انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الأربعاء، 7 مارس 2012

في طريق المجهول 7


- اعتذر لحضوري بهذا الوقت الباكر
- لا باس اقتربي ( وأشارت لها نحو المقعد المجاور لسرير مستمرة ) اجلسي وأعلميني ما الذي تفعلينه هنا
- جئت لرؤيتك
- إذا فلقد بدأت المشاكل
- أرجو المعذرة ( قالت وهي تجلس لقول مارغريت التي ابتسمت بود قائلة )
- بدأت المشاكل بينك وبين أونيل
- هل أستطيع أن أكون صريحة معك
- آه أنت إذا في مشكلة مع سترانس أيضا ( تجمدت عينيها عليها قبل أن تقول )
- كيف تعلمين هذا
- أنا اعرف أونيل وسترانس كفاية تجعلني أدرك ما ورطي نفسك به
استرخت ملامح يوليانا وهي تهمس
- أنت إذا تعلمين ما أنا به فانا حقا لا أستطيع تحمل هذا الأمر لا اعرف ما الذي جرى لي لأوافق السيد سترانس على هذا لم أكن أفكر بطريقة صحيحة فانا في الواقع ارفض ارتباطي به وعندما أفكر برفض ارتباطه بي أجد أن لدية الحق بهذا فما أنا سوى خادمة تعمل هنا بنظره ولكني بشر انه يعملني بطريقة سيئة جدا ويهينني كلما سنحت له الفرصة كما أن السيد سترانس غير متفهم أبدا وهو يطلب مني التواجد مع أونيل بمنزل واحد وحقا لا أستطيع ذلك لقد صفعني البارحة وجعلني حبيسة داخل الكوخ طالبا مني عدم رؤية احد لا أستطيع تحمل هذا لا أستطيع ( لم تحاول مارغريت مقاطعتها وهي تتحدث دون توقف مضيفة ) انه لا يعلم باني غادرت الكوخ ولكني لا أتصور ما سيكون عليه الأمر في الغد لقد ارتكبت خطأ فادح بارتباطي به .. أنت تدركين ما اعنيه اليس كذلك
- كان عليك أن تفكري بهذا قبل الموافقة على الارتباط بأونيل
- لم يسمح لي والده بهذا فلقد تعمد الضغط علي وما كان ليسمح لي بالرفض
- يا صغيرتي أن أونيل بمثابة الابن لي فلقد قمت براعيته بعد وفاة والدته واعلم أن التعامل معه ليس بالأمر السهل ولكن ما أنا واثقة منه انه بداخله إنسان جيد وشاب مثقف ذا أخلاق عالية
- أنت لا تتحدثين عن أونيل الذي اعرفه
- اعلم انه يبدو لك شاب طائش ومستهترا
- انه كذلك
- لا .. حسنا انه كذلك ولكن بسبب سترانس فهو لم يعرف طريقة التعامل مع ابنه فيكتفي بفرض الأمور عليه وبشكل دائم معتقدا أن أونيل مازال ذلك الطفل الصغير المدلل مما جعله في النهاية على ما هو عليه ألان
- وما ذنبي أنا بكل هذا
- ذنبك انك ارتبط به
- لم يكن الأمر بيدي اقسم أن عاد الزمن إلى الوراء لما وافقت على هذا
- بنيتي أنتِ نشأتي في بيئة مناسبة وجيدة واعتقد أن صفاء ذهنك سيساعدك في هذا الأمر ( حركة يوليانا رأسها بيأس بينما استمرت مارغريت ) شعرت بالسرور عندما أعلمني سترانس بما ينوي ولأول مرة في حياتي لا أعارضة في أمر يخص أونيل فزواجه بليدي من عائلة ميرفيلد العريقة لهو فخر له
- انه لا يعلم وحتى لو علم لا اعتقد بأنه سيتقبل ذلك فهو يكرهني أنا اعلم هذا كما أني لا أحتمله ولا احتمل تصرفاته
- تستطيعين تغيره لن يكون الأمر صعبا عليك
- آه لا سيدتي أنت لا تدركين ما تطلبينه مني أنا لا أريد أن يكون لي شائن به فكيف سأحاول تغيره
- يوليانا ( قاطعتها مارغريت قائلة مما جمد عينيها عليها قبل أن تهمس برقة )
- لم يناديني احد باسمي منذُ مدة ولقد اشتقت له حقا اشتقت إلى نفسي افتقد الكثير من الأمور انظري إلي
همست بيأس وهي تشير إلى ثوبها الرث ويديها وشعرها الذي لم يسرح بطريقة جيدة منذُ وقت فقالت مارغريت
- سترانس يحاول أعادت كل شيء لك كي تعودي إلى ما كنت عليه لهذا عليك التحلي بالصبر والتفكير بطريقة سليمة فأونيل ليس بالرجل الذي يسهل خداعه أو حتى التعامل معه وبذات الوقت أقول لك انه شخص يسهل التعامل معه بشكل كبير وهو في الحقيقة سهل المعشر أن استطعتي أن تصلي إلى قلبه
- يا للسماء ( تمتمت بضيق من قول مارغريت التي تجاهلتها مستمرة )
- علي الاعتراف أني قد فوجئت من موافقة سترانس على التخلي عن مزرعة مارش ونفذ ما طلبته منه وهو في الحقيقة لم يكن مجبرا على ذلك ولكن إرضاء لك فعل ( رمشت يوليانا بعدم تصديق فهو يريد اخذ كل ما تملك ويعد كرما منه إعطائها مزرعة مارش عادت لتصغي لمارغريت بعدم تصديق وهي تستمر ) أرجح تصرفه هذا لأنه أعجب بك ولم يرد أن تشعري انك مجبرة على تنفيذ ما يطلبه دون مقابل
- لا اصدق هذا حقا لا أستطيع ( تمتمت بحزن لما يصيبها فتأملتها مارغريت قبل أن تعود للقول )
- لما لا تتواجدين بالقصر أمامه ذلك قد
- أمام من ( قاطعتها بسرعة رافضة ما تتحدث عنه )
- استمعي لي ولا تقاطعيني ثم تحدثي سترانس أراد أن يشعر أونيل بالإحراج والمهانة لزواجه من عاملة تعمل لديه علا ذلك يعيده إلى صوابه
- لقد فقد صوابه ولم يعد إليه بهذا التصرف ( قاطعتها بضيق فاستمرت مارغريت بتفهم )
- انه في الآونة الأخيرة لا يطاق ويرفض رفضا تام الإصغاء لوالده لذا يرى سترانس هذا عقاباً مناسبا له ( بدا الضيق واضحا بملامح وجهها لما تقوله مارغريت فأشاحت به محدقة أمامها وهي تحاول تمالك نفسها فتابعتها ماغريت قبل أن تعود للقول ) في النهاية عليك أن تفعلي ما ترينه لصالحك ولكن لا تنسي انه زوجك ألان وليس من الخطأ أن تسعي لما هو حق لك
هزت رأسها بالنفي دون أن تنظر إليها فمارغريت لن تساعدها بشيء أنها تعتقد أنها تأبه لزواجها من أونيل أو حتى به تحركت واقفة وهي تقول باقتضاب
- اشكر لك مساعدتك واعتذر عن وجودي في هذا الوقت الباكر
- متى شئت الحضور افعلي لنتحدث فأنا سأكون سعيدة بسماع أخبارك وأونيل
ابتسمت ابتسامة صفراء وهي تهمس قبل أن تتحرك مغادرة
- سأفعل
هزت رأسها بالنفي وهي تغلق الباب خلفها لا احد سيقدم لها المساعدة التي ترجوها عليها الاعتماد على نفسها منذُ ألان وليس على احد أخر كانت تنزل أخر الدرجات عندما شعرت بارتجاف جسدها رغما عنها وهي ترى أونيل الذي اطل من غرفة المكتب والذي توقف في مكانه لرؤيتها وسرعان ما تحرك نحوها بخطوات واسعة فأسرعت بدورها بالتحرك تريد الابتعاد إلا انه أوقفها هامسا بحدة وهو يصبح بجوارها
- ما الذي تفعلينه هنا الم اطلب منك عدم مغادرة الكوخ
استدارت إليه ببطء ورفعت نظرها نحوه قائلة
- فعلت
- وتجرئين على عدم تنفيذ ما أطلبه منك
- أنت لم تطلب مني أنت أجبرتني على ذلك وتعمدت حبسي
اشتدت ملامح وجهه وزداد تجهمه وهو يقول
- لا وقت لدي لمحادثتك ألان لذا ستغادرين على الفور
تمعنت النظر به وعينيها لا تفارقان عينيه قبل أن تظهر ابتسامة على شفتيها وهي تعقد يديها قائلة دون اكتراث
- وأن لم افعل وفي الحقيقة لن أفعل سأعمل هنا
- لن تجرئي على ذلك ( تعمدت النظر إليه باستخفاف قائلة )
- حقا إذا راقبني ( التمعت عينيه وهو يهمس )
- لا تتحديني
- أنا لا افعل وفي الحقيقة لا اعلم لما تهتم
- أتعتقدين أني أثق بك هل أبدو لك أحمقاً ومقتنع انك لن تستغلي ما جرى لتتباهي به ستكون بدايتاً كذبة ثم إشاعة وبطريقة ما اسمع جميع سكان دلبروك يتحدثون عن ارتباطي بإحدى العاملات
- أهذا ما يقلقك سيد دلبروك لا عليك إذا فانا لا اشعر بالفخر من ارتباطي بك وبالحقيقة لا أجرؤ على البوح لا احد بهذا الأمر ليس لأجلك افعل هذا بل من اجل نفسي
اخذ وجهه بالاحتقان وقبل أن يتحدث حرك نظرة نحو وايت الذي قال وهو يقف على الباب الرئيسي
- لقد وصلت عربة آل جونسون
نظرت إلى وايت بدورها قبل أن تتحرك عائدة بإدراجها نحو المطبخ بينما اشتدت قبضة أونيل وهو يتابعها , أنها تدرك أن ما فعلته لن يمر بسلام ورغم ذلك لا تشعر بالندم فغروره يكاد يخنقها وفكرة السماح له بإهانتها وقد ولت ولن تسمح له بعد ألان بهذا تعمدت متابعة سيرها لتغادر المطبخ وتجلس بالحديقة الخلفية متأملة ما أمامها بشرود وسرعان ما أخذت الفتيات بالانضمام إليها بعد الانتهاء من تقديم الإفطار توقفت عينيها على جويل الذي يقف بجوار سور القصر وما أن رآها تنظر إليه حتى أشار لها بالاقتراب بقيت للحظة في مكانها قبل أن تتحرك نحوه وما أن وصلت إليه حتى بادرها
- طلب مني السيد أونيل اصطحابك إلى الكوخ ( حركة رأسها بالنفي قائلة )
- اعلمه أني لن اذهب إلى هناك
- لا أستطيع ذلك
- اعلمه أني من قال لك
- ولكن فيوليت لا أستطيع قول ذلك له أيضا ( نظرت إليه جيدا قائلة بنفاذ صبر )
- إذا عندما يسألك لما لم اذهب معك قل له ما تستطيع قوله
- ولكن ولكن
أسرع بالقول بتلعثم فحركت كتفيها وابتعدت عائدة بأدراجها نحو الفتيات لتعود للجلوس برفقتهم وتصغي لثرثرتهم دون تركيز فعقلها يفكر ويفكر فأونيل لا ينوي الخير لها فأسرعت بسؤال الفتيات
- متى سيغادر ضيوف السيد
- سمعت أنهم ينون البقاء ثلاثة أيام وقد يبقون أكثر في حال تأخر السيد سترانس في العودة
- ميلي فيوليت أبدأن بتنظيف غرفة الطعام فلقد بدئوا بالتوجه نحو غرفهم جينا إلى المطبخ برفقة الأخريات ميغي تريدكم
أطلت كاتي قائلة وهي تشير لهم فهمت يوليانا بالرفض إلا أنها تداركت ذلك ففكرت إزعاج أونيل تروقها ألان أكثر لذا تحركت نحو جينا قائلة
- لنغادر بعد انتهائي
هزت جينا رأسها لها بينما تخطت عنها إلى الداخل برفقة ميلي وأخذت بنقل الأطباق الفارغة عن الطاولة بينما قام رجلان بحمل مقعد مارغريت إلى الأعلى وهي تتحدث مع السيدة التي تصعد خلفها الأدراج وانشغل أونيل الواقف قرب الأدراج بالحديث مع الرجل الذي سرعان ما صعد الأدراج مبتعدا بدوره فنظر أونيل نحو ميلي ثم يوليانا التين عادتا من المطبخ وتحرك نحوهم قائلا وهو ينظر إلى ميلي
- فالتعدي لي القهوة
أسرعت ميلي بالمغادرة فادعت يوليانا انشغالها بدفع الطاولة المتحركة نحو طاولة الطعام لتبدأ بنقل باقي الأطباق عنها ولم تكن ثواني حتى شعرت به يقف بجوارها وهو يقول بصوته البارد
- أرى انك مازلت هنا
- أنا اعمل هنا
- ولكنك ستغادرين في النهاية وعندما تفعلين ذلك ستتوجهين نحو الكوخ
- لا استطيع الذهاب إلى هناك ( أخذت تجيبه وهي منشغلة بوضع الأطباق ومستمرة ) أن المكان خالي وبعيد
- رغم ذلك ستذهبين إليه ( همس بحدة فنظرت إليه ثم حركة كتفيها قائلة )
- كما تريد ولكن علي إعلام جينا سبب ذهابي إلى هناك
- أن فعلتـ
- أين أضع القهوة سيدي
قاطعتهم ميلي قائلة وعينيها تجولان بينهما بحيرة فدفعت يوليانا عربة الطعام وتوجهت نحو المطبخ مبتعدة فأطبق أونيل قبضته بقوة وعينيه تتابعانها قبل أن ينظر نحو ميلي قائلا بحدة
- في غرفة المكتب وأرسلي لي ميغي
- ما بك فيوليت بحق الله أنت تتصرفين بطريقة توترني أهناك من يتبعنا
تساءلت جينا بقلق وهي تنظر خلفها كما تفعل يوليانا منذُ مغادرتهم للقصر فأجابتها
- لا لاشيء ( ولكنها عادت برأسها إلى الخلف وتسارعت نبضات قلبها وهي تسمع صوت عربة تقترب فأمسكت بيد جينا وجذبتها معها بعيدا عن الطريق وهي تقول ) اتبعيني
- ما الذي يجري مما نحن نختبئ ( أسرعت جينا بالقول بتوتر وهي تمعن النظر بيوليانا ثم بالعربة التي مرت على الطريق وسحبت يدها منها قائلة ) أنت تخفين أمرا ما ماذا هناك
- لا فقط اعتقدت .. انسي الأمر أنا متوترة ليس إلا
تمتمت وهي تعود لسير على الطريق فتأملتها جينا ثم تبعتها قائلة
- عليك محادثة احد عما يجري معك وأنا الشخص المناسب لذلك
- اعلم ولكن لاشيء يجري حقا
حاولت أقناع جينا ولكن اضطرابها كان واضحا......
- ولكن ما الذي يجري هنا
تساءلت يوليانا في صباح اليوم التالي باستغراب وهي تهم بالخروج من المطبخ لتملأ دلو الماء لترا جينا وجاك بالإضافة إلى روي وويل يقتربون فأجابتها جينا بقلق
- لقد أرسلت ميغي ورائنا هل تعلمين ما الذي تريده من الأولاد
هزت رأسها بالنفي وقد فاجئها قول جينا ونظرت إلى ميغي التي اقتربت منهم ثم جالت بعينيها بين الصبية الثلاث قبل أن تقول
- هؤلاء الصبية منذُ اليوم سيعملون في الحديقة والإسطبلات
- ولكن العمال كثر ( قالت جينا بقلق )
- هذه أوامر السيد وأنت يمكنك المغادرة فانا لم أرسل خلفك
حركت جينا عينيها نحو يوليانا وميغي تبتعد وقد شحب وجهها تماما وهي تهمس لها
- ما الذي جرى ( حركت رأسها بالنفي وقبل أن تتحدث قال جاك بتذمر )
- لابد وانك فعلت شيء ما وأنا لن أتحمل أخطائك فلدي عمل علي إنهائه ولن اعمل هنا بالمجان
تركت دلو الماء الذي كانت تحمله أرضا وتحركت لتدخل وهي تقول
- سأرى ما الأمر فلا تذهبوا إلى أي مكان قبل أن أعلمكم
- ماذا تنوين
أسرعت جينا بالقول ولكنها لم تجبها وغادرة المطبخ لتصعد الأدراج المؤدية إلى الطابق الثاني سارت بخطوات ثابتة حتى باب غرفته لتتنفس بعمق قبل أن تطرق على الباب وعندما لم يجبها فتحته وخطت إلى الداخل فان كان نائما عليه الاستيقاظ ولكن عينيها توقفتا عليه وقد حرك نظره نحوها دون اهتمام وهو يرفع سترته عن السرير ليرتديها فوق قميصه ثم يستدير محدقا بالمرأة الكبيرة فأغلقت الباب ببطء خلفها وهي تقول
- لقد حضرت جينا والصبية هل أنت حقا بحاجتهم للعمل هنا
( ادخل أصابعه بشعره وهو يقوم بترتيبه متجاهلا وجودها تماما فاقتربت خطوة أخرى إلى داخل الغرفة وهي تضيف ) إنهم مجرد أطفال ومن المجحف بحقهم إجبارهم على العمل هنا .. سيد دلبروك ( همست لتجاهله لها فحرك نظره بالمرأة لينظر إليها قبل أن يعود ليرتب قبة قميصه ويتحرك مبتعدا عن المرأة فاستمرت بيأس ) لا شان لعائلة مارش بتصرفاتي أنا المسئولة الوحيدة عن تصرفاتي
- سأعقد معك اتفاقاً ( قاطعها قائلا وهو يسير نحوها مضيفا ) أن نفذته سأتجاهل تماما عائلة مارش وأن لم تفعلي لا أعدك أني سأكون متسامحاً أو حتى صبورا فقد كنت صبورا معك حتى ألان ( استمرت بمراقبته حتى وقف أمامها مستمرا ) لن أمس احد من عائلتك العزيزة بسوء بالمقابل ستقفلين فمك الجميل هذا ولن تتفوهي بكلمة عن ( وأشار بيده بنفور مضيفاً ) ما حدث إلى أن أرى ما هي حقيقة الأمر ولكن أن اخلفتي بوعدك سيكون عمل أفراد عائلتك هنا هو ابسط الأمور التي قد تتعرضون لها ( وثبت عينيه على عينيها قائلا بتصميم ) سيكون الأمر صعبا جدا ليس عليك فقط وعليهم أيضا
وابتسم بانتصار وهو يرى القلق الذي يلوح بعينيها ليتحرك متخطي عنها وهي تتابعه قبل أن تقول
- أن وعدتك بهذا ستدع الصبية وشانهم ولا يعودون للعمل هنا
- لست مهتما كثيرا بهم ( ونظر إليها مستمرا ) ولكن أريد وعدا صادق أأستطيع الثقة بك مارش
هزت رأسها بالإيجاب وهي تقول
- تستطيع ذلك فانا أعدك بالا أتفوه لأحد بأي كلمة مما حصل
- حسنا وأنا سأدعي أن لا شيء حصل وسأنسى كل ما جرى سابقا وسأحاول بالقريب العاجل أن أتحرر من هذا الرباط الذي أجبرت عليه إلى حينها يا ذات العينين الزرقاوتين تصرفي على طبيعتك ولا تغيري شيء مما اعتدت عليه فما أنت سوى عاملة وستبقين كذلك
عقصت شفتها السفلى بسرعة مانعة نفسها من الحديث وعينيها تتعلقان بعينيه قبل أن تعود للقول بهدوء
- سأذهب لأعلام جينا بالمغادرة هي وأطفالها
حرك كتفيه لا مبالي وتوجه نحو الأدراج ليفتح إحداها وهو يقول رغم انشغاله بما داخل الدرج
- لا أريد أن تخيبي طني بك فكوني فتاة عاقلة
خرجت وهي تنظر إليه دون أجابته لتغلق الباب خلفها أن ثقته الكبيرة بنفسه تجعلها تشعر بالغثيان الشديد
- تستطيعون المغادرة هيا ( بادرتهم فور رؤيتهم )
- أنت واثقة
- اجل أن فيوليت واثقة هيا أمي ( قال جاك بتذمر فشد ويل ثوبها قائلا )
- هيا أمي
- من قال ذلك ( تدخلت ميغي باستنكار فأجابتها يوليانا )
- السيد وان أردتي التأكد اذهبي لسؤاله
بدا الامتعاض على ميغي المحدقة بها قبل أن تعود نحو جينا ثم تتحرك نحو الصالة فأشارت يوليانا نحو الباب قائلة
- هيا اذهبي
أمسكت جينا بيد ويل وتحركت مغادرة وتبعها جاك وروي وهي تقول باقتضاب
- حسنا سأراك في المنزل لا تتأخري
تعني سأقوم باستجوابك في المنزل همست لنفسها وهي تتنهد وتراقب ابتعادهم لتشرد بهم
- قالت ميغي أن تذهبي لتنظيف الجهة الشمالية
- خذي ميلي معك فلم تعد لي رغبة بالعمل
أجابتها بشرود فحدقة ليز بها جيدا ثم نظرت إلى كاتي قائلة
- الآنسة لا ترغب بالعمل هل نعد لها الطعام أم القهوة
نظرت كاتي إلى ليز قبل أن تنظر إلى يوليانا قائلة بانزعاج واضح
- دعي الآنسة وشأنها فهي تستطيع الدخول إلى غرفة السيد والخروج منها كيفما تشاء الم تلاحظي
ضاقت عينيها لقول كاتي وتحركت متخطية عنهما لتتوجه إلى الخارج وتجلس في بقعة مشمسة أرضا محدقة حولها وهي تفكر بسترانس الذي توجه إلى جرترود ولم يظهر بعد ما الذي يفعله هو ثورب ألان إنها واثقة انه سيعيد لها كل ما كانت تملكه فهو يريد أن يعود هذا جميعه إلى أبنه الوحيد المدلل في النهاية كيف ستخلص نفسها منهما كيف عليها إيجاد حلا لهذا شدها صوت طفلان احدهما في الخامسة والأخر في الرابعة من عائلة جونسون يجريان خلف بعضهما وهما يضحكان تأملتهما ثم عادت بنظرها إلى ما أمامها وهي تضم ساقيها إليها
- هل انضم إليك ( تساءلت ميريال وهي تجلس بجوارها فتمتمت )
- ولما لا ولكن عليك بالحرص من ميغي
