انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الأربعاء، 7 مارس 2012

في طريق المجهول 5


والفتاة الأخرى والشابان لتتعلق عينيها ببروس الذي خرج خلفهم وهو ينظر إليها فأشاحت بنظرها عنه وهمت بالدخول إلى الغرفة إلا انه أوقفها متسائلا بهمس
- هل كنت في مالدو هل رأيتك هناك ( لمحته بنظرة سريعة وهي تتخطاه إلى الداخل قائلة )
- لا لم اذهب إلى هناك من قبل ( تابعها بعينيه وهي تدخل الغرفة مفكرا )
- أهناك ما تحتاج إليه
نظر بروس إلى أونيل الذي اقترب منه متسائلا فهز رأسه له بالنفي واظهر ابتسامة خفيفة وهو يقول
- لا أبدا
راقبه أونيل للمرة الثانية ثم نظر إلى الغرفة ليتوقف نظرة على يوليانا ثم يعود إلى بروس ويتحرك نحو المجموعة من جديد , أخذت تنقل الطعام المتبقي برفقة الفتاتان ورغم عدم رغبتها بالظهور من جديد إلا أنها اضطرت إلى ذلك عند تقديم الحلوى وشعور بالامتعاض الشديد يتملكها لاضطرارها لفعل هذا , نظرت كما فعل الجميع إلى الفتاة التي ضحكت وقد اصطدمت بأحد الشبان دون قصد فوقع شرابها على ثوبها والأرض فحركت كتفيها ساخرة من نفسها وهي تقول
- اعتذر ( ونظرت إلى يوليانا مستمرة ) هلا أحضرتي لي منديلاً
وضعت يوليانا الصينية التي بيدها جانبا وأمسكت منديلا قدمته لها فقال سترانس وهو يشير بيده إلى شيلي
- نظفي الأرض أنت
تناولت الفتاة المنديل منها وانشغلت بتنظيف ثوبها بينما عادت يوليانا لتقديم الحلوى للموجودين فتناول بروس طبقه ببطء وهو يقول
- أنت واثقة أني لم أرك في مالدو ( نظرت إليه بضيق متمتمة )
- اجل
وتحركت مبتعدة عنه فاخذ يتناول قطعته وهو يلاحقها والشرود باديً عليه بينما تنفست الصعداء عند عودتها إلى المطبخ.....
- هذا الأمر لا يطاق أبدا فلقد تأخر الوقت وغادرت جميع الفتيات إلا نحن هل حقا علينا الاستمرار بغسل هذه الأطباق
- توقفي عن التذمر وتحدثي بصوتٍ منخفض كي لا تسمعك ميغي ( تمتمت جينا لها )
- وأين هي ميغي فلم أرها منذُ خمس دقائق وهذا أمرا غريب
- أنها تتفقد السيدات أن كُنَ بحاجة لشيء .. خذي هذه الأطباق إلى الخزانة بالصالة وانتبهي كي لا تقع منك فهي باهظة الثمن
تناولت الأطباق من جينا قائلة
- لم ترى ما هي الأطباق الباهظة الثمن بحق فهذه لاشيء إنها مجرد أطباق ليس إلا
- يا ألاهي كم أنت متذمرة
همست جينا بيأس فسارت يوليانا نحو الصالة الخالية وقد حل السكون التام بأرجاء القصر بهذه الساعة المتأخرة وضعة الأطباق داخل الخزانة الكبيرة وأطبقت بابها بهدوء وهي تسمع صوت خطوات بعيدة تقترب فحدقت بزجاج الخزانة أمامها لينعكس لها ظل احدهم وهو يهم بنزول الأدراج أمعنت النظر وتحركت نحو المطبخ قبل أن يلاحظها فلم يبدو مسرورا لرؤيتها داخل القصر لتبادر جينا وهي تسير نحوها بقلق
- السيد أونيل مازال مستيقظا أن سأل عني فأنا قد غادرت منذُ زمن وان وان قال آي شيء بخصوصي اعلميه أن السيد الكبير من طلـ ( تلفتت خلفها وهي تسمع صوت الأقدام التي تقترب أكثر فهمست بسرعة ) انه قادم إلى هنا علي الإسراع ولكن أن قال شيئا اعلميه أنت أنت تعلمين ماذا ستقولين اليس كذلك
أضافت بتوتر لجينا التي تتابعها وقد أسرعت نحو الباب ولكنها لم تصله بالوقت المناسب فأسرعت بالانحناء والاختباء قرب الطاولة الخشبية الموجودة في وسط المطبخ بينما وقف أونيل على الباب متسائلاً وهو ينظر إلى جينا التي تحدق حيث اختبأت يوليانا ثم نظرت إليه
- أين ميغي
- ميغي .. لا اعلم اعتقدت أنها تتفقد السيدات .. أتحتاج شيئا سيدي
أضافت جينا بقلق وهي تراه ينظر إلى حيث اختبأت يوليانا دون أن تتنبه إلى طرف ثوبها الذي يظهر فتحرك نحوه بفضول وهو يقول
- أين هي قريبتك
ابتلعت يوليانا ريقها بتوتر وهي تسمع صوته وخطواته فانحنت أكثر والتصقت بأدراج الطاولة وسارت على ساقيها ويديها لتلتف خلف الطاولة بحذر راقبته جينا وتوترها يتزايد قائلة
- إنها .. حسنا .. أنتَ تعلم
عقدت يوليانا حاجبيها لقول جينا ولكنها أدركت ما عنته عندما شاهدت قدمين تتوقفان أمامها فرمشت دون أن تدرك ماذا تفعل
- أتبحثين عن شيء
تسائل أونيل وهو يعقد أصابعه خلف ظهره ناظرا إليها فرفعت رأسها بتردد وإحراج شديد إلى الأعلى لتسرع بالتحرك واقفة وهي تدعي انشغالها بالبحث عن شيء ما على الأرض
- اجل لقد أضعت .. زر ثوبي و .. اعتقدت انه قد يكون وقع هنا
حرك رأسه بالإيجاب قبل أن يقول بسخرية
- وهل وجدته ( حركت رأسها بالنفي وهي تتوقف عن الحراك أخيرا تقول )
- للأسف لا
- أتحتاج أن احضر لك شيئا سيدي ( أسرعت جينا بالتدخل قائلة فنظر إليها قائلا )
- منك لا فعودي لعملك ( وعاد نحو يوليانا الواقفة أمامه مضيفا وعينيه تستقران على عينيها ) الم اطلب منك عدم الدخول إلى هنا
- لقد فعلت ولكني لا استطيع أن أنفذ طلبان متناقضان بنفس الوقت فالسيد سترانس طلب أن اعمل هنا ولقد حاولت الابتعاد من أمامك لا تقل أني لم افعل
رفع حاجبيه لقولها قائلا
- فعلتي ولكن جميعها باءت بالفشل على ما يبدو
- لقد حاولت لذا لا تستطيع الطلب مني ومن جينا المغادرة
فتح فمه يريد قول شيء إلا انه عاد وعقص شفته السفلى وبدت نظرة ماكرة في عينيه قبل أن يهمس
- من حسن حظك اني بمزاج جيد اليوم
- هل .. هل اعد لك القهوة سيدي
عادت جينا للقول بتردد فلم يحرك أونيل نظره عن يوليانا وهو يجيبها
- فلتعدها فيوليت ( تحركت يوليانا من أمامه لتعدها إلا انه قال موقفا إياها ) ماذا كان يريد بروس منك
- بروس ( تمتمت بحيرة وهي تنظر إليه وهزت رأسها بالنفي مضيفة ) لا اعرف أحدا يدعى بروس
ضاقت عينيه وظهرت ابتسامة متهكمة على شفتيه قائلا بهدوء غريب
- لا تعرفين شخصاً تحدث معك ثلاث مرات اليوم على الأقل وحسبما اذكر
رمشت وقد أدركت عن من يتحدث فحركة كتفيها مدعية وقائلة
- لا اعلم عمن تتحدث ( حلت لحظت صمت بعد قولها ليقول )
- لستِ بالغباء الذي تدعينه
- هل أضع لك بعض قطع البسكويت سيدي
عادت جينا للقول فحرك رأسه بالنفي دون النظر إليها وعينيه تصران على أن لا تفارقان يوليانا والتفكير باديً عليه ليستدير نحو الباب وهو يقول
- احضري القهوة إلى غرفة المكتب ( وعاد برأسه نحوها قائلا بتأكيد قبل أن يختفي ) أنتِ
ما أن اختفى حتى أسرعت جينا بالقول بهمس وقلق
- ما بك لا تصمتين عندما يحدثك أنت تثرثرين حتى كدت افقد أعصابي
- لم اقل سوى ما طلب منى الإجابة عليه لما أنت متوترة بهذا الشكل
- أن آمر اهتمام السيد بك لا يروقني
- اهتمام ( تمتمت بعدم تصديق مضيفة ) من أين أحضرتي هذا
- هذا ما اشعر به فهو لم يهتم من قبل بشأن أي فتاة منا ولكنه يفعل معك وأنا لا يروقني أن تلاحظ الفتيات هذا والا بدأن بنشر الإشاعات حولك
- أنت تبالغين فكل ما يريده هو طردي من هنا
- لم يهتم في السابق بطرد واحدة منا لهذا كوني حذرة وحاولي أن لا تثرثري عندما يحدثك وكوني هادئة ومن هو بروس هذا
- لا اعلم .. ومن أين لي أن اعلم
أسرعت بالقول وهي تقوم بإعداد القهوة فعادت جينا نحو الأطباق لتجففها وهي تقول
- لا اشعر بالراحة أبدا
حملت الصينية التي عليها كوب القهوة بيد وطرقت باليد الأخرى على الباب ثم فتحته ودخلت رفع أونيل نظرة إليها وقد جلس على المقعد الموجود خلف المكتب ورفع ساقيه بكسل على المكتب شاردا وضعت كوب القهوة أمامه وهمت بالتحرك إلا انه أوقفها قائلاً
- لم تعلميني بعد بما كنت تتهامسين أنت وبروس
- أعلمتك أني لا أعرف احـ
- لا داعي لكتمان الأمر فقريبتك ليست هنا ولن يعلم احد بما ستقولينه .. هيا أنا انتظر
أمعنت النظر به جيدا قبل أن تقول بإصرار وأصابع يديها تشتدان على الصينية التي تحملها
- ليس هناك شيء لأقوله لما لا تسأل الرجل الذي تقول انه تحدث معي
- لا يبدو لي انه يرغب بالإفصاح كما أنت أيضاً لا ترغبين مما يزيد فضولي فما الذي يجري هنا فيوليت
- لا اعلم سيدي ( قالت باقتضاب وقد بدا الضيق عليها )
حرك فكه مفكرا وعينيه لا تفارقانها وهو يقول
- هل طلب منك أمرا تخجلين الإفصاح عنه
شعرت بالدماء تتصاعد إلى وجهها فتمالكت نفسها قائلة
- ليس جميع الأشخاص يفكرون مثلك .. سيدي
اشتدت ملامح وجهه بشكل سريع وهتف قائلا وهو ينزل ساقيه
- كيف تجرؤين ( تراجعت للخلف ببطء وقد أدركت أنها قد استفزته بقولها فاستمر وهو يقف بعدم تصديق ) هل تدركين مع من تتحدثين ( هزت رأسها بالإيجاب بتوتر وهي تراقبه يقترب ببطء مستمرا ) أن وقاحتك لا توصف
- اعتذر عن ذلك لم أعني ما قلته
- ولا تصمتين أيضا وتستمرين بالحديث
- اعتذر عن هذا أيضا فلم اعلم انه لا يحق لي بالتحدث
اقترب منها ببطء ومازالت تتراجع إلى الخلف وهو يستمر
- لا يحق لك شيء
- كما تريد ( أسرعت بالقول وهي لا ترغب بتفاقم الأمر فهتف بحدة )
- لا تتحاذقي فلم اسمح لمن هم أفضل منك بهذا ( أخفضت نظرها متهربة منه وهي تقول )
- حسنا أنا اعتذر
- توقفي عن الاعتذارات التي لا تقصدينها
قال بحدة مما جعلها تلتصق بالجدار خلفها فابتلعت ريقها بتوتر قائلة وهي تنظر إليه
- أنا حقا اقصد ذلك فلا نية لي بإغضابك .. سيدي
- لا اشعر بأنك تعنين ذلك
- أنا اعني ذلك حقا ( وقف أمامها قائلا بغيظ )
- حسنا اثبتي ذلك إنها المرة الأخيرة التي أسالك بها ما الذي أرادة بروس منك
- لا شيء ( أسرعت بالقول )
- لقد رأيته يحدثك أكثر من مرة
قال بصوتً مهدد ومحذر فابتلعت ريقها ثم أسرعت بالقول وهي ترى نفاذ صبره
- أن ضيوفك يطلبون أشياء منا مناديل كأس ماء بحق لا اعلم عمن تتحدث ولا اذكر شيئا مميزا لأقوله لك
- كاذبة ( همس بحدة فأسرعت بالقول )
- كنت لأقول لك لو كنت اعلم ماذا تريد حتى اخلص نفسي أم أبدو مستمتعة بما يجري
- وهل أبدو لك مستمتعا ( أسرع بالقول بجفاء فتململت في وقفتها وعينيها لا تفارقانه قائلة )
- علي العودة لمساعدة جينا ( وهمت بالتحرك )
- ليس بهذه السرعة ( قال موقفا إياها ولكنها تجاهلت قوله وتختط عنه فأسرع بإمساكها من ذراعها وهو يشدد على كلماته ) قلت لك ليس بعد ليس قبل أن اسمح لك
استدارت إليه ببطء وحذر وحاولت سحب ذراعها منه وهي تقول
- ارجوا أن تدع ذراعي ( ضاقت عينيه واحكم أصابعه على ذراعها هامسا )
- حاولي أن تطلبي ذلك بطريقة مناسبة
اخذ قلبها ينبض بحذر لهذا الموقف الذي وضعة نفسها به فقالت وهي تشيح برأسها عنه
- أنا أرجوك سيدي
- مازالت لا تروق لي حاولي من جديد فتلك النبرة المتعالية التي تملكينها لا تروق لي
أغمضت عينيها طالبة أن يطول صبرها ثم فتحتهما ونظرت إليه قائلة
- أنت تستمتع بفرض قوتك على الغير اليس كذلك
- أنت طويلة السان بالقدر الذي لا يمكن احتماله هل كان الذين تعملين لديهم قبل حضورك إلى هنا يتقبلون تصرفاتك هذه أم يا ترى هذا هو سبب حضورك إلى هنا
- لقد اعتذرت لك فماذا تريد أكثر ( قالت بيأس وأمام نظراته التي ترفض مفارقتها أضافت ) حسنا سأعلمك .. ولكن بعد أن تترك ذراعي
- ما هو الذي ستعلمينني إياه بالتحديد
- الشيء الكثير ( تمتمت بغيظ فقال )
- حاولي مرة أخرى
- انكَ حقا لسيءُ التربية
خرج ما تفكر به على لسانها ولم تدرك أنها تفوهت بهذا إلا حين رأت عينيه التين أصبحتا قاتمتين وبدت الصدمة على وجهه فأرخى أصابعه عن ذراعها ليتركها ببطء هامسا كمن يشك بما سمعة
- ماذا قلت
أخذت تتراجع إلى الخلف بحذر وهي تراقبه بقلق وقد احمر وجهه بشكل كبير
- انا انا
أخذت تتلعثم وهي تتابع تراجعها فقال وهو ثابت في مكانه وعينيه لا تفارقانها
- لن تغادري هذه الغرفة قبل أن اسمح لك بهذا ولا تجرؤي على مخالفتي ..أطالبك بإعادة ما تجرئتي وقلته لي لتو
وقفت في مكانها رغما عنها فليذهب إلى الجحيم انه يخيفها حتى العمق فقالت بارتباك
- لم اعني .. ذلك
- ولكنك تجرئتي ( حركت رأسها بالنفي أمام عينيه الغاضبتان وهي تقول )
- لم .. اقصد .. أنت تحاول مضايقتي بطريقة لا استطيع معها شيئا
- أحاول مضايقتك ( همس بعدم تصديق وقد توسعت عينيه فأسرعت بالقول )
- من الأفضل أن لا أتحدث وعلي المغادرة أن جينا بانتظاري .. و ..
تلاشت كلماتها أمام نظراته ولم تجرؤ على التحرك أنشن واحدا من مكانها فأشاحت برأسها بضيق متهربة من النظر إليه وكل ما كانت تسمعه هو صوت أنفاسه القوية ومرت لحظة شعرتها دهرا لم يتحدث بها
- انظري إلي ( قال بصوتٍ بارد لا يخلو من الغضب فلم تستجب لطلبه وكل ما تريده هو الابتعاد من هنا فخطى نحوها بسرعة ليمسك فكها ويرفعه وجهها إليه مما جعل الذعر يدب بها وجعل أنفاسها تفارقها وعينيها تتعلقان بعينيه وهو يستمر ) لن اسمح لك بالتطاول أنت أول من فعل هذا وتأكدي انك ستكونين الأخيرة
وقعت الصينية من يدها ورفعتها إلى يده التي تحيط ذقنها وقد زاد ذعرها وقبل أن تستطيع التحدث شعرت به يتجمد عند انفتاح باب المكتب فحرك نظره عنها إلى الباب لتضيق عينيه ثم أرخى يده عنها ببطء فأخذت نفسا مضطربا وأسرعت نحو الصينية لتتناولها فها هي فرصتها للهروب واستدارت لتتجمد وهي ترى سترانس يقف هناك وقد بدت الدهشة عليه وهو ينقل نظره بينهما فأسرعت بإخفاض نظرها وتحركت نحو الباب متخطية عنه وقد شعرت بالنار تخرج من وجهها وهو ينظر إليها ومن ثم إلى أونيل بذهول فأسرعت نحو المطبخ لتتحرك جينا واقفة لدى رؤيتها وهي تقول
- لم تأخرتي لقد .. ما بك ماذا حدث
- لنغادر
أسرعت بالقول وهي تضع الصينية جانبا وتسرع نحو الباب لتتناول وشاحها وتخرج فتبعتها جينا بقلق
- ماذا جرى فيوليت هل قال لك شيئا هل فعل شيئا .. فيوليت
ولكن يوليانا استمرت بالسير بسرعة وصمت وهي تضم وشاحها وتشعر بالهواء البارد يرتطم بوجهها المحمر ما الذي سيعتقده والده ألان قد يقوم بطرد جينا وأطفالها إنها لا تستطيع تحمل هذا لا لا تستطيع
- بحق الله هلا أعلمتني ما بك ( هزت رأسها بتوتر هامسة )
- لا شيء
- لا شيء لا تقولي لا شيء أن مظهرك لا يوحي بأنك بخير
- أنا بخير
قالت بإصرار رافضة الحديث حول الأمر.........
