انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الخميس، 31 يناير 2013

قلب لا يصغي 5


تلألأت الدموع اكثر بعينيها هامسة بألم 
- لا نستطيع لا
- ساجد طريقة 
- سنزيد الأمور سوء ليس الا 
قالت بتأكيد وهي تشيح براسها عنه طالبة من نفسها الاستيقاظ لتتحرك نحو الباب وهي تسحب يدها من يده لتفتحه مغادرة العربة هاربة منه ومن نفسها التي بدأت تستسلم له فتبعها بدوره وهو يهم بإيقافها الى انه توقف متابعا إياها وهي تصعد الأدراج مسرعة إلى الداخل لتبقى عينيه ثابتة حيث اختفت  .

بقيت قرب نافذة غرفتها المظلمة تحدق بالخارج لرؤيتها العربة مازالت متوقفة إلى أن غادر المنزل لتراقبه يصعد بالعربة التي أخذت بالابتعاد لتغمض عينيها بإعياء ويدها تحيط عنقها انها مغرمة بنايل كريمر لقد خطف قلبها الذي استجاب له بجنون تدحرجت دمعة حارة على خدها ما الذي ورطت نفسها به .

- فالتعلم أني ارفض رفضا تاما مرافقتك إلى أي مكان مرة أخرى
بادرت جيم في صباح اليوم التالي وهي تقترب للجلوس برفقتهم فتبادلت كاثرين وهانا النظرات قبل أن تتساءل هانا
- ما الذي فعله
- لا يكفي تركي أتابع العرض برفقة صديقه ولكنه تخلا عني تماما وغادر
- ولما أنت غاضبة ( تسائل بحيرة )
- أأنت جاد ( تمتمت بدهشة فقاطعها قائلا )
- اعتقدت أنكما تعمدتما فعل ذلك ( هزت رأسها مستنكرة قوله فأضاف ) لقد أسعدكما التخلص مني فلا تدعي
- أنت غير معقول ولن اخرج برفقتك مرة أخرى مهما حاولت أنت حتى لم تعلمني بدعوتك نايل لمرافقتنا
توقف نظر كاثرين وهانا عليها عند ذكرها لنايل بينما قال جيم
- وهل تزعجك رفقة نايل
- اجل تفعل
- فيولا لقد تعمدت فعل هذا ( نقلت عينيها بعينيه لوهلة لا تفهم ما يعني فأضاف بصوت خافت ) لقد رأيتكما ( وأمام جمودها وحملقتها به أضاف ) ذلك المساء في الحفل تبعتك إلى الخارج وقد ساءني إجبارك على البقاء وأنا اعلم برغبتك بالمغادرة فرأيتك ونايل ( رمشت بحرج دون قدرتها على الحديث بينما استمر ) ثم عدت إلى الداخل طالبة المغادرة وهو عاد متجهما حسنا فكرت أنكما ربما اختلفتما .. لذا ..
أضاف وهو يجلس جيدا في كرسيه وأمام احمرار وجهها وعجزها عن الحديث تساءلت هانا بفضول
- ما الذي رأيته بالتحديد ( أسرعت فيولا بتحذيره بعينيها إلا أنه تجاهلها قائلا وهو ينظر إلى والدته )
- لقد كانا
- هذا ليس صحيحا ( أسرعت بمقاطعته قائلة ومضيفة بحرج ) لقد اختلط الأمر عليك
- ولكن لما لا
- انه من نيوترن ( تمتمت مقاطعة إياه وتحركت لتقف مستمرة ) وما رأيته ليس صحيحا فلا تكرر محاولتك بجمعي به من جديد
بدت الحيرة عليه وهو يعود للقول
- وان كان من نيوترن ماذا يعني ذلك
- أن أردت أن تعلم أكثر يمكنك أن تسأل والدتك ولتعذروني ألان
- ولكن فيولا انتظري
أسرعت والدتها بالقول ولكنها تابعت سيرها مغادرة نحو غرفتها لتحكم إغلاق الباب خلفها قبل أن ترتمي على السرير مخفيه وجهها بالوسادة فرغبتها بالاختفاء من هنا ألان كبيرة جدا جدا .

- ماذا تفعل هنا ( بادرت شقيقها وهي تراه يدخل من باب المنزل بعد عودتها بيومين من سكوتلا )
- ألا استحق إجازة
- بالتأكيد ولكن لو كنت اعلم لما أرسلت أغراضك أمس ( ولما اضطررت لرؤية نايل وقد تعمدت عدم النظر باتجاهه لتتنفس الصعداء بقدوم ماث لتعطيه الاغراض وتعود بأدراجها بسرعة فهي بحاجة للهروب منه ومن نفسها ) هل أعد لك الطعام
- لا سأرى جدتي أهي بغرفتها
هزت رأسها له بالإيجاب وعادت لتنشغل بتطريز اسم عائلتها على المنديل الحريري إلى أن أطلت ليانا متجهة نحو المطبخ فبادرتها
- لقد دعيت كارل للمرور وشرب الشاي وهو على وصول لما لا تشاركينا
- لا أريد
- أنا أصر ( أضافت وهي تنظر إليها مستمرة ) إنه شاب جيد لما لا تحاولين
- لا أريد
- إنه يتوقع انضمامك إلينا فلقد سألني عنك
- أنت تعلمين لماذا لا أريد فلا تحاولي تجاهل الأمر
- إنه جالس هناك برفقة فتاة المدينة التي لا تفارق نيوترن حتى تسرع بالعودة إليها وأنت تخلصين له
تحركت ليانا للجلوس أمامها قائلة باعتراض
- من تدعينها فتاة المدينة ليست ألا أنجيلا ابنة شريك السيد فيث من العاصمة شقيقها على وشك الزواج ببرندا .. كما أني لم أعد قلقة بشأنها فلقد أكد لي براون أن والدته تريد من نايل الارتباط بها
تجمدت يدها التي كانت تهم بها متابعة التطريز وكل تفكيرها انصب على نايل ثم رمشت بسرعة محاولة التعقل ورغم محاولتها أن تبدو غير مكترثة ألا أنها كذلك فقالت
- ونايل يريد ذلك
- ولما لا الم ترينها بنفسك أنها تروق لكل من يراها
- أوه
همست وقد غرزت الإبرة بأصبعها مما أنزل بضع قطرات من الدماء على المنديل الذي تخيطه فقالت ليانا وهي تلاحظ شحوبها
- لا بأس سأساعدك بتطريز غيره ..هل أنت على مايرام
أضافت وهي تتأملها ثم نظرت نحو الباب كما فعلت فيولا التي تحركت واقفة وهي تقول
- لابد وأنه كارل لا أستطيع استقباله هلا فعلتي
ولم تعطيها الوقت لتجيبها بل تحركت مغادرة نحو غرفتها لما هي منزعجة لم تشعر بكل هذه المشاعر المضطربة لمجرد فكرت أنه يفكر بالارتباط اليس هذا هو حالها أيضا مع جيرالد رباه تمتمت وهي ترتمي على السرير محدقة بسقف الغرفة دون رؤيته عليها بالتعقل اجل عليها هذا ولكن كيف السبيل إلى ذلك أهذا ما تشعر به ليانا تساءلت وهي تضع يدها على قلبها أهذا ما عنته بسؤالها أن كان قلبها يخفق عند رؤيتها لجيرالد حسنا إنه مع نايل لا تحتاج إلى رؤيته ليخفق قلبها بل يكفي أن يذكر أسمه أمامها حتى يبدأ قلبها بالخفقان .

- أنت هنا إذا ( بادرت أليك في صباح اليوم التالي وقد وجدته مسترخي على المقعد في الحديقة الخلفية للمنزل فاضافت وهي تجلس بجواره ) أحضرت لتنعم بشمس الصباح
- أجل فالجو دافئ ويغري على الجلوس هنا
- ما قصتك ( نظر إليها متسائلا فأضافت ) تبدو شاردا معظم الوقت .. كما أنه ليس من عاداتك الحصول على إجازة وقضائها هنا هل هناك مشاكل بالعمل
- لا فقط شعرت أني بحاجة للراحة
- أنت واثق ( هز رأسه لها بالإيجاب فعادت للقول باهتمام وفضول ) هل رأيت ماي مؤخرا ( هز رأسه بالنفي دون أن يشده حديثها مما جعلها تقول ) الأمور بينكما ليست على مايرام
- لا اعتقد أن الأمور ستنجح فيما بيننا
- اعتقدت أنكما 
- أننا لا نتفق ( قاطعها قائلا ومستمرا ) لا نتفق على شيء حقا نحن متختلفان تماما كلما قصدتها بعد غياب نتشاجر لا اشعر بالراحة 
-  لكنها كانت تروق لك
- قبل ان اعرفها جيدا ولكن ألان .. لما تطرحين كل هذه الأسئلة
- ألا يحق لي الاطمئنان عليك ( نظر نحو ساعته وهو يتحرك قائلا )
- لا تقلقي فأموري جيدة جدا في الحقيقة وعلي الذهاب ألان وداعا
وتحرك مبتعدا بينما تابعته بحيرة قبل أن تتحرك لتدخل المنزل وتتجه نحو مكتب جدها لتلقي عليه تحية الصباح وتجلس برفقته لبعض الوقت ثم تنفرد في غرفتها وهي تنشغل بتطريز المزيد من المناديل
- جاءت كوني لتسأل أن كنا نرغب بالذهاب برفقتها واندي إلى البلدة ( أطلت ليانا قائلة قبل أن تضيف ) تبدين مشغولة لذا سأعلم
وضعت ما بيدها جانبا وهي تقاطعها قائلة
- لنذهب
- اعتقدت انك
- أني .. ماذا
- لاشي حسنا هيا بنا
أجابتها وهي تحرك كتفيها ببساطة مغادرة مما جعلها تراقبها قبل أن تتحرك بدورها مغادرة
- هذا هنا وهذا هنا وهذا ما طلبته اندي وهذا لليانا استمتعوا
- أشكرك خالتي
قالت كوني لخالتها التي وضعة أطباق الحلوى أمامهم قبل أن تغادر بينما قالت ليانا لشرود اندي
- لما لا تعطين هاري فرصة تعلمين أنه يرغب بمحادثتك
- الم تفضل عليه روبير حينها ( قالت كوني فقاطعتها فيولا قائلة )
- أرى أن تعطي نفسها بعض الوقت ( ولمحت اندي مستمرة بتفهم ) اعلم أن انفصالك وروبير قد اثر بك لذا أعطي نفسك بعض الوقت قبل الدخول باي علاقة جديدة
- هذا ما سأفعله ( تمتمت وهي تنشغل بتناول الحلوى التي بطبقها وكذلك فعل البقية )
- لما أراها دائما برفقة آل كريمر
هذا القول كان كافيا لجعل كل من فيولا وليانا تحدقان بكوني التي قالت ذلك قبل أن تنظرا إلى حيث تنظر لتعود فيولا نحو طبقها وهي ترى نايل وشقيقته وإنجيلا بالإضافة إلى والديها وشقيقيها وبرندا قد دخلوا للتو متجهين نحوهم ليتخطوا عنهم ليجلسوا على الطاولة التي تليهم لتشعر بأن قلبها يهوي بعيدا وهي تسمع صوت نايل القريب منها وقد أدركت أنه قد جلس على المقعد خلفها مباشرة بينما استمرت كوني بهمس
- لا اعلم ما المميز بها ( نهرتها فيولا بعينيها قائلة )
- لننهي بسرعة ونذهب للتبضع مارأيكم
- ارغب بالذهاب للتبضع من المدينة هلا أقنعتي والدتي بذلك فيولا
- لا اعتقد أنها ستمانع لو انك طلبتي منها هذا
قالت أخر كلماتها بصعوبة وهي تجبر نفسها على أن لا تنهض من مكانها وقد شعرت بنايل يسترخي بجلسته رغم انه لم يلمسها ولكن شعورها بوجوده بهذا الشكل زاد من توترها كان بإمكانه إبعاد مقعده قليلا ولكنه لم يفعل مما أصابها بالضيق وهي تحاول تجاهل وجودة بلا فائدة فاستقامت جيدا بجلستها قائلة
- أنذهب ألان
أنهت ليانا ما بطبقها بسرعة ونهضت كما فعل الباقون ليغادروا لتقترب من فيولا هامسة
- لابد أن الأمور بين نايل وإنجيلا تسير كما خططت لها والدته هذا ليس جيدا فلقد أعلمني براون أن والدته ستعمل على جعله يرتبط بعد أن يفعل نايل
نظرت إليها بضيق قبل أن تهمس
- ألا تستطيعين تناسيه ولو قليلا حقا إن ما تتحدثين به أمر لا يهمني فلا تحدثيني به
وتحركت مبتعدة عنها لتنضم إلى كوني واندي ورغم محاولتها أن لا تفكر بما قالته ليانا إلى أنها لم تفلح ولم تدرك انها متوترة على غير العادة الا عندما سالتها جدتها عما بها وعن سبب توترها واختلافها مؤخرا لتحاول جاهدة ان تدعي انها على مايرام .

- في العادة احضر هذا الاجتماع بمفردي لذا من الجميل أن تبدئي بالاهتمام وترافقيني ( قالت فيولا لليانا التي تسير بجوارها وهما تسيران نحو مبنى المحافظ مستمرة ) أنا واثقة أن الاجتماع سيدور على ما يحدث من بيع للأراضي الزراعية
- لا يبدو جدي على مايرام مؤخرا
- اعتقد أن هذا هو السبب
- وأنا كذلك ( تمتمت ليانا قبل أن تتوقف عينيها على براون الواقف بجوار شقيقه ومجموعة من الرجال الذين اجتمعوا خارجا لتضيف ) كم سيطول الاجتماع
- في العادة يستغرق المحافظ ساعة وربما أكثر ومن ألان أعلمك بان لا تتذمري أن استغرق الأمر أكث .. أكثر ( استمرت بعد توقفها وقد شاهدت مجموعة الرجال المجتمعين لتستمر وهي تدخل إلى قاعة التي يجتمع بها سكان البلدة كلما جد شيء ) أرى أن براون هنا أكنت تعلمين بهذا ( لم تجبها ليانا وهي تخطو أمامها لتجلس بالمقاعد الفارغة فجلست بجوارها مستمرة ) لهذا جئتي
وأمام إصرار ليانا على الصمت وهي تنظر أمامها حدجتها بنظرة يأس قبل أن تنظر أمامها بدورها هامسة
- لا امل منك
اعتلا المحافظ المنبر فبدأ من بالخارج بالدخول فنظرت نحو من اقترب للجلوس بالمقعد المجاورة لها لتعود برأسها بشكل ألي أمامها وقد شحب وجهها أجن اجل لقد فعل همست لنفسها وهي تشعر بنايل الذي جلس بجوارها بينما نظرت ليانا نحوهما قبل أن تعود بدورها للنظر أمامها وقد اختفت الدماء من وجهها وقد جلس براون بعد تردد قصير بجوار شقيقه الذي انشغل بالإصغاء للمحافظ دون ان يخرج عن جديته لتبقى فيولا ثابته في مكانها لا تجرؤ على النظر باتجاهه رغم أنها تشعر باقل حركة يقوم بها وقد ملئت القاعة تماما لتمر ساعة واحدة قبل أن ينهي المحافظ الجلسة ولكنها شعرتها دهرا لم تستطع خلالها حتى التنفس بحرية وما أن تحرك نايل وشقيقه ليبتعدا حتى تنفست الصعداء بصعوبة بينما همست ليانا التي لم تكن افضل حالا منها بعدم تصديق
- أتعتقدين أن نايل يشك بأمري وشقيقه ( حدجتها بنظرة دون إجابتها فاستمرت ليانا بتوتر ) انه يرسل براون بالعادة لحضور هذا الاجتماع ولا يحضر بنفسه كما اشعر أنه تعمد الجلوس هنا أتعتقدين أنه .. لا لا اعتقد أنه لم يصدقك فلقد أعلمني براون أنه لم يحدثه حتى بالأمر أتعتقدين أنه ..
- اعتقد أنه ماذا
- لا اعلم ربما أبالغ فأن علم بأمري وبراون سيمنعه من رؤيتي اعلم أنه سيفعل هذا رباه
رفعت فيولا يدها تتلمس صدرها بضيق قبل أن تتحرك لتغادر فتبعتها ليانا قائلة
- الم تعلمي جدي بأنك ستطرحين بعض الأسئلة على المحافظ لما لم تفعلي
- لم أجد الوقت المناسب سأفعل في المرة القادمة
أجابتها بضيق وهي تتابع سيرها فأسرعت ليانا لتصبح بجوارها قائلة
- أرغب بالمرور بالبلدة استرافقينني
- لا
- آه حسنا س
- لن تذهبي أنت أيضا
- ولما لا .. لا أرغب بالذهاب للمنزل ألان
- وأنا أيضا لذا سأقصد رولان
- ولكني لا أرغب بالذهاب عندها
- هذا شأنك أن لم ترغبي بمرافقتي فاذهبي إلى المنزل
- ولكني ل .. ( لم تتابع وهي تخرج تنهيدة من صدرها لاستمرار فيولا بالسير وعدم إصغائها لها فعادت للسير بدورها قائلة ) أنت لا تطاقين في معظم الأوقات
وتابعت سيرها بجوارها بتجهم لتفترقا عند اقترابهما للمنزل لتدخل إليه ليانا بينما تابعت فيولا سيرها نحو منزل رولان لتجلس وتحتسي الشاي برفقتها
- ما بك ( نظرت نحو رولان وهي تعقص طرف شفتها ترغب بأخبارها بكل ما تعانيه ألا أنها عادت نحو كوبها بصمت لترفعه وترشف منه لتضيف رولان وهي تراقبها ) أمورك وجيرالد ليست على مايرام .. كل فتاة بنيوترن تمنت لو كان صديقها أو خطيبها وحتى زوجها فعل ما فعله جيرالد في الحفل التنكري ذلك النهار لقد جعلك مميزة
- ليس جيرالد من أرسلها ( تمتمت بصوت خافت مما جعل الحيرة تبدو على رولان التي تراقبها ) ليس جيرالد من أرسلها لي ( كررت بصوت أكثر ثباتا فتوسعت مقلتي رولان بفضول وقد شدها حديث فيولا التي استمرت ) إنه .. شخص .. أخر
بدا الحماس والفضول على رولان وهي تقول
- هذا رائع ولما أنت حزينة لا تعلميني من أجل جيرالد بربك كم أنا سعيدة أنه ليس من قام بإرسال تلك الباقة فلقد كنت على صواب برأيي به فهو لا يبدو من الرجال الذين يعيرون اهتماما لمشاعر المرأة
- لم اعلم أنه لا يروق لك
- لا بأس به ولكنه لا يليق بك أنت مختلفة تماما عنه رباه كنت على وشك قول ذلك لك أكثر من مرة ولكني لم ارغب بأن أزعجك ولكن بوجود غيرة ألان الأمر مختلف .. من هو ( لم تجبها على سؤالها وقد تعلقت عينيها بكوبها مما جعل رولان تتابعها باهتمام قبل أن تقول ) هيا أعلميني الست صديقتك
- أعتقد أني أوقعت نفسي بورطة ( تمتمت ببطء )
- لما .. ماذا حدث
تساءلت رولان بهدوء وهي ترى الحزن البادي على فيولا التي قالت دون أن تجرؤ على الاسترسال أكثر بالحديث
- أن جداي يروق لهم جيرالد
- بربك
- لن يوافقا على الأخر مهما حصل .. إنه غير مناسب
- لا اعتقد أنه من الصعب إقناعهما أن كنت انت
قالت رولان ولم تتابع وهي تنظر نحو الباب الذي طرق فتحركت نحوه لتفتحه محدقة بنايل الذي بادرها
- هل ماثيو هنا
- أجل تفضل ( وأشارت نحو فيولا مستمرة ) انضم الينا بين ( توقفت عن المتابعة متداركة قولها عند رؤيتها كلا من نايل وفيولا يحدقان ببعضهم قبل أن تتابع ) لما لا تنتظر في المكتب بينما أقوم بإيقاظه
وتحركت نحو باب غرفة المكتب لتفتحه له داعية إياه للدخول قبل أن تصعد الأدراج بسرعة نحو الطابق الثاني بينما وضعت فيولا كوبها من يدها على الطاولة فأغلق الباب خلفه بهدوء وعينيه معلقتان بها قائلا
- أنت هنا
- وكأنك لا تعلم هذا أعدت لملاحقتي ( أضافت بتعمد وبصوت خافت فبدا الاسترخاء على ملامحه وهو يقول )
- على ما يبدو أني فعلت .. بعد قليل سأتجه نحو النهر لما لا تلقيني هناك
- أن الأمور معقدة دون ذلك ( عليك بالتوقف عن فعل هذا نهرت نفسها ورغبتها بقبول دعوته اكبر من رغبتها بالرفض فتنهدت بعمق متابعة بإصرار ) لا أستطيع حقا لا أستطيع
بقيت عينيه ثابتتان عليها قبل أن يقول وهو يتحرك نحو باب غرفة المكتب
- أنا أتواجد هناك ( ولمحها بنظرة قبل أن يدخل غرفة المكتب وهو يتابع ) في حال قمت بتغير رأيك
- اعتذر لدعوته للجلوس برفقتنا فلقد نسيت ( قالت رولان وهي تعود للجلوس أمامها مستمرة ) لا بد وان الأمر مهم حتى يأتي ألان فهو يعلم أن ماثيو حضر إلى المنزل متأخرا فلقد كان برفقته .. ما بك
توقفت رولان عن المتابعة وهي ترى شرود فيولا التي لا تصغي لها فأسرعت فيولا بالنظر إليها وهي تدعي الابتسامة وتقف بارتباك قائلة
- لقد تأخرت لابد لي من الذهاب لما لا تحضرين مساء فستحضر السيدات وسنقضي وقتا ممتعا
أخذت تثرثر وتثرثر وهي تتجه نحو الباب مودعة ومغادرة ورولان تتابعها بحيرة .

