انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الاثنين، 9 سبتمبر 2019

آل ماردونز 5

- عند ال ارمونت
- الى متى 
- لا اعلم 
- هل معك نقود 
- اجل 
- القليل فقط فانتي كلما قصدتي البلدة تعودين محملة بالأكياس 
- مازلت املك بعض المال 
- وعندما تنتهي ماذا ستفعلين ستستدينين من ال ارمونت وتعيشين عاله عليهم ام ستعملين من اجل لقمة طعامك ومبيتك 
رفعت راسها الى السماء وهي تتنفس من انفها قائلة 
- اني املك المال الوفير الذي تركه لي والدي 
- انه ملك لي حتى تتمي عامك الواحد والعشرين ولن تناليه مني ان غادرتي ماكسويل لن تنالي قرشا واحدا منه 
- لا يحق لك هذا ( هتفت ونظرت اليها مستمرة ) لا يحق لك اجباري على البقاء هنا انا اكره هذا المكان لا اريد البقاء فيه انا اكره هذه العائلة 
- انها عائلتك 
- لا اشعر بالانتماء اليها 
- انتِ لم تحاولي حتى 
- احاول احاول ماذا انا ابنة فرانسوا هل نسيتِ ام تراكِ لم تري ما حدث قبل قليل
- لأني لم انسى من انتِ عليكِ البقاء هنا 
- لا اريد ( هتفت ونظرت الى العربة التي توقفت امامها فقالت فيرا بجدية تامة ) 
- ان اردتِ المغادرة افعلي لن امنعك اذهبي للعيش برفقة ال ارمونت ان كنتي ترين انك تنتمين اليهم اكثر من عائلتك ولكن حينها لا تعودي الى هنا ابدا 
- ونقودي 
- لن تناليها كان كلام والدك واضحا ان لم تلتزمين به لن افعل انا ايضا لقد رغب ببقائك هنا وقد سمعتهِ بنفسك وان لن تنفذي ما اراده لا شيء لك عندي لا شيء 
اضافت وهي تشدد على كلماتها واستدارت لتعود بأدراجها الى داخل المنزل لتلمح ثيودور الذي يقف على راس الادراج عاقدا يديه بتجهم وهو يصغي لحديثهم فصعدت نحوه لتتخطى عنه وهي تلمحه بعدم رضا دون محادثته . 
نقلت عينيها بتوهان بالسماء ما الذي عليها فعله لا تستطيع الاحتمال اكثر لا تريد البقاء هنا عليها بالمغادرة 
- هل اضع الحقيبة بالعربة 
تسال جون فنظرت اليه شاردة بالتأكيد ال ارمونت لن يخذلوها ولكن الى متى تستطيع البقاء لديهم ونقودها اقتربت على الانتهاء وعمتها تسيطر على الباقي ولن تعطيها بنسا واحدا منهم هل ترمي بكل شيء وتذهب ام ام ماذا جوزفين تحتملين عاما هنا عاما لن تنالي به ما تستحقين تعيشين مع اناس لا يرغبون وجودك حتى انهم لا يحتملون سماع اسم والدك هل تستطيعين فعل هذا 
- انستي هل اضع الحقيبة بالعربة 
ما الذي سيكون اسوء مما حدث منذ وصولها هل ستسوء الامور اكثر هل سيحضر المزيد من افراد العائلة لإعلامها بانهم لا يرغبون بوجودها وما الجديد بالأمر الان اليس هذا واضحا ان المال الذي تركه لها والدها ليس بالقليل وفيرا تعلم هذا لذا تستغله لإجبارها على طاعتها  
- انستي .. هل اضع الحقيبة فـ
- عد بها الى غرفتي 
قاطعة جون الذي عاد للسؤال من جديد وتراجعت الى الخلف لتجلس على الدرجات وهي تحدق بتوهان امامها والدموع تملأ مقلتيها ومشاعر حزن عميقة تجتاح صدرها منذ فقدها لوالدتها فقدت شيئا من روحها والان بعد ذهاب والدها تعلم ما هو شعور اليتم تدحرجت دموعها خارج عينيها وغصة عميقة تملأ صدرها انها تملك عائلة كبيرة جدا عائلة تكرهها وتكره والدها ولو علموا بان والدتها ليست من عائلة مرموقة لكرهوها ايضا رفعت يدها تمسح خدها وشعورا بالانكسار يملأ كيانها ما كان على والدها فعل هذا بها ما كان له هذا لقد ترعرعت وحيدة وكانت لتدبر امورها عادت لترفع يديها الاثنتين وتمسح دموعها من جديد لم تكن يوما ضعيفة اجل جوزفين لم تكوني كذلك ولن تبدئي الان لا لن تبدئي الان وان كان وجودك هنا يسبب الامتعاض لهم فليمتعضوا لا ابالي لا لن ابالي لن افعل وان ارادت عمتي اجباري فلتتحمل مسؤولية الامر وان لم يرغبوا بوجودها فليقنعوا فيرا بتركها وشانها مسحت وجهها جيدا وتحركت عن الادراج لتتدخل متجها نحو البيانو لتفتحه وتتعمد العزف عليه بطريقة فوضوية محدثة ضجيجا يفوق ما فعلته من قبل مخرجة به كل ما تكنه بصدرها لسكان هذا المنزل .
حدق ثيودور بسقف الغرفة وقد ارتمى على سريره دون ان يغير ملابسه مصغي لعزف عزف لابل هو عبارة عن اصوات غريبة تشبه طرق الحديد ببعض وانهيار بناء وخروج قطار عن سكته انه يشبه اي امر كارثي قد يخيل اليه الان الا العزف الحقيقي اغمض عينيه ببطء محاولا استرجاع بذاكرته عزفها منذ بضع سنين فللحقيقة قد نال اعجابه حينها عاد لفتح عينيه بنفاذ صبر ان ما تفعله يجعل من الصعب عليه التفكير حتى ولكن لا لن يجعلها تنال ما تريد ولن يخرج لنهرها اما كانت مغادرة لما عادت كان على ثقة من ان فيرا لن تدعها تفعل لذا لم يكن لديه امل كبير في نجاحها بالمغادرة .
- توقفي حالا 
حدقت بعمتها ثلما التي تقول ذلك وهي تنزل الادراج بينما اطلت برجيت بتذمر وخلفها اندريا 
- ما قصتك يا فتاه نحتاج الى الهدوء والراحة الا تكتفين من افتعال المشاكل ام تريدين ان تعودي للعمل بالإسطبلات ( قالت برجيت بضيق شديد وامام تجاهل جوزفين لهم واستمرارها بالعزف رغم ان عينيها ثابتتان عليهم نفضت يديها بضيق هاتفة بحدة قبل ان تستدير عائدة بأدراجها ) اصبح هذا المنزل لا يطاق 
- توقفي ... توقفي ( عادت ثلما للقول وهي تقترب منها مستمرة وهي تقف بجوارها ) تصرفاتك هذه مرفوضة تماما هيا توقفي هيَ
اضافت وهي تبعد يدي جوزفين عن البيانو رغما عنها فتوقفت عن العزف محدقة بها وهي تقول بكل جدية 
- سأفعل هذا كل مساء ان لم تقنعي عمتي فيرا بتركي وشأني .. كل مساء 
كررت قولها وهي تتحرك عن معقد البيانو لتغادر الى غرفتها امام عيني ثلما التين تتابعانها بعدم تصديق لتمضي ليلة لم تنم منها شيئا يذكر لترفض الانضمام اليهم في الصباح وبقيت في سريرها حتى الحادية عشر نهضت لتغير ملابس النوم لتغادر غرفتها متجها نحو الخارج وهي تتجاهل عمتيها الجالستان في الاسفل تجاهلا تاما لتتخطاهما مغادرة وقد تنبهت لاختفاء البيانو من مكانه بينما تابعتاها بعدم رضا لتصغي فيرا لها وهي تطلب من السائس احضار العربة لتصعد بها متجها الى البلدة قبل ان تعود بنظرها الى ثلما والتفكير باديا عليها .

خرج ثيودور من غرفة المكتب يهم بالمغادرة الى عمله ليتوقف بجوار عمتيه وهمَ بمحادثتهما الا انه توقف وقد تناها له حديثهما دون ان تتنبها انه يقف خلف مقاعدهما
- لستِ جادة بهذا 
- لما لا
- لا اعلم لما تفعلين هذا ان الفتاة لا ترغب بالبقاء فدعيها وشأنها 
- سأجعلها تبقى 
- عام واحد فقط تستطيعين اجبارها اما بعد هذا يكون الامر قد خرج من يدك كما انها عبرت عن رغبتها بالمغادرة باستمرار لما تجبرينها على البقاء دعيها وشانها انها تسبب الازعاج للجميع انظري كيف غادرت قبل قليل دون حتى القاء التحية انها تتعمد هذا 
نظرت فيرا الى ثلما بتفكير وهي تقول 
- سأجعلها ترغب بالبقاء 
- لن تستطيعي 
- بلا استطيع سأجعلها تغرم بأحد شبان ماكسويل 
- قول ذلك سهل فلا تبدو من هذا النوع انها تنظر الى الناس هنا بفوقية
- انتِ مخطئة ما ان تقع بغرام احدهم حتى ترغب بالبقاء هنا والاستقرار 
- لا اعتقد ان هذا الامر سينجح 
- سينجح سأقدم لها افضل رجال ماكسويل وسيعجبها احدهم في النهاية فان لم يرق لها احدهم سيروق لها اخر 
- انت تحلمين فلن توافق على هذا ابدا 
- ومن قال اني سأعلمها بنيتي هذه سأجعل الامر يبدو صدفة ولا شان لي بالأمر 
- حظاً موفقاً ( توقفتا عن المتابعة وحركتا راسهما نحو ثيودور الذي قال ذلك مستمرا وهو ينظر اليهما بيأس ) انتما مستحيلتان
- لا شان لي انها فيرا ولتعلم لستُ موافقة على هذا الامر 
جلست فيرا جيدا في مقعدها قائلة له بثقة واصرار 
- سأجعلها تبقى برغبتها مهما حدث 
- بالمقابل سأجعلها تغادر برغبتها ايضا مهما حدث 
اجابها بابتسامة مصطنعة مشددا على كلماته ليتابع سيره مغادرا والتجهم يسري الى ملامحه بينما تابعته فيرا والنظرة الحادة لا تفارق عينيها .

تعلقت عينيها من نافذة العربة وقد عادت بأدراجها من البلدة بعد ان تجولت بها واشترت بعض الحاجيات ببرجيت وكارل الذين يسيران بالحديقة لقد عاد اذا تمتمت وهي تلمحهما وقد اختفيا خلف الازهار لتغادر العربة وتدخل الى المنزل ملقية التحية باقتضاب على عمتيها وقد هدأت نفسها قليلا بعد تجولها بالبلدة فاجابتها ثلما المنشغلة بتطريز بينما اخذت فيرا التي امسكت كتابا تتصفحه بمتابعتها وهي تقترب منهما قائلة
- مازلتِ تتبضعين 
- اجل لا شيء يذكر بعض الاشياء التي راقت لي ( اجابتها فتابعت فيرا )
- نقودك على وشك الانتهاء 
- وان يكن ( وابتسمت بتعمد مستمرة ) انا فردا من ال ماردونز ويحق لي الحصول على مستحقات بداية كل شهر 
رفعت ثلما عينيها عما تفعله نحوها ببطء وثبات بينما قالت فيرا 
- افراد ال ماردونز الملتزمين هم من يستحقون هذا 
- لا ابه اما ان تحددوا لي مستحقات لأحصل عليها كأي فردا هنا واما ان تقدمي لي نقودي التي تحتفظين بها لا تهمني الطريقة حقا ما اريده هو المال فكما قلتي نقودي على وشك الانتهاء 
- معمل الحياكة يحتاج الى من يديره لما لا تستلمينه وتحصلين على راتبا لك 
- لستِ جادة لا افكر بالعمل حتى 
- لما لا انتِ تملكين وقت فراغا كبير 
- لا اريد لا ارغب لا اهتم بأمر ذلك المعمل او غيره ... عليك اخذ امر تدبر مستحقات لي بشكل جدي فقريبا سأحتاج الى المال 
نقلت ثلما عينيها عن جوزفين نحو فيرا التي قالت بثقة وهدوء دون ان تستطع جوزفين استفزازها
- اردتِ مستحقات اخر الشهر كباقي افراد العائلة عليك العمل مقابلا له كباقي افراد العائلة
- تريدين اقناعي ان جميعهم يعملون 
- لا البعض منهم فكبار السن تقاعدوا منذ زمن طويل ولكن مالهم الذي يدار يدر عليهم مبالغ جيدة جدا 
- اذا ضعي من اموال والدي لتدار مع اموالكم ولأحصل على مبلغا جيدا جدا 
عادت ثلما براسها الى ما بين يديها وهي تهزه بيأس بينما اجابتها فيرا
- انت تعلمين ان امر والدك حساس هنا لذا لا استطيع فعل هذا 
- ليست مشكلتي فلتدبري لي المال فانت تعلمين كيف نشأت 
- تغير الوقت وعليك ادراك هذا اردت المال ها هو معمل الحياكة امامك استلمي ادارته وسأخصص لك راتبا شهري 
- هذا مستحيل 
- اذا توفير راتب لك امر مستحيل ايضا 
- لا اريد راتبا اريد من مالي 
- الذي سينفذ قريبا ان أصغيتُ اليكِ جوزفين لا مال مني
- اتعتقدينها تدرك ما تقولينه انا احيانا اشك بانها بطيئة الفهم 
قالت ثلما قبل ان تتوقف وهي تحدق بالذي دخل من الباب لتتوسع ابتسامتها وهي ترى هلين تطل وهي تحمل طفلتها ذات العامان لتهتف فيرا فرحة 
- عزيزتي لما لم تعلمينا بحضورك 
- وهل كنت لأفوت المهرجان عمتي 
اضافت وهي تقترب منهما بمحبة لتحتضن فيرا اولا ثم ثلما وتنظر نحو جوزفين التي تراقب ما يحدث والسرور الكبير الذي ملاء وجهي عمتيها لتلقي هلين التحية عليها بابتسامة واسعة وثلما تقول 
- انها ابنة عمك فرانسوا 
تجمدت ابتسامة هلين ببطء وكأنها تحاول استيعاب ما قالته ثلما لترفع ابنتها جيدا وقد بدت بطنها منتفخة قليلا قائلة دون فهم وحيرة واضحة 
- عمي فرانسوا 
- ادعى جوزفين واجل انا ابنة فرانسوا ( رمشت هلين وقد بدت الصدمة على ملامحها ونظرت نحو فيرا تهز راسها لها بتساؤل وقد اكفهر وجهها واختفى المرح الذي كان يملأه فتحركت جوزفين عن مقعدها قائلة ) اعذروني فلقد اصابني الملل من تكرار هذا 
وتحركت صاعدة الادراج نحو غرفتها فليست مجبرتا على سماع هلين الان وهي تبدي استنكارها هل يوجد المزيد من افراد العائلة ام ان هيلن اخر من علم عنها .

- انستي ان العشاء اصبح جاهزا 
- لا اريد تناوله ( وامام بقاء صوفي واقفة حدقت بها قائلة ) لا اشعر بالجوع 
- ولكن السيدة فيرا قالت
- اعلميها اني سأنام باكرا اليوم 
حركت صوفي راسها بالإيجاب وغادرة مغلقتا الباب خلفها فتركت الكتاب يقع من يدها على السرير امامها بملل واحباط قد ملاء صدرها لتمضي ليلتا مضطربة لتغادر سريرها وتسير بأرجاء الغرفة علا هذه الليلة تنتهي توقفت عن السير وحدقت بباب غرفتها وهي تسمع صوت احد الابواب يفتح ويغلق من مستيقظ بهذا الوقت تحركت نحو باب غرفتها لتفتحه بهدوء شديد وتطل براسها منه لتلمح ظهر ثيودور وهو يسير في اتجاه باب في اخر الممر ليدخل منه فرفعت حاجبيها بتفكير ما الذي يفعله بهذا الوقت ان هذا الباب يؤدي للطابق الثاني وحسب علمها لا احد يقطنه اسرعت بتناول روبها لارتدائه ومغادرة غرفتها بهدوء شديد وفضول لتتحرك بالممر متعمدة عدم اصدار اي صوت لتصل الى الباب الذي دخل منه لتفتحه بروية وتدخل محدقة بالأدراج التي تؤدي الى الطابق الثاني من خلال وهج المصباح الصغير الذي اشعل بجوار الجدار صعدت بهدوء وهي تصغي لصوت اقدامه التي وصلت الى الطابق الثاني حدقت بالممر الطويل المعتم بحذر وهي تخفي نفسها ولكن لا اثر له ومازال صوت اقدامه صادرا نظرت الى الادراج امامها والتي تؤدي الى سطح المنزل بتفكير فلا ضوء هنا نظرت من حيث اتت ثم عادت الى ما امامها لتتحرك وتصعد بحذر ويدها تلامس الجدار لتقترب من باب السطح الذي ترك مفتوحا وقفت مخفية نفسها قبل ان تنظر بحذر لترى ثيودور قد وقف قرب جدار السطح متأملا ما امامه بشرود وهو يضع يديه بجيب بنطاله لترفع عينيها نحو السماء فالنجوم متلألئتا الليلة وضوء القمر ينير المكان ابتلعت ريقها وعادت نحو ثيودور الشارد ما الذي يفعله هنا بهذا الوقت اخذت تتامله ببطء وفضول وامام عدم تحركه وشروده اخذت بالتراجع ببطء لتدوس على طرف روبها من الخلف لتشعر بنفسها تكاد تفقد توازنها لتتدارك ذلك بسرعة وقد همت بالصراخ وعينيها تجحظان لتسرع بوضع يدها على فمها بترقب وامام الصمت التام الذي يحيط بالمكان عادت لتتراجع ببطء وتستدير لتنزل الادراج بهدوء شديد وسرعة بينما تعلقت عيني ثيودور بباب السطح الذي دخل منه وعينيه تضيقان بتفكير .

 اغلقت باب غرفتها عليها لتتنهد بارتياح فقد كادت تكشف تحركت نحو النافذة محدقة بالخارج لابد وان المنظر من اعلى افضل بتأكيد ما كان ليختار لنفسه الا الافضل بقيت واقفة قرب النافذة وقد عقدت يديها اليها واسندت راسها بحافة النافذة ليمر الوقت ببطء انها تشتاق الى والدها والى جايدن والى لورين وايفنت والى حياتها هناك والى الصحيفة التي كان يعمل بها والدها والى طلابها والى الذهاب للتبضع والمرح برفقة لورين انها تفتقد كل ما يخص حياتها السابقة هناك متى ستتخلص من ماكسويل لقد بدات تفقد صبرها هنا خرجت من شرودها على صوت انفتاح احد الابواب مما جعلها مقلتيها تثبتان على باب غرفتها لقد عاد من اعلى حلت يديها ببطء وتحركت نحو باب غرفتها لتفتحه وتطل منه محدقة بالممر لتلمح باب غرفته وهو يغلق فغادرة غرفتها بهدوء لتغلق الباب خلفها بروية وتتحرك بالممر .

