انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


السبت، 30 أبريل 2011

غريمي 3

- مـ مـ ما الذي جرى .. لقد .. لقد كان بخير
تحرك فكه بتوتر وبدا أنه يعاني صعوبة بالتنفس وهو يقول
- لم أقصد حدوث هذا ( تجمدت عينيها عليه ثم حركتهما ببطء إلى الباب وكلماته تردد في أذنها )
- مـ .. ما ..الذي .. لم تقصد حدوثه .. ماذا فعلت لجدي ( صاحت وهي تنظر إليه من جديد بعينين لا تصدقان وأمام صمته صاحت به بعصبيه دون أن ترمش طالبه تفسيرا ) ما الذي حدث ما الذي قلته له ماذا فعلت لجدي
- ما كان علي تركه يتحدث ويتحدث كان علي عدم تبا تبا لي
أجابها بعصبيه واستدار رافعا يديه إلى رأسه محاولا احتمال ألألم الذي يشعر به ولكنها مدت يدها لتمسكه من ذراعه كي يعود نحوها وجالت بنظرها بوجهه غير مصدقة
 - أجعلت رجل عجوزا لم يخرج من غرفة العناية المركزة سوى يوم واحد يقوم بالحديث ألا تعلم أنه مرهق لابد أنك جعلته يحتد ما الذي قلته له ما الذي طالبت به حتى يحدث له هذا ألا يكفي أنك تستغله طوال حياتك أن مات لن أسامحك أبدا أبدا وسأجعلك تندم بقيت حياتك ( وأمام صمته وجموده وجهت له ضربة على صدره بقبضتها وهي تستمر بهستيريا وقد فقدت اتزانها ) ألا تعلم أنه مرهق ألا يوجد لديك رحمه ( بقي ينظر إليها دون أي ردت فعل ولم يكن يبدو بحال أفضل منها فوجهت له ضربه أخرى محاوله التنفيس عن غضبها ولكنها أخذت تنهار شيئا فشيئا وهو لم يحاول حتى أبعادها بل تلقى ضرباتها علها تريحه مما يشعر به ) أيها المتشرد الأناني سأدخلك السجن أن حدث له شيء أيها القاتل لقد استغليته بما يكفي وبالنهاية تقتله أقسم بحياتي أني سأدمر حياتك أن حدث له مكروه أتسمع ( همست بضعف وتراخت ذراعيها ببطء وهي تحاول الاستمرار بالحديث وقد سالت دموعها على وجنتيها وهي تدفعه بيدها لعدم استجابته ) أتسمعني عليك .. أن .. تفعل ( أضافت بصوت مخنوق وهي تتراخى فتراجعت للخلف مثبته ظهرها بالحائط وعينيها تدمعان بقوى وقلبها ينتفض بين ضلوعها وهو لم يتحرك من مكانه فانزلقت ببطء إلى أسفل لتجلس أرضا وتضم ساقيها إليها وهما لم تعد تحملانها وتخفي رأسها وهي تشهق وتتمتم ) لا يمكن أن يموت لا يمكن حدوث هذا ( تدحرجت دمعة واحدة من عيني اليكسيس المتجمد في مكانه لتنزل إلى خده الحار لتشعره بالحياة التي شعر للحظات بأنه فقدها فحرك يده بتوتر ليمسحها بسرعة ويحدق بشيفا المنكمشة على نفسها أرضا وتهمس دون وعي ) لا يمكن أن يموت لا يمكن لن يموت
وهم بالتحرك نحوها إلا أن انفتاح باب الغرفة جعله يتوقف وهي تقف بسرعة وعينيها تبحثان عن جدها بالداخل فتساءل بسرعة
- كيف هو
- سينجو ( أجابه الطبيب وهو يخرج ويضيف وهو يغلق الباب خلفه ) من الأفضل أن يعود إلى العناية المركزة فوضعه دقيق جدا
- ولكنه سينجو ( أكدت له شيفا بتوتر واضح وهي تحتاج إلى تأكيد الطبيب فحرك رأسه لها )
- بشرط أن لا يتعرض إلى أي إزعاج ولو كان صغيرا فأن أي شيء يرهقه ألان أن كان مفرحا أو محزنا أي شيء صغير جدا يسبب له الإرهاق لهذا أحبذ لو يترك لفترة دون أن يرى أحدا لأنهُ بشكل أو بآخر سيتعرض إلى ضغوطات وحالته صدقاني ( أضاف وهو ينقل نظره بينهما ) لا تتحمل لقد نجا هذه المرة بأعجوبة وفي المرة المقبلة لا أعتقد أنه سيكون له هذا الحظ
أخذت يديها ترتجفان بشكل واضح فضمت ذراعيها بقوة كي لا يظهر ارتجافها وهي تقول 
- سيكون بخير
- صليا له
قال الطبيب وتحرك مبتعدا فتابعته بعينيها وأخذت نفسا عميقا جدا وأخرجته سيتحسن اجل أجل فتح الباب من جديد مما جعلها تستدير بسرعة لترى الممرضات يسحبن سرير جدها إلى الخارج
- جدي ( همست وهي تقترب إلا أن يد أحدى الممرضات منعتها وهي تنظر إلى اليكسيس بعينيها طالبة أبعادها فاقترب اليكسيس منها وجذبها إلى الخلف كي تسمح لهم بالمرور وجسدها يرتجف وهي تراه بهذا الوضع وقد اختفى الون من وجهه رفعت يدها المرتجفة إلى فمها تخفيه وقد خرجت منها شهقة وهي تراهم يبتعدون ثم يختفون في المصعد حركت رأسها ببطء شديد وبشكل آلي نحو الأصابع الممسكة بذراعها هامسة بإعياء
- دعني
- من الأفضل أن تذهبي إلى المنزل أنت جدا مرهقه ( أجابها دون أن يتركها فاستدارت إليه قائلة )
- وأنت تبقى هنا أليس كذلك في أحلامك
- أن كانت مغادرتي ستجعلك تغادرين فسأفعل
- عليك ذلك لأني لا أحب رفقتك
وتحركت مبتعدة عنه قاصده المصعد وقد استعملت كل قوتها كي تسير باتجاهه مخفية الارتجاف الذي تشعر به ولكنها ما أن توقفت أمام غرفة العناية المركزة حتى كان خلفها فهزت رأسها بيأس لا تريد التصادم معه ليس ألان أنها لن تتحمل هذا فاستدارت عنه وأخذت تتأمل جدها الممد من جديد بتلك الغرفة , تحركت بعد فترة وجلست على المقعد ورفعت يدها لتمسح بها دموعها التي تنزلق رغما عنها بصمت على خدودها ثم أخرجت منديلها من حقيبتها ومسحتهم من جديد وقد أحمرتا تعلقت عينا اليكسيس الواقف أمامها مسندا ظهرهُ على الحائط خلفهُ على يدها الملفوفة وقد شرد في أفكاره لاحظت نظراته فحركت يدها الأخرى لتضعها فوق يدها المصابة فشعرت بألم أذهلها هذا وقد قامت بضرب اليكسيس على صدره بشكل هستيري بها ولم تشعر بأي ألم أما ألان فأنها تشعر بأن أصابعها ستنفجر من الألم والانتفاخ رفع نظره عن يدها التي أخفتها ببطء إلى وجهها المحمر وعينيها المنتفختين قليلا وحركاتها المتوترة وهي تبعد خصلة من شعرها أفلتت من عقدت شعرها أن الأمر مستحيل ولكن ما كان عليه أن يقول لروبرت هذا كم كان تصرفاً متهوراً من قبله لقد تسبب له بنكسة أخرى شعر بقلبه يعتصر من الألم لمجرد التفكير أنه السبب بما حدث لروبرت ألان أسند رأسه إلى الخلف وأغمض عينيه باعياء
- ها أنتِ أخيرا ( فتح عينيه قليلا على هذا الصوت ونظر كما فعلت نحو أستون الذي اقترب )
- كيف استطعت الدخول
- أعلمتهم أني قادم لزيارة بول ومن ثم ( وحرك يده معبرا عن انحنائه ثم لمح اليكسيس وهو يجلس بجوار شيفا قائلا ) أرى أنكَ مازلت هنا أليس لديك عمل يا ترى ( اكتفى اليكسيس بالتحديق بأستون بصمت وهو يعقد يديه معا  فرفع أستون حاجبيه وحرك رأسه نحو شيفا متسائلا ) ما بك
- تعرض لنكسة ثانيه
- رحماك يا ألله وماذا قال الطبيب
- سيكون بخير أجل سيكون كذلك
- هذا جيد ( وأسند ظهره إلى الخلف بصمت لثواني ثم عاد ليقول ) أعلم أن الحديث بهذا الأمر غير ملائم ولكن يجب أن أفعل ( نظرت شيفا إليه ولكن دون فضول فلا تشعر أن أي أمر مهما يكن قد يشدها ألان أرخى اليكسيس أهدابه الطويلة قليلا وهو يصغي للحديث الدائر ) تراكمت بعض الأعمال وكما تعلمين أنا أتولى أي أمر وأنجزه ولكن عندما يتعلق الأمر بتوقيعك أنتِ أو جدك فلا أحد يستطيع أن يحل مكانكما ( عادت بنظرها إلى ما أمامها بصمت فأستمر أستون بصوت متفهم ) أعلم أن عليك البقاء بجوار جدك ولكن لا يمكننا أن نوقف العمل وأنت تعلمين كم سيكلفنا الأمر
- أجد صعوبة في التركيز على العمل وجدي مستلقي هنا ( إجابته وهي تعود لتنظر إليه )
- أنا أتفهم عزيزتي ولكن ( وصمت ثم أضاف ) أن كنت لا تستطيعين الحضور إلى الشركة عليك أن تصنعي لي توكيلا فلا يمكننا أن نوقف العمل
 رنت كلماته بأذنها منبه إياها ومعيدة كل حواسها للعمل بينما ازدادت أهداب اليكسيس بالانخفاض وهو يمعن النظر بأستون بصمت لم تصدر منها أي حركة لثواني ثم تحدثت بصوت خالي لا يعبر عما يجول بفكرها
- أنت تعلم أني لا أستطيع ذلك
- بالتأكيد تستطيعين فأنت مخولة
- أعلم .. ولكن جدي لن يوافق على هذا الأمر كما تعلم
- أنه مريض في الداخل شيفا وأنت هنا وأنا من هو غارق بالعمل لم يعد بإمكاني التهرب أكثر لقد بدء عملائنا بمطالبتي بإنهاء الأوراق الأزمة بربك أنت تعرفين كيف يكون الأمر
هزت رأسها وهي تجيبه مؤكدة
- لا أستون
- أأسمع رنة شك بصوتك أنا أعمل بالشركة منذُ 
- أعلم ( قاطعته وقد بدا التوتر عليه وأضافت ) لا تأخذ الأمر بحساسية لا شأن لثقتي بك بهذا وأنت تعلم أني أثق بك وبالنسبة للأوراق فسأعرج على الشركة وأقوم بإمضائها
- أحتاجك ألان فان كنت مستعدة لترافقيني إلى الشركة فهيا بنا  
قال وقد بدا الاستياء عليه فرفعت نظرها إليه وهي تعلم أنه يحاول الضغط عليها  ولكنه لم ينتصر عليها يوما ولن يفعل الآن فأمسكت حقيبتها وهي تقف قائلة  
- أجل فأنا بحاجه إلى الراحة والى شيء يبعد تفكيري قليلا عن ما يحدث لجدي
وتحركت متخطية أستون الذي تفاجئ ثم لحق بها فتابعهم اليكسيس بنظره باهتمام ...
