انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الاثنين، 31 يوليو 2023

انـا وغــريـمـي 3


- ها أنا قادمة 
قالت بتفكير وهي تترك ما بيدها لتنزل نحو غرفة الاستقبال 
- سيدة فيشر 
- ارجوا المعذرة منك ولكني سالت عن السيدة الكبيرة فقيل لي انها ليست هنا 
- ذهبت لزيارة السيدة توبار فهي متوعكة مؤخرا
- سامحيني على ازعاجك ولكن الامر مهم واحتاج لتحدث معكن بشأنه
- اهلا بك في أي وقت 
وأشارت لها نحو الأريكة لتجلس ففعلت وهي تضيف وليونور تجلس امامها 
- في كل شهر نحضر بهذا الوقت لرؤية السيد جيفرسون لنحصل منه على النقود التي منحنا إياها السيد البرت ولكنه رفض ان يعطينا إياها البارحة بامرا من السيد نايجل رغم انه مضى على وفاة السيد الكبير عاما ولكننا كنا نستلمها دون أي اعتراض من احد ولكن لا اعلم لما فعل السيد نايجل هذا فالقد منحنا إياها والدك عن طيب خاطر واراد ان ينشئ كريك بأمان لذا جئت لرؤيتكم فهل هناك سببا ما لمنعنا من الحصول عليها اننا نعتمد عليها بشكل كلي وبحاجتها
- لا اعلم شيئا عن هذا لذا هل منحتني بعض الوقت لأرى ما هناك 
- انها مصدر الدخل الوحيد لنا لذا ارجوا ان تعذريني ان تعجلت بالأمر 
- لا باس اعدك ان أرى ما هناك سريعا .. جيسي ( اضافت عند دخول جيسي لتقديم الشاي لهم ) احضري احد الاكياس الموجودة في درج غرفتي ( وعادت نحو السيدة فيشر التي اخذت ترشف من كوبها مستمرة لها بود ) انها شيء بسيط لتتدبري به امورك الى ان أرى ما الذي يجري فكما تعلمين قد استلم نايجل إدارة أمور العائلة الان وهو من يتحكم بكل شيء .
راقبت السيدة وهي تغادر قبل ان تطلب اعداد خيلها لتمتطيه وتحثه على السير متجهة نحو المصنع لتترجل عنه وهي تحدق بخيل نايجل المربوطة بالخارج برفقة مجموعة أخرى من الخيول فتوجهت لداخل المصنع المكتظ بالعمال
- انسة كرانستون
اسرع فريون رئيس العمال لاستقبالها عند دخولها لتجول بنظرها بأرجاء المكان وقد اخذ العمال بتعبأة أكياس الفحم الحجري الذي يصلهم من دلبروك استعدادا لنقله بالقطارات الى القرى والمدن المجاورة دون توقف قائلة وهي تتابع سيرها نحو الادراج الجانبية التي توئدي للطابق الثاني 
- كيف يسير العمل 
- على قدما وساق انستي كما ترين 
اجابها وهو يعود للوقوف امامها مما جعلها تتوقف بدورها قائلة بحيرة 
- نايجل هنا اليس كذلك 
- لا ليس هنا 
اسرع بالقول وقد نزل من فوق للتو لتنفيذ امر نايجل الذي شاهدها تقترب من بعيد من خلال النافذة ليقوم بالطلب منه اعلامها بعدم وجوده هنا ان سألت عنه مما جعلها تسحب قفازها الأسود القصير ببطء من يدها قائلة 
- حقا و .. اين قد يكون ذهب 
- لا يعلمني السيد بتحركاته ( تعلقت عينيها به قبل ان تهم بتخطيه من جديد ليعود للوقوف امامها قائلا ) ربما عاد للمنزل اجل قد يكون فعل 
- قد يكون فعل ( كررت من خلفه واشارة نحو الادراج مستمرة ) لا تمانع بصعودي للأعلى اتفعل 
- ولكن الـ
- ان حصانه بالخارج فريون لذا لا تضع نفسك بمواقف محرجة كهذه مرة أخرى 
اجابته وتخطت عنه ليتجمد في مكانه قبل ان يتابعها وهي تصعد الى الأعلى لتدخل الى غرفة المكتب محدقة بنايجل المنشغل ببعض الأوراق امامه 
- لا تضع موظفيك بمواقف محرجة فهذا سيجعلهم يفقدون مصداقيتهم هنا  
رفع عينيه عن الأوراق نحوها بثبات ليخفض الأوراق ببطء من يده ويستند الى الخلف بجلسته قائلا
- ما الذي تفعلينه هنا 
- اتفقد املاكي ام تراك نسيت ان هذا جميعه كان لنا 
- كان 
- ومازال والا ما كنت تجلس هنا 
- انه مكان عمل لذا ماذا تفعلين هنا 
- حضرت لرؤيتك 
- الم تستطيع ضبط شوقك لي الى ان اعود للمنزل 
فتحت شفتيها عاجزة عن النطق لأول وهلة قبل ان تتمتم باستنكار 
- افضل الدفن حيا على هذا .. لم منعت السيدة فشر من الحصول على مدخرات هذا الشهر 
- وما شأنك بهذا 
- انه شأني فوالدي من تكفل بهم
- وانا الغيت هذا الامر 
- باي حق
- بحق اني من ادير الامر الان 
- ليس عليك ان تكون مجحفا بحق الاخرين فما تحصل عليه هي وابنها منا هو ما تستطيع العيش به فليس لها معيل سوى كريك وكما ترى انه عاجز 
- انتِ واثقة من انه عاجز 
- ان قدمه مصابة 
- ولكن هذا لم يمنعه من لعب القمار .. اجل انه يضيع المال على لعب القمار لما علي اعطائهم المال ان كان سيبعثره بهذا الشكل 
- من اعلمك بهذا .. اعني انتَ واثق من الامر 
- اجل واثق وليس بالجديد فهو من سنوات يفعل هذا يأخذ جميع المال الذي تحصل عليه والدته رغما عنها ليبعثره 
- لا اصدق هذا 
- ليست مشكلتي 
- على تحري الامر ( اجابته رافضة ما يقوله وتحركت تهم بالمغادرة فقال )
- لا تعودي الى هنا فهو مكان للعمل ولتحافظي على طاقتك فعلى ما يبدوا انك استفذتها البارحة
لمحته بنظرة وهي تستمر بسيرها مغادرة دون اجابته لتعود بأدراجها نحو الاسطبلات لتتوقف لرؤيتها لكايل لتناديه طالبة منه الاقتراب وهي تترجل عن خيلها قائلة 
- اريد منك البحث بأمر كريك اريد ان اعلم ما الذي يفعله وان كان حقا يحصل على النقود من اجل لعب القمار وكيف تستطيع والدته تتدبر امرها تستطيع فعل هذا 
- بكل تأكيد 
- و ( توقفت بتردد ثم اضافت بصوت هامس ) اريد ان تذهب لإعلام نيكولا باني اريد رؤيته الليلة 
- الليلة انستي ( قال بحيرة فهزة راسها له بالإيجاب قائلة ) 
- اجل .. كنت اريد مقابلته بالأمس ولكن لم استطع الذهاب هل .. هل بدا مستاء لعدم تمكني من رؤيته وكثرة اعتذاراتي عن لقائه
- في الحقيقة انستي .. اجل .. بدا الانزعاج عليه كثيرا .. حتى .. حتى في اخر مرة عندما راني متجها نحوه اخذ بالتذمر 
- اعلمه اني ساوفي بوعدي هذه المرة وسأحضر مهما كان فلينتظرني بالثالثة صباحا قرب مخزن الحطب واني هذه المرة لن اخلف بالأمر وسأحضر مهما حصل
- الثالثة صباحا ( تمتم كايل بحيرة فهزة راسها له بالإيجاب قائلة )
- اجل وسترافقني كن جاهزا 
هز راسه لها بالإيجاب فقدمت له كيسا من النقود وهي تقول
- خذ هده لك 
- اشكرك جزيل الشكر انستي 
اسرع بالقول بحماس وهو يتناول كيس النقود منها بينما تحركت لتعود بأدراجها للمنزل  .

اخذت تتقلب بفراشها وهي تفكر بما ستعلم به نيكولا انه يعلم ما تريد منه بالتأكيد فلن تستهين بذكائه لذا ستحاول ان تكون حريصة ستبدي له رغبتها بان يحل مكان نايجل وان عليهما ان يختطان جيدا للأمر فعليهم ان يقنعوا جدها أولا لان الأمور بعدها ستكون سهلة وبنفس الوقت عليها جعله يدرك انها تفعل هذا لأنها تراه مناسبا لها بعكسها ونايجل لا تعلم ان كان ما تفعله يصب حقا بصالحها ام لا فهي لا تستهين بنيكولا ولكن ما تريده الان هو الخلاص من نايجل عندما تفعل هذا ستفكر بباقي الأمور فقد تتخلص من نيكولا أيضا ان وجدت انه من الصعب التعامل معه نهضت من سريرها وهي تحمل الشمعة المجاورة لها لتضعها على رف المدفئة وترتدي ثوبها ثم تتناول وشاحها لتتنفس بعمق قبل ن تغادر غرفتها وتتحرك بروية نحو الادراج متلمسة الدرابزين لتنزل بهدوء فالليل الحالك قد عم المكان تحركت بشكل مستقيم نحو الباب عند نهاية الدراج 
- الى اين بهذا الوقت
انتفضت لسماعها صوت نايجل واسرعت بالنظر نحو المقاعد محاولة اختراق عتمت الغرفة وقلبها يتسارع داخل صدرها غير مصدقة وجوده هنا بهذا الوقت لتتوقف على عود الثقاب الذي اشعله ليقربه ببطء من الشمعة المجاورة له ليظهر جانب وجهه المنشغل عنها قبل ان يقوم بإطفاء عود الثقاب وهو ينظر اليها بحدة متابعا بهدوء لا يبعث على الراحة  
- اليس الوقت متأخرا على مغادرة المنزل 
ضمت اطراف وشاحها محاولة إخفاء توترها وهي تقول  بصعوبة
- ما الذي تفعله هنا 
- لطالما أحببت الجلوس بالظلام لابد وانك تذكرين هذا ولكن الى اين انتِ متجهة بهذا الوقت المتأخر 
أضاف وهو يلمحها بنظرة شامله فقالت بثقة كاذبة
- احتاج لتنشق بعض الهواء 
- اتعاني غرفتك من صعوبة بالتهوية ما اذكره ان نوافذها كبيرة ( اجابها بسخرية ولكن ملامحه كانت بعيدة جدا عن ذلك وتحرك عن مقعدة ببطء متجها نحوها وهو يستمر بينما تتابعه بكل حواسها غير مصدقة وجوده هنا بهذا الوقت ) ام فاتني شيء ما فانت تتصرفين بغرابة مؤخرا البارحة رفضتي مرافقتنا لحضور المهرجان بحجة انك ترغبين بالنوم واليوم تتسللين بهذا الوقت اانت معتادة على هذا .. اتفعلين هذا بالعادة اكنت تحاولين التخلص منا البارحة نحن نذهب للمهرجان وانتِ .. ماذا هيا اعلميني ما لا اعلمه .. ايعلم أحد بانك تغادرين بعد منتصف الليل اتفعلين هذا بالعادة ( ووقف امامها مستمرا وعينيه تضيقان بها بينما تعمدت متابعته بذقنا مرفوعة وهي تحاول إخفاء هلعها من ضبطه لها الان ) اعلي ما اقلق بشأنه 
- عما تتحدث 
- ا .... تلاقين احدهم بهذا الوقت ( وامام توسع عينيها وقد همت بالتحدث اسرع بالإضافة ) لا يوجد سبب واحد مقنع يجعلني اصدق تسللك بهذا الوقت الى الخارج الا ان كان ورائه رجلا ما اتلاقين احدهم احقا تفعلين
أضاف بحدة وقد بدا غضبه الذي يخفيه يظهر لتقول مستنكرة قوله 
- كيف تجرؤ على اتهامي بهذا اتعتقدني احد تلك الفتيات اابدوا لك من مستوى من تعاشرهن اخرج ليلا للقاء رجلا انتَ لا تعلم مع من تتحدث 
تحركت يده لتقبض أصابعه على كوع يدها ليجذبها نحوه قائلا امام وجهها بإصرار وجمود 
- ما سبب مغادرتك المنزل الان اذا 
حاولت جذب يدها للخلف لتخلص من قبضته دون فائدة وهي تقول 
- اشعر بالاختناق واحتاج لتنشق الهواء انه بهذه البساطة
- ان جمعت من في المنزل الان لرؤيتك ماذا سيرون فتاة خارجة للجلوس بالحديقة لتتنشق الهواء وتتمتع بصوت صراصير الليل وضربات الخفاش لا تستخفي بعقلي كثيرا واعلميني من كنت ستلاقين هل ابدوا لك ساذجا جدا حتى تنطلي علي هذه الكذبة 
- لا اكترث
- ستفعلين هيا اعترفي .. من هو هيا اعلميني لأني سأعلم من هو في النهاية 
رفعت ذقنها بكبرياء وهمت بالتحرك دون اجابته الى انه قال بحدة خافته ثبتتها في مكانها ومازالت يده تقبض على ذراعها
- انه سايمون اليس كذلك فلا اعرف رجلا جبان قد يلجئ لهذا غيره 
- سايمون .. سايمون غادر منفيس منذ عام مضى وحقا لا يشغل احد هنا غيرك
- عاما مضى تخجلين القول انه غادر بعد شهرا واحدا فقط من وفاة والدك 
- بما انك تعلم هذا لما تستمر بالسؤال عنه 
- وما الذي اعرفه انا فقد يكون عاد .. و.. عدتي لتجديد ما كان بينكما اليس الامر به اهانت لك الم يتخلى عنك كيف تعودين لهذا 
- تعتقد انك تعلم كل شيء اليس كذلك اذا لأتركك لاعتقاداتك الوهمية التي ترضي غرورك ليس الا 
- تحاولين ايهامي انه لم يتخلى عنك بعد فقدك كل شيء 
- رغم ان الامر لا يعنيك ولكني حقا ارغب بتحطيم غرورك لا لم يتخلى عني فانا من فعلت ولو اردت الارتباط به لغادرت معه نحو جيراترود ولكن اتعلم نايجل لست فتاة تتخلى عن عائلتها عند المحن واكبر برهان على هذا هو انت ووجودك امامي تحاسبني على خطواتي وانفاسي 
- عندما اجد خطيبتي المصون تغادر في هذا الوقت اجل سأحاسبك على انفاسك وخطواتك لان اسمك مرتبط بي الان وكل ما سيصدر منك سيأثر علي ام تعتقدين اني رجلا لا اكترث على ما يقال عن من سأرتبط بها ( تابع يجدية تامه امام عينيها الثابتتان عليه واستمر ) عودي الى غرفتك حالا ولا تجعليني اراك تكرارين هذا مرة أخرى ابدا لأنه حينها لن اكتفي بالطلب منك بالعودة بأدراجك .. هذه التصرفات المشينة عليك نسيانها فالمغادرة ليلا وبهكذا وقت ليس ورائه الا امرا مشين يجعلني اعيد حساباتي وهذا ليس في صالحك انت تستمرين يتخيب املي فيك 
- اتعتقد حقا اني اهتم لما تقوله 
- عليك ذلك فلصبري حدود ولا اعدك ان أكون مهذبا ان نفذ .. لا اعدك ابدا ( أضاف كلماته الأخيرة مشددا عليها وأشار براسه الى الأعلى مستمرا ) عودي الى غرفتك ولا تغادريها مرة أخرى ليلا ابدا لا تفعلي ( ومال براسة نحوها اكثر مما جعلها تبتلع ريقها بذعر دون ان تفارق عينيها عينيه وهو يهمس بصوت خافت حاد ) لا اسامح على الخيانة لا افعل لذا تعقلي وتوقفي عن العابك الشيطانية هذه
- حاجتي بمغادرة غرفتي بهذا الوقت تعد خيانة ليكن لا اكترث فما يدور بعقلك هو ملك لك ولا اكترث به حقا واتعلم تستطيع مرافقتي بهذا تشعر بالاطمئنان هيا افعل 
- ما الذي تقصدينه بتصرفاتك هذه اذا .. اشعال غيرتي .. كنت تعلمين اني اجلس هنا وتعمدت فعل هذا ( فتحت فمها عاجزة عن التحدث لوهلة بينما استمر بثقة كبيرة وغرور )  لن تفلحي فلا اكن لك أي مشاعر لذا تعقلي .. اتعلمين بعد التفكير لا امانع بان تبدئي بالاهتمام بأمري ففي النهاية نحن مرتبطان 
- لقد سددت شهيتي عن الحياة بأجمعها الان تبا لحظي التعس 
همست وهي تنسحب مبتعدة من امامه عائدة نحو الادراج وهي تتابع بتذمر وعصبية
- اكاد اختنق الان حتى لو خرجت لن اجد الهواء 
تابعها وهي تصعد الى اعلى دون ان تتوقف عن التمتمة بتذمر وعينيه تلتمعان اتعتقد انها تستطيع خداعه بهذه السهولة عليه ابعاد نيكولا من هنا لأنها لن تستسلم بسهولة وقد فاض به الامر .
أغلقت باب غرفتها خلفها بضيق شديد واخذت تسير بالغرفة ذهابا وايابا بتوتر كبير ان نيكولا بانتظارها لم دائما تفشل برؤيته لما حظها عاثر لهذه الدرجة ما الذي عليها فعله الان اتحاول التسلل من جديد وان كان نايجل مازال بالأسفل ما الذي ستفعله الان لتنتظر قليلا حتى يأوي الى فراشه اجل هذا ما ستفعله ثم تعود للخروج دون ان يشعر بها ولكن بحق الله لما يجلس بالظلام لطالما كان غريب الاطوار ولكن .. اكان بانتظارها .. ايعلم بانها ستلتقي نيكولا .. ولكن من غير المعقول ان يعلم فلوا علم لما توانا عن مواجهتها بالأمر حركت راسها بعدم رضا وتناولت الكتاب الموضوع على رف المدفئة لتتحرك نحو المقعد لتجلس عليه وتفتح الكتاب ستنشغل قليلا بهذا حتى تتأكد من قصده لغرفته ثم تغادر اجل هذا ما ستفعله .
- انستي .. انستي .. لما انتِ نائمة هنا 
فتحت عينيها بنعاس محدقة بجيسي لوهلة دون فهم ما تتحدث عنه لتهم بتحريك جسدها لتشعر بتيبسه فهمست وهي تحدث نفسها 
- غفوت هنا 
- هذا ما يبدوا عليه الامر 
تحركت بصعوبة نحو سريرها لترتمي عليه وهي تقول 
- لا يزعجني احد مازلت بحاجة للنوم .