هم ثيودور بالتخلص من سترته ما ان اغلق الباب لكنه توقف وعاد بنظره نحوه محاولا الاصغاء جيدا للمرة الثانية يشعر بان هناك شيء مريب في المنزل الوقت متأخر جدا وليس من عادت احدهم التجول ليلا عاد نحو باب غرفته ليفتحه بروية ويطل منه محدقا بالممر امامه ثم بالجهة الاخرى ليثبت نظره على الباب المؤدي الى الطابق الثاني وهو يهتز دون ان يغلق لقد اغلقه خلفه انه واثق انه اغلقه خلفه ثبتت عينيه عليه بتفكير ليعود بنظره الى داخل غرفته لامحا اياها بنظرة شاملة ليتوقف على القضيب الحديدي المجاور للمدفئة فتحرك نحوه ليتناوله ويغادر غرفته متجها نحو الباب ليفتحه محدقا جيدا بما امامه وقبضته تحكم راس القضيب الحديدي جيدا ، اخذت خطواتها تبطأ وقد تناها لها صوت اقدام تصعد الادراج خلفها فاطلت براسها بروية لتسرع بالتراجع للخلف وهي تلمح ظلا يحمل عصا في يده لتفتح عينيها بذعر وتلفتت حولها لتتحرك بسرعة صاعدة الادراج نحو السطح لتسمع صوت الاقدام تسرع خلفها عادت لتلفت حولها ما ان اطلت على السطح ولكن صوت الاقدام المسرعة واقترابها جعلها عاجزة عن الهرب فأسرعت بالالتصاق بالحائط بجوار الباب وهي تفكر بقلق بالغ من تبعها وماذا يريد ولما يحمل عصا بيده ما ان يدخل الى السطح حتى تتسلل عائدة بأدراجها رباه ما كان عليها الحضور الى هنا تبا لما لم تلتزم غرفتها تنبهت كل حواسها وهي تشعر بأحدهم يقترب من الباب عليها بالتروي ما ان يدخل حتى تتسلل من خلفه ابتلعت ريقها بقلق وكل حواسها تعمل وقلبها ينتفض داخل جسدها دون ان تجرؤ على ابعاد عينيها عن الباب او حتى التنفس بحرية .

اخذت خطواته تبطأ وقد اقترب من باب السطح والحذر والترقب والاصرار يملأن ملامحة فلم يجرؤ احد من قبل على التسلل الى هنا ايكون احد العمال قد خان ثقتهم به ويعبث بمحتويات المكان ام ان لصا تسلل دون ان يشعروا به كان ما يكون عليه نيل جزائه فالتسلل الى هنا ليس بالأمر الذي يصمت عنه سيجعله عبرتنا امام اهل ماكسويل جميعها حتى لا يفكر احدا مرة اخر بإعادة الكرة ضاقت عينيه بحدة على الظل المجاور للباب فنظر الى الباب لابد وانه يختبئ خلفه عليه الحذر اقترب منه بهدوء شديد وامسك القضيب بكلتا يديه يستعد لتوجيه ضربتا قوية له ليطل بسرعة وهو يوجه القضيب بكل قوته نحو صاحب الظل لتصيح وهي تسرع بجلوس القرفصاء ويديها تحميان راسها متفادية اياه وهي تنكمش على نفسها بخوف شديد لتتوقف يديه عن الحراك وعينيه تثبتان عليها دون تصديق محاولا استيعاب ما يجري ابعدت يديها قليلا وهي ترفع راسها بحذر محدقة بمن هاجمها وقد ملاء الذعر عينيها وضجيج قلبها قد صم اذنيها لتتعلق عينيه بوجهها ليرخي يديه ويقع القضيب منه بجوارها مصدرا صوتا افزعها لارتطامه بالأرض بينما صاح دون تصديق 
- ما الذي تفعلينه هنا اجننتي كدت اقتلك لتو 
بقيت عينيها معلقتين به ليس الا هو كان هو من تبعها هدئي من روعك انه ثيودور ليس احدا اخر اهدئي كانت تهمس لنفسها وهي تراه ثائرا امامها يتحدث ولكن لم يكن يصلها اي شيء من حديثه فالقد توقفت حواسها عن العمل لوهلة لترخي قدميها وتجلس ارضا ولم تعدا تحملانها 
- اتعلمين ما كان ليحدث لو اصبتك لا اريد ان افكر بالأمر حتى لما صعدت الى هنا 
عاد ليضيف بحدة وامام عدم اجابتها تحرك من امامها بنفاذ صبر رافعا يديه بقوة قبل ان يعيدهما الى جانبه ويعود لنظر اليها قائلا
- انها الثالثة صباحا ما الذي تفعلينه هنا بهذا الوقت اعتقدتك متسللا 
- اردتُ .. ان اتنشق بعض الهواء ( اجابته بوهن )
- هل نفذ من غرفتك 
- اجل نفذ وتوقف عن الصراخ
- اتوقف عن الصراخ انت حتى لا تدريكين ما كان يجري لقد كدت اقتلك قبل قليل 
- كنتَ لتريحني اذا مما انا به
- تبا هل تدركين ما تتفوهين به ان اردتِ انهاء حياتك فاليكن بعيدا عني اتعتقدين ان احدا سيصدق ان مسك امر اني لم اتعمد حدوث هذا .. تبا 
عاد ليهتف وهو يتراجع للخلف وتوتره في اوجه وعينيه لا تفارقانها وانفاسه ثائرة ليصطدم ظهره بسور السطح خلفه فرفع راسه للأعلى وهو يحاول استعادة انفاسه ان رؤيتها كانت كارثة اكثر من رؤيته لمتسلل حقيقي فلو مسها سوء ما كان ليصدقه احدا اغمض عينيه محاولا استعادة رشده بينما راقبته بحذر لم تشعر بالخوف بحياتها كما حدث الان لن تعود لمغادرة غرفتها ليلا من جديد لن تفعل 
- اريد العودة الى غرفتي ( قالت وهي تنظر نحو الباب ثم عادت اليه مكرره وهي تحاول استجماع شتات نفسها ) اريد العودة الى غرفتي 
- من يمنعك 
اجابها ومازال صوت انفاسه تصل اليها وعينيه معلقتين بالسماء فقالت
- الممر معتم ( حرك راسه نحوها لقولها فأضافت ) الطابق الثاني يحوى مصباحا اما هنا فلا
- الم تصعدي قبل قليل بمفردك الى هنا
- قبل قليل لم اكن اشعر بكل هذا الخوف والتوتر الذي اشعر به الان اني اشك ان قدماي قادرتان على حملي حتى .. لا اعلم ما الذي عاد بك الى هنا 
- عاد بي .. اكنت تتبعيني 
- لا انا .. فقط .. 
- تبعتني الى هنا وعندما غادرت صعدتي 
- لم اقصد لحاقك فقط لم استطع النوم و .. 
- و.. 
- شاهدتك تصعد الى هنا لم اقترف سوء بهذا 
- اجل بتأكيد لم تفعلي التسلل خلسة في الثالثة صباحا ليس بعمل سيء 
- اشعر بالضجر ولا يهمني كم الوقت ولم اجد البيانو في مكانه حتى الهي نفسي 
- لقد طلبت نقله الى مكان بعيد وعندما تجيدين العزف اعلميني لأُعيده فالم اسمع عازفة اسوء منك الى الان 
- لا تحمل اذنا موسيقية وهذه مشكلتك وليست مشكلتي 
- اجل فانا من اعاني من المشاكل هنا وليس العكس ( قال بتذمر وهو يتحرك مستمرا ) ابداي بالتعقل والتصرف بما يناسب سنك 
وتحرك نحو الباب ليخرج فأسرعت بالتحرك من مكانها بفوضى وهي تتعثر بروبها لتسرع بلحاقهِ وهي تقول 
- انتظر ( ونظرت اسفل روبها وهي تمسك به لترفعه جيدا حتى لا تتعثر به مرة اخرى وهي تسرع بالنزل نحوه لتصطدم بظهره وقد توقف بشكل مفاجئ دون ان تتنبه لتسرع بالتراجع عنه وهي تقول بتلعثم وحرج بينما رفع عينيه الى اعلا بطول صبر ) لم اعلم انك توقفت 
تجاهل قولها وتابع نزلوه فأسرعت خلفه متعمدة ان تترك مسافة بينهما حتى لا تصطدم به من جديد وما ان دخلا الى الممر المؤدي الى الغرفة حتى اسرعت بتخطيه والتوجه الى غرفتها ليتابعها قبل ان يتابع نحو غرفته ليدخلها مغلقا بابه عليه .

ما الذي دهاها لقد فقدت صوابها تماما ليلة امس لما يتكرر هذا معها همست لنفسها في اليوم التالي لتدخل صوفي غرفتها لتراها ماتزال في سريرها محتضنه الوسادة لتبادرها 
- لقد فاتك الافطار والغداء انستي حضرت لإيقاظك ولكنك كنت ترفضين النهوض
- نمت في الصباح صوفي لذا لا اشعر بالنشاط من في الاسفل 
- لا احد ( نظرت اليها متسائلة )
- حتى عمتاي ليستا هنا 
- اقترب المهرجان الذي يقام كل عام انستي وتجدي الجميع منشغل فالأنسة برجيت والسيدة ثلما تجتمعان مع سيدات ال ماردونز لتخطيت كيف سيمضون النهار والأنسة اندريا والسيدة هلين والسيدة فيرا يقصدن الميتم برفقت بعض المتطوعات لتنظيم الامور ومشاركة الجميع بالمهرجان  
- الكل منشغل اذا
- اجل انستي و ... اعني .. هل ستنضمين اليهم هل اعد ملابسك 
- لا ... اعدي لي بعض الشطائر والفاكهة سأقصد البحيرة لقضاء بعض الوقت هناك  .

اقتربت بتمهل من السور الصغير الذي يفصلها عن البحيرة الصغيرة لتضع السلة من يدها وتفرش غطاء صغيرا تحت الشجرة وتجلس عليه لتفتح سلتها مخرجة منها تفاحة تأخذ بقضمها وعينيها تتابعان الصبي الذي يتحرك مع الإوزات نحو البحيرة لتعود الى الكتاب الذي وضعته بحجرها وتفتحه تتصفحه منشغلتا به قبل ان تعود بين الفينة والاخرى نحو البحيرة متأملة ما يجري بها لتبتسم للصبي الذي يراقبها من بعيد وسرعان ما يعود نحو الإوزات ليراقبها .

حملت سلتها وعادت بأدراجها الى المنزل والابتسامة لا تفارق شفتيها كان ذهابها الى هناك خيارا جيد فالمكان يبعث على السرور وضعت سلتها ارضا وتحركت نحو الزهور متنقله بينهما وهي تتأمل ما تفتح منها وتشم رائحتها الزكية التي عبقت في المكان دون التنبه الى كارل الذي كان يتابعها منذ بعض الوقت الا عند اقترابه منها ملقي التحية تركت الوردة التي كانت تشمها محدقتا به وهي تقول 
- انتَ هنا 
- حضرتُ البارحة .. كيف انت 
- بخير اعدت بمفردك ام مع عائلتك 
- بمفردي ( اجابها بابتسامة مستمرا ) تبدين بمزاجا جيدا اليوم ( عقدت حاجبيها متأملنا اياه فأضاف ضاحكا ) تعلمين ما اعني فلقد تركتي انطباعا لدينا انك 
- اني 
- ربما ليس من الطف قول ذلك 
- اه لا عليك استطيع التحمل 
- تعلمين انك .. جميلة في الحقيقة جميلتا جدا 
- اشكرك أرأيت استطيع تحمل ما ستقوله ( قالت ساخرة وهي تدرك انه لم يكن يعني ذلك فأضافت ) اين برجيت 
- تخلت عني اليوم 
- لا اعتقد انها فعلت 
- للأسف هذه هي الحقيقة لذا كنت أتساءل .. اترافقيني 
- الى اين 
- الى حيث تريدين لن امانع فانا اشعر بالملل 
رغم ان الفكرة بها اغراء كثير فستفقد برجيت صوابها ان فعلت هذا الا انها طلبت من نفسها التعقل قائلة 
- لا اعتقد انها فكرة جيدة 
- لما لا الجميع منشغل ونحن ليس لدينا ما نفعله فلـ .. نستمتع معا اذا 
تعلقت عينيها بكارل فرغم لطفه بالحديث الا ان هناك مالا يبعث على الراحة به لذا قالت
- عليك ان تعذرني فلقد عدت لتو وارغب بالاستراحة ربما تجد فردريك متفرغ وقد لا يمانع رفقتك فانا بحاجة ماسة للاستراحة الان عن اذنك 
اضافت وهمت بتخطيه الا انها توقفت ويده تمسك كوع يدها مما جعلها تنظر الى يده بحيرة قبل ان ترفع نظرها اليه وهو يقول  
- لما انتِ على عجلة ( ابعدت يدها الى الخلف لتبتعد عن يده قائلة )
- اعلمتك ان علي الاستراحة فلقد عدت لتو .. هل تركت ذراعي 
اضافت بعدم رضا لعدم ترك يده لها رغم محاولتها الابتعاد فقال وهو يتركها ببطء 
- اعتذر لم اقصد فرض نفسي فقط رغبت برفقتك 
ابتسمت بتكلف قائلة 
- ليكن في يوما اخر .. رجوا ان تعذرني الان
وتحركت نحو المنزل لتدخله ليتابعها دون ان تفارقها عينيه الا عندما اختفت بداخل المنزل
- انستي ( استوقفتها صوفي وهي تهم بالصعود نحو غرفتها قائلة )
- طلب السيد فردريك ان اعلمك عند عودتك بانه يدعوكِ لمرافقته لحضور الاحتفالات في البلدة 
- اين هو 
- صعد نحو غرفته ليستريح 
- حسنا .. متى سيغادر 
- بعد ساعتين من الان 
حركت راسها موافقة وتابعت نحو غرفتها .

- انظري هناك 
قال فردريك وهو يشير لها وقد تأبطت ذراعة متنقلة برفقته بأرجاء البلدة المكتظة والتي انتشر سكانها حول العروض التي تقدمها بعض الفرق والسباقات التي يشارك بها الصغير والكبير والعربات المليئة بمختلف انواع الأطعمة والحلويات لتقف برفقة فردريك قرب احدا السباقات وقد قام كل رجلا بربط ساقه بساق ابنه ليتنافسوا في الجري لتتنقل برفقته من مكان الى اخرى مستمتعة بما تشاهد قبل ان يتوجها نحو احد المباني الضخمة ليدخلاها وهو يقول 
- ارى انك استمتعتِ بما يجري 
- اجل الامر ممتع كلما تذكرت كيف سقط الرجل لا استطيع التوقف كان عليه تفادي بركت الطين ولكنه لم يستطع .. ماذا يوجد هنا 
اضافت وقد انتابها الفضول لفخامة المكان ورقيه ليدعوها لدخول امامه وقد فتح الموظف احد الابواب الكبيرة داعيا اياهما لدخول لتفعل وهو يتبعها قائلا
- سننضم للبقية هنا 
تجهمت ملامح وجهها ببطء ما ان وقع نظرها على عائلتها والمجموعة الكبيرة من سكان ماكسويل المجتمعين هنا قائلة بتذمر وفردريك يسير بجوارها 
- لقد غدرت بي فانتَ تعلم اني ما كنت لأحضر الى هنا 
ابتسم لها وهو يضع يده على ظهرها حاثا اياها لسير نحو عائلتها وهو يقول 
- هنا سنتناول العشاء اليوم وليس من اللائق عدم حضورك 
- وما شانك انتَ لست حتى من ال ماردونز 
لم تختفي الابتسامة المرحة عن وجهه رغم قولها بينما بدا الرضا على فيرا وهي تراقبهم يقتربون وحركت راسها لفردريك شاكرة اياه لتلبيته لطلبها واحضار جوزفين الى هنا القيا التحية على الموجودين وقد جلست عمتيها والفتيات على المقاعد المزدوجة يتبادلن الحديث مع باقي سيدات وفتيات ال ماردونز اشارت لها فيرا للجلوس بجوارها بينما تحرك فردريك لينضم للرجال الذين وقفوا بشكل دائري يتحدثون جلست بجوار فيرا دون ان تفتها الاعين التي تتابعها والتمتمات الكثيرة التي تلت ذلك بالإضافة للهمسات بين الجالسين ورمقها من راسها الى اخمص قدميها لتأخذ بتأملهم واحدا واحدا فان كنا لم تخجلن من التهامس امامها لم عليها ذلك 
- تجاهلي ذلك ( تمتمه لها فيرا باهتمام مستمرة ) دعيني اعرفك على بعضهم  
- اعرف معظمهم الم يجتمعوا ليأخذوا مستحقاتهم ام انك نسيتي 
- يوجد بماكسويل غير ال ماردونز رافقيني ( اضافت وهي تقف مستمرة ) لم احضر عصاي هيا 
تحركت لتقف وتتأبط ذراع عمتها لتسير برفقتها بشموخ خارجة من دائرة الاعين التي تلتهمها بكره وكأنها تحاسب على جرم اقترفته .

برغم اصغاء ثيودور للحديث الدائر الى ان عينيه لم تفوتا عمته وجوزفين وهما تقتربان من ال ربنسون لتحدث معهم وتقوم فيرا بتقديم جوزفين لهم لتبتسم باقتضاب وهي تصغي لعمتها تأملها بنظرة بطيئة مستعيدا بذاكرته ليلة امس بثياب النوم التي تصر على ارتدائها والتنقل بها كما انها تترك شعرها المسترسل بحريته بعكس الان وقد صففته بمهارة ليبرز وجهها لتعود عينيه نحو عمته والسيدة فكتوريا روبنسون التي تتحدثان اليها حسنا انه يعلم ما تخطط له عمته الان فلقد اختارت السيدة روبنسون لتقديم جوزفين اليها لان لديها روبرت وفيرا معجبتا بروبرت وتراه شاب ذا مستقبلا باهر بالتأكيد تخطط لتقديم جوزفين له علا خطتها بإقناعها بالبقاء تنجح ظهرت ابتسامة مائلة خفيفة على شفته انها لا تعلم انه لن يجعلها تنال ما تريده لن تسير الامور كما تريد هي بل كما اريد انا .

