انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الأحد، 18 يوليو 2021

جدار هش 5

- هل عاد والدك من البلدة
سحبت سيلا نظرها عن شقيقها نحو جوانا قبل ان تقول 
- ليس بعد 
- سأذهب لمساعدة والدتي اذا
قالت وهي تتحرك نحو الباب لتغادر فقالت سيلا وهي تعود نحو ناثان
- ماذا هناك 
- لا اعلم عما تتحدثين 
اجابها وتحرك نحو غرفته لتتابعه وهي تعقد حاجبيها قبل ان تتناول مفاتيح سيارتها التي تركتها هنا ايضا وتغادر بدورها .

اخذت جوانا تراقب ناثان الذي انضم لهم سريع لينشغل مع العمال دون ان يفته ذلك مما جعله يتفقد هاتفه بين الفين والاخر بجيب بنطاله ليمر الوقت سريعا ويغادر العمال لتساعد والدتها بترتيب اغراض المطبخ التي احضرتها ميلينا من البلدة معهم قبل ان يستقبلوا مجموعة من اقرباء غرنت من النساء والرجال الذين حضروا لتفقدهم مما جعلها تنشغل معهم قبل ان تتحرك لداخل المنزل لتتعلق عينيها بناثان المنشغل بالحديث على الهاتف دون ان يتنبها لها وما ان انتهى حتى وضعه على طاولة المطبخ ليستدير متناولا من الخزانة خلفه كوبا فتحركت نحو الطاولة بروية 
لتتناوله وتسرع بالجري نحو الادراج ليتلفت حوله وقد شعر بها ليراها تصعد الى اعلى فاسرع بلحاقها وهو يهمس 
- تبا توقفي 
همت بالدخول نحو غرفتها بسرعة الى انه قبض عليها قبل ان تستطع فاسرعت بالافلات منه لتضع يديها خلف ظهرها وهي تلتصق بالحائط خلفها قائلة بانفاس متسارعة 
- لن اعيده قبل ان احصل على ما اريد منه 
- لن تستطيعي هاته جوانا انه هاتفي ولا يحق لك هذا ( قال وهو يقف امامها مستمرا بتأكيد وهو يضع راحت يده بجوارها راسها ) لا تحلمي بالحصول عليه فلا اسمح لاحد بالعبث به 
- سأفعل وسترا
- كيف تعرفين كلمة السر الخاصة بي 
- ومن قال اني اعرفها 
- لقد كتبتي اول رقمين منها وان أعطيتك الوقت كنت لتتابعي أطمئني فالقد قمت بتغيرها فورا لذا فلا فائدة لك به الان هاته
- لا يشكل الامر لي اي فرق فسأحصل عليها اولا وا اخرا ام تراك تعتقد اني سأتجاهل وجود صوري وعبثك بها 
- لا يوجد بهذا الجهاز اللعين صور لك صدقي هذا وما حاجتي لها حقا كوني منطقية 
- اعلم ما رئيت واتعلم ان وضعت لي قرني شيطان او قبعة ساحرة سأضع لك اسوء من هذا 
- اهناك اسوء 
- انتظر وسترى ( ضاقت عينيه بها قائلا باصرار )
- هاته فلست مسؤولا عن اي تصرف سيبدر مني الان فانت من وضعنا هنا 
ابتلعت ريقها بتوتر وعينيها لاتفارقان عينيه فتابع ) هيا ( تململت في وقفتها مما جعله يقرب راسه منها اكثر متسائلا امام توقفها عن الرمش وهي تراقبه ) لا تجبريني على استعمال القوة
عقصت شفتها من الداخل بغيظ وحركت يدها التي تحمل بها الهاتف نحوه قائلة 
- ها هو ( استقام بوقفته متناولا اياه منها وهو يقول )
- اخيرا فتاة عاقلة 
- اتعلم ( تمتمت باستياء لشعورها بالضعف امامه ) انا اكرهك 
بدت الصدمة بعينيه لقولها فاشاحت براسها عنه وتحركت لتدخل الى غرفتها لتتناول حقيبتها وكيس ملابس وتغادرها لتتخطى عنه فتابعها قائلا بسخرية
- الفتاة التي تكرهني تغادر لما انت على عجلة 
- لا شان لك 
- قودي بحذر
- لتقل هذا لشقيقتك 
اجابته بتجهم لتتابع الى الخارج وتودع والدتها والموجودين وتتحرك بسيارتها مبتعدة وعائدة بأدراجها الى كايدن .

دخلت الى المنزل بعد يوم مرهق بالعمل لتغلق الباب بروية وعينيها معلقتين على السترة الرسمية الموضوعة على الكرسي وقد علقت ورقة على ظهرها بحيث تظهر لها ما ان تدخل كتب فيها ( الى الفتاة التي تكرهني لا تتصلي بالشرطة هذا انا ناثان )
سرى التجهم سريعا الى وجهها وهي تخطو للداخل محدقة بأرجاء المكان الخالي الا يملك هاتف للاتصال بها وإعلامها بحضوره ولما والدتها لم تعلمها بانه سيمر الى هنا الم تحدثها صباحا اقتربت من الحمام لتصغي ثم تحركت نحو غرفة والدتها لتفتحها فوجدتها خاليه فتوجهت نحو غرفتها لتفتحها لتجدها كما تركتها مما جعلها ترفع حاجبيها وهي تعود لتجول بأرجاء المكان غير تلك السترة لا شيء يشير الى حضوره و .. ذلك الكيس على طاولة المطبخ اتجهت نحوه لتحدق بداخله لتجد وجبة من الطعام لم تمس فنظرت نحو سلت القمامة لتجد احد الوجبات الفارغة موضوعة به اذا فلقد تناول طعامه هنا وغادر ايعتقد ان منزلها فندق يحضر متى يريد اليه انه لم يتحمل وجودها في غرفته وقام باخراجها ايتوقع أنها قبلت اعتذاره عن هذا حقا تناولت هاتفها عليها ان تعلم والدتها انه من غير المرحب به هنا توقفت عن متابعة الضغط على زر الاتصال محدقة باسم والدتها انه يعاملها بشكل جيد وودود جدا معها اليس هذا ما تثابر بإعلامها به ولكن ما شانها هي فهو لا يتصرف معها كما والدتها اعادت الهاتف الى جيب بنطالها بتذمر لتتوجه نحو غرفتها قبل أن تعود للجلوس مسترخية على الاريكة وقد رفعت ساقيها على الطاولة امامها لتضع سماعات اذنيها تصغي لاحدا الاغنيات بانسجام تام قبل ان تتوجه نحو الثلاجة لتجد بها مجموعة من علب المثلجات بنكهة المانجو رفعت حاجبيها بتفكير لتتجاهل العلب وتتناول قنية ماء وتعود لتشعل التلفاز لتنشغل بحضور احد الافلام اخذت تحدق بساعة هاتفها بين الفين والاخرى وما ان انتهى الفلم حتى اطفئت التلفاز وتوجهت نحو غرفتها لتندس في السرير دون قدرتها على النوم فلقد اصبحت الواحدة والنصف وهو لم يحضر بعد تقلبت بسريرها بانزعاج ولما هي بانتظاره حتى لا تعلم رفعت الغطاء ووضعته على وجهها تحاول ان تغفوا لتتوقف مقلتيها عن الحراك مع سماعها لصوت انفتاح باب منزلها لتراقب حركاته الخفيفة بالمنزل قبل ان تقول بحذر
- ناثان أهذا انت
- اجل .. هل ايقظتك ( تناها لها صوته فتنفست قبل ان تقول )
- هل اغلقت الباب خلفك جيدا 
- فعلت
- جيد تصبح على خير 
اجابته وهي تعود لرفع الغطاء على رأسها وتنكمش على نفسها لتغفوا سريعا بعدها .

- ما قصة هذا الرجل 
تمتمت لنفسها في صباح اليوم التالي عند رؤيتها للأريكة الفارغة الا من الغطاء الذي تم طيه بعناية لتتابع نحو الخارج متجها الى عملها لم تشعر به يغادر المنزل متى غادر بالكاد تشير الساعة الى السابعة والنصف جاء متأخرا وخرج باكرا جدا وهذا ما استمر عليه الامر , عليها الاعتراف انه منظم وغير فوضوي فلليوم الثالث على التوالي تعود للمنزل وتعلم انه كان متواجدا بسبب كيس الطعام الذي يحضر به وجبتين يأكل واحد ويترك لها الثانية اقتربت من طاولة المطبخ بفضول لترا ما الطعام الذي احضره اليوم لتتوقف عينيها على البطاقة الموجودة بجوار الكيس والتي تحمل اسمها فتناولتها لتفتحها محدقة بما تحوي انها مدعوة لافتتاح النادي الرياضي الجديد أهذا ما كان يقوم به نادي رياضي اخر حركت يدها لتتناول هاتفها الذي يرن لتجيب 
- اجل لاريس 
- متى ستحضر خالتي غدا اسنستطيع رؤيتها قبل الافتتاح 
- الافتتاح 
تم دعوتنا لحضور حفل الافتتاح الذي يقيمه ناثان غدا ما بك الم تتم دعوتك لا تقولي لي انه تجرء على فعل هذا 
- لا لقد تم دعوتي ولكني لم احدث والدتي اليوم لذا لا اعلم متى سيحضرون دعيني احدثها ثم اعود لإعلامك  
اغلقت الهاتف مع لاريس لتتصل بوالدتها وهي تتناول علبة الطعام لتضعها بالميكروف وامام عدم اجابت والدتها على اتصالها ارسلت لها رسالة قبل ان تتناول علبت الطعام لتضعها امامها وتأخذ بتناولها بروية وتفكير .

غادرت غرفتها في صباح اليوم التالي محدقة بناثان النائم مما جعلها تنظر نحو ساعتها وهي تتخطى عنه لا يبدوا اليوم على عجلة من امره بعكسها فلديها الكثير من العمل ولا تعلم ان كان بإمكانها إنهائه بالوقت المناسب حتى تستطيع المغادرة باكرا لحضور افتتاح النادي الخاص به توقفت عند الباب وتراجعت لتعود نحوه متاملتا الطاولة امامه ثم الأريكة التي ينام عليها لاوجود لهاتفه اين يخفيه ولكنها لاتملك كلمة السر الجديدة لذا عليها بالصبر تمتمت لنفسها وهي تعود للمغادرة .

ها انتم بادرت والدتها وخالتها وهي تقترب منهم لتعانقهم بينما قالت انغريد
- لقد تأخرت فاتك الكثير 
- لم استطع مغادرة العمل قبل الان ( قالت وهي تنظر حولها لتتوقف على ناثان الذي يقف بعيدا مع مجموعة من الرجال مستمرة ) المكان ممتلئ 
- ها انت اخيرا لما تأخرت ان المكان حتى لا يبعد عن منزلك شارعين
بادرتها لاريس وهي تقف بجوارها فأجابتها 
- لم اكن اعلم انه يقع هنا 
- الا تتحدثين وناثان ( قالت بحيرة وهي تمعن بها مستمرة ) ما اعلمه انه يعرج على منزلك 
- انه يفعل ولكن اتعتقدين حقا اننا نتبادل الحديث انه يحتاج لمكان للمبيت به ليس الا ( اجابتها وهي تتأمل ما حولها بفضول مستمرة ) لم تتوقف والدتي عن الاتصال بي واعلامي اني تأخرت لم استطع الحصول على المغادرة وكان لدي عملا كثير مما جعلني احضر الى هنا دون التخلص من ملابس العمل حتى ( قالت بتذمر لعدم تمكنها من ارتداء شيء مناسب اكثر من تنورتها السوداء وقد تخلصت من سترتها لتبقى بالقميص الابيض الذي اسرعت بدسه جيدا تحت التنورة وحل عقدت شعرها وهي تغادر سيارتها ليهدل شعرها على كتفيها قبل ان تدخل الى هنا لتضيف بتذمر ) ما الامر المهم كثير بافتتاح هذا المكان 
- كل ما تريده والدتك هو وقوف الاسرة معا في جميع المناسبات انت تعرفين والدتك أكثر مني لذا انت تعلمين عما اتحدث 
- اجل اعلم 
قالت وهي تجول بنظرها بالمكان المليء بالناس من رجال ونساء منهم من ارتدا الثياب الرسمية ومنهم من لم يفعل 
- انظري الى ذات الثوب الارجواني ( قالت لاريس مشيرة لها بعينيها نحو فتاة تقف بجوار ناثان ومستمرة ) تلتف حوله منذ ان حضرنا ويبدوا انها تختط للإيقاع به 
نظرت نحوها ولكن عينيها ثبتتا على ناثان لتتامله فرغم وجوده بالمنزل معها الا انها لم تره الا وهو نائم ولم يتبادلا الحديث حتى 
- انسة ميلون ( خرجت من شرودها وابتسمت بحيرة للرجل الذي وقف بجوارها بينما استمر ) لم اتوقع رؤيتك هنا 
- وانا ايضا سيد جونز هل انت على معرفة بعائلة غرنت 
- تربطني وناثان معرفة قديمة اسمحي لي ( اضاف وهو يتناول كوبان من العصير ليقدم لها واحدا أخذته منه شاكرة بينما اضاف ) لم اشعر بلقاء البارحة ان شايسي قد راقها عرضنا
- مازلنا نقوم على دراسة الامر
- انتِ مساعدتها لذا تعلمين ان كان عرضنا قد نال استحسانها ام لا وان كانت تنوي التعاقد معنا 
- لا استطيع مساعدتك بهذا الشأن فكما اعلمتك مازلنا تقوم بدراسة عرضكم والى ان ننتهي ستكونون اول من يعلم 
- لن تقدمي لي المساعدة اذا 
- انت لا تحتاجها 
اجابته بابتسامة مما جعل ملامح الرضا تظهر على وجهه لتأخذ بتبادل الحديث معه قبل ان تعتذر منه وتتحرك للأنضمام للاريس ولوجان 
- حضرتِ متاخرة 
- لم اتوقع ان تتنبه لهذا ( اجابت ناثان الذي وقف بجوارها قائلا ذلك فتابع )
- لم افعل ولكن والدتك من اعلمتني بان علي ان اعذرك لتاخرك 
- افعلت ( قالت بتفكير وتابعت ) تعلم ان امي تعتقد ان علينا التصرف كعائلة مثالية
- اولسنا كذلك ( ابتسمت له وتناولت كوب عصير من النادل الذي مر من جوارها وهي تقول )
- لا اعلم انحن كذلك 
- لم يكن ليضرك لو بذلتي القليل من الجهد وكنت برفقت الباقي هنا عندما تم الافتتاح ولكن مع من اتحدث لقد نسيت 
ثبتت عينيها عليه قائلة بحيرة 
- هل انت غاضب مني لعدم تواجدي حقا 
- لا لا اكترث تفي بالغرض 
اجابها وهو يهم بالتحرك ليوقفه لوجان وهو يقول 
- متى يفتح باب التسجيل 
- منذ الغد 
ونظر للخلف قبل ان يعتذر منهم ويتحرك نحو مجموعة اخرى اشارت له لتتابعه قبل ان تتعمد الانشغال بكوبها فلا يكفيها ضغط العمل الذي تتعرض له وتشعر بانها على حافة الهاوية حتى ياتي هو ويزيد الامر عليها انها تبذل جهدها هنا  خرجت من افكارها لتصغي الى لاريس التي تثرثر دون توقف لتفاجئ بانتهاء الحفل فلم تشعر بالوقت يمضي .

دخلت الى المنزل لتتبعها والدتها وغرنت ومن ثم سيلا وناثان وهم يتحدثون عن الحفل برضا لتتوقف سيلا وتجول براسها بأرجاء المكان قبل ان تتحرك لتقف امام والدها وميلينا الذين جلسا على الاريكة المزدوجة تحدثهما بينما جلس ناثان على الاريكة المجاورة لهم تابعت جوانا نحو المطبخ لتتناول زجاجة عصير من الثلاجة وهي تقول 
- هل يرغب احد بتناول العصير 
- قهوة احتاج الى القهوة ( قالت سيلا وهي تتحرك باتجاهها ليقول ناثان وهو يتابعها ) وانا ايضا 
سكبت القهوة بالأكواب بينما قامت سيلا بتقديمها لهم فوضعت جوانا كوبها امامها على طاولة المطبخ التي تفصلها عنهم لتجول بنظرها بهم 
- من الجميل وجودنا جميعا هنا علينا دائما الاجتماع بهذا الشكل 
قالت ميلينا بود فهزت راسها لها بالايجاب وهي تخفي ابتسامة كادت ان تظهر على شفتيها فحقا هي مجهدة ومتعبة ولا ترغب الان الا بالذهاب الى النوم 
- لما لا تبقين هنا الليلة ( اضافت ميلينا لسيلا التي اجابتها )
- لدي محاضرات باكرا ولا اريد تفويتها
- لقد تأخر الوقت ( قال غرنت وتابع ناثان ) 
- اعمل على إيقاظك باكرا فلا تفوتك المحاضرات 
نظرت سيلا حولها بتفكير فقالت جوانا 
- تستطيعين استعمال غرفتي 
- لا اريد ان اكون متطفلة 
- لستِ كذلك ما الذي تتحدثين به ( اسرعت اميليا بالقول معترضة ومستمرة وهي تنهض ) اتبعيني لأرشدك اليها 
تابعتهما جوانا بعينيها وهما تدخلان الى غرفتها قبل ان تعود لرفع كوب القهوة الى شفتيها وعينيها تتعلقان بناثان الذي ينظر اليها بنفس الوقت لتبتلع قهوتها ببطء الى ماذا ينظر ولما عينيه تلتمعان بتلك الابتسامة ايعلم بما تفكر ليكن فاجل لا تتحمل وجودهم واحتلالهم لمنزلها واجل هي تحاول جهدها ان لا تظهر هذا فلا يجرؤ على اقتحام خصوصيتها وافكارها اشاحت بنظرها عنه نحو غرنت قائلة
- لتمضوا باقي الاسبوع هنا 
- ربما في مرة اخرى فسأغادر ووالدتك نحو ناربون غدا لنلتقي بشقيقتي ماتيلدا وزوجها لنمضي اسبوع بالباخرة
- يبدوا هذا ممتعا 
قالت بصدق وقد تذكرت حماسة والدتها وهي تعلمها بنيتهم القيام بهذه الرحلة 
- ونحن متحمسون للقيام بهذا ( قالت ميلينا التي عادت للانضمام لهم مستمرة ) هيا عزيزي لنحصل على بعض الراحة فأمامنا يوما حافل بالغد 
تابعتهما جوانا حتى اغلقا باب الغرفة خلفهم فهمت بالعودة نحو كوبها ولكنها لم تفعل وعينيها تعودان للالتقاء بعيني ناثان الناظر اليها باهتمام مما جعلها تهمس 
- ما الذي تحدق به 
- اكتشفت انه ليس من الصعب قرات افكارك 
- لا اعتقد انك فعلت والا لما بقيت هنا 
توسعت ابتسامته بخبث دون اجابتها مما جعلها تشيح بوجهها عنه قبل ان ترفع يدها لتتلمس عنقها المتيبس لتستقيم بوقفتها وتتحرك نحو غرفتها بدورها وهي تقول
- لقد تاخر الوقت 
- تعانين من الالم ( قاطعها متسائلا وهو يتحرك باتجاهها فقالت ومازالت يدها تتلمس عنقها ) 
- كلمة الم لا تعبر عما اشعر به حقا 
-  لابد وانك تقضين الكثير من الوقت خلف المكتب 
- افعل فهذا هو عملي 
- استطيع مساعدتك ( نظرت نحوه متسألة ) يحتاج جسدك للاسترخاء 
اضاف وهو يقف خلفها بينما عقدت حاجبيها بحيرة لتصرفه متسائلة ببطء 
- ما الذي تفعله 
وضع يديه على كوعيها ليقربهما امامها وقبل ان تستطع التحدث جذبها للخلف لتلتصق بصدره وهو يرفعها قليلا فهمت بسؤاله ما الذي يفعله من جديد لتتوقف امام صدور صوت عظامها التي اخذت تطرق خلف بعضها مما اشعرها براحة غريبة ليتركها ويبتعد عنها فحركت عنقها بارتياح وحيرة قبل ان تنظر اليه قائلة 
- هذا مريح 
- تحتاجين لفعل هذا كلما اطلت الجلوس خلف مكتبك سيشعرك بالراحة او ان تقومي بممارسة الرياضة بشكل دائما ذلك يساعدك ويبعد توتر العمل ايضا 
- اتدعوني لأسجل في ناديك 
ابتسم وهو يتحرك نحو الخزانة المجاورة لخزانة الاحذية ليفتحها ويتناول منها حقيبته وهو يقول 
- كنت اقدم المساعدة ولا ادعوك لشيء فلتفعلي ما ترغبين به 
- اهنا تضع حقيبتك وانا التي اعتقدت انك تصحبها معك
- مازلت اجد صعوبة بالثقة بك ( اجابها وهو يضعها على الأريكة ليفتحها متناولا منها بنطاله القطني ومستمرا ) هل تعرفين جونز بدوتما لي على معرفة سابقة 
- التقيته في اجتماع للعمل منذ يومان لماذا  ( أجابته وهي تتحرك نحو غرفتها ) 
- كنت أتساءل فقط ( فتحت باب غرفتها قائلة وهي تنظر اليه )
- انه شخص لطيف ومن السهل تبادل الحديث معه .. عمتَ مساء
اضافت وهي تنسل لداخلها مغلقة الباب خلفها لتحرك كتفيها وعنقها بسهولة ان هذا اراحها حقا .