- لقد أنهيت إعداد الإفطار وهم يتناولونه ألان وميغي لن تفتقدني إلا بعد وقت .. الطقس جيد اليوم ( هزت رأسها لها بالإيجاب مستمتعة بأشعة الشمس فأضافت ميريال وهي تنظر إليها باهتمام ) عليك الحذر من ميغي فهي تثير حولك بعض الأقاويل
- مثل ماذا ( تساءلت دون اكتراث حقيقي )
- تقول انك ..( بدت ميريال مترددة مما جعلها تمعن النظر بها بصمت فعادت لتستمر ) هي تقول هذا وكاتي كذلك بسبب طلب السيد سترانس منها عدم مضايقتك
- أفعل
- اجل ومنذُ ذلك الوقت وهي تحيك حولك الأقاويل
حركت كتفيها دون اكتراث وعينيها ثابتتان أمامها قائلة
- لا يهمني الأمر حقا
- حقا لا تهتمين
تساءلت ميريال مما جعلها تنظر إليها وسرعان ما بدا القلق بعينيها وهما تثبتان على الصبيان الذين قام احدهما بتسلق الشجرة الكبيرة ووصل إلى احد الأغصان الرفيعة وهو يكاد يهوي منه وهو لا يعلم فأسرعت بالوقوف وهي تقول
- انتبه ( تلفتت ميريال للخلف بينما أسرعت يوليانا نحوهما لتمسك الأصغر سنن وهو يحاول لحاق شقيقه بتسلق الشجرة وتنزله أرضا قائلة ) لا تفعل هذا وإلا آذيت نفسك وأنت هيا انزل آه لا لا تتحرك
أسرعت بالإضافة وهي ترى الغصن الرفيع الذي أصبح عليه يهتز فثبت في مكانه بخوف قائلا
- انه يهتز
- اعلم لذا لا تتحرك أبقى في مكانك ( ورفعت يدها إلى اعلي مشيره له وهي تقول ) تحرك ببطء وحذر ألان هذا جيد لا لا توقف ستقع ( بدا الخوف على الصبي الذي امسك الغصن جيدا فنظرت إلى ساق الشجرة ثم عادت لتنظر إليه قائلة وهي تتحرك نحو جذع الشجرة ) سأحاول الصعود إليك لذا لا تتحرك ( إلا أن الصبي اخذ بالصراخ وقد زلت ساقه وتدلى إلى الأسفل ليصرخ بخوف وقد امسك الغصن بيديه فأسرعت نحوه من جديد دون ملاحظة والدا الطفل الذين أسرعوا نحوهما على صياح الصبي وهي تهتف طالبه منه ) تمسك جيدا بحق الله ( ووقفت تحته ناظرة إليه بتوتر وهي ترفع يديها من جديد له قائلة ) سأحاول التقاطك هيا لا تخف ( هز رأسه لها بالنفي والذعر بادٍ عليه فاستمرت ) انظر أين يدي إنها قريبه جدا منك فقط ثق بي ) بدا التردد عليه ثم أغمض عينيه وترك يديه لتلتقطه وتجلس أرضا بقوة لتتمتم له بود ) أنت ثقيل حقا .. هل أنت بخير
فتح عينيه الدامعتان جيدا وهو يهز رأسه بالإيجاب
- دانيال دانيال أأنت بخير هل أصبت ( أسرعت والدته بلهفة لتجثو بجوارها بقلق وتتفقد الطفل وهي تستمر ) هل أصبت
تحركت يوليانا لتقف وهي تقول
- لم يصب انه بخير
وتوقفت عن المتابعة وهي ترى والد الصبي وأونيل بالإضافة إلى ميريال وبعض العاملات
- ألا تستطيع الجلوس عاقلا
قال والده وقد بدا التوتر عليه فتحركت يوليانا إلى الخلف متراجعة لتبتعد عنهم وهي تنفض ثوبها فتبعتها ميريال قائلة
- لقد انتهت الاستراحة .. إلى أين أنت ذاهبة
- سأكون هناك فانا حقا بحاجة للاختلاء بنفسي
- لما لا تغادرين إذا فلن يسر ميغي رؤيتك جالسة فقط
- لا أستطيع
همست محدثة نفسها فرغبتها بالبقاء ألان تفوق رغبتها بالمغادرة فهي تريد أن ترى سترانس فور حضوره فضولها كبير ولن تهدأ إلا عند رؤيته .. لم يكن وقت حتى عادت ميريال باتجاهها قائلة
- ميغي تريدك
- ما الذي تريده
- لم تعلمني ولكني أعلمتك أنها لن تتجاهلك طويلا أن بقيت هنا
تحركت لتقف ثم تتخطى ميريال متجها نحو باب المطبخ وما كادت تدخل حتى بادرتها جيني
- السيدة مارغريت والسيدة مارتا تريدان رؤيتك إنهما تجلسان على الشرفة خذي معك هذه
تناولت الصينية المليئة بالفاكهة وتوجهت نحوهم لترى مارغريت جالسة قرب سور الشرفة وبجوارها مارتا والصبيين الذين جالسا بهدوء بجوار والدتهم بينما جلس أونيل وروبرت أمامهم يتحدثون فوضعت الأطباق على الطاولة لتبادرها مارتا وهي تحدق بها
- أشكرك لمساعدة دانيال ( هزت رأسها لها بود وابتسمت لصبي الذي ينظر إليها بحياء فاستمرت مارتا وهي تقدم لها كيسا صغيرا ) ارغب بإعطائك هذا
- آه لا ( أسرعت بالقول وقد فوجئت عند رؤيتها لكيس النقود فأصرت مارتا )
- لا تكوني خجولة فلقد استحقيته لمساعدتك دانيال
- أشكرك سيدتي ولكني لم افعل هذا إلا بدافع المساعدة .. أرجوا المعذرة
تمتمت وهمت بالابتعاد بينما بدت الحيرة على مارتا فأوقفتها وهي تعيد كيس النقود إلى حجرها قائلة
- هلا انتظرتي قليلا ( توقفت يوليانا وهي تشعر بالضيق لهذا الموقف الذي وضعت به وعادت بنظرها إلى مارتا التي نظرت نحو مارغريت وأونيل المنشغل بالإصغاء لزوجها مستمرة ) أن لافيرن أصبحت متقدمة بالعمر ولا تستطيع الاعتناء بالطفلين ولم احضرها برفقتي لإصابتها بالزكام فلم ارغب بان تنقل العدوى إلى الصبيين وكنت أفكر بإحضار بديلة لها وأنا أرى أن هذه الفتاة فتيه ومتنبهة وتعرف كيف تعتني بهم
حركت مارغريت عينيها ببطء عن مارتا نحو يوليانا التي نظرت إليها بدورها ثم عادت بنظرها إلى مارتا قائلة
- لا أستطيع مساعدتك بهذا الأمر فأونيل هو المسئول هنا بغياب سترانس
وابتسمت مارغريت وحدقة بأونيل الذي ينظر إليها وقد كان مصغي للحديث منذُ البداية بينما شحب وجه يوليانا وهي تراقب ما يجري فقالت مارتا وهي تنظر إلى أونيل
- لا اعتقد أن أياً منهما سيمانع بذلك فمازلت اذكر الفتاة التي رافقت عائلة غرانت أن هولي تقول أنها جيدة جدا
- أمانع بماذا
تساءل بابتسامة مجبرة وهو يدعي عدم الإصغاء لحديثهم فقالت مارتا
- أرى أن هذه الفتاة مناسبة للعناية بالطفلين فهي صغيرة وتستطيع مجاراتهم ولا اعتقد انك ستمانع من أن نصطحبها معنا
حرك عينيه بجمود نحو يوليانا لتتعلق عينيه بعينيها الناظرتان إليه بترقب قبل أن يعود نحو مارثا قائلا بتمهل
- بتأكيد لا أمانع في الحقيقة لا أمانع البته وهذا من دواعي سروري أن تنال إحدى العملات لدينا استحسانك ( أمعنت يوليانا النظر به جيدا غير مصدقة ما تسمعه ولكن ماذا كانت تتوقع فأضاف وهو ينظر إلى روبرت قبل أن يعود نحو مارتا ) ولكن للأسف لا أستطيع أن اطلب من هذه الفتاة بالتحديد مرافقتكم ولكن يمكنك اختيار أية واحده أخرى وسيكون هذا من دواعي سروري ( بدت الحيرة على مارتا فأضاف لها بابتسامة ودوده ) أنها تعتني بعمتي .. لديها الموهبة في عمل المساجات لساقي عمتي وهذه ميزة لا نستطيع إيجادها عند الكثيرين ( تمعنت مارغريت به متفاجئة فأضاف بجدية ) ليس عليك إخفاء الأمر عن مارتا فهي صديقة مقربة لنا وألام ساقيك ليس بالأمر الذي تستطيعين احتماله
- أعادت ساقاك لإيلامك اعتقدت انك لم تعودي تشعرين بهما
ابتسمت مارغريت بتصنع قائلة
- اجل والمهم غير محتمل في بعض الأيام
أخذت يوليانا بالتراجع إلى الخلف قبل أن تستدير مبتعدة وقد انشغلوا عنها بالحديث بينما تابعتها عيني أونيل حتى اختفت وهو يدعي إصغائه لروبرت الذي حدثه , ما أن عادت بأدراجها حتى أسرعت بالتخلص من ملابسها وارتداء ثوبها لتهم بالمغادرة فأوقفتها ميغي قائلة
- لا تعودي غدا فلا نحتاجك هنا ( رفعت يدها تحسن من شعرها وهي تقول )
- حسنا أن كنت لا اشعر بالرغبة بالعمل لن احضر ولكن أن كنت على مايرام سأحضر فلا تنشغلي بي
أضافت بابتسامة متعمدة وخرجت وميغي تنظر إليها بغيظ فهزت يوليانا رأسها وهي تبتعد يالروعة ليدي فروديت أنت تحاولين إغاظة ميغي ميغي يوليانا ليست سوى طاهية ومدبرة منزل لقد فقدت عقلك بحق.........
- أنت نشيطة
- اجل ميغي فلقد استيقظت باكرا ورغم ذلك تأخرت في الحضور هلا عذرتني
بدا الامتعاض على ميغي قبل أن تقول بجدية
- من الأفضل أن تسرعي بمساعدة ليز بترتيب الصالة إذا
تخطت عنها وأخذت تقوم بمساعدة ليز ثم ابتسمت لصبي الذي نزل الأدراج راكضا فقالت
- ببطء وألا سقط ( ولكنه لم يصغي واخذ يجري بأرجاء الصالة فهمست ليزا بانزعاج )
- انه شقي
- اين والدته
- خرجت منذُ قليل
أخذت تتابع عملها بينما أسرع الصبي ليفتح باب غرفة المكتب ويدخل إليه راكضا فتركت يوليانا ما بيدها وتوجهت نحوه وهي تقول
- انه يحتاج إلى مراقبه .. أين أنت أنت شقي صغير أتعلم ( أضافت وهي تدخل خلفه وتشاهده يسحب الكتب التي تطالها يديه ويقذف بها أرضا مشاكسا فهزت رأسها قائلة بجدية ) ما هذا التصرف انتظر
ولكنه لم يستجب واخذ يركض مبتعدا فاقتربت من الكتب لتجمعها وتعيدها فعاد إلى جوارها وهو يشير إلى احد الكتب الذي فتح على صورة تحوي قلعة قديمة تاريخيه فتساءل باهتمام
- ما هذه ( نظرت إلى حيث يشير وقد جلست القرفصاء بجواره قائلة )
- إنها قلعة قديمة جدا هل قمت بزيارتها ( حرك رأسه لها بالنفي وهو يمد شفتيه بطفوليه إلى الأمام فأضافت بابتسامة وهي تشير إلى ما كتب أسفل الصورة ) إنها قلعة حصينة حاول المستعمرون هدمها ولكنهم لم ينجحوا ( وتوسعت ابتسامتها مستمرة ) لا يهمك هذا الأمر أليس كذلك ( حرك كتفيه لها فاستمرت وهي تقف وتنظر في إرجاء المكتبة ) مارائيك بهذا انظر هذه هي الشجرة التي كدت تسقط عنها وهذه شجرة التفاح أتحب التفاح ( هز رأسه بالإيجاب فأشارت إلى صورة أخرى مضيفة ) وهذه انظر ما كتب هنا إنها شجرة الإجاص وهي فاكهة ذات طعم لذيذ جدا
- أنت تدهشينني اعترف بهذا ( انتفضت وهي تحرك رأسها نحو أونيل الواقف قرب الباب يصغي لها فكاد الكتاب أن يقع من يدها فأمسكته جيدا وهي تقف بتوتر وتغلقه فخطى نحوها وعينيه لا تفارقانها وقد بدا الاستغراب عليه وهو يستمر ) تجدين القراءة ( حركت رأسها بالنفي ثم انحنت بسرعة نحو الكتب كي تلتقطها وتعيدها إلى مكانها بينما تحرك دانيال جاريا للخارج فسار أونيل ليقف بجوارها مكررا بإصرار ) أنت لا تجدين القراءة اليس كذلك
- لا بالتأكيد وكيف سأجيدها أن الصبي أوقع الكتب وكنت أحاول إعادتها
- والذي كنت تقولينه عن القلعة والـ
- كنت أقول له ما بالصورة ليس إلا
تمعن بها بشك ثم هز رأسه وتحرك مبتعدا وهو يتمتم
- من غير المنطقي إجادتكِ لها فما بالي وذلك الكتاب انه .. باللغة الفرنسية على ما اذكر ( وأمام صمتها وانشغالها بإعادة الكتب إلى مكانها أضاف وهو يحدق بها ) لما لم تأخذي النقود التي قدمتها لك مارتا
- ولما قد أفعل ( تمتمت وهي تعيد آخر الكتب فحرك شفتيه مفكرا وهو يقول )
- لأنك تحتاجينها .. أم أن والدي قدم لك النقود بحيث لم تعودي بحاجة
- لا والدك لم يقدم لي شيء
- إذا
- لا اعلم ماذا تريد مني القول
- لما لم تأخذيها
- لأني لم أكن اسعي للحصول على المال عندما قمت بمساعدته
- أنت تتصرفين بأخلاق نبيلة ما كنت لأتوقعها منك ولكن هل على تصديقك
نظرت إليه بنفاذ صبر قائلة
- أن لدي الكثير من العمل وعلي إنهائه ( وسارت نحو الباب فقال قبل أن تصله )
- أنا أعفيك من هذا العمل فلا تحضري للعمل هنا فكلما رأيتك اشعر بفداحة الخطأ الذي ارتكبته
توقفت قبل أن تخرج واستدارت إليه قائلة
- كنت ارغب بان افعل هذا ولكن للأسف لا أستطيع
عقد يديه معا متأملا إياها بنظرة من رأسها حتى أخمص قدميها وبالعكس قبل أن يقول
- أتريدين أكثر من أن اسمح لك أنا بهذا
- لقد طلب مني والدك العمل هنا ولا استطيع الرفض
- أأفهم من هذا انك باقية هنا عن عمد
- أنا اعمل هنا قبل ارتباطـ
- لا تذكري هذا ( همس من بين أسنانه محذرا فعادت للقول )
- أنا اقتات عيشي من هنا لذا لا استطيع التوقف كما أني لا أريد الذهاب للعمل في مكان أخر
- أتحاولين إعلامي انك بحاجة للمال
- اجل هذا هو سبب عملي هنا وأنا لا أسعى لأطلب منك ( أسرعت بالإضافة فأجابها باستخفاف )
- وأنا لا انوي أن أقدم لك بنسا واحدا
توقف عن المتابعة وعينيه متعلقتان بالباب الذي طرق واطل منه وايت قائلا
- وصل السيد كريس ( عاد أونيل بنظره نحوها وهو يقول )
- ادخله .. يمكنك المغادرة
تحركت لتخرج وكريس يهم بالدخول فراقبها وهو يبتسم قبل أن ينظر إلى أونيل قائلا
- أمازالت كما هي ( أغلقت الباب خلفها كي لا تسمع المزيد ).....
- ميغي لقد وصل السيد سترانس ألان وبرفقته بعض الضيوف ( نظرت يوليانا إلى وايت الذي قال ذلك لتشعر بالزمن يتوقف فخلاصها بيد سترانس وها هو قد عاد هل لدية أخبار جيدة لها أم لا
- من برفقته ( تساءلت ميغ فأجابها وهو يغادر المطبخ )
- السيد ثورب وثلاث رجال بالإضافة إلى فتاتان اعتقد أنهم من عائلة بروت بالإضافة لصديق السيد دونالد
بداء العمل بالمطبخ بينما اخذ توتر يوليانا يتناما وهي تنتظر وتنتظر حتى نفذ صبرها فلا قدرة لديها على الانتظار أكثر لما لم يرسل سترانس ورائها ويعلمها بما حصل
- خذي هذه فيوليت
طلبت منها كاتي وهي تضع أمامها مجموعة منى الأطباق عند رؤيتها لها جالسة دون حراك فهزت رأسها لها بالنفي وتحركت مغادرة المطبخ فيديها لن تلبيانها ألان وستوقع ما تحمله بالتأكيد ضمت جسدها بيديها وأخذت تسير ذهابا وإيابا وقد عم الظلام المكان لن يغمض لها جفن الليلة أن لم تعلم ما الذي جرى بجرترود مضى الوقت ببطء شديد وقد انهوا العشاء ثم جلسوا لتبادل الحديث فتحركت نحو الإسطبلات منادية على جويل الذي اقترب منها متسائلا فانتظرت حتى أصبح أمامها لتهمس بحذر
- أرئيت السيد سترانس
- ليس بعد
- أذا لم يطلب منك شيء
- شيء ( تمتم جويل باهتمام فأضافت )
- أجل أن تصطحبني إلى الكوخ
- لا
ظهرت خيبة الأمل عليها فهزت رأسها له شاكرة وعادت بأدراجها نحو القصر لتجلس على أدراج باب المطبخ والفتيات يتخطينها وهن مغادرات فتساءلت جيني
- الن تغادري هيا سنقلك معنا
- لا ليس ألان سأغادر بعد قليل
- كما تريدين
تمتمت جيني بحيرة وهي تبتعد فراقبت يوليانا مغادرة الفتيات قبل أن تنهض مبتعدة بدورها لا احد يبالي بها ألا يعتقد أنها متوترة وتحتاج إلى معرفة ما حصل ولما قد يهتم أخذت تسير على الطريق وهي تتحدث مع نفسها بغضب ثم ركلت حجرا أمامها بغيظ وتلفتت خلفها وهي تسمع صوت جياد تقترب لتمعن النظر بالعربة التي تختط عنها ولكنها عادت لتتوقف بعد مسافة فتحركت نحوها بتردد وهي ترى باب العربة يفتح ثم أسرعت بخطاها وهي ترى ثورب يترجل منها
- عمت مساء
- عمت مساء ( قالت بلهفة فأشار لها بيده إلى العربة قائلا )
- سأوصلك معي فلا يجب أن يرانا احد
هزت رأسها موافقة وهي تسرع بالصعود إلى العربة التي تحركت وما أن جلس ثورب أمامها حتى تساءلت وعينيها معلقتين به
- ما الذي جرى بجرترود
- ليس الكثير غدا سأعود إلى هناك
- ماذا تعني الم ترى اللورد
- كان علينا أن نجمع بعض المعلومات قبل التحدث معه فهو بصدق قد أحكم الموضوع فاختفائك بهذا الشكل جعله متوترا جدا واستغل ذلك بإظهار مدى قلقه وتعلقه بك رأيت بعض الناس في جرترود وتحدثت معهم و
- ولكنك لم تتحدث مع عمي ( أصرت بيأس فهز رأسه بالنفي قائلا )
- لا أنا لا أريد أن أظهر بالصورة لا أريد أن يتساءل أين رأيتك وبالتالي يحاول العثور عليك هنا ويعلم أن السيد سترانس له يد في الأمر لا لا نريد أن يحدث هذا نريد أن نكون بعيدين تماما وقد اخترت احد أصدقائي المقربين لتوكيله بمواجهة اللورد وسيعلمه انه موكل من قِبلكِ أنتِ شخصياً
- إذا .. مازال الوقت باكرا لقد اعتقدت أن الأمر سينتهي بسرعة هذا ما أملته
- الأمر ليس بالسهولة التي تتوقعينها فاللورد لديه معارف كثيرة وذا نفوذً قوية ليس من السهل التغلب عليه أنا لا أتوقع أن يتقبل الأمر بسهولة وسيحاول الطعن بمصداقية جيمس الذي سيكون موكلاً من قبلك أمامه واعتقد انه سيفعل المستحيل لكي يوقفنا ( حركة عينيها عنه محدقة بالخارج من خلال النافذة ليضيف وهو يراقبها ) أن التعامل مع عمك وحتى اندرو لن يكون بالأمر السهل ونحتاج إلى الصبر
تنفست بعمق وعادت لتنظر إليه ثم حركت يدها لتدس أصابعها بقبة ثوبها من الأعلى وهي تقول
- أستطيع أأتمَنك على شيء ( راقبها بصمت قبل يقول )
- بالتأكيد تستطيعين
حلت عقدها ووضعته براحة يدها وهي تتأمله قبل أن تنظر إلى ثورب قائلة
- أن أظهرته للورد لن يستطيع الطعن بمصداقية محاميك وليقل إني أعطيته إياه كي يظهره له وليعلمه أني لا أريد رؤيته هو أو اندرو بعد الذي حدث واني أريد استرجاع كل ما سلبني إياه
تناول ثورب منها العقد وهو يقول
- أجل هذا سيدعم موقفة ( وأطبق يده على عقدها مستمرا للقلق البادي عليها ) سيكون بأيدي أمينه وسوف احرص على أن يعود إليك بأقرب فرصة ( تأملته وهو يخفيه بجيب سترته الداخلية فلا ترغب بالتخلي عنه ولكن وجوده معها لن يساعدها بقدر ما سيساعده عند إظهاره أمام اللورد فقط لو تستطيع رؤية وجهه عندما يراه , بدأت العربة بالتوقف فأسرع بالقول ) هل الأمور بينك وبين أونيل جيدة ( هزت رأسها له بالنفي فبدا الضيق على وجهه قبل أن يقول ) هلا حرصت على نفسك ليدي فروديت
- يوليانا نادني يوليانا فقط
همست وهي تشعر بالكآبة وخيبة الأمل تملأ صدرها فقد كانت تأمل سماع شيء جديد فقال والعربة تتوقف تماماً
- هذا شرف لي .. يوليانا .. ارجوا أن تحرصي على نفسك
- سأفعل ( تمتمت وهي تترجل من العربة مستمرة ) أشكرك
- عمت مساءً ( هزت رأسها له وتحركت لتتوجه نحو مزرعة مارش )......