تأملت جوزفين من بعيد اندريا التي اقتربت من الين وهنريك لمحادثتهم فور رؤيتهم انها تذكرها بنفسها فلطالما اعجبت بايفنت ولكن هو لم يعلم يوما وعلى ما يبدو هذه هي حال اندريا مع هنريك جالت بنظرها تبحث عن برجيت فوجدتها برفقة كارل وهلين 
- اليس كذلك جوزفين ( اخرجها قول فيرا من شرودها فنظرت اليها متسائلة ) روبرت يرغب بالقيام بجولة في معمل الحياكة فأعلمته انك قد تسطحبينه يوما 
ثبتت عينيها على فيرا وهي تمتمت
- لستِ جادة ( نهرتها فيرا بعينيها فعادت لتنظر نحو روبرت الذي انضم اليهم منذ بعض الوقت لتقول باقتضاب وعدم حماس واضح ) يسرني ذلك 
- هل سنسمع اخبارا جيدة قريبا ( تسألت فكتوريا فقالت فيرا )
- اتعنين برجيت 
- لا ثيودور 
نظرت الى فكتوريا التي قالت ذلك قبل ان تتابع نظرها وكذلك فعلت فيرا نحو ثيودور الذي يقف بجوار فتاه شابه شقراء يتحدثان لتتأملها بفضول واهتمام من شعرها الذي صفف بأناقة الى ثوبها الفاخر ووجها الجميل 
- إنهما مناسبان اليس كذلك ( قالت فيرا برضا تام )
- اذا سنسمع اخبارا طيبة قريبا 
- ربما .. انا لا اتدخل في امورهم ففي النهاية انها حياتهم 
بعد قول فيرا ذلك عادت لتأمل الفتاة بفضول كبير لا باس بها هذه هي اذا من استطاعت اسر ثيودور 
- اترغبين بالقيام بجولة في المكان 
عادت نحو روبرت الذي تسال وقبل ان تستطع اجابته فعلت فيرا 
- هذا مناسب اذهبي واستمتعي فليس أجمل من التجول بالبلدة اليوم 
- هذا لطفا منك 
قالت باقتضاب وروبرت يشير لها لتسير فتحركت برفقته وهي تحدج عمتها بنظره قبل ان تعود نحو روبرت الذي حدثها بينما جاءهم صوت فيرا التي اضافت 
- لا تتأخرا على العشاء 
ابتعدت برفقته وهي تلمح فيرا من جديد والتي ابتسمت لها لترافقه بأرجاء المكان قبل ان يعودا بأدراجهم الى قاعة الطعام وقد بدأ المدعون بالتوجه نحو مقاعدهم ليحرك لها روبرت احد المقعد الفارغة لتجلس عليه بينما جلس بجوارها قائلا وهو يلاحظ انها تنظر حولها 
- ان كنت تبحثين عن عائلتك فهي هناك 
نظرت الى عمتيها التين جلستا برفقة عائلة روبرت بينما جلست هلين برفقة برجيت وكارل وعائلته وكذلك فعلت اندريا فقال روبرت وقد بدأ الخدم بإزاحة الأغطية عن الطعام امامهم 
- ستعتادين على الأمور هنا سريعا الجميع يفعل  
- اجل ( اجابته باقتضاب فأضاف بود )  
- انت هادئة جدا 
- هذا ما تثابر عمتي بإعلامي به 
قالت ساخرة من نفسها وهي تراقب فردريك الذي جلس امامها لتمضي العشاء وهي تتبادل الحديث معهما قبل ان تتوقف عينيها على ثيودور وقد جلس بالقرب من الفتاة الشقراء ناعمة الملامح سحبت نظرها عنهم لتعود للأصغاء لفردريك لتتساءل عند عودتها برفقت فيرا بالعربة بمفردهم بينما قرر الباقي اطالت السهر  
- سيرتبط ثيودور قريبا اذا 
- هذا ما احاول إقناعه به ( تمتمت فيرا بعدم رضا مما جعلها تمعن النظر بها فاستمرت لها ) انهما مناسبا جدا لبعضهما فهي ابنة اغنى رجل في ماكسويل يعمل والدها بالعاصمة بينما تحضر برفقت والدتها كثيرا الى هنا لقد ترعرعت بجوا من الرقي ولديهم معارف كثيرة ذات نفوذ وان كان سيصبح المسؤول عن ماكسويل فهي ستكون الزوجة المناسبة له 
- اه اتعنين انكِ انتِ من تخططين لحدوث هذا وليس انهما مغرمان 
- وما فائدة هذا فليغرم بمن يريد وليرتبط بمن تناسبه اجتماعيا وتدعم مسيرته ( توقفت عينيها عن الرمش وهي تحدق بعمتها فأضافت ) لا تنظري الي بهذا الشكل ففي النهاية انا لا اسعى الا الى مصلحته ومصلحة العائلة 
- وهو يفكر بنفس طريقتك هذه اعني انه موافق على الامر 
- سيفعل اجلا ام اجلا فهو يعلم أني اهتم وأسعى لما هو في صالحنا ليس الا 
- هل .. تفعلين هذا دائما .. تخططين ما ترينه مناسبا و 
- لا ترين أنى بعمر يسمح لي بذلك فكل تلك السنين التي مرت علي جعلتني ذات خبرة بالكثير من الأمور 
رفعت حاجبها بصمت فلا فائدة من مجادلتها فهي مقتنعة انها تفعل الصواب حقا ليس من السهل العيش بقربها تمتمت لنفسها وما ان وصلوا الى المنزل حتى صعدت نحو غرفتها .
- انتِ بمفردك هنا ( رفعت عينيها عن الصحيفة التي تتصفحها في صباح اليوم التالي نحو هلين التي تنزل الادراج وهي تتأمل الصالة الفارغة مضيفة وهي تقترب منها ) حتى مادي لا اراها 
- غادرت برجيت منذ قليلا واسطحبتها معها.. قالت عمتي فيرا انك بحاجة للراحة لذا لم توقظكِ للإفطار 
بدى الرضا على وجهها واقتربت من الباب الموئدي الى المطبخ لتختفي بداخله قليلا قبل ان تعود وهي تقول 
- طلبت منهم اعداد الشاي ارجوا ان لا تمانعي مشاركتي 
ابقت عينيها على هلين التي تحركت لتجلس على المقعد المقابل لها وهي تتلمس بطنها برقة قبل ان تقول بروية مخفية حيرتها 
- بالتأكيد لا امانع ... استنجبين قريبا 
- لا مازال امامي بعد الوقت 
اجابتها وابتسمت برقة لها مما جعلها تعود ببطء نحو الصحيفة فلم ترى احد ودود نحوها من ال ماردونز من قبل تأملتها هلين قليلا قبل ان تقول 
- يملك زوجي مزرعة خيولا كبيرة وتحيط بمنزلنا ارضا شاسعة عليكِ زيارتنا يوما ما 
عادت لرفع عينيها نحوها وهي تغلق الصحيفة قائلة 
- هل انتِ حقا من ال ماردونز اعني لم اعتد منهم التصرف بود نحوي فلم قد تفعلين هذا لستِ مضطرة 
- لأني اثق بعمتي فيرا 
- اشقاءك لا يفعلون 
- انهم يختلفون بوجهات النظر معها ولكنهم يعلمون انها لا تريد الا صالحهم في النهاية لقد قامت بتنشئتنا منذ وفاة والدتنا ولقد كانت نعم السند لنا ولطالما وثقت برأيها وقراراتها وبما انها ترى ان من الافضل ان تنضمي الى عائلتك فانا بالتأكيد معها بهذا لقد تزوجتُ وانتقلت الى مكان بعيد عن عائلتي وهذا الامر يجعلني اشعر بمن يعيش بعيدا وان كانت حدثت خلفات بالماضي فلستِ مذنبه لتتحملي تبيعاتها 
توقفت عن المتابعة وصوفي تتقدم منهم لتضع اكواب الشاي وطبق الحلوى امامهم قبل ان تغادر فتناولت جوزفين كوبها لترشف منه قبل ان تقول بثقة 
- رغم قولك ذلك لكن عليك ان تعلمي أني لا الوم والدي لتصرفه فلو كنت مكانه لفعلت مثله فليس العيش مرغمة تحت سلطت شخصا اخر يرغمني على التصرف كما يريد هو ويقيد حريتي امر مقبول لدي .. تستطيعين الان ان تنحازي لا شقاءك لا امانع 
اضافت بابتسامة ساخرة ولكنها لم تستفز هلين كما كانت تأمل بل اجابتها بهدوء وهي تتناول كوبها 
- اذكر ما مر به والدي من خيبة امل بسبب هذا الامر كما اعلم أيضا من انه لم يترك مكانا يغيب عنه وهو يبحث عن شقيقه ولو وجده لأعاده بكل رحابة صدر فلقد افتقده بشدة قد لا يعترف اشقائي بهذا ولكني اعلم ان غياب شقيقه الأصغر قد سأهُ جدا وكان له أثر كبير في نفسه فهو لم يكن يعلم ان كان على قيد الحياة ام فارقها 
توقفت عن المتابعة ونظرت كما فعلت جوزفين نحو برجيت ومادي التين دخلتا لتو لتجري مادي نحو والدتها التي استقبلتها وبرجيت تقول 
- قمنا بجولة في الاسطبلات و .. تحتسين الشاي 
قاطعة نفسها وهي تنظر الى هلين ثم جوزفين 
- شاهدت خيلا كبيرة 
قالت مادي بحماس وبلغتها الطفولية مما جعل هلين تنظر اليها متجاهله قول برجيت التي جلست على يد المقعد وهي ترفع حاجبيها متسائلة 
- هل امتطيته 
- لا رفضت خالتي وجعلتني امتطي خيلا صغيره بهذا الحجم 
عادت جوزفين نحو صحيفتها وهي تتابع رشف كوب الشاي بينما قالت برجيت موجها حديثها لشقيقتها
- سنذهب الى المسرح اليوم اترافقينا انا وكارل واندريا
- يسرني هذا 
- الن تأجلي رحيلك لم تحضري الى لوقتا قصير 
قالت ثلما التي اقتربت للانضمام اليهم وهي تصغي لحديثهم فأجابتها 
- سأعود ولكن على المغادرة غدا صباحا فكما تعلمين سيلاقيني ماكس لتوجه نحو عائلته 
- الم تطلب منك فيرا ان تتبعيها الى معمل الخياطة 
نظرت جوزفين الى ثلما التي قالت ذلك وهي تحدق بها قبل ان تعود نحو صحيفتها وهي تجيبها 
- فعلت 
- اذا الن تذهبي 
- لا 
بدى عدم الرضا على ثلما قبل ان تعود للحديث مع الفتاتان فوضعت جوزفين الصحيفة جانبا وتحركت لتغادر الى غرفتها وهي تقول 
- اعذروني 
- الى غرفتك ( تساءلت ثلما فأجابتها وهي تستمر نحو الادراج )
- اجل 
- ان هذه الفتاة كسولة جدا 
تجاهلت قول عمتها وتابعت نحو غرفتها لتنشغل بكتابة رسالة جديدة للورين .

اخذت خطواتها بالتباطئ مساءً وهي تتقدم نحو غرفة الطعام لتناول العشاء لتقول بحيرة وهي تحدق بكات التي تنقل الطعام 
- هل  انا اول الواصلين 
- لا أنستي لا يوجد احد سيتناول العشاء هنا الى انتِ 
- عمتاي ليستا هنا 
- دعيتا لقضاء الأمسية عند السيدة دورثي وخرج الباقي لحضور المسرح والسيد ثيودور اعلمنا انه لن يتناول العشاء هنا 
- سأكتفي بتفاحة لنفسي 
- الن تتناولِ عشاءك 
- لا شهية لي 
اضافت وهي تقترب من الطاولة لتتناول عنها تفاحة وتتحرك مغادرة نحو الخارج وهي تقضمها لتجلس على الادراج وهي تتأمل السكون الذي يحيط بها قبل ان ترفع عينيها نحو السماء الصافية وقد تلألأت النجوم بها لتخفضهما ببطء محدقة بالخيل التي تقترب من بعيد ليبادرها فردريك وهو يترجل عنها 
- عمتِ مساء ( ردت التحية له وتساءلت )
- الم تذهب لحضور المسرح برفقتهم
- لم يدعني أحد لأفعل ولما لم تفعلي انتِ 
- لنفس السبب لم يدعوني 
- هذا سيء ( قال وهو يقترب للجلوس على الادراج بجوارها مستمرا بتجهم ) انهم يتجاهلون وجودنا في هذا المنزل الا يفعلون
نظرت اليه بابتسامة واثقة وهي تقول بتأكيد 
- ان فعلوا ما كنت لأرافقهم 
- بعكسي ولكن لا باس استطيع التحمل ( عادت الى ما امامها دون ان تفارق الابتسامة شفتيها ليراقبها فردريك باهتمام مضيفا ) انت بمزاج جيد الليلة 
- انا كذلك طوال الوقت 
- حاولي تكرار هذا لأصدقه 
همت بإجابته ولكنها لم تفعل وقد نظرت من فوق كتفها الى الخلف وكذلك فعل فردريك محدقين بصوفي التي خرجت وهي تحمل مادي وتحاول تهدئتها لتقول لرؤيتهما يحدقان بها 
- استيقظت لتو وتريد والدتها 
- هل رافقتهم هلين 
تسال فردريك وهو يتحرك من مكانه نحوها ليتناول مادي من صوفي التي اجابته 
- اجل 
- ما رأيك ان أريك الخيل هيا انظري كم هي لطيفة 
قال فردريك لمادي وهو يسير نحو خيله ليمسك يدها ويجعلها تربت عليه وهو يحدثها مما جعل دموعها تتوقف وهي تصغي اليه دون ان يبتعد التجهم عن فمها الذي يستعد للبكاء من جديد لتراقبه جوزفين وهي تقول  
- لابأس بك ستكون والدا جيدا 
- انا الكبير في اشقائي هل اعلمتك هذا من قبل ( هزت راسها بالنفي فأضاف ومازال تركيزه منصب على مادي ) لدي ثلاث شقيقات وشقيقان وحقا كنت سعيدا بالحضور الى هنا والابتعاد عنهم 
- لست جادا 
- وما الذي تعلمينه انت فلقد بقيت وحيد والداي لثماني سنوات قبل ان يقررا انجاب المزيد .. حتى الان لا اعلم لما فعلا هذا كان عليهما الاكتفاء بي ( توقف عن المتابعة ونظر نحو ثيودور الذي يقترب بخيله منهما مما جعل مادي تأخذ بالتحرك من بين ذراعيه لإنزالها ففعل وهو يقول ) بالتأكيد ستذهبين 
ترجل ثيودور عن خيله ليجلس القرفصاء محتضن مادي التي رمت نفسها بين ذراعيه وهو ينقل نظره بين جوزفين التي تجلس على الادراج وفردريك الذي قال 
- غادرت والدتها لحضور المسرح وكما ترى تحتاج الى من يهدئها الى ان تعود للنوم 
- هذا كل ما في الامر ( قال مداعبا وهو يحملها بين ذراعيه ويقف مستمرا لها ) سأصحبك بجوله أهذا جيد ( وضعت مادي راسها الصغير على كتفه فتحرك بها وهو يقول لفردريك ) اريد التحدث معك فلا تتعجل بالذهاب الى النوم 
تابعت جوزفين ابتعاده نحو الحديقة ليعود فردريك للجلوس قائلا 
- ماذا كنت تتحدثين عن كوني والدا جيد ( ابتسمت ونظرت نحو قائلة بتفكير )
- تبدو هلين مختلفة عن شقيقتيها 
- لطالما كانت مميزة .. هل افهم من هذا انك على وفاق معها 
- ليس الامر كذلك ولكن ارى انها تفكر كعمتي فيرا وتأخذ الأمور بطريقة مختلفة عن شقيقتيها التين ابدتا رفضهما لوجودي منذ البداية ( عادت عينيها لتتابعها ثيودور الذي مازال يسير بالحديقة وهو يهمس لمادي التي اوشكت ان تغط بالنوم لتعود نحو فردريك قائلة ) تأخر الوقت 
- هل تشعرين بالنعاس 
- لا سأتصفح احد الكتب قبل ان اغفوا .. اراك غدا 
اضافت وهي تتحرك مغادرة الى الداخل لتقترب من نافذة غرفتها عند دخولها اليها محدقة بثيودور الذي ما زال يسير بالحديقة شاردة به فهو اكثر شخص يحيرها بهذه العائلة يبدو ودودا ولطيفا جدا وهو يحمل مادي ويسير بها أسندت خدها على حافة النافذة متابعة إياه ليمر الوقت دون ان تشعر قبل ان ترمش وهي تستقيم بوقفتها وتحرك يدها لتسدل الستار وهي تنهر نفسها .

- انستي انستي 
فتحت عينيها محدقة بصوفي في صباح اليوم التالي والتي استمرت
- السيدة فيرا تريد منكِ اعدادك نفسك لمرافقتها لتناول طعام الافطار بمعمل الحياكة فلقد دعت السيدات هناك للإفطار 
- لستِ جادة 
اجابتها وهي تنقل نفسها لجهت الاخرى من السرير وتعود لإغماض عينيها 
- تُعلمك انها لن تتقبل عدم مرافقتها ( فتحت عينيها محدقة امامها بغيظ وصوفي تسمر ) انها ترغب بان ترافقيها لقد اعددتُ لك ثيابك ها هيا انستي 
- امازلتِ بالسرير ( تناها لها صوت فيرا التي وقفت على الباب مستمرة ) هيا اسرعي انا بانتظارك بالأسفل لا تتأخري علي 
- ولما علي الذهاب ( قالت وهي تجلس بتذمر محدقة بها )
- لأنه ليس لديك شيء لتفعليه طوال النهار سوى التسكع هنا وهناك او البقاء بغرفتك ..هيا وكفاكِ دلالا انا بانتظارك في الاسفل لا تجعليني انتظر كثيرا 
قالت بجديتها المعهودة عندما لا تريد ان يناقشها احد وابتعدت من امام الباب راقبتها يتذمر قبل ان تبعد الغطاء وهي تتمتم بعدم رضا فلقد اطالت بالسهر البارحة لما عليها الاستيقاظ باكرا اليوم .