استيقظت في ساعات الصباح اليوم التالي على رنين منبه هاتف سيلا التي لم تجب فنظرت باتجاهها تهم بالتحدث لتتوقف لرؤيتها للباب يفتح وبناثان يطل منه قائلا
- الم تستيقظ بعد 
- انها نائمة بعمق وكذلك كنت 
أجابته بتذمر وهي تحاول ابقاء عينيها الناعستان مفتوحتان بينما اقترب من سرير شقيقته وما كاد يلمس كتفها حتى نظرت اليه 
- هيا اسرعي لا تريدين التأخر على الجامعة 
هزت راسها له بالايجاب فتحرك مغادرا وهو ينظر نحو جوانا قائلا 
- لا تجعليها تعود للنوم 
رفعت حاجبها بكسل قبل ان تحرك راسها على الوسادة وهي تقول 
- لا تعودي للنوم بينما سأفعل 
ولكنها لم تستطع العودة للنوم كنا ترغب فنهضت من سريرها لتعد نفسها للعمل وتلقي تحية الصباح على والدتها وهي تغادر غرفتها مستمرة وهي تقترب منها 
- ما الذي جعلك تستيقظين باكرا 
- قمت لأتفقد سيلا
اجابتها بصوت هامس وهي تشير بعينيها نحو ظهر ناثان النائم على الاريكة فقالت دون اكتراث وهي تتعمد ان لا تهمس
- ايقظها ناثان باكرا .. علي المغادرة ايضا فلا اريد ان أتأخر على العمل ساجدك هنا عند عودتي
- لا سنكون غادرنا 
- إذا فلنبقى على اتصال وداعا ( قالت وهي تطبع قبلة على خدها مستمرة ) رحلة موفقة .

اوقفت سيارتها امام منزلها في مساء اليوم وهي تعقص شفتها بقوة قبل ان تضرب المقود بيدها بغيظ تبا لما يحدث معها هذا انسلت دمعة حارة من خدها لتبتلع ريقها انها تبذل جهدها وكل طاقتها بهذا العمل ولكنه استنفذها بحق تشعر أنها استنفذت وبعد هذا كله لا تجد اي تقدير لعملها عليها البداء بالبحث عن عمل اخر عليها هذا بعد مشادتها الكلامية مع شايسي اليوم لاخيار اخر امامها تناولت حقيبتها وغادرت السيارة لتدخل الى المنزل ترغب بالصرخ حتى تخرج كل ذلك الضغط الذي تشعر به اغلقت الباب خلفها ببطء وهي تحدق بناثان الجالس على الأريكة المفردة منشغلا بحاسوبه قائلة
- مازلت هنا
نظر اليها دون تركيز حقيقي وقد بدا عليه التفكير قبل ان يقول باقتضاب
- اجل واين سأذهب ( وعاد نحو حاسوبه مما جعلها تقترب منه قائلة )
- الى اي مكان يكون بعيدا من هنا الم تنهي عملك بعد 
- لا
- ولكنك افتتحت ناديك الجديد اه رباه لا تعلمني انك ستمضي الوقت هنا بسببه عليك ايجاد حل لهذا حقا فالأمر قد تخطى حسن الضيافة واصبح احتلالا ( قالت وهي تتخطى عنه لتلتف حول الاريكة التي يجلس عليها لتدخل الى المطبخ وهي تستمر ) حقا الامر مبالغة به انه منزلي وقد بدأت اشعر بالاختناق هنا ايضا
- اشربي القليل من الماء حينها لن تشعري بالاختناق
- ما رأيك بفكرة جديدة ان تجد لنفسك منزلا في كايدن او حتى غرفة في فندقة اليست فكرة رائعة
- تحاولين طردي
- لا احاول انا افعل فبحق احتاج للراحة في منزلي 
- ومن يمنعك 
كان يجيبها دون اكتراث حقيقي وما زال يعمل فقالت بغيظ 
- انت لا تدعي انك لا تعلم هذا ليس لي ذنب ان كانت والدتي قد ارتبتط بوالدك الى هنا تنتهي العلاقة بيننا حقا 
- يمكنك تجاهل وجودي لن يضرك الامر جوانا
- اتعلم انت بحق 
- اعلم لا تجهدي نفسك بإعلامي انستي وان كان وجودي يسبب لك الانزعاج فها هيها غرفتك توجهي نحوها دون ان تزعجي نفسك وتزعجيني فراسي منشغل بالكثير الان واخر ما اريده هو سماع تذمرك او حتى رؤيتك 
حدقت براسه من الخلف لثانية قبل ان تتناول ابريق الماء عن الطاولة لتسكبه عليه مما جعله ينتفض ويقف سريعا وهو يحرك راسه نحوها بعدم تصديق والماء تنساب عن شعره الى وجهه وملابسه ليتحرك بسرعة نحوها وهو يشتم والغضب الشديد باديا عليه مما جعلها تسرع بالجري نحو غرفتها وهي تترك الابريق ليسقط من يدها لكنها شعرت انه سيمسك بها فأسرعت نحو الباب الحمام الاقرب اليها لتدخله وتحاول ان تغلق الباب خلفها وهي تقول 
- تجرء على لمسي وسأقوم بالاتصال بالشرطة
دفع الباب بقوة لتتراجع رغما عنها بقلق وهي تحاول ان تتوازن كي لا تقع من دفعته وهو يقول بتأكيد ومازال الغضب يتملكه
- سألقنك درسا لن تنسيه كي لا تجرؤي على تكرار هذا مدى الحياة ( أخذت بالتراجع وهو يقترب منها )
- انا جادة سأتصل بهم فلا تنسى انك بمنزلي
اضافت وظهرها يلتصق بالحائط خلفها فقال بغضب وهو يستمر بالاقتراب منها وعينيه لا تنبأنها بالخير 
- وهل تسمحين لي ان انسى
- تجرء على لمسي وسترى ما انا قادرة على فعله
اضافت بثقة اقل واسرعت بالتحرك محاولة تخطيه للخروج الا انه اسرع بإمساكها لتحيطها يديه ليمنعها من الخروج لتأخذ بالصراخ وتحاول امساك الباب فأسرع بوضع يده على فمها وهو يهمس بجوار اذنها 
- ستنالين جزائك حتى تتوقفي عن هذا 
- لا ابتعد
تمتمت بصعوبة وحاولت عض يده مما جعله يشتم هو يسير بها نحو الدش فأخذت تتخبط محاولة الإفلات منه دون فائدة فأحكم ذراعيه بقوة مانعا اياها من الابتعاد رغم تخبطها ليفتح الماء وتنسل عليهما من اعلى ليديرها نحوه مثبتا ظهرها بالحائط خلفها وهو يقول
- هذا ما ستنالينه كلما فكرت بتكرار هذا التصرف اعلمتك سابقا ان تتوقفي عن رمي بكل ما قد يخطر ببالك لما لا تصغين لم يعد الامر محمولا ابدا لست طفلة صغيرة حتى اتحمل هفواتك
- دعني
قالت وهي تحاول ابعاد يديه عنها الى انه ثبتها في مكانها وقد ابتلا تماما ومازالت الماء تنساب على راسيهما قائلا
-  لن اتركك الى ان تعتذري فلن اتقبل هذه التصرفات ابدا لن افعل هيا اعتذري
اخذت انفاسها تتسارع وهي تقول بإصرار امام عينيه القربتين منها 
- ابتعد حالا 
- لن افعل لن اتركك حتى أتأكد انك ستفكرين مئة مرة قبل ان تكرري فعل هذا 
- سأبدأ بالصراخ وأجعل جميع جيراني يصبحون هنا 
- افعلي فلم اتعرف عليهم بعد ومن الجيد معرفتهم جميعهم معا 
- تبا لك ناثان .. عليك مغادرة منزلي حالا 
- تعتقدين حقا اني اكترث لبقائي هنا او حتى اني احتاج للبقاء هنا انت لا تعلمين ان والدتك تلح علي كلما علمت اني قادم الى كايدن بالمرور عليك لأنها تعتقد انك تشعرين بالوحدة بعد زواجها وابتعادها ( وهز راسه لها مؤكدا امام عينيها المحدقتان به بعدم تصديق متجاهلا الماء الذي ينساب على وجهه وهو يستمر بغضب ) اخر ما اريده هو وجودي هنا وانت لا تتوقفين عن التذمر فعلتُ هذا فقط اكراما لها ( تراجع للخلف ليتركها مستمرا بتأكيد ) اكراما لها فقط ولكن تأكدي الان اني اخليت مسؤوليتي تماما فلا اريد ان يكون لي شأن بك 
وتحرك مغادرا لتتابعه دون ان ترمش وهي ترفع يدها ببطء نحو يد الدوش لتوقفها وباليد الاخرى تبعد شعرها الى أعلى ومازال صدرها يرتفع فتحركت مغادرة الحمام نحو غرفتها لتدخلها مغلقة الباب خلفها بقوة جعلت ناثان الذي وقف بجوار حقيبته يتناول منها منشفة يحدق بباب غرفتها قبل ان يسرع نحوها لتلك الصرخة المخنوقة التي اخرجتها ليرافقها صوت ارتطام وتحطم زجاج اجفله وجعله يقول وهو يفتح باب غرفتها بسرعة
- ما الذي جرى 
تحرك باتجاهها وقد جلست ارضا تضم يدها اليها بألم ليجثوا بجوارها وقد ملاء زجاج المرأة التي كانت معلقة على الحائط المكان وقد سقطت باتجاهها عندما اغلقت الباب بقوة ليتناول يدها 
- هل اصبتي دعيني ارى
اضاف وهو يتأمل راحت يدها التي تسيل منها الدماء بغزارة 
-  الديك قطن هنا 
- في الدرج الاول 
اجابته بوهن والالم الشديد قد نال منها فتحرك نحو الدرج ليتناول منه بعض القطن وهو يتسأل
- لم تكن مثبتة جيدا
-لا اعلم فلقد تفاجئت بها تسقط نحوي فتراجعت وانا احاول امساكها بيدي 
عاد نحوها ليمسح الدماء عن راحت يدها وهو يتأمل جرحها قائلا
- ما كان عليك هذا 
- ادرك هذا الان
- هيا سأصحبك للمشفى 
اضاف وهو يحثها على الوقوف ففعلت وهي تقول بوهن 
- انا مبتلة 
- وانا كذلك ولكن الان يدك مصابة وهذا المهم الا اذ رغبتي ان اساعدك بتغ
- لا
- اذا هيا فيدك تنزف
اجابها وهو يجذبها لتسير ففعلت ليغادرا الغرفة فتحرك امامها متناولا مفاتيح سيارته وسحب كمية من المناديل ليقدمها لها انشغلت بوضعها على يدها وهي تتبعه نحو السيارة لتجلس بجواره لينطلق وهو يقول       
- ما كان عليك اغلاق الباب بهذه القوة  
- ما كان عليك مضايقتي هذا ما تقصده
- هل انا من بداء الامر كوني جادة انت من تسببتي بهذا فهلا تعقلتي فأنا لا افقد اعصابي بسهولة ولكنك تجعليني افعل بتصرفاتك الغير متزنه ما الذي جرى لك 
- دعني وشأني الان فلا اشعر اني بخير 
اجابته بصوت متعب وهي تسند راسها على النافذة بجوارها ومازالت تضم يدها بالمناديل ليلمحها بنظرة سريعة قبل أن يعود لتركيز على الطريق ولم يحاول كسر الصمت الذي حل بينهما الا عند دخولهما للمشفى لتشرد به وهي تراه ينهي اوراق دخولها قبل ان يتوجهوا نحو الطبيب لا تعلم لما شعرت بالخجل من نفسها فلقد كانت منذ قليل تطلب منه مغادرة منزلها وعدم عودته لقد كانت جادة جدا بهذا والان يقوم بمساعدتها دون تذمر ما كان عليها التصرف معه بهذا الشكل المخزي .

ابتسمت له بود وهو يجلس بالسيارة مقدما لها كيس ادويتها لتتناوله منه شاكره لتعود نحو يدها التي قام الطبيب بتضميدها مما جعله يعقد حاجبيه وهو ينطلق بالسيارة قبل ان يقول 
- ما بك ( نظرت نحوه بحيرة قبل ان تقول )
- لا شيء 
- تشعرين بالألم 
- بعد اخذ المسكن لا 
- هذا جيد فلتكوني حذرة بشأنها ولا تنسي تناول دواءك والا تعرضت اصابتك للالتهاب وعليك مراجعة الطبيب بعد اسبوع ليتفقد الجرح 
هزت راسها بالايجاب واسندته على المقعد خلفها فنظر اليها قبل ان يعود الى ما امامه دون كسر الصمت الذي حل لتغادر السيارة ما ان اوقفها امام المنزل وعينيها تتعلقان بباب منزلها المفتوح لتتجه نحوه قائلة بحيرة لناثان الذي يسير خلفها 
- هل تركنا باب المنزل مفتوحا .. من انتِ
اسرعت بالإضافة بقلق وهي تلمح امرأة غريبة عنها تقترب من الباب للمغادرة وهي تحمل كيسا بيدها فأخذت خطواتها بالتراجع للخلف بقلق لتوقفها يدي ناثان الذي امسكت ذراعيها كي لا تستضم به لتبتسم المرأة ما ان رات ناثان قائلة
- ارسل السيد خلفي لتنظيف المكان ولقد انتهيت لتو .. تحتاجون الى اي شيء اخر 
هز ناثان راسه لها بالنفي قائلا 
- اشكرك 
- اسمحوا لي اذا 
تابعتها وهي تغادر لتضع الكيس بسلة النفايات قبل ان تتابع ابتعادها لتعود نحو ناثان متسائلة فقال 
- انها احدا العاملات في النادي طلبت منها الحضور لتنظيف المكان 
- كان .. هذا لطفا منك 
قالت ببطء وتحركت لداخل فتبعها مغلقا الباب خلفه وهو ينظر نحوها بتفكير لوقوفها بتردد في وسط الغرفه فقال وهو يتحرك نحوها
- ما بك ( نظرت اليه قائلة )
- اعاني مؤخرا من ضغوطات كثيرا فلقد تركت عملي السابق حتى ابتعد عن روجر و .. عملي الجديد لا اشعر به بالراحة واليوم قمت بتشاجر مع مديرتي فلقد ضقت ذرعا من تصرفاتها .. حدث تغير كثير في حياتي من ابتعاد والدتي الى ترك لعملي وروجر والبدء من جديد بكل شيء جعلني مؤخرا متوترة بشكل مبالغ به .. لذا .. انا مدينة لك بالاعتذار لما بدر مني اليوم فلم يكن علي التصرف بهذا الشكل لا احاول وضع اعذار لنفسي فانا اعلم انني اخطئت بحقك واني مدينة لك بهذا فلا ذنب لك بما يجري معي
عقد يديه امامه متأملا اياها قبل ان يقول
- وانا اقبل اعتذارك .. بشرط   
- لن اكرر هذا ( تمتمت مقاطعة اياه فهز راسه لها بالايجاب فتابعت ) اعدك بهذا
- عليك ان تجدي منفسا لنفسك ولا تجعلي تراكمات العمل تاثر بك بهذا الشكل فان لم تكوني سعيدة به اتركيه 
- افكر بهذا بشكل جدي 
- وعليك ممارسة الرياضة فهي حقا ستساعدك واجل ادعوك لتسجيل بنادي الرياضي 
اضاف بابتسامة وقد همت لمقاطعة فبتسمت بدورها قائلة
- سافكر بالامر رغم اني لا اجد الوقت لهذا  
 ( وأشارت نحو غرفتها مستمرة ) على الحصول على الراحة لذا .. عمت مساء 
- وانت ايضا 
أجابها وهو يراقب ابتعادها لتدخل غرفتها ليتأمل باب غرفتها المغلق بشرود قبل ان يتنفس بعمق ويتوجه نحو الاريكة ليجلس عليها رافعا راسه نحو سقفها شاردا بعيدا .

