انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الاثنين، 31 يوليو 2023

رواية انـا وغــريـمـي من 1 - 9

انـا وغـريـمي




توقفت ايزابيل في وسط الصالة الكبيرة الفاخرة ليأخذ قلبها بالخفقان بقوة وهي تنظر من خلال الباب الرئيسي المفتوح على مصرعيه بالعربات التي توقفت امامها واحدة تلوى الأخرى مِما جعلها تتراجع بخطواتها ببطء الى الخلف قبل ان تستدير نحو الادراج التي تنتصف الصالة لتصعد الى الطابق الثاني وتجري بالممر الطويل بلهفة وهي تحمل ثوبها من كلا جانبيه كي لا تسقط لتدفع باب احد الغرف وتنسل الى داخلها بفوضة وهي تقول بأنفاس متسارعة
- لقد وصلوا
 نظرت ليونور الجالسة امام المرأة نحوها والدماء تختفي من وجهها لتشحب تماما وقلبها يهوي ببطء لتقول ميرفا التي تجمدت لأول وهلة لتعود للادعاء بانها منشغلة بوضع اللمسات الأخيرة على شعر شقيقتها 
- جميعهم معا
- رأيتُ مجموعة عربات فاجل هذا ما يبدوا عليه الامر لقد حضروا جميعهم معا
اجابتها ونظرت كما ميرفا نحو ليونور التي ابتلعت ريقها ورفعت ذقنها بتعالي وثقة كاذبة وهي تعود نحو المرأة قائلة
- جميعهم ام لا ما الفرق ( حركت يدها نحو شعرها الأسود مدعية انها تتفقده وقد رفعته لها برندا بمساعدة ميرفا من الامام ليهدل بشكل ملتوي على ظهرها ليتخطى خصرها مستمرة ) سيحضرون جميعهم في النهاية
عادت ميرفا لتلامس بأصابعها شعر شقيقتها الكبرى مدعية انها تقوم بترتيبه وهي في الحقيقة تحاول ان تخفي توترها قائلة
- لا احسدك على ما انتِ به
- يجب ان نجد حلا للأمر ( اسرعت ايزابيل بالقول بلهفة واستمرت لليونور بتأكيد ) ليس عليك الاصغاء لهم يجب ان ترفضي الامر لا يحق لاحد اجبارك على هذا
- لقد تحدثنا بهذا طوال الشهر المنصرم لذا ارجوكما لا تعودان له
طلبت من ميرفا التي تصغرها بعام وايزابيل التي تصغرها بعامان فلم تعد قادرة على الخوض بهذا الامر الان
- عزيزتي هل انتِ مستعدة
نظرت الفتيات الثلاثة نحو والدتهم ابريال التي دخلت قائلة ذلك وهي تحاول ان تخفي توترها مستمرة بثبات
- لقد وصل افراد العائلة وهم بانتظارك بالأسفل ( هزت ليونور راسها بالإيجاب وتحركت لتسير باتجاه والدتها بثوبها الأزرق ذو الطبقات الهادلة الذي اظهر نحافة خصرها وكتفيها العاريين وقد زينت عنقها بعقدها المتلألئ بأحجار من الزمرد وارتدت قفازاتها الزرقاء الطويلة لتتأملها ابريال وهي تقول بصعوبة رغم محاولتها ان تبدوا قوية الان امامهم ) اسفة لوضعك بهذا الموقف
هزت راسها بالنفي لوالدتها وهي تقول بثبات
- لابأس ولا تقلقي على
حاولت ابريال اظهار ابتسامة على وجهها ودعتها للخروج لتفعل بينما اخذت ايزابيل تبدي اعتراضها دون قدرتها على فعل شيء لتجذبها ميرفا نحوها محتضنة إياها وهي تهمس
- هدئي من روعك
- ولكن
- لا تقلقي على ليونور انها تستطيع تدبور امورها
- مع عائلة كرانستون لا اعتقد
- اجل تستطيع لا تقلقي .