- اننا مدعوات لتناول الغداء عند جيمس ( قالت ابريال مما جعل ليونور ترفع راسها عن الصحيفة محدقة بها وهي تتابع ) ستغادر عائلة ايدن كرانستون عما قريب 
- يغادرون ( قالت ليونور بقلق )
- لقد اطالوا البقاء هذه المرة ( قالت ابريال واستمرت ) من الجيد انهم لا يقطنون هنا ( وامام تحديق الفتيات بها تابعت ) لم اودهم يوما ولا استطيع فالذي رئيته منهم لا يجعل قلبي يصفى اتجاههم 
- لقد مر الزمن و
- لا لن يتغيروا لا تدعيهم يخدعوكِ ( اجابت ليونور واستمرت وهي تحدق بالأدراج التي يطل منها نايجل ) انهم أناس جشعين لا يفكرون الا بنفسهم 
- عمتم صباحا 
- وانتَ أيضا ( اجابته ابريال واستمرت وهو يتجه نحو المقعد ليجلس عليه ) لابد وانك اطلت السهر البارحة 
هز راسه بالإيجاب وهو يجول بعينيه بين الفتيات قبل ان تثبتا على ليونور التي ادعت انشغالها بالصحيفة بينما استمر نحو والدتها قائلا
- اليوم إجازة وليس علي النهوض باكرا 
- دُعينا لتناول طعام الغداء بمنزل جيمس
- وصلتني الدعوة امس ( قاطعها قائلا واستمر ) وقمت بالاعتذار بالنيابة عنكم ( توقفت الاعين عليه وقبل ان تتحدث أيا منهم استمر بثقة ) كنت اعددت لنزهة لليوم لذا جاءت دعوتهم في وقتا غير مناسب 
- غير مناسب لمن ( قالت ليونور معترضة بينما نهرتها والدتها بعينيها الى انها تجاهلتها مستمرة ) ان كان غير مناسب لك فلا تذهب اما نحن فسنذهب 
- لقد اعددتُ هذه النزهة خصيصا من اجلك 
قال بكسل وهو يسترخي بجلسة للخلف
- من اجلي حقا ولكن كان عليك سؤالي قبل ان تقرر الامر الا تعتقد انه يحق لي قبول الامر او رفضه 
ظهرت ابتسامة ساخرة على حافة شفته وهو يقول
- الاحظ انك تشعرين بالملل وتحتاجين للخروج لتنشق الهواء لنفعل هذا بضوء النهار .. كما ان علاقتنا متوترة قليلا مؤخرا فسعيت لإصلاح الامر ( ونظر نحو ابريال مستمرا ) الست على صواب ( هزة ابريال راسها بالإيجاب فاستمر ) لذا فكرة بقضاء بعض الوقت معا .. طلبت من جيفري ان يعد كل شيء لنزهة اليوم فسنتناول الغداء قرب البحيرة 
- البحيرة هذا ( قالت ايزابيل بحماس ثم حاولت تخطي حماستها عندما جحرتها ليونور لتضيف بصوت متردد ) منذ زمن لم .. نذهب اليها 
- انها فكرة جيدة ونحن بحاجة للخروج بنزهة لذا هيا قمن للاستعداد 
 حدقت بوالدتها التي قالت ذلك فحركت لها راسها تحثها على النهوض دون اعتراض الا انها قالت بإصرار 
- ارغب حقا بتلبية دعوت عمي جيمس لذا لناجل النزهة للغد لن يضر الامر 
- هل انت بشوق لرؤية ماتي وميري حقا .. ما المشكلة لنذهب اليوم في نزهة بما انني اعددت لها وغدا اصطحبكِ لرؤيتهم أهذا يناسبك 
قضمت شفتها من الداخل فهي تريد التحدث مع نيكولا علها تحثه على البقاء هنا وليس رؤية ماتي وميري
- هيا هيا يا فتيات قمن للاستعداد .. دون اعتراض فلم نخرج منذ وقت للتنزه وانا بشوق لهذا
قالت ابريال تحثهم على التحرك ففعلن بتردد وهم ينظرون نحو ليونور الثابتة في مكانها محدقة بنايجل الذي ينظر اليها بثقة كم تكرهه كم تشعر بالاختناق من رؤيته ورؤية نظرت الاستمتاع التي تلوح بعينيه 
- هيا ليونور 
قالت والدتها لتخرجها مما هي به فنظرت نحوها قبل ان تقف وتتبع شقيقتيها مرغمة بينما بدا الرضا التام على نايجل .

اخذت ميرفا وايزابيل القارب فور وصولهم وقد ظهر الحماس عليهما لرؤية البحيرة بينما رفضت مشاركتهم وفضلت البقاء برفقت والدتها لتجلسا على الرمال تحت المظلة الكبيرة تراقبان ما يجري حولهما لتتابع نايجل الذي تخلص من ملابسه العليا وقفز بالبحيرة ليسبح بعيدا
- كان علينا تلبيت دعوة العم جيمس وليس الحضور الى هنا 
- لا ارغب بمجالسة ايدين وجيسيكا
- وانا لا اريد ان اتقرب من نايجل 
- لا تفعلي بنيتي فقط دعي الأمور تسير بروية 
- الى متى 
- ان خالك يحاول انه الخيار الوحيد الذي نملكه الان فان استطاع الحصول على المساعدة حينها لن يجرؤ احد على الاعتراض
- الى متى 
عادت لتكرر بيأس قبل ان يشدها اهتزاز القارب  
الذي تركبه ميرفا وايزابيل وقد تابعت ميرفا التجذيف بينما وقفت ايزابيل بمرح ولكنها فقدت توازنها وسقطت منه فأسرعت ليونور بالتحرك بقلق نحو البحيرة لتسير بالماء بسرعة وهي تدرك ان ايزابيل لا تجيد السباحة لتأخذ وبريال بالهتاف باسم ايزابيل بقلق نظر نايجل اليهما قبل ان يحدق بالقارب ويتحرك باتجاهه وقد سمع صراخ ميرفا التي تحاول مساعدة ايزابيل ليمسك بإيزابيل ما اصبح بجوارها ويسرع برفعها ثم دفعها للعودة الى داخل القارب قبل ان يهم بدفع القارب ليتوقف محدقا بليونور التي غمرتها المياه حتى خصرها وقد احمر وجهها قلقا وتسارعت أنفاسها ليقول
- انت لا تجيدين السباحة أيضا هذا ما اذكره على الأقل هيا عودي بأدراجك يكفينا غرقا اليوم 
تجهمت من قوله واستدارت لتعود نحو والدتها التي وقفت بانتظارهم بقلق لتقف بجوارها الى ان اقترب القارب لتقوم بمساعدة ايزابيل بمغادرته وهي تتساءل
- انتِ بخير 
هزت راسها بالإيجاب وهي تجر ثوبها الثقيل والذي يصعب السير به بينما اخذ نايجل يسحب القارب مع ميرفا ليعيده الى الرمال لتعود ميرفا نحوهما بينما ارتمى نايجل على الرمال 
- ما كان عليك الوقوف بالقارب 
نهرتها والدتها من جديد وقد جلسن تحت المظلة  
- ما كان علينا الحضور الى هنا حتى ان الامر ليس ممتعا فلم نصطحب أحدا برفقتنا ( قالت ليونور بتذمر قبل ان تلمح نايجل الممد بعيدا وعلى ما يبدوا انه قد حصل لنفسه على قيلولة  لتستمر ) لنتناول طعام الغداء ونغادر 
- لم نحضر الى هنا منذ زمن لنبقى قليلا ( قالت ايزابيل معترضة فأجابتها ميرفا )
- انت مبتلة تماما 
- سأجف فها انا اجلس بالشمس .. ها هو ينهض  
اضافت مما جعلهم ينظرون نحو نايجل الذي تحرك ليجلس قبل ان يقف ويتجه نحوهم فتناولت ليونور كوب العصير لتنشغل به بينما اضافت ايزابيل التي تتابعه وقد اقترب منهم ليتناول قميصه البيضاء ليرتديها ويتابع سيره 
- الى اين تذهب 
- لتجول حول المكان 
- اصطحبني معك 
اسرعت بالقول وهي تقف وتسرع بلحاقه مما جعل ابريال تقول 
- لا تطيلا فسنتناول الطعام قريبا
- الم يقل بانه يحتاج لمرافقتك ( قالت ميرفا وهي تسحب نظرها عن نايجل وايزابيل نحو ليونور مستمرة ) ربما كان عليك مرافقتهما 
- ليس انت أيضا ما بالك ( قالت بتذمر بينما ضحكت ميرفا قائلة )
- لا احسدك على ما انتِ به 
- لن يطول الامر لا لن يطول 
- ارجوا ذلك ( تمتمت ميرفا بينما التزمت ليونور الصمت )
- ها هما .. هيا سنضع الغداء 
قول ميرفا اخرجها من شرودها وجعلها تنظر نحو نايجل وايزابيل الذين عادوا بأدراجهما نحوهم وقد بدت السعادة على ايزابيل التي تثرثر دون توقف بينما اكتفى نايجل بالإصغاء لها ليتناول الطعام بصمت رغم محاولة ابريال التحدث اكثر من مرة في محاولة لكسر الجو الذي لا يبعث على الراحة الملازم لهم الا انها لم تفلح ليعودوا بأدراجهم ومازالت ايزابيل تثرثر بسعادة مما جعل شقيقتيها تتأملانها قبل ان تتبادلا النظرات وتنفجرا ضاحكتين عند عودتهم للمنزل 
- انت غير معقوله لا تتوقفين اعترف لم يسعد احد اليوم سواك رغم تعرضك للغرق ( قالت ليونور )
- لقد انقذني نايجل من الجيد انه كان برفقتنا 
قالت بسعادة وهي تغادر نحو غرفتها بينما تمتمت ليونور لميرفا وهما تدخلان غرفتها
- أتعلمين انها اسوء نزهة قمت بها خاصة لوجوده بيننا .. انه دائما يفسد ما اخطط له ..احتاج لرؤية نيكولا قبل مغادرته ماذا افعل علي ثنيه عن المغادرة بأي طريقة اتعلمين سأرسل له رسالة 
قالت برضا وتحركت نحو المكتب لتتناول ريشة وعلبة الحبر وتجلس على لمقعد خلفها وهي تفكر قبل ان  تكتب بتاني 
- اسف لجعلك تنتظر دون فائدة احتاج لرؤيتك بشكل ملح لا تغادر منفيس قبل ان التقي بك الامر مهم ومصيري 
اعادت الريشة الى مكانها لتعود لقراءة ما كتبت قبل ان تضعها بمغلف وتقوم بختمه ثم تتحرك نحو سريرها لتشد الحبل المجاور له وميرفا تقول 
- انتِ واثقة مما تفعلينه 
- اجل ( اجابتها واستمرت لجيسي التي اطلت ) اعطي هذه لكايل ليقوم بإيصالها لنيكولا دون ان يشعر به احد جيسي ليكن حذرا 
تناولت جيسي المغلف منها وهي تهز راسها لها بالإيجاب لتستمر بعد مغادرتها بالحديث ولكن ميرفا كانت قد شردت بعيدا فلن تمر الأمور بسلام ان اتفقت ليونور مع نيكولا اعليها اعلام والدتها ام لا تفعل انها واثقة انها لن تسر بهذا بالمقابل ليونور تقوم بتضحية من اجلهم الا يحق لها اختيار الشريك المناسب لها لا تعلم ما تفعل تشعر بالعجز ولا تحسد ليونور على ماهي به فلا تعلم لو كانت في مكانها كيف كانت ستواجه الامر .

اصغت بكل حواسها لحديث والدتها التي قالت في اليوم التالي وقد انضمت لها ولجدها لشرب الشاي في الحديقة  
- مساء اليوم سنذهبن الى منزل فرانسيس استرافقنا ( هز هاريسون رأسه بالإيجاب فتابعت ) انهم يعدون حفل وداعا لحفيدهم براد سيغادر للدراسة في الجامعة  
- انه متفوق منذ البداية وكذلك شقيقه الأكبر وينسلي
- افكر بإحضاره لإعطاء ايزابيل بعد الدروس 
- لما لا انه معلم ماهر سأحدثه الليلة بهذا الشأن  
اجابها هاريسون بينما شردت ليونور بعيدا يجب ان تلتقي بنكولا الليلة عليها استغلال الامر وعدم تفويته لذا ما ان رئته يطل برفقة عائلته حتى تابعتهُ بنظرها قبل ان تعود نحو ميرفا وايزابيل الواقفات مع الفتيات فبحثت عن نايجل لتجده يقف برفقت بعد الرجال منشغلا بالحديث فتحركت نحو نيكولا ليبتسم لها وهو يراها مبادرا إياها
- كيف انتِ هل جميع امورك بخير 
هزت راسها بالإيجاب وهي تهمس بتوتر 
- اعتذر حقا لعدم استطاعتي رؤيتك كلما حاولت ملاقاتك يحدث ما يمنعني ارجوا ان تغفر لي عدم حضوري المتكرر
توقفت عن المتابعة ونظرت لجوارها بمرور احد الرجال خوفا من ان يكون نايجل قبل ان تعود نحو نيكولا الذي عقد حاجبيه قائلا بحيرة وتفكير
- اكنتِ تريدين رؤيتي اتحتاجين لي .. اهناك ما علي معرفته ( تجمدت عينيها عليه لقوله الحائر والصدمة تلوح بهما لتعجز عن الحديث لوهلة بينما استمر ) تعلمين اني عند عمي جيمس لما لم ترسلي خلفي 
- انتَ هنا 
اخرجتها كلمات نايجل الذي اصبح بجوارها وقد استرخت يده على خصرها من صدمتها لتسحب نظرها عن نيكولا ببطء نحوه وهو يستمر لنيكولا 
- متى حضرت لم اتنبه لك
- لتو 
شعرت بنفسها تسحب بعيدا وتبتعد عن الحديث الدائر وعقلها يكرر كلمات نيكولا دون توقف عما يتحدث لما يبدوا كمن لا يعلم شيئا ولم تصله رسالتها حتى عادت بذاكرتها  الى الخلف الى .. كايل الذي ارسلته لإعلام نيكولا بانها تريد رؤيته و .. عندما اعلمته بإعلام نيكولا بملاقاتها و جيسي .. و .. لا يعلم نيكولا عن الامر شيء ولكن كيف .. جميعها .. كان .. يظهر .. لها .. نايجل .. ليعيق .. تحركها ويفشل ختطها 
نظر نايجل نحوها لتأملها له قبل ان يعود لنيكولا فسحبت نظرها عنه بشكل الي نيكولا انه لا يعلم انها أرسلت خلفه عدة مرات ليس لديه ادنى فكرة عن .. الامر ... هل .. رباه لقد تم .. خداعها طوال الوقت هل جعل عامليها يعملون لصالحه اهذا ما حدث .. جيسي وكايل يقومون بإيصال كل ما تفعله له اه هذا هو الامر هذا هو هذا ما جعله يجلس في الظلام تلك الليلة اه رباه
- ما بك 
تسأل نايجل وهو يشعر بها تسترخي في وقفتها لتشتد يده على خصرها وقد انصب اهتمامه عليها لتتمتم وهي تحاول ان تثبت في وقفتها محاولة الخلاص من الشعور بانها تهوي ببطء  
- احتاج الى مقعد لا اشعر اني بخير 
- لأصحبك لاحدها .. اعذرنا 
قال وهو يتحرك برفقتها نحو احد المقاعد لتجلس بوهن بينما أشار الى النادل الذي يحمل اكواب من العصير ليقترب تناول احداها وقدمها لها تناولته منه لترشف القليل بصعوبة وهي تحاول التماسك ولكن شحوب وجهها جعله يقول وهو يتأملها 
- نغادر 
هزت راسها له بالإيجاب وهي تتابع الرشف من كوبها بصعوبة فالقد خذلتها ساقاها كما خذلها من يحيط بها لم تكن لتشك بجيسي وكايل ابدا لم تكن لتفكر ان يقدموا ولائهم لنايجل .. عادت لنظر اليه وقد جلس امامها بالعربة التي انطلقت بهم بطريق العودة وعينيه معلقتين بسيجارته الذي ينفث دخانها لقد فشل في منعها من الحضور رغم طلبه من جيسي ان تكرر الامر كي تعود للنوم  ولكن تناول ابريال التي غادرت غرفتها للكوب وجيسي تتجه به نحو غرفة ليونور جعل عيني جيسي تتوسعان بذعر قائلة 
- احضرته للأنسة 
- احضري غيره 
اجابتها ابريال وهي ترشف منه فأسرعت جيسي بالتحرك بتعمد مدعية انها تعود بأدراجها لتصطدم بالكاس ليسقط من ابريال 
- اعتذر اعتذر سيدتي سأسرع بإحضار غيره 
راقبتها ابريال قبل ان تقول 
- ما بك تنبهي لخطواتك .. سأكون بغرفة ليونور احضري غيره ولتسرعي بمسح هذا 
- فورا انستي 
اجابتها بيأس فلقد وضعت كل ما كان موجودا ولم يتبقى لها المزيد ما الذي عليها فعله الان .