- حسنا أيمكنك التحدث اليوم هل أنت أفضل ( هزت رأسها لها بالإيجاب وهي تجلس بجوارها وتتناول كوب الشاي الساخن فاستمرت جينا وهي تراقبها ) هل أغضبتي السيد منك من جديد
هزت رأسها للمرة الثانية بالإيجاب قبل أن تقول
- أتعتقدين أن علي الذهاب للقصر اليوم
- اطلب منك عدم العودة
- لا ولكن .. ولكنه غضب مني بشكل كبير
- يا إلاهي فيوليت قلت لك أن لا تغضبيه
- لم اقصد أنا فقط .. حسنا لن أتحدث بعد ألان سأصمت إلى الأبد لأنني كلما تحدثت تحدث كارثة .. هل علي الذهاب أن لم يطلب مني عدم الحضور
- أن لم يفعل يجب أن تذهبي وتجنبيه لا تدعيه يراك لا اعلم ما الذي يفكر به
ذهبت رغما عنها وقد رغبت بالاستدارة والعودة من حيث أتت عندما وصلت إلى القصر وأخذت تصغي إلى ميغي بترقب وهي تطلب منها الذهاب لتنظيف غبار الصالة فرافقت ميلي وهي شاردة لم يطلب سترانس من ميغي طردها وإلا لفعلت أنهت العمل بينما بدأ الضيوف بالاستيقاظ وبدأن بأعداد الإفطار فاقتربت كاتي منها قائلة
- تقول ميغي أن عليك مساعدتي بهذا ( وناولتها الأغطية البيضاء مستمرة وهي تسير ) علينا تغير الأغطية وترتيب الغرف
تبعتها يوليانا بصمت ولكنها منذُ الصباح وهي تشعر بضيق شديد وعدم الراحة وقد بدأ يتفاقم وضعها ألان دخلت احدى الغرف بينما تابعت كاتي سيرها نحو غرفة أخرى لتدخلها فانشغلت بدورها بترتيب الغرفة وهي تشعر بالرثاء على نفسها خرجت من الغرفة وبيدها الأغطية المتسخة وأغلقت الباب خلفها وهي تنظر إلى بروس الذي خرج بدوره من غرفته فتحركت وحاولت تخطيه فهي لا تحتاج إلى المزيد من التوتر وهو يسببه لها فمنذُ رؤيته وهي تترقب متى سيعرفها إلا انه أوقفها وهو يقف أمامها قائلا
- صباح الخير
- صباح الخير
أجابته باقتضاب وحاولت السير فعاد للقول من جديد بابتسامة واهتمام
- لقد تذكرت أين رأيتك أخيرا لم استطع النوم قبل أن اعرف أين رأيتك فأمرك حيرني وزاد فضولي ( توقف جسدها عن الحراك وحدقة به وقد غادرها قلبها فتوسعت ابتسامته قائلا ) الم تذكريني بعد .. هيا حاولي .. حسنا لم تكوني على مايرام ذاك النهار ربما هذا هو السبب ( بقيت تنظر إليه دون حراك محاولة إدراك ما يقوله لقد علم من هي هذا ما قاله هز رأسه لتحديقها به بجمود قائلا ) لا تذكرين ولكني افعل فأنت فتاة القطار
عقدت حاجبيها ببطء هامسة دون استيعاب
- فتاة القطار ( هز رأسه بالإيجاب مؤكدا )
- اجل لقد صعدتي إلى القطار دون أن تعلمي وجهته ألا تذكرين
فتحت فمها وأشرقت عينيها وظهرت ابتسامة ارتياح على وجهها قبل أن تقول
- أجل اجل اذكر ذاك النهار في القطار لقد اعتقدت اعتقدت
ولم تتابع وهي تتنفس بارتياح بينما نظر بروس خلفه ثم عاد برأسها نحوها قائلا
- ولكن ذاك النهار لم تبدي لي انك .. تعملين .. تبدين مختلفة تماما وهذا ما يزيد فضولي
- لقد .. توفي شخصا عزيز على ذاك النهار وكنت أعاني من صدمة كبيره لذا لم أكن على مايرام .. سررت برؤيتك من جديد اسمح لي ألان
إلا انه تجاهل قولها قائلا بإلحاح
- ما قصدته انك لم تبدي لي انك تـعـ
- اعذرني لدي عمل علي انجازه ( قالت وهي تتخطى عنه إلا انه سار معها بإصرار قائلا )
- أن وندي لن تصدق أبدا أن أعلمتها أني رأيتك هنا بدوتِ مرفهة وغـ
- عليك بالإسراع بروس وإلا فاتك طعام الإفطار
تناهى لها صوت أونيل من الخلف قائلا ذلك مما جمدها لوهلة فحاولت متابعة سيرها بينما حرك بروس رأسه نحو أونيل قائلا
- هذا ما سأفعله وعليك بالمثل ( وأضاف ضاحكا ) فالنهار سيكون شاقا وأنا انوي التغلب عليك بالصيد هذه المرة
نقل أونيل نظرة عن بروس نحو يوليانا التي تهم بنزول الأدراج وبروس خلفها قائلا
- لدي بعض الأغطية المتسخة هنا من الأفضل أن تأخذيها معك ( توقفت على أول الأدراج ليتخطى عنها بروس متابعا سيره بينما أخذت نفسا عميقا واستقامت بظهرها جيدا ثم تحركت عائدة نحوه وقد وقف قرب غرفته تخطته وأمسكت مقبض الباب تريد فتحه فقال ببروده ) أمازلت مصرة على القول بأن لا شيء بينك وبينه
حركت رأسها بالإيجاب وقد علقت عينيها بالباب أمامها رافضة النظر إليه وهي تقول
- لقد سألني أن كان الإفطار جاهز وأعلمته انه كذلك
- وعلي تصديق ذلك ( فتحت شفتيها تبحث عن أي تبرير تقوله دون أن تستطيع فأضاف وهو يعقد يديه معا ويميل على الحائط بجوار الباب ) ماذا تريدين القول هيا لن يفاجئني شيئا منك بعد البارحة
- أريد إحضار الأغطية المتسخة سيدي
- لا أغطيه متسخة بغرفتي ( قال بسخرية لعدم نظرها إليه وهو لا يبعد عينيه عن وجهها واستمر ) ما كان عليك الأسرع بالمغادرة البارحة
- هل علي الاعتذار من جديد عما حدث بالأمس .. سيدي ( قالت بضيق )
- أن كنت تعنين ذلك فلا باس ولكن أن كان الأمر غير ذلك فلتحتفظي به لنفسك ( لاذت بالصمت لقوله الجاف وتركت يدها مقبض الباب فضاقت عينيه قائلا ) هذا ما توقعته
- هل استطيع محادثتك بأمر ( قالت مقاطعة إياه وهي تنظر إليه فحرك رأسه لها موافقا وهو يدعي عدم الاهتمام قائلا )
- حسنا افعلي ( ثبتت عينيها على عينيه لثانيه قبل أن تهز رأسها بالنفي قائلة )
- لا لا شيء
وتحركت تريد تخطيه فلقد جنت لتغامر مع شخصا مثله لا يمكنها الثقة به فأسرع بالقول
- اعتقد أني قلت لك أن تتحدثي
- لا استطيع فأنا على ثقة من أن ما سأقوله لن يروق لك
- إذا هناك المزيد لما لم أفاجئ يا ترى أنا في منزلي وأتعرض للإهانة ومِن مَن ( وأشار إليها بنفور مضيفا ) من عاملة لدي لستِ المخطئة بل أنا لسماحي لك بذلك
- لستُ أسعى لإغضابك
أسرعت بالقول فأشار بيده نحوها مما جعلها تتراجع للخلف وهو يقول
- أنت هنا فقط لان والدي طلب ذلك وأنا لا أفضل مناقشته بهذه الأمور وإلا لكنت رميتك منذُ زمن خارجاً
رفعت رأسها بكبرياء قائلة وهي تضم الأغطية إليها
- لا بأس أعدك أن لا تراني أمامك مرة أخرى
ظهرت ابتسامة مائلة على شفتيه وهو يقاطعها قائلا
- أنت مخطئة تماما فأنا أريد رؤيتك يوميا أمامي حتى أتأكد من تهذيبك وجعلك تقدرين من تعملين لديهم ( لمعت عينيها لقوله وحاولت جاهدة التزام الصمت بينما استمر وهو يخطو نحوها ويخفض صوته مهددا ) لا تعتقدي أني نسيت ما حصل ذلك اليوم فأنا لا انسي أبدا
اشتد جبينها وهي تنظر إليه وقد اقترب كفاية منها فهمست مستنكرة وقد ضاقت صبرا منه
- إلا ترى سيدي أن علي الذهاب لعملي ألان فأنت تعوقني عن أتمامه
وضع يده على الحائط بجوار رأسها وهو يقول بهمسً حاد وعينيه لا تفارقانها وهو يتعمد إخافتها وقد نجح بذلك
- اعتقد أن علي إرسالك إلى منزل بارت فهو يجيد التعامل مع أمثالك
حاولت التنفس بعمق وقد التصقت بالحائط جيدا قائلة وهي تحاول جاهدة أن تبقى ضمن الياقة
- لما تتصرف معي بهذا الشكل ( حرك رأسه مدعي التفكير ثم قال وعينية تستقران عليها )
- لأني ارغب بذلك
نقلت عينيها بعينيه فلولا خوفها على جينا لكانت أرت هذا المتعجرف حجمه الحقيقي فعادت لتقول
- أن ميغي تبحث عني ألان بالتأكيد
- اجل إنها تفعل ذلك ومن الأفضل لك الإسراع لرؤيتها ( انتفضت على صوت سترانس الذي قال ذلك وهو يسير نحوهما فنظر أونيل إلى والده ثم رفع عينيه إلى ألاعلا بينما شحب وجهها وأسرعت بتخطي أونيل متجهة نحو الأدراج لتختفي وهي تسمع سترانس يقول لأونيل الذي استقام بوقفته ) الم تكتفي من ألهو خارجا حتى تلاحق العاملات هنا ( وضع أونيل يده بجيب بنطالة بعدم اكتراث وهو ينظر إلى والده الذي تخطى عنة مستمرا ) أنت في السادسة والعشرين وابني الوحيد وللأسف لا يمكنني أن ارفع رأسي بك
- للأسف .. ولكن ما الذي يمكنك أن تفعله
أجاب والده وهو يتخطى عنه فتوقف سترانس في مكانه ناظرا إليه قبل أن يقول
- علي أعادت تربيتك من جديد ( ابتسم أونيل وهو يقول )
- لقد فات الأوان على ذلك.......
- اقسم أني لا استطيع احتمال المزيد اقسم بهذا
- مع من تتحدثين
تساءلت جيني وهي ترى يوليانا تتحدث مع نفسها بالخارج فنظرت إليها قائلة
- أتحدث مع نفسي فأنا اشعر بالضيق الشديد ورغبة ملحة لتشاجر مع احدهم
- لست الشخص المناسب سأذهب وأرسل لك واحدة غيري
قالت جيني وهي تعود لداخل فرفعت يوليانا رأسها إلى الأعلى تحاول استنشاق الهواء فلإذلال الذي تشعر به وتتعرض له لا مثيل له
- فيوليت أن ميغي تريدك بالداخل كي تـ
- لا تريد شيئاً ( قاطعة اميلي التي أطلت من باب المطبخ مستمرة ) اعلمي ميغي أني متوعكة
- عليك تلبية طلبها فأنت لست بحاجة لإثارة غضبها عليك أكثر.. هيا تعقلي
مرت لحظة صمت بعد قول اميلي ذلك لتتنفس بعدها بعمق وتهز رأسها بالإيجاب وتتحرك لتدخل المطبخ رغما عنها
- لتساعديني بأعداد الطعام بادرتها كاتي فور رؤيتها فتجاهلتها وتوجهت نحو فتاتان تقومان بتقشير البطاطا لتساعدهما وهي تنظر إلى المجموعة التي التفت حول إحدى الفتيات فهزت رأسها بفضول وهي تتأمل ظهر الفتاة لميلي التي انضمت إليها فهمست لها
- إنها فكتوريا مرافقة اليدي لورين
تأملت فكتوريا التي تجمع حولها عدد من الفتيات بما فيهم جيني لتقول بصوت مرتفع وهي تتعمد الانشغال بتقشير حبة البطاطا التي تناولتها
- ما هو الجديد من حيث حضرتي ألا يوجد ما هو مشوق
نظرت فكتوريا إليها وهي تقول
- هناك الكثير من الأمور الشيقة
- ما الذي حل بالنبيلة التي هربت مع احد العمال
- أنت تتحدثين عن اليدي فروديت
قالت فكتوريا باهتمام وهي تسير نحوها فحركة كتفيها بعدم اكتراث وهي مشغولة بعملها قائلة
- اعتقد ذلك
- اجل إنها هي لقد سمعنا أنها هربت برفقة عامل لديها
نظرت فكتوريا نحو أميلي قائلة
- اجل ولكن على ما يبدو أن هذا الأمر ليس صحيحا فقد سمعت أنهم ينتظرون حتى أخر الشهر قبل أن يعلنوا وفاتها أن لم يظهر لها اثر خاصة وأنهم واثقون من أنها تعرضت لحادث أدى إلى وفاتها والذي يجعلهم ينتظرون حتى هذا الوقت هو أنهم لم يجدوا جثتها ويعتقدون أنها قد تكون غرقت أو ما شابه
أخذت يوليانا تقشر رأس البطاطا ببطء وهي تصغي إلى فكتوريا وقد شعرت بقشعريرة تسري بجسدها فقالت جيني
- المسكينة لو تزوجت العامل لكان هذا أفضل من هذه النهاية
- لا اعتقد أنها كانت لتفعل هذا خاصة وأنها سيدة نبيلة كما أنها رائعة الجمال والكثير من الرجال كانوا يرغبون بالتقرب منها
- هل رأيتها فكتوريا
- اجل .. بكل تأكيد رايتها .. لقد حضرت لزيارة اليدي لورين في إحدى الأمسيات عندما كانت تقوم سيدتي بزيارة العاصمة .. إنها لطيفة وأنيقة ( رفعت يوليانا نظرها نحو فكتوريا للحظة قبل أن تهز رأسها وتعود لمتابعة عملها بصمت بينما استمرت فكتوريا ) لقد توفيت قريبة لها منذُ مدة ويقال أنها تعرضت لصدمة اثر ذلك مما جعلها منعزلة وغير قادرة على التفكير بطريقة سليمة
- أتملك الكثير من المال
- الكثير الكثير فلقد أورثها والدها مناجم الذهب
- أنتِ جادة
- اجل
- ولمن سيذهب كل هذا
- فليقوموا بتوزيعه علينا
- اجل تابعي أحلامك
- أن لديها أقرباء سيرثونها
- هل تتخيلون أن أجد كنزا ( تمتمت جيني وهي تنظر إلى السقف حالمة )
- تجدين كنزا ( قالت ليزا ضاحكة واستمرت ) سنقول حينها تلك الفتاة كانت تعمل معنا قبل أن تجد كنزا وتصبح إنسانة أخرى
أخذت الفتيات تتضاحكن بينما ابتسمت يوليانا بكآبة هل سيبدون سعيدات هكذا لو علمن أن اليدي فروديت بنفسها تعمل هنا معهن
- لم انتن مجتمعات ( قاطعتهم ميغي وهي تدخل إلى المطبخ مستمرة ) سيعود السيد وضيوفه من الصيد عما قريب فأسرعن بتحضير الغداء
- هل وصل السيد ثورب ( تساءلت فكتوريا فأجابتها ميغي )
- اجل انه برفقة السيد سترانس .. هل تريد اليدي رؤيته
حركت فكتوريا رأسها بالإيجاب وهي تقول
- اجل سأعلمها بوصوله
أن سترانس دلبروك يوترها بشكل كبير بمراقبته لها بهذا الشكل فحاولت تجاهله وهي تضع الطعام على الطاولة وان حدثها ستعلمه أن والده عديم الأخلاق وهو لا يتركها وشأنها شعرت بتورد وجهها وهي تذكر نظراته عندما دخل إلى غرفة المكتب كانت تتوقع أن يقوم بطردها ولكنه حتى ألان لم يفعل فاعتقدت أنه نسي الأمر ولكن عينيه التين تراقبانها ألان تخيفانها وتجعلها غير واثقة من انه تجاهل أمرها
- ارجوا المعذرة ( قال الرجل الجالس بجوار سترانس وهي تهم بدفع عربة الطعام الفارغة وقد أفرغت محتوياتها على الطاولة فنظرت إليه وهو يضيف بود ) احتاج إلى كوبً أخر من الماء
هزت رأسها بالإيجاب وتابعت سيرها نحو المطبخ قائلة لميلي
- الرجل الذي يجلس بجوار السيد سترانس يريد المزيد من الماء ( ثم نظرت نحو جيني متسائلة وميلي تغادر ) من يكون ذلك السيد
- انه السيد ثورب .. هو الذي يدير معظم شؤون العمل لسيد سترانس
شردت عينيها بعيدا بعد قول جيني وهي تذكر رؤيته مع مارغريت تلك الليلة في النزل , حملت السلة الصغيرة بين يديها وقد أحضرت بها بعض الطعام وهي تسير عائدة نحو المنزل وقد غابت الشمس دون أن تشعر فعقلها يعمل ويعمل أخرجها من شرودها صوت ضجيج وظل احدهم يجري بجوار الطريق وشخصان يلاحقانه ليمسكا به ويتشاجروا معا وضعت ما بيدها أرضا وجرت نحوهم بسرعة وهي تصغي جيدا لأصواتهم
- ابتعدوا ( هتفت وهي تقترب أكثر وجذبت من بينهم جاك نحوها مستمرة ) توقفوا توقفوا .. أنت بخير .. قلت توقفوا
صاحت بالفتى الذي قام بضرب جاك فأسرع جاك يرد الكمة له وهم الفتى الأخر بالدخول معهم من جديد فدفعته بعيدا قائلة
- قلت توقفوا هيا ( وأبعدت الفتى من جديد وأمسكت جاك الثائر )
- دعيني سأريهم دعيني فيوليت قلت دعيني
- إهداء وأنتما ابتعدا من هنا وإلا تركته ليلقنكما درسا لا تنسياه
- هيا هيا اختبئ خلف فتاة ( قال احدهم وهما يتراجعان إلى الخلف ويبتسمان ليستفزانه مضيفان ) جبان جبان
- دعيني
صاح جاك بها إلا أنها زادت من جذبة من ذراعه بإصرار قائلة
- لا تدعهما يستفزانك انهما لا يستحقان
توقف عن مقاومتها ولكن صوت أنفاسه القوية لم تهدأ بينما تراجع الصبيان واستدارا مبتعدين وهما يتضاحكان فتركته بعد أن تأكدت من ابتعادهما قائلة
- لما يطاردونك
- لأنهم حمقى
قال بتذمر وسار وهو يعيد قميصه إلى وضعة الطبيعي فتبعته وأسرعت نحو السلة التي وضعتها أرضا وهي تقول
- لا تأبه لهم أن كنت على حق ولا تسمح لأحد بأهانتك ( نظر إليها لقولها قائلا وهي تسير بجواره )
- لا تدعي والدتي تسمعك والا قالت انك تقومين بتحريضي على افتعال المشاكل
- هناك طرق أخرى غير استعمال القوة فكر جيدا وسترا أن استعمال عقلك قد يفيدك أكثر بكثير من استعمال ذراعك
- وكأني لا افعل .. ومن يسمعك يقول انك ذات خبرة
- لو كنت كذلك لعلمت كيف اخرج نفسي مما أنا به
- وما أنت به
حركت كتفيها دون أجابته.......
- خذي الشاي إلى الداخل 
طلبت منها كاتي وهي تضع أمامها صينية بها الشاي في اليوم التالي فتركت ما بيدها وهي تقول
- ولما لا يقدمها أحدا غيري
- لقد طلب السيد أن تقومي بهذا العمل ( ولمحتها بعدم رضا وهي تضيف ) ربما لأنه يفضل أن يُري ضيوفه وجوها جيدة ومناسبة لهذا اختارك فلا يمكنني على سبيل المثال أن اطلب من ميريال أن تقدمها
نظرت يوليانا إلى ميريال التي حدقت بهما ثم احمر وجهها واخفضت نظرها وعادت لتحريك القدر مما جعل يوليانا تشعر بالإشفاق عليها وقد سائها سماعها لقول كاتي بسبب وجه ميريال الدائري والذي يكسوه الحبوب فتناولت الصينية وهي تقول
- أجد الأمر غريبا فميريال تبدو أفضل منك ورغم ذلك يسمحون لك بالتقديم ( توسعت عيني كاتي بينما تختط عنها مستمرة وهي تحدق بالأكواب ) الأكواب قليلة
- لقد غادر ضيوف السيد بعد الإفطار ولم يتبقى سوى عائلة اليدي لورين والسيد ثورب والسيدة مارغريت تأخذ قيلولة
أجابتها جيني وهي تتخطى عنها , حرك أونيل عينيه بين الجالسين ببطء وما أن توقفت عينيه على جوزين حتى ابتسمت له فأبعد عينيه عنها بعدم اكتراث واخذ يهز قدمه بملل واضح ولم يبدو مهتما بالحديث الدائر بين والده وثورب وبلايك ثم عاد بنظره نحو جوزين وقد مالت قليلا لتسمع ما تهمس والدتها بأذنها ثم حرك رأسه نحو يوليانا التي أطلت تأملها ببطء من رأسها حتى أخمص قدميها ثم ظهرت ابتسامة على شفتيه سرعان ما أخفاها وهو يراقبها تقترب لتتخطى عنه نحو السيدات فحرك قدمه قليلا للأمام لاحظ ثورب تصرفه وهم بقول شيء ولكن الأوان كان قد فات وقد اختل توازنها بشكلٍ مفاجئ عند اصطدام قدمها بشيء ظهر فجأة أمامها فأسرعت بإمساك الصينية جيدا بين يديها وقد فتحت عينيها جيدا خوفا من إسقاطها وهي تحاول استعادة توازنها تحرك ثورب بسرعة نحوها ممسكا الصينية من يدها بأحدى يديه وباليد الأخرى امسكها من ذراعها ولكن ساقها اليمنى لم تسعفها فوقعت على ركبتها وأنت بألم لاصطدام ركبتها بالأرض
- أنت بخير ( أسرع ثورب بالقول وهو يقدم الصينية لجوزين التي تحركت واقفة لتتناولها منه بينما تجمد سترانس وعينيه تستقران على أونيل الذي بقى جالسا باسترخاء يراقب وكأن شيئا لم يحدث بينما تحركت يوليانا واقفة ويد ثورب تساعدها وهو يتأملها باهتمام وهو يقول من جديد ) هل أصبتي
حركت رأسها بالنفي وهي لا تستطيع النطق بحرفً واحد والإحراج الشديد يتملكها حاولت الإفلات من يد ثورب فتركتها احد يديه وهو يقول
- ميغي أين أنت
- أنا بخير أشكرك
تمتمت وهي تحاول الابتعاد إلا أن يده التي تمسك ذراعها منعتها وهو ينظر إلى سترانس ثم عاد بنظره إلى ميغي التي أطلت قائلا
- ساعدي الآنسة فلقد تعرضت للإصابة على ما اعتقد
نظرت ميغي إلى يوليانا التي احمر وجهها بشكل كبير لتقترب وهي تقول بتردد
- حسنا
- أنا بخير حقا
عادت لتقول وهي تبعد يده عنها وتتحرك مبتعدة فقال أونيل ببروده أرادت قتله عليها وهو يتابعها
- عليك بالنظر جيدا أمامك
تابعت سيرها متخطية ميغي بينما نظر إليه ثورب بعدم رضا فبدا التهكم بنظراته قبل أن ينظر إلى جوزين التي تنظر إليه ليبتسم لها بتصنع بينما عاد ثورب لنظر إلى سترانس وهو يعود للجلوس في مكانه , جلست يوليانا بالمطبخ وهي تشعر بالحر الشديد رغم برودة المكان وحركت ثوبها كاشفه عن ركبتها لتجدها محمرة
- ما بك ( تساءلت إحدى الفتيات )
- لقد كدتي توقعين الأكواب لما لا تنتبهي ( قالت ميغي التي دخلت إلى المطبخ خلفها )
- بحق لا استطيع سماع أي انتقاد ألان ( قالت وتوقفت عن المتابعة وهي ترى تغير ملامح ميغي التي تنظر إلى الباب فنظرت إلى حيث وقف ثورب وأسرعت بإنزال ثوبها مخفية ركبتها فسار نحوها باهتمام بينما بدأت الفتيات بالتهامس تحركت تريد الوقوف فأسرع بالقول
- لا لا تتحركي جئت للاطمئنان عنك ( بقيت جالسة وهي تنظر إليه بحيرة قبل أن تقول )
- إنها إصابة طفيفة ليس إلا
- أنت واثقة
تسأل وعينيه السوداوتين تتعلقان بها باهتمام صادق فهزت رأسها بالإيجاب ببطء فحرك مقلتيه دون أن يحرك رأسه وهو يستمتع لتهامس الفتيات ثم عاد لينظر إليها قائلا
- حسنا .. ولكن أن احتجتي إلى شيئا فارجوا منك أعلامي
عادت لتهز رأسها له بالإيجاب للمرة الثانية فابتسم لها واستدار مغادرا تابعته بعينيها حتى اختفى فهمست جيني
- يا له من سيد نبيل .. هل رأيتم ابتسامته
- ماذا يريد منك فيوليت ( نظرت إلى كاتي التي تساءلت وهي تقول بشرود )
- لا اعلم ( ثم أسرعت بالقول وهي تعود إلى الواقع ) وماذا سيريد مني .. انه سيد مهذب وقد حضر ليطمئن علي .. وماذا غير هذا
همست تحدث نفسها فعادت جيني للقول
- في الحقيقة أن السيد ثورب أنبل رجلا رأيته............