تحركت رؤوس الموجودين في الصالة من رجال ونساء وقد بلغ عددهم العشرون نحو الادراج التي تنتصف القصر عند نزولها ووالدتها نحوهم لتبتلع ليونور ريقها وتتابع نزولها وهي تجول بنظرها بهم دون الخروج عن جديتها وقد جلس بعضهم بينما وقف البعض الاخر 
- ها قد أتت ( قال نيكولا الذي يقف بجوار نايجل المنشغل بتأمل أحد اللوحات امامه فبقي على وقفته رغم تجمده للحظة بينما تابع نيكولا باهتمام وهو يتأمل ليونور ببطء ) انها .. تزداد جمالا
- لطالما كانت كذلك ولكن عليك رؤية داخلها حينها لن تحدثني عن الجمال 
- لا امانع بالحلول في مكانك ان اردت ان تتراجع فمازال امامك بعض الوقت 
- واترك كل هذا لك .. انتَ تحلم
اجابه وهو يستدير نحو الادراج بثقة متابعا اياهما ومتأملا ليونور ببطء وذاكرته تعود به الى اخر لقاء بينهما عند دفن والدها منذ عاما مضى تحرك باتجاههما فور وصولهم لنهاية الادراج ليقدم التحية لهما وينظر الى ليونور بثبات ويقدم يده لها قائلا
- انستي
تشابكت انظارهما لتلتمع عينيه بوميض تحدي لا لن تجاريه انها تعلم الى ما يسعى فرفعت ذقنها بتعالي واطبقت شفتيها برقة حتى لا تسمح لهما بإخراج مئات الكلمات التي تزاحمت على بابهما لتضع يدها بيده وتتحرك برفقته لتحية الجميع قبل الجلوس برفقتهم لتصغي الى كل ما يدور حولها بكل انتباه فليس عليها ان تشرد بعيدا كما ترغب او حتى ان تخرج عن جمودها او حتى الابتعاد عن هذه الاريكة وقد جلس نايجل بجوارها
- انتما تليقان ببعضكما جدا ( قالت اماليا زوجة والده وهي تتأملهما برضا تام مما جعله يصطنع ابتسامة بينما نظرت اليها ليونور لتتابع ) لا اذكر كم مضى على اخر زيارة لي الى هنا
- ثلاث سنوات ( اجابتها باقتضاب )
- اجل ثلاث سنوات ( قال كونر والد نايجل قبل ان يستمر ) مشاغل الحياة كثيرة وجعلتنا نبتعد قليلا ما كنا لنفوت جنازة البرت لكن وجودنا خارج البلاد جعلنا نفعل هذا لابد وان نايجل اعلمكم في حينها اننا كنا في متروين ولم يكن بإمكاننا العودة لحضور الدفن ( هزت راسها له بالإيجاب وهي تحاول ان تتابع بصمت كما عاهدة نفسها ان تصغي اكثر ما تتحدث ليمر الامر بسلام فمشاغل الحياة لم تمنعه الان من الحضور كيف ذلك وقد وقع على راسه ارث لم يكن يحلم به حقا فوفات والدها المفاجئة منذ عام مضى كانت صدمة للجميع لأنه لم يشكوا من عله او مرض ولكن ما حدث بعد وفاته هو مالم تتوقع حدوثه يوما ولو علم والدها ان هذا ما ستؤول اليه الأمور لقام بحمايتهم فرغم انه تم اعلامه بان عليه عدم الاكتفاء بإنجاب الفتيات وان عليه انجاب الذكور الا انه لم يأبه وكنا بناته مدللات مرفهات وقد قام بحمايتهم طوال الوقت ودفعهم ليكن افضل وافضل وكان حريصا على اظهار محبته لهم باستمرار ولو كان يعلم انه سيفارق الحياة بهذه السرعة للجئ لحمايتهم وحماية ممتلكاته من جشع اسرته ان وفاته قد قسمت ظهر والدتها وظهورهن فالقد وجدت العائلة بهن لحما طري لينهشن به من كل الجهات دون رحمه نقلت عينيها بكل الموجودين من أبناء عموم والدها وزوجاتهم للأقرباء من الدرجة الثانية الثالثة فلقد كان والدها وحيدا لم يملك الاشقاء ومن كانوا يدعون قربه وحبهم له قد اجتمعوا أخيرا على امر واحد وهو الحصول على ما كان والدها يملكه جميعه لأنه لا يملك والدا ليرثه بل مجموعة فتيات واموال العائلة يجب ان تبقى للعائلة كما هي العادة ان يقوم الصبي الأول بورث والده وبما انه لا يوجب صبي فلا يحق للفتيات ان ترثن جن جنون والدتها ولم تترك بابا لم تطرقه لإيقاف هذا وتمنع حرمان بناتها مما هو حقا لهن ولكن وقوف جدها الذي ناهز الثانية والثمانون من عمره بجوار افراد العائلة وقناعته التامة بان لا يذهب ارث العائلة من بين أيديهم خاصة وان سايمون ابن عائلة هكتور كان يهم بالتقدم بشكل رسمي لها وهو لم يكن يروق له بعكس والدها بينما كان اندروز ابن عائلة سكوت يحوم حول ميرفا وبعد عام واحد من المشاحنات التي لم تتوقف حُل الامر بان ترتبط اكبرهم باي رجلا من أبناء عمومة والدها حتى يصبح زوجها المسؤول عن الأملاك وتبقى تتنعم هي ووالدتها وشقيقاتها بالحياة الرغدة الى ان يتوفاهم الله او ترتبط احداهن برجل غريب حينها تخرج من تحت وصاية العائلة لم يكن امام والدتها الا الاستسلام لهذا القرار حتى تستطيع المحافظة على املاكهم وعلى وضعهم الاجتماعي والحياة التي دائما ما عاشوها كما لم تستطع هي نفسها تقبل فكرة ترك كل هذا والابتعاد ومراقبة غيرها يتمتع بما هو حق لها ولشقيقاتها
- لقد دعونا الجميع لذا سيحضر المزيد اليوم وصباح الغد فاعلان حفل خطوبتكما هو حديث الموسم ( قال كونر واستمر برضا ) وبعدها لنبدأ بالإعداد لحفل الزفاف
- لا داعي للعجلة ليكن بعد عام ( قاطعته ابريال واستمرت ) حتى نستطيع الاعداد له بشكل لائق ومناسب لاسمنا
- عاما كامل هذا كثير جدا ليكن بعد شهران كحدا اقصى فلا يوجد أي مبرر لإطالة الامر اكثر من هذا
ابتلعت ليونور ريقها ومازالت تراقب بصمت فقالت والدتها معترضة
- لن نستطيع الاعداد للزفاف بشكل مناسب بهذا الشكل الشهران لن يكفيا لهذا كما ان على ليونور ونايجل تمضيت بعض الوقت معا قبل زفافهما
- انهما يعرفان بعضهما منذ نعومة اضافرهما لذا ما الداعي لذلك ( قالت آماليا بعدم رضا )
- كانوا أطفال في حينها ولكنهما الان ناضجان والامر مختلف كما ان نايجل لم يحضر الى هنا منذ .. خمس أعوام
- لقد حضر جنازة البرت ( أجابها كونر معترضا )
- امضى ساعات معدودة فقط قبل مغادرته ولا اعتقد انهما تحدثا حتى هل حدث هذا
قالت ابريال وهي تحدق بهما فهزا راسهما بالنفي رافضا كل منهما قول الحقيقة فشهران فقط قبل ارتباطهما امر مرفوض لكلاهما فتابعت
- هذا ما اعتقدته أيضا لذا هما بحاجة لبعض الوقت
- اتحاولين افهامنا انهما قد لا يتفقا ( قال جدها هاريسون رافضا الامر بشكل تام ونظر نحوهما بحدة وتفكير فاسرع أيدن والد نيكولا بالقول برضا )
- قد يحدث هذا ولما لا .. حينها سيكون هناك خيارات أخرى فيوجد المزيد من الرجال بالعائلة وان لم يتم الاتفاق بينهما سيكون هناك بديل للأمر ولما لا 
ضاقت عيني نايجل بعمه الذي لا يخفي طمعه ورغبته بان يحل ابنه نيكولا بدلا منه ولو كان لديه سلطة لفعل منذ البداية فأملاك البرت جعلت الكثيرين مؤخرا يظهرون على حقيقتهم فكل فرد يريد أن يؤول هذا له ولكن اختيار الجد هاريسون له جعل الجميع عاجزا عن رفض الامر لذا هو على دراية تامة بان هناك من يرغب بالجلوس في مكانه هنا ولا يجرؤ على اظهار هذا كعمه جيسون والد الفريد وعمه أيدن ولكن كونه الأقرب لهاريسون بسبب حرص والديه على تمضية بضع اشهر الصيف هنا في كل عام جعلهم الأقرب اليه وبما ان شقيقه الأكبر جايلز مرتبط منذ عامان وقع اختيار هاريسون عليه هو لقد نزل الامر كالصاعقة في البداية فلم يكن ليخطر له الارتباط بليونور لقد جن ليفعل هذا انها اخر شخص قد يفكر به وقد لا يفكر بها فلن تكون بقائمة اختياراته حتى ولكن ما الخيارات التي لديه فقد حاول ان يرفض الامر ويطلب منهم عدم ذكره من جديد ولكن امام كل تلك الاغراءات المادية التي حلت من يكون ليرفض ذلك الإرث حتى لو مقابل الارتباط بها لن يشكل الأمر له أي فرق حقا ولكن الان يشعر ان عليه الاشهار عن انيابه لمن قد يتجرأ ويسلب منه هذا او حتى يفكر بالأمر جال بنظره بهم وهو على دراية تامة بطريقة تفكيرهم لو استطاعوا التهامه حيا لما توانوا عن هذا
- انهما شهران فقط
قال هاريسون منهي الحوار الدائر حول الامر ليحدق به الجميع وهو يستمر
- غدا يعلن ارتباطهما بشكل رسمي وبعد شهران من هذا التاريخ سيتم الزفاف
ابتلعت ابريال ريقها بصعوبة انها بحاجة للمزيد من الوقت فالقد وعدها شقيقها انه سيتحدث مع احد الأشخاص من أصحاب النفوذ بالعاصمة قد يستطيع تخليصها مما هي به لذا طلبت من ليونور ان تجاري الامر الى حينها ولكن لم يخيل لها ان يكون الامر بهذه السرعة فقالت محاولة من جديد
- ولكن قد
- فقط شهران ( قاطعها هاريسون بجدية تامة وأضاف ) هل العشاء جاهز
هزت راسها له بالإيجاب ببطء وتفكير فتحرك واقفا وهو يستند على عصاه التي بدأ باستعمالها مؤخرا بعد وفاة ابنه الوحيد ليدعوا الجميع للتحرك لتناول العشاء تحرك نايجل بدوره ليقف ويقدم يده لها دون النظر اليها لتتعلق عينيها بيده الممدودة نحوها ترغب بالانقضاض عليها لتسيل الدماء منها فغيظها منه كبير جدا جدا الى انها طالبت نفسها بالهدوء ووضعت يدها بيده دون النظر اليه بدورها لتقف وهي ترفع ذقنها بكبرياء وتتحرك برفقته نحو غرفة الطعام لينضموا للباقي وهي تلمحهم بنظرة وتشعر ان هناك شيء ثقيل جاثم على صدرها ويكاد يخنقها ها هم يجتمعون لتناول العشاء والابتسامة لا تفارق وجوهم انهم سعداء بهدم حياتها لن تنسى لهم هذا يوما وستبقى هذه اللحظة محفورة في ذاكرتها الى اخر يوم في حياتها توقف نظرها على نايجل الجالس بجوارها لينظر اليها بدوره لتلتقي نظراتهم بصمت قاسي ليتجمد قلبها اكثر واكثر لما هو من بين الجميع انها لم تكره أحدا بحياتها كما تكره نايجل كونر كرانستون لن تنسى تلك الدموع التي ذرفتها بسببه ولن تسامحه يوما لن تفعل وهو يعلم هذا تماما عادت براسها الى ما امامها لتنشغل بتناول شوكتها وسكينها بينما بدأت العاملات بسكب بأطباقهم انه لا يختلف عن الجالسين هنا بشيء جميعهم يسعون لأرث والدها ايعتقد انها ستجعل الأمر سهلا له انه يعرفها جيدا ويعلم انها ليست تلك الفتاة الضعيف .
- هل تم اعداد جميع الغرف ( تسألت اماليا وهي تنظر نحو ابريال التي اجابتها باقتضاب )
- اجل تم اعدادها جميعها 
- اعتقد ان المكان سيمتلأ بالغد 
- منذ زمن لم يقام حفلا هنا ( قالت جيسيكا زوجة ايدن واستمرت ) أعاد لي الامر ذكريات جميلة
- اتذكرين حينما كنا نجتمع جميعنا هنا و
اخذت تنقل مقلتيها ببطء بين المتحدثين وكذلك فعل نايجل قبل ان يلمح عمه ايدن وهو يميل نحو نيكولا الجالس بجواره متمتما له بعض الكلمات ليسحب نظره عنهم نحو ابن عمه الفريد الذي يرمقه بتعالي وعدم رضا ليعود نحو طبقه ليتابع تناول طعامه منذ وقت قريب كان ليتهم أي احد بالجنون لو اعلمه ان هذا ما ستؤول اليه اموره انه حتى لم يكن ليفكر بالارتباط الان ليس مستعدا لهذا فبعد ثلاث أعوام قضاهم بالكلية الحربية جعلته يرغب بالعودة للحياة والتمتع بها من جديد لا ان يجد نفسه سجينا بامرا كهذا تناها له صوت والده الذي اخذ ينهره عندما اعلمه برفضه هذا الارتباط قائلا
- أصبحت في عمرا مناسبا وعليك البدأ بالالتزام الم تعلمك الكلية شيئا لما عليك خذلاني باستمرار لو كان جايلز غير مرتبط لكان الخيار الأفضل لهذا ولكنهُ كذلك لذا عليك تحمل مسؤولياتك تجاه العائلة
- ولكن
- لا اريد ان اعلم لا تعلمني شيء لا اريد سماعه الا تدرك ما قيمة أملاك البرت انا اوفر لك حياة هانئة هنا لذا ان تناها لهاريسون العجوز أي همسات عن رفضك للأمر لن اسامحك ابدا وسيسرع كل من نيكولا والفريد بتقدم ليحلا في مكانك اجننت لتسمح لهم .
- ستقيم هنا منذ الان
نظر نحو عمه جيمس والد الفريد الذي تسأل مخرجا ايه من أفكاره فأجابه
- اجل .. فعلي كما تعلم استلام الأمور جميعها منذ الان
- الا تتعجل الامر ( اسرعت جيسيكا بالقول مستمرة وهي تلمح الجد هاريسون بنظرة قبل ان تعود اليه ) اعني قد لا تتفقا وحينها
توقفت عن المتابعة وايدن الجالس بجوارها قد نكزها طالبا عدم خوضها بالأمر الان بينما تابعتها ليونور وهي تمضغ لقمتها بروية مازالت تحاول دون يأس ان يحل نيكولا مكان نايجل عادت نحو طبقها دون ان تستطع تناول المزيد منه وكأنها سلعة امامهم يتشاجرون عليها كم تشعر بالكره لجميع الجالسين هنا
- سأبدأ باستلام أمور العمل هنا بعد غد فهذه رغبة جدي ( عاد نايجل للقول بتأكيد )
- قد تحتاج اذا الى من يساعدك بهذه الفترة لذا عزيزي لندع نيكولا هنا أيضا ق
- لا ( قاطعها هاريسون واستمر بذات الجدية ) لندع نايجل يهتم بهذا الامر بمفرده بدايتا حتى يتعرف على كل شيء وطريقة ادارته وان رأى انه سيكون بحاجة للمساعدة حينها هناك جايلز ( ونظر نحو جايلز مستمرا ) حينما يحتاج شقيقك للعون عليك ان تكون هنا
هز جايلز راسه بالإيجاب بينما سرى التجهم سريعا لأيدن وزوجته ونيكولا الذين تبادلا النظرات بعدم رضا وقد اخذ نايجل يتابع ما يجري وهو يطلب من نفسه الصبر وعدم الاصطدام مع احد فليقولوا ما يحلوا لهم وسيفعل بالنهاية ما يريد هو لم يكن من السهل عليهم قيادته وهو صغير فما بالهم الان وقد اصبح راشداً ومستقلا بنفسه
- هل انهيتِ عشاءك
تسأل وهو ينظر الى ليونور وقد تنبه لعدم تناولها لطعام فقالت
- لا شهيت لي
- هيا بنا اذا
تمتم وهو يتراجع في مقعده لينهض ففعلت بالمثل وهي ترغب بالابتعاد من هنا ليغادرا غرفة الطعام ويتبعهما العدد القليل من الذين انتهوا أيضا لتبادرهما ماتي شقيقة الفريد ذات الخامسة والثلاثين عاما وهي تقترب منهما ما ان غادرت غرفة الطعام خلفهما
- ما الذي تختطان له الان ( وامام تأملهما لها دون ان يتحدثا وكلاهما يعرفان مدى فضولها وشقيقتها وقد بقيتا دون زواج في منزل والدهم تابعت بابتسامة واسعة ومرح ) اين ستقيمون بعد الزواج
وقبل ان يجيب أيا منهما انضمت لهم ميري شقيقتها الأكبر مضيفة
- كم طفلا تختطان للإنجاب
- هل ستتركان هذا القصر للعائلة ام ستجعلونه مقركم الدائم
- ستبقى والدتك وشقيقاتك هنا ام سيغادرون
نقل نايجل عينيه بين الشقيقتين التين لم تتوقفا عن طرح الأسئلة دون السماح لهما حتى بالإجابة لينظر للخلف نحو مجموعة جديدة قد انضمت لهم بالصالة ليقاطع الشقيقتين قائلا
- اعذروني قليلا
وانسحب مبتعدا بينما شبكت ليونور أصابع يديها معا امامها بطول صبر وهما تستمران
- ستقيمون حفل الزفاف هنا أيضا اليس كذلك
- اهناك افضل من هذا المكان برئيكما لنقيمه به
- لا انت على حق ( قالت ميري واستمرت بصوت هامس ) الا تقلقي من ان يقوم نايجل بطرد والدتك وشقيقاتك من هنا بعد ان يضع يده على كل شيء
- بما تتهامسان 
انضم لهم الفريد شقيقهم الأصغر قائلا قبل ان تستطيع ليونور اجابتهما لتحرك عينيها التين توقفتا عن الرمش عنهما الى شقيقهم قائلة
- بالكثير
- ولكنك لم تعلمينا شيئا هيا هل ستبقون هنا ام
- لم نخطط لشيء بعد ( قاطعة ميري وعادت نحو الفريد الذي قال )
- ما اعلمه انك ونايجل لستما على وفاق فكيف وافقت على هذا .. انت تدركين تماما سبب تقدمه لك ما كان عليك الموافقة
- ما الخيارات الأخرى التي كانت لدي
- انت تستحقين شخصا افضل منه فجميعنا نعلم من هو نايجل
اجابها الفريد بجدية فأسرعت ماتي بالقول
- ان الفريد افضل منه و
- توقفي ( نهر شقيقته بذات الجدية وعاد نحو ليونور مستمرا ) عليك ان تعلمي على ما انت مقدمة عليه 
نظر نايجل باتجاههم وهم بالعودة نحو محدثه ولكنه لم يفعل وهو يحدق بالفريد الذي يحدث ليونور ويراقب نيكولا الذي تحرك نحوهم أيضا فأعتذر من مرافقيه ليعود باتجاههم لتتجمد وهي تشعر باليد التي لامست ظهرها لتنسل ببطء حتى خصرها وقد وقف بجوارها قائلا لألفريد
- علمت انك عدت للسكن هنا لما فعلت هذا الم توفق في العمل في ميرديث
بدا التجهم على وجه الفريد وهو يقول امام تبادل شقيقتيه للنظرات
- عدت بسبب إصرار شقيقتاي ووالدي علي لأفعل واستلم اعمال والدي 
- واستسلمت للأمر بسرعة 
- لدي التزام نحو افراد عائلتي فكما تعلم اني شاب وحيد وشقيقاتي متمسكات بي 
- لم تعلمانا استقطنا هنا ( تدخلت ماتي قائلة من جديد )
- مازلنا نفكر بالأمر ( قال ونظر نحو ليونور التي كانت تتابع ما يجري بصمت متابعا واصابعه تضغط على خصرها طالبا تجاوبها معه ) اليس كذلك عزيزتي مازلنا نفكر بالأمر ( تعلقت عينيها الرماديتين الامعتان بعينيه التين تحملان نفس اللون وهناك جزء منها يقول لها لا تستجيب له وجزء يطلب منها التروي والتزام التعقل لتستطيع نيل ما تريده ولكنها لم تستطع فتابع وهو يعود لهم امام صمتها ورفضها اجابته ) مازال امامنا وقت للتفكير بالأمر و الاعداد للكثير من الأمور التي تخص مستقبلنا
تابع نيكولا سيره متخطي عنهم ليسكب لنفسه كوب من العصير مدعي انشغاله به وعينيه تعودان نحوهم ليتأملهم بتفكير ونايجل يستمر بالحديث فأشار لألفريد بالاقتراب منه مما جعل الفريد يعتذر منهم ويتحرك نحوه
- اعذرونا فالقد انا لنا المغادرة أيضا للحصول على الراحة .. نراكما غدا انا واثقة انه سيكون حفلا مميزا عمتما مساء
قالت ماتي وهي تهم بالابتعاد برفقت ميري لتتابعهما ليونور وهي تحرك يدها نحو أصابع نايجل المستقرة على خصرها لتبعد يده بروية وهي تقول دون النظر اليه
- سأرى جدي
وتحركت نحو جدها لتجلس برفقته ورفقت والدتها وميرفا وكونر قبل ان ينضم لهم الباقي فتابعها نايجل قبل ان يتجه نحو الفريد ونيكولا لينشغلوا بالحديث معا لتنظر نحوهم فثلاثتهم ممشوقو القامة نيكولا اكثرهم نحافة ويشبه والدته بوجهه البارز بعكس الفريد ذا الملامح الخشنة الجادة بينما نايجل يملك ملامح ال كرانستون الصارمة والجذابة بنفس الوقت هؤلاء الثلاثة من تقدموا لخطبتها بعد معرفتهم بما ينوي جدها ليقع اختياره على نايجل يالاحظها لما هو لم تكن لتمانع مع أي شخصا اخر سحبت نظرها عنهم محاولة الاصغاء للحديث الدائر علها تشتت نفسها فلا تريد التفكير الان ولتدع هذا اليوم يمضي لذا ما ان اخذا الضيوف بالانسحاب واحدا تلوا الأخر حتى أبدت رغبتها هي أيضا بالمغادرة لتتوجه نحو غرفتها لتغلق بابها عليها وتسير نحو المرأة وهي تتنفس الصعداء وتعود لتكرار ادخال الهواء الى رئتيها من جديد تشعر بنفسها كالمخدرة الفاقدة للشعور بهذه اللحظة فرغم اعداد نفسها جيدا لهذا اليوم ولكن مازالت تشعر بالصدمة والإنكار لما يجري لها تأملت انعكاس صورتها بالمرأة تكاد لا تعرف هذه الفتاة ذات الوجه الخالي من أي تعبير بعكس ما يجول بداخلها نظرت باتجاه الباب الذي طرق قبل ان تتحرك نحوه بتفكير لتفتحه محدقة بنايجل الذي وضع احدى يديه على حافة الباب بتجهم وقد مال بجسده قليلا للأمام ناظرا اليها بعينيه الغامقتان والتين لا تقلان تجهما عن باقي ملامح وجهه مما جعلها تعود لإغلاق الباب وتهم بالابتعاد عنه فاخر ما تريده الان هو محادثته او حتى رؤيته بقيت عينيه ثابتتان على الباب الذي اغلق بوجهه وهما تزدادان اغمقاقا لبضع ثواني قبل ان يحرك يده نحو المقبض ليفتحه ويدخل فالتفت نحوه قائلة
- ماذا تريد ( اغلق الباب خلفه ببطء ونظره لا يفارقها قائلا )
- تمنى ليلة هنيئة لخطيبتي
- لست جادا اليس كذلك اننا بمفردنا هنا لذا تستطيع التوقف عن الادعاء
- ادعاء ماذا .. غدا سيتم اعلان خطوبتنا
- التي لا ارغب بها والتي فرضت علي ( اخذت خطواته تقترب منها بتمهل وهو يقول )
- وهل رغبتُ بها .. انت تدركين تماما انك اخر فتاة على وجه هذا الكون قد افكر بالارتباط بها لست اخر فلم تدخلي القائمة حتى
- اذا نحن مطفقان على ان هذا الامر لن يحدث
- لن يحدث ( كرر كلماتها بسخرية وهو يثبت في وقفته امامها مستمرا ) للأسف الشديد .. سيحدث ام تراك تريدين مني التخلي عن كل هذا
- لم تستطع إخفاء جشعك اكثر من هذا ( فتح ذراعيه على مداهما وهو يقول )
- من أكون لارفض هذه الهدية التي قدمت لي على طبقا من ذهب
- لما انت ( قالت بحنق فأجابها بابتسامة )
- عليك سؤال جدك بهذا ام تراك ترغبين بأحدهم .. كلي اذان صاغية ( أضاف وهو يعقد يديه امام صدره مستمرا ) من يروق لك لنثتثني منهم سايمون فهو ليس من العائلة ما هي اخر اخباره 
- لا شأن لك به
- لطالما علمت انه يسعى اليك
- دعه خارج حديثنا
- لا هو حديثنا فلا وجود له بعد الان بحياتك
- ارجوا المعذرة
- لقد سمعتي جيدا ما قلته
- لست جادا 
- بل انا كذلك
- وتعتقد اني سأصغي لك  
- لا لا اعتقد بل انا واثق انك ستفعلين وستصغين
- لقد جننت ان اعتقدت اني ساقف واصغي لك 
- ما الخيارات الأخرى التي تملكينها هيا اسمعيني كلي اذان صاغية 
نقلت عينيها بعينه غير مصدقة للحظة واحده انها حقا وافقت على هذا بينما اخفض وجهه نحوها قائلا بهدوء تام لا يبعث على الراحة
- منذ اليوم عندما انهاك عن امر عليك بإطاعتي عندما اطلب منك امرا عليك تلبيته والا ( ومد يده نحوها ليمسك بقبضته شعرها المسترسل ويشده الى اسفل بقوة مما أجبرها على رفع راسها نحوه اكثر وقد بدا الألم على ملامحها مستمرا وقد اخذت أنفاسها بالتسارع امام وجه الذي انحنى نحوها ) تعلمين ما الذي سيحدث .. انت تدركين تماما ماهي نتائج مخالفتك لي وما انا قادرا على فعله و .. الى اين قد اصل
- انا اكرهك
- لا يشكل الامر لي أي مشكلة فلم اطلب منك الوقوع في غرامي بل طاعتي احتاج منك الطاعة حينها ستسير الأمور اما ان اردتي عكس هذا ( ونقل عينيه بعينيها التي تحاول جاهدة ان لا يبدوا ما تعانيه بهما وهو يستمر ) لن اكتفي بقص شعرك الجميل هذا فقط
- لن تجرؤ على فعل هذا من جديد
- بل سأفعل واعود لقصه لك من جديد باستمتاع ودون أي ندم
- تجرء على لمس شعري مرة أخرى وسأجعلك تندم على هذا سأفعل نايجل لم اسامحك يوما على فعلتك ولن افعل ابدا
- لا اريد مسامحتك بل طاعتك
- انت تحلم
- مازلتِ تذكرين ما فعلته بك عندما لم تصغي لي سابقا رغم تحذيري لك حينها من ان لا تقومي بالوشاية بي ولن اتوانا عن فعل اكثر من هذا للحصول على ما اريد اكثر من هذا ليونور ( وترك شعرها ببطء مستمرا بتأكيد ) لذا ضعي هذا الامر امام عيناكِ دائما منذ اليوم حينما تريدين التصرف باي امر
- لا سلطت لك علي لم تكن ولن تحدث
- بدأت أرى الامر ممتعا فتهذيبك شيئا لطالما رغبت به
- انت تحلم وإن كان بيننا من ينقصه التهذيب فهو انت
- خالفي ما قلته وستندمين سايمون لا وجود له منذ اليوم طاعتي واجبه لك خالفيني وساريكِ الوجه الاخر الذي لا ترغبين برؤيته
- لقد رأيتهم جميعا وما يفاجئني ثقتك باني سأطيعك بكل سهولة الا تدرك من انا ام تعتقد اني ساتجاهل كل ما اعرفه عنك ان اكثر ما يغيظني هو اختيار جدي لك من بين الجميع اختارك انت
- هذا ما حدث وعليك تقبل الواقع كما فعلت فلا تعتقدي للحظة واحدة اني سعيت لهذا بل قدموك على طبقا من ذهب لي حتى لا ارفض الامر
- ووافقت على هذا وانت تدرك تماما اني لا اطيقك
- انه شعورا متبادل لذا عليك اما تمضيت الأيام القادمة بسلام واما لا الخيار لك بهذا
- لا
- هكذا اذا
رفعت رأسها بكبرياء وقد التمعت عينيها وهي تقول
- انه هكذا ان لم يرق لك الامر يمكنك الانسحاب فمازلنا في البداية فقط
- انت تحلمين
- بلـ
توقفت عن المتابعة وكذلك فعل عند سماعهما انفتاح الباب الذي طلت منه ميرفا التي كانت تهم بالتحدث الى انها توقفت لرؤيتها لنايجل الذي لمحها بنظرة متجهمة قبل ان يعود نحو ليونور قائلا
- لتعدي نفسك للغد بشكل يليق بالمناسبة ودون أي مفاجئات انا احذرك دون أي مفاجئات والا لن أكون المسؤول عما سيحدث
تابع ببطء وعينيه ثابتتان عليها محذرا ومؤكدا على كلماته قبل ان يتحرك مغادرا ليتخطى ميرفا التي تابعته وهي تبتلع ريقها بتوتر بينما التمعت الدموع بعيني ليونور دون ان تغادرها و بدأت أنفاسها بالتسارع لتهمس ميرفا وهي تقترب منها
- ما الذي يفعله هنا
- انا اكرهه ( تمتمت بصعوبة وصوت مليء بالألم فلا تستطيع تقبل فكرة ارتباطها به لا تستطيع )
- اعلم ولكن عليك الصبر قليلا لقد وعد خالي دوراس والدتي بانه سيحاول التحدث بالأمر مع احد أصدقائه وهو ذو مكانه في العاصمة قد يستطيع منع العائلة من السيطرة على ما هو لنا
- كيف سأستطيع احتماله الى حينها
- انها بضع اشهر ليس الا
- لا علي إيجاد حل اخر على اقناع جدي باننا غير متناسبان ولا نصلح للأمر
- سيختار لك حينها واحدا اخر
- ليكن أي احد الا نايجل
- اترين نيكولا افضل منه
- انه يشابهه ولكني لا احمل له الضغينة كما افعل لنايجل لا استطيع مسامحته على قصه لشعري بتلك الطريقة لقد كانت القشة الأخيرة بيننا وقد كسرت لقد جعلني ارتدي شعرا مستعارا وقبعة لعاما كامل حتى لا يظهر ما حل بي
- ما كان لك الوشاية به لجدي لقد عوقب اشد العقاب حينها
- استحق هذا .. اتدافعين عنه
- لا انا فقط أحاول ان اجعل الامر عليك هين فلا تريدين معارضة جدي ليس بهذا الوقت فهو شديد التوتر
توقفت عن المتابعة ونظرت نحو الباب الذي دخلت منه والدتها التي بادرتها
- ميرفا الى غرفتك لقد تأخر الوقت
- جئت لتفقد ليونور
- وكذلك ارادت ايزابيل ولكني طلبت منها التوجه للنوم هيا انضمي اليها عزيزتي
هزت ميرفا راسها بالإيجاب وتحركت مغادرة بينما جلست ليونور على سريرها بإنهاك فاقتربت منها والدتها قائلة
- لقد مضى اليوم وغدا ينتظرنا يوم جديد
- لا اعلم امي ان كنت سأستطيع هذا
- ستفعلين لطالما كنت قوية ولن يقف هذا الامر امامك انا اثق بك لإبقاء الأمور هادئة الى ان نجد مخرجا مما نحن به
بقيت كلمات والدتها تتردد في ذهنها وقد اوت لفراشها منذ بعض الوقت دون قدرتها على ان تغمض عينيها وهي تعود بذاكرتها الى بضع سنوات مضت فقد كانت متجها نحو الاسطبلات عندما تنبهت لبعض الأصوات الهامسة لتقترب ببطء وحذر من باب الاسطبل مختلسة النظر الى نايجل وبعض رفاقه الذين اجتمعوا للتخطيط لمداهمت مخازن القمح التابعة لعائلة رودرايد وافسادها بسبب تشاجرهم مع افرادها فهمت بالعودة بأدراجها قبل ان يتنبهوا لها الى ان دوسها على غصن يابس اصدر صوتا شد انتباههم وجعل أصواتهم تختفي لتسرع بالتحرك عائدة بأدراجها نحو المنزل
- من هنا ( تسال تيم بقلق فأجابه جونز وقد خرج ليرى من كان يتلصص عليهما )
- انها ليونور ستكشف امرنا ولابد
- دعوا امرها لي
قال نايجل وهو يخرج متخطي جونز ليتبعها بسرعه وما كادت تقترب من الباب الخارجي للمطبخ حتى امسكها من ذراعها موقفا إياها وهو يقول 
- ما الذي تنوين فعله
- اعلام والدي بما تختط له انت ومن معك هل جننتم
- لا تحشري نفسك بالأمر ولا تعلمي أحدا
- وادعكم تتلفون القمح وتتسببون بالأذى لعائلة رودرايد من اجل ماذا تفعلون هذا
- لا شأن لك بنا ولا تنبسي بحرفا واحد مما سمعته هنا وان حدث وفعلتي لا تلومي الا نفسك
- اعلم ان التحدث معك يكون دون نتيجة كالعادة
قالت بتذمر وهي تهم بالاستدارة الى انه اسرع بإمساكها من ذراعها لتعود لنظر اليه وهي تهتف
- ابتعد عني نايجل ولتعلم اني لن اصمت عن الامر
توقفت عن المتابعة وقد جذبها نحوه بعنف لتسرع بوضع يديها على صدره وقد ارتطمت به لتراقب بذعر عينيه التين لا تنبأنها بالخير وقد انحنى بوجهه نحوها اكثر وهو يقول بشفتين مشدودتان
- تحدثي بالأمر وسأقص لك لسانك اللعين هذا انت لم تسمعي شيء ولم تري شيء ان فعلت العكس لا تلومي غير نفسك وستكونين مسؤولة عما سيحدث ( وتركها متراجعا عنها وهو يستمر بتأكيد وعينيه الحادتان لا تفارقانها ) اذهبي الى غرفتك الان وتعقلي
تابعته وهو يستدير مبتعدا انه يخيفها وهو يتعمد فعل هذا كل مرة وينجح بإخافتها ولكن ردعها لا لن تصمت لذا ما كان منها الى التوجه نحو والدها ووالده وجدها لإعلامهم بما سمعت ليقوما بتدارك الامر ليحصل على الكثير من الوم والتوبيخ منهم ومعاقبته بالحبس لمدة أسبوع كامل في غرفته وقد كان هذا اخر أسبوع قبل انتهاء اجازتهم ومغادرتهم مما اشعرها بالراحة لعدم اضطرارها لرؤيته وتصادمهم من جديد لتستيقظ في صباح اليوم الذي غادروا به لتجلس في سريرها بكسل ويتملكها شعور غريب فحركت يدها نحو راسها لتتمررها بشعرها لينتابها الذعر ويدها تستمر بالهواء لعدم وجود ظفيرة شعرها لتسرع بالنظر نحو وسادتها لترى ظفيرتها الطويلة قد استرخت هناك وقد تم قصها لتصيح وتصيح بذعر ليتجمع جميع من بالقصر بغرفتها نزلت دمعة حاره من عينيها وكان هذا حدث الان مازالت تشعر بكل ذلك الغضب والذعر وعدم الفهم لما حدث لها كيف يجرء على قص شعرها بهذا الشكل لقد دخلت في حالة نفسية سيئة بسببه لم تعد تستطيع النظر نحو المرأة لفترة من الوقت والتزمت بارتداء قبعت على راسها بعد ان كانت تتباها بشعرها الطويل أصبحت تختبئ من زوارهم حتى لا يراها احدهم وهي بهذا الشكل لقد هز ثقتها بنفسها عاهدت نفسها ان تنتقم منه لفعلته وانتظرت حضورهم من جديد في السنة التالية لقضاء الصيف برفقتهم ولكنه لم يفعل لم يعد برغم تردد والده واماليا عليهم ولكن هو لا لم يفعل فقد غادر البلاد لمدة عامان قبل ان يعود لدخول الى الكلية الحربية الى يوم جنازة والدها رغم تعبها وعينيها الدامعتان الى ان اقترابه منهم وقد وقفوا حول القبر يسمعون كلمات القس جعل عينيها تتعلقان به بجمود ومشاعر مختلطه تنتابها فالقد بدا مختلفا بشكل كبير فالنضوج يبدوا عليه جسده اضخم بنية شعره أطول يعقده قرب عنقه يرتدي بذلة رسمية ذقنه خشنه شعرت يومها بقلبها بداء بالثوران بداخلها واستعادت كل ذلك الغضب الذي شعرت به عندما وجدت ظفيرتها قد قصت ليبدوا الكره في نظراتها وهي تتابعه ينقل نظره بينهم واحدا واحدا قبل ان يلتقي بنظراتها ليتابع نحو والدتها التي تقف بجوارها وما ان انتهت مراسم الدفن حتى اقترب منهم معزي لتشيح براسها عنه بالاتجاه الأخرى رافضة ان تصغي لحديثه او حتى النظر اليه الى ان قال موجها حديثه لها وهو يهم بالتحرك
- تعازيه الحارة لك أيضا ليونور
- لا تفعل ( قولها اوقفه في مكانه فتابعت ) لا احتاج الى تعازيك ولا الى محادثتك حتى
اسرعت والدتها بنكزها معترضة على تصرفها بينما اشتدت عيني نايجل اغمقاقا ليقول بتجهم
- رغم ذلك تعزي لوفاة عمي البرت
ونظر نحو والدتها ليهز راسه محي ويتحرك مبتعدا ، رفعت يدها لتمسح دموعها التي تنساب ببطء عليها ان تكون اقوى من ذلك فمهما حدث لن ترتبط به هذا ما هي واثقة منه ولكن كيف يمكنها تمضيت الأشهر القليلة هذه حتى تستطيع الخلاص .

