انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الأحد، 18 يوليو 2021

جدار هش 6

وتنطلق مبتعدة وعينيها تراقبانه من خلال المرأة وهو يتحرك نحو سيارته .. تعمد عدم الحضور الى منزلها عند عودته الى هنا .. وهذا افضل بالتأكيد ولكنه يتصرف وكأن هي من قد قامت بفرض نفسها عليه اهو جاد هي من عليها الغضب من تصرفه وليس العكس واجل افضل ما حدث هو ان لا تضطر لاستقباله من جديد  .

نظرت نحو شاشة هاتفها بتذمر والذي يستمر بالرنين لترى اسم جورجيا من جديد فعادت لمتابعة تناول عشاءها دون إجابتها فلقد مضى على وجودها في دوراسون اسبوعا كامل ومازالت تتصل بها لتحضر لرؤيتها قبل مغادرتها انها حقا لا ترغب بالذهاب لما لا يدعونها وشأنها ولكن مع استمرار تكرار الرنين دون توقف عادت لترفع الهاتف باستسلام لتجيب على جورجيا 
- اجل 
- ها انتِ لما لا تجيبين 
- كنت استحم والان تنبهت له 
- ستحضرين غدا اليس كذلك 
- لا اعلم 
- ولكن لما لا فلتقضي نهاية الأسبوع هنا حقا انا بشوق لرؤيتك وكذلك الصغيران سننتظرك لا تخلفي وعدك كالأسبوع الماضي كان عليك ملاقاتي هنا 
- حسنا 
- حسنا ماذا 
- سأحضر اراك قريبا 
اجابتها واعادت هاتفها الى الطاولة لتعود لتناول طعامها بشرود ودون رغبة حقيقية ولكن الى متى ستستطيع الابتعاد لن تستطيع حقا عليها مواجهة الامر في النهاية .

اوقفت سيارتها مساء اليوم التالي امام منزل غرنت لتترجل منها وهي تحمل علبة الحلوى التي احضرتها معها وهي المفضلة لدا جورجيا وأطفالها اقتربت من الباب لتطرق عليه وتبتسم مع انفتاحه لتتجمد ابتسامتها لرؤيتها ناثان الذي رفع حاجبيه لرؤيتها فقالت 
- انتَ هنا ( داعبت شفتيه ابتسامة جذابة وهو يقول )
- واين سأكون 
اضاف وهو يشير لها لداخل ففعلت لتجول بنظرها بأرجاء المكان الخالي لتقول بحيرة
- اين الجميع ( وتحركت نحو الطاولة لتضع عليها علبة الحلوى وهي تضيف ) اعتقدت ان الفوضى تعم المكان 
- لو حضرت قبل ساعتين كنت رئيتِ شقيقتك وهي تجري خلف اطفالها 
- اين ذهبوا 
 تسألت وهي تتابعه يعود نحو الاريكة التي وضع امامها جهاز الحاسوب فأجابها 
- انهم مدعون لقضاء الأمسية في منزل عمي .. ايعلمون بقدومك 
جلست على الأريكة امامه قائلة وهي تتناول هاتفها من حقيبة يدها 
- اجل 
- ولكنكِ اكدتِ حضورك من قبل ولم تفعلي لذا ( وتعلقت عينيه بعينيها مستمرا ) لابد وأنهم لم يصدقوا انك ستفعلين 
سحبت عينيها عنه نحو هاتفها ببطء لتتصل بوالدتها التي لم تستجب لاتصالها 
- انهم  يتناولون العشاء ولابد اترغبين بالانضمام لهم 
هزت راسها بالنفي وهي تعيد هاتفها الى حجرها قائلة 
- ولما لم تذهب معهم 
- كان لدي شعور قوي بانك قادمة فلم ارغب بترك المنزل ( وامام عينيها الثابتتان عليه يجدية اطلق ضحكة ممتعة وهو يستند بجلسته للخلف قائلا بصوتا جذاب ) انت لا تصدقيني .. حسنا دعيني اقول اني رغبت بالحصول على بعض الهدوء الذي افتقر اليه مؤخرا لأنهاء عملي اهذه تصدق اكثر 
- انهم ليس كما تحاول ان تصفهم فليسوا فوضويين 
- بالنسبة لمنزل يفتقر للأطفال بالعادة هم كذلك .. واتعلمين رغم اجتماع الكل هنا كان هناك شيء ما ينقص هذا 
بقيت عينيها معلقتين بعينيه للوهلة الاولى ثم سحبتهم عنه نحو هاتفها لتتصل بجورجيا وهي تقول دون اكتراث متعمدة تجاهل النظرة العابثة التي تلوح بعينيه
- لا تعلمني اني من كنت انقص ( وامام صمته الذي طال عادت نحوه فقال )
- لا اريد ان ابدوا فظا 
- لا عليك فامر انك فظ مفروغا منه
اجابته بابتسامة ساخرة وهي تضع هاتفها جانبا وتتحرك عن مقعدها نحو المطبخ لتسكب لنفسها كوبا من القهوة فتابعها قبل ان يتحرك نحوها ليجلس على المقعد العالي امامها متأملا اياها باهتمام وهو يقول
- لن تمانعي سكب واحدا لي 
فعلت واستدارت نحوه لتضعه على الطاولة امامه فأحاطت يده كوبه ليرفعه ويرشف منه القليل قبل ان يقول 
- اوجدت عملا جديد
- لا مازلت ابحث ( اجابته وهي تستند الى الخلف بوقفتها مستمرة وكوب قهوتها بين يديها ) لدي خيارات كثيرة ولكني ابحث عن شيء مختلف واقل توترا وجهدا  
- وما هي اخبار .. روجر 
- روجر 
قالت بحيرة لذكره الان فهز راسه بالايجاب مما جعلها تقول وهي تحرك كتفيها
- لا اعلم عنه شيء 
- لم يعد للوقوف امام منزلك
- لا اعلم عما تتحدث به .. ايفعل .. لم اتنبه له 
- علي المرور بشارعك للوصول الى نادي لذا انا واثق مما رأيت 
حركت كتفيها بعدم علمها قبل ان تتسائل
 - هل انتهيت من منزلك 
- ليس بعد لا اجد الوقت له لذا يأخذ الامر معي الكثير من الوقت 
- اعلمتك ان عليك الاستعانة بأحد لمساعدتك 
- ان كنت تعرضين خدماتك فلا امانع
- لست جادا فاخر من تريد مساعدته هو انا 
رشف من كوبه مخفي ابتسامته ليقول بعدها 
- لست على عجلة من امري الا ان كانت والدتك تذمرت من وجودي 
- انت تعلم انها لا تفعل لذا توقف عن قول هذا دائما 
- انتِ واثقة 
- انا اتذمر من وجودك اجل افعل اما هي فلا ثق بي 
اطلق ضحكة ممتعة وعينيه تلتمعان بقائلا
- انا افعل 
- اسيطول امر غيابهم 
- ربما اترغبين بان اقلك نحوهم ام .. تبقي هنا معي لنقضي امسية لطيفة حتى عودتهم 
- بعد قولك هذا يبدوا الامر .. 
- يبدوا الامر 
تسأل لتوقفها عن المتابعة فاصطنعت ابتسامة قائلة 
- احاول ايجاد طريقة لطيفة لقول هذا 
- لقد اعتدت عليكِ لذا لا تنشغلي بالتفكير كثيرا 
سحبت عينيها عنه نحو الباب الذي فتح لتدخل منه والدتها فتحرك بجلسته نحو الباب ايضا 
- ها انتِ
بادرتها ميلينا وهي تدخل لتبتسم لها وتتحرك باتجاهها معانقة اياها قائلة بعتاب
- مازلتِ لا تتفقدين هاتفك .. وانتِ ايضا 
اضافت لجورجيا التي اطلت وهي تحمل ادم وخلفها سيلا التي تحمل ديان لتقول جورجيا
- اخيرا حضرتي دعيني اضع الاطفال بسريرهم
وتختط عنها لتبتسم سيلا لها بسعادة لرؤيتها وهي تتخطى عنها ايضا فهزت راسها لها محي قبل ان تنشغل بالحديث مع غرنت الذي اطل ايضا عقد ناثان حاجبيه متابعا شقيقته وهي تتبع جورجيا الى الاعلى هل بدت السعادة عليها لرؤية جوانا ام أن الأمر خيل له .. بالتأكيد خيل له .. لا لم يخيل له همس لنفسه وهو يراقب شقيقته التي عادت بأدراجها من اعلى لتقترب للجلوس بجوار جوانا والحماس باديا عليها لتبادرها جوانا 
- لم اعلم انك هنا 
- حضرت صباحا فالأسبوع القادم تبدأ الامتحانات وسأنشغل بها 
- عليك الدراسة جيدا انها سنتك الاولى وعليك اثبات وجودك 
- ارجوا ان افعل 
- هل فاتني شيء 
قول ناثان ذلك مقاطعا حديثهما وهو يمعن بهما جعلهما تنظران نحوه بثبات قبل ان تتحرك سيلا من جوارها قائلة للجميع 
- من يرغب بشرب بعض العصير 
وتحركت متخطية عنه متجها نحو المطبخ بينما سحبت جوانا نظرها عنه نحو جورجيا التي تنزل الادراج قائلة 
- كدت اغادر دون رؤيتك 
- مشاغلي كثيرة مؤخرا ليس باليد حيلة ولكن ها انا 
- اعلم انت الطف شقيقة قد يحظى بها المرء
- ماذا تريدين 
قالت جوانا وهي ترفع حاجبيها لها فضحكت جورجيا وهي تجلس بجوارها قائلة 
- الان لا شيء ولكن بعد وقت اجل قد افعل فسأذهب برفقة روبنز الى مالتون .. إنه فقط اسبوع واحد فقط 
- فقط 
- ولكن لما تشغلينها بهذا الم اعلمك انه يمكنني الاعتناء بالصغيرين 
قاطعتها والدتها بينما اخذت عيني ناثان تتنقلان بينهم واحدا واحدا وهم يستمرون 
- اعلم امي انك تستطيعين ولكن كنت اطمح بان تساعدك جوانا 
- لا استطيع كما تعلمين فأنا لا احضر هنا الا لقضاء نهاية الاسبوع فلا املك الوقت 
- لا عليك بنيتي لا تنشغلي بالأمر استطيع تدبر امرهما كما أن غرنت لا يمانع  
- لا افعل فوجودهما اضفى جوا جديد ( قال غرنت بود فقالت جورجيا )
- هذا لطفا منكما حقا لا اعلم كيف اشكركما انه اسبوع واحد فقط 
- سأعرج في نهاية الاسبوع هذا ما استطيع فعله فحقا انا غارقه حتى اذناي في العمل 
- لا عليك جوانا انا اتدبر الامر
نقل ناثان نظره بين المجموعة الجالسة امامه لا يبدوا ان احدهم يدرك او حتى يهتم انه يسكن هنا ايضا هز رأسه بانزعاج وتحرك مغادرا الكوخ ليقوم بجولة حول المكان قبل ان يتوقف محدقا بالسماء الصافية وقد امتلأت بالنجوم المتلألئة ليشرد بها قبل ان يعود بأدراجه فللحقيقة أن فكرت وجود جوانا تدفعه للعودة للمنزل وهناك رغبة ملحة بداخله لرؤيتها تعلقت عينيه بها وبسيلا وقد جلستا تتحدثان بانسجام تام مما جعله يبادرهما وهو يجلس 
- الن تعلماني ما الذي فاتني ( نظرتا نحوه قبل ان تقول سيلا )
- لا اعلم عما تتحدث 
نقل نظره ببطء عنها نحو جوانا قبل ان يعود الى سيلا قائلا
- اليست من ارسلتِ لي صورها يوم مأدبة العشاء وقد 
- ناثان 
- ماذا يحق لها ان تعلم من التقط وعبث بصورها و ( تعلقت عينيه باستمتاع بجوانا التي توسعت مقلتيها وهي تحدق بسيلا مستمرا بابتسامة خبيثة ) من قام بارسلها لي 
- انتِ فعلتي هذا حقا 
- لا اعلم عما يتحدث
اسرعت سيلا بالقول وهي تنظر اليه بغضب فاستمر ومازالت الابتسامة الخبيثة تطل على شفتيه
- اليست السبب بأخذ سيارتك منك وعدم ارجاعها قبل ان تحصلي على دروس اضافية واعتراف من مدربك انك اصبحتِ جاهزة واستغرقك الامر عدة اشهر 
- لا لستُ سبب هذا فهي من كانت تقود بتهور ( اعترضت جوانا فقالت سيلا )
- انت عنيدة ولم تسمحي لي بالمرور لذا حدث هذا 
توسعت ابتسامته وهو يراهما تعودان لهذا 
- عليك احترام قوانين السير وان لم ترغبي بهذا لا تقودي وانتِ اذا من وضع لي قبعة الساحرة
- هل .. شاهدت الصور ( قالت سيلا دهشة وهي تنظر نحو ناثان مستمرة بعدم تصديق ) هل اريتها الصور احقا فعلت 
- لا لم افعل 
- اذا كيف علمت بأمرها 
- ليس مهما كيف علمت بأمرها المهم اني كنت اعتقد انه من فعل وقد كنتُ ناقمة عليه ليتضح بالنهاية انه انتِ
- كان الامر مجرد مزاح فقد كنت مغتاظة منك ليس الا لستِ غاضبة حقا .. اانت كذلك 
- لا .. لم اعد غاضبة 
اجابتها بعد لحظت صمت مما جعله يرفع حاجبيه بينما قالت سيلا 
- كان الامر مجرد مزاح حقا 
- لستما جادتان ( قال مستنكرا وهو ينقل نظره بينهما قبل ان يثبت على جوانا وقد حدقتا به مستمر لها بتأكيد ) فعلتِ المستحيل للحصول عليهم وكأن كرامتك قد اهينت بسببهم والان تقولين انك لستِ غاضبة
- لستُ غاضبة منها .. انه امر وقد مر 
- بينما كنت مازلت غاضبة مني لأنك تعتقدين اني من فعلت ولستِ كذلك معها
- ما مشكلتكَ ( قالت جوانا فأضافت سيلا )
- حقا ناثان ليس عليك افساد الامر بيننا أهذا ما تحاول فعله اليس كذلك 
- و .. منذ متى بينكما علاقة وثيقة كهذه لقد كنتما مثل النار والبارود لا تلتقيان وانا بحيرة من امري و .. كلي اذان صاغية
هزت جوانا راسها بياس وسحبت نظرها عن ناثان نحو سيلا لتتحرك عن المقعد وهي تقول 
- لقد اطلنا السهر كثيرا لذا عمتما مساء 
- هذا ما تجدين فعله عندما تريدين التهرب من اجابتي 
وامام تجاهلها لقوله تابعها وهي تصعد الى الاعلى ليعود نحو شقيقته قائلا 
- الن تعلميني ما الذي جد بينكما 
- لا اعلم عما تتحدث 
- سيلا تستطيعين الكذب على الجميع اما أنا فلا  
- مازلت لا اعلم عما تتحدث
- اليست من لا تستطيعين احتمالها والتواجد حيث تكون و
- اتعلم اشعر بتعب ايضا ( قالت مقاطعة اياه وهي تقف متجها نحو الادراج مستمرة ) عمتَ مساء 
- حقا .. كما تريدين ولكنك تعلمين اني دائما انال مبتغاي 
- ولكن ليس هناك شيء اعلمك به 
- سنرى بهذا الشأن 
اجابها والتفكير باديا عليه قبل ان يتحرك لصعود نحو غرفته بدوره .

- ما الذي تفعلينه هنا الم تذهبي للنوم لأنك اطلت السهر 
حركت راسها للخلف محدقة بناثان الذي يقترب منها بتمهل وقد ارتدا شورت يصل الى ركبتيه وتيشرت قطنيه خفيفة لتعود بنظرها الى ماء البركة امامها قائلة 

- انتابني الارق ولم استطع النوم  ... انت ماذا تفعل هنا 
وقف واضعا يديه بجيب شورته متأملا اياه فلقد سمع صوت باب احد الغرف يفتح لذا نهض من سريره ولم يكن قد نام بعد ليتفقد الامر ليراها تغادر المنزل فما كان منه الا ان تبعها الى هنا تملكها الفضول للصمت الذي طال فنظرت اليه لتتعلق عينيها به ثم استدرت نحوه ببطء وهي تقول 
- الا تعلم ما الذي تفعله هنا .. اتسير بنومك دون ان تدرك 
- افعل ( قال وهو يقترب منها بتمهل مستمرا ) خاصة عندما يكون لدينا ضيوف يتحركون ليلا على الاقل تفقدت الامر ولم اتصل فورا بالشرطة لإعلامهم ان متسلل يجول حول المكان .. ما الذي ستقوله والدتك ان اعلمتها انك قمتي بإحضار الشرطة لي 
- ستحييني على شجاعتي فلست ممن يسمح لاحد باقتحام المنزل دون علمي 
- شجاعتك اذا ( هزت راسها له بتأكيد ونظرت نحو ساعتها قائلة )
- الوقت تأخر كثرا 
- لذا عليك الذهاب الان الى الفراش اليس هذا ما كنت تنوين قوله 
- اجل لا بد وانك تقرأ افكاري ( خطا نحوها اكثر بتمهل وهو يجيبها )
- بل اقراء افكاري التي تحثني على التوجه الى الداخل الان ولكن اتعلمين لا ارغب بالاستجابة لها 
- حسنا لأدعك تتابع التشاجر مع افكارك 
- لا تفعلي فانا بحاجة لمن يجعلني اتوقف عن التفكير الان 
لما تشعر بالتوتر لا تعلم فقالت بثبات لا يعكس حقيقة ما تشعر به
- لقد اخترت الشخص الخطء فلا استطيع مساعدتك 
- انت تقليلين من شأنك ( توقف على بعد خطوات منها  مستمرا ) فانت الشخص المناسب 
- المناسب لماذا 
- لتحدث انت لا تستطيعين النوم وانا كذلك لذا ..
- لذا ماذا ناثان غرنت ( نقل عينيه بعينيها متجاهلا قولها وقائلة )
- لما انت متوترة 
- لست متوترة .. لا يوجد سبب لهذا حتى .. انا فقط 
- متعبة وتشعرين بالنعاس وعليك الذهاب الان 
تابع عنها بابتسامة فهزة راسها بالايجاب قائلة
- هذا صحيح لذا تصبح على خير 
وتحركت لتهم بتخطيه فمال نحوها هامسا قرب اذنها 
- مما تهربين 
اخذت خطواتها تبطء وقد هوى قلبها ببطء الى اعماقها ماذا دهاها نهرت نفسها لتتابع السير بثبات لا تشعر به في الحقيقة وهي تجبر نفسها على عدم النظر نحوه بينما استدار متابعا اياها ما الذي جرى لها هناك ليس عليها ان تتوتر حقا بوجوده اخذت تتنفس بعمق عدت مرات وهي تتقلب بالسرير علها تسترخي دون فائدة لتغفوا اخيرا بعد ان نال منها التعب لتستيقظ باكرا على تحرك اولاد شقيقتها الذين اقتربوا لصعود عليها والاستلقاء بجوارها لتلاعبهم قليلا قبل ان تنهض وتنضم لجورجيا وسيلا التين تحتسيان القهوة بالخارج ليعودوا للداخل وهم يتحدثون لتقول جورجيا التي دخلت اولا لرؤيتها لناثان وهو يقوم بتمارين الضغط في الصالة بينما توجهت جوانا للمطبخ
- يا لكَ من نشيط 
تحركت سيلا بمرح نحوه لتجلس على ظهره وهو يستمر بمتابعة تمرينه قائلة
- انه كذلك كل صباح 
استدارت جوانا لتضع قنينة الماء على الطاولة امامها وهي تحدق بسيلا بابتسامة لجلوسها على ظهره واضعتا قدما فوق الاخرى وهو يتابع تمرينه بكل سهولة بينما قالت جورجيا
- لو كان الطفلان هنا لوجدتهم فوقه ايضا الم يتأخروا 
- اين ذهبوا ( تسأل ناثان فأجابته سيلا ) 
برفقة والدي وميلينا لإحضار الفطائر من عند مات عليك ان تتذوق ما يعده انه لذيذا جدا 
-  في مرة اخرى  .. هيا ابتعدي ( طلب من شقيقته وهو يتوقف فابتعدت ليتحرك واقفا وهو يتابع ) هل يسير متجره بشكل جيد 
- هذا ما يبدوا عليه الامر (  أجابته سيلا فقال وهو يتناول منشفته عن الاريكة )
- عليا اذا زيارته .. كيف انت جوانا ( تابع وهو ينظر نحوها مستمرا بابتسامة ) انتِ هادئة بحيث لم اشعر بوجودك 
- هكذا اكون بالصباح 
رفع حاجبيه بشك وتحرك مبتعدا بينما قالت جورجيا 
- ساعد حقيبتي 
- متى ستغادرين ( تسألت جوانا فأجابتها )
- غدا .. طائرتي في الحادية عشر صباحا
- لما انت على عجل اذا
- الاطفال ليسوا هنا هيا بنا لأنتهي قبل حضورهم وانت سيلا رافقينا 
اضافت لسيلا التي همت بالاعتذار الا انها امسكتها من ذراعها لتجذبها معها نحو الادراج وهي تقول 
- لنتحدث حديث الفتيات هيا فنحن فقط هنا الان 
ضحكت جوانا وهي تتبعهما قائلا
- انت تعانين من الشوق لحياتك السابقة اليس كذلك وعلي وسيلا تحمل اعراضك المرضية الان 
- من قال ذلك .. اعترف انه لم يعد لي صديقات كالسابق بل لي ولكن كلا مشغولا بنفسه وعائلته لذا نادرا ما نجتمع للأسف .