توقفت عن متابعة القراءة لتمر لحظة صمت فأخذت السيدات الجالسات يصغين لها تتأملنها بفضول فأخرجت نفسا خفيفا من صدرها محاولة أن تستعيد تركيزها وعادت للمتابعة قبل أن تعود للتوقف قائلة لهن
- ارجوا أن تعذرنني ولنتابع ما بقي في يوما أخر
- بالتأكيد لا باس ( قالت جدتها بود قبل أن تضيف وفيولا تغلق الكتاب وتضعه جانبا ) مساء الغد سيحضر جيرالد ووالديه لابد وان هذا الأمر يوترها قليلا
- هل أصبح الأمر رسمي
أسرعت السيدة فرانسيس بالقول وهي تحدق بفيولا التي نظرت نحو جدتها متفاجئة فتابعت جدتها
- هذا ما سيحصل بالنهاية فلا أرى ما يعيب جيرالد وهما .. منسجمان
- تهاني الحارة إذا منذ ألان
قالت السيدة فرانسيس بود وهي تهنئها وكذلك فعلت السيدات بينما شحب وجهها ورغم ذلك هزت رأسها شاكرة قبل أن تلتقي عينيها بعيني رولان التي تنظر إليها .

- لا تبدين على مايرام ما بك الست سعيدة بما جرى ( قالت ليانا وهي تدخل خلفها الغرفة مستمرة ) أمازلت مترددة بأمره كان عليك إعلام جداي
- لا اشعر بالراحة أبدا أن هناك شيئا يضغط على صدري
أجابتها وهي تستمر نحو النافذة لتفتحها وتتنفس بعمق فراقبتها ليانا قبل أن تقترب منها قائلة
- يمكنك الرفض ما زال أمامك الوقت لذلك
- ارغب بذلك بشدة وبالمقابل لا ارغب وأنا اعلم أني مشوشة التفكير
- أن حضور والديه برفقته بشكل رسمي يشير إلى شيئ واحد وهو أنه ينوي التقدم لك قريبا
ابتعدت عن النافذة بضيق لتجلس على السرير والتفكير العميق باد عليها قبل أن تقول
- لم يكن هذا الأمر بذو أهمية لي منذ وقت
- لا افهم ما تعنيه
- اعني أني كنت لارفض بثقة ولكن ألان
- ألان ماذا ( تساءلت ليانا بحيرة فتاهت عيني فيولا قبل أن تقول )
- أني أفكر بعرضه بشكل جدي
- هذا يعني انك .. تميلين إليه
- بل أحاول إنقاذ نفسي
- إنقاذ نفسك .. من ماذا ( وأمام تحديق فيولا بها دون إجابتها أضافت ) ما بك لا أستطيع فهمك
- لابد وأنني جننت
تمتمت وهي ترتمي بسريرها للخلف محدقة بالسقف قبل أن ترفع يديها وتدسهما بشعرها بضيق فقالت ليانا وهي تجلس بجوارها
- سيحضرون مساء الغد لتناول العشاء اليس كذلك ( هزت رأسها لها بالإيجاب فاستمرت ) قد يتحدثون مع جدي بأمرك ( عادت لتهز رأسها لها بالإيجاب فاستمرت ) أن كنت ترغبين بالارتباط به ليكن وان لم تكوني فأعلمي جدي بهذا ( أخرجت تنهيدة جديدة من صدرها وأغمضت عينيها دون إجابتها لترى وجه نايل وقد تعلقت عينيها بعينيه عندما حاول تفادي سقوطه عليها لتتوه فهذا الوجه لا يفارقها كلما أغمضت عينيها وحرارة عناقه تجعل خدودها تتورد لمجرد تذكرها له ماذا تفعل فتحت عينيها التائهتين بينما استمرت ليانا ) جداي متحمسان له كثيرا .. عليك التفكير جيدا وعدم التأثر بقرارهم
- أترينه مناسبا لي
- حسنا في الحقيقة لا واجل فأنت جادة مثله في كثير من الأحيان وهو يبدو باردا و ... و .. من الأفضل أن أتركك بمفردك لتفكري بروية
أضافت ببطء وهي تتحرك مبتعدة كي لا تسترسل بالحديث بينما بقيت فيولا شاردة دون أن تفلح في أن تتوقف عن التفكير فهي لا ترغب بالارتباط بجيرالد وبنفس الوقت تميل بشكل كبير نحو نايل وهذا الأمر يخيفها لم تكن قد أصبحت أفضل حالا في الصباح لذا عندما عرضت عليها ليانا مرافقتها للبلدة لم تمانع وغادرت برفقتها نحو البلدة ليتوقفوا ويتحدثن مع السيدة فران التي اخذت تطمئن على أخبار جديها توقفت فيولا عن متابعة حديثها وحدقت بليانا التي شدتها من كم ثوبها لتراها تحدق بعيدا فنظرت إلي حيث تنظر بينما تحركت ليانا من جوارها مسرعة ليتوقف نظرها على ابن عمها براند الذي دفع صدر إيدن كريمر الذي يقف أمامه بتحدي فأسرعت بالاعتذار من السيدة فران وتبعت ليانا بسرعة وقد بدا بعض الناس بالاقتراب من الشابان الذين يتشاجران
- لقد دفعتني عن عمد فلا تنكر ذلك ألان
- لم افعل فلم أرك
أجاب إيدن كريمر براند الذي عاد لدفعه فقام أيدن برد الدفعة له فأسرعت فيولا بتخطي ليانا إلا أنها توقفت في مكانها عند رؤيتها لجيسون يتحرك نحوهما ليقف بينهما قائلا
- ماذا يحدث هنا
- من الأفضل أن تجعل شقيقك يتعقل
هم براند بالتحرك نحو أيدن فأسرع جيسون بالنظر إليه بحدة مجبرا إياه على الثبات في مكانه قبل أن يعود نحو أيدن قائلا
- ما الذي تريده ألان
- اسأل شقيقك فهو من تعمد الارتطام بي لافتعال هذا فما الذي يسعى اليه
فهتف براند وهو يشير بيده نحوه
- أن كنت تعتقد أننا سنوافق على العمل معكم فأنت مخطئ تماما وأن ظننت أن عملكم بالتجارة ألان سيمر مرور الكرام فهذا لن يحدث
- لا يهمني أمركم بشيء
- تبا ( تمتم براند وهو يحاول تخطي جيسون بينما رفعت ليانا يديها مخفيه شهقة كادت تنسل منها لتوترها )
- توقف ( قال نايل الذي وصل للتو وأمسك بذراع ايدن الذي كان يهم بدوره بالتحرك نحو براند قائلا وهو ينقل عينيه بينهم ) ما الذي يحدث هنا
- ابتعدوا عن ما يخصنا وسندعكم وشأنكم ولكن لن نفعل أن لم تفعل ( أجابه براند بحدة وكره مستمرا وهو يوجه حديثه لنايل ) لا اعلم ما هي نواياك ولكنها لا تعجبني وان كنت تتعمد ذلك لمنافستنا فاعلم انك ستكون الخاسر ( اقتربت ليانا بتردد من فيولا لتمسك ذراعها فنظرت إليها لترى التساؤل بعينيها عما يتحدث عنه براند فهزت رأسها بالنفي لها مشيرة إلى عدم معرفتها وبراند يستمر ) وحضورك لمزرعتنا لمقابلة جدي من الأفضل أن لا يتكرر فان كان جدي قد استقبلك هذه المرة فاعلم أن الأمر لن يتكرر
- اعتقد أنكم مازلتم تعانون من ماضي قد مضى ولكني تخطيته لذا ليست مشكلتي ما تعانون منه ( ونظر نحو جيسون مستمرا بتأكيد ) أن رغبتم ببيع محصولكم لي فهنيئا لكم وأن لم ترغبوا فتدبروا أمركم بمفردكم فلكم الحرية بهذا وقد قدمت عرضي هذا لجميع المزارعين ( وعاد بنظره نحو براند بينما بقيت عيني فيولا معلقتين به دون أن ترمش وهو يستمر ) أن لم يناسبك العمل معنا فلا تفعل وبالمقابل لا تعود للتعرض لرجالي
- ومن الأفضل لرجالك عدم التعرض لنا وألا .. أنت تعرف ما سيحدث
قاطعة جيسون قائلا بجدية فتبادل الرجلان النظرات مما جعل فيولا تتنفس بصعوبة فان أكثر ما سمعته عند حضورها إلى نيوترن هو الشجار الذي كان يحدث بين جيسون ونايل وقد كانا من اشد الأعداء في صغرهما وألان وهما يقفان أمامها متحدين بعضهما بهذا الشكل عادت بها الذاكرة لما كانت تسمعه عنهما
- أن التزمتم حدودكم سنفعل بالمثل ولكن عكس هذا لن أكون المسئول عما سيحصل
اجابه نايل ببرودة ونظر نحو أيدن مشيرا له برأسه بالتحرك واستدار مبتعدا مما جعل فيولا تفتح شفتيها لتتنفس
- يكاد يغمى علي لوهلة اعتقدت أنهما سيصطدمان ( تمتمت ليانا بضعف بينما تابعت فيولا ابتعاد نايل وأيدن أبن عمه وهي تعيد بذاكرتها ما سمعته منهم للتو بينما تابعت ليانا ) لا افهم شيئا علي رؤية جدي أتعتقدين أن نايل يقوم متعمدا بالتسبب بخسارتنا لا افهم شيئا تعالي
تحركت لتتبع ليانا بشرود وما أن اقتربوا من المنزل حتى تختط ليانا بالدخول إليه ومنها نحو المطبخ لترى جدتها وصوفي جالستان تحتسيان الشاي فبادرتهما
- أتعلمون بأمر حضور نايل كريمر لمزرعة جدي
هزت جدتها رأسها لها بالإيجاب قبل أن تقول
- اجل مساء أمس أعلمني جدك بهذا
اقتربت لتجلس على المقعد الخشبي أمامها مخفية توترها وليانا تقول
- و .. ماذا يريد
- أنه يعمل على شراء المحاصيل من المزارعين وعرض على جدك ذلك
- انه ولابد يحلم ( قالت صوفيا واستمرت ) لن نتعامل مع آل كريمر مهما يكن
- وما قول جدي بالأمر ( تساءلت فيولا وهي تعود نحو جدتها التي أجابتها )
- لقد أزعجته ثقة الشاب بنفسه وحضوره إلى مزرعتنا وقد كان شديد الضيق فهل تعلمان ما معني أن يقوموا بشراء محاصيل الجميع بأسعار مغرية
- اجل ( تمتمت فيولا قبل أن تتعلق عينيها بليانا التي جلست بجوار والدتها وقد شحب وجهها متمتمة بقلق )
- أتعتقدون أنه يتعمد ذلك
- بالتأكيد يتعمد فلا احد يستخف بال كريمر ووضعهم المالي من أفضل ما في نيوترن لذا أن قالوا أنهم سيشترون محاصيل المزارعين لتعلمي أنهم احتكروا هذا الأمر ( وتابعت صوفيا بعدم رضا ) ولن يستطيع التجار الآخرون منافستهم
- جدكما بغنى عن هذا يكفيه ما يحصل من بيع للأراضي المحيطة به وألان يظهر هذا لا اعلم ما الذي يريدونه منه .