غادرت غرفتها في صباح اليوم التالي محدقة بالأريكة لتجد ناثان مازال نائما فتعمدت تخطيه بهدوء لتتابع نحو الباب مغادرة دون احداث اي جلبة متوجه نحو عملها لتعود بعد يوم حافل اخر برغم اصابت يدها الا ان هذا لم يوقف العمل من الجيد ان غدا هو يوم الاجازة فهي بحاجة لها جدا جدا وستعمل بها على ارسال اوراقها الى شركات اخرى علها تحصل على عملا جديد عليها هذا
- جوانا 
خرجت من افكارها ونظرت خلفها قبل ان تفتح باب منزلها لتجد روجر يقف امامها وهو يحمل باقة من الورود فاستدارة نحوه ببطء وتفكير  وهي تقول
- ماذا تفعل هنا 
- حضرت للاطمأنان عنك ارجوا ان تكون إصابتك طفيفة
- انها كذلك ( اجابته وهي تحرك يدها الملفوفة مستمرة ) كيف علمت 
- انا اعلم كل شيء يختص بك 
- اتتبعني احقا تفعل ( قالت بضيق ) لا يحق لك هذا فهل توقفت عنه
- انت مهمت لي لذا افعل 
- دعني وشاني روجر 
- لا استطيع فانت مهمة لي ( واسرع بالاضافة عندما همت بمقاطعته ) لنكن صديقان اذا انا اقبل بهذا
- لا استطيع 
- لما لا 
- لأني لا اريد هذا فلا استطيع الثقة بمن غدر بي لا تلمني على هذا بل لم نفسك 
اطفئ ناثان سيارته دون مغادرتها محدقا بجوانا وروجر لتأخذ اصابعه تطرق على مقود السيارة وعينيه لا تفارقانهما بينما اجابها روجر وهو يقدم لها باقت الورود 
- انا افعل لذا انا هنا ... احاول ان ابدأ صفحة جديدة 
- تفعل هذا حتى بعد ان علمت اني اواعد غيرك 
- اريد استردادك جوانا وانا اعلم ان ما تفعلينه هو فقط للانتقام مني ليس الا
هزت راسها بيأس وتراجعت بخطواتها للخلف لتستدير وتدخل الى منزلها مغلقة الباب خلفها 
لما لا يدعها وشأنها لما لا يفعل تابع ناثان دخولها للمنزل ليغادر سيارته متجها نحو روجر  الذي وقف في مكانه للحظة قبل ان يقترب من الباب ويضع باقة الزهور بجواره ويهم بالابتعاد وعينيه تتعلقان بناثان الذي اقترب منه قائلا 
- لا تعد الى هنا 
- ارجوا المعذرة 
- قلت لا تعد الى هنا ( وتابع وهو يقترب منه اكثر مؤكدا على كلماته بكل جدية ) وان حصل ورئيتك حول المكان مرة اخرى او حتى تحاول محادثتها من جديد لن اكتفي بمحادثتك فقط حينها لذا لك الخيار بكيفية انهاء هذا الامر 
وثبت عينيه عليه للحظة مؤكدا على قوله قبل ان يتخطى عنه متجها نحو الباقة ليتناولها ويقذفها بعيدا ثم يدخل الى المنزل مجيل بنظره بأرجاء المكان قبل ان يتحرك نحو غرفتها 
- جوانا انتِ هنا ( وامام عدم اجابتها فتح باب الغرفة مستمرا ) اين .. اه ( اسرع بالإضافة بحرج واستدار متداركا الامر بينما حدقت به والصدمة تلوح بعينيها وقد كانت تهم بارتداء بلوزتها لتسرع بوضعها على جسدها وهو يعود لإغلاق الباب قائلا ) لا تقلقي لم ارى شيئا
- ايها الاحمق 
هتفت وهي تتناول وسادتها لترميها باتجاهه ولكنها بالكاد وصلت الباب فأسرعت بارتداء بلوزتها وهي تقول بغضب 
- الم تتعلم الطرق على الباب اكان عليك الدخول بهذا الشكل من اين حضرت 
- لم ارى شيء اقسم 
- تبا لا تعود حتى للحديث عن هذا الامر لا تجرؤ 
- لما انتِ محرجة بهذا الشكل اعلمتك اني لم
- لا تعود للأمر 
توقف عن المتابعة لهتافها به مخفي ابتسامته وتحرك نحو المطبخ ليسكب لنفسه بعض العصير قائلا بصوت مرتفع 
- اترغبين بشرب العصير 
- فلتذهب الى الجحيم 
- لا اعتقد انهم يقدمون العصير هناك 
تمتم وهو يرفع الكوب لشفته ليتناول منه قبل ان يعود للقول
- لقد ناديتك لم تجيبي 
- وهذا مبررا لك لدخولك دون أستاذان ( تناها له صوتها الغاضب فقال )
- رأيت روجر هنا لذا اعتقدت انك 
وامام عدم متابعته غادرت غرفتها متجها نحوه وهي تعقد شعرها في منتصف راسها
- اني ماذا 
- غاضبه كما انت الان
- وتجد الامر مضحك 
قالت لمحاولته عدم الابتسامة ولكن عينيه كانتا تلتمعان مما جعلها تهز راسها بغضب وتبتعد من امامه فقال
- لقد حدثتك لم تجيبي حينها 
- لم اسمعك 
- كان عقلك منشغلا بروجر اذا 
- لا شأن لك 
- لقد قمت برمي الباقة بعيدا اتحتاجينها 
حدجته بنظرة قبل ان تشيح برأسها عنه من جديد انه مستمتع بينما هي تكاد تموت غيضا 
حدقت خارج المطبخ كما فعل ليستقيم بوقفته قائلا وهو يسمع صوت الباب الذي فتح
- تنتظرين احدا ( توقف عن المتابعة لرؤيته للاريس التي اقتربت منهما قائلة وهي تنقل نظرها بهما )
- انتما .. هنا 
- و .. لما لا ( اجابها ناثان )
- اعني انتَ هنا .. فانا اعلم ان جوانا هنا كيف انتِ ارني يدك اتألمك 
اضافت وهي تتفقد يد جوانا التي اجابتها 
- انها طفيفة ليس الا 
- كيف وقعت المرأة 
- لا بد وانها لم تكن ثابته بشكل جيد ولم اتنبه لها من قبل 
- عليكِ ان تكوني اكثر حذرا ( قالت لاريس وهي تنظر نحو ناثان لتستمر له ) لقد سجلت بناديك هل علمت وكذلك امي فعلت
- يسرني هذا وان احتجتما الى اي شيء ما عليكم الا طلب ذلك 
- هذا لطفا منك ( قالت برضا واستمرت ) استقيم هنا الان 
- لا سأغادر غدا فلدي متجر ونادي اخر علي ادارتهم ايضا في دوراسون
- انت تقوم إذا بتوسيع اعمالك 
- ولما لا .. وانتِ كيف هو عملك 
تحركت جوانا متخطية عنهم نحو غرفتها وهي تسمع صوت رنين هاتفها لتجيب على جورجيا لتحدثها قبل ان تنهي المكالمة وتغادر غرفتها قائلة 
- جورجيا ترسل تحياتها لكما 
- الن تحضر الى هنا قريبا ( تسالت لاريس )
- قد تفعل .. ماذا تنويان
اضافت وهي ترا ناثان يقوم بوضع الطاولة قرب الاريكة المزدوجة ويدفع الاخرى امامها
- سنلعب الورق وارسلت خلف لوجان وأعلمته ان بحضر معه البيتزا 
- حقا ( تمتمت وهي تقترب من الاريكة التي دفعها ناثان لتجلس عليها قائلة بثقة  ) علينا هزيمتهم شر هزيمة 
- بالتأكيد سنفعل ( اجابتها لاريس مما جعل ناثان الذي جلس امامها يقول )
- بدأت اقلق هل يجيد لوجان اللعب 
اخذت جوانا ولاريس تضحكان وهما تتبادلان النظرات مما جعله يرفع حاجبيه ممعنا بهما قبل ان يقول وهو يسترخي بجلسته ونظرة خبيثة تطل من عينيه 
- تحاولان اخافتي لستما جادتان .. ها قد وصل 
تابع وهو يتحرك ليفتح الباب للوجان ليدخل وهو يحمل علبة كبيرة من البيتزا 
- ها قد وصل الطعام .. وانا 
اضاف بابتسامة وهو يضع العلبة على الطاولة ليجلس ويقوم وبفتحها مستمرا لرؤيته ليد جوانا
- ماحل بيدك
- تسبب ناثان بإصابتي
تجمد ناثان في مكانه وقد كان يهم بالجلوس محدقا بها لقولها قبل ان يسحب نظره عنها نحو لاريس ولوجان المحدقان به قائلا 
- لا تصدقان هذا حقا فلقد اغلقت الباب بقوة مما ادى لوقوع المرأة ( وحدجها بنظرة وهي تحاول منع الابتسامة المرحة من الظهور فجلس مضيفا ) اليس هذا ما حدث 
- من تسبب بأثارت غضبي ( اجابته بتحدي ومازالت نظرات اللهو في عينيها مما جعل عينيه المتعلقتان بعينيها تضيقان وهو يقول
- لما كنا البارحة معا تحت الد
اسرعت بالوقوف والانحناء نحوه لتضع يدها على فمه مانعتا اياه من المتابعة وهي تنهره بعينيها تابعتها لاريس ولوجان بحيرة بينما بقيت عينيها معلقتان بعيني ناثان لتمر بينهما لحظة صمت قبل ان تتراجع مبعدتا يدها عن فمه لتعود للجلوس في مكانها وهي تحاول اخفاء حرجها فالقد نال منها ففكرت اعلامهم انها اغضبته وتسببت بوضعهما معا تحت الدش بدت فكرة غير مقبولة الان بقيت عينيه معلقتان بها وابتسامة جذابة تداعب اطراف شفتيه فقالت لاريس محاولا جذبهما لحديثها 
- حسنا كلنا اذن صاغيه ما الذي حدث وترغبا بإخفائه 
- لا شيء ( اسرعت جوانا بالقول مضيفة ) وما الذي سنخفيه .. سينهي لوجان الطعام ان لم نبدأ بتناوله هيا ( اضافت وهي تمسك قطعة بيتزا لتتناولها فرفع لوجان حاجبيه واشار بيده نحو جوانا وناثان قائلا ) انهما يخفيان شيئا 
- من اين احضرتها ( قاطعه ناثان وهو يسحب نظره عن جوانا ليتناول قطعة من البيتزا مستمرا ) انها لذيذة جدا  
- انه بقرب منزلنا ونعم يصنع افضل بيتزا عليك زيارته يوما ما 
- سأفعل بالتأكيد 
اجابه وهو يعود بنظره نحو جوانا المنشغلة بتناول طعامها بشكل تام ما الذي سيجعله ينسى لمستها الان تبا انه يحاول جاهدا تناسي الكثير دون أن يفلح حسنا استيقظ وتناول البيتزا انها شهيه مم اجل انها كذلك سيدق والدك عنقك ان خرج الأمر عن السيطرة اجل سيفعل قاطع افكاره هامسا لنفسه بينما بقيت تدعي انشغالها بطعام الى ان انتهوا وجلسوا يلعبون لتتشارك مع لاريس لتقفزان بسعادة ومرح كلما تفوقن على ناثان ولوجان الذين كانا يراقبونهم بتجهم وسرعان ما كانا يقومون بهزمتهم ليمضوا امسية مرحة جعلت لاريس تقول بعد ان اندست في الفراش
- ان رفقة ناثان ممتعة ( وامام صمت جوانا تابعت ) حسنا كلي اذان صاغية 
- عما تتحدثين 
- عنك وعن ناثان 
- لا يأخذك خيالك للبعيد
- ان عينيه لا تكادان تفارقاك عن اي خيال تتحدثين
- هذا ليس صحيحا 
- ما الذي حاولت اخفاءه اذا ولما لم ترغبي بالتحدث به ( وامام صمتها استمرت ) الا اعرفك كفاية انتِ تخفين امرا ما عني
- كل ما هناك اننا تشاجرنا فقمت بسكب الماء عليه 
- لم تفعلي 
- لقد فعلت فلا اعلم احيانا اجد صعوبة بالسيطرة على نفسي وكانت هذه احداها كان علي تجاهله هل انا نادمة اجل ولكن هذا ماحدث والان عمتِ مساء
اضافت بتعمد وهي تستدير للجهة الاخر فحدقة لاريس النائمة في السرير المقابل بها بتفكير دون ان تعود لتحدث .

جلست في صباح اليوم التالي بكسل على الأريكة تحدق بناثان ولاريس بالمطبخ امامها قبل ان تعود نحو لوجان المنشغل بهاتفه فتناولت هاتفها بدورها لترفع عينيها بخبث نحو لاريس وناثان لتحرك هاتفها قليلا باتجاههما دون ان يتنبها لها لتلتقط عدت صور لناثان دون أن يشعر لتعود سريعا وتدعي انها تتصفح هاتفها عندما نظر باتجاهها قبل ان يعود لمساعدة لاريس بأعداد الافطار 
- انقصد حلبة التزلج بعد الافطار 
- لما لا ( أجابت لوجان فقالت لاريس ) 
- الافطار جاهز هيا ( ونظرت نحو ناثان متابعة ) متى ستغادر 
- ليس قبل الخامسة مساء
- هذا جيد فلترافقنا للتزلج اذا
- افعل ( اجابها ونظر نحو جوانا التي جلست امامه متابعا ) كيف هي يدك اليوم 
- جيدة 
- تناولت دوائك مساء البارحة ( هزت راسها له بالايجاب فتابع ) لا تنسي عليك مراجعة الطبيب من اجلها 
- سأفعل 
اجابته وهي تدعي انشغالها بطعام متجاهلة نظرات لاريس الضاحكة والتي تحاول ان تخفيها لتنهرها وهما ترتديان احذية التزلج بعد ان وصلوا للقاعة ومازالت تنظر اليها ببين الفين والأخرى وهي تبتسم ابتسامة ذات مغزى
- توقفي عن هذا حقا اخر ما اريد ان يتنبه لك ولأفكارك 
- افكاري اذا ( قالت ضاحكة وهي تتابع لوجان وناثان الذين نزلا للتزلج قائلة ) انظري اليه لا باس به حقا 
هزت راسها بيأس وهي تحكم حذائها قائلة 
- لقد غير كلمة سر هاتفه 
- اعلم 
- حقا 
- اجل واملك الجديدة في حال احتجتي لها 
- انت نادرت الوجود اجل احتاج اليها ارسليها لي 
- حالا ( اجابتها لاريس وهي تمسك هاتفها لتفعل ثم تتبعها لتنطلقا نحو الحلبة قائلة وهي تتأمله ) حقا لا باس به  
- ان كان يروق لك فخذيه انه جميعه لك 
- هناك من يشغلني 
- هيا اعترفي من فعل هذا اخيرا 
- لا اعلم ( توقفت والتفت لتنظر اليها جيدا فتابعت لاريس بحماس طفولي ) يصلني منه باقات من الورود بشكل مستمر 
- وكيف لا تعلمين 
- حقا لا اعلم من هو فقط بيت من الشعر يتكرر مع كل باقة 
- لقد اثرتي فضولي 
- وهو اثار فضولي 
- لديك معجبا سري اذا 
- هذا ما يبدوا عليه الامر
- فلتلتقطي لي بعض الصور  
قال لوجان وهو يمر من جوارهما مسرعا فأجابته لاريس
- تركت هاتفي بالحقيبة
فنظر نحو جوانا فهزة رأسها له بالإيجاب لتتناول هاتفها وتبدأ بالتقاط بعض الصور له فتحركت لاريس نحوه لتتابع جوانا التقاط الصور لهما قبل ان تبحث عن ناثان الذي يتزلج بعيدا عنهم لتلتقط له ايضا بعض الصور لتتأمل احداها وتأخذ بالعبث بها شاردة لتضع له هنا شاربان عريضان وشعرا مشعث و
- ما هذا 
انتفضت على صوت ناثان الذي قال ذلك وقد اصبح خلفها دون ان تتنبه له ويده تمتد لتسحب الهاتف من بين يديها فأسرعت تحاول تناول هاتفها من يده ولكنه تزلج مبتعدا عنها 
- هذا هاتفي 
- وهذه صوري 
- وان يكن مازال هاتفي
 قالت وهي تسرع بلحاقه لتصل اليه ومازال منشغلا بتقليب الصور ليستدير معطيها ظهره لها لتمسك به بينما قال ومازال يمنع وصولها لهاتفها 
- متى التقطي كل هذا 
- لا يحق لك رؤيتها 
- انها صوري بالنهاية 
- عندما تريني الصور التي بهاتفك حينها اريك ما معي 
- اعلمتك اني لا املك لك صور
اضاف وهو يرفع هاتفها لأعلى لتصبح امامه وتحاول تناوله 
- وانا اعلم ما رئيت لذا لا تحاول نفي هذا اه لا
اسرعت بالإضافة وهي تحاول القفز لتفقد توازنها لتلتف يده حولها مانعا اياها من السقوط ليقول وعينيه معلقتين بعينيها ومازالا يسيران 
- لستِ ماهرا بتغير ملامح الصور فمازالت صوري جميلة حتى مع الشاربين الكبيران 
- حسنا لا تقلق سأبدع في تشويها ولن انسى قبعة الساحرة فمازلت اذكرها
- لا اعلم عما تتحدثين ( اجابها بابتسامة وتابع وهو يقدم لها هاتفها لتسرع بتناوله ) انت متزلجة جيدة 
- لطالما كنت ( اجابته وهي تنسل مبتعدة عنه لمسافة قبل ان تنظر إليه قائلة ) اتجيد السباق 
التمعت عينيه التين كانت تتابعانها وانطلق نحوها بسرعة فأسرعت بدورها لتنطلق محاولة ان تسبقه فالقد تعمدت اعطاء مسافة بينهما قبل ان تقول هذا ورغم ذلك وصل اليها ليتخطى عنها ويصل الى نهاية القاعة قبلها لينظر نحوها بابتسامة مرحة وهي تصل خلفه مباشرة قائلة 
- انه حظ المبتدئين كنت لا تفوق عليك ولكني متعبة اليوم 
- سأعطيك فرصتا اخرى ( توقف عن المتابعة ليتناول هاتفه الذي يرن محدقا به قبل ان يجب باقتضاب 
- اجل ... متى ... ليكن ... انا قادم ( واغلق هاتفه محدقا بها وهو يقول ) ربما في يوما اخر 
اخذت تتراجع في خطواتها للخلف وهي تقول 
-  مغادر
- اجل 
- لا تعد سريعا 
- وتقولين لي لا اضع قبعت الساحرة
اجابها وهو يتابعها تبتعد لتنظم للاريس ولوجان 
ليلهوا معا قبل ان تعود ولاريس بأدراجهم الى المنزل بينما بقي لوجان ينتظر انضمام رفاقه له
تعلقت عينيها بسيارة ناثان المتوقفة امام المنزل لتبادرها لاريس 
- انه هنا .. الا ترغبين بزيارة والدتك 
- قد افعل في نهاية الأسبوع القادم اتنضمين الي 
- اجل افعل .. انه نائم ( تابعت بصوت هامس وهي ترى ناثان يغط بالنوم على الاريكة مستمرة لجوانا التي تغلق الباب خلفها ) انه يحصل على قيلولة واتعلمين انا ايضا سأفعل بالمثل فلقد اطلنا السهر البارحة
 قالت وهي تتابع نحو الغرفة لتختفي بها بينما نظرت جوانا نحو ناثان وهي تتابع نحو المطبخ لتحضر زجاجة ماء وتعد القهوة قبل ان تتجه نحو الغرفة لتجد لاريس قد استلقت في السرير مغمضت العينين وانفاسها منتظمة فقالت 
- لستِ جادة ( وامام الصمت التام تابعت وهي تجلس على سريرها ) انت جادة اذا 
تناولت هاتفها لتنشغل به قليلا قبل ان تتوقف على رسالة لاريس التي تحوي رقم هاتف ناثان فتحتها محدقة بالأرقام وهي تعقص شفتها لتتحرك مغادرة الغرفة بروية وعينيها تتأملانه لتجول بنظرها حوله ثم تقترب منه بهدوء تبحث عن هاتفه لتنحني باتجاهه متفقد يده المجاورة للأريكة 
- ماذا تفعلين 
تعلقت عينيها بعينه الناعستان التين فتحهما محدقا بها فهمت بالاستقامة بوقفتها وهي تضع يدها على غطائه قائلة
- كنت اقوم بتغطيتك فلم يعد الطقس دافئا ( توقفت عن المتابعة ويده تمسك ذراعها قائلة )
- لم تكوني تبحثين عن هاتفي اذا
- وما حاجتي به وانا لا املك كلمة السر حتى
قالت وهي تحاول الابتعاد الى ان اصابعه ضغطت على ذراعها مانعا اياها وهو يقول
- اتعرفين ما عقاب الذي يدعي 
وقبل ان تستطع إجابته رفع يده الاخرى ليدسها حول عنقها ويجذبها نحوه لتسرع بوضع يديها على صدره والمفاجئة قد نالت منها وقد عانقها
فحاولت دفع صدره لتخليص نفسها ليتركها بشكل مفاجئ جعلها تتراجع وهي تقول من بين انفاسها المضطربة 
- ايها المنحرف كيف تجرؤ 
وتراجعت بخطواتها والاحمرار قد كسا وجهها بشدة لتداعب شفتيه ابتسامة وعينيه التين لا تفارقانها  تلتمعان بمشاعر لم تعهدها منه وهو يضع يده تحت راسه قائلة بصوت كسول جذاب يملائه الرضا
- هذا ما ستنالينه كلما ضبطك تبحثين عن هاتفي 
اسرعت بتناول الوسادة عن الأريكة الأخرى لتقذفه بها وهي تقول بغضب غضب من حرجها غضب بسبب كيانها الذي اهتز غضب من نفسها لوضعها بهذا الموقف 
- تجرأ على لمسي مرة أخرى وسترى ما سأفعل
اسرع بالإمساك بالوسادة ليضعها تحت راسه قائلا
- ارغب بان ارى ما ستفعلينه فللحقيقة كان الامر .. يفوق مخيلتي لذا لا امانع بتكراره
- ايها ال .. ال .. منحرف
قالت بغيظ لعدم قدرتها ان تخفي توترها لتستدير مبتعدة من امامه لتدخل الى غرفتها مغلقة الباب خلفها لتستند عليه وهي تغمض عينيها وترفع يدها لتضعها على قلبها النابض بجنون بداخلها ما الذي اصابها لقد فاجأها لم تتوقع ان يفعل هذا لما فعل هذا تبا .
لما فعل هذا هل فقد صوابه لرؤيته لوجهها امامه عندما فتح عينيه ام لان هذا الوجه هو الذي يلاحقه مؤخرا ماذا فعلت بك ما كان عليه التصرف بهذا الشكل المتهور فهو ليس هكذا ولكن حقا يروقه قربها هز راسه محاولا نفض كل تلك المشاعر التي تنتابه ليجلس ويدس يديه في شعره من الامام شاردا .