- لا تبدين على ما يرام .. ويدك
- أنها بخير أحتاج إلى فنجان من القهوة
- طلبت لك واحدا ( أجابتها جيسي وقدمت لها مجموعه من الأوراق وهي تجلس خلف مكتبها ) أرجو أن يكون السيد كليبر بخير
 أكتفت شيفا بهزة من رأسها وهي تقوم بقراءة الورق الذي أمامها وأخذت تضع إمضائها في نهاية كل ورقة بعد الانتهاء من الإطلاع عليها فوضع أستون الذي دخل للتو مجموعة أخرى أمامها قائلا
- هذه تحتاج إلى إمضائك
بدا مغتاظا إلى أنها تجاهلته واستمرت بقراءة الورقة التي بيدها ثم قالت وهي تقوم بتوقيعها
- اتركها هنا لأقرئها 
- أنا على عجله من أمري أحتاجها ألان
حدقت به بعينيها التين تظهران تعكر مزاجها قبل أن تقول
- ما بك أستون قلت لك أني أحتاج إلى قراءتها أم يا ترى تراني أضع توقيعي على ما لا أعرف ما هو ( نظر أستون إلى جيسي الواقفة فقالت جيسي وهي تهم بالمغادرة )
- أن احتجتم إلي فأنا بالخارج
وبعد أن أغلقت الباب خلفها مال على المكتب وقد أسند يديه عليه قائلا
- لا أحب عدم ثقتك بي ورنت الشك في صوتك
همت لأجابته ألا أنها تراجعت ورفعت يديها كمن تدافع عن نفسها قائلة
- آخر ما أريده الآن هو المشاجرة معك لقد عانيت اليوم ما يكفيني فدعني أنهي ما بيدي أن أردت أن أضع توقيعي على هذه الأوراق اليوم ولا أرى أي مشكلة في قراءتي لها أم يا ترى يوجد هنالك
- شيفا
- إذا دعني وشأني ألان
- سأدعي أني لم أسمع ما قلتهِ لأني أن فعلت سأعتبرها إهانة لي ولمكانتي بهذه الشركة
- أستون ( قاطعته وأضافت ) أنت تتفوه بالحماقات وأنا لا أشكك بك وألا صدقني لما جَعلتكَ تبقى يوما واحدا هنا وأنت تعلم هذا ( واستمرت وقد نفذ صبرها ) وألان دعني وشأني حتى أستطيع أن أنهي ما بيدي
وعادت إلى الورقة التي أمامها بتشويش فتحرك أستون بعد ثواني من الصمت مغادراً بينما حاولت جاهدة التركيز على ما أمامها وما أن انتهت حتى جمعة جميع الأوراق معا وقد ستغرقها الأمر ساعتان تقريبا وسارت نحو جيسي لتضعهم على مكتبها قائلة
- أوصليهم ألي أستون
- أني أتلقى اتصالات كثيرة بشأن السيد كليبر
- أنت تعرفين جدي  فلا تتحدثي بشيء فقط قولي أنه بخير وزيارته ممنوعة في الوقت الحالي
كان دائما يتحاشى الصحافة منذُ أن جاءت على هذه الدنيا وهي تذكر هذه الصفة به مما جعله ملاحقا من قبلهم لفترات ولكن دون جدوى وصلت المستشفى لتجد اليكسيس يجلس على المقعد فجلست على طرفه الآخر دون التفوه بأي حرف وعقدت يديها معا وهي تفكر بهذا الإنسان الغريب ما الذي يجعله لا يفارق جدها بهذا الشكل المال المال يفعل كل شيء
- عليكِ رؤية الطبيب فيدك تزداد سوءً
نظرت إلى اليكسيس الذي قال ذلك وهو يتأمل يدها ومن ثم أجابته
- لا شأن لك
- للأسف لي كل الشأن وفي الحقيقة لولا هذا لم كان جدك ألان هنا
- أتُحول تبرير تصرفك الغير مسئول في إرهاق جدي
- لستُ المسئول الوحيد عما حدث له ( أكد لها وهو ينظر إليها بإمعان وقد بدا أفضل حالا ألان فقد عاد اللون إلى وجهه وأستمر مؤكدا وهو يهز رأسه ) أنت تتحملين المسؤولية معي مناصفة  
- ما الذي تحول فعله تحملني ذنبا لا شأن لي به ( هتفت رافضة أن تكون عرضت جدها لأي شيء مزعج وهزت رأسها ) لا تحاول أبدا لا تحاول هذا ولا تتحدث معي فهذا يناسبني أكثر
- للأسف أنا أيضا كنت أرغب بهذا ولكن الأمر أصبح خارج يدي
- أن كان بيدي أنا فأنا أرحب جدا بعدم مخاطبتك لي
تأملها بصمت لثواني وكذلك فعلت بجرأة فعاد للقول وقد كان مستغرق بالتفكير
- ما أدى لانتكاسة جدك هو قلقهُ الشديد عليك
بدأت الدماء بالانسحاب بعيدا عن وجهها وهو يقول هذا ألا أنها عادت لتهز رأسها بالنفي وهي تقول  
- جدي يقلق علي أعلم هذا ولكن أنت تحاول أن تجعلني السبب لما حدث له وأبعاد الأمر عنك لا أعلم ما الذي حدثته به حتى حصل ما حصل ولكني لا أستغرب أي شيء أو قول من شخص مستغل مثلك
- لم أقل له شيئا سوى أني لا أرغب بالاعتناء بكِ كما طلب مني ( أجابها حانقا وأضاف ) لقد أوصلت له المعلومة بكل لياقة لأني حقا لا أستطيع هذا ولا أرغب به حتى ولكنه رفض الإصغاء لي ( ألان اختفى اللون تماما من وجهها وشعرت بالأرض تلتف وتلتف فثبتت يديها بالمقعدة بينما أستمر اليكسيس ) حاولت الادعاء أني موافق ولكنه يعرفني فلم أكن جادا فثار غضبه مني بسببك
- أنت تلفق هذا ( استطاعت أن تهمس ومازالت تحاول الثبات دون فائدة )
- يمكنك سؤاله عندما يفيق إذا
- أنت آخر شخصا .. قد .. يطلب منه جدي هذا كما .. أني لا أحتاج إلى مـ..ن ير..عا...ني
أخذت تتكلم ببطء شديد فلم تعد تسيطر حتى على كلماتها وشعرت بنفسها تبتعد وتبتعد لتسترخي مستسلمة فتحرك اليكسيس بسرعة ممسكا بها وقد رآها تفقد وعيها قبل أن ترتطم بالأرض
- هاهي تصحو أنها متعبة ولا أعتقد أنها تناولت وجبة حقيقة منذُ أيام ( بدأت تحرك رأسها بإعياء ثم فتحت عينيها ببطء وأغلقتهما عندما سطع النور بهما وعادت من جديد لتفتحهما بتشويش وترمش من ضوء الغرفة القوي ) ها أنتِ ( حركت رأسها نحو صاحبة الصوت لتشاهد ممرضه منحنية قرب يدها تضمدها لها وقد استلقت على السرير في الغرفة وأضافت وهي تقف جيدا ) وألان انتهيت من يدك ستعود إلى طبيعتها في النهاية ( ونظرت إليها مضيفة ) كيف تشعرين
- بـ .. بخير أنا بخير
- عليك تناول الطعام فهو وقود الحياة كما انكِ متوترة جدا .. تحتاجين إلى ألاسترخاء حتى وأنتِ فاقدة الوعي كنت تهذين
- أهذي
- أجل كنت تذكرين شخصا ما كذب عليك لم تكفي عن ترداد أنتَ كاذب
- أعتقد أنها كانت تحلم بي ( تناهى لها صوت اليكسيس الذي قال ذلك فحركت رأسها بالغرفة فهي لم تلاحظ وجوده ولكنها لم تره فأضاف ) من الجميل أن أعرف أنها كانت تحلم بي ( نظرت الممرضة مبتسمة إلى الباب فحركت شيفا رأسها ورفعته قليلا لتنظر أمامها ولم تكن مخطئه فقد كان يقف قرب الباب ويعقد يديه معا وينظر إليها بقسوة واضحة فرمت رأسها إلى الخلف بإعياء ) لم خيبت أملك ما الذي كنت تتأملينه