جلست تتناول طعامها دون شهية حقيقية في حديقة معمل الحياكة وقد رصت الطاولات بجوار بعضها البعض بشكل طولي وجلست فيرا على راس الطاولة لتجلس بجوارها وتمتلئ المقاعد المحيطة بالطاولة بالعاملات لتنتقل بعض الافطار لرؤية ما يعدونه وقد بدن متحمسات في اعلامهم عن الطلبية الجديدة التي يعدونها
- رائيتي كم الامر ممتع 
- لا اعلم ما الممتع به 
- الم تشعري بالسعادة وانت ترين الفتيات وهن يعلمنك ما سيقمن به كلما انهالت عليهم الطلبيات كلما زاد هذا من دخلهن مما يدب الحماسة فيهن لإنجازه بالسرعة الممكنة 
- لا لم اتنبه ( قالت كاذبة وهي تصر على عدم مدح ما يفعلنه رغم اعجابها الشديد بعملهن لتضيف مع توقف العربة امام المنزل )  وحقا لا توقظيني باكرا مرة اخرى لمرافقتك فلقد اطلت البارحة واحتاج للنوم 
اضافت وغادرت العربة امام عيني فيرا التين تابعتها قبل ان تهز راسها بيأس ونفاذ صبر , لتعود نحو غرفتها ولم تغادرها الا في الرابعة عصرا متجهة نحو الاسطبلات لتدخلها وتقترب ببطء من الخيل التي تمتطيها بالعادة وهي تحدق بثيودور المنشغل بتفقد نعل خيله وبجواره جون الذي بادرها 
- هل اعد لك الخيل انستي ( ربتت على الخيل البيضاء بود قائلة )
- اجل افعل .. سأنتظرك بالخارج 
استمرت وهي تعود لمغادرة الاسطبل ليتبعها جون بالخيل بعض لحظات لتمتطيها وتبتعد بها لتقوم بجولة حول المكان لتتأمل حقول القمح من بعيد وقد اخذوا بالأعداد لحصدها قبل ان تحث خيلها على السير بجوار سور المزرعة الذي كان قد تهالك من قبل بسبب قفز اريك عنه لتراه قد جددت اخشابه لتهم بالعودة بأدراجها الى ان خيلها بدأت بالتصرف بطريقة غريبة مما جعلها تربت على عنقها لتهدئتها وهي تحدق امامها بحيرة علها ترى ما اخافها لتقترب من بركتٍ للوحل ليقفز من جوارها فأر اخاف الخيل التي رفعت ساقيها عاليا فحاولت البقاء على ظهرها وهي تشد لجامها وتطلب منها الهدوء ولكنها لم تفلح وفقدت السيطرة على الخيل التي اخذت بالركل والقفز لتقع عن ظهرها وتتدحرج ارضا بجوار بركة الطين لتغيب عن الوعي وقد ارتطم راسها بحجرا هناك بينما ابتعدت الخيل مسرعةً .

فتحت عينيها ببطء وهي تأن بألم لترفع يدها التي علق بها الوحل نحو شعرها تتلمس راسها الذي يؤلمها لتحدق عينيها بالسماء التي امتلأت بالنجوم وقد حل الليل الحالك رفعت نفسها ببطء وانهاك على يدها محدقة حولها بتوهان قبل ان تجبر نفسها على الوقوف والسير دون ادراك اين تأخذها قدميها تشعر بالعجز وتريد الوصل الى المنزل باي طريقة فتابعت سيرها بإنهاك وقد علقت الاوحال بثوبها وشعرها وبدت في حال يرثى لها لتشعر ببعض الراحة وهي تلمح المنزل المضاء من بعيد لتتحرك باتجاهه وتقترب من ادراجه الخارجية لتصعدها اخيرا وتدخل ليعم الصمت التام الصالة وتحدق الوجوه بها لتتوقف في مكانها محدقة بفردريك الذي يقف بجوار ثيودور واندريا وقد توقفوا عن الحديث محدقين بها بالإضافة لعمتها ثلما وفيرا وبرجيت لتقول بجمود وكره لهم بهذه اللحظة امام الاعين التي تحدق بها دون استيعاب 
- يمكنكم الادعاء بانكم لم تروني ( وتابعت سيرها لتهتف فيرا بقلق شديد )
- ما الذي حدث لك بنيتي .. لما انتِ بهذا الشكل جوزفين توقفي انا احدثك 
- ما بكِ ما الذي جرى ( اسرع فردريك بالقول وهو يقترب منها فتخطته متجاهلة اياه )
- لما انتِ بهذا الشكل 
هتفت ثلما امام تجاهلها للجميع واقترابها من الادراج لتهم بالصعود اول الدرجات لتتوقف وثيودور يقول بحدة 
- لستِ صماء ويمكنك الاجابة عن ما حدث معك ولما انتِ بهذا الشكل المزري اين كنتي 
ضاقت عينيها واستدارت ببطء نحوهم قائلة وهي تشدد على كلماتها كي لا يرتجف صوتها ويفضح الضعف الذي تشعر به
- لقد خرجتُ منذ ساعات طويلة لركوب الخيل ( وتوقفت عن المتابعة وجالت بنظرها بينهم واحدا واحدا قبل ان تتوقف على ثيودور مستمرة ) لقد شاهدتني اليس كذلك 
وامام تجمد ملامحه قالت فيرا ببطء 
- اتريدين القول انك منذ وقتا طويل خارج المنزل 
ظهرت ابتسامة ضعيفة على شفتيها والتمعت عينيها بالدموع وهي تقول بغصة 
- اجل خرجت عصرا .. و ... لا .. لا شيء فقط عمتم مساء يا عائلتي العزيزة 
واستدارت لتتابع صعود الادراج فأسرعت فيرا خلفها بينما قال فردريك بقلق لأندريا 
- تبدوا مصابة هلا تفقدتها فهناك دماء على ثوبها 
- لابد وانها سقطت عن ظهر الخيل الم تقل انها امتطت واحدا 
قالت برجيت دون اكتراث وهي تعود لرشف من عصيرها بينما تحركت اندريا لتتبع عمتها فيرا وثلما تقول 
- اعتقدت انها بغرفتها ولا تريد مشاركتنا فهي مزاجية ولا استطيع فهمها ومعظم الوقت تبقى بغرفتها 
همت برجيت بالتحدث ولكنها توقفت وهي ترى عيني ثيودور الثابتتان على راس الادراج حيث اختفت وقد احتقن وجهه
- انها مدللة ليس الا ( قالت موجها حديثها له فنظر اليها فأضافت ) ارى انها تحب جذب الانتباه لها لهذا تفتعل هذه الامور 
- انها مصابة ( نهرها فردريك قائلا فأجابته )
- لا تبدوا اصابتها خطيرة 
- رغم ذلك كان على احدنا تفقد امرها ( اصر فردريك )
- وما شانك انت بها 
اسرعت برجيت بالاعتراض فلمحها بغيظ قبل ان يعود الى ثيودور الذي تحرك ليسكب لنفسه كوبا من الماء ليقول له
- كيف تغادر منذ ساعات ولا تعود الا الان دون ان يعلم احدا بها هل حقا هذا ما انتم عليه 
- فردريك لا شان لك 
عادت برجيت للقول بتأكيد له فنظر نحو ثيودور بغيظ قبل لن يعود نحو برجيت قائلا 
- هكذا اذا .. عمتم مساء ال ماردونز ( وتحرك مغادرا ) 
- انه مزعج لا اعلم لما يهتم بأمرها 
- ان بَقيت طوال الليل بالخارج هل كنا لنعلم ( نظرت برجيت نحو ثيودور الذي قال ذلك وهو يستدير نحوها ) لا اعتقد .. وهذا امرا سيء حقا 
- ما الذي تعنيه بهذا 
- انها برغم كل شيء تعيش تحت سقف منزلنا وهي مسؤولة منا شئنا ذلك ام لا 
- انها ناضجة كفاية وتستطيع اتخاذ قراراتها فليست طفلة بحاجة للمساعدة ومازلتُ واثقة ان اصابتها طفيفة وإلا كيف وصلت الى هنا منذ حضورها وامور هذا المنزل تدور حولها رباه لقد ضقت بهذا عمتم مساء 
اضافت برجيت بنفاذ صبر وهي تتحرك عن مقعدها فقالت ثلما التي كانت تتابع ما يحدث 
- خذيني معك .

رفع ثيودور الجالس بالصالة بمفرده دون مغادرتها نظرة نحو راس الادراج وهو يسمع اندريا التي تتحدث الى فيرا وهما تغادران غرفة جوزفين لتمران متجهات نحو غرفهم
- انها شديدة العناد لم ارى مثلها 
- غدا ستتحدث لندعها وشانها الان ( قالت فيرا لأندريا التي عادت للقول )
- ربما تكون اصابتها بالغة 
- لو كانت كذلك لتحدثت
- ما كان ليضرها ان تعلمنا ما جرى معها 
تلاشى صوتهن بعيدا رغم استمرارهم بالحديث لتشرد عينيه بتفكير قبل ان يغادر مقعده صاعدا الادراج ليتجه نحو غرفتها ليطرق على بابها وعند عدم سماعه اي استجابة دخل مجيلا نظره بالغرفة الفارغة قبل ان يتوقف على باب الحمام وصوت المياه الصادر منه فاغلق الباب خلفه متجها نحو النافذة متأملا ما امامه دون رؤيته حقا وما ان سمع صوت باب الحمام يفتح حتى استدار نحوه ببطء لتتجمد في مكانها وقد رفعت يدها بالمنشفة تجفف شعرها المبتل لتسرع بالتحرك بذهول وارتباك نحو روبها لترتديه فوق ثوبها الابيض الداخلي ذا الشيلات والذي بالكاد يغطي ركبتيها وهي تهتف دون تصديق وبحرج
- ما الذي تفعله هنا كيف تجرؤ على الدخول الى غرفتي بهذا الشكل
- نحنا متعادلان الان 
قال بسخرية لا اثر لها بنظراته الجامدة وملامحه المشدودة فقالت بغيظ وهي تحكم زنار روبها
- غادر غرفتي على الفور 
- ليس قبل ان اعلم ما الذي حدث اليوم 
- لا تدعي اهتمامك 
- اذا لن اغادر 
- ما الذي تعنيه بهذا
- ما سمعته تماما ( قال بتأكيد وهو يخطو نحوها مستمرا بثقة ) ما الذي حدث بعد مغادرتك الاسطبلات اليوم 
- لا تدعي الاهتمام فلقد غبت لساعات دون ان يكترث احدكم بتفقدي
- لم اعلم انك تسعين لنيل الاهتمام
- لا اسعى لذلك والان غادر غرفتي 
قالت بإصرار وعناد وهي تحرك يدها مشيرة نحو الباب ولكنه لم يتحرك بل حرك يده ليتناول يدها ويرفعها فحاولت سحبها دون ان تفلح بينما تأمل الخدش الممتد على ذراعها وهو يقول دون ان يأبه لمحاولتها سحب يدها منه
- ليس بالخطير ايوجد غيره 
- لا شان لك 
- اترغبين بان ابحث بنفسي 
افلتت يدها منه بسرعة وضمتها اليها بقلق وعينيها جاحظتان به وهي تقول 
- هي فقط ليس هناك اصابة اخرى 
- ما الذي حدث اذا ( همت بالاعتراض فأضاف) لن اغادر قبل معرفة ما حدث ( ونقل عينيه بعينيها مضيفا بتاكيد ) ما الذي حدث ولما عدت بهذا الشكل .. كيف اصبتي 
عقصت شفتها بقوة قبل ان تقول
- وقعت عن الخيل بعد فقدي السيطرة عليه ..قفز شيء ما امامه اخافه .. هذا ما حدث .. هيا غادر 
- تابعي 
- ماذا اتابع لقد سقطُ وغبت عن الوعي ولا اعلم كم من الوقت مضى علي وانا بهذه الحال فلقد سقطُ قرب بركتا للوحل مما جعلني اتسخ وما ان استعدت وعيي لم اجد الخيل ولم اعرف طريق العودة الى بعد وقت .. هذا ما حدث 
- فقدت الوعي ( قال بتفكير فهزة راسها بالإيجاب وهي تقول )
- وقد حصلت على تورما براسي 
مد يده نحو راسها فحاولت التراجع الى انها توقفت وهو يقول 
- لا تتحركي 
وتلمس الانتفاخ الصغير براسها قبل ان يضغط عليه لتقول بتذمر والم وهي تبتعد عنه 
- هذا مؤلم توقف
- سأرسل السائس ليحضر هنريك لذا اعدي نفسك 
اضاف وهو يشير الى لباسها وتحرك متخطاً عنها لتسرع بالاستدارة نحوه وهي تقول 
- لا احتاج اليه انا على مايرام 
- عندما يعلمني هو بهذا سأصدق 
رفعت حاجبيها محدقة بالباب الذي اغلق ما الذي يعنيه بتصرفه هذا ايريد اقناعها انه قلق عليها لن تصدقه لا تستطيع هذا ولما لا تستطيع الوقوف بوجهه كما تفعل مع الباقي لما تنصاع له بالنهاية .
- ماذا حدث ( تساءلت فيرا وهي تنزل الادراج محدقة بثيودور الجالس بالصلة مستمرة ) سمعت جلبة قبل قليل 
- ارسلت خلف هنريك انه بغرفتها 
- بدت بخير رغم عنادها ورفضها للتحدث عما جرى معها
- من الافضل ان يرها ( قال بتذمر مضيفاً ) ان اكثر ما يغيظني ان علي الحرص عليها كي لا يصيبها مكروه
تجاهلت فيرا قوله متسائلة
- هل صوفي برفقتها 
- اجل ( تابعت نزول الادراج نحوه وهي تقول )
- انها عنيدة جدا من الافضل ان انتظر هنريك هنا 
واقتربت للجلوس بالمقعد المجاور له وقد ارخى راسه محدقا بالثرية التي تتدلى من السقف بشرود قبل ان يقول
- لا استطيع لا استطيع مهما حاولت فهم سبب ارسالها الينا لقد غادر بنفسه منذ سنوات ما الذي جرى ليجعل ابنته تعود الى هنا 
تأملت فيرا جانب وجهه قبل ان تقول
- اتريد ان تعلم لما ارسلها الى هنا ... انتَ السبب بهذا ( توقفت عينيه بشكل تام عن التحرك قبل ان يحركهما نحو عمته التي هزت راسها له مضيفه بتأكيد ) لو كبت فضولك ولم تتبعه الى جايدن بعد ان رأيته هنا لما فكر بالأمر فلقد كانت له مخططات اخرى لها بعد وفاته ولكن بما انك تبعته الى جايدن وبقيت يومان تتبعه كظله ما كان ليجرؤ على ترك ابنته دون ان تعلم شيئا خوفا منك من ان تسبب لها الاذى انتقاما لما فعله هنا
بدى ثيودور عاجزا عن التحدث لوهله قبل ان يتسأل دون تصديق
- علم اني تتبعته 
- اجل منذ البداية تعرف عليك وزاد قلقه على ابنته لذا عندما علم بمرضه كان ينوي ارسالها للخارج حتى يبعدها عن اي فرصة لنا للوصول اليها فانت تعلم طريقها ولا يعلم بما تفكر او ماذا تنوي خاصة انك لم تحدثه ولم تعرفه بنفسك انتظر وانتظر ان تفعل وانتَ لم تفعل اذا انتَ لا تنوي الخير ولا يعلم ان عدت لتتبعه من جديد ام لا فهو تنبه لوجدك في تلك المرة ولا يعلم ان كنت عدت لتكرار الامر .. عندما اعلمني بهذا عددت تصرفك خيانة لي لقد غضبت منك غضبت بشدة علمت مكان اخي وابنته منذ سنوات ولم تعلمني ايها الاناني حسنا فالتحتفظ بهذا لنفسك تدعي انك لا تعرفها ادعي قدر ما تشاء لقد حرمتني من رؤية اخي الذي لم يكن بمقدوري رؤيته الا قبل وفاته بسببك لقد تصرفت بأنانية مطلقة وخنت ثقتي بك 
- رباه حتى بعد مماته استطاع ان يفرق بيننا اذا انتِ ناقمة علي لهذا السبب لقد اتخذت القرار السليم بعدم اعلام احد وهذا ما كان يجب ان يستمر عليه الامر ولا لم اعد الى تتبعة رغم عودتي الى جايدن والنزول في نفس النزل المطل على منزله لقد اكتفيت بالنظر اليه من هناك ولكن لم افعل في اخر ثلاث سنوات فالقد طويت تلك الصفحة بما انه لاينوي الحضور وتقديم نفسه الينا اعتقدت ان امره انتهى ولكني كنت على خطء .. لما لم يرسلها للخارج اذا كان ليكون الامر افضل مما فعل ولكنه يطمع بإرثه يرسل خلفك يستغل تعاطفك وقصة تتبعي له ليثير القلق بنفسك من جهتي يرسل ابنته معك الى ماكسويل انه قلق عليها مني وها هو يرسلها لي الى عريني ( ونقل عينيه بعيني عمته مستمرا بثقة ) وصدقتي قصته بكل سهولة واعتبرتني خائنا
- لأنك تعرفه وتعرف عنوانه وتعرفها لم يرسلها خارجا فانت تعلم كل ما حاول إخفاءه منذ سنين عنا لذا فكر ان كانت تحت حمايتي وعهدتي فلن تمسها 
- وانتِ تصدقين هذا حقا ( وابتسم بسخرية مستمرا دون تصديق ) انه يريد مالم يستطع الحصول عليه 
- ليكن انه حقها في النهاية 
- حقها الذي تخلى هو عنه بينما جهدت وتعبت وانا احاول الحفاظ عليه وعاديت عائلات في ماكسويل من اجله 
- كنت لتفعل هذا مع اي فردا من العائلة ففي النهاية انت المسؤول عن املاك العائلة

الأحد، 8 سبتمبر 2019

آل ماردونز 6

ارجع راسه الى الخلف من جديد وهو يقول بيأس واحباط 
- لن يستطيع شيء تغير رايك الا اعرفك لقد أوقعكِ بفخه عمتي وهو ينال ما يرده حتى بعد موته فما لم يستطع نيله وهو على قيد الحياة سيناله الان بسبب وجود ابنته بيننا 
- انا اكثر من يعلم ما مررنا به وعانيناه في الماضي ورغم ذلك تبقى من ال ماردونز شئتَ ام ابيت ولن اخذل اخي لقد اوصاني بها .. ربما علي شكرك فلو لم يرك لما فكر بالإرسال خلفي 
ظهرت ابتسامة ساخرة قاسية على شفتيه اذا هو السبب في النهاية يا لا قدره المشؤوم 
- و .. هي تعلم بهذا 
- لا انها لا تعلم شيء فرانسوا لم يعلمها باي شيء 
توقفت عن المتابعة وهنريك ينزل الادراج نحوهم وخلفه صوفي ليبادرهم ما اصبح امامهم
- لا شيء مقلق وذلك الورم سيختفي خلال ايام 
- اعذرني للإرسال خلفك بهذا الوقت 
- لا باس من الجيد انك فعلت ولا تردد في هذا  .. اعذروني الان 
تحرك ثيودور برفقت هنريك للخارج بينما بقيت عيني فيرا تتأملان الادراج بتفكير قبل ان تسند ذقنها على راس عصاها لقد نالت منها السنين وتشعر بالضعف ولم تعد قادرة مثل السابق على تحمل كل ما يجري رغم ذلك لن تستسلم فجوزفين مازالت بعمر صغيرة ولا تدرك كيف تسير الامور هنا وعليها ان تحرص عليها ولن تيأس ان هذه الكلمة لم تكن يوما بقاموسها ولن تبدا الان وثيودور ماذا تفعل به انها تدرك تماما كيف يفكر ولن يهدئ قبل ان تسير الامور كما يريدها هو تنهدت انها تعلم ما يشعر به فلقد فارق طفولته ليقف بجوار والده ويصبح يده اليمنى بكل شيء عندما كان الفتية يجتمعون من اجل اللهو كان هو غارقا حتى اذنيه بالعمل لقد رأى والده وهو يعاني من الصراع مع ال شادون لن تستطيع الطلب منه تناسي كل هذا والمضي قدما ان اكثر ما يقلقها الان ان اصابها مكروه ما الذي سيحدث لجوزفين هل هو قادر على احتوائها هنا بماكسويل ام انه لن يأبه بأمرها وسيدعها تذهب حتى ثلما لا تقدم لها العون المطلوب بالأمر وكذلك الفتيات لا يفعلن ولكنهم لا يقلقونها كثيودور .