لا تعلم كيف سار اليوم التالي وقد تجمعت فتيات العائلة حولها منذ الصباح لتثرثرن وتثرثرن وهن متحمسات لأمسية اليوم متجاهلات ما هي به مما جعلها تنقل نظرها بينهم لحماستهن وهم يتحدثون عما سيرتدينه وكيف سيصففن شعرهم ومن تنوي مراقصته ومن ترغب بإيقاعه انهم يعلمون سبب هذا الارتباط ولكن لا يبدوا ان احداهن تكترث للأمر فاكبر طموحاتهن هو الحصول على زوج مناسب وذو وضعا مادي جيد ويعتقدون انها قد نالت هذا الان وليس عليها الاعتراض او حتى التذمر فمنهم من ترى ان عليها التمسك بنايجل وعدم الإفراط به خاصة ان زواج المصلحة امرا شائعا فلا ضرر بهذا كما ان المصالح المادية هي صاحبة الرأي الأول والأخير في هذه الأمور فالقد ارتبط جدها بجدتها لغناها ولتزيد ثروته ولم يكن قد التقيا من قبل ولكن لمجرد انها ابنة ثري وافق على قرار والده بسهولة وها هو يقوم بإعادة التاريخ معتقدا انها ونايجل عليهما تقبل الامر ببساطه كما حدث معه .