جاءها صوته ساخرا فأجابته وهي تحدق بسقف الغرفة
- أن أكون أحلم ولا وجود لك ولكن للأسف أن الحياة ليست كاملة دائما
- أشكرك حقا أشكرك ( زادت ابتسامة الممرضة في الاتساع وهي تسير نحو اليكسيس قائلة )
- هل مريضكما بطابق الرابع (هز رأسه لها بالإيجاب فاستمرت  ) أنتما هما إذا .. أسمحا لي ( وفتحت الباب خارجه ومضيفة ) عليكما بإعلان هدنة  
أغلقت الممرضة الباب خلفها فتأملها اليكسيس لثواني بصمت قبل أن يكسر الصمت قائلا بضيق واضح وهو يقترب منها
- كنت أعتقد أنك مشكلة متحركة ولكن ألان عرفت أنه وأنت فاقدة للوعي ولا تعرفين ما يجري حولك لا يمكن إسكاتك أكان عليك ألإفصاح برأيك الصريح بي بهذا الشكل
- أفعلت
سألته مستغربة وهي تنظر إليه وقد وقف بجوارها متجهما وعاقدا يديه معا فهز رأسه مؤكدا 
- أجل فعلت
- جيد ( همست وعينيها تثبتان على عينيه مضيفة ) أنت تعرف ألان رأيي الصريح بك إذا
- ما كان يهمني وما زال لا يهمني
- وما الذي يزعجك إذا
سألته دون اهتمام وهي تتحرك لتجس على السرير ثم تنزل قدميها نحو أدراجه الصغيرة معطية ظهرها لأليكسيس الذي أجابها ساخرا
- استمتاع الممرضة بما يجري
حركت رأسها نحوه ولمحته بنظرها أنه بعيد جدا عن السخرية بعكس صوته ففكه المتناسق ووجهه متصلبان وعينيه تتأملانها بانزعاج واضح فابتسمت بعفويه وهزت رأسها قائله بسخرية وقد أسعدها غضبه
- أن كنت تنتظر اعتذارا عما صدر مني فأنت تحلم ( وتحركت لتقف ثم تستدير إليه وهي تنظم قميصها مضيفة ) بالتأكيد تحلم فأنا لم أقل سوى الحقيقة وأنا لا أعتذر عن هذه الأمور بتاتا
حرك فمه بسخرية ثم قال بثقة وهو يتحرك نحو الباب
- على ما يبدو أن ألأيام القادمة لن تكون جيده لكلينا
وفتح الباب ووقف ينتظرها فتحركت نحوه قائلة ولم يرقها قوله
- لن يكون هنالك أيام قادمة وسأحرص على ذلك
- أرجو أن تفعلي لأن الأمر لا يسرني
توقفت أمام آلة القهوة وقبل أن تضع بها قطعه نقدية وضع اليكسيس قطعة فتناولت الكوب الذي امتلاء ونظرت إليه قائلة وهو يضع قطعة أخرى
- ما كنت بحاجة إلى مساعدتك أم انك أتحاول لعب دور الرجل الشهم
- أن كنت أنوي لعب دور الرجل الشهم فسأحرص على اختيار أمرآة تستحق لعب هذا الدور لها
وتناول كوبه ولمحها بنظرة وقد تجمدت في وقفتها وتخطى عنها مبتعدا استدارت نحوه بسرعة وقد فاجئها تعليقه ألاذع ثم ضاقت عينيها وهي تتابعه ليس سوى متشرد ولن تنزل لمستواه همست لنفسها ورشفت من كوبها وتحركت نحو غرفة العناية المركزة حيث جلسة على المقعد وقد جلس هو على طرفها الأخر وقد أصبحت هذه الجلسة مألوفة لهم
- عليك تناول الطعام والتقليل من شرب القهوة
قال اليكسيس فجأة قاطعا الصمت بينهما بعد أن حضر الطبيب وقام بمعاينة جدها وغادر بعد طمأنتهم أن وضعه يستقر فأحضرت لنفسها كوبا آخر من القهوة وجلست تحتسيه شاردة حركت نظرها إلى اليكسيس وما زالت شبه شاردة متمتمة 
- عفوا
- منذُ متى لم تتناولي وجبه حقيقية
أجابها وهو يضع يده على ظهر المقعد وينظر إليها متأملا وينخفض بنظره نحو جسدها ببطء متفحصا إياه شعرت بالدماء تجري بعروقها بقوا لتصرفه فاشتدت شفتيها بقوى ثم قالت وعينيه تستقران على عينيها أخيرا
- هل انتهيت
بدت شبه ابتسامة على شفتيه ولكنه أخفاها قائلا بوقاحة متعمده وعينيه تبرقان بمرح
- أجل .. أتعلمين ما يحيرني أني شاهدت لك صورة أو اثنتين في الصحف ولكنهما ما كانتا لتعبران عنك
- لم أفهم قصدك تماما ( قالت ببطء وهي تدعي السخرية ولكنه لم يجبها بل شردت عينيه بوجهها فقالت بنفاذ صير ) هل سيطول تفكيرك وأن كان ولابد أن تفكر بعمق فمن الأفضل أن تنظر إلى الحائط فقد يساعدك أكثر مني
حرك فكه ورفع يده ليتحسسه قليلا مفكراً ومتجاهلاً قولها ثم قال
- عليك أقناع جدك بالتخلي عن تلك الفكرة السخيفة التي أقترحها فأنت لا تحتاجين إلى العناية أنظري إلى نفسك نمرة مستعدة أن تخدشي في كل دقيقه ومن الأفضل الابتعاد عنها
- عليك ذلك حقا وأنا لا أخدش لنفسي فقط بل من أجل جدي أيضا فلا تحلم بالاستمرار باستغلاله فبعد اليوم لا يوجد شيكات آخر الشهر يا سيد سلفاد
توسعت ابتسامته لقولها وظهرت غمازات جذابة على طرف شفتيه وهو يجيبها باسترخاء
- شيكات سمعتك تكررين هذا الأمر كثيرا فما مشكلة هذه الشيكات
- آه مشكلتها .. حسنا أن مشكلتها ( أجابته هازئة وبصوت رقيق رنان وهي تحدق به باستخفاف ) أنها لن تصرف بعد اليوم لن يعود لها وجود ( وأشارت نحوه بازدراء مضيفة ) لم تعد طفلا عليك العمل وكسب رزقك بنفسك وعليك أن تنسى المعاملة الحسنه التي كان يعاملك بها جدي لقد دللك بما يكفي حتى ألان ( واستمرت بجدية أكثر ) ألا تخجل من نفسك وأنت بهذا العمر ومازلت تتسول النقود
لم يبدو أن كلامها فاجئه أو حتى أهانه بل أجابها بصوت عميق وأصابعه تطرق برقة على ظهر المقعد
- هذا كل ما تعرفينه عن هذه الشيكات
- وهل هناك شيئا آخر علي معرفته
- لا( قال وهز رأسه بذات الوقت ) أن ما تعرفينه قيم جدا
- جيد إذا وأرجو أن تكون عرفت موقعك ألان
- أنا أعرفهُ منذُ زمن وتأكدي أني لن أتخطى عنه
جالت عينيها بعينيه المحدقتان بها بصمت أيسخر منها لا يبدو عليه هذا فأشاحت برأسها عنه أخيرا وهي عاجزة عن فهمه هامسة
- جيد
أنها لا تستطيع اختراقه ومعرفة ما يفكر به رغم رغبتها الشديدة بهذا اقتربت الممرضة منهم وهي تنقل نظرها بينهم وعندما وقفت بجوارهم تساءلت وهي تنظر إلى اليكسيس بابتسامة ودودة
- اليكسيس
- أجل ( ازدادت ابتسامتها وهي تحرك رأسها وتقول ) لم تخطيء بوصفك توجد آنسه بالأسفل تريد رؤيتك حاولت الصعود ولكن كما تعلم يمنع الزوار من الصعود إلى هنا أنها بانتظارك قرب الاستعلامات
- أشكرك سأراها
وتحرك مبتعدا فتابعته الممرضة بإعجاب مما جعل شيفا تمعن النظر بالممرضة ثم تنظر نحو اليكسيس الذي يسير مبتعدا ومن ثم تهز رأسها ............