- من أين حضروا جميعهم
تساءلت وهي تقترب من ميريال وهي تشاهد مجموعة من الضيوف وقفوا بالخارج منهم من يسير ويتجول في المكان ومنهم من اكتفى بالجلوس والمراقبة
- ها أنت لم أرك منذٌ يومين
- الدينا حفلٌ ما
تجاهلتها قائلة وقد مر عليها جويل صباحا ليعلمها أن السيدة مارغريت متوعكة وعليها الحضور إلى القصر
- منذُ الصباح والعربات تتوقف هنا كما أن أقارب السيد الموجودون هنا بدلبروك والمناطق المجاورة سيصلون عما قريب
- أنتما هنا هيا ميغي تريدكما
أطلت ليز قائلة وهي تتوجه لتعبئة الماء فدخلت ميريال وتبعتها يوليانا متمتمة
- وكأني لم أكن غائبة لما لا تستطيع نسيان وجودي .. أين السيدة مارغريت
بادرت ميلي بعد أن خرجت من المطبخ إلى الصالة وهي تسير نحوها
- في غرفتها برفقة بعض السيدات
همت بالتحرك ألا أنها عادت لتتوقف محتارة فلن تستطيع محادثتها أن لم تكن على انفراد
- هلا ساعدتني قليلا ( قالت ميلي وهي تناولها الصينيه مضيفة ) فلقد جمعت ما بالصالة وبقي ما بغرفة المكتب ريثما اعد كوبا من الأعشاب لسيدة براون فهي متوعكة
هزت رأسها لها بالإيجاب وتوجهت نحو غرفة المكتب لتدفع الباب المفتوح قليلا وتدخل لتثبت في مكانها وعينيها تتوقفان على أونيل وفتاة تفاجئا لدى دخولها وقد وقفا متقاربين وهما يتهامسان حاولت الفتاة إخفاء ضحكة كادت أن تنسل من بين شفتيها وأشاحت برأسها عن يوليانا التي شعرت بالدماء تتدفق بقوة إلى وجهها وتراجعت إلى الخلف وهي تشيح بنظرها عنهم متمتمة بصعوبة
- ارجوا المعذرة لم اعلم بوجود احد هنا
واستدارت مبتعدة بخطوات واسعة نحو المطبخ وضعت الصينية من يدها وأسرعت نحو الخارج حاولت الابتعاد قدر الإمكان ثم توقفت فجأة ما بها لا شأن لها به لما هي منزعجة وان يكن زوجها زوجها يا ألاهي بماذا ورطت نفسها كيف ستتخلص من هذا أم ستبقى تشاهده يتنقل من فتاة إلى أخرى غير مبالية الم يوافق على الزواج منها أن أرادت أن تنتقم منه لما يفعله بها فعليها فعل ذلك بالطريقة الصحيحة فأن لم يكن ينوى احترام ارتباطه بها ستعلمه أن يفعل همست لنفسها وتحركت مستديرة وعائدة بأدراجها نحو المطبخ لتتناول الصينية التي وضعتها وتعود نحو غرفة المكتب لتدخله دون أن تطرق على الباب قائلة وهي تلمحهما بنظرة سريعة ومازالا يقفان قرب بعضهما ويد أونيل تلامس خد الفتاة لتتوجه نحو الأكواب التي على الطاولة
- ارجوا المعذرة ولكن علي أتمام عملي
تجمدت عينيه عليها بينما توسعت عيني الفتاة دهشة فضاقت عينيه وهو يراها تتباطىء بعملها فتحرك مبتعدا عن الفتاة وهو يقول
- مارائيك عزيزتي بلحاق بهاربرت ورفاقه
- ألن ترافقني
همست له بدلال فرفع يدها ليقبلها وهو يهمس بعذوبة وعينيه لا تفارقان عينيها
- سأحضر خلفك لن أتأخر
اخفت ابتسامة كادت تطل على شفتيها وتحركت مغادرة وهي تلمح يوليانا بنظرة قبل أن تضم شفتيها أكثر كي لا تضحك وعادت نحو أونيل هامسة
- لا تتأخر
- لن أفعل
أجابها بابتسامة وما أن اختفت حتى خطى نحو الباب بخطوات واسعة ليغلقه ويقول بحدة وهو ينظر إليها
- ماذا تعتقدين نفسك تفعلين ( نظرت نحوه ثم إلى الأكواب قائلة ببراءة تامة )
- أجمع الأكواب الفارغة
- وكم عدد هذه الأكواب التي لا تنتهي يا ترى استمعي لي جيدا فيوليت فتصرفك هذا مرفوض تماما
- ارجوا المعذرة ولكني لا افهم ما الذي تعنيه .. سيدي
ضاقت عينيه بغيظ وخطى نحوها مهددا وهو يقول
- من الأفضل لك الابتعاد عن طريقي أتفهمين ما أقوله
- أنا افعل ذلك
تمتمت وهي تجبر قدميها على الثبات في مكانهما بعكس رغبتها التي تلح عليها بالابتعاد
- لست ماهرة بذلك إذا لذا عليك تحسين الأمر وألا قلبت لك حياتك جحيما وأنت في غنا عن هذا صدقيني .. أتفهمين ما أقوله أم
- افهم
تمتمت وهي تبتلع ريقها وأسرعت بحمل الصينية التي جمعت عليها الأكواب لتتخطى عنه وهي تسمع صوت أنفاسه الغاضبة قبل أن يزداد الأمر سوءً لتغادر وتقف في المطبخ شاردة لتصرفها الجنوني فلا يمكن وصفة إلا بهذا
- أسرعي وساعدي الفتيات بتقديم العصير
خرجت من شرودها على صوت كاتي التي قالت ذلك فهزت رأسها لها بالنفي وهي تقول
- أمازالت السيدات بغرفة السيدة مارغريت
- اعتقد ذلك ( لن تستطيع رؤيتها إذا لذا تحركت تهم بالمغادرة فأضافت كاتي وهي تتابعها تبتعد ) ألن تقدمي المساعدة هنا
- لا أنا مغادرة
- لن يسر ميغي ذلك فنحن بحاجة للمزيد من الفتيات
- أن لم ترق لها مغادرتي فالتعلم السيد
- إذا ما يقال حولك صحيح
- ما هو الصحيح
- السيد .. وأنت .. ماذا تقدمين له حتى يسمح لك بالتصرف بهذا الشكل
ضاقت عينيها قبل أن تقف وتلتفت نحو كاتي قائلة
- أنا اعلمه بكل ما تفعلنه وتقولونه هنا اجل أقوم بإيصال كل ما يحدث وان أردتي أن لا يصل شيء عنك ابتعدي عن طريقي .. ولا تدعي أحدا يعلم بهذا فليكن سرنا
ولمحتها بنظرة شاملة وقد تجمدت كاتي في مكانها قبل أن تتحرك مبتعدة
- مر عدد كبير من العربات اليوم لابد وان السيد سترانس ينوي إقامة حفلاً كبير
قالت جينا باهتمام
- قد يفعل .. سمعت الفتيات يقلن قبل مغادرتي أن الجميع مغادر بعد غد لا اعلم صحة هذا الأمر أنت تعرفين الفتيات وثرثرتهن
- اجل اعلم وصدقيني أنهم لا يتركنك وشأنك ( نظرت إلى جينا المنشغلة بالمطبخ قائلة )
- اعلم هذا .. هل أعلمك احدهم بشيء
- الكلام كثير ولكن لا اعلم هل علي تصديق ما يقال أم لا
أسندت نفسها على حافة حائط المطبخ متأملة ظهر جينا لثواني وجيزة قبل أن تقول
- لا اعلم أنت من يقرر أن كان عليك تصديقهم أم لا
حلت لحظة صمت بعدها وزاد ضيق يوليانا تعمد جينا عدم النظر إليها قبل أن تقول أخيرا
- لا استطيع تصديقهن .. ما الاحظه أنهن يشعرن بالغيرة منك
- أمي أمي ( قاطعها روي وهو يتخطى يوليانا قائلا ) فيوليت تجيد القراءة لندعها تقرأ الرسالة
تابعت جينا تنظيف الأطباق دون إجابته فنظرت يوليانا إليه قائلة
- إي رسالة
- وصلتنا اليوم صباحا أنت تجدين القراءة لتقرئيها لنا
وأسرع بالتخطي عنها من جديد بينما عادت عيني يوليانا ببطء نحو ظهر جينا قائله بحذر
- امن عادتكم استلام رسائل من احد
- أخر رسالة استلمتها هي التي أعلمتني بها بوفاة دوناند وبنيتك الحضور إلى هنا
أجابتها جينا بهدوء شديد فشحب وجهها واستقامت بوقفتها ونظرت إلى روي الذي رفع الورقة إليها قائلا
- ما تحوي
تناولتها منه وفتحتها وهي تترقب ثم زاد شحوب وجهها وهي تنظر إلى الكلمات التي أمامها (( إلى السيدة مارش أود أن أقدم تعازي الحارة لفقدان فردا جديد من عائلتكم وذلك اثر حادث تعرضت له قريبتكم فيوليت مارش أدى إلى فقدها الحياة على الفور وعلي إبلاغك انه قد تم دفنها بشكلٍ لائق هنا وذلك لصعوبة إرسالها لكم وبعد المسافة فارجوا أن تتقبلوا تعازينا الحارة ))
- ماذا تحتوى الرسالة ممن هي
حركت نظرها ببطء نحو روي المنتظر بفضول ثم عادت نحو جينا المنشغلة عنها منذُ حضورها قائلة بصعوبة
- من احضرها
- ساعي البريد ( أجابتها جينا فعادت للقول بتردد وهي تقوم بطي الورقة )
- الم يقرأها احد
- أنت فعلت ما تحتويه
عاد روي للقول وقد بدا صبره ينفذ فحركت كتفيها قائلة وهي تتحرك مبتعدة
- لاشيء مهم أنها من أشخاص عرفتهم بالماضي أرسلوها ليطمئنوا عني
- فقط ( قال روي بخيبة أمل فتسائلت جينا وهي تمسح يدها وتتبعها )
- لم تعلميني لما عدت باكرا
- صحة السيدة مارغريت على مايرام ولا تحتاج إلي
- هذا جيد هل أضع الغداء ألان
- اجل أمي
اخذ الأطفال بمساعدة والدتهم بينما شردت يوليانا وهي تضغط على الورقة التي بين يديها ما الذي ذكرهم بها الان لما بعثوا هذه الرسالة لم تتوقع أن يهتموا بهذا , جلست تتناول طعامها دون شهية فمن حسن حظها أن جينا وأطفالها لا يجدون القراءة ولكن خداعها لهم يزيد شعورها سوء.....
- مرحبا
نظرت وكذلك جينا إلى ميريال التي قالت ذلك وهي تلوح لهما من بعيد وتقترب من سياج المزرعة لتدخل فتحركت جينا نحو يوليانا وهي تنفض يديها قائلة
- لنأخذ استراحة ( تركت يوليانا الفأس ليقع أرضا فأسرع ويل نحوه لإمساكه فنهرته )
- أجلس عاقلا وألا آذيت نفسك
وتحركت نحو جينا وميريال التين دخلتا الكوخ لتبادر ميريال فور دخولها
- كيف أنت
- بخير ولقد اشتقت لك واستغرب عدم سؤال ميغي عنك لابد وأنها نسيت وجودك
جلست أمامها قائلا
- اليس هذا من حظي
- بالتأكيد على أمل أن تنسى وجودي أيضا
- أغادر جميع ضيوف السيد
تساءلت جينا وهي تضع أمامهم أكواب الشاي فأجابتها ميريال
- صباح اليوم غادرت أخر العائلات
- سيعود الهدوء إلى قصر دلبروك الان
- أتمنى ذلك ولكن لا لا اعتقد فبعد الذي حدث بين السيد ووالده لا اعلم هل سيستمر الهدوء بالقصر أم لا
شد حواس يوليانا قولها فتساءلت وهي تتناول كوب الشاي
- وما الذي حدث بينهما
- السيد أونيل ماهر بإثارت غضب والده عليه لن تصدقا ماذا فعل
- وماذا فعل ( تساءلت جينا وهي تنضم إليهما )
- دعا احد العائلات التي يقال انه تربطه وابنتهم علاقة مشبوها وعند وصولهم جن جنون السيد سترانس لتجرئه على دعوتهم ومن حسن الحظ أن الضيوف كانوا قد صعدوا لغرفهم عند وصول مدعوي السيد أونيل لان السيد سترانس قام بطردهم وتشاجر مع السيد أونيل الذي ثار لتصرف والده وغادر المنزل منذُ ذلك الوقت
- غادر ( تمتمت يوليانا فهزت ميريال رأسها بالإيجاب قائلة )
- مضى على ذلك يومان ولم يظهر بهما ولم يحضر إلى القصر حتى للمبيت
- غادر دلبروك إذا
- اعتقد ذلك وربما غادر برفقة ضيوفه الذين طردهم والده لو رأيتم السيد سترانس كاد يجن .. هل بدأتم بحرث الحقل
- اجل ( أجابتها جينا بينما شردت يوليانا بعيدا ) .....
- أنظري من حضر
نظرت يوليانا إلى حيث أشار ويل الذي يلاحقها كظلها نحو جويل الذي تخطى السور باتجاهها فتركت ما بيدها وتحركت نحوه وهي تشعر بعدم الراحة لرؤيته فبادرته فور وقوفه أمامها
- ماذا هناك
- السيدة مارغريت تريد رؤيتك
- ألان
- اجل
نقلت نظرها عن جويل نحو جينا التي أوقفت العمل بالحقل ناظرة إليهما من بعيد ثم عادت إليه قائلة
- حسنا ( ونظرت نحو ويل الذي أصبح بجوارها مستمرة ) هل تُعلم والدتك أني مغادرة ولن أتأخر
هز ويل رأسه لها وتحرك جرياً نحو والدته فرفعت يوليانا يدها لها من بعيد مشيرة لمغادرتها وسارت برفقة جويل مبتعدة , طرقت على باب غرفة مارغريت
- ادخلي ( دخلت لتشاهدها جالسة في مقعدها المتحرك بجوار النافذة فأشارت لها مارغريت بالاقتراب للجلوس بالمقعد المقابل لها قائلة ) كم أنا سعيدة برؤيتك لما تختفين بهذا الشكل
اقتربت لتجلس أمامها قائلة
- أساعد جينا بحرث الأرض والأمر يأخذ كل وقتي وقد عرجت عليك منذُ بعض الوقت ولكن كنت منشغلة بضيوفك
- رغبتِ بمحادثتِ
- اجل ( قالت دون ان تتابع فتأملتها مارغريت قبل ان تقول )
- انه ساخن أن كنت ترغبين فلقد أحضرته مارينا لتو
أضافت وهي تشير إلى إبريق الشاي الموضوع أمامها على الطاولة فأخذت يوليانا تسكب الشاي بينما عيني مارغريت تتابعانها فوضعت كوب أمام مارغريت وأخر أمامها وهي تقول
- هل السيد سترانس هنا
- لا لقد غادر للإشراف على العمل في المناجم .. هل رأيتي أونيل مؤخرا
- لا لم أره منذُ وقت
- الم تذهبي للكوخ ( رفعت كوبها لترشف منه قائلة )
- لا .. أهو هناك ( تنهدت مارغريت وعادت بنظرها إلى النافذة قبل أن تقول )
- غادر دلبروك منذُ بعض الوقت ثم عاد ولكنه تشاجر من جديد مع والده وغادر ولم يعد إلى هنا ولكنه لم يغادر دلبروك
- قد يكون عند احد رفاقه
- لا لا اعتقد فهو بمزاج حاد ولن يقصد أحدا وهو بهذا الشكل .. لا اعلم ما هو الحل أجد صعوبة بفهمه وفهم سترانس حتى ( وعادت بنظرها نحو يوليانا التي تصغي بصمت مستمرة ) لقد تجرأ على إحضار تلك الفتاة التي كان يلاقيها ببراغ إلى هنا أنا واثقة انه لم يفعل هذا إلا لإزعاج والده لأنه اجبره على الارتباط فرغم علمه ان والده لن يرحب بهم بصدراً رحب دعاهم إلى هنا انه متهور جدا ( اكتفت يوليانا بتحديق بكوبها بصمت فعادت مارغريت للقول ) هل استطيع طلب أمرا منك
رفعت عينيها إليها بحذر وترقب قبل أن تقول
- أن كنت استطيع لما لا
- انه بذلك الكوخ منذُ ثلاث أيام ولم يسمح سترانس لأحد من العاملين بالذهاب إلى هناك للاطمئنان عليه بإمكانك الذهاب والاطمئنان عليه اليس كذلك
وضعت كوبها على الطاولة أمامها بهدوء قبل أن تقول وهي تنتقي كلماتها جيدا
- لا اعتقد انه يرحب بذهابي إلى هناك
- بالتأكيد سيفعل فأنت في النهاية زوجته
- آه أرجوك أنت تعلمين لما حدث هذا فلا معنى لكوني زوجته .. انه يتصرف بهذا الشكل الغير مقبول اتجاه والده لما تعتقدين انه لن يتصرف معي بنفس الطريقة فهو يتعمد إيذائي كلما رأني فانا اذكره بشيء لا يرغب بتذكره
- أنا واثقة انه لن يتصرف معك بسوء انه فقط يحتاج إلى وقت لاستيعاب ما يجري حوله كما انك الوحيدة التي لن يستطع سترانس منعها من الذهاب إليه وتفقده .. هلا فعلتي هذا من أجلي فانا شديدة القلق عليه
- ليس عليك ذلك فهو يستطيع العناية بنفسه بشكل جيد
- اعلم ولكن قلبي لن يطمئن إلا إذا وجد من يهتم بأموره ( همت بهز رأسها بالنفي فأسرعت مارغريت بالإضافة ) سيقوم جويل بإيصالك إلى هناك وقد طلبت منه أن يعد كل ما قد يحتاج إليه أونيل هناك فانا لا اعلم أن كان يتناول طعاما جيدا أم لا
- قد لا يكون بالكوخ فأقاربه كثر في دلبروك وقد
- لا فأنت لا تعرفين أونيل فهو لن يلجئ إلى احد ومع هذا كله لن اشعر بالراحة قبل أن اعلم انك ستذهبين لرعايته والاهتمام به
أغمضت عينيها بطول صبر وكأنهم يتحدثون عن طفل لو كان الأمر كذلك لهان الأمر
- سيدتي لا استطيع حقا لا استطيع ( فتحت عينها محدقة بمارغريت وهي تقول ذلك )
- لا عزيزتي لا تقولي ذلك عليك منحه فرصة ففي النهاية أنتما مرتبطين
- لا اعتقد أن هناك أي فرصة بيني وبينه كنتُ اليدي أم فيوليت ( قالت وأضافت وهي ترى مارغريت تهم بالحديث ) ورغم ذلك سأذهب لأطمئن عليه ( بدا الارتياح على مارغريت لقولها فأضافت ) هل علمت شيئا من ثورب
- لا ليس بعد عندما يعود سأرسل خلفك اعتقد انك ترغبين برؤيته والتحدث معه عما يجري
- اجل ارجوا أن تفعلي ........