ابتعلت ريقها وقد وقفت في منتصف غرفتها تاركة نفسها باستسلام للسيدتين براون التين احضرتهما والدتها لتساعداها بارتداء ثوبها واعدادها بشكل يليق بالمناسبة وهما امهر من في منفيس لتبقى واقفة بشرود وهما تقومان بإلباسها قبل ان تجلس على المقعد لتبدأن بتسريح شعرها ووضع اللمسات من مستحضرات التجميل على وجهها لتشعر وكان لا حياة فيها لا تريد ان تفكير ولا ان يعتصر قلبها شفقة على نفسها لقد وعدت والدتها وعليها الإيفاء بوعدها وقفت من جديد في منتصف الغرفة ليقوما بمساعدتها لارتداء حذائها لتدخل شقيقتيها لتشهق ايزابيل قبل ان تسرع بوضع يدها على فمها بينما عقصت ميرفا شفتيها قائلة وهي تتأملها
- تبدين ساحرة جدا
- انتِ مختلفة
تمتمت ايزابيل فبدت لمسات الحزن بعيني ليونور فأسرعت ميرفا بالقول
- بداء المكان يكتظ بالأسفل
- و ( قالت ايزابيل بتردد واقتربت منها هامسة ) نايجل يقف برفقة والدتي بالممر كان يرغب بالدخول لتحدث معك ولكنها منعته وطلبت منه الانتظار بالأسفل كما هي العادات
تعلقت عينيها بميرفا متسائلة فقالت
- يريد ان يسير هذا اليوم دون أي مشاكل وقد اعلم امي بضرورة حدوث هذا .. دعك من الامر الان و
- انتِ مستعدة ( دخول والدتها متسائلة جعلهم ينظرون نحوها وهي تستمر لسيدات براون وبنفس الوقت تتأمل ليونور ) لقد احسنتما لا تغادرا دون ان اقدم لكما المكافئة ( غادرت السيدتان الغرفة سعيدتان بينما استمرت ابريال ) انتِ اجمل فتاة في منفيس الليلة .. ابتسمي عزيزتي كل شيء سيمضى لا تقلقي ( هزت راسها بالإيجاب ببطء لتتنفس الصعداء فتابعت ) هيا بنا انهم بانتظارنا
تحركت مغادرة الغرفة لتطل على الادراج وقد وقفت خلفها والدتها وشقيقتيها بالإضافة لمجموعة من فتيات العائلة الذين ارتدوا الاثواب الفاخرة التي تليق بالمناسبة لتنزل الادراج ببطء وعينيها معلقتين بنايجل الذي وقف اسفلها برفقته مجموعة كبيرة من شباب العائلة الذين ارتدوا جميعهم البذلات الرسمية ليأخذ التوتر بالسير بداخلها وتشعر بان قدميها ستخونانها اعتقدت انها مسيطرة على جسدها وانها غير مبالية ولكن جسدها قد خانها وبداء ينتفض فابتلعت ريقها الجاف من جديد وتنفست من انفها لتهدئ من روعها متابعة نزولها بثبات لا تشعر به بالحقيقة بقيت عيني نايجل ثابتتان عليها مراقبا اقل حركة تصدر منها وقد اغمقت عينيه بشدة ولم تغادر الجدية ملامح وجهه وما كادت تصل اخر الدرجات حتى قدم يده لها لتضع يدها بعد تردد صغير بيده ليقوم بإلباسها خاتما ماسي لتعلوا الصيحات والهتاف والصفير قبل ان تسير برفقته نحو منتصف الصالة ليقوما بالرقص أولا بمفردهما امام هتاف الجميع وقد عم المرح ارجاء المكان وبدات الفرقة الموسيقية بالعزف لتراقصه بجمود تام فهي مجرد خطوات تحفظها عن ظهر قلب وعينيها معلقتين بعينيه الباردتان التين تزيدان من ثلوجة قلبها لتتنفس الصعداء وتنحني في وقفتها قليلا مع توقف الفرقة الموسيقية شاكرة الله لانتهاء هذه الرقصة ليسرع المدعون بالانضمام لهم للرقص لتكتظ الساحة بالراقصين بينما قدم ذراعه لها لتأبطها ويغادرا وقد تعلقت جميع عيون الموجودين بهما لينهالوا عليهم بتهنئة لترد بابتسام مقتضبة لكل من اقترب منهم لتهم أخيرا بترك ذراع نايجل الذي نظر نحوها متسائلا
- الى اين
- الى أي مكان يكون بعيدا عنك
- لا تتحركِ من جواري الى ان تنتهي هذه الأمسية اللعينة بعدها حتى لو ذهبتي الى الجحيم لن اكترث
بقيت عينيها معلقتين بعينيه فاستمر بحدة خافته
- اين هي ابتسامتك
بقيت على جمودها لأول وهله لكنها لا تريد ان تقدم للحضور ما يتحدثون عنه لذا توسعت شفتيها عن ابتسامة مجبرة فهز راسه برضا قائلا وهو يشيح بنظره عنها
- هذا جيد لا تجعليها تغادر شفتيكِ
ضاقت عينيها به الا انها سرعان ما توسعت ابتسامتها وهي ترى مجموعة من السيدات تراقبنها وهن يبتسم هناك من يشمت بها الان وسعيدات لما الت اليه امورها ولكنها لن تجعلهم ينالوا مرادهم فحيتهم بابتسامة واسعة قبل ان تعود نحو نايجل الذي قال
- هل ارتبطت كاترين
تابعت نظره نحو كاترين التي تقف في الجهة المقابلة لهما لتعود بذاكرتها لعدت سنوات مضت عندما سحبها نايجل من يدها بقوة لتتبعه مجبرة وهي تحاول تخليص يدها منه معترضة 
- ما الذي تريده ابتعد دعيني
توقف أمام باب المخزن جاذبا ايها بقوة لتقف امامه وهو يقول بحدة وعدم تصديق
- الم اعلمك ان لا تبثي سمومك بيني وبين كاترين الم انهك عن هذا لما تستمرين بهذا
- لأنها صديقتي وعليها ادراك الحقيقة
- الحقيقة عن أي حقيقة تتحدثين اني كنت الهوا مع هايلي
- اجل فعلت لقد رأيتك بنفس
- وان فعلت ليس عليها ان تعلم ايتهال الكريهة من اين تخرجين لي توقفي عن حشري انفك العين هذا باموري
- انها صديقتي المقربة وانت تقوم بالإيقاع بها لتلهوا وانا لم اعلمها سوى الحقيقة التي تحاول اخفائها عنها لذا لن اتركك وشانك قبل ان تتركها وشأنها لأنها لا تعلم من انت حقا انها فقط مسحورة بشكلك الخارجي ولسانك الملتوي دون ان تدرك أي شيطان يسكن داخل هذا
اشتدت شفتيه وهو يقول
- هكذا اذا
ودفعها بيديه للخلف مما فاجئها وجعلها تتراجع لتصطدم بباب المخزن خلفها وهي تقول
- كيف تجرؤ
ضرب راحت يده بجوار رأسها وهو يحني بوجهه نحوها مما جعل عينيها تجحظان به وهو يقول
- لم تري شيء بعد عودي لتحدث باي امرا يخصني مع كاترين او حتى غيرها وستنالين اكثر من هذا
لم تفهم ما يعني الا عندما سمعت صوت مقبض الباب خلفها يفتح وقبل ان تستطع التحدث دفعها الى داخله لتتراجع وهي تتعثر وتصيح قبل ان تستقر ارضا هاتفة به 
- سأعلم والدي بتصرفك هذا ( امسك مقبض الباب قائلا بسخرية )
- وهل تجدين فعل امر اخر غيره سأعلم والدي سأعلم جدي سأعلم والدكَ ايتها الطفلة المدللة
واغلق الباب بقوة مما جعلها تنهض بغضب لتنفض ثوبها وهي تقول
- سنرى من هي الطفلة المدللة أيها
توقفت عن المتابعة لانفتاح الباب من جديد لتحدق بنايجل ليدب القلق بها لتلك الابتسامة التي ترافق شفتيه وهو يفتح كيسا من الخيش ليهزه الى اسفل قائلا
- استمتعي هنا
جحظت عينيها بالجرذان الكبيرة التي سقطت من الكيس لتسرع بالصراخ بفزع والقفز على الصندوق المجاور لها وهي ترفع ثوبها بينما تابع بمتعة وهو يتراجع ليمسك مقبض الباب 
- نهارا سعيد لك ليونور
- لا تجرؤ على تركي هنا معها لا تجرؤ نايجل كونر كرانستون أيها الاحمق سأعلمهم بفعلتك وسترى لا تتركني هنا معها لا تفعل
هتفت بقوة لإغلاقه الباب خلفه دون اكتراث مما جعل عينيها تتابعان تحرك الجرذان دون ان تجرؤ على الرمش وقد فارقها قلبها لتسرع بالتلفت حولها بقلق قبل ان تترجل عن الصندوق بحذر شديد وهي تضم اسفل ثوبها اليها متجهة نحو الباب لتفتحه وتسرع بالمغادرة مغلقة الباب خلفها بإحكام وانفاسها تتسارع لتترك المقبض ببطء وعينيها تتوقفان على الأرض الموحلة المجاورة للمخزن فتحركت باتجاهها لتتناول منها بعض الطين وتبدأ بوضعها على ثوبها ووجها قبل ان تنفض يديها جيدا وتتحرك نحو المنزل بخطوات واسعة وهي تجهش بالبكاء الشديد والمبالغ به متعمدة المرور من امام والدها وعمها كونر وجدها هذا الامر كان كافيا بجعله يعاقب بإفراغ المخزن جميعه بمفرده واعادت تنظيفه جيدا وترتيبه والتخلص من الجرذان بينما كانت تمر من امامه كل يوم وبكل استمتاع وهي تمرح وتضحك مع اصدقائها ولم ينله الا تخلي كاترين عنه
- لا لم ترتبط بعد ( اجابته قبل ان تستمر بسخرية ) امازالت تروق لك
- امازلتما صديقتان ( قال ردا على سخريتها وهو ينظر اليها فأجابته وهي تبدي عدم اكتراثها وتخفي كم سائها ابتعاد كاترين عنها بسببه )
- اجل ولكن ليس كسابق والفضل لك بهذا
- كان علي وضع خمسين جرذ معك في تلك الغرفة كنت حينها لتخلصت منك للابد
- ليتك فعلت ( قالت فأجابها بتأكيد )
- ليتني فعلت 
- لما تقفان هيا الى الرقص
قول اماليا ذلك بحماس جعلهما ينظران اليها ببطء قبل ان يمد نايجل يده لها لتضع يدها بيده ويتحركا نحو الراقصين لينضموا لهم من جديد لتقف امامه مستقيمة الظهر والذقن لتراقصه وعينيها معلقتين بعينيه بثبات تظهران ما يعجز لسانها عن التفوه به دون ان يفوتها كل الأعيون المصوبة نحوهم لتتنقل بين يديه بكل سلاسة وهو ماهرا جدا بقيادتها وكأنهما رقصا معا طوال حياتهم رغم ان هذا لم يحدث من قبل فلم يفكر ابدا في السابق بدعوتها للرقص ولكن رشاقتها الان وتتبعها لخطواته بمهارة قد راقه فعلا الجميع ان يشعر بانسجامهم معا تنفست الصعداء وهم ينهون رقصتهم ويغادرون امام تصفيق الجميع لتتناول كأس من العصير من النادل فور مروره من جوارها لتبتسم لها والدتها من بعيد برضا فجالت بنظرها بين الموجودين انهم بقمة سعادتهم لا يشعر بها الا شقيقتيها التين تتابعانها طوال الوقت ووالدتها ابتلعت عصيرها ببطء وعينيها تتوقفان على الخاتم الماسي الذي زين اصبعها لتشعر بشيء يضيق بصدرها فرفعت عينيها عنه لتتوقفا على وينسلي المنشغل بالحديث مع مجموعة من الفتيات والرجال كيف فاتها امره انه .. افضل خيار لها اه حقا هذا ما تحتاج اليه انه من الهدوء بحيث انها لم تذكره حتى فهو عكس نايجل تماما لا يشبه أحدا لا نيكولا ولا الفريد انه الخيار الأفضل لطالما كان ذا شخصية هادئة ويبتعد عن المشاكل بقدر ما يستطيع و لقد كان صديقا لهم في فترة من الفترات قبل ان .. يتدخل نايجل ويفسد الأمور كالعادة فأشارت لميرفا ان تقترب لتفعل وتقف بجوارها لتتبادلا الحديث قبل ان تشير لها بعينيها نحو وينسلي بينما انشغل نايجل بالحديث مع المجموعة التي اقتربت منه بدت الحيرة على ميرفا وهي تعود اليها متسائلة فهمست
- وينسلي انه أكثر شخص مناسب لا اعلم كيف فاتني امره سأحاول اقناع جدي به
- وينسلي .. تعنين .. لا اعتقد هذا كما انه ليس من أبناء عموم والدي
- انه من العائلة في النهاية وان كان علي ان ارتبط بهذا الشكل اذا فليكن مع رجل استطيع احتماله
-  تعلمين انك لن ترتبطي حقا بنايجل
-  اعلم على ما اتفقت عليه ووالدتي ولكن علي وضع خطة بديلة فليس لدي ثقة والدتي بان يستطيع خالي دوراس تخليصنا من هذا .. لا اريد ان  اتورط ميرفا وينتهي امري مع نايجل بالمقابل وينسلي يسهل التعامل معه
- لن يقبل وينسلي بهذا
- لما لا لا يوجد شابا من العائلة سيرفض هذا
- عليه مواجهة نايجل عليك ادراك ان من ستختارينه سيكون عليه مواجهة نايجل وان عدت بذاكرتي للخلف فان وينسلي لن يتجرأ على مواجهته .. اتعتقدين ان نايجل سيتخلى بكل سهولة عن هذا الارتباط لن يفعل
نظرت نحو وينسلي بتفكير وهي تعلم ان ما تقوله ميرفا صحيح فمازالت تذكر ما فعله به في احدى الزيارة التي كان يقضيها هنا نايجل وقد تشاجرا ليقوم بتعليق وينسلي من قدميه على احدى الأشجار امام الجميع مستغلا ضعف بنيت وينسلي امامه في حينها وقد قام ورفيقاه بإغلاق فمه بقطعة قماش وربط يديه خلف ظهره لتسرع بنهره امام عدم مبالات رفقيه وتشجيعهم له وعندما حاولت الاقتراب من الشجرة لتخليص وينسلي منعها نايجل وهو يقف امامها قائلا
- هيا اذهبي من هنا لا شأن لك بالأمر
- انزله على الفور هذه التصرفات مرفوضة تماما لما تفعلون هذا
قالت غاضبة وهي تجول بنظرها بينه وبين رفيقاه بينما اقتربت ميرفا وهي تقول
- دعوه وشأنه
- انظروا من جاء ليدافع عنه ( قال نايجل ساخرا )
- ان لم تبتعد من امامي الان سأذهب لأعلام والدي بفعلتكم ولتتحملوا نتائج تصرفكم هذا ( قاطعته ليونور مما جعله يجيبها ساخرا )
- اتجدين امرا غير هذا بداء الفضول يأكلني ايتها الفتاة المدللة
- انا انسحب
- وانا كذلك
اسرع رفيقاه بالقول وهما يتحركان فأشارت ميرفا لجونز بالبقاء وليونور تشير لها بيدها التي وضعتها خلف ظهرها لتتحرك بينما استمرت لنايجل بتعمد حتى تشغله عنهما
- منذ حضورك وانت تتسبب بالمشاكل ما الذي فعله وينسلي لتفعل به هذا
احنى وجهه منها قائلا بتأكيد
- قد استحق هذا وان كرر فعلته سأعود لتعليقه هناك من جديد
- لماذا ( ظهرت ابتسامة ساخرة على شفتيه وهو يقول )
- انها أمور بين الرجال لا تحشري انفك اللعين بها 
- لو كنت رجلا حقا لتصرفت بشكل انضج ان وينسلي لا يؤذي أحدا فلما لا تدعه وشانه ام تراك تشعر بالغيرة منه لأنه مقبول لدا الجميع
بدا عاجزا عن الحديث لوهلة والصدمة تلوح بعينيه لقولها ليقول ببطء
- اشعر بالغيرة منه ( وظهرت ابتسامة ساخرة على شفتيه لم تصل الى عينيه ليشير بيده الى الخلف وهو  يكرر دون تصديق ) انا اشعر بالغيرة منه
وهم بالنظر الى الخلف لتسرع ليونور بالقول وهي تدفع صدره بيدها حتى تشتت انتباهه عن ميرفا وجونز قد نجحا بإنزاله ولكنهم لم يبتعدوا بعد
- اجل تفعل لذا فلتتعقل الا تستطيع امضاء الاجازة هنا دون التسبب بالكوارث اننا نعيش حياة هادئة الى ان تحضر لما تحضر الى هنا اليس لديكم مكانا اخر تقضون به الاجازة لما علينا ان نعاني بسببك كل عام
- اتعلمين يوما ما سأقص لك لسانك اللعين هذا
- لا تجرؤ على الاقتراب مني او حتى مسي ام تحتاج الى ان تسمع توبيخا جديدا من والدي
خطا نحوها لقولها بتحدي فأخذت خطواتها بالتراجع للخلف لتبتعد عنه وهي تقول
- فلتتعقل والا فعلت ودع وينسلي وشأنه
صدور صوت خلفهم جعلها تتوقف عن المتابعة بينما تلفت الى الخلف ليفاجئ بهم يركضون بعيدا ليسرع بالنظر امامه ليرى ليونور تجري مبتعدة أيضا وهي تضحك ليشتم ويتبعها فحاولت الإسراع وقد تملكها الذعر لتتعثر وتسقط وقبل ان تستطع النهوض وصل اليها ليجبرها على البقاء ارضا وهو يقبض على رسغيها ويثبتهما ارضا ليهمس امام وجهها وقد توسعت مقلتيها وهي تصيح طالبة منه الابتعاد
- سألقنك درسا لن تنسيه
توقف عن المتابعة ليميل جانبا ويسقط بجوارها لتتعلق عينيها الفزعتين بميرفا التي ضربته بعصا خشبية على راسه لتسرع ليونور بالنهوض وسحب شقيقتها التي أصابها الذعر لمنظر نايجل الممد ارضا لتصيح
- لقد قتلته رباه لقد
- اصمتي وهيا
طلبت منها وهي تحثها على الجري معها لتبتعدا وتعودا نحو المنزل وتسرعا نحو غرفتهما وقد دب بهما القلق ولم تجرؤ أي منها على مغادرة الغرفة او حتى اعلام احد بما فعلتا وقد كان توترهما في أوجه وطوال الليل وميرفا تبكي وهي تقول بذعر لقد قتلته اتعتقدين أنهم وجدوه
- لا اعلم .. دعيني اتفقد الامر
- لا لا تغادري لا تدعيني بمفردي ارجوك ارجوك
ليستمر الامر بهذا الشكل حتى الصباح
- بحق الله ميرفا لو حدث له شيء لكنا سمعنا بالأمر ولكان القصر جميعه قد اهتز
قالت بصباح اليوم التالي وهي تجذبها لتخرج برفقتها مجبرة فهمست ميرفا بقلق شديد 
- ربما لم يجدوه بعد
- انه نايجل لن تقتله ضربتا منك بحق اهدئي اترين المكان هادئ جدا
اضافت وهي تحاول تهدئتها ولكن للحقيقة قلقها كبير وتحاول ان لا تظهره لشقيقتها لتطلا على الادراج بروية وهما تتفقدان المكان لتهمس ليونور
- لا احد هنا مازالوا نائمين
- تعتقدين انهم جميعهم هناك
- هناك اين
- حيث بقي نايجل
قالت واطلقت صرخة مخنوقة وكذلك فعلت ليونور وقد امسكهما نايجل بقبة ثوبهما من الخلف وهو يقف بينهما قائلا
- اتبحثن عن شيء
- انه انت انت بخير رباه اعتقد ان مكروها قد اصابك
اسرعت ميرفا بالقول بتوتر بينما اخذت ليونور بالتحرك محاولة التخلص من قبضته ليتركهما قائلا
- لقد اصابني بالفعل وحصلت على تورم برأسي علي شكرك عليه ( وتخطا عنهما لينزل الادراج امامها بالعكس ونظره لا يفارقهما وهو يستمر ) ما كان لكما حشر نفسيكما ولكن لا تستطيعان
- ليس عليك إيذاء وينسلي لأنه اضعف منك فقط
اجابته ليونور رافضة حديثه
- لا فائدة من الحديث معكما ( قال وهو ينقل نظره بينهما ليقول بصوت مرتفع فاجئهما ) لم قد تفعلان هذا .. توقفا .. توقفا .. لا .. لا تفعلا
تعلقت عيني ليونور به بحيرة وقد انتفضت لهتافه المفاجئ وكذلك ميرفا قبل ان تجحظا به وهو يوقع نفسه ويتدحرج على الادراج الى اسفل لتسرع ميرفا نحوه تحاول امساكه بينما تجمدت ليونور في مكانها وما كانت ثواني معدودة حتى كان جميع سكان القصر حولهما وهو يشير اليها والى ميرفا قائلا وهو يمسك راسه بألم
- لقد قامتا بدفعي عن الادراج راسي راسي
اسرع والده لتفقد راسه المتورمة بينما حدقت العيون بهما لتسرع ليونور بالقول بتلعثم
- لم يحصل هذا هو من أوقع نفسه
- امي لم نفعل هذا ( قالت ميرفا بصعوبة )
- الى غرفتكما حالا
اسرع والدها بنهرهما بقوة امام التماع عيني نايجل بخبث ورضا لتعاقبا حبيسات غرفتهما ونالاتا الكثير من العتاب ووينسلي منذ تلك الحادثة وهو يتجنبهم كلما شاهدهم ولم يعد يقترب منهم .
عادت نحو وينسلي ذا الملامح الهادئة لتتأمله ببذلته الرسمية ونظاراته التي تعطي انطباعا انه رجلا مثقف وهو كذلك بالفعل فالقد تابع دراسته الجامعية واثبت جدارته بعمله ولطالما كان رجلا مهذبا ولكن بعد تلك الحادثة اخذ يتجنبها وميرفا رغم مرور زمن طويل عليها 
- انظر من هنا
تمتم نيكولا باهتمام لنايجل الذي تابعه ليتوقف نظره على هايلي ليتأملها ببطء من شعرها الذهبي الى وجهها الطفولي الذي لم يغيره الزمن قائلا بإعجاب
- وكأني رأيتها بالأمس
توسعت شفتيها عن ابتسامة وهزت راسها له محيي قبل ان ترفع كوبها نحو شفتيها لترشف منه ببطء وعينيها لا تفارقانه فرد التحية لها ونيكولا يقول
- الا تعيد لك بعض الذكريات
- الكثير منها وليس بعضها
- يبدوا انها بشوق لرؤيتك
- اني رجلا مرتبط الان كما ترى
- وهل هذا يمنع استعادة بعد الذكريات لا يبدوا انها ستمانع انظر اليها تكاد تلتهمك بنظراتها
تناول من النادل كوبا من العصير ليرتشفه بدوره قبل ان يقوم بإعادته للنادل وعينيه لا تفارقان هايلي التي تنظر اليه بدلال متعمد قبل ان يعود نحو المجموعة التي اقتربت منه لمحادثته منشغلا معهم دون ان تفارق عينيه هايلي التي تصر وبتعمد على شد انتباهه اليها بينما تابع نيكولا ليونور ليتأملها بتفكير قبل ان يتحرك نحوها
- اسمحي لي ( خرجت من شرودها بالراقصين وقد كانت تتابع الفريد الذي دعا ميرفا للرقص لتنظر نحو نيكولا الذي وقف امامها مقدما يده لها وهو يستمر ) انه لشرف لي بان ترافقيني بهذه الرقصة
- ليس هذه الليلة ام انك نسيت انه حفل خطوبتنا
اجابه نايجل الذي اصبح بجوارها ويده تمتد بهدوء نحو خصرها لتحيطه بتملك
- أهذا يمنع دعوتها لرقص
- اني رجلا غيور ولن اسمح لغيري بمراقصتها هذه الليلة ( عاد نيكولا نحوها متسائلا لتظهر ابتسامة مجبرة وهي تحاول المحافظة على ماء وجهها وقبل ان تتحدث تابع نايجل بثقة ) الم تجد حتى الان من تقنعها بمرافقتك
- رغبت بالحصول على الأفضل ربما في يوما اخر اذا
قال بابتسامة وهو يغمزها بعينه بود قبل ان يتحرك مبتعدا ليقول نايجل بشفتين مطبقتين وهو يتابعه
- لا تعطي نيكولا مجالا لتقرب منك
- لما لا مما انت قلق ( حرك راسه نحوها قائلا )
- عليك قطع أي أفكار قد تخطر له او لغيره فنحن بالنهاية عائلة واحد وان دبت الخلافات بيننا لن تنتهي لذا لا تكوني مصدرا لها
- انت تشعر بالتهديد
ثبتت مقلتيه عليها قائلا ببطء وهو يؤكد على كلماته
- لا شيء هنا يهددني ولا لست قلقا من أي واحدا منهم فأن تجرء احدهم على الاقتراب من شيء يخصني فهو يعلم جيدا نتيجة فعلته وان تجرئتي انت على حياكة أي الاعيب من خلف ظهري سترين نتائج فعلتك هل كلامي واضح كفاية لك هل انتِ مدركة تماما على ما نحن مقدمون عليه
ضمت شفتيها ولأول مرة اليوم تشعر بان عينيها ستخونانها وان الدموع ستملئهما فنظرت بعيدا عنه لتتمالك نفسها بصعوبة وهي تحاول تهدئة صدرها لتمر الأمسية بصعوبة بالغة وما ان بدأ المدعون بالمغادرة واحدا تلوا الاخر حتى تنفست الصعداء
- جدي يريد رؤيتكما ( قال جايلز لهما واستمر عندما نظرا نحو المجموعة القليلة المتبقية في الصالة وقد وقفا بجوار الباب يودعون المغادرين ) انه في غرفة المكتب
- سنراه
- اسمحا لي ان اهنئكما قبل ان تذهبا ( قالت غريس زوجة جايلز بابتسامة رقيقة مستمرة وهي تضع يدها على بطنها المنتفخة قليلا ) كانت حفلة مميزة جدا رغبنا بالبقاء اكثر هنا ولكننا لن نستطع لذا سنغادر في ساعات الصباح الباكر
- عليكما بالعودة سريعا ( أجابها نايجل فقالت ليونور )
- ليس عليك ان تجهدي نفسك لما لا تبقيان اكثر
- لدي بعض الالتزامات الغير منتهية لذا لا استطيع التأخر على العمل
أجابها جايلز قبل ان تدفعها يد نايجل المستقرة على ظهرها وهو يقول لشقيقه
- لا تغادر قبل ان اراك .. دعينا نرى جدي
أضاف وهما يبتعدا بينما تمتمت بغيظ وهي تسير نحو المكتب وقد ضاق صدرها من يده التي لا تكاد تفارقها
- ابعد يدك عني
- بعد قليل عزيزتي تحلي بالصبر
اجابها دون اكتراث حقيقي وهو يفتح باب المكتب ليدعوها لدخول قبله ففعلت لتجد جدها يجلس على الاريكة الجانبية ليشير براسه لها نحو المقعد امامه ففعلت لينضم لها نايجل ويجلس على المقعد المقابل لها ليبادرهما
- تهاني لكما .. مرت الأمسية بنجاح .. تعلمان ان عليكما إنجاح الامر اصغيا ( تابع مشددا على كلماته وقد هما بالتحدث مستمرا ) اعلم ان الامر سيكون صعبا بدايتا ولكن ثقتي بكما تجعلني واثقا مما أقوله .. انتما الان في عمرا مناسب يجعلكما تدركان على ما نحن مقبلون عليه  وحجم المسؤولية التي وقعت على كاهلكما للمحافظة على ارث ولدي الوحيد وانا اعلم انكما قدر هذه المسؤولية واعلم اني ثقتي بكما في محلها .. ادير هذا المكان منذ عام مضى وقد استنفذ طاقتي يحتاج الامر لدم الشباب وليس لكهلا مثلي يحتاج الى رجلا له عزيمتك واصرارك وانتمائه لهذا المكان ( قال لنايجل قبل ان ينظر نحو ليونور مستمرا ) عليك ان تقفي بجوار نايجل بهذه الفترة حتى يتمكن من إدارة المكان بشكل صحيح .. لا يخفا عليكما ان جميع الاعين مصوبتا نحوكما وهناك من يتمنى فشلكما .. وهذا ما لا اريد حدوثه ( قال بهدوء وتأكيد فحركت شفتيها لتحدث الا انه أضاف ) انت تدركين تماما ان هذا هو الحل الوحيد الذي سيضمن لكم التواجد هنا فلا خيار اخر لذا عليك ان تشكري نايجل 
ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة دون ان تحرك نظرها عن جدها فمهما حاولن لا شيء سيغير رأيه مضى عاما كامل وهن يحاولن ويحاولن إيجاد حل للأمر دون جدوا لذا فضلت الاحتفاظ بماء وجهها خاصة بوجود نايجل فالتزمت الصمت بينما استمر ومازال نظرها معلق بجدها بثبات وكبرياء مهان ) لقد تقاعدت منذ سنين طويلة لان والدك كان قدر المسؤولية التي أعطيت له لم اشعر يوما ان علي العودة للعمل واستلام زمان الأمور ومتابعة كل شيء لقد أصبحت كهلا على هذا عام واحد استنفذ كل طاقتي .. ليس هناك افضل منكما لتقوما بالمحافظة على أملاك البرت وما سعي لتحقيقه طوال حياته 
- ما كان والدي ليرضى ان تؤول الأمور الى هذا ( قالت معترضة )
- لقد توفي والدك ولم تتوقف الحياة فعليها ان تستمر وعلى العائلة ان تبقى وان تقف على قدميها كما لو كان موجودا 
- لم ل
- ليونور ( قاطعها بجدية وأضاف ) لن نعود لتكرار نفس الحديث لقد انتهينا منه وها انت ونايجل مرتبطان الان 
- ولكن جدي ي
- لما لا تدعينا قليلا ( قاطعها بإصرار مما جعل مقلتيها تغمقان وهي تبتلع كلماتها ومازالت تقنع نفسها بالثبات وعدم الانفجار بوجهه بينما تابع ) ارغب بمحادثة نايجل على انفراد
- لماذا .. اعني .. يمكنك التحدث بوجودي 
- لا .. احتاج لمحادثته بمفرده
- هكذا اذا ( تمتمت بغيظ وتحركت لتقف رغما عنها وقد اختفت الدماء من وجهها وهي تقول باقتضاب ) عمتم مساء اذا
راقبها جدها وهي تغادر ليعود نحو نايجل الذي ينظر اليه بتفكير ليستمر
- تعلم لما اخترتك من بين الجميع ( هز راسه له بالنفي فاستمر بتأكيد ) لأني اعلم جيدا من انت واعلم انك لن تخذلني ولتدع مناوشات الطفولة التي كانت بينك وبين ليونور جانبا فكلاكما الان بالغ وناضج واعطيا نفسيكما فرصتا للتعارف بشكل افضل لا اريد ان اسمع باي شكل من الاشكال انكما غير متوافقان انت رجل ذكي ولن يصعب عليك شيء
ان رغب بهذا ولكن المشكلة انه لا يرغب شرد بأفكاره ومازال الجد هاريسون مستمرا بالحديث انه يعلم ان من بين الجميع كان الجد هاريسون والعم البرت سندا له بعد وفاة والدته قد يعتقد انه لا يذكر ما فعلاه من اجله ولكنه يذكر ولا ينسى ابدا تلك الحظة التي وجدا بها أحدا يدافع عنه بعد ان قامت اماليا بضربة بشدة لمشاغبته وهو لم يكن قد تجاوز العشر سنوات ففي النهاية كانت زوجة والده قاسية معه ومع شقيقه ولكن جايلز كان هادئ دائما ويبتعد عن المشاكل بعكسه وزاد تصلتها عليه بعد ان انجبت طفليها ليرى العم البرت اثار الضرب على جسده فجن جنونه واعلم الجد هاريسون الذي احضر والده ليقوم بتوبيخه بشدة وكذلك اماليا وقام بتهديدهما ان كرارا الامر انه سيقوم بضربهما معا واجبرهما على العودة في كل عطلة ليقضياها هنا ليطمأن على حال الطفلان الذين فقدا والدتهما وهما بعمر صغير لن ينسى له هذا ابدا في الوقت الذي اعتقد انه وحيدا جدا ولا احد يهتم بأمره كان الجد هاريسون يفعل ولطالما ارسل خلفه لمحادثته بمفرده ليطمأن عن حاله وعن ما يتلقاه من معاملة من اماليا ربما كان يعتقد انه طفلا صغير لا يدرك ما وراء أسالته ولكنه كان يعلم وكان يشعر بسعادة لاهتمامه كان يشعر بالقوة لوجود من يلجئ اليه 
- انا اثق بك لذا سلمتك كل هذا انت تعلم ان ارث ابني يطمع به الكثيرون قد تعتقد زوجت ابني وحفيداتي باني اتصرف بقسوة ولا يدركن ان كل هذا يصب بمصلحتهم ويحافظ عليهم اتصغي لي بشكل جيد 
- اجل افعل 
- لتتعقل اذا ولا تخذلني لا تفعل 
هز نايجل راسه بالإيجاب ومازالت كلماته هاريسون تتردد بعقله .
نظرت ليونور نحو باب غرفتها وهي تسمع خطوات تقترب منه لتتأمله بترقب ولكن تخطي الاقدام ومتابعة سيرها جعلها تشعر بخيبة امل اكان على جدها التصرف بهذا الشكل لطالما كان منحازا لنايجل انها حتى تشك ان محبته له اكثر من محبتهم تشك لا بل انها واثقة فلوا كان يودهم حقا لما سمح بحدوث هذا لما فرض امر وجودهم هنا بارتباطها به عادت لتتحرك بغرفتها بتوتر قبل ان تنظر نحو الباب الذي فتح لتشعر بخيبة امل من جديد وهي ترى ميرفا التي بادرتها 
- اوى الجميع الى غرفهم أخيرا .. لما صعدت نحو غرفتك فور خروجك من المكتب 
- سائني ما يتحدث به جدي اكاد اختنق انه حتى لا يسمح لي بالتحدث فقط علي ان اصغي واصغي اكاد اجن
- دعيني اساعدك بخلع ثوبك ولتخلدي لنوم ولتدعي ما يتحدث به جدي الان ولا تفكري بشيء فالقد كان اليوم حافل ومجهد لك 
اضافت وهي تقف خلفها لتفتح لها ثوبها بينما اجابتها 
- اتعتقدين انه من السهل علي الاسترخاء الان 
- لقد انتهى الحفل 
- وابتدأت مشاكلي 
- لتؤجلي التفكير باي شيء الان انتِ بحاجة للراحة هلا فعلتي 
 - لا اعدك ولكني سأحاول .. امازال جدي ونايجل بغرفة المكتب 
- اجل 
- بينهما الكثير لتحدث به ( تمتمت بغيظ مستمرة ) لو كان والدي حيا لم تجرء احد على فعل هذا بنا 
اخذت تتقلب في فراشها دون استطاعتها النوم رغم الانهاك الشديد الذي ينتابها ولكن من اين لها الشعور بالراحة حتى الشعور بالأمان قد غادرها الان لقد كانت حياتها تقلب راسا على عقب من مجرد بضع شهور كان يقضيها نايجل هنا والان هي مرتبطة به .. بشكل مؤقت .. اجل مؤقت الى ان يجد الخال دوراس حالا للأمر هل هي متفائلة .. لا فبعد عاما كاملا من المناوشات تعلم ان الامر ليس سهلا وهناك احتمالان امامها اما ان يستطيع خالها حل الامر او .. المتابعة للنهاية في امر الارتباط بـ .. لا .. ليس نايجل لا تستطيع .. ان لزم الامر اجل ستتابع للنهاية ولكن ليس مع نايجل لا تستطيع تقبل الفكرة ابدا لذا .. عليها إيجاد بديل اجل ستعلم جدها انها لا تستطيع التوافق مع نايجل وليختار أي فردا اخر من العائلة لا تكترث أي احد الا هو رباه تمتمت بصعوبة وهي نتقلب في فراشها لا تريد الارتباط بأحد لا احد لا احد تريد حريتها الان ارجوا ان يحل الامر وتخرج من هذا الكابوس الذي تعيش فيه .
- مازلت بالسرير ( قالت ايزابيل التي دخلت الى غرفتها في اليوم التالي مستمرة وهي تراها تحتضن وسادتها ) هيا انهضي 
- لا اريد ( اقتربت من الستار لتبعده وهي تقول )
- لقد غادر معظمهم صباحا 
- ومن بقي 
- القليل .. غادر عمي كونر واماليا بالإضافة لجايلز وغريس منذ قليل .. ونايجل غادر 
نظرت الى ايزابيل وقد شدها قولها متسائلة باهتمام 
- اغادر حقا 
- لا اعني مينفس ( اجابتها ببطء واستمرت وهي تقترب لتجلس على السرير امامها ) تناول طعام الإفطار وغادر برفقة جيفرسون ( تنهدت وعادت لاحتضان وسادتها مما جعل ايزابيل تضيف ) بقي القليل منهم هنا وهم يتساءلون عنك
- سأنزل بعد قليل ( وامام تأمل ايزابيل لها استمرت بتذمر ) ها انا قادمة .. اذهبي لمجالستهم حتى انتهي من اعداد نفسي 
هزت راسها موافقة وغادرت وهي تقول 
- سأرسل خلف برندا لتساعدك فلا تتأخري 
- لن افعل 
تمتمت دون حماس وبعكس ما توقعت مر اليوم والذي يليه بهدوء غريب لتصيبها الحيرة والراحة في نفس الوقت لخروج نايجل منذ الصباح وعدم عودته للمنزل الا ليلا حينما يكون الجميع في  فراشه لتسمع تمتمات المتبقين من افراد العائلة لهذا والذين سرعان ما يتوقفون عن الحديث حوله فور رؤيتها لذا كان من الجيد لها انهم اخذوا يغادرون واحدا تلوا الأخرى حتى يخلو المكان تماما أخيرا فكان اول ما فعلته في صباح اليوم التالي هو استدعاء كايل لتبادره عند دخوله الى غرفة المكتب حيث كانت تنتظره
- هل تتبعت نايجل
- طوال الوقت انستي كما طلبتي
- ما الذي يفعله
- يرافق جدك بدايتا ثم السيد جيفرسون فالقد قام باصطحابه بجولة في المكان ليعرفه على الأملاك التي كانت تخص السيد البرت جميعها
- انه يخرج منذ الصباح الباكر ولا يعود الا في ساعة متأخرة
- يبقى في المصنع انستي ( اجابها كايل وهو يبتلع ريقه بصعوبة فلا يجرؤ على اعلامها ان السيد قد كشف امره منذ البداية وقام بتهديده وافهامه ان قام بإيصال أي شيء لا يرغب بوصله لسيدته ما الذي سيفعله به فتابع بتأكيد كاذب ) كل يوم بعد ان ينتهي من التجول مع السيد جيفرسون يقوم بالتوجه نحو المصنع ليتفقد أمور العمل
- العمال يغادرون في السادسة مساء ما الذي يفعله هناك بمفرده طوال الوقت هل .. يقوم احد بزيارته
هز كايل راسه بالنفي وهو يذكر هايلي ليسرع بالقول متداركا ارتباكه
- لا فالقد اختلست النظر اليه دون ان يدرك ووجدته يتفقد سجلات العمل التي كان يحتفظ بها السيد البرت
بدت الحيرة والتفكير عليها قبل ان تقول
- حسنا ابقي عينيك عليه جيدا اريد ان اعلم كل خطوة يخطوها لا اريد ان يغيب عن ناظريك وان حدث ما علي معرفته عليك الحضور فورا لإعلامي وليس انتظار ان ارسل خلفك
هز راسه موافقا وتحرك مغادرا لتتابعه شاردة ان نايجل يأخذ العمل على محمل الجد وليس عليها ان تتفاجأ فالقد نزل هذا كله عليه من كان يتخيل ان يدير أملاك والدها بالنهاية ولكن ما هي واثقة منه انه لن ينجح بهذا فلم تشعر يوما بانه شخصا مسؤول طرقات على باب غرفت المكتب اخرجتها من شرودها فحدقت بجيسي التي اطلت قائلة
- لقد أرسلت السيدة هيكتور خلفك ترغب برؤيتك
- الجدة ليوني
- اجل انستي ( تنفست بعمق وتفكير قبل ان تقول )
- فلتعدوا لي الخيل
اخذت تقترب بخيلها من منزل آل هيكتور وذكرى اخر لقاء بينها وبين سيمون تترئى لها وكانه يحدث الان لتشعر بغصة في أعماق روحها فلطالما كانت تعلم بإعجابه بها ولكنه ذاك النوع من الرجال الذي لا يقترب الى ان كان واثقا من ان الذي امامه يبادله هذا لذا قبل وفاة والدها بوقتا قصير وبعد ان ترافقا في احد النزهات اقتحم حياتها ليبدأ بالتردد عليهم ودعوتها لكل مناسبة لطالما كان يروق لها لذا لم تمانع ولكنه قد حطم قلبها في النهاية لتشعر بنفسها هشة ضعيفة لاحول ولا قوة لها كم كرهت نفسها حينها فلم يأخذ الامر منه الكثير من التفكير عندما علم ما الت اليه امورهم بعد وفاة والدها ليخيرها بينه وبين البقاء هنا في منفيس فقد بدأ عمل جديد بالعاصمة وسيغادر نحوها للاستقرار لم يأبه لما كانت تمر به بسبب وفاة والدها ولا بالمصائب التي تلت هذا كل ما اهتم به هو نفسه وكان واضحا جدا وهو يعلمها انه لن يخوض أي معارك لا تعنيه فان كانت على استعداد ان تترك كل شيء خلفها وتسير معه فهو يفتح ذراعيه لها ولكن ان لم ترد فسيضطر للذهاب بمفرده كم كانت حمقاء وعديمة البصيرة فهو اناني بشكل كبير لا تعلم كيف لم تلاحظ هذا به لذا لم تندم يوما على الاختيار بالبقاء هنا فكيف يتوقع منها التخلي عن والدتها وشقيقتها بهذه الظروف التي يمرون بها كيف لا تعلم ما تعلمه انها كانت حمقاء لإعجابها به منذ البداية .

