكين الذي حرك يده محي وقد أسرع الطفلين نحوه فلمحته جويس بنظرة أخرى متأملة إياه وهو يحادث الطفلين فلم يبدو من قبل بأفضل حال شعره رطب وذقنه ملساء ويضع نظاراته الشمسية على عينيه وينتعل حذاءً رياضي أنحنى نحو جو الذي أخذ يعلمه أمراً ثم أبتسم وربت على رأسه وتحرك نحوهم قائلاً
- رولاني أحتاج مفاتيح سيارتك
- الم تعمل سيارتك
- لا سأذهب لشراء قطعة جديدة لها
قال فقذفت له مفاتيحها ليتناولها بينما قالت ميغ وهي تشير له
- لما لا تصعد لتناول القهوة
- أشكرك علي الذهاب أيضا للمتجر لإحضار بعض الحاجيات أتريدين شيئاً من هناك
- أن كنت لا تمانع أحتاج لكيسٍ من الدقيق ( قالت ميغ فأسرعت رولاني للإضافة )
- وأنا أحضر لي بعض الفطائر الطازجة ( هز رأسه وتساءل وجويس تقوم برشف قهوتها )
- سأحضرها معي وأنتِ جويس ( هزت رأسها بالنفي قائلة باقتضاب شديد )
- لا شيء أشكرك ( فنظر نحو جو وجوني الملتفين حوله قائلاً )
- حسناً هيا بنا .. سأصطحبهما معي
وتحرك مبتعداً وهو يصغي لثرثرتهما فابتلعت جويس القهوة العالقة في حلقها ونظرت نحو رولاني ثم عادت نحو كوبها إلا أنها سرعان ما عادت نحو رولاني التي تحدق بها بصمت وهنالك ما تريد قوله فأبعدت رولاني عينيها بعيداً ثم سرعان ما ابتسمت قائلة
- ميغ هل تستطيعين إقناع والدي بالحضور للبقاء معنا قد يصغي لكِ أن حاولتِ
- سأحاول ولكني لا أعدكِ أنه سيصغي لي
- أنتِ على صواب فوالدي لا يصغي الا عندما يريد ذلك و .. وكذلك روسكين أنهما يتصرفان أحياناً بطريقة تجعلني اغضب منهما جداً ولكني في النهاية أسامحهما فأنا شديدة التعلق بهما
قالت رولاني وهي تحدق بكوبها فقالت ميغ لتكسر الصمت الذي حدث والتوتر الذي بدأت تشعر به يملأ المكان بعد قول رولاني الأخير
- لمَ تريدين تغير ديكور منزلك
- أحبُ التجديد بالإضافة انـ ..
أخذت رولاني تتابع حديثها عن تصميم منزلها فشاركتها جويس مقترحة بعض التغيرات وعاد الحديث بينهما سهلاً ولم تشعر بالوقت يمضي إلا عندما قالت رولاني وهي تحدق إلى شيء ما خلف جويس التي وقفت مستندة على سور الشرفة
- عُدتم بسرعة
- ليس أجمل من التسوق مع طفلين مشاغبين ( أجابها روسكين بتذمر متعمد فتجمدت جويس ثم حاولت الاسترخاء وقد تنبهت إلى تصرفها عليها أن تعتاد على رؤيته عليها هذا ) هذا هو كيس الدقيق
- أشكرك لما لا تجلس لأعد المزيد من القهوة
- لا يوجد أفضل منكِ ميغ
أجاب ميغ وهو يجلس حيث كانت جويس جالسة وحدق بها وقد وقفت أمامه مستندة على سور الشرفة ورأسها نحو الطفلين الذين أخذوا يتناولون الشوكولا فرفع يديه ليضعهما خلف عنقه وهو يسترخي بجلسته قائلاً وعينيه لا تفارقانها
- عرجت على والدي قبل حضوري أنه مشغول بكتابه الجديد
- أجل .. ا
لا تستطيع اقناعه بالحضور للبقاء معي لقد أنهكت من محاولتي دون جدوى
- لا ترهقي نفسكِ فهو يحب حريته
- آه ( هتفت رولاني بتذمر لقوله ونظرت نحو جويس التي تتعمد ملاحقة الطفلين قائلة لها ) أرأيتِ ما عنيته قبل قليل
نظرت جويس إليها ومن ثم إلى روسكين فقط لو تعلم إلى ما ينظر من خلال هذه النظارات ولكن الابتسامة التي ظهرت على شفتيه أعلمتها أنه ينظر إليها فقالت دون اكتراث
- أجل
- وما هو هذا الذي عنيته رولاني ( تساءل بفضول وهو يحدق بشقيقته فأجابته بابتسامة ماكرة )
- أمور خاصة بنا
رفع حاجبيه ثم نظر نحو جوني الذي أقترب منه هامساً أمراً ما بأذنه أصغى له باهتمام قائلاً
- هذا جيد اليس كذلك ( هز جوني رأسه له بالإيجاب فنظر نحو جويس متسائلاً ) هل حقاً تخليت عن دماكِ لهم
- أجل ( أجابته باقتضاب فأبتسم دون قول شيء مما جعلها تشعر بالامتعاض فلتلكَ الابتسامة البطيئة التي أظهرها لها معاني كثيرة أهو يسخر منها أم أنه .. آه جويس ما شأنكِ وشأن معنى ذلك رباه همست لنفسها وهي تستقيم بوقفتها قائلة وهي تحدق بساعتها ) أعذروني .