كان من الجيد ان ابريال لم تتناول الكثير ورغم ذلك شعرت بالوهن فالتزمت فراشها ولم ترافقهم ما كان عليه ان يترك ليونور بمفردها ولكن عندما تجول بين المتواجدين لم يجد اثرا لعمه ايدن او لاحدا منهم فاعتقد انهم لن يحضروا عاد لنفخ دخان سيجارته بينما تعلقت عيني ليونور به اذا هو يعلم بكل ما كانت تختط له وما كانت تنوي فعله وجعلها عاجزة عن تنفيذ ما تريده بمهارة تامة وكانه لا يعلم شيء لم تستهين يوما بذكائه ولكن ثقتها العمياء بمن يحيطون بها هي من خذلتها ترجلت من العربة فور وقوفها فرغبتها بالابتعاد عنه كبيرة جدا مما جعله يترجل خلفها وهو يتابعها تهم بدخول الى المنزل قائلا 
- منذ لحظات لم تكوني قادرة على السير 
تجاهلت قوله وتابعت الى الداخل لتتمهل خطواتها وهي تنظر نحو جيسي التي اطلت متجهة نحوها لترمقها بكره ولكن سرعان ما تبدلت ملامحها وجيسي تهمس لها فور وقوفها بجوارها 
- وصل رجل من جيراترود يحمل رساله من السيد دوراس بعد مغادرتك مباشرة 
- اين هو 
- تحدث مع السيدة الكبيرة وغادر 
- اين هي امي الان
- في غرفتها 
اسرعت بصعود الادراج الى اعلى وهي تحمل طرف ثوبها ونايجل يتابعها قبل ان يشير الى جيسي بالاقتراب متسائلا 
- هل فاتني شيء لما سيدتك تجري الى اعلى
- وصل احد الرجال من جيراترود ارسله السيد دوراس
عاد براسه نحو الادراج ببطء رافعا راسه جيدا بتفكير 
- علمت ان احدى رجال خالي قد جاء ( اسرعت بمبادرة والدتها فور دخولها الى غرفتها مما جعل ابريال التي تجلس على سريرها تنظر اليها وهي تقوم بطي الورقة التي بين يديها بروية فأسرعت بالاقتراب من سريرها واللهفة تملأ كيانها قائلة ) ماذا يقول هل استطاع مساعدتنا .. امي ( تابعت ببطء امام عيني والدتها الثابتة عليها بصمت فأضافت ببطء ) ماذا تحوي الرسالة 
واسرعت لتناولها من بين يدي والدتها التي قالت بصوت هش وهي تراقبها 
- لن يستطيع مساعدتنا 
تعلقت عينيها بالكلمات المكتوبة (( اعتذر وبشدة فقد حاولت بكل السبل التي املكها ولكن لا احد يرغب بالتدخل  ففي النهاية علينا احترام خصوصية العائلات وخاصة العائلات الكبيرة ذات المكانة المؤثرة لذا اعتذر عن فشلي بالحصول على أي مساعدة اعتذر منك شقيقتي ومن بناتك لعدم قدرتي على مساعدتكم ))
- هذا ما كنت اخشاه 
تمتمت بذعر وهي ترفع راسها عن الرسالة نحو والدتها لتسترخي في وقفتها جالسة على طرف السرير من هول ما ادركته متمتمة بصعوبة 
- انت تدركين معنا هذا لقد تورط مع نايجل كان عليك تركي اختار غيره 
- لا بنيتي لا يقلقك الامر لن تضطر لشيء 
- كيف اسنتخلى عن كل هذا كيف سنعيش كيف سنعيل انفسنا 
- ليس عليك التفكير بالأمر انا المسؤولة عنكم لذا دعي كل شيء خلف ظهرك والتفكير بالأمر فانت لست مجبرة على شيء وقصة ارتباطك ما كانت الا لحاجتنا للقليل من الوقت 
- ماذا سنفعل الان 
- دعي عنك كل شيء ولا تقلقي اعدك ان تحل الأمور الى ما نريد 
- كيف ولم نترك بابا لم نطرقه 
ابتلعت ابريال ريقها بصعوبة قبل ان تقول بوهن
- هيا اذهبي الى غرفتك الان فالوقت متأخر وغدا نفكر بحل جديد دعي الليلة تمضي لنرى صباح الغد ما سيحمله لنا 
- امي 
- اذهبي .. هيا ( قالت تحثها على مغادرة غرفتها وهي لا تريد ان تعلم بمدى الوهن الذي تشعر به بهذه اللحظة وتابعت ) لا تفكري باي شيء ولا تقلقي ابدا فلن ارغمك على الارتباط بنايجل او حتى بغيره ( ابتعلت ليونور ريقها بصعوبة فهزة والدتها راسها لها مستمرة )  اطمئني .. هيا بنيتي اعلم انك تعيشين بتوتر دائم مؤخرا وان له الزوال 
- كـ
- غدا .. غدا نتحدث 
قاطعتها قائلة وأشارت براسها لتغادر مما جعلها تنهض ببطء وتتجه نحو الباب وعينيها معلقتين بوالدتها التي اخذت تبتسم لها مشجعة الى ان أغلقت الباب خلفها لتتلمس بيد مرتجفة راسها والذعر يملأ عينيها كان لديها امل كبير بان يستطيع شقيقها مساعدتها والان هي تحت الامر الواقع عليها ان تبقى قوية من اجل بناتها ليس عليها اشعارهم بمدى الألم والحزن الذي تشعر به فخذلان الجميع لهم بعد وفاة البرت قد اثقل كاهليها وفكرة اجبار ليونور على الارتباط بنايجل امرا مستحيل ولن تفعله حتى لو كان بهذا خلاصهم الوحيد ارتباطها بغيرة من نيكولا او حتى الفريد ستكون عواقبه وخيمة عليهم فكلا منهما يكن الضغينة المبطنة لهم وسرعان ما سيتخلون عنهم بعد ان ينالوا ما يريدون انها تدرك هذا تماما لذا لن تورط ليونور بالأمر شردت عينيها امامها بإنهاك لتنزلق دموعها ولم تعد قادرة على حبسها تشعر بانها وحيدة في معركة هي وبناتها خاسرات بها من كل الاتجاهات ولا امل لهن بالفوز مهما فعلن لقد كان عاما مضني لقد اكتفت لم يعد لديها سوى الخيار الأخير وهي مغادرة منفيس لقد اعدت نفسها لهذا ولكن كانت تحمل املا كبيرا ان تنجح بالبقاء هنا اما الان لم يعد لها أي خيار اخر لذا من صباح الغد ستبدأ بالإعداد لهذا للبدأ بحياة جديدة برفقة بناتها لا خيار اخر امامها سترسل خلف نايجل في الصباح لتعلمه الى ما ستؤول اليه الأمور انها مدينة له بهذا .

- رأيت نايجل يدخل الى غرفة امي 
بادرتهم ايزابيل في صباح اليوم التالي وهي تدخل الى غرفة ليونور ذات العينين المنتفختين لقضائها لليلة لم تغمض بها عينيها سوى بضع دقائق مما جعلها تحدق بها بتفكير قائلة وهي تعود نحو ميرفا التي انضمت لها منذ ساعات الفجر 
- لما 
- لا اعلم 
اسرعت بإزاحة غطاء السرير عنها لتغادر السرير وميرفا تقول 
- قد تحتاج امي لمحادثته على انفراد 
هزة راسها بالنفي وهي تتناول روبها لترتديه وتغادر غرفتها متجها نحو غرفة والدتها لتهم بالدخول الى انها توقفت وقد تناها لها حديث والدتها  
- اتعلم لم وافقت على اقتراح عمي بان ترتبط ليونور بأحد أبناء الاعمام ... لأنه ذكرك انت اجل لو اقترح نيكولا اوالفريد لما كنتُ لأوافق على الامر منذ البداية .. لما تبدوا متفاجئ
- لم .. أتوقع هذا
- لماذا هل تعتقد اننا لا نحبك ولا نهتم بأمرك ربما انت لا تذكر ولكني افعل فعمك البرت كان شديد الاهتمام بك ربما لأننا لم نرزق بأولاد لا اعلم في الحقيقة ولكني اعلم انه كان يودك جدا وحريص على الطلب من والده ان يتفقد احوالك دائما خاصة بعد ادراكنا ما كنت تعانيه من اماليا بصمت فأنت لم تتذمر يوما لذا شعر بمسؤولية كبيرة تجاهك وشقيقك ولكنك كنت الأكثر مشاغبة وتمردا كما .. انك تهتم بأمر بناتي .. بطريقة لم يفعلها أي واحدا منهم ذاك اليوم الذي قمت به بتعليق وينسلي علمت انك فعلت هذا لأنه قام بتحدث عن ميرفا ومدى اعجابه بها ورغبته بمصادقتها فقمت بمعاقبته وتهديده ان كرر الحديث بهذا الامر ما سيجري له بينما لم يعبئ نيكولا للأمر وتركك وغادر
- من اعلمك بهذا
- انا اعلم واعلم الكثير أيضا حتى ليونور رغم عدم اتفاقك معها حينها الى انك جئتني لإعلامي بان لا اسمح لها بالذهاب برفقة الفتيات بتلك النزهة التي اعدوا لها أتذكر وعندما اعلمتك لماذا قلت لي فقط لا تسمحي لها بالذهاب لأنك كنت تعلم ما سيحدث هناك .. لقد وثقت بك حينها ولم أرسلها أتذكر رغم عدم علمي الى ما ستؤول اليه الأمور ولكني كنت اعلم انك تهتم بأمرهن .. انتَ فقط لا تستطيع التعبير عن نفسك بشكل الصحيح .. واعلم ان اجبارك وليونور على الارتباط بهذا الشكل كان خطء فادحا من قبل عمي وانا اتحمل المسؤولية معه لقبولي بذلك وجعل ليونور وانت تعانيان من الامر لقد تحدثت معها واعلمتها اننا سننهي الامر .. وسنغادر 
- تغادرون 
- اجل نحو الجنوب الى بروز فالقد تواصلت مع ماكس منذ بعض الوقت انت تعلم انه تربطنا صلة قرابة بعيدة به وقد عرض علي ان يؤمن لي منزلا في بروز لنسكن به انه كوخا صغير ولكنه يفي بالغرض لنا
- ماذا تعنين بهذا
- اني انقذكما من ما فرض عليكما واجل استسلم سنترك كل شيء ونغادر لن اسبب الأذى لك او لليونور فانا اراكما غير متفقين بتاتا وهذا لن يسبب سوى الأذى لك ولها
- انتِ تدركين تماما بان هذا سيجعلكم تعيشون بمستوى مختلف عما اعتدن عليه 
- اعلم 
- ماذا تعنين باننا سنغادر نحو بروز ( قاطعتهم ليونور وهي تدخل معترضة ومستمرة ) هل فقدنا حقنا حتى بالعيش هنا من يقول هذا 
نظرت والدتها وكذلك نايجل اليها لتقول ابريال بوهن 
- سنعتاد الامر لا تقلقي 
- كيف لا اقلق اما ان اجبر على الزواج بنايجل او انفى أهذا هو الحل الوحيد الذي وصلتم اليه اتعلمين انا موافقة على الارتباط بنيكولا او حتى الفريد لا امانع أهذا يحل المشكلة 
ضاقت عيني نايجل بها واشتد جبينه وقبل ان يتحدث قالت ابريال
- انهما غير مناسبان ابدا ولن تشعري بالسعادة والراحة معهما 
- ومعي اكانت لتفعل ( قال مندهشا من قولها فقالت )
- لطالما كنتَ مستقلا ولا تسمح لاحد بالتدخل بأمورك .. انتما لم تعطيا نفسيكما أي فرصة حتى للمحاولة لذا لابد وان ننهي الامر قبل ان يتأذى أيا منكما لو كان البرت يعلم ان اجله قد اقترب كان حفظ حق الفتيات ولكن من اين لنا ان نعلم ما ستؤول إليه الأمور
سحب نايجل من جيب سترته ورقة قدمها لليونور التي نظرت اليه بحيرة من تصرفه قبل ان تتناولها لتفتحها محدقة بما تحوي وهو يقول بحدة لا تخلو من صوته ونظراته
- لقد تم دعوتي لاستلام وظيفة في نترهام وهي فرصة لا تعوض وانظري الي ماذا افعل هنا وبماذا اضحي بالمقابل تتبجحين امامي بالقول بانك تفضلين الارتباط بنيكولا الذي لا يريد سو الاستيلاء على الإرث والتمتع به هو ووالده ووالدته لن تنالي منه انتِ او حتى شقيقاتك ووالدتك بنسا واحدا والدتك تعلم هذا جيدا وتعلم الى ما ستؤول الأمور فكيف لا تدركين هذا اما الفريد فهو امرا اخر فشقيقاته هن المتحكمات بكل شيء يخصه وان رغب ام لا سينفذ ما يردنه في النهاية فهن من قمن بتنشئته ويملكن من الحيل ما تعجزين عن تحمله يبقى امامك اما الذهاب الى بروز واتعلمين سأعلمك بما لم تعلمك به والدتك قريبكم رجلا مفلس تماما أضاع نقوده بشكل كامل ويعيش على معونه احد اقرباءه الذي يرسل له كل شهر مبلغا بسيط حتى يسد حاجاته الأساسية انه يعتقد انكم مقتدرات لذا يسعى لدعوتكم علكم تقومون بمساعدته والحقيقة انتن بحاجة للمساعدة فذلك المنزل المهترئ الذي يدعوكم للإقامة به يحتاج للكثير من العمل حتى يصلح للسكن كما انه يبعد عن اقرب منزل اخر مدة لا تقل عن ساعتين أي انه منزلا غير امن لسكن فتيات مع والدتهن لما الدهشة ها هيا والدتك اساليها ان كنت ادعي ام ان هذا هو الواقع الذي ستذهبون اليه مكان منعزل حتى فرصة ارتباط شقيقاتك ستصبح شبه معدومة وان حدث سيكون من احد المجاورين المتواضعين هذا ما ستؤول اليه اموركم في النهاية ام تعتقدين ان احدهم سيجري خلفكم الى هناك .. انتم هناك مجرد فتيات معدومات لا مستقبل لهم
-  هذا ليس صحيحا .. ليس صحيحا امي اهو كذلك 
تابعت بوهن ووالدتها تلتزم الصمت فتابع نايجل 
- بل هي الحقيقة الكاملة .. عليك فهم كيف تجري الأمور ( وتابع بكبرياء ) ولتعلمي اني لن استمر بهذه المهزلة التي تحدث بينما اجلس مرغما هنا تقومين طوال الوقت بمحاولة التواصل مع نيكولا 
- ليونور 
اسرعت والدتها بالقول معترضة على ما سمعته بينما بدا الغيظ بعينيها المعلقتين به وقد استمر 
- اجل تحاول دون كلل اتعتقدين اني لا اعلم .. انا اعلم بكل شيء يحدث هنا وبما اننا وصلنا الى هذه الطريقة فانا امهلكما حتى صباح الغد لتعلماني بقراركما النهائي لان لدي حيات اريد ان اعيشها ولن اضيع وقتا اكثر هنا 
واقترب منها متناولا الرسالة من يدها ومستمرا بتأكيد 
- اتخذي قرارك واعلميني به 
- نايجل 
- لا عمتي في صباح الغدا اسمع منكما ام الان فاعذروني 
وتحرك مغادرا بتجهم شديد فتحركت عيني ليونور ببطء عن الباب الى والدتها التي بادرتها 
- اقتربي .. اقتربي ليونور 
- امي لا اسـ
- وانا اتفهم هذا جيدا لذا لا تهتمي بما سمعته من نايجل الان فالقد اتخذت قراري بالمغادرة نحو برونز اعلم ان الامر سيكون صعبا بدايتا ولكننا سنتأقلم سنفعل اجلا ام عاجلا وسنتدبر امرنا اني ادخر بعض المال الخاص بي كما اني املك صندوق مجوهرات ام تراك نسيتِ اننا نملك بعض المجوهرات ستكون كفيلة بمصاريفنا واعداد المنزل كما نريد 
- امي 
همست بإعياء وهي تقترب منها لتحتضنها وتربت على شعرها وهي تتابع محاولة ان تبدوا واثقة 
- لا تقلقي كل شيء سيكون على مايرام لا تحملي نفسك فوق طاقتها انا اسفة حقا لوضعك بهذا الموقف لسنا اول من يتعرض لهذا ولن يكون امر تخطيه صعبا علينا
رفعت يدها تمسح دموعها التي اخذت تغادر عينيها ببطء وهي تهمس 
- منذ وفاة والدي أصبحت الحياة صعبة اننا نحاول ونحاول ولكننا الخاسرون دائما كان على جدي مساعدتنا وليس فعل هذا السنا حفيداته 
كيف يفعل بنا هذا الا يحبنا الا يهتم بأمرنا وما قد يجري لنا
- حاولت محادثته وحاولت تغير رأيه ولكن بلا فائدة انه يصر على ارتباطك بنايجل
رفعت وجهها محدقة بوالدتها وهي تقول 
- لم علي الارتباط لم لا تحل الأمور بطريقة أخرى 
ابتسمت والدتها بصعوبة قائلة 
- ليس عليك شيء انه قرارنا بالنهاية وقد قررنا ان ننهي هذا الامر ومغادرة المكان 
-ونترك لهم كل هذا 
التمعت الدموع بعيون والدتها وغصت الكلمات بحلقها وهي تجيبها بصعوبة 
- اننا ننقذ انفسنا يحق لنا الحصول على الراحة والابتعاد عن المناوشات المستمرة هنا 
- ستتوزع ثروتنا على افراد العائلة
- فليفعلوا ما يحلو لهم لن نكترث 