راقب عربة هنريك وهي تبتعد ليعود نحو الادراج ويجلس عليها شاردا بما امامه وهو يستعيد حديث عمته ويعود بذاكرته الى ذلك اليوم الذي قصد به جايدن ليتبع عمه لا يستهان به لقد علم عنه ولم يجعله يشك بهذا ورغم قلقه منه ارسل ابنته اليه ويريدون منه تصديق ذلك لم يفاجئ بعمته فهو يعلم انها تنوي اعطائها حصة والدها ولكنها تعلم ايضا انه لن يسمح لها بهذا فلقد فقد عمه حقه به منذ زمن طويل طويل جدا ولن يقف مكتوف اليدين امام رغبات عمته لن يفعل ان هيئة والده وقد ارهقه الجدال مع ال شادون ومع أفراد العائلة لا تفارق ذاكرته .

- انستي .. انستي السيدة فيرا تتساءل ان كنت تستطيعين الانضمام لها انها في الحديقة الخلفية 
- كم الوقت صوفي ( تساءلت بكسل وهي تتثاءب في صباح اليوم التالي )
- انها العاشرة انستي 
- ذهب موعد الافطار ( تمتمت بتذمر وهي تحتضن وسادتها فقالت صوفي )
- لقد طلبت السيدة ان اعد لك الافطار لتتناوليه برفقتها بالحديقة الخلفية ( حركت عينيها نحو صوفي التي اضافت ) ان كات تقوم بنقله الى هناك 
ابعدت الغطاء عنها وهي تقول 
- هل علي القلق فلقد تم كسر احد قوانين هذا المنزل المبالغ بها .. هل علي 
كررت لصوفي وهي تقف وترفع يديها الى اعلى لتستيقظ جيدا 
- لا انستي 
رغم قول صوفي ذلك الى انها لم تطمئن لذا اسرعت بالاستحمام وارتداء ملابسها والتوجه نحو الخارج لتقترب من عمتها الجالسة على المقعد وامامها طاولة مليئة بأشهى انواع الطعام وهي منشغلة بقراءة الصحيفة لتلق التحية وتجلس امامها قائلة وعينيها تجولان بالأطباق على الطاولة 
- هل فاتك الافطار ايضا 
- تعمدت جعله يفوت لأتناوله برفقتك 
تمعنت بعمتها التي جلست جيدا وبدأت بتناول الطعام ففعلت بالمثل وهي تقول
- تشعرين بتأنيب الضمير لما حدث البارحة 
- اجل ( توقفت عن مضغ لمقتها فلقد كانت تقصد مناكفتها وليس اعترافها ) تعتقدين اني كنت لأسامح نفسي ان حدث لك مكروه لقد اوصاني والدك بك وانت لا تعلمين كم هذا الامر يؤرقني حتى اكون عند حسن ظنه بي كان علي ان أتأكد من مرور صوفي عليك لإعلامك بان العشاء جاهز لا ان افكر بانك لا تريدن كالعادة تناوله حينها كنا علمنا انك لم تعودي اني حتى لا اريد ان فكر ما كان ليحدث لو كانت اصابتك بالغة ولم تستطيعي العودة ( اعادت عينيها نحو الطبق الذي امامها وقد لامس حديث فيرا قلبها فهي تشعر بصدق مشاعرها وحديثها وانها تهتم بأمرها حقا ) ما كنت لأسامح نفسي هذا ما اعرفه بنيتي .. أيا منا ما كان ليفعل ( نظرت اليها فاستمرت بتأكيد ) لقد رايتِ بنفسك حضور اندريا للاطمئنان عنك وحرص ثيودور على التأكد من انه لم يصبك سوء اعلم انك ترعرعتِ كفتاة وحيدة وهذا الامر يجعلك لا تدركين ما يعني جو العائلة رغم كل خلافاتنا نضعها جانبا عندما يحتاج احدنا للأخر اجل فلسنا متفقين دائما وهناك الخلافات والآراء المختلفة التي لا تنتهي ولكن كل ذلك يختفي ان تعرض احدنا لسوء او احتاج دعم العائلة له فهو يحصل عليه دون شروط 
- تجعلين الامر يبدو جميلا ولكن في الحقيقة هو ليس كذلك 
- هو كذلك وما حصل البارحة اكبر دليلا على كلامي من ارسل خلف هنريك من لم يغادر نحو غرفته الا بعد ان اطمئن انك بخير ولا تعانين سوءً 
- حتى لا يتهمه احد باني تعرضت للإهمال وانا بمنزلكم او ربما خوفا على مركزه القادم كمسؤول عن ماكسويل  
- او لأنه انسان اولا واخرا ولديه شقيقات يخاف عليهم وعدك مثلهم ... جوزفين تناولي هذا ( حركت يدها لتتناول المظروف الذي قدمته لها عمتها والتي اضافت وجوزفين تسحب النقود التي به ) انه لك اعلم انه قليل ولكن ستحصلين الشهر القادم على ضعف هذا المبلغ ( اعادت المال الى الظرف ونظرت اليها بحيرة فاستمرت ) لا اريد ان استغل ان اموالكِ معي لإجبارك على التأقلم وما الا ذلك ففي النهاية انتِ بحاجة الى المال وانا لن احرمكِ منه كل ما أريدهُ فقط هو ان تصبري وتُحاولي اعلم ان ما تلاقينهُ هنا من رفضاً لوجودك هو امرا صعب عليكِ ويشعرك بالسوء وما يتحدثون به عن والدك يسبب لك الضيق ولكن اليس والدك من اراد ان تحضري الى هنا كيف تطلبين مني عدم تنفيذ رغبته الاخيرة لقد كنت برفقتي عندما اعلمك بهذا انها وصيته الأخيرة كل ما اراده ان تبقي برفقتي شقيقي الذي غاب عني سنوات وسنوات وقد اخذ بغيابه جزء من قلبي فلقد كنت شديدة الحب له فهو شقيقي الاصغر يطلب مني الاعتناء ببنتهِ وان احرص على امواله حتى يشتد عودك اكثر هذا كل ما اريده وكما ترين اني امراة عجوز قد لا استيقظ غدا فهلا مددتي يدك لي لأستطيع تنفيذ وصيت اخي الاخيرة .. هلا فعلتي
ابتلعت ريقها بصعوبة وعينيها لا تفارقان عيني عمتها وقد مست كلماتها قلبها لتهز راسها ببطء بالايجاب وهي تهمس 
- اسف ان صعبت الامر عليكِ .. و .. اعدك ان .. احاول 
- انتِ فتاة جيدة واعلم ان والديكي احسنا تنشئتك ولن تخذليني .

تأمل ثيودور من نافذة غرفتهِ المطلة على الحديقة الخلفية ما يحدث هناك بتجهم وتفكير عميق وقد كست عينيه نظرة قاتمة .

- الدينا زوار 
تسألت جوزفين وقد غادرت الحديقة الخلفية بعد تناول الافطار هناك برفقت عمتها التي تأبطت ذراعها لتعودا نحو المنزل لتقول فيرا وعينيها معلقتين بالعربات الثلاثة الذين توقفوا ونزل منها مجموعة من الرجال توجهوا لداخل المنزل
- انهم افراد العائلة جاءوا من اجل اجتماع اليوم فغدا سيبدأ الحصد وبعدها هناك الانتخابات وعليهم ان يجتمعوا ليقرروا ما سيفعلونه هذا العام 
تأملت الرجال الذين يدخلون واحدا واحدا وقد توقفت هي وعمتها قرب اشتال الزهور قائلا
- كيف يتركون الامر لثيودور اعني ان معظمهم متقدما بالعمر و
- ليس بإرادتهم فمنهم من يتمنى ازاحته فورا كهذا ( اشارت لها بعينها نحو احد الرجال الذي غادر العربة لتو مستمرة ) يرى انه احق بإدارة امور العائلة من ثيودور وهو ينتظر اي فرصة لنيل منه ولكن كون ادمز من كان يملك السلطة بهذا الامر وفي اخر ايامه كان شديد المرض واستلم ثيودور جميع المسؤوليات عنه واثبت جدارته المطلقة مما جعل اغلبهم يثقون به خاصة انه يزيد من دخلهم وهذا الامر بحد ذاته اغراء لهم ليبقى .. الامر يحتاج الى شخص يملك بعد نظر وفي الحقيقة ثيودور يملك العقل المناسب لهكذا امور لذا اصر عليه ان يتقدم للانتخابات ارجوا ان يفعل هذا العام .. اترافقيني 
- الى اين 
- علي تفقد معمل الحياكة هيا لنذهب الان لأرى ان قامت الفتيات بتجهيز الطلبيات 
انشغلت برفقة فيرا بِمعمل الحياكة في اليومين التالين محاولة ان تشغل نفسها وتبتعد عن المنزل لتعود ما ان يحل العصر .

 صعدت نحو غرفتها لتبتسم بتكلف لكارل الذي غادر غرفته متجها نحوها ملقي التحية لتجيبه باقتضاب وهي تفتح باب غرفتها بينما قال 
- اين تختفين لانكاد نراك هنا 
 - اساعد عمتي .. المعذرة علي الحصول على الراحة الان 
اجابته وهي تدخل الى غرفتها لتمضي بعض الوقت بها قبل ان تغادرها  الى اسفل نحو الصالة الفارغة لتتوجه نحو المطبخ لتسال صوفي عن عمتها التي غادرة المعمل باكرا اليوم الى انها توقف وحدقت بباب غرفة مكتب ثيودور وقد تناها لها صوته فتحركت نحوه اتكون فيرا برفقته الا ان قدميها توقفتا وقد تناها لها صوت رجل خشن وهو يقول 
- لقد اجتمعت العائلة وجئنا لإعلامك بما نريد  
- كان معظمهم هنا قبل بضع ايام واعلموني بالجديد
- الامر مختلف فلقد اجتمعنا صباح اليوم 
- كلي اذانا صاغية لمعرفة سبب هذا الاجتماع الذي استُثنيت منه 
- انتَ تعلم انه بخصوص عمك 
همت بالتحرك لتعود لثبات في مكانها وعينيها لا تغادران باب غرفة المكتب بتركيز وفضول بعد قوله فاجابه ثيودور
- عمي قد توفي 
- ابنته مازالت هنا وهي تستطيع اعلامنا بما نريد 
- هل ستعودون لهذا اعلمتكم انها لا تعلم شيئا 
- هل تأكدت منها بنفسك 
- انها لم تكن تعلم عن وجود عائلة لها الى من فترة قريبة فلقد حرص عمي على اخفاء ماضيه عنها لذا لا تقحموها بالموضوع 
- رغم ذلك علينا رؤيتها والتحدث معها 
- لا ليس عليكم هذا فلقد دفع والدي لكم ثمن حصصكم من الارض لذا يصبح الامر عائلي يخصني انا وافراد هذا المنزل اما انتم فلقد اخذتم مالكم وبرضاكم دون ان يجبركم احد على هذا 
- لم يكن الرقم الصحيح فما علمناه انه قد باعها بضعف السعر الذي قيل لنا 
- هذا كذب وانت تعرف هذا فما كان والدي ليفعل هذا هناك من يحاول افتعال المشاكل وانتم تصغون له 
- الم تأخذ الصك من ال شادون ارنا اياه حينها نصدق ان ما تقوله هو الصحيح 
- تعلم جيدا اني تخلصت منه بحق الله كنت في قمت سعادتي وانا اضعه في نار المدفأة ليحترق امام ناظري فلقد كنت من يهمه امر ذلك الصك اما انتم فلم يكن لكم شئا به ولو علمت ان هناك من سيبعث الشك في نفوسكم حول المبلغ المالي لما فعلت هذا ولكن هذا ما حدث 
- اذا دعنا نحادث ابنة فرانسوا 
- ولما قد افعل فانتم ستحدثونها عن والدها ووالدها وتوفي وهي لا شأن لها بهذا 
- موقفك هذا سيضر بمصلحتك وفي الحقيقة قد بدا بعضهم بالتحدث عن تنحيتك عن منصبك بإدارة شؤون العائلة بسبب اخفاءك لحقيقة المبلغ المالي الذي حصل عليه عمك 
- لم اخفيه ولكن انتم من تشككون به 
- تعلم انك لا تستطيع منعنا من محادثتها بالأمر 
- بل استطيع انها تحت مسؤوليتي ولن اسمح لاحد منكم بالتعرض لها 
- كل ما في الامر اننا نريد ان نطرح عليها بعض الاسئلة لا ارى في الامر اي مشكلة فلا تبالغ في حمايتها 
- بما اني اعلم ما يدور في خلدكم فلن اسمح بهذا 
- الا ترى انك تبالغ في الامر 
شعرت بأحدهم يقترب من باب المنزل الرئيسي فتحركت نحو المطبخ بسرعة لتختفي به وقد شحب وجهها نظرت كات نحوها قائلة 
- تحتاجين الى شيء انستي 
- كوبا من الماء 
اجابتها وهي تحاول اخفاء توترها لتجلس على المقعد وتحتسي كوب الماء ومازال الحديث الذي سمعته يتردد في ذهنها نظرت نحو باب المطبخ وهي تسمع صوت عمتها فيرا واندريا التين دخلتا الى المنزل لتو قبل ان تسمع صوت ثيودور وضيفه وقد تحركا مغادرين غرفة المكتب ليلقيا التحية على فيرا واندريا قبل ان يرافق ضيفه نحو الخارج ويعود بأدراجه الى داخل المنزل ليجلس على الاريكة شاردا 
- اعدو لي كوبا من القهوة 
هتف وهو يرخي راسه الى اعلى فتابعت جوزفين شرب كوب الماء قبل ان تغادر المطبخ وفيرا تتساءل وهي تجلس على الاريكة امام ثيودور 
-  ماذا كان يفعل برونز هنا 
- وما الذي يريده كالعادة عمتي يجد اي امر جديد ليحضر ويسبب لي الصداع .. تلو الاخر 
اضاف وعينيه تتابعان جوزفين التي انضمت لهم ملقية التحية باقتضاب فرفع راسه ليسنده على ظهر مقعده وهو يرفع يده ليضعها بين عينيه وقد اغمضهما فتحركت جوزفين للجلوس على طرف الاريكة التي جلست عليها اندريا متعمدة عدم المغادرة وفيرا تقول بتذمر 
- لن يهدأ قبل ان يسبب المشاكل من جديد 
- ماذا هناك عمتي هل لديه امر جديد ( تسألت اندريا )
- لا اعلم بعد ولكن اشعر بان هناك امرا ما يجري 
ابعد ثيودور يده عن وجهه وهو يجلس جيدا متناولا من صوفي كوب القهوة بينما تابعته جوزفين منتظرة منه التحدث ولكنه لم يفعل بل انشغل بشرب كوبه وهو شاردا به وقد اكفهر وجهه 
- لقد كانوا هنا منذ يومان لذا لابد وان امرا مهم قد حدث ليعود الان 
اضافت فيرا بتفكير وعينيها لا تفارقان ثيودور الذي حرك نظره الحاد نحو جوزفين التي ابتلعت ريقها بثبات وهي تلاقي عينيه ليسحب نظره عنها ببطء نحو فيرا قائلا 
- ستجدين ان لديهم امرا مهم دائما الا تعرفينهم كفاية 
- وهذا ما اقلقني انني اعرفهم جيدا ( اجابته وهي تراقبه ) هل عرض عليك الابتعاد عن طريق ستيف لانه سيرشح نفسه 
- لا لم يتحدث بالامر 
اجابها وهو ينهي كوبه ويتحرك نحو الباب الرئيسي فأسرعت بالإضافة 
- الى اين انتَ ذاهب 
- لدي بعص العمل علي انهائه ( تعلقت عينيها بظهره وهو يغادر قبل ان تتسائل وهي تنظر الى جوزفين بتفكير )
- جوزفين هل .. حدث امرا ما بغيابنا 
- مثل ماذا ( تسألت بشرود ومازالت عينيها ثابتتان على الباب الذي غادر منه فاستمرت فيرا ) 
- لا اعلم ولكن تلك النظرة التي رمقك إياها منذ قليلا 
- هل تنبهت انت أيضا لقد بدا انه يكبت غضبه هل اغضبته من جديد 
اسرعت اندريا بالقول مما جعلها تنقل نظرها بينهما وهي تتحرك لتقف قائلا 
- لستما جادتين لقد نزلت لتو ولا اعلم عما تتحدثان 
وتحركت مغادرة نحو غرفتها دون ان تستطع ابعاد ما جرى عن عقلها ومازال الحديث الذي سمعته يتكرر ويتكرر الى ان انهكت  .