- أعود لاصطحابك ( تسائل جويل بعد أن غادرت العربة )
- لا سأعود بمفردي
- أن رغبت بالمغادرة سيراً اقصدي ذلك الطريق فهو مختصر وقريب
- سأفعل أشكرك
أخذت تراقب العربة وهي تبتعد ثم نظرت نحو الكوخ قبل أن تتحرك نحوه وهي تحمل سلة كبيرة بين يديها طرقت على الباب وعندما لم تسمع شيئا أخرجت تنهيدة ارتياح وفتحت الباب لتدخل وتجول بنظرها بإرجاء الغرفة المظلمة فتوجهت نحو المطبخ لتضع السلة من يدها وعادت نحو الصالة لتفتح الستائر لينسل ضوء النهار إلى الداخل ونقلت نظرها إلى المقاعد التي تناثرت أغطيتها حولها وقد أزيحت بشكل فوضوي قبل أن تنظر إلى الطاولة وقد بقي عليها بعض أطباق الطعام الفارغة بالتأكيد كان هنا فتحت النوافذ وتوجهت نحو المطبخ من جديد إلا أنها توقفت قبل أن تدخل إليه وعادت بضع خطوات إلى الخلف لتحدق بباب الغرفة الذي شق قليلا فتحركت نحو لتدفعه ببطء وتحدق بأونيل الذي يغط بالنوم العميق في السرير وقد أسدلت ستائر الغرفة وتناثرت أغراضه على المقعد فعقصت شفتها وأغلقت الباب بهدوء شديد ثم عادت إلى المطبخ لتبدأ بتنظيفه وهي تحاول عدم إصدار أي صوت يؤدي لاستيقاظه ثم توجهت إلى الصالة وقامت بترتيبها وأفرغت محتويات السلة واعدت له حساء البطاطا وهو الشيء الوحيد الذي تتقنه ثم تحركت مغادرة الكوخ لتغلق الباب خلفها وما أن أصبحت بعيدة كفاية حتى تنفست الصعداء
- جويل بالخارج يريد رؤيتك ( بادرتها جينا وهي تدخل إلى المنزل في اليوم التالي فتركت الأغطية التي كانت تقوم بطيها وتحركت خارجة وجينا تضيف ) أدعيه لتناول الشاي
- هل حدث شيء
- طلبت مني السيدة مارغريت أن أعرج عليك لاصطحابك إلى كوخ السيد واحضر معي بعض الخضار والأغطية وما إلى ذلك
- ولكننا لم نتفق على ذلك فلن اذهب
- ولكن السيدة
- رباه ( قاطعته بضيق فأطلت جينا متسائلة وهي تنقل نظرها بينهما )
- ألن تدخل لشرب الشاي
- لا فانا في عجلة من أمري علينا الذهاب فيوليت فالسيدة مارغريت تـ
- حسنا ( قاطعته قائلة قبل أن تشير إلى جينا قائلة )
- أنا ذاهبة
عند ابتعاد العربة بعد ترجلها منها تحركت ملتفت حول الكوخ لتصل إلى الغرفة الخلفية نظرت بداخلها وشعرت بالراحة لعدم وجود جواد أونيل فيها فعادت نحو الباب لتدخل إلى الكوخ باطمئنان وضعت ما بيدها على الطاولة وهي تحدق بالطبق الذي لم يمس وبعض الفاكهة التي رميت أرضاً وكوب القهوة المسكوب على الطاولة لتحرك رأسها بيأس وتبدأ بتنظيف الفوضى التي يحدثها , وقفة حائرة وهي تحدق بالقدر الذي أمامها ماذا تطهي له كان على ميغي إرسال الطعام معد فهي لا تجيد الطهي ولم تفعل بحياتها وحساء البطاطا قد تعلمته من مراقبتها لجينا حركت كتفيها حسنا ستعده من جديد بعد أن انتهت من أعداده توجهت نحو غرفة النوم لتفتح ستائرها وتستبدل أغطية السرير بأغطية جديدة وترتب ملابسه بالخزانة توقفت أمام المرأة تتأمل نفسها وقد تناثر شعرها فأخذت تحل دبابيسه لينسدل على كتفيها وظهرها وأخذت تعيد ترتيبه وترفعه من جديد قبل أن تمرر يدها على خدها وهي تتأمله لتتجمد دون حراك وهي تسمع صوت الباب يفتح فنظرت حولها وهمت بالتحرك نحو باب الغرفة إلا أنها تراجعت وعينيها معلقتين بالباب بتوتر ثم نظرت نحو الستار الخشبي المعد لخلع الثياب خلفه فأسرعت نحوه , حرك أونيل عينيه بأرجاء الصالة النظيفة ببطء وتحرك نحو الغرفة الأخرى ليفتح بابها وينظر بأرجائها قبل أن يتحرك نحو المطبخ فتعلقت عيني يوليانا بالنافذة المفتوحة إنها فرصتها أن أرادت المغادرة أصغت جيدا لصوت خطواته وهو يبتعد عن الغرفة وهمت بالتحرك إلا أنها عادت لتتوقف في مكانها وهي تسمع صوت اقتراب قدميه ليدخل إلى الغرفة تخلص من سترته وقذفها على المقعد وجلس على السرير وتخلص من حذائه ثم ارتمى إلى الخلف ليستلقي محدقا بالسقف وهو يفتح ذراعيه ليسترخي على السرير , أخذت ترمش وهي تحاول الإصغاء جيدا وقد جلست القرفصاء وضمت نفسها كان عليها المغادرة قبل حضوره ولكن كيف كان لها أن تعلم متى سيحضر أخذت تشعر بالثواني لا تمر هل غط بالنوم ارجوا ذلك همست لنفسها وتحركت ببطء لتطل برأسها وتنظر إليه لتجده ممدا وما زال يحدق بسقف الغرفة فعادت للخلف ببطء ولكن قدمها لامست الستار مما جعلها تتوقف عن الحراك وهي تفتح عينيها جيدا حرك أونيل عينيه ببطء عن السقف إلى الستار ثم عاد نحو السقف من جديد شاردا ولكن سرعان ما عاد بنظره إلى الستار المهتز بشكل خفيف , تنفست يوليانا الصعداء وهي تعود لتنكمش على نفسها فهي تضع نفسها كل مرة بموقف لا تحسد عليه أكان عليها الاختباء من الأفضل له أن يغط بالنوم بسرعة وإلا نفذ صبرها تحرك أونيل واسند رأسه بيده وهو يحدق بالستار مفكرا ومسترخي قبل أن يقول
- أسيطول أمر اختبائك ( حركت رأسها بشكل آلي نحو الستار ترغب باختراقه والنظر إلى أونيل هل تحدث معها فأضاف وعينيه تضيقان ) أنا أتضور جوعا فان كنت ستمكثين كثيرا هناك عليك إعلامي ( ابتلعت ريقها بصعوبة وتحركت واقفة ببطء وهي تضع يدها على معدتها التي بدأت تؤلمها ثم تحركت بخطوات مترددة خارجة من خلف الستار وعينيها معلقتين بأونيل الذي رفع حاجبه عند رؤيتها مضيفا بتهكم ) لم يحتج مني الأمر الكثير من التفكير ( ولمحها بنظرة بطيئة من رأسها حتى أخمص قدميها وأخيرا توقفت عينيه على عينيها ليتابع وهو يرى امتعاضها ) ماذا تفعلين هنا بالتحديد
- قمت بإحضار بعض الثياب النظيفة وأعددت الطعام ونظفت المكان وكنت قد انتهيت
أضافت وهمت بالتحرك فقال موقفا إياها
- ومن طلب منك فعل هذا
- عمتك
- الم تجد غيرك لترسلها
همت بإجابته إلا أنها أسرعت بإغلاق فمها فلا تحتاج إلى استفزازه حقا فعادت للقول بهدوء شديد
- لم يرغب احد بمعارضة والدك والحضور لخدمتك لذا طلبت مني ذلك وقد فعلت إكرام لها
- إكراما لها ( تمتم ساخرا فتجاهلت سخريته ونظرت إلى الباب وهي تهم بالتحرك قائلة )
- ولقد انتهيت وعلي المغـ
- ليس بعد ( أجابها بجدية موقفا إياها وتأملها من جديد وهو يضيف ) يروق لي الكوخ بهذا الشكل لذا عليك المحافظة عليه وتنظيفه وأعداد الطعام لي واحرصي على نقل حاجياتي إلى هنا فعلا ما يبدو أن إقامتي ستطول هنا .. وستفعلين هذا إكراما لي هذه المرة شئتي ام أبيتي
لم ترقها الفكرة بتاتا لذا سارعت للقول
- اعتقد أن السيد سترانس سيكون متسامحا لو حاولت
- أحقا تتبادلين الحديث معي وتحاولين نصحي
قاطعها قائلا بتجهم فالتمعت عينيها وتزاحمت الكلمات على شفتيها إلا أنها بقيت تشدهما معا وتحركت مغادرة الغرفة وهي تشعر بأنها أن لم تصرخ لن يتوقف ارتجاف جسدها أن والده على حق بجعله يعتقد نفسه مرتبطا بخادمة حتى هذا الأمر لم يقلل من عجرفته تبا لحظي أن اندروا كان ارحم لها من هذا , دخل أونيل المطبخ وهي تضع طبق الحساء على الطاولة وبجواره طبقا يحوى الخبز فجلس على المقعد محدقا بما أمامه بينما انشغلت بوضع الفاكهة في طبقا كبير فنظر إليها قائلا بنفاذ صبر
- هلا وضعتي الطعام ( نظرت إليه ومن ثم إلى طبق الحساء الذي أمامه قائلة )
- ولكن الطعام أمامك ( فتح عينيه جيدا وحدق بطبق الحساء قبل أن يهتف )
- أنت تمزحين اليس كذلك هل تدعين هذا الشيء طعام هل يبدو لك هذا الحساء ذا المذاق الكريه والذي اعد بطريقة سيئة طعاما لم استطع تذوقه بالأمس أين هو الطعام فيوليت الم تحضري طعاما حقيقيا معك
- لا ( اجابته بامتعاض وقد ساءها ما قاله وأضافت ) لم ترسل ميغي طعاما
رفع عينيه بضيق ودفع طبق الحساء بعيدا قائلا بعصبية وهو يتحرك خارج المطبخ
- اعدي إذا كوباً من القهوة
راقبته بصمت ثم أعدت القهوة وضعتها أمامه وقد جلس على الأريكة واخذ يهز قدمه بتوتر واضح وعينيه تراقبانها قائلا وهي تستقيم بوقفتها
- هل رائيتي والدي مؤخرا
- لا
قالت باقتضاب فلمحها بنظرة من رأسها حتى أخمص قدميها ثم أشار برأسه قائلا
- احضري بعض الفاكهة ( استدارت بشكل آلي عائدة نحو المطبخ أن كان يعتقد أن صبرها طويل فهو مخطئ جدا جدا أحضرت طبق الفاكهة وضعته أمامه وتوجهت نحو وشاحها الذي وضعته على احد المقاعد لتتناوله وتضعه على كتفيها فأسرع بالقول وهو يراقبها ) إلى أين أنت ذاهبة
لمحته بنظرة سريعة وهي ترتب وشاحها قائلة
- إلى المنزل
- ومن سيقوم بخدمتي هنا ( توقفت عينيها عليه وهي تقول )
- افعل ذلك بنفسك
- ما الفائدة منك عند أذ
- أعلمتك أني حضرت أكراما لعمتك وليس من أجلك واذا كنت استطيع حراثة الأرض فأنت تستطيع خدمة نفسك
- ماذا ( تمتم دون استيعاب قولها قبل أن يهتف وهي تتجاهله لتخرج )
- عليك الحرص على الحضور إلى هذا الكوخ العين وجعله مناسبا لإقامتي به وإلا اقسم أن أقوم بنفسي بإحضارك 
أغلقت الباب خلفها ببطء وهي تهز رأسها لا خلاص منه لا خلاص , عند وصولها للمزرعة عادت لمساعدة جينا بحراثة الأرض وما أن وضعت رأسها على الوسادة حتى غطت بالنوم بعمق ورغم الإرهاق الذي تشعر به إلا أنها استيقظت في ساعات الصباح الباكر لتساعد جينا وما أن أصبحت الحادية عشر حتى أعلمتها بضرورة توجهها إلى القصر لتتوجه إلى الكوخ وعند اقترابها منه ومشاهدتها لعربة جويل أسرعت نحوه لتدخل وهي تبحث عن جويل الذي اطل من باب المطبخ متجها نحوها وهو يبادرها
- أحضرت بعض الحاجيات
- هل أرسلت ميغي الطعام
- لا
- أنا لا أجيد الطهي لذا احضر الطعام معدا هلا فعلت
- وماذا أقول لميغي لمن الطعام
- دع السيدة مارغريت تتحدث معها ( هز رأسه بالإيجاب متسائلا )
- هل احضر الطعام ألان
- اجل أرجوك افعل
غادر ليعود بعد ساعة وقد احضر الطعام فشكرته وتنفست الصعداء بعد مغادرته وهي تفرغ محتويات السلة على الطاولة قبل أن تعود إلى المطبخ لتتخلص من مريولها لتضم شفتيها عند سماعها لصوت الباب يفتح فقد كانت ترغب بالمغادرة قبل عودته
- أونيل أين أنت
تجمدت يدها وهي تضع مريولها جانبا وهي تصغي جيدا لصوت الذي استمر وهو يقترب أكثر ) أن مواعيدك سيئة يا رجل .. ماذا لدينا هنا .. كيف أنت
أضاف بارت ما أن رآها وقد وقف قرب باب المطبخ وهو يرفع حاجبيه بمرح فتحركت نحو الطاولة مدعية انشغالها وهي تقول
- السيد أونيل ليس هنا
- لاحظت ذلك ولكن أنت هنا ( أضاف بصوت ناعم فحدجته بنظرة قائلة بجدية تامة )
- لا يسمح لي باستقبال احد هنا لذا ارجوا منك المغادرة وان رغبت بانتظار السيد فعليك بانتظاره بالخارج
اتكئ على الباب وهو يرفع قبعته عن رأسه ويحركها بين يديه وعينيه لا تفارقانها وهو يقول
- هذا تصرف غير مهذب من قبلك ولكنه لن يكون الأول على ما اذكر ( ونظر نحو الطاولة المليئة بالأطباق المغطاة وهو يستمر ) هنا أذا يقضي أونيل وقته ( والتمعت عينيه بخبث وهو يضيف ) انه ولاشك ماكر .. رائحة الطعام شهية أنت ماهرة ولابد
- اكرر لك انه ليس مسموحا لي استضافة احد هنا
- لست أحدا لا تقولي ذلك وألا أغضبتني منك فانا صديق أونيل واعتقد انه لا يمانع أن أشاركه في بعض أموره
عقدت يديها ناظرة إليه بتجهم بينما الاسترخاء لم يغادر وجهه فقالت بجدية تامة
- فيما مضي أعلمتك رأيي بك الم افعل يا ترى
- اتعنين هذه ( وحرك يده نحو رأسه يتلمسه وهو يستمر بخفة ) لقد اختفت ألان لم يعد لها وجود ولكن لا باس من محاولة اقناعك مرة أخرى ( نظرت حولها بسرعة وأمسكت المقلاة لقوله فاستقام بوقفته قائلا ) آه لا ليس مرة أخرى حاولي من جديد قد تجدين شيئا فعال أكثر
- لن يسرك ما سيحصل أن حاولت الاقتراب لذا عليك بالمغادرة
لمعت عينيه من جديد وهو يخطو نحوها دون الاكتراث بقولها فتراجعت وعينيها لا تفارقانه هامسة بجدية
- لا تقترب
- والى أين ستذهبين
توقف عن المتابعة وحرك رأسه نحو الغرفة على صوت انغلاق الباب فصاحت يوليانا بسرعة وخوف
- أونيل أهذا أنت
عاد بارت نحوها وهو يرفع حاجبيه لمناداتها لأونيل باسمه ولكن عينيها تعلقتا بأونيل الذي اقترب بحيرة وهو يرى بارت فاسترخى جسدها بينما نقل نظره إليها لامحا إياها بنظرة سريعة لحملها المقلاة بيديها والقلق البادي بعينيها فعاد بنظره نحو صديقة قائلا وهو يسير نحوه
- ماذا تفعل هنا
- ألا تذكر انك أعلمتني أن احضر إلى هنا أن احتجت إليك
عاد نحو يوليانا بنظرة سريعة وهي ماتزال على حالها تراقب ثم عاد نحو بارت مستمرا
- بالتأكيد اذكر ولكن هنا بالمطبخ ماذا تفعل ( ضم بارت شفتيه قائلا بسخرية )
- أنت تأخذ الأمر بجدية ولكن لا عليك سرك بأمان معي ( وربت على كتف أونيل الذي يراقب كل حركة يقوم بها بارت الذي أضاف بهمس كمن سيخبره سرا ) لا تدعها تتعلق بك وألا ساء الأمر صدقني ( وغمزه بعينه وتحرك متخطي عنه إلى الخارج وهو يستمر ) أتذكر ما أعلمتك به عن بيع مسنترال لخيوله
تابعه أونيل حتى اختفى في الغرفة الأخرى ثم عاد نحوها وهي تضع المقلات من يدها جانبا وتأخذ نفسا عميقا فقال ببروده
- اعدي القهوة
وتحرك خارجا مما جعلها تتابعه قبل أن تهز رأسها بغيظ ورغم محاولتها الاسترخاء إلا أنها لم تفلح وحواسها جميعها تعمل وضعت القهوة أمامهم متجاهلة النظر إليهما رغم أنهما يفعلان
- هل الغداء جاهز
- اجل ( أجابته باقتضاب فتسأل وعينيه تثبتان على عينيها ) غداء حقيقي
- انه كذلك
- ضعيه هنا ويمكنك المغادرة بعدها ( عادت بأدراجها نحو المطبخ بينما تابعها بارت قائلا )
- مازال الوقت باكرا قد نحتاج إلا من يخدمنا بعد الغداء
نظر إليه أونيل بتجهم قائلا
- أتعلم انك أسوء رفاقي
- هون عليك يا رجل
- أنا جاد قل لي ما الذي يعجبك بها
- أتدعي فان كنت لا فسأفاجئ فما الذي تفعله هنا أذا ( استرخى أونيل إلى الخلف بجلسته دون إجابته واخرج سيجارة اخذ يحركها بين أصابعه قبل أن يقوم بإشعالها فاستمر بارت وهو يراها تنقل الأطباق إلى الطاولة ) أن كانت لا تروق لك فدعها لمن تروق له
حرك أونيل نظره عن السيجارة التي قام بإشعالها إلى بارت قائلا بجدية وهو يراه يتابعها باستمرار
- توقف عن هذا ( ابتسم بارت قبل أن يسترخي في جلسته قائلا )
- أنت أكثر خبثاً مما تبدو عليه انظر إليها تملك وجها لا يقام ناهيك عن عينيها وقوامها الرائع ولكنتها عندما تتحدث لا أحب أن تتوقف بالإضافة إلى صوتها وطريقة حديثها الواثقة من نفسها تسلباني عقلي
تمعن أونيل ببارت ثم عاد نحو يوليانا التي أطلت من المطبخ من جديد لتضع أخر الأطباق وقد احتقن وجهها بالاحمرار ثم هز رأسه بالنفي وعاد إلى بارت قائلا
- ما قصة تلك الخيول
أحكمت وشاحها على كتفيها ويديها ترتجفان رغما عنها فوقاحتهما لا تحتمل يتحدثان عنها وكأنها غير موجودة أجبرت نفسها على أن تهدأ وحملت السلة التي وضعة بها كمية من الفاكهة والخضروات الكثيرة التي يحضرها جويل وتحركت مغادرة المطبخ لتتخطى عنهما فأسرع بارت بالقول بينما انشغل أونيل بإطفاء سيجارته
- لا تكوني على عجلة من أمرك فنحن لا نمانع رفقتك
تجاهلته تماما وخرجت مغلقة الباب خلفها بهدوء شديد وبأعجوبة فقد رغبة بصفعه بقوة كبيرة كي ينهار الكوخ عليهما وتحركت مبتعدة
- أين والدتكم
تساءلت وهي تضع السلة من يدها على الطاولة ولم ترى جينا بالخارج فأجابتها رولان وهي منشغلة بدمية من القماش اخاتطها لها جينا مؤخرا
- أرسلت خلفها السيدة آدمز
نظرت حولها بأرجاء المنزل ثم إلى الأطفال قبل أن تقول
- حسنا دعونا ننهي كل العمل قبل عودتها أنا سأذهب لحراثة الأرض وأنت جيسي قومي بجمع كل هذه الأغطية ولتساعدوها
قالت لثلاثة الآخرين فهزوا رؤوسهم بالإيجاب
- آه ماذا فعلتي بأطفالي
قالت جينا بابتسامة عند دخولها إلى المنزل فحرك جاك وروي الواقفان خلفها رأسهما كي يريا ما تتحدث عنه والدتهم فقالت يوليانا وهي تلبس ويل قميصا نظيف وتقوم بتمشيط شعره المبتل
- لقد كان يومي حافلا
اقتربت جينا من الفتيات وقد سرحت شعورهن المبتلة بطريقة جميلة وقامت بعقص خدهم قائلة
- انظروا إلى فتياتي الجميلات ( اقترب روي من المائدة المعدة قائلا )
- انظروا إلى هذا ( ابتسمت يوليانا وهي تقف قائلة )
- برغم أننا جائعون إلا أننا قمنا بانتظاركم ( جلسوا حول المائدة فتساءلت يوليانا )
- كيف كان يومك
- جيد السيدة ادمز متوعكة وعلي الذهاب إليها يوميا حتى تستعيد عافيتها
- وأنا وجدت عملا جديدا ( قال روى وهو ينظر إليها بحماس مستمرا ) سأقوم بحلب أبقار السيد ليستر وسيعطيني نقودا مقابل عملي
- هذا جيد .. ما بك جاك
تساءلت وهي تنظر إلى جاك الذي يحدق بالطبق الذي أمامه فرفع نظره إليها قائلا وهو يشير إلى الطبق
- ما هذا
- طعام
- من أعده
- أنا
- ما الذي يحتويه بالتحديد ( توسعت ابتسامتها بينما قالت جينا تنهره )
- لما لا تتذوقه أولا ثم عليك شكرها لأنها أعدته ( فتح عينيه جيدا ناظرا إلى أمه وهو يقول )
- هل أنا مضطر حقا لتناوله
- انه مجرد مجموعة من الخضروات كنت أراهم يقدمونها بهذا الشكل واعتقد أني نجحت بأعدادها إنها لذيذه فلقد تذوقتها
قالت بمرح فتناول ملعقته بشك وتذوق لقمة صغيره ثم حرك كتفيه متمتما
- لا باس استطيع إجبار نفسي على تناوله
ابتسمت جينا لقوله بينما جالت عيني يوليانا بهم وقد انشغلوا بتناول الطعام ورغم التعب الشديد الذي تشعر به إلا أنها أحست بارتياح وسعادة بينهم .