ترجلت عن خيلها لتدخل الى منزل ال هيكتور وقد دعتها الخادمة نحو غرفة الجلوس لترى جدته التي بقيت وحيدة بعد ذهابه ووالديه نحو العاصمة جالسة هناك لتستقبلها بحفاوة وتحتضنها وهي ترحب بها لتنضم لها بالجلوس وهي تبادرها
- تهاني الحارة لك كان علي حضور الحفل ولكن كما تعلمين صحتي لم تعد كسابق 
- لا باس جدتي اعلم 
قالت بود وقد لازمت الجدة ليوني المقعد المتحرك منذ خمس سنوات مضت لتعرضها لإصابات بالغة في ظهرها بسبب سقوطها عن ادراج المنزل
- كنت بشوق لرؤيتك لذا أرسلت خلفك لما لم تعودي لزيارتي انت تطيلين بالغياب
- لقد انشغلت مؤخرا
- اعلم وانا سعيدة من اجلك .. هل انتِ كذلك
- تعنين سعيدة
- اجل .. فانا اسمع الكثير من الاقاويل تعلمين سكان منفيس كيف هم لذا شعرت بالقلق من اجلك
- انا بخير لذا لا تصغي لهم
- لقد سالتك ان كنت سعيدة وليس ان كنت بخير
- وما الفرق
- كبير
ابتلعت ريقها بصعوبة وقد مست وترا حساسا بداخلها ولكنها لن تعترف لها لا فلا تريد ان يصل سايمون ما تعانيه لذا قالت بابتسامة
- ان نايجل يروقني جدا قد يكون ارتباطنا حصل بسبب الظروف التي فرضت علينا ولكن للحقيقة جدتي انا بدأت اعجب به انه ... مختلف تماما عما كنت اتصوره .. وانا سعيدة بهذا
- وانا سعيدة من اجلك سعيدة جدا فلم اسامح حفيدي الغبي على قراراته كيف يفكر بترك منفيس ( ابتسمت بصعوبة على قولها واستمرت بتأكيد ) سيندم على هذا ثقي بي سيفعل ان أجواء جيرترود سحرته وانسته كل شيء هنا ولكن سيأتي يوما ما يستيقظ به ويندم هو ووالديه على مغادرتهم
- لكل انسان خياراته في الحياة ولقد اخترت البقاء هنا بعكسه لذا ارجوا له التوفيق بحياته
ابتسمت ليوني بود لها والخادمة تقترب منهم بعربة الشاي لتنشغل بشرب كوبها وهما تتبادلان الحديث قبل ان تغادر عائدة بأدراجها وقد تعمدت السير بخيلها ببطء شاردة بأفكارها لتنضم لميرفا الجالسة في الصالة والتي بادرتها
- اين كنتِ
- ذهبت لرؤية الجدة ليوني
- كيف هي
- جيدة وترسل تحياتها لك اين امي وايزابيل
- غادرتا لزيارة الخالة اوديل .. سأتبعهما مساء لتناول العشاء برفقتهم اترافقيني
- لا ارغب بهذا ولكن لترسلي تحياتي لهم 
قالت وهي تنظر نحو نايجل الذي دخل من الباب الرئيسي متجها نحوهما لتتابعه وهو يتخطى عنها مستمرا نحو باب غرفة المكتب قائلا بتجهم
- اتبعيني
عادت نحو ميرفا التي حركت راسها لها متسائلة وقد بدا الفضول عليها فحركت كتفها لها بعدم علمها قائلة وهي تهم بالتحرك نحو الادراج
- لا اكترث حقا
زادت عيني نايجل اغمقاقا وقد وقف امام المكتب مستندا عليه بتجهم عاقدا يديه وامام عدم حضورها عاد لتحرك نحو الباب ليهم بسؤال ميرفا الجالسة بمفردها ليتوقف وهو يرى ليونور أعلا الادراج مما جعله يتابع سيره باتجاهها فما كادت ان تدخل الى غرفتها حتى دخل خلفها لتنظر اليه ثم تستدير نحوه قائلة
- ماذا هناك
- الم اعلمك بان تتبعيني 
- فعلت
- لا تعانين من مشكلة في السمع اذا
- لو رغبت بمحادثتك كنت تبعتك .. ولكن كما ترى لا ارغب 
- ومن قال ان الامر مرتبط برغباتك عندما احدثك اريد بعد الاحترام هنا ان كنتِ مازلت طفلتا مدللة فانا لا لذا
- لذا ماذا نايجل .. ان كان تم اجباري على هذا الارتباط فلن اجبر على أي شيء اخر لا الاصغاء لك ولا الادعاء ولا غيره هو هكذا لك ان تقبل به ولك ان لا تفعل لا اكترث بالحقيقة
- هكذا اذا