تعمدت الانشغال باقي اليوم وعرجت على ديليا لتقضي ما بعد الظهر برفقتها قبل ن تقصد المقهى لرؤية أدي
- لقد حضرتي إذا ( ابتسمت لأدي الذي بادرها وهي تقترب منه لتجلس بجواره قائلة )
- ولمَ لا أفعل
- مجرد تخمين .. وعلى ما أعتقد لم تسر أمورك وروسكين على ما يرام
- أهذا تخمين آخر
أجابته وحركت يدها لميلي لتحضر لها كوباً من العصير وعادت لتنظر إليه بابتسامة مصطنعة ولكنها اختفت لِنظرة المتمعنة التي يرمقها بها فرفعت حاجبيها متسائلة فقال
- لا ليس تخمين فلو كنتما على ما يرام لما حضر كلاً منكما على انفراد
- أهو هنا
تساءلت وحركت رأسها بأرجاء المكان المكتظ قبل أن يجيبها أدي لتشاهد روسكين واقفاً برفقة فانيسا ومجموعتها وهم منشغلون بالحديث فعادت نحو ميلي التي وضعت لها الكوب أمامها قائلة لأدي وهي تعبث بكوبها
- منذُ متى وهو هنا
- ساعة على الأقل .. وكما تعلمين فانيسا ما كانت لتدعهُ بمفرده و .. هو لم يبدو ممانعاً ( رفعت كوبها ببطء لترشف منه فتحرك أدي بجلسته ناظرن إليها جيدا وهو يضيف ) أنسي أمره أنه لا يستحقك أنتِ حقاً تستحقين شخصاً يقدرك
- لا تقل لي ألان أن ذلك الشخص هو أنت ( قاطعت قوله فقال بسرعة )
- إننا متفقان أن هذا الأمر غير وارد فيما بيننا ولكن بإمكانك القول أنه يمكنك أن تدعي أنه أنا ( نظرت إليه رافعة حاجبيها فأستمر بهمس ) أنا جاد أن كان يحضر إلى هنا لمضايقتك فلتفعلي بالمثل
- آوه
- هيا جويس
- أدي عزيزي أن خيالك واسع
- أهو كذلك ( رمقته بنظرة وعادت لترتشف من كوبها وحركت كتفيها دون اكتراث قائلة )
- لتعلم أني لا احتاج لمضايقته فلا يهمني أمره ( تنهد قبل أن يقول )
- كما تريدين ولا تقولي أني لم أحاول المساعدة .. رباه من هي هذه
نظرت إلى حيث أشار أدي برأسه لترى فتاة تدخل فرمقته بنظرة قائلة
- هيا أيها الولهان ها هو وجهٌ جديد ارني ما الذي ستفعله لكن احرص على أن لا تنتهي ألامسيه بمشاجرة جديدة هنا
- أنتِ لا تعلمين عما تتحدثين
أجابها وعينيه لا تفارقان الفتاة وهو يتحرك مبتعداً فهزت رأسها بيأس وعادت نحو كوبها لتعبث به الا يكفيها رؤيته صباحاً حتى تراه في الواحدة ليلاً رفعت كوبها لترشف منه وما كادت تضعه على الطاولة حتى تناهى لها صوت فانيسيا
- أنتِ هنا أيضا .. لا اعتقد أني شكرتك على ذلك العشاء المجاني أفعلت
هزت رأسها بالنفي قائلة
- لا مازلتُ أنتظر أن تفعلي
- آه حسناً سأدعوكِ للعشاء إذا
- لندعها إلى يوم أخر ( أجابتها وهي تلمحها بنظرة )
- اليس الوقت متأخراً على السهر
نقلت نظرها بهدوء عن فانسيا إلى روسكين الذي وقف بجوارها قائلا ذلك فقالت
- أنها الواحدة ليس إلا .. أم ترى أن علي الذهاب للمنزل لأخلد لنوم باكراً
نقل عينيه بعينيها مما جعلها تشعر بأن ادعائها لم يكن ناجحاً قبل أن يقول
- هذا أمرا تقررينه بنفسك .. هيا فانيسيا
فتمتمت بغيظ رغم محاولتها الا تفعل وهي تعود نحو كوبها
- جيد فللحظة خلتك نسيت ( ظهرت ابتسامة ساخرة على شفتيه وهو يقول قبل أن يتحرك )
- أرجوا أن تقضي سهرة ممتعة فأنتِ بحاجة لها
أجبرت نفسها على عدم متابعته هو وفانيسا وقد وقفا بجوارها يتحدثان للحظة قبل أن يبتعدا فأغمضت عينيها طالبة السكينة مع نفسها فهي بحاجة لذلك