نظرت في صباح اليوم التالي من فوق كتفها الى كارل الذي دخل الى غرفة المكتبة وقد غادر الجميع الى اشغاله بعد تناول الافطار بينما اعلمت فيرا بعدم رغبتها بالتوجه الى المعمل اليوم لتقول وهي تعود الى الكتب امامها 
- الم تغادر ايضا 
- انتظر برجيت حتى تنتهي من اعداد نفسها .. هذه المكتبة قيمة ( اضاف لانشغالها بها فحركت راسها بالإيجاب دون النظر اليه فأضاف ) وجدت بها مجموعة من الكتب النادرة لابد وان ال ماردونز منذ سنوات طويلة وهم يحرصون على ان تكون هذه المكتبة مميزة بهذا الشكل .. تهوين القراءة ولابد 
توقفت مقلتيها عن الحراك لشعورها ان صوته اصبح قريبا جدا منها مما جعل حواسها تتنبه فحركت راسها نحوه لتجده يقف خلفها تماما متأملا الكتب بالرفوف العليا فتحركت من امامه الى الجهة اليمني لتتناول احد الكتب وتفتحها دون تركيز حقيقي ليقترب بدوره من جديد ليقف بجوارها ويتناول احد الكتب قائلا 
- الاحظ انك تقضين الكثير من الوقت بمفردك الا تشعرين بالملل ( وامام ادعائها بالانشغال بما بين يديها دون اجابته اضاف ) لابد وانك تشعرين به ما الذي ستفعلينه اليوم .. اعني الديك ما يشغلك 
- لما 
قالت ومازالت تدعي تركيزها بالكتاب الذي تتفقد صفحاته اعاد الكتاب الذي بين يديه قائلا باهتمام 
- انا متفرغ بعد الظهر وبما انك متفرغة ايضا  .. 
قال ولم يتابع وعينيه تتأملانها فاظهرت ابتسامة ساخرة على شفتيها وأعادت الكتاب الذي بيدها الى مكانه وهي تقول 
- وان كنتُ متفرغةً ما الذي يعنيك بالأمر 
- كنتُ اتساءل ان كنتِ بالمثل فكلانا غريب عن ماكسويل ( واستمر باهتمام وهو ينحني بوقفته نحوها رغم اصرارها على عدم النظر نحوه فاستمر بهمس ) حينها قد نقضيها معا سيكون الامر ممتعا جدا  
- معا انا وانت ( قالت وهي تنظر اليه فهز راسه لها بالايجاب وهو يزداد قربا مما جعلها تتراجع ببطء وعينيها لا تفارقان عينيه  وهي تقول ) لا اعتقد ان هذا سيروق لبرجيت هل انتما على وشك الارتباط ام يخيل لي الامر 
- اننا كذلك وما في ذلك ( استمرت بالتراجع لاستمراره بالاقتراب ببطء وقد بدا الحذر عليها فهي لم تكن تشعر بالراحة له ولكن الان لا تشعر بالطمأنينة فتصرفاته والنظرات التي تطل من عينيه لا تبدو حسنة النية ) ان ارتباطي بتأكيد لا يعيقني عن عيش حياتي ام ترين ان علي ان اكتفي بواحدة هل علي لا اعتقد وفي الحقيقة انت تثيرين اهتمامي كثيرا لا تعلميني ان الامر غير متبادل فانا قد تنبهت لك مُنذ البداية 
- كنتُ اغيظ برجيت ليس الا فلا يذهب عقلك للبعيد انتَ حتى لا تروقني ( تمتمت وهي تنظر نحو الباب وتحاول اخفاء توترها الذي يتفاقم لتتجمد وظهرها يرتطم بالمقعد خلفها فأسرعت بالعودة بنظرها اليه وهي تقول بهدوء دون اظهار قلقها منه ) لا اعتقد ان برجيت سيروقها سماع ما تتحدث به 
- ليس عليها ان تعلم ( اضاف وهو يلمحها بنظرة دبت القلق بقلبها وقد ثبت على شفتيها لينزل ببطء نحوها وهو يستمر بصوت هامس ) اننا وحيدان هنا لما لا نقضي الوقت معا انتِ منذ البداية أظهرت اهتمامك بي لذا لا تبدئي بالانكار الان  وادعاء اني لا اروق لك
- هل تصدق هذا حقا ( اسرعت بالقول مستنكرة وتحركت جانبا لتتخطى عن المقعد الذي سد عليها الطريق وعينيها لا تفارقانه وهي تضيف ) لست مهتمة ولتعلم ما كنت لاختارك لأقضي الوقت برفقتك لذا فالتوقف احلامك وتوهماتك هذه واعذرني الان 
وتخطته تريد التوجه نحو الباب الا انه اسرع بالالتفاف نحوها واحتضانها من الخلف ليهمس قرب اذنها امام الشهقةِ التي صدرة منها 
- انتِ جذابة جدا وتثيرين اهتمامي 
- ابتعد على الفور 
اسرعت بالقول وهي تضع يديها فوق يديه التين حاصرتاها لتحاول ابعادهما الا انهما اشتدتا حولها اكثر جاذبا إياها نحوه ليدب الرغب بها لقربه منها بهذا الشكل وهو يستمر بصوت هامس
- اطلبي ما تريدين وستنالينه لن ابخل عليك بشيء .. تبا توقفي 
اسرع بالاضافة وقد قضمت يده اليمنى بأسنانها بقوة ليتركها ففعل لتسرع بالاستدارة نحوه لتصفعه بكل ما تملك من قوة وهي تقول 
- سأعلمهم بتصرفاتك ايها المنحرف 
نفض يده التي تألمه قائلا بحدة دون اكتراث بتهديدها 
- افعلي لنرى من سيصدقك 
- تجرأ على الاقتراب مني مرة اخرى وساريك ما انا قادرة على فعله 
اجابته بنفور وتحركت مغادرة لتصعد الادراج بنزول برجيت التي تختطها قائلة وهي ترى ملامحها الغاضبة 
- مازلنا بالصباح وانتِ في مزاج سيء لا اعلم كيف ستقضين باقي اليوم ... صوفي .. اين كارل 
اضافت وهي تنظر الى صوفي التي اطلت من المطبخ بينما تجاهلتها جوزفين وتابعت نحو غرفتها لتسند ظهرها بالباب الذي اغلقته وهي تحتضن جسدها بيديها لتشعر بالقشعريرة تسري بجسدها فأسرعت الى الحمام لتغسل وجهها وتسكب الماء على عنقها وتعود لتكرار وتكرار ذلك وهي تشعر بأنفاسه التي لامستها والاشمئزاز والنفور مما حدث يا له من سيء الخلق عليها اعلام عمتها بشأنه .

- علي القول ان مفاجئتي لا توصف بحضورك فانت تتهربين بالعادة من القدوم معي ولا تتبعيني ( بادرتها فيرا المتواجدة في معمل الحياكة عند اقترابها منها وقد جلست في المكتب المستقل تتفقد التصميمات الجديدة التي ستنفذ فجلست جوزفين على المقعد امامها بينما تابعت فيرا وهي تعود لتحديق بالتصميمات التي امامها على المكتب ) حسنا ماذا جرى مع من تشاجرتِ 
وامام صمتها وعدم اجابتها عادت فيرا لتنظر اليها فقالت بتأكيد 
- ان كارل يتحرش بي ( بقيت عيني فيرا ثابتتان عليها دون اي ردت فعل فأضافت بغيظ ) بدايتا كان يكتفي بالنظر الي وتأملي بـ .. بطريقة وقحة اما الان فلقد تمادى و
- اذا فلقد تشاجرتِ مع برجيت من جديد 
توقفت عن المتابعة وقد قاطعتها فيرا قائلة ذلك لتمعن النظر بها بعدم تصديق قائلة 
- ماذا تعنين بهذا اني اختلقت هذا الامر لأني تشاجرت مع برجيت 
- اليس هذا ما حصل 
بدت الصدمة على وجهها لتقول ببطء وهي تشير الى نفسها 
- ترين اني اختلقت هذا الامر لانتقم من برجيت كيف تعتقدين هذا 
اضافت مستنكرة فاسترخت فيرا الى الخلف بجلستها قائلة 
- من الافضل ان تركزي على امور اخرى ودعك من هذه التصرفات الجنونية والتي لن تؤدي الا الى المشاكل وان ما تتحدثين عنه شيء مستحيل حدوثه لذا توقفي عن اختلاق هذا فان شاع الامر ستحل كارثة بين افراد الاسرة انا بغنى عنها احاول منذ حضورك ان احمي ظهرك لا تجعليهم ينالون مني اعلمتك ومازلت اعلمك واكرر فلتبدئي بعمل شيء ما لتمضي وقت فراغك امضيتي يومين هنا لما رفضتي مرافقتي اليوم الم يكن افضل من الجلوس بالمنزل عليك ان تشغلي نفسك بنيتي والا انك سـ
وقفت رافعة يديها بعدم تصديق امامها وقد عجز لسانها عن الحديث لتتراجع ومازالت فيرا مستمرة بالحديث لتستدير مغادرة المكان لتتوقف فيرا وهي تتابعها قبل ان تهز راسها بيأس وعدم رضا وتعود الى ما امامها بينما غادرت جوزفين المكان سيرا على الاقدام وشعور بالقهر بملاء كيانها انها لا تصدقها تعتقد انها قد تختلق امرا كهذا هل جنت لتعتقد هذا هل تعتقد ان من السهل عليها التحدث بهذا ما بال الامر باختلاقه ابتلعت ريقها بغصة كبيرة وماذا كانت تتوقع فهي بالنهاية ابنة فرانسوا التمعت الدموع بعينيها عند ذكرها لوالدها لتنهر نفسها وتتابع سيرها بشرود لتمر بحقول القمح وقد بدا العمال بحصدها لتتأمل سنابل القمح الذهبية وهي تجمع دون رؤيتها حقا وقد جثت غمامة سوداء على صدرها وقفت عربة بجوارها مما جعلها تحدق ببابها الذي فتح واطل منه هنريك قائلا بود 
- تحتاجين الى من يقلك 
- لا اشكرك ارغب بالسير
اجابته بود ولكن الحزن الذي ملاء صوتها وبدا في ملامحها اثار فضوله فتحرك مترجلا من العربة وهو يقول لسائس 
- تستطيع المغادرة ( بدت الحيرة عليها لقوله فنظر نحوها قائلا بابتسامة وهو يشير لها لتسير ) تريدين ان تتمتعي بمفردك بالمكان ام لا ترغبين برفقتي 
- تسرني رفقتك ايها الطبيب 
اجابته وهي تسير ليسير بجوارها متأملا جانبي الطريق وقد امتلاء بالعمال الذين لا يتوقفون عن الحصد قائلا
- لن ترى مشهدا كهذا في جايدن ( ابتسمت وحركت راسها بالموافقة وهي تقول )
- كل شيء مختلف الناس المعيشة الطرقات البيوت و ...
استرسلت بالحديث مع هنريك كما لم تفعل منذُ وصولها الى ماكسويل وكان مصغي بابتسامة ويطرح عليها التساؤل تلو الاخرى دون ان يقترب من الحديث حول افراد اسرتها لتدخل من الباب الخارجي نحو المنزل وهي تقول 
- لقد وصلنا ولم اشعر بالوقت يمضي كان من الطف منك السير برفقتي الى هنا 
- لقد سرني هذا فقد كنت بحاجة ايضا لهذا السير فمؤخرا من العمل الى المنزل وقد فقد المرءُ حيويته للسير اما الان فعلي استعارت احدا عرباتكم 
- عليك الدخول لتناول كوبا من الشاي اولا فعمتي ثلما واندريا الان بالتأكيد جالسات لإحتسائه 
- يسرني ذلك 
بدت المفاجئة على وجه اندريا عند دخولها برفقت هنريك ولكن سرعان ما تداركت ذلك مخفية ما يجول بنفسها وقد زاد شعورها بعدم الراحة لجوزفين التي اخذت تسير ليلا بغرفتها ذهابا وايابا وتوترها يزداد وكلما تذكرت اقوال عمتها فيرا تكاد تصاب بالجنون لتستسلم اخيرا وتجلس في سريرها شاردة دون اي تركيز يذكر .
- جوزفين .. سترافقيني اليس كذلك ( بادرتها فيرا وهي تنهي طعامها في صباح اليوم التالي فتعلقت عينيها بها لتهم بإعادت نظرها الى طبقها الى انهما توقفتا على كارل وبرجيت اللذان ينظران اليها بنفس الوقت فسحبت نظرها عنهم لتتابع تناول طعامها وفيرا تضيف ) سأنتظرك لا تتأخري
عادت لتتابع تناول طعامها بتمهل وعينيها تنظران نحو ثيودور المنشغل بطعامه ومن ثم ثلما قبل ان تعود نحو طبقها بتفكير فان عقلها مشوش تماما وكرهها لكارل هذا يتنامى ولكن موقف فيرا منها احبطها فتعمدت المغادرة نحو غرفتها بعد انتهاء الإفطار وهي تقول لصوفي 
- اعلمي عمتي باني لن ارافقها الى المعمل
اخذت تتنقل من السرير الى المقعد الى النافذة قبل ان تجلس أخيرا مستسلمة ومحدقة بالورقة البيضاء الموضوعة على الطاولة لتتناولها وتأخذ برسم ثوب جميل متمهلة في وضع تفاصليه لتحدق أخيرا في تصميمها ويبدو الرضا على وجهها فنظرت حولها بحماس ولما لا لترسم واحد اخر ولكنها لم تجد أوراقا فارغة فتحركت نحو الباب لتغادر غرفتها وتنزل الادراج ببطء وهي ترى كارل الذي يصعد نحوها والذي ابتسم ما ان رآها فتجاهلته وتابعت نزولها وهي تخفي توترها عند اقترابها من تخطيه ليميل نحوها هامسا 
- ان رائحة عطرك لا تفارق مخيلتي وتقودني لتفكير بك دون توقف ( حدجته بنظرة متجهمة فلم تستطع تجاهله كما رغبت بينما أضاف وهي تبتعد خطوة للخلف وقد مال نحوها اكثر مستمرا ) لنلتقي الليلة فالجميع ذاهب الى زفاف انجل ماردونز سأتملص من برجيت وكذلك افعلي ولنمضي الوقت معا 
بقيت عينيها ثابتتان عليه قبل ان تحركهما ببطء لتلمحه بنظرتا شاملة وقد ظهر النفور على ملامح وجهها وتحركت متابعة نزولها دون اجابته حتى انه لا يستحق ان تجيبه ذلك المنحرف ليتابعها بعينيه وابتسامة خبيثة تداعب شفتيه .

سمحت لفيرا بإقناعها بمرافقتها لحضور حفل زفاف انجل ماردونز لعدم رغبتها بالبقاء بالمنزل بمفردها وقد يهيئ لذاك الكارل انها بقيت من اجله رغم ذلك شعرت بالندم لحضورها فها هي تقف بكامل اناقتها تحاول تجاهل كل تلك الاعين التي ترمقها لتتوقف عينيها على كارل وبرجيت التي تراقصه لتشعر بغمامة تجثو على صدرها ما ستقوله برجيت لو علمت بالعرض الذي قدمه لها بشان الليلة وعمتها كيف تعتقد انها قد تختلق امرا كهذا بخصوصه كيف تنفست بعمق واشاحت براسها بعيدا عنهم لتتجمد مقلتيها على ثيودور الذي وقف امامها ومد يده لها يدعوها لمراقصته لترمش مخرجة نفسها من مفاجئتها وفكرة سريعة تمر بعقلها بانه بالتأكيد لا يقصدها هي ولكن بدا التساؤل في عينيه لجمودها فتداركت ذلك وهي تشعر بالعيون الكثيرة التي تراقبهم لتضع يدها بتردد بيده لترافقه نحو ساحة الرقص ومازالت تعاني من المفاجئة فحاولت إخفاء ما يدور في صدرها وهي تقف امامه وتنحني قليلا في وقفتها ليقدم هو ايضا لها التحية قبل ان يعود لامساك بيدها ويده الاخرى تحيط خصرها لتتحرك برفقته ما الذي يدور في خلده يا ترى لما طلب مراقصتها تساءلت وعينيها لا تفارقان عينيه بثبات لا تشعر به بالحقيقة فكلما كان الامر يختص به كلما شعرت بتوهان تابعت خطواته برشاقة وهي مستقيمة الظهر وعينيها تصران على الثبات على عينيه محاولة سبر اعماقه ولكن تلك النظرة الجادة الباردة لم تفارق ملامحه فمحاولتها معرفة ما يجول بخلده بات بالفشل خاصة انه لم يخرج عن جموده ولم يحاول محادثتها بل اكتفى بقيادتها بمهارة وعينيه لا تفارقانها لتترك يده خصرها سامحا لها بالالتفاف قبل ان تعود نحوه من جديد لتعود لتتعلق عينيها بعينيه وتهم بسؤاله ولكن ملامحه الجادة عقدت لسانها لتبتلع ريقها وتتابع بصمت وما ان انتهت المعزوفة حتى انحنت له شاكرة وتحركت برفقته الى حيث كانت تقف ليتركها هناك ويعود بأدراجه نحو هنريك لتتابعه بنظرها ومازالت غير مدركة ما الذي جرى قبل ان تجبر نفسها على النظر الى الراقصين فاخر ما كانت تتخيله ان يطلب مراقصتها وامام الجميع 
- انا سعيدة بما الت اليه الامور 
حدقت بعمتها فيرا التي اصبحت بجوارها والرضا التام قد ملاء ملامحها والتمعت عينيها بسعادة فتساءلت  
- عما تتحدثين 
- ارى ان ثيودور كان واضحا كفاية بتصرفه حيث اعلم الجميع هنا بانك اصبحتي فردا رسمي من ال ماردونز ان هذا اعتراف رسمي منه بقبولك فردا من العائلة الستِ سعيدة بهذا 
- اولم اكن فردا من العائلة قبل هذه اللحظة 
- اننا نحاول اخفاء بعض الامور ولكن وضعك عزيزتي هنا حساس بعض الشيء ومهما حاولنا اخفاء ما يجري الا انه ليس من الصعب عليهم ادراك هذا
- و ... علي تهنئة نفسي فلقد قبل بوجودي اخيرا 
بدا التفكير على فيرا بعد قول جوزفين ذلك بعدم رضا لتقول 
- يكفي انه اظهر للجميع بانك تحت حمايته 
عادت عينيها ببطء نحوه وقد انشغل بالحديث مع هنريك لتتأملهُ بلباسة الأسود الرسمي الفاخر وذاكرتها تعود بها الى ذلك الحديث الذي سمعته صادرا من مكتبه بخصوصها وكيف لم يسمح لهم بان يقابلوها اهو يقوم بحمايتها بحق ولكن لما لا تستطيع تصديق ذلك ان كل ما فعله الان ليس الا توجيه رسالة لأفراد عائلته وافهامهم انه المسيطر على الأمور وما يرده هو ما سيحدث اخرجها من شرودها اقتراب هنريك نحوها فابتسمت له وهو يدعوها لمراقصته لتفعل برضا لتعود برفقته للوقوف بعد انتهاء الرقص وتبادل الحديث معه دون ان يفوتها تجهم اندريا التي تراقبهم من بعيد وتعمدها اشاحة وجهها عنها في طريق العودة للمنزل .

تعمدت في اليوم التالي المغادرة برفقة فيرا منذ الصباح والتي بادرتها 
- سأذهب لدار الايتام لقضاء فترة الصباح هناك ترغبين برفقتي ام اجعل جويل يوصلك للمعمل 
- لا باس سأذهب برفقتك 
اجابتها ومازالت عينها شاردة بالنافذة فأخذت فيرا تتأملها بتفكير قبل ان تقرر عدم سؤالها عما بها فهي بالتأكيد ستعلمها عن شوقها لجايدن عليها ان تتأقلم هنا اجل عليها هذا وما حدث البارحة من قبل ثيودور قد اسرها جدا وفاجئها .. انها تراهن على هذا على التزامه مع افراد اسرته .

وقف كارل مساء بجوار النافذة محدقا بشرود بالخارج ليخرجه من شروده مرور شهاب سريع بالسماء فاخرج راسه من النافذة يتابعه قبل ان ثميتوقف نظرة على الضوء الصادر من احدى النوافذ ليس الوحيد المستيقظ حتى هذا الوقت .