حدقت جوانا بعلب المثلجات بالثلاجة متأملتا اياها وقد نزلت لإحضار بعضها لتتناول علبة تلوا الاخرى لتعيدها وتتناول اخرى
- اتبحثين عن شيء
توقفت يدها التي تحمل بها العلبة لوهله قبل ان تعود لإرجاعها وتناول غيرها قائلة 
- سيلا تريد بنكهة الفراولة ولا اجدها 
انسل التوتر ببطء اليها وهي تشعر به يقف خلفها ويده تمتد من جوارها ليتناول احد العلب من الخلف وهو يقول 
- هذه ما تبحثين عنها ( تناولت العلبة منه واستدارت نحوه متمته وهي تتراجع خطوة للخلف )
- انها هي .. لم اعلم انك هنا 
- عدت لتو 
أجابها ومازال على وقفته فهمت بالتحرك جانبا وهي تقول 
- اتحتاج شيئا من الثلاجة 
- لا ( اجابها وهو يضع يده على حافة الثلاجة مما جعلها تتوقف في مكانها لتصبح عالقة بينه وبين بابها الذي ارتكز عليه بيده الاخرى ) حصلتي على المانجو 
- اجل ( قالت وهي تحرك يدها التي تحمل بها العلب مستمرة ) هناك غيرها لذا لن تتذمر 
- لم اكن لأفعل فقد تعمدت احضار المزيد منها 
- تنبهت للأمر 
- فعلت ذلك من اجلك 
- لا اعتقد 
-  لما لا فانا اعلم انك تفضليها
- وانت كذلك ولا ترغب بان تختفي فجئة لذا ...
- لذا 
- هل انا سجينة هنا 
- لا 
- اذا 
- ماذا 
- ابتعد فالمثلجات بدأت بالذوبان ( اخفى ابتسامة كادت تداعب شفتيه قائلا )
- لمن هي 
- ومن غيري وشقيقتك وجورجيا 
- الم يعود والدي بعد 
- لا التقى بابن عمك الذي اصر على ان يرافقوه لتناول القهوة في منزلهم ولم يسمح لهم بالاعتذار .. هيا ابتعد 
بقي لثواني كما هو وعينيه لا تفارقان عينيها الجادتان والرافضتان اظهار اي توتر تعاني منه لتعود للقول بصوت هامس رغم محاولتها ان يكون اقوى دون ان تفلح 
- هيا 
تعلقت عينيه بشفتيها التي عقصتهما بعد قولها لتتوه تماما قبل ان يعود ببطء للالتقاء بعينيها مما جعل توترها يزداد ما بها ما الذي يحدث لها لما تشعر بان نبضات قلبها تكاد تغادر صدرها انها ليست مراهقة حقا لتشعر بهذا الشكل الجنوني هل تعقلتي جوانا هل فعلتي فعادت للقول بإصرار
- انهم بانتظاري 
ارتخت قبضة يديه ببطء عن حافة الثلاجة ليتحرك جانبا هو يحرك راسه لها بان تذهب فتحركت متخطية عنه فورا متجها نحو الادراج بخطوات ثابته بقدر ما تستطيع مقاومة رغبتها الملحة التي تطلب منها الجري مبتعدة عنه وعلى الفور ليس عليه ان يدرك مدى تأثيره عليها اخذت تتناول مثلجاتها بعد ان قدمت لكل من جورجيا وسيلا التين انشغلتا بالحديث بينما ابتعدت عن كل ما يحيط بها ما الذي جرى لها ابتلعت المثلجات الباردة ببطء وهي تذكر عينيه المعلقتين بها لقد كانتا مليئتان بمشاعر لم تعهدها من قبل لقد خطف انفاسها .. تبا ما الذي يجري لها ماذا دهاها لقد فقدت صوابها تماما استيقضي جوانا انه ناثان ابن غرنت لن تنساقي ورائه حقا لا لن تفعلي لقد انسقت خلف روجر من قبل وما كانت النتيجة ظهورك بمظهر الحمقاء التي استغفلها بكل سهولة لا لا ليس من جديد ليس ابن غرنت انت من التعقل بحيث تدركين هذا لما تنجذب للأشخاص الخاطئين لما تفعل عليها الاقرار بعد هذا بانها حقا فاشلة باختيار شريك مناسب لها لقد وقعت بغرام روجر من قبل فهو يكبرها بخمس أعوام يملك من النضوج ما ترغب به والان ترى الامر بشكل مختلف فهي حتى لا تستطيع رؤيته كل مشاعر الاعجاب تلك تحولت لكره فمجرد ان تذكره حتى يتعكر مزاجها كالان 
- اه تبا لحظي 
تمتمت مما جعل كلا من جورجيا وسيلا تحدقان بها فأسرعت بإظهار ابتسامة قائلة 
- لقد انهيت المثلجات سريعا ( عقدت جورجيا حاجبيها بينما ضحكت سيلا قائلة )
- ااحضر لك المزيد 
- لا .. لنخرج احتاج للسير 
- لنفعل ( اجابتها سيلا وهي تتحرك بينما قالت جورجيا )
- سأحصل على قيلولة لنفسي قبل ان يعود الاطفال 
اخذت تسير برفقت سيلا وهي تتأمل المراعي امامها قبل ان تتسأل
- كيف هي عائلات صديقاتك هنا الا يشعرون بالفضول لتغير احوال بناتهم وعدم وجودك كسابق معهم
- صديقاتي .. السابقات .. لا مازالت افراد العائلات يرحبون ببعضهم عند الالتقاء وليس كان شيئا حدث ولا اعلم ما الذي اعلمنه لهم فقد كنت وماريانا متقاربات وابات لديهم وكذلك هانا لذا اعتقد ان ولابد قد تسأل والديهم عن سبب ابتعادي 
- الامر يحزنك ( هزت رأسها بالنفي وظهرت ابتسامة على شفتيها ونظرت اليها قائلة بتأكيد )
- ربما بدايتا اجل اما الان فلا .. اشعر اني افضل حالا بدونهم كانوا بطريقة ما يأثرون بقراراتي وتصرفاتي اجد نفسي اقل فوضى وتمردا واكثر نضوجا 
- هذا جيد وقول يدل على النضوج حقا 
- بل جيد جدا .. لابد وان ناثان يعمل بالمنزل  
اضافت وهم يمرون من جواره لتتحرك نحو الباب المفتوح لتطل منه قائلة 
- انت هنا ( وتابعت للداخل مستمرة بينما بدا التردد على جوانا لثواني قبل ان تتبعها ) تقوم بطلاء
- افعل ( اجابها واضاف وعينيه تحدقان بجوانا التي اطلت خلفها مستمرا ) بقي القليل فقط
- لقد انجزت به اعتقدت ان الامر سيأخذ منك الكثير بعد ( قالت جوانا وهي تجول بنظرها بأرجاء الكوخ الذي بدا مختلفا تماما مستمرة ) لا باس به 
- فقط لا باس به اشعر بالمهانة
قال وهو يعود لينشغل بطلاء رفوف المطبخ فقالت سيلا بحماس 
- ما ان ينتهي حتى يبدوا افضل بكثير ان ناثان ماهرا بعمله اتريد ان نساعدك بطلي الطاولة والمقاعد 
- سأكون شاكرا ان فعلتن 
تحركت سيلا نحو علبة الطلاء الصغيرة لتفتحها وتمدها نحو جوانا مع الريشة قائلة 
- انت اطلي المقاعد وانا سابدأ بالطاولة 
- من الافضل ان تتقن عملكم والا اجبرتماني على ان اعيد العمل من خلفكما
- عليك شكرنا وليس التذمر 
قالت جوانا وهي تبدأ بطلاء المقعد بروية واتقان فتأملها ببطء من شعرها الذي عقدته كذيل فرس الى قميصها البيضاء الملتصقة بجسدها الى بنطالها الجينز وحذائها الخفيف قبل ان يتحرك نحوها وهو يتناول مريولا موضوع جانبا لينفضه وهو يقول 
- هذا سيحمي ملابسك من التلوث ( تجمدت الدماء في جسدها وهو يقف خلفها ويحيطها بالمريول وهو يستمر ) هكذا افضل
- اشكرك ( قالت باقتضاب وقد انشغل بعقد حزامه لها بينما هتفت سيلا )
- وماذا عن ملابسي 
- لديك كمية كبيرة في المنزل بعكس جوانا 
- هل انتَ قلق من ان اعود للاستعارة منك 
قالت بابتسامة تخفي خلفها توترها وهي تنتظر انتهائه وابتعاده
- لقد تخلصت من تلك القميص ولا ارغب بتخلص من غيرها فرائحة عطرك التصقت بها 
- ان العطري الذي استعمله ذو رائحة جميلة 
- جميلة جدا .. وهنا المشكلة 
اجابها هامسا قبل ان يبتعد لتبقى عينيها ثابته أمامها لوهلة قبل ان تنظر اليه وهو يتجه نحو سيلا المنشغلة بعملها مستمرا وهو ينفض قطعة قماش ليضعها على خصرها هي الاخرى 
- ليس من المناسب ان تعبق قميصي برائحة عطر نسائي هذا سيسبب لي المشاكل 
- لا تهتمي له تستطيعين الاستعارة مني 
قالت سيلا دون اكتراث وهي منشغلة بينما تعلقت عينيها بعينيه لتظهر ابتسامة جذابة على شفتيه ليغمزها بعينه وهو يتراجع للخلف ويعود نحو عمله فعادت برأسها الى ما امامها وهي تشعر بأن الاحمرار سيكسو وجهها وقد جن قلبها ولا يريد اطاعتها فوضعت الفرشاة جانبا بهدوء وحلت عقدت مريولها وهي تقول دون النظر نحوهما 
- سأذهب لتفقد جورجيا والاطفال لابد وانهم قد عادوا الان .
تابعها ناثان يهم بإيقافها الى انه ضم شفتيه ولم يفعل ليعود لمتابعة عمله وهو يقول 
- تروقني صداقتك معهن رغم اني لم اتوقع حدوث هذا صدقا 
- ولما لا
- ولما لا .. انت تعلمين لما لا انهن مختلفات ويكبرنك لذا لم اتوقع ان تنسجمي معهن بالإضافة الى انك لم توحي لي بان أيا منهن قد راقت لك 
- هذا ما كنت اعتقده ايضا ولكني ظهر اني كنت على خطء
- اتتحدثي بصدق ام لمجرد ارضائي انظري ليس عليك ان تتحملي اخطاء الاخرين لذا ليس عليك قطع علاقاتك مع رفيقاتك بسبب ما حدث بيني وماريانا وانا ارى انك تشعرين بالوحدة مؤخرا لذا سأتغاضى عن غضبي منهن ولكن لن اسامحهن 
- لست متفرغة الان فسابدأ بالامتحانات قريبا ولا اريد ما يشغلني كما .. انك اهم شخصا لدي انت ووالدي لذا لن اسامح ايضا من قد يتسبب بأذيتك باي شكل كان 
حدق بها براحة فحقا لم يكن يرغب بان تعود صداقتها معهن وهو يشعر بالرضا الان لأنها لن تفعل .

تعمد الانشغال بعمله حتى حل المساء ليعود بأدراجه الى المنزل ليتناول العشاء برفقتهم قبل ان يجلس امام حاسوبه منشغلا به بينما انشغل الجميع حوله بالحديث  .

تحركت جوانا نحو المطبخ لتشرب الماء وهمت بالعودة للجلوس في مكانها الا انها لم تفعل وقد تحركت سيلا من جوار ناثان لتجلس مكانها متحدثة مع جورجيا وهي تريها شيئا ما على هاتفها مما جعلها تقترب بشكل الي لتجلس بجوار ناثان لتتعمد الانشغال بالحديث الدائر حولها قبل ان يشدها وقوع القلم الذي كان يمسك به ارضا بجوار قدمها لينحني نحوه ليلتقطه لتلتصق ساقه المجاورة لها بساقها قبل ان يعود للاستقامة بجلسته ويعود نحو جهازه بينما حاولت ان تعيد قلبها الذي غادرها الى مكانه لما يحصل هذا معها ما بها لما تشعر بوجوده بهذا الشكل القوي عاد قلبها للانتفاض من جديد وهو يحرك راسه نحوها محدقا بها لتتعلق عينيها بغرنت الذي يتحدث مدعية اصغائها له وهي تجبر نفسها على عدم النظر نحو ناثان لا تستطيع التقاء عينيه الان لما ينظر اليها حتى بقيت عينيه معلقتين بها للحظة قبل ان يعود بروية نحو حاسوبه تلك الفتاة الجالسة بجواره سلبته مشاعره بشكل كامل انه يشعر بوجودها وبأنفسها وبكل حركة تصدر منها ويرغب .. بالاقتراب منها اكثر تعقل لقد اصابتك بالجنون الغرفة ممتلئة وكل تركيزك منصب عليها يشعر باقل حركة تصدر منها مما زاد من توتره فاغلق حاسوبه ووضع اصابعه بين عينيه يطلب من نفسه الاستيقاظ 
- عليك الحصول على الراحة وعدم اجهاد نفسك 
ابعد يديه محدقا بوالده بابتسامة باهته وهو يجيبه
- علي ذلك انا انسى نفسي احيانا 
واسترخى بجلسته الى الخلف مما جعلها تضع قدما فوق الاخرة لتبتعد بقدر ما تستطيع عنه كي لا يلمسها من جديد بينما استمر لوالده
- اقوم بعقد صفقة جديدة اترغب بان تدخل كشريك بها 
- لما لا أعد كل الاوراق الازمة  
- غدا افعل ( اجابه وهو يحرك يده المجاورة لها ليرفعها خلف راسه مما جعلها تنظر نحو سيلا وجورجيا المازالتا منشغلتان بالهاتف وهو يتابع ) اعد العقود واحضرها اليك 
- هذا يناسبني ( اجابه والده ونظر نحو ميلينا مستمرا ) ما ساجنيه منها سنذهب بهم في رحلة بحرية جديدة مارئيك 
- هذا يناسبني تماما ( اجابته ميلينا برضا فقال ناثان ) 
- عليكما زيارة جزيرة منتوسي هذه المرة ( واضاف وهو يرخي يده على ظهر المقعد خلف جوانا مما جعل عينيها تثبتان امامها وقد رغبت بالنهوض فورا من جواره الى انها اجبرت نفسها على البقاء في مكانها دون ان يفوتها اصابعه التي تطرق بخفة على الاريكة خلف راسها ) هل قمتم بزيارتها سابقا 
هزت ميلينا راسها بالنفي فنظر نحو جورجيا التي اجابته 
- قصدتها برفقة روبنز انها تستحق الزيارة اسبوع من الاسترخاء وكل ما يحيط بك هو المياه كان امرا ساحرا
- علينا زيارتها ناثان 
قالت سيلا بحماس فهز راسه لها بالايجاب قبل ان ينظر نحو جوانا قائلا 
- لم تقصديها من قبل افعلتي 
- لا 
اجابته وهي تهز راسها في نفس الوقت وعينيها تتعلقان بعينيه فتحدث غرنت بحماس ولكن عيني ناثان بقيت متعلقتين بعينيها التين سحبتهما ببطء لتنظر نحو والده ففعل بالمثل
- علينا قصدها اذا 
- فلنعدَ لها ( قالت ميلينا لغرنت الذي اجابها )
- بعد انتهاء الصفقة الجديدة سنفعل ونذهب جميعنا 
هتفت سيلا بحماس فتحركت جوانا من مكانها بتعمد لتتجه نحو المطبخ لتشرب الماء من جديد قبل ان تعود للجلوس على يد مقعد جورجيا تتحدث معها ومع سيلا بينما تابعها ناثان قبل ان ينشغل بهاتفه قليلا ثم يتحرك مغادرا المنزل وهو يتحدث به 
- لابد وانه ادم 
قالت جورجيا وهي تنهض من مكانها وقد تناها لهم صوت بكاء فقالت ميلينا وهي تربت على ساق غرنت 
- لقد تأخر الوقت 
هز راسه بالايجاب ونهض برفقتها فانشغلت وسيلا بالحديث لتعود جورجيا نحوهما وهي تحمل ادم بين ذراعيها لتسير فيه ذهابا واياب قبل ان تقول 
- سأذهب به نحو الارجوحة سيغفو سريعا حينها 
وتحركت مغادرة لتتبعها جوانا بعد قليل لتتحدثا بصوت هامس ومازال ادم يرفض العودة للنوم وقد ارخى رأسه على كتف والدته 
- لقد غط بالنوم اخيرا 
قالت جورجيا وهي تتنفس الصعداء وتتأمل طفلها الذي استرخى بين ذراعيها اخيرا ليغط بالنوم العميق فابتسمت جوانا بحنان وهي تتأمله متمتمة
- لم يستطع مقاومة هزات الارجوحة  
- لأذهب لوضعه بالسرير ( قالت جورجيا وهي تنهض عن الارجوحة مستمرة وهي تنظر اليها ) الن تأتي ( هزت راسها لها بالنفي بابتسامة كسولة وهي مستمتعة بتحركات الارجوحة الخفيفة ) لا تتأخري اذا والا غلبك النعاس ايضا فعيناك تعلماني انهما على وشك الاغماض
- سآتي خلفك 
تمتمت لها لتتابعها وهي تغادر اجل تشعر بالنعاس الشديد والاسترخاء الكبير .. ما الذي يجري لها همست لنفسها وهي تتأمل النجوم المتلألئة في السماء ان الهواء الذي يلامس بشرتها منعش الليلة ويزيدها استرخاء انها بحاجة لهذا الهدوء الذي يحيط بها هنا ولهذه السكينة تنفست بعمق لتغمض عينيها ببطء ومازالتا معلقتين بالسماء .