- أهو درس في اليوغا ( ابتسمت قبل أن تفتحهما محدقة بهارولد فجلس بالمقعد المجاور لها قائلاً ) سأعتبر هذه الابتسامة دعوة للجلوس برفقتك
- ما الذي تفعله هنا
- ما تفعلينه أحاول قضاء ساعات في هذا الجو الصاخب .. منذُ متى لم نرقص معاً
- لا أذكر
- بينما أنا أذكر ( قال وتحرك واقفاً وجاذباً إياها من يدها فتحركت معه قائلة )
- لا أصدقك
- ماذا لم أسمعكِ
قال وهو يضع يده على أذنه مدعي عدم سماعها بسبب الموسيقى الصاخبة فهزت رأسها بيأس وهي تبتسم ليرقصا بمرح على أنغام الموسيقى
- أتعرف شيئا هارولد ( قالت بود صادق وهي تحدق به وقد جلس بجوارها واستمرت ) أن رفقتك أسرتني وكُنت بحاجة لهذا ألهو
- أتعرفين شيئاً جويس ( قال مقلداً إياها ولكنه أستمر بجدية أكثر قائلاً ) قد سرني الامر كذلك ( وأستمر وهو ينحني بجلسته نحوها ) لقد اعتبرتك دائماً فتاة مميزة
- هارولد ( قالت رافعة يدها لتوقفه فأستمر رافضاً مقاطعتها له )
- وستبقين دائماً في نظري ولتعلمي أني لا أسعى لشيء مما خطر لك فتجربتي مع شيلي كانت تكفيني وأعتقد أن تجربتك مع روسكين لم تكن بأفضل حالاً ونحن بحاجة لإجازة قد تكون طويلة الأمد بالنسبة لي .. وماذا عنك
حركت كتفيها مدعية ورفعت كوبها قائلة بمرح
- لن أعلمكَ بأسراري
- ماهرة بجعلي أسترسل بالحديث دون أن تتفوهي بكلمة ( ابتسمت لقول )
- أرى أن معجبكِ القديم قد عاد
رفعا نظرهما معاً إلى فانيسا التي وقفت بجوار طاولتهم قائلة ذلك فأجابها هارولد قبل أن تفعل هي
- لستُ معجبها القديم لأني سأبقى دائماً معجب بها
- ولم لا أتقضيان وقتاً ممتعاً
- إننا كذلك ( أجابتها جويس بابتسامة فحركت كتفيها قائلة )
- وأنا كذلك أمضي وقتاً رائعاً فلقد دعاني روسكين للعشاء وسنذهب ألان
- حظً موفقاً إذا
قالت وهي تعلم سبب تصرفات فانسيا هذه ثم حركت يدها لتتناول كوبها منشغلة به وهي ترى روسكين يتقدم منهما وقف بجوار فانيسا متسائلاً
- هل أنتِ جاهزة
- أجل أنذهب ألان ( هز رأسه بالموافقة ثم نظر نحو جويس وهارولد قائلاً )
- ما رأيكما بمرافقتنا
حركت جويس عينيها مدعية الحيرة ونظرت نحو هارولد الذي فهم أنها تعطيه القرار بهذا فمد يده لتسترخي على ظهر مقعدها قائلاً بابتسامة
- لا أشكركما ولكننا نفضل قضاء الأمسية بمفردنا
تجهم وجه روسكين ببطء وهو يحدق بهارولد لثانية بعد قوله هذا ثم لمح جويس التي تبتسم برقة لهارولد قبل أن يعود نحو فانيسا التي حدثته طالبة مغادرتهما فهز رأسه لها وتحركا مبتعدين فشردت جويس وقد عاد الإحباط ليضغط على صدرها بينما كان هارولد يحدثها
- ماذا ( تساءلت وهي تخرج من شرودها لقول هارولد شيئاً ما )
- أنتِ لم تصغي لحرفٍ مما قلته اليس كذلك
- آسفة ولكني متعبة وأشعر بالنعاس لذا أفضل المغادرة ( وتحركت لتقف فأسرع بالقول وهو يتحرك بدوره )
- سأرافقك
- لا أشكرك فالمنزل قريب كما تعلم ( قاطعته قائلة فتردد للحظات قبل أن يعود للقول وهو يجلس )
- سأراكِ غداً
- ربما .. وداعاً ( رفعت يدها إلى فمها تخفي تثاؤبه كادت تنسل منها وهي تخرج وتحركت نحو الطريق )