انـا وغــريـمـي 2


- اجل هو هكذا
التمعت عينيه بشكل غير مريح لها فتلك النظرة الشيطانية لطالما راتها في عينيه
- انت مخطئة جدا ولك ان تختاري كيف تستمرين بهذا فالكلمة الأولى والأخيرة هنا هي لي انا وقصدك منزل سايمون هكتور امرا لن تكرريه مرة أخرى ابدا ابدا ليونور ( تمتم وهو يخطوا نحوها مستمرا بصوت خافت لا يخلوا من الجدية ) ها انا احذرك 
- ارجوا المعذرة ... اتراقبني
- لا تدب نملة هنا ولا اعلم عنها ان كنت تلهين انا لا
- لا شان لك اين اذهب ومن اقصد
- بلا عزيزتي ام نسيتِ انك مرتبطة بي الان افعلتي .. هيا اعلميني افعلتي 
- وهل هو امرا استطيع نسيانه انه اكبر خطء ارتكبته في حياتي 
- لاشي يجبرك على هذا فالتتنحي اذا جانبا وتدعي ميرفا تحل مكانك لستِ ملزمة بشيء لك حرية الاختيار 
- ما الذي تعنيه بهذا ( تمتمت دون تصديق ما  يقول ) 
- ما سمعته تماما ان لم تريدي ابتعدي لديك انت وأيا منهم كامل الحرية بالانسحاب والابتعاد من تبقى هي من ستعيش تحت جناح العائلة ومن لا تريد فلتغادر لا احد يمنعكِ من هذا انت وهم لذا ان اخترتِ البقاء عليك الالتزام وان لن تفعلي لا تلوميني حينها 
نقلت عينيها بعينيه والصدمة تلوح بهما لقوله قائلة وهي ترفض اظهار العجز الذي تشعر به 
- انها املاكي وشقيقاتي وتريد ان تتنعم بها أيها الجشع 
- انه القانون الذي يسري على الجميع والدك لم يوصي لكن بشيء والفتيات لا ترثن لا ترثن فلا تحاولين لعب دور الضحية بل عليك شكري لتضحيتي ومساعدتكم للبقاء هنا انت تدركين تماما ان الجميع يريد ان ينهش بكم وفكرت ارتباطنا لهو امر مرفوضا لهم فهم يريدون تقسيم الأملاك عليهم ودون أي اكتراث بما سيحل بكم لذا سيكونون بقمة سعادتهم لفشلنا أهذا ما تريدينه افشال الامر لا اعتقد انك بهذا التهور لذا تعقلي والعودة نحو منزل هيكتور امرا مرفوض تماما لا تجرئي على تكراره فانتِ الان مرتبطة بي وعليك احترام هذا 
- وانت اليس عليك احترام انك مرتبط لما علي انا فقط فعل هذا 
- ما الذي تعنيه بهذا 
- اين تختفي منذ حضورك لا اكاد اراك  .. تعمل ... انا اعرفك جيدا .. جيدا جدا لذا لا تكذب علي 
- لا شأن لكِ بي 
- بينما علي اطاعتك 
- اجل عليك هذا وان خالفتني لا تلميني حينها
- انا اكرهك 
- وهل تعتقدين اني واقعا في غرامك لقد استغرقهم اقناعي بقبول هذا الكثير لذا التزمي حدودك ولا تتخطيها ابدا ابدا فلن أقوم بتدليلك هنا ( قال وهو يلمحها بنظرة بطيئة متابعا ) فتاة مدللة اتعتقدين اني سأعاملك كما كان والدك وجدك لا عزيزتي لن افعل لذا لا تجعلي الأمور تسوء فانت الخاسر الوحيد هنا 
أضاف بتأكيد قبل ان يستدير مغادرا صافعا الباب خلفة بقوة جعلتها تنتفض رغما عنها لتأخذ أنفاسها بالتسارع فضمت جسدها المتوتر اليها بيديها وعينيها تلتمعان بالدموع من كان ليفكر ان تؤول امورها الى هذا لا يكفيها ما كانت تعانيه منه بطفولتها كيف ستستمر انها تحاول حقا تحاول ولكن بمجرد ظهوره امامها تفقد تعقلها وتشعر بانها ستفقد صوابها لم تكن دقائق حتى اطلت ميرفا قائلة وهي تقترب منها ومازالت على وقفتها شاردة بالباب الذي غادر منه 
- هل تشاجرتما ( وامام هز راسها بالإيجاب استمرت باهتمام ) ربما كان عليك الاصغاء له قد يكون أراد محادثتك بامرا مهم 
- امرا مهم اتعتقدين حقا ان هناك امرا مهم يشغل نايجل انه فقط يستمتع بقلب حياتي ال جحيم يكفي انه أخيرا اصبح له سلطة علي ليأمرني مع من اتحدث ومن اذهب لزيارته ومن لا افعل يسره التحكم بحياتي وانا اكاد اموت غيظا لعجزي .. متى ستغادرين نحو منزل الخالة اوديل 
- بعد قليل اترغبين بمرافقتي 
- اجل ( اجابتها وهي تتحرك نحو الحبل المجاور لسريرها لتشده وهي تضيف ) مازال نيكولا ووالديه بضيافة عمي جيمس اليس كذلك 
- اجل سيقضون عدة أيام هنا قبل مغادرتهم لما .. ما تنوين .. ليونور لن تسر امي ان بدأت المشاكل الان حقا هي مجهدة وصحتها لا تسمح لها بهذا 
- لا استطيع الوقوف معقودة اليدين امام ما يحصل 
- لكن انت تعلمين تمام ان امي ليست على وفاق مع عمي ايدن وجيسيكا حقا لا نحتاج لا ثارت المشاكل الان 
- لا تقلقي اعلم ما افعل ( اجابتها وتوقفت لدخول جيسي لتبادرها ) ارسلي كايل لمنزل عمي جيمس ليعلم نيكولا بأني اريد رؤيته مساء اليوم في منزل الخالة اوديل كوني حذرة جيسي فلا اريد ان يصل الامر لنايجل فليحرص كايل على ان لا يتنبه له احد 
- لا اشعر بالراحة لهذا ليونور 
قالت ميرفا بقلق وهي تجلس على المقعد خلفها بينما شردت ليونور دون اجابتها وقد بدا التصميم عليها هناك حل لهذا الوضع الذي فرض عليها اجل هناك الكثير منها فقط عليها التحرك بهدوء ودون ان يعلم احد اخذت تعد ما ستعلمه لنيكولا فعليها أيضا ان تكون حذر بشأنه فلتعطيه فقط بعض التلميحات ليبادر هو بالأمر اجل هذا ما ستفعله رغم محاولة ميرفا ثنيها عن هذا وهم يتجهون نحو منزل الخالة اوديل الا انها بقيت مصممة على رأيها فخلعت معطفها وناولته للخادمة التي فتحت لهم الباب وكذلك ميرفا لتستمرا بالسير نحو غرفة الجلوس التي تصدر منها أصوات المتحدثين لتأخذ خطواتها بالتمهل وقد لمحت الجالسين بنظرة شاملة وهي تلقي التحية لتتوقفا على نايجل الجالس برفقتهم لتتجمد الكلمات في حلقها بينما همست ميرفا بقلق 
- ما الذي يفعله هنا 
- لا اعلم .. ان نيكولا قادم الى هنا 
تمتمت بذعر وهي تحدق بميرفا بينما اخذت اوديل تقول 
- لما تأخرتما كنا بانتظاركما 
- تابعي انتِ وانا سأتدبر الامر لا تقلقي 
همست ميرفا فعادت براسها الى الامام قائلة بصوت ثابت لا يعكس ما تشعر به في الحقيقة 
- لم نفعل .. هل فعلنا 
عادت لتتمتم وهي تتقدم للجلوس بجوار والدتها 
- كنت اهم بالذهاب لإحضاركما 
نظرت الى نايجل الذي قال ذلك قبل ان تقول بثبات كاذب
- لو اعلمتني انكَ مدعوا كنا لنترافق الى هنا 
- حدث الامر بالصدفة ( اجابها فبقيت عينيها معلقتين بعينيه بتفكير )  
- هل بدئتما بالأعداد للحفل فالشهران سيمران بسرعة 
قالت اوديل مما جعلها ونايجل ينظران نحوها بينما اجابتها ابريال 
- غدا سيحضر المزيد من العمال والعاملات لإعداد الحديقة وتقليم الأشجار اما غرف المنزل سنبدأ بها قبل شهر من المناسبة حتى يكون كل شيء معد 
نقل نايجل نظره عن ابريال التي تتابع حديثها ليعود الى ليونور التي تصغي للحديث الدائر متأملا إياها بتفكير من شعرها الذي اخفته بكعكة الى جانب وجهها وقد التمع حلقها الماسي في اذنها وهي جالسة مستقيمة الظهر تضم راحت يديها في حجرها لينزل ببطء نحو ثوبها الباج الهادئ التفاصيل ليعود نحو وجهها ما الذي تختط له .. كيف تتخلص منه وتستبدله بنيكولا .. احقا تعتقد ان نيكولا اهلا لهذا .. لقد اعلمها سابقا ان لا شيء يحدث بالقصر لا يعلم عنه ولكن على ما يبدوا انها لا تعطيه حقه بشكل كامل اتعتقد انه يدعي هذا وان رغبتها بالالتقاء بنيكولا هنا لن يعلم عنها انها تستخف به حقا 
- قد يساعدنا نايجل بالأمر 
- ارجوا المعذرة ( قال وهو يعود نحو اوديل التي عادت للقول )
- يرغب ديفيد بالانضمام للكلية الحربية هل تشجعه على هذا 
هز راسه بالإيجاب واخذ يتحدث بينما تابعت ميرفا التي اقتربت للجلوس بجوارها هامسة
- لقد اعلمتُ الخادمة ان حضر نيكولا ان تعلمه بضرورة مغادرته وعدم دخوله وانك ستعودين لرؤيته في مرة أخرى ( فتحت شفتيها لتتنفس بحرية محاولة ادخال اكبر كمية من الهواء الى صدرها وميرفا تستمر ) اتعتقدين ان والدتي طلبت منه الانضمام لنا هنا 
- ربما فعلت 
- هل ستحضرين ثوبا من المدنية 
تسألت ساندي ابنت اوديل مما جعلها تحدق بها بصمت لوهلة فهي لم تفكر بهذا ولم تعتقد ان الامر قد يستمر حتى هذا فقالت باقتضاب 
- مازلت افكر بالأمر 
- ان كنت ستقومين باخاطته من الأفضل ان تبدئي من الان حتى ينتهي بالوقت المناسب 
ابتلعت ريقها بصمت فاخر ما تريد الحديث عنه هو هذا 
- هذا ما سنفعله قريبا ( قالت والدتها واستمرت ) فسنخيط واحدا مميزا فليونور تستحق الأفضل والمميز ( ونظرت نحو نايجل متابعة بثقة ) الست على حق 
هز راسه بالإيجاب باقتضاب قائلا 
- تعلمين اني لن ابخلا عليكن بشيء لذا فالتحضري ما تريدين والتخيطين ما ترغبين به كما اني اترك لكن التخطيط واعداد كل شيء لحفل الزفاف واي مبلغ من النقود تحتاجون اليه ما عليكم الا اعلامي فالتقمن بكل ما ترغبن به
بدا الرضا التام على والدتها بينما تبادلت وميرفا النظرات وهي تشعر بمعدتها تأخذ بالتلوي لتمضية الأمسية بصعوبة بالغة وتتنفس الصعداء عندما توجهوا نحو العربة التي تحركت بهم بينما امتطى نايجل خيله ليسير بجوار العربة لتلمحه بنظرة وقد جلس شامخا لتعود نحو والدتها قائلة 
- انتِ قمتِ بدعوته للانضمام لنا 
- بل جورج من فعل فالقد التقى به وهو عائد من العمل 
- لن ارتبط به وانتِ تعلمين هذا ( قالت بتأكيد وبصوت منخفض )
- اجل عزيزتي اعلم لما انتِ قلقة 
- لأني اراك تعاملينه بود وتتحدثين عن ثوب الزفاف واعداد كل شيء
- وهل كنت اتعامل معه من قبل بغير هذا .. ومن الطبيعي ان تتعرضي لأسئلة حول الزفاف فزفافكما حديث الموسم لذا عليك ادراك هذا واعداد نفسك للإجابة على أي امرا يطرح حول الزفاف
- لما اشعر وكان الامر حقيقي ( قالت بذعر )
- تعلمين اني لن اجبرك على هذا الارتباط فقط نحتاج الى بعض الوقت والقليل من الصبر عزيزتي
- الى متي .. هل يحتاج الامر كل هذا الوقت 
- سأرسل بالغد برقية الى خالك استعجله بها لينهي الامر
- افعلي هذا فالقد بداء صدري يضيق 
- وان لم يحضر الخال دوراس ما نريده ما الذي سنفعله حين اذ 
تسألت ايزابيل بقلق بينما بدا الهم الكبير في ملامح والدتها لتتبادل النظرات هي وميرفا وقلقهما لا يقل عن قلق والدتهم ولكنه الامل الوحيد الذي لديهم الان ليحل الصمت الثقيل بالعربة لتكسره ايزابيل قائلة لتحرك نايجل متابعا سيره في الطريق الأخرى بينما تابعن نحو البوابة للدخول 
- الى اين يذهب بهذا الوقت المتأخر
نظرت ليونور اليه متابعة ابتعاده قبل ان يختفي من امامها بدخول العربة الى باحة القصر لتغادرها وتدخل متجها نحو المطبخ مقتربة من جيسي الجالسة على المقعد قرب طاولة المطبخ الخشبية ويبدوا النعاس عليها هامسة لها كي لا يصل حديثها لباقي العاملات 
- اجعلي كايل يتبع نايجل لقد تابع سيره بينما دخلنا الى هنا اريد ان اعلم الى اين ذهب اسرعي ولن انام فعندما يعود كايل اعلميني 
تحركت جيسي لتغادر المطبخ من بابه الخلفي بينما عادت ليونور بأدراجها الى الداخل لتأخذ بالسير بغرفتها ذهابا وايابا حتى نفذ صبرها تماما فتحركت نحو نافذة غرفتها المطلة على الباحة الامامية تتأمل ما امامها بصعوبة فالقمر تحجبه الغيوم الكثيفة التي ملئت السماء مما جعل الليل حالك اسرعت بالنظر نحو باب غرفتها الذي طرق لتدخل منه جيسي فتحركت نحوها قائلة 
- هل عاد كايل 
- اجل ويقول ان السيد قد توجه نحو المصنع 
- المصنع بهذا الوقت 
- يقول ان خيل السيد جونز كان يقف بالخارج وكذلك خيل اخرا يعتقد انها لسيد براون  
- اجعل المصنع مقرا له ولرفاقه 
- هذا ما يبدوا عليه الامر انستي 
- حسنا اذهبي واعلمي كايل ان يبقي عينيه عليه جيدا وان جري ما علي معرفته ليحضر لإعلامي دون تردد واعطيه هذه ( ناولتها كيس يحتوي بعض القطع النقدية مستمرة لها ) اعلميه انه سينال ضعف هذه ان عمل بإخلاص 
- سأفعل انستي .. عمتي مساء 
تابعت جيسي وهي تغادر قبل ان تتحرك نحو فراشها وهي تذكر نايجل وجون وبراون عندما كانوا يجتمعون بالسابق كان هناك دائما المشاكل التي تتبع هذا .
- كايل .. اقترب هذه لك من الانسة 
تناول كايل كيس النقود من جيسي ليفتحه محدقا به وقد شحب وجهه مما جعل جيسي تقول 
- الا يسرك ما حصلت عليه تقول الانسة ان كنت مخلصا واحضرت لها اخبار السيد باستمرار ستقدم لك ضعف هذا 
نظر الى جيسي بتمعن هامسا وهو يغلق كيس النقود 
- انا في مشكلة كبيرة ( وتناول من جيبه كيسا اخر من النقود ليريها اياه وهو يقول ) هذا من السيد نايجل وهذا من الانسة ليونور 
- ماذا تعني بهذا 
- ان السيد نايجل يعلم ان الانسة ليونور ترسلني خلفه منذ البداية لتتبع اخباره لذا .. اعلمني بان لا أقوم بإيصال أي شيء لها يخصه 
- لست جادا 
- انا كذلك وهو لم .. يطلب مني ذلك بل قال انه سيدق عنقي ان وصل أي شيء للأنسة لا يرغب بان تعرف به 
-  كنت تكذب عليها طوال الوقت اذا
- اجل وما الخيارات الأخرى التي لدي هل اعلمها ان الانسة هايلي لا تكاد تتوقف عن ملاقات السيد بالمصنع ( فتحت جيسي شفتيها عاجزة عن النطق لأول وهلة مما جعله يسرع بالقول بهمس حاد ) لا تجرئي على اعلام أحدا بهذا والا تعرضتُ للأذى اتصغين لي جيسي 
- اجل عزيزي افعل .. هل الانسة هايلي معه الان أيضا 
هز راسه لها بالإيجاب واسرع بالقول 
- ارسلني عصر اليوم لإعلامها بان تلاقيه مساء هناك 
- يا الهي امر السيد جونز وبراون ليس حقيقيا اذا 
- كانا البارحة برفقته هناك لذا قلت هذا ماذا افعل ان تم كشف امري سأطرد بالتأكيد لا خيار امامي جيسي اشعر بالسوء لما افعله اتجاه الانسة ولكن لا اجرؤ على مخالفة السيد 
- لا تفعل .. لا تخالفه واتبع أوامره فهو المسؤول هنا وهو من بيده الكلمة الان ومصلحتنا تصب معه 
 - هذا ما أقوله أيضا .. ستساعدين اذا بعدم كشف الانسة لأكاذيبي 
- وهل لدي خيارا اخر فان طردت سأطرد أيضا اتعلم علينا استغلال الامر بشكل مناسب 
- ماذا تعنين 
- اعني ان الانسة تدفع لك مقابل المعلومات التي تحضرها والسيد يدفع لك لولائك له والتزامك بإيصال معلومات مغلوطة للأنسة اليس كذلك 
- اجل 
- ونحن نعجز عن الزواج بسبب عدم تمكننا من توفير كوخا بسيط يأوينا 
- تعنين ان 
- اجل .. حاول الحصول على القدر الذي تستطيعه من المال من هنا وهناك 
- وان تم كشف امرنا 
- لنكن حريصين ونجمع ما نقدر عليه 
بدت الفكرة مرضية له فابتسم قائلا وهو يقترب منها
- ولما لا ان كان هذا سيجعلنا أخيرا نرتبط .

- يعلمك السيد ان تعدي نفسك لترافقيه في رحلة الصيد التي دعي اليها اليوم
اطلت جيسي في صباح اليوم التالي قائلة ذلك فتسألت ليونور بحيرة
- من اعد الرحلة
- لا اعلم انستي
- قد يكون ريلاي فالقد سمعت انه يقوم بالأعداد لواحدة
قالت ايزابيل المنشغلة بتسريح شعرها فنظرت اليها قبل ان تنظر الى ميرفا الجالسة برفقتهم  متسائلة
- الم تتلقي دعوة
- تعنين من اندروز .. لا .. تعلمين ان الأمور لم تكن يوما جادة بيننا
- اعتقدت عكس هذا ام ..انه كسايمون
- افكر أحيانا انهم كانوا يلتفون حولنا لأننا أبناء البرت الثري
- لا اعلم عن اندروز ولكن سايمون انه مجرد رجل اناني اين تصب مصلحته سيسير افضل شيء حدث لي هو اكتشاف هذا الامر باكرا
- لست نادمة اذا على عدم مرافقته
- لا فهو لم يفكر الا بنفسه عليه الذهاب لتحقيق أحلامه ورفع منزلته وشأنه وانا اما ان اسير معه على هذه الأهداف واما لا وانا وعائلتي والوضع الذي كنا به ليس هناك مجال لمناقشته فهو لا يعنيه انه حتى لم يقف بجانبي عندما كنت بأشد الحاجة لهذا فكيف سأستطيع ائتمان رجلا كهذا على نفسي واسير معه لن ينالني سوى الهلاك
- انت محقة فأندروز كان يحوم حولي ولا يدعني وشأني كان الامر يسرني .. ومنذ وفات والدي بداء يبتعد شيء فشيء حتى اكاد لا اراه حتى اتعلمين انه شعورا بغيظ ان تدركي انك لم تكوني تعنين له حقا فلوا كنت كذلك ما كان امر الإرث قد اثر به وجعله يبتعد لم يكن صادقا بمشاعره
- لابأس عليكن انها فترة وستمضي صدقنني وستعود البسمة الى وجهكما وستلتقيان بمن تقعن بحبه دون ان تدركن انتما تستحقان الأفضل وستنالنه ( حركت ميرفا وكذلك ليونور راسهما نحو ايزابيل التي قالت ذلك واستمرت بثقة ) انها الحياة ستقعن ثم ستقفن من جديد لامجال للاستسلام
- ما الذي تقرئينه هذه الأيام ( قالت ميرفا وهي ترفع حاجبيها )
- الم اقل لك ان تتوقفي عن قراءة تلك الكتب ( قالت ليونور بتذمر وهي تنهض مستمرة ) على مرافقة خطيبي المصون وعلي ابداء اعجابي كلما قام بصيد احد البطاط المسكينات الذين يحاولن الهروب دون جدوا  .