أخذت تسير ذهابا وإيابا في غرفتها شاردة غير مصغية لليانا التي تثرثر بتوتر والتي لم تتوقف عن الحديث حول ما جرى منذ الصباح توقفت عيني فيولا على الشمس التي تشير إلى حلول العصر فتحركت نحو معطفها الطويل لترتاديه فأسرعت ليانا بالقول وهي تتابعها
- إلى أين ستذهبين
- سأذهب لاستنشاق بعض الهواء فأكاد اختنق هنا
- سأذهب مع
- لا فلن أستطيع التنفس وأنت برفقتي تثرثرين
- لن افعل أعدك
- لا تحاولي فانا أحاول منذ الصباح إسكاتك ولم افلح وداعا
- أه يا لك من شريرة
أخذت تجول بعينيها بين الأشجار قبل أن تقترب أكثر من مجرى النهر لا فائدة ليس هنا عليها رؤيته ماذا تفعل عليه إيضاح الكثير ولكن كيف ستصل إليه
- لمن أدين بحضورك هذا ( تجمدت قبل أن تحرك رأسها إلى الخلف ثم تستدير ببطء محدقة بنايل الذي عقد يديه معا متأملا إياها ) ما الذي أقنعك بالحضور أخيرا
- ألا تعتقد أن عليك إيضاح بعض الأمور
أجابته ببطء فهز رأسه بالنفي وهو يقول دون أن تفارق النظرة الجادة وجهه
- لا لا اعتقد
- أعلمتك سابقا أن لا دخل لأفراد عائلتي بقصة سامرز وتآمرهم عليك لذا لما لا تتوقف ألان عما تنوي فعله فلا يحق لك الإساءة إليهم بهذا الشكل
- وهل عملي بتجارة المحاصيل الزراعية يسئ إليهم
- أنت تعلم أنهم لن يتعاملوا معك لذا خسارتهم مؤكدة فانسحاب باقي التجار من أمامك لن يكون لمصلحتهم فلا تدعي انك لا تعلم هذا
حل يديه وهو يتحرك نحوها قائلا
- لم اعهد من آل فيزل الاستسلام بهذه السهولة
- ولن يبدؤوا ألان ولكن مجرد ترك براند العمل برفقة جدي ليستلم زمام نقل بضاعتنا إلى المدينة فيه خسارة لجدي لذا توقف عن التدخل بما لا يعنيك وعد لمزرعة خيولك
- وإن لم افعل ولن افعل ( أجابها وهو يقف أمامها بتأكيد فنقلت عينيها بعينيه قبل أن تقول )
- لما تفعل هذا ما الذي تريده
- أنت
برغم الصدمة التي بدت عليها لأول وهلة من قوله ألا أنها تداركت ذلك قائلة بهدوء غريب لا تعلم من أين أحضرته
- لن يحدث هذا أبدا
- سنرى
أجابها بثقة ومازالت عينيه ترفضان مفارقتها فقالت بثقة كاذبة
- لقد وافقت على الارتباط بجيرالد لذا لا مكان لك
- أحقا فعلت برغم ما أعلمتك به ( قال بعدم تصديق )
- ومن قال أني أصدقك
- كما تريدين ولكن لتعلمي شيئا ( ومال برأسه قليلا نحوها مما جعل عينيها تتوقفان عن الرمش وهو يستمر ببطء وثقة ) عندما أريد شيئا أحصل عليه
فتحت شفتيها قبل أن تتمتم بضيق شديد
- لن تحصل على ما لا يخصك أنا من آل فيزل انت تدرك ذلك وتعلم اني لن أكون لك مهما حاولت لذا .. دع الامر فلن ينالنا منه الا الأذى وها انا اعود نحو عائلتي فلن اقف بجوارك وانت تقوم بأذيتها
اضافت بتأكيد وهي تهم بالاستدارة فأوقفها وهو يقول
- من الأفضل أن تنسي أمر جيرالد ( حدجته بنظرة فأضاف وهو يشدد على كلماته ) أنا جاد
- لن أفعل
- أنت حتى لا تميلين إليه
- وما الذي تعرفه أنت
- اعلم أني أول رجل يمتلك قلبك ( ارخت جفونها مخفية الألم الذي ينتاب روحها وهمت بإشاحة راسها فلا تريد ان يعلم ان ما يقوله صحيح لتهم بالتحرك ألا أن يده التي أمسكت كوع يدها جذبتها نحوه لتسرع بوضع يديها على صدره لتخفي شهقت كادت ان تنسل من بين شفتيها لتبقي عينيها على صدره رافضة ان ترفع راسها نحوه وهو يستمر بهمس وبصوت ملئ بالمشاعر ) واعلم انك تكنين لي ما اكنه لك 
- سنتسبب بالأذى لعائلتنا في النهاية تعقل 
- لا اريد 
تابع بهمس ويده تلامس ذقنها ليرفع وجهها اليه مستمرا  
- لا تستطيعين إنكار ما بيننا تبا أني اشعر بوجودك حتى لو كنت بعيدة عني لذا عديني أن تنسي أمر جيرالد ( عقصت شفتيها بألم عاجزة عن إجابته فاستمر ) اعلم أن قلبك الذي ينبض بجنون ألان هو ملك لي
- دعني وشأني نايل ( تمتمت وقد امتلأت عينيها بالدموع مستمرة وعينيه تنتقلان بعينيها الدامعتان ) أن كنت حقا تهتم لأمري فدعني وشأني ودع عائلتي وشانها لا تفتح باب اغلق منذ سنوات لتعود المشاكل والصدمات بين الاسرتين ( وتراجعت من بين ذراعيه مستمرة ) أرجوك افعل هذا ولتجعل عقارب الساعة تعود للخلف وليعود الأمر كما كان قبل أن نلتقي ولا تصعب الأمر علي أكثر من ذلك فلا استطيع ان اكون السبب باذية احد ( أضافت كلماتها الأخيرة بصعوبة وقد انزلقت دمعة من عينها فأسرعت بمسحها بيد مرتجفة قبل أن تهز رأسها بالنفي له وهي تشعر به يهم بالتحرك نحوها لتتابع موقف إياه ) أن كان قلبي يرفض الإصغاء لي فلن افعل بدوري وان كنت لا تصفي لي فلا شان لي بك لذا لا تجعلني حجة لتصرفاتك بعد الان فلا شان لك بي سارتبط قريبا بجيرالد لذا دعني وشأني فهي حياتي وانا من اختارها 
- وحياتي وانا من اختارها ايضا واتعلمين انت بها 
- انت لا تصغي 
- لا اريد ان اصغي
- توقف
- لن افعل 
قال باصرار فارتجفت شفتيها لتهز راسها له بالنفي عاجزة لتتحرك مستديرة ومغادرة بخطوات واسعة وهي تمسح خديها من الدموع التي تنساب عليهما 
- لن افعل فيولا ( عاد للقول باصرار وبصوت مرتفع وهو يجبر نفسه على عدم اللحاق بها والضيق يملأ صدره ) لذا تخلصي منه بنفسك ولا جعلتني افعل هذا بنفسي
اضاف بحدة وهو يتابعها تبتعد ليرفع راسه الى الاعلى محاولة التنفس بعمق وهو يغمص عينيه ومازال يجبر نفسه على عدم الحاق بها كما يرغب .

تأبطت ذراع جيرالد الذي ساعدها بالنزول من العربة لتتبعهم ليانا وديفيس وبراند بينما توقفت العربة الأخرى التي تحوي جديها وصوفيا وعمها وقد ارتدا الرجال الملابس الرسمية بينما ارتدت فيولا وليانا أثوابا فاخرة لحضور حفل زفاف برندا فيث ليدخلوا مهنئين عائلتها وعائلة هامبسون التي استقبلتهم على الباب لتبادرها رولان فور رؤيتها بابتسامة لم تصل الى عينيها وهي ترفع حاجبيها لها متسائلة قبل أن تقترب منها بينما توقفت عيني نايل عليها لوهلة دون حراك وهو يراقبها تدخل برفقة جيرالد لتتغير ملامح وجهه التي اشتدت لتغمق عينيه قبل أن يعود بصعوبة لمتابعة الإصغاء لمحدثه طالبا من نفسه التروي وعدم التوجه نحوها لسحبها بعيدا عن جيرالد , اعتذرت فيولا من جيرالد وتحركت مبتعدة برفقة رولان التي همست
- هل افهم من هذا أنك وافقتي على الارتباط به بشكل رسمي أن هذا ما يعنيه حضوركما معا افعلتي
- أجل
أجابتها باقتضاب وعينيها تبحثان بهدوء بين المدعوين الكثر الذين ملئوا الصالة
- والأخر ماذا عنه
- من تعنين آه لا لقد .. نسيت أمره ( تمتمت وهي تحرك رأسها لتحية ماي التي اقتربت منهما قائلة )
- تهانيا متى ستعلنان ذلك رسميا
- قريبا
أجابتها باقتضاب ومازالت عينيها تبحثان بهدوء في الصالة المليئة أمامها
- هل حضر أليك لحضور حفل الزفاف ( نظرت نحو ماي قبل أن تتساءل بتردد )
- الم تريه مؤخرا
- لم أره منذ زمن ( قالت ماي بضيق رغم محاولتها إخفاء ذلك فقالت فيولا وهي تنتقي كلماتها )
- لا لن يحضر فلقد كان هنا منذ ثلاثة أيام .. إنه مؤخرا لا يحضر إلى هنا إلا نادرا .. كنت اعتقد انك على اتصال به
- لا أنا في الحقيقة ( قالت ماي بغيظ رغم محاولتها أن لا تخرج عن لطفها ) أواعد ويلي لذا لا أرى أليك
بدا التفهم على ملامح فيولا التي هزت رأسها لها بالإيجاب فمؤخرا تصرفات أليك غير مفهومة لتبادرهم كوني وهي تقترب منهم
- لا نبدو مختلفات عن سكان العاصمة لقد اعتقد ذلك الشاب أني اسكن هناك
 ولمحت الشاب الذي كانت تراقصه بابتسامة فلمحتها فيولا بنظرة سريعة قائلة لهيئتها وقد حرصت على أن تكون من أفضل الموجودين
- حتى أنا كنت لأعتقد ذلك
- على الأقل الآنسة أنجيلا ( قالت ساخرة وهي تنظر نحو شقيقة العريس ) ليست المميزة الوحيدة اليوم .. أين نايل لم أره برفقتها ( واستمرت هامسة وهي تقترب من فيولا أكثر ) علمت أنهم سيعدون في الشهر القادم لخطبتها عليه
اصطنعت ابتسامة لقول كوني محاولة أخفاء الألم المفاجئ الذي جعل معدتها تتلوى ورفعت رأسها بكبرياء كاذب وهي تنظر حولها مدعية انشغالها وهي في الحقيقة تتهرب من كوني كي لا تسترسل بالحديث ثم قالت وهي تتحرك من جوارها
- أن المكان مكتظ سأخرج قليلا
وتحركت نحو باب الشرفة لتخرج وتتنفس بعمق والهواء يلامس وجهها فاقتربت من الحاجز لتقف بجواره شاردة بما أمامها دون رؤية شيء وعقلها يبتعد بها فالقد تطلب حضورها برفقة جيرالد جرائة منها وهي تعلم الى ما ستؤول اليه امورها مع نايل ولكن هذا هو التصرف الصحيح فلا امل لها بهذه العلاقة التي ستسبب الاذى للجميع صدور ضحكات من الداخل جعلها تعود لأرض والواقع فعقصت شفتها السفلى ليس عليها حقا الانفراد بنفسها وألا أن حالها سيسوء اكثر فهمت بالتحرك ألا أنها تجمدت وهي ترى ضوء أحمر صغير يسطع من زاوية الشرفة لتتوقف عينيها على نايل الذي ابعد السيجارة عن فمه وقد أنهاها وعينيه المغمقتين بشدة متعلقتان بعينيها لتمر لحظة بينهما وقد تجمدت في مكانها ليقذف السيجارة أرضا بعدها وهو ينفث دخانها ويطفئها بقدمه قبل أن يتحرك عائدا إلى الداخل لتتابعه وهي تضم جسدها بيديها لتملاء الدموع عينيها فأسرعت بالتنفس وقد كانت لا تفعل إذا كان هنا طوال الوقت رباه أغمضت عينيها ببطء وعادت لتنظر أمامها محاولة أن تهدأ من نفسها عليها الاستمرار والتحلي بالقوة ليس عليها أن تضعف ألان بقيت هناك حتى شعرت بأنها تستطيع العودة للداخل ففعلت لتمضي ما بقي من وقت مدعية الابتسامة وهي برفقة جيرالد معظم الوقت ورغم أنها حاولت جاهدة إلا أن عينيها كانت تبحثان عنه بين الحين والحين لتعود لتنهر نفسها بألا تفعل شاهدت رولان تقف من بعيد فعتذرت من جيرالد وتحركت نحوها لتتوقف ويد تمسكها وصوت لورا ماندل تقول
- فيولا أريد محادثتك ( استدارت إليها لتتجمد وقد وقفت لورا مع نايل وشقيقته الذين انشغلا بالحديث معا فأسرعت بتثبيت نظرها على لورا التي استمرت ) أمازلت تعدين لنزهات فابنة شقيقة زوجي ستحضر لزيارتنا وكنت أفكر بمرافقتكم أن ك
- لا لم اعد أعد لنزهات بعد تلك النزهة الأخيرة
- أه ارجوا أن تعذريني فلقد نسيت انك تعرضتي للسقوط أنت محظوظة حقا ( أرادت إنهاء الحديث والابتعاد ولكن يد لورا مازالت ممسكه بها وهي على ثقة من أن حديثها في متناول سمع نايل وشقيقته ) فنجاتك منه كانت أمرا سارا كيف فعلت ذلك
- فعلت ماذا ( قالت بتوتر قبل أن تضيف ) نجوت في الحقيقة لا اعلم
- لابد وأنها الملائكة
- لابد وأنها هي ( قالت وهي تسحب يدها منها ولورا تستمر )
- كان القدر يقف بجانبك ذاك النهار فليس من السهل النجاة من ذلك النهر
هزت رأسها بالإيجاب وهي تقول
- هذا صحيح عن إذنك
وتحركت مبتعدة لتقترب من رولان وماثيوا لتقف برفقتهما قبل أن يدعوها جيرالد لمراقصته من جديد لتتنفس الصعداء عند عودتها إلى المنزل دون أن تشعر بالراحة التي كانت تسعى إليها فتلك النظرة التي كانت تلوح بعيني نايل عند رؤيتها له على الشرفة دخلت إلى صميم أعماقها ومهما حاولت النوم تلك الليلة لم تفلح وبقيت تتقلب في سريرها دون قدرتها على أن لا تفكر به
- لم تحظي بليلة جيدة ( تساءلت جدتها وهي تجلس أمامها في الصباح فهزت رأسها لها موافقة فتابعة باهتمام ) هذا أمرا طبيعي فعندما ترتبط الفتاه تبدأ بحياة جديدة وعليها التفكير بما ينتظرها ( بقيت شاردة بقول جدتها التي أخذت تسكب الشاي مستمرة ) سيحضر جيرالد ووالديه الليلة ل
- أين هو جدي ( قاطعتها قائلة وهي تنظر إليها )
- يرتدي ملابسه استعدادا للمغادرة م
توقفت غرايس عن المتابعة لتحرك فيولا مغادرة لتتابعها بحيرة التقت بجدها وهو ينزل الأدراج فقالت بسرعة قبل أن تتراجع
- أريد محدثتك ( تأمل النظرة الجادة على وجهها قبل أن يقول وهو يصبح بجوارها )
- أينتظر الأمر إلى أن اتناول افطاري 
- اجل بالتأكيد
قالت بهدوء وهي تتبعه عائدة إلى المطبخ لتجلس برفقة جديها ليتناول جدها افطاره بينما تسءلت جدتها
- هل استلم بيترمين المزرعة ( هز جدها رأسه بالإيجاب فتساءلت فيولا بفضول )
- عن أي مزرعة تتحدثون ومن بيترمين
- لقد تم بيع المزرعة الأخرى المجاورة لمزرعتنا ( قالت غريس واستمرت ) اعتقدنا بدايتا أن عائلة برونز من قامت بشرائها ولكن لحسن حظنا أن من فعل هو رجل أخر كان يملك مزرعة في البلدة المجاورة استطاع بيعها بسعرا مغري فنتقل إلى هنا واشترى المزرعة المجاورة لنا .. أنه رجلا جيد هذا ما سمعناه على الأقل
- لقد اتفق مع ابن عائلة كريمر على بيعة جميع محصوله ( قاطعها هيكمان قائلا فنظرتا نحوه قبل أن يستمر ) لقد عاد لرؤيتي أمس أيضا رغم أني أعلمته بعدم رغبتي بالتعامل معه
- أنه يطمع باحتكار جميع مزارعي نيوترون أن هذا ليس جيدا
قالت جدتها بضيق بينما أحكمت فيولا أصابع يدها حول كوبها خوفا من أن يظهر توترها وانشغلت بشرب كوبها بصمت مصغية لجدها الذي قال
- لن اسمح له بهذا حاولت إقناع بيترمين بعدم التعامل معه ولكني لم أفلح فلقد زاغت عينيه فور رؤيته للمبلغ الذي يقدمه نايل
- أسنستمر بإرسال محصولنا بأنفسنا أن هذا لن يجعلنا نجنى الربح المعتاد
- لقد اجبر التجار على الانسحاب من نيوترن ولا أحد منهم يرغب بمعارضته والشراء منى
- رباه هل عدنا لهذا ألان لقد مضى زمن طويل على هذا الصراع هيكمان فما الذي أشعله ألان من جديد
تأملت فيولا ملامح جدها المتجهم والذي لم يجيب عن سؤال جدتها مما جعلها تعود نحو كوبها ما الذي عليها فعله لإيقاف نايل انها السبب بهذا بالإضافة لإعلامها إياه بأمر سامرز رباه ما فائدة الندم ألان إنه لا يصدق أن لا دخل لعائلتها بالأمر كيف يستطيع أن يحمل لها كل تلك المشاعر وبنفس الوقت يعادي عائلتها
- الم تريدي محادثتي ( قاطع جدها أفكارها مستمرا وهو يقف ) أنا في غرفة المكتب
تابعته بعينيها قبل أن تتحرك خلفه لتدخل إلى غرفة المكتب وتغلق الباب خلفها .