اخذ حديثها مع والدتها يتكرر ويتكرر في عقلها طوال الوقت مما أصابها بالإرهاق الشديد فلم تغادر غرفتها رغم محاولات ميرفا اقناعها بان تفعل لتجلس على سريرها مساء ضامة ساقيها اليها وقد أسندت راسها على ركبتيها لتنهض عن السرير أخيرا متناولة روبها لترتديه قبل مغادرة غرفتها تهم بالتوجه نحو غرفة نايجل لتتوقف عند الادراج وهي تراه يجلس في الأسفل يتصفح الصحيفة وامامه كوبا من الشاي لتبتلع ريقها بصعوبة وهي تحث نفسها على النزول لتفعل بينما حرك نايجل نظره عن الصحيفة نحوها مراقبا إياها وهي تقترب لتبادره وهي تخفي توترها
- انتَ هنا ( وامام عدم اجابته وثبات نظره عليها اضافت وهي تشعر بالعجز ) كنت اهم بالتوجه لغرفتك 
- لستُ على عجلة لأعلم ما قررتِ لذا دعي الامر لصباح الغد 
- ما الفرق الان ام صباح الغد 
- هناك فرقا كبير 
هزت راسها بالنفي بإصرار فوضع الصحيفة جانبا قائلا
- حسنا انا اصغي 
همت بالتحدث ثم توقفت لتبتلع ريقها وتحركت للجلوس على الاريكة المقابلة له لتجلس مستقيمة الظهر وقد بدأت قدميها تخونانها لتتفس بعمق قبل ان تقول بجدية 
- فكرت بالأمر جيدا 
- انتِ تفكرين اذا هذا جيد 
ضاقت عينيها به لتعقص شفتها بقوة ثم طلبت من نفسها الهدوء وتابعت بثقة لا تشعر بها بالحقيقة
- و توصلت الا انـ .. الا انـ 
- الا ان ماذا ليونور 
- ان .. ربما .. علينا .. ان .. ان
- ان 
- انتَ تعلم عما اتحدث 
- لا لا اعلم 
- ان .. نتابع .. نتابع ما بدأناه اعني ارتباطنا ( قالت بغيظ لإجباره إياها على البوح بهذا واستمرت ) ان نستمر بما بدأنا به 
- نستمر بما بدأنا به ( كرر من خلفها فهزة راسها بالإيجاب له فقال ) بشرط 
- ارجوا المعذرة 
- انا اضحى بنفسي هنا مازلتِ لا ترين هذا اليس كذلك لا تدركين ما اتخلى عنه من اجلكم 
- ولما تفعل
- من اجل العم البرت والدك وما قدمه لي لا استطيع مهمها حاولت تجاهل هذا والمضي وترككم تلاقون مصيركم فهو لم يتخلى عني لذا سارد له جميله ولكن بشرط ( عاد ليكرر واما صمتها تابع ) ستفعلين ما اطلبه منك خاصة باي امرا يخص افراد العائلة واولها الابتعاد عن نيكولا فلا اريد العودة لسماع انك تحاولين ملاقاته سرا عند اول محاولة جديدة لك سننهي اتفاقنا فالقد مللت من الامر .. لم اسمع موافقتك على هذا ( هزة راسها موافقة فتابع ) ما يجري بيننا يبقا بيننا لا اريد ان اسمع أي اقاويل حولنا يتم تناقلها بين السنة العائلة علينا اقناع الجميع اننا بخير ولا نعاني من أي مشاكل هل تستطيعين فعل هذا 
- اجل
- لا اريد ان يصل لهم أي امر يخصنا هل هذا واضح لا تجعلينا طعما هينن لهم فمن يبتسم بوجهك الان لن يفعل عندما تدرين ظهرك له ( هزة راسها بالإيجاب ببطء من جديد فتابع ) سيستمر كل شيء كما هو مخطط له وستعودين لي باي امر مهم يطرأ لا اريد ان اسمع أي شيء من الخارج بل منك هل هذا صعب عليك ( هزة راسها بالنفي فتابع برضا ) هذا كل ما لدي الان 
- لدي بعض الشروط عليك سماعها أيضا 
- كلي اذا صاغية 
- سيكون زواجا صوريا 
- لا اعتقد اننا مختلفان على هذا 
- عليك ان تحترم وجودي كزوجة لك امام الجميع كما عليك الاصغاء لي عندما اتحدث ولا تعاملني كطفلة فالقد انتهينا من هذا ( عقد حاجبيه واخفى ابتسامة مائلة كادت ان تظهر على ملامحه فتابعت ) اما قالته والدتي صحيح .. عن تلك النزهة 
ثبتت عينيه عليها بتفكير فللحقيقة لم يرد ان تذهب وسعى لذلك لأنه كان ينوي الالتقاء بكاترين ووجود ليونور كان ليفسد الامر وستعود لإعلام الجميع بانه تبعهم بينما كانت اعدت فتاتان من ال رودريد للهروب مع رجلان من القرية المجاورة للارتباط بهم رغما عن عائلاتهم مما تتسبب بمشاكل كثيرة لجميع الفتيات التي انضممن لهذه النزهة فأجابها
- تناها لي بعض الأقاويل عما تنوي فتيات رودريد فعله ولكن لم اكن واثقا من حقيقية الامر 
- اذا انا مدينة لك لعدم ذهابي بها رغم اني كنتُ غاضبة من والدتي حينها لعدم سماحها لي بالذهاب ولكن بعد ما حدث والاتهامات التي تعرضت لها الفتيات شكرت الله لأني لم اذهب .. هل هناك ما علي معرفته أيضا فانا لم اعلم سبب منعها لي بالذهاب الا الان
هز راسه بالنفي قبل ان يقول 
- لا اهناك المزيد ام انتهينا ( وامام تأملها له بغيظ استمر وهو ينفض الصحيفة ) جيد لأعود لمتابعة الاخبار 
بقيت جالسة امامه تقضم شفتها ما الخيارات التي امامها انها ترغب بتحطيم غرورة واعلامه بانها ترفضه رفضا تاما لا تعلم الى ما رمت نفسها ولكنها واثقة من ان حياتها قد انتهت منذ اللحظة التي اعلمته بها بموافقتها على الاستمرار انتهت جميع احلامها وقد تكون دمرت نفسها بهذا عليها البدأ بالتعايش مع فكرة ارتباطها بنايجل لقد كانت تحلم بان تكبر برفقة رجلا تحبه ويحبها والان عليها التعايش مع واقعها ولا تعلم ما الذي يخبئه لها المستقبل .

- هل تفقدتِ شقيقتك 
بادرت ابريال ميرفا في صباح اليوم التالي وهي تغادر غرفتها وتهم بالنزول الى الأسفل ليتناها لها صوت نايجل الذي غادر غرفته بنفس الوقت قائلا
- لا توقظيها ان كانت نائمة فالقد اطالت السهر البارحة ( وامام تأمل ابريال له بتفكير استمر وهو يقترب منها ) لقد تحدثنا مساء و .. اطلنا السهر قليلا
- اتعني انكما 
- اجل لقد اتفقنا على .. المتابعة 
- انت جاد 
- يمكنك سؤالها عند استيقاظها
تبادلت ميرفا ووالدتها النظرات قبل ان تقول ابريال ببطء وتفكير 
- دعيها اذا عندما تستيقظ نتحدث 
- ليس عليك القلق بشأننا 
- كيف ذلك 
- سنتدبر امورنا لا تقلقي ولتتابعي الاعداد للزفاف كما هو مقرر و .. اعذروني الان على الذهاب نحو المصنع فالقد تأخرت
- الن تتناول الإفطار 
- لا .. اراكما لاحقا 
تابعته ميرفا قبل ان تقترب من والدتها هامسة 
- ما الذي جرى مساء 
- لا اعلم .. تفقدي ليونور اهي نائمة حقا 
- اجل 
اجابتها ميرفا بعد ان توجهت نحو غرفة شقيقتها محدقة بداخلها قبل ان تعود بأدراجها فبدا التفكير على ابريال وهي تقول 
- لننتظر استيقاظها وسنعلم كل شيء .

توقف نايجل عن السير وقد كان يتجول بين العمال متفقدا أمور العمل لرؤيته لكايل الذي يتخطى العمال متجها نحوه هامسا له ما ان اصبح بقربه
- أرسلت السيدة الكبيرة خلف الطبيب لرؤية الانسة ليونور 
- ما بها 
- تعاني من حمة شديدة 
- احضر لإعلامي بعدما يراها الطبيب 
هز كايل راسه بالإيجاب وغادر المكان عائدا بأدراجه للقصر بينما عاد نايجل لمتابعة العمال بتفكير .

- هدئي من روعك ستكون بخير 
قالت ميرفا وهي ترى توتر ايزابيل التي قالت 
- كان علينا تفقدها باكرا فهي لا تطيل بالنوم لما لم تفعلي
- اعلمنا نايجل انهما اطالا السهر لذا اعتقدت انها نائمة ليس الا فانت ترين مؤخرا انها تطيل السهر ولا تستيقظ باكرا لم ادرك انها متعبة .. ان الطبيب ماهر لذا ليس علينا القلق
- ان كان كذلك لما هو بالداخل حتى الان 
- هلا هدئتِ انت تجعليني اتوتر اهدئي 
- لا اعلم كيف صدقتي ذلك لما قد تطيل السهر برفقة نايجل 
- اتعتقدين ان له يدا بتوعكها وكان يقوم بإبعادنا فقط 
قالت ميرفا غير مصدقة ما تنطق به وهي تحدق دون ان ترمش بايزابيل التي قالت 
- هل جننتِ لا يصل به الامر الى هذا ها هو الطبيب
اسرعت بالإضافة والباب يفتح لتطل منه والدتهم برفقتها الطبيب الذي يحدثها لتسرع ميرفا ويزابيل بالإصغاء له 
- ثابري على جعلها تتناول هذا وان حدث أي مضاعفات جديده او عادت حرارتها للارتفاع فلترسلي خلفي من جديد
تخطتهم ميرفا لتدخل الى الغرفة مقتربة من سرير شقيقتها النائمة والتي بدا الاعياء على وجهها لتلتزم الغرفة الا ان استيقظت لتبادرها وهي تساعدها على الجلوس 
- انتِ افضل الان ( هزت راسها لها بالإيجاب ومازال الشحوب يملأ وجهها والاعياء بادا عليها فجلست على حافة السرير متأملتا إياها وهي تضيف) هل نرسل خلف الطبيب من جديد
- لا 
- انتِ واثقة 
- اجل 
- ما الذي جرى لكِ 
- لا اعلم
- قال الطبيب لوالدتي انكِ مرهقة .. دعي التفكير جانبا لقد اعلمنا نايجل انكما اتفقتما على المتابعة قد يكون هذا هو السبب انتِ تضغطين على نفسك
- لا اعلم ( تمتمت وتابعت هامسة بصدق ) اشعر بالذعر لهذا 
- مازال يمكنك التراجع ولا تقلقي من اجلنا لطالما تدبرنا امورنا وسنفعل من جديد فلا تجبري نفسك على تقبل ما فرض عليك انظري الى نفسك لقد تهاوا جسدك وارتفعت درجة حرارتك واصابك الهلوسات ليس عليك الضغط على نفسك ستنهارين 
- كلما فكرت باني حقا سأرتبط به لا اعلم ما يصيبني هلا فتحت النافذة احتاج لدخول الهواء 
فعلت وهي تقول بإصرار
- علينا انهاء الامر ليونور 
- لقد اتخذت قراري وانتهى الامر لن اتراجع عنه سنبقى هنا ونعيش بأملاكنا ونتنعم بها رغما عنهم جميعا 
- ونايجل
- يغريه المال والورث والمكانة التي حظي بها لن يتخلى عن هذا جميعه بسهولة
- نتحدث عن حياة هنا حياة كاملة ارتباط مدى الحياة انت تدركين هذا 
- لقد فكرت بكل هذه الأمور و .. لستُ اول من ترتبط بهذه الطريقة .. لا اعلم ما الت اليه امورهم ولكن .. لا خيار اخر امامي .. تحدثت معه بالأمس و .. سنتابع ما بدأناه 
بقيت عيني ميرفا القلقتين معلقتان بها قبل ان تقول 
- لا اعلم ان كان قرارك صائبا 
- انه كذلك .. لا تقلقي 
اجابتها دون ان تكون واثقة فلا تعلم حقا ان كان قرارا صائبا هو فقط الخيار الأفضل الذي حصلت عليه لتبقى هي وشقيقتيها ووالدتها هنا .

- اشعر بالحيرة ( قالت ايزابيل الجالسة برفقتها تحتسي الشاي ومازالت ليونور ملازمة للسرير ) لم يحضر نايجل لتفقدك 
- ولما قد يفعل 
- الم تقولي انكما اتفقتما على المتابعة وها هو اليوم الثالث الذي تلتزمين بها غرفتك وهو لم يفكر برؤيتك رغم ان والدتي اعلمته انك متوعكة  
- ربما هذا افضل ( ومع تامل ايزابيل لها استمرت ) قد انتكس ان رأيته الان دعيني اتعافى أولا ثم ليحضر  
- لست جادة 
- بل انا كذلك 
اجابتها وهي ترفع الكوب نحو شفتيها لن توهم نفسها وتتساءل لما لم يحضر فهي تعلم من هو نايجل وماذا تكون بالنسبة له وضعت كوبها جانبا بعد ان انهته وتحركت مغادرة السرير لتتابعها ايزابيل وهي تقول
- انتِ افضل 
- اجل ولولا إصرار والدتي على ان التزم الفراش كنت لغادرته منذ الصباح 
اجابتها وهي تقترب من النافذة لتحدق خارجا ليشد انتباهها صبيان يتراكضان من بعيد ويلهوان لتتساءل بحيرة 
- الدنيا زوار 
 اقتربت ايزابيل منها لترى ما تشاهده قبل ان تقول 
- لا انهما أولاد روجيز ( وامام نظر ليونور لها بحيرة اضافت ) جاء الى بلدتنا منذ عدة أعوام وكان يعمل بالمصنع توفي البارحة وكانت والدتهما قد فارقت الحياة منذ شهران وهي تنجب ليبقى صبيان وفتاتان دون معيل ولا قريب بعد فراق والديهم علم نايجل بقصتهما فاحضرهم الى هنا ليعمل الأولاد في الاسطبلات ولتعتني العاملات بالفتاتين سيبقون بالكوخ الصغير المجاور للإسطبلات وطلب من رئيس الخدم العناية بهما وتقديم الطعام لهم باستمرار 
عادت لتتأمل الطفلان الذين لم يتجاوزا التسع سنوات وهما يلهون قبل ان تحرك رأسها نحو الباب الذي طرق لتدخل منه جيسي ليأخذا قلبها بالخفقان بقوة 
- تعلمك السيدة الكبيرة بان تنضمي لهم لتناول العشاء اليو
- اتعلمين ما الذي ستفعلينه الان  
قاطعتها ليونور قائلة بحدة ومستمرة وهي تتحرك نحوها 
- ستجمعين حاجاتك وتغادرين على الفور اتعلمين ما سأفعل ان علمتُ انك بتي هنا الليلة 
- و .. و لكن انستي ما الذي
- ستفعلين ما امرتك به للتو انت وكايل ستغادرون الليلة ولا اريد رؤيتكما امامي مرة أخرى حتى لو صدفة 
- ليونور 
- ليس الان ايزابيل
- ولكن 
- لكن ماذا اتعلمين ما كانت تفعله هي وكايل كانا ينقلاني جميع اخباري لنايجل جميع تحركاتي بينما كنت اعتقد كالحمقاء اني ارسل خلف نيكولا لملاقاته لم يكونوا حتى يعلمونه بهذا لقد ثابروا على خداعي 
- لقد ارغمنا السيد لم نكن نريد هذا ( اسرعت جيسي بالقول بصوت منخفض وهي تشعر بالعجز مستمرة ) اقسم لك آنستي لم يكن لدينا خيار 
- لا تدعيني اراك امامي مرة أخرى ابدا ابدا لم يعد لديك عمل هنا هيا غادري 
قاطعتها بحدة مما جعل ايزابيل تشير لجيسي بالخروج ففعلت الأخيرة بينما قالت ايزابيل 
- هدئي من روعك 
- لقد جعلوني طعما هينا له ما كان علي الوثوق بهما لقد كان يعلم بكل ما كنت اخطط له لقد غدرا بي 
- لما كنت تريدين رؤية نيكولا .. اه لا ليونور لا 
- لما لا
- تعلمين انهم ليسوا على وفاق مع والدتي 
- انتهيت من هذا الان لذا لن نعود له ولكن تلك الخادمة وكايل لن يبقيا هنا احرصي على ان يغادرا المكان ايزابيل
- حسنا سأفعل
- الان 
طلبت منها بإصرار مما جعلها تهز راسها وتغادر الغرفة فتحركت بدورها نحو المقعد امام المرأة لتجلس عليه كم تشعر بالغباء كيف لم تشعر بانهما يقومان بخداعها حركت يديها لتحل ظفيرت شعرها بضيق عليها ان تكون اقوى من ذلك فمنذ البداية لم يكن لديها امل كبير بان يستطيع خالها المساعدة ولكن تشعر الان بالرعب كما لم تفعل من قبل عليها ان تكون اقوى فالقد اتخذت قرارها ولن تتراجع عنه 
تابع نايجل سيره بالممر المؤدي الى غرفته لتتوقف خطواته بتمهل وقد تخطى باب غرفت ليونور ليعود بأدراجه نحوه ويطرق عليه قبل ان يدخل محدقا بها وقد انشغلت بتسريح شعرها والتي على ما يبدوا لم تشعر بوجوده اغلق الباب خلفه بروية واستند عليه متاملا اياها وهي تقوم يتمرير المشط بشعرها ببطء وشرود اجل لا تشعر بوجوده او انها تتدعي تامل جانب وجهها لا يبدو انها تدعي هم بفتح شفتيه لتحدث الا انه توقف متاملا اياها باهتمام كم تبدوا هشة وضعيفة و .. انتفض خارجا من شروده بها لانتفاضها بدورها وهي تحرك راسها لتجده يقف قرب الباب لتوقع المشط من يدها هاتفة بتوتر
- ما الذي تفعله هنا 
- حضرت لتفقدك هل اصبحت افضل 
تحركت لتقف وهي تقول مقاطعة اياه 
- لما لم تطرق الباب هل من عادتك التسلل الى غرف الاخرين بهذا الشكل اه ياله من سؤال اجل بالتاكيد تفعل 
تابعت مجيبه نفسها مما جعله يرفع حاجبيه قائلا
- لقد طرقت عليه وعندما لم تستجيبي اعتقدت انك نائمة 
- لا لم تفعل 
- فعلت ليونور ولكنك كنت في عالم اخر لا تجعليني اندم على الحضور لتفقدك 
- لي ثلاث ايام لم اغادر بها غرفتي ولم تقم بالاطمئنان علي فهل تعلمني ما السبب الحقيقي لحضورك الان
- كنت مارا نحو غرفتي وشيء ما قالي لي لاتفقدك لذا فعلت وعلى مايبدوا انك بخير لذا .. عمتي مساء 
اضاف وهو يلمحها بنظرة شامله ليخرج مغلقا الباب خلفة وهو يهز راسه بياس بينما عادت للجلوس على المقعد خلفها ببطء لقد افزعها كيف لم تشعر به .