اقترب ناثان من الحديقة الخلفية للمنزل بعد ان تعمد السير مبتعدا بنفسه وافكاره ليتوقف متأملا جوانا الجالسة على الارجوحة وقد استرخت في جلستها للخلف مغمضة العينين وقد تناثر شعرها حول وجهها بشكل جميل ان تلك الفتاة قد سلبته اخر خيط من التعقل كان يمتلكه فكلما وقع نظره عليها تملكته رغبة بالتقرب منها وملامستها والشعور بدقات قلبه التي تتزايد بشكل غريب كلما نظرت اليه وابتسامتها قصة اخرى هل وقع في غرامها هل فعل ام ان الامر مجرد اعجاب بها كل ما يعرفه الان انها تروق له بشكل كبير جدا تابع خطواته نحوها دون ان تفارقها عينيه 
- هل غفوتِ هنا ( تسأل وهو ويقف امامها وامام عدم اجابته او حتى ابدأ اي حركت تشير الى انها مستيقظة اقترب للجلوس بجوارها ليحرك الارجوحة بخفة مستمرا ) الطقس بارد قد يصبح اكثر برودة ليلا .. لقد غفوتِ حقا 
تمتم وعينيه تتأملان عينيها المسترخيتان بهدوء تام ليهبط نحو انفاسها المنتظمة وشفتيها المطبقتين برقة ليعود بذاكرته الى ذاك اليوم الذي  عانقها به لتتوه عينيه الثابتة على شفتيها فاغمض عينيه ببطء وسحب راسه للجهة الاخرى ليفتحهما محدقا امامه بشرود قبل ان يعود نحوها وهو يشعر بها تتحرك ليرا راسها يميل باتجاهه فاقترب منها اكثر ليلامس خدها كتفه لتسترخي بجلستها وهي تقرب راسها اكثر منه مما جعله يبتلع ريقه بصمت وهو يتابع اقل حركة تصدر منها مراقبا انفاسها وهدوئها ما الذي كان يتحدث به طوال الوقت مع نفسه الم يقل ان عليه الابتعاد عنها وان اي امر قد يحدث بينهما قد يؤثر على علاقة والده وميلينا وهو لا يريد ان تتأثر علاقة والده بزوجته بسببه حسنا لقد ضرب هذا كله بعرض الحائط وها هو يجلس بجوارها وهي تنام على كتفه بكل امان واستسلام ان قربها يروقه جدا ورائحة شعرها وعطرها شيء اخر حتى انه لا يريد ان تنتهي هذه اللحظة ولكن عليه هذا فهمس باسمها عدت مرات قبل ان تبدأ بتحريك رموشها لتفتح عينيها ببطء محدقة بتشوش بصدر ناثان الذي يرتفع ويهبط بانتظام لتنتفض مستقيمة بجلستها بفزع محدقة به بعينين مذعورتين وهي تقول 
- ماذا تفعل هنا 
- احاول ايقاظك ففكرت المبيت هنا ليست جيدة 
- هنا بجواري 
- احاول إيقاظك كما اعلمتك 
- ولما استند عليك
- عليك سؤال نفسك هذا فما ان جلست لمحادثتك حتى اسرعتِ بالالتصاق بي
- لم افعل 
- ولكن هذا ما حدث 
- لا ليس صحيحا ولما قد افعل هذا ( اسرعت بالقول بتلعثم وهي تنهض بتوتر فقال برقة )
- لم يزعجني الامر 
- انا بلى لذا لا تحاول الاقتراب مني مرة اخرى انا احذرك 
- ولكن عما تتحدثين 
- اتحدث عنك اتعتقد اني اتوهم الامور ولكن لتعلم ان بعد فرض نفسك على بمنزلي ذاك النهار اني وضعت حدود لعلاقتنا فهناك هذا الجدار بيننا ليس عليك تخطيه ابدا ابدا فلوا كان شخصا اخر من فعل لقمت بتصرفا اخر معه ولكن بما انك ابن غرنت علي التعامل مع الامر بتعقل بقدر ما استطيع 
- انت تهذين اليس كذلك لابد وانك مجهدة ولستِ مستيقظة بالكامل 
- ليكن قل ما تريد وقد اعلمتك بما اريد 
- كان مجرد انتقاما صغير لمحاولتك العبث بهاتفي ليس الا فلا تعطي الامر اهمية كبيرة حقا
- لا افعل ولكني احذرك من تكرار هذا او حتى محاولة التقرب مني 
- ومتى فعلت هيا اعلميني فلا اذكر 
 - لا تدعي الغباء ( قالت واستمرت بإصرار ) انت تعلم عما اتحدث به ام تعتقد اني سأسمح لك بتلاعب بي وبمشاعري او حتى فرض نفسك على مجددا لا تحلم بهذا ودع اساليبك الملتوية هذه لغيري ناثان 
وتحركت تهم بالابتعاد الذي لم تفعله وقد وقف جاذبا اياها من ذراعها التي امسكها مانعا مغادرتها لتستدير نحوه وهي تهم بالاعتراض الذي تلاشى وقد اصبحت بين ذراعيه ليعانقها مانعا جميع محاولتها بالابتعاد حتى الاعتراض الذي كانت تحاوله دون جدوا وقد أحاطت احدا يديه عنقها من الخلف بكل قوة بينما أحاطت يده الاخرى جسدها جاذبا اياها نحوه مانعا جميع محاولاتها قبل ان يهمس بصعوبة امام انفاسها التي كادت تفارقها 
- هذا ما اسميه فرض للنفس لذا فلتتهميني الان اني فعلت وعندما اريد ان افعل لن اتوانا عن هذا لن تستطيعي منعي لو اردت ولكن اتعلمين لا ارغب بهذا حتى 
وتركها متراجعا خطوتا عنها امام الذهول التام الذي اصابها من تصرفه لتهمس بصعوبة ودون تصديق 
- لا شيء يعطيك الحق بهذا لا شيء هل تدرك هذا لا تجرؤ على لمسي مرة اخرى لا تفعل انا احذرك 
قالت بغيظ وهي تدفع صدره براحتي يدها دون ان تأثر به ليقول 
- توقفي عن التهديد الذي لامعنا له ( وامسك رسغيها وهو يؤكد على كلماته ) فالقد اعلمتك لو أردت المزيد لفعلت ( ونظر بعمق عينيها مؤكدا ) ولن تستطيعي شيء لذا عودي لغرفتك الان
- اتعلم ما انت ( قالت وهي تسحب يديها منه بقوة )
- لا احتاجك لتعلميني فهيا غادري 
- انت اكثر شخص ك
- لا اريد ان اعلم 
- انا اكرهك 
- اعلمتني بهذا من قبل 
هزت راسها بغضب غضبا منه ومن نفسها فنفضت ذراعيها بحنق مستمرة لجوابه الغير مبالي 
- انت لا تستحق الوقت الذي اقف به هنا احادثك 
وتحركت متخطية عنه بخطوات واسعة ليبقى جامدا في مكانه مصغي لخطواتها التي تبتعد شيئا فشيئا قبل ان يغمض عينيه ويرفع راسه الى الاعلى ما الذي جرى له لما فقد صوابه بهذا الشكل لقد افقدته صوابه تماما لقد فعلت فلم يعهد من نفسه هذا لم يفقد صوابه من قبل من جراء محادثة لم ترق له لما يتصرف بحمق معها لما .

- هيا انهضي جوانا ستتأخرين 
فتحت عينيها بصعوبة محدقة بوالدتها لتنهض وترفع نفسها على يدها وهي تهمس 
- كم الوقت 
- السادسة 
- لم استيقظ على المنبه جيد انك ايقظتني 
قالت لوالدتها وهي وتبعد الغطاء عنها فبعد ليلة مضطربة لم تحصل بها على الراحة كيف لها الاستيقاظ باكرا 
- ساعد لك بعض الشطائر 
- لا تفعلي فلا شهيت لي 
اجابتها وهي تتناول ملابسها الى انها غادرت الغرفة وهي تقول
- لتتناوليها فيما بعد 
- اشكرك 
قالت وهي تسرع بتناول الشطائر من والدتها الواقفة امام طاولت المطبخ وتطبع قبلة على خدها بنفس الوقت وتستمر نحو الباب وهي تقول 
- ارسلي تحياتي لجورجيا وسأحدثها مساء للاطمئنان على وصولها 
- انتَ ايضا مغادر الان 
قول والدتها جعلها تنظر خلفها وهي تغادر لترا ناثان ينزل الادراج وقد ارتدى ملابسه ويمسك مفاتيح سيارته بيده وعلى ما يبدوا انه استحم ايضا تابعت ابتعادها بضيق فهو بأحسن حالاته بينما هي مازالت تعاني من قلت التركيز صعدت الى سيارتها لتحاول تشغيلها ولكنها رفضت مما جعلها تعقد حاجبيها وتعاود الكرة مرة تلوا الاخرى دون فائدة تعلقت عينيها بناثان الذي اقترب من سيارته ليصعد اليها ليزيد تجهم وجهها فعادت للتركيز على سيارتها التي ترفض رفضا تام الاستجابة لها 
- ما بها ( بادرتها والدتها وهي تقترب منها بحيرة )
- لا اعلم كانت على ما يرام البارحة 
- حاولي من جديد 
- انها لا تستجيب 
تمتمت دون فهم لتسرع بالنظر نحو والدتها التي قالت لاقتراب ناثان منهم
- هناك خطب ما بها ( فتح مقدمة السيارة محدقا بداخلها قبل ان يقول )
- حاولي من جديد 
فعلت ليتملكها الاحباط لعدم استجابتها فهز راسه بالنفي واغلق مقدمتها محدقا بها من خلال الزجاج الامامي وهو يقول 
- انا متجه نحو كايدن ساقلك معي 
- هذا جيد ( اسرعت والدتها بالقول فقالت معترضة ففكرت مرافقته مرفوضة تماما ) 
- لا اشكرك
- ولكن جوانا ستتأخرين عن عملك الا اذ رغبتي بأخذ اليوم اجازة اتصلي بشايسي واعلميها انك اضطررت للبقاء هنا لن تمانع 
نظر ناثان نحو ساعته قائلا بنفاذ صبر وهو يتحرك نحو سيارته 
- لدي اجتماع ولا ارغب بالتأخر عنه لذا اسرعي ان رغبتي بالوصول بالوقت المناسب 
اخذت تتمتم بغيظ وهي تتناول حقيبتها وتغادر السيارة قائلة وهي تتخطى والدتها 
- اتصلي على نويل ليحضر ويرى ما بها وليؤمن ايصالها الى منزلي 
- حسنا لا تقلقي .. قود بحذر لم تتأخرا لذا لا تتعجل 
قالت ميلينا وجوانا تجلس بجوار ناثان الذي هز رأسه لها وتحرك بالسيارة فتناولت جوانا سماعات اذنيها لتضعهما معبرة عن عدم رغبتها بالحديث وهي تحدق امامها بتجهم وصمت طال لم يحاول ناثان المنشغل بالقيادة كسره بدايتا ولكن بعد مضي نصف ساعة من الصمت الثقيل قال 
- كيف كانت ليلتك ( وامام صمتها التام استمر وهو يلمحها بنظرة مما جعلها تنظر اليه ) اعلم انك تسمعيني ( سحبت عينيها عنه الى الامام رافضة اجابته فأضاف بهدوء ) كانت ليلتي سيئة سيئة جدا في الحقيقة .. اعترف ما كان علي التصرف معك بهذا الشكل ولكن بطريقة ما انت تفقديني لصوابي
- تحاول ان تبرر لنفسك فعلتك وباني السبب بالنهاية 
قالت وهي تبعد سماعتها عن اذنيها مستنكرة قوله وهي تمعن به 
- لا احاول ان ابرر لنفسي بل احاول افهامك انك تفقديني لصوابي 
- اه هذا افضل بكثير ( قالت ساخرة فأضاف وهو يعود لنظر اليها ) 
-  اعلم ان الامور بيننا متشابكة وحدث سوء فهم ولكني حقا .. مهتما بأمرك .. و .. بشكل جدي ( مرت لحظة صمت بينهما وعينيها معلقتين بعينيه فعاد ليركز على قيادته متابعا بجدية ) لا الهو انتِ .. تروقين لي وبشكل ما اصبح
- لا 
- لا .. لا ماذا ( تسأل بتوتر لمقاطعتها له وهو يعود لنظر اليها قبل ان يعود للطريق امامه )
- لا استطيع
- ان كانت المشكلة والدينا 
- المشكلة بي انا لقد خرجت من علاقة مؤخرا كنتُ بها كالمغفلة بينما كنت اعتقد ان اموري على مايرام وان روجر هو رجل احلامي 
- ذوقك سيء ( قاطعها قائلا بغيظ لذكرها اياه الان )
- اعلم هذا الان واكتشفت كم كنت مغفلة وحمقاء حينها وان كنت انت تستطيع تخطي علاقاتك بسهولة انا لا لم اتخطى ما مررت به لذا انا غير مستعدة ابدا للانخراط بعلاقة جديدة وخاصة معك انت لان اي خطء قد يقع بيننا قد يفسد الامور لذا انا لن اغامر بهذا ابدا
- كم تحتاجين 
- لم افهم 
- كم تحتاجين لتخطى روجر ذاك وتكونين مستعدة لسماعي 
هزت راسها بالنفي متمتمه
- ان الامر مجرد نزوة ليس الا انا واثقة س .. سأنسى هذا الحديث الذي دار بيننا وكذلك افعل 
بدت الصدمة بعينيه قبل ان يقول بصوت ثابت 
- تخطيت مرحلة النزوات منذ زمن واعلم عما اتحدث به ام تعتقدين اني اقول هذا لكل فتاة اقابلها 
- ليست مشكلتي اذا انها مشكلتك انت وعليك علاجها .. بعيدا عني  
- ما مشكلتك حقا 
- انت .. لما لا تستطيع تصديق ذلك اعلي ان اكرر لك هذا انت مشكلتي لا اريد ان تربطني اي علاقة بك اكثر من كونك ابن غرنت 
- جوانا 
- انا جادة بما اقوله
- لا تتحدثي فكلما تحدثتي كلما زدتِ الأمر سوء 
- احاول جعلك تدرك انني ( هز راسه بالنفي وقد بدت خيبة الامل بعينه فقاطعها قائلا )
- لا تتحدثي بالمزيد 
- ولكن عليك ان تد
- قلت توقفي حقا افعلي لقد اوضحت وجهت نظرك وقد فهمتا لتعودي لوضع السماعات الان 
ضمت شفتيها بقوة وعادت لنظر امامها وهي تعقد يديها لتبقى على هذه الحال الى ان اوقف السيارة بجوار عملها فغادرتها دون حتى شكره ليتابعها وهي تتجه نحو المدخل وتختفي به واصابعه تطرق على مقوده بتفكير وقد ملاء التجهم وجهه لقد تعمد عطب عجل سيارتها ذاك النهار عندما شاهدها تقف امام المطعم قبل ان يدخل اليه واليوم قام بالصباح الباكر ليعمل على تعطيل محرك سيارتها ليجبرها على الصعود معه كما قام بمعانقتها رغما عنها وهو لم يفعل هذا من قبل مع اي فتاة لم يكن يشعر بان عليه هذا لطالما كان يستطيع جذب اي فتاة يريد لطالما كانت الفتيات تبادرن لمحادثته ولفت انتباهه ما خطبها لقد اعترف لها لتو انه مهتم بأمرها ولقد رفضت الأمر بكل سهولة .

- اجل امي
- هل وصلت المنزل 
- اجل واتناول عشائي .. كيف انت اليوم هل ذهب الزكام
- اجل اني افضل كثيرا اليوم حتى اننا بدئنا بالأعداد لحفل بعد يومان تستطيعين الحضور اليس كذلك
- حفل 
- عيد ميلاد سيلا يصادف بعد غد لذا خططنا بان يطلب منها ناثان العودة الى دوراسون لأمر مهم بينما نعد لها مفاجئة جميلة بهذه المناسبة تستطيعين الانضمام الينا 
- بعد غد 
- اجل سنقيمه مساء ولتحضري لاريس برفقتك فلقد دعونا عددا من اصدقائها والاقرباء 
- دعيني افكر بالأمر فكما تعلمين لو كان في نهاية الاسبوع لما ترددت
- ارغب بان تحضري سيكون الامر لطيفا فقد تنبهت ان علاقتكما اصبحت افضل من قبل ام اني مخطئة 
- لا لست كذلك .. حسنا سأبذل جهدي للحضور 
- اهو وعد 
- انه كذلك 
- تابعي تناول عشاءك اذا ولا تطيلي بالسهر عمتِ مساء 
- وانت ايضا وداعا 
اغلقت الهاتف ووضعته بجوار طبقها الذي أخذت تعبث به بشرود دون ان تتناول منه المزيد فلقد مر شهر على اخر مرة قصدت بها دوراسون ومهما الحت عليها والدتها بالحضور ادعت انشغالها والان قصة اخرى اتذهب ام لا ابعدت طبق الطعام من امامها واسندت وجهها على يديها التين عقدتهما على الطاولة انها تشعر بالتوهان فكل ما يشغل تفكيرها عندما تجلس بمفردها هو .. ناثان تنهدت ان كانت حقا منجذبتا اليه عليها ان تعطيه فرصه ولكن ان لم ينجح الامر .. لا تريد التسبب باي شيء قد يعكر صفو الامور بين العائلتين ان هذا اكثر ما يشغلها ويجعلها مترددة عادت لشرود انها واثقة من تردده المستمر على ناديه هنا حسنا ماذا تريد فلقد كانت واضحة بإعلامه بان ينسى الامر ويبدوا انه قد فعل تحركت متناولة هاتفها لتتصل بلاريس وتعلمها بأمر الدعوة .