- اين ناثان 
رفعت عينيها وقد جلست في سريرها نحو لاريس التي غادرت الغرفة بعد ان استيقظت ثم عادت لتطل متسائلة سحبت جوانا عينيها عنها نحو هاتفها وهي تقول 
- اليس هنا
- لا 
- لا اعلم 
- انها الثالثة فقط الم يقل انه على الخامسة ينوي العودة بأدراجه الى دوراسون
- لا اذكر 
كانت تجيبها بجمود وهي تتمنى ان يكون قد غادر حقا نحو دوراسون لتتنفس الصعداء مع عدم عودته واعلمت لاريس بعدم تفرغها في نهاية الاسبوع التالي لذا لن تذهب نحو دوراسون لتجلس في مساء اليوم التالي شاردة على الاريكة فمنذ البارحة لا تشعر بانها على مايرام وكلما اغمضت عينيها يترائ لها ناثان خرجت من شرودها على طرقات خفيفة على باب المنزل فتحركت نحوه لتفتحه بحيرة فمن قد يأتي لزيارتها بهذا الوقت لتحدق بدهشة حاولت اخفائها بسيلا الشاحبة التي بادرتها بصوت هش والدموع تملأ عينيها
- هل استطيع الدخول 
- اجل بالتأكيد  
اسرعت بالقول وهي تخفي دهشتها وتشير لها لتفعل وتغلق الباب خلفها بحيرة لتتابع سيلا التي اخذت تسير بالغرفة بتوتر فقالت وهي تتجه نحوها 
- يمكنكِ الجلوس 
- لا باس .. انا بخير هكذا 
- تحتاجين .. لكوبا من القهوة 
- اجل
اجابتها وهي تهز راسها بنفس الوقت فتحركت نحو المطبخ لتسكب لها القهوة وهي تقول 
- هل الجميع بخير 
- من تعنين 
- والدك و
- اجل اجل الجميع بخير 
- هاك قهوتك
قالت وهي تضعها على الطاولة امامها فأسرعت سيلا لتتناوله وترشف منه القليل فقالت جوانا وقد بداء توتر سيلا ينسل اليها
- هل حدث ش
- لا 
قاطعتها قائلة فجلست امامها تتأملها بصمت قبل ان تعود للقول 
- اليس لديك جامعة
- انهيت محاضراتي 
- هل .. تجدين صعوبة بالدراسة ام ان الامر هين عليك 
- يحتاج لبعض الجهد  
اخذت تتأملها وهي تعود للسير ذهابا وايابا ان هذه العائلة لم تجلب لها سوى التوتر هذه الفتاة لا تستطيع التوقف عن السير ويبدوا انها تعاني من امرا ما وشقيقها قصة اخرى 
- هل انتِ واقعة في مشكلة ( توقفت عن السير ونظرت نحوها لتهز راسها لها بالايجاب فتابعت )  ااستطيع مساعدتك 
- لا 
- ربما استطيع 
- لا اعتقد 
- لما .. حضرتِ الى هنا اذا 
- لا اعلم .. وجدت نفسي قريبة من هنا .. فانا لا اريد العودة الى دورسون لا اريد ان يرني والدي او شقيقي وانا بهذا الشكل
- الا تملكين اصدقاء هنا 
- ليس من استطيع الثقة بهم 
- يسرني انك تثقين بي  
- لا افعل 
- اشكرك على صراحتك 
- لا اعني هذا ما اعنيه اني احتاج للابتعاد قليلا وبشكل ما وجدت نفسي قريبة من هنا 
- لتعلمي اذا انه مرحبا بك متى اردتِ الحضور افعلي لا امانع .. وان احتجتِ للبقاء لعدت ايام ايضا لا باس 
نظرت سيلا نحوها قبل ان تقترب وتجلس امامها قائلة 
- لن تعلمي والدي او شقيقي اني فعلت 
- لن افعل 
- استطيع الثقة بك 
- الخيار لك بهذا اما ان تفعلي او لا .. كما تعلمين املك سريران في غرفتي يمكنك استعمال احدهما ان رغبتي فالوقت متأخر لتعودي بأدراجك الان 
بدأت الراحة تنسل الى سيلا لتتناول قهوتها قبل ان تقول كمن تذكرت
- وناثان 
- ما به 
- الا يحضر هنا عند القدوم لتفقد النادي خاصته 
- يفعل 
- لا اريد ان يعلم اني غادرت الجامعة و
- ماذا تعنين بانك غادرتها تخليتي عن متابعة دراستك 
هزت راسها لها بالايجاب فالتزمت الصمت للحظة دون ان تفارقها عينيها قبل ان تقول 
- اليس هذا قرارا خاطئ
- لم اعد استطيع الاحتمال 
اجابتها بصوت مخنوق والدموع تملأ عينيها فابتلعت جوانا ريقها بصمت وامام عدم متابعة سيلا للحديث قالت 
- ان رغبتي بالحصول على الراحة تستطيعين هذا وتستطيعين استعارت ما تريدينه من خزانتي ان رغبتي بالاستحمام على هذا يساعدك على الاسترخاء فانت جدا متوترة ودعي امر الجامعة الان لأنك قد تأخذين قرارات خاطئة وانت بهذا الشكل وان رغبتي بالتحدث عن الامر فانا كلي اذا صاغيه ( تابعت سيلا شرب قهوتها بصمت وشرود دون اجابتها فعاد للقول ) تريدين تناول العشاء ( هزة راسها بالنفي فنظرت جوانا نحو ساعتها قائلة ) لقد تاخر الوقت وعلي النهوض باكرا فلدي يوم حافل غدا لذا سأذهب للنوم بدوري والتعدي المنزل منزلك 
تابعت وهي تتحرك من امامها لتتوجه نحو غرفتها فالو ارادت اعلامها ما بها لفعلت ليس عليها الضغط عليها يجب ان تنال ثقتها اولا لذا تمددت في سريرها دون ان تستطع ان تغمض عينيها او تغفوا الا حينما دخلت سيلا للغرفة لتستلقي بالسرير المقابل لها لتغادر صباحا نحو عملها تاركتا اياها تغط بالنوم العميق .

عادت من العمل مساء لتدخل الى المنزل محدقة بسيلا التي تجلس على الاريكة بشرود وقد نال منها الشحوب وهي تضم ساقيها اليها لتبادرها 
- كيف انت اليوم
- جيدة
- واثقة ( تساءلت مبتسمة وهي تسير نحو المطبخ لتضع كيس الطعام وتبدأ بإفراغ محتوياته على الطاولة مستمرة ) هل تناولت الطعام اليوم 
- لا شهية لي 
- لم تفعلي اذا .. اقتربي لقد احضرت معي بعض الفطائر 
- لا شهية لي 
- فلتجبري نفسك اذا 
- دعيني وشأني 
- كنت لأفعل لو ان امرك لا يهمني 
- ولما تهتمين لأمري
- والدتي تودك جدا وهذا يكفيني ( وامام بقاء سيلا جالسة في مكانها محتضنة ساقيها اليها تحركت نحوها لتضع طبق الشطائر امامها وهي تقول ) تناولي القليل ( وجلست بجوارها مستمرة ) كان يومي حافلا وملئ بالعمل والمقابلات التي لا تنتهي كنت في السابق اعمل في شركة مختلفة ولكني قدمت استقالتي منها عندما وجدت هذا العمل .. انه يدر مال علي اكثر ولكنه مجهد لا شيء يأتي بسهولة علينا دائما السعي للأفضل بالمقابل بذل جهد اكثر .. حتى الدراسة هكذا قد تجدين صعوبة في البداية ولكن مع المثابرة ستتخطين الامر لا يجب ان نستسلم منذ اول عقبة نتعرض لها ( حركت سيلا راسها نحوها مصغيا اليها وهي تستمر ) لقد مررت بالكثير ايضا بالجامعة خاصة في سنتي الاولى كانت جدا صعبة لم احسن التأقلم مع محيطي بشكل صحيح احتاج الامر مني لبعض الوقت ثم بتدريج اصبحت اموري افضل ولم انظر خلفي الا عندما اريد دافع لأتقدم  
- متى انهيتي دراستك
- منذ اربع سنوات ولم اجد عملا الى بعد عاما كامل وهذا اشعرني بالإحباط بداية ولكن انظري الي الان دائما ما تتغير الامور ولكن علينا بالصبر والمثابرة وعدم الاستسلام .. ليس عليك ان تستسلمي 
- لم استسلم مشكلتي ليس بالدراسة حتى 
- اذا ( وامام صمت سيلا دون إجابتها تابعت ) اهناك شابا بالأمر ( هزت رأسها بالنفي مما جعل جوانا تقول ) لا تستطيعين الاندماج مع محيطك ام ان الفتيات يزعجنك  
- انهم صديقاتي ... من يقمن بمضايقتي ليس الا صديقاتي 
بدت التفكير على جوانا وهي تقول 
- اهم نفس صديقاتك من دوراسون 
- اجل فلقد تعمدت الانضمام لهذه الجامعة حتى نكون معا 
اسندت ظهرها للخلف وهي تتسأل بتفكير 
- احدث هذا بسبب انفصال ناثان وماريانا
- انها تكبرني بعامان ولكنها لطالما كانت مقربة مني ولطالما سعت هي وغيرها للفت نظر ناثان لكنها من نالت مبتغاها في النهاية ولكن عندما انفصلا اصبحت شخصا اخر رباه لا تطاق تلومني باستمرار واتعرض لسوء المعاملة منها ومن بيرتا .. هانا لا يروقها تصرفهم تجاهي ولكنها تبقى بجوارهم 
- تجاهليهم وجدي لنفسك صديقات جدد 
- هذا ما حاولت فعله خاصة بعد تكرارها اني لن اعود للانضمام لهم الا اذا عاد ناثان لها ان هذا حقا امرا سخيف كيف سأجبر اخي للعودة لها لذا حاولت الابتعاد ولكنهن لم يتركوا الامر بل ...
- بل 
- حتى الان لا اعلم كيف حدث هذا كل ما اذكره ان بيرتا جاءت لإعلامي انها ستقوم بإصلاح الامور فيما بيننا وقامت بدعوتي للانضمام لهم فعلت فمازلت ارغب بعودة الامور بيننا كسابق وتخطي ما حدث فقضينا الوقت معا ولهونا ثم تناولنا العشاء وبقيت برفقتهم حتى صباح اليوم التالي لأفاجئ بعدها بإرسالهم لي مجموعة من الصور تخصني لا اذكر حتى متي تم التقاطها لي على ما يبدوا انهم قد وضعوا لي منوما ما فتلك الصور لا اذكر عنها شيء او حتى متى التقطت 
- ما نوع تلك الصور 
- محرجة .. جدا 
- ما الذي يردنه من فعلتهن 
- احراجي والاساءة لي فهن يهددن بنشرهن بالجامعة وبدوراسون طوال الوقت انهم فقط يستمتعن بقلب حياتي الى جحيم لا اعلم حقا كيف يفعلن هذا فلقد كن صديقاتي منذ الطفولة .. هانا ابتعدت عنهن مؤخرا فلم يرقها ما فعلن ولكنها لن تشي بهم كما ان ماريانا وبيرتا قد يسيئان لها ان فعلت فلن يدعوها وشأنها 
- الم تفكري بإعلام احد من قبل بهذا اليس والدك مقرب من عائلاتهم 
- لا لا اريد ان يصل الامر لوالدي او حتى شقيقي فلقد هددتني ماريانا بانها ستقوم بإيصال تلك الصور لهم وانا حقا بغنى من ان يعلما ما اعانيه مع من كنا صديقاتي 
- ووجدت ان تركك للجامعة هي افضل الحلول
- اجل ربما عندما ابتعد عنهم ينسون امري
- فعلت ماريانا هذا بسبب انفصال ناثان عنها لذا لا اعتقد انها ستنسى امرك حتى لو تركت الجامعة فهي تقطن في دوراسون بالنهاية
عادت سيلا بوجهها للأمام وقد بدا الاعياء عليها قائلة
- لا استطيع الاستمرار كلما تلفت حولي اشعر ان الجميع يحدق بي ويتضاحك لا اعلم ان كانت قد قامت بنشر الصور ام لا ولكن يبدوا انها فعلت والا لما الجميع ينظر الي اجل انهم يفعلون لا لا استطيع الاستمرار لا استطيع سأجن 
بقيت عيني جوانا تتأملانها للحظة قبل ان تتناول هاتفها 
- اجل لاريس اين انت .. احتاجك بأمر ( نظرت سيلا نحوها عند سماعها تقول هذا بينما استمرت ) اجل الان .. انا بانتظارك لا تتأخري 
- لما ارسلتي خلفها لا اريد ان يعلم الجميع بهذا 
جلست جوانا جيدا قائلة لها
- اولا علينا التاكد ان قاموا بنشرها ام لا ثم احضار ما معهم من صور واتلافها ثانيا علينا تلقينهم درسا لا ينسى ثالثا سنجعلهم يرغبون بترك الجامعة وان لم يفعلوا لنجعلهم يتحدثون مع أنفسهم قليلا أهذا جيد ام نتسبب بفصلهم 
استقامت سيلا بجلستها ببطء لتقول دون أن ترمش وقد شدها قول جوانا  
- نستطيع فعل هذا و .. لكن كيف
- دعي الامر للاريس لا تقلقي نستطيع فعل اكثر من هذا ولتعلمي من يقترب من فتياتنا سيناله سوء كبير لمجرد انهم فكروا بأذيتك 
ابتسمت سيلا بحيرة وهي تقول وعينيها تستعيدان لمعتهما 
- انت جادة اليس كذلك ( هزة راسها لها بالايجاب فتابعت بحيرة ) ولكن لماذا 
- لماذا !
- اجل اعني لم قد تفعلين هذا من اجلي
- انت كشقيقتي الصغرة وان تجرء احد على المساس بك سينال جزائه لذا لا تقلقي ودعي عنك توترك ستعودين الى الجامعة وسترين كيف سيكون الامر لا تستسلمي يوما دائما هناك حلول وصديقاتك عليك الغائهن من حياتك فهن لسن صديقات ابدا فلوا كانوا لما تسببوا بأذيتك بهذا الشكل انهن متنمرات وسيئات التصرف لذا عليهن تلقي درسا جيدا يعيدهن الى صوابهن .
- انا لا ريد ايذائهن انا اريد ان يتركنني وشأني 
- حسنا ستنالين هذا ولكن يجب ان ينلنا جزائهن حتى لا يكررن الامر لذا سأدع للاريس مخيلتها بهذا الامر ستفاجئك لطالما كان لديها حلول غريبة ولكن بنتائج مذهلة 
- انت جادة .. اليس كذلك 
هزت راسها لها بثقة ورغم الحيرة التي رافقت وجه سيلا الا انه سريعا ما اخذت تعلم لاريس التي وصلت بما يحصل معها لتنشغلا معا وهي تقوم بإعطائها ارقام صديقاتها بينما اخذت جوانا تعد القهوة لهم وملامح الرضا على وجهها فلقد علمت ان سيلا تعاني من امرا ما مؤخرا وسعيدة انها لجئت اليها .

- ارسلي لي الحقيبة الذي تحوي اوراقي الخاصة مع ناثان احتاج اليهم 
اخذت تقرء رسالة والدتها وتعيد قراءتها من جديد وهي جالسة في سيارتها تهم بالعودة للمنزل ليبدوا عليها التردد والتفكير للحظة فمنذ ما يقارب الاسبوعان غادر منزلها ولم تره استعود الى للمنزل لتجده هناك و .. سيلا ماذا تفعل معها فهي لا ترغب بان يعلما شيئا ومنذ ذاك اليوم وهي تردد عليها باستمرار رغم عودتها للجامعة الا انها تعود للمبيت برفقتها معظم الوقت ابتسمت وهي تذكر هيئتها عند عودتها اول يوم من الجامعة فلقد كانت شديدة الحماس ولم تتوقف عن اعلامها ولاريس بما جرى وقد تفادينها الفتيات طوال الوقت كمن مسه شيء وكنا شاحبات ولكن نظراتهم المتوترة والحذرة لم تفتها من الافضل ان تتصل بها وامام عدم اجابتها على الهاتف قامت بإرسال رسالة لها تحوي كلمتين فقط
- ناثان هنا 
اعادت هاتفها الى مكانه وانطلقت بسيارتها انها تشعر بالتوتر من مجرد فكرت وجوده في المنزل الان ما الذي عليها فعله لم تعد تستطيع التعامل معه كسابق تشعر ان هناك حاجز يقف بطريقها تنفست الصعداء وغيرت مسارها متجهة نحو منزل خالتها لتقضي بعض الوقت برفقتهم قبل ان تعود نحو المنزل لتشعر ببعض الراحة وهي تحدق حولها جيدا تبحث عن سيارته بين السيارات المتوقفة فلم تجدها مما جعلها تتنفس الصعداء لتفعل بالمثل في اليوم التالي وتعود لتتأكد ان سيارته ليست بجوار منزلها لينسل الهدوء الى نفسها لم يحضر وهذا افضل وليس عليه الحضور لذا تعمدت في اليوم التالي ايقاف سيارتها بجوار النادي الخاص به فان افضل ما تفعله احضار حقيبة والدتها اليه فلا يضطر للحضور بنفسه تناولت عن المقعد الخلفي كيسا يحوي الحقيبة الصغيرة لتغادر السيارة وتقترب من الرجل الذي يقف قرب الباب بزي رسمي قائلة 
- هل ناثان هنا 
- السيد برايدن 
- اجل
- انه في مكتبه بالطابق الثاني 
توقفت عيني ناثان الذي يجلس خلف مكتبه يتحدث مع الفين الذي يدير النادي على جوانا من خلال شاشة المراقبة مما جعله ينشغل بشاشة شاردا عم يحدثه به الفين
- اريد ايصال هذا له هل تستطيع ان تفعل 
- بالتأكيد انستي .. من اقول له 
- تركت ملاحظة بالداخل لذا سيعلم اشكرك من جديد
وتحركت مبتعدة لتعود نحو سيارتها لتنطلق نحو المنزل 
حرك ناثان عينيه عن الشاشة نحو الفين مصغي له قبل ان ينظر الى الباب الذي اطل منه فورت قائلا 
- وصلك هذا
- احضره
تناول الكيس محدقا بما يحويه ليتناول الورقة ويفتحها متأملان ما بها
- اعلمتني والدتي ان ارسل حقيبة اوراقها هذه معك ارجوا ان تقوم بإيصاله لها 
بقيت عينيه تتأملان كلماتها ان خطها جميل ومتقن وكلماتها مختصرة جدا يكاد يسمع صوتها وهي تقول ذلك يشعر انه يريد المزيد لما لم تشكره مثلا لأنه سيأخذ الحقيبة او على الاقل لما لم تتساءل لما لم يمر عليها لن تفعل انه يعرف الإجابة على هذا حسنا على الأقل كانت وضعت اسمها 
- اذا ( خرج من شروده محدقا بالفين قبل أن يقول )
- ماذا كنت تقول .

- اجل اكاد اصل .. جميعها معي ( اجابت شايسي قبل ان تغلق الهاتف وهي تترجل من سيارتها مساء اليوم امام المطعم الذي تجتمع به شايسي مع جونز لتتناول حقيبة اوراقها وتدخل متجها نحوهم لتلقي التحية وتنضم لهم وهي تبتسم لكلارك مساعد جونز الذي ينظر اليها باهتمام ليمضي الوقت وهم يتناولون العشاء والحديث عن العمل هو الدائر طوال الوقت لتتجمد يدها وتسحب شوكتها بروية من فمها وعينيها تتعلقان بناثان الذي دخل من الباب الخارجي للمطعم  لتعود بروية نحو جونز الذي يتحدث محاولة ان تبقى على جمود وجهها كي لا تفضحها دقات قلبها المتسارع لتطلب من نفسها الهدوء ما بها انها حتى تشعر به رغم عدم نظرها نحوه تشعر باقترابه منهم لتتابعه بحواسها وهو يتخطى عنهم رغم ادعائها الاصغاء لجونز الذي حرك راسه بعد قليل محيي من يجلس على بعد طاولتين عنهم فتعمدت انشغلت بطعامها والحوار الدائر بقدر ما تستطيع لتتنفس الصعداء وشايسي تبدي رغبتها بالمغادرة لتفعلا 

- اراك غدا وليكن العقد جاهز للإمضاء ( اضافت شايسي التي اظهرت حماسها للاتفاق الذي أبرمته للتو مضيف وهما تقفان على الرصيف بعد مغادرتهما المطعم ) ان جد شيء سأعاود الاتصال بك 
هزت راسها موافقة وهي تتابعها تبتعد لتتحرك بدورها نحو سيارتها وعينيها تتعلقان بعجلها المسترخي على الارض هذا ما كان ينقصها الان جلست القرفصاء لتتلمسه لن تستطيع السير به وهو بهذا الشكل عليها تبديله تحركت لتقف وتستدير لتتجمد في مكانها بشكل تام وقد كادت تصطدم بناثان الواقف امامها مباشرة لتتعلق عينيها بعينيه لتتراجع خطوة للخلف وهي تقول بصوت ثابت عكس ما بداخلها 
- انتَ هنا 
- تحتاجين للمساعدة ( تجاهل قولها قائلا وهو يتخطى عنها متأملا العجل ومستمرا ) الديك واحدا احتياطي 
- اجل
تحرك نحو صندوق سيارتها ليفتحه مخرجا العجل ليعود نحوها ويخلع سترته مقدما اياها لها لتتناولها بينما انشغل بتغير العجل فأخذت تتأمله ببطء يبدوا بهي الطلة وفي احسن حالاته بعكسها رفعت يدها تدسها بشعرها لتبعده للخلف انها متعبة ولكن لا ترغب بأن تبدو كذلك فلم يتوقف العمل مع انتهاء دوامها في المكتب فلقاءات العمل الخارجية اصبحت تكثر وتصر شايسي على ان ترافقها لقد اصبحت تثق بها بشكل كبير وتعلم انها تستطيع ايكال اي عمل لها ورغم ذلك مازالت تبحث عن عملا افضل واقل توترا لها انهى ناثان سريعا تغير العجل ليضعه في الصندوق وينفض يديه قائلا دون الخروج عن جديته وهو يتناول سترته من بين يديها 
- تستطيعين الذهاب الان 
هزت راسها شاكرة وشبه ابتسامة مجبرة على شفتها لتصعد سيارتها 

جدار هش 6

وتنطلق مبتعدة وعينيها تراقبانه من خلال المرأة وهو يتحرك نحو سيارته .. تعمد عدم الحضور الى منزلها عند عودته الى هنا .. وهذا افضل بالتأكيد ولكنه يتصرف وكأن هي من قد قامت بفرض نفسها عليه اهو جاد هي من عليها الغضب من تصرفه وليس العكس واجل افضل ما حدث هو ان لا تضطر لاستقباله من جديد  .