غادر ثيودور غرفة المكتب وقد نال منه التعب ليتوجه نحو ابريق الماء الموضوع فوق المدفأة الحجرية ليسكب لنفسه كأس ماء ليشربه قبل ان يتحرك نحو الادراج ليتابع صعوده ببطء وحيرة وقد عادت حواسه المتعبة الى العمل بشكل سريع وقد تناها له طرقا على باب احد الغرف .

نظرت بحيرة نحو باب غرفتها قبل ان تقول 
- من ... من ( وامام عدم سماعها لصوت احدا وضعت الاوراق من يدها جانبا وغادرت سريرها متجها نحو الباب وهي ترتدي روبها مستمر بحيرة ) من هناك 
امسكت مقبض الباب وفتحته لتطل خارجا لعدم وجود احد امام الباب لتنتفض وهي ترى كارل يقف مستندا على الحائط بجوار الباب وقد أسند احدى قدميه على الحائط ليحرك راسه نحوها بابتسامه قائلا
- ماذا تفعلين حتى هذه الساعة 
بدى الاستنكار بعينيها وهي تحكم يدها على مقبض الباب قائلة 
- لا شان لك ( وهمت بإغلاق الباب الى انه منعها بإمساكه لطرفه وهو يتحرك نحوه قائلا )
- لما العجلة 
- ابتعد واياك ان تجرؤ على تكرار هذا 
- اشعر بالأرق  يبدوا انك كذلك لما 
- لا ابتعد 
-  ولكن لم تسمعي ما اود محادثتك بشأنه 
- ابتعد عن الباب والا 
- الا ماذا .. ماذا ( اضاف بمتعة وعينيه تمعنان بها ) ستعلمين الجميع باني قصدت غرفتك ليلا .. من سيصدقك 
- ابتعد 
قاطعته رافضه الاصغاء اليه وهي تضع يدها على صدره لتدفعه بعيدا عن الباب لتستطيع اغلاقه الا انه اسرع بوضع يده فوق يدها قائلا بهمس 
- انت تجذبيني بشكل غريب لا استطيع ابعادك عن عقلي
- وانا اكرهك جدا ابتعد
قالت بكره وهي تسحب يدها منه بسرعة وتدفع الباب بكل قوتها لتغلقه بوجهه وتستند عليه وانفاسها تتسارع ولم تهدأ تلك الليلة التي ما ان استطاعت ان تغفو بها حتى افاقت بفزع لتجلس اخيرا في سريرها مستسلمة لا تريد النوم رفعت يدها لترفع شعرها من الامام بإنهاك وقد انتفخت عينيها عليها التخلص منه باي طريقة .

اخذت بالصباح تفكر بعدم مشاركتهم الافطار ولكن لا شخصا ككارل هذا لن يجعلها تحبس نفسها لعدم رؤيته بل عليه ان يعلم انها لا تابه لذا كانت حريصة على ان لا تفوت موعد الافطار لتجلس بجوار عمتها تتناوله بصمت قبل ان تتعلق عينيها بكارل الذي جلس بجوار برجيت والذي ابتسم مان التقت عينيه بعينيها ليخفي ابتسامته وهو يدعي مضغ الطعام فعادت نحو طبقها وهي تشعر بالاختناق دون ان يفوت ثيودور ذلك وقد تعمد مراقبت كلا منهما 
- عليكَ الحصول على بعض الراحة ( نظر نحو عمته ثلما التي قالت ذلك فأضافت باهتمام بينما قولها جذب نظر الجميع نحوه ) يبدوا انك لم تحصل على لليلة جيدة تبدوا مرهقا
- نمت ملئ جفوني 
ادعى قائلا ذلك رغم انه بعد ما سمعهُ البارحة بين جوزفين وكارل لم يقترب حتى من سريره للنوم فعلى ما يبدو انها ليست اول مرة يتصرف بها بهذا الشكل فردت فعل جوزفين البارحة اوحت له ان امرا ما كان يجري بمنزله دون ان يتنبه له تعلقت عينيه ببرجيت التي تنظر اليه باهتمام ليبتسم لها قائلا
- لستُ ممن يعانون من الارق
- ولكنك لا تتوقف عن العمل وتتأخر بالسهر حتى تنهي ما عليك لن يهرب العمل لذا عليك ان ترتاح قليلا اليس كذلك فيرا 
حثت ثلما فيرا للحديث فهزت فيرا راسها بالإيجاب قائلة
- حسنا لنحصل على اجازة حقيقة ولنذهب في نزهة اخر الاسبوع 
- هذا مشوق الى اين 
قالت اندريا بحماس بينما اسرعت برجيت بالنظر الى كارل قائلة بخيبة امل 
- الا تستطيع البقاء حتى اخر الاسبوع 
- لا علي المغادرة بعد غد ( ونظر الى ثيودور مستمرا ) علي التوجه الى ملتون لاطلاع والدي على المستجدات ثم العودة لأبقى اسبوعان اخران ارجوا ان لا اكون اثقل عليكم 
- ما الذي تقوله انتَ مرحبا بك 
اسرعت برجيت بالقول قبل ان يفعل ثيودور الذي اكتفي بتأملها هي وكارل الذي اجابها بابتسامة
- سيحضر والداي برفقتي ( ونظر نحو ثيودور مستمرا ) ارغب بان احصل على الموافقة الرسمية منكم لإعلان ارتباطنا ( وعاد نحو برجيت بمحبة بينما تعلقت عيني جوزفين به وهي تشعر بالغثيان الكاذب المنافق رغم عدم ودها لبرجيت ولكنها لا تتمنى لها التورط مع شخصا كريه ككارل رفعت منديلها ومسحت فمها وتحركت عن مقعدها وهي تقول 
- ارجوا ان تعذروني 
وغادرت المكان بينما تبعتها عيني ثيودور بتفكير قبل ان يعود نحو الحديث الدائر حول المائدة لتتعمد مرافقت فيرا الى معمل الحياكة وتقديم العون للفتيات ليمضي اليوم دون ان تشعر به ولا تعود الى المنزل الا مساء لتتناول العشاء برفقتهم والمغادرة بعدها نحو غرفتها لتحاول تجاهل ما يحدث داخل صدرها ولكنها لا تستطيع كلما شاهدت كارل برفقت برجيت تعلم ان عليها فعل شيء وعدم تجاهل هذا الامر اتعلم ثيودور سيصدقها يا ترى ام تعلم ثلما ولكن فيرا اعتقدت انها تعمدت قول ذلك لخلافها المستمر مع برجيت وقد تفكر ثلما مثلها ربما اعلام فردريك هو افضل حل جلست على المقعد خلفها باستلام لا تعلم حقا ما عليها فعله .. ايكون ثيودور بالأسفل الان ااعلمه .

خرج ثيودور من المطبخ بعد ان قام بغسل وجهه لتو عله يستيقظ جيدا فما زال امامه انهاء بعض الاوراق الازمة قبل صباح الغد وقد غلبه النعاس بما انه لم يحصل على النوم الكافي ليلة امس ليتوقف محدقا بجوزفين التي تقف امام باب غرفة المكتبة تحرك يدها نحو مقبض الباب لتفتحه ثم تبعدها بتردد وقد بدا التوتر عليها لتعود لتكرار هذا لتنزل يدها اخيرا الى جوارها وتستدير تهم بالابتعاد لتتجمد محدقة بثيودور الذي ينظر اليها لترفع يدها الى قلبها الذي اخذ يطرق بشدة وهي تقول 
- لقد افزعتني ( اقترب بخطوات متمهلة منها وهو يقول بتفكير )
- تحتاجين شيئا 
- اه لا انا .. انا .. كنتُ .. لا شيء عمتَ مساء ( اسرعت بالقول وهمت بالتحرك فقال )
- اتحتاجين الى كتابا اخر 
- اجل اجل كنت اريد هذا ولكن .. 
اضافت وهي تبتلع ريقها بتوتر وتنقل عينيها بعينيه وهي تفكر هل سيصدقها ان اعلمته ام سيتصرف كعمتها فيرا ليست قادرة على الصمت بشان كارل تساءل ثيودور من جديد باهتمام 
- ولكن ... 
- اعني اني ... اني اشعر بالنعاس الان ولم تعد لي رغبة بالقراءة عمتَ مساء
اضافت بسرعة وتخطت عنه لتصعد الادراج تابعها بنظره ليتوقف على عقدت شعرها التي انسابت من شعرها لتقع على الادراج دون ان تشعر بها وهي تسرع بالعودة الى غرفتها فتحرك نحو الادراج ليصعدها ويتناول عقدت شعرها متأملا اياها ليجلس على الدرج وهو يحدق بعقدت شعرها بتفكير وشرود مستعيدا من جديد بذاكرته احداث الليلة الماضية اكانت تنوي اعلامه هذا ما بدا عليه الامر ولكن لما لم تجرؤ رفع عينيه عما بيده محدقا امامه وأصابعه تتلمس عقدت شعرها قبل ان يتحرك صاعدا نحو غرفتها ليطرق على بابها توقفت عن السير ذهابا وايابا وهي تلوم نفسها بغضب كان عليها إعلامه اجل كان عليها هذا وامام الطرق مرة اخرى على بابها تحركت نحوه بخطوات واسعة عليها افهام كارل هذا حجمه الحقيقي فتحت الباب بغضب وهي تقول 
- اياك والعود الى هنا او الطرق على باب غرفتي والا اني سـ
ابتلعت باقي كلماتها امام وجه ثيودور الدهش والذي رفع يديه قائلا لهتافها به
- ما بك 
رمشت وهي تستعيد اتزانها ودست يدها بشعرها الذي تناثر حولها لتبعده عن وجهها الثائر الى الخلف وهي تقول بارتباك وهدوء 
- لا شيء 
- لا شيء .. انتِ واثقة ( هزت راسها بالإيجاب فأضاف ) تستقبلين الناس هكذا بالعادة 
- الذي يطرق باب غرفتي في الليل اجل افعل اهناك شيء 
بقيت عينيه ثابتتان عليها للحظة قبل ان يرفع يده لها وهو يقول 
- سقطت منكِ هذه 
توقفت عينيها على عقدت شعرها فارتخت ملامحها وهي تمد يدها لتتناولها منه قائلة 
- هناك فقدتها اذا 
توقفت عن المتابعة وهي تحاول سحبها منه ولكنه لم يفلتها مما جعلها تعود بعينيها نحو وجهه فقال 
- اترغبين بالتحدث 
- بماذا ( تساءلت فعاد لنقل عينيه بعينيها مما اربكها بينما قال ) 
- لا اشعر برغبتا بالنوم وانت مستيقظة .. انشرب الشاي 
- لا انا .. هلا تركت عقدت شعري ( قاطعت نفسها لمحاولتها سحبها من بين اصابعه دون ان تفلح فارخ أصابعه عنها لتسحبها وتجمع شعرها لتعقده بها وهي تضيف ) اشعر بالنعاس فالم احظى بليلة جيدة البارحة 
راقبها بصمت قبل ان يقول 
- تعلمين اين تجديني ان احتجتي الى التحدث مع احد فانا اطيل السهر بالعادة و دعيه كما كان فلقد كان افضل
وامام عقدها لحاجبيها دون فهم عما يتحدث به مد يده نحوها ليسحب عقدت شعرها من الخلف ليعود ليتناثر حول وجهها وامام جمودها وثبات عينيها عليه وقد فارقها قلبها لمجرد اقترابه منها بهذا الشكل اضاف دون اكتراث وهو يحرك عقدت شعرها بين اصابعه
- تملكين شعرها جميلا لا تخفيه 
وتحرك مبتعدا لتتابع ابتعاده بجمود ومازال محتفظا بعقدة شعرها بين اصابعه ما الذي يسعى اليه الان ما كان ليحدثها بهذا الطف الا ان كان هناك ما يدور في عقله كانت تفضل تجاهلها لها على هذا ولكن بعد تلك الحفلة وهناك شعورا غريب ينتابها نحوه رفعت يديها لتجمع شعرها بغيظ وتعود بأدراجها لداخل غرفتها لتتناول عقدت شعر جديدة وتعقده وهي تتمتم 
- بل هكذا افضل .

عادت بعد يوم مرهق امضته برفقت فيرا بمعمل الحياكة لتنشغل مع الفتيات وقد تعمدت فيرا تركها والمغادرة ولم تعد الا منذ ساعات قليلة لتغادرا سويتا وقد بدا الرضا التام على فيرا لمرافقتها ونشاطها بالمعمل بينما كانت قد اتخذت قرارها بإعلام ثيودور بالأمر دون تردد هذه المرة فلقد فكرت طوال النهار بترك الامر وشانه ولكنها لا تستطيع هذا قد يتهمها بانها تدعي هذا ليفعل كما فعلت فيرا ولكن في حينها تكون قد اعلمته بأمر كارل ولهم حرية التصديق ام لا وان عاد لطرق على باب غرفتها مرة اخرى ستوقظ سكان هذا المكان همست لنفسها وقد دخلت خلف فيرا التي القت التحية على ثيودور المستند على المدفأة بوقفته شاردا بكوب العصير الذي يحمله ليرد عليها باقتضاب فتابعت فيرا لتصعد للأعلى وهي تقول 
- سأصعد لارتاح فلقد كان اليوم حافل 
بينما خففت جوزفين من خطواتها وهي تراقب صعود عمتها الى ان اختفت فنظرت الى ثيودور الذي كان ينظر اليها بنفس الوقت متنبها لتصرفها لتقول بصوت منخفض وهي تتحرك باتجاهه لتصبح امامه
- اريد التحدث معك ( توقفت عن المتابعة وصوفي تطل لتصعد الادراج فرفع كوبه ليرتشف منه ومازال يتأملها فقالت وهي تحاول اخفاء توترها ) ليكن على انفراد ( وتابعت صوفي الى ان اختفت فعادت نحوه وهي تضيف ) هناك ما كان علي اعلامك به البارحة ولكني لم اكن واثقة ان كنتَ .. اعني كان علي البارحة اعلامك ولكني لم لم 
- ما الذي تعنيه بتصرفك هذا ( رفع نظره كما فعلت نحو فيرا التي قالت ذلك وهي تعود لنزول نحوهم مستمرة باستنكار لثيودور ) اعلمتني ثلما ما فعلته اليوم لما فعلت هذا 
- الا تثقين بي 
نقلت جوزفين نظرها بينهم بضيق انها تجد صعوبتنا بالحديث دون ان يقاطعوها باستمرار  
- اثق بك بالتأكيد ولكن لا اعلم لما تصرفت بهذا الشكل فلا اجد مبررا لهذا لقد جن جنون برجيت وها هي تحبس نفسها بغرفتها 
- لأنه غير مناسبا لها وما كنت لأدع الامر يستمر انها تستحق افضل من هذا 
شد قولهم حواس جوزفين التي اخذت تصغي باهتمام امام متابعت عمتها 
- ولكن ما الذي حدث لقد كان كل شيء على مايرام
- ارسلت احد رجالي منذ بعض الوقت لتأكد من بعض الامور وقد انتابني بعد الشكوك حوله خاصة اخفاءه لخسارته الفادحة في اخر عمل له وقد تسبب بخسارة والده للكثير من المال بسبب المراهنة بالإضافة لتعدد علاقاته النسائية والتي يحرص على اخفائها لذا لم يكن من السهل معرفة ذلك وهذا ما اكده الرجل الذي ارسلته لتحقق من امره  
- هل انتَ واثق مما تقول اننا نعرفه منذ وقت ولم نرى ما يشير الى سوء اخلاقه كما ان عائلته من العائلات المعروفة ( تساءلت فيرا بروية وقد هالها ما سمعت واستمرت ) لم الاحظ سوء خلقه لا يبدو كذلك هل انتَ واثق مما تقوله 
- هل علمتي عني التسرع بهذه الامور انه سيء الخلق ولا يصلح لها 
- ان كان هذا صحيحا فخير ما فعلت يا الاهي متى تدهور وضعهم بهذا الشكل سأصعد لتحدث مع برجيت علها تهدأ
- ستتقبل الامر في النهاية فلا اريد الا صالحها وكارل ليس مناسبا لها ( تحركت فيرا لتعود لصعود الادراج فتابعها قبل ان يعود بنظره نحو جوزفين التي تهم للحاقها قائلا ) ما الذي كنت تريدين اعلامي به 
- انا ( قالت وهي تدعي الاستغراب مشيرة الى نفسها فأضاف ) 
- الم تكوني بحاجة للانفراد 
- لا بد وان الامر اختلط عليك فلا اعلم عما تتحدث وما حاجتي للانفراد بك لقد فهمت الامر بشكل خاطئ ( اضافت وهي تحرك كتفيها بعدم علمها عما يتحدث به وتحركت نحو الادراج لتصعد وهي تتمتم ) لقد كان نهاري شاقا 
تابعها وهو يرفع احد حاجبيه قبل ان يعود لنظر امامه ليرفع كوبه ويرشف منه من جديد .

غفت ملئ جفونها وقد شعرت براحة كبيرة لمغادرة كارل المكان ليمضي الاسبوع بشكل سريع لم تشعر به وقد فضلت مرافقت عمتها دون ان تظهر لها اهتمامها الحقيقي او حتى حماستها بمرافقتها الى معمل الحياكة بل استمرت بالتذمر بينما استمرت فيرا بإعلامها وتشجيعها على انها ستعطيها ضعف ما اخذت هذا الشهر ان تعقلت .