- أرى أن هارولد ليس مرافقاً جيداً
حركت رأسها بشكل آلي إلى الشخص الذي يسير بجوارها وهو يقول ذلك دون استيعاب وجوده بجوارها في تلك اللحظة فتلفتت برأسها حولها قبل أن تعود إليه وقد بقي متابعاً لخطواتها دون أن تفارق عينيه ما أمامه
- أين هي فانيسا ( لمحها بنظرة قبل أن يقول )
- لا أعلم
أمعنت النظر بوجهه وخطواتها تبطئ رغم شعورها بالراحة بعض الشيء لعدم وجوده مع فانيسا إلا أن ذلك الشعور سرعان ما غادرها وعادت للقول وهي تشعر أنها بحاجة لقول شيء
- هارولد مرافق جيد ولكني لم أرغب بمرافقة أحد لي
لم يجبها على قولها بل تأمل السيارة القادمة نحوهما والتي تخطت عنهما قبل أن يقول وهو يتجاهل ما عنته
- ليس من عادتك المغادرة بهذا الوقت المبكر
- أشعر بالنعاس ولا رغبة لي بالسهر ماذا بشأن عشائك وفانيسا الم تقم بدعوتها للعشاء
- أجل
- إذا ( بدا عليه عدم الاكتراث وهو يقول )
- لم اعد ارغب يتناول العشاء
- لا اعتقد أن ذلك سرها
- لقد كانت متفهمة للأمر ( هزت رأسها بعدم رضا والتزمت الصمت فتساءل ) كيف كانت زيارتك لوالدتك
- جيده
- أتعلمين أمراً ( ونظر إليها مستمرا ) أنا لا اعرف سبب انفصال والديك
كادت تتوقف عن السير لقوله الى أنها عادت لتتابع سيرها قائلة دون النظر اليه
- ما الذي جعلك تطرح هذا ألان
- أتساءل ( التزمت الصمت دون إجابته مما جعله يقول ) أتجدين صعوبة بالحديث عن هذا
- لا .. فقط ليست بالذكرى التي ارغب بتذكرها
- أكان الأمر صعبا
- صعبا لا تفي بوصف الأمر .. كنت في العاشرة على ما اذكر عندما قررا أخيرا أنهما لم يعدا قادرين على المتابعة واني كبيرة كفاية لأدرك إنهما لم يعودا قادرين على التضحية من اجلي أكثر رغم أني منذ أن بدأت أدرك الأمور وهما لا يتوقفان عن المشاجرة ( ونظرت إليه لتلاقي عينيه التين تتأملانها بصمت مستمرة بابتسامة ساخرة ) لذا عندما قررا الانفصال وجد أن متابعة الشجار بينهما أمرا جيد فتشاجرا علي ( وعادت الى ما أمامها مستمرة ) كل منهما يريد أن أبقى معه كان الأمر كارثة بحق الى أن حكمت المحكمة لهما معا بحضانتي فقررا حينها أني قد أكون عبئا عليهما فلوالدي حياة أخرى جديدة وأمراءة جديدة لن يسرها وجودي رغم إدعائها العكس ففضل في النهاية تركي وشأني برفقة والدتي بينما أغرقت والدتي نفسها بالعمل والسفر وكانت تدعني برفقة ميغ بحيث نسيت أمري فما كدت أصبح في الرابعة عشر حتى طلبت منهما أن أعيش مع عمتي وهذا كان أفضل ما حدث لي .. اليس غريبا انك لم تكن تعلم هذا ( أضافت بسخرية متعمدة فالتزم الصمت وقد شردت عينيه بما أمامه لتضيف وقد وصلت الى منزل عمتها وهي تتحرك نحو الباب مبتعدة عنه ) عمت مساءً
- وأنت أيضاً
دخلت غرفتها لتخرج تنهيدة من صدرها ولكن لو أفرغت رئتيها من الهواء لما شعرت بالراحة التي تسعى إليها رمت حقيبتها على السرير وتحركت نحو نافذة غرفتها لتقف بجوارها مختلسة النظر نحو منزل أرثر لتشاهد نور الغرفة التي يحتلها روسكين عند حضوره لزيارة والده تضاء فأسندت رأسها على حافة النافذة وعينيها الشاردتان لا تفارقانها قبل أن تهز رأسه وهي تغمض عينيها وتبتعد عنها .