- الم تعدي نفسك بعد
رفعت رأسها عن الكتاب الذي بحجرها مساء محدقة بليانا التي اقتربت منها قائلة لجلوسها بالصالة دون أن تغير ثوبها الذي ترتديه من الصباح
- سيحضر جيرالد ووالديه وأنت بهذا الشكل هيا القليل من النشاط أنت حتى لا تبدين متحمسة للأمر كله .. أتعلمين ما كان عليك الموافقة
- ليانا ( قاطعتها قائلة حتى لا تستمر بالحديث مضيفة ) لن يحضروا اليوم .. لقد ..تأجل الموعد
- حقا
- اجل حقا .. أين كنت
- أنا كنت عند رولان لما تسألين ( ضاقت عيني فيولا بها فأضافت ) لماذا
- فقط أتسائل فانا سأذهب عند رولان ألان و
- لالا تفعلي ف فقد قد خرجت ألان برفقة ماثيو لزيارة والدتها
- لا اعرف كيف أردعك عن فعل ذلك ألا ترين إلى أين وصل بهم الأمر إنهم يحاربوننا بعملنا ألا يهمك هذا الأمر بشيء ( بدا الحزن على ليانا التي التزمت الصمت دون إجابتها فأضافت فيولا ) كيف هو براون
- اخفضي صوتك رباه ومنذ متى تسألين عنه .. أنه .. بخير .. وعندما سألته لما يتصرف شقيقيه بهذا الشكل بدا عاجزا عن إجابتي وأعلمني أنه طلب من شقيقه أن يتوقف ولكن نايل لا يصغي لأحد وباقي أفراد عائلته لا يكترثون ألا لما هو لمصلحتهم فان كان هذا العمل سيدر دخلا لهم لا يأبهون حتى لو وافق جدي على بيع محصوله لهم ( بدا التردد عليها وهي تضيف ) أريد غدا أن آذه
- لا تقولي لي لقائه وان أعمل على تغطية مكانك ( بدا الحزن على ملامح ليانا مما جعلها تتنهد مضيفة ) الم تريه اليوم
- فعلت .. أتعلمين لست غاضبة منك بسبب محاولتك منعي من رؤية براون فأنا أتفهم انك تتصرفين لمصلحتي ولكن قلبي لا يصغي لي يجب أن ابتعد عنه بعد ما يفعله شقيقه ولكني .. لا أستطيع فلا شأن لبراون بما يفعله شقيقه صدقيني براون مختلف تماما كما أنه مغرم بي وأنا أصدقه ماذا افعل فيولا
- جدي غيره
- رباه كلما طلبت مساعدتك تقولين هذا .. أتعلمين لقد دعت والدته أنجيلا وعائلتها للعودة لزيارتهم لعدة أيام أنا جدا قلقة من ارتباط نايل فما أن يفعل حتى تبدأ والدته بالإلحاح على براون بفعل المثل
عادت فيولا بعينيها نحو الكتاب المغلق الذي بحجرها قبل أن تقول
- أعلمتني كوني أنهما سيرتبطان قريبا
- لو جاء الأمر لولداه لجعلاه يرتبط اليوم قبل الغد فوالده يرغب برؤية أحفاد له قبل أن تتدهور صحته اكثر فهو في وضع حرج هكذا أعلمني براون
- وما الذي يمنعه من الارتباط ( تساءلت بروية ومازالت عينيها معلقتان بالكتاب )
- هذا ما سألته لبراون فقال أن بطبع شقيقة التروي فلا يتخذ أي أمر على عجل فما بال إن كان أمرا مصيريا كالارتباط وعلى ما يبدو أن علاقته بانجيلا جيدة فقد أعلمني براون انه اصطحبها إلى مكانه المفضل قرب النهر وهو يقوم بتوطيد علاقته بها
رفعت عينيها ببطء نحو ليانا التي قالت ذلك وقد شحب وجهها قبل أن تقول
- ماذا عنى بتوطيد علاقته بها
- اعتقد انه يقصد التقرب منها فمن الأفضل أن يكونا يفهمان بعضهما قبل الارتباط على أن يفاجئ كل منهما بالأخر
التزمت الصمت بعد قول ليانا ذلك لتهز رأسها بعد قليل رافضة كل تلك الأفكار التي تجتاح عقلها
- أنتما هنا
قاطعهما براند الذي دخل إلى الغرفة برفقة جده مستمرا أين جدتي
- ها أنا
إجابته غريس وهي تطل من المطبخ لتقترب وتجلس في مقعدها بينما قال هيكمان وهو ينظر إليها
- نحن مدعوان لتناول العشاء عند أل بيترمين الليلة
- يسرني التعرف بهم
أجابته زوجته بود فنقل نظره نحوى فيولا ليراها شاردة وقد بدا وجهها شاحبا ليضيف لزوجتة دون أن تفارق عينيه وجه فيولا
- لما لا تذهبين غدا أنت وفيولا لرؤية فاليري
- ولما لا ( قالت غريس بينما رفعت فيولا نظرها ليتعلق بجدها قبل أن تبتسم له شاكرة فهو يعلم بأنها تحتاج لرؤية والدتها ولكنه يعتقد أنها في ضيق بسبب ما أعلمته به عن جيرالد صباحا )
أخذت تتقلب في سريرها ليلا قبل أن تستلقي أخيرا على ظهرها وتنفست بعمق ونفاذ صبر هاهي ليلة أخرى ستمضيها دون أن تستطيع النوم بها لما لا تستطيع أن تنسى أمره .. لانها لا تستطيع همست لنفسها وهي تتنهد بعمق قبل ان ترفع الغطاء لتضعه على وجهها وعينيها تدمعان .

- أهي ليلة أخرى ليست جيدة ( هزت رأسها بالإيجاب لجدتها التي جلست أمامها بالقطار تتأمل وجهها قبل أن تستمر ) ليس عليك أن تقلقي فكما قال جدك لنبقى الأمر في طي الكتمان حتى نتأكد فان كان ما أعلمتك به تلك السيدة حقيقي سيكون لنا تصرفا أخر ولكن قد تكون مجرد إشاعات تشاع حول جيرالد لذا لا يقلقك الأمر فجدك سيرسل برند للتحقق من هذا .. لن أستطيع التأخر في يوهانس فكما ترين جدك ليس بوضع جيد مؤخرا لذا لا أريد التغيب عن المنزل
عادت لتهز رأسها موافقة قبل أن تنظر نحو المرأة الجالسة بجوارها ثم نحو نافذة القطار الذي لم يتحرك بعد وعادت نحو جدتها الجالسة أمامها قائلة ومازال الركاب يصعدون
- يحزنني أن يكون الأمر صحيح
تجاهلت قول جدتها وعينيها تنظران نحو الرجل والمرأة الذين يقتربون بالممر فعادت بنظرها نحو جدتها ببطء وهي تشعر بوالدي نايل الذين جلسوا على المقعد المجاور للمقعد الذي أمامها ثم جلس أمامهما بجوار النافذة زوج ابنتهم وبقي المقعد المجاور له فارغا فأغمضت عينيها ببطء وهي تتنفس ففكرت مرافقة نايل لوالديه وجلوسه أمامها طوال الطريق لمرهقة لأعصابها فتحت عينيها لتختفي الدماء من وجهها وهي تراه يقترب فأسرعة بالنظر نحو جدتها التي انشغلت بالتطريز وادعت انشغالها بتأمل ما تقوم به جدتها بينما خلع نايل سترته وجلس لتتوقف عينيه عليها ليسحب نظره عنها ببطء نحو والدته الجالسة أمامه متداركا جموده بينما أخذت تقرأ الكتاب الذي أخرجته من حقيبتها دون أي تركيز مما جعلها تعيد قراءة الفقرة أكثر من مرة فكانت ترفع عينيها عن الكتاب بين الحين والحين لتلمح نايل الذي انشغل بدورة بقراءة الصحيفة والذي هم بقلب الصفحة لتتعلق عينيه بعينيها فعادت نحو كتابها بتوتر بينما عاد بهدوء نحو صحيفته , ما أن توقف القطار بهما بعد ساعتين في محطة برود حتى تنفست الصعداء أملة بمغادرة آل كريمر للقطار ولكنهم لم يتحركوا مما جعلها تقول لجدتها وهي تهم بالتحرك عن مقعدها
- ألا تريدين النزول إلى السوق لن يتحرك القطار قبل ساعة
- أفضل الجلوس على السير اذهبي أن كنت تشعرين بالملل ولكن لا تتأخري
تناولت حقيبتها وتحركت بالممر متخطيه عن نايل متوجهة نحو باب القطار لتنزل منه وتتنفس بعمق ما أن لامست قدميها الأرض لتتوجه نحو السوق القريب من المحطة لتسير به دون هدى فكل ما أردأته هو الابتعاد من أمام نايل فساعتين من الجلوس أمامه كانت كافية لجعلها ترغب بالهرب إلى أي مكان , اقتربت من واجهة محل يعرض بعض الأثواب حديثة الصنع تتأملها باهتمام وقد شدها ثوب حريري يهدل على واجهة المحل بشكل جميل توقفت عينيها على ظل خلفها ينعكس من الواجهة الزجاجية فحركة رأسها إلى الخلف محدقة بظهر نايل الذي وقف يشتري بعض الفواكه قبل أن تعود إلى ما أمامها وتتحرك مبتعدة لتقترب من مجموعة من الناس بفضول لترى سبب تجمعهم بهذا الشكل لتحدق برجل يعزف الموسيقى وبرفقته ولدان اثنان يقومون بالشقلبات فتابعتهم باهتمام وقد أخذ الناس يصفقون لهم بينما كان فتى ثالث يقدم قبعته ليضعوا بها المال أرخت جفونها قليلا فلا حاجة بها للنظر لتعلم من وقف بجوارها وها هو قلبها يعود للخفقان يا لغبائك همست لنفسها وهي تضع قطعة نقدية للفتى الذي أقترب منها وكذلك فعل نايل الواقف بجوارها بصمت متابعا العرض قبل أن يتحرك مبتعدا وما أن اقترب العرض على نهايته حتى تحركت عائدة بأدراجها نحو القطار وقد اشترت بعض الكعك قدمته لجدتها وعادت نحو كتابها وهي ترى مقعد نايل ما زال فارغا والذي لم يحضر ألا قبل انطلاق القطار بقليل ليسير بهم إلى يوهانس , أرخت رأسها على ظهر المقعد وأرخت جفونها لتغمض عينيها ببطء والجو الهادئ الذي لا يكسره سوى صوت احتكاك القطار بالسكة الحديدية يجعلها ترغب بالنوم وهذا ما فعلته جدتها منذ وقت لتسترخي بهدوء وتغوص بنوم متقطع بسبب حركة القطار لتفتح عينيها بعد مرور بعض الوقت بكسل لتنتفض بشكل غير ملحوظ لملاقاة عيني نايل الناعستين والناظرتان إليها وقد استرخى هو الأخر بجلسته فتحركت جالسة جيدا وناقلة نظرها بين جدتها النائمة والسيدة التي بجوارها والتي لا تختلف عن جدتها فمازالت تغط بالنوم فلمحت السيدة الأخرى المجاورة لها لتراها قد أسندت رأسها على النافذة شاردة فرفعت يدها نحو عنقها تتلمسه وهي تختلس النظر نحو نايل لتجده قد وضع يديه تحت عنقه مسترخي بجلسته وهو شارد بسقف القطار وعندما أحست أنه قد تنبه لها أسرعت بالنظر نحو النافذة منشغلة بها قبل أن تعود نحو كتابها
- سيكون السائس بانتظارك فور توقف القطار
- اعلم جدتي لا تقلقي ( برغم قولها ذلك ألا أن جدتها استمرت والقطار يتوقف بهم بيوهانس )
- نلتقي هنا فلا تتأخري ( هزت رأسها لها بالإيجاب فأضافت غريس وهي تتحرك لتقف ثم تعود للقول وهي تنظر إليها ) بعد ساعة يتوقف في سكوتلا فلا تغطي بالنوم ( ابتسمت لقلق جدتها التي قالت عند رؤية ابتسامتها ) حسنا أنا ذاهبة 
تابعتها وهي تبتعد لتعود نحو عائلة كريمر الذين وقفوا مغادرين بدورهم ولكن بقاء نايل واقفا في مكانه بينما تخطى عنه زوج شقيقته وهما يتحدثان جعلها تتابع مغادرة عائلته بينما عاد للجلوس في مكانه فحدقت بالنافذة مفكرة أن قضاء ساعة أخرى برفقته لهو أمر يفوق الاحتمال فتحركت عن مقعدها لتجلس على المقعد بجوار النافذة وما أن انتهى نزول الركاب المغادرين حتى بدء الركاب بالصعود وأخذ القطار بالامتلأ من جديد نقلت نظرها من النافذة نحو رجل وامرأة طاعنه بالسن يجلسون أمامها فعادت نحو النافذة متأملة الناس الذين امتلأت بهم محطة القطار وما أن انطلق القطار من جديد حتى فتحت الكتاب الذي بحجرها لتنشغل بقراءته وتتنفس الصعداء لتوقف القطار بسكوتلا أخيرا فتحركت متخطية المرأة الجالسة بجوارها مغادره بينما تعلقت عيني نايل بالنافذة وهو ينفث دخان سيجارته وهي تمر من جواره لتبقى عينيه ثابتتان على النافذة قبل أن يطفئ سيجارته ويسند رأسه إلى الخلف والتفكير العميق باديا عليه .

- ما بك ( تساءلت فيولا في صباح اليوم التالي وهي تحديق بخالتها الجالسة أمامها تشرب الشاي بشرفة المنزل الأمامية فنقلت خالتها عينيها نحو كاثرين التي اقتربت لتضع طبقا من الحلوى أمامهم وهي تستمر ) ألا تبدو فيولا شاحبة
نظر جيم الجالس يحتسي شايه بهدوء وكذلك كاثرين نحوها مما جعلها تتنقل عينيها بينهم قبل ان تصطنع ابتسامة قائلة
- لا اعتقد أن الأمر سيئ لهذه الدرجة ( عاد جيم لاحتساء شايه برويه قبل أن يقول )
- لقد رأيت نايل مساء الأمس
حدجته والدته بنظرة معاتبة بينما ثبتت عيني فيولا عليه قبل أن تقول
- لم اعلم أنه يقصد سكوتلا ( نظرت خالتها ووالدتها إليها فاستمرت وهي تتعمد أن تبدو لا مبالية ) لقد كنا بنفس القطار وقد نزلت إلى هنا وهو لم يفعل فاعتقدت أنه يقصد مكانا أخر
تبادلت كاثرين وهانا النظرات بينما تعمدت الانشغال بكوبها فأضاف جيم
- وصلت عائلته صباح اليوم الى هنا فلقد حضر أمس لمقابلة أحد الأطباء في المشفى وطلب منه الطبيب أن يحضر والده لمعاينته فأرسل خلفهم وقد كان والده يتلقى العلاج في هذا الوقت على يد طبيب أخر ولكن وضعه لم يتحسن
- في أي مشفى هو ( تساءلت والدتها واستمرت ) سأعلم روفن اليوم لنقوم بزيارتهم ( بقيت عيني فيولا ثابتتان على والدتها التي أنهت حديثها وهي تنظر إليها لتضيف لتحديق فيولا بها ) إنهم لا يعلمون أني كنت مرتبطة بوالدك لذا لا تقلقي وتوقفي عن التحديق بي بهذا الشكل فلم اسكن بنيوترن لأتأثر بعاداتهم في الحقيقة هذا أفضل ما فعله والدك فلقد ابتعد عن نيوترن ورفض العودة للعيش بها رغم اتهام جديك لي بأني السبب برفضه للعودة ولكن هذا ليس حقيقا فهو من لم يرغب بالعودة .. كما أننا لم نرى من نايل ما يجعلنا نهمل بواجبنا نحوه
- سأذهب مساء لزيارتهم أنذهب معا ( قال جيم فهزت والدتها رأسها له بالإيجاب فنظر نحو فيولا ليراها تحتسي من كوبها بشرود فأضاف متعمدا ) ألا ترغبين بمرافقتنا
حدجته بنظرة قبل أن تقول وهي تعلم انه يسخر منها
- لا أشكرك
- يمكنك تغير رأيك فما زال أمامنا ال
- جيم ( قاطعته والدته قائلة ) هلا تركتها وشأنها فأنت تعلم أنهم ليسوا على وفاق
استرخى جيم في جلسته وهو يرفع حاجبيه ونظره معلقا بفيولا وهو يقول
- ليس هذا ما رأيته
ضاقت عينيها به قبل أن تتناول الوسادة التي خلفها وتقذفه بها ليتناولها ضاحكا بينما قالت
- من الأفضل لك أن تتوقف
- هلا هدأتما ( طلبت منهما كاثرين فأسرعت فيولا بالقول وهي تراه يهم بالتحدث )
- أحذرك
- لا داعي لذلك فأنا مغادر ولا تنسي موعدنا غدا في نادي الخيول ( وتحرك عن مقعدة مستمرا لكاثرين ) نلتقي مساء
هزت رأسها له بالإيجاب بينما تابعته فيولا بنظرها مما جعل هانا تقول
- دعك منه إنه يحاول إزعاجك ليس إلا .