- من الجيد أني وجدتك قبل أن تصلي الكوخ
- ماذا هناك
تسائلت وهي تتوقف محدقة بجويل الذي أوقف العربة التي يقودها بجوارها فقال
- السيدة مارغريت تريد رؤيتك
تحركت لتفتح باب العربة وتصعد بها مارغريت تريد وأونيل يريد واسترانس الجميع يريد ولكن هي لما لا احد يتسائل ما تريده
- أرسلت في طلبي ( بادرت مارغريت وهي تدخل غرفتها لتجدها على الشرفة )
- اجل عزيزتي .. هلا ساعدتني بدفع المقعد لداخل
اقتربت منها لتدفع مقعدها إلى داخل الغرفة وتغلق باب الشرفة وهي تقول
- على ما يبدو ستطول عودة السيد سترانس
- انه يفضل الإشراف على العمل بنفسه ويرغب بان يهتم أونيل بالعمل أيضا فهو يدر المال الوفير للعائلة
- ألا يذهب للعمل أبدا

في طريق المجهول 8


- كان يفعل وبشكل متقطع فهو لم يرغب بالعمل بالمناجم كما أن لديه دائما ما يشغله هيا اجلسي وأعلميني كيف هو
- انه بخير ( قالت وهي تجلس على المقعد المقابل لمارغريت مستمرة ) أقوم بتنظيف الكوخ له وتقديم الطعام ليس إلا
- الارهاق بادا عليك .. أمازلت تحرثين تلك الأرض
- اقتربنا من الانتهاء منها
- لما تفعلين هذا أنت لست مضطرة
- كيف لا فجينا لا تستطيع إحضار عامل ليقوم لها بهذا العمل فلما لا أساعدها وقد كانت الوحيدة التي وجدتها عند الحاجة ولن استطيع أن أسدد دينها ما حييت
- ولكنك منحتها المزرعة
- أنها لاشيء أمام ما قدمته لي فعندما لم أجد منزلا يأويني كانت الوحيدة التي فتحت منزلها لي
- أنت طيبه القلب وتحملين أخلاقاً عاليه المس هذا باستمرار بتعاملي معك لقد احسن والديك تربيتك .. لما لا تستريحي لبعض الوقت أنت بحاجة لذلك انظري إلى الهالات السوداء التي بدأت تظهر تحت عينيك
- سأحاول ذلك
- لما لا تذهبين إلى الكوخ وتبقين هناك لعدت أيام
أمعنت النظر بمارغريت قبل أن تقول بجدية تامة
- لا أنا بخير ولا احتاج إلى
- غادر أونيل دلبروك مساء أمس وهو لن يعود عما قريب
- غادر
- اجل إلى براغ ( عقصت حافة شفتها ملتزمة الصمت دون التحدث بما يجول بفكرها فأضافت مارغريت ) اجل اعتقد انه ذهب إلى تلك العائلة وألان أعلميني لما لا تذهبين للاستراحة لمدة أسبوع ستنامين بقدر ما تريدين ولن يزعجك احد وستستردين صحتك سأجعل جويل يمر عليك للاطمئنان وإحضار ما قد تحتاجين إليه المكان هناك آمن جدا ولا احد يقترب من شيء يخص أملاك سترانس
- يبدو الأمر مغري ولكن لا لا استطيع التغيب لمدة أسبوع كامل فستجن عندها جينا
- سأغادر غدا عند الظهر إلى القرية المجاورة ارغب بزيارة أحدى قريباتي وانوي البقاء أسبوعاً هناك فلما لا تدعين انك برفقتي عندها لن تقلق جينا ( أجابتها مارغريت بابتسامة مما جعل حاجبيها يرتفعان وهي تشعر بان مارغريت قد أعدت لها هذا ولم يأتي الأمر بالصدفة ) ما قولك
بقيت صامته للحظات ولكن لما لا فهي بحاجة للراحة والانفراد بنفسها فقالت ببطء
- اعتقد أني سأفعل هذا .. كما أني على ثقة من أنني سأقضي الوقت وأنا نائمة هل أنت واثقة من أن أونيل قد غادر فلا احتاج حقا إلى أي مفاجئات
تنهدت مارغريت قائلة
- غادر أمس برفقة صديقه ولا تقلقي فهو لن يعود إلا بعد وقت فكلما ذهب إلى براغ ينسى نفسه آه اعذريني ما كان علي قول ذلك
تجاهلت قول مارغريت التي تتعمد تذكيرها بأنها زوجته وأمضت برفقتها بعض الوقت قبل المغادرة ولم تمانع جينا عندما أعلمتها أنها سترافق مارغريت بل أخذت تطلب منها العناية بنفسها جيدا وفي اليوم التالي توجهت نحو القصر لتصعد مع مارغريت بالعربة بينما صعدت مرافقتها مارينا بالعربة الأخرى وما أن ابتعدوا حتى طريق خالية ترجلت يوليانا من العربة وصعدت بالعربة المتوقفة بانتظارها ليقوم جويل بإيصالها إلى الكوخ , استرخت بالسرير بارتياح كان عليها مرافقة مارغريت أمام الخدم حتى لا يشاع بأنها لم تفعل ضمت الوسادة إليها بارتياح فلقد شعرت بمتعة كبيرة وهي تسترخي في المياه الدافئة كانت بحاجة إلى ذلك والنوم على سريراً مريح شيء افتقدته جدا قد تكون أنانيه منها أن تفكر بهذا الشكل وجينا وأطفالها ينامون على فراش لا يعلو عن الأرض سنتمترات قليلة عندما تسترجع مالها ستجعل تلك المزرعة شيئا أخر أغمضت عينيها وأحلام كثيرة تتراقص أمامها مما جعلها ولأول مره منذُ مغادرتها لمنزلها بجرترود تنام نوما هنيئا ولا تستيقظ إلا بعد أن تشرق الشمس بكثير أخذت تتقلب بفراشها على مهل غير متعجلة في النهوض نظرت نحو الوسادة التي تضع رأسها عليها أن رائحة عطر أونيل تفوح منها كما أنها تفوح من السرير بأكمله .. أونيل سترانس .. ماذا فعلت بنفسك ليدي فروديت همست لنفسها وهي تتنهد وتحدق بالخزانة أمامها لا أمل لها بعد ألان بتحقيق تلك الأحلام الطفولية التي كانت تحلم بها ماذا ستفعل ألان سيعوضها العمل على مساعدة الآخرين هذا ما يجب فعله يجب أن تهب نفسها لمساعدة الغير هنالك الكثير ممن هم بحاجة للعون ومنهم كانت فيوليت ولكنها لم تعلم لمن تلجئ أن عمتها ستكون راضية أن أنفقة المال الذي ورثته منها في مساعدة الآخرين وان كانت تملك المال والقدرة فهي الشخص المناسب لذلك, نهضت من فراشها وأخذت تتجول بالمنزل قبل أن يصل جويل وقد احضر لها الطعام وبعض الكتب وصندوق يحوي ثوبان أنيقان وبعض الكريمات الخاصة بالوجه واليدين أوصت مارغريت بإرسالهم لها مما أبهجها وسرها وهي تقوم بارتداء احدهم , جلست في سريرها مساءً بعد أن أنارت الشمعة المجاورة لسرير وأخذت تقضم تفاحة وهي تقرأ كتابا شيقا وما أن غلبها النعاس حتى وضعت الكتاب جانبا وأطفئت الشمعة وغطت في نوما عميق , فَتَحَ أونيل باب الكوخ ودخل مغلقا إياه خلفه وهو يرفع إحدى يديه ليدسها بشعره من الأمام إلى الخلف بضيق شديد وتوجه نحو الغرفة وهو يتحدث مع نفسه بغيظ خلع سترته ما أن دخل ورماها على السرير بإهمال وجلس عليه بدوره ليخلع حذائه ويرميه نحو الباب وهو يشتم انتفضت يوليانا وتجمدت الدماء بجسدها وهي ترفع يدها ببطء لتبعد القماش ذا الملمس الغريب والبعيد عن ملمس الغطاء عن وجهها ويمنعها من التنفس أبعدته وهي تتحرك جالسة بقلق وتشوش لتحدق بذهول وعينين واسعتين بالظل الذي يجلس بمؤخرة السرير أرخى أونيل نفسه ليستلقي إلى الخلف فصرخت بذعر وهي تجلس جيدا وتتراجع مما جعل أونيل الذي كاد يستلقي يتحرك واقفا متفاجئاً وهو يتعثر وهي تسقط أرضاً عن السرير وقد فقدت توازنها عند حافته ولكنها أسرعت بالوقوف وهي تمسك الغطاء جيدا بين أصابعها وعينيها المفتوحتان لا تفارقان الظل الذي يقف أمامها ولا يفصلها عنه سوى السرير اخذ أونيل يبحث بجيوبه وأشعل عود ثقاب بتوتر ليكسر ظلمت هذا الليل ويحدق بالفتاة الواقفة أمامه بخوف عاجزة عن النطق كاد قلبها يتوقف عن الخفقان فأرخت نفسها وهي ترى وجه أونيل أمامها ولكن صراخه بها جعلها تنتفض من جديد
- ماذا تفعلين هنا ( ونظر نحو السرير ثم عاد إليها بعدم تصديق وهي تضم الغطاء أكثر بأصابعها ) ما الذي تفعلينه هنا
- أنا انـ
- أنت ماذا
- توقف عن الصراخ بي لأستطيع إجابتك فلقد كدت أموت خوفا منذُ لحظات
شتم وقد احرق عود الثقاب أصابعه فتحرك نحو الشمعة ليشعلها بعصبية وبعد أن فعل عاد نحوها قائلا بعصبية واضحة
- لا ينقصني سوى وجودك هنا ألان استمعي لي جيدا لستُ بوضع يسمح لي بتحمل احد فما الذي تفعلينه بالكوخ ولما تنامين هنا
- ما الذي تفعله أنت هنا
- أنا الذي أسألك هذا
- أنا هنا لمدة أسبوع الكوخ لي وحدي حتى ذلك الوقت
- ما الذي تعنينه بهذا الكلام العين ( هتف وهو يفتح ذراعيه واستمر ) أتعلمين شيئا فلتغربي عن وجهي وبما أني هنا فستكونين أنت خارجا هيا
رمشت ممعنة النظر به قبل أن تقول
- لن اخرج من هنا فما بالك بهذا الوقت من الليل
- ليست مشكلتي أنها مشكلتك فلم اطلب منك المبيت هنا
- جميع سكان دلبروك يعلمون أني برفقة عمتك التي ذهبت لزيارة قريبة لها وظهوري ألان ليس بالأمر الذي ترغب به كما أن عمتك أعلمتني انك لن تعود بالقريب العاجل فلما عدت ألان
اشتدت عينيه وضاقتا أكثر وهو يتمتم
- عادت عمتي لتحشر انفها بأموري من جديد ( وهز رأسه بتوتر وهم بمغادرة الغرفة وهو يضيف ) أن كان ولابد أن تبقي هنا فالأريكة ستكون مناسبة لك لا تجعليني أراكِ هنا عند عودتي
تابعته وهو يغادر ثم تحركت ببطء وهي تسحب الغطاء معها لتطل من باب الغرفة متابعة إياه وهو يدخل إلى المطبخ ليقذف الماء على وجهه ثم نظرت إلى الأريكة في الغرفة الأخرى أن اكبر واحد معدة لجلوس شخصان بها وعليها ثني نفسها حتى تستطيع النوم عليها ولكن لا فهي من كانت هنا عقدت حاجبيها ودخلت إلى الغرفة وضعت الغطاء جانبا وهي تحدق بالباب ثم توجهت نحوه لتحكم إغلاقه وتتحرك نحو خزانه صغيرة للأدراج أخذت تدفعها وتدفعها حتى وضعتها خلف الباب ونفضت يديها معا ستكون بخير وأمان بهذا الشكل
- ماذا ألان
تراجعت إلى الخلف وهي تسمع صوته الهاتف وترى مقبض الباب يتحرك فقالت بتلعثم
- سـ سأبقى هنا ويمكنك البقاء بالخارج
- افتحي هذا الباب العين ألان ألان فيوليت ( هزت رأسها بالنفي وكأنه يراها وأسرعت نحو السرير لتجلس عليه وتحتضن الغطاء بقيت عينيها تراقبان الباب بترقب ) يكفيني هذه الليلة حقا يكفيني فافتحي هذا الباب ألان
وعندما لم تستجب ضرب الباب بشدة جعلتها تنتفض وتهتف
- انه مقفل بأحكام فلا تحاول
- لما يحصل كل هذا لي وفي ليلة واحدة لما قلتُ افتحي الباب
- يمكنك المبيت على تلك الأريكة
- تلك الأريكة لا تكفي ( أجابها بغيظ واستمر ) ولا أغطية لدي هنا فلا تحلمي أن أنام بالبرد
- أشعل المدفئة فلا تشعر بالبرد
رفع عينيه إلى السماء وحاول من جديد دفع الباب بكتفه فقفز قلبها خوفا من أن ينجح بفتحه
- أن ما تفعلينه لن يمر بسلام أعدك بهذا لا تعتقدي أن والدي أو حتى عمتي سيستطيعون حمايتك مني أتفهمين ما أقوله ( قال بنفاذ صبر وقد فقد السيطرة على أعصابه وركل الباب بقدمه وهو يضيف ) عليك ذلك عليك ذلك
وأخذا يشتم وهو يبتعد عن الباب فابتلعت ريقها وعينيها مفتوحتان جيدا بترقب إلى أن سمعت صوت الأخشاب وهي ترمى بعنف بالمدفئة فأغمضت عينيها ببطء وهي تحاول أن تتنفس بشكل جيد لن تكون هذه الليلة كما تخيلتها حاولت تجاهل وجوده في الخارج ورفعت الغطاء على رأسها دون فائدة فهي منذُ ساعة تحاول النوم ولكن عقلها يأبى الاسترخاء وهو لا يطاق كلما دخل إلى المطبخ يقذف الأشياء ويصدر ضوضاء ثم يعود للجلوس بالصالة ويرمي الحطب بالمدفئة بخشونة جعلت النوم يغادر من عينيها المتورمتين ما الذي عاد به إلى هنا لما لم يبقى في براغ , فتحت عينيها بإعياء ثم أغمضتهما ولكن سرعان ما فتحتهم من جديد وهي تذكر ما حصل ليلة أمس فجلست في سريرها بسرعة وهي تجول بنظرها بأرجاء الغرفة ويتوقف نظرها على الباب الذي أحكمت إغلاقه فنهضت وفتحت الستائر لتنسل أشعة الشمس إلى الداخل لقد تأخرت بالنهوض لنومها في ساعات الصباح الباكر فتحركت نحو الباب ووضعت أذنها جيدا عليه ولكن الصمت المطبق هو كل ما كانت تلاقيه فتحركت ببطء وأخذت تدفع خزانة الأدراج لتبعدها عن الباب ثم تفتحه قليلا وتطل برأسها بحذر قبل أن تخرج بهدوء لتقترب من أونيل النائم على الأريكة وقد جلس عليها مسترخيا إلى الخلف ورفع قدميه على الطاولة فتحركت بهدوء نحو المدفئة التي تكاد تطفئ نارها لتضع بها بعض الحطب محاولة عدم إصدار أي صوت , فتح أونيل عينيه متأملا ظهرها والتجهم لا يفارق وجهه فتحركت واقفة لتسير بهدوء وتقترب من الطاولة التي أمامه لتتناول عنها كوب القهوة وتتوجه نحو المطبخ لتدخله بحذر متفادية الطبق المحطم وبعض الأوعية المرمية فوضعت الكوب من يدها وهي تجول برأسها متأملة الفوضى التي أحدثها بتعمد على ما يبدو وأخذت تعيد الأواني إلى مكانها قبل أن تحدق بالطبق المحطم لتخرج من المطبخ نحو الغرفة لترتدي حذائها ولكنها توقفت على بابها وعينيها تتعلقان بالسرير الذي تمدد أونيل في منتصفه ابتلعت ريقها بتوتر فلم يكن نائما إذا تحركت ببطء وعينيها لا تفارقانه لتتناول حذائها وثوبها وتسرع بالخرج ثم تغلق الباب خلفها بحذر , جلست على الأريكة شاردة محدقة بالطعام الذي احضره لها جويل منذُ قليل دون أن تتذوقه أنها تفكر بمغادرة الكوخ ولكن لا هزت رأسها بالنفي ليست بالفكرة الجيدة ربما يغادر هو اليوم وتعود للاستمتاع بالأسبوع الخاص بها شعرت برجفة تسري داخلها رغما عنها عند سماعها صوت باب الغرفة يفتح وأصغت بكل حواسها لصوت أقدامه التي توجهت نحو المطبخ وصوت الماء وهو يغسل وجهه ثم بصوت أقدامه التي أخذت تقترب فرفعت نظرها نحوه وهو يمسح وجهه من الماء قائلا بصوت بارد
- لما الإبريق فارغ في الغرفة
- لم ارغب بإزعاجك فلم أقم بتعبئته
تعلقت عينيه بها وتحركت شفتيه بنفور وهو يستدير نحو الغرفة متمتما بذات البرودة
- لم ترغبي بإزعاجي إذا ( ودخل إلى الغرفة وهو يستمر ) منذُ معرفتي بك وأنا أعاني من الإزعاج الشديد ( وعاد ليطل من الغرفة ويقترب من الأريكة مستمرا بجدية تامة ) مبيتي على هذه لن يتكرر أتفهمين هذا ( وأمام صمتها وعينيها لا تفارقان عينيه التين تعبران لها عن مدى ضيقه منها استمر ) لم اسمع ما قلتي مارش
- اجل
تمتمت بهدوء كاذب وهي تعود بعينيها إلى الطاولة أمامها فاستمر بامتعاض وهو يرتمي على الأريكة
- أسرعي بتحضير الحمام لي ( تحركت عن المقعد ليلمحها بتجهم بنظرة سريعة من رأسها حتى أخمص قدميها ثم يضع أصابع يده بين عينيه بإعياء وهو يرفع رأسه إلى الأعلى ليسنده بظهر الأريكة قائلا بصوت مرتفع لتسمعه ) إلى أين ذهبت عمتي
- أعلمتني أنها تريد زيارة قريبة لها في أحدى القرى المجاورة
- ومتى ستعود
- نهاية الأسبوع
- نهاية الأسبوع ( تمتم لنفسه بغيظ قبل أن يضيف بحدة ) أسرعي وانهي ما تفعلينه
رفعت عينيها إلى الأعلى لقوله فهو دائما نافذ الصبر توجهت إلى الخارج بعد أن دخل ليستحم وأحضرت بعض الحطب المخزن وقطرات الماء الخفيفة تلامس وجهها وهي تعود لداخل وضعت الحطب جانبا ثم توجهت نحو الغرفة أحضرت كتابا وجلست تتصفحه دون تركيز إلى أن سمعت صوت باب الحمام يفتح فأسرعت بوضع الكتاب بجوارها ووضعت فوقه وساده دائرية وحدقت بالنار المشتعلة بالمدفئة وهي تسمع صوت أقدامه ثم بباب الغرفة ليعود ويظهر منها بعد قليل ليقترب من المدفئة وهو يقوم بارتداء سترته قائلا
- أين القهوة ( لمحته بامتعاض وتحركت نحو المطبخ لتعدها وهو يتمتم ) ماذا كنت تفعلين لما لم تعديها حتى ألان
الصبر استطيع ذلك اجل فانا صبورة اجل أنا كذلك بالتأكيد أنا كذلك أخذت تتمتم لنفسها بينما نظر نحو الباب الذي طرق قبل أن يتساءل بحيرة
- من
- أونيل أهذا أنت
- لورا ( همس بحيرة قبل أن يسرع نحو الباب ليفتحه )
- اه عزيزي
هتفت لورا وهي ترمي بنفسها بين ذراعيه فور مشاهدته فوقفت يوليانا قرب باب المطبخ محدقة بهما وأونيل يبعدها عنه ناظرا الى وجهها الباكي متفاجئا ثم ينظر خلفها قائلا بعدم تصديق
- كيف وصلتي إلى هنا
- ما هذا الاستقبال الرديء اهكذا تستقبلني بعد أن قطعت كل هذه المسافة لأراك
ادخلها مغلقا الباب خلفها فتراجعت يوليانا إلى داخل المطبخ بينما تسائل أونيل وعينيه مازالتا تنظران إلى لورا بإمعان
- هل حضرت بمفردك إلى هنا ( وأمام هز رأسها له بالإيجاب هتف ) اجننتي ألا تعلمين أن هذا تصرفٌ طائش وقد تتعرضين لأي مكروه
فقاطعته قائلة بصوتٍ مرتجف
- كان يجب أن اتبعك بعد الذي حدث لم استطع أن أتحمل فكرة إبعادك عني ( قربت يوليانا رأسها أكثر لتلمح الفتاة التي لا تبدو اكبر منها وتحمل وجها دائري وشعرا اسود لامع اختفى معظمة تحت قبعتها بتصفيفه جميلة تليق بثوبها الأرجواني الذي يضيق عند خصرها ليتوسع بشكل أنيق وجميل إلى الأسفل التمعت عينيها الخضراوتين ألامعتان وقد تجمع بهما الدموع وهي تضيف ) لم استطع
- ما الذي تعنينه بأنك تبعتني هل غادرت المنزل دون علم احد ( هزت رأسها له بالإيجاب وهي تنظر إليه بتردد فرفع يديه إلى الأعلى وانزلهما قائلا ) لما فعلت ما كان عليك هذا أن والديك ألان يبحثان عنك ولاشك
- لم يعد احد يهمني أنت فقط لا احد غيرك
تخطى عنها وهو يهز رأسه ثم استدار إليها قائلا
- ورغم ذلك مازال تصرفٌ طائشٌ منك ما كان عليكـ
- الهرب لقد هربت أونيل من المنزل وأنتها الأمر وجئت إليك حبيبي اليس هذا أفضل لنا
- لا لا لورا أن أموري معقدة بما يكفي
- ماذا تعني بهذا ألن .. تستقبلني ألن تفعل
- بالتأكيد كنت لاستقبلك وأحميك ولا اسمح لأحد بالاقتراب منك ولكنـ
- ولكن ماذا يا ألاهي هل كنت مخطئه لقد قال لي والدي انك رفضت طلبه بالارتباط بي ولكني لم أصدقه قال انك تلهو بي ولا تريدني أكان على حق
- أعلمته أني لا استطيع ذلك لا استطيع الارتباط بك بالوقت الراهن ولكني بالتأكيد أريدك الم يعلمك ذلك أنا فقط لا استطيع ألان
- لما لم تأتي لرؤيتي إذا
- لقد منعني من رؤيتك من جديد حتى يتم ارتباطنا بشكل رسمي
تنهدت لورا بارتياح واقتربت منه قائلة
- ما المشكلة اهو والدك من جديد لم اعد اكترث أن وافق على ارتباطنا أم لا
تراجع أونيل عنها إلى الخلف قائلا
- فقط لا استطيع لا استطيع بالوقت الراهن لهذا من الافـ
- لماذا هل توقفت عن حبي
- أنت تعلمين الإجابة على هذا
- إذا لما لا
عقصت يوليانا شفتها السفلى وحركت رأسها نحو قدر الماء الذي يغلي على النار لتتحرك نحوها مرغمه لتمسك القدر من يده على عجلة ثم تسرع وتتركه بسرعة وهي تأن ليقع أرضا وتتحرك بعيدا عن المياه الساخنة التي تناثرت منه وقد أمسكت يد القدر الساخنة
- من لديك هنا
- ماذا
- من هنا غيرك ( عادت لتسائل وهي تفتح عينيها جيدا وبدا الاستنكار في عينيها قبل أن تتخطى عنه وهي تضيف ) برفقة من أنت هنا .. آه .. هكذا إذا
قالت وهي ترى يوليانا التي نظرت إليها بدورها متفاجئه وجودها قرب باب المطبخ فعادت لورا بعينيها نحو أونيل مستمرة بعدم تصديق ) وأنا التي
- إنها مجرد عاملة تقوم بتنظيف المكان فلا تدعي أفكارك تأخذك بعيدا
عادت لورا بنظرها إلى يوليانا التي تعمدت الانشغال بتناول القدر وإعادته إلى مكانه لتلمحها بنظرة وهي تضم شفتيها قبل أن تسير نحوه هامس بحدة
- وعلي تصديق ذلك اليس كذلك
- لا تكوني طفلة قلت لك إنها
- إنها جميلة جدا لما لم تحضر غيرها
- بربك
- لا بربك أنت فلقد اعتقدت أن حبي لك قد غيرك وأنا التي غادرت منزلي من أجلك ( وتحركت متخطية عنه نحو الباب فأغمض أونيل عينيه بغيظ ثم فتحهما محدقا بها وقد توقفت يدها على مقبض الباب دون أن تفتحه فأمعن النظر بظهرها بصمت فتحدثت بارتباك قائلة ) ألن تقول شيئا
- مثل ماذا