حركت رأسها يمينا وشمالا والعرق يتصبب عنها وهي تضم عينيها بقوى وقبضة يديها تشتدان ليرتجف جسدها ويتسارع نفسها مما جعلها تشعر بالاختناق ففتحت عينيها بفزع محدقة بسقف الغرفة ومازالت تعاني من التنفس بصعوبة حركت عينيها بغرفة نومها ثم حركت يدها لتضيء المصباح المجاور لسريرها ليشع الضوء بالغرفة ويدخل إلى قلبها بعض الأمان أرخت جفونها بإعياء ما كان عليها أن تكون فضوليه أن فضولها أوصلها إلى ما هي عليه الان منذ أن تفحصت محتويات ذلك الصندوق المخفي بخزنة جدها الخاصة وهي تعاني من الكوابيس والاضطراب بالنوم فتحت جفونها من جديد وقد بللتهم بعض الدموع ثم حركت نفسها لتستند على كوع يدها وتتناول كوب الماء الموضوع بجوار المصباح وترتشف منه قليلا ثم تعيده إلى مكانه وتعود للاستلقاء لقد اعتقدت دائما أن والديها توفيا بحادث سير كما أعلمها جدها ولكنه لم يقل سوى نصف الحقيقة ولم تجرؤ على الاعتراف له بأنها بحثت في صندوقه سيغضبه ذلك جدا ولكنها منذُ عامان لم تستطيع أن تكتم فضولها وهي ترى المفاتيح أمامها وقد كانت شاهدت ذلك الصندوق في عدت مناسبات فتح بها جدها الخزنة ولكنه لم يحركه من مكانه أبدا تدحرجت دمعه من عينيها لتنزلق بسرعة عن وجهها لتلامس الوسادة أنها لا تتذكرهما أبدا ولكن مجرد رؤية تلك الصور جعل قلبها يعتصر من الألم ألم لا تستطيع احتماله أبدا كيف يمكنه الاحتفاظ بتلك الصور والمقالات التي كتبت عن الحادث كيف أنها لا تطاق لا تطاق حاولت الحصول على كميه من الهواء علها تهدأ من نفسها ولكن عينيها تشوشتان واسترجعت بذاكرتها تلك الصورة المؤلمة لوالدها وقد اخترقت رأسه رصاصة من الأمام جعلته يفتح فمه وعينيه وقد أسند رأسه على ظهر مقعده ومازالت يديه تمسكان بعجلة القيادة ووالدتها التي تجلس بجوارهِ نالها كما كان مذكورا في أحدى المقالات ثلاث رصاصات في صدرها اثنتين اخترقتا قلبها لتنحني نحو زوجها فاقده الحياة فورا حاولت ابتلاع ريقها وقد ترقرقت الدموع بعينيها أكثر كيف يستطيع جدها احتمال هذا يا ألاهي نوبة منذ عشرين عاما رباه ما كان ليستطيع احتمال هذا لهذا أخفى الأمر عنها أخذت نفسا مضطربا آخر وهي تستدير وتمسك الوسادة الأخرى وتضمها إليها وهي تتذكر ما قرأته يا لسخرية الأقدار فلم يكن والداها هما المقصودان بل صديقاهما الايطاليان الجالسان في المقعد الخلفي ولم تكن المرأة بأفضل حظ من والدتها فقد فارقت الحياة فورا من جراء الطلقة الأولى التي اخترقت رأسها من الجانب ومالت على الطفل الجالس بجوارها محاولة حمايته دون فائدة فقد اخترقت صدره الصغير رصاصة جعلته يفارق الحياة ورب هذه الأسرة المسكين شاهد موت أسرته وصديقيه ومن ثم تم إخراجهُ من السيارة وتعريضه لضرب مبرح قبل أطلاق النار عليه من قبل عصابة ايطاليه تبعته لتأخذ ثأرها من عائلته لم يسنح لها الوقت لمتابعة القراءة أو مشاهدة المزيد من الصور التي كانت قد نشرت بالصحف حيث شعرت باقتراب أحدا من غرفة نوم جدها فأسرعت بإعادة كل شيء إلى مكانه بيدين مرتجفتين ووجه شاحب فما عرفته كان صدمه كبيره لها جعلتها تنعزل لمدة عن الجميع حتى بدأت تحاول أن تنسى ما قرأته ورأته دون فائدة ومنذُ تلك لليلة والكوابيس تراودها لم تجرؤ على أعادت الكره وقد سنحت لها الفرصة عدت مرات بترك جدها لمفاتيحه بالمنزل ولكنها لم تجرؤ حتى بالتفكير بهذا أنها ترغب لو عادت بها الساعات حتى لا ترى أو تعرف شيئا عن هذا الأمر تقلبت من جديد بالسرير وهي تبلل شفتيها الجافتان بلسانها أهذا ما جعل جدها يطلب من اليكسيس الاعتناء بها فهو يحاول حمايتها دائما ويبالغ في ذلك أغمضت عينيها كيف له أن يتقبل فقدانها وقد فقد ولده الوحيد وزوجته ومن قبلهم جدتها التي ماتت بالسرطان الذي فاجئها وأد الطفل الأول لوالديها الذي لم يتسنى له العيش سوى بضعة أشهر لولادته ضعيفا ابتلعت ريقها لقد فقد جدها الكثيرين في حياته كيف لم تفكر أنه يعاني وقد أتعبه هذا الدهر بمصائبه التي تتلاحق شعرت بالندم العميق يغزو صدرها لعنادها معه كان عليها أن تكون أكثر تعقلا لقد أرهقته جدا .......
- صباح الخير أنتِ مستيقظة باكرا اليوم
حركت رأسها نحو مارينا التي دخلت غرفتها وهي تقف أمام زجاج الشرفة شاردة
- صباح الخير
تأملتها مارينا وهي تضع صينية الطعام جانبا وتقول بعد أن عادت شيفا لتحدق أمامها دون تركيز
- لا يبدو انك حصلت على كفايتك من النوم ( هزت رأسها بحركة خفيفة موافقة وهي تهمس )
- استيقظت منذ الرابعة ولم أستطيع العودة لنوم
- بسبب .. بسبب بعض الأحلام
تجمد جسدها لقول مارينا المترددة وحركت رأسها نحوها ببطء ثم استدارت إليها وهي تمسك بطرف روبها الحريري متسائلة
- عن أي أحلام تتحدثين
- ما كان علي التحدث بالأمر .. ولكني سمعت نورما تقول أنك تتحدثين أثناء نومك أحياننا بسبب بعض الأحلام المزعجة وقد مررت من جوار غرفتك ليلا وسمعتك تتمتمين ببعض الكلمات الغير مفهومه فظننت أنه .. انه
-  لم تظني شيئا مارينا ولم تسمعي شيئا أيضا ( قاطعتها بسرعة رافضه الفكرة التي أفزعتها وأضافت مغيره مجرى الحديث )  ولم بقيت هنا البارحة
- أقوم ونورما بتنظيف الغرف المغلقة وقد تأخرنا في العمل فبقيت هنا
- أين القهوة
 قاطعتها بانزعاج وهي ترى الطعام في الصينية فأجابتها نورما التي تهم بدخول الغرفة وهي تحمل باقة جديدة من الورود
- طلبت منها أعداد الطعام أنت بحاجه له أكثر من القهوة
- أذهبي مارينا وأحضري لي كوبا كبيرا من القهوة أنا بحاجه للاستيقاظ أولا ثم أتناول الطعام ( تحركت مارينا مغادره فأضافت شيفا وهي تسير نحو الباقة ) لم يكتب شيئا بعد ( وسحبت البطاقة وفتحتها لتهتف ) لقد غير شيئا على الأقل ( وأدارت البطاقة نحو نورما لتنظر إليها وهي تستمر ) رسم أحدى ورقات الوردة وهي تبتعد عنها ولكن هذا غريب ( وعادت لتحدق بالوردة وقد سقطت عنها أحدى ورقاتها واستقرت بعيدا عنها فعقدت حاجبيها مفكره ثم قائله ) ماذا يعني هذا
- لا أعلم آنستي ولكن بلا شك أن الذي يرسل كل هذه الباقات دون أن يشير إلى نفسه لابد وأن يكون شخص غريب الأطوار
- أنه كذلك دون شك ( وحركت الورقة بيدها علها تستنتج شيئا من هذه البطاقة قبل أن تقذفها قائلة ) أصابني الملل من هذا الرجل أنه جبان جدا
- أرفض استلام المزيد من الباقات ( تحركت نحو المقعد لتجلس وهي تجيبها )
- قلت أني أشعر بالملل ولكن فضولي مستمر أريد أن اعلم متى سيمل من إرسالها
- كما تريدين .. لقد اتصلت بك الآنسة شولتز البارحة وأرادت الاطمئنان عليك
- اليان متى عادت
- أعتقد البارحة لأنها قالت أنها وصلت للتو وسمعت الخبر
تناولت سماعة الهاتف المجاور بيدها المصابة وضربت أرقاما تحفظها عن ظهر قلب
- اجل
- هذه أنت حقا متى عدت
- شيفا .. أهذه أنت
- أجل ومن بإمكانه إزعاجك غيري في هذا الوقت
- يا ألاهي لقد افتقدتك وأنا بشوق لرؤيتك
- لا أصدق ذلك فمن كان بنزهة حول أوروبا لن يتذكر أحدا
- الم أرسل لك بطاقة جميله شيفا
- أنها جميله علي الاعتراف ولكن من هو الشاب الذي يقف على يسارك بالبطاقة
صاحت اليان بحماس
- أرئيتي كم هو رائع ألم تعرفيه
- وهل علي معرفته لا يبدو لي مألوفاً
- أنه كذلك هيا حاولي ( وإمام صمت شيفا وهي تتذكر تلك الصورة التي أرسلتها لها اليان أضافت ) شيفا يا عديمة الثقافة انه رولان
- رولان ... أليان لا يبدو لي الاسم مألوفاً
- يا ألاهي لا تدعي أحدا يسمعك أنه رولان مصمم الأزياء المعروف ولقد كان لي الشرف بعرض بعض تصميماته
رفعت شيفا حاجبيها قائله
- آه ألان فهمت مصمم أزياء عزيزتي أنا لا شأن لي بمهنتك  فعذريني لعدم معرفتي بها 
- أنت مستحيلة كما كنت دائما ( قالت اليان وهي عارضة أزياء مهووسة بالموضة ثم أضافت )
كيف حال جدك لقد سمعت الإخبار فور عودتي أرجو أن يكون بخير