ترجلت عن خيلها التي امتطتها للقيام بجولة حول المكان ليترجل جيم هو الأخر عن خيله أمام الإسطبلات ليتناول لجام خيلها ويعود بهم إلى الحظيرة بينما قالت له
- سأكون قرب حلبة التدريب
وتحركت بخطوات متمهلة وهي تقوم بخلع قفازيها لتبطئ وهي ترى نايل الذي يسير باتجاهها متوجه نحو الإسطبلات فابتلعت ريقها بتوتر وهي تتابع سيرها لتلتقي عينيها بعينيه اللتين كساهما التجهم لرؤيتها فتابع سيره وهو يبعد عينيه عنها ليتخطاها لا تعلم ما الذي أصابها وكأنه قد أخذا قلبها معه ليتركها باردة جامدا في مكانها فحركت رأسها نحوه قبل أن تلتف باتجاهه قائلة وهي تحدق بظهره
- كيف أصبح والدك ( توقفت خطواته ببطء قبل أن يستدير إليها بتمهل فأضافت ) أعلمتني والدتي انه لم يبدو بخير مساء أمس ارجوا أن يكون اليوم أفضل
هز رأسه بالنفي وهو يقول
- لا ما زال متعبا .. إنه هكذا مؤخرا
- ارجوا له الشفاء العاجل
أضافت وهي تضغط على كفيها بين يدها محاوله إخفاء توترها فتمتم وعينيه ثابتتان عليها
- ارجوا ذلك .. كيف هي إقامتك بسكوتلا
- جيدة
تمتمت شاردة بعينيه المغمقتان وهناك غصة باعماق روحها فهمت بالإشارة بيدها إلى الخلف لتعلمه برغبتها بالمغادرة إلا إنه قاطعها قائلا وهو يشير بيده نحو مقعد خشبي تحت إحدى الأشجار قائلا
- هلا جلسنا قليلا ( بدا التردد عليها لوهلة إلا أنها هزت رأسها بالإيجاب وتحركت نحو المقعد فتبعها بدوره ليجلس بجوارها قائلا وعينيه تنظران أمامه ) الم تطلبي أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل تعارفنا .. لقد نفذت لك رغبتك .. لما تعودين لمحادثتي
ابتلعت ريقها تحاول التخلص من الغصة العالقة في حلقها وقد علقت عينيها بكفيها السوداويين الذين تمسك بهما بين أصابعها فنظر إليها لصمتها لترفع عينيها نحوه لتلاقي عينيه وتغوص بهما قبل أن تتحدث قائلة
- برغم كل شيء اعلم أن وجودي هنا ألان هو بفضلك فما كنت لأنجو من ذاك النهر لولا وجودك بجواري ومساعدتك لي ولست بناكرة للجميل فان كنت لا استطيع محادثتك والاطمأنان على والدك بنيوترن فهنا استطيع
مرت لحظت صمت بينهما بعد قولها قبل أن يقول
- كيف أمورك وجيرالد
- جيدة في الحقيقة جيدة جدا ( أجابته كاذبة فبقيت عينيه ثابتة عليها لثانيه قبل أن يعود للنظر أمامه قائلا )
- يسعدني ذلك فأمرك يهموني 
رمشت عدت مرات وقد شعرت بانقباض قلبها وبان دموعها على وشك فضحها لذا عادت بنظرها إلى ما امامها قبل أن تقول للصمت الذي حل
- هل ستترك التجار يعودون للعمل في نيوترن
وأمام صمته عادت للنظر إليه فهز رأسه لها النفي وهو ينظر إليها قائلا
- لا سأجعل جدك يعمل معي
- أنت تتسبب بخسارتنا و جدي رجل كهل لن يحتمل المزيد من الضغط
- ما اعرضه عليه مغري لذا عليه أن يفعل بالنهاية لم أقدم مبلغا كهذا لأحد مقابل محاصيله عليه أن ينتهز الفرصة
- ما الفائدة مما تفعل ف
- ألا ترين أي فائدة ( قاطعها واستمر بتأكيد ) إنهاء صراع داما طويلا بين عائلتينا فمجرد تعامل جدك معي سيحرص على مصلحتي كما سأفعل بدوري لان عملنا مشترك وهذا سينشئ الود بيننا ألا ترين هذا .. لا اقصد من وراء تصرفي خسارتكم أو حتى تدمير أعمالكم ولكنها الطريقة الوحيدة التي أستطيع بها نيل مرادي

قلب لايصغي 6


- ان كنت مرادك فاعلم أني مغرمة بجيرالد ولكن دخولك لحياتي جعلني مشوشة وأنا لا أريد هذا فأنا اعرف ما أريده وجيرالد من أريد لذا ابتعد عن عائلتي وان كنت كما تدعي تهتم بأمري فدع عائلتي وشانها فجدي لن يحتمل إنه طاعن في السن ولن أكون السبب بأي أمر قد يؤذيه
- هنيئا لجيرالد ( تمتم وعينيه القاتمتين لا تفارقانها وتعلمانها بما لا يتحدث به ليقول )  ورغم ذلك لن أتراجع عما افعله قد تكون الأمور بيننا لم تسر على مايرام ولكن لنعطي غيرنا فرصه فان كان لبراون أن يحظى بليانا فلن امنعه وسأنهي هذا الخلاف حان له أن ينتهي ويصبح ماضيا
- أتعتقد أن هناك فرصة لهما أتعتقد حقا إنه من السهل على جدي الرضوخ لضغطك
تنهد ناظرا أمامه قبل أن يقول
- اعلم على الأقل إني لن استسلم بسهولة .. كم ستبقين هنا
أضاف وهو يعود نحوها فتمتمت
- غدا صباحا أغادر ( عاد لنقل عينيه بعينيها وقد كسا الحزن ملامح وجهها ليهم بالتحدث الى انه اجبر نفسه على ان لا يفعل فتحركت لتقف متهربة منه وهي تقول ) علي الذهاب ( تحرك بدوره ليقف وهز رأسه لها بالإيجاب فأضافت ) ارجوا أن تتحسن صحة والدك
- أشكرك
قال باقتضاب فهزت رأسها وتحركت بتردد مستديرة ومبتعدة بخطوات صغيرة فالألم الذي يملأ صدرها ألان كبير كبير جدا .

رفع جيسون يده لها محي وهو يمر من أمامها وقد وقفت أمام باب المنزل تسقي مزروعات جدتها واخذ كل من دان وديف يقفزان بمرح حوله قبل أن يتساءل
- أترغبين بمرافقتنا سأذهب لحضور السباق ( همت بشكره وإعلامه بعدم رغبتها إلا أنها توقفت ونظرت إليه قائلة )
- اجل ارغب بذلك
- أن كانت ليانا ترغب بمرافقتنا فالتأتي أيضا .. سأنتظركما عند عمي وليم
هزت رأسها له بالإيجاب وتحركت للداخل لتبادر ليانا فور دخولها لغرفتها
- جيسون ذاهب لحضور السباق أترافقينا
بدا التفكير على ليانا المستلقية على بطنها تتصفح احد الكتب قبل أن تهز رأسها بالنفي قائلة
- لا حتى أن براون لن يكون هناك اليوم
- أنتي وبراون هذا ألا تفكرين الا به ( قالت بتذمر متعمد مما جعل ليانا تلمحها بنظرة قائلة )
- ومنذ متى تهتمين بالذهاب لحضور سباقات الخيل
- الم تملي من ما يحيط بك بعد على الأقل أنا أغادر نحو سكوتلا للتنفس قليلا فالأمور بنيوترن لا تتغير
أجابتها وهي تتحرك مغادرة رافضة الاعتراف لنفسها عن سبب ذهابها الحقيقي جلست بجوار كوني التي رافقتهم بينما اخذ كل من دايف ودان ينهالون على والدهم بالأسئلة حول أسماء الخيول المشاركة
- ها هو جيرالد
قالت كوني بعد أن رأت جيرالد من بعيد وقد وقف قرب حصانه المشارك بالسباق يتحدث مع من سيمتطيه فجالت عينيها بين المشاركين لتتوقف على نايل الذي كان أيضا يحدث إيدن ابن عمه الذي يمتطي حصانه لقد افتقدته وبشدة عند رؤيتها له ألان تشعر بان شيئا ما كان ينقصها وقد وجدته أنها مغرمة به إنها كذلك فلم تستطع تحمل تجاهله لها رغم أنها من طلبت ذلك منه عادت لتشعر بالحزن يملأ صدرها انها تحتاج اليه ترغب بمجالسته ومحادثته ماذا تفعل لا تستطيع ايجاد حلا للامر فكلما رات جدها وقد زادت اعبائه بسببه كلما شعرت بذنب لان لها يد بالامر
- راقبي ما أسرعه
قالت كوني بحماس مما أخرجها من شرودها وحاولت جاهدة أن تراقب السباق بصمت وقد تمكن حصان نايل في أول سباق من الفوز على مجموعة من الأحصنة ومنهم حصان جيرالد فعادت لتتابع نايل الذي اقترب من أيدن ليحدثه وهو يربت على حصانه لعدت ثواني قبل أن تخرج من شرودها وقد أنتفض قلبها وعينيه تتوقفان عليها ومازال يحدث ايدن فنظرت نحو كوني مدعية حديثها معها
- أن جيسون لا يفوت سباقا دون أن يحضره
- إنه مغرم بسباقات الخيول وأولاده مثله أنا أرافقه معظم الوقت عليك تكرار الحضور ففي النهاية عليك تشجيع جيرالد ودعمه
هزت رأسها لها بالإيجاب دون أن تجرؤ على النظر إلى الناحية الأخرى فلقد مر أسبوع منذ عودتها من سكوتلا وعند حضور جيرالد لرؤيتها ادعت أنها متوعكة والتزمت غرفتها عليها الالتزام بالوعد الذي قطعته لجدها بان تبقي الأمر طي الكتمان حتى عودة براند الذي أرسله للتقصي عن أحوال جيرالد بالعاصمة , تحركت برفقة جيسون وكوني والطفلان نحو ساحة السباق بعد انتهاء المنافسة ليقفوا بجوار جيرالد الذي بادرها فورا رؤيتها
- ارجوا انك قد أصبحتي أفضل فلقد أعلموني انك كنت متوعكة مؤخرا
- اجل .. اني افضل اليوم ( أجابته مدعية ) ولقد اصرت علي جدتي للخروج قائلة ان الهواء الطلق يساعد 
- نتيجة جيدة تهاني لقد أثبتت الخيول الجديدة جدارتها
قالت اندريانا شقيقة نايل له وقد وقفت برفقته مع بعض الأقرباء قبل أن تمعن النظر به لعدم إجابته لها وقد انشغل الجميع بالحديث لتراه يحدق بشرود بالجموع المحتشدة لتتابع عينيه بحيرة ليتوقف نظرها على مجموعة من آل فيزل قد اجتمعت برفقة جيرالد فعادت نحو شقيقها تهم بالتحدث ولكنها لم تفعل وقد بدت عيني شقيقها تحملان وميضا غريبا وقد ضاقتا فأسرعت بالنظر نحو المجموعة متأملة فيولا بنظرة سريعة ثم تنتقل نحو كوني قبل أن تعود نحو نايل بضيق قائلة
- ما بك ( نظر نحوها بحيرة قائلا )
- وما بي
- هل هناك من يثير اهتمامك
قالت وهي تشير بعينيها نحوهم فضاقت عينيه أكثر قائلا وهو يتخطى عنها
- اجل انوي شراء خيل جيرالد أنها تروق لي رغم خسارتها أمام خيولي
- وهل هذا يسبب لك الضيق
توقف عن السير ببطء وقد ساءه ضبط شقيقته له قبل أن يتابع سيره مبتعدا دون اجابتها .

عادت من السباق لتساعد زوجة عمها صوفيا قبل ان تجلس في غرفتها شاردة بالنافذة وقد كسا الظلام الدامس المكان حتى القمر اختفى من السماء لتشعر بالإحباط ينسل اليها اكثر واكثر إلى أن أطلت ليانا قائلة بهمس وحماسة وهي تشير لها بيدها
- تعالي
لتختفي بالسرعة التي ظهرت بها فنهضت عن المقعد لتتبعها بحيرة تلفتت حولها عند خروجها ثم اقتربت من الأدراج لتتمهل وهي ترى ليانا جاثية وتختلس النظر إلى أسفل
- ماذا هناك
- اقتربي ( طلبت منها بهمس مستمرة وفيولا تصبح بجوارها لتحدق بالأسفل بفضول ) الم يكن جداي مدعوان لتناول العشاء عند بترومين اليوم
- اجل
تمتمت ومازالت الحيرة بادية عليها وهي تنقل نظرها بين جميع أفراد العائلة الجالسين بالأسفل
- بعد العشاء جاء نايل كريمر لمنزل بيترمين ( أسرعت بالتحديق بها فاستمرت مؤكدة ) هذا ما سمعتهم يتحدثون بشأنه لقد جلس برفقتهم ومن جديد طلب من جدي أن يبيعه محصوله
جلست القرفصاء بسرعة بجوارها وقلبها يخفق بقوة محاولة أن تصغي وعندما همت ليانا بالتحدث من جديد أشارت لها لتلتزم الصمت وهي تسمع ديفيس يقول
- أن العرض الذي يقدمه مغري ولكن لا ارغب بالتعامل معه ( فأجابه جيسون )
- عليكم البدء بالتفكير بشكل منطقي .. ان مايعرضه لهو فرصة لا تفوت ولن تحصلوا على عرضا كهذا من جديد .. أسف جدي ولكن ما مضى قد مضى وعليكم المضي قدما
- جيسون ( نهره والده قبل أن يضيف ) لن نتعامل معهم وانتهى الأمر
ونظر نحو والده الذي بدا عليه التفكير قبل أن يقول
- وراء ذلك الشاب أمر ما ( عقصت ليانا شفتها بسرعة لقول جدها بينما ابتلعت فيولا ريقها قبل أن تتبادلا النظرات بقلق فاستمر جدها مما جعلهما تصغيان ) أن بترومين مرتاح جدا بالتعامل معه ولكني غير مطمئن لذا لننسى الأمر
- هذا أفضل شيء ( قال ديفيس مؤكدا بارتياح لقول جده بينما قال جيسون )
- لكني موافق على التعامل معه ( حدقت جميع الوجوه الموجودة به فأكد ) أنا كذلك
- انظروا من يتحدث لا أكاد أصدق ما أسمعه ( هتف ديفيس بينما قال والده )
- ما الذي جرى لك أنت حتى لا تحترم وجودنا
- لا اصدق اني اسمعك تتحدث بهذا الشكل انت بالذات فلك ماضا حافل مع نايل كريمر ( قال ديفيس له معترضا ) 
- أتذكر منذ سبعة سنوات عندما أعلمتك أني أريد أن ابني مزرعة للأبقار ( قال جيسون متجاهل ديفيس وهو ينظر نحو والده الذي هز رأسه بالإيجاب والتفكير باديا عليه فاستمر ) رفضت مساعدتي وطلبت منى أن أنسى الأمر وإن كنت مصرا فلأتدبر أمري بمفردي وهذا ما فعلته قصدت روبن لأستدين منه بعض المال فاعتذر بدايتا لعدم قدرته على إقراضي وفي اليوم التالي أرسل خلفي وأقرضني ما احتجت من المال على أن أسدد شهريا مبلغا من المال ورغم أني قد قصرت في بعض الأشهر بدايتا إلا أنه لم يضايقني
- لما تعلمني هذا ألان فأنا اعلم أنك استدنت المال من روبن
- هذا ما كنت اعتقده ( تاهت عيني فيولا وهي تحدق بجيسون الذي استمر ) علم نايل بحديثي مع روبن وهو من قدم لي المال وطلب منه عدم إعلامي بهذا ( حلت لحظة صمت لم يكسرها ألا عودة جيسون ليضيف ) لم يكن مضطرا لمساعدتي فأنا وإياه لم نكن على وفاق كما تعلمون ولدينا تاريخ حافل معا ولو لم أتحدث بالسوء عنه أمام روبن لما علمت حتى ألان أنه من قدم لي المال .. لذا لا أرى أي مشكلة في التعامل مع شخص بأخلاقه ولا أجد أي شك بعرضه شراء محصولنا فمنذ زمن طويل قد أعطى ظهره لخلافاتنا القديمة ( وتحرك واقفا ومستمرا بينما جلست فيولا أرضا وهي تشعر بقشعريرة تسري بجسدها وجيسون يستمر ) ارجوا المعذرة جدي ولكن علينا البدء بفتح صفحة جديدة
وتحرك مغادرا بينما تابعه والده باندهاش قبل أن يقول موجها حديثه لديفيس
- هل ما قاله صحيح ( حرك ديفيس كتفيه بعدم معرفته قبل أن يتمتم )
- لم اسمع بهذا من قبل
- لن نتعامل معه وأنتهى الأمر
أصر جدها وهو يتحرك ليقف بعصبية ويتجه نحو الأدراج مما جعل كل من فيولا وليانا تسرعان بالعودة نحو غرفة فيولا لتسند ظهرها بباب غرفتها هامسة
- أحقا فعل نايل ذلك
- ولما سيكذب جيسون .. ألان فقط فهمت سبب تغيره .. كما أن نايل لا يهتم أن كنت من آل فيزيل هذا مطمئن لقد بدء يروق لي فقد كنت اعتقد أن أموري ستتعقد أن علم بعلاقتي ببراون .. أرئيتي أعلمتك أن هناك حل لمشكلتي وبراون
- مازال جدي يرفض التعامل معه
- أتعلمين علي رؤية براون
- أين ( تساءلت فيولا فحدقت بها بصمت قبل أن تقول بتفكير )
- من الأفضل ألا أعلمك ( رفعت فيولا حاجبيها لها فاستمرت بتأكيد ) لا لن افعل فمازالت ثقتي بك مهزوزة
- أتخافين أن أشي بك .. قد افعل
- أفضل أن أفكر بان قولك هذا خوفا علي وهو مجرد مداعبة من قبلك وألا مت غيظا منك ( تحركت فيولا نحو المدفئة دون قول شيء فتابعتها لتتنهد قائلة ) رباه أن قلبي لا يتوقف عن الخفقان ارجوا أن يقبل جدي بالعمل معهم أتعلمين ماذا يعني هذا ( نظرت نحو ليانا وهي تجلس بمقعدها ) أن العلاقة قد تتحسن بينهم سترين ستتحسن العلاقة بين عائلتنا وعائلة كريمر عندئذ سأستطيع الزواج ببراون
- لابد وانك تحلمين كيف ستتحسن وجدك يرفض عرض نايل
تحركت ليانا لتسير وهي تفكر وتقول
- مجرد اقتراح الأمر لهو أمر رائع رباه من كان ليتخيل ( وتوسعت عينيها مضيفة وهي تمعن النظر بفيولا ) أتعقدين أنه فعل هذا من اجلي وبراون ( وأضافت بتفكير عميق ) لا يوجد سبب آخر يجعله يبادر للعمل مع جدي
أسندت خدها على يدها شاردة بليانا فلا شيء سيوقفها ألان عن التحدث فراقبتها وهي تسير بالغرفة ذهابا وإيابا بينما لم تكن تصغي لها في الحقيقة فلقد ذهب عقلها نحو نايل فبقيت شاردة بعد مغادرة ليانا وهي تفكر وتفكر مما أصابها بالضيق فرمت بنفسها على السرير تبا أنها يوما بعد يوم يزيد إعجابها به أغرقت نفسها بالعمل باليومين التالين حتى لا تفكر فأكثرت من مساعدة زوجة عمها بالعمل بالمنزل ومساعدة جدتها بأعمال التطريز التي لم تنتهي بعد بالإضافة إلى العمل بالحديقة الخلفية للمنزل مما دفع صوفيا الجالسة برفقة جدتها يحتسون الشاي في الحديقة تقول وهي تراقبها تقوم بتفقد شتلات الورود
- اصبحتي نشيطة مؤخرا ( ابتسمت وهي تخلع قفازيها قائلة )
- رأيت أن العمل كثيرا فقررت المساعدة أيزعجك الأمر
- لا أبدا ارجوا أن تصاب ليانا سريعا بالعدوى
تحركت فيولا لتجلس برفقتهم بينما أقترب جيسون برفقة ديفيس للجلوس معهم وهما يتحدثان
- لا أعلم لما الأمر يزعجك فليفعلوا ما يحلو لهم
قال ديفيس لجيسون الذي أجابه وهو يتناول قطعة من البسكويت
- أن هذه التصرفات الملتوية هي ما تزعجني وأنا شخصيا لا أثق بهانز فهو لا يتعامل بصدق أبدا كما انه كثير الاحتيال لا ارغب بالتعامل معه في أي أمر فما بالك بما يخص العمل
- أهناك مشاكل في العمل ( تساءلت غريس وهي تصغي لهما )
- لا ولكننا كنا برفقة هانز وأدم ولقد أعلمنا انه قام بتقديم رشوة لأحد عاملي نايل كريمر كي يقدم عشبة ضارة لأحد أحصنته التي كانت ستشارك في السباق يوم أمس مما جعله ينسحب بسبب مرضها
- انه تصرف ارفضه تمام ( قاطع جيسون شقيقة قائلا مما جعل فيولا تصغي لهما بانتباه ما ان ذكرا اسم نايل ) حتى لو كان موجها نحو آل كريمر أن كانت أحصنة نايل تستحق الفوز بالسباق فمرحا له ليقم هانز بتدريب خيله بطريقة جيدة عندها لن يضطر إلى اللجوء إلى هذه التصرفات الملتوية
- يستحق نايل كريمر كل ما يجري ( قال ديفيس دون اكتراث واستمر بابتسامة ) وسأكون سعيدا لخسارته الجديدة ( ونقل عينيه بمرح بينهم مضيفا بهمس ) سيشاركون بحصان جديد بعد غد ولكن هانز تدبر الأمر مرة أخرة .. لن يعلموا ما الذي يحصل لخيلهم
وضحك وهو يقرب كوبه إلى شفتيه بمتعة بينما اغمقت عيني فيولا وقد كرهت ما تسمعه وهذا الاستمتاع بالذي يجري لآل كريمر لذا تحركت مغادرة نحو غرفتها
- رباه ماذا أفعل
- بماذا ( انتفضت على صوت ليانا المتسائلة وهي تدخل غرفتها وأمام تجمد فيولا وهي تنظر إليها أضافت ) ما الذي لا تعرفين ماذا تفعلين بشأنه
- لاشيء لم اعلم أني تحدثت بصوت مسموع ( اقتربت ليانا لتنظر من النافذة وهي تقلدها قائلة )
- رباه ماذا أفعل ( ونظرت نحو فيولا التي بدا الاستياء على ملامحها فأضافت ) جاءت زوجة عمي وليم بالإضافة إلى كوني وأندي أنهما بالأسفل .. هل أنت بخير
- ولما لا أكون ( همست وهي تحدق بسقف الغرفة فقالت ) لا تبدين كذلك هل سائك ما اعلمه براند لجدي عن جيرالد بالامس .. من الجيد أن جدي اكتشف الأمر باكرا وألا لكنت في وضع سيء ( بقيت عينيها تحدقان بالسقف فأضافت ليانا وهي تقترب منها ) غدا سيتحدث جدي معه لذا أنت ألان حرة ولا أمانع أن واعادتي كارل فهو يبدو معجبا بك أكثر ( حركت عينيها ببطء عن السقف نحو ليانا فرفعت الأخيرة كتفيها لها قائلة ) أن كان لا يروق لك فلا بأس ولكن لا تدفعيه باتجاهي وألا فعلت بالمثل
- أخرجي من غرفتي هلا فعلتي
- أه الا يروقك كارل انتظري هناك شقيق ماثيو ماذا يدعى
- ليانا
- حسنا حسنا أنا خارجة لا تنسي الانضمام إلينا .