- أن ان أي شيئ أونيل ( همست بيأس وهي تستدير إليه بقلق وتنظر إليه عاجزة ) قل انك تحبني قل أني لم أخطئ بالحضور إلى هنا قل انك سترتبط بي ( وقف صامتا محدقا بها فاقتربت منه ببطء هامسة وعينيها لا تفارقانه ) ألن تفعل شيئا لتضحيتي بسمعتي وسمعت عائلتي أنت تدرك أن هروبي والحضور إلى هنا هو أمر ما كان علي فعله وسيسيء إلي
بقيت عينيه معلقتين بها قبل أن يقول بتمهل
- وأمر تلك الفتاة ووجودها هنا لا يهمك
- أسامحك اعلم أنها مجرد نزوة عزيزي اليس كذلك حقا أسامحك
بقيت عينيه معلقتين بها وقبل أن يجيبها انفتح الباب بقوة جعلته ينظر نحوه وجعل لورا تجري مختبئة خلف أونيل وتحدق بذعر بوالدها ورجلان آخران أطلا من الباب
- ها أنت كنت اعلم انك من فعلها كيف تجرؤ على إحضار ابنتي إلى هنا ( بقيت عيني أونيل متوقفتان على والدها وقد اشتدت ملامح وجهه ثم حرك نظره ببطء إلى الرجلان الذين يرافقانه فأضاف والدها بغضب وهو يشير إليها ) أحضري إلى هنا بسرعة
- لا لا سابقى مع أونيل أونيل اعلمه أرجوك أنت لن تدعني اذهب معه
تحركت شفتي أونيل قائلا ببروده وعينيه ثابتتان على ما أمامه
- يا لها من مفاجئه ستاين لما لا تتفضل أنت ورفاقك بالدخول
- يالا جرأتك أتعتقد أني سأمر على خطفك لأبنتي مرور الكرام
- هي حضرت إلى هنا من تلقاء نفسها
أجابه بهدوء شديد فالتصقت يوليانا بالحائط وهي تصغي وقد أخذ قلبها يخفق بشدة فهذا الأمر لن يمر بسلام
- أهذا صحيح أما يقوله صحيح لورا هل فعلت ذلك من تلقاء نفسك
قال والدها بحدة فاختبأت خلف أونيل دون إجابته فقال أونيل
- لقد فعلت وألان
- ألان لاشيء فانا لن اجلس وأتحدث معك بشيء فالقرية بأجمعها تبحث عن ابنتي التي أحضرتها إلى هنا الجميع يتحدث عن اختفائها معك ألا تدرك ما الذي سببته بفعلتك ( واقترب منه وهو يستمر بغضب ) أنت تتحمل كامل المسؤولية فلقد أعلمتك وبكل وضوح أنها ليست للهو أن أردتها عليك التقدم لها وان لم تردها فعليك الابتعاد عنها هل تعتقد أنني سأوافق على هذه التصرفات
- أنا لا اعتقد شيئا وقبل أن تبدأ بتهامي عليك الإصغاء ( قاطعه قائلا وهو مازال يدعي الهدوء وأضاف موجها حديثة للورا ) تحدثي مع والدك واعلميه كيف وصلتي إلى هنا
ولكنها لم تستجب له مما جعله ينظر إليها فأسرع ستاين بإمساكها من ذراعها وجذبها بقوة نحوه وهو يقول
- أن عقابك لعظيم على مجاراتك له الم تفكري بالعواقب ( ونظر إلى أونيل مستمرا ) لن اسمح لك بتشويه سمعتها أمام الجميع أنت تعرف عواقب فعلتك فأما أن تتحمل مسؤولية ما جرى أو أني سأتوجه مباشرة إلى والدك ( تعلقت عيني أونيل بلورا دون حراك وقد انكمشت على نفسها بجوار والدها دون أن تفارق عينيها الأرض فجذبها والدها نحوه أكثر وهو يقول ) وأنت أيضا لا تعتقدي أن عقابك سيكون اقل منه لتصرفك المستهتر
- أونيل
همست برجاء وهي ترفع عينيها الدامعتان له فاخذ نفسا عميقا ونظر إلى والدها قائلا بهدوء لا يخلو من التهديد
- من الأفضل لك بهذه اللحظة أن تغرب عن وجهي أنت ومن معك
- توقف ( أسرع ستاين بالقول لأحد الرجال الذي حاول تخطيه نحو أونيل واستمر ) أهذا كل ما لديك لتقوله
- ما الذي تريد مني قوله أكثر
- أريد أن تعاد سمعتها وسمعت عائلتها التي لوثت بالوحل
- ومن فعل هذا
- أونيل ( همست لورا بدهشة لقوله فأسرع والدها بالقول بغضب )
- أنت من فعل وعليك تحمل مسؤوليتك تجاه ابنتي التي أحضرتها دون حياء إلى منزلك
- أتشير إلى أن علي الارتباط بها
- هذا هو المتوقع منك بعد الذي حدث ( نقل أونيل نظره عن ستاين إلى لورا قبل أن يتسائل )
- ما قولك عزيزتي هل أنت موافقة على ما يقوله والدك
حركت رأسها له بالإيجاب وهي تختلس النظر إليه فعاد بنظره إلى ستاين قائلا ) لا مانع لدي ابنتك ولكني أمانع فلا تعتقد أن طريقتك المبتذلة هذه ستجبرني على الارتباط بابنتك كما أني لا استطيع ذلك لحسن حظي
همس كلماته الأخيرة كمن يحدث نفسه وعينيه ثابتتان على لورا فحرك ستاين يده نحوه قائلا بتوتر
- لست من يقرر هذا سأتوجه على الفور إلى والدك
- وكيف لا ما الذي ستقوله أني خطفتها وأحضرتها إلى هنا ما كنت لأفعل هذا وأنا بصحبة غيرها ( تجمدت عيني ستاين عليه بينما عقصت لورا شفتيها بقوة فاستمر ) فيوليت ( تجمدت يوليانا وابتلعت ريقها بسرعة وتردد وابتعدت عن الحائط بارتباك لتطل عليهم ) اقتربي ( طلب منها وهو يرى ترددها فسارت نحوه وقد تعلقت العيون بها فأضاف ) منذ متى وأنت هنا بهذا الكوخ
- ثلاثة أيام
- ومتى حضرت أنا
- البارحة ليلا وكنت بمفردك ( أضافت وهي تلمح لورا فأضاف )
- والآنسة متى حضرت
- منذُ بعض الوقت
- ما هذا الهراء من أين أحضرت هذه الفتاة أتعتقد أن كلمتها ستكون ضد كلمتي
- لا اهتم لأي شيء تقوله فافعل ما يحلو لك ابنتك وصلت منذُ لحظات وأنت تعلم هذا وكل هذه المسرحية السخيفة التي قمت بها غير مقنعة
- هكذا إذا أتحاول تهديدي بهذه الكلمات ولكن لتعلم أني متجه نحو والدك لأرى أن كانت هذه الأمور تهمه فسمعة ابنه على المحك
- تأكد تماما أن كلمة هذه الفتاة عند والدي تفوق كلمتك وكلمتي أمامه ( أجابه بغيظ واضح ونظر إلى لورا بضيق كبير دون استطاعته إخفاء ذلك وهو يستمر ) أن ابنتك تعرف طريق هذا الكوخ لأني أعلمتها بوجودي به هنا الم أفعل
ولكنها لم تجبه بل أشاحت بنظرها عنه فقال ستاين بغضب
- ما الذي افهمه من هذا
- ما يحلو لك وألان غادر منزلي وعلى الفور أنت ( وأشار بيده نحوه البقية باستخفاف مستمرا ) ومن معك ولتعلم انه غير مسموح لك البقاء بدلبروك لذا من الأفضل أن تتوجه مباشرة نحو المحطة للمغادرة
- أونيل
- اجل عزيزتي هل لديك اقتراح أخر
قاطعها ساخرا بقسوة وعينيه تلتمعان بغضب لم يظهره وبدا انه يحاول ضبط أعصابه فهمست لورا بشفتين مرتجفتين
- لما تتصرف بهذا الشكل ما بك ألا يهمك ما سيجري لي
- بل اهتم .. المشكلة أني اهتم ولكن لا .. أعدك أن أقوم بإصلاح خطئي اخرجوا جميعكم ألان
أضاف وهو يشير بيده إلى الخارج وخطى نحوهم فرفعت يوليانا يدها إلى عنقها بذعر من أن يصطدم معهم فتراجعت لورا بعينين دامعتان وجرت إلى الخارج فوقف أونيل أمام والدها وأنفاسه تخرج منه بقوة وعينيه لا تفارقان ستاين الذي بقي جامدا ثم نظر إلى الرجلان خلفه وقد تحرك فكه بقوة وعاد نحو أونيل قائلا
- لم ينتهي الأمر عند هذا أعدك
واستدار مغادرا فتبعه الرجلان ليغلق أونيل الباب خلفهم بقوة فتراجعت يوليانا ببطء إلى الخلف وعينيها لا تفارقانه وهو يبتعد عن الباب ويرفع يده نحو جبينه يتلمسه بعدم تصديق وقد أغمق وجهه وبدا الضياع عليه فدخلت إلى المطبخ بقلق فمن الأفضل أن تبتعد من أمامه وألا صب جام غضبه عليها التزمت مكانها إلى أن سمعت صوت الباب الذي فتح ثم أغلق توجهت نحو الصالة لتجدها فارغة فاقتربت من النافذة لتحدق به وهو يمتطي خيله ويبتعد , مرت الساعة تلو الأخرى ورغم محاولتها الشديدة بألا تفكر به لم تنجح مما أغاظها أين هو ألان ماذا يفعل لقد اكتشف خداع لورا كان هذا واضحا انه لغبي لو لم يدرك ذلك لكنه أدرك همست لنفسها ثم تنهدت واسترخت في السرير لتسند ظهرها على الوسادة خلفها وتضع الكتاب في حجرها تبدو لورا فاتنة وصغيرة على أن تكون مخادعة شد انتباهها أصوات تناهت لها فأبعدت الغطاء ببطء وهي تصغي إلى هذه الأصوات الغير واضحة ولكنها تصدر من الكوخ مما أقلقها أعاد أونيل أم أن احدهم دخل إلى الكوخ ومارغريت تقول لها انه آمن بدأت تفقد الثقة بذلك أخذت تقترب بهدوء من الباب ووضعت أذنها عليه محاوله الإصغاء ثم حركت نظرها بأرجاء الغرفة وتحركت نحو ثوبها لترتديه وتشعل الشمعة المجاورة لسرير وتحملها ثم تفتح الباب ببطء وتنظر إلى الخارج لتجد كريس يقف منحني نحو أونيل الجالس على المقعد وقد رفع رأسه مسندا إياه على ظهر المقعد وكريس يقول
- أما كان بإمكانك تجنب الشجار وأنت بهذا الحال ( حرك رأسه حوله وهو يضيف ) علي تنظيف هذا الجرح
- ما به
تمتمت وقد خرجت من الغرفة ببطء عند سماعها لقوله فحرك كريس رأسه نحوها متفاجىء وأمعن النظر بها فتجاهلته واقتربت أكثر وهي تحدق بوجه أونيل المغمض العينين وقد اظهر نور الشمعة الدماء التي غطت جانب وجهه فأسرعت بالاقتراب من الشموع الموجودة على الطاولة فتابعها كريس وهو يقول
- لما أنت هنا ما .. ما الذي تفعلينه هنا بهذا الوقت
تجاهلت سؤاله ووضعت الشمعة من يدها بعد أن أشعلت البقية وهي تقول
- سأحضر بعض القماش والماء ( تابعها كريس ثم نظر إلى أونيل قائلا )
- استيقظ أنت في وضعاً سيء
- لو كنت صديقا حقيقيا لما وصل به الأمر إلى هذا
نظر إلى يوليانا التي أصبحت بجواره وهي تضع قدر الماء من يدها قائلاً بتجهم
- لم يبقى لدي الليلة سوى أنت ( لمحته بنظرة نفور قبل أن تعود لقطعة القماش وتضعها بالماء فقال مغتاظً من تصرفها ) لا اصدق حقا لا افعل أن كان أونيل قد .. نظر إليك رغم أني لا اعرف كيف فعل فلقد جن بالتأكيد
- ارجوا أن توفر تعليقاتك الرائعة لنفسك فلو كنت صديقا جيداً ما كنت لتسمح له بهذا التصرف انه ثمل وأنت أيضاً
قاطعته قائلة وهي تمسح الدماء عن وجه أونيل الذي انتفض وحرك يده نحو رأسه بألم
- لست كذلك
تمتم أونيل بصوت خافت ودون أن يفتح عينيه ولكن الألم بادٍ على وجهه وهي تمسح له مكان الجرح فأجابته وهي تركز على ما تقوم به
- دائما تقول ذلك ولكن رائحة الكحول الصادرة منك تكفيني لأعلم انك كذلك
- توقفي أنتِ تؤلميني
- تستحق هذا
همست له وهي تتجاهل طلبه وتستمر بتنظيف الجرح فنقل كريس نظره بينهما قبل أن يقول
- مرحبا أتذكران أني هنا ( عادت للمحة بنظرة سريعة قبل أن تقول )
- إني أدرك تماما انك هنا .. ابعد يدك ألا تراني أحاول مساعدتك
نهرت أونيل الذي استجاب لها فقال كريس
- لو كنت مستيقظا لما سمحت لها بمحادثتك بهذا الشكل
- أتعلم شيئا
أجابته يوليانا وهي تعود لتضع قطعة القماش بالماء الذي صبغ بلون الأحمر
- أن وجودك هنا غير مرغوب به لذا تستطيع المغادرة
- لستِ جادة ( همس كمن لا يصدق ما يسمعه ونظر إلى أونيل هاتفً )
- أتسمع ما تقوله خادمتك
- انه ثمل
- أنا من احضره واعلم هذا
- توقفا ( قال أونيل وهو يضم عينيه بألم مستمرا ) لا أريد أن اسمع شيئا
- بالتأكيد لا تريد أولا لورا وألان هذه أن مشاكلك مع الفتيات لا تنتهي
- كريس لست بوضع يسمح لي بمحادثتك فلست بكامل وعي
- اعلم هذا فلو كنت كذلك لما تشاجرت مع رجلان أضخم واعرض منك بمفردك ولما أكثرت من الشرب وأنت تهلوس بلورا
- توقف عن الحديث ألا تراه غير قادر على الإصغاء ( همست له يوليانا وهي ترى ملامح الألم التي تزداد على وجه أونيل ووضعت له قطعة من القطن على الجرح ونظرت إلى كريس مستمرة ) أمسك هذه حتى استطيع تثبيتها ( نظر إليها ثم امسكها بتردد مجبراً فقامت بلف رأسه وأحكمت عقدها ) أعتقد أن عليك أن تنقله إلى الغرفة
قالت وهي تمسك وعاء الماء لتعود به إلى المطبخ فأمسكه كريس وساعده بالوقوف وهو يتمتم
- أن لديك ذوقٌ في النساء لا يطاق
- ما الذي تقوله
- أقول أن خادمتك تعتقد نفسها اليدي لورين أما كان لك التوقف عن الهو والارتباط بها انها على الأقل إنسانة مثقفة ومرهفة الحس وليس كفتاتك
- أصمت كريس
- سأفعل ( أجابه بتذمر وهو يضعه على السرير فأن أونيل وهو يفتح عينيه دون تركيز )
- اشعر بثقل كبير في رأسي ماذا فعلت به
هز كريس رأسه بيأس دون إجابته وحرك رأسه نحو الكتب الموضوعة على طرف السرير وتناول أحدها قائلاً
- ما هذا لم أكن اعلم أنك تحب قرأت هذه الكتب وما هذا بالفرنسية متى تغير ذوقك
- عما تتحدث
- أنس الأمر أنا أتحدث مع نفسي
- رأسي يؤلمني
- عليه ذلك .. لم لا تحضري لي كوباً من القهوة
أضاف وهو يراها تدخل فأجابته وهي تتأمل أونيل المستلقي
- ألن تغادر
- ليس قبل القهوة وأخباري ماذا تفعلين هنا ( عقدت يديها ناظرة إليه قبل أن تقول بجدية )
- أن غادرت ألان ستستطيع شرب القهوة مع ساعات الصباح الأولى
- أنت مخطئة فأنا لن أتحرك من هنا
- كريس ( قاطعه أونيل هامساً فنظر إليه كريس فأستمر وهو يفتح عينيه قليلاً ) دعها وشأنها
- أنت ثمل ولا تدرك ما تقوله أنا أتحدث مع خادمتك هنا وليس لورا
- اليست ذات العينين الزرقاوتين
- إنها هي
- أذا دعها وشأنها أنت لا تدرك شيئا مما يجري
أجابه بهمس جعل كريس يخفض رأسه محاولا فهم ما قاله ثم نظر إليها قائلا
- ما الذي يتمتم به
- أنه ثمل كما قلت ويتحدث بأي شيء ( أجابته بابتسامة باردة فتحرك نحوها قائلا )
- أنا لن أغادر قبل أن أطمئن على أنه بخير ( وتخطى عنها مستمراً ) أعتقد أن لديكم طعاما هنا ( تابعته بعينيها حتى اختفى ثم عادت بنظرها إلى أونيل متأملة إياه وتحركت نحو قدميه لتخلع الحذاء من ساقيه ها هي ليلة مذهلة أخرى ستقضيها هنا ما كان عليها الموافقة على اقتراح مارغريت بالحضور إلى هنا ما كان عليها هذا خلعت سترته عنه ببطء وقد أخذ يتمتم بانزعاج وضيق وضعتها جانباً ووضعت الغطاء عليه ) ألن تعلميني ماذا تفعلين هنا فأونيل ليس بالغباء حتى يتورط معك أنت ( لم تنظر إلى كريس الذي قال ذلك وهو يدخل الغرفة ويقضم تفاحة فأحكمت الغطاء على أونيل متجاهلة إجابته فأستمر ) ليس من عادته إخفاء أمرا عني وأجد وجودك هنا في كوخه محيراً أليس كذلك
- أنت تفكر كثيرا ( توقفت عينيه عليها قبل أن يجلس بالمقعد المجاور لسرير وهو يقول )
- أنت جريئة جدا وهذا ليس لصالحك
- اليس لديك عائلة تقلق عليك أن الوقت متأخر
حرك كتفيه لا مبالي ورفع ساقيه لتستقر قدميه على طرف السرير وهو يقول
- لا اسمح لأحد بالتحكم بتصرفاتي
- أنت مثال الصديق إذا
- ارجوا المعذرة
تمتم متفاجئا فتجاهلته مشيرة إلى حذائه الذي استقر على السرير وهي تضيف
- السرير نظيف حتى هذه اللحظة فارجوا منكَ إبعاد قدميك عنه
- ما النفع من وجودك هنا أن لم تقومي بالتنظيف من ورائنا
أجابها وهو يعود ليقضم من تفاحته بتجهم فلمحته بيأس وتحركت خارجه فبالتأكيد لن يكون صديقة أفضل منه
- ما كان علي الإصغاء لها أبدا ما كان علي
أخذت تتمتم وهي تجلس بالمطبخ وتضم وجهها بين يديها قبل أن ترخي ذراعيها على الطاولة لتسند رأسها بهم , فتحت عينيها ببطء ثم أسرعت بفتحهم جيدا وهي تستقيم بجلستها ماذا تفعل هنا ثم استرخت وقد تذكرت ما حصل الليلة الفائتة فتحركت عن المقعد لتغسل وجهها وتتوجه نحو باب الغرفة لتحدق بكريس النائم على المقعد وبأونيل المستلقي بالسرير فاقتربت منه متأملة رأسه وقد أصبح القماش الأبيض الذي لفته حول رأسه مليئاً بالدماء فأحضرت قطعة أخرى من القماش وجلست على حافة السرير لتبعد القماش عن رأسه بحرص وتمهلت وهي ترى عينيه تتحركان ثم يفتحهما قليلا محدقا بها فهمست
- لم اقصد إيقاظك عد لنوم أن شئت سأغير الضمادة لك
بقيت عينيه تنظران إليها بصمت قبل أن يعود لإغماضهم بينما عادت لمتابعة عملها وما أن انتهت حتى خرجت من الكوخ لتتنفس هواء الصباح البارد لتشد وشاحها حولها وتتحرك مبتعدة لتقوم بجولة حول المكان وهي ترجوا أن لا تجد كريس وأونيل عند عودتها لم تحاول الابتعاد كثيرا خوفا من أن تتوه فأخذت تعود بأدراجها وقد منحها السير بعض نقاء الذهن والنشاط دخلت إلى الكوخ وأغلقت الباب ببطء وهي تصغي باهتمام إلى صوت كريس وهو يقول
- لا ستبقى هنا أنت بحاجة إلى الراحة
- هل تعتقدني ضعيفا قلت لك سأذهب إلى براغ ولن يثنيني شيئا
- لماذا ستذهب الم تقل لي انك لا تريد رؤيتها
- بل أريد
- توقف لا تتحرك من السرير .. حسنا سنذهب سويا ولكن ليس ألان بل مساءً فلدي بعض الأمور وعلي إنهائها كما أني سمعت أن والدك قد عاد سأتأكد من الأمر
- لا يهمني ( تمتم فهز كريس رأسه قائلا وهو يتحرك مغادراً الغرفة )
- سأذهب ألان وأعود فلا تفكر بالمغادرة دون علمي فانا أيضا لدي بعض الأمور التي على إنهائها في براغ .. أين ذهبتي ( أضاف وهو يرى يوليانا التي تسير نحوه مستمرا ) لا تدعيه يغادر الفراش ولتحضري له القهوة فهو لا يصحو بدونها ( وتخطى عنها مستمرا وهي تتابعه ) احرصي على أن لا يغادر قبل عودتي
وخرج مغلقا الباب خلفه فعادت بعينيها بشكل آلي نحو باب الغرفة لو كان المطلوب منها العناية بطفل لهان الأمر ولكننا نتحدث عن راشد وليس طفل اعتني به همست لنفسها وتحركت نحو المطبخ إنها تريد من يعتني بها وليس العكس تجاهلت النظر إلى الغرفة التي ترك بابها مفتوحا واعدت القهوة وعادت نحوها لتدخلها وهي تنظر إليه وقد وضع وسادة خلف ظهره وامسك احد الكتب التي كانت تقوم بقراءتها اخفض الكتاب ناظرا إليها وهي تضع كوب القهوة بجواره فوضع الكتاب من يده وتناول الكوب وهو يقول
- من احضر هذه الكتب إلى هنا
- أرسلتها عمتك مع بعض الحاجيات لك
رشف من كوبه مفكرا وهي تنظر إلى رأسه وترى ضرورة تغير الضمادة من جديد قبل أن تقول
- عليك رؤية الطبيب فما زال جرحك ينزف
تجاهل قولها والتفكير بادٍ عليه قبل أن ينظر إليها كمن تذكر شيئا قائلا
- ما الذي حدث مساء الأمس
- حصل الكثير
- الكثير ( تمتم ثم أضاف بجدية ) ماذا تعنين بالكثير
- حضورك ثملا تحدثك بأشياء كثير وأنا لم اسمع منها سوى ما تحدثت به أمامي ( بدا الامتعاض على وجهه ولكنه لم يقاطعها وهي تستمر ) وفضول صديقك حول سبب بقائي هنا هذا ما اعرفه عما حصل الليلة الفائتة واعتقد أنها كانت حافلة بالنسبة لك فهيئتك لم تكن توحي بغير هذا
- أنت تنسين مع من تتحدثين ألا تفعلين
- ارجوا المعذرة ( همست مستنكرة قوله فأضاف )
- أنا لا احتمل ذلك التعالي الذي تحدثيني به وكأنك شيءٌ كثير وفي الحقيقة آنت العكس تماما
- أهذا كل ما لديك لتقوله أهذا ما تهتم له بعد كل ما قلته لك لتعلم انك كدت تعلم صديقك سبب وجودي هنا
- بالتأكيد ما كنت لأفعل ذلك
- وما الذي تعلمه أنت فلقد كنت ثملا
- لم أكن كذلك
هتف مما جعلها تنتفض ورغم ذلك لم تبعد عينيها عن عينيه الغاضبتان وهي تقول بإصرار وعناد
- لقد كنت كذلك
قذف كوب القهوة الذي يحمله نحوها مما جعلها تنتفض وتتراجع كي لا يلمسها الكوب الذي مر من جوارها ليرتطم بالأرض ويتحطم ودفع الغطاء بعيدا عنه وهو يقول
- أنت لا تستطيعين التزام الصمت
أخذت قدميها بالتراجع ببطء إلى الخلف وهي تراقبه يقف لتهمس بعناد
- أنا لا أقول سوى الحقيقة
- اصمتي ولا تتحدثي اجل لا تسمعيني صوتك ( قال ذلك والتمعت عينيه مما جعلها تمعن النظر به وقد أصبحت قرب الباب فاستمر وهو يهز رأسه وعينيه لا تفارقانها ) اجل لا تفعلي فمن السهل التخلص منك لا تعتقدي اني لا استطيع ذلك وذلك الارتباط اللعين لا معنى له فلا تتكلي عليه كثيرا فبكل بساطة استطيع التخلص منك