نظرت نحو شاشة هاتفها بتذمر والذي يستمر بالرنين لترى اسم جورجيا من جديد فعادت لمتابعة تناول عشاءها دون إجابتها فلقد مضى على وجودها في دوراسون اسبوعا كامل ومازالت تتصل بها لتحضر لرؤيتها قبل مغادرتها انها حقا لا ترغب بالذهاب لما لا يدعونها وشأنها ولكن مع استمرار تكرار الرنين دون توقف عادت لترفع الهاتف باستسلام لتجيب على جورجيا 
- اجل 
- ها انتِ لما لا تجيبين 
- كنت استحم والان تنبهت له 
- ستحضرين غدا اليس كذلك 
- لا اعلم 
- ولكن لما لا فلتقضي نهاية الأسبوع هنا حقا انا بشوق لرؤيتك وكذلك الصغيران سننتظرك لا تخلفي وعدك كالأسبوع الماضي كان عليك ملاقاتي هنا 
- حسنا 
- حسنا ماذا 
- سأحضر اراك قريبا 
اجابتها واعادت هاتفها الى الطاولة لتعود لتناول طعامها بشرود ودون رغبة حقيقية ولكن الى متى ستستطيع الابتعاد لن تستطيع حقا عليها مواجهة الامر في النهاية .

اوقفت سيارتها مساء اليوم التالي امام منزل غرنت لتترجل منها وهي تحمل علبة الحلوى التي احضرتها معها وهي المفضلة لدا جورجيا وأطفالها اقتربت من الباب لتطرق عليه وتبتسم مع انفتاحه لتتجمد ابتسامتها لرؤيتها ناثان الذي رفع حاجبيه لرؤيتها فقالت 
- انتَ هنا ( داعبت شفتيه ابتسامة جذابة وهو يقول )
- واين سأكون 
اضاف وهو يشير لها لداخل ففعلت لتجول بنظرها بأرجاء المكان الخالي لتقول بحيرة
- اين الجميع ( وتحركت نحو الطاولة لتضع عليها علبة الحلوى وهي تضيف ) اعتقدت ان الفوضى تعم المكان 
- لو حضرت قبل ساعتين كنت رئيتِ شقيقتك وهي تجري خلف اطفالها 
- اين ذهبوا 
 تسألت وهي تتابعه يعود نحو الاريكة التي وضع امامها جهاز الحاسوب فأجابها 
- انهم مدعون لقضاء الأمسية في منزل عمي .. ايعلمون بقدومك 
جلست على الأريكة امامه قائلة وهي تتناول هاتفها من حقيبة يدها 
- اجل 
- ولكنكِ اكدتِ حضورك من قبل ولم تفعلي لذا ( وتعلقت عينيه بعينيها مستمرا ) لابد وأنهم لم يصدقوا انك ستفعلين 
سحبت عينيها عنه نحو هاتفها ببطء لتتصل بوالدتها التي لم تستجب لاتصالها 
- انهم  يتناولون العشاء ولابد اترغبين بالانضمام لهم 
هزت راسها بالنفي وهي تعيد هاتفها الى حجرها قائلة 
- ولما لم تذهب معهم 
- كان لدي شعور قوي بانك قادمة فلم ارغب بترك المنزل ( وامام عينيها الثابتتان عليه يجدية اطلق ضحكة ممتعة وهو يستند بجلسته للخلف قائلا بصوتا جذاب ) انت لا تصدقيني .. حسنا دعيني اقول اني رغبت بالحصول على بعض الهدوء الذي افتقر اليه مؤخرا لأنهاء عملي اهذه تصدق اكثر 
- انهم ليس كما تحاول ان تصفهم فليسوا فوضويين 
- بالنسبة لمنزل يفتقر للأطفال بالعادة هم كذلك .. واتعلمين رغم اجتماع الكل هنا كان هناك شيء ما ينقص هذا 
بقيت عينيها معلقتين بعينيه للوهلة الاولى ثم سحبتهم عنه نحو هاتفها لتتصل بجورجيا وهي تقول دون اكتراث متعمدة تجاهل النظرة العابثة التي تلوح بعينيه
- لا تعلمني اني من كنت انقص ( وامام صمته الذي طال عادت نحوه فقال )
- لا اريد ان ابدوا فظا 
- لا عليك فامر انك فظ مفروغا منه
اجابته بابتسامة ساخرة وهي تضع هاتفها جانبا وتتحرك عن مقعدها نحو المطبخ لتسكب لنفسها كوبا من القهوة فتابعها قبل ان يتحرك نحوها ليجلس على المقعد العالي امامها متأملا اياها باهتمام وهو يقول
- لن تمانعي سكب واحدا لي 
فعلت واستدارت نحوه لتضعه على الطاولة امامه فأحاطت يده كوبه ليرفعه ويرشف منه القليل قبل ان يقول 
- اوجدت عملا جديد
- لا مازلت ابحث ( اجابته وهي تستند الى الخلف بوقفتها مستمرة وكوب قهوتها بين يديها ) لدي خيارات كثيرة ولكني ابحث عن شيء مختلف واقل توترا وجهدا  
- وما هي اخبار .. روجر 
- روجر 
قالت بحيرة لذكره الان فهز راسه بالايجاب مما جعلها تقول وهي تحرك كتفيها
- لا اعلم عنه شيء 
- لم يعد للوقوف امام منزلك
- لا اعلم عما تتحدث به .. ايفعل .. لم اتنبه له 
- علي المرور بشارعك للوصول الى نادي لذا انا واثق مما رأيت 
حركت كتفيها بعدم علمها قبل ان تتسائل
 - هل انتهيت من منزلك 
- ليس بعد لا اجد الوقت له لذا يأخذ الامر معي الكثير من الوقت 
- اعلمتك ان عليك الاستعانة بأحد لمساعدتك 
- ان كنت تعرضين خدماتك فلا امانع
- لست جادا فاخر من تريد مساعدته هو انا 
رشف من كوبه مخفي ابتسامته ليقول بعدها 
- لست على عجلة من امري الا ان كانت والدتك تذمرت من وجودي 
- انت تعلم انها لا تفعل لذا توقف عن قول هذا دائما 
- انتِ واثقة 
- انا اتذمر من وجودك اجل افعل اما هي فلا ثق بي 
اطلق ضحكة ممتعة وعينيه تلتمعان بقائلا
- انا افعل 
- اسيطول امر غيابهم 
- ربما اترغبين بان اقلك نحوهم ام .. تبقي هنا معي لنقضي امسية لطيفة حتى عودتهم 
- بعد قولك هذا يبدوا الامر .. 
- يبدوا الامر 
تسأل لتوقفها عن المتابعة فاصطنعت ابتسامة قائلة 
- احاول ايجاد طريقة لطيفة لقول هذا 
- لقد اعتدت عليكِ لذا لا تنشغلي بالتفكير كثيرا 
سحبت عينيها عنه نحو الباب الذي فتح لتدخل منه والدتها فتحرك بجلسته نحو الباب ايضا 
- ها انتِ
بادرتها ميلينا وهي تدخل لتبتسم لها وتتحرك باتجاهها معانقة اياها قائلة بعتاب
- مازلتِ لا تتفقدين هاتفك .. وانتِ ايضا 
اضافت لجورجيا التي اطلت وهي تحمل ادم وخلفها سيلا التي تحمل ديان لتقول جورجيا
- اخيرا حضرتي دعيني اضع الاطفال بسريرهم
وتختط عنها لتبتسم سيلا لها بسعادة لرؤيتها وهي تتخطى عنها ايضا فهزت راسها لها محي قبل ان تنشغل بالحديث مع غرنت الذي اطل ايضا عقد ناثان حاجبيه متابعا شقيقته وهي تتبع جورجيا الى الاعلى هل بدت السعادة عليها لرؤية جوانا ام أن الأمر خيل له .. بالتأكيد خيل له .. لا لم يخيل له همس لنفسه وهو يراقب شقيقته التي عادت بأدراجها من اعلى لتقترب للجلوس بجوار جوانا والحماس باديا عليها لتبادرها جوانا 
- لم اعلم انك هنا 
- حضرت صباحا فالأسبوع القادم تبدأ الامتحانات وسأنشغل بها 
- عليك الدراسة جيدا انها سنتك الاولى وعليك اثبات وجودك 
- ارجوا ان افعل 
- هل فاتني شيء 
قول ناثان ذلك مقاطعا حديثهما وهو يمعن بهما جعلهما تنظران نحوه بثبات قبل ان تتحرك سيلا من جوارها قائلة للجميع 
- من يرغب بشرب بعض العصير 
وتحركت متخطية عنه متجها نحو المطبخ بينما سحبت جوانا نظرها عنه نحو جورجيا التي تنزل الادراج قائلة 
- كدت اغادر دون رؤيتك 
- مشاغلي كثيرة مؤخرا ليس باليد حيلة ولكن ها انا 
- اعلم انت الطف شقيقة قد يحظى بها المرء
- ماذا تريدين 
قالت جوانا وهي ترفع حاجبيها لها فضحكت جورجيا وهي تجلس بجوارها قائلة 
- الان لا شيء ولكن بعد وقت اجل قد افعل فسأذهب برفقة روبنز الى مالتون .. إنه فقط اسبوع واحد فقط 
- فقط 
- ولكن لما تشغلينها بهذا الم اعلمك انه يمكنني الاعتناء بالصغيرين 
قاطعتها والدتها بينما اخذت عيني ناثان تتنقلان بينهم واحدا واحدا وهم يستمرون 
- اعلم امي انك تستطيعين ولكن كنت اطمح بان تساعدك جوانا 
- لا استطيع كما تعلمين فأنا لا احضر هنا الا لقضاء نهاية الاسبوع فلا املك الوقت 
- لا عليك بنيتي لا تنشغلي بالأمر استطيع تدبر امرهما كما أن غرنت لا يمانع  
- لا افعل فوجودهما اضفى جوا جديد ( قال غرنت بود فقالت جورجيا )
- هذا لطفا منكما حقا لا اعلم كيف اشكركما انه اسبوع واحد فقط 
- سأعرج في نهاية الاسبوع هذا ما استطيع فعله فحقا انا غارقه حتى اذناي في العمل 
- لا عليك جوانا انا اتدبر الامر
نقل ناثان نظره بين المجموعة الجالسة امامه لا يبدوا ان احدهم يدرك او حتى يهتم انه يسكن هنا ايضا هز رأسه بانزعاج وتحرك مغادرا الكوخ ليقوم بجولة حول المكان قبل ان يتوقف محدقا بالسماء الصافية وقد امتلأت بالنجوم المتلألئة ليشرد بها قبل ان يعود بأدراجه فللحقيقة أن فكرت وجود جوانا تدفعه للعودة للمنزل وهناك رغبة ملحة بداخله لرؤيتها تعلقت عينيه بها وبسيلا وقد جلستا تتحدثان بانسجام تام مما جعله يبادرهما وهو يجلس 
- الن تعلماني ما الذي فاتني ( نظرتا نحوه قبل ان تقول سيلا )
- لا اعلم عما تتحدث 
نقل نظره ببطء عنها نحو جوانا قبل ان يعود الى سيلا قائلا
- اليست من ارسلتِ لي صورها يوم مأدبة العشاء وقد 
- ناثان 
- ماذا يحق لها ان تعلم من التقط وعبث بصورها و ( تعلقت عينيه باستمتاع بجوانا التي توسعت مقلتيها وهي تحدق بسيلا مستمرا بابتسامة خبيثة ) من قام بارسلها لي 
- انتِ فعلتي هذا حقا 
- لا اعلم عما يتحدث
اسرعت سيلا بالقول وهي تنظر اليه بغضب فاستمر ومازالت الابتسامة الخبيثة تطل على شفتيه
- اليست السبب بأخذ سيارتك منك وعدم ارجاعها قبل ان تحصلي على دروس اضافية واعتراف من مدربك انك اصبحتِ جاهزة واستغرقك الامر عدة اشهر 
- لا لستُ سبب هذا فهي من كانت تقود بتهور ( اعترضت جوانا فقالت سيلا )
- انت عنيدة ولم تسمحي لي بالمرور لذا حدث هذا 
توسعت ابتسامته وهو يراهما تعودان لهذا 
- عليك احترام قوانين السير وان لم ترغبي بهذا لا تقودي وانتِ اذا من وضع لي قبعة الساحرة
- هل .. شاهدت الصور ( قالت سيلا دهشة وهي تنظر نحو ناثان مستمرة بعدم تصديق ) هل اريتها الصور احقا فعلت 
- لا لم افعل 
- اذا كيف علمت بأمرها 
- ليس مهما كيف علمت بأمرها المهم اني كنت اعتقد انه من فعل وقد كنتُ ناقمة عليه ليتضح بالنهاية انه انتِ
- كان الامر مجرد مزاح فقد كنت مغتاظة منك ليس الا لستِ غاضبة حقا .. اانت كذلك 
- لا .. لم اعد غاضبة 
اجابتها بعد لحظت صمت مما جعله يرفع حاجبيه بينما قالت سيلا 
- كان الامر مجرد مزاح حقا 
- لستما جادتان ( قال مستنكرا وهو ينقل نظره بينهما قبل ان يثبت على جوانا وقد حدقتا به مستمر لها بتأكيد ) فعلتِ المستحيل للحصول عليهم وكأن كرامتك قد اهينت بسببهم والان تقولين انك لستِ غاضبة
- لستُ غاضبة منها .. انه امر وقد مر 
- بينما كنت مازلت غاضبة مني لأنك تعتقدين اني من فعلت ولستِ كذلك معها
- ما مشكلتكَ ( قالت جوانا فأضافت سيلا )
- حقا ناثان ليس عليك افساد الامر بيننا أهذا ما تحاول فعله اليس كذلك 
- و .. منذ متى بينكما علاقة وثيقة كهذه لقد كنتما مثل النار والبارود لا تلتقيان وانا بحيرة من امري و .. كلي اذان صاغية
هزت جوانا راسها بياس وسحبت نظرها عن ناثان نحو سيلا لتتحرك عن المقعد وهي تقول 
- لقد اطلنا السهر كثيرا لذا عمتما مساء 
- هذا ما تجدين فعله عندما تريدين التهرب من اجابتي 
وامام تجاهلها لقوله تابعها وهي تصعد الى الاعلى ليعود نحو شقيقته قائلا 
- الن تعلميني ما الذي جد بينكما 
- لا اعلم عما تتحدث 
- سيلا تستطيعين الكذب على الجميع اما أنا فلا  
- مازلت لا اعلم عما تتحدث
- اليست من لا تستطيعين احتمالها والتواجد حيث تكون و
- اتعلم اشعر بتعب ايضا ( قالت مقاطعة اياه وهي تقف متجها نحو الادراج مستمرة ) عمتَ مساء 
- حقا .. كما تريدين ولكنك تعلمين اني دائما انال مبتغاي 
- ولكن ليس هناك شيء اعلمك به 
- سنرى بهذا الشأن 
اجابها والتفكير باديا عليه قبل ان يتحرك لصعود نحو غرفته بدوره .

- ما الذي تفعلينه هنا الم تذهبي للنوم لأنك اطلت السهر 
حركت راسها للخلف محدقة بناثان الذي يقترب منها بتمهل وقد ارتدا شورت يصل الى ركبتيه وتيشرت قطنيه خفيفة لتعود بنظرها الى ماء البركة امامها قائلة 

- انتابني الارق ولم استطع النوم  ... انت ماذا تفعل هنا 
وقف واضعا يديه بجيب شورته متأملا اياه فلقد سمع صوت باب احد الغرف يفتح لذا نهض من سريره ولم يكن قد نام بعد ليتفقد الامر ليراها تغادر المنزل فما كان منه الا ان تبعها الى هنا تملكها الفضول للصمت الذي طال فنظرت اليه لتتعلق عينيها به ثم استدرت نحوه ببطء وهي تقول 
- الا تعلم ما الذي تفعله هنا .. اتسير بنومك دون ان تدرك 
- افعل ( قال وهو يقترب منها بتمهل مستمرا ) خاصة عندما يكون لدينا ضيوف يتحركون ليلا على الاقل تفقدت الامر ولم اتصل فورا بالشرطة لإعلامهم ان متسلل يجول حول المكان .. ما الذي ستقوله والدتك ان اعلمتها انك قمتي بإحضار الشرطة لي 
- ستحييني على شجاعتي فلست ممن يسمح لاحد باقتحام المنزل دون علمي 
- شجاعتك اذا ( هزت راسها له بتأكيد ونظرت نحو ساعتها قائلة )
- الوقت تأخر كثرا 
- لذا عليك الذهاب الان الى الفراش اليس هذا ما كنت تنوين قوله 
- اجل لا بد وانك تقرأ افكاري ( خطا نحوها اكثر بتمهل وهو يجيبها )
- بل اقراء افكاري التي تحثني على التوجه الى الداخل الان ولكن اتعلمين لا ارغب بالاستجابة لها 
- حسنا لأدعك تتابع التشاجر مع افكارك 
- لا تفعلي فانا بحاجة لمن يجعلني اتوقف عن التفكير الان 
لما تشعر بالتوتر لا تعلم فقالت بثبات لا يعكس حقيقة ما تشعر به
- لقد اخترت الشخص الخطء فلا استطيع مساعدتك 
- انت تقليلين من شأنك ( توقف على بعد خطوات منها  مستمرا ) فانت الشخص المناسب 
- المناسب لماذا 
- لتحدث انت لا تستطيعين النوم وانا كذلك لذا ..
- لذا ماذا ناثان غرنت ( نقل عينيه بعينيها متجاهلا قولها وقائلة )
- لما انت متوترة 
- لست متوترة .. لا يوجد سبب لهذا حتى .. انا فقط 
- متعبة وتشعرين بالنعاس وعليك الذهاب الان 
تابع عنها بابتسامة فهزة راسها بالايجاب قائلة
- هذا صحيح لذا تصبح على خير 
وتحركت لتهم بتخطيه فمال نحوها هامسا قرب اذنها 
- مما تهربين 
اخذت خطواتها تبطء وقد هوى قلبها ببطء الى اعماقها ماذا دهاها نهرت نفسها لتتابع السير بثبات لا تشعر به في الحقيقة وهي تجبر نفسها على عدم النظر نحوه بينما استدار متابعا اياها ما الذي جرى لها هناك ليس عليها ان تتوتر حقا بوجوده اخذت تتنفس بعمق عدت مرات وهي تتقلب بالسرير علها تسترخي دون فائدة لتغفوا اخيرا بعد ان نال منها التعب لتستيقظ باكرا على تحرك اولاد شقيقتها الذين اقتربوا لصعود عليها والاستلقاء بجوارها لتلاعبهم قليلا قبل ان تنهض وتنضم لجورجيا وسيلا التين تحتسيان القهوة بالخارج ليعودوا للداخل وهم يتحدثون لتقول جورجيا التي دخلت اولا لرؤيتها لناثان وهو يقوم بتمارين الضغط في الصالة بينما توجهت جوانا للمطبخ
- يا لكَ من نشيط 
تحركت سيلا بمرح نحوه لتجلس على ظهره وهو يستمر بمتابعة تمرينه قائلة
- انه كذلك كل صباح 
استدارت جوانا لتضع قنينة الماء على الطاولة امامها وهي تحدق بسيلا بابتسامة لجلوسها على ظهره واضعتا قدما فوق الاخرى وهو يتابع تمرينه بكل سهولة بينما قالت جورجيا
- لو كان الطفلان هنا لوجدتهم فوقه ايضا الم يتأخروا 
- اين ذهبوا ( تسأل ناثان فأجابته سيلا ) 
برفقة والدي وميلينا لإحضار الفطائر من عند مات عليك ان تتذوق ما يعده انه لذيذا جدا 
-  في مرة اخرى  .. هيا ابتعدي ( طلب من شقيقته وهو يتوقف فابتعدت ليتحرك واقفا وهو يتابع ) هل يسير متجره بشكل جيد 
- هذا ما يبدوا عليه الامر (  أجابته سيلا فقال وهو يتناول منشفته عن الاريكة )
- عليا اذا زيارته .. كيف انت جوانا ( تابع وهو ينظر نحوها مستمرا بابتسامة ) انتِ هادئة بحيث لم اشعر بوجودك 
- هكذا اكون بالصباح 
رفع حاجبيه بشك وتحرك مبتعدا بينما قالت جورجيا 
- ساعد حقيبتي 
- متى ستغادرين ( تسألت جوانا فأجابتها )
- غدا .. طائرتي في الحادية عشر صباحا
- لما انت على عجل اذا
- الاطفال ليسوا هنا هيا بنا لأنتهي قبل حضورهم وانت سيلا رافقينا 
اضافت لسيلا التي همت بالاعتذار الا انها امسكتها من ذراعها لتجذبها معها نحو الادراج وهي تقول 
- لنتحدث حديث الفتيات هيا فنحن فقط هنا الان 
ضحكت جوانا وهي تتبعهما قائلا
- انت تعانين من الشوق لحياتك السابقة اليس كذلك وعلي وسيلا تحمل اعراضك المرضية الان 
- من قال ذلك .. اعترف انه لم يعد لي صديقات كالسابق بل لي ولكن كلا مشغولا بنفسه وعائلته لذا نادرا ما نجتمع للأسف .