- ها قد وصلنا 
قالت جوانا بمرح وهي تدخل الى منزل غرنت وتجول بعينيها بين المجموعة المنشغلة بتعليق البالونات على الحائط وترتيب الطاولة المليئة بكل انواع الحلويات بالإضافة لقالبا كبير من الحلوى لتقترب منها ميلينا بابتسامة بينما قالت لاريس 
- يبدوا ان الحفل لم يبدأ بعد وانا التي اعتقدت اننا تأخرنا 
عانقت جوانا والدتها لتفعل لاريس بالمثل قبل ان تقول لهما 
- ذهب ناثان لإحضارها انهما على وشك الوصول دعوني اقدمكم لهم ( اضافت وهي تنظر الى الشباب والفتيات المنتشرين بالمكان قائلة ) هذه ابنتي جوانا وهذه ابنت شقيقتي لاريس هؤلاء اصدقاء واقرباء سيلا 
اخذتا تتبادلان التحيات معهم قبل ان تقترب جوانا من غرنت لتحدثه بينما بادرت لاريس نويل وهو يقترب منها قائلة 
- انت ايضا صديق سيلا 
- انا صديق العائلة جميعها لا تحصل مناسبه هنا دوني 
- سأطفئ الاضاءة هيا اسرعوا انهم على وشك الوصول 
قالت ميلينا وهي تقترب من الإضاءة لتقوم بإطفائها ويحل الصمت التام في المكان والذي كسره دخول سيلا وهي تقول بحيرة 
- لما المكان مطفئ اين الجميع 
ما كادت تنهي كلماتها حتى اشتعل الضوء وبداء الجميع بالهتاف بحماس وتهنئتها لتسرع بتخطي مفاجئتها والسعادة تطل بعينيها والابتسامة لا تفارق وجهها ليعم المرح بالمكان ما بين قطعها لقالب الحلوى والرقص والتقاط العديد من الصور والهتاف لتنسحب ميلينا وغرنت للجلوس خارجا وهم بتناولون الحلوى بينما بقيت جوانا قرب لاريس ونويل الذي لا يفارقهم متعمدة الابتعاد عن طريق ناثان طوال الوقت والذي بدوره تجاهل وجودها بشكل كامل 
- من هذه ( تسألت لاريس وهي تنظر خلف جوانا التي كانت تتناول عصيرها فأجابها نويل )
- انها .. صديقة ناثان ( لا تعلم لما شعرت وكان ماء باردة سكبت عليها لما تشعر بالصدمة اخفضت يدها التي تحمل بها كاسها ببطء للأسفل ممعنة بلاريس التي تمتمت لنويل ) انها جميلة جدا الأمور جادة بينهما 
هز رأسه بالايجاب لها قائلا
- هذا ما يبدوا عليه الامر الم تلاحظي انه لم يجالس غيرها منذ بداية الحفل 
ابتلعت عصيرها العالق في حلقها ببطء لتتحرك نحو الطاولة مدعية انها تريد تناول قطعة من الحلوى لتنظر نحو ناثان الواقف بجوار فتاة ممشوقة القوام نحيلة جدا بثوبا احمر ناري وشعرا اسود يهدل حتى منتصف ظهرها لقد اعتقدت انها من صديقات سيلا .. انها .. حقا جميلة .. جدا اشاحت برأسها عنهما وقد انشغلا بالحديث معا وكأن لا احد حولهما فأخذت تتناول قطعة الحلوى دون رغبة قبل ان تتوجه نحو الخارج لتنضم لوالدتها وغرنت الى ان حدقت بساعتها التي تشير الى الثانية عشر نهضت قائلة 
- علينا المغادرة 
- الن تبقي هنا الليلة 
- كنت ارغب بذلك امي ولكن لا استطيع 
- تستطيعين الذهاب بالصباح الباكر ( قال غرنت ) 
- لا يجب ان نغادر .. سأعود في نهاية الاسبوع اعدكما .. لأنادي لاريس 
- ولكن هذا ما تثابرين على قوله ولكنك لا تحضرين ( قالت ميلينا )
- سأفعل اعدك 
اجابتها وهي تعود للداخل وقد ملاء الصخب المكان فمجموعة ترقص على موسيقى الصاخبة ومجموعة تهتف ومجموعة جلست لتتناول الطعام لتجول بينهم تبحث عن لاريس لتجدها تراقص نويل فوقفت تتأملها بابتسامة قبل ان تتراجع بضع خطوات للخلف لتفادي احد الشبان الذي كاد يرتطم بها وهو يحاول تخطيها لتتجمد في مكانها ويدين تمسكان ذراعيها من الخلف كي لا تصطدم به ليفارقها قلبها لا تحتاج الاستدارة لتعلم من هو الا انها اسرعت بالقول محاولة اخفاء ما يجول بداخلها 
- ارجوا المعذرة اه هذا انت ناثان 
- جوانا .. كيف انتِ .. ارجوا ان تعذريني 
اضاف باقتضاب ويديه تبتعدان ببطء عن ذراعيها ليتخطى عنها فتابعته لتراه يتجه نحو صديقته فعادت بنظرها ببطء نحو لاريس لتشير لها بيدها بالحضور ثم اشارت لها نحو الخارج قبل ان تتجه نحو سيلا لتودعها وتغادران لتعودا بأدراجهم نحو دوراسون .

تعلقت عيني ناثان من خلال المرآة الجانبية بالسيارة المتوقفة امام منزل جوانا ليخفف من سرعت سيارته قبل ان يوقفها ويترجل منها متجها نحو سيارة سيلا محدقا بها وهو يتابع نحو الباب الخارجي ليدخل منه بخطوات واسعة نحو باب المنزل ليطرق عليه .

تحركت جوانا عن الاريكة بكسل وقد رفعت شعرها على شكل كعكة في منتصف راسها تناثر منها بعض الخصلات بفوضة لتقول وهي تتثائب
- من سيحضر بهذا الوقت الباكر 
- اتكون لاريس 
اجابتها سيلا الجالسة على الاريكة قرب المدفئة وقد ربطت شعرها كذيل فرس ومازال النعاس باديا على عينيها المنتفختين قليلا وهي منشغله بهاتفها 
لتفتح جوانا الباب محدقة بناثان دون ان ترمش لأول وهله ليبادرها لجمودها وهو يفتح الباب بيده اكثر ليتخطاها للداخل 
- عمتِ صباحا ايضا ..ماذا تفعلين هنا 
اضاف لسيلا التي تعلقت عينيها به متفاجئة لتقول بتلعثم 
- حضرت لأقضي بعض الوقت برفقة جوانا 
- بتِ هنا 
اغلقت جوانا الباب ببطء وعينيها معلقتين بظهر ناثان الذي استمر دون ان يعطي سيلا مجالا لرد 
- افعلتِ .. عندما حدثتني البارحة كنت هنا .. لما تكذبين علي 
- انها لم 
- هي من عليها اجابتي وليس انت ( قاطعها بحدة مما جعلها تقول ) 
- تستطيع ان تكون اقل فظاظة حاول ربما تنجح
قالت بغيظ فأجابها بنفاذ صبر
- اريد التحدث مع شقيقتي هنا 
- اه لك هذا اعذرني 
اجابته وهي ترفع يديها وتتراجع في خطواتها للخلف مستمرة لسيلا 
- سأكون بالخارج في حال احتجتِ الي وخذا راحتكما 
- انه لا يقصد هذا حقا جوانا 
 - لا باس انا اعلم ما يقصد ولكني اشعر بالاختناق واحتاج الى بعض الهواء 
قالت وهي تلمحه بنظرة شامله وتفتح الباب لتغادر ليعود نحو شقيقته قائلا بغضب
- ان كنت هنا لما لم تعلميني منذ متى ونحن ندعي ونكذب هيا اعلميني
عقدت جوانا يديها لتحصل على بعض الدفيء عند ملامسة الهواء البارد لها وهي تتنفس بعمق عدة مرات محدقة امامها بضيق 
- جوانا .. اقتربي كيف هي والدتك لما لم اعد اراها 
نظرت جانبا نحو السور المجاور لمنزلها لتسير باتجاهه وقد وقفت مديث بجواره مستمرة لها وهي تقترب منها 
- اعجبتها الحياة في دوراسون فلم تعد تحضر 
- هذا ما يبدوا عليه الامر 
- لديك زوار 
اضافت مديث وهي تشير نحو سيارة ناثان وسيلا المتوقفات امام منزلها لتهز راسها لها قائلة 
- اجل انهم ابناء غرنت 
- اه هذا يفسر الامر ( بدت الحيرة على وجه جوانا لقول مديث التي تُناهز والدتها بالعمر ولطالما كانت جارة مقربتا من والدتها فاستمرت ) صاحب تلك السيارة تشاجر مع الرجل الاخر الذي يأتي باستمرار للوقوف هنا 
- روجر 
- اجل 
- تعنين ان ناثان قد تشاجر مع روجر 
- من الجيد انه فعل فلم يعد مرة اخرى الى هنا كنت على وشك ابلاغ الشرطة عنه اعلمتني والدتك ان افعل ان استمر بانتظارك بهذا الشكل ولكني تنبهت لعدم عودته بعد تلك المشادة بينهما .. لا يزعجك الامر اليس كذلك فما علمته من والدتك أن الأمور بينكما لم تسر على مايرام
- اجل لم تسر على مايرام 
اجابتها شاردة لتخرج من شرودها على انفتاح باب منزلها فنظرت نحو ناثان الذي غادر متجها نحو سيارته لتتابعه وهو يصعد اليها ليحركها مبتعدا وقد اكفهر وجهه فعادت نحو مديث قائلة 
- لتمري لشرب القهوة 
- عندما تحضر والدتك افعل لا تنسي اعلامي بحضورها 
هزت راسها لها بالايجاب وهي تعود بأدراجها لداخل المنزل محدقة بسيلا الجالسة بتجهم على الأريكة لتبادرها وهي تقترب من المدفئة
- بدأت اشعر بالسعادة لعدم وجود شقيقا لي 
- انه غاضب لأني لم اعلمه باني هنا
- وهل يستحق هذا غضبه بهذا الشكل 
- انت لا تعرفينه 
- لابد وانه يكرهني حقا 
- لا لست المعنية انه غاضب بسبب اخفائي الامور عنه فلقد حدثته البارحة قبل ان اخلد لنوم وهو يعتقد اني بالسكن الجامعي وانا لم انفي له الامر 
- وماذا الان 
- حصلت على توبيخ مناسب وسيعلم والدي بالأمر
- لن ينزعج والدك لوجودك هنا 
- بالتأكيد لا ولكن سينزعج من عدم قولي للحقيقة 
- لا داعي لإخفاء حضورك اذا الى هنا لم تشعرين ان عليك هذا  
- لا اعلم لم اقصد .. بدايتا اجل اما الان يبدوا اني انسقت خلف الامر خوفا من ان يقوما بسؤالي ما الذي جعل علاقتنا جيدة فنصل بالحديث الى ما فعلنه الفتيات بي
- هيا اتصلي بوالدك والقي تحية الصباح عليه وتحدثي معه واعلميه انك بتي لدي وحين يعلمه ناثان انك تغادرين السكن الجامعي لتتواجدي هنا سيعلمه والدك انه يعلم 
التمعت عيني سيلا وقد راقت لها الفكرة لتتناول هاتفها عن الأريكة وتسرع بالاتصال بوالدها لتحدثه بينما شردت جوانا بنار المدفئة  .

اوقفت سيارتها بعد يومان في موقف النادي الخاص بناثان في موعد غدائها لتتجه نحو المدخل وتتوجه نحو حديقة النادي لترى والدتها وخالتها جالستان هناك فاقتربت لتلقي التحية عليهما وهي تطبع قبلة على خد كلا منهما قبل ان تجلس متسائلة 
- لما لم تحضرا الى المنزل 
- خالتك هنا لذا انضممت اليها 
- مازلتِ مواظبة على الحضور الى هنا ( تساءلت جوانا فهزت انغريد راسها قائلة ) 
- احضر يوم بعد يوم ولما لا فانا الاقي معاملة مميزة هنا 
تعلقت عيني جوانا بناثان من خلال الحائط الزجاجي الفاصل بين الحديقة والنادي وهو يقف لمحادثة مجموعة من السيدات والرجال الذين اخذوا بطرح الاسئلة عليه لتتأمله وهي تتسأل 
- لما لن تبقوا هنا الليلة 
- جاء غرنت لتفقد صديق له تعرض لوعكة لذا لن نطيل
- ولكن لن يضر فالتعرجا على المنزل للمبيت ارغب بمجالستكما فلم اركم منذ مدة 
- من يتجاهل دعواتي بالحضور 
- لا افعل انا فقط منشغلة بالعمل 
- عليك البداء بالتقليل من العمل والنظر الى نفسك قليلا انت تجهدين نفسك وتغرقينها انا الاحظ ان حياتك الاجتماعية مختفية تماما انظري الي جيدا لست اول من تخوض تجربة فاشلة ليس عليك الهروب واغراق نفسك بالعمل بل بدأ صفحة جديدة وحياة جديدة 
- انا افعل 
تبادلت ميلينا وشقيقتها النظرات قبل ان تعود اليها قائلة
- دعانا غرنت لتناول العشاء بسترون قبل مغادرتنا لما لا تنظمين الينا 
- سأحاول 
- لا بل ستفعلين ( ابتسمت على قول والدتها وهزت راسها لها بالايجاب قائلة )
- سأفعل لا تقلقي 
 اخذت تبحث بين اثوابها دون حماس ولكن عليها ارتداء شيء مناسب يليق بالمطعم الفاخر الذي دعاهم له غرنت لا تشعر بالحماس لذهابها ولكن ما الخيارات الاخرى التي لديها .

ترجلت من سيارتها امام المطعم لتقدم المفتاح للشاب الذي وقف ينتظرها لتدخل اليه وتجول بنظرها بين الموائد والموظف يتناول معطفها منها لتلمح والدتها من بعيد فتحركت نحوهم بثوبها الاسود الذي بالكاد يغطي ركبتيها وقد اظهر كتفيها العارين ليغطي القليل من ذراعيها ليلامس شعرها الذي تركته بحيريته كتفيها ليتابع استرساله على ظهرها بشكل جميل 
توقفت عيني ناثان عليها ليتابعها وهي تقترب منهم بابتسامة ملقية التحية لتطبع قبلة على خد والدتها قبل ان تجلس بجوارها وهي تقول لناثان وسيلا الجالسين امامها بينما تراس غرانت الطاولة
- ارجوا اني لم اتأخر 
- كنا على وشك طلب الطعام ( اجابها ناثان وهو يشير بيده للنادل ) 
- تتأخرين بعملك ( تسأل غرنت فهزت راسها له بالايجاب قائلة ) 
- نعقد احيانا اجتماعات خارجية وتكون مساء 
اخذت تتحدث عن عملها الى ان وصلت اطباق الطعام لتنشغل بتناول طعامها بتمهل وهي تصغي للحديث الدائر وما كادوا ينتهون من العشاء حتى مدت اطباق الحلويات امامهم بينما دعا غرنت ميلينا للرقص لتراقبهم وهم ينضمون للمجموعة التي ترقص على موسيقا هادئة متعمدة تجاهل ناثان بشكل كامل طوال الوقت والذي بادلها بنفس التصرف
- هيا ( نظرت نحو سيلا التي قالت ذلك لناثان الذي نظر اليها متسائلا فأضافت بمرح ) لتدعوني للرقص هيا تحرك 
استمرت وهي تقف وتسحبه ليتحرك متجاوبا معها فأخذت جوانا تتأملهم انه يراقصها بمهارة على الاقل يجيد هذا النوع من الرقص ويبدوا انه يحدثها بشيء ممتع فهي لم تتوقف عن الابتسامة سحبت عينيها عنهما نحو والدتها وغرنت الذين سارا عائدين نحوها لينضموا لها قبل ان يتبعهما ناثان وسيلا التي جلست بينما هم ناثان بالجلوس ليقول والده 
- الن تدعوا جوانا للرقص 
تعلقت عينيه بوالده بينما توقفت يد جوانا التي كانت تهم بها بتناول لقمة جديدة من قطعة الحلوى ليتدارك مفاجئته ويتابع جلوسه قائلا وهو ينظر اليها
- لا ترغب جوانا بمراقصتي 
تعلقت عينيها به وقد فاجئها قوله لتسحب نظرها عنه نحو الوجوه المحدقة بها بحيرة لتهز والدتها راسها لها متسائلة بينما قال غرنت بتفكير 
- اهناك ما علينا معرفته .. هل .. انتما على خلاف 
ابتلعت ريقها بصعوبة لتظهر ابتسامة مجبرة على شفتيها وهي تقول وبنفس الوقت تنظر نحو ناثان المنشغل بطبقه
- لا .. لا يوجد اي خلاف .. لا اعلم لما قلتَ ذلك حتى 
نظر ناثان اليها وهو يبتلع لقمته بروية قبل ان يقول
- لقد اسأت التعبير ارجوا ان تعذروني هلا رافقتني بهذه الرقصة 
اضاف وهو ينهض من مكانه ليظهر الذعر على عينيها لا ليس هذا ما تريده تبا ما الذي عليها فعله همست لنفسها وهي تحدق بيده الممدودة نحوها وقد اصبح بجوارها لتنهض مرغمة وهي تبتسم وتتحرك برفقته لتهمس من بين اسنانها 
- لا ارغب بمراقصتك وانت تعلم هذا 
- انا ايضا لا ارغب بمراقصتك جوانا 
- هذا جيد
- بل جيد جدا ( اجابها وهو يقف فتوقفت بدورها عن السير واستدارت نحوه بجمود فقال ) علينا الرقص 
- اعلم 
اجابته من بين شفتيها وهي تعود لاصطناع ابتسامة لرؤيتها لوالدتها تحدق باتجاههم فقدم يده لها لتضع يدها بيده وترخي يدها الاخرى على كتفه بينما لامست اصابعه خصرها ليتحرك ففعلت بالمثل قائلة 
- لنمضي دقيقتين ونعود 
- يناسبني ذلك جدا 
- كان عليك قول اي شيء غير هذا بحق لقد وضعتنا في موقف محرج
- لقد قلت الحقيقة فقط 
- جوانا لا ترغب بمراقصتي يا لها من حقيقة الم تجد غيرها  
- كلي اذان صاغية لأي اقتراح يخطر على بالك 
- الم تفكر بما قد يفكرون به 
- والذي هو 
- انت تجد الامر ممتعا ( قالت لنظرة المرحة التي يحاول اخفائها دون ان يفلح لتستمر ) الأمر ليس ممتعا فانا لا اريد ان تدخل والدتي بمشاكلي 
- مشاكلك والتي هي .. انا 
- انت على رأس القائمة 
- يجب ان اشعر بالفخر اليس كذلك 
- اشعر بما تريد ولكن ليكن بعيدا عني اليس لديك صديقة لما لم تدعوها ايضا لَما كنا الان بهذا الشكل 
ضغطت اصابعه برقة على اصابعها وهو يقول 
- اعادت سيلا للمبيت في منزلك 
توقفت مقلتيها عليه دون حراك قبل ان تقول 
- احقا لديك مشكلة بهذا 
- انت من لديه مشكلة فلا اريد ان تتعرض شقيقتي لسوء المعاملة
- انه مرحبا بها 
- انت واثقة من هذا .. تريدين اعلامي انك دعوتها للمبيت برحابة صدر .. لا اصدقك جوانا 
- انها فتاة لذا اجل سأرحب بها برحابة صدر خاصة انها جائت حديثا من دوراسون بعكسك فانت تستطيع تدبور امورك 
- ولما لم تكن تصدقُني القول وتشعر ان عليها الكذب بهذا الشأن 
- لما لا تسألها هي فانا لا اعلم ما الذي يدور يعقل شقيقتك 
مال براسه نحوها قليلا قائلا
- لا اشعر بالراحة لكما هناك ما تخفينه انت وهي .. لا لا تشيح بهما ( اضاف وهي تهم بابعاد عينيها عنه لتعود لثبات على عينيه مدعية عدم الاكتراث ليتابع وهو يتمعن بهما )  ما تخفيان 
- انا لا شيء ..شقيقتك لا اعلم فعلاقتي بها حقا ليس بذاك العمق لذا ان كان لديك اي سؤال بشانها فالتقم بطرحه عليها ( واضافت بتعمد حتى تبتعد عن الحديث عن سيلا ) هل تشاجرت مع روجر حقا ( مرت لحظت صمت قبل ان يقول بروية )
- فعلت .. فلقد حذرته اول مرة ولم يبدوا انه اخذ الامر على محمل الجد لذا كان علي افهامه الامر مرة اخرى ... اعاد للوقوف امام منزلك 
- لما فعلت هذا 
- لما .. انتِ جادة .. اعتقدت ان الامر يزعجك 
- وان كان ما كان لك التدخل 
- هل تصغين لنفسك بما تتحدثين به 
- اجل ناثان انا اعلم عما اتحدث به ربما يروقني تتبعه لي ومحاولاته اصلاح الامر ولا يزعجني هذا 
- انت فقط تحاولين مضايقتي اليس كذلك 
- لا انا جادة 
- جادة بماذا بالعودة اليه لابد وانك جننتِ ولا اعتقد انك كذلك انت فقط تقومين بإزعاجي 
- ولما قد افعل هذا 
- لأنك لا تريدين الاعتراف بالحقيقة 
- عن أي حقيقة تتحدث 
تحركت يده التي لامست خصرها لتنسل ببطء نحو ظهرها ليجذبها نحوه مما جمدها في مكانها بينما جذبت يده يدها الاخرى ببطء ليقربها من صدره لتهمس بقلق وهي تحاول ان لا تجاريه 
- اجننت ان والدينا يجلسون هناك 
- انهم منشغلون بالطعام 
- دعني ابتعد دون احداث جلبه 
- لما هل مسست وترا حساسا هنا هل احتاج لفعل المزيد حتى تعترفين 
- توقف ( همست بتوهان فهي تعلم انها منجذبة إليه ولكن ليس عليه ان يعلم فتابعت بصوت حاولت اخراجه جادة دون ان تفلح بهذا ) لننهي هذه الرقصه 
فهمس متجاهلا قهولها وعينيه الهائمتان بها لاتفارقانها 
- ان وجود هذا جميعه حولنا .. انقذك  ( واغمقت عينيه بشدة قبل ان يتابع ) علمت ان ما كان علي مراقصتك 
- لننهي الامر اذا 
- يسرني ذلك 
أجابها وهو يتوقف مبتعدا عنها خطوة للخلف ويشير بيده لها لتتقدمه بالسير ففعلت ليعودا لمقاعدهم لتتناول كوب الماء لتنشغل به وهي تحاول جاهدة ان لا تفضحها ملامح وجهها فلقد جن قلبها بداخلها تبا انها حقا واقعة في غرامه عليها ان تستيقظ اجل عليها هذا ابتسمت لسيلا التي حدثتها لتدعي انشغالها معها فلا تجرؤ على النظر باتجاهه الان لتمضي ما بقي من الامسية وهي تدعي انها تقضي وقتا ممتعا لتعود الى المنزل اخيرا لتتنفس الصعداء وهي تغلق بابها وتتجه نحو غرفتها لترتمي على سريرها ويتملكها شعور بان عليها الابتعاد والهروب منه ومن نفسها لا تشعر انها على مايرام وقلبها بداخلها يعتصر بهذا الشكل .