قاربت شمس الصباح على الظهور بعد ليلة لم تغفو بها بشكل جيد لن تستطيع تجاهل الأمر مهما حاولت لذا ما أن أصبحت الثامنة حتى كانت قد ارتدت ملابسها واتجهت نحو البلدة وهي تضم ورقة بين أصابعها عليها إيصالها له بأي طريقة حاولت أن تسرع حتى تصل قبل أن يفتح مكتب والده ولكنها شعرت بخيبة عندما شاهدت المكتب مفتوح فتوجهت نحو المكتبة لتدخلها وهي تحاول التفكير بطريقة لتوصل له الورقة فألقت التحية على روبرت قبل أن تمر من جوار الواجهة الزجاجية لتعود نحوها وقد رأته يقطع الطريق نحو المكتبة فابتلعت ريقها لم يحضر بعد لأخذ الصحيفة هذا جيد ادعت انشغالها بتفقد بعض الكتب وكل حواسها تراقب نايل الذي دخل ملقي التحية على روبرت وتحرك نحو الصحيفة ليتناول واحدة فسعلت عن عمد مما جعله ينظروا نحوها ففتحت يدها على الورقة التي بها وهي تهمس دون صوت
- أنها لك
وأسرعت بالعودة نحو الكتب التي أمامها وهي تسمع روبرت يقول بينما نظر إليه نايل ببطء
- هل الفتى يدير العمل بشكل جيد
- لا باس به فلم اعد قادرا على البقاء لإدارة العمل هنا ومن ثم بالإسطبلات والذهاب والعودة نحو سكوتلا
- كيف أصبح والدك ألان
- مازال متعبا ويجب ان يبقى في المشفى .. هل وجدت المخططات التي طلبها منك فلقد سألني عنها سآخذها إليه
- اجل إنها فوق دعني احضرها لك ( أجابه روبرت وتحرك ليضع السلم نحو العلية ليصعد عليه ويختفي بداخلها وهو يضيف بينما تحرك نايل باتجاهها ) ما حاجت والدك بها
- لا أعلم ولكن ما كان ليطلبها لو لم يكن بحاجتها
تعلقت عينيها به وهي تراه يتقدم نحوها فقدمت له الورقة ليتناولها ولكنه أحاط يدها التي تحمل بها الورقة بيده وتخطى عنها فتوسعت عينيها به وهي تستدير نحوه فأشار لها بالصمت وهو يتحرك لأخر المكتبة جاذبا اياه معه لتهمس بصوت منخفض قلق
- ما أردت إعلامك به موجود بهذه الورقة
ترك يدها ليتناول الورقة منها ويضعها في جيبه دون اهتمام وهو يحني وجهه نحوها قائلا بهمس وعينيه لا تفارقان عينيها
- سأمهلك اسبوعا واحدا فقط لتتخلصي من جيرالد بعدها سأفعل هذا بنفسي ( ثبتت عينيها عليه وقد بدت الصدمة بهما فأضاف بذات الجدية ) أنا جاد ( وهم بالتحرك وهو يضيف بتاكيد ) تخلصي منه والا فعلت بنفسي
تابعته بعينين واسعتين بينما قال روبرت وهو ينزل
- هاهي
- أشكرك
قال وهو يتناولها منه بينما عادت فيولا برأسها بشكل ألي إلى ما أمامها قبل أن تتوسع شفتيها عن ابتسامة سرعان ما أخفتها لتبتلع ريقها وهي تعقد حاجبيها قبل أن تعود ابتسامتها للظهور فأسرعت برفع يدها تخفيها لقد جنت بحق ولكن وعادت بنظرها إلى حيث اختفى نايل أنه مازال مغرما بها دون ادني شك والسعادة تغمرها لذلك تنفست بعمق محاولة إعادة الجدية إلى وجهها دون أن تفلح فغادرة المكتبة بعد أن اشترت أحد الكتب لتسير عائدة بأدراجها وشعورا بسعادة غريبة يغمر قلبها مما جعل الابتسامة لاتفارق شفتيها
- إلى أين أنت ذاهب أين كنت
رفعت رأسها نحو نافذة منزلها وهي تمر دون الدخول إليه نحو ليانا التي أطلت من النافذة متسائلة فاجابتها بابتسامة
- كنت بالبلدة وسأذهب لشرب الشاي برفقة رولان
- لا تتأخري فسنغادر إلى درو للتبضع قصدت غرفتك لإعلامك فلم أجدك
- حسنا حسنا
قالت وهي تتابع سيرها فأطلت ليانا أكثر من النافذة متابعة إياها وهي تقول بإصرار
- لا تتأخري
جلست برفقة رولان تشرب الشاي وتتبادلان الحديث قبل أن تقول رولان
- هل هناك جديد من صاحب باقة الورود
حركت كتفيها مدعية وهي تقول دون أن تعلم أن خديها قد توردا
- لا
كتمت رولان ابتسامة كادت تطل على وجهها وهي تلاحظ احمرار خدي فيولا اكثر لتقول
- هل انهيتي تطريز المناديل
- لم يبقي الكثير سأنهيها قريبا
- أجدك في مزاج جيد اليوم
ابتسمت وهي في الحقيقة لا تستطيع إخفاءابتسامتها وهي تقول
- ألست كذلك دائما
- اجل بالتأكيد ( قالت رولان باستنكار وأضافت ) مؤخرا أنت في مزاج سيء دائما
أعادت كوبها إلى مكانه بعد أن انتهت منه قائلة
- اشعر بان الغمامة التي كانت جاثمة على صدري قد زالت رغم أني اعلم أن الأمر جنون ولكنه يروق لي بالحقيقة يروق لي بشدة
تمعنت رولان بها قبل أن تتحرك لتحمل أكواب الشاي وهي تقول
- هل هناك من داعي أن أقول لك .. عما تتحدثين
ابتسمت دون إجابتها قبل أن تسرع بالقول وهي تتحرك
- ألا تريدين شيئا أخر من درو ( تحركت رولان بأكواب الشاي وهي تقول )
- يكفي القماش الحريري ألأخضر .. لم أنت على عجلة
- أنهم بانتظاري للمغادرة أراك عند عودتي فلقد تأخرت
وتحركت نحو الباب ورولان تضيف وقد وصلت إلى المطبخ مما جعلها تنظر نحوها وهي تفتح الباب
- أوصلي تحياتي لليانا والعمة صوفيا
- سأفعل
أجابتها وأجفلت لرؤية ماثيو أمامها وبجواره نايل فنقلت نظرها بينهما بتوتر قبل أن تقول وهي تتخطى عنهما بسرعة
- ارجوا المعذرة
- ما بها فيولا تبدو على عجلة من أمرها
تسأل ماثيو وهو يدخل بعد نايل الذي هم بخلع معطفه ورولان تقول
- لقد تأخرت على ليانا والعمة صوفيا فسيتجهون إلى درو لتبضع
- اعتقدتُ أنها ستقابل جيرالد لذا هي على عجل من أمرها
أضاف ماثيو ونايل يضع معطفه الذي خلعه جانبا بينما أطلت رولان قائلة
- أه لا فهي لم توافق على الارتباط به
تجمدت يد نايل وحدق برولان بينما تسائل ماثيو بحيرة
- اعتقدت أنهما كذلك بعد رؤيتهما في حفل زفاف أل فيث
- ما اعلمه أنها لا ترغب بهذا الارتباط منذ البداية وقد أعملت جديها بهذا
عاد نايل لتناول معطفه وارتدائه مما جعل ماثيو ينظر إليه بحيرة قائلا
- ما بك
- علي المغادرة فلقد تذكرت أني لم اعلم براون بتفقد الخيول أراك فيما بعد
وتحرك مغادرا .