- فيوليت قبل أن تغادري اعدي القهوة لسيد أونيل انه في غرفة المكتب
- أنا مغادرة لذا افعلي ذلك بنفسك
- لقد طلب أن تعديها أنت كما أني سأذهب لإعلام اليدي لورين انه يدعوها لشرب القهوة برفقته
قالت ليزا ذلك وتحركت مغادرة فأخذة يوليانا تعد القهوة بسرعة بينما قالت جيني
- أعلمتني فكتوريا أن اليدي مغتاظة منه جدا لأنه لا يعيرها أي اهتمام ويتجاهلها كلما حاولت التقرب منه وانظري ألان انه يدعوها لشرب القهوة برفقته أن السيد أونيل ماهر بالتلاعب بالناس .. اشعر بالحزن على اليدي فهي تستحق أنسانا أفضل منه
تنفست بعمق وهي تدخل إلى مكتبه ومازالت ذِكرا الليلة السابقة تلاحقها فكلما دخلت إلى هنا تتعقد الأمور لذا كل ما عليها هو التزام الصمت والإصغاء دون تذمر لمحته بنظرة وقد وقف قرب رف الكتب يتأملها حرك رأسه نحوها عند دخولها ثم تحرك نحو الباب وهي تضع القهوة على الطاولة استقامت بوقفتها وهي تسمع صوت انغلاق الباب فنظرت إليه وقد تعمدت تركه مفتوحا لتجده يقف مستندا عليه يراقبها مما جعل دقات قلبها تتسارع فأشارت نحو القهوة قائلة
- لقد أحضرت القهوة
هز رأسه بالإيجاب وهو يبتسم ويتحرك نحوها فأرادت التحرك لتخرج ولكنه منعها وهو يتساءل
- كيف حال ساقك
- إنها بخير
أجابته بسرعة وهي تحاول تخطية ولكنه وقف أمامها مانعا إياها فرفعت نظرها إليه قائلة
- ارجوا المعذرة ولكني أريد المرور
- أنت تكررين هذا دائما ألا تفعلين
- لأن لدي دائما أمورٌ مهمة أقوم بها
- اعذريني هل أأخرك عن القيام بها
بللت شفتها وهي تخفض نظرها انه يريد استفزازها ألا يفعل ولكنها لن تسمح له فتحركت مبتعدة عنه تريد تخطيه إلا انه وقف أمامها من جديد قائلا بإصرار
- هل أعلمت ليز جوزين أني ادعوها لشرب القهوة
- أجل فعلت
- حسنا ( قال مفكرا فتحركت من جديد لتخطيه إلا انهُ تحرك معها ليبقى أمامها فهمست وهي تنظر إليه جيدا )
- بحق الله سيدي ( تلألأت عينيه بابتسامة وهو يقول باهتمام زائف )
- لما أنتِ على عجلة من أمرك
- لقد كان نهاري شاقا وساقي تؤلمني لذا أنا على عجلة من أمري فما زال أمامي السير حتى المنزل وهو ليس بالقريب من هنا
- أنتِ محقة انه أمرٌ مرهق السير كل تلك المسافة وبهذا الجو وبساقً مصابة ( تمعنت النظر به ولكن لا اثر لسخرية على وجهه فأضاف وهو يشير بيده إلى قدمها ) ارني ركبتك هل جرحت
تراجعت إلى الخلف وهزت رأسها بالنفي وهي تقول
- لا .. انها بخير ( رفع حاجبيه وهو يتحرك نحوها مصرا )
- حسنا ارني إياها أن كانت بحاجة إلى العلاج فسأرسل خلف الطبيب
أسرعت بوضع يديها على ثوبها وهي تتراجع قائلة بإصرار
- قلت إني بخير ( لمحها بتهكم قائلا )
- هل أنت طبيبة لتدركي ذلك
- ولستَ كذلك
أسرعت بالقول وهي تلتف لتقف خلف الأريكة وعدم الاطمئنان له يزداد داخلها فحرك يده مشيرا لها وهو يبتسم قائلا
- لما أنت مضطربة بهذا الشكل كنت أمازحك
ولكن النظرة الماكرة لم تفارق عينيه فهزت رأسها قائلة
- هذا ما اعتقدته فلم اعتقدك جادا .. وألان اعذرني
وأسرعت من خلف الأريكة نحو الباب إلا انه أسرع نحوها قبل أن تستطيع ذلك ممسكا إياها من ذراعها جاذبا إياها لتنظر إليه وهو يقول
- ليس بهذه السرعة
انكمشت على نفسها وحدقت به بعينين حذرتين وهي تقول بجدية
- من الأفضل أن تتركني اذهب
- لا تهدديني ( همس باستمتاع فقالت بغيظ وهي تحاول تمالك نفسها )
- عليك أن تبتعد وتدعني أغادر حالا فلن اسمح لك بالتصرف معي بهذا الشكل المهين
- المهين ( تمتم برقة وعينيه لا تفارقانها وأضاف برقة خبيثة )
- حتى هذه اللحظة لم أعاملك بطريقة مهينه ولكن يمكنني أن أفعل
- توقف ( تمتمت بغضب واستقامت بظهرها رافضة ضعفها وهي تضيف ) ابتعد عني في الحال إلا إذا أردت رؤية جميع سكان هذا المكان هنا وأنا جادة
- آه ( قال وهو يرفع حاجبيه مفكرا ثم ابتسم قائلا ) هذا يبدو مناسبا هيا ابدئي
- رباه دعني ( قالت بنفاذ صبر وهي تتراجع محاولة سحب يدها منه فأسرع بالقول وهو يحاول إبقائها في مكانها
- حسنا حسنا سأدعك ولكن بشرط ( توقفت عن التحرك وعينيها معلقتين به فهمس بثقة ) عليك وعدي بعدم المغادرة دون أن اسمح لك
تأملته بشك وهي تقول
- لماذا
ولكنه تجاهل سؤالها وأرخى أصابعه عن ذراعها ببطء وهو يقول
- أترين أنا أنفذ وعدي ( وابعد يده عنها مضيفا ) عليك بالمثل
عادت للقول من جديد وعينيها تراقبانه وهي لا تشعر بالثقة به
- لما علي البقاء ( حرك كتفيه )
- دون سبب ( هزت رأسها بشك وتراجعت ببطء إلى الخلف وهي تقول )
- ليس هناك شيء دون سبب
طُرق الباب فاستدارت برأسها نحوه وهي تتنفس الصعداء وهمت بالتحرك ولكن أونيل امسكها من ذراعها بسرعة لم تدركها وجذبها نحوه ولا تعلم كيف أصبحت ملتصقة به وقد أطبق فمه على شفتيها ويديه تحيطانها مانعا إياها من الحراك الذي لم تحاوله للوهلة الأولى لصدمتها وعدم استيعابها لما يحصل لها ثم وضعت يديها على صدره محاولة دفع نفسها بعيدا عنه مستنكرة ما يحصل لها ولكن يديه لم تسمحا لها ثم أرخاهما فتراجعت بذعر وعينيها تحدقان به بذهول فرفع يده ليمسح فمه بكم قميصه وعينيه تحدقان خلفها فتوسعت مقلتيها بعدم تصديق وحركت رأسها نحو الباب لتجده مفتوحا ولا أحد هناك فعادت بنظرها إليه ببطء وقد أدركت لتو ما حصل فابتسم بتهكم وهو ينظر إليها بتعالي قائلا
- هذا صحيح ليس هناك شيء دون سبب
لا تعلم كيف فعلت ذلك ولكن دوي الصفعة التي وجهتها له طن بأذنها بقوة كبيرة ولكن حتى صفعتها لم تخفف من الغضب الذي شعرت به اتجاهه بينما جحظت عينيه بعدم تصديق فهزت رأسها بالإيجاب قائلة من بين أنفاسها المضطربة
- تستحق أكثر من هذا
وتحركت مغادرة بسرعة وهي تفتح عينيها جيدا كي لا تدمع ولا تضعف بينما رفع يده بذهول نحو خده .
- ما بك .. فيوليت .. هل تبكين
- سـ اهداء ( همست لويل الذي فاجئها وأضافت بصوت هامس حتى لا يستيقظ احد ) عد لنوم
إلا انه لم يفعل بل تحرك من جوار جينا النائمة وقد استطاعت يوليانا بجهد كبير أن تبدو بخير طوال الوقت حتى اختلت بنفسها وهي لا تستطيع الاحتمال فأمورها تزداد سوءً اقترب ويل منها هامسا وهو يحدق بوجهها بفضول
- لما تبكين
- أنا لا ابكي عد لنوم
أسرعت بالقول وهي تمسح وجهها وتحاول الابتسامة إلا أن الحزن بدا على وجهها فجلس بجوارها والتصق بها قائلا
- لا أنت تبكين هل أنت متوعكة أن والدتي تعد إعشاباً عندما أكون متوعكا و
- لا أنا بخير
صمتت دون متابعة والدموع تتجمع بمقلتيها من جديد لتحجبا الرؤية من أمامها فعادت لمسحهما بينما بقي ويل صامتا ملتزم الصمت لفترة فنظرت إليه لتجده على وشك البكاء فأسرعت بإظهار ابتسامة وهي تقول
- انظر أنا بخير أترى ( ومسحت وجهها جيدا وابتسامتها تكبر فنظر إليها بتجهم فأضافت ) لا اشعر بالتوعك أنا بخير ولكني تشاجرت مع احدهم وقد أغضبني ذلك وألان انظر أنا بخير
- انه السيد ( همس وشفتيه تظهران انه على وشك البكاء )
- لا عليك ابتسم فان بكيت سأعود للبكاء ( تمتمت باسمه وحركت يدها لتحتضنه وهي تضيف ) هل أخبرك قصة ( ولكنه لم يجبها فهمست بصوت رقيق حنون ) سأخبرك قصة الفتى الصغير الذي أصبح فارسا شجاعا يهابه الجميع مارئيك
- هل كان يملك خيلا ( تسائل وهو يفرك عينيه )
- اجل
تمتمت وأخذت تقص له بصوت هامس , فتحت عينيها بتشوش محدقة بجينا التي تحاول إيقاظها وهي تضع الوشاح على كتفها قائله
- لقد تأخرتي هيا ( جلست في فراشها ونظرت إلى ويل النائم بجوارها ثم بجينا قائلة )
- إلى أين أنت ذاهبة
- علي إيصال المناديل لسيدة آدمز لقد تاخرتي بالذهاب أسرعي وإلا أثرتي غضب ميغي ( وتحركت نحو الباب مستمرة ) أن سألتك قولي انك لن تكرري ذلك ولا تجادلينها هلا فعلت ذلك
هزت رأسها بالإيجاب وأسندته على الحائط خلفها وجينا تغادر لتغمض عينيها بإعياء تام ستتسبب بطرد هذه العائلة من هنا بكل تأكيد أن استمرت بالتصرف بهذا الشكل عليها إيجاد مكان أخر تختبئ به فهي لن تتحمل أن تكون السبب بطرد جينا وأطفالها من هذه الأرض لو أعلمتها أنها ليست فيوليت يا الاهي لن تسامحها أبدا على هذا فتحت عينيها وهي تتنفس بعمق ثم تحدق بجاك الذي استيقظ واخذ يوقظ روي فتساءلت
- إلى أين ستذهب اليوم
- إلى أي مكان فيه عمل
- إلى المحطة
- لا لا اعتقد لماذا
تساءل وهو ينظر إليها فهزت رأسها بالنفي وتحركت مغادرة الفراش , أسندت ظهرها على السور بالخارج محدقة بالطريق بشرود لقد تأخرت كفاية ليدركوا عدم ذهابها ماذا سيحدث ألان سيحضر هو بنفسه كما فعل سابقا ليهددها ويطلب منها عدم أعلام احد أم يطلب منها مغادرة دلبروك قد يفعل وقد يطلب من جينا وأطفالها ذلك لم تعد تعلم كيف ستتصرف نظرت إلى الجهة الأخرى من الطريق المؤدية إلى المحطة وقد عادت الدموع لتترقرق بعينيها ورفعت يدها لتتلمس قلادتها من فوق ثيابها وهي تشعر بألم يجتاح صدرها لقد وقعت في ورطة كبيرة لا تعرف كيف تخرج منها كل ما عليها فعله هو الذهاب إلى المحطة وقصد جرترود لتظهر في منزلها ثم ماذا تستقبلها اليزابيث وبايرون بأذرع مفتوحة ربما في البداية ثم ماذا يقومن بالتخلص منها أغمضت عينيها بألم يا لهذه العائلة التي تملكها أن محبتهم لها تكاد تقتلها ابتسمت بألم أن أخر ما كانت تتوقعه أن تعمل خادمة وتتعرض للإهانة تلو الأخرى وتدعي أنها إنسانه أخرى فتحت عينيها وهي تتنفس بعمق وعادت بنظرها إلى الجهة المقابلة لطريق وهي تشاهد رجلاً يسير عليها ضمت وشاحها عليها وهي تشعر بنسمات الهواء الباردة شد انتباهها دخول الرجل الطريق المؤدية إلى المزرعة فتأملته وقد تنبهت حواسها
- مرحبا ( قال وهو يقف أمامها وينظر إليها بفضول مضيفا ) أنت فيوليت ( هزت رأسها له بالإيجاب فأضاف ) أنا جويل اعمل سائس السـ
- اعلم من أنت
قاطعته قائله وقد كانت شاهدته أكثر من مرة في الإسطبلات فقال
- طلب مني السيد إعلامك انه يرغب برؤيتك و
- أرسلك السيد ( همست بسخرية فهز رأسه بالإيجاب قائلا وهو يخفض صوته )
- اجل السيد سترانس
تجمدت وأمعنت النظر به قبل أن تبتلع ريقها ببطء فلقد توقعت أونيل وليس سترانس فاستمر ) طلب مني إعلامك انه يرغب برؤيتك
هزت رأسها بالإيجاب ببطء وقد شحب وجهها هامسة
- حسنا .. سأذهب لرؤيته
- ليس في القصر يريد أن أقلك إلى احد أكواخه ( تمعنت النظر به جيدا قائلة )
- ولما يريد السيد أن اذهب إلى احد أكواخه
- لا اعلم طلب مني فقط أن أقلك إلى الكوخ ( لم تقتنع بقوله لذا قالت بشك )
- من الأفضل لك أن لا تكون احدى حيل السيد أونيل
- غادر السيد أونيل باكرا اليوم واعتقد انه بالقطار ألان متجه إلى مكان ما
- وهل علي الثقة بك ( فهمس بصوت منخفض )
- ارجوا أن تفعلي ذلك فقد طلب مني السيد أن احضر إليك بنفسي وأقلك إلى هناك
بقي الشك بملامحها قبل أن تقول
- هل الكوخ قريبا من هنا
- لا سأقلك بالعربة فالقد أوقفتها خلف تلك الشجيرات فلقد طلب مني السيد التكتم وعدم لفت الأنظار ( توسعت مقلتيها لقوله فأسرع بالإضافة ) لا اعلم السبب بطلبه هذا
- ماذا يجري ( تسائلت بقلق فهز رأسه بالنفي وهو يقول )
- أنا فقط أنفذ أوامر السيد سترانس
وتحرك مبتعدا ومشيرا لها أن تسير ولكنها لم تفعل وبقيت تحدق به وهو يبتعد ثم ضمت وشاحها عليها جيدا وتحركت بتردد لتتبعه وهي غير واثقة من قرارها هذا وما أن وصلت قربه حتى فتح لها باب ألعربه المغلقة فصعدت بها ليغلق جويل الباب خلفها قبل أن تبدأ العربة بالتحرك نظرت بتردد حولها قلقة من أن تكون ارتكبت خطئ بحضورها وما زاد توترها شعورها بأنهم لم يصلوا بعد والطريق لا تنتهي أوقف جويل العربة مما جعلها تقترب من النافذة لتنظر إلى الخارج ففتح جويل لها الباب لتغادر العربة بتردد وهي تتلفت حولها قبل أن تنظر إلى الكوخ الذي أمامها وقد اقترب منه جويل ليفتح الباب ويشير لها للدخول ففعلت وعينيها تنظران بحذر إلى الداخل
- سيدي لقد وصلت الآنسة
تعلقت عينها بسترانس الذي اطل من الغرفة المجاورة ونظر إليها بدوره قائلا لجويل
- حسنا .. انتظر في الخارج .. تفضلي
ابتلعت ريقها بصعوبة ونظرت إلى جويل الذي خرج وأغلق الباب خلفه فأمسكت بأطراف وشاحها بتوتر وهي تنظر إلى سترانس الذي أشار لها نحو المقعد قائلا
- ألا ترغبين بالجلوس ( هزت رأسها قائلة )
- لا سيدي .. لقد أعلمني جويل انك ترغب برؤيتي
- اجل هذا صحيح ( قال وهو يتحرك نحو النافذة ويحدق بالخارج وهو يضيف )
) اشعر بالفضول حيال بعض الأمور وأريد منك الإجابة عليها ( وعاد لينظر إليها مستمرا ) أنت تقطنين مع عائلة مارش
- اجل
- وتعملين منذُ فترة قليلة بالقصر
- اجل سيدي
قالت باقتضاب فهز رأسه بالإيجاب ومرت لحظة صمت وعينيه المفكرتان لا تبتعدان عنها ثم عاد ليقول
- يبدو لي أن أونيل مهتم بك
- ارجوا المعذرة ولكن السيد أونيل ليس مهتم بي ( أخذت تتلعثم لقوله واستمرت ) انه فقط منزعج مني
- منزعج .. لما
- لقد ( قالت بإحراج وهي تحدق به مفكرة وهي تضيف ) أزعجته ببعض تصرفاتي فلم يرق له الأمر مما
- تصرفاتك ماذا تعنين بذلك ( لمحته بنظرة متشككة قبل أن تتنهد قائلة )
- قمت بدفعه أمام أصدقائه فوقع بالوحل وهو غاضبٌ مني منذ ذلك الوقت
حرك سترانس حاجبيه وقد بدت ملامحهُ غريبة قبل أن يتحرك نحو المقعد ليجلس وهو يقول
- لما قمت بدفعه
- أنا .. لم .. اقصد ولكنه حاول منعي من المرور و.. سيدي أأكد لك أن كل الذي رأيته هو عكس ما تعتقد كما أن ما رأته اليدي بالأمس غير صحيح فلقد تعمد فعل ذلك و
- انتظري قليلا ما الذي رأته جوزين
التزمت الصمت بتوتر وحيرة لما احضرها أن لم يكن من اجل هذا أم انه يعلم ويتعمد ادعاء عدم معرفته فقالت بتردد
- مساء أمس حضرت اليدي إلى غرفة المكتب .. ورأته
توقفت عن المتابعة بإحراج فأصر وعينيه لا تفارقانها
- رأته ماذا
- اعتقدت .. انك تعلم
- لا لا اعلم ( أجابها وانتظر أن تتابع ولكنها لم تفعل فهز رأسه وهو يضم شفتيه قائلا ) ولكني علمت أن هناك أمرا ما جعل جوزين بمزاج سيء اليوم وإصرارها على المغادرة كان أمرا مفاجئً لي ( انشغلت بالنظر إلى أطراف وشاحها الذي تحركه بأصابعها لتتهرب من النظر إليه فاسند ظهره على ظهر المقعد دون أن تفارقها عينيه والتزم الصمت ثم تحدث بصوته الجاد ) أن أونيل ابني الوحيد أنت تعلمين ذلك ( هزت رأسها بالإيجاب وهي تنظر إليه فأضاف ) وأنا أريد له الأفضل دائما فلقد منحته كل ما يريده منذُ كان طفلا وعلى ما يبدو أني بالغت بذلك فقد أصبح شابً مستهترا طائشاً تصرفاته لا تروق لي أصدقائه لا يعجبوني لقد أصبح عكس الشاب الذي رسمته في مخيلتي .. أنا أجد صعوبة بالتعامل معه ماذا افعل برأيك
- تـ .. تريد رئيي أنا
- أجل
- حسنا ( قالت بتوتر وهي تحرك مقلتيها ) اعتقد أن عليك أن .. أنت واثق سيدي انك تريد معرفة رئيي أنا
عادت للقول وهي تشعر بالحيرة فهز رأسه لها بالإيجاب فقالت بحذر
- لا اعلم فأنا متأكدة من انك على معرفة بالسيد أونيل أكثر مني
- هذا صحيح هلا جلستي
- لا باس ( قالت رافضة عرضه وهي تشعر بالراحة أكثر لوجودها بعيدة عنه فقال )