- سيحضر وينسلي اذا لإعطائك الدروس باستمرار ( قالت لايزابيل وهما تغادرا غرفتها في صباح اليوم التالي مستمرة لحماس ايزابيل ) لقد حصلت على معلما ماهر 
- اعلم لقد قامـ 


انـا وغــريـمـي 4

 
بينما تابعت ايزابيل الحديث كانت ليونور تحدق بعدم تصديق بجيسي التي تقترب منهما وهي تحمل شراشف الاسرة لتبادرها
- ماذا تفعلين هنا كيف تجرؤين على العودة 
اخفضت جيسي رأسها قائلة بصوت منخفض 
- امرنا السيد نايجل بمتابعة العمل هنا 
حدقت بإيزابيل بعينين واسعتان فقالت 
- لقد اعلمت اندرسون بما اردتِ ولكن نايجل طلب منه ان لا يفعل 
قضمت شفتها من الداخل لتمر لحظت صمت قبل ان تتابع بتجهم وهي تحاول إخفاء امتعاضها الشديد
- فعل هذا 
هزت ايزابيل راسها بالإيجاب مما جعلها تتخطى عنها متجهة نحو غرفة نايجل لتدخل اليها وهي تجول بنظرها بأرجاء الغرفة لتتوقف على نايجل الذي اطل من الشرفة متسائلا لرؤيتها
- ماذا هناك 
- لما اعدت جيسي بعد ان قمت بطردها 
- لأنها لا تستحق الطرد
- لا تستحق بالنسبة لك فهي تنقل لك جميع اخباري اليس كذلك 
- شيء من هذا القبيل
- ستغادر هذا المكان هي وكايل لن أوافق على وجودهم هنا 
- ولكني فعلت لذا لا تحاولي طردهما من جديد لأني سأعيدهم فلا تنسي اني المسؤول هنا الان لذا التزمي مكانك ولا تتخطيه انا من ادير المكان وليس انتِ انا من امر من يبقى ومن يغادر 
- هكذا اذا 
- اجل هكذا انا من ادير الأمور هنا ام نسيتِ 
- لن تدعني انسى نايجل لن تفعل ولكن اتعلم ان شاهدتها تتجول حولي ما الذي سأفعله بها سأقلب حياتها الى جحيم لذا من الأفضل لك ولها ان لا تراها عيني غير هذا لست مسؤولة عما سيحدث 
- دعي الفتاة وشانها ليونور 
- لن افعل 
اجابته بإصرار وهي تتحرك نحو الباب لتغادر وتبادر ايزابيل التي تنتظرها قرب الادراج متسائلة 
- اين ذهبت 
- لم اتنبه أي غرفة دخلت .. ماذا تنوين 
- انه يصر على وجودهم 
- علينا الحذر قد يكون غيرهم أيضا يفعلون لن نتحدث باي امر امام احد من الخدم بعد الان 
- لا نستطيع الثقة باي منهم علينا تنبيه امي وميرفا للأمر 
- لنفعل
اجابتها ايزابيل وهما تتحركا نحو غرفة والدتهما لتعلمها بكل ما جرى قبل ان تنضم لهم ميرفا وهم يهمون بالنزول لتناول الإفطار لتهمس لها ليونور بما حدث قبل ان تلتزما الهدوء وهما تجلسان حول المائدة بعد ان القيا التحية على جدهم الذي قال وهو يجول بنظره بهم قبل ان تتوقفا على نايجل الذي اطل لينضم لهم ويجلس امام ليونور 
- كيف اصبحتم اليوم 
ابتسمت الفتيات له بينما اجابت والدتهم بالإيجاب وقد بدأت العاملات بفتح اغطيت الاطباق ليبدأوا بتناول الإفطار ونايجل يتحدث مع جده بأمور العمل لتتبادل ليونور وميرفا النظرات اكثر من مرة  قبل ان تثبت على نايجل الذي وجه حديثه اليها 
- لقد دعيت لحضور أمسية يقيمها الأصدقاء بالنادي الليلة ( حركت شفتيها تهم بمقاطعته قبل ان يستمر ) وارغب بان ترافقيني 
- عليكما الخروج دائما معا فمن غير المناسب ان تلبي أي دعوة بمفردك فذلك سيجعل الاقاويل تنتشر 
قول جدها جعلها تضم شفتيها جيدا قبل ان تتساءل 
- متى ستغادر 
- كوني مستعدة في السابعة
هزة راسها ببطء وعادت لتتابع تناول طعامها رغما عنها قبل ان تعتذر وتغادر نحو غرفتها 
- احضرت لك جميع اخبار السيدة فيشر وابنها 
بادرتها ميرفا وهي تدخل غرفتها وتقترب منها وقد وقفت امام المرأة تتأكد من ثوبها لتتساءل 
- اذا 
- جميع ما قاله نايجل صحيح 
- اهو يهدر المال على لعب القمار ( هزة ميرفا راسها لها بالإيجاب فتابعت ببطء ) وكيف تعيل نفسها
- تعمل هنا وهناك كما انه لا يعاملها بشكل جيد 
- لما لم يعلم جيفرسون بهذا من قبل لما كان على نايجل ان يكون على صواب اكره هذا 
- لا اعلم حقا ولكن لو كنت في مكان نايجل لتصرفت بنفس الطريقة 
- اين هو 
- بانتظارك بالأسفل .. ليونور ( نظرت اليها لقولها المتردد لتستمر ) امامك الوقت لتغير رأيك مازلت اشعر بالذنب لاضطرارك الارتباط بهذه الطريقة
ابتسمت بود لها قبل ان تقترب لتعانقها وهي تهمس 
- لا تقلقي علي 
وتخطت عنها مغادرة الغرفة لتنضم الى نايجل وينطلقا معا لتلتزم الصمت طوال الطريق بينما انشغل بشرب سيجارته وتأمل ما خارج العربة دون محاولته محادثتها لتتعمد الابتعاد عنه عند دخولهم لتنضم لغوين وقد انتشرت الفتيات والرجال في داخل الكوخ فمنهم من يعزف ومنهم من يرقص ومنهم من جلس جانبا يلعب الورق 
لتنشغل بدورها مع غوين التي لا تتوقف عن الحديث منذ وصولها قبل ان تتابع هايلي التي خرجت الى الشرفة لتهم بالعودة نحو محدثتها لكنها لم تفعل لرؤيتها نايجل الذي يتحرك أيضا نحو الشرفة مما جعلها تتابعه وقد شردت عن حديث غوين قبل ان تعود نحوها محاولة الاصغاء والتركيز بحديثها دون ان تستطيع فقاطعتها قائلة 
- هلا عذرتني قليل 
وتحركت متجهة نحو الشرفة وينتابها شعور بعدم الراحة فرؤيتها لهايلي أولا ثم نايجل لا يشعرها بطمأنينة اطلت على الشرفة لتجول بها قبل ان تتوقف على جانبها المظلم المجاور للحائط لتمعن النظر جيدا بهذا الظلام لتتأكد من انهما هما انهما هما همست لنفسها بعدم تصديق واخذا الشحوب ينسل اليها وقد وقفت هايلي مستندة على الحائط ووقف امامها نايجل وهما .. يتبادلان العناق فتحت شفتيها بعجز وعادت بوجهها الذي شحب الى الامام ببطء والصدمة تلوح به لتهز راسها بيأس وتستدير عائدة بأدراجها الى الداخل وتتملكها مشاعر متضاربة بين غضبا وكرها ونفور
- ها انتِ كنتُ ابحث عنك 
توقفت محدقة بنيكولا الذي كادت تصطدم به لتبادره
- مازلت هنا لم تغادر .......

اخذت أصابع يد هايلي تداعب قميص نايجل وهي تهمس برقة
- لما لا تلاقيني بالكوخ .. الان 
- الان
هزت راسها بالإيجاب بدلال وهي تستند بجسدها عليه اكثر مستمرة
- اقلق من ان يرانا أحدا هنا كما انك منشغلا عني مؤخرا وقد .. اشتقت لك 
عادت للهمس بدلال مما جعله يعقص شفته هامسا 
- اذهبي وسأتبعك بعد قليل 
استقامت بوقفتها هامسة وهي تسحب يدها ببطء بعيدا عنه متجهتا نحو باب الشرفة 
- لا تتأخر .. سأكون بانتظارك 
تابعها الى ان اختفت ليتنفس بعمق ورضا لقد كان منشغلا مؤخرا وعليه الحصول على استراحة وبعض الترفيه وليس هناك افضل من هايلي 
ظهرت ابتسامة رضا على شفتيه وهو يتحرك مغادرا الشرفة ليقف على بابها لامحا الصالة بنظرة ليثبت على ليونور التي وقفت برفقة نيكولا متى حضر لم يعلم انهُ مدعوا حتى رغم انه كان برفقته قبل حضوره الى هنا لما لم يعلمه بنيته الحضور بدأت عينيه تضيقان بعدم رضا وهو يتابعهما
- اذا ترين ان علي البقاء هنا 
- اجل ولما العجلة بالمغادرة 
اجابت نيكولا وهي ترى نايجل الذي ينظر باتجاههما فتابعت وهي تعود لتركيز على نيكولا وابتسامة رقيقة تداعب شفتيها 
- عدت اشهر لن تشكل لك فرقا اليس كذلك ( ضحك قائلا ) 
- لا لا تشكل فرقا ( وتابع وبعينيه وميض ماكر وبصوت جذاب ) ان دعوتني للبقاء سأفعل 
- ها انا افعل 
بدت نظرة حالمة تطل من عينيه وهو يهمس 
- هل تدركين ما تفعلين 
- هل فاتني شيء ( نظرت كما نيكولا نحو نايجل المتجهم والذي وقف بجوارهم قائلا ذلك ومستمرا ) لم اعلم انك هنا 
- جئت قبل قليل لم أتأخر كثيرا هل فاتني الكثير
- لا مازال الحفل ببدايته .. عزيزتي ( أضاف وهو يمد يده لها ) لنترافق بهذه الرقصة 
حركت يدها لتدسها بذراع نيكولا وهي تقترب منه اكثر قائلة امام ثبات عيني نايجل عليها ونظر نيكولا لها بنفس الوقت
- وعدت نيكولا بهذا الرقصة ولا ارغب بان اخلف وعدي له 
رفع نيكولا حاجبه بتفكير بينما بدأت عيني نايجل بالاشتعال لتشعر بان عظام وجهه تكاد تتحرك من مكانها ليقول محذرا 
- لا اعتقد انه يمانع بإخلاف وعدك له 
- بل افعل سأعيدها لك لا تقلق 
تدخل نيكولا قائلا وهو يسير لتسير معه وهي تهز راسها بابتسامة لنايجل الذي اشتعل غيضا ليتابعهما بينما تساءل نيكولا 
- انتما على خلاف 
- شيء من هذا القبيل 
اجابته باقتضاب وهما يرقصان فعاد للقول 
- هل استطيع المساعدة .. يمكنني التحدث معه ان اردتِ 
- لا ليس بالأمر الكبير 
عادت لإجابته باقتضاب متعمدة فان كان تجاوبها معه يثير غضب نايجل فاجل هذا ما تريده ان تثير غضبه فما يملأ صدرها الان كثير جدا
- انتِ واثقة مازال عرضي قائما 
- هذا لطفا منك ولكننا نحتاج لبعض الوقت حتى نتفاهم بشكل جيد تعلم الامر ليس سهلا ولكننا سنتخطى هذا ولابد
- لما هو 
تمتم مقاطعا إياها وكل تركيزه منصب عليها بينما تابعهما نايجل بتجهم انه يعلم ان التعامل معها لن يكون سهلا ولكن هناك حدود عليها ان لا تتخطاها فالقد طلب منها الابتعاد عن نيكولا .. انه لا يثق به قيد انملة 
- لما هو من بين الجميع ( عاد ليكرر بإصرار )
- هذا ما يريده جدي هو من وقع اختياره عليه
- وانتِ لم تعترضي واستسلمت للأمر لم أتوقع هذا في الحقيقة فلم تكونا يوما على وفاق لذا اعتقدتُ ان موافقتك على هذا مجرد اقاويل ليس الا 
- لا اعتقد اننا اول من نفعل هذا
- لما لم يقع اختياره علي لم اكن لا مانع كما اني لا امانع عدم تفاهمكما الان
توسعت شفتيها عن ابتسامة واسعة وهي تقول 
- بل عليك العكس فانت تعلم ان استقرار العائلة يعتمد علينا 
- اني افضل منه بكثير واستطيع تامين استقرار العائلة 
- الستما صديقان وعليك ان تقف بجواره 
- لست جادة اتعلمين كم مرة حاولت الحضور لزيارتكم في الأيام المنصرمة وكان يعيق هذا انه يشعر بالتهديد مني .. انه لا يناسبك .. عليك الاخذ بنصيحتي لأني اعرفه جيدا فلن يكون مخلصا لك ان جل ما يسعى اليه هو النفوذ والمال و .. انتِ تدركين هذا تماما ( التزامها الصمت لقوله جعله يضيف باهتمام ) تعلمين اني على صواب 
- عندما يرتبط الرجل يترك خلفه كل تلك المغامرات فلا تقل لي انه ليس لديك ام نسيت اني اعرفك جيدا أيضا 
- انتن لا تعلمن شيئا 
قال مبتسما فتراجعت للخلف وانحت له وهي تمسك حافة ثوبها مع توقف الموسيقى لترافقه مبتعدين عن الراقصين وهي تقول 
- امازلت ستغادر قريبا
- بعد التفكير بالأمر اجد ان علي البقاء هنا كما اشعر بانك بحاجة لي لذا ستجديني دائما متواجدا عند الحاجة .. ولا تترددي بطلبي سأكون عونن لك وسندا هذا وعد 
ابتسمت برضا لقوله
- اسمح لي 
قاطعهم نايجل وهو يقف بينه وبين ليونور واضعا يده على خصرها مما جمدها وهمت بالتحرك الا ان ضغط يده اجبرها على الثبات وهو يستمر لها
- انغادر 
- لما انت على عجل ( قال نيكولا بينما حركت يدها الحرة نحو يده لتحاول ابعادها ففي هذه اللحظة لا تحتمل ان يلمسها ) مازال الحفل في بدايته 
 - انتَ حضرت متأخرا فالقد اقترب على الانتهاء اليس كذلك عزيزتي ( أضاف لها وهو يضغط على خصرها اكثر امام يدها التي وضعتها فوق يده تحاول ابعادها مستمرا ) لنغادر 
سحبت نظرها عنه نحو نيكولا قائلة 
- لما لا تعرج علينا غدا 
- سأفعل بالتأكيد 
- سننتظرك
- عمتَ مساء هيا بنا 
قال نايجل بشفتين مطبقتين مقاطعا حديثهما وهو يتحرك لتتحرك معه مجبرة وهي تهمس دون النظر اليه 
- فلتبعد يدك عني 
- تزعجك يدي اما يد نيكولا لم تكن لتزعجك ما الذي كنت تحاولين فعله بالداخل الم اعلمك بان لا تعطيه أي مجال لتقرب منك الم افعل تصمين اذنيك كأن هذا لم يحدث 
- ولما علي الاصغاء لك 
تمتمت وهما يخرجان متجهان نحو العربة المتوقفة امام المنزل 
- لأني قلت ذلك ( قال بحدة خافته وهو يجذبها للوقوف امامه مستمرا بغضب ) وكأني كنت اتحدث مع نفسي منذ يومان لا تبدئي بافتعال المشاكل لا تفعلي فانتِ الخاسرة الوحيدة هنا 
- لا فانت خاسرا معي 
- ما الذي تحدثنا به تلك الليلة لما تتجاهلين كل ما اتفقنا عليه
- عن أي اتفاق تتحدث ابعد يدك عني ( اضافت بهمس حاد وقد فاض بها الامر وهي تدفع بيده عنها مستمرة بكبرياء ) تلك اليد التي كانت تلامس هايلي منذ قليل لا تقربها مني ابدا ابدا لطالما كنتَ ذا ذوقا متدني واتعلم مازلت كما انت وذاك الاتفاق لست ملزمة به بعد رؤيتك بأحضانها 
بدت الصدمة عليه لأول وهلة وقبل ان يستطع التحدث ابتعدت من امامه لتتخطى العربة وتتابع نحو الخارج سيرا ليتجمد في مكانه قبل ان يتبعها بخطوات واسعة وما كاد يصبح قريبا منها حتى امسكها من ذراعها لتتوقف وتلتف نحوه ليهمس بحدة وعينيه باردتان كالجليد 
- عندما اتفقنا على المتابعة لم نتفق على ان يكون الامر حقيقيا فلا يأخذك عقلك للبعيد لست ملتزما امامك باي شيء وحياتي الشخصية لا تقربيها ابدا فلا شأن لك مع من كنت ومع من سأكون اكثر من اننا سنكون السيد والسيدة كرانستون لا يوجد اعجبك المتابعة بهذا الشكل فالتتابعي لا يعجبك ( ونقل عينيه بعينيها التين لم ترمشا حتى لحديثة مستمرا بتأكيد ) لتتنحي جانبا ودع غيرك افهمي قواعد اللعبة الان ولا تضيقي علي فلستوا ذاك النوع من الرجال 
- أي نوع تعد نفسك هيا اعلمني تتحدث وكأني اسعى اليك انت حتى ليس لديك أي شعور بالحرج من اختلائك مع امرأة أخرى بوجود خطيبتك التي يعلم الجميع بها لقد خرجت الى الشرفة ورئتيكما وربما غير قد فعل اين تعتقد نفسك انت هنا في ممفيس حيث لا شيء يخفى ان اردت ان تفقد احترام الناس لك فافعل ما تفعله لا اعلم كيف وثق بك جدي لتكون مسؤول عن اسم عائلتنا ستلوثه بالطين انت عديم المسؤولية والتفكير مازلت جاهلا تقفز هنا وهناك انت من لست حملا لما نحن مقدمون عليه لذا تنحى تنحى نايجل ودع غيرك ولأقل لك لتدع نيكولا مكانك على الأقل انا استلطفه 
- هذا ما تسعين له من البداية ولكن اتعلمين لن تناليه 
أظهرت ابتسامة خفيفة على شفتيها وهي تتراجع للخلف قائلة 
- لنرى عندما يعلم جدي بما فعلته هنا 
- لا تبثي سمومك بيني وبين جدي 
قال محذرا فحركت كتفيها بخفة وهي تقول 
- لندع الامر لجدي 
وتحركت متخطية عنه لتعود نحو العربة المتوقفة لتصعد اليها مغادرة ليتابعها بانزعاج بينما عقدت يديها ونظرت نحو النافذة بتجهم انها تدعي انها قوية ولم تكترث ولكن الحقيقة انها تشعر بالإهانة وبجرحا عميق يغزوا صدرها لتقفز الدموع من عينيها حتى لو كان الامر بينهما مجرد اتفاق حتى لو كان كذلك عليه احترامها واحترام وجودها كامرأة سيرتبط بها كيف سينظرون لها الان بعين الشفقة لارتباطها برجل يجلس بأحضان امرأة اخرا ماذا بقي لها من كرامتها .
اخذ ينفث من دخان سيجارته شاردا والعربة تسير به عائدا نحو المنزل اجل لقد بالغ عليه الاعتراف بهذا ما كان عليه السماح لهايلي باستدراجه هناك هايلي اه تبا رفع راسة للأعلى لقد نسي انه أرسلها للكوخ .. لابأس بالأمر ففي النهاية هو واثق من انها تعمدت استدراجه انها ترغب بان يعلم الجميع بعلاقتهم ومن الجنون منه الاستجابة لها خرج من شروده مع توقف العربة ليغادرها ويتخلص من سيجارته قبل ان يدخل الى المنزل ليتمهل بخطواته متأملا الوجوه التي حدقت به من ميرفا الى ابريال لليونور الجالسة ارضا واضعتا راسها بحجر والدتها وهي تجهش بالبكاء بينما لمحه هاريسون بنظرة عدم رضا قائلة
- ما الذي جرى لك 
اقترب بروية وهو يتأمل ليونور قائلا بحيرة
- ماذا هناك .. ما الذي جرى لما غادرتي بهذا الشكل دون اعلامي 
رفعت راسها عن حجر والدتها نحوه قائلة بذهول من قوله
- لما تدعي انت تعلم لما غادرت ( هز راسه بحيرة بالنفي قائلة )
- لو كنت كذلك اوجدتني غاضبا من مغادرتك ما الذي دسه نيكولا في عقلك حتى فعلتي هذا 
- نيكولا 
قالت ابريال بينما ضاقت عينا ليونور بنايجل وقبل ان تتحدث قال لابريال  
- اجل نيكولا فالقد التصق بنا طوال الوقت ولم يتركها وشأنها 
تحركت لتقف وهي تقول 
- اتعتقد ان طريقتك هذه ستنجيك من الحقيقة لا تضع الوم على نيكولا فالقد رأيتك انت وهايلي معا على الشرفة تتبادلان العناق 
- انا وهايلي .. هل اعتقدت حقا اننا كنا نتبادل العناق أهذا سبب غضبك مني والمغادرة 
حملقت به كالبلهاء لوهلة قبل ان تقول
- الن تتغير هل تعتقد اننا مازلنا أطفال لتدعي 
- اتفهم غضبك حقا افعل ( اجابها ونظر نحو جده مستمرا بثقة ) لقد علق حليها بشعرها وطلبت مني المساعدة وقد كنت خرجت لتناول السيجارة بالخارج لذا ما رأيته لم يكن كما خيل لك عزيزتي 
تبادلت ابريال وميرفا النظرات بينما هتفت ليونور 
- لا تصدقه جدي فانا اعلم ما رأيت لم يكترث بانه مرتبط لم يكترث باسم عائلتنا لم يكترث بما سيقال عنا بسبب تصرفه هذا لم يكترث لوجودي معه حتى
- اعلمتك انك فهمتِ الامر بشكل خاطئ لذا لا تهولي الامر لا شيء بيني وبين هايلي وهل جننت لأفعل هذا وانا مرتبط ما بالك ام ان هذا ما كان يملأ نيكولا راسك به اتعتقدين انه يهمه صالحك انه يسعى لإفساد الامر بيننا فقط 
- لتعلما ان الكثيرين سيكونون سعيدين بإفساد ما بينكما 
قال جدها فهزة راسها له بالنفي بعدم تصديق قائلة 
- انه يدعي لا تصدقه
نقل نظره بينهما قبل ان يحرك عصاه ليقف وهو يقول 
- اتعلما حلا خلافكما ولا تتركاه معلقا ولا اريد ان اسمع عن هذا الامر مرة أخرى 
- ولكن جدي انه يدعي اقسم لك بهذا 
نقل نظره نحو نايجل الذي اسرع بالقول 
- لقد فهمت الامر بشكل خاطئ انه سوء فهم ليس الا
فعاد نحو ابريال قائلا 
- ساعديني بالصعود نحو غرفتي ( وهز راسه لميرفا متابعا وابريال تتحرك نحوه ) دعيهما بمفردهما ليتعقلا ويحلا خلافهما لا اريد رؤيتكما في الصباح الا وقد حل الامر بينكما 
بقيت عينيها ثابتتان عليهم وهم يصعدون الى اعلا بعدم تصديق قبل ان تنظر نحو نايجل الذي ابتسم لها بانتصار وقد اختفى الحمل الوديع الذي كان قبل قليل لتقول بحنق 
- أيها الكاذب المخادع اتعتقد انك خدعتهم لا لم تفعل ولكنهم يريدون ان يصموا اذنيهم عن الحقيقة 
تحرك للجلوس على الاريكة خلفه واضعا قدما فوق الأخرى بتسلط رجولي قائلا والاستمتاع لا يفارق عينيه
- احقا اعتقدتي انك ستنالين مني لم نعد أطفال لتسطيعي ذلك ومن الأفضل لك ان تبدئي بالهدوء والتفكير بروية 
- اتعلم كم اكرهك
- لا اكترث فالتكرهيني بقدر ما تشائين
- تبا ساجن ( قالت بغضب وهي تنفض يديها بجوارها بعصبية لبرودته وثقته الكبيرة بنفسه مستمرة ) انت تريد ذلك تريد ان أصاب بالجنون ولكن اتعلم لا .. لن يحصل وكما علي الالتزام عليك بالمثل اجل عليك بالمثل وان رأيتك برفقة هايلي مرة أخرى سأتصرف كما يحلوا لي فانت تخصني الان نايجل اتصغي انت تخصني ( التمعت عينيه بتحدي وبدا انه يحاول منع نفسه من الحديث مما جعلها تضيف متعمد اثارة حنقه ) لذا لن اسمح لأي فتاة من الاقتراب منك ( وابتسمت بانتصار مستمرة ) فنحن مرتبطان وعلي المحافظة على هذا الارتباط 
- فلتذهبي للنوم الان هذا افضل ما قد تفعلينه
اجابها من بين شفتيه التين اشتدتا
- اجل بالتأكيد فقد تأخر الوقت و .. علي الاصغاء لك السنا مرتبطين .. اجل فعلنا وعلينا الاصغاء لبعضنا .. لبعضنا نايجل لأننا مرتبطان للابد .. ولتعلم لن اصمت بعد الان لن افعل ان كان علي الالتزام فهو عليك أيضا .. ان رأيتك مرة أخرى معها لن يسرك ما قد افعله انت لي الان ويحق لي الدفاع عما يخصني 
- لست جادة
- بل ان كذلك عزيزي جادة جدا وماهرة بالمحافظة على ما هو لي .. عمت مساء .. عزيزي 
اضافت بحنق وهي تستدير نحو الادراج كم تكرهه وتكره ضعفها حسنا ولكن لا باس تعلم انها اغاضته ولقد سرها هذا تابعها بعيني حادتين لا يستطيع مهما حاول لا يستطيع تقبلها انها مستفزة بطريقة تفقده صوابه تبا همس لنفسه وهو يرفع راسه للأعلى ليضع أصابعه بين عينيه بإنهاك ما الذي جعله يقبل بهذا منذ البداية ابعد يده محدقا بلوحة عمه البرت شاردا بها لعدة دقائق قبل ان يتحرك يهم بالصعود نحو غرفته ليتوقف وهو يهز راسه بتذمر ويتحرك نحو الباب مناديا على كايل ليبادره فور حضوره
- فلتذهب نحو الكوخ لتعيد هايلي الى منزلها .