- أمي دعينا نذهب ألان ( بادرت ليانا والدتها ما أن وصلوا النزل وقد جلست فيولا على السرير تخلع حذائها وليانا تستمر بحماس ) أرجوك أمي ألان دعينا نذهب
- لقد وصلنا للتو
- وان يكن أرجوك أنا بشوق لهذا فلم احضر إلى هنا منذ زمن طويل
- وأنت فيولا ألا تريدين التوجه إلى السوق ألان
تساءلت صوفيا وهي تراها ترتمي على السرير محدقة بالسقف فهزت رأسها بالنفي قائلة
- ليس ألان كما أن الغد بأكمله معنا
- لا أريد .. أريد الذهاب ألان فانا اريد شراء أثوابا جميلة وأحذية جديدة هيا أمي
- حسنا حسنا هيا بنا .. أنحضر لك شيئا معنا
- لا عمتى أشكرك سأسعى للراحة في هذا الوقت
تنهدت بعمق شاردة بعد مغادرتهم قبل أن تغمض عينيها ثم تعود بعض قليل لتفتحهما قد تناها لها صوت الطرق على الباب وعندما طرق من جديد تحركت نحوه لتفتحه لتتوقف عينيها دون حراك على نايل الواقف أمامها فحركت عينيها عنه بذهول نحو الممر ثم عادت نحوه هامسة بارتباك
- لقد رأيتك منذ ساعتان في نيوترن
- إذا ( قاطعها قائلا وهو يخطو نحوها مما جعلها تتراجع بتوتر وهي تقول )
- أن زوجة عمي معي ول
- رأيتهما تغادران منذ قليل ( عاد لمقاطعتها وهو يمسك الباب ليغلقه خلفه مما جعل قلبها ينبض ببطء شديد بداخلها وهو يضيف بصوته العميق ) لما فعلت ذلك
رمشت وهي تفتح شفتيها قبل أن تقول
- لم استطع تجاهل الأمر .. فان كان أحدهم يقوم بإيذاء خيولك عليك معرفة ذلك
- لم اعني أمر خيولي ( بقيت عينيها ثابتتان عليه بحيرة فأضاف ) إدعائك الارتباط بجيرالد ( وأمام جمودها التام أضاف وهو يخطو نحوها ) تبا لقد أفقدتني صوابي بفعلتك .. ادعيت ذلك لتضعيه حاجزا أمامي اليس كذلك
- من أعلمك فلا يع ( توقفت عن المتابعة بعدم تصديق لتعود للإضافة ) لا احد يعلم بهذا ألا رولان ولا اعتقد أنها قامت بإعلامك
- قامت باعلام زوجها أمامي عندما سألها أن كنت في عجلة لملاقاة جيرالد
- آه ( تمتمت بضيق وهي تستدير معطيه ظهرها له والحرج الشديد يتملكها لتضيف ) عليك المغادرة قبل عودتهم هلا فعلت
- لا لن افعل
- أرجوك أن أن
- أن ماذا فيولا
تسأل ويديه تستقران على ذراعيها فرفعت رأسها لتتنفس بعمق وتستجمع شجاعتها لتستدير إليه وهي تفتح شفتيها للتحدث ولكنها لم تفعل ما أن التقت عينيها بعينيه لتعود للقول بتوتر واحراج
- أن جدي من احتضنني بعد وفاة والدي لا أستطيع أن أرد له الأمر بهذا الشكل لا استطيع
- وان وعدتك بأن اجعله يقبل بذلك
- قد تتسبب بإيذائه بهذه الطريقة
- لن افعل أعدك
توقف عن المتابعة ونظر نحو الباب كما فعلت وقد شحب وجهها لسماعهما صوت أقدام تقترب ولكنها استمرت مما جعلها تتنفس بينما قال وهو يعود نحوها
- محادثتك بنيوترن تبدو شبه مستحيلة ( فقاطعته قائلة )
- وهنا أيضا كذلك فلا اعلم متى تعودا
- لترافقيني إذا سأقوم باصطحابك بجولة بالعربة .. عليك بالإسراع .. هل يحتاج الأمر إلى كل هذا التفكير
أضاف لجمودها في مكانها فقالت متلعثمة
- أمهلني قليلا حتى ارتدي حذائي ( حرك رأسه لها قائلا )
- يوجد متجر للحلويات إنه يلي النزل بجواره طريق سيري بها وسألاقيك
هزت رأسها له بالإيجاب فتحرك نحو الباب ليفتحه قائلا وهو ينظر إليها
- لا تخذليني هذه المرة ( تعلقت عينيها بعينيه قبل أن تهمس )
- لن افعل
بدا الرضا على وجهه وخرج مغلقا الباب خلفه فرمشت وحدقت بحذائها للحظة ثم تحركت نحوه لترتديه وترتدي معطفها الطويل وتغادر النزل لتتوجه نحو محل الحلويات وتسير بالطريق المجاورة له أخذت تنقل عينيها بين الناس التي تملأ السوق تبحث عنه , ابتعدت عن الطريق كما فعل المارة الآخرين عند مرور عربة توقفت بجوارها وفتح بابها لتحدق بنايل الذي مد يده لها ورغم كل محاولتها لإخفاء توترها لم تنجح فناولته يدها لتصعد تهم بالجلوس أمامه الى انه جذبها لتجلس بجواره والعربة تتحرك وهو يقول
- انت مدينة لي بحديث طويل
- لا اعتقد اني املك الوقت الكثير
- ستعودان باكرا من السوق
- لا اعلم فليانا متحمسة جدا للتبضع لذا تركت خبرا لهما باني ذهبت لسوق في حال عادتا قبلي فزوجة عمي سيصيبها القلق أن لم تجدني عند عودتهما لذا لا أريد أن اتأخر بالعودة
- هلا هدئتي لما انت متوترة
قال وهز رأسه متسائلا للابتسامة التي ظهرت على شفتيها فقالت
- إني أجلس برفقة الأبن الأكبر لأل كريمر في درو التي تعج بسكان نيوترن ولا تريد مني التوتر ان مغامراتي معك لا تنتهي
التمعت عينيه قبل أن يقول
- أكان عليك الإدعاء بارتباطك بجيرالد ( عقصت شفتيها قبل أن تقول )
- اجل .. كان يجب ان افعل هذا
- علي أن أكون غاضبا منك فلقد أفقدتني صوابي لبعض الوقت ومن النادر أن يحدث لي ذلك ورغم ذلك أنا سعيد لان ما خيل لي ليس صحيا لم أكن احمل أي ضغينة نحو جيرالد ولكن مؤخرا كانت تنتابني أفكارا غير مريحة تجاهه أما أنت ( قال دون المتابعة مما جعلها تنقل عينيها بعينيه فأضاف ) انك قصة أخرى
رقت عينيها الناظرتان إليه أن تعلقها به يزاد يوما بعد يوم فتمتمت
- لا تعتقد أن الأمر كان سهلا علي وان ادعائي هذا كان يسرني لم اكن استطيع النوم لاني اعلم اني تسيبت لك بالاذى وانا لا اريد هذا حقا
حرك يده ليحيط يدها وهو يهمس
- لقد جعلتي الامر صعبا جدا علي
- لم يكن لدي خيار ليس من السهل على رؤية عائلتي تعاني بسببي لذا قررت الابتعاد علك تفعل بالمثل
- لقد بدأت الامر وعلي انهائه ولن اتوقف قبل ان يعمل معي جدك لننهي كل تلك الخلافات
- ليس بالامر السهل وانا قلقة على جدي وعليك لا اريد ان يصيبك اي مكروه لن اسامح نفسي ابدا ان حدث هذا
- ارغب بطمأنتك ولكني اعلم انك مدركة على ما نحن مقبلان عليه ( هزت رأسها بالإيجاب فاستمر ) أحتاجك بجواري وليس امامي
- سأكون بجوارك كلما احتجتني
- لن تختلقي الأعذار لعدم مقابلتي من جديد إذا في نيوترن
- إن الأمور معقدة هناك ولن يك
- قد ارغب بتعقيدها أكثر
تمتم بصوت مليء بالمشاعر وعينيه اللتين تقتربان منها أكثر وأكثر تقولان لها الكثير وهو يهمس
- احبك ولا اريد خسارتك واعلم ان ما نحن مقدمان عليه لن يمر بسهولة
رفعت يدها ببطء لتلامس خده وهي تهمس له
- عليك ان تنجح بهذا
- سافعل
اجابها وهو يميل براسه ليطبع قبلة على راحت يدها التي لامست خده قبل ان يعانقها لتنسى كل ما يحيط بها بهذه الحظة فكل ما تفكر به ألان هو نايل الذي يحيطها بذراعيه متنقلا بها إلى عالم أخر ليهمس 
- لقد اشتقت لك جدا
ارخت راسها على كتفه ويدها على صدره لتشعر بدقات قلبه التي تجاري دقات قلبها لتتنهد بعمق وشعورا بارتياح غريب يسري إلى أنحاء جسدها مما جعل دمعة تنساب بهدوء على خدها فلم تشعر يوما أنها ضعيفة بقدر ما تشعر بهذه اللحظة فها هي مع من ترغب بتمضية حياتها برفقته ولكنها البداية لعثرات لا تعلم كيف ستعبرها
رفعت يدها تمسح خدها وهو يهمس
- لكم كنت بشوق لضمك إلي .. لم يخيل لي أني سأغرم يوما بهذا الشكل ( رفعت رأسها إليه فاستمر وعينيه الهائمتان تتنقلان بعينيها ) لم أكن أعارض والدتي بأمر محاولاتها تنظيم الكثير من الحفلات ودعوت الكثير من العائلات لزيارتنا باستمرار للتعرف على من قد تكون زوجة مناسبة رغم تجاهلي لمحاولاتها الكثيرة الا اني كنت اعتقد أني في نهاية الامر سيقع اختياري على فتاة منهم تكون الأنسب وتروق لي في النهاية ولكن لا اعلم بالتحديد متى اخترقتي دروعي ( مرت لحظت صمت واعينهما متشابكة ليتابع بتأكيد ) ما اعلمه اني سافعل كل ما استطيع حتى نجتمع في منزلا واحد .. لقد قمت بشراء المزرعة المجاورة لمزرعتكم وأحضرت بيترمين ليعمل بها ويدعي أنه من قام بشرائها ليتقرب من جدك وبالمقابل يحاول أقناعة بما أريد
- أنت جاد ( قالت وهي تستقيم بجلستها فهز راسه لها بالايجاب فاضافت ) انه يروق لجدي
- ارجوا اذا ان ينجح باقناعه
- ارجوا ذلك ( تمتمت وقد شعرت ببصيص امل ) ان استطاع اقناع جدي ستكون خطوة جيدة
- جيدة جدا
ابتسمت ونظرت نحوه لتتامله غير مصدقة انها حقا تجلس معه هنا ان كان هذا حلما لا ترغب بالاستيقاظ منه فقالت وقد تذكرت والده
- كيف أصبح والدك .. هل تحسن ( هز رأسه بالنفي قائلا )
- أن صحته في تدهور مستمر فهو يعاني من مرض لا علاج له .. الأشهر التي قضاها بالمشفى لم تأتي بأي تقدم .. أعلمني الأطباء أن أيامه قد تكون معدودة
غاص قلبها لتلك النظرة التي تلوح بعينيه وهو يقول ذلك لتتساءل
- هل يعلم بذلك
- لم أعلم أحد بهذا ( وتنهد ناظرا بشرود إمامه ) اعتقد أن والداي يعلمان بهذا ويخفيان الأمر عنا
لامس حزنه قلبها قبل أن تقول وهناك غصة في حلقها
- أليس عليك إذا تنفيذ رغبتهما والارتباط
- أوليس هذا ما أحاول فعله ( أجابها وهو ينظر إليها فهزت رأسها له بالنفي قائلة )
- قد أكون من تروق لك ولكن إنجيلا من يرغبون بان ترتيط بها أليس كذلك ( ونقلت عينيها بعينيه مستمرة بصوت منخفض ) هل اعتقدت بأني لم اسمع بأمر أنجيلا
- لا تربطني وإنجيلا أي علاقة ( اشاحت بوجهها عنه فاستمر بتأكيد وهو يتابعها ) لا تربطني بإنجيلا أي علاقة كل ما هناك أن والدتي ترغب بأن ارتبط بها وقد أعلمتها بأني غير مهتم واني أراها كشقيقتي الصغرى وفي الحقيقة هي كذلك .. وان كانت تصر على أن تسعد والدي فعليها تزويجها لبراون
- ولكنك اصطحبتها إلى مكانك الخاص عند النهر ( قالت معاتبة فعقد حاجبيه لقولها قائلا )
- هذا لم يحدث
- براون من اعلم ليانا بذلك
بدت المفاجئة على وجهه قبل أن تسترخي ملامحه ويبتسم قائلا
- لقد اعتقد براون ذلك أتذكرين عندما التقيتني هناك وجاء تومي كان أضاع أحدا ماشيته وجاء للبحث عنها ورآنا لم يستطع التعرف عليك ولكنه اعلم زوجته بأني ألاقي إحداهن وهي قامت بإعلام والدتي التي أخذت تلح علي بالتعرف بمن التقي وعندما رفضت اقتراحها بالارتباط بإنجيلا طالبتني بمعرفة من التقي وان أتقدم لخطبتها وبسبب رفضي أخذت تصر علي وقد سألت براون الذي ولابد اعتقد أنها إنجيلا أنت من كنت برفقتي وليس أحدا أخر فيولا
- لا اعتقد أن ليانا ستسر باقتراحك بأن يرتبط بها براون
- لا لن تفعل .. كيف هم اشقائها ( ابتسمت لقوله قائلا )
- احقا تسألني هذا الم تكن و جيسون لا تحتملان معا هذا ما سمعته على الاقل ( هز راسه لها بالايجاب فاستمرت ) كما أني شهدت على شجار ديفيس مع أبناء عمك عندما جئت للعيش بنيوترن ولم يكن بالأمر المسر
- لم أكن بنيوترن في وقتها وألا لما حصل ذلك
قوله جعلها تذكر ما فعله مع جيسون لذا قالت
- ان جيسون يعلم بأنك من قام بإقراضه المال ليبدأ بإنشاء مزرعة الأبقار
إغمقت عينيه وبدا عليه التفكير قبل أن يقول
- هل اعلمه روبين ( هزت رأسها له بالإيجاب فأضاف ) ما كان عليه ذلك
- إنه لا يعارض العمل معك فلقد قال هذا لجدي
- حقا .. هذه بادرة طيبة
- لما أقرضته المال وقد كنتما من ألد الأعداء
- لقد ولدت على الصراع الدائر بيننا دون الفهم الحقيقي لسببه ولكن بعد أن نضجت وابتعدت عن نيوترن لم أجد أن هناك وراء هذا الصراع أمر مجدي ولو كان الأمر مختلفا لكنت وجيسون من افضل الأصدقاء فهو يروق لي برغم كل شيء
- يفاجئني قولك ويسرني
تمتمت بارتياح فظهرت ابتسامة على وجهه وهو يقول
- إن محادثتك تبعث على الراحة
- يسرني ذلك ( تمتمت بهمس وقلبها يخفق بجنون لتلك النظرات التي تشع من عينيه لتضيف ) متى ستغادر
- سأعود بأدراجي إلى النزل لأحضر معطفي واعود نحو نيوترن .. أراك هناك إذا
هزت رأسه موافقة قبل أن تقول بتنهيدة خفيفة
وهي تشعر بالعربة تتوقف
- اجل ( ونظرت نحو باب العربة مستمرة بخيبة ) علي المغادرة
- لقد وقفنا جانبا لذا لا تكوني على عجلة ( عادت بعينيها نحوه وهي تقول )
- قد أجد زوجة عمي تبحث عني ألان بين الناس
عاد للاقتراب منها فابتسمت بحياء وهي تضع يدها على كتفه قائلة
- تعلم ان علي المغادرة
- الا استطيع اقناعك بالبقاء
همس لها فهزة راسها له بالنفي وهي تعقص شفتها السفلى لتعلق عينيه بها وهو يقول
- حسنا هيا غادري قبل ان اغير رئي
تحركت متخطية عنه نحو الباب لتغادره العربة وهناك رغبة ملحة تدعوها للابتعاد سريعا بينما رفع يده ليدسها بشعره طالبا من نفسه الاستيقاظ فالقد سحرته فيولا فيزل تماما .

ما أن اقتربت من باب النزل حتى التقت زوجة عمها وليانا التين تهمان بالدخول أيضا وقد حملتا العديد من الأكياس فبادرتها صوفيا
- ظننتك في الغرفة
- تأخرتما ففكرت بالبحث عنكم ولكني لم أوفق بإيجادكم
- فيولا.. فيولا ( همست ليانا وهي تلتصق بها لتنظر إليها وصوفيا تسير أمامهم إلى داخل النزل مستمرة وهي تشير بعينيها ) أن نايل كريمر هنا ( تجمدت لوهلة لقول ليانا التي استمرت وعينيها تختلسان النظر من فوق كتف فيولا ) هل تعتقدين أن براون هنا أيضا
تحركت فيولا وسحبتها معها من ذراعها وهي تعلم أن نايل قادم للنزل لتصعدا الأدراج نحو غرفتهم لتسرع ليانا بوضع أكياسها بين يدي فيولا وتعود لتنحني من فوق الادراج لتشاهده يدخل إلى النزل متوجه نحو صاحب النزل ليأخذ منه مفتاح غرفته فسارعت نحو فيولا هامسة
- انه ينزل هنا أيكون براون هنا
- رباه تعالي ( تمتمت وحملت الأكياس بيد وسحبتها معها باليد الأخرى لتدخلها إلى الغرفة وهي تهمس ) ألا تفكرين إلا ببراون
- أجل ولم لا أفعل
- توقفا عن الثرثرة وساعداني هنا ( قاطعتهما صوفيا واستمرت وهي تخرج بعض الأثواب من الأكياس ) اعتقد انك بالغتي بشراء الأثواب فأين سترتدينها جميعها
تحركت ليانا نحو النافذة لتنظر منها باهتمام بينما أخذت فيولا تضع الأكياس جانبا وليانا تقول
- سأرتديها أمي ألا تريدين من ابنتك أن تكون أفضل فتاة في نيوترن ( ونظرت نحو فيولا مستمرة بهمس وهي ترى انشغال ولدتها ) لقد غادر بمفرده براون ليس هنا
- ماذا ( تساءلت صوفيا وهي تقوم بطي الأثواب ووضعها بالحقيبة فأسرعت فيولا بالقول )
- الم تحضري أحذية
- غدا سأشتري بعضها بالإضافة لبعض الحقائب وأنت
- أنا لا أعلم غدا أرى ما سأشتري فلقد أحضرت معي من سكوتلا بعض الأثواب ولم ارتديها بعد
- انظري إلى هذا الثوب ( تأملت الثوب الأخضر قبل أن تقول )
- لقد ارتدت منه الكثيرات لما لم تحضري شيئا مميزا
- هذا ما أعلمتها به
قالت صوفيا ومازالت منشغلة بترتيب الحقيبة فأشارت ليانا بصمت إلى فيولا لتنظر إليها وهي تضع قبعة الثوب وتهدل القماش الشفاف المرافق لها على وجهها لتختفي ملامحها فتمتمت فيولا
- اجل اجل فهمت ( لن يميزها أحد هكذا وكلما ارتدت زيا شائعا كلما اختفت بسهولة ولن يتعرف عليها أحد أن تحدثت مع براون فأضافت ) أنا اقلل من ذكائك .. سأطلب الطعام .

جلست تصغي بصمت للحديث الدائر وقد اخذ ديفيس يستنكر تصرف بيترمين الذي يحاول إقناع جدها بالتعامل مع نايل فمؤخرا هذا هو الحديث الذي يجري عند اجتماع أفراد العائلة بدت ليانا مترددة قليلا قبل أن تنظر نحو جدتها قائلة
- جدتي هل بقي جدي غاضبا بسبب محاولة شقيقته على الزواج بأحد أفراد ال كريمر الم يسامحها بالرغم من أنه أبطل محاولتها واجبرها على الزواج برجل عجوز
تركت جدتها قطعة القماش التي انشغلت بحياكتها ونظرت نحو ليانا التي نهرتها صوفيا بعينيها قبل أن تقول
- لقد مضى زمن على ذلك بالتأكيد قد ساءه الأمر بدايتا وقد عمل على إرغامها على الارتباط برجل يكبرها ولكنه لم يسامح نفسه على هذا أبدا لقد كان غاضبا وشعر بالغدر منهما لذا فعل ما فعله ( وعادت نحو قطعة القماش لتتابع عملها بها وهي تضيف ) قبل وفاتها عمل على الاعتذار منها لما سببه لها ( رفعت رأسها محدقة بجميع الأعين التي تنظر إليها بصمت مستمرة بارتياح ) لقد أعلمني منذ زمن طويل أنه سعيد لحصول هذا لأنه لم يكن ليلتقي بي لولا هذا
تنهدت ليانا بأسى قبل أن تهمس بحزن
- ألا يستطيع تناسي الماضي وفتح صفحة جديدة لقد توفي من تسبب بذلك
- أجننت
قاطعها ديفيس قبل أن يتوقف عن المتابعة والباب يفتح ويظهر جده واليك فحدج ليانا بنظره منبها إياها من العودة للحديث , جلس إليك بجوار فيولا التي بادرته
- هل حصلت على إجازة
- اجل .. وأريدك بأمر
قال وهو يتحرك معتذرا ليصعد نحو غرفته فتبادلت وجدتها النظرات قبل أن تتحرك نحو غرفته لتراه مشغولا بأحجار الشطرنج لتقول بتردد
- ماذا هناك ( ترك ما بيده ناظرا إليها وهو يتساءل )
- هل تعرفين فتاة تدعي آن هامبسون
- آن هامبسون ( تمتمت مفكرة قبل أن تهز رأسها بالنفي فبدا التفكير عليه مما دفعها للقول ) أهي من كانت تشغلك في الآونة الأخيرة ( تنهد وهو يسترخي بجلسته قائلا )
- أجل هل تعتقدين أن إحدى بنات عماي تعرفانها
- لا أعلم فلا يبدو اسمها مألوفا ليست من هنا ولاشك
- لا لقد قابلتها عندما كانت الفرق الاستعراضية بالبلدة وقد حضرت وعائلتها لحضورها والتقيت بها من جديد ببرود بالصدفة أنها تروق لي جدا كما أني أروق لها أعلمتها مؤخرا باني ارغب بالتعرف على عائلتها .. فأعلمتني أن لدى عائلتها مختطات أخرى لها لذا ليس بالوقت المناسب لي للتعرف بهم فهم سيرفضون كل من قد يتقدم لها .. قالت إنها لا تكترث لمختطات عائلتها ورغم ذلك ترفض الإفصاح لي أين تقيم مما تسبب في شجار بيننا ( ونقل عينيه بعيني فيولا التي تصغي له بصمت مستمرا ) كانت قد أعلمتني في وقت سابق بأنها ستحضر إلى نيوترن من جديد لحضور البازار الذي سيقام غدا ولكني لا أستطيع إيجادها لقد بحثت اليوم بأرجاء نيوترن علي التقيها دون فائدة
- ترغب بالتعرف بعائلتها اي انك جاد بامرها ( قالت فيولا فهز رأسه لها بالإيجاب مما جعلها تضيف  ) قد تستطيع رؤيتها غدا بالبازار 
عاد لهز رأسه موافقا وقد عاد الشرود إليه مما جعلها تضيف
- سأرى ما أستطيع فعله بدوري .

- ما به أليك
تساءلت ليانا وهي تدخل الى الغرفة بينما كانت فيولا تأوي للفراش فوضعت الغطاء عليها وهي تجيبها
- بعض المشاكل بالعمل ( بدا الشك على ليانا وهي تقول )
- وما شأنك أنت بعمله
- وما شأنك أنت بيني بين أخي
- أه يالفظاظتك .. ليكن
تمتمت ليانا بغيظ وتحركت مغادرة بينما تابعتها قبل أن تستلقي جيدا في سريرها وعقلها ياخذها نحو نايل لترافق شفتيها ابتسامة وهي تغمض عينيها لتنشغل في اليوم التالي مع باقي أفراد عائلتها بالإعداد للبازار .