جدار هش 7

- لا اريد ... لا اريد 
اخذت تتمتم وعينيها معلقتان بهاتفها مما جعل لاريس التي تتحرك نحوها للجلوس على الأريكة امامها تقول 
- لا تريدين ماذا 
رفعت نظرها اليها بشرود قبل ان تقول 
- هل رئيتي ناثان مؤخرا اهو هنا ام في دوراسون
- سمعت لوجان يتحدث عنه منذ بعض الوقت انه مغادر نحو ملتون لديه عمل هناك .. لماذا 
- كنت اتسأل فقط اتذهبين برفقتي نحو دوراسون فلقد غادرت جورجيا برفقة روبنز وتركت الاطفال عند والدتي وعلي الذهاب لمساعدتها 
- لا استطيع فكما تعلمين علي التوجه مع فريق العمل نحو
رغم متابعة لاريس الحديث الا انها عادت لتشرد بعيدا لا ترغب بالذهاب حتى لا تلتقي بناثان انها قلقة من نفسها فذلك الجدار الذي تحاول جعله يثبت بدأ بالتخلل ماذا تفعل لا تستطيع عدم الذهاب قد لا تلتقي به ربما يكون بكايدن او غادر نحو ملتون او يكون هناك اغمضت عينها ورفعت راسها لتسنده للخلف محدقة بلاريس المستمرة بالحديث .

- مرحبا ( قالت ضاحكة لاستقبال ادم وديان لها فور انفتاح الباب وارتمائهم في حجرها ) لقد اشتقت لكم ايضا
حملت ادم بينما حملت والدتها ديان لتقبلها جوانا وهي تقول
- لقد اتعباك اليس كذلك
- من الجيد انك حضرتي اخيرا 
- اعلمتك انني لا استطيع الحصول على اجازة بهذا الوقت وهانا لم انتظر لصباح الغد وانا اعلم ان الشقيان معك لذا حضرت من العمل مباشرة متى ستعود جورجيا
- بعد ثلاث ايام دعيني اضع العشاء لك
- لا اريد
- ولكنك حضرتي من العمل الى هنا لذا لا تعلميني انك لا تريدين انظري الى نفسك انت تزدادين نحولا
- هذا ليس صحيحا ( قالت معترضة وهي تتأمل نفسها )
- الست على حق غرنت
قالت ميلينا موجها حديثها لغرنت الذي اطل من غرفته لتحية جوانا بود بينما قال
- اجدها كما هي
- رائيتي انا كما انا .. كما اني تناولت شطيرة وانا في الطريق الى هنا وانت ايها الصغير ما الذي يجعلك مستيقظ الى الان
اضافت بمرح لادم وهي تقوم بدغدغته ليضحك وهو يحاول الابتعاد عنها
- ميلينا .. بما ان جوانا هنا نستطيع الذهاب الى منزل برون
نظرت ميلينا نحو جوانا بتفكير فأسرعت جوانا بالقول
- اذهبا اين تريدان سأعتني بالصغيرين وسينامان سريعا لا تقلقا من اجلهما
- ولكنك وصلتي لتو
- وان يكن فانا حضرت لمساعدتكما
- لقد دعونا لقضاء الامسية ولم نكن ننوي الذهاب ( اضافت والدتها فأسرعت بمقاطعتها قائلة )
- هيا افعلا دون تردد تعلمين اني استطيع السيطرة على هذان الصغيران
قالت بتأكيد لتقف على الباب بعد قليل وهي تحمل ادم وبجوارها دايان ليشيرا لجديهما وهما يبتعدان بسيارتهما لتدخلهما وتغلق الباب خلفها وهي تقول
- ماذا نفعل الان بما ان جدتكما اعلمتني انكما تناولتم عشاءكم لنقراء احد القصص أهذا يناسبكم
توقفت عن المتابعة وعينيها تتعلقان بناثان الذي ينزل الادراج وهو يمرر يده بشعره المبتل محدقا بها بتفكير وهو يقول 
- متى وصلتِ
- قبل قليل .. لم .. اعلم انكَ هنا .. اعني سيارتك ليست بالخارج .. لذا لم اتوقع وجودك .. هنا
اقترب ليمرر يده على راس ادم وهو يقول
- انها عند نويل يقوم بفحصا شامل لها .. اين والدي وميلينا
- غادرا لقضاء امسية برفقة ابن العم برون
- فعلا ( قال بتفكير وهو يتحرك نحو المطبخ مستمرا ) وتركا لك رعاية الطفلان
جلست القرفصاء بجوار ديان وادم الذي احاتطه بيدها قائلة وهي تلتقط لهما عدت صور 
- لطالما قمت برعايتهما لذا لا مشكلة بذلك .. هيا ابتسموا
اضافت لهما وهي تعود لألتقاط المزيد لترسلها الى جورجيا لتتحرك دايان نحو صندوق وضع جانبا لتحضره لجوار جوانا لتفتحة وتنشغل بالعابها فجلست جوانا ارضا بجوار ادم الذي اخذ يلهوا بالالعاب ايضا لتنشغل بدورها بمراسلت جورجيا سكب ناثان لنفسه كوب من القهوة وعاد للجلوس على الاريكة امامها ليفتح حاسوبه وهو يتامل ما يجري حوله قبل ان تتوقف عينيه عليها متاملا اياها ببطء  .

تاملت دايان وادم المنشغلان بالالعاب قبل ان تعود نحو هاتفها متعمدة تجاهل ناثان الجالس امامها لذا وضعت سماعات اذنيها لتدير هاتفها على احدى الاغنيات المفضلة لها وعينيها لا تفارقان الطفلان لتتابع بحواسها ناثان الذي تحرك من مكانه بعد قليل لتتجمد وهي تشعر به يقترب منها ليجلس القرفصاء بجوارها فحركت راسها ببطء عن الطفلان نحوه بحيرة وقبل أن تتحدث مال نحوها متناول احدى السماعات عن اذنها ليضعها باذنه مما جعل مقلتيها تثبتان على عينيه القريبتين منها دون ان ترمش وقد غادرها قلبها لتهمس 
- ماذا تفعل 
الى انه لم يجيبها على قولها بل شرد بكلمات الاغنية التي تسمعها وعينيه تغوصان باعماق روحها ( أدمنتك ولا أجد علاجا سوي قربك فأنا لا أنظر لأحد مثلما أنظر إليك فأنت أمتلكت عيني قبل أن تمتلك قلبي كيف لا أحبك أكثر  ) حركت يدها لتتناول السماعة من اذنه فاسرع بوضع يده فوق يدها مانعا اياها ومازال يصغي ( من نفسي وكل نبضة من نبضات قلبي تخفق بأسمك أحبك بعدد أنفاسي وأنفاسك ) 
سحبت يدها من تحت يده بتوتر لتبعد سماعتها عن اذنها وتتحرك نحو ديان لتجلس بجوارها متهربتا منه وهي تقول 
- لما لا تدعين شقيقك يلعب بهذا وقدمت لادم المكعب الكبير 
لتنشغل معه بينما جلس ناثان في مكانها متابعا سماع الأغنية لنهايتها وعينيه لا تفارقانها ليقول مع انتهائها وهو يبعد السماعة عن اذنه 
- اهي للمميزون
- اجل ( اجابته باقتضاب فنهض ليعود لمكانه وهو يقول ) 
- راقت لي  
- انهم ماهرون 
- وكل نبضة من نبضات قلبي تخفق بأسمك أحبك بعدد أنفاسي وأنفاسك ( تمتم بعض كلمات الاغنية وعينيه لا تفارقانها متابعا ) علي سماع المزيد لهم 
تعمدت الانشغال مع الطفلين دون اجابته لتنظر اليه بعد قليل لتراه منشغلا بشاشة حاسوبه فقالت وهي تنظر الى ساعتها 
- من يرغب بأن اقراء له قصة 
- انا ( هتفت دايان فتابعت جوانا ) 
- لنعيد الالعاب الى مكانها اولا هيا ساعديني 
فعلت بسعادة وما ان انتهوا حتى حملت ادم لتجلسه بحجرها بينما جلست دايان بجوارها على الأريكة لتقراء لهم قصة عن هاتفها ليصغي ادم لها بعكس ديان التي اخذت تتحرك بالمكان قبل ان تجلس بجوار ناثان الذي ابتسم لها وغمزها بعينه بود فابدت فضولها حول ما يقوم به على الحاسوب مما جعل ابتسامته تتوسع وينظر نحو جوانا التي عادت نحو هاتفها مدعية انها منشغلة به فسحب عينيه ببطء عنها ليعود نحو شاشة حاسوبه ليدعي انشغاله به أيضا فللحقيقة ان الفتاة التي تجلس امامه تشغل كل تفكيره الان فالقد حضر الى دوراسون متعمدا لعلمه انها ستكون هنا 
- انها تغفوا
تمتماتها اعادت عينيه نحوها فأشارت نحو دايان التي استندت على ذراعه وهي تغمض عينيها وتكاد تغفوا بين لحظة واخرى ليتأملها بود قبل انl يعود نحو جوانا متمتما
- اعتقدت انهم يحتاجون لجهد لنوم
- انهم كذلك ولكن يستمرون بمفاجئتك باستمرار ( اجابته ونظرت نحو ادم الجالس بحجرها والذي ينظر نحو هاتفها وهو الاخر يكاد يغمض عينيه لتقول بابتسامة سعيدة ) احلاما هنيئا صغيري 
وطبعت قبلة ناعمة على خده مما جعله يتحرك نحوها يريد الاستلقاء بين ذراعيها ففعلت لتحتضنه وهي تتأمله بمحبة مما جعل ناثان يقول
- انت تحبين هذان الطفلان كثيرا
- بالتأكيد افعل انهم ابناء شقيقتي الوحيدة عندما ترتبط سيلا وتنجب ستعلم عما اتحدث به
- لا اتخيل الامر حتى ولا اعتقد انها ستجيد هذا قد تترك اطفالها لدينا هنا
ضحكت لقوله قائلة
- ستفاجئك اذا .. لأحمله لسريره
اضافت وهي تتحرك عن الاريكة بأدم ليتحرك بدوره ويحمل ديان ليتبعها في صعود الادراج وهو يقول
- انت باقية هنا حتى مغادرتهم
- لا غدا مساء اغادر او بعد غد صباحا لم احصل على اجازة .. وانت
- ليس لدي وقتا محدد الا ان ظهر امرا غير متوقع بالعمل
دخلت الى الغرفة لتضع ادم على سريرها واشارت لناثان ليضع ديان على السرير المقابل لتحكم الغطاء عليهم وهي تقول بهمس
- كان لطفا منك احضارها
- انهم على الرحب والسعة
قال وهو يحدق بها يهم بالإضافة لتقاطعه قائلة وهي تتلمس جيبها الخلفي ثم الامامي
- لابد واني تركت هاتفي بالأسفل 
تحرك نحو الباب ليفتحه داعيا اياها للخروج قبله برضا ففعلت وهي تقول 
- اتطول امسيتهم بالعادة بمنزل اقربائك 
- اجل فجميعهم متقاعدين الان وليس عليهم الاستيقاظ باكرا للتوجه للعمل .. اين تركته
اضاف وهو ينظر الى الاريكة الخاليه وقد وقفا امامها قائلة 
- اعتقد اني تركته هنا
- انت واثقة
- اجل فلقد حملت ادم وتركت الهاتفي من يدي بجواري
انحنى نحو الاريكة ليدس يده بجانب المقعد ليسحب هاتفها وهو يقول
- لطالما دست اغراضي هنا وها هو هاتفك
بدت ملامح الرضا على وجهها وهي تحرك يدها نحو يده لتتناوله منه الا انها توقفت لابعاده يده مما جعلها تعقد حاجبيها وهي تقول لتصرفه والنظرة المرحة التي تطل في عينيه
- ماذا الان
- لقد وجدته لك
- اذا
- ماذا سأحصل مقابلا له
- لست جادا
- لنرى ( قال وهو يرفعه اكثر لرؤيته لها تهم بتناوله واستمر ) لن تحصلي عليه
- هل توقفت عن العبث واعدته لي ناثان غرنت
قالت بجدية وهي تقفز محاولة تناوله ليتراجع للخلف مبعدا اياه وهو يقول
- ليس دون مقابل ( عقدت يديها معا ممعنة به وهي تقول )
- والذي هو
- دعيني افكر
- لست جادا هيا احتاج الى اجراء اتصال ( قالت وهي تحل يديها وتعود للاقتراب منه فقال )
- تجرين اتصال ام انك تنتظرين واحدا
- ما الفرق
- اتسأل فقط
- ساجري اتصال
- بمن
- لا شأن لك
- إجابة خاطئة ( قال وهو يخفض يده ليضعها خلف ظهره فقالت )
- لاريس
- وما حاجتك بها بهذا الوقت
- حقا لا شأن لك انه امر .. خاص بالفتيات
- محاولة جيدة
- اتعلم ماذا ( قالت بود مفاجئ وهي تتحرك نحوه ) سأقايضك ببعض .. المثلجات
وهمت بتخطيه مدعية انها تريد التوجه نحو المطبخ لتسرع بمد يدها لتحاول تناول هاتفها من يده الى انه استدار نحوها مانعا اياها من الوصول اليه وهو يقول
- محاولة فاشلة اخرى ومن قد يتناول المثلجات بهذا الجو 
- انا افعل .. هيا ناثان لا اجد الامر مرحا
- بعكسي
- لن نعود لهذا ( وامام ابتسامته التي يحاول اخفائها قالت باستسلام ومازالت تحاول ان تبدوا جادة ) حسنا ماذا تريد
- دعيني افكر
- لا اشعر براحة لك
- احب صراحتك ولكن مازلت احتاج للتفكير ( قال وهو يتراجع للخلف ليجلس على يد الاريكة مستمرا ) ستقومين بمساعدتي غدا بمنزلي
- لم تنتهي منه بعد
- بقي القليل جدا
- لكني حضرت لمساعدة والدتي بالاعتناء بالطفلين لذا
- لذا
- انت لا تحتاج لي حقا ( اخذ يحرك هاتفها بين يديه دون ان تفارق عينيه عينيها فخطت نحوه وهي تقول ) اعلم انك تلهو فقط لذا
ومدت يدها نحوه طالبة هاتفها لينظر نحو يدها قبل ان يعود اليها فهمت بالتحدث الا انها لم تفعل وقد اختنقت الكلمات بحلقها لإمساكه ليدها وجذبها نحوه ببطء لتقول
- لا تعود لذلك
- والذي هو
تسأل بصوت عميق وعينيه ترفضان الابتعاد عن عينيها واصابعه تشتد على يدها ليسحب نظره عنها نحو راحت يدها ليمرر اصبعه عليها وهو يقول
- اثار الجرح مازال ظاهرا 
- ليس شيء يذكر فبالكاد اتنبه له 
تحركت اصابع يده لتلامس اصابع يدها مما جعل قلبها يهوي اكثر واكثر وهو يستمر  
- ان يدك رقيقة ( حاولت سحبها من جديد وهي تقول بينما عاد لضغط عليها برقة مانعا اياها )
- توقف عن هذا 
- لماذا 
- انت تعلم لماذا 
- لا لا اعلم جوانا اريد ان اسمع منك  
- اعطني هاتفي ناثان و .. دعني وشأني 
- الى متى ستستمرين بإنكار هذا
قال وعينيه تغوصان بأعماق عينيها فسحبت يدها منه وهي تقاطعه قائلة
- هناك هذا الجدار الذي ليس علينا تخطيه وانت تدرك تماما ان هذا لمصلحة الجميع 
- لم اعد اهتم 
- انا افعل
- انت بنيته وتصرين على وجوده 
- عليه ان يبقى 
قالت بتأكيد وهي تمد يدها نحوه من جديد لتمر بضع ثواني بينهما وعينيهما متشابكة بصمت ليكسره اخيرا قائلا
- سأهدمه
 حركت يدها نحو هاتفها لتتناوله من بين يديه وهمت بالاستدارة ليقول موقفا اياها 
- جوانا ( عادت بنظرها نحوه فأضاف لها بتأكيد ) سأهدمه .. ثقي اني سأفعل
عادت للاستدارة ببطء وتابعت سيرها لتصعد الى الاعلى ليعود للقول وعينيه مليئتان بالإصرار وهو يتابعها 
- سأفعل 
اندست بجوار ادم ومازالت كلمات ناثان تترد في اذنها ومازال اثرها حي بداخلها وكأنها تسمعها لأول مرة فقلبها يتسارع ويتسارع اغمضت عينيها طالبة من نفسها التعقل ومن اين لها هذا لتعقص شفتها مخفية ابتسامة كادت تظهر عليهما .