- أنه .. بخير
- كنت أنوي أن أعرج عليك ولكن لدي بعض الالتزامات التي لم استطع التخلص منها
- لا بأس أراك بعد أن تنهي أمورك وسأدعك لتعودي لنوم
- حسنا سأعاود الاتصال .. إلى أللقاء
عند وصولها المستشفى مرت على الطبيب ويكفورد الذي كان واضحا وصريحا حول مدى خطورة حالة جدها وان أراد أستعادة عافيته عليه أن يكون بمنتهى الحذر لا ضغوطات لا إرهاق لا عمل ولا لا لا , تناولت كوبا من القهوة وهي تسير في الممر نحو غرفته وتفكر في كيفية أقناعة بهذه الأمور أنه لا يستطيع العيش دون عمل توقفت أمام النافذة تتأمله وما زال على حاله ثم التفتت حولها ونظرت بالممر عليها الاعتراف أنها افتقدت اليكسيس فهو لم يكن يغادر المستشفى والبارحة غادر ولم يعد واليوم غير موجود هذه أشارة حسنه ربما بدء يفقد الأمل بالاستفادة بالمزيد من جدها أخرجها من أفكارها اقتراب الطبيب وبرفقته الممرضات ليدخلوا لغرفة جدها واشتد تركيزها عندما شاهدت الطبيب يتحدث مع جدها أنه مستيقظ أخرجت نفسا عميقا بارتياح وهمت بالتحرك نحو الباب إلى أنها تراجعت وأجبرت نفسها على البقاء بالخارج مكتفيه برؤيته من خلال هذا الزجاج الفاصل عليها عدم رؤيته ألان يجب أن يبقى هادئا ولا يحاول الحديث فأخر ما تريده أن تكون سببا لقلقه أخذت تنقل نظرها بين جدها والطبيب وزادت بتأمل وهي تشاهد الطبيب يحاول تهدئة جدها الذي أمسك بيده بقوى فشعرت بالخوف وأرادت الدخول ولكن الطبيب بدء يتمتم بعض الكلمات له وشاهدت رأس جدها يهز بالنفي وبدا أنه يحتد فقام الطبيب بإعطائه حقنه لتهدئته وقفت قرب الباب وهي تضم ذراعيها إليها حتى تخفي ارتجافها وما أن أطل الطبيب حتى حرك رأسه لها قائلاً
- أنه عصبي جدا وهذا سيء لحالته
- ما الذي يزعجه
- يريد رؤية المدعو اليكسيس
- اليكسيس ( همست باسمه وهي تشعر بماء باردة تسكب عليها )
- أعطيته حقنه مهدئه وسيستغرق بالنوم لبعض الوقت .. وضعه لا يحتمل أن يثور أو يغضب ( أخذت الدموع تتجمع بمقلتيها لتلمعان والطبيب يتحدث ) قد يفيده رؤية هذا الشخص وربما يكون دافعا له كي يستعيد قوته بسرعة
- ألم يطلب رؤيتي
- كل ما طلبه رؤية اليكسيس أهو ابنه ؟
هزت رأسها بالنفي وهي تبتلع ريقها فأنسحب الطبيب مبتعدا ليكمل جولته بينما أسندت ظهرها على الحائط خلفها وقد تعلقت عينيها الدامعتان بالمقعد الفارغ لما يحدث هذا لما أغمضت عينيها ببطء محدثه نفسها بالتعقل وفصل مشاعرها عما يحدث لجدها ألان فرغم كل شيء هو من اعتنى باليكسيس طوال هذه السنين فتحتهما ورمشت لتمحي أثار الدموع وهي تأخذ نفسا عميقا لتهدأ حسنا عليها إحضار اليكسيس ألان أين هو عندما تحتاجه أن أستيقظ جدها ألان وطلب رؤيته من جديد عليه أن يكون هنا تلفتت حولها بالممر مفكره أين ستجده أنها حتى لم تعرف عنه شيئا حركت يديها لتدسها بشعرها الذي تركته يهدل بحريه على ظهرها وأبعدته إلى الخلف ثم عقصت شفتها السفلى مفكره وقد طرأت لها فكره فتوجهت نحو أحدى الممرضات لتسأل عن المعلومات التي كتبت بملف اليكسيس عند دخوله المستشفى وعندما لم تجد عنوانه أو رقم هاتفه تساءلت عن أغراض جدها عند تعرضهِ للحادث فتوجهت مع إحدى الممرضات إلى حيث أغراض المرضى محفوظة لتتناول محفظة جدها وتبحث بها عن دفتره الخاص والذي لم تستطيع الوصول له يوما لتتفقد أرقام الهواتف إلى أن وقع نظرها على رقم مدون دون أن يكتب لمن فاتجهت نحو الهاتف وضربت الأرقام التي أمامها
- أليك للهندسة تفضل ( رمشت جيدا عند سماعها صوتا أنثويا ناعم يتمتم هذا الشعار ) صباح الخير أليك للهندسة تفضل
عاد الصوت ليقول أمام الصمت فهمت شيفا بإغلاق الخط إلى أنها توقفت قائلة بشك وتردد
- عفوا .. اليكسيس سلفاد موجود
- السيد سلفاد لم يحضر بعد الديك موعد معه
- موعد آه لا..إذا هو يعمل هنا
- أرجو المعذرة
- كنت .. كنت أريد الحصول على موعد معه متى يحضر
- سأحدد لك موعدا ليوم الغد في الحادية عشره أيناسبك هذا
- اليوم أريد موعدا اليوم
- لن يحضر
- هل تستطيعين إذا إعطائي عنوانه
- عنوانه ( تمتم الصوت بنعومة والحيرة بادية فيه )  
- أجل عنوان منزله فيجب أن أراه الان لأمر طارئ ومهم جدا لشخص مريض يرغب برؤيته ولا أعتقد أنه سيسر أن علم أنك رفضتي طلبي
- حسنا
بدت متردد قليلا ثم قامت بإعطائها عنوان منزله , أوقفت سيارتها أمام المبنى الذي يسكنه اليكسيس بحسب إرشادات السكرتيرة في أليك للهندسة أهو مهندس أم ماذا لقد بدأت تعلم على الأقل بماذا استخدم بعض المال الذي يقدمه له جدها ترجلت من سيارتها واقتربت من مصعد المبنى ضغطت على الزر الخامس وهي تتنفس الصعداء لو قال لها احدهم هذا الصباح أنها ستحضر إلى شقة اليكسيس لتطلب منه الحضور لرؤية جدها لتهمته بالجنون ولكن أن كانت هذه رغبة جدها فستحققها له حتى لو كانت على حساب كرامتها خرجت من المصعد ووقفت بجوار باب الشقة أخذت نفسا عميقا ورفعت رأسها بكبرياء وطرقت على الباب طرقة واحدة ثم عادت لتطرق مرة أخرى قبل أن تعيد يدها نحو حقيبتها مخفيه توترها شعرت أن الوقت يمر دون أن تسمع شيئا فعادت لتحرك يدها إلى أن صوتا مبحوحا جاء إلى مسامعها وهو يقول
- قادم ( جعلها تعيد يدها لتقبض أصابعها على حقيبتها والباب يفتح وما زال الصوت يقول ) أجل من هناك مـ ( لم يتم الشاب ذا الشعر الأشعث والبيجامة المكرمشة قليلا جملته لتعلق عينيه بشيفا الواقفة أمامه فتوقفت يده التي كان يرفعها ليدسها بشعره بالهواء ثم حرك نظره ببطء ليلمحها بنظره من رأسها إلى أخمص قدميها ثم عاد بنظره نحو وجهها وما زالت يده في الهواء وفتح فمه قبل أن يهمس وهو يفيق إلى نفسه وينزل يده ) لابد أنك تقصدين شقه أخرى
- أليست 22
قالت بنفاذِ صبر فهز رأسه بالإيجاب وهو ينظر إلى الرقم المكتوب على باب شقته وكأنه يحاول التأكد
- أجل أنها 22
- إذا أجد اليكسيس سلفاد هنا
- اليكسيس آه أجل أنت تريدين اليكسيس بالتأكيد فأنا لا يحضر لزيارتي .. تعرفين ما أعني ( قال أمام وجهها الجاد بارتباك وقد بدا مضطربا ثم أشار بيده إلى الداخل وهو يبتسم بارتباك ) تفضلي بالدخول ( وتراجع ليسمح لها بالدخول ففعلت وجالت بنظرها بأرجاء الصالة التي تعمها الفوضى فأغلق توماس الباب وأسرع بالتخطي عنها ليجمع بعض الأوراق المتناثرة حول المقاعد وهو يقول ) سأوقظه لك في الحال فالقد كانت الليلة الماضية شاقة ولم ننم ألا في ساعات الصباح ألأولى تفضلي بالجلوس
وأشار إلى مقعد قام بسحب سترته عنه ومازال يتلفت حوله للفوضى التي تحيط به والارتباك يتملكه فهزت رأسها بالنفي
- أشكرك أنا على عجله من أمري
- حسنا سأوقظه حالا
ودخل بسرعة من باب موجود بطرف الصالة أغلقه خلفه فحدقت باشمئزاز بالصالة المقاعد في حاله جيده ولكن الفوضى التي حولها جعلتها تبدو رثه فقميص ابيض مرمي على أحداها وحذاء قرب الطاولة بجواره جوارب وأكواب متناثرة في كل مكان وآثار لبعض الطعام المتبقي بالأطباق وأوراق وملفات مختلفة الألوان موضوعه في كل مكان أوراقا كبيره ولابد أن تكون تخص الرسم المعماري مجموعة على أحد المقاعد الكبيرة والستائر مغلقه ما جعلها تشعر بالاختناق
- لم أفهم كلمة واحدة منك من هي
- نسيت سؤالها هيا أسرع ( قال توماس وهو يغلق الباب خلفه وقد خرج ألا أنه أبتسم بحرج وهي تنظر إليه ثم أقترب متسائلا وهو يتحرك ثم يتوقف بشكل مفاجئ ) ماذا تحبين أن تشربي
- لا شيء أشكرك
- كنت سأعد بعض القهوة
- لا شكرا   
 أجابته من جديد مدعية الابتسامة وسرعان ما أخفتها ففرك يديه معا وحرك عينيه بحيرة ثم كمن تذكر شيئا مد يده نحوها وسار باتجاهها قائلا
- نسيت أن أعرفك بنفسي أنا توماس ويلز ( صافحته بجمود واكتفت بإظهار ابتسامة متكلفه فحرك توماس رأسه حوله ثم تحرك نحو أحد المقاعد ليرفع عنها الملفات وهو يقول ) تفضلي بالجلوس