انضمت هي ونايجل الى المجموعة المكونة من سبعة من الرجال وخمس فتيات لتراقب منافسة الرجال على صيد البط الطائر وقد تناثرت كلاب الصيد حولهم بينما وقفت بجوار الفتيات وهي تحث خيلها على الثبات بوقفته لتقول غوين وهي تتأمل حماسة الرجال
- ان جينرال مغرما بهذه الرياضة
- وكذلك شقيقاي ( قالت هايلي وهي تنظر نحو ليونور التي تراقب ما يجري امامها من تحت قبعتها الدائرية مستمرة لها ) لم تشاركي بالسابق بهذه النزهات
- هذا لأني لا احب نزهات الصيد واجد انها مقيته وتسبب لي الغثيان ( ونظرت اليها مستمرة ) ما الممتع بقتل الطيور
- سنتناول منها على الغداء ( قالت هايلي معترضة ومستمرة ) الا تتناولينها
- ليس علي رؤيتها تقتل لأفعل هذا
- نايجل سبب حضورك اذا ( قالت فلورا واستمرت بابتسامة ) هل اموركما جيدة
- لما لا تكون
- ربما بسبب معرفتنا بماضيكما اعني انتما لم تكونا على وفاق يوما
قالت هايلي بثقة فابتسمت ليونور ابتسامة لم تصل الى عينيها وهي تذكر كم كانت هايلي ونايجل مقربان فيما مضى فأجابتها بتعمد
- لقد كبرنا ونضجنا و .. اجل امورنا على مايرام هل كنت لأرافقه الى هنا لو لم نكن كذلك لقد اصر علي بالحضور ولم ارغب بان ارفض له هذا رغم عدم محبتي لصيد ( بدت الابتسامة تختفي ببطء عن وجه هايلي بينما استمرت ليونور ) علي ان أكون اكثر مرونة واخطوا نحوه خاصة انه يبادلني نفس التفكير ففي النهاية نحنا ارتبطنا وعلينا إنجاح الامر ( وعادت برضا نحوه لتتأمله مستمرة )  من كان يعتقد ان ننتهي معا ولكن اتعلمن ( وعادت نحوهم مستمرة برقة ) انظرن اليه انه .. فاتن جدا
اخذت الفتيات بالضحك بمرح بينما اخذ وجه هايلي يحمر ببطء حتى شعرت بانها لم تعد تستطيع إخفاء غيظها فحثت خيلها للتحرك بعيدا عنهم لتتابعها ليونور التي كانت تضحك برفقتهم دون ان يفوتها امتعاض هايلي ولكن بحق لما تمتعض امازالت تكن له الود الم يكفها مالاقته منه بالسابق انها حقا حمقاء ان فعلت تمتمت لنفسها ومازالت تذكر جري هايلي خلف نايجل الذي كان ماهرا بالتلاعب بها يوما يصادقها وعشرة يصادق غيرها هزت راسها تحاول اخراج كل تلك الذكريات التي لا ترغب بتذكرها لتعود لمراقبة الرجال الذين انشغلوا عنهم لبعض الوقت قبل ان يعودوا للانضمام لهم وقد ترجلت الفتيات عن الخيل وجلسن ارضا على احد الاغطية يحتسين الشاي لتقدم هايلي الاكواب للرجال بينما اخذ شقيقها جونز ينقل عينيه بين ليونور الجالسة بجوار غوين وبين نايجل الجالس بجواره قبل ان يقول
- اتذكرين عندما كنت تتبعينا طوال الوقت لتعلمي ما نفعل وتذهبي للوشاية بنا
رفع نايجل كوب الشاي نحو شفتيه بينما قالت ليونور
- بالتاكيد اذكر فمازلت اذكر جريك وقد تمزق بنطالك بسبب قفزك عن أحدا الشجيرات لتهرب عندما ذهبت لإعلام والدي بانكم من تسبب بإشعال مخزون الحطب ( اخذ التجهم يسري سريعا الى وجهه ليحل محله الاحراج وقد اخذت الفتيات بتهامس وبمحاولة عدم الضحك دون قدرتهم على ذلك فتابعت وهي تنظر نحو نايجل الذي بدا عدم رضا عليه ) ولا معاقبتكم بعد تسببكم بإصابة خيل السيد جونسون وتلويثكم مياه القناة الزراعية
ضاقت عينيه بها بينما نهض جونز نافضا يديه وهو يقول بتجهم
- سأتفقد الخيول
رفعت حاجبيها فأن كان يرغب بالخوض بهذا  لديها الكثير لتحدث به حرك نايجل نظره عنها ببطء نحو هايلي قائلا
- متى ستغادرون نحو جيرترود
- ربما في اخر الشهر .. تحتاج الى شيئا منها
- قد ارافقكم
- ليكن ( قال تيم بحماس واستمر ) قد نمضي أسبوعا هناك
- يناسبني هذا
اجابه برضا بينما عاد الجميع للحديث بقيت عيني ليونور معلقتين به قبل ان تحركهما ببطء نحو هايلي التي تبتسم له بدلال وتبادله النظرات
- كنتُ أتساءل
قالت غوين الجالسة بجوارها مما جعلها تنظر اليها محاولة الاصغاء لها ولكنها بالحقيقة لا تشعر بالارتياح لنظرات نايجل وهايلي لذا بقيت حواسها معهما رغم ادعائها الاصغاء الى غوين امازال ذاك الاهتمام السابق مشتعلا بينهما ام ان الامر يخيل لها بالتأكيد يخيل لها فلا تعتقد انه قد يعود لهذا ايفعل
- اقترب الحفل التنكري لهذا العام ما الذي سترتدينه
نظرت الى فلورا التي تسألت لتجيبها بشرود
- لم افكر بالأمر بعد و .. انت
- ارغب بالتوجه نحو رون لاقتناء زي مناسب
- لقد قمت بالفعل بإعداد واحدا مميز ولا لن ابوح لكن سابقي الامر مفاجئة
قالت غوين وهي تضحك فتسألت فلورا وهي تنظر نحو هايلي التي كانت تتابع نايجل الذي تحرك نحو جونز
- ماذا اعددتي هايلي
- انا .. لا شيء بعد
- ربما زي الساحرة ( قالت ليونور مما جعل عيني هايلي تثبتان عليها فتابعت ) لا لا لقد ارتديته في العام الماضي لا تكرري نفس الامر قد ترتدين شيء يليق بك اكثر هذه المرة
- و .. الذي هو
- دعيني افكر .. اتعلمين تذكريني بشخصية لونا في رواية بلوث مار قد ترتدين زيها هل قرأتها ( هزت هايلي راسها بالنفي بينما ابتلعت غوين ريقها بصمت وهي تخفي مفاجئتها فتابعت ليونور ) قد تفعلين اذا
- ما وجه الشبه بيني وبينها حتى اذكرك بها
- ربما .. لون الشعر .. اجل اعتقد انه بسبب لون شعرك ( قالت وهي تحدق بغوين التي تحاول تدارك مفاجئتها مستمرة لها ) قراتها على ما اعتقد الا تشبه لونا .. بلون شعرها
اضافت بروية فاصطنعت غوين ابتسامة وهي تقول
- اجل بـ .. بلون شعرها فقط هل تدركون ان مسرحية لالفونس ستعرض هنا قريبا ( اسرعت غوين يتغير مجرى الحديث وهي تتعمد ادعاء الحماسة مستمرة )  علينا الذهاب لحضورها لن نفوتها لن نفعل زوجة شقيقي تعلمني انها مميزة جدا عندما ذهبت هي ووليام الى جيرترود قاما بحضورها بمسرح العاصمة انه فاخر جدا
بينما تابعت غوين الثرثرة عادت عيني ليونور للالتقاء بعيني هايلي التي تحدق بها بتفكير ما بالها لما لا تشعر بالراحة لها ولنظراتها سحبت نظرها عن هايلي نحو نايجل المنشغل بالحديث قائلة
- عزيزي ( نظر اليها وقد اشتد جبينه قليلا لقولها الناعم وهي تستمر ) لما لا تساعدني بتعلم الصيد ( وتحركت من مكانها لتقترب منه مستمرة ) قد أقوم بتغير رئي حينها واقع بغرام الصيد الفتيات يقلن ان الامر ممتع
- انه كذلك ولكن لا اعلم ان كان سيروق لك ( امسكت ذراعه تحثه على السير وهي تقول )
- دعنا نرى ( تحرك برفقتها وهو يتمتم )
- لما هذا الاهتمام المفاجئ بالصيد 
- ارغب بالتجربة
- انت واثقة 
- اجل
رغم عدم اقتناعه الا انه اخذ يجهز البندقية ليقدمها لها عند انتهائه قائلا وهي تتناولها منه
- صوبي باتجاه البطة التي سيطلقها برنار 
وهز راسه لشاب الواقف بعيد فتناول احد البطاط من الصندوق وقذفها للأعلى فحاولت تحريك البندقية للأعلى والإطلاق منها ولكنها لم تفلح وقد اطلقت منها باتجاه الأرض مع عدم تمكنها من تثبيتها جيدا واندفاعها عدت خطوات للخلف فقال نايجل الذي وضع يديه على خصره متابعا إياها
- هذه اسوء رمية رأيتها في حياتي
- هذا لأنك اسوء معلم قد يحصل عليه المرء
هز راسه بياس وعدم رضا وتناول منها البندقية ليعود لتعبئتها ويقدمها لها من جديد قائلا
- حاولي مرة أخرى ( تناولتها لترفعها ) ليس بهذه الطريقة بل بهذا الشكل
أضاف وهو يقف خلفها محيطها بذراعيه ليمسك يدها التي تمسك بها البندقية ليرفعها الى اعلا اكثر وباليد الأخرى يلامس يدها التي تضعها على الزناد قائلا وهو يحرك راسه لبرنار
) تابعيها
تابعت البطة التي تم اطلاقها بالبندقية ونايجل يساعدها بذلك لتطلق النار باتجاهها بمساعدته مما جعلها تصيبها لتفتح عينيها جيدا قائلة بحماس مفاجئ
- لقد فعلتها
- أهذا يكفي ام تحتاجين اكثر لإقناع الاخرين
همس بجوار اذنها قبل ان يبتعد عنها مما جعل عينيها تلتمعان بمكر اذا فهو يعلم الى ما تسعى فأعادت ملامح الجدية الى وجهها واستدارت نحوه مقدمة البندقية له وهي تقول بثقة
- اعتقد انني اكتفيت
تناول منها البندقية لتتخطى عنه وتتحرك نحو المجموعة التي كانت تراقبهم لتنضم لهم من جديد برضا تام فأخذت هايلي تتابعها بوجها مكفهر قبل ان تتحرك مبتعدة عنهم لتقف قرب شقيقها متسائلة
- هل قرأت رواية بلوث من قبل
- اجل
- لونا هل .. هي بطلت الرواية ( بدا التفكير عليه قبل ان يقول )
- لا انها احدى الفتيات المعدومات التي حاولت الوصول الى بطل الرواية بكل الطرق التي تملكها فالقد كانت استغلالية وذات اخلاق سيئة ما يهمها هو الوصول الى ما تريد ولا يهمها الطريقة التي قد تستخدمها لفعل هذا .. لما تسالين اترغبين بقراءتها انها موجودة في مكتبي
بدا الغضب يحل على ملامح وجهها لتحاول تمالك نفسها وهي تقول
- هل نالت ما تريد في النهاية
- لا ففي اخلاقها هذه لم تنال سوى الموت وسط بركة من الطين بعد ان نبذت من الجميع
حركت راسها بصعوبة نحو الفتيات المتضاحكات لقد قللت من شان ليونور هكذا اذا انها تعلم ما يربطها بنايجل لذا تعمدت اهانتها بهذا الشكل هي من بدأت الامر ولها ما تريد
اخذ نايجل يضحك على قول تيم قبل ان تتعلق عينيه من بعيد بهايلي التي اقتربت من الخيول المجتمعة قرب أحدى الأشجار لتربت على ظهرها وتتوقف قرب خيل ليونور لتدس شيء تحت سرجها فاعتذر من تيم وتحرك باتجاهها ليهمس ما ان وقف بجوارها
- ما الذي تفعلينه ( نظرت نحوه وهي تستدير اليه قائلة )
- جئت للإحضار كيس التفاح
ومدت يدها نحو الحقيبة المعلقة بسرج خيلها فدس يده بروية تحت سرج ليونور ليسحب منه زهرة الاشواك التي وضعتها هايلي قائلا بتأكيد
- لا تفعلي هذا من جديد
- لما لا فلم اصادف أحدا بوقاحتها يكفي انها تعتقد انك ملك لها .. اانت كذلك
بقيت ليونور تصغي لحديث غوين وعينيها تتابعان نايجل وهايلي الواقفين بجوار الخيول لتشعر بمعدتها تأخذ بالتلوي ان حدسها في محله للأسف عادت نحو غوين محاولة الاصغاء لها مجبرة نفسها على الثبات وعدم العودة لنظر لهما
- فلتعتقد ما تريده
- ماذا تعني بهذا
- اعني انه ليس لي شأن بما تعتقده فانت تعلمين الحقيقة ( همت بمقاطعته فأضاف ) لا تصعبي علي الامر فانت تدركين تماما حقيقة ارتباطنا لذا كوني هادئا
- لا استطيع وهي تقوم بإهانتي وتتعمد اظهار تملكها لك اكاد اجن منها
- ليس بالوقت المناسب للحديث بهذا
- اانت قلق من ان ترانا
- هي وغيرها لما لا تعودين بأدراجك الان و .. نلتقي مساء للحديث كما .. نريد و .. بما .. تريدين 
- انت تلهوا بي ( تمتمت معترضه فابتسم لها بود وعينيه تعلمانها بالكثير وهو يهمس )

- بل انت من تفعل الم تصري على اعادت احياء ما كان بيننا الم تسعي الي لا تلوميني الان لأني اريد المحافظة على هذا ( اخذت ملامح وجهها ترتخي ويحل محل التجهم الرضا وهو يستمر بهمس مغري ) لا تجعلي أي شيء يفسد ما بيننا ولا تخذليني وتتركيني انتظرك عبثا هذه الليلة فانا بشوق لك
ابتسمت بسعادة هامسة

- العاشرة أهذا يناسبك
- ليكن
أجابها وعينيه تلتمعان برضا قبل ان يشير برأسه لها لتعود بأدراجها ففعلت بابتسامة انتصار على شفتيها.

بقي ما شاهدته من هايلي ونايجل في مخيلتها فلا تكاد تغمض عينيها الا وتراهما في احلامها لتنهض بضيق لتشرب الماء وتعود للنوم محاولة تجاهل ذاك الشعور الذي ينتابها ولكنها لم تستطيع لذا قالت بهمس صباحا وهي تجلس برفقة ميرفا في الأسفل
- جيسي اعلمي كايل ان يقصد نيكولا ويعلمه برغبتي بالالتقاء به في مقهى البلدة بعد قليل
- ماذا تنوين ( تسألت ميرفا بعد مغادرة جيسي )
- علي محادثته
- بماذا .. استعلمينه بكل سهولة انك ترغبين بان يحل مكان نايجل
- قلت لك علي تشجيعه فقط ليس الا ليبادر هو بهذا الاقتراح ولا اعتقد انه سيمانع انا واثقة من هذا كما اني واثقة انه ليس بشخص عبي بالتأكيد يعلم ما اريده منه
- لست واثقة من ان ما تفعلينه سيمر مرور الكرام فليس من السهل اقناع جدي بهذا
- ان استطعت الاتفاق و نيكولا كل شيء يصبح سهلا بعدها
- والدتي لن توافق على هذا .. كما ان ارتباطك بنايجل مجرد فترة من الوقت ليس الا حتى يستطيع الخال دوراس تدبر الامر لذا عليك الصبر قليلا ولا تقحمي نيكولا
- بل علي وضع خطة بديله في حال لم يسير الامر كما نريد فنحن منذ عام نحاول ومازلنا نفشل لذا اقتراح خالي جاء متأخرا فلو كان واثقا من نجاحه لما تأخر باقتراح هذا أي ان الامر مرجح بين ان ينجح وبين ان لا ينجح بمسعاه وبكلا الحالتين على ان أكون مستعدة لما سيجري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه
- لن توافق والدتي على نيكولا
- وانا لا اريد نيكولا ولا نايجل
- انت في دوامة كبيرة
- ان كان لديك اي اقتراحات انا اصغي
وامام صمت ميرفا عاجزة نظرت امامها شاردة وهناك غصة في اعماق روحها لتتساءل والدتها التي انضمت لهم
- هل تشعرين بالتوعك
- لا
- لا تبدين على مايرام
- لم انم الليلة جيدا
- عودي لفراشك اذا لتحصلي على ماتحتاجين من الراحة
- لا اعتقد اني استطيع ذلك
- هل انت مستعدة
قاطع قول نايجل حديثهم وهو ينزل الادراج باتجاههم مما جعلهم ينظرون نحوه بينما تعلقت عينيه بليونور التي عادت نحو والدتها وشقيقتيها متسائلة بحيرة
- تبدوا على عجلة
قالت ابريال وهو يقف امامهم محدقا بساعته الدائرية قبل ان يعيدها الى جيبه
- اجل فلا اريد ان نتأخر على أل برو تمعنت ليونور به فقال بحيرة 
- الم اعلمك البارحة اننا مدعون لتناول الافطار عند ال برو ( هزت راسها ببطء بالنفي فتابع ) لم افعل
- لا
- اعتقدت اني فعلت ( ولمحها بنظرة سريعة شاملة وهو يضف ) اكنت مغادرة
- لا
- رغم ذلك لا تحتاجين لاعداد نفسك
وأشار لها لتتحرك فهمت بالتحدث الى ان والدتها قالت
- ارسلا تحياتي لماتي واعلميها اني بشوق لرؤيتها
- لما لا تنضمين لنا ( قال نايجل )
- ليس هذه المرة
اجابته ابريال بينما تعلقت عيني ليونور بميرفا فالقد كانت تنوي التوجه لملاقات نيكولا ماذا تفعل الان فقالت وهي تعود نجو نايجل
- لا اشعر باني على مايرام لذا .. ارجوا ان تعذرني ان لم ارافقك
- مما تشكين
- لم احصل على ليلة جيدة رأسي يؤلمني ومعدتي ايضا لذا
- هل ارسل خلف الطبيب
- لا لا داعي لذلك
- تستطيعين اذا مرافقتي
- لا .. اعني لا اشعر باني على مايرام لافعل هذا
تاملها للحظة بتفكير قبل ان يتجه نحو الباب بينما هزت والدتها راسها لها متسائلة
- اذهب لاحضار الطبيب على الفور
فتحت مقلتيها جيدا عند سماعها لقوله لتقول وهو يعود باتجاههم
- ماكان عليك ذلك بعض الراحة ستفيدني
تحرك ليجلس باسترخاء على المقعد المقابل لها وهو يقول
- ان كنت تشعرين بالتوعك فعليك رؤية الطبيب
تبادلت وميرفا النظرات قبل ان تعود للقول
- لا اريد ان تتاخر على ال برو بسببي
- انت اهم الان سارسل احدهم ليعلمهم بعدم مقدرتنا على تلبية دعوتهم
- لا تفعل اعني فالتذهب بمفردك فليس من الائق الاعتذار عن الامر بهذا الشكل
- الا تذهبن ( اسرعت بالنظر نحو والدتها وميرفا بينما استمر نايجل ) سابقى بجوار ليونور الى ان تشعر بانها على مايرام بالمقابل سيسر ال بروا برؤيتكم
- وما المشكلة بذهابك من .. الافضل ان تفعل ( قالت ليونور بغيظ شديد مستمرة ) ساوي للفراش لذا لا داعي لبقاءك
وضع سيجارة بين شفتيه ليشعلها قبل ان يقول
- لن يسر جدي ان علم اني تركتك متوعكة وذهبت ( ونظر نحو وابريال التي تراقب بتفكير مستمرا ) هل اطلب اعداد العربة لكما
- لا .. اعني .. كنا نخطط للذهاب لرؤيت ڤالاري
( اجابته ابريال واستمرت ) اردنا البداء باخاتط اثواب مناسبة
- و .. ماذا عنكِ .. هل بدأتي بالاعداد ما تحتاجين اليه
وجه حديثه لليونور
- سنبدأ قريبا ( قالت ابريال قبل ان تفعل هي واستمرت لميرفا ) لن نغادر قبل ان نطمأن على شقيقتك .. لما لا تصعدين نحو غرفتك الى ان يحضر الطبيب 
اضافت لليونور
- هذا ما سافعله
اجابتها وهي تتحرك لتبتعد بينما رفع نايجل راسه الى الأعلى لينفث دخان سيجارته برضا .