اخذت تضحك في صباح اليوم التالي وهي تجلس برفقة والدتها وغرنت تطعم ادم الذي يتناول طعامه مسببا فوضى لعدم رغبته بحبة الأفوكادو التي تحاول اطعامه اياها قبل ان تنظر الى دايان التي جرت نحو الادراج وهي تقول لناثان الذي ينزل نحوهم 
- لقد استيقظت قبلك ( توسعت ابتسامته ليحملها وهو يقول )
- اصابني الارق الليلة لذا استيقظت متأخرا اليوم هل مارست تمرينات الصباح دوني 
- لا لقد انتظرتك 
- امهليني قليلا وسأعود للانضمام لك سريعا 
قال بود وهو يطبع قبلة على خدها وينزلها ارضا ليقترب منهم ملقي تحية الصباح وهو يضيف لهيئة ادم 
- يا لا الفوضى 
- انها مفيدة وعليه ان يتناولها 
- لا تصغي لها لست مجبرا على تناول ما لا ترغب 
قال لادم بشكل جدي مما جعلها تلمحه بنظرة قائلة
- شكرا لتعاونك هيا اذهب ودع الطفل يتناول طعامه
- لا تصغي لها ( اصر ناثان لادم وهو يتخطى عنهم ليقول والده )
- استقصد البلدة 
- بعد قليل 
- اعلمني عندما تريد الذهاب 
هز راسه بالايجاب قبل ان يعود نحو جوانا التي اجلست ادم امامها على الطاولة ومازالت تقوم بدفع الملعقة بفمه ليتخلص من نصفها قبل ان يبتلع الباقي مجبرا ليبتسم 
- هاك قهوتك ( قول ميلينا جعله ينظر نحوها متناولا كوبه شاكرا )
- انها تمطر
هتفت ديان بسعادة وهي تقترب من الاريكة لتصعد اليها محدقة بالخارج من خلال النافذة بينما اقتربت ميلينا من جوانا لتتناول منها طبق ادم وهي تقول 
- دعيني اطعمه 
- خالتي خالتي لنخرج هيا 
اسرعت دايان بالعودة نحوها لتأخذ بشد ساقها التي أحاطتها بيديها الصغيرتين بينما كانت تمسح يديها بالمنديل لتقول 
- حسنا حسنا دعيني انظف يداي من طعام شقيقك اولا ( قالت قبل ان تضع المنديل جانبا وتجلس القرفصاء امامها مستمرة وهي تقوم بإغلاق ازرار سترتها ) ونغلق هذه جيدا ( وما ان انتهت حتى اضافت ) انت الان مستعدة 
اسرعت دايان نحو الباب لتتبعها جوانا وتخرجا نحو المطر لتركض دايان بمرح بينما جوانا تحاول امساكها وهما تضاحكان اخذ ناثان الذي يشرب قهوته الساخنة يراقبهما وقد اقتربت جوانا من دايان لتمسكها محتضنة اياها لترفعا وجههما للأعلى لتلامسهما قطرات الماء المتساقطة وهما تضحكان 
- ستصابان بالزكام دون شك 
قال غرنت وهو يسمع ضحكاتهما فقالت ميلينا المازالت منشغله مع ادم
- هذا ما اثابر على قوله لها فكلما هطل المطر تسرع للجري تحته وقد اخذتها ديان مثالا يحتذى به بهذا الامر .. هل طلبت منهما العودة للداخل 
استمرت لناثان فوضع كوبه جانبا وغادر نحوهما ليقف امام الباب وهو يقول 
- ستصابان بالزكام ان استمريتما بهذا 
- لا لن نصاب 
قالت جوانا بمرح فأسرعت دايان بتكرار قولها وهي تنزل من بين يدي جوانا لتجري من جديد بمرح 
- لا تجبريني على احضارك بنفسي
- لن تستطيع 
اجابته ضاحكة وهي تجري بعيدا فأسرعت جوانا بالقول لها بمرح وهي ترى ناثان يتحرك نحوها 
- لا تدعيه يمسك بك 
اخذت تجري وهي تضحك ليتبعها ناثان مدعي عدم قدرته على امساكها قبل ان يفعل ليرفعها بين يديه وهي تتخبط محاولة الافلات وضاحكة ليعود بها نحو المنزل وهو يقول 
- نلت منك بسهولة 
تابعتهم جوانا وهما يدخلان للمنزل قبل ان تعود الى ما امامها وترفع راسها نحو الاعلى وهي تغمض عينيها لطالما عشقت الوقوف تحت الامطار تلك القطرات التي تلامس وجهها تشعرها كأن الحياة عادت اليها من جديد خرجت من تلك السكينة التي تشعر بها لتهتف وهي تفتح عينيها بذعر وقد اصبحت بين يدي ناثان الذي رفعها عن الارض
- ما الذي تفعله
- اهم بالعودة بك للمنزل 
- لست جادا هيا انزلني بحق الله ناثان 
- والدتك طلبت مني احضارك للداخل 
تعلقت عينيها بعينيه القريبتين منها ومازال المطر يهطل لتقول بتلعثم 
-  قصدت دايان وليس انا هيا دعني 
توقفت ميلينا التي كانت تهم بتخليص دايان من سترتها وهي تنظر نحو جوانا وناثان بالخارج لتدب الحيرة بها 
-  لما لا تصغي لي ( اضافت بصوت هش ) ارجوك افعل
نقل عينيه بعينيها دون ان يأتي بحركة لتمضي بضع ثواني شعرتها دهرا وقد دب بها الاحراج قبل ان يقوم بانزالها لتتنفس الصعداء ولكن يده لم تترك خصرها لتهمس له
- لما تصعب الامور 
- الستِ من تفعل لقد كنت واضحا معك منذ البداية وانتِ م
أسرعت بوضع يدها على فمه مانعتا اياه من المتابعة
- لا تفعل ( همست وهي تعلم الى اين سيؤول هذا الحديث وقد غادرها قلبها لتلك النظرات والمشاعر التي تنتابها كلما اقترب منها مضيفة ) ليس علينا العودة الى هذا ( وسحبت يدها ببطء بعيدا عنه وهي تتابع ) علينا العودة 
وانسحبت ببطء لتسير امامه نحو الباب بخطوات ثابته لا تعكس حقيقة ما يحدث بداخلها وقد وقف يتابعها قبل ان يضع يديه على خصره ويرفع راسه الى اعلى وهو ويغمض عينيه لتلامسه قطرات الماء بينما بادرت والدتها المنشغلة بتخليص دايان من سترتها
- سأقوم بتغير ملابسها بنفسي امي ( واضافت لدايان وهي تحملها بين ذراعيها ) لقد تسببنا بالفوضى هنا 
- ولكني احب السير تحت المطر
- وانا كذلك .. لذا لن نستسلم وسنستمر بالسير تحت المطر 
- جوانا 
نهرتا ميلينا وقد تناها لها حديثها وهي تصعد الادراج الى اعلى مما جعل دايان تسرع بإخفاء ضحكاتها بأيديها الصغيرة بينما اسرعت جوانا الى الاعلى وهي تهمس لها 
- لقد سمعتنا
راقبها ناثان الذي اطل من الباب قبل ان يتحرك بدورة للصعود الى الاعلى لتتابعه ميلينا والتفكير باديا عليها فنظرت نحو غرنت المنشغل بهاتفه تهم بالتحدث الى انها عادت لالتزام الصمت .

- غادر غرنت وناثان قبل قليل ( قالت ميلينا عند عودت جوانا ودايان للانضمام لها بالأسفل وقد تنبهت لشرود جوانا الجالسة بجوارها والتي تنظر الى الادراج بين الفين والاخر فنظرت نحو والدتها التي استمرت ) ارغب بإحضار بعض الحاجيات من البلدة اترافقيني ( هزت راسها لها بالايجاب قبل ان تعود نحو ادم المنشغل بلعب بالصناديق الصغيرة امامه لتستمر والدتها ) اهناك ما علي معرفته 
عادت نحو والدتها بحيرة قائلة
- مثل ماذا 
- اتخفين امرا ما عني 
- بالتأكيد لا افعل .. ليس لدي ما اخفيه حقا
- هذا .. جيد .. ولكن تعلمين ان رغبتي بالتحدث او اعلامي بشيء سأكون متواجدة دائما من اجلك 
- اعلم امي 
اجابتها بود ثم اخذت تنهر دايان التي تناولت الصندوق من يد شقيقها الذي بداء بالبكاء .

- ماذا نفعل هنا 
تساءلت جوانا وهي ترى والدتها توقف السيارة قرب نادي ناثان فأجابتها 
- لقد احضرنا ما اردناه من البلدة ولسنا على عجلة من امرنا للعودة الى المنزل كما اني التقي دائما هنا نساء من دوراسون سيسرك التعرف عليهم 
ترجلت كما فعلت والدتها لتتحرك للخلف وتخرج ادم من مقعده لتدخل الى النادي برفقت والدتها والتي ما ان اصبحت بالداخل حتى نزلت دايان من بين يديها بسرعة لتجري بالمكان الذي تناثر به بالناس هنا وهناك لتسرع ميلينا بالإشارة لها وهي تقول 
- لا تحدثي ضوضاء كما اتفقنا ولا تذهبي نحو ذلك الباب فهناك صالة الرياضة .. لا ليس هناك ايضا فهو المسبح .. ها هيا اليز مرحبا كيف انت .. جوانا تنبهي لدايان فهي كثيرة الحركة اعطني ادم 
ناولتها ادم وتوجهت نحو دايان لتتبعها وهي تنهرها من الاقتراب من احد الابواب دون فائدة فأسرعت نحوها لتمنعها من الدخول وقد فتحت باب الصالة الرياضية واندست داخله لتسرع بلحاقها لتحملها وعينيها تتوقفان على ظهر ناثان وقد وقفت امامه .. صديقته .. كيف نسيت امرها .. انها لم تنسى امرها انها فقط لا ترغب بالتفكير فيها وتذكرها همست لنفسها وهي تخرج لتتوجه نحو والدتها انها تدرك ما تشعر به وتعلم انه يبادلها هذا ولكن بحق .. ماذا .. ماذا جوانا لقد اوضحت موقفك له اكثر من مرة فما الذي تريدينه ..تريد اهتمامه .. ونظراته انها تسبر اعماق روحها كلما نظر اليها .. وقر .. توقفي حالا هلا فعلتي وتعقلتي انت السبب الى مالت اليه الامور كما .. انه يقف مع صديقته 
- سأعود ودايان الى السيارة ( بادرت والدتها وهي تقف بجوارها )
- ولكننا وصلنا لتو 
- المكان غير مناسب للأطفال اعطني ادم ايضا وعندما تنتهين سنكون بانتظارك 
اضافت وهي تبتعد مما جعل والدتها تتبعها بحيرة قبل ان تعود نحو اليز التي تحدثها  .

- ماذا تفعلين هنا ( حدقت بناثان من نافذة السيارة المجاورة لها وقد كانت تنظر نحو الطفلان الجالسان بالخلف ليستمر ) منذ قليل رأيتك بالداخل 
- كنت احضر دايان ليس الا .. الم تحضر والدتي بعد 
قالت مدعية وهي تنظر نحو مدخل النادي فوضع يديه على النافذة وانحنا نحوها قائلا
- دعيني اقوم بواجب الضيافة فهيا ليس كل يوم تقومين بزيارة المكان 
- المكان غير ملائم للأطفال ( قالت بإصرار )
- ناثان ( حدق من خلف كتفه نحو الفتاة التي نادته ليستقيم بوقفته فزادت عينا جوانا اغمقاقا لرؤيتها لها بينما استمرت وهي تتوجه نحو سيارتها ) لا تنسى موعدنا 
- لن افعل ساتبعك سريعا ( اجابها وعاد نحو جوانا ليفتح بابها قائلا ) هيا 
- اعلمتك ان المكان غير ملائم للأطفال 
- انا صاحب المكان ولا يزعجني وجودهم 
- اليس لديك موعد فلتذهب اليه ولا تنشغل بنا ( التمعت عينيه بمرح الا انه قال بجدية )
- مازال امامي بعض الوقت 
- اليست صديقتك اذكر اني رئيتها في عيد ميلاد سيلا 
- انها هي 
- اه و .. لا يبدوا ان لديك اي مشكلة 
- بماذا 
تسأل ببراءة لتثبت عينيها عليه قبل ان تسحبهما لتتناول هاتفها وتتصل على والدتها التي اجابتها 
- نحنا بانتظارك لا تتأخري اكثر 
- ها انا قادمة 
اعادت هاتفها الى مكانه ونظرت نحو ادم الذي غط بالنوم ثم نحو دايان المنشغلة بالتابلت اللوحي بين يديها قبل ان تعود الى ما امامها وتعقد يديها معا متجاهلة ناثان الذي يراقبها قائلا
- انت شديدة العناد 
- ارجوا المعذرة انا شديدة العناد 
- اجل ( اجابها ونظر نحو ساعته مستمرا ) لو لم يكن لدي موعد مهم لكنت ..اتعلمين .. اراك فيما بعد 
وتحرك مبتعدا لتراقبه بغيظ شديد وهي تمسك بابها لتعيد اغلاقه وتشيح براسها بعيدا عنه انها ليست شديدة العناد انها فقط تشعر بالغيظ منه بشكل كبير انها تكره انجذابها له تكره تلك المشاعر التي تجعلها بهذا الشكل .

طرقات على باب غرفتها مساء جعلتها تفتح عينيها ولم تكن بعد قد نامت لتنهض من السرير متجهة نحو الباب لتفتحه محدقة بحيرة بناثان الذي بادرها 
- عدت لتو ووجدتكم جميعا نائمون
خرجت بهدوء نحوه لتغلق الباب خلفها كي لا يستيقظ الاطفال وهي تقول بهمس
- تكاد تكون الحادية عشر بالتأكيد سنكون نائمون ماذا هناك
- لم تسمحي بان اقوم بواجب الضيافة عند زيارتك اليوم للنادي لذا ... 
- لذا ..
- لما لا تنضمين لي الان فمازال الوقت باكرا ولا ارغب بالخلود للنوم
- تعلم ان علي المغادرة في الصباح الباكر نحو كايدن 
- الا استطيع اقناعك ( هزت راسها بالنفي وهي تبتلع ريقها لذلك الوميض الذي يلوح بعينيه ليستمر بهمس ) يليق بك هذا اللون .. انه يجعل وجنتيك تزدادا توردا
نظرت نحو بيجامتها الوردية قبل ان تعود اليه قائلة بحرج
- انهما ورديتين دائما
- لما لا تبقين اكثر هنا بالتاكيد يمكنك الحصول على اجازة
- لا استطيع 
- والدتك تحتاج الى المساعدة 
- لا استطيع 
عادت للهمس وهمت بالمتابعة ولكن كلماتها اختفت تماما وقد انحنى نحوها ليعانقها لتأخذها المفاجئة لأول وهلة وقبل ان تستطع التراجع فعل ليقول ومازال وجهه قريبا منها
- كان علي فعل هذا .. ليلة سعيدة .. جوانا
وسحب عينيه عنها ليتخطاها يهم بالتوجه نحو غرفته لتتابعه بعينين مفتوحتان جيدا دون تصديق قبل ان تهمس وهي تتبعه 
- اجننت ( وامام تجاهله لها امسكت ذراعه لإيقافه وهي تهمس ) لما فعلت هذا 
عادت الكلمات للاختفاء من حلقها وقد استدار نحوها جاذبا اياها اليه يهم بعناقها من جديد 
فأسرعت بالتراجع براسها للخلف وهي تقول دون تصديق 
- لقد جننت بالتأكيد 
- ان لم تعودي لغرفتك حالا سأثبت لك اني .. فعلت 
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تسحب نفسها بعيدا عنه لتقول بتلعثم ومازالت تتراجع في خطواتها للخلف
- انتَ لست بكامل قواك العقلية اليس كذلك .. لا تعد الكرة لا تفعل
اضافت وهي تراه يهم بالتحرك نحوها لتسرع نحو باب غرفتها لتدخلها مغلقة اياه خلفها بتوتر وقد استندت عليه ومازالت جميع حواسها تترقب اقل حركة تصدر من الخارج ما الذي جرى له كيف سمحت له بهذا وهو اليس لديه صديقة فليذهب لمعانقتها اذا ولا يحضر لها لقد تمادا اجل فعل من يعتقد نفسه ليعاملها بهذا الشكل ترغب بالتوجه نحوه ومحادثته بشكل جدي فالامر غير مقبولا ابدا ولكنها للحقيقة لا تجرؤ الان على مغادرة غرفتها لذا تأكدت من اغلاقها بالمفتاح جيدا قبل العودة الى السرير في محاولة يأسة منها للنوم دون فائدة لتغادر دوراسون في الصباح الباكر وقد بدا اثار ليلتها المضطربة على وجهها هي تعاني من الارهاق وعدم التركيز وهو يغط بالنوم بعمق ماذا افعل بك ناثان برايدن .

 تعلقت عينيها بالعلبة الموضوعة على الطاولة فور دخولها للمنزل بعد يوما مرهق بالعمل لتتخلص من سترتها وهي تقترب منها لتتناولها بحيرة قبل ان تقوم بفتحها محدقة بالبطاقة التي تحويها 
- لقد اشتقت لك 
تأملت هذه الكلمات القليلة لتعقص شفتها وهي تجلس على الاريكة خلفها ومازالت عينيها لا تفارقان تلك الكلمات القليلة التي كتبها بخط يده لا يريد تركها وشأنها انها تحاول ابعاده عن تفكيرها وها هو يعود لإقحام نفسه بقوة البارحة فقط غادرت دوراسون تركت الصندوق ليقع على حجرها واسندت راسها للخلف محدقة بالسقف بشرود لتغمض عينيها ببطء مازالت تشعر بحرارة عناقه اسرعت بفتح عينيها وجلست جيدا ليس عليها التفكير بالأمر بل فعل العكس وهو عدم التفكير به .