- أشكرك أشعر بالراحة هنا
أصرت بأدب ومازالت واقفة في مكانها فرفع يده نحو شعره محاولا ترتيبه وهو يقول
- أنا صديق اليكسيس و ونحن نسكن معا هنا نتشارك المنزل منذ مده طويلة .. و.. وماذا عنك
- أرغب برؤيته ألان فقط 
قالت باقتضاب رافضه إعطائه أي معلومة أكثر ثم حركت عينيها نحو الباب الذي فتح وأطل منه اليكسيس وهو يحاول إغلاق أزرار قميصه الأزرق بدت الدهشة في عينيه لرؤيتها مما جمده لثانيه ثم تحدث وهو يقترب ببطء
- أحدث شيئا لروبرت
- ليس بالقدر الذي تخيلته
- مازال على قيد الحياة إذا
قال بتنهيدة ارتياح فأجابته من بين أسنانها المشتدة رغم محاولتها أن تبقى جامدة ومحافظه على هدوئها
- هل خاب أملك ( حدجها بنظرة غريبة من بين أهدابه الكثيفة ثم حرك رأسه نحو توماس قائلا )
- أتعد لنا القهوة
هز توماس رأسه موافقا وتحرك مغادرا فعاد نحوها قائلا ومازالت أصابعه تغلق أزرار قميصه
- ما الذي أحضر الآنسة كليبر إلى منزلي المتواضع
شدت فمها تدعي الابتسام كانت تتوقع سخريته منها عند قدومها ولكنها لن تسمح له بإغضابها لهذا أجابته باقتضاب
- جدي يرغب برؤيتك
- أستيقظ إذا ( سألها باهتمام وقد أنهى إغلاق آخر أزراره فهزت رأسها بالإيجاب فتحرك مبتعدا وهو يتجه نحو غرفته قائلا ) هل .. وضعه أفضل
- لا .. وقد يجري عملية عما قريب ( تجمد عند باب غرفته عند قولها ثم تحرك ليدخلها قائلا )
- ألم يقل الطبيب أن من الأفضل له عدم رؤية أحد في الوقت الراهن
- فعل
- إذا لم رأيته أم ترغبين بأن يتعرض لنكسه أخرى
حركت فمها لتطلق الكلام الذي تزاحم على إطراف شفتيها إلى أنها أمسكت نفسها بقوة وأجابته بأدب كبير وأعصابها مشدودة
- لم أره
أطل من الغرفة ناظرا إليها باستغراب ولكنه لم يتحدث عما يفكر به بل نظر نحو باب المطبخ قائلا
- توماس أتذكر أين وضعت حذائي
رفعت عينيها إلى أعلا وعقدت يديها معا بينما أجابه توماس
- أن كنت أنت لا تذكر أنا سأفعل ( تلفت برأسه بحيرة فقالت شيفا بنفاذ صبر )
- قرب المقعد
- ارجوا المعذرة ( تسأل ونظره يتوقف عليها فأشارت بيدها نحو حذائه قائله بنفاذ صبر واضح )
- أنه قرب المقعد أرتديه وهيا لا وقت لدي لأضيعه أكثر هنا ( وتلفتت برأسها حولها باختناق مضيفة ) أن الجو يجلب المرض لابد أنه ملوث  
أغلق شفتيه كي لا تفلت منه ضحكة ممتعة رغب بإطلاقها وتحرك نحو حذائه وقد حمل جوارب جديدة وجلس على المقعد ثم وقف ليبعد الملفات التي جلس عليها وعاد للجلوس ليرتدي جواربه بروية اطل توماس وأقترب منها وهو يحمل صينيه عليها ثلاث أكواب من القهوة قدمها لها فنقلت نظرها عن الأكواب إليه فأبتسم لها مما جعلها تتناول أحد الأكواب بإصبعين من فوق وما أن استدار ليقدم اليكسيس الكوب الأخر حتى وضعت الكوب من يدها على أقرب طاوله لها فقال اليكسيس وهو يرشف القليل من كوبه وقد لاحظ تصرفها
- لقد أعطينا انطباعاً للآنسة بأننا في منتها القذارة ( تلفت توماس حوله قائلا )
- أن الفوضى كثيرة لو كنا نعلم أن .. ارجوا المعذرة لم تعرفيني على نفسك بعد 
- كليبر .. الآنسة كليبر
أضافت مشددة على قولها مما جعله يستمر بحيرة لتقديمها لنفسها بهذا الشكل
- لو عرفنا أنك ستقومين بزيارتنا لتداركنا الموقف
وقف اليكسيس وقد انتهى من ارتداء حذائه وربت على كتف صديقه قائلا
- لا عليك فالآنسة من التواضع بحيث تقدر الموقف
حرك توماس نظره نحو اليكسيس كمن يقول له انه لا يصدق فقالت شيفا مقاطعة إياهما
- أن كنت انتهيت فهيا بنا فلا تعتقد أن جدي لديه القوة لانتظارك أن أستيقظ
- هيا بنا قال ( وهو يتلفت حوله ويضيف ) أين مفاتيح سيارتي
تحرك توماس بسرعة ليبحث على المقاعد بينما قام اليكسيس بالبحث على الطاولة الكبيرة الممتلئة بالأوراق فهتفت شيفا وقد فتحت عينيها جيدا
- بربك أن كنت تنوي حقا البحث عن مفتاحك بهذه الفوضى فلا أمل لنا بالمغادرة اليوم
-  امعك سيارة ( سألها وقد توقف عن البحث وأضاف قبل أن تستطيع أجابته ) وكيف لا فأنت الآنسة المدللة ( ضاقت عينيها لسخريته فسار نحوها وتخطى عنها فاتحا الباب وقائلا ) أن كنت ستبقين واقفة لن نذهب اليوم
استدارت نحوه ببطء ثم سارت وتخطت عنه لتلتزم الصمت والمصعد يهبط بهما بينما أنشغل اليكسيس بترتيب شعره بالمرآة الموجودة فحدقت به وهو يتأمل الضمادة التي تلف جبينه باهتمام فقال بمرح وهو يلاحظ أنها تنظر إليه
- لم يسعفني الوقت لتحسين هيئتي
وعاد ليدخل أصابعه بشعره مصففاً إياه فرفعت عينيها إلى الأعلى من جديد أن هذا الرجل الذي يقف معها ألان ليس بكامل قواه العقلية مثله مثل صديقه الذي بالأعلى والذي دون شك يعاني من اضطراب ما
- ماذا حدث للمرآة تساءل باهتمام ( وهو يجلس بجوارها بينما كانت تنطلق بسيارتها وأضاف ) عليك بالحصول على مرآه جديدة وألا تعرضتِ للمخالفة
- دمرها سائق متهور  
أجابته باقتضاب وهي تركز على الطريق أمامها فحرك رأسه نحوها مفكرا بعمق قبل أن يقول دون سخريته المعهودة
- هل كنت قريبة من تلك السيارة
- كنت قريبة ( كررت جملته بتذمر مضيفة ) قل أني كنت قريبة حتى كاد يدهسني لولا عودتي السريعة لسيارتي لوجدتني أرقد بجوار جدي ألان
- رائيتي السائق أو تـ
- جئت سعيا لراحة جدي فقط فلا أريد أن يتعرض لمزيد من ألانفعالات وليس لتبادل الحديث معك ( قاطعته قائله )
- حقا ولكني لا أصدق ذلك ( نظرت إليه لتلمحه بنظرة سريعة قبل أن تعود إلى ما أمامها لقوله الواثق وهي تضم شفتيها بتعالي فأضاف أمام صمتها ) كان الهاتف أقرب إليك
- ومن أين كنت سأحضره برأيك
- من نفس المكان الذي أحضرت منه عنواني 
- لو كان بإمكاني الحصول على رقم هاتفك لكنت وفرت على نفسي هذه المشقة
- لم لا تعترفين بالحقيقة أم أن هذا الأمر أيضا تتعالين عليه
- من الأفضل أن تلتزم الصمت
- حقا ولكني لن أفعل آنسه كليبر وعليك أن تعذريني فأنا حيث نشأت لم يقوموا بتعليمي قواعد الحديث لهذا أنا أتحدث على سجيتي وأتوقف متى يحلو لي وعليك الإقرار بأنك رغبتي بالحضور إلى منزلي حتى تري ما أفعله بمال جدك وكيف أبذره أليس هذا ما كان يجول بفكرك ( رمقته بنظرة حادة وسرعان ما أدعت للامبالاتها بما يتحدث عنه مخفيه مفاجئتها لمعرفته به فأشاح اليكسيس بنظره عنها نحو النافذة لثواني ثم هز رأسه بيأس قائلا ) قابلت بحياتي العديد من الناس ولكن بصدق لم التقي حتى اليوم بواحدة مثلك
- أنت لم ترى شيئا بعد
همست بخفة وكأنها تحدث نفسها وهي تركز على القيادة ولكن الوعيد كان ظاهرا بصوتها مما جعله يتساءل بتعجب
- تهددينني ( لمحته بنظرة جديدة وظهرت ابتسامة على طرف شفتيها فحرك يده ليضعها على ظهر مقعدها ليطرق بأصابعه وهو يحدق بها مضيفا بهدوء ) لقد أكثر روبرت بتدليلك
- هذا ما أقوله عنك
- أن ما فعله روبرت أمرا لن أنساه طوال حياتي ولكن بالتأكيد لم يكن تدليلا انتبهي أمامك
( صاح فجأة وقد لاحظ سائقا يسير باتجاههم بطريقه متهورة فحاولت تفاديه بسرعة ألا أن اليكسيس أمسك بالمقود بسرعة وأبعد السيارة بشكل جنوني نحو الرصيف وهو يقول ) أضغطي الفرامل
فعلت ما طلبه لتتوقف السيارة بقوة وبشكل مفاجئ جعلهما يتمايلان للإمام بعنف فأسرع اليكسيس بتثبيتها وأطفئ محرك السيارة ونظر إليها وهو يتنفس بسرعة وقد جحظت عينيها برعب ووضعت يديها على فمها مانعة صرخة رعب من الانطلاق وقلبها يخفق بشكل جنوني داخل صدرها
- أصابك مكروه
سألها لمنظرها الفزع ولكنها لم ترمش بل بقيت تحدق به بذهول وأبعدت يديها عن فمها وأشارت بها إلى الخلف هامسة بخوف
- أقسم بحياتي أنها السيارة التي كادت تصدمني أمس
نظر اليكسيس بسرعة إلى الخلف عله يرى ذلك السائق الذي كان يسر نحوهم بشكل خطير ولكنه كان قد اختفى فأعاد بنظره نحوها وهو يجلس جيدا في مقعده قائلا وقد أغمقت بشرته بشكل ملحوظ