حدقت جوانا بعلب المثلجات بالثلاجة متأملتا اياها وقد نزلت لإحضار بعضها لتتناول علبة تلوا الاخرى لتعيدها وتتناول اخرى
- اتبحثين عن شيء
توقفت يدها التي تحمل بها العلبة لوهله قبل ان تعود لإرجاعها وتناول غيرها قائلة 
- سيلا تريد بنكهة الفراولة ولا اجدها 
انسل التوتر ببطء اليها وهي تشعر به يقف خلفها ويده تمتد من جوارها ليتناول احد العلب من الخلف وهو يقول 
- هذه ما تبحثين عنها ( تناولت العلبة منه واستدارت نحوه متمته وهي تتراجع خطوة للخلف )
- انها هي .. لم اعلم انك هنا 
- عدت لتو 
أجابها ومازال على وقفته فهمت بالتحرك جانبا وهي تقول 
- اتحتاج شيئا من الثلاجة 
- لا ( اجابها وهو يضع يده على حافة الثلاجة مما جعلها تتوقف في مكانها لتصبح عالقة بينه وبين بابها الذي ارتكز عليه بيده الاخرى ) حصلتي على المانجو 
- اجل ( قالت وهي تحرك يدها التي تحمل بها العلب مستمرة ) هناك غيرها لذا لن تتذمر 
- لم اكن لأفعل فقد تعمدت احضار المزيد منها 
- تنبهت للأمر 
- فعلت ذلك من اجلك 
- لا اعتقد 
-  لما لا فانا اعلم انك تفضليها
- وانت كذلك ولا ترغب بان تختفي فجئة لذا ...
- لذا 
- هل انا سجينة هنا 
- لا 
- اذا 
- ماذا 
- ابتعد فالمثلجات بدأت بالذوبان ( اخفى ابتسامة كادت تداعب شفتيه قائلا )
- لمن هي 
- ومن غيري وشقيقتك وجورجيا 
- الم يعود والدي بعد 
- لا التقى بابن عمك الذي اصر على ان يرافقوه لتناول القهوة في منزلهم ولم يسمح لهم بالاعتذار .. هيا ابتعد 
بقي لثواني كما هو وعينيه لا تفارقان عينيها الجادتان والرافضتان اظهار اي توتر تعاني منه لتعود للقول بصوت هامس رغم محاولتها ان يكون اقوى دون ان تفلح 
- هيا 
تعلقت عينيه بشفتيها التي عقصتهما بعد قولها لتتوه تماما قبل ان يعود ببطء للالتقاء بعينيها مما جعل توترها يزداد ما بها ما الذي يحدث لها لما تشعر بان نبضات قلبها تكاد تغادر صدرها انها ليست مراهقة حقا لتشعر بهذا الشكل الجنوني هل تعقلتي جوانا هل فعلتي فعادت للقول بإصرار
- انهم بانتظاري 
ارتخت قبضة يديه ببطء عن حافة الثلاجة ليتحرك جانبا هو يحرك راسه لها بان تذهب فتحركت متخطية عنه فورا متجها نحو الادراج بخطوات ثابته بقدر ما تستطيع مقاومة رغبتها الملحة التي تطلب منها الجري مبتعدة عنه وعلى الفور ليس عليه ان يدرك مدى تأثيره عليها اخذت تتناول مثلجاتها بعد ان قدمت لكل من جورجيا وسيلا التين انشغلتا بالحديث بينما ابتعدت عن كل ما يحيط بها ما الذي جرى لها ابتلعت المثلجات الباردة ببطء وهي تذكر عينيه المعلقتين بها لقد كانتا مليئتان بمشاعر لم تعهدها من قبل لقد خطف انفاسها .. تبا ما الذي يجري لها ماذا دهاها لقد فقدت صوابها تماما استيقضي جوانا انه ناثان ابن غرنت لن تنساقي ورائه حقا لا لن تفعلي لقد انسقت خلف روجر من قبل وما كانت النتيجة ظهورك بمظهر الحمقاء التي استغفلها بكل سهولة لا لا ليس من جديد ليس ابن غرنت انت من التعقل بحيث تدركين هذا لما تنجذب للأشخاص الخاطئين لما تفعل عليها الاقرار بعد هذا بانها حقا فاشلة باختيار شريك مناسب لها لقد وقعت بغرام روجر من قبل فهو يكبرها بخمس أعوام يملك من النضوج ما ترغب به والان ترى الامر بشكل مختلف فهي حتى لا تستطيع رؤيته كل مشاعر الاعجاب تلك تحولت لكره فمجرد ان تذكره حتى يتعكر مزاجها كالان 
- اه تبا لحظي 
تمتمت مما جعل كلا من جورجيا وسيلا تحدقان بها فأسرعت بإظهار ابتسامة قائلة 
- لقد انهيت المثلجات سريعا ( عقدت جورجيا حاجبيها بينما ضحكت سيلا قائلة )
- ااحضر لك المزيد 
- لا .. لنخرج احتاج للسير 
- لنفعل ( اجابتها سيلا وهي تتحرك بينما قالت جورجيا )
- سأحصل على قيلولة لنفسي قبل ان يعود الاطفال 
اخذت تسير برفقت سيلا وهي تتأمل المراعي امامها قبل ان تتسأل
- كيف هي عائلات صديقاتك هنا الا يشعرون بالفضول لتغير احوال بناتهم وعدم وجودك كسابق معهم
- صديقاتي .. السابقات .. لا مازالت افراد العائلات يرحبون ببعضهم عند الالتقاء وليس كان شيئا حدث ولا اعلم ما الذي اعلمنه لهم فقد كنت وماريانا متقاربات وابات لديهم وكذلك هانا لذا اعتقد ان ولابد قد تسأل والديهم عن سبب ابتعادي 
- الامر يحزنك ( هزت رأسها بالنفي وظهرت ابتسامة على شفتيها ونظرت اليها قائلة بتأكيد )
- ربما بدايتا اجل اما الان فلا .. اشعر اني افضل حالا بدونهم كانوا بطريقة ما يأثرون بقراراتي وتصرفاتي اجد نفسي اقل فوضى وتمردا واكثر نضوجا 
- هذا جيد وقول يدل على النضوج حقا 
- بل جيد جدا .. لابد وان ناثان يعمل بالمنزل  
اضافت وهم يمرون من جواره لتتحرك نحو الباب المفتوح لتطل منه قائلة 
- انت هنا ( وتابعت للداخل مستمرة بينما بدا التردد على جوانا لثواني قبل ان تتبعها ) تقوم بطلاء
- افعل ( اجابها واضاف وعينيه تحدقان بجوانا التي اطلت خلفها مستمرا ) بقي القليل فقط
- لقد انجزت به اعتقدت ان الامر سيأخذ منك الكثير بعد ( قالت جوانا وهي تجول بنظرها بأرجاء الكوخ الذي بدا مختلفا تماما مستمرة ) لا باس به 
- فقط لا باس به اشعر بالمهانة
قال وهو يعود لينشغل بطلاء رفوف المطبخ فقالت سيلا بحماس 
- ما ان ينتهي حتى يبدوا افضل بكثير ان ناثان ماهرا بعمله اتريد ان نساعدك بطلي الطاولة والمقاعد 
- سأكون شاكرا ان فعلتن 
تحركت سيلا نحو علبة الطلاء الصغيرة لتفتحها وتمدها نحو جوانا مع الريشة قائلة 
- انت اطلي المقاعد وانا سابدأ بالطاولة 
- من الافضل ان تتقن عملكم والا اجبرتماني على ان اعيد العمل من خلفكما
- عليك شكرنا وليس التذمر 
قالت جوانا وهي تبدأ بطلاء المقعد بروية واتقان فتأملها ببطء من شعرها الذي عقدته كذيل فرس الى قميصها البيضاء الملتصقة بجسدها الى بنطالها الجينز وحذائها الخفيف قبل ان يتحرك نحوها وهو يتناول مريولا موضوع جانبا لينفضه وهو يقول 
- هذا سيحمي ملابسك من التلوث ( تجمدت الدماء في جسدها وهو يقف خلفها ويحيطها بالمريول وهو يستمر ) هكذا افضل
- اشكرك ( قالت باقتضاب وقد انشغل بعقد حزامه لها بينما هتفت سيلا )
- وماذا عن ملابسي 
- لديك كمية كبيرة في المنزل بعكس جوانا 
- هل انتَ قلق من ان اعود للاستعارة منك 
قالت بابتسامة تخفي خلفها توترها وهي تنتظر انتهائه وابتعاده
- لقد تخلصت من تلك القميص ولا ارغب بتخلص من غيرها فرائحة عطرك التصقت بها 
- ان العطري الذي استعمله ذو رائحة جميلة 
- جميلة جدا .. وهنا المشكلة 
اجابها هامسا قبل ان يبتعد لتبقى عينيها ثابته أمامها لوهلة قبل ان تنظر اليه وهو يتجه نحو سيلا المنشغلة بعملها مستمرا وهو ينفض قطعة قماش ليضعها على خصرها هي الاخرى 
- ليس من المناسب ان تعبق قميصي برائحة عطر نسائي هذا سيسبب لي المشاكل 
- لا تهتمي له تستطيعين الاستعارة مني 
قالت سيلا دون اكتراث وهي منشغلة بينما تعلقت عينيها بعينيه لتظهر ابتسامة جذابة على شفتيه ليغمزها بعينه وهو يتراجع للخلف ويعود نحو عمله فعادت برأسها الى ما امامها وهي تشعر بأن الاحمرار سيكسو وجهها وقد جن قلبها ولا يريد اطاعتها فوضعت الفرشاة جانبا بهدوء وحلت عقدت مريولها وهي تقول دون النظر نحوهما 
- سأذهب لتفقد جورجيا والاطفال لابد وانهم قد عادوا الان .
تابعها ناثان يهم بإيقافها الى انه ضم شفتيه ولم يفعل ليعود لمتابعة عمله وهو يقول 
- تروقني صداقتك معهن رغم اني لم اتوقع حدوث هذا صدقا 
- ولما لا
- ولما لا .. انت تعلمين لما لا انهن مختلفات ويكبرنك لذا لم اتوقع ان تنسجمي معهن بالإضافة الى انك لم توحي لي بان أيا منهن قد راقت لك 
- هذا ما كنت اعتقده ايضا ولكني ظهر اني كنت على خطء
- اتتحدثي بصدق ام لمجرد ارضائي انظري ليس عليك ان تتحملي اخطاء الاخرين لذا ليس عليك قطع علاقاتك مع رفيقاتك بسبب ما حدث بيني وماريانا وانا ارى انك تشعرين بالوحدة مؤخرا لذا سأتغاضى عن غضبي منهن ولكن لن اسامحهن 
- لست متفرغة الان فسابدأ بالامتحانات قريبا ولا اريد ما يشغلني كما .. انك اهم شخصا لدي انت ووالدي لذا لن اسامح ايضا من قد يتسبب بأذيتك باي شكل كان 
حدق بها براحة فحقا لم يكن يرغب بان تعود صداقتها معهن وهو يشعر بالرضا الان لأنها لن تفعل .

تعمد الانشغال بعمله حتى حل المساء ليعود بأدراجه الى المنزل ليتناول العشاء برفقتهم قبل ان يجلس امام حاسوبه منشغلا به بينما انشغل الجميع حوله بالحديث  .

تحركت جوانا نحو المطبخ لتشرب الماء وهمت بالعودة للجلوس في مكانها الا انها لم تفعل وقد تحركت سيلا من جوار ناثان لتجلس مكانها متحدثة مع جورجيا وهي تريها شيئا ما على هاتفها مما جعلها تقترب بشكل الي لتجلس بجوار ناثان لتتعمد الانشغال بالحديث الدائر حولها قبل ان يشدها وقوع القلم الذي كان يمسك به ارضا بجوار قدمها لينحني نحوه ليلتقطه لتلتصق ساقه المجاورة لها بساقها قبل ان يعود للاستقامة بجلسته ويعود نحو جهازه بينما حاولت ان تعيد قلبها الذي غادرها الى مكانه لما يحصل هذا معها ما بها لما تشعر بوجوده بهذا الشكل القوي عاد قلبها للانتفاض من جديد وهو يحرك راسه نحوها محدقا بها لتتعلق عينيها بغرنت الذي يتحدث مدعية اصغائها له وهي تجبر نفسها على عدم النظر نحو ناثان لا تستطيع التقاء عينيه الان لما ينظر اليها حتى بقيت عينيه معلقتين بها للحظة قبل ان يعود بروية نحو حاسوبه تلك الفتاة الجالسة بجواره سلبته مشاعره بشكل كامل انه يشعر بوجودها وبأنفسها وبكل حركة تصدر منها ويرغب .. بالاقتراب منها اكثر تعقل لقد اصابتك بالجنون الغرفة ممتلئة وكل تركيزك منصب عليها يشعر باقل حركة تصدر منها مما زاد من توتره فاغلق حاسوبه ووضع اصابعه بين عينيه يطلب من نفسه الاستيقاظ 
- عليك الحصول على الراحة وعدم اجهاد نفسك 
ابعد يديه محدقا بوالده بابتسامة باهته وهو يجيبه
- علي ذلك انا انسى نفسي احيانا 
واسترخى بجلسته الى الخلف مما جعلها تضع قدما فوق الاخرة لتبتعد بقدر ما تستطيع عنه كي لا يلمسها من جديد بينما استمر لوالده
- اقوم بعقد صفقة جديدة اترغب بان تدخل كشريك بها 
- لما لا أعد كل الاوراق الازمة  
- غدا افعل ( اجابه وهو يحرك يده المجاورة لها ليرفعها خلف راسه مما جعلها تنظر نحو سيلا وجورجيا المازالتا منشغلتان بالهاتف وهو يتابع ) اعد العقود واحضرها اليك 
- هذا يناسبني ( اجابه والده ونظر نحو ميلينا مستمرا ) ما ساجنيه منها سنذهب بهم في رحلة بحرية جديدة مارئيك 
- هذا يناسبني تماما ( اجابته ميلينا برضا فقال ناثان ) 
- عليكما زيارة جزيرة منتوسي هذه المرة ( واضاف وهو يرخي يده على ظهر المقعد خلف جوانا مما جعل عينيها تثبتان امامها وقد رغبت بالنهوض فورا من جواره الى انها اجبرت نفسها على البقاء في مكانها دون ان يفوتها اصابعه التي تطرق بخفة على الاريكة خلف راسها ) هل قمتم بزيارتها سابقا 
هزت ميلينا راسها بالنفي فنظر نحو جورجيا التي اجابته 
- قصدتها برفقة روبنز انها تستحق الزيارة اسبوع من الاسترخاء وكل ما يحيط بك هو المياه كان امرا ساحرا
- علينا زيارتها ناثان 
قالت سيلا بحماس فهز راسه لها بالايجاب قبل ان ينظر نحو جوانا قائلا 
- لم تقصديها من قبل افعلتي 
- لا 
اجابته وهي تهز راسها في نفس الوقت وعينيها تتعلقان بعينيه فتحدث غرنت بحماس ولكن عيني ناثان بقيت متعلقتين بعينيها التين سحبتهما ببطء لتنظر نحو والده ففعل بالمثل
- علينا قصدها اذا 
- فلنعدَ لها ( قالت ميلينا لغرنت الذي اجابها )
- بعد انتهاء الصفقة الجديدة سنفعل ونذهب جميعنا 
هتفت سيلا بحماس فتحركت جوانا من مكانها بتعمد لتتجه نحو المطبخ لتشرب الماء من جديد قبل ان تعود للجلوس على يد مقعد جورجيا تتحدث معها ومع سيلا بينما تابعها ناثان قبل ان ينشغل بهاتفه قليلا ثم يتحرك مغادرا المنزل وهو يتحدث به 
- لابد وانه ادم 
قالت جورجيا وهي تنهض من مكانها وقد تناها لهم صوت بكاء فقالت ميلينا وهي تربت على ساق غرنت 
- لقد تأخر الوقت 
هز راسه بالايجاب ونهض برفقتها فانشغلت وسيلا بالحديث لتعود جورجيا نحوهما وهي تحمل ادم بين ذراعيها لتسير فيه ذهابا واياب قبل ان تقول 
- سأذهب به نحو الارجوحة سيغفو سريعا حينها 
وتحركت مغادرة لتتبعها جوانا بعد قليل لتتحدثا بصوت هامس ومازال ادم يرفض العودة للنوم وقد ارخى رأسه على كتف والدته 
- لقد غط بالنوم اخيرا 
قالت جورجيا وهي تتنفس الصعداء وتتأمل طفلها الذي استرخى بين ذراعيها اخيرا ليغط بالنوم العميق فابتسمت جوانا بحنان وهي تتأمله متمتمة
- لم يستطع مقاومة هزات الارجوحة  
- لأذهب لوضعه بالسرير ( قالت جورجيا وهي تنهض عن الارجوحة مستمرة وهي تنظر اليها ) الن تأتي ( هزت راسها لها بالنفي بابتسامة كسولة وهي مستمتعة بتحركات الارجوحة الخفيفة ) لا تتأخري اذا والا غلبك النعاس ايضا فعيناك تعلماني انهما على وشك الاغماض
- سآتي خلفك 
تمتمت لها لتتابعها وهي تغادر اجل تشعر بالنعاس الشديد والاسترخاء الكبير .. ما الذي يجري لها همست لنفسها وهي تتأمل النجوم المتلألئة في السماء ان الهواء الذي يلامس بشرتها منعش الليلة ويزيدها استرخاء انها بحاجة لهذا الهدوء الذي يحيط بها هنا ولهذه السكينة تنفست بعمق لتغمض عينيها ببطء ومازالتا معلقتين بالسماء .