جلست في سيارتها قرب ناديه بكايدن في اليوم التالي تتأمل البطاقة التي بين يديها عليها استعادة مفاتيح منزلها منه ومنعه من الدخول اليه لن تستسلم له لن تفعل انها من التعقل بحيث تدرك هذا 
تَوقف سيارته امام النادي جعلها تضع البطاقة جانبا وتترجل من سيارتها متجها نحوه وهي تقول 
- اريد محادثتك ( اغلق باب سيارته ببطء متأملا ملامحها الجادة وهو يقول )
- مازلت مصره على استقبالي بهذا الشكل الرديء
- انا جادة 
- ومتى لم تكوني 
- اريد مفاتيح منزلي فلا يحق لك الدخول اليه متى رغبت 
- ولما لا مما انتِ قلقة 
- منك ( تمتمت وهمست باصرار ) اليس لديك صديقة لما ترسل لي هذه لما تعانقني لم
- انت تعلمين جيدا لما افعل هذا فما بيننا لا تستطيعين انكاره مهما حاولتِ
- لا انت مخطئ تماما ولتعلم امرا ... انت اخر رجلا اريد رؤيته في حياتي
خرجت اخر كلماتها بصعوبة مما جعله يقول
- ثابري بقول هذا لنفسك قد تصدقينه يوما 
- بل افعل انت هذا علك تصدق اني لا اهتم 
- اعلم انك تفعلين هذا لدفعي بعيدا وخوفا من هدم جدارك اللعين ولكنك لن تفلحي جوانا اعلمتك اني سأهدمه
- اننا بالطريق لذا لن اخوض معك بهذا والان اريد مفتاح منزلي 
- والدتك من اعطتني اياه لذا سأعيده لها حين تطلب هي فقط هذا لذا لا تحاولي 
- هكذا اذا 
- اجل هكذا 
- سأجعلها تفعل ناثان
تمتمت بتأكيد وتحركت مستديرة لتتجه نحو سيارتها لتجلس مغلقة الباب خلفها فسحب نظره عنها وتحرك نحو باب النادي يهم بالدخول ليستوقفه رجل الامن قائلة
- سيد برايدن
انتفض وكذلك رجل الامن لصدور صوت اصطدام قوي فنظر جانبا ليسرع باتجاه سيارة جوانا التي كانت تهم بالمغادرة لتصطدم بها سيارة حاولت العبور بقوة ليسرع بفتح بابها محدقا بها وقد استرخت للخلف دون حراك ليسرع بتناول وجهها 
- جوانا جوانا
- انها فاقدة الوعي ( قال رجل الامن الذي اصبح خلفه بينما تجمعت الناس حول السيارة الاخرى ايضا ) 
- اتصل بسرعة بالإسعاف اسرع .. جوانا هيا ابقي معي هيا عزيزتي هل تسمعيني
 ملأت الدماء التي تسيل من جانب راسها يده اليسرى ليحدق بالجرح وهو يهتف
- اين هم انها مصابة
 ضغط على جرحها الى ان وصلت سيارة الاسعاف حتى اسرع بالحاق بهم بسيارته ليسرع نحو الغرفة التي دخلت اليها الا ان الممرضة لم تسمح له بالدخول فوقف خارجا منتظرا بترقب وتوتر ليقوم بسؤال كل من يقوم بالدخول والخروج من الغرفة ان كانت قد استيقظت
- لقد استيقظت .. انها بخير ( بادره الطبيب اخيرا عند خروجه وهو يتخلص من قفازيه مستمرا )  جرحها ليس عميقا وهذا من حسن حظها
- انها بخير اذا
- يجب ان تبقى تحت المراقبة فلقد تعرضت لضربه قوية برأس وعلينا ان نتأكد من ان جميع امورها بخير
- ااستطيع رؤيتها
هز الطبيب راسه له بالايجاب قائلا قبل ان  يتخطى عنه
- لخمس دقائق فقط
اقترب من سريرها وقد امالت راسها الى الجهة الاخرى بينما انشغلت الممرضة بوضع المغذي لها ليقف امامها قائلة
- اانت بخبر
رفعت عينيها نحوه ببطء قبل ان تحرك راسها قليلا للأعلى وهي تقول بصوت واهن
- ماذا تفعل هنا .. هل اعلمت امي
تابعت بقلق قبل ان يستطع إجابتها فهز راسه بالنفي قائلا والممرضة تغادر
- لم اعلم احدا بعد سأفعل الان
- لا لا لا تعلمها
- انت واثقة
- اجل
- ولكن قد يغضبها اخفاءك لهذا
- لن تغضب لأنها لن تعلم
- ستغضب مني ان علمت اني اخفيت الامر ايضا
- ومنذ متى تهتم أن غضبت امي منك
- لقد تعرضت لحادث سيرا وليس بالأمر الذي يخفى
- لا اريدها ان تعلم ( قالت برجاء مما جعله يقول )
- لما لا تحاولين أن تكوني منطقية ما الخطأ بمعرفتها انك بالمشفى وانك بحاجة لمساعدتها
تنفست بعمق قبل ان تقول
- تعرضت لحادث سير من قبل لذا اعلم ما اقوله
- لك سابقة اذا
- اجل وذكراها ليست جيدة فقد كسرت ساقي وذراعي وكنت المخطئة بالحادث فقد قمت بأخذ سيارة والدتي دون علمها ولم اكن متمكنة حينها وتحت السن القانوني لذا عندما اعلمك بان لا تعلمها ارجوك تفهم الامر كما اني بخير قال الطبيب ان بقيت حالتي مستقرة غدا اغادر
- حسنا ولكن لتعلمي انك مدينة لي الان
- ليكن .. وجورجيا ايضا لا تعلمها لأنها سريعا ما ستعلم والدتي انا اعرفها جيدا
- كما تريدين
- ما حل بالسائق الاخر
- لا اعلم فلقد بقيت بجوارك الى ان حضر الاسعاف ... دعيني اتفقد امره
قال هو يهم بالتحرك الى انه توقف وعاد نحوها مما جعلها تهز راسها متسائلة فقال
- انها .. احدى قريباتي ليس الا .. رئيت من المناسب ان انشغل معها في عيد ميلاد سيلا ولستُ مسؤولا عن الاستنتاجات التي رافقت هذا ( حركت شفتيها دون ان تتحدث فالم تجد ما تقوله بينما استمر بابتسامة ) كما راقني ضيقك من الامر 
- عن اي ضيق تتحدث .. انا حتى لا اعلم عما تتحدث به
ابتسم واشار بيده قائلا وهو يتراجع 
- لأذهب لتفقد الرجل  
تابعته بشرود هذا .. جيد .. اجل جيد اخفت الابتسامة التي كادت تظهر على شفتيها بحرج اجل جيد جدا في الحقيقة .. اكان يقوم بخداعها اكان يفعل حقا .

فتحت عينيها ببطء لتصطدم بظلمت الغرفة ولكن سرعان ما عادت لتصغي لصوت الاقدام التي تسير فحركت يدها لتتناول هاتفها من جوارها محدقة بساعته التي تشير الى الواحدة ليلا من هنا
ازاحت غطائها وغادرت سريرها متجها نحو الباب بهدوء لتنظر من خلال حافة الباب المفتوح بالغرفة امامها لتجد ناثان يعود من المطبخ للجلوس على الاريكة لتتأمله من شعره الاسود المبلول الى بلوزته القطنية البيضاء الى البنطال الكحلي القطني لقد استحم وارتدا ملابس النوم وها هو يتناول عشائه يحدث كل هذا وهي لا تشعر بوجوده هنا ليس من عادتها هذا فهي بالعادة تشعر بوجوده في المكان دون ان تراه حتى قضم من شطيرته وعينيه معلقتين بشاشة الحاسوب امامه ماذا تفعل اتعلمه انها سعيدة بوجوده هنا بجوارها في هذا الوقت وأن اهتمامه يسرها ام .. ام .. ابتلعت ريقها وتنهدت بعمق لمرتين متتاليتين قبل ان تفتح باب غرفتها جيدا وتسير نحوه وهي تقول 
- ماذا تفعل هنا
نظر اليها وقد كان يهم بالقضم من شطيرته ليبعدها عن فمه قائلا
- انت مستيقظة
- ما الذي تفعله هنا 
- لما لم تعلميني بمغادرتك المشفى كنت لاصطحابك
- لا تشكو سيارات الاجرة من شيء ( عاد نحو شطيرته قائلا )
- لا لا تشكو من شيء وما كان ليضرك ان تعلميني فقد قصدت المشفى لاكتشف انك غادرتي
- قالوا اني بخير واستطيع المغادرة .. عليك اعطائي مفتاح المنزل ناثان 
اضافت وهي تتحرك للجلوس امامه فتابعها وهو يبتلع لقمته بروية دون اجابتها متأملا الشاش الذي يلف جبينها قبل ان يتسأل
- تناولت دواءك
- فعلت .. اتعاني غرفتك بالنادي من شيء ( هز راسه بالنفي فاستمرت ) لما انت هنا اذا لا تعلمني انك قلق من اجل اصابتي فانا بخير
- لما لم ترسلي خلف لاريس للمبيت هنا
- انها خارج البلاد مازال امامها عدة ايام للعودة .. اذا ماذا تفعل هنا
- تصرين على اعلامي ان وجودي غير مرحب به
- اجل افعل
- حاولي من جديد ولتكوني فظة اكثر ربما تنجحين
عقدت يديها معا دون ان تفارقه عينيها مما جعله يضيف
- هل يزعجك وجودي
- جدا
- لا امانع فلتنزعجي
- حقا اشعر بصداع والنعاس ولست في مزاجا جيد لمناكفتك الان
- من طلب منك ان تفعلي حتى اني لم ادعوك للانضمام لي تستطيعين التوجه نحو غرفتك
 اجابها وعاد لمتابعة تناول شطيرته غير مبالي مما جعلها تتامله قبل ان تنهض عن الأريكة تهم بالتوجه نحو غرفتها لتتوقف قبل ان تصلها وهي تشعر بان الارض تلتف وتلتف بسرعة كبيرة وبانها تتهاوى للأسفل وقبل ان تتحدث هوت نحو الارض ليسرع ناثان بإمساكها من كتفيها قبل ان تصلها
- هل فقدت توازنك ( تسأل هو يهم بحملها فقالت بإعياء )
- لا تفعل دعني اجلس ارضا .. هلا فعلت
قالت بصوت ضعيف فأجلسها ارضا ليجلس القرفصاء بجوارها ومازالت يده تحيط كتفها قائلا باهتمام
- ما كان عليك النهوض سريعا انك بحاجة لمن يبقى معك لما تتصرفين بعناد لا افهم اليس الارسال خلف والدتك افضل ما تفعلينه
- لا .. كما انك هنا الست كذلك
اجابته بابتسامة باهته مما جعله يرفع احد حاجبيه قائلا
- منذ دقائق كنت تعلميني بان وجودي غير مرحب به
- مازال الوضع على حاله ولكني بحاجة لمساعدتك الان
- لطالما راقتني صراحتك
تمتم مما جعلها تبتسم بوهن وهي تشعر بان قوتها قد فارقتها مستمرة بصوت هامس فرغم كل ما ينطق به لسانها الى ان قلبها يميل له وبقوة كبيرة 
- لا أشعر باني بخير .. ماذا تفعل
اسرعت بالإضافة لدسه يده تحت ساقيها ليرفعها وهو يقول
- اتوجه بك نحو السىرير ( ارخت راسها على كتفه وهي تقول )
- احتاج لهذا فانا اشعر بالتعب الشديد
- والدوار لذا عليك ملازمته
- ما كنت لأغادره لو لم أشعر بان احدهم هنا
- انا المخطئ اذا
هزت راسها له بالايجاب فتوقف قرب السرير دون انزالها مما جعلها تنظر الى وجهه القريب منها لتغوص بعمق عينيه وهو يقول بتأكيد
- اعليك ان تحمليني ذنب كل شيء
- هذا يشعرني بالراحة
- بعكسي
- هل .. استطيع النزول ( هز راسه بالنفي فتابعت ) اعلم اني وزني لا يشكل اي عائق لك ولكني لا أشعر بالراحة
- بسببي
هزت راسها له بالايجاب وتابعت محاولة ان تبدوا جادة
- ذهب الدوار انا افضل الان وسأغط بالنوم من جديد
بقيت عينيه معلقتين بعينيها انها تشعر بان روحها تفارقها وكيانها يهتز ما الذي يفعله بها ناثان غرنت انه يعلم مدا تأثيره عليها تحرك بهدوء لينزلها على سريرها فانشغلت بوضع الغطاء بينما كانت كل حواسها تتابعان الرجل الذي انحنى نحوها متناولا حافة الغطاء ليرفعه نحوها جيدا ليغطي كتفيها وهو يقول
- تزداد البرودة ليلا
هزت راسها بالايجاب بتوتر هامسة
- اشكرك .. عمت مساء
هز راسه لها بالايجاب هو يستقيم بوقفته ببطء ليتحرك مبتعدا ففتحت شفتيها قليلا لتدخل الهواء الذي كانت قد توقفت عن ادخاله دون ان تدرك وهي تراقبه
- ان احتجتي لشيء سأكون هنا
قال وهو يخطوا خارج غرفتها مغلقا الباب خلفه دون النظر اليها فبقيت عينيها معلقتين بالباب شاردة قبل ان تتنهد بعمق وترفع الغطاء لتخفي وجهها تحته .