- ماذا ستفعلين
قالت ميرفا التي تبعتها للغرفة فنظرت اليها قائلة بضيق وبصوت هامس
- اسرعي بارسال كايل لاعلام نيكولا بان امرا ما طرأ لذا لن احضر من اين اتا هذا الان بحق الله انه لا يبقى بالمنزل لما فعل اليوم تبا لحظي المشؤوم 
- هذا افضل شيء سأذهب فورا لإعلام كايل بإلغاء الموعد
- لا لا انتظري عصر اليوم سيقام مهرجان الربيع بالبلدة فليعلمه ان يلاقيني به
- ولكن الستِ متوعكة 
- بحق ميرفا اني ادعي هذا لذا سأتحسن سريعا
- ونايجل بالتأكيد سيكون هناك
- سنتدبر الامر في حينها
هزت ميرفا رأسها موافقة وغادرت لتفرك ليونور أصابع يديها معا وهي تسير بتوتر قبل ان تتنهد وتجلس على السرير خلفها لتسرع بالنظر نحو الباب وهي تصغي للأصوات التي تقترب فتحركت للاستلقاء عليه ورفعت يدها لتضعها على راسها ووالدتها ونايجل بالإضافة للطبيب يدخلون الى غرفتها
 - ها هيا 
- كيف انت 
بادرها الطبيب وهي تبعد يدها عن راسها محدقة به 
- لا اشعر اني بخير 
قالت بوهن متعمد فبدأ الطبيب بفحصها بينما اخذ نايجل بتجول بغرفتها مما جعلها تتابعه بحواسها بضيق الى ان وقف اخيرا عاقدا يده ومستندا على المكتب الصغير الموجود بزاوية الغرفة متأملا اياها ومصغي لطبيب الذي قال
- تحتاجين الى الراحة وبعض الأعشاب المقوية ليس الا لابد وانك اجهدتي نفسك مؤخرا 
هزت راسها بالإيجاب له فقالت ابريال 
- انها مرهقة ليس الا 
- اجل لتحصل على الراحة 
- اشكرك هل تنضم لنا لشرب الشاي ( قالت ابريال فأجابها وهو يغلق حقيبته )
- يسرني هذا 
دعته للخروج لتتابعهما وهي تجلس في سريرها قبل ان تعود نحو نايجل المحدق بها بشفتين مطبقتان قائلة 
- لا احب ان يتجول احد بغرفتي 
- وما الجديد بها فمازالت كما اذكرها منذ خمس أعوام مضت ( اجابها بسخرية وهو يذكر عندما قام بتسلل اليها في ساعات الصباح الباكر فاحتقن وجهها ببطء ) 
- لن اسامحك يوما 
- لم اطلب مسامحتك ( اجابها باستخفاف واستمر وهو يستقيم بوقفته ويتحرك نحوها ) لست نادما على أي شيء 
- كيف تتوقع حقا ان نستمر معا كيف 
- ان كان لديك أي اقتراحات فكلي اذا صاغية ( ووقف امامها مستمرا ) ماذا .. الا يوجد لديك أي اقتراحات .. لا اعتقد فلطالما فاجئتني هيا هاتي ما لديكِ ( وامام صمتها وتجهمها مال نحوها مما جعلها تتراجع في ظهرها قليلا للخلف بينما استمر ) انا مستعد لسماعك هيا ابهريني 
لن نستمر معا هذا ما همت بقوله الى انها عادت لتغلق شفتيها فليس عليه ان يعلم بهذا الان كما انها لا تحب قربه بهذا الشكل ولا نظراته الثابتة عليها والتين تزيدان قلبها جمودا فقالت
- لما لا تغادر غرفتي فانا متعبة واحتاج للراحة ( وامام بقائه ثابتا في مكانه استمرت ) الم تسمع ما قاله الطبيب 
- و هل حقا كنت بحاجة للطبيب انا انظر اليك ولا أرى ما يقلق ام انك لم ترغبي فقط بمرافقتي ( واستقام بوقفته ببطء متابعا ) عليك ان تعتادي الامر فمرافقتي لجميع المناسبات امرا ضروري فنحن مرتبطان الان ( واستمر بتعالي ) لتحصلي على الراحة التي تحتاجين اليها وعندما تشعرين بانك اصبحتي افضل اعلميني 
- ولما 
- لان من واجبي كزوج المستقبل ان اهتم بك وبصحتك فليس عليك ان تقلقي بهذا الشأن فانا سأحاول بقدر المستطاع ان أقوم بدوري بالشكل الصحيح و المناسب
- كيف تستطيع تقبل هذا ( تمتمت بعدم تصديق ) انت لا تودني كيف تستطيع الاستمرار بهذا حتى
- لا تستمري بالعودة نحو هذا الحديث فكلانا يعرف الاخر معرفتا تامة
- تلك المعرفة لا تهمني ( قالت وهي تقف مستمرة ) هيا حدثني كيف ستمضي ايامك القادمة برفقتي هذا الوجه هو ما ستراه بشكل يومي لباقي حياتك 
- اخطط للبقاء بغرفة خاصة بي لذا لا احتاج حقا للاستيقاظ ورؤية وجهك امامي انا بغنى عن هذا 
نقلت عينيها بعينه باستنكار قائلة 
- وتعتقد اني كنت سأشاركك الغرفة انت تحلم 
وعادت لنقل عينيها بعينيه بعدم تصديق قبل ان تتحرك متخطية عنه نحو النافذة تبحث عن الهواء بينما ارتفع جانب فمه بسخرية قبل ان يستدير نحوها قائلا
- مازال اقتراحي بتنحيك وترك أحدا شقيقاتك في مكانك قائما ففكري بالأمر جيدا 
- من تروق لك منهن ( قالت حانقة وهي تستدير نحوه مستمرة ) هيا اعلمني .. ميرفا ..ام ايزابيل من منهن ترغب بقلب حياتها الى جحيم 
- لا يشكل لي الامر أي فرق ففي النهاية جميعكم تعلمون سبب هذا الارتباط وان اردتن التخلي عن كل هذا ففعلن لن امانع أيضا افهمي جيدا انني الخيار الوحيد لك لبقائك انتِ واسرتك هنا لذا عليك شكري لموافقتي على هذا 
- شكرك .. انت تضع يدك على كل أملاك والدي الان لذا انتَ من عليه شكري وليس العكس 
- سنعود لهذا دائما اليس كذلك
- لان هذا ما يربطنا 
بقيت مقلتيه معلقتين بها بثبات قبل ان يهمس والحدة لا تخلو من صوته ونظراته 
- اجل هذا ما يربطنا وبما انك متفرغة سأطلب من والدتك الارسال خلف من ستقوم بإعداد ثوب زفافك لأخذ قياساتك والبدأ باعداده  
- لستُ على عجلة من امري 
- ولكني كذلك .. فلا اريد حدوث أي منغصات فموعد زفافنا قريب
- وكأنك تصم اذنيك عن الحقيقة 
- لا عزيزتي انا ادرك كيفية سير الأمور فقط .. هيا عودي لسرير لتنالين الراحة التي تحتاجينها و .. سأجعلهم يحضرون لك بعض الطعام والاعشاب التي ستشعرك بالراحة وتجعلك تستعيدين صحتك التي .. تدهورت بشكل مفاجئ .. ولتعلمي ان بطبعي اتجاهل ما اريد ولكن لا تستنفزي كل طاقتي لان حينها لا اعدك ان أكون متفهما كما الان
استمر قبل ان يتحرك نحو الباب مغادرا مما جعلها تعقص شفتها بقوة وهي تتابعه بكره 
- اعلمتِ كايل 
- فعلت 
اجابتها ميرفا التي عادت لتنضم لها بغرفتها فتمتمت براحة 
- جيد 
- لن يذهب نايجل للعمل اليوم 
- لما لا 
- اعلم والدتي انه لن يغادر بسبب قلقه عليك 
- فليذهب الى الجحيم عن أي قلق يتحدث انه مجرد مدعي ليس الا 
- قد يكون قلقا بحق 
- لابد وانك جننتي لتصدقيه افعلت والدتي 
- انها تجلس برفقته بالأسفل هذا ما اعلمه 
- رباه ( تمتمت بضيق شديد وهي ترتمي على المقعد خلفها بشرود ) لم اكن أتوقع ان ملاقات نيكولا ستكون بهذه الصعوبة 
- مازلتُ اعتقد ان عليك التروي بأمره 
- لماذا 
- اعلم ان نايجل لا يخفي مشاعره وتفكيره لذا انت تعلمين مع من تتعاملين ولكن نيكولا قصة أخرى فلا تعلمين ما يدور بعقله 
- انه نفس ما يدور بعقل الاخرين جميعهم يسعون لشيء واحد 
توقفت عن المتابعة محدقة بالباب الذي طرق واطلت منه جيسي قائلة 
- وصلت السيدة ڤالاري
- لستِ جادة 
قالت بتذمر بينما دعت جيسي السيدة للدخول لتراقبها ليونور بتجهم بينما دعت الشاب الذي برفقتها ليضع القماش الضخم الذي يحمله جانبا
 لتتبادل وميرفا النظرات قبل ان تتحرك مرحبة بها لتنشغل معها وتبدي تذمرها من نوع القماش والتطريز الذي عليه طالبتا منها المغادرة وإحضار غيره لأنه لم يرق لها لن تجعل الامر سهلا حقا لا تستطيع تخيل نفسها تخيط ثوب زفاف لترتبط بنايجل رباه ما الذي ورطوا نفسي به حضرت والدتها وايزابيل لرؤيتها لتقضيا بعض الوقت برفقتها قبل ان تغادرا لتستعدا للمغادرة نحو البلدة بينما توجهت نحو الخزانة لتفتحها محدقة بأثوابها قبل ان تنظر نحو باب غرفتها الذي طرق واطل منه نايجل مما جعل حواسها جميعها تعود للعمل وهو يقول 
- كيف اصبحتي الان 
- ولما تهتم 
- ولما لا افعل ( رفعت مقلتيها الى اعلا بتذمر مما جعله يضيف ) تبدين افضل حالا 
- اجل انا افضل يمكنك المغادرة فعلي الاستعداد بدوري 
- اجل يمكنني .. ان رغبت .. لم تعودي متوعكة اذا 
- اجل لم اعد
- ستحضرين المهرجان 
أضاف وهو يتحرك نحو النافذة ليتأمل ما بالخارج  فطالبت نفسها بالصبر وعادت نحو اثوابها قبل ان تقول
- اجل سأفعل .. اليس لديك عمل 
- عندما اعلمت جيفرسون انك متوعكة وان علي ملازمتك ابدا استعداده التام للحلول في مكاني انه جدا متفهم 
- الا ترى ان اهتمامك مبالغ به .. جدا 
- ولما لا .. الست خطيبتي .. اعلمتك اني سأقوم بواجبي بشكل كامل وبالمقابل انتظر منك نفس الشيء
- كيف اعلمك اني لا اكترث 
- انت تزيدين الأمور تعقيدا فلا اذكر اني اجبرتك على هذا هل فعلت ( جدي فعل امي فعلت خالي دوراس الذي اعلم امي بإمكانية حل الامر ولكنه يحتاج لبعض الوقت فعل تمتمت في سرها ولكنها أبقت شفتيها مطبقتين فاستمر ) منذ موافقتي على هذا وانا ملتزم بتنفيذ ما طُلب مني ملتزم جدا واعلم ما انا مقبل عليه اانت كذلك .. اانت كذلك 
عاد ليكرر سؤاله بجدية تامة امام صمتها  
- انتَ هنا ( اطلت ميرفا قائلة بتردد ) كنت ابحث عنك .. جدي يريد رؤيتك 
- اهو بالأسفل 
- اجل برفقته الاخوان هانس
- ها انا قادم ( اجابها ومازال نظره معلقتين بليونور ليستمر لها ) اريد جوابا على سؤالي سأمنحك بعض الوقت لتفكري جيدا به
رفعت عينيها الى اعلا لتتنفس بحرية متمتمة لميرفا بعد مغادرته
- بدأت افقد صبري 
بدا التفهم على ميرفا وقبل ان تتحدث دخلت برندا قائلة لميرفا
- السيدة الكبيرة تسال عنك 
- سأذهب لرؤيتها والاستعداد لحضور المهرجان دعي عنك التفكير الان واستعدي بدورك
هزت راسها موافقة لتعود نحو الخزانة لتتناول ثوبا منها .

- أرسلت خلفي سيدي
نظر نايجل نحو جيسي التي دخلت غرفته متسائلة فأشار لها بالاقتراب لتفعل وهو يقول 
- ليونور تعد نفسهم للمغادرة نحو البلدة لحضور المهرجان ( وتناول من جيبه صرة قماش تحتوي على قارورة صغيرة قدمها لها مضيفا ) لا اريدها ان تغادر المنزل لذا ضعي لها القليل من هذه في كوب العصير واحرصي على ان تتناوله جميعه 
تناولتها جيسي بقلق قائلة بتردد 
- ما هذه اعني 
- ستجعلها تغط بالنوم العميق ليس الا ولن تستطيع الذهاب الى المهرجان وهذا كل ما اريده ( هزت راسها له بالإيجاب بتردد فتناول كيسا من النقود ليقدمها لها مستمرا ) لتفعلي ذلك دون ان يتنبه لك احد 
اخذت الكيس وقد استرخت ملامح وجهها لتتجه نحو الباب وهي تقول 
- لا تقلق سيدي سأتدبر الامر .
- لقد اصبحتي انحف انستي ( قالت برندا وهي تقوم بإغلاق ثوبها مضيفة ) عليك التغذية بشكل افضل 
- لا شهية لي هذه الأيام ( اجابتها وهي تنظر نحو جيسي التي اطلت وهي تحمل كوبا من العصير لتسمر لها ) هل الجميع جاهز 
- السيدة الكبيرة بالأسفل برفقتها ميرفا اما الانسة ايزابيل مازالت تعد نفسها 
تناولت كوب العصير لترشف منه قبل ان تقول  
- وانا على وشك الانتهاء 
وتحركت نحو المقعد لتأخذ برندا بتسريح شعرها بينما اخذت ترشف من كوب العصير وجيسي تغادر الغرفة وعينيها تراقبان ليونور التي رفعت يدها نحو عينيها مع الانتهاء من تسريح شعرها قائلة بوهن 
- لا اشعر اني على مايرام 
- الم تستردي صحتك بعد 
- لا .. فقط .. اشعر بالوهن .. و .. ارغب بالاستلقاء 
وتحركت عن المقعد امام دهشة برندا التي تتابعها لتستلقى بسريرها وتجد صعوبة بفتح عينيها 
- ولكن المهرجان سيبدأ بعد قليل انستي .. انسة ليونور .. انسة ليونور ( وامام عدم استجابتها اقتربت منها تتأملها بحيرة مستمرة ) ااحضر الطبيب .. انستي 
امام الصمت التام الذي كانت تلاقيه غادرت لتنادي ابريال التي اخذت تتأمل انفاس ابنتها وتتلمس وجهها بحيرة 
- لا يبدوا انها تعاني من شيء .. انها تطيل السهر ليس الا 
- انها لا تنام جيدا بالفترة الأخيرة ( اجابتها ميرفا )
- رغم ذلك لا اشعر ان الامر طبيعي حسنا سأبقى برفقتها واذهبي مع شقيقتك ونايجل 
- ولكن امي 
- لن اذهب هيا ميرفا رافقي شقيقتك ونايجل لا استطيع تركها 
- انها نائمة سيدتي 
- اعلم .. ولكنها لا تستجيب لي 
- يمكنني البقاء برفقتها 
اضافت برندا فهزت ابريال راسها بالنفي قائلة
- احضري لي سلة التطريز سأنتظر قليلا قبل ان أحاول ايقاظها من جديد .

رفعت يديها بكسل الى اعلى وهي تفتح عينيها لتتوقفا على كم ثوبها مما جعلها تحدق بنفسها ببطء وهي تبعد الغطاء عنها لما تنام بثـ .. توقفت عينيها على والدتها الجالسة على المقعد وتغط بالنوم العميق لتسرع بالجلوس والنظر حولها وقد بدأت الشمس بالشروق ما الذي حدث الم تكن تنوي الذهاب لحضور المهرجان تحركت نحو والدتها لتهزها هامسة 
- امي امي 
- انت بخير اليس كذلك 
قالت ابريال ببطء وهي تحدق بها بتشوش فهزت راسها لها بالإيجاب قائلة 
- اجل ولكن ما الذي حدث 
- الا تذكرين 
- كانت برندا تسرح شعري و .. اجل اجل لا اعلم شعرت بالتعب والنعاس الشديد 
- انت ترهقين نفسك وتحملينها بأكثر مما تستطيع لذا عليك بالتروي وعدم اجهاد نفسك بهذا الشكل لقد افزعتني 
- اسفة لذلك .. دعيني اساعدك للاستلقاء بالسرير ما كان عليك البقاء هنا 
- واتركك بمفردك لم تفعلي هذا من قبل .. انت واثقة انك بخير 
- اجل .. كنت مرهقة ليس الا 
- لأذهب لغرفتي اذا ولا تقمن بإزعاجي فقد حان دوري لاستعادت طاقتي 
عادت لتتأمل نفسها بحيرة قبل ان تتحرك لتغير ثوبها كيف جعلت المهرجان يفوتها لا تعلم على ما يبدوا ان كل ما عانته بالفترة الأخيرة قد ارهقها بشكل تام عليها الانتباه لنفسها وعلى غذائها لتستعيد نشاطها فحرصت على تناول الإفطار برفقة جدها وشقيقاتها التين لم تتوقفا عن الحديث عن الاستعراضات التي قدمت بالمهرجان بينما غادرت والدتها لترافق بعض السيدات في زيارة أحدى القريبات 
- السيدة فشر ترغب برؤيتك انستي 
- رؤيتي انا 
- اجل فالقد ارادت رؤية السيدة الكبيرة وعندما اعلمتها بعدم وجودها أصرت على رؤيتك انت