اقترب ناثان من الحديقة الخلفية للمنزل بعد ان تعمد السير مبتعدا بنفسه وافكاره ليتوقف متأملا جوانا الجالسة على الارجوحة وقد استرخت في جلستها للخلف مغمضة العينين وقد تناثر شعرها حول وجهها بشكل جميل ان تلك الفتاة قد سلبته اخر خيط من التعقل كان يمتلكه فكلما وقع نظره عليها تملكته رغبة بالتقرب منها وملامستها والشعور بدقات قلبه التي تتزايد بشكل غريب كلما نظرت اليه وابتسامتها قصة اخرى هل وقع في غرامها هل فعل ام ان الامر مجرد اعجاب بها كل ما يعرفه الان انها تروق له بشكل كبير جدا تابع خطواته نحوها دون ان تفارقها عينيه 
- هل غفوتِ هنا ( تسأل وهو ويقف امامها وامام عدم اجابته او حتى ابدأ اي حركت تشير الى انها مستيقظة اقترب للجلوس بجوارها ليحرك الارجوحة بخفة مستمرا ) الطقس بارد قد يصبح اكثر برودة ليلا .. لقد غفوتِ حقا 
تمتم وعينيه تتأملان عينيها المسترخيتان بهدوء تام ليهبط نحو انفاسها المنتظمة وشفتيها المطبقتين برقة ليعود بذاكرته الى ذاك اليوم الذي  عانقها به لتتوه عينيه الثابتة على شفتيها فاغمض عينيه ببطء وسحب راسه للجهة الاخرى ليفتحهما محدقا امامه بشرود قبل ان يعود نحوها وهو يشعر بها تتحرك ليرا راسها يميل باتجاهه فاقترب منها اكثر ليلامس خدها كتفه لتسترخي بجلستها وهي تقرب راسها اكثر منه مما جعله يبتلع ريقه بصمت وهو يتابع اقل حركة تصدر منها مراقبا انفاسها وهدوئها ما الذي كان يتحدث به طوال الوقت مع نفسه الم يقل ان عليه الابتعاد عنها وان اي امر قد يحدث بينهما قد يؤثر على علاقة والده وميلينا وهو لا يريد ان تتأثر علاقة والده بزوجته بسببه حسنا لقد ضرب هذا كله بعرض الحائط وها هو يجلس بجوارها وهي تنام على كتفه بكل امان واستسلام ان قربها يروقه جدا ورائحة شعرها وعطرها شيء اخر حتى انه لا يريد ان تنتهي هذه اللحظة ولكن عليه هذا فهمس باسمها عدت مرات قبل ان تبدأ بتحريك رموشها لتفتح عينيها ببطء محدقة بتشوش بصدر ناثان الذي يرتفع ويهبط بانتظام لتنتفض مستقيمة بجلستها بفزع محدقة به بعينين مذعورتين وهي تقول 
- ماذا تفعل هنا 
- احاول ايقاظك ففكرت المبيت هنا ليست جيدة 
- هنا بجواري 
- احاول إيقاظك كما اعلمتك 
- ولما استند عليك
- عليك سؤال نفسك هذا فما ان جلست لمحادثتك حتى اسرعتِ بالالتصاق بي
- لم افعل 
- ولكن هذا ما حدث 
- لا ليس صحيحا ولما قد افعل هذا ( اسرعت بالقول بتلعثم وهي تنهض بتوتر فقال برقة )
- لم يزعجني الامر 
- انا بلى لذا لا تحاول الاقتراب مني مرة اخرى انا احذرك 
- ولكن عما تتحدثين 
- اتحدث عنك اتعتقد اني اتوهم الامور ولكن لتعلم ان بعد فرض نفسك على بمنزلي ذاك النهار اني وضعت حدود لعلاقتنا فهناك هذا الجدار بيننا ليس عليك تخطيه ابدا ابدا فلوا كان شخصا اخر من فعل لقمت بتصرفا اخر معه ولكن بما انك ابن غرنت علي التعامل مع الامر بتعقل بقدر ما استطيع 
- انت تهذين اليس كذلك لابد وانك مجهدة ولستِ مستيقظة بالكامل 
- ليكن قل ما تريد وقد اعلمتك بما اريد 
- كان مجرد انتقاما صغير لمحاولتك العبث بهاتفي ليس الا فلا تعطي الامر اهمية كبيرة حقا
- لا افعل ولكني احذرك من تكرار هذا او حتى محاولة التقرب مني 
- ومتى فعلت هيا اعلميني فلا اذكر 
 - لا تدعي الغباء ( قالت واستمرت بإصرار ) انت تعلم عما اتحدث به ام تعتقد اني سأسمح لك بتلاعب بي وبمشاعري او حتى فرض نفسك على مجددا لا تحلم بهذا ودع اساليبك الملتوية هذه لغيري ناثان 
وتحركت تهم بالابتعاد الذي لم تفعله وقد وقف جاذبا اياها من ذراعها التي امسكها مانعا مغادرتها لتستدير نحوه وهي تهم بالاعتراض الذي تلاشى وقد اصبحت بين ذراعيه ليعانقها مانعا جميع محاولتها بالابتعاد حتى الاعتراض الذي كانت تحاوله دون جدوا وقد أحاطت احدا يديه عنقها من الخلف بكل قوة بينما أحاطت يده الاخرى جسدها جاذبا اياها نحوه مانعا جميع محاولاتها قبل ان يهمس بصعوبة امام انفاسها التي كادت تفارقها 
- هذا ما اسميه فرض للنفس لذا فلتتهميني الان اني فعلت وعندما اريد ان افعل لن اتوانا عن هذا لن تستطيعي منعي لو اردت ولكن اتعلمين لا ارغب بهذا حتى 
وتركها متراجعا خطوتا عنها امام الذهول التام الذي اصابها من تصرفه لتهمس بصعوبة ودون تصديق 
- لا شيء يعطيك الحق بهذا لا شيء هل تدرك هذا لا تجرؤ على لمسي مرة اخرى لا تفعل انا احذرك 
قالت بغيظ وهي تدفع صدره براحتي يدها دون ان تأثر به ليقول 
- توقفي عن التهديد الذي لامعنا له ( وامسك رسغيها وهو يؤكد على كلماته ) فالقد اعلمتك لو أردت المزيد لفعلت ( ونظر بعمق عينيها مؤكدا ) ولن تستطيعي شيء لذا عودي لغرفتك الان
- اتعلم ما انت ( قالت وهي تسحب يديها منه بقوة )
- لا احتاجك لتعلميني فهيا غادري 
- انت اكثر شخص ك
- لا اريد ان اعلم 
- انا اكرهك 
- اعلمتني بهذا من قبل 
هزت راسها بغضب غضبا منه ومن نفسها فنفضت ذراعيها بحنق مستمرة لجوابه الغير مبالي 
- انت لا تستحق الوقت الذي اقف به هنا احادثك 
وتحركت متخطية عنه بخطوات واسعة ليبقى جامدا في مكانه مصغي لخطواتها التي تبتعد شيئا فشيئا قبل ان يغمض عينيه ويرفع راسه الى الاعلى ما الذي جرى له لما فقد صوابه بهذا الشكل لقد افقدته صوابه تماما لقد فعلت فلم يعهد من نفسه هذا لم يفقد صوابه من قبل من جراء محادثة لم ترق له لما يتصرف بحمق معها لما .

- هيا انهضي جوانا ستتأخرين 
فتحت عينيها بصعوبة محدقة بوالدتها لتنهض وترفع نفسها على يدها وهي تهمس 
- كم الوقت 
- السادسة 
- لم استيقظ على المنبه جيد انك ايقظتني 
قالت لوالدتها وهي وتبعد الغطاء عنها فبعد ليلة مضطربة لم تحصل بها على الراحة كيف لها الاستيقاظ باكرا 
- ساعد لك بعض الشطائر 
- لا تفعلي فلا شهيت لي 
اجابتها وهي تتناول ملابسها الى انها غادرت الغرفة وهي تقول
- لتتناوليها فيما بعد 
- اشكرك 
قالت وهي تسرع بتناول الشطائر من والدتها الواقفة امام طاولت المطبخ وتطبع قبلة على خدها بنفس الوقت وتستمر نحو الباب وهي تقول 
- ارسلي تحياتي لجورجيا وسأحدثها مساء للاطمئنان على وصولها 
- انتَ ايضا مغادر الان 
قول والدتها جعلها تنظر خلفها وهي تغادر لترا ناثان ينزل الادراج وقد ارتدى ملابسه ويمسك مفاتيح سيارته بيده وعلى ما يبدوا انه استحم ايضا تابعت ابتعادها بضيق فهو بأحسن حالاته بينما هي مازالت تعاني من قلت التركيز صعدت الى سيارتها لتحاول تشغيلها ولكنها رفضت مما جعلها تعقد حاجبيها وتعاود الكرة مرة تلوا الاخرى دون فائدة تعلقت عينيها بناثان الذي اقترب من سيارته ليصعد اليها ليزيد تجهم وجهها فعادت للتركيز على سيارتها التي ترفض رفضا تام الاستجابة لها 
- ما بها ( بادرتها والدتها وهي تقترب منها بحيرة )
- لا اعلم كانت على ما يرام البارحة 
- حاولي من جديد 
- انها لا تستجيب 
تمتمت دون فهم لتسرع بالنظر نحو والدتها التي قالت لاقتراب ناثان منهم
- هناك خطب ما بها ( فتح مقدمة السيارة محدقا بداخلها قبل ان يقول )
- حاولي من جديد 
فعلت ليتملكها الاحباط لعدم استجابتها فهز راسه بالنفي واغلق مقدمتها محدقا بها من خلال الزجاج الامامي وهو يقول 
- انا متجه نحو كايدن ساقلك معي 
- هذا جيد ( اسرعت والدتها بالقول فقالت معترضة ففكرت مرافقته مرفوضة تماما ) 
- لا اشكرك
- ولكن جوانا ستتأخرين عن عملك الا اذ رغبتي بأخذ اليوم اجازة اتصلي بشايسي واعلميها انك اضطررت للبقاء هنا لن تمانع 
نظر ناثان نحو ساعته قائلا بنفاذ صبر وهو يتحرك نحو سيارته 
- لدي اجتماع ولا ارغب بالتأخر عنه لذا اسرعي ان رغبتي بالوصول بالوقت المناسب 
اخذت تتمتم بغيظ وهي تتناول حقيبتها وتغادر السيارة قائلة وهي تتخطى والدتها 
- اتصلي على نويل ليحضر ويرى ما بها وليؤمن ايصالها الى منزلي 
- حسنا لا تقلقي .. قود بحذر لم تتأخرا لذا لا تتعجل 
قالت ميلينا وجوانا تجلس بجوار ناثان الذي هز رأسه لها وتحرك بالسيارة فتناولت جوانا سماعات اذنيها لتضعهما معبرة عن عدم رغبتها بالحديث وهي تحدق امامها بتجهم وصمت طال لم يحاول ناثان المنشغل بالقيادة كسره بدايتا ولكن بعد مضي نصف ساعة من الصمت الثقيل قال 
- كيف كانت ليلتك ( وامام صمتها التام استمر وهو يلمحها بنظرة مما جعلها تنظر اليه ) اعلم انك تسمعيني ( سحبت عينيها عنه الى الامام رافضة اجابته فأضاف بهدوء ) كانت ليلتي سيئة سيئة جدا في الحقيقة .. اعترف ما كان علي التصرف معك بهذا الشكل ولكن بطريقة ما انت تفقديني لصوابي
- تحاول ان تبرر لنفسك فعلتك وباني السبب بالنهاية 
قالت وهي تبعد سماعتها عن اذنيها مستنكرة قوله وهي تمعن به 
- لا احاول ان ابرر لنفسي بل احاول افهامك انك تفقديني لصوابي 
- اه هذا افضل بكثير ( قالت ساخرة فأضاف وهو يعود لنظر اليها ) 
-  اعلم ان الامور بيننا متشابكة وحدث سوء فهم ولكني حقا .. مهتما بأمرك .. و .. بشكل جدي ( مرت لحظة صمت بينهما وعينيها معلقتين بعينيه فعاد ليركز على قيادته متابعا بجدية ) لا الهو انتِ .. تروقين لي وبشكل ما اصبح
- لا 
- لا .. لا ماذا ( تسأل بتوتر لمقاطعتها له وهو يعود لنظر اليها قبل ان يعود للطريق امامه )
- لا استطيع
- ان كانت المشكلة والدينا 
- المشكلة بي انا لقد خرجت من علاقة مؤخرا كنتُ بها كالمغفلة بينما كنت اعتقد ان اموري على مايرام وان روجر هو رجل احلامي 
- ذوقك سيء ( قاطعها قائلا بغيظ لذكرها اياه الان )
- اعلم هذا الان واكتشفت كم كنت مغفلة وحمقاء حينها وان كنت انت تستطيع تخطي علاقاتك بسهولة انا لا لم اتخطى ما مررت به لذا انا غير مستعدة ابدا للانخراط بعلاقة جديدة وخاصة معك انت لان اي خطء قد يقع بيننا قد يفسد الامور لذا انا لن اغامر بهذا ابدا
- كم تحتاجين 
- لم افهم 
- كم تحتاجين لتخطى روجر ذاك وتكونين مستعدة لسماعي 
هزت راسها بالنفي متمتمه
- ان الامر مجرد نزوة ليس الا انا واثقة س .. سأنسى هذا الحديث الذي دار بيننا وكذلك افعل 
بدت الصدمة بعينيه قبل ان يقول بصوت ثابت 
- تخطيت مرحلة النزوات منذ زمن واعلم عما اتحدث به ام تعتقدين اني اقول هذا لكل فتاة اقابلها 
- ليست مشكلتي اذا انها مشكلتك انت وعليك علاجها .. بعيدا عني  
- ما مشكلتك حقا 
- انت .. لما لا تستطيع تصديق ذلك اعلي ان اكرر لك هذا انت مشكلتي لا اريد ان تربطني اي علاقة بك اكثر من كونك ابن غرنت 
- جوانا 
- انا جادة بما اقوله
- لا تتحدثي فكلما تحدثتي كلما زدتِ الأمر سوء 
- احاول جعلك تدرك انني ( هز راسه بالنفي وقد بدت خيبة الامل بعينه فقاطعها قائلا )
- لا تتحدثي بالمزيد 
- ولكن عليك ان تد
- قلت توقفي حقا افعلي لقد اوضحت وجهت نظرك وقد فهمتا لتعودي لوضع السماعات الان 
ضمت شفتيها بقوة وعادت لنظر امامها وهي تعقد يديها لتبقى على هذه الحال الى ان اوقف السيارة بجوار عملها فغادرتها دون حتى شكره ليتابعها وهي تتجه نحو المدخل وتختفي به واصابعه تطرق على مقوده بتفكير وقد ملاء التجهم وجهه لقد تعمد عطب عجل سيارتها ذاك النهار عندما شاهدها تقف امام المطعم قبل ان يدخل اليه واليوم قام بالصباح الباكر ليعمل على تعطيل محرك سيارتها ليجبرها على الصعود معه كما قام بمعانقتها رغما عنها وهو لم يفعل هذا من قبل مع اي فتاة لم يكن يشعر بان عليه هذا لطالما كان يستطيع جذب اي فتاة يريد لطالما كانت الفتيات تبادرن لمحادثته ولفت انتباهه ما خطبها لقد اعترف لها لتو انه مهتم بأمرها ولقد رفضت الأمر بكل سهولة .

- اجل امي
- هل وصلت المنزل 
- اجل واتناول عشائي .. كيف انت اليوم هل ذهب الزكام
- اجل اني افضل كثيرا اليوم حتى اننا بدئنا بالأعداد لحفل بعد يومان تستطيعين الحضور اليس كذلك
- حفل 
- عيد ميلاد سيلا يصادف بعد غد لذا خططنا بان يطلب منها ناثان العودة الى دوراسون لأمر مهم بينما نعد لها مفاجئة جميلة بهذه المناسبة تستطيعين الانضمام الينا 
- بعد غد 
- اجل سنقيمه مساء ولتحضري لاريس برفقتك فلقد دعونا عددا من اصدقائها والاقرباء 
- دعيني افكر بالأمر فكما تعلمين لو كان في نهاية الاسبوع لما ترددت
- ارغب بان تحضري سيكون الامر لطيفا فقد تنبهت ان علاقتكما اصبحت افضل من قبل ام اني مخطئة 
- لا لست كذلك .. حسنا سأبذل جهدي للحضور 
- اهو وعد 
- انه كذلك 
- تابعي تناول عشاءك اذا ولا تطيلي بالسهر عمتِ مساء 
- وانت ايضا وداعا 
اغلقت الهاتف ووضعته بجوار طبقها الذي أخذت تعبث به بشرود دون ان تتناول منه المزيد فلقد مر شهر على اخر مرة قصدت بها دوراسون ومهما الحت عليها والدتها بالحضور ادعت انشغالها والان قصة اخرى اتذهب ام لا ابعدت طبق الطعام من امامها واسندت وجهها على يديها التين عقدتهما على الطاولة انها تشعر بالتوهان فكل ما يشغل تفكيرها عندما تجلس بمفردها هو .. ناثان تنهدت ان كانت حقا منجذبتا اليه عليها ان تعطيه فرصه ولكن ان لم ينجح الامر .. لا تريد التسبب باي شيء قد يعكر صفو الامور بين العائلتين ان هذا اكثر ما يشغلها ويجعلها مترددة عادت لشرود انها واثقة من تردده المستمر على ناديه هنا حسنا ماذا تريد فلقد كانت واضحة بإعلامه بان ينسى الامر ويبدوا انه قد فعل تحركت متناولة هاتفها لتتصل بلاريس وتعلمها بأمر الدعوة .

- ها قد وصلنا 
قالت جوانا بمرح وهي تدخل الى منزل غرنت وتجول بعينيها بين المجموعة المنشغلة بتعليق البالونات على الحائط وترتيب الطاولة المليئة بكل انواع الحلويات بالإضافة لقالبا كبير من الحلوى لتقترب منها ميلينا بابتسامة بينما قالت لاريس 
- يبدوا ان الحفل لم يبدأ بعد وانا التي اعتقدت اننا تأخرنا 
عانقت جوانا والدتها لتفعل لاريس بالمثل قبل ان تقول لهما 
- ذهب ناثان لإحضارها انهما على وشك الوصول دعوني اقدمكم لهم ( اضافت وهي تنظر الى الشباب والفتيات المنتشرين بالمكان قائلة ) هذه ابنتي جوانا وهذه ابنت شقيقتي لاريس هؤلاء اصدقاء واقرباء سيلا 
اخذتا تتبادلان التحيات معهم قبل ان تقترب جوانا من غرنت لتحدثه بينما بادرت لاريس نويل وهو يقترب منها قائلة 
- انت ايضا صديق سيلا 
- انا صديق العائلة جميعها لا تحصل مناسبه هنا دوني 
- سأطفئ الاضاءة هيا اسرعوا انهم على وشك الوصول 
قالت ميلينا وهي تقترب من الإضاءة لتقوم بإطفائها ويحل الصمت التام في المكان والذي كسره دخول سيلا وهي تقول بحيرة 
- لما المكان مطفئ اين الجميع 
ما كادت تنهي كلماتها حتى اشتعل الضوء وبداء الجميع بالهتاف بحماس وتهنئتها لتسرع بتخطي مفاجئتها والسعادة تطل بعينيها والابتسامة لا تفارق وجهها ليعم المرح بالمكان ما بين قطعها لقالب الحلوى والرقص والتقاط العديد من الصور والهتاف لتنسحب ميلينا وغرنت للجلوس خارجا وهم بتناولون الحلوى بينما بقيت جوانا قرب لاريس ونويل الذي لا يفارقهم متعمدة الابتعاد عن طريق ناثان طوال الوقت والذي بدوره تجاهل وجودها بشكل كامل 
- من هذه ( تسألت لاريس وهي تنظر خلف جوانا التي كانت تتناول عصيرها فأجابها نويل )
- انها .. صديقة ناثان ( لا تعلم لما شعرت وكان ماء باردة سكبت عليها لما تشعر بالصدمة اخفضت يدها التي تحمل بها كاسها ببطء للأسفل ممعنة بلاريس التي تمتمت لنويل ) انها جميلة جدا الأمور جادة بينهما 
هز رأسه بالايجاب لها قائلا
- هذا ما يبدوا عليه الامر الم تلاحظي انه لم يجالس غيرها منذ بداية الحفل 
ابتلعت عصيرها العالق في حلقها ببطء لتتحرك نحو الطاولة مدعية انها تريد تناول قطعة من الحلوى لتنظر نحو ناثان الواقف بجوار فتاة ممشوقة القوام نحيلة جدا بثوبا احمر ناري وشعرا اسود يهدل حتى منتصف ظهرها لقد اعتقدت انها من صديقات سيلا .. انها .. حقا جميلة .. جدا اشاحت برأسها عنهما وقد انشغلا بالحديث معا وكأن لا احد حولهما فأخذت تتناول قطعة الحلوى دون رغبة قبل ان تتوجه نحو الخارج لتنضم لوالدتها وغرنت الى ان حدقت بساعتها التي تشير الى الثانية عشر نهضت قائلة 
- علينا المغادرة 
- الن تبقي هنا الليلة 
- كنت ارغب بذلك امي ولكن لا استطيع 
- تستطيعين الذهاب بالصباح الباكر ( قال غرنت ) 
- لا يجب ان نغادر .. سأعود في نهاية الاسبوع اعدكما .. لأنادي لاريس 
- ولكن هذا ما تثابرين على قوله ولكنك لا تحضرين ( قالت ميلينا )
- سأفعل اعدك 
اجابتها وهي تعود للداخل وقد ملاء الصخب المكان فمجموعة ترقص على موسيقى الصاخبة ومجموعة تهتف ومجموعة جلست لتتناول الطعام لتجول بينهم تبحث عن لاريس لتجدها تراقص نويل فوقفت تتأملها بابتسامة قبل ان تتراجع بضع خطوات للخلف لتفادي احد الشبان الذي كاد يرتطم بها وهو يحاول تخطيها لتتجمد في مكانها ويدين تمسكان ذراعيها من الخلف كي لا تصطدم به ليفارقها قلبها لا تحتاج الاستدارة لتعلم من هو الا انها اسرعت بالقول محاولة اخفاء ما يجول بداخلها 
- ارجوا المعذرة اه هذا انت ناثان 
- جوانا .. كيف انتِ .. ارجوا ان تعذريني 
اضاف باقتضاب ويديه تبتعدان ببطء عن ذراعيها ليتخطى عنها فتابعته لتراه يتجه نحو صديقته فعادت بنظرها ببطء نحو لاريس لتشير لها بيدها بالحضور ثم اشارت لها نحو الخارج قبل ان تتجه نحو سيلا لتودعها وتغادران لتعودا بأدراجهم نحو دوراسون .