- كنت أفكر منذُ بعض الوقت بطريقة تجعله يعود إلى رشده وفكرة بجعله يرتبط مما يجعله يتحمل المسؤولية وقد ينضج عندها وأستطيع أن أسلمه العمل الذي يحتاج إليه فانا لن استطيع متابعته لوقت طويل ( أخذت تصغي إليه وهي لا تعلم لما يعلمها بكل بهذا فأضاف ) ما رأيك بهذه الفكرة
- إنها .. جيدة
- أتعتقدين أنها قد تعيد له رشده
- ربما .. اجل قد تفعل
- اجل قد تفعل إنها فكرة جيدة ( أخذت تتململ في وقفتها وهي تحاول الوصول إلى ما يريده منها بينما أضاف ) فكرت بجوزين فأنا ووالدها تربطنا صداقة قديمة وعائلتها ووضعها الاجتماعي مناسبان تماما اليس كذلك ( هزت رأسها موافقة فاستمر ) هذا ما حاولت إقناعه به ولكن أونيل صعب المراس وليس من السهل إقناعه
- ربما اعني ربما يفكر بفتاة أخرى مما يجعله لا يفكر باليدي
- هذا صحيح ولكن الفتاة الأخرى التي يفكر بها ليست مناسبة له ( وعقد أصابعه يديه معا وقد بدا الضيق على وجهه وهو ينظر إليها مضيفا ) انه يتردد على منزل في براغ به فتاة تدعى لورا والديها ذو سمعة سيئة واعتقد أنهما يستغلان الفتاة للإيقاع به وما اعلمه أن علاقته بها جدية وهذا ما يقلقني
- قد .. ارجوا المعذرة ولكن قد تكون الفتاة بعكس والديها
- لا .. لقد تأكدت من الأمر أنها أسوء من والديها والمشكلة انه يرفض أن يرى هذا ( توقف عن المتابعة ونظره مازال ثابتا عليها ليعود ويستمر ) أنا احتاج إلى المساعدة كي أعيده إلى رشده
مرت لحظة صمت بعد قوله ذلك وانتظرت أن يتابع وأمام تحديقه بها بصمت رمشت متفاجئه وقد أدركت انه ينتظر منها قول شيء فهمسة دون استيعاب ما يسعى إليه
- تحتاج مساعدة .. أنت لا تعني مساعدتي أنا ( هز رأسه بالإيجاب فحركت رأسها بالنفي قائلة بسرعة ) أنا لا استطيع لا استطيع حتى مجرد معرفة كيف أساعدك بهذا الأمر ارجوا أن تعذرني لا يمكنني فـ
قاطعها قائلا
- بل يمكنك المساعدة
- ولكن كيف لا يخطر لي كيف قد افعل هذا
- بزواجك منه
- بي ماذا
هتفت وقد نزل قوله عليها كصاعقة وجحظت عينيها به لتتأكد من أنه يتحدث إليها فهز رأسه لها بالإيجاب دون أن تتغير ملامح وجهه أو حتى يتأثر بصدمتها مكررا
- بزواجك منه ( أشارت إلى نفسها وهي تمعن النظر به قائلة )
- زواجي أنا من ابنك
- الديك اعتراض على ذلك
- اجل ( أسرعت بالقول بثقة واستمرت بثقة اقل ) اعني ألا ترى الفرق الشاسع فأين هو وأين أنا كما كما انك قلت أن اليدي ذات وضع اجتماعي مناسب له إذا فلتقنعه بالزواج منها لأن فكرة زواجي أنا منه مستحيلة ولا ولا اعتقدك جادا كما أنه لن يوافق عليها لا لن يفعل أأكد لك ذلك
- اعلم انه لن يوافق كما انه لن يوافق على أي واحدة أخرى قد اقترحها ولكني استطيع إجباره
- هذا جيد أجبره إذا على الزواج بتلك اليدي إنها رائعة وتناسبه اجل يليقان ببعض وسيدرك ذلك بعد زواجهم
- هذا ما كنت انوي عمله منذ بعض الوقت ولكني ألان أفضل إجباره على الزواج بك
- لماذا بحق الله
هتفت بحدة وعدم تصديق وهي لا تستطيع تمالك نفسها لما يقوله فاسترخى في جلسته مما أغاظها أكثر وهو يقول
- أن مجرد زواجه من خادمة تعمل لدية سيكون درسا لن ينساه بحياته
فتحت فمها بذهول قبل أن تقول بعدم تصديق
- تريد مني الزواج من ابنك كي تلقنه درسا أنت تتكلم عن زواج هنا وليس وليس شيئا عادي أنت تتحدث عن ارتباط كيف يمكنك أن تكون بهذه القسوة إن أردت تلقينه درسا فلتجد طريقة أخرى فهذه الطريقة فاشلة أأكد لك كما أني لن أوافق على هذا مهما حصل
- ترفضين الزواج بأبني
قال بهدوء شديد فأشارت إلى نفسها وتوترها لا يخفى عليه وهي تقول بجدية تامة
- قد أكون بنظرك خادمة ولكن اجل حتى لو كنت خادمة فأنا سأرفض الزواج منه أن ما رائيته منه حتى ألان لم يكن سوى الاهانة تلو الأخرى لم أرى سوا شاب مغرور فاشل عديم الأخلاق كثير اللهو والسكر اجل لقد رأيته بكل هذا انه حتى لا يطاق
- لم اطلب منك أن تغرمي به أنا اطلب منك الزواج به
قاطعها قائلا بهدوء شديد فتوسعت عينيها قبل أن تقول بجدية تامة
- لن افعل ذلك جد خادمة أخرى تفعل هذا أما أنا فلا
- أنا أريدك أنت وليس أي واحدة غيرك
قال بإصرار وقد بدا التصميم بعينيه فهزت رأسها قائلة بصوت ثابت
- هذا الأمر مستحيل لن ارتبط به مهما حصل
- لما تعتقدين أن الخيار لك ( فاجئها قوله فأسرعت بالقول )
- لأنه كذلك لا تستطيع إجباري قد تستطيع أجبار ابنك ولكن أنا لا
- بل استطيع ذلك وبكل سهولة
حركت يديها وقد تفاقم توترها وعينيها الرافضتان لا تفارقانه وهي تقول
- حتى أن كنت احدى العاملات لديك لا تستطيع إجباري ( وأضافت بسرعة وهي تراه يهم بمقاطعتها ) حتى لو أعلمتني انك ستقوم بطردي وطرد عائلة مارش لن أفعل فان ما تطلبه أمرٌ غير منطقي أبدا ولتعلم أني كنت مغادرة اليوم وهذا ما سأفعله ألان وعلى الفور
- إلى أين ستذهبين
- إلى أي مكان يكون بعيدا كفاية عن هنا
قالت بغيظ واستدارت متجهة نحو الباب فقال سترانس بذات الهدوء الذي لم يفارقه منذُ حضورها
- لا يهمك ما سيحصل لعائلة مارش
وضعة يدها على مقبض الباب وهي تقول رافضة السماح له باستغلال عائلة مارش
- لا لا يهمني فأنا مغادرة
- كنت اعتقد انك أكثر نبلاً من هذا أيتها اليدي ( تجمدت أصابعها التي أمسكت مقبض الباب وتوقفت مقلتيها عن الحراك وقد شعرت بان الوقت قد توقف حركت رأسها ببطء إليه لتتعلق عينيها به فاستمر ) اعتقد ألان أن علينا التوقف عن الادعاء
- أنا لا افهم ما تقوله ( قالت بتوتر وهي تستدير إليه دون أن تجرؤ على الرمش حتى فعاد للقول )
- قلت أن وقت الادعاء قد انتهى فانا اعرف من تكونين
- أنت دون شك مخطئ فانا أنا لا اعرف عما تتحدث
- أتحدث عنك ليدي يوليانا فروديت ميرفيلد ابنة العائلة النبيلة وحفيدة الرجل العظيم ذا السلالة العريقة ( ووقف عن مقعدة متوجها نحو الطاولة ليسكب كوبً من الماء وهو يستمر ) ووريثة والدها بمناجم الذهب وعمتها وصاحبة المنزل العريق بجيرترود ومالكة لأكثر من النصف في قصر ميرفيلد
أرخت عينيها المتوسعتان وهي تشعر بالصداع القوي بينما وقف سترانس قرب الطاولة محدقا بها فهمست بصوت خافت
- كنت تعرف إذا ( ونظرت إليه وهي تفتح فمها قبل أن تهمس ) بالتأكيد كنت تعرف وإلا لما كانت قصة الزواج بابنك تلك
- وهل توقعتي أن اجعل ابني يرتبط بخادمة حقا .. أنا أريد معاقبته وليس تدميره
- بما انك تعلم أني اليدي فروديت فأنت تدرك أني لن ارتبط بابنك لأسباب كثيرة منها انه لا يناسبني
- انه يناسبك أيتها اليدي ويناسبك تماما
- أنا اعرف مـ
- ليس الخيار لك ( قاطعها بجدية واستمر ) لستِ بوضع يسمح لك بالرفض
- أنت مخطئ
- لست كذلك ولتقومي بتصحيح معلوماتي أن كنتُ على خطئ الستِ متخفية هنا وتدعين انك مجرد عاملة تعملين كما لم تفعلي من قبل تتعرضين لأمور لم تكن لتحدث لك سابقا ومن اجل ماذا .. لما أنت هنا
- هذا ليس من شان احد .. أنا افعل ما يحلو لي
- لا تتحدثي بهذا الأسلوب فهو لا يليق بك
- وما الذي يليق بي
- التحدث بأسلوب مهذب كما تربيتي أم أن اختلاطك بالعاملات قد أنساكِ من تكونين
- لا يحق لك قول ذلك فأنت لا تعرفني ولا اعرف كيف استطعت التعرف علي
- ارتداء عاملة لعقد مميز يحمل شعارا معروف يلفت النظر اليس كذلك
أسرعت بوضع يدها على عنقها وقلبها يخفق بسرعة
- هذا مستحيل فانا أخفيه لا يمكنك رؤيـ ..
توقفت عن المتابعة ببطء فهز رأسه بالإيجاب وهو يقول
- رأيته تلك الليلة التي دفعك بها أونيل ووقعتي أرضاً لم أدرك في بادئ الأمر لمن هو هذا الشعار ولكنه بدا مألوفٌ لي وكانت حيرتي كبيرة من امتلاك إحدى العاملات لعقدا كهذا ولحسن حظي كانت العاصمة بأكملها تتحدث عن اختفاء اليدي فروديت فلم يكن من الصعب علي إدراك لمن هو هذا الشعار
هزت رأسها بألم وهي تنظر بعيدا قبل أن تعود إليه لتقول وهي تفتح يديها
- بما انك تعلم من أنا فما الذي تريده مني سيد دلبروك ولا تقل لي الزواج بأبنك لأني ارغب باعتبارها دعابة من قبلك
- أن أونيل ليس سيئا كما تعتقدين
- أرجوك لا تحاول
- أنا لا انوي إجبارك على الارتباط به
قال ذلك وهو يتحرك نحوها قدم لها كوب الماء فتناولته وعينيها تراقبانه بشك وهو يعود نحو الطاولة فتسائلت
- ماذا تريد إذا
- أيجب أن يكون هناك أمرا ما أريده
- اجل فالجميع يريد شيئا فلم لا تكون أنت أيضاً
- كم تبلغين من العمر
- عما قريب سأصبح في الثالثة والعشرين
- تبدين اكبر من ذلك عندما تتحدثين
تحركت لتضع كوب الماء على الطاولة وهي لا ترغب به وتقول
- سأعود إلى جرترود اليوم
- أأنت واثقة
- اجل ( قالت ونظرت إليه بثقة كاذبة مستمرة ) لقد تسببت بالقلق الكبير لعائلتي بسبب اختفائي وبما انك كنت بالعاصمة فأنت تعلم مدى قلقهم علي ورغبتهم بعودتي لقد كان اختفائي تصرفا طائشا من قبلي
- ولما فعلت ذلك ( حركت كتفيها بخفة قائلة )
- مجرد تمرد أردت أن احصل على بعض الحرية فعائلتي حريصة جدا علي وأنا أدرك ألان أنهم على حق
ابتسم سترانس ولتمعت عينيه بوميض غريب ثم تحرك ليعود للجلوس في مقعدة قائلا
- لقد أصبحت مسنن على الوقوف مدة طويلة ( واسترخى في جلسته مستمراً ) لدي عرض ارغب بتقديمه لك ( وأمام تحديقها به بصمت أضاف ) سأكون واضحا معك أن وجودك هنا بدلبروك ليس بالأمر الطبيعي والذي استطيع تجاهله خاصة بعد أن تأكدت انك اليدي فروديت
- تأكدت ( همست بشك فهز رأسه قائلا )
- قصدت منزلك في جيرترود
اختفى اللون تماما من وجهها وهي تهمس بذعر فقد انهار كل شيء وهم يعرفون أين هي ألان
- قصدت منزلي
- كان من دواعي سروري تلبية دعوة الورد بايرون لتناول العشاء بمنزله بالعاصمة
- منزلي أنا اعتقد أن هذا ما قصدته ( أسرعت بالقول وهي ترفض استيلاء بايرون على منزلها )
- اجل هذا ما قصدته ( أجابها باسما فتساءلت بقلق وهي تحاول أخفاء توترها )
- عمي يعلم أين أنا ألان إذا
- هل أعلمته
- الم تعلمه أنت
- أنا لا أتدخل بشؤون الآخرين ( تمعنت النظر به تريد تصديق ذلك وقالت مدعية )
- إذا ستكون مفاجئة له عند عودتي
- لا اعتقدك جادة .. أن وضعك ليس بالجيد
- ماذا تعني
- اعني أن تتوقفي عن الادعاء وتخبريني الحقيقة
- أي حقيقة سيد دلبروك
- يا طفلتي أنا في الستين من عمري وخبرتي في الحياة تكفيني لأعلم أن فتاة بعمرك ووضعك لن تغادر منزلها لتعمل عاملة إلا أن يكون هناك سببا قويا دفعها لهذا
- أنت مخطئ ( أشار إلى المقعد متجاهلا قولها وهو يقول )
- اجلسي وأعلميني كل شيء
- ليس هناك شيء أعلمك به
- ربما اذا علمتي أني أرسلت ثورب إلى ميرفيلد ليتقصى أمر مغادرتك قد تدركين أني اعرف الكثير ولا داعي لتخفي عني
- لما فعلت ذلك ( أسرعت بالقول رافضة فكرة معرفته فأكد )
- لقد فعلت واحضر ثورب كل المعلومات التي أنا بحاجة إليها ( فتحت فمها عاجزة هذا هو سبب اهتمام ثورب بها لقد كان يعلم من هي أغمضت عينيها ببطء ثم فتحتهما ناظرة إليه وهو يقول ) هلا توقفتي عن الادعاء ألان وحدثتني بما جرى
- ولما افعل أن كنت تعلم كل شيء
- هناك بعض الأمور التي لم استطيع الوصول إليها واحتاج إلى فهمها منك
- اعتقدت انك قلت انك لا تتدخل في أمور الآخرين
- ولكنك ألان في بلدتي وتسكنين في مزرعة تخصني وتعملين في قصري لقد أصبح الأمر من شأني
تنهدت بضيق وتهاوت على المقعد قائلة
- حسنا أعلمني ماذا عرفت
- ارغب بان أسمع منك أولا فأنت من يهمني بهذا الأمر
تمعنت النظر به قبل أن تقول
- قل لي انك لم تكن جادا بأمر ارتباطي بأبنك
- أكان بايرون سيئا جدا
قال متجاهلا قولها فرفضت إجابته والتزمت الصمت لعدة ثواني قبل أن تهمس وهي تحدق بيدها المسترخية على يد المقعد
- لقد كان سيئا كفاية
- ما هو سبب مغادرتك
- اعتقدتك تعلم
- اعلم ما احضره ثورب فقد أرسل خادمه ليتقصى له الأمر من العاملين بميرفيلد ولكن على ما يبدو أنهم لا يرغبون بالحديث حول هذا الأمر ( وأمام صمتها استمر ) بعد وفاة العاملة التي تعمل بميرفيلد اختفيتي بشكل مفاجئ ثم ظهرت هنا تدعين انك هي ( توقف منتظرا منها قول شيء وأمام صمتها استمر ) اللورد يبحث عنك بشكل جنوني ووعد من يعلمه بمكانك بتقديم مبلغ كبير من المال له .. هل ترغبين أن اعلمه
- من اجل المال ( قالت مستنكرة وهي تحدق به فهز رأسه بالنفي قائلا بجدية ) بل من أجلك واجله فقلقه بالغ
- انه كذلك ( قالت ساخرة بألم واستمرت ) أشكرك سأفعل ذلك بنفسي
- لا تكوني بهذا العناد فهذا لا يدل على تصرفات فتاة ذكيه
- سيد دلبروك لقد عانيت كفاية حقا ولا استطيع احتمال المزيد
- دعيني أساعدك
- وكيف ستساعدني
- أنا استطيع مساعدتك بكل شيء بإعادتك آمنه إلى حيث تنتمين وإعادة ما اخذوا منك ( تنهدت بعمق علها تشعر بالراحة ولكنها فشلت بينما استمر ) في نهاية الشهر ستعلن عائلتك وفاتك بشكل رسمي مدعين أنهم بحثوا عنك في كل مكان وعدم ظهورك لا معنى له سوى وفاتك
- اعلم ( قاطعته قائلة فتساؤل )
- ماذا تنوين أن تفعلي إذا
- أعلمتك أني سأذهب اليوم
- لو كنت قادرة على فعل شيء لما غادرتي منذُ البداية .. أن ثروتك ضخمة اليس كذلك ( هزت رأسها بالإيجاب فأضاف وعينيه تضيقان ) وبإعلان وفاتك ستئول جميعها إلى اللورد
ابتسمت بألم قائلة
- اجل
- أتعتقدين انه يرغب بعودتك لا لا تجيبي سأفعل أنا انه لا يرغب أن عدم عودتك هو المناسب له وظهورك قبل إعلان وفاتك التي سعى لها جاهدا لن تروق له الستُ على صواب .. ما هو سبب مغادرتك هل حاول اللورد إجبارك على التنازل عما تملكينه
- لم يحاول ذلك .. حاول إجباري على الزواج بأبن زوجته
حرك سترانس شفتيه مفكرا قبل أن يقول
- وبعد زواجك يتحول كل شيء له فلقد لاحظت علاقته الجيدة بأبن زوجته
- الم أعلمك أن الجميع يريد شيئا ما مني
- الم يكن بإمكانك الرفض
- كان بإمكاني ذلك ولكن الخيارات لم تكن كثيرة أمامي
بقى ينظر إليها بعد قولها بإمعان قبل أن يقول
- لقد جلس ثورب مع احد الرجال الذين أرسلهم اللورد للبحث عنك وقد أخذ يتحدث بأمور كثيرة خاصة بعد تناول كمية من الشراب ومنها أن اللورد طلب منه عندما يجدك أن يقوم ( وتوقف عن المتابعة وقد شحب وجهها تماما فأضاف ) أرى انك تعلمين
- اعلم ماذا ( قالت وقلبها يؤلمها )
- انه طلب منه أن يتخلص منك واعتقد انه ليس الرجل الوحيد الذي طلب منه هذا
- هذا غير صحيح ( تمتمت وأنفاسها تكاد تتوقف )
- إنها الحقيقة .. لا اعلم كيف يستطيع فعل هذا لابد وان المال أعمى بصيرته
حاولت التماسك ولكن الدموع تجمعت رغما عنها بعينيها لتلتمعان وتمتمت بصعوبة
- لا اصدق انه قد فعل هذا
- لقد أرسل عددا من الرجال للبحث عنك وبالتأكيد لا يتوقع من أين منهم أعادتك والا لن ينال الجائزة التي وعد بها .. لقد علمت ذلك اليس كذلك .. هذا هو سبب هروبك ( تدحرجت دمعة بسرعة على خدها فرفعت يدها لتمسحها وهي تحاول أن تبقى جامدة في مكانها فاستمر سترانس وعينيه التين تضيقان أكثر لا تفارقانها ) لم يكن بالأمر السهل .. أنا معجب بشجاعتك ( التزمت الصمت وهي تشيح بوجهها عنه كي لا يرى دموعها التي لم تعد تسيطر عليها ورفعت يدها لتمسحها فلم يتحدث سترانس سامحا لها بتمالك نفسها ثم عاد ليقول ) هل أعلمتني ما حصل كي استطيع مساعدتك
أخذت تمسح دموعها ببطء وهي تقول بصوت غير ثابت
- بعد وفاة عمتي.......