- كيف ذلك هيا اخبرني كيف ستستطيع فعل هذا
- هل حقا تريدين أن تعلمي
- اجل ( همست بصوت مخنوق أمام سخريته الحادة فحرك يده نحو قائلا )
- أجعلك تختفين وكأنك لم تكوني يوما حتى موجودة اليست فكرة جيدة
- انها كذلك وليست جيدة فقط بل رائعة ولكن للأسف لستَ من ابتكرها
توقف عن التقدم نحوها وأمعن النظر بها لقولها الغريب قبل أن يقول بجدية
- لا تعتقدي اني ثمل ألان فانا اعلم ما أتحدث عنه ولست أهذي
- اعلم .. ما قولك بعقد هدنة اتفاق سمه ما تريد فيما بيننا
- أنا ( وأشار إليها مضيفا ) اعقد معكِ أنتِ اتفاق
- اعلم أن الاختلاف بيننا كبير فأين أنا وأين أنت ( قالت ساخرة من نفسها قبل أن تضيف ) ولكن ارجوا منك أن تسمع ما أريد قوله فهو سيروق لك جدا
عقد يديه وعينيه التين ضاقتا لا تفارقانها قبل أن يقول
- هاتي ما عندك
- لننسى أمر ذلك الارتباط وأنا لن أزعجك أبدا ففي الحقيقة لا اكترث أن كنتُ مرتبطة أم لا فسأهِب نفسي لخدمة الغير ولن اهتم لغير هذا لذا دعني وشائني وأنسى انك يوما ما قد ارتبطت بي واعدك أنني لن اسبب لك أي مشكلة وأنا على استعداد أن اقسم لك على ما أقوله فوجودي هنا ألان هو غلطه لن أكررها
- تهبين نفسك ( تمتم كمن لا يستوعب ما تقوله قبل أن يضيف ) ماذا تعنين بذلك
- الأمر بسيط اليس واضحا كفاية ما أعنيه ( حرك شفتيه بشكل غريب قبل أن يقول )
- أنت ألان مرتبطة بي وتفضلين على ذلك أن تهبي نفسك لمساعدة الغير ما .. ما الذي تحاولين قوله ما الذي تسعين له
- أنا لا اسعي لشيء فكل ما أريده هو أن تنسى ما بيننا أتعتقد اني فخورة بارتباطي بك ( جحظت عينيه المحدقتان بها فاستمرت دون أن تكترث لهذا ) انه اكبر خطئ ارتكبته وسأندم عليه طوال حياتي فنحن غير متناسبين أبدا لن استطيع حتى لو حاولت
- وتجرؤين على قول ذلك بوجهي ( تراجعت أكثر للخلف لهتافه فاستمر بحدة ) ابقي حيث أنت فانا لم انتهي بعد ( هزت رأسها بالنفي رافضة وهي تستمر بالتراجع فخطا نحوها بغيظ فأسرعت بالخروج من الغرفة وهو يهتف ) لن تهربي ألان ( أسرعت نحو الحمام لتدخله وتغلق الباب خلفها بإحكام ) اخرجي ألان ألان فيوليت
- لن افعل
- بداء صبري ينفذ قلت اخرجي
- لن افعل ( قالت بإصرار وأنفاسها تتسارع فالقد أغضبته حقا حركت رأسها نحو الباب وقد أسندت ظهرها بالباب مضيفة ) أنت لا تتصرف أبدا بشكل يليق بسيدٍ نبيل
- انظر من يتحدث أتريدين إفقادي لصوابي
- لم اعلم انك مازلت محتفظا به
- سأقتلك فما أنت سوى حثالة تعمل لدي
ضاقت عينيها لقوله وقالت وهي تشدد على كلماتها متعمدة لسوء معاملته لها
- ما أنا في النهاية إلا زوجتك ( شتم وركل الباب لقولها مما جعلها تنتفض ولكنها لم تستطع الصمت فتابعت ) أتمنى حقا لو أني لست كذلك ما كنت حينها وجدت نفسي بهذا الموقف ( دفعه للباب جعلها تغمض عينيها بذعر ورغم ذلك تمتمت له ) لا تليق بك سوى مخادعة كالورا تلك
- افتحي هذا الباب قبل أن أحطمه
- أتعلم أونيل لست سوى ابن أبيك المدلل فأنت حتى لا تنظر حولك ولو فعلت لعلمت ما يحصل
- فيوليت اصمتي
- لن افعل لن توقفني عن التحدث توقف ( هتفت وهي ترتجف لدفعه الباب بقوة كبيرة واستمرت بخوف ) أتعتقد أن والدك سيسمح لك بان تمس شعرة مني
- أن اعتقدتي أن والدي قادر على حمايتك مني فأنت تحلمين ليس الا فافتحي هذا الباب قبل أن أحطمه
وقبل أن تجيبه دفع الباب بقوة ليفتح ويدفعها بعيدا عنه أطلقت صرخة مخنوقة وهي تحاول إغلاقه ولكنه دفعه مرة أخرى بقوة جعلتها تتراجع بذعر وهو يدخل إليها فالتصقت بالحائط وهي ترى منظره الثائر لتهمس بصعوبة
- اني أحذرك لا تحاول الاقتراب
- لم اضرب امرأة في حياتي ولكن على ما يبدو أني سأبدأ ألان
قال بغضب وهو يمسكها من ذراعها بقوة جاذبا إياها نحوه فانكمشت على نفسها والذعر بعينيها لتضع يدها الحرة على صدره محاولة تفادي ارتطامها به لدفعته وقد عجزت عن النطق ولكن الصمت الذي حل جعلها تترقب ولا تستطيع السيطرة على ارتجافها وكل ما كانت تسمعه صوت أنفاسه الحارة وتشعر بيده التي أمسكت ذراعها بقوة حركت عينيها ببطء وهي لا تجرؤ على الحراك ثم رفعت رأسها نحوه بتردد وخوف لتتوقف عينيها على عينيه المحدقتان بها بجمود فرفعت يدها لتضعها على فمها تخفي شهقة كادت تنسل من شفتيها لرؤيتها لدماء التي انسلت من جبهته وغطت عينه واخذ شريان ينبض بقوة كبيرة قرب عنقه وبدا الألم الشديد بالظهور على وجهه فتراجعت عنه وقد سقطت بضع قطرات على ثوبها هامسة
- سأحضر بعض القماش والقطن انه يحتاج إلى تغير ( وتختط عنه فرفع يده إلى رأسه الذي يكاد ينفجر بهذه اللحظة بينما استندت على حائط الغرفة محاولة تهدئة نفسها والسيطرة على ارتجافها لقد جنت لتستفزه بهذا الشكل لقد كان على وشك ضربها كان ليفعل حاولت التنفس مهدئه من روعها قبل أن تتحرك نحو الدرج لتحضر منه القطن والقماش وعينيها تتعلقان به وهو يتجه إلى غرفة الجلوس ليرتمي على الأريكة والدماء الغزيرة لا تتوقف فاقتربت منه بصمت وقد احتقن وجهه وأخذت تتخلص من القماش بحذر وهي تبتلع ريقها والجمود لم يفارق وجهه أخذت تنظف له من جديد مكان الجرح العميق ووضعت له قماشا جديدا وهي تقول ) عليك برؤية الطبيب فالجرح عميق واعتقد انه بحاجه للإخاطة
بقي ملتزما الصمت فانحنت نحو القماش الذي نزعته وتوجهت نحو المطبخ لتأخذ بالسير به ذهابا وإيابا دون أن تجرؤ على مغادرته قبل أن تحرك رأسها نحو الصالة وهي تسمع انغلاق الباب الخارجي فارتمت متنفسة الصعداء على المقعد دون أن تستطع أن تسترخي وبقيت طوال اليوم تلوم نفسها لحضورها إلى هنا وما أن شارفت الشمس على المغيب حتى سمعت صوت خيل تتوقف قرب الكوخ فتحركت نحو النافذة لتشاهد كريس الذي ترجل عن خيله واقترب من الباب فسارت نحوه لتفتحه محدقة به وهو يقول
- كيف هو ألان
- لقد غادر
- غادر إلى أين
- لا اعلم
- الم اطلب منك أن لا تدعيه يغادر
- وتعتقد اني استطيع منعه أن أراد المغادرة ( حرك رأسه بضيق وهو يعود بأدراجه قائلا )
- أن عناده لا يحتمل لابد وانه ذهب إلى براغ متى غادر
- منذُ الصباح
عاد ليهز رأسه ويحث خيله على التحرك فتابعته لتغلق الباب بعد أن ابتعد ونظرت بأرجاء الكوخ تشعر بأنها سجينه هنا وترغب بالخروج , ابتلعت ريقها وهي تحدق بباب الغرفة وقد جلست على المقعد المجاور لسرير تقرأ احد الكتب دون تركيز رمشت وهي تصغي جيدا لسماعها صوت الباب الذي فتح قد أُغلق فنهضت وهي تضع الكتاب جانبا وحملت الشمعة لتتوجه نحو باب الغرفة فتحته وأطلت بتردد لتتعلق عينيها بظل أونيل المتجه نحوها وقد زاد تجهمه عند اقترابه من نور الشمعة لمحها بنظرة وأشاح بنظرة عنها فالتصقت بالباب وهو يتخطى عنها إلى داخل الغرفة فقالت بارتباك وهو لا يبدو أفضل حالا مما غادر عليه
- حضر كريس لرؤيتك اعتقد انك غادرت إلى براغ
جلس على حافة السرير وبداء يخلع حذائه متجاهلا إياها وضعه جانبا ووقف متجها نحو الخزانة فتابعته بعينيها بقلق ثم توقف نظرها على رأسه وقد لف بشاش ابيض طبي
- اعدي لي الحمام
قال وهو يخرج ثيابه من الخزانة دون النظر إليها فتحركت لتعد له الحمام وعادت نحوه فتخطى عنها خارجا ثم توقف وتراجع خطوتين نحوها نظر إلى عينيها التين حدقتا به لتصرفه ومال برأسه قليلا نحوها متمتما
- لا تحاولي إغلاق باب الغرفة وإلا أني لن اكتفي بتحطيمه هذه المرة
وبقي لثواني وجيزة محدقا بها ليؤكد قوله ثم تحرك مبتعدا لتلاحقه بعينيها المفتوحتان انه يتعمد إخافتها وهو ينجح بذلك رفعت يدها إلى عنقها وحركت رأسها بضياع ماذا تفعل ألان أعليها مجادلته دائما لما لا تستطيع العيش بسلام عادت بنظرها إلى حيث اختفى وهي تعقد حاجبيها أن عليه احترامها اجل عليه تعلم هذا حتى لو كانت مجرد عاملة فهي بشر في النهاية ولم تخطئ بحقه وضعة الشمعة من يدها جانبا وأحضرت غطاءين وضعتهما على الأريكة في الخارج مع وسادة ثم عادت نحو الغرفة أغلقت الباب بإحكام خلفها ودفعت خزانة الأدراج الصغيرة لتضعها خلف الباب من جديد ووقفت تحدق به مفكرة ثم تحركت نحو خزانة الأدراج الأخرى لتضعها أيضا لا أمل له ألان ورغم ذلك لا تشعر بالأمان فعقصت شفتها السفلى وحركت رأسها من جديد بأرجاء الغرفة توقفت عينيها على الخزانة الكبيرة فهزت رأسها بالنفي ونظرت نحو السرير لتهزه مرة أخرى وهي تتمتم
- الأمر مستحيل أنت الأصغر ( أضافت وهي تتوجه نحو المقعد لتجره وتلصقه بخزائن الأدراج جيدا وتنفض يديها وهي تعود نحو السرير لتجلس عليه محدقة بالحواجز التي وضعتها عند الباب وهي تهمس ) لنرى ألان
مالت نحو الشمعة لتطفئها واندست في السري وعينيها لا تغادران الباب بترقب ضمت يديها وهي تسمع صوت مقبض الباب يتحرك وعندما لم يفتح شتم أونيل وقذف المنشفة التي كان يحملها أرضا قبل أن يقول بحدة
- لن تتوقفي قبل أن تتسببي لنفسك بالأذى فتحديك لي بهذا الشكل لن يكون له الأثر الحسن في نفسي أتسمعين
- ألا تملك أكواخا أخرى فلتذهب إلى احدها وتدعني وشأني
قالت ذلك بعد تردد ثم ضمت الغطاء عليها وهي تسمع هتافه بها
- هذا الكوخ لي يخصني أنا أم الباقي فهي لوالدي فلتغادري بنفسك إلى إحداها وافتحي هذا الباب ألان
حركت رأسها بيأس قبل أن تقول
- وضعت لك غطاء ووسادة في الخارج
ورفعت الغطاء إلى رأسها وهي تتحرك لتستلقي على جنبها وهو يعود لشتم فرفعت يديها لتغطي اذنيها لا تريد سماعه فل يقل ما يريد الباب ولن يستطيع فتحه , تنهدت بعد مرور بعض الوقت وأبعدت الغطاء عن رأسها لن تستطيع النوم وهي تعلم انه بالغرفة المجاورة تنفست بعمق وهمت بالتحرك لتستلقي على ظهرها إلا أنها تجمدت وعينيها تستقران على شيء يتحرك قرب الخزانة فأمعنت النظر جيدا بهذا الظلام ولكن ما تراه حقيقي وليس وهما أبعدت الغطاء عنها ببطء ومالت بحذر وبطء نحو الخزانة قبل أن تصرخ بذعر وتتحرك واقفة في سريرها
- أفعى أفعى يوجد أفعى ( تلفتت حولها باحثة عن شيء تحمي به نفسها ولكنها لم تجرؤ على النزول عن السرير فمالت لتشعل الشمعة المجاورة لسرير ووجهها لا يفارق الخزانة لترى ذيل الأفعى يختفي خلفها فأخذت تقفز في مكانها هاتفة ) بحق الله يوجد أفعى هنا أونيل هناك أفعى كبيرة هنا
- ألا يمكن أن احصل على بعض السكينة هنا ما بالك لا تتوقفين عن الصراخ
تناهى لها صوت أونيل فأضافت بعجز وهي تحدق بالباب
- يوجد أفعى هنا
- أنت ولا شك تستحقين ذلك فليلة هنيئة لك
أجابها بخفة وقد راقه ما حصل مما أغاظها وجعلها تقول
- من الأفضل لك الحضور والتخلص منها
- تسـ تسـ انت مخطئة تماما
رفعت عينيها إلى السماء قبل أن تتلفت حولها ماذا تفعل ألان جلست على السرير وهي تحدق بالخزانة وتراقب أطرافها خوفا من خروج الأفعى منها ولكنها لم تستطيع الاحتمال فتحركت لتقف وتنزل عن السرير بحذر وعينيها لا تفارقان الخزانة تناولت ثوبها بهدوء ودون إصدار أي صوت وارتدته بشكل عشوائي كي لا تفارق عينيها الخزانة وتحركت نحو الباب لتبدأ بدفع المقعد ثم الأدراج الواحد تلو الأخر ثم تفتح الباب وتخرج محكمة إغلاقه خلفها لتتنفس وتتوجه نحو أونيل الذي رفع نظره إليها عند رؤيتها تقترب وقد جلس على الأريكة وهو يقرأ الصحيفة ورفع ساقيه أمامه على الطاولة عاد بنظره نحو الصحيفة قائلا
- اليس الوقت متأخرا وعليك الخلود للنوم ( عقدت يديها معا ناظرة إليه قبل أن تقول )
- هناك أفعى في غرفتي
- غرفتك؟! إذا تدبري أمرها ( ونظر إليها مضيفا بلؤم ) أم تراك تنتظرين مني التخلص منها
- اليس هذا هو الوضع الطبيعي
- الوضع الطبيعي الوضع الطبيعي لماذا
- لكونك رجلا
- آه
اكتفى بهذا وعاد نحو الصحيفة فحركت عينيها بعجز وحاولت تصبير نفسها قبل أن تعود للقول وهي تشير نحو الغرفة
- الأفعى حتى هذه اللحظة هناك وفي أي دقيقه قد تصبح هنا
- لا مشكله لدي فانا لا أمانع وجودها بنفس الغرفة معي
- أنت أنت
تمتمت بغيظ وأصرت على أسنانها كي لا تتحدث بما ملأ فمها فحدق بها بحدة منتظرا قولها وأمام صمتها قال
- أنا ماذا مارش هيا أعطني سببا قويا حتى لا اشعر بأي تأنيب لضمير
- أن كنت تملك ضميرا حقا فاذهب وتخلص من تلك الأفعى
- لن افعل وهذا جزائك لعدم استماعك لما أقوله ألا تريدين النوم هناك اذهبي إذا أنا لن أبه
- لن افعل ( وتحركت جالسة على الأريكة المجاورة له مستمرة بجدية ) سأبقى هنا وأثرثر وأثرثر حتى تمل
حدجها بنظرة قبل أن يحرك كتفيه قائلا باستخفاف
- افعلي ما يحلو لك فانا لن أصغي
- اوتعتقد انك تستطيع ذلك
- التزمي حدك مارش
- لستُ مارش ( تمتمت بحدة كارهة نفسها لما هي به فحدجها بنظرة جديدة قبل أن يعود نحو الصحيفة فوضعت يدها على جبينها وقد أسندت كوع يدها على حافة المقعد لو كانت تتحدث مع حائط لاستجاب لها أكثر مما يفعل أونيل فعادت للقول ) لن أعود للمبيت في تلك الغرفة أعدك بذلك سأدعها لك فاذهب ألان لتتخلص من الأفعى فانا لن استطيع النوم أن لم تفعل
- لو أردت النوم بها لما صعب علي فتح بابها
- بربك تخلص من الأفعى لو كنت استطيع ذلك صدقني لما جلست أحدثك
- يا لحسن حظي فمحادثتك تسرني حتى العمق
حركت عينيها بيأس قبل أن تتوقف على كوب فارغ موضوع على الطاولة بجوار ساقيه فهمست
- أنت ثمل اليس كذلك
وأمام تجاهله لها أمعنت النظر به فنظر إليها لتحديقها به لتتعلق عينيه بعينيها قبل أن يقول
- لا اعتقد أن كوب من عصير البرتقال سيثملني أم أن لديك رغبة دائمة بتفسير تصرفاتي على نحو أني ثمل
- لا مبالاتك الغير طبيعية والتي لا اشعر بأنها صفة من صفاتك تقول لي ذلك
- كأنك تعرفينني لتقولي ذلك اذهبي لنوم مارش ( هزت رأسها بالنفي رافضة وهي تقول )
- لن استطيع النوم وأفعى في الكوخ
- ما كان لك ترك النوافذ مفتوحة
- لن اتركها مرة أخرى أعدك بهذا وألان هل تخلصت منها
- من قال أني سأفعل
قال وهو يعود نحو الصحيفة ففتحت شفتيها دون التفوه بكلمة ثم أرخت ظهرها على المقعد قائلة وهي تحدق بنار المدفئة التي أمامها
- كما تريد وأنا سأبقى هنا
ورفعت ساقيها لتضعهم بجوارها على الأريكة وهي تختلس النظر نحو باب الغرفة ثم عادت بنظرها إليه وهو مشغول بالصحيفة فحركت عينيها عن الصحيفة إليه وقد خطر لها أمر أفزعها فسارعت بالقول
- مـ ما الجديد ( حرك رأسه ببطء نحوها فأسرعت بالإضافة ) ماذا تقول هذه الصحيفة هل هناك أخبار مميزة ( لمحها بنظرة غريبة وحرك رأسه بنفور وعاد نحو الصحيفة دون إجابتها فتمالكت نفسها فليلتها كارثة ولا ينقصها المزيد فعادت للقول بتوتر ) ألا يتحدثون عن أخبار العاصمة
- يتحدثون عن أخر طبق صنعته أحدا الطاهيات وعن كيفية غسل الملابس اليس هذا ما يهمك أن تعرفيه ( أجابها بانزعاج لمحادثتها المستمرة له وبرقت عينيه مؤشرا عن أن صبره بدأ ينفذ وهو يستمر ) من الأفضل أن لا تتبادلي الحديث معي فأنت لا تفقهين شيئا حتى
أطبقت شفتيها لقوله وعينيها لا تفارقانه وهو يعود نحو الصحيفة فأشاحت بنظرها عنه إلى الجهة الأخرى وقد التمعت الدموع بعينيها لا يكفيها ما هي به ليحضر شخصٌ كريه مثله ليقول لها أنها لا تفقه شيئا تمالكت نفسها بأعجوبة وعادت إليه قائلة
- بما انك لا تمانع البقاء برفقة الأفاعي بغرفة واحدة فمن المناسب أن تذهب إلى غرفتك وأنا سأنام هنا
- لقد نفذ صبري منك فليس القرار لك متى رغبتي تضعين كل ما في الغرفة خلف الباب ومتى لا ترغبين تقولين هذا هل تفهمين ما اقوله لك أتفهمين ذلك
عاد ليكرر قوله بحدة فهمست بغيظ
- اجل
- جيد ( أجابها وهو لا يبعد نظره عن الصحيفة فأسندت رأسها بيدها وهي تتأمله فلم تعامل بسوء كما يعاملها ورغم ذلك لو رأته فتيات جرترود للتففن حوله فهو ثري بهي الطلة ويستطيع أن يدعي انه يمك أخلاقاً عالية أغمضت عينيها ما كانت لتصدق أن يحدث كل هذا لها ) اجعلي من نفسك شيئا مفيدا واذهبي لوضع قطعة من الحطب في المدفئة
فتحت عينيها ببطء عند قوله هذا متأملة إياها قبل أن تتحرك مجبرة لتضع قطعة من الحطب بالمدفئة وتعود للجلوس في مكانها وهو يدعي انشغاله بما يقرأ محاولا تجاهل وجودها قدر ما يستطيع فمجرد جلوسها قريبة منه يجعله عصبي المزاج فتح الصحيفة على صفحة أخرى عله يركز بقراءتها ولكن لاشيء يشده حاول تصفحها بشكل سريع ثم أغلقها وقذفها جانبا ونظر إليها وهو يهم بالتحدث إلا أن عينيه توقفتا عليها وشفتيه لم تتحركان عند رؤيته لعينيها المغمضتين تمعن النظر بها وبأنفاسها المنتظمة وعدم تحركها وقد أسندت رأسها على المقعد وهي منكمشة على نفسها ضاقت عينيه قليلا وأشاح بنظره عنها محدقا بنار أمامه ولم تمر الدقيقة حتى عاد بنظره نحوها متأملا إياها بصمت ما المميز بها لما هي نقل نظره عن وجهها إلى ثوبها الرث الذي عادت لارتدائه إلى يديها التين استقرتا في حجرها وقد بدتا غير ناعمتا الملمس لعملها بالأرض إنه عقاب لن يسامح والده عليه لم يفعل شيئا ليستحق هذا لقد جلب العار لأسرته بزواجه منها ما كان عليه الاستسلام لوالده ما كان عليه أغمض عينيه ببطء وأشاح برأسه عنها وهو يهز رأسه أن عقله يرفض بشدة ما حصل انه حتى لا يصدق هذا رفع يديه ليضعهما خلف رأسه ويحدق بالسقف ومخيلته تأخذه إلى لورا الفتاة الجميلة الضحوكة التي تنسيه كل همومه زاد عبوسه وهو يذكرها تدخل كوخه وخلفها والدها ورجاله ظهرت ابتسامة مرة قاسية على شفتيه عليها أن تدفع ثمن استخفافها به هل اعتقدت انه ساذج لتلك الدرجة حتى تنطلي عليه تلك المسرحية التي كانوا يقومون بها انه السبب بهذا فالقد كان يتصرف مؤخرا بطريقة جعلت الكثيرين يفقدون الثقة به والبعض الأخر يستخف به وهذا مالا يروقه عليه البدء بتحسين أموره وإلا تدهور الوضع أكثر أن ما وصل إليه ألان لا يسره ولا يريد المزيد همس لنفسه وهو يحرك رأسه من جديد نحوها , فتحت عينيها ببطء وهي تستيقظ لتحدق بتشوش بالمدفئة قبل أن تنظر نحو الباب الذي فتح ليتوقف نظرها على جويل الذي توقف في مكانه ناظرا إليها ومن ثم إلى أونيل الذي رفع يده إلى عينيه قبل أن ينظر إلى جويل بتشوش
- ارجوا المعذرة لم لم لقد طرقت على الباب ولم يجب احد فاعتقدت أن لا احد هنا
- لا بأس ( تمتمت وهي تنزل ساقيها لتلعثمه فاستمر )
- سأضع هذه بالمطبخ
وأسرع بالتخطي عنهما وهو يحمل السلة الكبيرة بين يديه فتمتم له أونيل وهو يجلس جيدا
- لا تغادر فالتنتظر لتقلني إلى المحطة ( ونظر إليها وهو يتحرك واقفا ) فالتعدي لي الحقيبة
وتخطى عنها فنظرت إلى جويل الذي عاد من المطبخ قائلة
- يوجد أفعى في الغرفة وأريد إخراجها من الكوخ
- أين هي
- رايتها تدخل خلف الخزانة الكبيرة تعال لرؤيتها
أضافت وهي ترى أونيل يغادر الغرفة .