اخذ هاريسون في صباح اليوم التالي ينقل نظره بينهما وقد اجتمعوا على طاولت الطعام لتتعمد الانشغال بطعامها وكذلك فعل نايجل ليقول 
- كيف انتما 
- بخير ( اجابه نايجل قبل ان تفعل واستمر ) كان مجرد سوء فهم وقد حللناه  
نظر نحو ليونور متسائلا فقالت باقتضاب 
- كان علينا التحدث وقد فعلنا لقد كنا صريحين ببعض النقاط التي علينا اتباعها حتى لا نتعرض لسوء فهم من جديد 
- ثابرا على حل خلافاتكما ولا تتركاها معلقة فهناك من يتصيد لكما 
هز نايجل راسه موافقا وكذلك فعلت وعينيهما تتلاقى بصمت قبل ان يعودا لمتابعة تناول طعامها لتغادر غرفة الطعام بعد الانتهاء للجلوس برفقة شقيقتيها ووالدتها لتنشغل معهم بينما دخل جدها ونايجل الى غرفة المكتب
- انتِ واثقة مما رأيته البارحة
همست ايزابيل بعدم رضا فهزة راسها بالإيجاب لتقول ابريال
- ايزابيل دعي شقيقتك وشانها 
- ولكن امي 
- دعي ليونور وشانها 
عادت لتكرر بجدية فهمت ايزابيل بالاعتراض للتوقف وقد تناها لهم صوت جدها ونايجل اللذان غادران بدرهما غرفة المكتب 
- هذه الأوراق مهمة لا احد يلمسها احتاج الى مراجعتها قبل ختمها فلا اريد أي أخطاء بيننا وبين شركة بترولمبن ..ولتذهب لرؤية تايلر واعلامه ان الشحنة القادمة ستتأخر قليلا فالقد حدث انهيار في مناجم دلبروك ولترسل برقية الى سترانس لتطمأن على الوضع لديهم 
- اكان العمال به 
تسألت ابريال وهو ينضم اليهم بينما تابع نايجل نحو الباب مغادرا 
- لا اعلم وصلتنا برقية اليوم بان الشحن سيتأخر بسبب انهيار احد المناجم ولدينا التزاماتنا أيضا لذا علينا تدبور امورنا 
بينما كان الحديث دائرا شردت ليونور بعيدا حاولت الخروج من شرودها والإصغاء للحوار الدائر دون ان نفلح فأفكارها تجرها بعيدا ورغبتها بالانتقام من نايجل تسيطر عليها لذا تعمدت البقاء حتى غادر اخر شخص منهم لتدخل الى غرفة المكتب وتقترب من الدرج الأول متناولة الملف الموجود به والذي يحمل اسم شركة بترولمبن لتخفيه بين طيات ثوبها وتغادر الغرفة وتغلق الباب خلفها بروية وهي تتأمل المكان قبل ان تصعد بخطوات واسعة نحو غرفة نايجل لتدخل اليها وهي تجول بنظرها بأرجائها لتتحرك نحو خزانة الملابس لتفتحها وتضع الملف تحت الملابس الداخلية التي تخصه وتتعمد اخفائه جيدا لتبتسم برضا وهي تغلق الخزانة وتغادر الغرفة لتتوقف ابتسامتها وتبطء بأغلاق الباب خلفها والدماء تختفي من وجهها ونايجل يقترب منها متأملا إياها بتجهم قبل ان يبادرها 
- ما الذي تفعلينه هنا 
- ابحث عنك 
- الم تريني اهم بالمغادرة منذ قليل 
- لم اتنبه لك .. لما عدت اعني بما انك كنت مغادرا 
- لما كنتِ تبحثين عني ( قاطعها سؤالها بسؤال وهو يعقد يديه معا ) 
- كنتُ اريد محادثتك 
- بماذا ( تسال ببطء وتفكير لتوقفها عن المتابعة )
- لسؤالك عما حدث بدلبروك 
- وما يهمك من الامر 
- كيف هذا اليسوا المصدر الرئيسي لنا اتعلم ما يعني انهيار احد المناجم أي توقف وصول الفحم لنا وتعطيل عملنا 
- حسنا زاد اعجابي بك لمعرفتك بهذا واهتمامك بأمور العمل والان من جديد اسالك ماذا كنت تفعلين بغرفتي 
فتحت شفتيها قبل ان تغلقهما وتهز راسها وهي تتمتم 
- وما الذي سأفعله بها برأيك اعلمتك كنت ابحث عنك حتى هذا لا تصدقه 
ضاقت عينيه بها فرفعت ذقنها بكبرياء قائلة وهي تتخطى عنه 
- لا امل منك 
تابعها وهي تبتعد لا يستطيع الثقة بها لا لا يستطيع ، اكان عليه العودة الان تبا لحظي تمتمت لنفسها وهي تتعمد الدخول الى غرفة شقيقتيها لتبادرهما 
- انذهب لركوب الخيل اشعر بالضيق واحتاج للخروج
- لنفعل ( قالت ميرفا وهي تتحرك نحوها بينما رفعت ايزابيل كتفيها قائلة )
- سيحضر السيد وينسلي بعد قليل لذا لا استطيع مرافقتكما 
- انقصد منزل العم برونو لنفضي بعد الوقت برفقة لورا ( اقترحت ميرفا فهزة ليونور راسها بالإيجاب وهي تجلس فوق خيلها لتنطلقا ويمضوا الوقت برفقة لورا قبل ان تعودا للمنزل وتنضما لوالدتهما الجالسة تحيك أحدا التارات بينما كانت ايزابيل تقراء احد الكتب لينشغلوا بالحديث معا قبل ان يعم الصمت بينهم وقد تناها لهم صوت هاريسون الذي خرج من غرفة مكتبه وهو يقول بغضب
- من دخل الى غرفة المكتب  .. من فعل .. لا يروقني الامر ابدا
- ماذا هناك 
اسرعت ابريال بالقول بقلق وهي تتحرك نحوه فتابع وهو يضرب الأرض بعصاه 
- من عبث بأدراج مكتبي لقد تركت أوراقا هامة بها ولا اجدها الان ايعقل هذا منذ متى يتم العبث بمكتبي منذ متى يحدث هذا اين انت بلتين 
- هذا غريب لم يحدث هذا من قبل ( قالت ليونور واستمرت مع اقتراب مدبرة المنزل نحوهم بحيرة ) ايجرؤ احد على الدخول والعبث بغرفة المكتب لا لا لاعتقد 
- ماذا تعنين ( تسألت ميرفا )
- لا اعلم ولكن يبدو الامر غريبا ( تمتمت ليونور وتوقفت عن المتابعة وبتلين تقول )
- اجل سيدي 
- من دخل الى المكتب اليوم 
- الفتيات كالعادة قمنا بتنظيفه 
- عمتم مساء ( قاطعها قول نايجل الذي دخل لتو ليقترب متابعا وهو يجول بنظره بينهم وقد حدق به الجميع فتساءل ) ماذا هناك
- الملف الذي تركته في مكتبي الذي يخص شركة بترولمبن قد اختفى اتعلم معنى هذا 
- لا عليك جدي انا قمت بوضعه بالخزنة فلا يقلقك امره 
تمعن هاريسون به بينما اسرعت ليونور بالنظر اليه وهو يجلس مستمرا لجده 
- قلقت من ان يعبث احدهم به لذا حرصت على وضعه بالخزنة وكنت انوي اعلامك بهذا ولا اعلم كيف نسيت اعذرني واعتذر لأني سببت لك القلق بشأنه 
بدت ملامح جدها بالاسترخاء وهو يقول 
- انتَ من اخذه اذا 
- كان علي هذا ( وتحرك من مكانه مستمرا ) لا حضره لك وتخطى جده نحو الغرفة لتتابعه ليونور دون ان ترمش ليس هذا ما كانت تختط له لا ليس هذا ايدعي ام انه حقا كشف امرها ووجد الملف في غرفته تبا لقد وجده وكشف امرها استمرت لنفسها لعودته من غرفة المكتب والملف بيده ليقدمه لجده الذي تنفس الصعداء وهو يجلس على المقعد بارتياح قائلا
- لا تنسى اعلامي في المرة القادمة ففكرت ان يقوم احدهم بالعبث هنا امرا مرفوض تماما
- اعتذر حقا لهذا كان علي عدم اهمال الامر ولكن كما ترى مؤخرا الأمور تتلاحق 
اجابه وهو يشعل سيجارته ليخرج دخانه وعينيه الغامقتان ثابتتان على ليونور مما جعلها تشيح براسها لا يستطع اتهامها لن يصدقه احد لو فعل اكان عليه ضبطها رغم ذلك رفعت راسها بكبرياء مصغية للحديث الدائر ومتجاهلة وجوده تماما لتهم بالتحرك برفقة والدتها وجدها الا انه اوقفها قائلا 
- ارغب بمحادثتك لذا لا تغادري
تبادلت ووالدتها النظرات فأشارت لها والدتها براسها بالبقاء لتفعل رغما عنها بينما ابتسم جدها وابريال تساعده بالعود نحو غرفته قائلا 
- يسرني انهما متفقان 
نقل نايجل عينيه عن ليونور التي عادت للجلوس في مكانها نحو ميرفا المنشغلة بتارت والدتها وايزابيل المحدقة به بصمت قائلا 
- على انفراد .. احتاج لمحادثتها على انفراد 
اسرعت ميرفا بالوقوف وحث ايزابيل لتفعل والتي فعلت وهي تتمتم معترضة 
- لدينا غرفا كثيرة هنا لما نحن من علينا المغادرة
تابعتهما ليونور بصمت قبل ان تعود نحو نايجل  المحدق بها بدوره دون محاولته كسر الصمت الذي طال والذي جعل المكان مشحونا بالتوتر 
- الى ما ترمين .. ما الذي تسعين اليه .. ماذا تريدين من فعلتك هذه 
- لا اعلم عما تتحدث
- هل ستدعي الغباء الان لستِ ماهرة لما وضعتي ذاك الملف بغرفتي
- مازلت اجهل عما تتحدث ( ضاقت عينيه بها قائلا )
- الملف الذي احضرته لجدي لتو 
- ذاك .. ولكن الم تحضره من غرفة المكتب قبل قليل ما بالك 
- لن تتوقفي عن العابك السخيفة 
- اتبحث عن الشجار فقط 
- لا تستنفزي صبري 
- ولكن بحق انا لا اعلم عما تتحدث به 
- ما كنت تفعلين بغرفتي صباح اليوم تدسين الملف بين حاجياتي 
- ان خيالك يأخذك للبعيد 
- هل توقفتي عن الكذب الم تنضجي بعد تستمرين بالتصرف كطفلة اهلكها الدلال لتتحملي مسؤولية تصرفاتك ( حركت راسها بعدم رضا وتحركت تهم بالمغادرة ليتحرك بدوره ويقف امامها مانعا إياها وهو يضيف بهمس حاد ) لن تغادري قبل ان اعلم لما فعلتي هذا 
- لا فائدة من النقاش معك فالقد اتخذت قرارك بان جميع مشاكلك الان انا سببها لذا مهما تحدثت ومهما فعلت لن تصغي واكثر من استمرارك باتهامي لن يحدث لذا عمت مساء
- لا ليس هذه المرة لن تغادري دون ان احصل على اجابه شافية وصادقة لما اشعر انني بمفردي بهذا الم نتفق على الاستمرار ام اني الوحيد هنا الذي يعتقد هذا ما الذي جرى لك اعطيتك خيارا وقلت لنتابع اذا لما تحيكين لي المؤامرات لما تريدين ان تسوء علاقتي بجدي اليس هذا ما سعيت له بتصرفك هذا 
- انا ملتزمة اكثر منك بهذا انظر حولك جيدا وابحث عمن يحاول التسبب بالمشاكل بيننا لا تقم بلومي كلما وقعت بمشكلة حقا لا تفعل وكما صدقتُ ان هايلي كانت تعاني من مشكلة في حليها عليك تصديق ان لا شأن لي بالأمر 
التمعت عينيه واشتدت شفتيه الا انها لم تسمح له بإجابتها وهي تتخطاه من جديد ليجبر نفسه على عدم الاستدارة نحوها ليضم قبضته بقوة عليها الابتعاد اجل افضل ما يفعله الان هو تركها تغادر فالخيار الاخر الذي يتملكه الان لا يبدو مناسبا وسيجلب له المزيد من المشاكل 