اسند سترانس ظهره بظهر المقعد وهو يصغي لها باهتمام ويهز رأسه دون مقاطعتها وعند انتهائها تساءل
- عائلة مارش لا تعلم من أنت إذا
- لا لم اعني حدوث هذا ولكني لم أحاول الاعتراض فلم تكن الخيارات أمامي كثيرة
- أكنت تنوين المغادرة اليوم حقا ( هزت رأسها له بالإيجاب وهي تقول )
- لم اعد قادرة على احتمال تصرفات أبنك وقلقت من أن اسبب الأذى لعائلة مارش فلا ذنب لهم
- وإلى أين كنت تنوين التوجه ( حركة كتفيها بأسى وهي تقول )
- لا اعلم لم اخطط لشيء ( التزم الصمت والتفكير بادً عليه ثم تحدث )

في طريق المجهول 6


- لا اعتقد انه يمكنك التوجه إلى أي مكان فلا يوجد مكانٌ آمن بالنسبة لك .. هنا لم يتعرف عليك احد ولا اعتقد انك ستكونين محظوظة بأماكن أخرى لذا عليك البقاء هنا
- هل تدعوني للبقاء
- اجل وأستطيع مساعدتك
- هذا كرما منك
- عليك مساعدتي بالمقابل ( همت بالتحدث متسائلة ثم أطبقت شفتيها قائله ببطء )
- أنت لا تعني ما قلته بشأن أونيل
- أنا اعني ذلك
- هذا الأمر مستحيل
- أن فكرة بشكل جيد سترين انه ليس كذلك .. لا لا تجيبيني ألان فلست على عجلة من أمري
- لست بحاجة لتفكير بهذا الأمر
- أتفضلين العودة إلى اللورد على البقاء هنا والارتباط بأونيل
تجمدت عينيها عليه ورفعت رأسها جيدا قائلة
- أنت لا تقوم بتهديدي اليس كذلك
- أنا أريد مساعدتك
- وكيف ذلك بزواجي من أونيل
- مقابل ذلك أعادة كل ما هو لك ولن اسمح للورد بالحصول على شيء مما تملكينه كما أني لن اسمح له بالمساس بك .. أن ما اعرضه هو عرضٌ جيد وعليك التمسك به ( بدا الذهول عليها فاستمر ) أن كان لديك عرضٌ أفضل فأعلميني
- أنا لا اصدق ما أسمعه لما يحدث هذا
- أريد لأونيل الأفضل
- واليدي لورين تناسبه
- ولكن أنت أفضل
- أفضل بماذا
- أنت أجمل منها وانضج ( أغمضت عينيها ببطء هامسة )
- أنت تعني أني أكثر ثراءً منها
- لن نختلف بهذا فهي لا تملك حصصا بمناجم الذهب
فتحت عينيها محدقة به وهي تشعر بالغثيان والألم الكبير بصدرها قائلة
- هذا هو الأمر إذا
- لا ليس هذا فقط بل أنت ما يحتاجه أونيل ليصبح الرجل الذي أريده جوزين هادئة ولطيفة جدا ولن تستطيع شيئا معه أما أنت فمختلفة
- سيد دلبروك أن ما تقوله لا يصدقه عقل ( تحرك عن مقعدة وهو يجيبها )
- إن سعي لمصلحة ولدي الوحيد مبررٌ كافي لي
- ومصلحتي أنا
- لقد وعدتك باسترجاع ما هو لك ألا تريدين هذا
- بالتأكيد أريد ولكن
- ولكن ماذا ( قاطعها وهو يقف قرب النافذة وينظر إلى الخارج فوقفة بدورها قائلة )
- أنت تستغل ظروفي
- ستشكرينني فيما بعد ( ونظر إليها مستمراً ) سأدعك تفكرين بما قلته لك ولكن حاولي أن لا تتأخري بإجابتي غدا صباحا سأرسل جويل ( وتحرك نحو الباب مستمراً ) ليحضرك إلى هنا لأسمع قرارك النهائي
- أهذا هو الوقت الكافي ( قالت مستنكرة فقال وهو يفتح الباب )
- لا أجد مبررا ليطول الأمر .. جويل اعد الآنسة إلى منزلها ( ونظر إليها مستمرا ) فكري جيدا ( تجمدت في وقفتها للحظات ثم تحركت نحو الباب رغما عنها وهي تشعر بالغضب من نفسها وتخطت عنه خارجة وهو يستمر ) أراكِ غدا
أنزالها جويل في نفس المكان الذي أخذها منه فتوجهت نحو المنزل بعدم تصديق وكأنها بعالم أخر الجميع يريد ما تملكه الجميع يسعى إلى ما تملكه لم لا يدعونها وشأنها في البداية بايرون وألان سترانس ان مصلحتها لا تهمه بشيء كل ما يريده هو الاستيلاء على ما تملكه عليها الابتعاد من هنا إلى أين ستذهب هذه المرة همست لنفسها بإعياء
- ماذا تفعلين هنا ( تساءلت جينا وهي تراها تدخل إلى المنزل فقالت بضعف )
- اشعر بصداع قوي هل بإمكانك مساعدتي بهذا الشأن
- أنت متوعكة أن وجهك شاحب من الأفضل أن تجلسي وسأعد لك بعض الأعشاب ستشعرك بالتحسن .. كيف سمحت لك ميغي بالمغادرة ليس من عادتها أن تكون ودودة
تعمدت عدم إجابتها وقد جلست أرضا واحتضنت رأسها بكلتا يديها وهي لا تستطيع تحمل الألم الذي تشعر به.......
- ماذا هناك
تسائلت وهي تنظر إلى جينا التي دخلت إلى المنزل وأخذت تهمس شيئا لجسي فأجابتها وهي تتحرك نحوها
- هل تشعرين انك أفضل ألان
- بدء الألم يزول ولكن أفضل لا اعتقد أني سأصبح أفضل
ابتسمت جينا لتذمرها قائلة
- ستتحسنين أتعرفين تلك التلة المطلة على المنزل الواقعة خلف الطريق
- اجل
- يجلس عليها شاب منذُ وقت دون مغادرتها ( أغمقت عيناها بينما استمرت جينا بابتسامة ) انه لم يغادر التلة وعيناه لم تبتعد عن المنزل ( أرخت رأسها على الحائط خلفها بإعياء لقد وضع سترانس من يراقبها خوفا من مغادرتها دون أن يعلم ) فيوليت اعتقد انه معجب
- تعتقدين ماذا ( تمتمت بحيرة فأصرت جينا )
- اجل انه كذلك فليس لدي فتاة شابة سواك واعتقد انه يجلس هناك في محاولة لرؤيتك ثم التحدث معك
- بربك جينا
- لا تكوني خجول أنا واثقة من ذلك ولقد أرسلت ويل ليدعوه لشرب الشاي
- لم تفعلي ذلك
قالت بيأس ونظرت نحو الباب الذي طرق كما فعلت جينا التي توجهت نحوه لتخرج محدقة بجويل المتردد بالدخول قائلة بينما تحركت يوليانا لتقف
- هذا أنت جويل تفضل ساعد شاياً لذيذاً ( اقترب ببطء للداخل وهو يحدق بيوليانا بإحراج وجلس على المقعد المجاور لطاولة فاستمرت جينا ) ألا يوجد لديك عمل بالإسطبلات
- لقد .. منحني السيد إجازة
- وكذلك فيوليت حصلت على إجازة اليوم اليس كذلك
- اجل ( أجابتها باقتضاب فسكبت جينا كوب الشاي مستمرة )
- هلا ناولته لجويل عزيزتي
اقتربت منها وأخذت الكوب ثم وضعته أمامه فقال وعينيه معلقتين بالكوب
- أشكرك ( تحركت لتجلس أمامه على الطاولة وجينا تقول )
- كيف حال والدتك لم أرها منذُ وقت
- إنها بخير
- أعرج علينا دائما لشرب الشاي فانا ارغب بسماع أخبار والديك هلا أوصلت تحياتي لهما
- سأفعل ( كان يجيب جينا باقتضاب وهو يشرب شايه بسرعة بينما أسندت يوليانا خدها على يدها وهي تنظر إليه بصمت فشرب ما تبقى بكوبه دفعة واحدة وتحرك ليقف وهو يقول ) أشكرك جينا على المغادرة ألان وداعا
وأسرع بالخروج قبل أن تتمكن من إيقافه فنظرت نحو يوليانا وتحركت نحوها لتضع كوب الشاي أمامها قائلة بحيرة
- انه غريب الأطوار أليس كذلك
هزت يوليانا رأسها بالإيجاب دون إجابتها , لم تغمض عينيها تلك الليلة رغم الإرهاق الشديد والإعياء الذي تشعر به وفي ساعات الصباح غادرت المنزل لترى جويل ينتظرها في نفس المكان فصعدت بالعربة والتجهم لا يفارقها ترجلت من العربة وتوجهت نحو الكوخ لتدخله وتجد سترانس يتناول قهوته وهو يجلس على المقعد ويحمل بعض الأوراق بيده وملامحه مسترخية فقال لتجهمها
- أرى أن ليلتك لم تكن موفقة
- هذا صحيح فلم أجد أي شيء طبيعي يحدث لي كي تكون ليلتي موفقه ولكن تأكد أني كنت مطمئنه من أننا بأمان تام حيث أن جويل لم يبتعد من حول المزرعة طوال الوقت
- كان علي التأكد من عدم مغادرتك ( قال دون اكتراث فقالت )
- وها أنا لم أغادر
- أحسنتي هذا يدل على التفكير السليم الذي تتمتعين به
- أأعتبر هذا مديحا
- يمكنك إضافته إلى صفاتك الأخرى
- اجل بالتأكيد فانا ثرية وليدي ذات سلالة راقية ولما لا ( كانت تتحدث بغيظ تجاهله سترانس قائلا )
- هل يعلم احد أي احد حقيقتك
- لا ( قالت وهي تتحرك لتسير بالغرفة بتوتر فقال )
- جيد ليبقى الأمر كذلك ( توقفت في مكانها ناظرة إليه وهي تقول )
- لم تعد لدي طاقة لأحتمال المزيد أن كنت تريد مساعدتي أعلمني
- بالتأكيد أريد ذلك
- مساعدتي أنا وليس العكس
- ليدي فروديت لا تكوني عصبية المزاج أن ما اعرضه عليك لا يفوت
- وإذا رفضت وأنا في الحقيقة ارفض
- ليس أمامي سوى إعلام عائلتك بمكانك وهذا حرصا مني على أن تصليهم سالمة
- أنت تعلم أن هذا ليس صحيحا
قالت بصوت خافت وهي تعلم أنها تقع بمصيدة رسمها لها سترانس الذي قال
- لقد حدثتني أنت بما جرى وأنا لم اسمع ما لدى اللورد لقوله وعندما افعل أقرر إلى أي جانب سأقف فبصدق لم أجد لدى اللورد تجاهك سوى الحزن الشديد والقلق على اختفائك بهذا الشكل
- قلت بنفسك أن احد رجالـ
- وقلت أيضاً انه كان يتناول الشراب أي ليس بكامل قواه العقلية ولا يؤخذ كلامه على محمل الجد
- سيد دلبروك ( قالت معترضة على تلاعبه بالكلام إلى انه قاطعها قائلاً )
- أنا مجبر على إعلام عائلتك فليس من الجيد بقائك متخفية عنهم
- كل هذا إذ لم أوافق على ما تريده
تمتمت وهي تشعر بالخدر يسري إلى جسدها فهز رأسه قائلا
- إن لم تكوني بذو فائدة لي فبالتأكيد أفضل إعادتك لعائلتك
- لا تستطيع إجباري
- بالتأكيد لا استطيع إجبارك ولكن استطيع إبقائك بدلبروك حتى وصول احد أقربائك
- أتفعل هذا أنت تفعل هذا ( أخذت تتلعثم وهي لا تعرف كيف تخرج من هذا المأزق مستمرة ) كل هذا من اجل ثروتي كل ما تريده هو المال
- لا أريد شيئا لنفسي فلا فائدة لي من الأمر ولكن أن ارتبطي بأونيل فانا بالتأكيد سأكون راضيا
تهاوت على اقرب مقعد لها قائلة
- لماذا لماذا انه لا يرغب بالزواج لما لا تدعه وشأنه قد يجعل هذا منه الرجل الذي تريده لما تجعلني أعاني وأنت واثق من رفضه لهذا الزواج حتى لو كنت اليدي فروديت
- أنا لم اقل أني سأعلمه بحقيقتك بل ستتابعين ادعائك بأنك مجرد عاملة
فتحت فمها قائله ببطء وعدم تصديق
- تريد التسبب بكارثة لي وله
- اعتقد انه يمكنني الاعتماد عليك فالذي واجهته حتى ألان لم يكن بالأمر السهل كما أن هذا يخدم مصلحتك فأنا أريد متابعة مجريات ما ينويه اللورد من بعيد فتكونين بخير ومأمن ولا احد يعلم حقيقتك بينما أقوم بتوكيل شخص ليكون أمام اللورد موكلا من قبلك لاستلام ومتابعة حقوقك القانونية فظهورك بهذا الوقت لهم ليس بالخطوة المناسبة .. الديك اقتراح أفضل
حركت عينيها تائهة وهي تقول
- وهل كنت لتصغي لي
- لن تخسري شيئا أن فعلت ما اطلبه منك
- أنا اخسر نفسي أنت تتحدث عن ارتباط بـ .. بابنك
- أن ارتباطك بشخصً من عائلة دلبروك لهو فخرا لكي أيتها اليدي كما انك تقومين بالعمل كالخادمة بينما أنا اعرض عليك أن تدعي أنك كذلك أتعتقدين حقا انه يمكنك العودة إلى جرترود ومواجهة عائلتك بمفردك أنت تدركين أن هذا الأمر مستحيل وانك بحاجة ماسة إلى المساعدة هذا أن كنت ترغبين بالعودة إلى ما كنت عليه أم أن وضعك الحالي يروق لك ( حدثها بقسوة رافضا عدم تقبلها لما يقوله واستمر ببرودة ) أنا احتاج إلى قرارك النهائي ألان ( حركت رأسها رافضة بتوتر فضاقت عينيه وهو يقول بإصرار ) احتاج إلى جوابك ألان ليدي فروديت فلدي عمل كثير لأقوم به
أشاحت بنظرها عنه بضيق شديد وهي عاجزة تماما عن التفكير ثم نظرت إليه قائلة
- لو أردت الزواج بهذه الطريقة لارتبط باندرو
- ما كان ليضمن لك سلامتك ( فقاطعته بسرعة قائلة )
- وهل أونيل سيفعل
- أضمن لك ذلك وسأحرص على أن تحصلي على الاحترام الذي تستحقينه ولكن الأمر يحتاج إلى القليل من الوقت والصبر .. إن لمن الجيد أن يرتبط ابني الوحيد بواحدة مثلك ليدي فروديت وأنا مصر على حدوث هذا
- لا أجد الأمر سهلا أنا أنا احتاج إلى ضمانات تجعلني لا اندم على الموافقة
رشف من قهوته ببطء قبل أن يقول
- عليك التأكد أني سأعيد لك كل بنس هو حقا لك وليكن ضمانك لهذا الأمر هو اهتمامي بمصلحة أونيل والذي سيؤول هذا كله له ولأطفاله بالنهاية
- له ولأطفاله ( قالت مستنكرة بذعر فحرك كتفيه قائلا )
- أطفالكما معا بالتأكيد لن تتخلي عن أطفالك
- من قال انـ
- لن أتدخل بأموركم الشخصية بالتأكيد ( قاطعها قائلا ومضيفا ) أن ما يهمني هو كتمان أمر زواجكم عن الجميع
رفعت يدها لتدسها بشعرها وهي تقول بعدم تصديق
- كيف سيحدث هذا هلا أعلمتني
- ليس بالأمر الصعب التزمي الصمت حيال هذا الأمر وهو بالمثل
- هل حقا تعتقد أن بإمكانك إقناعة بالارتباط بعاملة تعمل لديه .. أنت لا تعرف ابنك إذا
- هذا الأمر متروك لي .. هل أنت مطمئنة ألان ( هزت رأسها بالنفي قبل أن تقول )
- أن كنت سأجبر على الارتباط فانا على الأقل أريد أن افعل شيئا جيدا مقابل هذا ( بقي يصغي إليها باهتمام وهي تتابع ) أريد مزرعة مارش
تمعن النظر بها جيدا قبل أن يقول بحذر
- ماذا تعنين بأنك تريدين مزرعة مارش
- أريد امتلاكها أريد أن تصبح قانونين لعائلة مارش
- هذا الأمر مستحيل أن جميع الأرض لي ولا احد يمتلك هنا سواي مع بعض العائلات الرفيعة المستوى
- هل ما اطلبه صعبا لهذه الدرجة سيد دلبروك
- اجل انه كذلك
- حقا وما تطلبه أنت هو أمرا سهل
- لا تتحاذقي علي ليدي فروديت
- أنا أصر على طلبي أن هذا اقل ما استطيع عمله فالسيد مارش وفيوليت قد فارقا الحياة في ميرفيلد ألا تعتقد أني مدينة لهذه العائلة
- أنت مدينة لهم وليس أنا
- ولكني أقدم لك ثروتي على طبق من ذهب ألا أفعل ( قالت مستنكرة قوله فلتزم الصمت وبدا التجهم عليه فعادت للقول ) أنا أصر على أن أرى صك يعترف بملكية عائلة مارش لمزرعتهم قبل ارتباطي بأونيل
رفع عينيه بانزعاج قائلا
- هذا الأمر لم يحدث قط في عائلتي .. وليكن ولكن ذلك الصك لن يصل عائلة مارش إلى عندما أقرر أنا
- بشرط أن احتفظ به ( أسرعت بالقول فضاقت عينيه قبل أن يقول )
- لا مانع لدي .. إذا مساء الغد يعقد قرآنك على أونيل ( هوى قلبها إلى البعيد عند قوله ذلك وقالت )
- وإذا رفض ذلك
- لن يفعل ( أجابها بثقة فتحركت واقفة وجسدها يرتجف وهي تقول )
- لن أمانع أن لم تستطع إقناعه
- لا تقلقي بهذا الشأن ( اخذ جسدها يرتجف أكثر وهي تقول )
- سأعقد قرآني ولكن لاشيء أكثر فالستُ ملزمة بشيء كما أني أريد أن أكون على اطلاع دائم بما يجري مع اللورد وعلي إعلامك انه عندما تعود أملاكي لي لن أتنازل عنها لأحد
لم يبدو الاهتمام على سترانس وهو يقول
- أعلمتك أني اسعي لصالح ولدي وبما انك ستكونين زوجته فاعتقد أن هذه الأمور تخصكما وعلي تذكيرك بأن لا تعلميه من تكونين حتى أقرر أنا ذلك
- إذا ستجعله يرتبط بعاملة تعمل لديه
قالت وهي تضم جسدها بذراعيها فهز رأسه بالإيجاب وتحرك واقفا وهو يحدق بساعته الذهبية قبل أن يقول
- علي المغادرة ألان .. سأرسل جويل مساء الغد ليحضرك إلى هنا وليكن الأمر فيما بيننا فقط
- لن اذهب للعمل بالقصر
- لا تذهبي ( قال وهو يتخطاها نحو الباب مستمرا ) لك حرية التصرف بهذا الشأن
- أريد رؤية صك المزرعة قبل ذلك
- ألا تثقين بي ( وأمام صمتها أضاف بعدم رضا وجدية ) لك ذلك ( وفتح الباب مغادرا وهو يقول ) سيعيدك جويل إلى مزرعة مارش
وصلت إلى المنزل لتنقل عينيها بالأولاد المنتشرين بالخارج وهي تهم بالدخول إلى داخله لتتفاجئ بجيني برفقة جينا فألقت التحية باقتضاب وجلست بجوار المدفئة وهي تشعر بنفسها ترتجف قلقاً مما حدث لها ومن البرد الذي انسل إلى جسدها ويرفض الخروج تأملتها جيني قبل أن تقول
- أن ميغي غاضبه منك لما لم تحضري ( نظرت إليها جينا قبل أن تعود إلى يوليانا قائلة )
- الم تعلميني أمس بأنها وافقت على مغادرتك
- ولكنها لم تحضر أمس أيضاً
قالت جيني فالتزمت يوليانا الصمت وهي لا ترغب بمحادثة احد كل ما تريده ألان هو الانفراد بنفسها وأمام صمتها تساءلت جينا باهتمام
- ما بك فيوليت .. لست على مايرام مؤخرا
- لقد سمح لي بعدم الذهاب إلى القصر
- هذا ليس صحيحا وإلا لكانت ميغي أعلمتني
قالت جيني فنظرت إليها بعينين تحملان هموم دهر قائلة بهدوء شديد
- عليها بسؤال السيد سترانس فلقد طلبت منه ذلك ووافق
- تحدثتي مع السيد
- اجل ووافق على عدم ذهابي وجينا للعمل بالقصر
- أما تقولينه صحيح
تساءلت جينا باهتمام فهزت رأسها لها بالإيجاب بينما نقلت جيني عينيها بينهما بحيرة قبل أن تعود لتحدث ولكن يوليانا لم تكن تصغي وقد شردت بعيدا.....