تعلقت عيني ناثان من خلال المرآة الجانبية بالسيارة المتوقفة امام منزل جوانا ليخفف من سرعت سيارته قبل ان يوقفها ويترجل منها متجها نحو سيارة سيلا محدقا بها وهو يتابع نحو الباب الخارجي ليدخل منه بخطوات واسعة نحو باب المنزل ليطرق عليه .

تحركت جوانا عن الاريكة بكسل وقد رفعت شعرها على شكل كعكة في منتصف راسها تناثر منها بعض الخصلات بفوضة لتقول وهي تتثائب
- من سيحضر بهذا الوقت الباكر 
- اتكون لاريس 
اجابتها سيلا الجالسة على الاريكة قرب المدفئة وقد ربطت شعرها كذيل فرس ومازال النعاس باديا على عينيها المنتفختين قليلا وهي منشغله بهاتفها 
لتفتح جوانا الباب محدقة بناثان دون ان ترمش لأول وهله ليبادرها لجمودها وهو يفتح الباب بيده اكثر ليتخطاها للداخل 
- عمتِ صباحا ايضا ..ماذا تفعلين هنا 
اضاف لسيلا التي تعلقت عينيها به متفاجئة لتقول بتلعثم 
- حضرت لأقضي بعض الوقت برفقة جوانا 
- بتِ هنا 
اغلقت جوانا الباب ببطء وعينيها معلقتين بظهر ناثان الذي استمر دون ان يعطي سيلا مجالا لرد 
- افعلتِ .. عندما حدثتني البارحة كنت هنا .. لما تكذبين علي 
- انها لم 
- هي من عليها اجابتي وليس انت ( قاطعها بحدة مما جعلها تقول ) 
- تستطيع ان تكون اقل فظاظة حاول ربما تنجح
قالت بغيظ فأجابها بنفاذ صبر
- اريد التحدث مع شقيقتي هنا 
- اه لك هذا اعذرني 
اجابته وهي ترفع يديها وتتراجع في خطواتها للخلف مستمرة لسيلا 
- سأكون بالخارج في حال احتجتِ الي وخذا راحتكما 
- انه لا يقصد هذا حقا جوانا 
 - لا باس انا اعلم ما يقصد ولكني اشعر بالاختناق واحتاج الى بعض الهواء 
قالت وهي تلمحه بنظرة شامله وتفتح الباب لتغادر ليعود نحو شقيقته قائلا بغضب
- ان كنت هنا لما لم تعلميني منذ متى ونحن ندعي ونكذب هيا اعلميني
عقدت جوانا يديها لتحصل على بعض الدفيء عند ملامسة الهواء البارد لها وهي تتنفس بعمق عدة مرات محدقة امامها بضيق 
- جوانا .. اقتربي كيف هي والدتك لما لم اعد اراها 
نظرت جانبا نحو السور المجاور لمنزلها لتسير باتجاهه وقد وقفت مديث بجواره مستمرة لها وهي تقترب منها 
- اعجبتها الحياة في دوراسون فلم تعد تحضر 
- هذا ما يبدوا عليه الامر 
- لديك زوار 
اضافت مديث وهي تشير نحو سيارة ناثان وسيلا المتوقفات امام منزلها لتهز راسها لها قائلة 
- اجل انهم ابناء غرنت 
- اه هذا يفسر الامر ( بدت الحيرة على وجه جوانا لقول مديث التي تُناهز والدتها بالعمر ولطالما كانت جارة مقربتا من والدتها فاستمرت ) صاحب تلك السيارة تشاجر مع الرجل الاخر الذي يأتي باستمرار للوقوف هنا 
- روجر 
- اجل 
- تعنين ان ناثان قد تشاجر مع روجر 
- من الجيد انه فعل فلم يعد مرة اخرى الى هنا كنت على وشك ابلاغ الشرطة عنه اعلمتني والدتك ان افعل ان استمر بانتظارك بهذا الشكل ولكني تنبهت لعدم عودته بعد تلك المشادة بينهما .. لا يزعجك الامر اليس كذلك فما علمته من والدتك أن الأمور بينكما لم تسر على مايرام
- اجل لم تسر على مايرام 
اجابتها شاردة لتخرج من شرودها على انفتاح باب منزلها فنظرت نحو ناثان الذي غادر متجها نحو سيارته لتتابعه وهو يصعد اليها ليحركها مبتعدا وقد اكفهر وجهه فعادت نحو مديث قائلة 
- لتمري لشرب القهوة 
- عندما تحضر والدتك افعل لا تنسي اعلامي بحضورها 
هزت راسها لها بالايجاب وهي تعود بأدراجها لداخل المنزل محدقة بسيلا الجالسة بتجهم على الأريكة لتبادرها وهي تقترب من المدفئة
- بدأت اشعر بالسعادة لعدم وجود شقيقا لي 
- انه غاضب لأني لم اعلمه باني هنا
- وهل يستحق هذا غضبه بهذا الشكل 
- انت لا تعرفينه 
- لابد وانه يكرهني حقا 
- لا لست المعنية انه غاضب بسبب اخفائي الامور عنه فلقد حدثته البارحة قبل ان اخلد لنوم وهو يعتقد اني بالسكن الجامعي وانا لم انفي له الامر 
- وماذا الان 
- حصلت على توبيخ مناسب وسيعلم والدي بالأمر
- لن ينزعج والدك لوجودك هنا 
- بالتأكيد لا ولكن سينزعج من عدم قولي للحقيقة 
- لا داعي لإخفاء حضورك اذا الى هنا لم تشعرين ان عليك هذا  
- لا اعلم لم اقصد .. بدايتا اجل اما الان يبدوا اني انسقت خلف الامر خوفا من ان يقوما بسؤالي ما الذي جعل علاقتنا جيدة فنصل بالحديث الى ما فعلنه الفتيات بي
- هيا اتصلي بوالدك والقي تحية الصباح عليه وتحدثي معه واعلميه انك بتي لدي وحين يعلمه ناثان انك تغادرين السكن الجامعي لتتواجدي هنا سيعلمه والدك انه يعلم 
التمعت عيني سيلا وقد راقت لها الفكرة لتتناول هاتفها عن الأريكة وتسرع بالاتصال بوالدها لتحدثه بينما شردت جوانا بنار المدفئة  .

اوقفت سيارتها بعد يومان في موقف النادي الخاص بناثان في موعد غدائها لتتجه نحو المدخل وتتوجه نحو حديقة النادي لترى والدتها وخالتها جالستان هناك فاقتربت لتلقي التحية عليهما وهي تطبع قبلة على خد كلا منهما قبل ان تجلس متسائلة 
- لما لم تحضرا الى المنزل 
- خالتك هنا لذا انضممت اليها 
- مازلتِ مواظبة على الحضور الى هنا ( تساءلت جوانا فهزت انغريد راسها قائلة ) 
- احضر يوم بعد يوم ولما لا فانا الاقي معاملة مميزة هنا 
تعلقت عيني جوانا بناثان من خلال الحائط الزجاجي الفاصل بين الحديقة والنادي وهو يقف لمحادثة مجموعة من السيدات والرجال الذين اخذوا بطرح الاسئلة عليه لتتأمله وهي تتسأل 
- لما لن تبقوا هنا الليلة 
- جاء غرنت لتفقد صديق له تعرض لوعكة لذا لن نطيل
- ولكن لن يضر فالتعرجا على المنزل للمبيت ارغب بمجالستكما فلم اركم منذ مدة 
- من يتجاهل دعواتي بالحضور 
- لا افعل انا فقط منشغلة بالعمل 
- عليك البداء بالتقليل من العمل والنظر الى نفسك قليلا انت تجهدين نفسك وتغرقينها انا الاحظ ان حياتك الاجتماعية مختفية تماما انظري الي جيدا لست اول من تخوض تجربة فاشلة ليس عليك الهروب واغراق نفسك بالعمل بل بدأ صفحة جديدة وحياة جديدة 
- انا افعل 
تبادلت ميلينا وشقيقتها النظرات قبل ان تعود اليها قائلة
- دعانا غرنت لتناول العشاء بسترون قبل مغادرتنا لما لا تنظمين الينا 
- سأحاول 
- لا بل ستفعلين ( ابتسمت على قول والدتها وهزت راسها لها بالايجاب قائلة )
- سأفعل لا تقلقي 
 اخذت تبحث بين اثوابها دون حماس ولكن عليها ارتداء شيء مناسب يليق بالمطعم الفاخر الذي دعاهم له غرنت لا تشعر بالحماس لذهابها ولكن ما الخيارات الاخرى التي لديها .

ترجلت من سيارتها امام المطعم لتقدم المفتاح للشاب الذي وقف ينتظرها لتدخل اليه وتجول بنظرها بين الموائد والموظف يتناول معطفها منها لتلمح والدتها من بعيد فتحركت نحوهم بثوبها الاسود الذي بالكاد يغطي ركبتيها وقد اظهر كتفيها العارين ليغطي القليل من ذراعيها ليلامس شعرها الذي تركته بحيريته كتفيها ليتابع استرساله على ظهرها بشكل جميل 
توقفت عيني ناثان عليها ليتابعها وهي تقترب منهم بابتسامة ملقية التحية لتطبع قبلة على خد والدتها قبل ان تجلس بجوارها وهي تقول لناثان وسيلا الجالسين امامها بينما تراس غرانت الطاولة
- ارجوا اني لم اتأخر 
- كنا على وشك طلب الطعام ( اجابها ناثان وهو يشير بيده للنادل ) 
- تتأخرين بعملك ( تسأل غرنت فهزت راسها له بالايجاب قائلة ) 
- نعقد احيانا اجتماعات خارجية وتكون مساء 
اخذت تتحدث عن عملها الى ان وصلت اطباق الطعام لتنشغل بتناول طعامها بتمهل وهي تصغي للحديث الدائر وما كادوا ينتهون من العشاء حتى مدت اطباق الحلويات امامهم بينما دعا غرنت ميلينا للرقص لتراقبهم وهم ينضمون للمجموعة التي ترقص على موسيقا هادئة متعمدة تجاهل ناثان بشكل كامل طوال الوقت والذي بادلها بنفس التصرف
- هيا ( نظرت نحو سيلا التي قالت ذلك لناثان الذي نظر اليها متسائلا فأضافت بمرح ) لتدعوني للرقص هيا تحرك 
استمرت وهي تقف وتسحبه ليتحرك متجاوبا معها فأخذت جوانا تتأملهم انه يراقصها بمهارة على الاقل يجيد هذا النوع من الرقص ويبدوا انه يحدثها بشيء ممتع فهي لم تتوقف عن الابتسامة سحبت عينيها عنهما نحو والدتها وغرنت الذين سارا عائدين نحوها لينضموا لها قبل ان يتبعهما ناثان وسيلا التي جلست بينما هم ناثان بالجلوس ليقول والده 
- الن تدعوا جوانا للرقص 
تعلقت عينيه بوالده بينما توقفت يد جوانا التي كانت تهم بها بتناول لقمة جديدة من قطعة الحلوى ليتدارك مفاجئته ويتابع جلوسه قائلا وهو ينظر اليها
- لا ترغب جوانا بمراقصتي 
تعلقت عينيها به وقد فاجئها قوله لتسحب نظرها عنه نحو الوجوه المحدقة بها بحيرة لتهز والدتها راسها لها متسائلة بينما قال غرنت بتفكير 
- اهناك ما علينا معرفته .. هل .. انتما على خلاف 
ابتلعت ريقها بصعوبة لتظهر ابتسامة مجبرة على شفتيها وهي تقول وبنفس الوقت تنظر نحو ناثان المنشغل بطبقه
- لا .. لا يوجد اي خلاف .. لا اعلم لما قلتَ ذلك حتى 
نظر ناثان اليها وهو يبتلع لقمته بروية قبل ان يقول
- لقد اسأت التعبير ارجوا ان تعذروني هلا رافقتني بهذه الرقصة 
اضاف وهو ينهض من مكانه ليظهر الذعر على عينيها لا ليس هذا ما تريده تبا ما الذي عليها فعله همست لنفسها وهي تحدق بيده الممدودة نحوها وقد اصبح بجوارها لتنهض مرغمة وهي تبتسم وتتحرك برفقته لتهمس من بين اسنانها 
- لا ارغب بمراقصتك وانت تعلم هذا 
- انا ايضا لا ارغب بمراقصتك جوانا 
- هذا جيد
- بل جيد جدا ( اجابها وهو يقف فتوقفت بدورها عن السير واستدارت نحوه بجمود فقال ) علينا الرقص 
- اعلم 
اجابته من بين شفتيها وهي تعود لاصطناع ابتسامة لرؤيتها لوالدتها تحدق باتجاههم فقدم يده لها لتضع يدها بيده وترخي يدها الاخرى على كتفه بينما لامست اصابعه خصرها ليتحرك ففعلت بالمثل قائلة 
- لنمضي دقيقتين ونعود 
- يناسبني ذلك جدا 
- كان عليك قول اي شيء غير هذا بحق لقد وضعتنا في موقف محرج
- لقد قلت الحقيقة فقط 
- جوانا لا ترغب بمراقصتي يا لها من حقيقة الم تجد غيرها  
- كلي اذان صاغية لأي اقتراح يخطر على بالك 
- الم تفكر بما قد يفكرون به 
- والذي هو 
- انت تجد الامر ممتعا ( قالت لنظرة المرحة التي يحاول اخفائها دون ان يفلح لتستمر ) الأمر ليس ممتعا فانا لا اريد ان تدخل والدتي بمشاكلي 
- مشاكلك والتي هي .. انا 
- انت على رأس القائمة 
- يجب ان اشعر بالفخر اليس كذلك 
- اشعر بما تريد ولكن ليكن بعيدا عني اليس لديك صديقة لما لم تدعوها ايضا لَما كنا الان بهذا الشكل 
ضغطت اصابعه برقة على اصابعها وهو يقول 
- اعادت سيلا للمبيت في منزلك 
توقفت مقلتيها عليه دون حراك قبل ان تقول 
- احقا لديك مشكلة بهذا 
- انت من لديه مشكلة فلا اريد ان تتعرض شقيقتي لسوء المعاملة
- انه مرحبا بها 
- انت واثقة من هذا .. تريدين اعلامي انك دعوتها للمبيت برحابة صدر .. لا اصدقك جوانا 
- انها فتاة لذا اجل سأرحب بها برحابة صدر خاصة انها جائت حديثا من دوراسون بعكسك فانت تستطيع تدبور امورك 
- ولما لم تكن تصدقُني القول وتشعر ان عليها الكذب بهذا الشأن 
- لما لا تسألها هي فانا لا اعلم ما الذي يدور يعقل شقيقتك 
مال براسه نحوها قليلا قائلا
- لا اشعر بالراحة لكما هناك ما تخفينه انت وهي .. لا لا تشيح بهما ( اضاف وهي تهم بابعاد عينيها عنه لتعود لثبات على عينيه مدعية عدم الاكتراث ليتابع وهو يتمعن بهما )  ما تخفيان 
- انا لا شيء ..شقيقتك لا اعلم فعلاقتي بها حقا ليس بذاك العمق لذا ان كان لديك اي سؤال بشانها فالتقم بطرحه عليها ( واضافت بتعمد حتى تبتعد عن الحديث عن سيلا ) هل تشاجرت مع روجر حقا ( مرت لحظت صمت قبل ان يقول بروية )
- فعلت .. فلقد حذرته اول مرة ولم يبدوا انه اخذ الامر على محمل الجد لذا كان علي افهامه الامر مرة اخرى ... اعاد للوقوف امام منزلك 
- لما فعلت هذا 
- لما .. انتِ جادة .. اعتقدت ان الامر يزعجك 
- وان كان ما كان لك التدخل 
- هل تصغين لنفسك بما تتحدثين به 
- اجل ناثان انا اعلم عما اتحدث به ربما يروقني تتبعه لي ومحاولاته اصلاح الامر ولا يزعجني هذا 
- انت فقط تحاولين مضايقتي اليس كذلك 
- لا انا جادة 
- جادة بماذا بالعودة اليه لابد وانك جننتِ ولا اعتقد انك كذلك انت فقط تقومين بإزعاجي 
- ولما قد افعل هذا 
- لأنك لا تريدين الاعتراف بالحقيقة 
- عن أي حقيقة تتحدث 
تحركت يده التي لامست خصرها لتنسل ببطء نحو ظهرها ليجذبها نحوه مما جمدها في مكانها بينما جذبت يده يدها الاخرى ببطء ليقربها من صدره لتهمس بقلق وهي تحاول ان لا تجاريه 
- اجننت ان والدينا يجلسون هناك 
- انهم منشغلون بالطعام 
- دعني ابتعد دون احداث جلبه 
- لما هل مسست وترا حساسا هنا هل احتاج لفعل المزيد حتى تعترفين 
- توقف ( همست بتوهان فهي تعلم انها منجذبة إليه ولكن ليس عليه ان يعلم فتابعت بصوت حاولت اخراجه جادة دون ان تفلح بهذا ) لننهي هذه الرقصه 
فهمس متجاهلا قهولها وعينيه الهائمتان بها لاتفارقانها 
- ان وجود هذا جميعه حولنا .. انقذك  ( واغمقت عينيه بشدة قبل ان يتابع ) علمت ان ما كان علي مراقصتك 
- لننهي الامر اذا 
- يسرني ذلك 
أجابها وهو يتوقف مبتعدا عنها خطوة للخلف ويشير بيده لها لتتقدمه بالسير ففعلت ليعودا لمقاعدهم لتتناول كوب الماء لتنشغل به وهي تحاول جاهدة ان لا تفضحها ملامح وجهها فلقد جن قلبها بداخلها تبا انها حقا واقعة في غرامه عليها ان تستيقظ اجل عليها هذا ابتسمت لسيلا التي حدثتها لتدعي انشغالها معها فلا تجرؤ على النظر باتجاهه الان لتمضي ما بقي من الامسية وهي تدعي انها تقضي وقتا ممتعا لتعود الى المنزل اخيرا لتتنفس الصعداء وهي تغلق بابها وتتجه نحو غرفتها لترتمي على سريرها ويتملكها شعور بان عليها الابتعاد والهروب منه ومن نفسها لا تشعر انها على مايرام وقلبها بداخلها يعتصر بهذا الشكل .