دخلت غرفتها لتغلق الباب خلفها وتتنفس الصعداء وتعود لتكرار هذا لقد فشلت خطتها تماما تبا لحظها لما يحدث معها هذا لما وان وافقت على المتابعة اذا اعليها العيش بلا كرامة اعليها لعب دو ربة المنزل المطيعة التي تنتظر انتهاء زوجها من نزواته والعودة اليها ضمت جسدها وقد شعرت بقشعريرة تسري به لا تستطيع حقا تخيل كيف سيكون الامر مع نايجل تحركت لتجلس على المقعد بإحباط لو كان والدها على قيد الحياة لكانت الحياة اسهل لقد فقدتُ الشعور بالأمان بعد وفاته وعليها مواجهة هذا كله بمفردها .

- من بالأسفل ( تسألت في المساء اليوم التالي وهي تسير بالممر للنزول الى اسفل وقد تناها لها بعض الأصوات واحد الخادمات تمر من جوارها والتي اجابتها )
- ضيوف لدا السيد نايجل 
اطلت على الادراج لترى نايجل برفقة الاخوان هانس وهم يتحدثون ويتحركون نحو الباب لتنظر اليهم باهتمام وقد بدا الرضا عليهم وهم يصافحونه مستمرين 
- يوم الثلاثاء تنطلق العربة اذا 
- اجل لا تقلقوا لشيء فكل شيء معد 
- نثق بك ثقة تامة .. نراك قريبا وداعا 
اخذ يتأمل الاخوان هانس وهما يتجهان نحو عربتهما مغادران بينما اقتربت ليونور وهي تقول 
- استقوم بنقل أموالهم أيضا 
نظر من فوق كتفه نحوها قبل ان يعود الى ما امامه قائلا 
- قد افعل
-  لطالما اعتمدا على والدي بهذا الامر 
استدار نحوها متأملا إياها من ثوبها الى شعرها المصفف متسائلا بتجهم
- اين تنوين الذهاب 
- دعيت لحضور أمسية يعدها السيد والسيدة نارين بمنزلهما 
- الن ترافقك شقيقاتك 
- لا ميرفا لا ترغب وايزابيل سيحضر وينسلي بعد قليل فلن تكون متفرغة 
- ووالدتك 
- متعبه وترغب بالاستراحة 
- لتنتظري قليلا سأصحبك بنفسي 
- لا داعي فسألتقي بيولا وفيوليت هناك 
- لقد دعيت اليها ولكن لم اكن انوي الذهاب 
- لا تغير رأيك من اجل 
قالت بإصرار فظهرت ابتسامة ساخرة على شفتيه وهو يصعد الادراج قائلا 
- كنت سأجتمع مع الاخوان هانس في وقتا متأخر لذا لم اكن انوي الذهاب اما الان فانا متفرغ وعلينا ان نترافقك ام نسيتي اننا مرتبطان 
رفعت عينها الى اعلى بتذمر لتجلس بانتظاره قبل ان ينطلقا نحو الحفل وما ان وصلوا حتى تعمدت الانضمام الى رفيقاتها لتنشغل معهم 
- انتِ هنا ( نظرت الى محدثها لتبتسم لنيكولا قائلة )
- مازلت هنا هذا جيد 
- اعلمتك اني لن اغادر قريبا وانا متفرغ ان اردتي ( وامام ابتسامتها أضاف ) اين هو نايجل ام حضرت بمفردك 
حركت نظرها بأرجاء المكان لتجده يقف مع الاخوان هانس فتابعها نيكولا قبل ان يقول وهو يتناول كاسين من العصير ليقدم لها احدهما 
- أرى الاخوان هانس ملتفين حوله ما يشغلهم 
- سيقومون بنقل أموالهم الثلاثاء لذا تراهم متوترين بهذا الشكل وانت من ترافق اليوم 
- لا احد فقد جئت على امل ان التقي بك هنا
- لا تجعلني اصدق ذلك 
- فلتفعلي ( وظهرت ابتسامة ساحرة على شفتيه وهو يضيف بهمس مغري ) هل تعتقدين ان هناك فتاة بهذا الحفل قد تشدني وتجعلني ارغب بالحضور الى هنا .. غيرك 
بقيت عينيها معلقتين به بينما شعر انه قد نال مبتغاه اعليها إعطائه فرصة اتقوم بتشجيعه حقا انها الان تشعر بالتردد الكبير والخوف من هذه الخطوة انه لا يختلف عن نايجل كثيرا الا انه بالنسبة لتعامله معها يكون افضل من ذاك المتعجرف الذي لا يراعي لا وجودها ولا مشاعرها حتى استيقظي فانت تعلمين سبب تقربه منك الان رغم انه لم يحاول ذلك في السابق فقد كان يتجنبها لكثرة المشاكل بين والدتها ووالدته 
- انرقص 
اخرجها قوله من شرودها به فهمت بالموافقة ولكن رؤيتها لهايلي وشقيقيها الذين انضما الى نايجل جعلها تعيد الكأس له وهي تقول 
- على رؤية نايجل اعذرني 
وتحركت باتجاه نايجل لتدس يدها بذراعه ما ان وقفت بجواره قائلة 
- كنت ابحث عنك ( نظر اليها لتصرفها قائلا ) 
- لم اتحرك من مكاني (تجاهلت قوله قائلة بابتسامة للوجوه المحدقة بها )
- كيف انتم هل تروق لكم الأمسية 
بدا الامتعاض على هايلي التي تحاول ان لا يظهر عليها ضيقها من ليونور بينما قال تيم
- جئنا لتو اتستمتعين بها 
- اجل رغم عدم رغبتي بالحضور الا ان ( التصقت بذراع نايجل التي تتأبطها مستمرة امام ثبات عيني هايلي عليها ) نايجل اصر علي ان افعل هيا لنرقص احب هذه الموسيقى 
اضافت له وهي تتحرك للخلف جاذبة ذراعه ويديها تنسلان للأسفل لتمسك راحت يده مستمرتا بجذبه معها ليتبعها بثبات قائلا 
- ما الذي تحاولين فعله 
- قلقت من ان يعود حليها لتسبب بسوء فهم بيننا الم يكن عالقا من قبل 
ضاقت عينيه قائلا
- من الأفضل ان تتوقفي عن هذا 
- هذا والذي هو
- ليونور كرانستون
- اجل نايجل كرانستون
- تعقلي 
- الا ترغب بمراقصتي 
قالت معترضة وهي تتوقف في مكانها ليقف امامها لا يبعد عنها كثيرا هامسا 
- لا لا ارغب هل انا مجبرا على هذا أيضا 
- لا فلا ارغب بمراقصتك أيضا ولكن ان عدت ووجدتك تقف برفقتها سأعود لمطالبتك بهذا 
- لقد جننتي 
- ليكن انا احافظ على ما هو هو لي وانتِ لي ( قالت بانتصار لشعورها انها قد نالت منه )
- مازلتُ اضع حدودا بيني وبينك لا تجعليني اتخطاها ( تمتم من بين شفتيه ) وهذا لصالحك 
تأملهما نيكولا من بعيد وقد لاحظ انهما يتهامسان او يتشاجران ربما لا ولكن على ما يبدوا انهما قد نسيا اين هما فلا يشعرا بوجود كل هذا العدد حولهم من الناس تحرك نحوهما ليقول ما ان اصبح بجوارهم 
- كيف تجدون الأمسية ( نظرا اليه معا قبل ان ترمش ليونور قائلة )
- لطالما اجاد السيد والسيدة نارين الاعداد للحفلات 
- لم اعلم انك هنا ( قال نايجل بتجهم )
- لن ادع أي حفل يفوتني انا في اجاز للاستمتاع والاستراحة و .. انتِ مدينة لي برقصة
أضاف لليونور وهو يقدم يده لها والتي همت بإجابته بالموافقة الا ان يد نايجل التي أحاطت خصرها جاذبة إياها نحوه وهو يقول  
- لتكن رقصتين اذا فالقد كنا متجهين للرقص معا 
- لتكن التالية لي 
- لا اعتقد ( اجابه نايجل وهو يسير لتسير معه مجبرتا وهي تهمس )
- الان تريد الرقص 
- بل الابتعاد عن نيكولا 
اجابها وهو يسير نحو باب الشرفة ليخرجا فابتعدت عنه لتسير نحو اطراف الشرفة وهي تهمس 
- لم يكن علينا القدوم معا فلن نقضي أي وقتا ممتع حقا بوجودنا 
- اتفق معك لذا منذ اليوم اذهب انا ان دعينا 
- ارجوا المعذرة .. ولما لا افعل انا 
- لأني طلبت هذا 
- اتعتقد اني اثق بك قيد أنملة لا لا افعل فستحضر لنقضي الوقت معها لذا ان دعينا سأذهب ان رغبت بالحضور فلتفعل وان لم ترغب لا تفعل 
اقترب منها بخطوات متمهلة قائلا
- وادعك تقضين الوقت برفقة نيكولا الذي سيملأ راسك 
- رأسي ممتلئ من ناحيتك فلا تقلق بهذا الشأن 
- اهناك غيره أيضا هيا اعلميني كلي اذا صاغيه 
- اسمعوا لهذا هل حقا احتاج لان يملأ راسي أحد عنك الا نعرف بعض كفاية حتى لا نتحدث بهذا حتى 
- لقد سأمت ( تمتم بحنق وهو يجذبها من كوع يدها نحوه مستمرا بينما وضعت يدها الأخرى على صدره محاولة تجنب ارتطامها به ) الن تتوقفي عن هذا أهكذا سنستمر متى ستتعلمين اني لست رجلا يحب المجادلة بكل شيء متى ستعلمين اني لست ذاك الطفل الذي نشأتي معه اني رجلا الان وعليك احترامي والتوقف عن مناكفتي ( توقف عن المتابعة وهو يلمح نيكولا الذي يقترب من باب الشرفة بروية وعينيه لا تفارقهما ليستمر بهمس وهو يعود بمقلتيه نحوها بينما تعلقت عينيها بهايلي التي وقفت بعيدا تتأمل ما يجري على الشرفة دون ان يتنبه لها نايجل الذي انحنى بوجهه نحو ليونور اكثر ) من بداخل تنبهوا لأمرنا لذا لا تأتي بحركة 
لم تدرك ما ينوي بدايتا ولكن ملامسة شفتيه لخدها القريب من شفتيها جعلها تهم بالاعتراض 
- لا تفعلي
اغمضت عينيها ببطء طالبة من نفسها الصبر قليلا لابد وانه لا يدرك ان هايلي أيضا تنظر إليهم والا لما حاول ايهامهم انه يعانقها 
- ليس على سكان مينفسن جميعهم معرفة امورنا الخاصة لذا تعقلي 
تمتم وهو يهم برفع راسه لتتابعه وهي تفتح شفتيها لتتنفس بينما تركت يده ذراعها لتنسل نحو خصرها وهو يهمس 
- خرجنا لنرقص هنا لذا فلنفعل 
تحركت معه ببطء وكل حواسها بهايلي التي عقدت ذراعيها وهي تتأملهما بتجهم انها لا تمانع بتاتا تجاوبها معه الان فعليها افهامها حجمها الحقيقي لذا رفعت يدها لتضعها على كتفه فدبت الحيرة به واخذ يراقبها وبدا التفكير عليه لتجاوبها معه دون أي مشاكل قائلا أخيرا بتفكير
- ا .. هايلي تنظر الينا 
- لقد اثرنا فضول الجميع بالداخل ( هز راسه ببطء قائلا )
- اذا هي تنظر الينا 
- وما يهمك بأمر فتاة طلبت المساعدة في حليها العالق
- قد ترغب بالمساعدة من جديد واتعلمين 
- لا اريد ان اعلم ( قاطعته بامتعاض واستمرت ) اعلينا الاستمرار لقد اكتفيت واعتقد ان الجميع سيجد ما يتحدث عنه الليلة 
توقف وأشار لها لسير امامه نحو باب الشرفة لتفعل وتدخل لتجول براسها حولها وقد انشغل الجميع اما بالحديث او الرقص 
- سنغادر بعد قليل 
تمتم وهو يبتسم لرجل الذي اقترب منه ليحدثه قبل ان يسيروا مودعين عائلة نارين ويعودوا بأدراجهم نحو المنزل والصمت التام يحيط بهم مما جعله يهمس لنفسه ما الذي ورط نفسه به حتى عمه البرت ما كان ليوافق على استمرار هذا فعلاقته بها من سيء الا اسوء عليه بالصبر عليه بالانشغال بالعمل والابتعاد قدر ما يستطيع وهذا ما فعله في اليومين التاليين يغادر باكرا ولا يعود الى مساء بعد ان يقصد الجميع غرفهم فلا يراها ولا تراه .