- لست على مايرام أأنت محمومة ( تسائلت جينا في اليوم التالي وهي تلاحظ صمتها المستمر وخديها المتوردان مضيفه ) لا اعلم ما الذي يحدث لك فلا تبدين على مايرام ما الذي يشغلك ويجعلك شاردة طوال الوقت ( وأمام صمتها استمرت ) عليك أن ترى كريستي قد تستطيع مساعدتك
- أنا بخير ( تمتمت وهي تحدق بالنافذة وصوت المطر لا يتوقف فتابعتها جينا قائلة )
- لم يتوقف المطر منذُ الصباح يا له من جو كئيب
- اجل انه كذلك
قالت هامسة وعادت بنظرها نحو الأطفال المجتمعين يلعبون عليها الذهاب ولكن ساقيها ترفضان الاستجابة لها أن ما تنوي فعله ليس بالأمر الذي تستطيع تقبله انتفضت على صوت طرقات على الباب فتوجه جاك نحوه ليفتحه ويتناهى لها صوت جويل
- مرحبا فيوليت هنا
- أهذا أنت جويل ادخل فالمطر غزير في الخارج
قالت جينا وهي تتحرك نحوه بحيرة فدخل وخلع قبعته وعينيه تبحثان عن يوليانا التي تنظر إليه فعاد نحو جينا عند رؤيتها قائلا
- أن السيدة مارغريت متوعكة ويريد السيد أن تقوم فيوليت بالعناية بها
- فيوليت ( تمتمت جينا بحيرة ونظرت إلى يوليانا التي ابتلعت ريقها بتوتر وتحركت لتقف مرغمة فأضافت جينا ) الم تعلميني أن السيد
- اجل ولكن مقابل ذلك علي العناية بالسيدة مارغريت ( ونظرت إلى جويل مستمرة ) أنا جاهزة
وتحركت أمامه خارجة وهي ترفع وشاحها على رأسها ليحميها من المطر الكثيف فأسرع جويل بالسير بجوارها بخطوات واسعة وهو يقول
- لقد تاخرتي فاضطررت لتلفيق تلك الأكذوبة
- لا بأس
همست وما أن اقتربوا من العربة حتى كانت مبتلة تماما فأسرع بفتح الباب لها ولكنها لم تصعد ونظرها يتوقف على ثورب الجالس بها فقدم يده لها ليساعدها بالصعود فناولته يدها بتردد لتصعد وتجلس أمامه أنزلت وشاحها والعربة تتحرك بهم وقد ابتل شعرها والتصقت بعض الخصل بوجهها فتأملها ثورب قليلا قبل أن يقول
- أسعدني لقائك فلقد سمعت عنك الكثير ( هزت رأسها له بود فلا تشعر بالرغبة بالتحدث حتى فأن الإحباط الذي تشعر به ألان لا يوصف فأضاف بعد تردد ) ارجوا أن تكوني واثقة من قرارك بالزواج من أونيل ( تعلقت عينيها به ولم تجبه فعاد ليضيف باهتمام صادق ) عليك أن تعلمي ما الذي تورطيـ .. ارجوا المعذرة ليس من حقي التدخل ارجوا أن تتقبلي اعتذاري ليدي فروديت ولكن لا استطيع منع نفسي من تحذيرك
- أنت تعلم بأمر الزواج إذا
- أنا من سيشهد على العقد
رفعت يدها المرتجفة لتبعد خصلات شعرها المبتل إلى الخلف قائله بتوتر
- هل وافق كنت أمل أن لا يستطيع والده إقناعه
- انه لا يعلم بمن سيرتبط حتى ألان .. اعتقد انه يظن انه سيرتبط باليدي لورين فلقد قام السيد سترانس بالضغط عليه بشكل كبير وهدده بأنه أن لم يوافق على من اختارها فسيقوم بترك جميع ما لديه من أملاك ومال لأقربائه دون أن يستطيع أونيل الحصول على بنساً واحد وطلب مني أعداد الأوراق التي تقول ذلك حتى يصدق أونيل نيت والده بفعل هذا كما طلب مني أعطائك هذه ( وقدم لها ورقه فتحتها بيدين مرتجفتين وهو يستمر ) انه صك ملكية مزرعة مارش .. ليدي فروديت اليس لديك أصدقاء تلجئين إليهم
قال ثورب من جديد باهتمام فهزت رأسها له بالنفي وتجمعت الدموع بعينيها رغما عنها ولكنها لم تسمح لنفسها بالبكاء فادعت ابتسامة كاذبة وهي تقول
- لا تبدو متحمسا لهذا الزواج ( هز رأسه بالإيجاب وعينيه تعبران عن القلق الكبير قائلا )
- حاولت محادثة السيد سترانس حول هذا الأمر ولكنه رفض الإصغاء فأنا اعتقد أن هذا التصرف لن يؤدي إلا الى إيذائك فأونيل ليس ..
وتوقف عن المتابعة مجبرا نفسه على ذلك مما جعلها تهمس
- أنت لا توده
- لا أنا فقط .. لا تروق لي تصرفاته .. ارجوا أن تعذريني لصراحتي ولكن فكرة إخفاء حقيقتك عنه ستزيد الأمور سوءً وهو ليس بالإنسان المتفهم
- اعلم ذلك
همست وهي تحدق بالنافذة بشرود والعربة تقترب وتقترب من مصيرها المحتم كان عليها المغادرة الم تفعل من قبل وذهبت في طريق مجهول أوصلها إلى هنا فها هي متجهة إلى حيث لا تعلم ماذا سيكون مصيرها أكان عليها البقاء بمنزلها والزواج باندرو فالأمر لم يختلف كثيرا هنا سوى أن أونيل لا يعلم من هي ولكن سعي والده لزواجهم لا يختلف عن السبب الذي سعى إليه بايرون إلا أن سترانس سيعمل على حمايتها والمحافظة على حياتها أغمضت عينيها بإعياء ولم يحاول ثورب محادثتها سامحا لها بالحصول على لحظة صمت ثم فتحتهما بسرعة وهي تشعر بالعربة تتوقف لتنظر إلى ثورب الذي فتح الباب وترجل من العربة ومد يده لها ليساعدها فترجلت بدورها بتردد وأسرعت برفع وشاحها إلى رأسها والأمطار الكثيفة لا تتوقف لتتحرك برفقته نحو الكوخ المضاء فتح ثورب الباب ودعاها لدخول قبله ففعلت وقلبها يرتجف وهي ترى العيون التي اتجهت نحوها عند دخولها والصمت التام الذي حصل ظهرت ابتسامة على شفتي مارغريت عند رؤيتها وقد وقف سترانس قربها بينما ضاقت عيني أونيل لرؤيتها وحرك نظره عنها إلى ثورب ثم عاد إلى والده قائلا بعصبية
- لا تعلمني انك تنوي إعداد وليمة ألان
- أعلمتك لما نحن هنا ألم افعل ( أجابه ونظر إلى ثورب مضيفا ) هل أحضرت جميع الأوراق ألازمة
اقترب منه ثورب وقدم له الأوراق بينما بقت يوليانا بمكانها وأنزلت وشاحها ببطء ليستقر على كتفيها وهي تراقب ما يجري وقد قال أونيل بحدة
- لقد فاض بي الأمر لذا توقف عنـ
- الأوراق جاهزة قد ترغب بالإطلاع عليها حينها تدرك كم أنا جاد
- لا اعتقدك كذلك بحق الله عمتي قولي شيئا
- أن والدك يريد ما هو خيرٌ لك
- لن أتزوجها بهذه الطريقة لن افعل
- لا باس بني فلتفعل ما تريد وسأفعل ما أريد فانا ارفض رفضا تاما أن تحول ثروتي إلى سلالة تنجبها أنا لا ارغب بها
- أن ما تقوله لـ
- أعلمني انك لا تريد الزواج بمن اخترتها لك وسأقوم ألان وعلى الفور بإمضاء هذه الأوراق وننهي هذه المسألة وبنساً واحدا مما هو لي لن تمس لا ألان ولا بعد وفاتي
- ما الذي جرى لما ألان هل أعلمتك جوزين بشيء اقسم أني لا اعلم ما الذي تفكر به حتى تفعل بي هذا عمتي بحق الله ألا تصغين إلى ما يقوله
- عليك أن تصغي إليه أن والدك يعرف صالحك
نقل عينيه بينهما بذهول تام بينما شدة يوليانا الوشاح على أكتافها بتوتر وأونيل يتمتم
- لقد جننتما أو أني من فعل
- اقترب وصول الكاهن الذي سيعقد قرآنك لذا
- ستفعل هذا هنا في هذا الكوخ وبهذه الطريقة لا اعلم كيف وافقت جوزين على ذلك
- من قال انك سترتبط بجوزين ( تجمد أونيل وأمعن النظر بوالده الذي أضاف ) أنا لم اطلب منك الزواج بجوزين
- ما الذي كنت تقوله إذا وما الذي نفعله هنا بحق الله
- أنا اطلب منك الزواج من
وأشار له نحو يوليانا التي تراقب ما يجري بضيق كبير فحرك أونيل رأسه إلى حيث أشار والده لتضم وشاحها عليها أكثر وهي على وشك الإغماء بينما توسعت مقلتيه بعدم تصديق وعاد بنظره بسرعة إلى والده ومن ثم عاد إلى يوليانا ورمش وهو يحرك رأسه بشكلٍ غريب قائلا
- من تعني لا يوجد أمامي سوى .. هذه العاملة
- إنها هي
- هي ماذا ( هتف بقوة وهو ينتفض وأشار بيده نحوها وعينيه التين احمرتا بشكلٍ غريب لم تفارقا والده وهو يضيف ) إنها إحدى خادماتنا إنها مجرد عاملة لدينا هل أنت بخير أتدرك ما تطلبه مني
- مازلت بكامل قواي العقلية وأنا أقول لك أن عليك الزواج بها
استقام أونيل بظهره جيدا ناظرا إلى والده دون استيعاب قبل أن ينظر إلى عمته ثم ثورب قائلا
- انتم تعلمون هذا .. ولا تمانعان .. ما الذي يجري هنا ( أضاف بحدة واستنكار وعاد نحو والده محركا رأسه بالنفي وهو يقول ) هذا مستحيل لست أنت من يفعل هذا إنها دعابة قل إنها مجرد دعابة من قبلك لا اعلم بما أغضبتك حتى تتصرف معي بهذا الشكل إنها مجرد دعابة اليس كذلك حسناً لقد فهمت إنها مجرد دعابة
- ولكنها ليست كذلك ( تمعن النظر بوالده الجاد قبل أن يقول ببطء )
- الم تقل للتو انك لا تريد ترك ثروتك لسلالة ترفضها وهذه ( وأشار بيده نحوها دون أن ينظر إليها مستمرا بقوة ) لا ترفضها لا ترفض زواج ابنك الوحيد من عاملة تعمل لديك بالقصر
- لا فانا أرى أنها تناسبك تماما كما أني لاحظت أنها تروق لك
- هذا جنون ( قاطع والده وهو ينتفض فقال سترانس بجدية تامة وإصرار )
- لقد أوشك الكاهن على الوصول وأريد ردك ألان فلا أريد نقاشا بالأمر أمامه ألان أونيل أما أن تفعل ما اطلبه منك أو تفعل ما تريده أنت
- هل تحاول تلقيني درسا لسوء تصرفاتي مؤخرا أهذا ما تحاول فعله حسنا لقد فهمت الأمر لننهي ألان هذه الدعابة التي لامعنا لها
- احتاج إلى جوابك ألان استفعل ما اطلبه منك
قاطعه استرانس بجدية رافضا رفضه فحرك أونيل رأسه نحو عمته مستنكرا ما يحصل ثم تحرك مبتعدا عنهم ببطء قائلا كمن يحدث نفسه
- هذا ليس صحيحا هذا لا يحصل فليوقظني احدهم ( ثم نظر إلى والده قائلا ) أأنت جاد بما تقوله ( هز سترانس رأسه له بالإيجاب دون أن يفارق التجهم وجهه فأسرع أونيل بالقول ) أنا موافق على جوزين لن اعترض عليها اقسم بهذا
- أونيل
- قلت أني موافق على جوزين ( قاطع والده قائلا بإصرار فعاد سترانس للقول )
- أريد قرارك ألان أنا انتظر
- أنت لن تفعل هذا بي لا لن تفعل أنا أعرفك جيدا ماذا هناك حقاً
ما أن انهي كلماته حتى امسك سترانس بالأوراق التي معه جيدا وهو يقول
- عليك مراقبتي إذا لتصدق
- لستَ جادا ( تمتم بعدم تصديق وقد أغمقت عينيه بشدة وقد سُمعَ صوت أنفاسه القوية وهو يراقب والده الذي وضع الأوراق أمامه يريد إمضائها ليقول بصوت مخنوق ) تريد اهانتي بإجباري على الزواج بها .. حسنا لك ما تريد ولأرى ما الذي ستقوله لعائلتك لقد أجبرت ابني الوحيد على الارتباط بخادمة لقد أنجب ولدي من خادمة هذا حفيدي والدته كانت تعمل في قصري يا للفخر الذي تشعر به أن زواجي بمن أريد لهو ارفع قدرا مما تطلبه مني
- أأفهم من هذا انك موافق ( تساءل سترانس بهدوء شديد جعل أونيل يرتجف بعصبيه وهو يقول )
- أن إجبارك لي على الارتباط بهذه لن يمنعني من فعل ما أريده
- إذا أنت موافق
عاد ليكرر متجاهلا عصبية أونيل وأنفاسه التي تتسارع ليلتمع التحدي بعينيه وهو يراقب والده قبل أن يقول وهو يستقيم بظهره بكبرياء
- أنا كذلك ولنرى ما تنوي ( ونظر نحو يوليانا التي تعلقت عينيها بعينيه الحمراوتين فأشاحت بنظرها عنه وهي تحاول إخفاء ارتجافها فلقد أملت أن لا يستسلم لوالده ولكنه فعل لن تسمح له بإخافتها أكثر مما هي خائفة فعاد بنظره نحو عمته قائلا ) وأنت أيضا موافقة على هذا
- بالتأكيد فانا أثق بوالدك واعلم أن كل ما يفعله لمصلحتك
- مصلحتي
تمتم بصعوبة وعدم استيعاب وعينيه لا تفارقانها ليتصلب جسده وهو يسمع الطرق على الباب فقال والده وثورب يتحرك نحوه ليفتحه
- من الأفضل التزام الصمت أمام الكاهن
توقفت عيني أونيل على الكاهن الذي دخل قبل أن يحركهما ببطء نحو يوليانا ليسرع بإشاحة نظره عنها بنفور
- اعذرنا لإحضارك بهذا الوقت
- لا باس هل العروسان جاهزان
شعرت بالأرض تلتف تحت قدميها عند سماعها لذلك بينما تحرك الكاهن ليقف خلف الطاولة مشيرا لهما بالاقتراب وأمام عدم تحرك أياً منهما قال
- ارجوا منكما الاقتراب
لم يتحرك أياً منهما فتبادل سترانس وأونيل النظرات وقد ظهر التحدي بعينيهما قبل أن يضم أونيل شفتيه بقوة ثم يتحرك بخطوات واسعة ليقف أمام الكاهن قائلا بحدة وقد شحب وجهه تماما
- لك ما تريد ( ارتجفت بشكل واضح عندما وضع ثورب يده على ظهرها قائلا )
- ألن تتقدمي
هزت رأسها بالإيجاب والقلق البالغ بادً عليها لتتحرك وتقف بجوار أونيل الذي ينتفض وتحركت مارغريت بمقعدها المتحرك لتصبح بجوار يوليانا بينما وقف ثورب بجوار أونيل تعلقت عينيها بشفتي الكاهن الذي بدأ بمراسم الزفاف دون قدرتها على استيعاب حرفً واحد مما يقوله وهي تشعر بأنها تبتعد ببطء عن ما يحصل حولها بينما ثبتت عيني أونيل على والده بعدم تصديق وسرعان ما عادت للواقع بسرعة وهي تسمعه يتمتم
- يوليانا فروديت ميرفيلد أتقبلين الزواج بأونيل سترانس دلبروك
اخذ صدرها يرتفع بقوة فهمست مارغريت
- عليك الإجابة بنيتي ( فهزت رأسها ببطء وعينيها لا تفارقان الكاهن مما جعله يقول بلطف )
- عليك قول ذلك
- اجل ( همست بصعوبة كبيره فعاد للقول )
- أونيل سترانس دلبروك أتقبل يوليانا افروديت ميرفيلد زوجة لك
بقيت عينى الكاهن معلقه بأونيل الذي يحدق بوالده دون أن يرمش وقد أغمقت بشرته بشكلً كبير وهو بعيد جدا عما يجري حوله وكل تركيزه منصب على والده منتظرا منه قول شيء ما يفهمه ما يجري ولما يجري فوضع ثورب يده على كتفه مما جعله ينتفض وينظر إليه فأشار له ثورب بعينيه نحو الكاهن فعاد بنظرة إلى والده الذي قال
- لقد سألك أن كنت توافق على الزواج منها
ثبتت عينيه على والده لثواني معدودة قبل أن ينظر إلى الكاهن وهو لا يبدو أفضل حالا ثم حرك شفتيه يريد التحدث ولكنه لم يستطع وأطبق شفتيه بقوة وهو يأخذ نفسا عميقا قبل أن يقول للكاهن الذي يحدق به بحيرة
- اجل
- بالسلطة الممنوحة لي أعلنكما زوجا وزوجة مبروك لكما
- أشكرك واعتذر من جديد لإحضارك بهذا الوقت ( قال سترانس وهو يقترب ومن الكاهن ومضيفا ) أنت مدعو لتناول العشاء برفقتنا فتفضل
أخذت مارغريت تتحدث مع ثورب وهو يسير نحوها ولكن أياً من يوليانا وأونيل لم يتحركا من مكانهما فأمسك ثورب مقعد مارغريت ودفعه وهم يتوجهون إلى الخارج خلف سترانس تابعتهم يوليانا وأونيل بنظرهم وهم يغادرون دون حتى قول شيء فرفعت نظرها بسرعة إلى أونيل الذي نظر إليها بدوره ولا تقل صدمته عن صدمتها فأسرعت برفع وشاحها لتضعه على رأسها وتحركت إلى الخارج لتصعد مع جويل قائلة بتوتر
- أرجوك أعدني إلى المنزل
بقي أونيل واقفا في مكانه محدقا بالباب المفتوح بذهول تام وقد غادر الجميع
- عدت بسرعة
بادرتها جينا وهي تراها تدخل فأسرعت بوضع وشاحها المبتل على المقعد وهي تقول دون النظر إليها
- أصبحت السيدة مارغريت بخير ( وتحركت نحو الغرفة الأخرى مضيفة ) ثوبي مبتل تماما
- خذي احد أثوابي التي بالصندوق ( قالت جينا وهي تتابعها بنظرها وعند خروجها من الغرفة واقترابها من المدفئة لتجلس قربها وقد ارتدت احد أثواب جينا أضافت ) هل كنت حقا بالقصر ( وأمام تجمدها وعدم إجابتها استمرت ) ما كانت ميغي لتدعك تعودين بهذه السرعة كما أن القصر مليء بالفتيات الراغبات بمساعدة السيدة .. أن كنت وجويل ترغبان بالالتقاء فـ
- لا شيء بيني وبين جويل بربك كل ما هناك أن السيدة كانت متوعكة وعندما وصلت إلى القصر كانت قد تحسنت فطلبت من السيد السماح لي بالمغادرة ففعل
التزمت جينا الصمت لثواني معدودة وهي تنظر إليها قبل أن تقول
- هل أنت صادقة معي
- أجل ( قالت وهي تتعمد النظر إلى نار المدفئة فعادت جينا للقول )
- لم اسمع يوما أن السيد سترانس تدخل بهذه الأمور فهذا عمل ميغي وهي التي
- أن ما تقولينه صحيح ولكن لو حاولت أحداكن فعل هذا سابقا لعلمتن أن السيد ما كان ليمانع ( وتابعت وهي تنظر إليها ) أرى مناديل جديدة
- اجل شاهدت السيدة كاترينا المناديل التي قمت بتطريزها وأعجبت بها وتريد مني تطريز هذه لها