غادرت غرفتها في صباح اليوم التالي محدقة بالأريكة الخالية وهي تتجه نحو المطبخ لتتوقف وتعود باتجاهها وهي ترى ورقة موضوعة على الطاولة المجاورة للاريكة لتتناولها
- اتصلي بي ان احتجتِ لشيء احضرت فطائر انها على طاولت المطبخ تناولي فطورك وعودي لسرير لتحصلي على اكبر قدر من الراحة .. لا تترددي بالاتصال بي مع حبي ناثان
ابتسمت برقة ونظرت نحو طاولت المطبخ لتتجه نحوها متناولة الكيس الورقي عنها لتخرج منه احدا الفطائر وتبدأ بتناولها وهي شاردة بناثان ولم تمر ساعة حتى وصلتها رسالة منه على هاتفها 
- هل استيقظتي
- منذ زمن
- تناولت افطارك
- اجل كان شهيا 
- ماذا تفعلين الان
- عدت للفراش
- هذا جيد احصلي على القدر الوافر من الراحة وستستعيدين صحتك سريعا
- سأفعل .. اشكرك
- على ماذا
- كل شيء
أجابته ووضعت هاتفها جانبا محدقة بمجموعة الاوراق التي انتشرت امامها على السرير لتعود لمتابعة عملها وما كاد يحل المساء حتى نظرت نحو باب منزلها الذي فتح وقد جلست تتناول عصيرا طبيعيا وتشاهد التلفاز ليطل منه ناثان ليبادرها وهو يغلقه خلفه
- انت بانتظاري ( اخفت ابتسامتها قائلة )
- انها الثامنة فقط
- كيف تشعرين
- بخير 
اجابته وهو يجلس بجوارها مسترخي في جلسته للخلف رافعا راسه الى الاعلى ليغمض عينيه قليلا 
- اكان اليوم مرهقا
تساءلت لرؤيتها لملامح وجهه المجهدة فهز راسه بالايجاب قائلا
- قمت ببيع بعض المعدات الرياضية والتي كان يجب ان تصل في نهاية الاسبوع ليحدث عطل بالباخرة وستتأخر بالوصول في موعدها مما يجعلني أتأخر بتنفيذ الاتفاق وقد كان اعد الشاري لافتتاح ناديه وقام بدعوة عدد لابأس به من الناس لذا احاول منذ الصباح تامين المعدات له في الوقت المناسب
- وهل نجحت
- ليس بعد .. ولكن مازال امامي بعض الوقت ( أجابها وهو ينظر إليها مستمرا ) لا شيء يأتي بسهولة كيف امضيت يومك
- من السرير الى الأريكة وهكذا
- تناولت دواءك
- في الموعد المحدد
- وطعامك
- ثلاث وجبات مع عصائر طبيعية أهذا جيد
أجابته ضاحكة فتعلقت عينيه بابتسامتها ليبتسم بدوره وعينيه تعودان للالتقاء بعينيها لتتوه تماما فسحب نظره عنها لينحني براسة نحو حجرها وهو يتمدد على الاريكة مما جعلها تسرع بالقول وقد فاجئها تصرفه
- ماذا تفعل
اخفى ابتسامته وعاد لإغماض عينيه وهو يعقد يديه دون إجابتها فعادت للقول معترضة
- ناثان .. هناك ارائك اخرى
الا انه لم يستجب لها لتشرد بجانب وجهه انها غارقة في غرام ناثان غرنت ولم تعد تستطيع منع نفسها من الانسياق معه لم تعد تستطيع ابقاء ذلك الجدار الهش بينهما والذي تحاول ان تجعله يثبت دون فائدة بينما بمهارة تامة يقوم بهدمه كلما حاولت رفعه انها تريده بحياتها حقا
- اعلم انك مستيقظ
عادت للقول بعد عدت دقائق هي تحاول الخروج من افكارها وامام عدم صدور اي ردت فعل منه حركت يدها ببطء نحو شعره لتهم بلمسه كما ترغب الى انها عادت لإبعاد يدها وقلبها يهودي فحدقت بشرود امامها لكن سرعان ما عادت نحو وجهه تتأمله لتهمس برقة
- الطقس يزداد برودة ( وامام اصراره على عدم الاستجابة لها اضافت ) اعلم انك مستيقظ ( ظهرت ابتسامة على طرف شفتيه دون ان يفتح عينيه فاستمرت ) علي الذهاب للخلود للنوم وانت عليك الحصول على الراحة ... افكر بالعودة للعمل غدا
- لكن اجازتك لم تنتهي بعد
- بدأت اشعر بالملل
- لا تتعجلي بالعودة انهما بضع ايام اضافيه ليس الا
- ماذا سأفعل بهما
- تقصدين الطبيب اولا لتخلص من ضمادتك غدا موعدك اليس كذلك ( اجابها وهو يفتح عينيه ويتحرك مستلقي على ظهرة محدقا بها جيدا فهزت راسها له بالايجاب فاستمر ) ونقضي اليوم معا فلا تشعرين بالملل
اخفت ابتسامتها متسائلة
- واليوم الذي يليه
- لنقضيه معا ايضا
- يا لها من اجازة حصلت عليها
- وماذا تتوقعين انها إجازة مرضية وليس ترفيهية لذا عليك الاكتفاء بي
لم تستطيع منع الابتسامة من الظهور على شفتيها لتقول من خلالها
- يبدوا الامر كارثي
- هذا ما لديك
- فقط للفت نظرك انا المتعبة هنا ( عقد حاجبيه يحيرة لقولها فأشارت له مستمرة ) انا من عليه التمدد على الاريكة
- انا من كنت اعمل طوال اليوم بينما كنت تتنقلين بين الاريكة والفراش وانا من عليه حل مشاكل العمل غدا راسي يصاب بالصداع من مجرد الفكرة
- لن تقضيه برفقتي اذا ( مرت لحظت صمت وعينيه لا تفارقانها قبل ان يتمتم بصوت مليء بالمشاعر )
- قد افعل ان دعوتني
- تحتاج الى دعوة ( اسرعت بالقول بابتسامة تخفي تحتها توترها وهي تضيف بمرح ) انت تحتل منزلي واريكتي وحجري ومازلت تحتاج الى دعودة عزيزي ناثان من الافضل ان تركز على عملك في الوقت الراهن لذا اعفيك من مرافقتي
- ان انتهيت باكرا سأعود سريعا الى هنا
- لا تفعل
- لما لا
- سأذهب لازالت الضمادات واقصد خالتي لقضاء الوقت برفقتها
- الم تقولي انك لا تريدين اعلام احد
- استطيع الثقة التامة بها وبلاريس انهن لا يفشين سري ... ماذا ( اضافت بابتسامة لتأمله لها فبادلها الابتسامة وهو يقول )
- لا شيء
- حسنا هيا انهض
- لماذا
- انها التاسعة
- اذا
- على الذهاب للنوم
- ليس لديك عمل غدا
- اعتدت على النهوض باكرا لذا لا اطيل بالسهر
- الا يوجد استثناء ستجعليني اقضي الامسية بمفردي
- ستنشغل على حاسوبك الن تفعل
- سأفعل ( اجابها بنهيدة قبل ان يضيف ومازالت عينيه لا تفارقانها ) ولكني ارغب بقضائها برفقتك
حركت يديها نحو كتفه لتدفعه بلطف وهي تقول
- لقد تأخر الوقت ( نقل عينيه بعينيها قبل ان يرفع نفسه قليلا لتنهض عن الاريكة مبتعدة عنه وهي تقول ) ليس عليك التأخر اي .. ضا والا لن تن .. هض غ ..دا ( تابعت بتلعثم وهو ينهض ليصبح امامها دون ان يتوقف فتراجعت للخلف الا ان اصابعه امسكت ذراعها ليوقفها فتابعت بتوتر ) لا تفعل
- حسنا .. لن افعل
اربكها صوته فتابعت بتوتر وهي تحاول سحب يدها منه ببطء
- اذا
لم يجبها بل احنى وجهه باتجاهها ليلامس خدها برقة مما جعلها تغمض عينيها وشعور بالتوهان يتملكها ليهمس وهو يعود للاستقامة امامها 
- ان لم تستطيعي النوم فالتعودي لانضمام لي .. ولاتنسي تناول دواءك
هزت راسها له بالايجاب وهي تشعر بان احمرار وجهها قد فضح مشاعرها لتتراجع وهي تقول بتوتر
- سأفعل
واستدارت نحو غرفتها لتدخل اليها وتغلق الباب خلفها لتستند عليه وترفع راسها الى اعلى متنشقة اكبر كميه من الهواء قبل ان تتحرك نحو علبة دوائها لتتناولها وتندس في فراشها محاولة تهدئة دقات قلبها المضطربة رنين هاتفها جعلها تخرج من افكارها فحركت يدها لتتناوله محدقة بالرسالة التي وصلتها دون ان تفتحها لعدت ثواني قبل ان تعود لتفعل
- هل تناولت دواءك
- فعلت
- جيد .. ان احتجتي لشيء ستجديني هنا فلن انام الان
- ولكن عليك بالراحة فلا تطل السهر
- لن افعل
- عمتَ مساء
اسرعت بإرسالها ووضع هاتفها بجوارها وهي تتنهد من جديد لتمضي عدت دقائق قبل ان يرن هاتفها معلنا وصلول رسالة جديدة فتناولته محدقة برسالة ناثان من جديد
- هل غفوتي
- كيف سأفعل هذا وانت لا تتوقف عن ارسال الرسائل
- انا السبب اذا بعدم تمكنك من النوم
- احقا لا تعلم 
- لما لا تعودي للانضمام لي
- عمتَ مساء ناثان غرنت ودعني اغفوا
- لا استطيع 
- بل ستفعل لأني متعبة .. عمت مساء 
اجابته ووضعت هاتفها جانبا رافضة النظر اليه من جديد رغم سماعها لوصول رساله تلوا الاخرى الى انها اجبرت نفسها على اغماض عينيها وعقدت يديها حتى لا تتناول هاتفها وفعلا استغرقت بالنوم بعدها لتصحوا في الثامنة بكسل لتتحرك بسريرها وهي تتثاءب لتبعد يدها عن فمها وقد تذكرت هاتفها لتسرع بتناوله وتفتح على رسائل ناثان لتبتسم وهي ترى انه قد ارسل لها مجموعة من القلوب لتترك الهاتف يقع من يدها على صدرها وهي تعقص شفتها قبل ان تحدق بباب غرفتها بتفكير لتتحرك عن السرير وهي تقوم بتسريح شعرها بيديها لتغادر غرفتها محدقة بالأريكة الفارغة ولكن حاسوبه مفتوحا على الطاولة تحركت بأرجاء المكان قبل ان تتوجه للحمام وتعود بأدراجها بخيبة امل لتتوقف محدقة بالحاسوب لو ذهب للعمل لاصطحبه ربما غادر للجري عادت لترفع يدها لتسريح شعرها جيدا وهي تتوجه نحو المطبخ لإعداد الافطار وما كادت تنتهي من اعداده حتى تناها لها انفتاح باب المنزل لتحدق بناثان الذي اطل مقتربا من طاولة المطبخ التي تفصل بينهما قائلا وهو يجلس على المقعد ويضع كيسا امامها
- اعتقدت انك مازلتِ نائمة
- استيقظت قبل قليلا
- هل تنتظرين احدا ( اضاف وهو يراها منشغلة بإعداد مجموعة من الاطباق فهزت راسها له بالايجاب مما جعله يقول ) اعادت لاريس
- لا انه .. لنا
بقيت عينيه تتابعانها ليرفع الكيس الذي وضعه على الطاولة ليضعه ارضا وملامح الرضا تملأ وجهه مما جعلها تقول وهي تتابعه
- ماذا احضرت
- لاشي ( قوله جعل عينيها تتعلقان به بحيرة فأضاف ) سأتناول الافطار الذي اعددته بنفسك
حاولت اخفاء ابتسامتها ولكنها لم تفلح فتعمدت الانشغال بوضع الاطباق أمامه على الطاولة  لتجلس في النهاية وهي تقول
- هل بدأت الثلوج بالتراكم في دوراسون ( هز راسه لها بالايجاب وهو يبدأ بتناول الطعام فأضافت ) سأنتظر عودة لاريس لنذهب معا للهو بالثلوج
هم بالتحدث الى انه لم يفعل وهاتفه يرن ليتناوله محدقا باسم والده ليجب
- اجل ...لما اليوم .. ولكن ... الا ينتظر الامر الى الغد .. حسنا ... سأفعل ... وداعا
بقيت عينيها معلقتين بعينيه الناظرتان اليها ليغلق الهاتف وهو يقول
- علي العودة نحو دوراسون مساء اليوم
- لا تبدوا مسرورا لهذا
- كنت افكر بالبقاء هنا
- لديك عمل 
- يريد والدي التوجه نحو سكوتلا ويرغب برؤيتي قبل ان يفعل
- استطول اقامته هناك
- لا اعلم
- سترافقه والدتي
- قد تفعل  .. وانتِ ( اشارت الى صدرها متسائلة فهز راسه لها قائلا ) لترافقيني لدوراسون
- لا هل نسيت أمر اصابتي
- حاولي اخفائها
- لن استطيع ذلك
- ستمضين النهار برفقة خالتك فالتبقي لديها اذا الى ان تتحسني
- انت تبالغ حقا فانا بخير تماما ( مضغ لقمته الجديدة ببطء وتفكير فقالت ) ماذا الا تراني بخير 
- ان لون وجهك الذي يحمر سريعا يجعلني اتوه قليلا فلم اعد اميز ان كنت بخير ام تشعرين بالإحراج ( تناولت لقمة جديدة وهي تلمحه بعتاب فأضاف ) لا تنظري الي بهذا الشكل والا اني لن اغادر الى عملي حتى
ما كاد ينهي كلماته حتى حدق بهاتفه الذي يرن ليرفع عينيه للسماء بتذمر قبل ان يجب 
- اجل ... لا تقلق وعدتك ان اتدبر الامر ... انا ملتزم بالعقد تماما ... حسنا اراك بعد قليل .. ماذا تعني انك بالنادي .. حسنا امهلني خمس دقائق
اغلق هاتفه ودفع به بعيدا وهو يهز راسه فقالت وهي تتابعه
- انه بانتظارك
- على ما يبدوا انه قضى الليلة امام النادي بحق الله ما الذي اتي به الان مازالت التاسعة
- عليك الذهاب ( اجابته بود )
- اعلم ( تمتم وهناك مئات الكلمات تتزاحم على شفتيه ليقف متناولا هاتفه ليضعه بجيب بنطاله وعينيه معلقتان بها ليصدر صوت رنين جرس الباب فتساءل ) تنتظرين احد
هزت راسها بالنفي قائلة
- لا يطرق بابي بهذا الوقت الكثيرين سأستثني منهم لاريس لذا قد يكون لوجان او سيلا
- سيلا الان
قال بحيرة وتحرك نحو الباب ليفتحه محدقا بشقيقته التي القت التحية بابتسامة وتخطت عنه للداخل ليتابعها بعينيه قبل ان يغلق الباب ويتبعها
- ها انت .. ولكن ما بك لما راسك معصوب
- جرحا بسيط لا شيء مقلق تناولت افطارك
- ليس بعد
اجابتها سيلا وهي تجلس امامها لتبدأ بتناول الافطار بينما عقد ناثان يديه وهو يقول
- ماذا تفعلين هنا بهذا الوقت
- ماذا تفعل انت هنا
- انا من سأل اولا اليس لديك محاضرات
- لا ليس اليوم
- سأحاول تصديق ذلك
- انت واثقة ان اصابتك طفيفة
قالت سيلا وهي تتأملها فهزة راسها لها بالايجاب بتأكيد مما جعله يفك يديه قائلا وهو يتناول مفاتيح سيارته من جيبه
- لا تصدقيها .. الى متى انت باقية هنا
- لدي اليوم اجازة
- جيد فالتمضية برفقت جوانا اذا
- دع الفتاة وشأنها ( اجابته جوانا فابتسم وتحرك وهو يقول وعينيه لا تفارقانها )
- اعتنيا بنفسيكما
تابعته الى ان اختفى من امامها لتعود نحو سيلا التي تمضغ لقمتها بتفكير وعينيها معلقتين بها لتقول
- كيف هي دراستك
- انا بورطة كبيرة
- ليس من جديد
- لا هذه المرة ورطة مختلفة فلدي امتحان غدا وعلي النجاح به ... واحتاج للمساعدة
- جعلتي قلبي يهوي للاشيء
- لنرسل خلف لاريس لتساعدني بدراسته
- وانا التي اعتقدت انك تحتاجين لمساعدتي حسنا اتعلمين لن اساعدك ولتذهبي للاريس لتفعل اذا تريها افضل مني
- لا اقصد هذا فقط .. اجدها
- اذكى ... حسنا حسنا لن اتحدث حتى
- انا لم اقل هذا بل اقصد اني اجدها ماهرة ب
- ولست كذلك حسنا استمري استمري
- توقفي عن مقاطعتي انها ماهره بإيصال المعلومة وهذا ما احتاج اليه الان
اخذت قطعة من الخيار لتقضمها بروية وهي تقول
- للأسف هي خارج البلاد
- لست جادة
- بل انا كذلك
- اه لم يبقى سواك اذا
- لا تروقني نبرة صوتك
- توقفي وتحدثي معي بجدية علي النجاح بالامتحان لأخيار اخر امامي
- سأعطيك معلومة ولتحفظيها جيدا ويمكنك سؤال من تريدين حتى تتأكدي ( قالت وهي تتحرك عن الطاولة لتغادر المطبخ متجها نحو الاريكة مستمرة  ) انا من كنت اساعد لاريس بالدراسة وليس العكس
ضاقت عيني سيلا غير مقتنعة الا انها عادت لنظر اليها جيدا وهي تقول
- ستساعدينني اذا
- بالتأكيد افعل دعينا نبدأ
- لأسكب القهوة اولا
قالت وهي تنهض نحو المطبخ بينما تناول جوانا هاتفها لتتصل على عملها ثم تنشغل مع سيلا .

- مازلت بمفردك متى سيعود غرنت من سكوتلا
تسألت وهي تحدث والدتها بالهاتف بعد يومين من مغادرة ناثان والتي اجابتها 
- بعد اربع ايام ستكون حينها مرت العاصفة يقولون انها ستثلج بكثافة الليلة وقد تغلق الطرقات 
- وانت بمفردك هناك ( قالت بقلق ) ام ان ناثان مازال لديك
اضافت وهي تتذكر اعلامه اياها صباح اليوم بانه سيغادر نحو نيلان 
- لا غادر سيقصد نيلان لديه عمل هناك لست قلقة من مرور العاصفة الثلجية هنا معتادون على الامر 
- ولكن انت لا .. اتعلمين سأحضر برفقة لاريس لقضاء يومان لديك الى ان تمر العاصفة لا احبذ فكرة بقاءك بمفردك بهذا الطقس 
نظرت لاريس التي كانت منشغلة بهاتفها اليها قبل ان تهتف 
- لنلعب بالثلوج يالا الروعة
- هل عادت لاريس اعتقدت انها خارج البلاد 
- حضرت مساء البارحة لقد انهت ما عليها باكرا 
- ولكن جوانا ان حضرتما لن تستطيعي العودة للعمل قد تغلق الطرقات 
شردت بانعكاس وجهها بزجاج النافذة متأملة راسها وقد ازالت الضمادات التي كانت تلفه وهي تجيبها 
- سأحصل على اجازة 
- هذا جيد بل جيد جدا سأكون بانتظاركما وقودي بحذر لا تتعجلي فالعاصفة ستصل مساء
- سأفعل وداعا 
- لا احب فكرة بقاء والدتي بهذا الطقس الرديء بمفردها كان على ناثان البقاء بما انه يعلم ان والده لم يعد 
- ان لديه عمل ليديره هنا 
- انه ليس هنا فلقد قصد نيلان 
اجابتها وهي ترفع يدها نحو شعرها لتخفي جرحها ستعمل على اخفاءه بوضع مشبك لم يأخذ منها تجهيز نفسها الكثر قبل ان تغادرا المنزل لتنطلقا نحو دوراسون اخذت تتفقد هاتفها بين الحين والاخر لعدم وجود اشارة فالطقس يزداد برودة والغيوم تتكاثف بشكل كبير وبدأت الثلوج تظهر لها على جانبي الطريق التي جرفت لتقود بحرص وهي تتذمر 
- الم تحصلي على اشارة ايضا 
- لا استجابة الطقس سيء كما ترين 
- وكلما اقتربت من دوراسون كلما بداء الجو يسوء اكثر 
قالت لازدياد الضباب الذي يملأ المكان بالإضافة لهطول الثلوج من الجيد انها حضرت الان والا ما كانت لتستطيع العبور بسيارتها لو تأخرت اكثر بداء القلق ينتابها كلما اقتربت اكثر واكثر لتتنفس الصعداء وهي تدخل الى الطريق الفرعية التي تؤدي الى منزل غرنت وقد اخذت الثلوج تتراكم بها ايضا مما جعلها تخفض سرعتها لتتوقف اخيرا امام المنزل لتغادر سيارتها وهي تحكم سترتها البيضاء وتضع قبعتها على رأسها جيدا وكذلك لاريس لتجريا نحو الباب وتطرقاه عدت مرات وامام عدم استجابت احد دبت الحيرة بها وهي تنظر الى لاريس التي تحركت نحو نوافذ المنزل وهي تتناول هاتفها وتحاول الاتصال بخالتها ولكن دون فائدة فلا يوجد اشارة فعادت جوانا نحو الباب لتطرق عدت مرات دون اي استجابة فبدأ القلق يتملكها لتنادي على والدتها قبل ان تنظر نحو حوض الورود الجانبي وقد غطي تماما بالثلج لتتجه نحوه وهي تذكر انهم كان يضعون مفتاح اضافي هناك لسيلا لتزيل الثلج وتتنفس الصعداء عند ملامستها للمفتاح لتتوجه به نحو الباب وتقوم بفتحه والدخول لتتبعها لاريس بينما اخذت جوانا تنادي على والدتها وهي تتحرك بالأرجاء لتتجه نحو غرفة والدتها لتفتحها وتدخل اليها محدقة بها بحيرة قبل ان تغادرها لتصعد الادراج نحو الطابق الثاني لتتبعها لاريس وهي تنادي على خالتها دون فائدة فأخذن بتفقد الغرف قبل ان تعود نحو غرفة والدتها الى اين ذهبت انها تعلم بقدومهما 
- ان حقيبت يدها وهاتفها ليس هنا ( قالت للاريس بقلق ) 
- هذا يعني انها قد غادرت المنزل 
- ولكن سيارتها في الخارج
- الى اين قد تذهب بهذه العاصفة 
- لا اعلم 
اجابتها بتشوش وتحركت نحو الصالة وهي ترفع هاتفها تحاول البحث عن اشارة علا هاتفها يعمل دون فائدة فاقتربت من نافذة المطبخ لتطل من خلالها على منزل ناثان البعيد رغم الثلوج التي تهطل ولكن لو كان به احد لكان مضاء ولاستطاعت رؤيته بحق الله اين ذهبت 
- لنعد للأعلى
قالت لاريس وهي تعود للصعود الى اعلا لتفقد المنزل غرفة غرفة ففعلت بالمثل وهي تنادي على والدتها .

- ناثان اين انت مازلت في نيلان
- اجل ماذا هناك 
اضاف وقد لمس القلق بصوت ميلينا التي اسرعت بالقول 
- اعلمني غرنت بضرورة مغادرة المنزل والتوجه الى كايدن حتى تمر العاصفة لأنه سمع انها ستكون شديدة 
- ااحضر لإيصالك 
- لا لا لقد ارسل نويل لاصطحابي وكنت قد ارسلت لجوانا بالا تحضر فقد تحدثنا صباحا واعلمتني انها ولاريس ستحضران للبقاء برفقتي اتصلت بها قبل مغادرتي المنزل لأعلمها اني متجها اليها وثنيها عن الحضور ولكنها لم تكن تجيب على هاتفها لذا ارسلت لها رسالة تعلمها بعدم القدوم ولكني اكتشفت انها لم تشاهدها وعند وصولي الى هنا لم اجدها ولا استطيع الوصول اليها او للاريس
- انهما بدوراسون ( قال بقلق )
- اجل فلم تعلما باني غادرت وانا شديدة القلق عليهما ولا استطيع الوصول لهما مهما حاولت لا تجيبا
- سأتدبر الامر لا تقلقي 
- انت واثق من انك تستطيع الوصول اليهما انا قلقة من ان مكروها قد اصابهما بالطريق ما كان علي السماح لهما بالحضور 
- هدئي من روعك انا واثق انهما بخير فقط الاتصالات مقطوعة 
- ارجوا ذلك هلا طمأنتني عند وصلك اليهما
- سأفعل بالتأكيد 
اغلق الهاتف ليتناول سترته ويغادر الفندق ليعود بأدراجه نحو دوراسون وهو يستمر بالمحاولة الاتصال بهما .

- الم تقول والدتك ان العاصفة ستبدأ مساء ( قالت لاريس المتمددة على الاريكة وهي تتفقد هاتفها بتذمر مستمرة ) منذ قدومنا والطقس من سيء الى اسوء وتكاد تكون الخامسة فقط 
حركت جوانا راسها عن نار المدفئة الواقفة امامها والتي اشعلتها وقد نال منها البرد الشديد نحوها قائلة