 اقتربت ببطء من المقهى في مساء اليوم التالي ومازالت الحيرة تتملكها بسبب اتصال هارولد بها وإعلامها بضرورة الحضور دون أن يقول سبب ذلك اعتقدتها دعابة من دعاباته ولكنه أصر أن هناك أمرا مهم يريد إعلامها به
- وصلتي أخيراً
بادرها هارولد وهو يشير بيده لها فتخطت بعض الشبان لتقترب والحيرة ظاهرة عليها لتنقل عينيها من هارولد إلى أدي ومجموعة من صديقاتها بالإضافة إلى ديليا مما جعلها تقول للوجوه الضاحكة أمامها
- ماذا تفعلون هنا جميعكم .. ماذا هناك
تلاشت كلماتها ولورا تتقدم منهم وهي تحمل قالبا من الحلوى وعليه مجموعة من الشموع وهي تقول
- عيد سعيد
- آه انتم ( قالت متفاجئة ومبتسمة بسعادة وأسرعت بالنظر نحو هارولد المبتسم قائلة وهي تتحرك نحوه ) أمازلت تذكر
هز رأسه لها بالإيجاب وانهالت عليها التهاني ففتحت عينيها جيداً عاجزة عن قول شيء قبل أن تقول بابتسامة صادقة
- هذا لطفا منكم
- عام سعيد لكِ ( قال هارولد غامزاً وهو يطبع قبلة على خدها )
- أشكركم حقاً وكان عليكم إعلامي لكُنتُ ارتديت شيئاً مناسباً أكثر
قالت وهي تلمح بنطالها الجينز الأزرق وقميصها السوداء ذات الشيالات الرفيعة
- إليكِ هديتي ( قال أيدي وهو يجذبها للجلوس بجواره )
- ما كان عليك ذلك ( قالت وهي تتناولها منه وتقوم بفتحها قبل أنه تهمس ) آه أدي .. انها جميلة .. يا لكَ من صديق ( أضافت شاكرة وهي تخرج علبة من الألوان الزيتية قبل أن تهتف وهي تمعن النظر بها ) إنها فارغة
فحرك كتفيه مدعي اليأس وقائلاً بحزن
- هذا كلً ما أملكه
- آه أذهب من هنا
قالت ضاحكة قبل أن تتوقف لتختفي ضحكتها ببطء وعينيها تتوقفان على روسكين الذي ينظر إليها من بعيد فعادت ببطء نحو مجموعتها لتبتسم وهارولد يقول
- أما أنا عزيزتي فأقدم لكِ هذه الحفلة صدقيني لقد كلفتني حتى أخر فلسٍ في جيبي
ابتسمت بمرح وانشغلت بتبادل الحديث معهم لتمضي وقتا جميلا برفقتهم .

 دخلت غرفتها بعد إمضاء سهرة ممتعة وهي تفكر بهارولد عليها التقليل من رؤيته فهي تعرفه ينجرف فوراً وراء الأمور اليوم حفل عيد ميلادها وغداً ماذا .. يعود ليكتشف أنه مغرم بها أغلقت باب غرفتها ببطء وعينيها ثابتتان على العلبة الموضوع على سريرها قبل أن تحركهما نحو النافذة التي تتحرك ستائرها بهدوء مع نسمات الهواء فحركت يدها لتشعل ضوء الغرفة قبل أن تتحرك نحو العلبة لتحملها والتفكير باديا عليها لتقترب ببطء من النافذة وتبعد الستائر ناظرة إلى روسكين الجالس بكل استرخاء على جذع الشجرة ناظراً أمامه وبيده مجموعة من الحجارة الصغيرة يحركها بأصابعه
- أنت هنا
بادرته بهدوء شديد فلمحها بنظرة قبل أن يعود إلى ما أمامه ويقوم بقذف أحد الأحجار من يده قائلاً
- لم أستطيع النوم ففكرت بالحضور .. وتمني عام سعيد لك
- هذه منك ( تساءلت وهي تحرك العلبة الكبيرة بعض الشيء بين يديها فهز رأسه بالإيجاب قائلا )
- ارجوا أن تروق لك .. كيف كانت الحفلة
- رائعة .. ما كان عليك ذلك ( اضافت وهي تحدق بالعلبة فتأملها قبل أن يقول )
- هارولد مغرمٌ بكِ ولا شك ( نظرت إليه لتلاقي عينيه المغمقتين قبل أن تقول )
- ما الجديد بالأمر
- لا أعلم لمَا لا تخبريني أنتِ ( نقلت عينيها بعينيه قائلة بهدوء غريب )
- لما حضرت إلى هنا
- ألم أعلمكِ ( تساءل وهو ينظر إليها بابتسامة غير حقيقة فالتمعت عينيها بحزن هامسة )
- أن اليوم عيد ميلادي فلا تفسده علي ( بدا الضيق عليه لقولها فأشار نحو هديته قائلا )
- سأغادر بعد أن تفتحي الهدية