- فيوليت اسمي يبدأ بهذا الحرف اليس كذلك
تساءل روي وهو يقترب منها ليجثو أرضا ويرسم بإصبعه على الأرض بأول حروف اسمه فهزت رأسها له بالإيجاب فنظر إلى جيسي قائلا
- رائيتي قلت لك هذا
وعادا لتجادل معها بينما شردت يوليانا وهي تحاول أن لا تفكر ولكن هذا الأمر مستحيل فما جرى لها قد غير مجرى حياتها لقد حلمت دوما بعرس كبير يحضره جميع معارفها وترتدي به ثوبا أبيض ويقدم به جمع أنواع المأكولات والكثير من الرقص والفرح دمعت عينيها رغما عنا فأشاحت بنظرها كي لا يراها احد فهي تشعر بالخوف ما كان عليها الموافقة كيف استطاعت ربط مصيرها بشخص أناني غير مسئول ويرفضها ولكنها تدرك تماما أن سترانس لم يكن ليدعها تفلت
- ألا تريدين النوم ( لم تجب جينا التي سألتها باهتمام وهي تلاحظ شرودها المستمر منذ عودتها مضيفة ) أنا جادة بأمر رؤيتك لكريستي فهي ماهرة
- ماهرة بماذا
تسائلت وهي تنظر إليها بعينين مرهقتين فأجابتها وهي تستلقي بجوار ويل النائم
- بكل شيء
أغمضت عينيها ببطء وأسندت رأسها على الجدار خلفها دون أجابتها فهي لا تعاني الا من المشكلة تلو الأخرى كيف ستستطيع كريستي مساعدتها بهذا الشئن , انتفضت بشكلٍ مفاجئ وحدقت بالغرفة دون تركيز قبل أن تنقل نظرها بالوجوه النائمة ثم تسترخي وتتناول غطائها تريد وضعة عليها وقد غفت وهي جالسه دون أن تدرك ولكن طرق الباب من جديد جعلها تحدق به قبل أن تسرع بالنظر نحو جينا وأطفالها النائمين فنهضت بتردد نحوه لتفتحه قليلا وتتجمد وهي ترى أونيل واقفا بشكل غير متزن أمامها وقد ابتل من رأسه حتى أخمص قدميه نظر إليها بتشوش قائلا
- أنت .. أنها ..أنت .. الست أنت هي
أسرعت بالنظر إلى الخلف متأكدة من نوم الجميع لتخرج بتوتر وتغلق الباب خلفها محدقة به وهي تقول بضيق كبير
- ما الذي تفعله هنا
- ماذا أء أفعل هنا .. الم تعلمي
قال وقد بدا الضيق الشديد عليه فحركت عينيها بوجهه وقد التصق شعره بوجهه الذي ابتل من جراء استمرار تساقط الأمطار ثم نظرت إلى يده لترى زجاجة الشراب الشبة فارغة فأسرعت بالقول وعينيها تمعنان به
- أنت ثمل .. الم تجد مكانا أخر تذهب إليه
- لستُ كذلك
قال بحدة فأسرعت نحوه لتمسكه من ذراعه وتجذبه بعيدا عن المنزل وهي تهمس
- اخفض صوتك
- ابتعدي ( قال وهو يسحب يده بانزعاج وأضاف وهو يترنح في وقفته )
- أنا لست ثملا و .. وجئت لأعلامك .. لأعلامك ( توقف وهو يحاول أن يبقى ثابتا في وقفته وعاد ليقول ) لأعلامك شيئا .. اجل أنا أردت قول شيء
رفعت عينيها إلى السماء مستنجدة وعادت لتقترب منه وتجذبه من ذراعه لتغادر سياج المزرعة وهي تتلفت حولها قائلة
- أين حصانك .. أين هو
- ابتعدي ( عاد ليقول وهو يدفع يدها بعيدا عنه مضيفا )
- لم احضر بحصاني
- بماذا حضرت إذا
- أتصرخين بي
تسائل بتشوش وهو يمعن النظر بها بعدم تصديق فاخذ صدرها يضيق فحاولت تمالك نفسها وهي تعود للقول
- بماذا حضرت أونيل
- آه الم اعد سيدك ألان
- حبا بالله بماذا حضرت
- بقدماي
قال ساخرا وابتسم ثم حرك الزجاجة يريد وضعها على فمه لشرب ما تبقى منها فأسرعت بإمساكها منه وقذفتها بعيدا تابعها متفاجئا قبل أن يقول بغضب
- لما فعلت هذا
- عليك أن تصحوا ( قالت بيأس وهي تراه ينظر إلى حيث قذفت الزجاجة فقال دون تركيز )
- ما كان عليك فعل هذا
- أونيل سترانس لستُ بوضع جيد اليوم لا اتحمل ما تفعله فلا صبر لدي
نظر إليها بدهشة قائلا وهو يشير إلى نفسه
- وهل ..أنا بوضع جيد .. اجل اجل لقد تذكرت فلقد حضرت لأقول لك .. لأقول
وتوقف من جديد عن المتابعة فأمعنت النظر به ثم تحركت من جيد بضيق شديد لتمسكه من ذراعه وتسحبه بكلتا يديها قائلة
- ستغادر ألان لا ينقصني أن تصحوا جينا وتراك هنا ( تحرك معها متسائلا )
- من هي جينا
- الصبر .. كما أتيت عد المهم أن لا تبقى هنا ويراك احد
- بكل هذه السهول ( قال مستنكرا وهي تترك ذراعه بعد أن أصبحوا بعيدين كفاية عن المنزل لينظر إليها وهو يفتح ذراعيه مضيفا ) لقد كان زواجي اليوم .. اجل اجل هذا ما جئت من اجله
- اخفض صوتك أرجوك
- لن أفعل فل يسمع جميع سكان دلبروك هذا
- أنت لا تدرك ما تقوله
- استمعي لي أيتها .. الخادمة الوضيعة اجل أنت مجرد خادمة
- ابتعد من هنا ( قالت مقاطعة إياه بعصبية إلا انه هز رأسه بالنفي قائلا بمتعة )
- لا لن أفعل هيا ارني ماذا ستفعلين
وضعت يدها على خصرها ناظرة إليه بتجهم ثم حركت يدها مشيرة إلى الطريق وهي تقول
- ابتعد من هنا فالوقت متأخر ولا أريد أن يراك احد هنا أنت تسبب لي المشاكل بوجودك هنا
- أنت قلقة من أن يراك احد برفقتي ( قال ضاحكاً مما جعلها تهتف )
- أنت لا تدرك ما تفعله
- أنا أدرك تماما الم تعلمي لقد قام والدي بإجباري على الارتباط بخادمة
واخذ يضحك بشكل هستيري وهو ينحني إلى الأمام فنظرت حولها بقلق وأسرعت نحوه هامسة
- اخفض صوتك ستقوم بإيقاظهم أن استمريت بهذا الشكل انظر إلى نفسك أنت ثمل تماما هيا عد إلى منزلك
- لن افعل فانا لا أريد أن أراه حتى
- ستفعل فلا خيار أخر أمامك
- لا فأنت لا تعلمين ( قال بجدية وهو يهز رأسه باقتناع مستمرا دون تركيز ) لا أريد رؤيته وإلا حدث الأسوأ فأنت لا تعلمين على ماذا أجبرني
- أنا التي تعلم ( همست محدثة نفسها وهي تنظر إليه بيأس قبل أن تضيف ) أرجوك أنا أرجوك عد إلى منزلك
- قلت أني لن أعود ( قال بصوت جاد وهو يستقيم بوقفته ثم عاد ليسترخي مضيفا ) ماذا أفعل هنا
- لا اعلم ولكن اعلم أن عليك الذهاب فليس من المناسب رؤيتك هنا
- لكن إلى أين اذهب
- يا ألاهي ( همست وهي تمسك ذراعه وتسير من جديد ليسير معها قائلة )
- هل تذكر طريق منزلك
- لا أريد العودة إلى المنزل ألا تدركين ما حصل أن أن لورا ستغضب اجل ستفعل لن يسرها الأمر صدقيني
- أنا أصدقك ( إجابته وهي تسير بخطوات واسعة دون النظر إليه وهو يتبعها قائلا ) 
- لن يروق لها الأمر أنا اعلم
- أنتَ على حق تماما
- إلى أين أنتِ ذاهبة ( تسائل ومازال يسير مجبرا معها فتمتمت )
- إلى منزلك فانا لا اعلم كم كمية الشراب التي تناولتها
- مجرد زجاجة .. ربما اثنتين لا اذكر
رفعت يدها لتمسح وجهها من مياه الإمطار قائلة بتذمر
- لما يحدث لي هذا ( توقفت عن المتابعة وهي تمعن النظر أمامها فابتسم أونيل قائلا )
- هاهي العربة ( تلفتت حولها بقلق وتحركت وهي تجذبه معها قائلة )
- هذه ليست لك .. تعال لا يجب أن يراك احد هنا هيا
- ولكن توقفي عن دفعي أستطيع السير بمفردي
- لن تُسر كثيرا عندما تصحوا وتدرك ما فعلته فلا يجب أن يراك احد وأنت تتسكع بهذا الشكل وهنا
- أنت لا تروقين لي أتعرفين هذا
- اجل اعلم .. فأسوء من تورطي معك لن يكون ارجوا وان تدرك ذلك
- اشعر بالإرهاق ( تمتم مقاطعا إياها وهو ينظر أمامه بتشوش فقالت بغيظ )
- ليس أكثر مني فلم انم منذُ ثلاثة أيام ماذا ألان بحق الله ( هتفت وهو يبتعد عنها ليستند على جذع شجره بإعياء فتلفتت حولها وهي تذكر أنها حضرت إلى هذه الطريق من قبل فقالت ) اعتقد أننا نقترب من احد أكواخك هيا تعال
- لا ليس هناك كوخ قريب دعيني وشأني لما لا تفعلين
- سأفعل ( قالت وهي تتحرك نحوه لتمسكه من جديد مجبرة إياه على السير وهي تضيف ) عليك أن تخجل من نفسك أن رؤيتك وأنت بهذا الشكل لشيء لا يسر احد
- لا تجرئي على إهانتي ألا تعلمين من أكون
- اعلم من تكون ماذا إذا
- لا تتحدثي معي فلا اشعر بأني على مايرام هيا أسرعي وأوصليني إلى المنزل و.. أعدي الطعام فانا جائع
أطبقت شفتيها بقوة رافضة إجابته فلأمر كارثة أنها تجادل ثملا لا يميز بينها وبين شجرة أمامه
- إلى أين تذهب
تساءلت وهو يبتعد متجها نحو احد الأكواخ القريبة فأسرعت خلفه بقلق قائلة
- أونيل إلى أين أنت ذاهب لا نريد إيقاظ احد
- انه كوخي
- لا ليس كذلك
- وما الذي تعرفينه أنت فانا املك الكثير الكثير من الأكواخ
- أنت ثملٌ جدا جدا هذا ما أنا واثقة منه فأرجوك عد ( لكنه لم يستجيب لها فأسرعت نحو نافذة الكوخ لتحدق بداخله وهو يحاول فتح الباب بقوة لتتنفس الصعداء وهي ترى المنزل الخالي وقد وضعت الأغطية البيضاء على المقاعد فتبعت أونيل بسرعة إلى الداخل وأغلقت الباب خلفها قائلة ) من الأفضل أن يكون هذا الكوخ يخصك حقا
وأخذت تفرك يديها معا من شدة البرودة وهي تتلفت حولها بينما ارتمى على احد المقاعد وتمدد عليها وهو يرفع يده إلى رأسه قائلا بإعياء
- لا اشعر باني على مايرام
اقتربت من المدفئة الخالية دون إجابته قبل أن تتحرك نحو الغرفة المجاورة لتحضر بعض الحطب المخزن لتضعه بالمدفئة وهي تتساءل
- أمعك عود ثقاب
نظرت إليه لصمته لتجده مايزال يحتضن وجهه بيده وقد استلقى بصمت فسارت نحوه قائلة
- أتملك عود ثقاب ( أجابها وعينيه غير ثابتتان )
- لا اشعر بأني على مايرام
- وكأني لا أدرك ذلك ( تمتمت وهي تمد يدها إلى جيب سترته لتخرج منها علبة الثقاب وتعود نحو المدفئة وهي تقول ) من يحتسي هذه الكمية من الكحول بالتأكيد لن يكون على مايرام
- لا تتحدثي معي .. أنا غاضب جدا منك ( حركت رأسها بيأس فأضاف وهو يتلمس جيب سترته ) ماذا أخذتي فانا اعرف كم أملك من المال فلا تحاولي ذلك
انشغلت بإشعال نار المدفئة متجاهلة إياه وأخذت تدفئ يديها المتجمدتان ثم حركت رأسها نحوه لتجده على حاله فقالت
- أن أردت أن تجف فعليك الاقتراب ( وعندما لم يجبها تحركت نحوه ) ستصاب بالزكام عليك بالاقتراب من المدفئة فأنت مبتل تماما
حركت يدها لتبعد يده عن وجهه فتراخت يده لتستقر بجانبه نقلت نظرها من عينيه المغمضتين إلى شعره الملتصق بجبينه ثم هزت رأسها فلاشيء سيوقظه ألان أخذت تجمع الأغطية الموجودة على المقاعد ووضعتها عليه ثم توجهت نحو المدفئة لتزيد كمية الحطب بها وتجلس بجوارها لن يكون الأمر جيدا إذا استيقظت جينا ولم تجدها عليها المغادرة ولكن أن استيقظ من جديد ضمت ساقيها إليها فلقد أفسده والده حقا بدلاله ما هذه الورطة التي وقعت بها أن كان هذا ما سيكون عليه الأمر فهو كارثة دون شك .
فتحت عينيها محدقة بأونيل الذي يبعد الأغطية عنه وهي لا تعلم كيف استطاعت النوم نظرت نحو النافذة لتشاهد ضوء النهار الذي ينسل منها وعادت بنظرها إلى أونيل الذي انزل قدميه إلى الأرض وجلس وهو يحتضن وجهه ثم ابعد يديه عن وجهه ليحرك رقبته عله يشعر بالراحة لتتوقف عينيه على يوليانا التي تراقبه بصمت ليحرك عينيه عنها ببطء ويجول بنظره بالغرفة ثم يعود نحوها قائلا دون استيعاب
- ماذا تفعلين هنا ماذا أفعل هنا .. كيف وصلت إلى هنا
لمحته بنظرة ضيق قبل أن تقول
- ألا تذكر ما حدث ( حرك يده نحو رأسه بألم واضح وهو يقول بنفور )
- لا اعلم عما تتحدثين
- أتحدث عن حضورك إلى مزرعة مارش
- لم أفعل
أسرع بمقاطعتها قائلا فتحركت واقفة ببطء وهي تشعر بجسدها متيبس قائلة
- لقد فعلت وفعلت الكثير صدقني
- ما الذي تعنينه بهذا بالتحديد
قال بحدة وقد بدا الامتعاض الشديد عليه فلمحته بنظرة شاملة وهي تقول
- كنت ثملا تماما وأخذت بالصراخ والتحدث بصوت مرتفع وكان علي إبعادك لكي لا يسمعك احد ولا يراك احد وأنت بهذه الحال
- أعلي تصديق ما تقولينه ( عادت للمحه بنظرة غيظ وتحركت نحو الباب قائلة )
- لا ليس عليك ذلك وارجوا أن تحرص في المرة القادمة عندما تثمل أن لا تصل منزلي وسأكون بخير عندها
- توقفي مكانك وعلى الفور ( قال بصوتً أمر وبعصبية ولكنه لم يتابع وهو يرفع يده ليحتضن رأسه مستمرا ) ألا يوجد قهوة في هذا المنزل ( ونظر إليها مضيفا بتجهم ) فالتعدي لي القهوة
- المنزل خالي تماما لا يوجد به إلا الحطب المخزن ( نظر بأرجاء الغرفة وفتح عينيه جيدا قائلا )
- ماذا افعل بمنزل تروند
- على ما أذكر انك قلت انه كوخك واصريت على ذلك
توقفت عينيه عليها ولم يقل شيئا ثم حرك رأسه بالنفي وهو يخرج تنهيدة عميقة من صدره قائلا وهو يشير بيده
- إن ما جرى بالأمس يجب أن
- أنساه حسنا سأفعل ( أسرعت بالقول فثبت عينيه على عينيها قائلا وهو يشدد على كلماته )
- لا اعني ما حدث ليلا فقط بل ما حصل مساءً
- مساءً
- اجل مساءً
- أنت تقصد زو
- لا تجرئي حتى على نطقها أحذرك ( قاطعها بعصبية وهو يتحرك ليقف مضيفا ) عليك أن تنسيه فهو لم يحدث لم تكن إلا تمثيلية سخيفة من قبل عائلتي لم افهم الهدف منها رغم أني حاولت لذا اقسم إن تفوهتي بحرف واحد بما حدث لأحد سترين ماذا سأفعل بك
علمت أن عليها الموافقة والصمت ولكنها لم تستطع وهي تعلم أن هذا الأمر سيزعجه فقالت مدعية الغباء
- ماذا تعني بأن انسى وأنه لم يحدث أأدعي انه لم يحصل
- أجل هذا ما أقوله أم انك نسيتي من تكونين ومن أكون أن ما حدث لهو خطئ ارتكبته بإصغائي لوالدي ولا اعلم ما الذي دهاني حتى أوافقه على هذا الأمر المهين ولكني سأصلحه سريعا
- لن اعترض
- لم أسألك رأيك وها انأ أحذرك من جديد بان لا تعلمي أحدا بهذا وحتى لا تهمسي به لنفسك وألا نالك مني أنت وعائلتك ما لا يسرك
- هذا يرضيني تماما فلن أتحدث بالأمر وعليك بالمثل
تمعن النظر بها قبل أن يعود للقول بجدية وقد أغمقت بشرته
- عليك أن تأخذي كلامي على محمل الجد أرجو انك تفعلين ولا تعتمدي كثيرا على والدي فلن يكون سنداً لك فلا تحاولي استغلال الظروف
- تأكد أني لن أفعل ذلك
- من الأفضل أن تكوني عاقلة ( نظرت نحو الباب ثم عادت بنظرها إليه قائلة بتفكير )
- سأفعل ما تريده وأعدك ألا تراني حتى ولكن ما ارجوه هو أن تدعني وشأني فجينا لا تعلم بما جرى ولا أريد أن تعلم وهي ستتساءل بكل تأكيد في حال تكرر حضورك إلى المزرعة كما أنها ستتساءل عن سبب خروجي ليلا وعدم حضوري حتى ألان لذا وداعا
أضافت أمام الذهول البادي عليه وتحركت مغادرة قبل أن يستطيع قول شيء وأسرعت بخطواتها مبتعدة قدر ما أمكنها .
- أرجوك جينا ليس من جديد
- لن أتوقف حتى اعلم ما الذي يجري حولي .. فيوليت ( هتفت ويوليانا تضع الغطاء على رأسها وقد استلقت في فراشها تريد النوم رافضة التكلم فأبعدت جينا الغطاء عنها مضيفة بإصرار ) بعد وفاة دوناند أصبحت المسئولة عنك أنت في رعايتي وأنا لا اشعر بالطمأنينة لما يحدث حولي فأين كنت
- شعرت بالضيق فذهبت لسير علا هذا يخفف عني
- السير السير فيوليت في هذا المطر وبهذا الوقت في أية ساعة خرجتي فلقد استيقظت في الخامسة ولم أجدكِ
- خرجت في الخامسة أيضا
- آه لا
- ولكن هذا ما حصل
- اصدقيني القول
- اقسم لك أني ...
- انك ماذا استمري
- أتثقين بي أرجوك افعلي
- ليس قبل أن تعلميني أين ذهبتي
أغمضت عينيها للحظة وهي تحاول الخروج من هذا المأزق ثم قالت ببطء
- ذهبت للبحث عن المدعوة كريستي
- كريستي ( تمتمت جينا بحيرة فأسرعت يوليانا بالإضافة ) الم تعلميني أن علي رؤيتها .. لم استطع النوم لست على مايرام كما تقولين فلم اعد أستطيع الاحتمال وذهبت محاولة معرفة أين تسكن وارى أن كانت تستطيع مساعدتي ( بدا عدم التصديق على جينا فأسرعت بالإضافة ) هذا ما حصل ودعيني لأنام فانا احتاج إلى ذلك
ورفعت الغطاء مخفية نفسها به بينما تابعتها جينا بعدم رضا.....