- لا أعتقد ذلك يـ .. يوجد الكثير من نوع هذه السيارة أنها منتشرة بشكل كبير ( وفتح الباب ليخرج ثم يلتف حول السيارة ليفتح بابها مضيفا ) دعيني أقود ( ولكنها لم تتحرك أن تفكيرها منصب على ما حدث لها فعاد للقول بنفاذ صبر ) قد يستيقظ جدك ولا يجدني
حركت رأسها نحوه متفاجئه من وجوده هناك وقائلة
- ماذا قلت
- دعيني أقود عنك
قال وهو يساعدها على الترجل فلم تعترض وجلست بالمقعد المجاور وغرقت بالصمت وقد تحرك بسيارتها
- هل من .. المعقول أن هذا ... السائق يتعمد ( ثم نظرت إلى اليكسيس مضيفة باستغراب ) أتعتقد أنه يتبعني
- أنت تهولين الأمر .. أنه مجرد ثمل وهذا واضح من طريقة قيادته .. ألا إذا كان لك أعداء فهل لك أعداء
- أعداء .. أبدا .. لم أؤذي أحدا بحياتي
- أنت واثقة 
- أجل واثقة ( أجابته بحدة رافضة رنة الشك بصوته ثم أضافت بعد أن تنبهت مع من تتحدث ) لا أعتبر أي إنسان عدو لي سواك
تجمد للحظة قبل أن ينظر إليها قائلا بسخرية بعيدة عن المتعة
- كان علي التأكد من وجودي بعيدا عنك عندما نويت التخلص منك 
- أتجد الأمر ممتعا
- بل أنت تحملين الأمر اكبر من حجمه
أهو محق انه كذلك أنها تبالغ فالبارحة لم تتأكد من لون السيارة ولكن بدا لونها اسود كهذه أغمضت عينيها أنها متوترة لم حدث لجدها لهذا هي مضطربة إنها بحاجة لراحة نظر أليها اليكسيس ليجدها مغمضة العينين وقد أسندت رأسها على المقعد وهي تحاول الاسترخاء ثم عاد تركيزه على القيادة وهو يتذكر حديث روبرت معه في المستشفى ذلك اليوم عندما طلب منه أن يخرج الجميع ليجذبه إليه و يهمس له بإعياء شديد
- أرادوا إيذائي تعمدوا إيذائي
- ماذا تقول من يريد إيذائك
- وصلتني رسائل تهديد واعلم .. أن الحادث متعمد
- حسنا .. أهدأ أهدأ علي أعلام الشرطة بمـ ( إلا أن روبرت قاطعه وهو يشد على يده بقوة )
- لا .. لا.. ت.. فهم أنا لا أريد .. أن .. يعلموا اليكسيس .. شيفا بخطر
صدمه هذا القول وحدق بظهر شيفا المستندة على الزجاج ثم همس بجدية  
- أصغي إلي أن كانت حفيدتك بخطر وما حصل لك مقصود فعلي إبلاغ الشرطة بهذا الأمر لتحصلوا على الحماية
- لن يستطيعوا شيئا .. أريد شخصا يتابعها
وتوقف روبرت محاولا أخذ نفسا عميق فربت اليكسيس على كتفه مهدئا ومطمئنً 
- لا عليك هدأ من نفسك ستكون بخير ( ألا أنه هز رأسه بإعياء قائلا )
- أريد حمايتها ( هز اليكسيس رأسه له مشجعا وقائلا )
- لا تقلق سأتدبر الأمر أعدك بهذا ( وعندما حاول روبرت الحديث من جديد أكد له اليكسيس ) أعدك بتدبير الأمر والأن أسترخي هيا حاول
 فهمس له روبرت بإعياء
- أنا اعتمد عليك
رفع اليكسيس يده ليدسها بشعره ويبعده عن جبينه وعاد ليلمح شيفا ليجدها مازالت على جلستها أكان روبرت على حق أعتقد أنه يبالغ بسبب تعرضه لذلك الحادث رغم أنه لم يحدثه سوى بهذا الأمر حتى المرة الثانية التي رآه بها وقد سأله عما فعله فأعلمه أنه يبحث عن شخصا مناسب يقوم بهذه المهمة ولكن المفاجئة كانت عندما قابله للمرة الثالثة وأعلمه بأنه لا يرى شخصا مناسبا أكثر منه ليبقى بجوارها خاصة وأنها قد تعرضت لمحاولة دهس للتو فحاول التملص بلباقة فهو لا يستطيع وعد روبرت بما لن يفعله وأعلمه انه تعرف إلى أشخاص يمكنهم فعل هذا فهي مهنتهم ألا أنه أحتد عليه حرك اليكسيس رأسه رافضا تذكر تلك الحادثة أن مجرد الشعور بأنه السبب لم أصابه ألان يؤلمه أنه مدين له بالكثير الكثير أوقف السيارة بجوار رصيف المستشفى ففتحت عينيها ببطء محدقة بما أمامها بهدوء وقد استعادت اتزانها لتقول بهدوء دون أن تنظر إليه
- أرجو أن لا يعلم جدي بهذه الحادثة فهو كثير القلق علي و ... و أعتقد أني بالغت بردة فعلي
وفتحت الباب وخرجت فتبعها بصمت وعند وصولهم إلى غرفته أشارت نحو الباب وتوجهت نحو المقعد لتجلس قائلة
- أنه بانتظارك على ما أعتقد
- ألن تريه  
سألها مترددا في الدخول وتركها بالخارج وهي بهذه الحالة النفسية الصعبة فهزت رأسها بثقة بالنفي قائلة  
- لا.. ولكن أرجو أن تكون ودودا معه فهو لا يحتمل أثارت غضبه أو مشاعره ألآن .. أوصل له تحياتي
هز اليكسيس رأسه بالإيجاب ودخل بينما أخذت نفسا دخل بصعوبة إلى رئتيها رافضه أن تضعف الان عليها الصمود أنها تجرح نفسها بكل كلمة قالتها له ألان مدعيه أن ألأمر عادي بالنسبة لها ولكن لا أنه بعيدا جدا على أن يكون عادي
- أمازلت نائما
همس لروبرت وهو يربت على ذراعه برفق فتحركت جفون روبرت ثم فتح عينيه ببطء ليحدق بأليكسيس الواقف بجواره وهمس بصعوبة
- لم .. تأخرت .. أنا بأنتـ .. ظارك منذ وقت
- أعتذر فالقد كنت أعمل طوال الليل ولم أنم ألا في ساعات الصباح .. أنا جدا متأسف لما حصل
- شـ ..شـ .. بني ( قاطعه روبرت فأبتسم اليكسيس وأجابه برقة )
- كما تريد يا أبي
ابتسم روبرت عند قول اليكسيس ذلك وحرك راحت يده يبحث عن يد اليكسيس فوضع اليكسيس يده القوية بيد روبرت وضغط عليها فقال روبرت
- كنت لي بمثابة ألابن الذي فقدته اليكسيس
- أعلم هذا ولهذا لن أسامح نفسي لم سببته لك 
- ما كان علي أن أحتد كان علي أن أعلمك ما يجري لا أن
 أخذ يتحدث ببطء وصوت خافت فقاطعه اليكسيس 
- لا عليك الان لا تجهد نفسك غدا تشرح لي ( إلا أنه ضغط على يد اليكسيس وهز رأسه بالنفي )
- لا وقت لدينا 
- لا تقل هذا فأنت تتعافى
- أنا أتحدث عن شيفا اليكسيس أنها حفيدتي أنها آخر فرد لي من أسرة منكوبة ولا أحتمل مجرد فكرة تعرضها لأي خطر
- لا تقلق بشأنها سأعتني بها ( بدت عيني روبرت ضيقتين جدا وقال بصعوبة بالغة )
- أريد أكثر من هذا
- لا تقلق كل ما تريده سأفعله والان عليك بالراحة
أجابه اليكسيس وهو يختار كلماته بإتقان إلا أن روبرت عاد للقول
- ليس بعد وأنسى أمر الحارس الشخصي فلا فائدة منه .. اليكسيس أنت لا تعرف شيفا لن توافق على هذا وصدقني لن يقبل أحد بالعمل معها لفترة طويلة فالقد فكرت بالأمر منذ بدأت أتلقى رسائل التهديد ( وتوقف عن المتابعة لثواني ليرطب شفتيه ويعود ليضيف بذات البطء ) تلقيت مكالمة هاتفيه صباح الحادث لقد هددني بها يريد ألانتقام مني بها يريد تعذيبي
- أهدأ هدئ من روعك لا خطر عليها ولكن أتعلم من هو
- لا.. لا فكره لدي ألبته في البداية اعتقدتها دعابة سخيفة من أحد المنافسين يتعمد من خلالها أن يشغلني عن العمل 
اخرج اليكسيس نفسا وهو يفكر بهذه الورطة فالشيء المؤكد أن الأمر ليس دعابة وليس صدفة أن تتعرض لمحاولة الدهس مرتين متتاليتين عاد روبرت ليضيف بعد ثواني معدودة من الصمت
- لا أريد أن تتدخل الشرطة بالأمر
- لما لا .. أنها أفضل الحلول
- أنت لا تعرف شيئا أنا لا أثق بهم لقد فعلت مره ولن أعيد الكره أنهم ليسو أهلا لثقة إياك والمحاولة ( وحرك رأسه بإعياء مضيفا ) حفيدتي من الهدوء بحيث لا أستطيع أن أثق بأحد يعتني بها دون أن تقوم بطرده
- هدوء ( كرر اليكسيس قول روبرت وأضاف وهو يفتح عينيه جيدا ) لاحظت ذلك
ظهرت شبه ابتسامة بصعوبة على شفتي روبرت الجافتين وهو يقول
- لقد التقيتما .. كيف كان الأمر فقد كانت بشوقً لمعرفتك
- أظهرت حسن السلوك وضبط النفس بشكلاً يثير الإعجاب ( أجابه اليكسيس ساخرا فتوسعت ابتسامة روبرت فأضاف اليكسيس ) أنها حفيدتك وأنت بغنى عن الشرح لك ما فعلته بي عند رؤيتي .. لما لم تعرفني عليها سابقا
تجمدت ملامح روبرت وبدا الإعياء عليه أكثر فقال متجاهلا سؤال اليكسيس
- هل استطيع الاعتماد عليك ( وأمام صمت اليكسيس أضاف ) أنت الوحيد الذي أأتمنه على هذا ( هم اليكسيس ليتحدث فمنعه بحركة من يده وهو يضيف ) أعلم أنها صعبة المراس ولديها موقفا منك لاعتقادها أني أفضلك عليها ولكني أعرفك وأعرف أنك قادر على حمايتها وتقديم المساعدة لها .. أنها لا تعلم شيئا عما يجري حولها