- لابد وان الامر مهم والا لما طلب رؤيتنا جميعا 
اخذت جوزفين تفكر وهي تنقل نظرها بجميع افراد الاسرة الجالسين منتظرين ثيودور لتتوقف على برجيت التي لا تحدث احدا منذ مغادرت كارل الى ان وجها احد لها حديثا عادت بنظرها الى ثيودور الذي اطل من غرفة مكتبه مقتربا منهم ليعم الهدوء بينما تابعته وهو يقف امامهم قائلا 
- علينا البدء بتوزيع المؤنة 
- كنتُ على وشك تذكيرك بهذا ( قالت فيرا فأجابها )
- ما كنت لأنسى امرها سنعمل على نفس الطريقة السابقة كل واحدا يستلم حياً بماكسويل ولكن اريد احصاء عدد الاسر المحتاجة فاخر مرة قمنا بهذا كانت منذ عامان .. فردريك ستكون المسؤول عما يخرج من المخازن عمتي فيرا وثلما انتما من ستقومان بدعوة سيدات ماكسويل القادراتِ على تقديم التبرعات اندريا برجيت وجوزفين ستتوجهن برفقة العربات لتسليم المؤنة واحصاء عدد افراد الاسر
- العودة من جديد الى تلك الاحياء الفقيرة الا يستطيع غيرنا فعل هذا ..انتَ تملك من العمال الكثير وتستطيع توظيف من تريد ليفعل هذا
قالت برجيت بتذمر فأجابها 
- ان اسرتنا تفعل هذا منذ سنوات طويلة ولن نكون الجيل المتخاذل الذي سيتوقف عن هذا .. عندما نقوم بأنفسنا بتقديم المؤنة فان هذا يقربنا من سكان ماكسويل وهذا ما علينا فعله
- ويدعم موقفنا عندما يتقدم ثيودور لترشيح لراسةِ البلدة 
توقفت عينيه على عمته فيرا التي قالت ذلك بثقة قبل ان يتابع 
- اعلم ان الامر شاق ولكن علينا فعله فهناك الكثير من الاسر التي تعتمد عـ
- لا اعتقد اني سأشارك 
قاطعته جوزفين وهي تتحرك عن مقعدها وتهم بتخطيه فأمساك ذراعها مانعا اياها من تخطيه وهو يستمر 
- تعتمد علينا وهي تنتظر هذه البادرة منا ( توقفت محدقة به وهو يتابع حديثه قبل ان تنظر نحو ذراعها التي يحيطها بأصابعه ) لذا ليس علينا التذمر من الامر ففي النهاية نحن نتحمل جزء من المسؤولية كعائلة مقتدرة في ماكسويل لن نخذل سكانها ذو الدخل المحدود والذين ينتظرون مبادرتنا هذه كل عام 
- هل بدأت الانتخابات بماكسويل 
قالت ساخرة منه فتجاهل قولها واشتدت اصابعه على ذراعها وهو يشعر بها تهم بالتحرك فقال فردريك وهو يقف 
- سأقصد المخازن لتفقد ما تحويه استعدادا للغد اذا 
- لما لا اساعد فردريك بالمخازن لا امانع ( اسرعت بالقول له فتعلقت عينيه بها قائلا )
- لا تستطيعين الجلوس عاقلة اليس كذلك 
سحبت عينيها عنه نحو عمتها فيرا قائلة باستنجاد 
- عمتي اجعليه يدعني وشأني ارجوك ( تحركت فيرا وهي تقول )
- انتِ من لا يصغي .. سأتوجه الى البلدة لاجتمع مع سيدات ماكسويل اترافقيني
- اجل اجل افعل 
اسرعت بالقول لعمتها وهي تضع يدها الاخرى فوق يده محاولة تخليص نفسها فنظرت اليها فيرا قائلا 
- كنتُ اعنى ثلما وليس انتِ
تحركت ثلما لترافق فيرا وفردريك فعادت بنظرها اليه قائلة دون ان يفتها اخفاء برجيت واندريا استمتاعهما بما يجري 
- ماذا الان ( اشار برأسه لها نحو المقاعد قائلا وعينيه لا تفارقانها )
- ستجلسين وتستمعين بهدوء لما اريد قوله .. استفعلين 
-  وهل املكُ خيارا اخر 
- فتاة عاقلة اخيرا ( قال وهو يترك ذراعها فتحركت بتذمر لترتمي على المقعد واضعتا قدما فوق الاخرى وعاقدة يديها ومحدقة به بتجهم وهو يقول ) كل واحدة منكم ستستلم حي سترافقها عربة مليئة بكل ما قد تحتاج اليه الاسرة من قمح وحبوب واقمشة ونقود وما الى ذلك ستقدم لكل اسرة ما يكفيها وخلال ذلك ستقومن بتعبئة اسماء العائلات وعدد افرادها ومن يعمل منهم واعمارهم جميعا حتى نستطيع احصاء عدد المسنين والاطفال بالإضافة لأوضاعهم الصحية وامراضهم حتى نستطيع ان نؤمن الازم لهم في السنوات المقبلة
- سنبدأ في صباح الغد اذا
تساءلت اندريا فهز راسه لها بالإيجاب قبل ان ينظر الى جوزفين التي رفعت يدها له فقال
- الديكي اي سؤال  
- هل انا مجبرة على فعل هذا 
- تعتقدين نفسك افضل منا ( اسرعت برجيت بالقول وهي تحدق بها مستمرة ) في كل عام نشارك بهذا 
- أهذا يعني اني مجبرتنا على المشاركة ( اجابتها دون رضا وعادت نحو ثيودور قائلة ) احقا علي هذا 
- ينتهي اسمك بال ماردونز 
- اجل ( اجابته بتجهم فقال )
- اذا فعليك المشاركة والان اين وصلنا 
- رغم انتهاء اسمي بال ماردونز ولكني ابنة فرانسوا ابنت عمك الذي تكرهه والذي يعد عارا على هذه العائلة هل نسيت الامر انتَ لا تريد مساعدتي حقا ( حدجها بنظرة جعلتها تبتلع ريقها ولكنها لا لن تستسلم لذا عادت لتضيف بلطف ) استطيع الانسحاب اليس كذلك 
- انتِ تجلسين في منزلنا وتأكلين من طعامنا 
- رغما عني اقنع عمتي فيرا بان تتركني وشأني ولن اعترض 
نقل عينيه الثابتتان عنها ببطء وقد شعرت بغضبه رغم انه اخفاه متجاهلا كل ما قالته ومتابعا من حيث توقف
- علينا الانتهاء من الامر خلال يوما واحد ومساء تسلموني الاحصاءات لذا في السادسة من صباح الغد نتناول الافطار لأننا سننطلق بعدها 
- اتشارك بهذا ( تساءلت جوزفين باهتمام فضاقت عينيه بها قائلا )
- لا اجلس على عرشي مكتفيا بإعطاء التوجيهات 
اخذت كل من برجيت واندريا بالضحك بينما رفعت جوزفين حاجبيها قائلة ببطء
- هذا ما توقعته .. اهناك المزيد ام استطيع المغادرة 
- بل غادري أرجوكِ افعلي ولتكوني جاهزة غدا صباحا للانطلاق برفقت الفتيات ( اجابها بغيظ فتحركت متوجها نحو الادراج وهو يضيف لشقيقتيه التين تضحكان ) لا اعتقد انها بالغباء الذي تحاول اظهاره . 

بقيت تحدق في طبق الطعام في صباح اليوم التالي دون استطاعتها تذوق شيء منه مما جعل فيرا تقول 
- تناولن طعامكن سريعا فسننطلق بعد قليل 
- انها السادسة صباحا ( تمتمت بتذمر فقال فردريك ) 
- لن تستطيعي المتابعة ان لم تتناولي طعامك 
نظرت الى فردريك ثم الى برجيت وفيرا التين تجلسا بجواره ومن ثم ثيودور واندريا وثلما لا احد منهم يبدوا نشيطا وجميعهم يتناولون طعامهم بروية حسنا ليسوا افضل منها ولكن أيا منهم لا يتذمر اجبرت نفسها على تناول القليل من الطعام قبل ان يتحركوا مغادرين نحو المخازن ليقوم العمال بتحميل العربات لتجلس برجيت بجوار السائق قائلة 
- سأغادر اولا علي انتهي اولا ( غادرت بعدها اندريا لتنطلق العربة بها مبتعدة )
- العربة جاهزة انستي 
نظرت نحو العامل الذي قال ذلك وهو يقف بجوارها فتحركت برفقته للصعود بجواره لينطلق بها فنظرت خلفها متأملة حمولة العربة التي قد مُلئت وهي تقول 
- كم منزلا سنقصد
- سبعة عشر منزلا
- ماذا ( اسرعت بالنظر اليه فأضاف ) 
- يسكن الحي الذي سنقصده عشر اسر يحتاجون الى المساعدات الدائمة والسبعة الباقون علينا احصاءهم لتأكد من امرهم وتقديم المساعدة لهم ان لزم الامر 
عادت براسها ببطء الى الطريق امامها اذا فيومها سيكون طويلا طويلا جدا .

بدأت العربة تدخل الى طريق وعرة واخذت المنازل الرثة تظهر لها ليتوقف قرب اول منزل لتترجل من العربة محدقة بالمنزل ذا الاخشاب المهترئة قبل ان تخطو نحوه وتطرق على بابه والعامل يبدأ بإنزال كيسا من القمح من العربة ليقترب منها وامرأة مسنه تفتح لهما الباب بحيره قبل ان يشرق وجهها وهي تلمح العامل فابتعدت من امام الباب سامحتا له بالدخول فتبعه جوزفين وهي تقول 
- ارجوا اننا لم نوقظك 
- تفضلا نفضلا لا اننا نستيقظ باكرا فالقد غادر ابني لتو متجها لعمله لقد اعددت الشاي 
اضافت السيدة وهي تسرع لسكب كوبين من الشاي بينما انشغل العامل بنقل بعض المون للداخل فجلست على المقعد الخشبي بجوار طاولة صغيرة لتخرج من حقيبتها ورقة وعلبة الحبر والقلم لتأخذ بسؤال السيدة عن اسمها وعدد افراد عائلتها ومن يعمل منهم وما ان انتهت حتى شكرت السيدة وغادرت لتتوقف عينيها على الخيل التي تقترب منهم ليترجل ثيودور عنها متسائلا وهو يقترب منها 
- هل تتدبرين امرك 
- اجل .. اكنت تشك باني لن افعل 
اجابته وهو يتناول من يدها الورقة التي عبأتها متأملا ما تحويه قبل ان ينظر اليها قائلا 
- لا باس بك 
واعاد الورقة اليها وهو يتخطى عنها مما جعلها تتابعه وهي تقول 
- عليك ان تكون شاكرا
تجاهلها متأملا المنزل قبل ان يعود بأدراجه نحو مات قائلا
- المنزل لن يصمد في فصل الشتاء فالترسل بالغد من يقوم بإصلاحه وكذلك افعل بالباقي ( ونظر نحو جوزفين التي صعدت العربة مستمرا لها ) فالتكوني حريصة بتسجيل الاعداد لان اي خطاء سيكلف الاسرة 
تجاهلته وانشغلت بإعادة الورقة الى حقيبتها وعند انتهائها نظرت نحوه فوجدته يحدق بها فقالت بعدم اكتراث 
- انتَ مدينون لي 
واشاحت براسها بتعالي الى الجهة المقابلة فظهرت على اطراف شفتيه ابتسامة ساخرة لن يضره القليل من الصبر فعاد نحو مات محدثا اياه قبل ان يغادر .

تنفست الصعداء عند توقف العربة امام المنزل وقد غابت الشمس لتترجل منها شاكرة مات لتدخل بإنهاك محدقة باندريا وبرجيت وعمتيها لتقول بدهشة 
- هل انا اخر الواصلين 
- هذا ما يبدوا علية الامر 
اجابتها برجيت التي ارتمت على المقعد بإنهاك فقالت فيرا 
- هل انهيتي جميع الحي 
- اجل ( اجابتها وهي ترتمي بقرب اندريا مستمرة ) الامر منهك 
- انه كذلك ولكن ان لم نفعل نحنا هذا ونحن مقتدرون من سيفعل من سينظر الى تلك الاسر
اجابتها فيرا 
هزت راسها لها بالإيجاب وهي تقول 
- الامر كارثي عند بعضهم فلا يوجد معيل نهائيا 
- بالإضافة الى المرضى ( قالت اندريا ) هناك حالات لا تقصد الطبيب رغم حاجتها الماسة لذلك ربما علي اعلام هنريك بأمرهم 
- لتفعلي 
حدقن بثيودور الذي قال ذلك وقد دخل دون ان يشعرن به وخلفه فردريك الذي اسرع بالارتماء على المقعد المجاور لجوزفين وهو يقول 
- لقد انتهينا اخيرا ( اطلت صوفي لتقول )
- سيكون العشاء جاهزا بعد نصف ساعة ( تحركت فيرا لتقف وهي تقول )
- هيا احصلوا على حماما سريع لتستعيدوا نشاطكم 
تبعتها ثلما وقبل ان تهم الفتيات بالتحرك بادرهم ثيودور وهو يتوجه نحو المكتبة
- لتسلمني كلا منكم اوراقها قبل ذلك
- بعد العشاء ثيودور 
قالت اندريا بتذمر فهز راسه لها بالنفي وهو يفتح الباب مشيرا لهم بالدخول وهو يقول 
- بل الان لننتهي من الامر 
تحركت برجيت فتبعتها جوزفين واندريا بينما غادر فردريك الى الاعلى , وضعت برجيت اوراقها على مكتبه وكذلك فعلت جوزفين وتبعتها اندريا فهمت جوزفين بالمغادرة وهي تقول 
- اعتقد اننا انتهينا الان
- لا انتظري قليلا ( نظرت نحوه ثم بشقيقتيه التين قد جلستا لتقول )
- ماذا الان ( استند على مكتبه متناولا اوراق برجيت وهو يقول )
- انتم من تستطيعوا اعلامي بما قد رأيتم 
- الا ينتظر الامر الى الغد ففي الوقت الحاضر لا اذكر شيئا 
قالت برجيت بتذمر فاستدار في وقفته معطي ظهره لهن وهو يعيد اوراق برجيت ويتناول أوراق جوزفين ليضيف لها احد الاوراق الموضوعة تحت الملف الموجود على المكتب دون ان يتنبه له احد قبل ان يعود نحوهم قائلا لها وهو يتأمل اوراقها
- هل كنتِ دقيقة بتسجيل الاعداد 
- اجل ( قالت بتذمر فأضافت برجيت  ) 
- بحق اننا منهكات الا يؤجل الامر الى الغد 
نقل نظرة بينهم قبل ان يهز راسة بالإيجاب قائلا 
- ليكن للغد ( اسرعت برجيت واندريا بالنهوض بارتياح فأضاف ) لكن فلتوقعن هنا حتى لا يحصل ما حصل العام الماضي فكل منكم مسؤولة عن المعلومات التي قدمتها لي فلتضع كلا منكم امضاءها على اوراقها لاستطيع التميز بينها في المستقبل دون ان تنكر أيا منكما انها لها
- لستَ جادا
اسرعت اندريا بالقول بينما تمعنت جوزفين النظر به وهي تقول 
- اعليك ان تكون جادا بكل شيء انها مجرد معلومات عن اسر تحتاج الى المساعدة ما الضرر ان حصل خطء
- تركنا في العام الماضي اسرة توفي احد افرادها بسبب اهمالنا لها وكلاً منكما ( ونظر الى اندريا وبرجيت مستمرا باتهام ) انكرت انه كان من واجبها متابعة حالة تلك الاسرةِ واخذت كل منكما تلقي الوم على الاخرى وتنكر ان هذا خطؤها او حتى اوراقها لذا فلتتحمل كلن منكم مسؤولية المعلومات التي تقدمها فهناك ارواحا على المحك هنا 
- اهو مجنون 
تمتمت جوزفين فقالت برجيت بتذمر وهي تقترب منه 
- فليكن وماذا ستفعل ان حصل خطء ستدخلني السجن 
قالت واخذت تضع امضائها على الورقة تلوا الاخرى وهو يقوم بفتح الحافة السفلى للورقة تلوا لأخرى لها حتى تنتهي فقال وهي تبتعد 
- عليكن تعلم الحرص وتحمل المسؤولية 
اقتربت اندريا منه ليفتح لها الورقة تلوا الاخرى كما فعل لبرجيت لتنتهي وهي تقول بتذمر 
- انتَ تحتاج الى الراحة فكثرت العمل قد اضر بك 
وابتعدت لتغادر فاقتربت جوزفين منه لتضع امضائها هي الاخرى على الورقة تلوا الاخرى وهو يفتحها لها قائلا 
- ستشاركيننا بهذا العام القادم 
- انتَ تحلم 
- مازال امامكِ الكثير من الوقت
- ومن قال اني سأكون هنا ( اجابته وقد انهت اخر ورقة ورفعت نظرها اليه قائلة بتأكيد ) ومن الان اعلمك اني لن افعل العام القادم في حال كنت مازلتُ هنا رغم يقيني ان ذلك مستحيل 
وتحركت متخطية عنه مغادرة راقب الباب الذي اغلق بخروجها لتلتمع عينيه وتظهر ابتسامة انتصار على شفتيه وهو يتناول اوراقها عن المكتب ليسحب الورقة التي دسها بينهم برضا لقد كان الامر اسهل بكثير مما يتخيل ها هو قد حصل على تنازلها عن كل ما كان والدها يملكه هنا لن تستطيع المطالبة بشيء لا شيء قام بطي الورقة ببطء ورضا تام ان اعتقدت فيرا انها تستطيع فرض الامور عليه فهي مخطئة تماما .

- من 
تساءلت جوزفين وهي تقوم بإغلاق باب خزانتها لتحدق بالباب الذي فتح واطلت منه اندريا لتدخل قائلة
- هل انتِ متفرغة 
- اجل عدتُ منذ قليل .. كنت اتنزه عند البحيرة 
اجابتها بحيرة وهي تتابعها تتنقل بغرفتها لتقول بروية وهي تتأمل الغرفة 
- الن ترافقي عمتي اليوم 
- اعلمتها اني سأتبعها الى معمل الحياكة وهذا ما افعله مؤخرا كما تعلمين ( وابتسمت وهي تتابع ) ولكن مساء البارحة رافقتها لشرب الشاي برفقت صديقاتها وحقا هن اكبر مني سنن ويستمرون بطرح الكثير من الاسئلة الفضولية وهم ينون الحضور الى المعمل اليوم لذا افكر بقضاء هذا اليوم دون اي التزامات وانتِ
- لقد دُعينا لحضور مسرح مساء
- دُعينا أهذا .. يشملني انا ايضا ( تسائلة فهزت اندريا راسها بالإيجاب قائلة )
- اجل دعانا هنريك انا وانت وبرجيت ولكنها لا ترغب وسترافقنا الين ايضا .. ستذهبين اذا 
- ولما لا ( اجابتها بتفكير )
- اعتقدتُ انك ربما لن تفعلي واعلمته انك قد لا ترغبين بهذا 
- تفويت حضور مسرحا هنا في ماكسويل تصرفا غبيا فلا يوجد الكثير من الأماكن التي قد يقصدها المرء .. ما كنت لأفوته حضوره متى سنذهب 
بدى عدم الرضا على اندريا التي اجابتها وهي تغادر
- عند الغروب
تابعتها وهي تغلق الباب خلفها لتبتسم ان غيرتها على هنريك لا توصف . 

اسعدها التوجه الى مسرح البلدة لكسر روتين الحياة التي تقضيها هنا لتجلس وبجوارها الين ثم اندريا ثم هنريك لتضحك بمتعة على العرض القائم امامهم وقد اخذت فرقة مسرحية توئدي ادوارا مضحكة
- كان علينا دعوة ثيودور 
شد انتباها الحديث الهامس بين الين واندريا رغم محاولتها الا تصغي اليهم الى انها لم تفلح واندريا تجيبها 
- انه منشغلا جدا لم يكن ليحضر 
- رأيته البارحة برفقة أرينا في نادي الخيول هل .. امورهما على مايرام