- لا تكوني قاسيه فلقد مر أسبوعا كامل على هذا الأمر ومازالت غاضبة مني
- لست كذلك
أجابتها جينا باقتضاب كما تفعل مؤخرا فتناولت الأطباق وبدأت تضعها على الطاولة وهي تقول
- أنت كذلك ( ولكن جينا لم تجبها فوضعت قدر الطعام على الطاولة وأخذت تسكب ما به وهي تضيف ) ويل اذهب واعلم أشقائك أن الطعام جاهز ( تحرك ويل ليخرج فأضافت ) لقد أنهيت تطريز احد المناديل هل رأيته
- اجل انه جيد
- متى سنبدأ بزراعة الأرض
- عندما يتحسن الطقس
- ولكنه كذلك لم تمطر منذ أيام
- أمي أمي ( نظرت إلى ويل كما فعلت جينا وهو يستمر ) لقد حضر جويل
تجمدت عينيها عليه عند سماعها لقوله فلقد مر الأسبوع بهدوء غريب لم تتوقعه لم ترى خلاله احد من القصر ولكنها تعلم أن هذا الأمر ما كان ليستمر تركت جينا القماش الذي كانت تحيكه ونهضت لتبادر جويل فور رؤيته
- تفضل بالدخول .. ويل هلا ذهبت إلى الخارج ( تحرك ويل مغادرا فأخذت يوليانا تتابع ملئ الأطباق وقلبها يخفق فاستمرت جينا ) حسنا جويل بماذا نستطيع مساعدتك
- كنت كنت ( قال بارتباك لتجهم جينا به مستمرا وهو يحرك قبعته بيده ) أريد إعلام فيوليت أن السيدة
- مارغريت متوعكة وان عليها الذهاب إلى القصر للعناية بها أليس كذلك ( قاطعته جينا قائلة فهز رأسه لها بالإيجاب ببطء ثم حرك عينيه بحرج نحو يوليانا التي تدعي انشغالها فأضافت جينا ) لما لا تجد مبررا أخر وليكن أكثر إقناعا
- سيدة مارش أنا لا اعلم عما تتحدثين
- لا شأن لجويل ( تمتمت يوليانا لها فأكد جويل )
- طلب مني السيد سترانس إعلام فيوليت بالحضور إلى القصر للعناية بالسيدة
نقلت جينا عينيها بين جويل ويوليانا وهي تعقد يديها معا قائلة وهي تعود نحو جويل
- ومتى ستعود من القصر
- لا اعلم ( أجابها بارتباك فقالت بشك )
- إنها ذاهبة للقصر اليس كذلك
- اجل سيدة مارش ( عادت لتحرك نظرها بينهم قبل أن تقول )
- ليكن ولكن لتعلم أن فيوليت أمانة في عنقي وأنا مسئولة عنها وان مسها سوء لن يسرك ما سأفعله
هز رأسه لها بالإيجاب فتركت يوليانا ما بيدها وتحركت نحو جويل قائلة
- سأذهب بعد قليل لذا تستطيع المغادرة
- أرجوا .. أن لا تتأخري
قال وهو ينظر إليها باهتمام فهزت رأسها له بالإيجاب فتحرك مغادرا لتقول جينا فور اختفائه
- لا تعتقدي أني صدقت ذلك فهناك أمرٌ ما يجري اليس كذلك ( أضافت وهي ترى شرود يوليانا وشحوب وجهها فأضافت ) فيوليت أنا أحدثك
نظرت إلى جينا وعقصت شفتها السفلى قائلة
- علي الذهاب ليس من الجيد أن أتأخر .. وداعا
وتحركت مغادرة لتفتح جينا عينيها جيدا وهي تتابعها , اقتربت ببطء من العربة المتوقفة بين الأشجار لتبادر جويل الواقف بجوارها
- لما العربة هنا الم تقل أن اذهب إلى القصر
- يريد السيد سترانس رؤيتك بالكوخ
- الكوخ مرة أخرى
همست بضيق فهز رأسه لها بالإيجاب وهو يفتح باب العربة لها لتصعد بها وتتنفس بعمق لتترجل منها وهي تقف أمام الكوخ لتطرق على بابه قبل أن تفتحه وتدخل تجمدت قدميها بعد أول خطوة وهي ترى أونيل يجلس برفقت والده وقد نظرا إليها معا عند دخولها فأخذ قلبها ينبض بقوة بداخلها فأشاح أونيل برأسه عنها وقد انحنى بجلسته إلى الأمام والتجهم يملئ وجهه بينما قال سترانس لتوقفها في مكانها
- يمكنك الدخول ( دخلت ببطء وأغلقت الباب خلفها لتتحرك نحوهم بتردد وعينيها تتنقلان بين أونيل المتجهم وسترانس الذي أشار لها إلى جوار أونيل الجالس على الأريكة قائلا ) هلا جلستي هنا ( اقتربت بحذر شديد لتتخطى عن أونيل الذي شعرت به ينتفض رغم محاولته عدم إظهار عصبيته لرؤيتها وجلست بجواره وعينيها معلقتين بسترانس بقلق فتحدث قائلا ) كنت أتحدث مع أونيل للتو عن هذا الوضع ( ضاقت عيني أونيل وزاد تصلب وجهه ووالده يستمر ) لقد تم عقد قرانكم منذُ أسبوع وأنت ذهبتي لمنزلك وهو غادر المنطقة هل هذا مناسب برأيكما ( توسعت عينيها الثابتتان عليه لقوله وهو يستمر ) هذا الوضع لا يناسبني لذا قررت أن يكون هذا الكوخ لكما وأتوقع منكِ الحضور بشكل يومي إلى هنا ( فتحت فمها تهم بالاعتراض إلا انه رفع يده لها قائلا ) لم انهي حديثي بعد ( حدجه أونيل بنظرة حادة فاستمر متجاهلا امتعاضهما ) أنتَ أيضا بني ملزم بذلك فلقد أنتها وقت اللهو وعليك الالتزام فلك ألان زوجة ومنزل وعليك العناية بهم
- لا اعتقدك جادا ( تمتم أونيل من بين أسنانه بحدة فأجابه سترانس بهدوء شديد )
- بل أنا كذلك
- الم يحن الوقت لإنهاء هذا الأمر
- أي أمر
- أمر هذه الادعاءات السخيفة فما نحن به ألان ليس سوى هذا
بقيت عيني سترانس ثابتتان على أونيل للحظة قبل أن يتابع حديثة متجاهلا تماما كل ما قاله أونيل
- لن تعود للمبيت بالقصر فلقد أصبح لديك منزل لتعرج عليه
- أتمنعني من التوجه إلى القصر
- بالتأكيد لا فهو منزلك في النهاية وأنا لن أمنعك من التواجد به ولكن لا ارغب برؤيتك به كثيرا
التزمت يوليانا الصمت وهي تشعر بالغضب الشديد من سترانس ومن نفسها بينما قال أونيل بجدية تامة
- أنت لا تتوقع حقا أن احضر إلى هنا أنا ارفض هذا ولا أصدقه حتى ولن أعلنه وسأنفيه أن
- لن نعلنه يمكنك المجيء إلى هنا دون أن نعلنه ( فقالت يوليانا بجدية تامة )
- أنا ارفض ذلك فلن احضر إلى هنا لقد وعـ
- اعلم ما تريدين قوله ( قاطع سترانس اعتراضها وأضاف ) ورغم ذلك أتوقع منك التعاون
- لا أستطيع لم يكن هذا اتفـ
- أنتِ تدركين ما أقحمتِ نفسك به لذا
أجابها وترك كلماته معلقة فهزت رأسها بالرفض قائلة بإصرار
- لا أستطيع كما إني لم اعلم جينا وهذا الأمر لن يكون مقبولا
- لن تكون مشكلة سنجد لـ
- أحقا تتبادل وإياها الحديث هي ترفض وأنت تصر ( قاطعهما أونيل بعدم تصديق وهو ينقل نظره بينهما قبل أن يضيف لوالده ) ماذا جرى لك سيد دلبروك ( وعاد بنظره إليها مستمرا ) عندما تريني أتحدث ووالدي فلتلتزمي الصمت التام كأنك لست هنا حتى ولا تجرئي على مقاطعتنا مرة أخرى
نقل سترانس عينيه بينهما قبل أن يتحرك واقفا مما جعلهما ينظران إليه وهو يقول
- لا تتشاجرا أمامي وحاولا إصلاح أموركم ( توسعت عيني يوليانا به بينما أضاف ) سأغادر مساءً إلى جرترود وأريد أن تكون الأمور بينكما قد تحسنت بعد عودتي ( وحدق بابنه متجاهلا احتقان وجه يوليانا وهو يستمر أمام الجمود التام على وجه أونيل ) ستحضر عائلة جونسون في أثناء غيابي فأرجو منك التواجد ولقائهم
- لا أستطيع ذلك فأنا مغـ
- فلتقم بإلغاء جميع ما لديك وتبقى هنا لاستقبالهم
قاطعه والده بجدية تامة فأصر أونيل رافضا
- لا أستطيع إلغاء شيء ألان
- اعتقد انك تستطيع ( ونقل نظره عنه إلى يوليانا مستمرا ) سيحضرك جويل بشكل يومي إلى هنا وسيؤمن لك كل ما تطلبينه وان احتجتي إلى إي شيء اعلميه
- لن تحتاج إلى شيء ولن تعلمه بشيء كما أنها لن تحضر إلى هنا
- هذا الأمر أقرره أنا ( أجابه والده وهو يتحرك مبتعدا بينما شعرت يوليانا بالمهانة لأبعد الحدود فهاهما يتحكمان بأفعالها وتصرفاتها وهي تكتفي بالنظر إليهما ) قد لا تطول فترة غيابي لذا أرجو حقا أن تكون الأمور بينكما قد تحسنت وأفضل مما هي عليه ألان ( ونظر نحو ساعته مستمرا ) لقد احضر جويل بعض الحاجيات ووضعها بالمطبخ أن كنتما ترغبان بتناول الغداء معا أما أنا فعلي المغادرة تمتعوا بوقتكم
أضاف وهو يتحرك نحو الباب مغادرا وقد تابعته يوليانا بعدم تصديق
- انهضي من جواري على الفور ( انتفض قلبها وهي تعود لتحدق بأونيل الذي نظر إليها قائلا ذلك بحدة ونفور فنهضت بتوتر وتراجعت للخلف بضع خطوات بينما حرك يده نحوها مستمرا بعصبية ) لا تحلمي كثيرا مارش فمازلت عاملة ولن تصبحي سيدة محترمة بحياتك ليس وأنا على قيد الحياة
أذهلها قوله وظهر الامتعاض الشديد على وجهها وهي تقول
- أنا سيدة محترمة شئت ذلك أم لا
- لم اسمح لك بإجابتي ( قال وهو يتحرك عن مقعده بعصبية فأسرعت بالقول )
- وأنا لن انتظر سماحك
- لا تعتقدي أبدا انه يحق لك محادثتي بهذا الشكل لمجرد ذلك الارتباط السخيف الذي سأعلم ما ورائه فلا تنسي للحظة واحدة من تكونين وما أنت عليه
- كلي فخرٌ بما أنا عليه
- كيف لا ولقد ارتبط بي
حركت رأسها بنفور كبير وعينيها ثابتتان على عينيه التين لا تنبئانها بالخير قائلة
- لا شأن لارتباطي بك بما أقوله فأنا لا اعلم ما الذي أصابني حتى وافقت على الارتباط بك لقد فقدت عقلي ولا بـ
توقفت عن المتابعة وتراجعت إلى الخلف وهي تشعر به يقترب منها لتطلق شهقة مخنوقة ويده تمسك بشعرها من الخلف مجمدا إياها في مكانها ورافعا رأسها إليه لتحدق بعينيه بذعر ويدها تسرع لتحيط يده التي تمسك بشعرها وهو يقول وأسنانه تشتد على كلماته أمام وجهها
- المال والجاه الذي اعتقدتي انك ستحصلين عليه من جراء هذا ولكن لا لن يحدث هذا أبدا .. أتفهمين ما أقوله لن يحدث أبدا
أضاف بحدة بالغة وهو يبعدها من أمامه بنفور ويتركها مما جعلها تتراجع بعدم توازن وعينيها تلتمعان بألم لتتمتم بإصرار وصدرها يرتفع إلى الأعلى بقوة رافضة رفضا تاما معاملته لها بهذا الشكل المهين
- لولا إجبار والدك لي لما وافقت على ذلك بحياتي
- من تعتقدين نفسك
تمتم بعدم تصديق وهو يمعن النظر بها فرفعت رأسها بكبرياء قائله بتعمد
- زوجتك شئت ذلك أم لا
- لا تجرئي على قول ذلك
- ولكنها الحقيقة ( قالت وهي تتراجع ببطء إلى الخلف وقد استفزته حقا )
- أتجرُئين على تكرار ذلك
- وأن فعلت فأنا في الحقيقة أصبحت زو
- أقسم أن تفوهتي بهذا مرة أخرى
- ماذا ستفعل ستتخلص مني أنت أيضا ( هتفت بحدة واستنكار )
- لن اكتفي بهذا
- يا لسعادتي الجميع يريد التخلص مني ماذا تعتقدون أني لست بشرا مس شعرتا من رأسي مرة أخرى وسأريك ما سيحصل لك أنت وغيرك فلم اعد أبالي لم أعد تلك الفتاة الغبية لن اسمح لك اولغيرك بالتـ
توقفت عن المتابعة وهي تسقط أرضا بذهول تام ورفعت يدها ببطء وعدم استيعاب نحو خدها الذي تلقت عليه صفعة قوية جعلتها تقع أرضا ورفعت رأسها ببطء ودون أن ترمش إلى أونيل الواقف أمامها بغضب وأشار بيده نحوها قائلا بأنفاس مضطربة
- تفوهي بكلمة أخرى وسترين كيف ستتعلمين الصمت ( عجزت تماما عن إجابته فتلفت حوله قبل أن يعود إليها قائلا ) لن تغادري هذا الكوخ ستبقين هنا حتى آذن لك بهذا
- لا تستطيع ذلك ( همست بخوف حقيقي فبرقت عينيه بحدة قائلا )
- ماذا قلتِ هل تحدثتي أم هيئ لي ( ابتلعت ريقها دون إجابته والتمعت الدموع بعينيها فمال نحوها وهو يقول بحدة ) لن اسمح لك بالتصرف على سجيتك لن تغادري هذا المكان دون علمي ستبقين هنا ولن ترى أحدا ولن تتحدثي مع احد
- لا تستطيع سجني هنا
همست رافضة الاستسلام لخوفها منه فاستقام بظهره وعينيه لا تفارقانها قبل أن يقول بتسلط
- راقبيني إذا ( وتحرك نحو الباب فنهضت بسرعة لتتبعه وهي تهتف )
- لا تستطيع سجني هنا لا يحق لك ذلك ( ولكنه خرج وأحكم إغلاق الباب خلفه قبل أن تصل إليه فأخذت تضرب الباب بقبضتيها هاتفة ) أخرجني لا تستطيع سجني هنا عليك إخراجي أونيل سترانس وألا سأصرخ واصرخ حتى تفتحه أن كنت لا تريد إحداث جلبة فخيرٌ لك فتحه .. بربك لا تذهب ( همست وهي تسمع صوت خيله التي انطلقت لتبتعد فأخذت تضرب الباب بقوة أكثر وهي تهمس بيأس ) لا تستطيع ذلك لا تغادر
أخذت ضرباتها تصبح اخف واخف لتتوقف أخيرا وترفع يدها لتمسح دموعها التي انهمرت على خدها ونظرت حولها بأرجاء الكوخ قبل أن يتوقف نظرها على النافذة فأسرعت نحو المقعد الخشبي لتسحبه وتضعه بجوارها وتصعد عليه لتفتح النافذة وتخرج منها لتتنفس الصعداء فان كان يعتقد انه يستطيع سجنها هنا فهو مخطئ تماما وتحركت مبتعدة عن الكوخ دون قدرتها على إيقاف دموعها المنهمرة فأخذت تتخطى الأشجار وغضبها يتزايد وهي ترفع يدها نحو خدها كيف يتجرأ على معاملتها بهذا الشكل المهين عليها تلقينه درسا في احترام الغير لا يكفي انه دون أخلاق لن تسامحه على هذه الإهانات التي يوجهها لها الواحدة تلو الأخرى لم يهدأ غضبها عند وصولها إلى القصر بل كان قد تفاقم فتوجهت نحو الباب الرئيسي وهي تشاهد العربة الخاصة بسترانس متوقفة هناك فاقتربت من السائس متجاهلة ميلي التي سارت نحوها عند رؤيتها لها قائلة
- هلا أعلمت السيد سترانس انـ ( توقفت عن المتابعة وهي ترى سترانس برفقة رجلان يطل من الباب فأسرعت نحوه قائلة ) أرجو المعذرة سيد سترانس ( توقفت عيني سترانس عليها لتضيقا ولكنه لم يتوقف وتخطى عنها متوجها نحو العربة فهتفت بعدم تصديق وهي تتبعه ) سيد سترانس أريد محادثتك
نظر إليها قائلا وهو يمد يده نحوها
- حسنا خذي هذه ولا تعودي إلى هنا ( جحظت عينيها به بذهول فأمسك يدها ليضع بها قطعة نقدية وهو يضيف لرجلان الذين يرافقانه ) أن هذا الأمر لا يتوقف
وصعد بالعربة التي تحركت لتبتعد وهي تراقبها بذهول وقد شحب وجهها تماما لتنتفض على يد ميلي التي استقرت على ذراعها قائلة
- كم أنت محظوظة إنها قطعة ذهبية ( حركت رأسها ببطء نحو ميلي وقد شعرت بالأرض تلتف بها فأسرعت ميلي بالقول وهي تلاحظ شحوبها ) أأنت بخير ( بقيت جامدة في مكانها دون إجابتها ثم أطبقت أصابعها ببطء على القطعة النقدية وفتحت شفتيها قليلا ليدخل الهواء وقد شعرت أنها قد توقفت عن التنفس وعادت بنظرها إلى حيث اختفت العربة هذا هو الأمر إنها ليست سوى خادمة أنها اليدي فروديت ميرفيلد تتسول أمام منزل دلبروك ماذا بعد يوليانا ماذا تنتظرين أونيل يصفعك ويسيء إليك ووالده يقدم لك النقود وكأنك متسوله لقد ارتكبت خطئً فادح بموافقتك على ما طلبه سترانس منك لقد فعلت ما كان عليك ذلك كيف ستخلصين نفسك ألان ) ما بك فيوليت ( وأمام صمتها استمرت ) أن كنت لا تريدين العمل فعليك بالمغادرة قبل أن تراك ميغي فهي منزعجة منك
- سأغادر
قالت باقتضاب وتحركت مبتعدة وكأنها بعالم أخر تائهة إنها كذلك بالفعل فهي مجرد عقبة يضعها سترانس بطريق ابنه ليلقنه درسا وكأنها ليست بشرا لا مشاعر لها لا تعلم كيف أوصلتها قدميها إلى المنزل فقد كانت شاردة دون إدراك ما يجول حولها وما أن دخلت إلى المنزل حتى أسرعت جينا بالقول
- ها هي فيوليت ( تعلقت عينيها بامرأة مسنة تجلس أمام جينا وتنظر إليها وقد انحنت بجلستها مرتكزة على عصا غليظة تساعدها بالسير فأضافت جينا وهي تحدق بها ) انها كريستي لقد أرسلت في طلبها
تحركت يوليانا ببطء نحوهم لتجلس بجوار جينا وقد بدا الإعياء عليها فبادرتها كريستي وهي تمعن النظر بها
- بماذا تشعرين ما الذي يؤلمك
- كل شيء ( همست بأسى وهي تشعر بالدوار وعدم الاتزان فأكدت جينا )
- إنها شاحبة معظم الوقت ولا تبدو على مايرام وألم رأسها لا يتوقف
- أتشعرين بشيء أخر
- اجل بالدوار الدوار الشـ..د..يـ..د
قالت كلماتها ببطء شديد وهي تشعر بنفسها تبتعد ببطء وتغوص إلى أعماق بعيدة لا تستطيع تفاديها
- ما بك فيوليت .. فيوليت .. روي أسرع وساعدني بوضعها على الفراش .. استيقظي .. أين الماء ( قالت جينا وهي تتلفت حولها قبل أن تتحرك وتضع منديلا بالماء وتعود نحو يوليانا لتمرر المنديل على وجهها وهي تضيف ) ماذا جرى لك .. ما بها كرستي
- تبدو منهك هل تعمل كثيرا .. حاولي إيقاظها
أخذت تسمع الأصوات الكثيرة التي تدور حولها ورغبت بالصراخ بهم واصماتهم ليدعوها وشانها انها لا تريد سماع احد
- أمي لما لا تستيقظ ما بها
- لاشيء لا شيء ويل .. هيا عزيزتي
- اخلعي عنها ثوبها ودعيها تتنفس لا تتجمعوا حولها
حركت جينا يدها لتفك أزرار ثوبها فتنبهه حواسها وهي تسمع عن بعيد ما قالته كريستي فهمست بصعوبة بالغة
- لا .. لا ( وحاولت التحرك وهي تجبر نفسها على ذلك فأمسكتها جينا جيدا )
- انتظري قليلا إهدائي ما بك ( فتحت عينيها وأمسكت عنقها كي لا تلمس جينا أزرارها العليا وهي عاجزة عن التحدث وأخذت تحرك رأسها بالنفي بتوتر ) ناوليني الماء جيسي
أسرعت جيسي بإحضار كوب من الماء لتتناوله جينا وتقربه من شفتي يوليانا قائلة ) اشربي هذا هيا ( فعلت ما طلبته منها جينا القلقة والتي تساءلت وهي تبعد الكوب ) هل أنت بخير
- لا
- لا بأس استريحي
راقبتها وهي تستلقي بإعياء ثم نظرت إلى كريستي طالبة مساعدتها فقالت
- انها تعاني من سوء التغذية انظري إلى أسفل عينيها بالإضافة إلى الأرق الشديد ستكون بخير كل ما تحتاج إليه هو الراحة والغذاء الجيد
- أنا بخير
همست وهي ترى القلق البادي على وجه جينا والتي نظرت إليها قبل أن تنظر إلى ويل قائلة
- احضر الغطاء ( أسرع ويل بإحضاره فوضعته عليها قائلة ) استريحي سأعد لك طعاما جيد
- لا بأس أنا بخير حقا ( عادت للقول وهي لا ترغب بان تشعر جينا بالذنب لتدهور صحتها إلا أن جينا ابتسمت لها بود وتحركت واقفة وهي تقول
- سأدع ويل يراقبك لأنه سيفعل حتى لو لم اطلب منه ذلك .. مارأيك بكوب من الشاي كريستي
هزت كريستي رأسها لها بالإيجاب وعادت نحو يوليانا لتتأملها قبل أن تقول
- أنت شابة جميلة عليك بالحذر من شبان دلبروك فلن يتركوك وشأنك
وضحكة قائلة شيئا لجينا فأغمضت يوليانا عينيها ببطء وهي ترغب بالانفراد بنفسها.......
- إلى أين ( تساءلت في صباح اليوم التالي وهي ترى جينا تهم بالمغادرة فأجابتها )
- عرجت علي ميلي مساء الأمس لتعلمني بضرورة حضوري إلى القصر اليوم
- لماذا ( تساءلت وهي تتحرك جالسة في فراشها )
- سيصل بعض الضيوف إلى القصر اليوم ويرغب السيد أونيل بإقامة مأدبة غداء لهم
شردت يوليانا للحظة وجيزة قبل أن تبعد الغطاء عنها قائلة
- انتظري قليلا سأرافقك
- لم تطلب ميغي ذهابك لذا لست مجبرة على الذهاب
- لا اعتقد أنها ستعترض على ذهابي في المقابل
- ولكنك مازلت متوعكة
- اشعر بتحسن أنا بخير
أصرت ورغم محاولة جينا ثنيها لم تفلح وما أن وصلت القصر حتى تعمدت الانشغال بالعمل ولم تبدو ميغي مسرورة لرؤيتها ولكنها لم تحدثها مما أراحها تلفتت حولها نحو العاملات المنشغلات بإعداد الإفطار وهم يثرثرن ومن ثم إلى ميغي التي وقفت بجوار كاتي وهي تتذوق الطعام فتركت ما بيدها وتحركت مغادرة المطبخ دون أن يشعروا بها لتصعد نحو الطابق الثاني بسرعة لتخفف من سرعتها وهي ترى إحدى العاملات تسير نحوها فتساءلت
- أين هي غرفة السيدة مارغريت
- ولم تسألين ليس مسموحا لك الصعود إلى هنا
- هي من أرسل ورائي
- تجدينها إذا في تلك الغرفة
هزت رأسها شاكرة وأسرعت نحو الباب لتطرق عليه وتدخل لتتوقف بقربه وهي تغلقه بهدوء ونظرها يثبت على مارغريت التي نظرت إليها وهي تجلس في سريرها وقد انشغلت مارينا بوضع بعض الوسائد خلف ظهرها لتستند عليها وقبل أن تتحدث يوليانا تحدثت مارغريت قائلة لمارينا
- يمكنك المغادرة
هزت مارينا رأسها لها وتحركت مغادره تابعتها يوليانا حتى خرجت فنظرت إلى مارغريت قائلة