- لقد أكثرت من تدليلها ( همس اليكسيس بصدق )
- أعلم هذا ولكنها طيبه جدا أنا الذي ربيتها لم يكن لديها والِدان ولا شقيقات ولا أشقاء أنا فقط لا أريد إجبارك  
- لا روبرت لا عليك سأتدبر أمري
- أنت واثق
- أجل ( بدا الاسترخاء والرضا التام على ملامحه  فعاد اليكسيس للقول ) سأدعك الان لتستريح
ألا أنه أوقفه متسائلا
- هل .. هل هي بالخارج
- أجل أنها لا تفارق المستشفى ألا قليلا ( رطب روبرت شفتيه مفكرا ثم قائلا )
- سأمنع زيارتكما لي علها تركز على العمل .. لا تدعها تعلم شيئا عن أمر الرسائل وما إلى ذلك .. أنها .. لا تعلم الكثير من الأمور أنها لم تعلم عنك شيئا حتى عملها بالشركة
- لاحظت ذلك .. ولكن لما لا ترغب برؤيتنا
- أحتاج إلى الراحة منكما معا فالقد أتعبتماني جدا أنت لا تقل عنها عنادا وغباءً أحيانا
- آه أشكر رأيك الصريح .. وألان ستغمض عيناك لتسترخي وتنسى كل المشاكل التي تدور حولك
 - أعتقد أني سأفعل أنقل تحياتي لها
هز اليكسيس رأسه بالإيجاب قبل أن يتحرك خارجا فتعلقت عينيها به عند خروجه أغلق الباب خلفه بهدوء ليقترب منها ببطء جلس بجوارها وما زالت تتابعه بعينيها ولم تستطيع أخفاء فضولها انحنى بجلسته إلى الأمام وقد ركز كوع يديه على ركبتيه وتشابكت يديه معا فهمست أمام صمته
- حسنا ( حرك رأسه نحوها ناظرا إليها فأضافت وهي تحرك حاجبيها ) ماذا أراد منك ؟ ( وأمام صمته وعينيه تنظران إليها بتفكير هتفت ) ماذا
- أنه يريد مني ألاعتناء بك
- ماذا ( هتفت باستخفاف وأضافت ) أمازال مصرا على هذا أيعتقد أني قاصر أحتاج إلى من يعتني بي أنا في الرابعة والعشرين وآخر ما أحتاجه هو أن يعتني بي أحد
- هذا ما حاولت قوله ولكن أتعتقدين أن وضعه يسمح لي بالرفض لقد وافقت طبعا ( وتحرك مسندا ظهره إلى الخلف مضيفا بتذمر ) لو كنت طفله لهان الأمر حقا
- أتعتقد نفسك مضحكا
- لا ولا أجد الأمر مضحكا حتى وبما أنه أعلمني بعدم رغبته برؤية أي أحد منا في الوقت الراهن فسأذهب لعملي
- ماذا تعني عدم رغبته برؤية أحدا منا ( وقف اليكسيس مجيبا إياها )
- لقد أوضح لي الأمر بهذا الشكل أحتاج إلى الراحة منكما معا ( وحرك كتفيه مستمرا ) لا يريد رؤية أحدا منا
- لم .. لم يطلب رؤيتي ( تساءلت بصوت مخنوق فوضع يده بجيب بنطاله وهو يقول )
- بعث لك تحياته فقط ( بقيت عينيها متجمدتان للحظة ثم وقفت ببطء ورفعة رأسها بكبرياء قائلة )
- حسنا.. أشكرك لإعلامي ما أراده وعلي أعلامك أن لا داعي أبدا لمحاولتك العناية بي فقط أبتعد عن طريقي وسيكون الأمر على ما يرام والان أسمح لي فلدي الكثير من الأمور المتراكمة
وتخطت عنه مغادره بخطوات ثابتة فتابعها مفكرا وهو يضع يده الأخرى بجيب بنطاله ..... 
- جيسي أحضري فورا (هتفت عبر الهاتف ففتح باب مكتبها لتدخل جيسي وتقترب منها بتوتر وقد كان هذا النهار كابوسا لها بسبب مزاج مديرتها ) من حضر ليغطي غياب توم
- برنارد آنستي
- برنارد .. أين أستون
- في مكتبه أرسل خلفه
- لا أطلبي لي كوبا آخر من القهوة
بعد خروج جيسي بقيت لثواني منهكة بالأوراق التي أمامها ثم قذفت القلم الذي تحمله بتذمر وأسندت ظهرها على مقعدها أن حياتها تنقلب رأسا على عقب أمام عينيها وهي تشعر بالعجز لما يفعل جدها معها هذا لما يرفض رؤيتها أيعتقد أن ذلك السلفاد سيكون عونن له أكثر منها أنها من لحمه ودمه كيف تقنعه بهذا ولكن حسنا أن كان هذا ما يريده لن تسأل عنه حتى يطلب رؤيتها بنفسه لن تبالي انشغلت طوال الوقت بالشركة منهكة نفسها وكذلك فعلت باليومين التاليين رافضه ألاستسلام للألم الذي يعتصر صدرها كلما فكرت بجدها
- هناك رجل يريد رؤيتك ألان وهو يصر على هذا
أضافت جيسي وقد نظرت إليها شيفا مستغربة مقاطعتها لها وهي تقوم بالتحدث مع زبونان للشركة وقد خرجوا للتو من غرفة ألاجتماعات وقبل أن تستطيع إجابة جيسي جاءها صوت مألوف وهو يتمتم  
- ها أنتي أخيرا يا لسماء ألا أستطيع إيجادك أنا أبحث عنك منذ ساعة
حركت رأسها بذهول إلى اليكسيس الذي أصبح بجوارها وهو يحرك ورقة بيده بعصبيه فلمحته بنظرة سريعة وقد أزال الضمادات عن جبينه ثم حركت رأسها نحو زبونيها وقد بدا الاستغراب على وجهها قائلة
- أعذروني قليلا
وتحركت ممسكة بكوع يده فوراً وسحبته مما فاجئه وهي تسير لتفتح اقرب باب لها وتقول باقتضاب وهي تدفعه لداخل
- أبقى هنا وسأعود لرؤيتك لاحقا
وأغلقت الباب وقد أصبح داخل الغرفة فأخذت نفسا عميقا واستدارت نحو ضيوفها بابتسامة لتعود نحوهم لمتابعة ما كانوا يتحدثون عنه , حرك اليكسيس رأسه حوله وهز رأسه بيأس من الورطة التي وقع بها تبا لحَظِه أنهُ غارق حتى أذنيه بالعمل لم يفعل روبرت هذا لم يورطه بهذا الشكل وهو يعلم أن لا وقت لديه لقد وعده بالاعتناء بها ولم يحدد الطريقة لم لا يدعه يتصرف لم يفعل هذا به دس يده بشعره من الأمام وهو يحاول تهدئة نفسه وتحرك بهذا المكتب الضخم الفاخر بضيق ثم أقترب من المكتب وهو ينظر إلى الصورة الموضوعة عليه ليشاهد صورة لشيفا فحرك رأسه بنظرة سريعة بالمكتب بفضول أهذا مكتب روبرت أم حفيدته عاد ليحدق بمجموعة الصور الأخرى الموضوعة على المكتب
- أمازال هنا
هتفت وهي تسير نحو مكتب جدها بخطوات ثابتة قويه فقفزت داني عن مكتبها محركه رأسها بالإيجاب وما كانت شيفا منتظره جوابها فقد أصبحت أمام الباب فتحته ودخلت لتغلقه خلفها وتقف مكانها عاقدة يديها بغضب واضح حرك اليكسيس رأسه نحوها وقد وقف قرب مجموعة الصور الموضوعة بزاوية الغرفة تعلق نظره بها دون أن يراها وعينيه تائهتين كمن تعرض إلى ضربه قاسيه فتحرك مقتربا من المكتب ليحمل أحدى الصور قائلا دون ألانتباه لتجهمها
- من هؤلاء
رفعت حاجبيها إلى الأعلى وهي تمعن النظر به ثم تقول وهو لا يبعد نظره عن الصورة التي بيده
- بالتأكيد لم تحضر إلى هنا وتحرجني أمام زبائني حتى تسألني هذا السؤال
- لا لا أنا جاد ( قال لها مما أسكتها فهو لا يبدو على طبيعته أو كما عرفته على الأقل أقترب منها ومازال نظره معلقا بالصورة مضيفا ) من هؤلاء
 حركت عينيها المحدقتان به بريبه لابد وأنه يتعاطى شيئا ما ونظرت إلى الصورة التي يشير إليها ثم عادت بنظرها نحوه قائلة
- وما شأنك بهم
- فقط من هم ( سألها وقد وضع كل تركيزه عليها فحركت كتفيها بحيرة قائلة )
- أنهم والداي
- والداك والداك أنتِ ( تمعنت النظر به لابد وأنه يعاني من شيئا ما فهمست بحذر )
- أجل ما المشكلة ( حرك يده إلى رأسه وهم يقول شيء وعينيه تحدقان بالصورة ثم تحرك بشكل مفاجئ عائدا نحو المكتب والتقط صورة أخرى محدقا بها بإمعان شعرت بالقلق ينسل إليها فما باله يحدق بهذه الصورة بهذا الشكل ما كان عليها إدخاله مكتب جدها اقتربت بحذر منه وعلى ما يبدو قد نسي وجودها وقد وضع تلك الصورة من يده وحمل أخرى يتفحصها فانحنت كما يفعل نحو الصورة التي يتأملها وقد أصبحت بجواره ثم نظرت إليه هامسة بحذر ) أهناك مشكلة بها
- أنها .. أنها .. لا أشعر بالراحة لهذا ( فتحت مقلتيها جيدا وهي تهمس )
- لا تشعر بالراحة ( وحركت نظرها نحو صورة لوالدها وصديقه الايطالي دانيال وهما يلعبان الغولف وهزت رأسها قائلة ) لا أنها لا تشعر براحه يلعبان الغولف
ولكنه لم يكن مصغي لسخريتها بل قرب أحدى الصور التي بالخلف قائلا باهتمام وكل تركيزه منصب على الصورة وأشار بأصبعه نحو والدتها قائلا
- هذه والدتك .. ( وحرك رأسه نحوها مستفسرا ) .. والطفل الذي تحمله هو أنت
- لا أنه شقيقي
- ليس لديك أشقاء
- لدي ( وأشارت نحو صورة والدتها تحمل أد بين يديها قائله ) هذا هو ولكنه توفي
- توفي ( همس بينما أخذت تتابعه بحيرة وقد أدهشها تركيزه الكبير على الصورة وعاد ليقول لها ) وتلك المرأة التي بجوار والدتك من هي
- هل يفيدك هذا الأمر بشيء