جلست على حافة الشرفة وأخذت يديها تبعدان الأشرطة الورقية الملونة لتفتح العلبة وتحدق بما تحوي لتبدأ ملامحها بالتغير وهي ترى دمية محشوة بداخل العلبة أخرجتها ببطء وقد شعرت وكأن مياهاً ساخنة قد سكبت عليها لتجعل كل خلية بجسدها تلسعها مما دفع روسكين للقول وهو يتابعها
- الم .. تعجبك اعتقدت انك قد ترغين بواحدة جديدة بما انك قمـ ( توقف عن المتابعة وقد رفعت عينيها إليه وهي تهز رأسها بالنفي فضاقت عينيه قبل أن يقول بثقة ) لأني من قدمها
- روسكين ( همست مقاطعة إياه وعينيها ثابتتان على عينيه مستمرة بهدوء شديد ) أنا أكره الدمى المحشوة أكرهها جداً كُنتُ كذلك دائماً ( أمعن النظر بها فأضافت ) كل عام وفي عيد ميلادي ومنذُ ثلاث عشرة عاماً يرسل لي والدي دمية محشوة أن نجحت بدراستي تصلني دمية محشوة أنهيت دراستي ومازالت الدمى تصلني في كل مناسبة حتى حين علمَ أن لوحاتي قد لاقت أقبلاً لدى الناس أرسل لي دمية حسناً أعترف لقد كنتُ أحبها وأنا في الخامسة في السادسة السابعة ولكن بحق الله أنا أضعها أمامي في غرفتي لأذكر دائماً مدى اهتمام والدي بي فلستُ بنظره أكثر من طفلة تريد العب بدميتها وكلما يتذكرها يرسل لها هدية وكأن هذا كل ما أحتاج إليه ( أطبقت شفتيها وقد استرسلت بالحديث أكثر مما تريد وحركت دمية روسكين بيدها قائلة وهي تعيدها الى علبتها دون اكتراث ) أشكرك على كلِ حال
وهمت بالتحرك فأوقفها قائلاً ببطء
- لم أعلم بهذا ( نظرت إليه من جديد لتلتقي عينيه وتشعر بألم يغزوا صدرها بقوة لتلك النظرة المتفهمة في عينيه فأضاف بإصرار ) لم تحدثيني بهذا سابقاً
- لم يكن لديك الوقت .. أعذرني
أسرعت بالإضافة وهي تشعر بالاختناق فوالدها وروسكين لا يختلفان كثيراً هو أيضاً يرسل لها الهداية كلما تذكرها الا يفعل وكأن هذا كان ليعوضها عن وجوده بجوارها
- كان بإمكانك إعلامي بهذا وليس تركي اعتقد انك مغرمة بها ( هزت رأسها بيأس قبل أن تقول )
- ما الذي تفعله هنا هل أصبح لديكَ إجازات كثيرة ألان
- لم أعد مضطراً للحصول على إجازة طويلة الأمد فلمَا لا أحصل على عدت أيام للراحة
- لم يعد هنالك مكان غير ناربون لذلك
- والدي هنا وأنا أفضل قضائها برفقته أم الأمر يزعجكِ أيزعجكِ وجودي
- لن أجيب على هذا
- أنه كذلك إذا ( أجابها والتسلية في عينيه مما جعلها تقول )
- أتجد الأمر مسلياً
- بل مشوق فمازلتِ تكنين لي بعض المشاعر وأنا الذي اعتقدت أنكِ لا مبالية بتاتاً
قضمت شفتها من الداخل ولكن لم تزعج نفسها من أجله تحركت واضعة الصندوق جانبا وأمسكت أطراف النافذة قائلة
- عمتَ مساءً روس
وغلقتها بأحكام وهدلت ستائرها ووقفت عاقدة يديها منتظرة منه قول شيء ولكن لم يصدر منه شيء فتحركت نحو سريرها لتجلس عليه دون استطاعتها الاستلقاء لترفع رأسها ببطء إلى أعلى لتتنفس بعمق محدقة بسقف الغرفة ونفاذ الصبر يتملكها قبل أن تنتفض كل خلية بجسدها وجرس الباب يرن دون توقف فجحظت عينيها بباب غرفتها وأسرعت نحوه لتخرج قبل أن تستيقظ ميغ ولكن الأوان كان قد فات وقد وقفت ميغ خارج غرفتها بذعر محدقة بجويس وهي تقول
- ماذا هناك .. من الطارق .. كم الساعة
- إنها إنها الثانية عشرة
- الثانية عشرة
تمتمت ميغ وهي تسرع بلف روبها حولها وتتحرك لتنزل الأدراج بسرعة وجرس الباب لا يتوقف فتبعتها جويس وهي ترى القلق الذي يدب بها تريد إعلامها أنه روسكين إلا أنها تراجعت وميغ تفتح الباب لتحدق بدهشة بروسكين المغمق الوجه والذي بادرها باقتضاب
- عمتي مساءً
- هل أرثر بخير ما به ماذا حدث ( هز رأسه بالنفي وهو يخطوا الى الداخل قائلاً )