حرك نظره بأرجاء الغرفة قائلا وهو يرى جويل منحني خلف الخزانة التي أبعدها عن الحائط بينما وقفة يوليانا على المقعد تراقبه بكل حواسها
- الم تجدها بعد
- لا
- إنها هنا هنا جويل ( قاطعتهم يوليانا وهي تهتف عند رؤيتها لرأس الأفعى يطل من الجهة الأخرى وأخذت تقفز في مكانها بتوتر وهي تقول ) أسرع بإمساكها
أسرع جويل نحوها بينما هز أونيل رأسه وتحرك نحو المرأة ليسرح شعره
- سأتخلص منها بالخارج
قال جويل وهو يحكم يده على رأس الأفعى فأسرعت بالقول بارتياح
- افعل ذلك فلا أريد أن تعود إلى كوخي مرة أخرى
تحرك جويل خارجا بينما توقفت عيني أونيل عليها من خلال انعكاس المرأة فنظرت إليه ثم إلى جويل الذي خرج وعادت نحوه بحيرة لتحديقه بها فقال ببطء وتأكيد
- لا تكرري أبدا انه كوخك فلا تحلمي بهذا ( نزلت عن المقعد ببطء وهي تقول )
- لم اعني ذلك ( فعاد ليتابع تسريح شعره مما جعلها تضيف ) لقد أعددت حقيبتك ولم أضع بها الشيء الكثير هل ستتأخر بالعودة
- ليس من شأنك هذا
أجابها بنفاذ صبر محاولا بجهد تجاهل غيظه منها فلمحته بنظرة ضيق وهي تتحرك لتخرج حتى الخارج لتقترب من جويل وهي تتساءل
- هل تخلصت منها
- اجل لا تقلقي أترغبين بان احضر لك شيئا أينقصك شيء
- لا
- أنت واثقة فالقد أوصتني السيدة بان أتأكد من توفر كل ما تحتاجين إليه
هزت رأسها له بالإيجاب وعقدت ذراعيها لنسمات الهواء الباردة قبل أن ترى أونيل الذي خرج من الكوخ وانشغل بإشعال سيجارة فتحركت نحوه للتخطي عنه للداخل بينما تبعها جويل ليتناول حقيبة أونيل ويضعها بالعربة ليصعد إليها أونيل ويبتعد فتنهدت بارتياح وهي تغلق الباب فالقد عاد المكان لها وحدها نظرت بإرجاء الكوخ قبل أن تتحرك لما لا تشعر بالارتياح رغم أن عليها هذا فالقد ذهب من يتسبب بإزعاجها ورغم محاولتها الاسترخاء والشعور بالراحة إلا أن هذا لم يحصل وكأن شيئا ينقصها لم تعد لديها رغبة بالبقاء بمفردها هنا
- هل أنت بخير
تساءل جويل في اليوم التالي عند رؤيته لوجهها الشاحب فهزت رأسها له بالإيجاب وهي تقول
- اشعر بالملل ليس الا
- أأستطيع .. ( قال وبدا التردد عليه قبل أن يضيف ) أأستطيع دعوتك لحضور حفل زفاف شقيقتي أن كنت لا ترغبين لا باس أنا فقط أردت أن
- ارغب بذلك
قاطعته قائلة فابتسم ولكن سرعان ما اختفت ابتسامته وهو يضيف
- لا لا اعتقد انها فكرة جيده قد لا يرغب السيد بهذا
- ومن قال أني أسير حسب رغبات السيد
- ولكن ولكنك حسنا أنت زوجته اليس كذلك
- ما كان لك أن تهمس بذلك حتى لنفسك
- اعلم أرجو المعذرة لذلك
- متى موعد زفاف شقيقتك
- في بداية الأسبوع المقبل
- أن عادت السيدة سأذهب فكما تعلم لا أستطيع الظهور أن لم تعد
- أتفهم الأمر لا باس .. وداعا
أسندت رأسها على الأريكة بملل بعد مغادرته فها هو يوم أخر سيمضي وكأنها سجينه هنا
- ما هذا
تساءلت في صباح اليوم التالي وهي ترى جويل يحمل صندوقا كبير ليضعه أرضا أمامها فاستقام بوقفته قائلا
- انه من السيدة أرسلته لك
- هل عادت
- اجل منذُ بعض الوقت
- هذا أجمل خبر سمعته منذ وقت ( قالت وهي تنحني نحو الصندوق لتفتحه محدقة بالأثواب التي به ثم تناولت كيسا صغير موضوع فوق الأثواب لتتلمس القطع النقدية ففتحته محدقة بما يحويه لتهمس ) اعتقد انه بإمكاني العودة ألان إلى مزرعة مارش
- طلبت السيدة رؤيتك قبل عودتك إلى هناك
- حسنا ضع الصندوق بالغرفة أولا..........
دخلت إلى المنزل ليسرع التوأمان وكذلك ويل نحوها
- حضرت فيوليت حضرت فيوليت
أطلت جينا من المطبخ وهي تمسح يديها لتبتسم لرؤيتها قائلة
- ها أنت أخيرا
- هل اشتقتم لي
- اجل اجل
أجابها روي بحياء فابتسمت له وهي تضع الأكياس التي تحملها على الطاولة وتنظر إلى جاك الذي يضع الحطب بالمدفئة قائلة
- وأنت الم تفتقدني ( نظر إليها وهو يقول بتهكم )
- كيف لا فالقد كان المنزل هادئا جدا دونك
- ساعد هذا إطراء ( تمتمت لقوله قبل أن تضيف ) هل حدث الكثير بغيابي
- أنت من سيعلمنا بالإخبار كيف كانت زيارتك ( تساءلت جينا فقالت )
- حسنا حسنا سأعلمكم بكل شيء ولكن أولا ليأخذ كل منكم ما يخصه
- ماذا أحضرت فيوليت
تساءلت جينا بفضول وهي تحدق بالأكياس فقدمت لها يوليانا احد الأكياس الذي يحوى ثوبا مما أحضرته مارغريت لها قائلة
- انه لك وهذه الأثواب الصغيرة لكم هل تروق لكم ( أضافت للفتيات وهي تقدمها لهم وقد عرجت على البلدة قبل حضورها ) وهذا لك روي ارجوا أن يعجبك
وضع روي القميص على صدره بفرح ليتأكد من مقاسه فشد ويل ثوبها قائلا
- وأنا ماذا أحضرتي لي
- ما رأيك بهذا
- اهو لي ( أسرع بالقول وهو يتناول البنطال منها مضيفا ) انظري أمي
- وهذا لجاك ( نظر جاك من بعيد إلى القميص فامسكه روي وقذفه له قائلا )
- انظر إليه انه مناسبا لك ( امسكه جاك ووضعه على صدره قائلا )
- انه كذلك
- من .. أين لك بكل هذا ( تساءلت جينا بقلق )
- من السيدة مارغريت
- ولما قد تعطيك كل هذا
- لقد كنت أرعاها بشكلٍ جيد وهي راضية عني أتعلمين أنا جائعة ماذا لديك
قالت بتعمد وهي تبتعد عنهم لتقترب من القدر الموضوع على نار المدفئة متهربة من أسئلة جينا التي لاحقتها بنظرها , تقلبت في فراشها مفتقدة السرير المريح الذي كانت تنام عليه رغم كل شيء حاولت النوم دون فائدة لتشرد بمارغريت التي لم تستطع إخفاء فضولها عندما أعلمتها أن أونيل قد عاد إلى الكوخ وهي به ورغم محاولة مارغريت أن تبدو منزعجة لعدم إمكانها الحصول على الراحة التي كانت ترجوها إلا أن عينيها أعلمتاها بعكس ذلك أكان عليها أعلامها بحضور لورا فهي لم تفعل أغمضت عينيها فلا شان لها به وليتدبر أموره بنفسه.......
- كيف ابدوا ألا أبدو متكلفة
- لا
أجابت جينا المتوترة وقد اقتربوا من الكوخ الذي يقام به حفل زفاف شقيقة جويل فعادت جينا للقول
- ولكني اشعر باني متكلفة
لمحتها يوليانا بنظرة سريعة وقد ارتدت الثوب الجديد الذي أحضرته لها لتحرك كتفيها وهي تقول
- لست كذلك .. أين اختفى الأطفال
أضافت وهي تتلفت حولها فأشارت جينا نحو الكوخ
- أصبحوا بالداخل هيا بنا
دخلتا الكوخ الواسع والذي تناثرت أصوات الناس به وأخذت مجموعة من الشبان استقروا بزاوية الغرفة بالعزف بينما أخذت مجموعة بالرقص وقد عم المرح المكان بقيت يوليانا بجوار جينا التي أخذت تتحدث مع بعض السيدات
- انه لشرفٌ لنا حضورك ( نظرت إلى جويل الذي قال ذلك قبل أن تنهره بعينيها فأضاف ) أرجو المعذرة ( وتلفت حوله قبل أن يستمر ) أأعرفك على شقيقتي ( تحركت معه نحو فتاة بهية الطلة ممتلئة الجسم قليلا ترتدي ثوبا أبيض أنيق وبجوارها شابٌ طويل القامة لا يخلو وجهه من الجاذبية ابتسما عند رؤيتها تقترب ) هذه شقيقتي انجيلينا وهذا بران إنها .. فيوليت قريبة السيدة مارش
- سعيدة برؤيتك فالقد سمعت الكثير عنك
بادرتها انجيلينا فأسرع جويل بالقول وقد بدا الارتباك عليه
- ليس مني اقسم
- لا تكن فظ هكذا
أسرع بران بالقول له لتصرفه واستمر بود ليوليانا التي نظرت إليه
- لا يخفى أمر تردد شاب على منزل فتاة هنا فنحن ببلدة صغيرة
- آه
اكتفت بهذا القول قبل أن تصطنع ابتسامة فاقتربت ميريال منها لتحدثها مما جعلها تعتذر منهم وتبتعد مع ميريال التي قالت
- من أين لك هذا الثوب انه رائع وأنت تجدين تصفيف شعرك
- أشكرك
- اهو من السيدة
- اجل
- إنها تجيد العناية بمارينا مرافقتها ولكن لا اعتقد إنها قدمت لها ثوبا باهظا كهذا
- أرجو أن تعذريني علي رؤية جينا ( قالت وهي تبتعد عنها فأوقفها ماك وهو يقف أمامها قائلا )
- كيف أنت لم أرك منذُ زمن أمازلت تتجولين ليلا
- لا لم اعد افعل
أجابته بود وحركت رأسها بحيرة لصمت التام وتوقف الموسيقى لتتوقف عينيها على باب الكوخ عند رؤيتها لسترانس يقف أمام الباب وخلفه أونيل وشاب أخر يحمل صندوقا أسرع رجلان متقدمان بالعمر بالتقدم والترحيب بهم
- وكأنك رائيتي شبحا ما بك ( تساءل ماك لتجمدها فهمست دون استيعاب )
- ما ما الذي يفعله السيد هنا
- انه يهتم بمن يعملون لديه ( أجابها ماك وهي تتابع جويل الذي وضع مقعدا لسترانس وأخر لأونيل ذا الملامح الجامدة وتقدم الشاب الأخر المرافق لهم والذي يحمل الصندوق ليضعه أمام العروسان الذين تقدما لتحيتهم فاخذ سترانس يحدثهم بينما استمر ماك ) لديه تقليد بتقديم هدية عند زفاف احد العاملين المخلصين لديه وتكون الهدية حسب كفاءة ذلك العامل
- العامل
- اجل بران يعمل بمناجم السيد وهو يجيد عمله والسيد يثق به
- هكذا إذا
همست وهي تبعد نظرها عنهم فهذا أخر مكان توقعت رؤيتهم به وأونيل متى عاد لا يبدو بمزاج جيد لابد وان والده اجبره على القدوم عادت الفرقة إلى العزف فأسرع ماك بالقول والراقصون يعودون للرقص وهو يجذبها معه دون أن يعطيها مجالا لرفض
- أيمكنك مشاركتي بهذه الرقصة أم أن جويل يمانع
تحركت معه بحرج فلم تكن ترغب بذلك وهي تقول
- ولما قد يفعل
- لقد سمعت بعض الأشياء
- أن الناس هنا يفهمون بعض الأمور بطريقة خاطئة
- افهم من هذا أن مازال لدي فرصة ( أمعنت النظر به فأضاف بابتسامة ) أني أوسم من جويل والطف
لم تستطع إخفاء ابتسامتها رغم دهشتها وهي تراقصه , ضاقت عيني أونيل وهو يتابع بتعالي ما يجري حوله ليتوقف نظره عليها وهي تراقص ماك وتبتسم على ما يحدثها به فتحدث من بين أسنانه لوالده وعينيه لا تفارقان ما أمامه
- سيطول بقائنا فالقد اكرمناهم بزيارتنا وألان حان لنا المغادرة
- لا تكن على عجلة فهذه الزيارات ستقوم بها عني فيما بعد
بدا الاستنكار على وجهه بينما تناول سترانس كوب العصير الذي قدموه له رفع أونيل يده مشيرا إلى رفضه تناول شيء بينما رفع والده الكوب ليرشف منه ليقول وعينيه لا تفارقان يوليانا
- إنها فاتنة اليس كذلك ( لمح والده بنظرة ثم أشاح بنظره بعيدا فأضاف سترانس ) أنت لا تعلم ما تحوي يداك
عاد أونيل نحوه وقد ظهر التوتر عليه وهو يقول
- يا له من مكان مناسب لهذا الحديث
- أنا لا أراك إلى نادرا ولا أجد الوقت المناسب أبدا
- تفضل سيدي
قاطعهما احد الشبان الذي قدم لهما الحلوى تناول سترانس منها بينما رفض أونيل
- أن ماك لطيف اليس كذلك
- اجل ( أجابت جينا التي وقفت بجوارها قائلة ذلك قبل أن تضيف )
- واعتقد انك ستعاودين الرقص من جديد
نظرت إلى حيث تنظر جينا لتشاهد جويل يقترب منها فتابعته بترقب حتى أصبح بجوارها قائلا
- السيد مغادر وأعلمني أن السيدة مارغريت تريد حضورك فهي متوعكة
تجهم وجهها عند سماعها لذلك فأسرعت جينا بالقول
- ستتأخرين بالعودة
- لا اعلم ( تمتمت قبل أن تبتعد برفقة جويل إلى الخارج اقتربت من العربة الخاصة بآل دلبروك ليفتح لها جويل الباب فهمت بالصعود لتتوقف للحظة وهي ترى أونيل واسترانس بداخلها ) عمتما مساءً
تمتمت وهي تنقل عينيها بهما فأشار لها سترانس بالجلوس بجوار أونيل ففعلت ذلك وما أن أغلق الباب حتى انطلقت العربة
- راق لك الحفل
تساءل سترانس فهزت رأسها له بالإيجاب وعينيها تحاولان معرفة ما يريده ولما أرسل ورائها ألان بينما اخذ يعبث برأس عصاه قبل أن يعود للقول وهو ينقل نظره بينها وبين أونيل الذي تعمد النظر خارجا بتجهم
- كيف تسير أموركما مؤخرا
حدجه أونيل بنظرة قبل أن يقول بجدية تامة وهو يشدد على كلماته
- إننا بأفضل حال والفضل يعود لك بهذا ( تجاهل سترانس قوله ونظر إلى يوليانا متسائلا )
- هل بدأتي بالتأقلم ( هزت رأسها له بالنفي فأضاف ) ستعتادين مع مرور الوقت
- ستعتاد على ماذا بالتحديد ( نقل سترانس نظره عنها إلى أونيل قائلا بجدية )
- هناك أمور كثيرة ستفاجئك بني فأنت لا تدرك ما تحويه يديك بعد
- أنا على استعداد للإصغاء ( أجاب والده الذي اكتفي بتأمله فأضاف بغيظ ) عندما تستطيع الثقة بي أعلمني وألان بحق الله لما أحضرتنا إلى هنا
- انه منزلك اليس كذلك ( زاد تجهم أونيل ولم يجبه وقد توقفت العربة فتحرك ليفتح الباب ويترجل منها بعصبية فتبعه سترانس ومن ثم يوليانا تحرك سترانس نحو الكوخ ليدخله وهو يشير لهما ليتبعاه ففعلت وهي تفكر ما الجديد الذي سيعلمها به سترانس فهو لا يظهر الا ولديه أمر ما لِما تشعر بأنها لن تكون سعيدة وقف سترانس في وسط الغرفة وأشار لهم بالجلوس فجلست يوليانا بينما بقي أونيل واقفا ومحدقا بوالده بتجهم وهو يعقد يديه معا وعينيه تضيقان
- ألن تجلس
- أستطيع تحمل أخبارك وأنا أقف على قدماي
- ومن قال أني احمل أخبارا قد تهزك
- لن تحضرنا إلى هنا الا وان كان الأمر كذلك
- سأخيب املك هذه المرة فالقد اصطحبتكم إلى هنا كي اجعل الأمر مقتصرا بنا نحن فقط
ومد يده إلى جيب سترته ليخرج منها علبة خشبية صغيرة فتحها بعناية ليلتمع سوارا ماسي بها جحظت عيناي أونيل بالسوار قبل أن يرفعه والده ببطء ونظر إلى يوليانا التي تجمدت عينيها عليه قائلا وهو يقدمه لها
- هذا السوار متوارث في عائلتي وهو قطعة نادرة جدا فالقد أوصى جدي الأكبر على صنعه من امهر حرفي الماس ليقدمه إلى زوجته وثم توارثه الابن الأكبر في العائلة ليقدمه هدية زفاف لزوجته وقد احتفظت به لابننا الأكبر ولكن القدر لم يشاء له النجاة فأصبح من حق أونيل وبما انك زوجته ألان فهو لك لتحتفظين به لابنكم الأكبر
حركت عينيها عنه إلى السِوار وهي تشعر بالأرض تلتف حولها ما الذي يريده سترانس منها لما لا يدعها وشأنها حل أونيل يديه ببطء وأشار نحو السوار بعينين واسعتين وهو يقول بعدم تصديق