- فيولا ( تمتمت ليانا التي اقتربت منها لتتساءل بصوت منخفض ) لم أرى براون هل شاهدته ( هزت رأسها بالنفي وهي منشغلة ببيع رجل احد الأوشحة قبل أن تنظر أمامها محدقة بساحة البلدة المكتظة بالناس والعربات التي امتلأت بكل ما يخطر على بال من حلويات وطعام وأعمال يدوية وكتب وقماش وتحف بينما أضافت ليانا ) أن رأيته ستعلميني .. أرجوك ( تمتمت بحزن عندما لمحتها فيولا بنظرة سريعة وعادت لتضيف بعد قليل ) هاهو شقيقه لما لا أستطيع إيجاده هو أين يختفي .. أن أمي تشير لي سأراها ولكن أن حدث ورأيته أعلميني أقسم أن أكون أكثر نضوجا فلا تنظري إلي بهذا الشكل
أضافت وهي تسير مبتعدة بينما نظرت إلى حيث كانت تنظر ليانا لتلمح نايل بنظرة وهو يتنقل بين العربات متأملا ما تحتويه ليأخذ قلبها بالخفقان بشوق انها ترغب بمحادثته ولكن لا امل لها بهذا اليوم تنهدت وعادت نحو ماتي التي وقفت تتفقد المناديل لتتناول مجموعة منها وقد طرزت عليها شعار عائلتها لتبتاعها بينما اقتربت كوني من فيولا متفقدة ما باعته وهي تقول
- أنت أيضا بعتي جيدا
- الجميع يحتاج إلى المناديل والأوشحة
قالت بابتسامة وهي تنظر نحو كوني التي بدا الامتعاض على وجهها وهي تقول
- أنظري إليه كيف يسير بتعالي ( نظرت إلى حيث تنظر كوني لتشاهد نايل يقترب من عربتها فعادت لتتناول وشاحا امامها وتنشغل بطيه بصمت بينما كوني تتابعه بعدم رضا واضح وهو يقف متأملا ما يعرضون قبل أن يمد يده نحو المناديل ليتفقدها بروية وهو يلاحظ أنها تحمل شعار كل العائلات في نيوترون وعندما لم يجد ما يبحث عنه تركهم وتحرك بهدوء نحو العربة التي تليهم دون أن ينظر نحو فيولا التي بدورها أدعت انشغالها بطي الأوشحة فتمتمت كوني وهي تتابعه يبتعد ) يا له من مغرور أيعتقد أنه سيجد شعار عائلته هنا
- هلا بقيتي بجوار العربة سأحضر المزيد من الأوشحة ( طلبت منها فيولا وهي تتحرك إلى الخلف لتتناول منديلا من حقيبتها وتضعه بجيبها مستمرة ) لن أتأخر ( وتحركت مبتعدة وهي تتلفت حولها وما أن شاهدت صبي صغير لا يتجاوز العاشرة حتى اقتربت منه قائلة ) أترى السيد الذي يقف هناك ( وأشارت برأسها نحو نايل الذي مازال يتفقد العربات فهز رأسه لها بالإيجاب فأضافت ) لقد أوقع هذا هلا أعدته له
هز رأسه بالإيجاب وتناول منها المنديل الذي قدمته له ليجري نحو نايل تابعته لترى نايل ينظر إليه عندما وقف بجواره رافعا له المنديل وهو يقول شيئا تناوله نايل بحيرة قبل أن تقع عينيه على شعار آل كريمر الذي طرز بشكل جميل فظهرت ابتسامة على شفتيه قبل أن يشكر الصبي ويضع المنديل بجيبه وهو يعود ليلمح العربة التي كانت فيولا تقف عليها منذ قليل وعندما لم يرها جال بنظره حوله ليشاهدها وهي تعود نحو عربتها لتستمر ببيع ما أعدته وما كاد المساء يحل حتى كانت باعت كل ما أحضرته فتركت جدتها برفقة بعض السيدات المجتمعات بجوار العربة وذهبت لتلقي نظرة بأرجاء البازار فأسرع ديف ليقف بجوارها ممسكا بيدها وقد وقفت بجوار إحدى العربات ليسحبها بحماس طفولي وهو يقول
- عمتى فيولا تعالي والقي نظرة هناك الكثير من الأشياء الرائعة
ابتسمت له وهي تتحرك برفقته قائلة لحماسه وسحبها
- هون عليك أنا أه ارجوا المعذرة
أضافت وقد ارتطمت بإحدى السيدات التي تحمل حقيبتها فسقطت منها أرضا سحبت فيولا يدها من ديف قائلة للسيدة وهي تنحني لتتناول الحقيبة وتقدمها لها مستمرة
- ارجوا المع .. ذرة سيدتي
تابعت بصعوبة وهي تحدق بوالدة نايل التي حدقت بها بدورها وهي تتناول الحقيبة منها ببطء فعادت لتكرر وهي تبتلع ريقها
- ارجوا المعذرة
وأسرعت بإمساك ديف من يده وابتعدت بينما تابعتها اندريانا التي تقف قرب والدتها التي تساءلت وهي تحمل حقيبتها جيدا وتعود لسير
- اليست من آل فيزال
- اجل إنها حفيدة هيكمان .. فيولا
- اهذه هي ( قالت وعادت بنظرها إلى فيولا التي تبتعد فتساءلت اندريانا ) بحيرة
- أتعرفينها
- دائما ما تتحدث سيدات نيوترن عنها إنهن يحملن المودة لها
- لا تروق لي ( ابتسمت والدتها قائلة ) ولم قد تفعلين
- أنا جادة أمي ( تمعنت والدتها النظر بها لجديتها فأضافت ) لقد رأيت نايل يحدق أما بها أو بتلك ( وأشارت بعينيها نحو كوني التي تقف بعيدا منشغلة بالحديث مع بعض الفتيات مستمرة بعدم رضا ) صدقيني لا أستطيع نسيان تلك النظرة التي كانت تطل من عينيه أكاد أقسم أن إحداهن تثير اهتمامه
بدت المفاجئة على والدته قبل أن تقول باستنكار
- أنت مخطئه ولابد
- ارجوا أن أكون
اخذت والدته ترمش مستنكرة وهي تعود للنظر حيث اختفت فيولا ثم نحو كوني التي أخذت تضحك بمرح وتودع الفتيات وتسير لتتخطى عنهما لتهز رأسها بالنفي قبل أن تعود لتتابع سيرها وهي تعود للقول
- أنت مخطئة دون شك إنه اعقل من أن يفعل هذا .. لا لا ليس نايل لا أنا واثقة .. أكان يحدق بهما هذا لا يعني شيئا اليس كذلك أنت مخطئ دون شك
- ارجوا ذلك ( تمتمت وأضافت وهي ترى نايل ) ها هو نايل ستغادرون غدا إذا
- اجل لولا إلحاح والدك علي بالحضور لتفقد شقيقته المتوعكة لما حضرت ولكنك تعرفينه عندما يتعلق الأمر بأحد أفراد العائلة
توقفت عن المتابعة لصدور جلبة مفاجئة فنظرت إلى الخلف لترى ما سببها لترى فيولا التي أسرعت بإمساك دايف الذي نهره احد الرجال بصوت مرتفع وكذلك فعل عدد من المارة وقد اقترب من إحدى العربات التي تحوي عددا من الصناديق الفارغة المتراصة فوق بعضها والتي فقدت توازنها وأخذت تقع فأسرعت فيولا بالانحناء بسرعة وهي تضم ديف إليها محاولة حمايته من الصناديق التي انهالت عليهما دون قدرتها على الابتعاد حركت اندريانا عينيها عن فيولا لتحدق بنايل لتراه يتحرك مسرعا فأسرعت بالوقوف أمامه بشكل مفاجئ مما جمده في مكانه وهي تقول
- ما بك
- ماذا ( أسرع بالقول فأضافت بثبات وهي تصر على البقاء امامه )
- الأمر لا يخصنا لا من قريب ولا من بعيد
بقيت عينيه متجمدتان عليها وقد ضم قبضته بقوة قبل أن يحركهما عنها نحو فيولا التي أسرع عددا من الموجودين لمساعدتها وديف لتتحرك واقفة وهي تقول بارتباك
- لا باس أنا بخير .. هل أنت بخير
تساءلت باهتمام وهي تحدق بديف الذي هز رأسه لها بالإيجاب بينما أسرعت مايسي نحوهما فأضافت اندريانا لنايل
- ارغب بمرافقتكما غدا إلى سكوتلا لرؤية والدي ( ابتلع ريقه بجمود وعاد بعينيه نحوها قائلا )
- فالتعدي نفسك إذا ولتصطحبي الطفلان معك فهو يرغب برؤيتهما
وتحرك متخطي عنها ليتابع سيره بروية وعينيه ثابتتان على المجموعة التي أحاطت بفيولا وديف ليتابع متخطي عنهم فلاحقته والدته بينما همست اندريانا لها
- إنها هي إذا
- علي التحدث معه
- إنه نايل أمي وليس أي احد لو كان براون لهان الأمر
- وأنا والدته وعليه الإصغاء لي .

- على ما يبدو أن أليك قد عاد ( قالت وهي تدخل إلى المنزل برفقة جدتها وصوفيا وليانا مساء لرؤيتها معطفه المرمي على الأريكة لتستمر بإنهاك ) كان اليوم حافلا
- لست الوحيدة التي باعت كل ما أحضرت فأنا ووالدتي أيضا عدنا بيدين خاليتين
قالت ليانا بينما جلست جدتها على الأريكة قائلة
- لقد تأخر جدك ووالدك في العودة
- سيصلان قريبا دون شك
قالت وتوقفت عن المتابعة وهي تحدق بسقف الغرفة كما فعل الباقي بسبب صوت ارتطام قوي بالأرض مما جعل فيولا تقول وهي تتحرك نحو الأدراج
- سأتفقد أليك
- يبدو بمزاج سيئ ( قالت ليانا وأضافت ) إنه يحب رمي الأشياء عندما يكون كذلك ( حدجتها جدتها بنظره بينما تابعت فيولا صعودها فأضافت بإصرار ) إنه كذلك
فتحت باب غرفته محدقة به لتجده جالس على الكرسي محدقا بها بتجهم فدخلت ببطء لتغلق الباب خلفها وعينيها ثابتتان على أغراض مكتبته الصغيرة التي رميت أرضا لتقول وهي تقترب منهم لتتناولهم وتعيدهم إلى مكانهم
- ما بك ( وأمام صمته نظرت نحوه وهي تضيف ) ما بك ما سبب ما أنت به .. أه هل التقيت آن
- اجل فعلت
- حسنا .. اعتقدت أن هذا الأمر سيسرك
- لا لن يفعل ولا تحدثيني عنها تبا تبا
- ما الذي حدث هل تشاجرتما هل عادت ل
- لا تحدثيني عنها فانا بهذه اللحظة لا أريد حتى ذكر اسمها
بدت الحيرة عليها لتصرفه وعادت لتتابع أعادة الأغراض إلى مكتبه بصمت فمن الأفضل تركه حتى يهدأ لذا قالت بعد أن انتهت
- ستغادر غدا
- لا
- أراك صباحا إذا
قالت باقتضاب فهي اعلم الناس به لن يحدثها قبل ان يهدأ فغادرت غرفته لتتجه نحو غرفتها والتفكير باد عليها لتدخل وتحصل على حمام ساخن ثم تقف أمام ألمرآه تسرح شعرها وهي شاردة وقد رقت ملامحها لتذكرها لنايل لتعقص شفتها إنها بشوق لرؤيته لابد وانه سر بمنديلها حركت عينيها نحو باب غرفتها الذي فتح لتعيد فرشاتها إلى مكانها بهدوء وهي تشاهد ليانا التي دخلت قائلة بصوتا خافت
- ما به إليك ( حركت لها كتفيها وهي تقول )
- لم يعلمني
- أتعتقدين أن رؤيته لماي برفقة غيره قد أزعجته
- لا فلم يكونا على وفاق وإلا لبقيا معا
- هذا صحيح ( قالت وهي تتحرك نحو السرير لترتمي عليه وهي تضيف بتنهيدة ) هل رأيت إنجيلا اليوم ( هزت رأسها لها بالإيجاب وراقبتها باهتمام وهي تضيف ) لقد نزلت هي ووالدتها ضيفة عند أبناء عم براون لابد وانه اقتراح والدته فلن تترك طريقة لتقريبها من نايل
شعرت بمعدتها تشتد عند قول ليانا ذلك فتمتمت
- لقد تأخر الوقت وأنا اشعر بالتعب
- علمت أن نايل تفقد مناديلك لم تتوقف كوني عن السخرية لقد أغاظتني حتى العمق إنها لا تتوقف عن الذم بال كريمر
- هيا ابتعدي
طلبت منها وهي تحرك الغطاء عن السرير فقالت ليانا وهي تتحرك نحو المقعد لتجلس عليه 
- أتعلمين لا اعتقد أن هذا سيكون موقف كوني لو تعرفت بأحدهم إنهم حقا جذابون 
- ليانا
- اعلم اعلم انهم اكثر من جذابين 
قذفتها بالوسادة لتتلقاها ضاحكة وهي تقول 
- لاتختلفين عن كوني بشيء فلوا التقيتي احدهم لعلمتي عم اتحدث 
- غادري قبل ان انادي على والدتك
- لقد التقيت بروان ( همست متجاهلة قول فيولا التي تمتمت )
- رباه كيف تجرؤين على فعل هذا والبلدة جميعها بالبازار هذا يدل على قلت نضجكما انتما لا تدركان حقا حجم الكارثة التي قد تتسببان بها 
- لا تبالغي فالأمر سهل فالقد ذهبت لاشتري من المخبوزات وهو كذلك فعل ثم قصدت رون التي تعرض مجموعة مميزة من الاواني وكذلك فعل ثم 
- توقفي وغادري لا اريد ان اسمع المزيد وادعي ان لا يكون قد تنبه لكم احد ( تفعل كل هذا بينما هي لا تجرؤ على النظر نحو نايل حتى )
- ولكن لم اعلمك ب
- ليانا غادري اريد النوم 
- يالك من محبطة انا احدثك بما لا استطيع محادثة احدا به وانت لا تكترثين 
- بل افعل ولكن انت لاتدركين نتائج افعالك لذا حقا لا استطيع سماعك فتوتري وقلقي يزداد وانت تستمتعين ارجوك ارحمي اعصابي التالفة منكي ومنه 
- اتعلمين أنا خارجة تصبحين على خير .. ولكن الم تشعري بالاستغراب  .. اعني من تصرف نايل لم قد يتفقد مناديلك 
- ليانا 
- حسنا حسنا انا مغادرة
حدقت بالباب الذي أغلق اخيرا لتتنفس الصعداء وتسترخي بسريرها شاردة .

- لما لم تحضر ليانا ( تساءلت كوني وهي تسير بجوارها وهما تقتربان من البلدة )
- أنها مشغولة بمساعدة والدتها
- أن زوجة عمي صوفيا تجيد العناية بالأزهار لقد كانت الزهور التي عرضتها بالبازار من أفضل الأنواع
- اجل أن ازهارها مميزة كما أنها كل عام تبيع كل ما تحضره .. انتظري سأعرج على المكتبة 
قالت فيولا وهي تلمح مكتب والد نايل الفارغ وقد علمت انه بسكوتلا لعدم تواجده يوم الثلاثاء الماضي 
- وأنا تجديني بمحل المخبوزات .. اشتم رائحة شهية
قاطعتها كوني وهي تبتعد عنها فتابعتها وهي تستمر بالسير نحو المكتبة لتدخلها دون الانتباه إلى نايل الذي شاهدها فتبعها بدوره بينما حيت روبرت وتوجهت نحو رف الكتب تبحث به
- أنت هنا ( بادرتها رون وهي تقترب منها وقد حملت أحد الكتب تتفقده مستمرة عندما نظرت إليها فيولا بابتسامة ) ما الكتاب الذي ستحضرينه إن جدتي فرانسيس تستمتع بالإصغاء لك
- أفكر بهذا 
- هذا يسليهم سيحبونه دون شك .. علي الذهاب فلقد تأخرت .. لما لا تحضرين وليانا غدا
- سنفعل
أجابتها وهي تراقبها تغادر لتعود لتفقد الكتاب الذي بيدها لتتجمد دون أن تجرؤ على النظر وهي تسمع صوت نايل يحيي روبرت قبل أن يقول
- أتذكر تلك المختطات التي أوصلتها لوالدي
- اجل
- ليست كاملة لابد وانك قد نسيت إحداها
بدا التفكير على روبرت وهو ينهض من خلف مكتبه قائلا
- سأرى ربما وقعت فوق ( وتحرك ليصعد السلم المؤدي إلى الأعلى بينما تحرك نايل نحوها فتراجعت قليلا لتختفي خلف رف الكتب وهي تبتسم له ليبادلها الابتسامة وهو يقترب منها لتهمس بسعادة
- متى عدت 
- أمس .. أريد رؤيتك اليوم أتستطيعين ملاقاتي عند النهر
هزت رأسها بالإيجاب له وعينيها تلتمعان وروبرت يقول
- لا اعتقد أنها هنا .. لا أعلم أين قد تكون
- هلا بحثت جيدا فهو بحاجتها
ظهرت ابتسامة على شفتيها لما فعله بروبرت فأضاف بهمس
- لا تتأخري
هزت رأسها بالإيجاب وهو يتحرك عائدا من حيث أتى وروبرت يقول وهو ينزل الأدراج
- لابد وان هناك خطاء ما هلا جعلته يتأكد فلا أجد شيئا هنا
- سأفعل ذلك