- لا أنه بخير أرجوا المعذرة لإزعاجك بهذا الوقت ( وتعلقت عينيه بجويس التي أصبحت في منتصف الأدراج مستمراً ) أني أبحث عن دواء لألم الرأس بحثت بأرجاء المنزل ولم أجد ففكرت بأن أجد لديكِ الدواء
- ألم .. الرأس .. ( تمتمت ميغ وهي تحدق بظهره قبل أن تنقل نظرها الى جويس التي علقت عينيها به وأغلقت الباب قائلة ببعض ألارتياح ) أجل أن لدينا .. دواء لازالت آلام الرأس
وتحركت متخطية عنه لتصعد الأدراج فقال
- عذراً على إزعاجك مرة أخرى
- لا بأس فـ .. ألم الرأس .. مرهق .. ستحضرهُ لكَ جويس انها تعرف أين الدواء
وتخطت عن جويس لتتابع صعودها وهي تهز رأسها بيأس وتضع يدها على قلبها
- لقد جننتَ حقاً لتفعل كل هذا ( همست بحدة وضيق ما أن اختفت ميغ )
- جننت لا لم أجن بعد ولكن لتعلمي أن إغلاقكي الأبواب في وجهي لن يلاقي عندي بعد ألان التصرف الحسن الذي تعتقدينه
نزلت الأدراج القليلة التي تفصلها عنه بسرعة قائلة بغيظ
- من تظن نفسك لتقحم نفسك بحياتي بهذا الشكل
- لا أحتاج لتقديم نفسي إليك فأنتِ تعرفي جيداً من أكون ( تمتم أمام وجهها فهمست )
- مغرور حتى العظام
- ليكن لا أمانع
- رباه ما الذي تريده مني الم يكفكِ ما حصل حتى الان
- لم يحصل شيء عزيزتي فأنا لم أصل لما وصلتُ إليه حتى الان لاستسلامي بسهولة
- استسلامك أترى أنتَ تتعامل مع كلِ شيء على أنه صفقة عليكَ دائما النجاح بها ولكن لتعلم لستُ صفقة ولن أكون كذلك
- أنتِ تتهميني بأشياء لا وجود لها
- ما هو الا وجود له عدم إخلاصك لي أم غرورك أم معاملتكَ التي لا تطاق أم ثقتكَ الكبيرةَ بنفسك التي تجعلك تعتقد أنك تستطيع امتلاك العالم ليكن ولكن لن تمتلكني
فتح ذراعيه وعينيه جاحظتان بها قائلاً
- يا لسماء أنتِ تحاسبيني بأفعال والدك الا تفعلين أنتِ تعاقبيني أنا بينما ترغبين بمعاقبته
- لا تقحم والدي بحديثنا ليس هو من جعلني عالقة وهائمة في حبه لأجده برفقتي غيري ولأجده لا يصدقني القول ليس هو من أهتم لمحادثته بينما لا يجد لديه الوقت لتبادل الحديث معي ليس هو من كان يهمني ( همست جملتها الأخيرة بصعوبة بالغة وقد آلمها اعترافها له بهذا ومازالت تشعر بأنها بحاجة له وهزت رأسها بالنفي مصرة على أن لا تبعد عينيها المتألمتين عنه وهي تستمر ) حتى لو كُنتُ أثق بكَ ثقة عمياء ووجدتُ صورة قديمة قدم الزمن لك مع فتاة أخرى لنهشتني الغيرة فما بالك عند رؤيتك مع رينا وأنت تدعي انك غير موجود بحق الله هل علي تصديقك
- ماذا افعل لتصدقيني ماذا أفعل أعلميني كم مرة علي الاعتذار عن هذا أقسم بحياتي أني لم أعتذر لأحد من قبل وها أنا أقدم لكِ الاعتذار تلو الأخر دون جدوى أنتِ لا تصغين
- لأنه لا فائدة من ذلك لم يعد لهُ فائدة فما حاجتي به ماذا أفعل به لا قيمة لهُ
- لا قيمة له أذاً ( قاطعها مشدداً على كلماته بغيظ كبير فأكدت )
- أجل لا قيمة لهُ أنتَ حتى الليلة لم تكن تعلم أن كنتُ أحب الدمى أم لا
- وكيف كنتُ لأعرف إنك تكرهينها وأنتِ تقومين بمليء غرفتكِ بها
قاطعها بغضب وهو يشير بيده الى الأعلى فأجابته
- تلكَ الدمى ما هي إلا نقطة في بحر ولما تهتم وأنتَ تعود لناربون لتجد تلك الفتاة الصغيرة التي تروق لك بانتظارك أجل فهي مختلفة وما أن تعود الى حياتك حتى ينتهي أمرها