كانت تهم بوضع الكتاب الذي تقوم بقراءته على المكتب غرفتها عندما شد انتباهها أصوات جلبة في الأسفل لتسرع وتطل على الادراج برفقة ميرفا وايزابيل التين انضمتا لها ليروا نايجل يحمل بندقيته وهو يحدث جدها والغضب باديا عليه وبنفس الوقت يهم بالخروج من الباب لتنزل الادراج بسرعة نحو والدتها وهي تتساءل وتحدق بجدها المكفهر الوجه  
- ماذا جري 
- تم السطو على العربة التي تنقل المال سيتوجه نايجل مع مجموعة من الرجال ليحاولوا استعادتها قبل ان تبتعد اكثر  
تبادلت وميرفا النظرات قبل ان تعود نحو جدها لتراه يضم قبضته بشدة على راس عصاه وقد اشتدت ملامح وجهه ليقف وهو يقول 
- ارسلوا خلف جيفرسون ليحضر سريعا 
- ولكن كيف يحدث هذا 
قالت ميرفا بهمس وهي تقترب من والدتها بعد دخول جدها غرفة المكتب بينما اسرعت ليونور لطلب من احد العمال الإسراع بإعلام السيد جفرسون بالحضور لتعود بأدراجها ووالدتها تقول 
- لا اعلم فلم يسبق ان حدث هذا .. رباه ان العربة تحمل مبلغا كبيرا من المال كبيرا جدا
- لا تقلقي امي لابد وان يستعيدوها فالقد توجه نايجل برفقة عدد لابأس به من الرجال خلفها 
رغم قول ميرفا ذلك الا ان توتر والدتها لم يهدأ فجلست ليونور بقلق على الأريكة وما كاد جيفرسون يدخل الى جدها حتى تناها لهم صوته الغاضب لتهمس ميرفا 
- ان جدي محق لطالما كان الامر يتم بسرية تامة فلا احد يعلم متى يتم نقل المال هناك من تحدث بالأمر  
اخذ وجه ليونور يشحب ببطء ورغم متابعة ميرفا الحديث الا انها عادت بذاكرتها الى الوراء فالقد ذكرت امام .. نيكولا ان الاخوان هانس متوتران لانهما سينقلان أموالهم معنا يوم الثلاثاء لتشعر بالدوار غير مصدقة انها قد تكون السبب بهذا 
- نايجل لا يملك الخبرة الازمة كان على جدكما عدم ترك زمام الأمور له لقد تسبب بكارثة لنا وللأخوين هانس لطالما كان والدكما يسير هذه الأمور بكتمان تام انظروا الان لقد حلت علينا هذه المصيبة
اخذت ليونور تقضم اضافرها بتوتر عاجزة عن الحديث ليمر الوقت ببطء شديد وهي تترقب أي خبر قد يصلهم لتأخذ بالسير ذهابا وايابا في الصالة وقد غادرها قلبها والشعور بالذنب قد نال منها بينما جلس جدها متجهما وقد بدا الغضب الشديد عليه بجواره جيفرسون الذي جلس صامتا وقد قام جدها بتوبيخه طوال الوقت لتلتزم والدتها الاريكة وهي تتبادل النظرات القلقة بين بناتها لتتجمد ليونور في وقفتها وقد اتجهت الأنظار نحو الباب الرئيسي مع صدور أصوات جلبة ليهموا بالتحرك سريعا نحوه الا انهم توقفوا في وسط الصالة ونايجل يطل منه وخلفه رجلان قائلا وقد بدا الانهاك عليه 
- لقد استعدناها 
- انت جاد 
- اجل ( أجاب جيفرسون الذي تحرك نحوه متسائلا )
- المال بها وكل شيء على مايرام 
هز راسه بالإيجاب وهو يتحرك نحو جده وقد بدا لانهاك عليه قائلا 
- استطعنا الوصول اليهم وتخليص العربة منهم وعلى ما يبدوا انهم كانوا يخططون لأخذها للمنطقة الشمالية
- من هم وكيف علموا اننا سنقوم اليوم بنقلها 
- كانا شخصان وقد اصبناهما حتى نستطيع السيطرة على العربة واجبارهم على التوقف .. كانت إصابتهما بالغة وقد فارقا الحياة على الفور
- كيف هذا من هما الم تعلموا
- رجلان غريبان ارسلنا خلف رجال الامن وهم سيتولون الامر 
- كان عليك الإبقاء على احدهما كان علينا معرفة من دبر لنا هذه المكيدة حتى ينال جزائه لن يهدأ لي بال حتى اصل اليهم 
ابتلعت ليونور ريقها وقد شحب وجهها تماما كيف فعلت هذا ونيكولا هل حقا وصل به الامر ليدبر لهم مكيدة كهذه اكان يعتقد انه بهذا سيظهر فشل نايجل ولكن كل تلك الأموال ما كان سيكون مصيرها 
- كانت مطاردة العربة امرا شاقا كان علينا ايقافهما باي طريقة 
- اين الاخوين هانس
- كانا برفقتي وقد قمت بتسليمها المال الخاص بهم 
نظر هاريسون نحو جيفرسون قائلا 
- اريد ان تصل الى من خلف الامر .. هيا استلم المال وتأكد منه واعده الى الخزنة ولن نقوم باي عمليات لنقلها في الوقت الراهن ( تحرك جيفرسون مغادرا لينظر نحو نايجل متابعا )
- انها اول عملية نقل لك وقد فشلت فيها فشلا ذريعا مع من تحدثت بالأمر 
- اعرف أهمية سرية الامر لذا لم افعل
- انت تتحمل مسؤولية فشلها بشكل كامل ولا لست سعيدا الى ما الت اليه الأمور هنا لست سعيدا البته من حسن حظك اننا استعدناها اجل من حسن حظك هذا 
أضاف بحنق وهو يتحرك مغادرا لتسرع ابريال بمساعدته بصعود الادراج بينما اشارت ميرفا لليونور بانها ستصعد الى الأعلى لتتبع والدتها هي وايزابيل فأسرعت ليونور بلحاقهم فلا رغبة لديها بمجالسة نايجل لتأخذ بالسير ذهابا وايابا في غرفتها وتوترها في أوجه تشعر بالضياع ولا تعلم ماذا تفعل ليست مستاءة من ان يلام نايجل علا هذا يهز مكانته عند جدها ولكنها قلقة من نيكولا عليها الحذر منه بعد الان لقد كانت والدتها على حق بأمرهم فقد كاد يتسبب بكارثة دون ان يأبه الى ما قد تأول اليه امورهم تحركت مغادرة غرفتها وقد ضاقت صبرا بنفسها لتنضم الى شقيقتيها التين لم تتوقفا عن الثرثرة حول الامر مما زاد من توترها فعادت بأدراجها نحو غرفتها لتدخل ببطء وقد انتفض قلبها لرؤيتها لنايجل الجالس على الاريكة المجاورة للنافذة لتبادره لتجهمه وصمته
- ماذا تفعل هنا
- كنت افكر .. واتعلمين كيفما حاولت اصل الى طريق مسدودة ولكن فجأة بدا الامر واضحا لي وضوح الشمس 
- عما تتحدث 
- انت كنت تعلمين متى ستنطلق العربة 
- ارجوا المعذرة .. ما الذي تعنيه هنا ان لي يد بالذي حدث هل تبحث عمن ترمي عليه اخطائك الان ومن اين لي ان اعلم حقا انت تبالغ تبالغ جدا 
- الاخوين لهما مالا معنا وليست اول عملية نقل يشاركونا بها لذا هم اهل للثقة جيفرسون لا يتفوه بالأمر ابدا فهو عمله ولن يبدأ الان بالتخاذل بقي امامي انت فعند مغادرة الاخوان انضممتِ الي وقد تناها لك حديثنا .. لمن لجئتِ حتى تهزي ثقة جدك بي من قدم يد المساعدة لك .. اهو نيكولا ومن من مصلحته اذيتي غيركما 
عقدت ذراعيها وبللت شفتها قائلة 
- هل انتهيت .. جيد الوقت متأخر واحتاج للنوم ولا تعود الى هنا 
- كيف وصلتي الى هذه الدرجة المال هنا مالكم تقدميه على طبق من ذهب له من اجل ماذا النيل مني ( تابع بغضب متجاهلا حديثها ووقف مستمرا وهو يقترب بعدم تصديق ) رغم اني أقول هذا ولكن لا اصدقه فهيا اثبتي لي ان ليس لك يد بالأمر هيا 
- لن أحاول شيء ولن ابذل اقل مجهود به لأنه ليس لي شان بالأمر وان كان عقلك يأخذك الى هناك فهذه مشكلتك وليست مشكلتي 
- حاولي من جديد مازلتُ لا اصدقك ( أضاف واصابع يده تقبض على فكها مما افزعها وهو يقرب وجهه منها مستمرا ) هيا حاولي لا اريد ان يكون لك يد بالأمر 
وضعت يديها فوق يده قائلة 
- لن تتغير لن تتغير ابدا تلومني على ماذا على اخطائك اذهب وابحث لنفسك عن غيري لتعلق فشلك عليه
نفض يده عنها بعيدا وهو يهمس 
- اعلم انها انتِ .. ولتعلمي فقد تخطيتِ كل الحدود غامرتي بمال العائلة هنا بتعب نصف عام من العمل لا استطيع الثقة بك بعد اليوم لقد بعتي كل هذا من اجل افشالي امام جدي لا اعلم الى اين قد تصلين أيضا 
- اعلمتك ان لا شان لي بالأمر ما بالك 
صمت متأملا إياها بعدم رضا قبل ان يقول 
- لندع الامر لجدي ليقرر لك يد بالأمر ام لا 
وتخطى عنها ونظرات الكره لا تفارق ملامحه لتنتفض على صوت انغلاق الباب فضمت جسدها المرتجف بيدها وقد امتلأت عينيها بالذعر لقد تسببت بكارثة ما الذي عليها فعله الان لن يتركها نايجل وشانها انها تعرفه كفاية لتدرك انه لن يترك الامر رباه لم تتعمد البوح بهذا امام نيكولا جاء الامر عفويا اجل تعترف انها أخطأت ولكنها لم تقصد ولم تكن تنوي اذيت احد مسحت دموعها التي بدأت تتجمع بمقلتيها جيدا بذراعها لن تسمح له بان ينال منها لا لن ت .. ف ..ع .. ل .. لا لن تفعل قالت بإصرار وتحركت مغادرة غرفتها متجها نحو غرفة جدها لتطرق عليه وهي تتأكد من مسح وجهها جيدا لتدخل عند سماعها لصوته لتبادره وقد جلس في سريره مرهقا ومازال وجهه يحمل هموم دهرا 
- ارجوا اني لم ازعجك بهذا الوقت
- بعد ما حدث اليوم لا اعتقد ان هناك ما سيزعجني اكثر .. ما بك لا تحضرين لرؤيتي بهذا الوقت الا وان كان الامر بذوا أهمية 
- انه امر قد خطر لي تعلم ان ما جرى اليوم جعلنا نفكر ونفكر فلأول مرة تتعرض عرباتنا للسطو ولابد وان هناك من قام بتسريب يوم مغادرتها 
- وهذا الذي افكر فيه أيضا 
- اعتقد ان من قام بتسريب المعلومات عن العربة ليس الا احد الخدم هنا ( تمعن بها فتابعت ) لقد ضبطوا احداهن اكثر من مرة تتلصص علينا لذا فكرت انها ربما علمت بموعد العربة واعلمت غيرها
- هل انت واثقة مما تقولينه 
- اجل فالقد شككت بأمرها منذ البداية ولم ارغب بالتحدث قبل ان أتأكد فهي مرتبطة بأحد العمال لدينا وقد بدءا ببناء كوخ خاص بهما وحددا موعد زفافهما ومن قبل لم يكونا يملكان المال والان يملكان ما يفيض عن حاجتهم من اين لهم بهذا الا اذا كانا يبيعون معلومات تخصنا لغيرنا 
- ارسلي خلف جيفرسون ( فعلت ليبادره فور دخوله )
- تشك ليونور ببعض الخدم لدينا اريد منك التأكد من امرهم وان كان لهم يد بتسريب معلومات عن موعد انطلاق عربة نقل المال اعلميه بكل ما اعلمتني به 
اخذت تحدث جيفرسون فعليها حماية نفسها أولا ومنع نايجل من البوح بما يفكر به ثانيا والتخلص من جيسي وكايل ثالثا لذا شعرت بالانتصار والرضا والان لن ينجح نايجل ببث سمومه بينها وبين جدها حتى وان فعل لن يفلح .

 رغم ان فعلتها أدخلت الراحة الى قلبها فلن يستطيع نايجل توجيه أصابع الاتهام اليها الان الا انها قضت ليلة متقلبة تستيقظ بها منتفضة كيفما تحركت فغادرت فراشها أخيرا مع بزوغ الصباح لتقترب من النافذة محدقة خارجا بشرود وهي تتنبه لحركة العاملين الذين يتحركون نحو الاسطبلات وسرعان ما يعودن بأدراجهم والتوتر يملئهم 
- ما الذي فعلته 
قول نايجل الغاضب الذي اقتحم غرفتها بعد بضع ساعات جعلها تنتفض فأسرعت بإخفاء ذلك ونظرت اليه وهي تقول بهدوء
- اعليك اقتحام غرفتي بهذا الشكل 
توقفت عن المتابعة وقد اصبح بجوارها وهو يقول بغضب
- ما الذي اعلمته لجدي
- الحقيقة 
- عن أي حقيقة تتكلمين ايتها الخبيثة تعتقدين انك ستنجين ولن يعلم انك من قمت بخيانتنا 
- خيانتكم .. تتحدث وكان تلك الأموال لا تخصني انها أموال عائلتي هل جننت لأفعل هذا ام ان هذا ما ترغب به ان يتم لومي ووصفي بالخائنة لترضي غرورك وتبعد الذنب عنك لفشلك بهذا .. ابتعد عني نايجل واذهب لتعليق فشلك على غيري جد شخصا اخر لتلومه
- اعلم عما اتحدث به واعلم ان لا شان لجيسي وكايل بهذا .. كايل المعلق منذ الامس بالحظيرة ويتعرض للجلد وبجواره جيسي ليعترفا بذنبا لم يقترفاه بسببك
- لم يقترفاه ثقتك بهما تقلقني فانا لا اثق بهما قيد انملة فمن خان سيخون دائما لذا هما يستحقان هذا لخيانتهما 
- هذا هو الامر انهم ينالون جزاء ولائهم لي 
- بل خيانتهم لي
- لقد كنت اعلم ان الامر لن يكون سهلا ولكن ان يصل الى هنا هل تدركين لو لم نستطع ارجاع المال ما كان ليحدث هل فكرت للحظة واحدة بنتائج افعالك
- بل افعالك انت فلا شان لي بهذا لما تصم اذنيك عما اتحدث به 
-.لأني لا اصدقك لا افعل ليونور 
- وما الذي نعلمه قد تكون من فعل 
- جننتي 
- لما لا 
- اجل اجل فعلتها حتى تهتز ثقة جدك بي هل علمتي عني الغباء ( وقرب وجهه منها ماكدا ) اعلم انك من فعل 
- انها اموالي اتصغي اموالي انت فقط تريد ان تظهرني بهذا المظهر السيء ليس الا  
- لا اصدقك 
- لا اكترث ان فعلت ام لا
هز راسة بغضب وهو يلمحها بعد رضا وتحرك مغادرا لتتنفس محاولة تهدئت صدرها المتوتر بينما قصد غرفته ليغلق باباه بقوة ويسير ذهابا وايابا بالغرفة جده وجيفرسون يصمون اذنيهم بشكل تام ومقتنعون ان كايل وجيسي السبب تبا همس لنفسه وهو يتحرك نحو النافذة ليقف امامها لا يستطيع التصديق ان لها يدا بالأمر ان عقله يرفض ان يصدق ذلك ولكن كلما عاد بذاكرته لا يذكر أحدا سواها والاخوان هانس ليس من مصلحتهما ابدا الحديث بالأمر او حتى افشاله كيف استطاعت فعل هذا لقد تسببت بشرخ كبير بينه وبين جده عليه اعادت ثقته به من جديد .. ما الذي يفعله هنا حقا .. اهو من اجل رد الجميل لعمه البرت .. اجل كان يحبه ويراه مثلا اعلا اكثر من والده ولكن ايستحق الامر ان يتحمل كل هذا ايستطيع الارتباط بابنته من اجل هذا فقط .. لا .. ولكن من اجل حياة رغدة يتوفر بها كل ما يحتاج اليه المال المكانة السلطة الحرية التي طالما سعى اليها تأتي اليه بهذا الشكل دون أي مجهود فحقا لم يفكر كثيرا بعرض العمل الذي ارسل اليه فلا يحب ان يبقى تحت امرت أحدا انه يعشق حريته وهذا ما كان يسبب المشاكل الدائمة مع والده الذي اردا ان يتحكم به ويخطط له خطوات حياته كان يفكر بالابتعاد وتأسيس حياة بعيدة عن عائلته وكان يعلم ان والده لن يدعمه بهذا ولن يساعده ماديا لينجح لتجيء هذه الفرصة رغم رفضة للأمر بدايتا الا انه اقنع نفسه اعتقد ان الامر سيكون اسهل رغم علمه انه سيرتبط بليونور رغم هذا اعتقد ان الامر لن يكون بهذا السوء ولكن كل تلك المؤامرات التي تحيكها ضده تجعله لا يجرؤ ان يستدير للحظة وهي موجوده انها لا توده ولم تفعل يوما ولا يبدوا انه من السهل عليه ان يجعلها تفعل فهو نفسه يجد صعوبة بتقبلها ان اكثر ما يستطيعان فعله عند الحديث هو الشجار ربما عليه ان يجعلها تهتم بأمره وهذا ما يبدوا مستحيلا الان .. اذا ما الخيارات التي يملكها ان ينسحب ويترك كل هذا .. وللحقيقة بعد ان استمتع بمكانته وسلطته هنا لا يرغب بهذا لذا عليه إيجاد حل للأمر وتحسين العلاقة بينهما او .. استبدالها .. مما تشكو .. ميرفا لطالما كانت هادئة ولم يكن بينه وبيها أي من تلك المشاحنات التي كانت ترافقه وليونور كما انها اسهل انقيادا واعقل بكثير عليه ان يجعل ليونور تنسحب اجل عليه هذا حتى تأخذ مكانها ميرفا اجل هذا ما عليه فعله سيجعلها تطلب هذا بنفسها قد يكون ذكر الامر من قبل ولكن كان لمجرد مناكفتها اما الان هو يفكر بهذا بشكل جدي فالحياة مع ميرفا ستكون اهداء واقل فوضى وهذا ما يحتاج اليه .

وقفت على الشرفة برفقة شقيقتيها ووالدتها وقد طلب جيفرسون من العاملين جميعا الحضور الى الباحة الامامية للقصر وعندما اكتمل عددهم احضر كايل وجيسي الذين يبدوان في واضعا رث وقد بدا اثار الضرب عليهما وهما يتقدمان بشكل مترنح بسبب الام في قدميهم ليقوم جيفرسون بتوبيخمها هو يشير لبقيت العاملين ان هذا ما سيؤول اليه كل من يخون صاحب عمله ابتلعت ليونور ريقها وهي تتابع ما يجرى دون ان تشعر بالأسف حقا عليهما فالقد خاناها وخانا ثقتها بهما لذا يستحقان هذا
- اتعتقد انهما حقا من فعل هذا 
تساءلت ايزابيل لينتفض قلب ليونور وهي تسمع صوت نايجل الذي أجاب ايزابيل فلم تشعر بحضوره وانضمامه لهم فأبقت راسها ثابتا امامها تراقب دون ان تظهر عليها أي تعابير 
- لا ليس هما من فعل 
- ولكن جدي وجيفرسون وليونور واثقون من هذا .. هل اعترفا 
- لا .. وكيف سيعترفان بذنبا لم يقترفاه 
كان يجيبها بجمود وهو يراقب ما يحدث بالأسفل وقد تحرك كايل وجيسي ليغادرا المكان وهما يستندان على بعضهما 
- تبدوا واثقا ( قالت ابريال واستمرت له ) كيف هذا اتعلم من فعل 
مرت لحظت صمت شعرتها ليونور دهرا وهي تصر على عدم النظر نحوهم وامام صمت نايجل المتجهم والذي يراقب ابتعاد العمال تبادلت ابريال النظرات مع ميرفا وايزابيل قبل ان تقول 
- هيا لتناول الغداء 
تحركوا لداخل لتبقى ليونور في مكانها ليقول
- انتِ سعيدة الان لما الت اليه الأمور
- اتعتقد اني اهتم لأمر الخائنين انهما يستحقان هذا ( قالت وهي تتابع ابتعادهم )
- لولائهم لي 
- لخيانتهم لي  
- دائما ما تفاجئيني ( اجابها ومازال واقفا بجمود يتابعهما أيضا مستمرا ) اهناك المزيد 
حركت راسها بتجاهه لتتلاقي انظارهما بنفس الوقت ان كان يعتقد انها ستعترف له فهو مخطئ جدا انها صفحة وقد طوتها الان ولن يستطيع شيء حيال الامر انه يعلم ان لا احد سيصدقه لو قام باتهامها لذا لم يفعل الى الان 
عاد براسه الى ما امامه انه الان واثق من قراره سيجعلها تنسحب باي شكل من الاشكال فمن المستحيل ان يتابع معها .
تحركت لتتبع شقيقتها ووالدتها الى الداخل بينما بقي بمفرده ليسحب سيجارة ويقوم بإشعالها لينفث دخانها عاليا وهو يرفع راسه الى اعلا والإصرار يملأ كيانه .