- هذا اتهام أرفضه أنتِ تسعين لتعقيد الأمور وكأنك تحتاجين لمبرر لتركي فتوقفي عن وضع الوم علي بكل ما حصل لما لم تحدثيني بما كان يجري معكِ الم أكن لأتفادى ما نحن به الان لما فضلتِ التزام الصمت بشأن تلكَ الصور لما لم تعلميني بانزعاجك من زياراتي القليلة الم أكن لأفعل شيئاً بربك أم تعتقدين أني كنتُ الهو لا لم أكن الهو ولقد كنتِ في بداية طريقك واحترمت ذلك وأردتُ لكِ الأفضل كي لا تتهميني بأني السبب بإهمالك لعملك أنتِ تجهلين كيف هو العالم الذي أعمل به أنا بحاجة الى إنسانة متفرغة دائماً لتقف بجواري ولقد أعطيتكِ فرصة حتى تحققي ذاتك قبل أن تتورطين معي لأني أعلم بأن ما أن نتزوج حتى تكون زوجتي مرافقتي الدائمة أتعرفين معنى هذا أرجوا أن تدركِ ما أقوله أرجوا ذلك علكِ حين إذ تدركين سبب عدم إعلان ارتباطنا بشكل رسمي لم أفعل هذا من أجل نفسي بل من أجلك أكنتِ مستعدة لمرافقتي في جميع المناسبات أكنتِ مستعدة لتفرغ لي بشكل كامل وفي أي ساعة لأن هكذا تجري أمروي أعود من السفر فأكتشف أني مدعو وعندما يسألني الجميع لما لم تحضري ماذا أقول لم ترغب حسناً كم من المرات التي لن ترغبي بها كم من المرات التي سيكون لديك بها معرض ما أو عمل أو لوحة كم من المرات ستسرعين لمقابلتي لذهاب الى مناسبة ثم مغادرتي بعدها مباشرة دون أن أستطيع البقاء
نقلت عينيها بعينيه المشتعلتان قبل أن تقول
- رغم ذلك كان عليك سؤالي لا يحق لكَ اتخاذ القرار عني قد أكون ارغب بمشاركتك ذلك كله
هز رأسه بالنفي قائلاً
- لا لم تكون فات تتذمرين من عملي وتأخري دون أن تكوني به حتى كما أن أمر زواجنا كان كل ما يشغلني واعتقدت انك متفهمة لذلك وتعرفين أني اسعي لتقليل من عملي وتنظيم أموري وهذا يعني تدريب رجال وتوظيف آخرون للعمل بمهارة وتنظيم العمل وكان هذا ما أفعله ولكن لا أستطيع القول متى سأنتهي منه فنحن نتحدث عن رؤوس أموال ضخمة هنا لذا لن أعدكِ بشيء لن أفعله
- أنتَ لم تحدثني بهذا من قبل أنتَ حتى لا تحدثني عما تفكر به
- لستُ معتاداً على قول ما لم أفعله
- حسناً الى أن تتعلم المشاركة وتبادل الحديث سأذهب لإحضار دواء الم الرأس لك
وتحركت متخطية عنه لتدخل غرفة الجلوس مما جمده لثانية في مكانه وقد تجمدت عينيه قبل أن يستدير ويتبعها قائلاً ببطء
- أتنهي الحديث بهذا الشكل ( استمرت بالبحث داخل الصيدلية وهي تقول )
- الحديث منتهي منذُ وقت ولا أعلم لماَ عدنا للحديث به .. ماذا تفعل ( أضافت عندما قبضت يده على ذراعها وجذبها نحوه بقوة لتحدق بعينيه بذعر قبل أن تهمس ) روس دع يدي
- تستمتعين بهذا روسكين لارس الذي ترتمي عند قدميه مئات الفتيات تقومين أنتِ بفعل هذا به أنتِ تعلمين أن ما أن أنظر نحو أي فتاة لن تعارض وسيسرها جداً هذا
ابتلعت ريقها بصعوبة قائلة
- إذا فلتذهب اليهن وتدعني وشأني
- ومن قال أني لن أفعل ( وترك يدها بنفور فضمتها إليها وتراجعت للخلف لتصدم بالحائط وهو يقترب منها هامساً بصوتٍ مؤكد وعينيه المشتعلتان تتنقلان بعينيها ) من قال أني لن أستطيع تركك وشأنكِ ( ووضع يده قرب رأسها وهو يستمر وهي تراقبه بكل حواسها ) لستِ أفضل من غيرك بشيء
- بما أنـ .. ك أوضحت رأيك أرى أن تُغادر
قاطعته قائلة وهي تستقيم بظهرها والكبرياء لا يفارق عينيها فأستمر وكأنها لم تقل شيئاً وعينيه التين تحدقان بها وبهذا الشكل تفزعانها
- لا أعلم ما الذي جذبني إليكِ أنتِ من بين المئات ( شهقت بذعر ويده تقبض على فكها وقالت بسرعة )
- أني أحذرك
- تحذريني حسناً أفعلي هيا ماذا ستدعين أني آذيتك أم ستصرخين طالبة النجدة لا بأس أفعلي ما يحلو لكِ
- آه لا لن أقف وأحدثك فأنتَ لا تبدو بوضعٍ طبيعي
- لا أبدو طبيعياً إذا ( أجابها بحدة جعلتها تلتصق أكثر بالحائط رغم رغبتها بالخلاص مما هي به وأستمر ) أجل هذا تبرير مناسب
- من غير الائق أن نتصرف بهذا الشكل لذا أرجوك غادر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق