انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الخميس، 31 يناير 2013

قلب لا يصغي 7


أجابه وغادر لتنشغل قليلا في اختيار أحد الكتب بدورها ثم تغادر برفقة كوني لتحضر بعض الأغراض التي تحتاجها كوني ثم تعودا بأدراجهم إلى المنزل لترفض دعوة كوني بالدخول وتتابع متجهة نحو النهر لتقترب ببطء وهي ترى خيله الواقف يأكل العشب دون استطاعتها رؤيته فاقتربت من الخيل لتربت على رأسه الذي رفعه نحوها لتتساءل بود
- أين هو صاحبك
- هل افتقدته بقدر ما افتقدك بدوره ( عقصت شفتيها مع ظهور ابتسامة ناعمة عليهما لسماعها قوله لتستدير باتجاهه متأملا إياها وهو يتحرك نحوها لتتحرك بدورها باتجاهه وهي تتأمله بمحبة ليتابع وقد وقفت امامه ومازالت نظراته تتأملها بشوق ) لا يبدوا هذا
- لقد فعلت
همست بصوت بالكاد سمعه ولكن عينيه الثابتتان على شفتيها لم تفوتا حرفا مما قالته فتوسعت ابتسامته واقترب منها اكثر وهو يهمس
- اشتقت لك ( وأمام تورد خديها أضاف وهو يلامس ذقنها ) كنت بشوق لرؤيتك
التمعت عينيها المحدقتان به بمحبة وهي تهمس
- لقد اطلت الغياب هذه المرة بدت اشعر نيوترن خاليه دونك
- يسرني ذلك
تمتم وهو يحيطها بذراعيه لتتوسع ابتسامتها بحياء وهي تنسحب من بين ذراعيه لتتراجع للخلف بينما بدا التساؤل بعينيه وهي تتابع تراجعها قائلة
- استطول اقامتك ام ستعود سريعا نحو سكوتلا
- سابقا هنا قليلا ( اجابها وهو يراقبها تعود نحو الخيل لتتلمسه متهربة منه وهي تضيف )
- هل والدك بخير
- أن وضعه مستقر ألان ( قال وهو يقترب منها متناولا يدها التي تربت بها على رأس الخيل مستمرا للخيل ) ارجوا أن تعذرني فسأسرقها منك قليلا ( ابتسمت وتحركت برفقته ومازال محتفظا بيدها بين أصابعه ليتساءل ) كيف هي أمور جدك
- أن نقل بضاعتنا أرهقهم
- لقد عملت على إرسال إيثن لتحدث معه بشأن شراء بضاعتكم إنه عجوز عنيد جدا جدا
- إنه كذلك
- لا أقل عنه عنادا فلا تقلقي
- لا أستطيع إلا أن أفعل عليك إقناعه بأي طريقة
- هذا ما أنوي فعله
قال وهو يتوقف عن السير فنظرت نحوه لتترك يده يدها لتحتضن خدها لتتوه بعينيه من جديد قبل أن تقول وهي تبتعد منسحبة من أمامه
- هل علمت من من عمالك يتعامل مع هانز
تابعها وهو يعقد حاجبيه قبل أن يتبعها وقد وقفت قرب إحدى الأشجار قائلا
- رغم شكي بأحدهم ولكني لم أقوم بصرفه بعد واكتفيت بإبعاده عن الخيول الجاهزة للسباقات
- لما
- أريد أن أكون واثقا تماما وسرعان ما يخطئ حينها سيرى أمورا لا تروق له ( همت بالتحرك ما أن وقف أمامها مما جعله يسرع بوضع يده على جذع الشجرة مانعا إياها من التحرك وهو يضيف ) أتتعمدين منعي من معانقتك
بقيت عينيها ثابتتان على عينيه لتتمتم وقد كسا الاحمرار خديها
- أجل ( وانسلت ببطء لتجلس أرضا متهربة منه فجلس القرفصاء أمامها قائلا بمداعبة ) اليس هذا تصرف شرير من قبلك
توسعت ابتسامتها وهزت رأسها بالنفي وهي تقول
- لا ليس كذلك
- أتشكين بمقدار محبتي لك
عادت لهز راسها بالنفي وهي تهمس
- أعلم أن قدرنا قد جمعنا معا
- أترين تلك الصخرة ( أشار لها بعينيه إلى الخلف مما جعلها تنظر من فوق كتفه إلى الصخرة التي كانت قد وقعت عنها سابقا ليستمر ) لقد كنت اجلس هنا عندما كنت وليانا هناك ( عادت بنظرها ببطء إلى عينيه ليضيف ) أجل لقد رأيت من سقط منذ البداية
- أه وأنا التي اعتقدت أنه من حسن حظي عدم معرفتك بأنها أنا .. اعتقدت انك .. ما كنت .. لتساعدني
- في ذلك اليوم بالتحديد علمت ما تعنيه لي
ابتلعت ريقها وهي تخفض رموشها فمشاعرها منجرفة معه بشكل كبير مما يجعل قلبها يخفق بطريقة غريبة لم تألفها من قبل قبل أن تعود لتنظر إليه وهو يتحرك لتفتح فمها دون قول شيء وقد فاجئها باستلقائه أرضا واضعا رأسه بحجرها ومحدقا بها ليقول وهو يلاحظ حرجها
- ألا أستطيع استغلاك كوسادة
- لا هذا غير لائق
تمتمت بحرج مما جعل عينيه تلمعان بوميض جذاب وهو يضع يده تحت رأسه قائلا
- اعتقدت أننا تخطينا هذا ( نظرت بعيدا متهربة من عينيه وقلبها يخفق بجنون بداخلها فتابعها قبل أن يهمس ) ليس من الصعب إحراجك
أخذت يدها تعبث بالتراب دون أن تجرؤ على النظر إليه وهي تقول
- علمت أن خيولك قد فازت بالسباق الأخير
- فزنا أربعة من اصل خمسة
- هذا جيد
- عليك مساعدتي قليلا هنا ( قوله جعلها تعود بنطرها اليه فتابع ) عليك إعلامي بنقاط ضعف جدك حتى أستطيع استغلالها
ادعت التفكير قبل أن تتنهد هامسة
- إني وأليك من أكثر أحفاده قربا له لن أبوح بأكثر من هذا .. ألم يحاول أفراد عائلتك ثنيك عن العمل معنا
- لقد حاولوا في الحقيقة ولكني أستغل سلطتي استغلالا تاما هنا .. وأنا ماهر في الإقناع .. وتوقفي عن النظر إلي بهذا الشكل وإلا لن تعودي إلى منزلك اليوم ( أضاف أمام نظرات الإعجاب الذي أطلت بعينيها فاخفت ابتسامة خجولة كادت تطل على شفتيها ليتابعها مضيفا ) لما لا تلاقيني بسكوتلا
- سأحاول إقناع جدتي فهي ترفض مفارقة جدي هذه الأيام
- سأعتمد عليك لإقناعها .. هل شكرتك على المنديل
- وهل نال إعجابك
- جدا
- يسرني ذلك ( بدت عينيه شاردتان بها مما جعلها تقول بتعمد ) لقد اسعدك بعكس باقة ورودك تلك
التمع وميض جميل بعينيه قبل أن يقول
- بدت إغاظتك أمرا مسرا لي في حينها ولكن في الحقيقة لقد كنت أجملهن يومها ولو كان الأمر مختلفا لما سمحت لأحد بمراقصتك ولحظيت بك لنفسي
اخفت ابتسامتها وهي تهم بابعاد عينيها عن عينيه ولكن سرعان ما عادت نحوه وهو يتحرك محتضنا وجهها وهو يهمس
- أنظري إلي أحب أن انظر في عينيك فهما تعلماني بالكثير
بقيت عينيها ثابتتان على عينيه لتشعر بأنفاسه التي تقترب أكثر وأكثر لتغمض عينيها وهو يعانقها لتنسى كل ذلك القلق الذي ينتابها في هذه اللحظة لتعود لفتحهما وهو يبتعد قليلا ناقلا عينيه بعينيها ليعود لمعانقتها من جديد ولكن هذه المرة ليؤكد لها أنها غارقة في غرامه حتى الثمالة
- نايل ( همست باسمه وقد اغمض عينيه منذ بعض الوقت وقد عاد راسه ليسترخي في حجرها مستمرة ) امازلت مستيقظا
- اجل عزيزتي ( اخذت اصابعها تتلمس وجهه برقة وهي تهمس )
- علي المغادرة
- ليس قبل ان تعلميني ما كنت تفعلينه قبل حضورك للعيش هنا
- قبل حضوري لنيوترن ( تساءلت فهو راسه لها بالإيجاب وهو يفتح عينيه محدقا بها )
- من اين ابدأ .. كنا نقطن ب ... واخذت تقص عليه وهو مصغي لها باهتمام قبل ان تضيف ) لقد تأخرت على المغادرة وإلا انتابهم القلق لتأخري
- على إخلاء سبيلك إذا
- إلا إذا أردت رؤية أفراد عائلتي يبحثون عني
ابتسم لقولها وتحرك واقفا ومد يده لها ليساعدها على الوقوف وهو يقول
- بعد غد سيقيم المحافظ مأدبة عشاء وسيدعو جميع العائلات في نيوترن لحضورها
- أراك بعد غد إذا ( هز رأسه لها بالإيجاب وتحرك برفقتها فأضافت بعد تردد قليل ) ألن يكون أمري مرفوضا من قبل والديك ( ونظرت إليه لتراه يحدق بها فأضافت ) أتوقع أن يكونا كجدي
عاد بنظره إلى ما أمامه وهو يتابع سيره بجوارها مما جعلها تبتلع ريقها بصمت فقال
- لقد أعلمتهم بأمرك ( تجمدت الدماء بوجهها وحدقت به فهز رأسه لها بالإيجاب فأضاف ) الدتي وشقيقتي علمتا بأمرك ( تاهت عينيها به بينما استمر ) أخذت والدتي تصر علي لاتقدم لإنجيلا فرفضت فسألتني أن كنتِ السبب برفضي وقد رأتني عندما هرعت لمساعدتك عندما وقعت الصناديق التي بالعربة عليك في البازار دون أن أدرك أو أفكر بما افعله لتوقفني شقيقتي فأجبتها بالإيجاب
توقف عن السير ففعلت بالمثل وقد غادرها قلبها والقلق يدب بها وهي تقول
- اعلم أن الأمر لن يسرها
- كما أعلم أن الأمر لن يسر جديك إن علما ( اجابها وهو يرفع قبعت معطفها عن ظهرها ويضعها على رأسها وهي تراقبه قبل أن تقول
- الن تستسلم لهما ( ثبتت يديه على كتفيها قبل أن يقول )
- لا
- أتعدني
- اجل
- سأثق بك
- عليك ذلك ( قال وابتسم ابتسامة لم تصل إلى عينيه فالقد جن جنون والدته عندما اعلمها بهذا وهي تقوم بالضغط عليه بكل الطرق التي تملكها تراجع خطوة واحدة إلى الخلف مستمرا لها ) هيا اذهبي قبل أن أجد أفراد عائلتك يبحثون عنك
بقيت عينها ثابتتان عليه وهي تتحرك مبتعدة لتعود لنظر أمامها لتسير إلى المنزل والهواء يلامس وجهها الشاحب فمنذ ان اعلمها بعلم والدته وشقيقته حتى قبض قلبها تشعر بالخوف والقلق ولكنها تعلم انها ستسير معه حتى النهاية تنهدت بعمق على ماذا كانت تلوم ليانا فلو كان براون بنصف جاذبية نايل لما تخلت عنه لو أعلمها احد أن هذا كان ليحصل لها لتهمته بالجنون وألان إنها غارقة حتى أذنيها بغرام أكبر أبناء آل كريمر , اقتربت من المنزل لتدخل وتلقي التحية على صوفيا التي بادرتها
- أين كنت حتى ألان فلقد قصدت بيت عمك وأعلمتني كوني أنكما عدتما منذ وقت وأرسلت هذا الكتاب الذي نسيته معها
- قصدت رولان لماذا أين جدتي
- في غرفتها تستريح .. إلي أين أنت ذاهبة
أضافت لليانا التي نزلت أخر الدرجات وهي تضع الوشاح على كتفيها فأجابت والدتها
- سأذهب إلى رولان فلقد وعدتها بزيارتها
نقلت صوفيا نظرها بين ليانا وفيولا قبل أن تقول وفيولا تتحرك نحو إبريق الماء لتسكب منه في الكوب
- الوقت متأخر لا تخرجي ألان
- ولكن رولان أرسلت خلفي
- ولما فلقد كانت فيولا لديها منذ قليل
ابتلعت ليانا ريقها بتوتر بينما رفعت فيولا كوب الماء إلى شفتيها لترشف منه وهي تنهر ليانا بعينيها إلا أن الأخيرة رفعت كتفيها قائلة بإصرار
- أن رولان بحاجة لمساعدتنا لذا علي الذهاب للاطمئنان عنها
وتحركت مغادرة دون السماح لوالدتها بالاعتراض مما جعل والدتها تقول بضيق وهي تحدق بفيولا
- ولما تحتاج رولان لمساعدتكما
- أن .. أن رولان في الحقيقة .. حامل وهو طفلها الأول ولا تشعر بأنها على مايرام ونحن صديقتيها لذا يجب أن نمد لها يد المساعدة أنا أيضا متعبة
قالت وهي تصعد بدورها الأدراج حتى تبتعد عن صوفيا الغير راضية بإجاباتها لتتجه نحو غرفتها .
دخلت ليانا إلى غرفتها في اليوم التالي وهي تحرك صندوقا بين يديها بفضول تبحث عن مرسله بينما انشغلت فيولا بتسريح شعرها
- وصلك هذا ( تركت فرشاتها وهي تحدق بالصندوق المستطيل لتتوجه نحو ليانا وهي تقول )
- من أرسله
- لا أعلم أوصله ساعي البريد منذ قليل
- لابد وأنه من والدتي
قالت وهي تتناوله منها لتفتحه بابتسامة تجمدت على شفتيها وهي ترى الثوب ذو اللون البيج الذي سبق لها رؤيته معروضا في واجهت احد المتاجر ببرود لتسحبه بروية محدقة به بينما هتفت ليانا
- ما أجمله أن ذوق والدتك رائع ( رقت ملامح وجهها وعينيها تلتمعان فهي على ثقة من أن نايل من أرسله لابد وأنه شاهدها عندما أخذت تتأمل هذا الثوب ) عليك ارتدائه غدا فهو مناسب جدا
- سأفعل ( تمتمت وهي تضع الثوب على جسدها متأملة نفسها بالمرآة بينما قالت ليانا بتنهيدة )
- لا أتخيل نفسي أتواجد في مكان واحد مع براون دون قدرتي على محادثته
- من الأفضل أن لا تحاولي فعل هذا غدا ولا تحاولي قصد الحديقة برفقته أنا جادة فالبلدة بأجمعها تكون هناك فلن يتأخر أحد عن تلبية دعوة محافظ البلدة على العشاء
- اعلم .. أسيحضر أليك
- لا أعلم ( أجابتها وهي تقوم بوضع الثوب على السرير مضيفة ) قد لا يحضر .

أخذت عينيها تتأملان منزل المحافظ الكبير وقد تراكمت العربات أمامه والزوار لتسير برفقة عائلتها إلى الداخل لتتجمد وهي ترى نايل يقف برفقة المحافظ وزوجته الذين يستقبلون الضيوف على الباب لتسرع بالنظر نحو جديها الذين يسيران أمامهم فقام جدها بإلقاء التحية على المحافظ وزوجته وما أن أنتهى حتى قام نايل بإلقاء التحية عليه هز جدها رأسه له ردا لتحيته وتحرك وجدتها مبتعدين ليتبعهما عميها وزوجتهما لتسير خلفهم بقية أفراد الأسرة لتسرع ليانا خطواتها نحوها وتضع يدها على ظهر فيولا التي علمت ما أرادته فنظرت إليها طالبة منها الصمت وعدم التحدث ألان باستثناء ليانا لم يبدو أحد من أسرتها راضيا عن ما جرى ففي ما مضى كان من الصعب حدوث هذا فكلا الأسرتين كانت تتجاهل بعضها ولا يقومون بإلقاء التحية على بعض ظهرت ابتسامة خفيفة على شفتيها فلا يستهان بذكاء نايل ولكن مفاجئتها لم تقل عن مفاجئة بقيت أفراد أسرتها عندما دعاهم المحافظ للجلوس برفقته على الطاولة الرئيسية ليفاجئوا بدعوته لعائلة كريمر بالإضافة إلى عائلة بلانك رغم وجود العديد من الطاولات الممتدة التي تملأ المكان إلا أنه أجلسهم معا تنفست الصعداء لان جدها لم يرفض طلب المحافظ ولأن عائلة بلانك من جلسوا أمامهم بينما جلست عائلة المحافظ أمام أفراد عائلة كريمر المتجهمين وعدم الرضا باد عليهم والذي لا يقل تجهمهم عن تجهم أفراد أسرتها فأخذت تتناول طعامها دون أن تجرؤ على النظر ابعد من جدها الذي جلس بجوار المحافظ وما أن انتهوا من تناول الطعام حتى دعا المحافظ ضيوفه للانتقال إلى الحديقة الخارجية لمتابعة الأمسية فاعتذر جدها منه لاضطراره المغادرة وأشار لأفراد عائلته بذلك فهمت بالحاق بأفراد عائلتها لتتوقف ورولان تقف بجوارها متسائلة باستغراب
- ما الذي قلته لعمتي صوفيا ( نظرت نحوها بحيرة مما جعلها تضيف وهي تفتح عينيها جيدا ) لقد هنئت أمي بسبب حملي
فتحت فيولا شفتيها عاجزة عن الحديث لاول وهلة ثم أسرعت بالقول
- لابد وأنها قد فهمت الأمر خطأ ( رفعت رولان حاجبيها لها بحيرة فأضافت ) قلت لها أنك كنت متوعكة أتذكرين عندما .. كنت متوعكة .. علي اللحاق بجداي
تأملتها رولان قبل أن تقول
- ماذا تخفين
- بالتأكيد لا أخفي شيئا
- إذا أعلمي عمتي صوفيا بأني لم أحمل بعد كي لا يحضر الناس لتهنئتي هلا فعلتي
- اجل بالتأكيد .. أراك فيما بعد وداعا
وأسرعت بالمغادرة لتقترب من جدها وهي تراه يشير إلى ديفيس بالاقتراب منه والتجهم باد عليه قبل أن يصعدا إلى العربات مغادرين ليتناها لها حديثهما
- أريد أن تعلم ما وراء نايل كريمر أتستطيع ذلك
- أستطيع
- أريد أن أعلم ما يخفي فأمره بدأ يقلقني
- لا أفهم إلى ما ترمي
- لقد أرسل لي منذ وقت أحد رجاله ليعرض علي شراء بضاعتنا من جديد وبسعر مغري لي دون فائدة له أريد أن اعرف ما وراءه إلى ما يسعى ولما ألان يسعى جاهدا إلى المصالحة مع عائلتنا أنه يحاول وبشتى الطرق
- ماذا تعتقد أنه يضمر لنا
- لا أعلم ولكن أريد أن تراقبه جيدا أريد أن أعلم إلى أين يذهب ماذا يفعل مع من يتحدث لا تجعله يغيب عن نظرك
ابتلعت فيولا ريقها بصعوبة وقد شحب وجهه وهي تتخطى عنهما لتصعد بالعربة لقد أدرك جدها ان وراء ما حدث اليوم نايل .

- أكاد اقسم أني أحلم فيولا ( بادرتها ليانا التي سحبتها فور وصولهم إلى المنزل نحو غرفتها مستمرة ) لم يستطع جدي الرفض
- ذلك احترام لمحافظ البلدة
- يا ألاهي يكاد قلبي يقفز فرحا لا أستطيع الانتظار لرؤية براون لقد حاولت كل جهدي ألا انظر إليه اليوم
- ولن تفعلي بالقريب العاجل ( حدقت بها ليانا لقولها فأضافت ) طلب جدي من ديفيس معرفة ما وراء نايل كريمر وتصرفاته
- لست جادة
- سمعته بنفسي لذا لا تجرؤي على رؤيته وإلا فضح أمرك ألان دون شك
بدا القلق الكبير على ليانا وجلست على السرير خلفها قائلة بتوتر
- أتعتقدين أن نايل يفعل ذلك من أجلي وبراون .. لذا لم يطلب منه عدم رؤيتي وتجاهل أمرنا بعد أن أعلمتهِ لقد اعتقدت أنه لم يصدقك .. لا يستهان بذكاء جدي .. أتعتقدين أنه يشك بشيء
- لا أعلم ( همست ورغم نجاحها بإخفاء توترها إلا أن قلبها غادرها من أن تسوء الأمور )
- لو كان براون يعلم أن شقيقه كان ليتصرف بهذا الشكل لما أخفى عنه أمرنا بحق أنا شديدة الإعجاب به من كان ليصدق كان براون يعلمني أن نايل لا يستهان به وهذا ما يجعل مهمته في إدارة شئون عائلته امرا سهل فهم قليلا ما يقومون بمعارضته
رغم متابعة ليانا الحديث إلا أنها شردت بعيدا فبرغم رغبتها الشديدة لرؤيته إلا أنها لم تجرؤ على النظر إليه وعلمها أنه مغادر غدا نحو سكوتلا طمئنها بأنه لن يكون تحت مراقبة ديفيس عليها إعلامه فور عودته ولكن كيف دون أن يلاحظها أحد .

لم تأخرتي كان على أعداده من جديد ( قالت رولان وهي تجلس على المقعد لتسكب الشاي فقالت )
- أصرت مايسي علي بالدخول .. هل عادت والدتك من برود
- أجل وشقيقتي أنجبت طفلا أخر جميلا تقول والدتي أنه كثير الشبه بها
- تهاني
- هل اعلمتي عمتي صوفيا
- بماذا آه آسفة لقد نسيت سأعلمها فور مغادرتي أعدك
- نسيتي ( تمتمت رولان وهي تحدق بها وقد وقفت قرب المدفأة شاردة قبل أن تستمر ) هل غادر أليك
- لا ليس بعد
- علمت أن ماي على وشك أن الارتباط بشكل رسمي
- سمعت بذلك أيضا
- الم يكن أليك مهتما بها ( تساءلت رولان وتحركت والباب يدق لتتجه نحوه لتفتحه وفيولا تقول )
- لم يكونا على وفاق
- هل ماثيو هنا احتاجه في أمرا ضروري ( سماعها لصوت نايل أصمتها وجعل دقات قلبها تتسارع بينما أجابته رولان )
- أجل تفضل سأرى أن أنها استحمامه
وتحركت نحو غرفة المكتب لتفتحها فدخل نايل محدقا بفيولا التي نظرت نحوه بدورها فعاد نحو رولان قائلا
- ارجوا أن تفعلي فالعربة بانتظاري وأنا احتاجه بأمر عاجل
- سأقوم باستعجاله ( كررت وهي تسرع بالصعود إلى الطابق الثاني فهمست فيولا )
- متى عدت
- اليوم وأريد رؤيتك
- لا أستطيع فجدي أرسل ديفيس ليتحرى عنك إنه يعلم انك من دفع المحافظ للتصرف بهذا الشكل ويريد أن يعلم سبب تصرفاتك هذه
- أعلم .. فهو يتتبعني ولا يكتفي بالسؤال عن أموري ( بدا الذعر بعينيها لقوله فأضاف ) أوصيت بترومين بدعوتكم للحفل الذي يقيمه غدا فهل فعل ( هزت رأسها له بالإيجاب فاستمر ) في الباحة الخلفية لمنزله يوجد كوخا صغير ( هزت رأسها من جديد بالإيجاب فاستمر ) أريد إعلامك بأمر مهم يجب أن تلاقيني هناك
ابتلعت ريقها وهي تعود بنظرها نحو المدفئة بينما تعلقت عيني نايل برولان التي تنزل الأدراج قائلة ببطء
- دقائق وينزل
- حسنا سأنتظره في الخارج
وتحرك مغادرا بينما نقلت رولان عينيها بين ظهر فيولا وبنايل الذي غادر قبل أن تقترب ببطء منها وهي تقول بحيرة
- ما الذي يجري هنا ( حدقت فيولا بها محاولة أن تبدي عدم الفهم عليها ولكن احمرار خديها وارتباكها جعل رولان تفتح شفتيها بدهشة وعدم تصديق قبل أن تشير إلى الباب هامسة ببطء ) أهو صاحب باقة الورود
- لا
- إنه كذلك ( أضافت ومازال عدم التصديق باديا عليها )
- مرحبا .. كيف أنت
قال ماثيو وهو يحدق بفيولا مستمرا نحو باب غرفة المكتب مما جعل رولان تقول
- أنه ينتظرك بالخارج ( تحرك ماثيو مغادرا فعادت رولان نحوها قائلة ) إنه هو
- مازلت لا أعلم عما تتحدثين
- فيولا فيزل
تمتمت رولان بخبث فتحركت فيولا نحو وشاحها لتتناوله وهي تقول
- على الذهاب فجدتي بانتظاري
- أنتِ حقا في ورطة
- هلا توقفتي
- إنه ورطة لا بأس بها بالحقيقة ولكن أسرتيكما رباه ماذا ستفعلان
شدت وشاحها عليها جيدا ونظرت نحو رولان قائلة
- هلا أبقيت هذا الأمر فيما بيننا
- بالتأكيد ولكن هلا تركتم ماثيو خارج الأمر المسكين لم ينم إلا في ساعات الصباح الباكر فلقد كانت إحدى خيول فرانسيس تلد ليلا وقد أرسلوا خلفه لمساعداتها ( هزت رأسها لها بالإيجاب فأضافت ) الشاي سيبرد هلا جلستي لاحتسائه وإعلامي متى بدأ هذا
- في المرة القادمة أعلمك أما ألان فعلي الذهاب .. وداعا
وغادرة متجهة نحو منزلها أنها تستطيع الثقة برولان فهي صديقتها ولن تخذلها دخلت إلى المنزل ملقية التحية على جديها وليانا قبل أن تتوقف عينيها على أليك الشارد بتجهم فهزت رأسها لجدتها متسائلة وهي تجلس برفقتهم فحركة كتفيها لها بعدم معرفتها فتعمدت أن تتبعه نحو غرفته لتتفقد حاله ألا أنه أعلمها أنه يشعر بالتعب وسيأوي للفراش فبقت تحدق ببابه الذي أغلق قبل أن تتحرك نحو غرفتها .


أخذت عينيها تجولان بما أمامها في مساء اليوم التالي قبل أن تتوقفا على أحد الرجال الذي ارتدا بذلة سوداء مألوفة لتعود وتشعر بخيبة الأمل وقد أدركت إنه ليس نايل لتعود بنظرها بين المدعوين الذين ملئوا الحفل الذي أقامته عائلة بترومين وقد دعوا جميع سكان البلدة للتعرف عليهم كانت بشوق للحضور ولكنها لم تجرؤ على التوجه نحو الكوخ الذي أرشدها إليه قبل أن ترى أنه قد وصل ولكنه لم يظهر حتى ألان كما عليها التأكد من انشغال ديفيس قبل أن تذهب فلن تخاطر بافتضاح أمرها تعلقت عينيها باليك الذي دخل من الشرفة وتناول كأسا من الشراب بتجهم وقد احمر وجهه وسار نحوها لتبادره
- ما بك ( هز رأسه بالنفي دون إجابتها مما جعلها تقول ) هل رأيتها أهي هنا
- أجل ( أجابها بذات التجهم وملامح وجهه مشدودة فعادت للقول وهي تتأمله )
- هل حدثتها
- اجل
- إذا
- إنها لا تستطيع التخلص من ضغط والديها عليها
- أنت جاد ماذا كانت تفعل معك إذا
- هذا ما سألتها إياه قبل قليل ولم ترقني إجابتها لذا ( وضاقت عينيه قبل أن يتمتم ) وجهت لها كلاما جارحا لاستغفالها لي رغم ذلك مازلت لا أشعر بالارتياح
- بما تتهامسان ( اقتربت كوني منها قائلة مما جعلهما ينظران إليها وهي تستمر ) ألا تروق لكما الحفلة
- لم لا
أجابتها فيولا بينما رفع أليك كأسه ليرشف منه وعينيه تضيقان وهو يتابع آن وهي تمر من أمامه لامحة إياه بنظرة ضيق
- هذا ما تبدوان عليه هيا ابتسما واستمتعا و
بينما كانت كوني تتابع كانت فيولا تنظر نحو نايل الذي وقف على بعد خطوات منها ليتحدث مع السيدة آفرون التي أوقفته لتتابع عينيها انجيلا تقترب منه وتتأبط ذراعه مما جعله ينظر إليها فابتسمت له وهي تقول شيئا جعله بدوره يبادلها ألابتسامة بينما اختفت الدماء من وجه فيولا رغما عنها فأخر ما تريد رؤيته هو الود الظاهر بينه وبين انجيلا وهمت بإشاحة وجهها عنهما إلا أنها توقفت والسيدة آفرون تقول وهي تنقل نظرها بين الاثنين
- سمعت أنكما سترتبطان متي ستعلنان ذلك
- قريبا .. قريبا جدا في الحقيقة
أجابتها انجيلا بابتسامة وهي تلتصق بذراع نايل ببعض الدلال حرك نايل رأسه يهم بالنظر إلى إنجيلا ولكن عينيه تشابكتا بعيني فيولا المحدقة به والصدمة بادية عليها وعينيها المليئتين بالاتهام ثابتتان عليه لوهلة قبل أن تحرك وجهها بصعوبة عنه وهي تحاول جاهدة أن تبقى جامدة ولا تجري مسرعة من هنا ماذا جرى كيف ومتى حدث هذا لا لا هل استسلم لضغط والديه ولكن ماذا عنها أهذا ما كان ينوي إعلامها به .. لا لن تستطيع البقاء فهمست وهي تتخطى أليك وكوني
- اعذراني
وتحركت مبتعدة عنهم وهي تشعر بنفسها ترتجف متجهة نحو الحديقة للتوقف فلا تريده أن يتبعها فهي ألان ليست بوضع يسمح لها بالإصغاء لأي قول سيقوله لذا تلفتت حولها لتشاهد ديفيس فتحركت نحوه قائلة
- هل أوصلتني إلى المنزل
- ما بك لا تبدين على مايرام
- اشعر بالتوعك ولا أستطيع البقاء هنا
ارتمت على السرير فور دخولها غرفتها مجهشة بالبكاء أكان يخدعها طوال الوقت لا .. لا .. لابد وأنه قد استسلم لوالده ولكن آه غبية فيولا غبية .

- أنا بحاجة لرؤيتها ( أمعن جدها النظر بها في صباح اليوم التالي وهي تضيف ) أرجوك لا تعارض
- لماذا اليوم .. ولماذا عيناك منتفختان بهذا الشكل الم تحظي بليلة جيدة
- لا لا أشعر بأني على مايرام سأذهب مع أليك أنه مغادر بعد قليل
نقل نظره بوجهها قبل أن يقول بعد لحظة صمت
- حسنا ولكن لا تتأخري بالعودة وأعتني بنفسك فلا أريد رؤية هذا العبوس عند عودتك
- أشكرك
تمتمت شاكرة وهي تتحرك لتطبع قبلة سريعة على خده وتسرع لتحضير حقيبتها لتغادر برفقة أليك الذي أوصلها حتى العربة التي ستقلها إلى منزل والدتها وغادر لتدخل إلى منزل والدتها متسائلة وهي تترك حقيبتها قرب الباب بينما اقتربت الخادمة لتتناولها
- أين والدتي
أشارت لها الخادمة نحو غرفة الضيوف فتوجهت نحوها لتفتح الباب وتدخل وهي تلقي التحية ببطء لثبات مقلتي كاثرين عليها بجمود قبل أن تقول دون استطاعة فيولا رؤية السيدة الجالسة أمامها
- هذه أنت متى حضرت
- للتو ( أجابتها بحيرة لتوترها وهي تقترب لتحرك السيدة رأسها نحوها لتتجمد فيولا في مكانها بينما ثبتت عيني والدة نايل عليها بذهول للحظة فقالت كاثرين )
- أعذريني هيلدا فلم أقدم لك ابنتي فيولا فيولا هذه السيدة هيلدا لقد تشرفت بتلبيتها لدعوتي للحضور وتناول الغداء برفقتي
حركت هيلدا عينيها ببطء عن فيولا الى كاثرين دون أن ترمش وهي تقول
- ابنتك .. ولكن كيف .. لقد اعتقدت .. أن ليس لديك إلا ولدا واحد
- آه تعنين دكنز الذي شاهدته برفقة روفن لا إنه ليس ابني إنه أبن روفن الوحيد أنا لي طفلان وهما فيولا وأليك وقد التقيت بروفن بعد وفاة زوجي وقد كانت زوجته أيضا قد توفيت وتركت له دكنز ( ونظرت نحو فيولا مستمرة ) هلا جلستي
ابتلعت فيولا ريقها بصعوبة شديدة قائلة وهي تشير إلى الخلف
- لقد وصلت للتو لذا اعذروني لعدم تمكني من البقاء ارجوا المعذرة
رمشت هيلدا دون قدرتها على إخفاء صدمتها وهي تتابعها تغادر قبل أن تقول
- ألان فهمت ألأمر
- ارجوا المعذرة
- لا أنا ارجوا المعذرة ( أضافت بحدة وهي تقف مستمرة ) لن أستطيع البقاء لتناول الشاي حتى
- ولكن
- لقد كنتِ مرتبطة بأحد أفراد آل فيزل ولم تعلميني بهذا
قاطعتها هيلدا وهي تتحرك نحو الباب فقالت كاثرين وهي تقف في مكانها
- كان لي الشرف بالارتباط به ولقد أنجبت منه طفلان أحب الي من نفسي ولم أرى ما يجعلني أحدثك عنه وأنا أعلم عن علاقتكم في نيوترون
- إذا كان عليك تجاهلنا وعدم
- هذا لن يكون منصفا فنايل صديق عزيز علينا
أجبرت هيلدا نفسها على الصمت قبل أن تقول
- علي المغادرة وشكرا لدعوتك وداعا
وتحركت مغادرة بينما راقبتها كاثرين قبل أن تتنهد وتجلس على يد المقعد خلفها .

- اعتذر فلم أكن اعلم أنها هنا وإلا لما دخلت
تمتمت فيولا وهي تحدق بوالدتها التي دخلت الى غرفتها فهزت كاثرين رأسها لها بالنفي وهي تقول
- لست مخطئة فأجلا أم عاجلا كانت ستعلم .. مازلت شاحبة ( أضافت وهي تقترب منها وقد جلست على حافة السرير لتحتضنها مستمرة ) لا تعطي هذا الأمر أهمية
نزلت دمعة من عينيها اسرعت بمسحها فابتعدت عنها والدتها قليلا محدقة بها قبل أن تجلس أمامها على السرير وهي تقول
- ما الذي يحزنك بهذا الشكل ( وأمام صمتها أضافت ) أهو رجل
رمشت وهي تحاول أن تحتفظ بدموعها دون جدوى وهي تقول
- كيف علمتي بهذا
- أنا والدتك
أخذت نفسا عميقا ولكنها لم تشعر بالتحسن فزاد انهمار دموعها فأسرعت لتضع رأسها بحجر أمها التي أخذت يدها تنسل بهدوء على رأس أبنتها وهي تقول لبكائها
- هوني عليك .. لا بأس .. أن كان البكاء يريحك فافعلي
لا تعلم كم بقيت بهذا الشكل ولكن صوت والدتها ويدها التي تنساب على شعرها جعلها تفرغ كل ما كبتته بصدرها لتنساب دموعها دون توقف وهي تعلمها بما حدث لتصغي لها بصمت قبل أن تتركها لتستريح في فراشها .

رفعت رأسها نحو والدتها التي دخلت إلى غرفتها قائلة
- الشمس دافئة اليوم لما لا نجلس على الشرفة وتحركت نحو النوافذ لتفتحها بينما عادت فيولا لتحدق بالكتاب الذي تحمله قائلة
- هل ستحضر خالتي اليوم
- اجل سنتناول الغداء معا كان عليك أمس مرافقتنا فلقد استمتعنا كما أن جيم قدما لنا ألآنسة جاسمين إنها فاتنة وعلى ما يبدو أنها قد سلبته عقله
ابتسمت فيولا قائلة بود
- تعنين ما بقي منه
- لا تدعيه يسمعك تقولين هذا ( وأضافت وهي تقف أمامها ) لديك ضيف في الأسفل يرغب برؤيتك ( تجمدت عينيها على والدتها التي أضافت ) أجل إنه هو
- لا أريد رؤيته رباه ما الذي يعنيه بحضوره الى هنا
- لم اعتقد أنه من الائق سؤاله
- آه أمي أرجوك ( تمتمت بضيق فتأملتها كاثرين لثواني قبل أن تتحرك نحو الباب لتغادر وهي تقول ) أنت مصرة على عدم رؤيته
- اجل لن أفعل
- كما تريدين ولكني انتظر انضمامك لي على الشرفة هيا انهضي
بقيت عينيها تتأملان الباب الذي أغلق بشرود لتعقص شفتيها وهناك غصة بأعماق روحها لن تبكي لن تفعل همست لنفسها .

اقتربت كاثرين من أخر الدرجات محدقة بنايل الواقف أمامها قائلة
- إنها ترفض النزول
- ولكني احتاج إلى محادثتها علي توضيح بعض الأمور لها
- إنها تملك عناد والدها فأنا منذ يومين أحاول إخراجها من المنزل دون فائدة ( وتوقفت متأملة وجه نايل المغمق وقد بدا الضيق الشديد عليه مستمرة ) لم لا تنضم لي لشرب الشاي على الشرفة لقد دعوتها لذلك أيضا .
خف تجهمه وهز راسه بالإيجاب لها بينما غادرت فيولا غرفتها لتنزل الى الأسفل وتخرج نحو الشرفة وهناك شيء ثقيل يجثو على صدرها لتقترب من سور الشرفة بشرود فحقا لا ترغب بمغادرة غرفتها وبنفس الوقت لا تريد اغضاب والدتها
- لقد جعلتي مهمة الوصل إليك أمرا مستحيلا ( تجمدت لأول وهلة ثم اخذت أنفاسها بالتسارع وهي تحرك راسها نحو نايل الذي وقف قرب باب الشرفة قائلا ذلك ومستمرا وهو يخطوا نحوها بينما استدارت بجمود نحوه ) علي ان أكون غاضبا منك وانا كذلك في الحقيقة
- ماذا تفعل هنا
- ابحث عنك فيولا
- لا تفعل فانا لا اريد ان اسمع شيء حقا لا اريد لا اعلم لما امي لا تصغي لي فلا اريد رؤيتك
- لما لا لأنك تعتقدين حقا بأني سأرتبط بأنجيلا
- اعتقدت ( قالت بضيق شديد متابعة ) رباه لقد سمعتها بنفسي نايل فهل تعتقدني حمقاء لقد وثقت بك
- ما يزعجني أن ثقتك بي لم تكن بتلك القوة التي تدعينها كيف تصدقين ذلك
- لقد سمعتها تقول ذلك هي من قالت وليس أي احد لأقول ان الامر مجرد اقاويل
- كنت على الأقل أعطني فرصة وليس المغادرة بهذا الشكل
- لما لتعلمني أن والديك قد ضغطا عليك للارتباط بها حسنا ليس بالأمر الصعب التنبوء به فهنيئا لك
- لم يفعلا ( قاطعها قائلا ذلك واستمر مؤكدا بصوت أقل حدة وهو يقف امامها ) لقد فاجئني تصرفها بدايتا عندما وقفت بجواري ممسكة بذراعي قائلة أنها ترغب بأن أكون رفيقها بالرقصة القادمة ثم قولها عن اقتراب ارتباطنا بصوت مرتفع كفاية
- أتريد إعلامي بأنها ادعت ذلك ( قالت بعدم تصديق فأكد لها )
- أجل وعندما طالبتها بشرح سبب تصرفها قالت إنها كانت تريد أن تنتقم لنفسها لأن شقيقك قد قام بإهانتها
أخذت ملامحها تتجهم ببط قبل أن تقول بعدم فهم
- ما شأن أليك ب ( توقفت ممعنة النظر به جيدا قبل أن تهمس ببطء واستنكار ) أتريد القول انها آن هامبسون
- تعنين إنجيلا هامبسون
- إنجيلا هامبسون أن هامبسون ( تمتمت ومازال عدم التصديق باديا عليها قبل أن تستمر ) ولكن كيف
- أعلمتني أنها على معرفة بأليك ولكنها لم تكن تعلم بأمر الخلافات بين العائلات بدايتا وعندما علمت تعمدت إخفاء الأمر عنه بسبب علاقة عائلتها المقربة بنا وبمحاولة والديها إرغامها على الموافقة في حال تقدمت لها في الحقيقة لم تقل الكثير فلم تكن بحالة نفسية جيدة .. حقا لن تطلبي مني تبرير أقوالها لا أعلم ما يدور بينها وبين أليك لما لا تسألينه هو ( بدا الضيق عليها مما جعله يضيف بحدة خافته ) كان عليك الثقة بي
- لم يكن سماعها تقول ذلك بالأمر السهل علي
- أن الأمر ليس بالسهولة التي تعتقدينها لا تجعليني أشعر بأني بمفردي بهذا عليك الثقة من أننا مرتبطان الى الأبد
رمشت وهي تقول بألم
- انت لا تعلم كم المتني فكرت أنك قد تكون لغيري
وغصت الكلمات في حلقها وشعرت بالدموع تتجمع بعينيها دون قدرتها على المتابعة فتنهد بعمق وجذبها نحوه ليستقر جبينها على كتفه فلم تعترض وهي تحاول إخفاء الدموع التي غادرت عينيها لحيطها بذراعيه قائلا
- لم أتوقع مغادرتك نيوترون بهذه السرعة فقد قضيت يومان كاملان في البلدة علني أستطيع رؤيتك وعندما عجزت قصدت رولان ( رفعت رأسها نحوه فاستمر ) أعلمتني أنك غادرتي نحو سكوتلا
ابتعدت عنه قليلا وهي تقول
- لم أستطع البقاء لقد .. كدت اجن وانا افكر انك حقا سترتبط بها وانك كنت تريد اعلامي بهذا تلك الليلة
- لقد قمت بإعلام والدي باني ارغب بالارتباط بحفيدة هكمان ( توقفت عينيها عليه دون حراك فاستمر ) هذا ما كنت أود إعلامك به
- الم يطلب منك أن تنسى الأمر
- جلس دون محادثتي بعد أن أعلمته والمفاجئة بادية عليه فلم يكن يتوقع هذا ثم قال إنه يعرف ألان سبب تصرفاتي الأخيرة وعملي بالتجارة وأني ولابد جاد وإلا لما وصل الأمر إلى هنا وبما أنه يثق بي وبخياراتي ويريد أن يترك ذكرى طيبة فلا مانع لديه أن استطعت إقناع عائلتك بالموافقة
- أنت جاد ( تمتمت قبل أن تضيف ) لقد حصلنا على موافقة والدك
- اعلم أن الأمر لم يكن سهلا عليه ولقد أعلم أمي اليوم بموافقته
ابتلعت ريقها وهي تقول بتوتر
- لقد رأيتها عند وصولي في ضيافة أمي
- أعلمتني
- لم يسرها الامر
- لا وتم اتهامك بانك قمت بالإيقاع بي هنا
- أهذا ما تعتقده
- اجل فلا يخيل لها اننا قد نستطيع الالتقاء بنيوترن ( ونكزها بأنفها بود مضيفا ) انها لا تعلم ما نحن قادرين عليه ( ابتسمت لقوله فتابع ) هلا تعقلتي الان وتوقفت عن زيادة اعبائي فلا اريد ان اشعر باني وحيد بهذا
- لم استطع تقبل ما قالته نزل الامر علي كالصاعقة
- منذ الان أي امر يحدث او يصلك فلتراجعيني به قبل ان تقرري تصديق الامر والهروب مني استفعلين
هزت راسها له بالإيجاب وهي تشعر بالندم لتسرعها فتابع
- عديني بذلك
- اعدك
- انا أتعرض للضغط الشديد من الجميع لذا لا تتدعيني بمفردي بهذا
رقت عينيها وهمست
- لم اعلم .. لتبقى هنا اليوم لن تمانع امي
- لا استطيع فليس لدي الوقت الكثير فعلي التوجه نحو المشفى الان لاصطحاب والدي
- اتحسنت صحته
- لا أن وضعة كما هو وقد اعلمني الأطباء منذ قليل أنه يتوجب على نقله نحو المشفى في براغ
- ستعود الى هنا في طريق العودة
- متى ستغادرين
- بعد يومين
- ان استطعت سأكون هنا وان لم يسعفني الوقت نلتقي عند رولان ( هزت راسها له بالإيجاب فهمس ) ساشتاق لك
- وانا كذلك وحرص على نفسك ولا .. تستسلم لهم
- لن افعل اراك قريبا اذا .. اعتني بنفسك جيدا .. وداعا
أضاف وهو يتراجع بضع خطوات ومازال نظره معلقا بها قبل ان يستدير مغادر فتابعته دون قدرتها على إخفاء مشاعرها نحوه فهي على ثقة بأن لم ترتبط بنايل فلن ترتبط بغيره لهذا عليها أيضا العمل على تحسين الأمر بين عائلتيهم أن أرادت التواجد معه عليها فعل شيء رقت ملامحها والسعادة الغامرة قد حلت بداخلها لتزيح تلك الغمامة التي كانت تضغط عليها مؤخرا لتبتسم لها والدتها وهي تقترب للانضمام لها على الشرفة قائلة
- لما غادر
- عليه نقل والده الى براغ
- أرى ان الأمور بينكما عادت الى ما كانت عليه
- كان مجرد سوء فهم ليس الا
- لقد أوقعت نفسك دون شك بمعضلة
- اعلم ولكن ما باليد من حيله إن قلبي لا يصغي لي وعقلي يرفض إطاعتي وأنا لا أريد منهما إطاعتي
أضافت بتنهيدة وهي تعود لنظر إلى حيث اختفى لتمضي اليومان التالين برفقة والدتها قبل أن تودعها مغادرة سكوتلا وهي بشوق للعودة الى نيوترن فجلست تراقب الركاب الذين أخذ بعضهم بالنزول من القطار بينما صعد بعضهم الأخر إليه وقد توقف القطار في المحطة التالي
- علمت أني سأجدك هنا
حركت رأسها بشكل ألي نحو نايل الذي جلس بجوارها قائلا ذلك لتبقى عينيها ثابتتان عليه لوهلة قبل أن تقول
- ماذا تفعل هنا
- إني عائد نحو نيوترن لا تبدين سعيدة برؤيتي ( ابتسمت لقولة قائلة بتوتر )
- أني كذلك ولكني لوهلة اعتقدت أني بدأت أرى الجميع يشبهك ( واستمرت ومازال الركاب يصعدون إلى القطار ) كما اعلم ألان أني سوف أتزوج بعجوز من عائلتي بجلوسك هنا
- عليهم تخطي قبل أن يفكروا بهذا ( قال وحرك يده نحوها وهو يفتح كفه مستمرا ) أن كنت لا تشعرين بالأمان من وجودك بقربي فأنا أتفهم هذا وان رغبتي سأجلس في مقعدا أخر من ألان ولن انتظر حتى وصولنا إلى برود
نقلت نظرها بعينيه بعد قوله وحركت يدها لتضعها بيده لتغلق أصابعه على يدها ضاغطا برقة ورضا قبل أن يتساءل
- أهناك احد بانتظارك بنيوترن
- أرسلت والدتي برقية ليقوم أحدهم بانتظاري .. يالاهي انهما ماتي ولورا ماندل ( أسرعت بالقول وهي تلمحهما يصعدان بالقطار وعادت نحو نايل الذي حدق بها بتجهم فأضافت وهي تسحب يدها من يده ) أنت تعلم أنهما لا تتوقفان عن الثرثرة
- علينا الافتراق هنا إذا
هزت رأسها له بالإيجاب فتنهد وعينيه لا تفارقانها قبل أن يقول وهو يهم بالتحرك
- سأحضر بعد غد عند ماثيو لما لا تلاقيني هناك
- سأفعل
تمتمت فابتسم وهو يهز رأسه لها ويتحرك ليجلس على إحدى المقاعد الفارغة في الأمام تابعته بنظرها قبل أن تعود نحو النافذة وهي تحاول ان تخفي توترها
- هاهي فيولا تعالي سنجلس بجوارها ( نظرت إلى ماتي ولورا ماندل التين توجهتا نحوها لتجلسا برفقتها ومارتي تستمر ) ماذا تفعلين هنا
- كنت أقوم بزيارة والدتي ( أجابتهما باقتضاب لتاخذا بالتحدث دون توقف لتشرد بعيدا رغم ادعائها انها تصغي لهما )
- ألا ترغبين بالتجول ببرود لن تمضي الساعة بسرعة أن جلسنا هنا فقط
قالت لوار وهي تقف وقد توقف القطار بهم في برود فتحركت مارتي لتتبعها قائلة
- ألن تحضري ستملين
- لا سأحاول النوم قليلا
- كما تريدين
قالت وهي تبتعد فرفعت نفسها قليلا محدقة بالمقعد الذي جلس عليه نايل لتجده لم يغادر بدوره فعادت لتجلس جيدا في مقعدها وكل تفكيرها منصب عليه لتبتسم قبل أن تغمض عينيها ببطء والابتسامة تداعب شفتيها وهي تفكر به
- بحق الله لقد مضت ساعة ونصف ونحن متوقفون هنا الم يصلحوا العطل بعد
قالت مارتي بتذمر وقد أعلن أنه تم تأجيل انطلاقة القطار من برود لوجود عطل وهم يقومون بإصلاحه فعادت فيولا لتقلب صفحة جديدة من كتابها الذي انشغلت بقراته بينما عادت لورا ومارتي للحديث حول ما ستعدان غدا من أنواعا مختلفة من الكعك
- أخيرا ( تمتمت فيولا وقد أعلن أن القطار سينطلق قبل أن تضيف ) سنصل بوقت متأخر
- سنقلك معنا أن لم يوجد من ينتظرك .. عليك بالحضور غدا إلى المخبز فسنعد أنواعا جديدة قمنا بإحضار وصفات مميزة معنا
- سأفعل بكل تأكيد
تنفست الصعداء والقطار يتوقف بهم بنيوترن أخيرا وشعرت بالارتياح عندما رأت عربة براند متوقفة وقد انشغل بالانحناء نحو عجلها متفحصا إياه فتوجهت نحوه ملقية التحية
- أخيرا وصلتي ما الذي جرى
- اخذوا وقتا حتى استطاعوا إصلاح العطل ( أجابته وعينيها تتابعان نايل الذي صعد بالعربة التي تنتظره لتتابعها وهي تبتعد متسائلة ومازال براند مشغولا بتفحص العربة ) ما بها
- عجلها متخلخل على ما يبدو سأحاول تثبيته
- الم يكن بإمكانك اكتشاف هذا سابقا
- توقفي عن التذمر فأنا من يحق له هذا
وقفت تنتظره وهي تراقب الناس القليلة المنتشرة بالمحطة قبل أن تشد معطفها عليها بسبب نسمات الهواء البارد وقد عم الظلام المكان
- سيوصلنا هيا اصعدي
قال وهو يضع حقيبتها الصغيرة بالخلف فتحركت لتجلس ليجلس بجوارها بدوره ويمسك لجام الحصان لينطلق لتقول كاسرة الصمت الذي طال بينهما وهي تعود لشد معطفها
- الجو بارد
- اجل كيف كانت زيارتك
- جيدة ( قالت ولكنه لم يكن يصغي وهو يتمتم )
- رائحة شيء يحترق
نظرت حولها بحيرة قبل أن تقول وقد شاهد براند ذلك أيضا
- هناك انظر .. رباه براند ( صاحت بذعر بينما تجمدت عينا براند وهو يطلب من الأحصنة الإسراع ) إنه منزلنا منزلنا اليس كذلك
اضافت بتوتر وذعر وهي ترى الدخان المتصاعد من جانب المنزل وقد كسر النور الصادر عن النار المشتعلة ظلمة الليل ليغادرها قلبها وهما يقتربان بسرعة وما كادت العربة تتوقف حتى قفز براند مسرعا لتتبعه فيولا وهي تتلفت بذعر بالفوضى التي تعم المكان وقد أخذ بعض الرجال بمحاولة إطفاء النار المشتعلة من الخارج فنظرت نحو المجموعة المجتمعة لترى زوجة عمها صوفيا التي لفت نفسها بالغطاء وجحظت عينيها متأملة النار لتبادرها بقلق وهي تتحرك نحوها مسرعة
- جدتي جدتي ليانا جدي أين هم أين
- هناك ( تمتمت صوفيا وهي تمسكها من ذراعها مهدئة إياها ومستمرة وفيولا تنظر إلى حيث أشارت صوفيا لترى ليانا الشاحبة دون رؤية غيرها فتوسعت عينيها بذعر ) مازال الباقي بالداخل
فتحت شفتيها عاجزة عن النطق وعينيها تجحظان بباب المنزل وهي ترى براند يسرع بالدخول منه بينما والدته تهتف باسمه بقلق فتحركت تريد أن تتبعه الا ان صوفيا امسكتها جيدا قائلة
- لن تستطيعي شيئا فالدخان خانق بالداخل
ولكنها لم تسمعها وهي ترى براند الذي أطل بالسرعة التي دخل بها وهو يمسك جدتها فأسرعت نحوه وهي تصيح باسم جدتها المغشي عليها لتتناولها هي وصوفيا منه بينما قال وهو يبتعد
- سأعود لمساعدته بإخراج جدي انتبهوا لها
أسرعت بالجثو نحو جدتها وتناولت الماء الذي أسرعت ليانا بتقديمه لها لتمسح وجه جدتها وهي تهتف باسمها وتصغي لتنفسها البطيء وهي تسعل بصعوبة
- ابتعدوا بتعدوا ( حدقت بعمها وليم الذي اقترب بسرعة ومازال بملابس النوم لينحني ما أن أصبح بجوارهم حاملا والدته بين ذراعية وهو يضيف بقلق ) سآخذها إلى الطبيب
أسرعت صوفيا خلفه بينما تلفتت فيولا وهي تقول
- عمي البرت ( فأجابتها ليانا بسرعة )
- والدي بالمزرعة برفقة ديفيس لا أعتقد أنهم علموا
ونظرت كما فعلت فيولا نحو باب المنزل الذي خرج منه براند ونايل الذين يمسكان جدها للحظة شعرت بماء باردة تصب عليها وهي تحدق جيدا بنايل وقد تخلص من سترته ليبقى بقميصه الأبيض الموشح بالأسود ألان وقد تناثر شعره بشكل فوضوي وامتلأ وجهه بالرماد قبل أن تنقل نظرها نحو جدها وقد وضعوه أرضا وأسرع نايل بتفقد تنفسه قبل أن يقوم براند بقول شيء بتوتر كبير فأخذ نايل يفك ملابس جدها كاشفا عن صدره بسرعة قبل أن يحاول أن يضغط عليه محاولا إنعاشه ثم طلب من براند فعل ذلك بينما تراخت قدمي فيولا لتجلس أرضا ببطء وهي تتابع ما يجري ليتهاوى براند جلسا بعجز لعدم استجابة جده فعاد نايل لضغط على صدر جدها محاولا إنعاشه من جديد لتشعر بنفسها تبتعد ولكن السعال الذي صدر فجأة من جدها الذي يحاول استعادة أنفاسه بصعوبة جعلها تعود لأرض الواقع بسرعة هامسة باسمه ومتحركة نحوهم ليقول براند فور رؤيتها
- ابتعدوا لا أحد يقترب دعوه يتنفس فمازال لم يستعد وعيه
بينما جلس نايل إلى الوراء وهو يتنفس بعمق وقد بدا الارتياح عليه لتتراجع بدورها إلى الخلف وعينيها تراقبان جدها الذي يتنفس بصعوبة
- علينا اصطحابه إلى المشفى فلقد تنشق الكثير من الدخان
هز براند رأسه موافقا لقول نايل وهو يتحرك نحو جده ليمسكه فساعده نايل من جديد وهو يشير نحو عربته المتوقفة بجوار الطريق ليتحركا نحوها ليصعد براند برفقة جده إلى داخل العربة المغلقة بينما صعد نايل ليمسك الجام ويحرك الخيول ليبتعدا ويختفيان وقد انشغل سائس عربته بإخماد النار برفقة بعض الرجال تابعتهم فيولا قبل أن تعود للنظر حولها وقد أصبح المكان يعج بالرجال الذين أسرعوا للمساعدة بإطفاء الحريق
- فيولا اتبعينا لا فائدة من وقوفك هنا ( نظرت نحو زوجة عمها سلين التي تمسك ليانا واستمرت وهي ترى ديفيس ووالده وصلا للتو بأنفاس مقطوعة ) لقد وصل البرت سأحدثه بينما تتوجهان إلى المنزل هيا كوني وأندي بانتظاركما
هزت رأسها بالإيجاب وتحركت نحو ليانا لتسيرا بصمت نحو منزل عمهما وليم فجلست فيولا بجوار المدفئة وهي تصلي أن يكون جدها بخير بينما دخلت سلين قائلة
- ذهب البرت لتفقد عماي أرجوا بأن يكونا بخير .. كيف حدث هذا
- هذا ما كنت اسأله لليانا للتو ( قالت كوني وهي تضع إبريق الشاي على الطاولة مستمرة ) لو لم يحضر دان لإعلامنا لكنا مازلنا نائمين حتى ألان
- لا أعلم كل ما أذكره هو ( توقفت ليانا عن المتابعة ثم تعلقت عينيها بفيولا مستمرة بشرود ) تناهى لي صوت نايل كريمر وهو يطلب مغادرتي الغرفة اعتقدت أني أحلم ثم اجل لقد أيقظني قائلا أن على المغادرة فالمنزل يحترق
- نايل كريمر بربك كيف هذا كيف وصل إلى هناك
- لقد ( قالت فيولا ببطء ودون أن ترمش ) كان بالقطار الذي جئت به لابد وأنه رأى الحريق عند اقترابه
- أسرعت بالخروج وأنا أترنح فالمكان كان مليئا بالدخان ثم رأيته يساعد والدتي و .. قام بمساعدة جداي أيضا يا الاهي لقد أنقذنا نايل كريمر ( هتفت ليانا كمن اكتشف هذا للتو بينما رقت ملامح فيولا وهي تذكر هيئته وهو يحاول مساعدة جدها فعادت ليانا للقول وقد بدا أن الأمر يروقها ) لقد أنقذنا نايل كريمر
- سمعنا ذلك من أول مرة لا داعي لتكرار
قالت أندي باستخفاف فعادت ليانا لتكرر بحماس غريب
- أنت لا تدركين ما أعني بأنه قام بإنقاذنا
حدقت فيولا بنار المدفئة وهي تدرك تماما ما تعنيه ليانا بينما اقتربت كوني منها لتضع يدها على جبينها قائلة
- الفتاة هنا تحتاج إلى طبيب .. أين كان ديفيس وبراند الم يكن من الأفضل لو أنهم من قاموا بإنقاذكم
لم تجبها فيولا التي شردت بالنار بينما ابتعدت ليانا بأفكارها وقد راقها ما جرى ..

- أنا سعيد أنكما بخير ( قال أليك لجديه وقد اجتمعت العائلة لخروجهما من المشفى بعد أن قضوا يومان هناك مستمرا ) هل علمتم ما الذي سبب اشتعال النيران
- عليك سؤال هذا ( قال ديفيس وهو يصفع رأس براند من الخلف مما جعل الأخير يرفع يده متلمسا رأسه ومعترضا بينما أضاف ) لقد نسي إحدى الشموع مضائة قبل مغادرته لإحضار فيولا
- لا أذكر هذا ( قال براند رافضا الأمر فقالت كوني )
- لا تنكر فغرفتك هي أكثر من تضرر كما أنها تقع تحت غرفة جداي وهذا ما كاد يقضي عليهما لولا .. رحمت الله بهما
- ومبادرت نايل باقتحام المنزل عندما لم يستجيب أحد ( قال جيسون مما جعل ديفيس يقول )
- بل رغبته بالتباهي بأنه من أنقذنا ( أخذ جدها ينقل نظره بينهما بينما أضاف ألبرت )
- رغم كل شيء فالرجل يستحق الشكر
- على ماذا ( أسرع ديفيس بالقول فقال براند وهو يحدق به )
- لقد قام بإنعاش جدي في وقت كدت أن استسلم أنا
- أنت لا تعرفه كفاية لتدرك كم يحب التباهي فها هو أمر سيتباهى به حتى مماته
- لو أراد التباهي لفعل من قبل ( قالت فيولا وقد ضاق صبرها من ديفيس واستمرت عندما حدق بها كل الموجودين ) لا تقول لي أنكم صدقتم أني استطعت النجاة من ذلك النهر بمفردي وأنا حتى لا أجيد السباحة ( وأمام الأوجه التي تجمدت استمرت ) أجل نايل من قام بإنقاذي وجعلني أتخطى الحاجز الصخري دون أي إصابة بينما أصيبت ساقه بسببي ولم يطلب مني أن اشكره حتى ولم يتباهى بالأمر كما تقول رغم أن هذا كان بإمكانه ( توقفت وقد شعرت أنها قالت أكثر مما ترغب خاصة أمام هذه الوجوه الصامتة والمحدقة بها فابتلعت ريقها بصعوبة قائلة بثبات ) هذا ما حدث
وشبكت أصابع يديها معا وهي تنظر أمامها بجدية تخفي خلفها ارتجافها لما باحت به للتو وقد حل صمت رهيب بالغرفة كسره أليك قائلا
- ولما لم تعلمينا بهذا سابقا
- لم أكن لأجرؤ على ذكره
تمتمت بينما عيني جدها الجامدتان عليها قد أضيقتا فقال ديفيس بضيق
- كان عليك الغرق هناك على أن تدعيه ينقذك
حدجت ديفيس بنظرة وهي تقول
- أكنت لتقفز بذلك النهر لإنقاذي ( بدت المفاجئة عليه لقولها فاستمرت بتأكيد وهي تتحرك عن مقعدها ) لا لم تكن لتفعل ولا تحاول ادعاء عكس هذا
أضافت وهي تتحرك مغادرة الغرفة متجه نحو غرفة كوني وأندي التي تنام بها منذ يومين لتدخلها مغلقة الباب ورائها ومستندة عليه وهي تحاول أن تتنفس بشكل جيد قبل أن تتحرك نحو السرير وترتمي عليه لتدخل ليانا مغلقة الباب خلفها وهي تقول ببطء
- نايل من قام بإنقاذك ( أغرقت وجهها بالوسادة دون إجابتها فأضافت ) لما لم تعلميني بهذا فلا يوجد بيننا أسرار
- وما الفرق
قالت ولم تضف وقد سمعت صوت الباب يفتح من جديد فتحركت ناظرة نحوه وهي تسمع أليك يقول
- أريد الحديث معها ( تحركت ليانا مغادرة فعاد للقول بعد إغلاقها الباب خلفها بينما جلست فيولا ) ما الذي جرى لك
- ماذا تعني
- ماذا
- اعني بما أنني شقيقك كان عليك إعلامي بان نايل قد قام بانقاذك ولا تدعي بأنك لم تفعلي لأنه من آل كريمر فلا تنسي أننا لم نترعرع هنا ولا يعني لنا هذا الأمر كما يعنيه للآخرين
- لما تعلق أهمية على هذا فما فعله لهو شجاعة منه
- هذه هي المشكلة ( تمتم بضيق قبل أن يستمر ) عليك إدراك أن ما يحدث لك هو مسؤوليتي لذا ارجوا أن لا تخفي عني ما يحدث معك أن لم ترغبي بإعلامهم أجل أتفهم الأمر ولكن عدم إعلامي ارجوا أن لا يتكرر هذا
هزت رأسها بالإيجاب وهي ملتزمة الصمت فتأملها لعدة ثوان قبل أن يتحرك مغادرا وعدم الرضا باد عليه .

- من الجيد أنهم أصلحوه بسرعة فلو بقيت يوما أخر بالغرفة مع كوني وأندي كنت لأفقد أعصابي وانهال عليهما بكل ما تطاله يدي
قالت ليانا وهي تجلس على سرير فيولا المنشغلة بترتيب غرفتها والتي أجابتها وهي تتابع عملها
- ليستا سيئتين للدرجة التي توحين بها
- بل أكثر بكثير إنهما لا تتوقفان عن الثرثرة وعندما تأتيان على ذكر آل كريمر تنسيان أن تتوقفا لو استطاعت أحداهن التحدث مع أحد من آل كريمر لغرقت في غرامه ببضع ثواني وكل ما تجدان قوله إنهم متكبرون أنهم وإنهم وإنهم
- وما الذي يزعجك بهذا ( قالت فيولا بلامبالاة متعمدة استفزاز ليانا التي فتحت عينيها جيدا قبل أن تهتف بغيظ وهي تتحرك عن السرير ) كيف نسيت فلست بأفضل منهما
وخرجت من الغرفة مما جعل فيولا تضم شفتيها كي لا تضحك فليس من الصعب إغضابها ولكن لم تكن إلا دقائق قبل أن تطل بلهفة هامسة
- لن تصدقي من هنا ( حدقت بها لقولها فاستمرت بهمس ) نايل
تركت ما بيدها وأسرعت متخطية إياها إلى الخارج وقد اختفت الدماء من وجهها لتتبعها ليانا بسرعة فمالت قليلا من فوق الأدراج لترى نايل الجالس على المقعد وقد جلس أمامه جدها وعمها البرت بينما بقي ديفيس واقفا يتأمل ما يجرى زادت بالانحناء وهي تسمع صوت عمها وليم لتلمحه وقد جلس براند بجواره بينما جلس أليك على المقعد الأخر بمفرده فشحبت وقد أفزعها تواجدهم جميعهم
- لقد أرسل جدي في طلبه ( فتحت عينيها جيدا محدقة بليانا التي أكدت لها بهمس ) هذا ما سمعته قبل أن أعلمك ماذا يريد جدي منه برأيك
- قد يريد أن يشكره لإنقاذكم
همست بتوتر وعادت بنظرها نحو الأسفل وهي تحاول أن تصغي وقد سمعت جدها يتحدث
- إذا فمرورك في وقتها كان من حسن حظنا ( واشتدت أصابعه على رأس عصاه الدائرية وهو يستمر ) نحن مدينون لك بالشكر
- لم احلم يوما بهذا
همست ليانا التي تصغي بدورها بينما بقيت فيولا تصغي بصمت وهي تسمع نايل يتحدث
- أقدر لك هذا ولكن لا داعي لذلك فأي أحد بمكاني كان ليتصرف كما فعلت
ضاقت عيني جدها وهو لا يبعد عينيه عنه قبل أن يعود للقول
- ماذا تريد مقابل هذا
- ارجوا المعذرة ( تسائل نايل وعينيه تغمقان فعاد جدها للقول )
- أتريد أن تشتري محصولنا ونتعاقد معك كبترومين وباقي المزارعين ( هز نايل رأسه بالنفي قبل أن يقول )
- لا أريد مقابلا لما فعلت
- إذا أنت تريد أكثر من ذلك ( ضاقت عيني نايل وهو يعلم أنه لا يجب عليه الاستهانة بالرجل الجالس أمامه والذي أضاف ببطء وهو يحدق بأصابعه التي تضم عصاه ) أن التاريخ بيننا وبينكم حافل وقد جئت من قبل باتجاهنا بقصد العمل وهذه بادرة أقدرك عليها ولأظهر لك أن ما مضى قد مضى ولأظهر حسن نيتي تجاهكم ( ورفع نظره نحوه مستمرا ) سأزوجك من أحدى بناتنا
تجمدت عيني نايل عليه بينما هتف ديفيس باسم جده معترضا وقد تجمدت عيني أليك على جده بينما أسرع البرت بالقول باستنكار
- لم يصل الأمر ال
توقف عن المتابعة ووالده يحدجه بنظرة مما أصمته وهو ينظر نحو وليم بضيق شديد بينما لم تعد قدمي فيولا تحملانها فجلست ببطء أرضا فهمست ليانا غير مصدقة
- جدي من يقول هذا ( بينما استمر جدها وهو يعود نحو نايل )
- إذا من تريد .. كوني .. داني أم ليانا
- أنا لا أريد الزواج من نايل ( أسرعت ليانا بالقول بذعر ثم توقفت قائلة ) لم يذكرك
زاغت عينيها وتفاقم توترها ما الذي عناه جدها بهذا فأسرعت بالاقتراب برأسها وقد سمعت جدها يقول أمام الصمت المطبق الذي حدث بعد قوله هذا
- أيهم تريد من من اجلها كنت ملحاحا للتراضي معنا
تحرك نايل واقفا وهو يقول
- أعلمتك أني لا أريد مقابلا لعملي أعذرني ألان
وهم بالتحرك ألا أنه تجمد في مكانه وجدها يقول
- إذا فهي فيولا
عاد برأسه ببط نحوه بينما توقفت أنفاسها عن الخروج من صدرها فأسرع أليك بالقول معترضا
- عليك التوقف عن ذلك فهو مرتبط
- لا لستُ كذلك
تمتم نايل ببطء وعينيه لا تغادران جدها الذي استمر بينما بدت المفاجئة على وجه أليك
- إنها اقرب أحفادي إلى قلبي
رمشت ليانا جيدا قبل أن تحدق بفيولا التي أخذت تقضم أظافرها بتوتر كبير قبل أن تهمس والحيرة بادية عليها
- أيخيل لي أن نايل يرغب بالزواج بك
لم تجبها وكل تركيزها منصب على ما يحدث بالأسفل وجدها يستمر
- ليست فقط اقرب أحفادي الى قلبي ولكنها المفضلة لدي أيضا وجعلها ترتبط بأحد من آل كريمر ليس بالأمر السهل علي ( عادت عيني نايل لتغمق فهز رأسه له محي وهو يهم بالتحرك للمغادرة من جديد وقد أدرك انه يلهو به ليس إلا إلا أنه عاد ليتوقف وجدها يقول من جديد ) إلا إذ ( عادت عيني نايل نحوه بينما أخذا عماها يتمتمان بضيق قبل أن يقول ) تقدمت بمهر يليق بها
- ماذا تريد
تسائل نايل دون أن يخرج عن جموده ومازال لا يشعر بالطمأنينة نحو جدها فرفعت فيولا يدها نحو قلبها الذي يخفق بجنون بداخلها مما جعل ليانا التي تتابعها تفتح عينيها جيدا غير مصدقة وهي تقول دون استيعاب
- أنت و .. ونايل ..أنت ونايل ولكن كيف
لمحتها بنظرة سريعة دون إجابتها وقد تجمدت ليانا في مكانها بينما أسرعت فيولا لتصغي لجدها وقلبها ينتفض دون توقف
- مزرعة الخيول الخاصة بك وبكل ما تحوي تقدمها لي مهرا لها
فتح عمها وليم فمه دهشة بينما راقت الفكرة لديفيس وقد شعت عينيه وبدا الذهول على الآخرين فأغمضت فيولا عينيها ببطء لتسترخي بجلستها وقد ساءها قوله لتفتحهما ببطء محدقة بليانا التي عادت لتهتف بذعر وهي تمعن النظر بها
- إذا أنت ونايل حقا .. حقا .. حقا رباه كيف ومتى
ولكنها لم تجبها وهي تسمع جدها يضيف
- فكر بالأمر ورد لي
- أنا موافق
ترقرقت الدموع بعينيها وهي تسمع نايل يقول ذلك بينما قالت ليانا ببطء وهي تراقبها
- أيتها الجاحدة طوال الوقت كنت أنت وهو وقلبتي حياتي إلى جحيم .. سأقتلك
عقصت شفتها السفلى المرتجفة وعقلها بعيد عما تقوله ليانا بينما ضاقت عيني جدها قبل أن ينظر نحو براند قائلا
- أطلب من فيولا الحضور
رغم محاولتها وليانا الإسراع في المغادرة إلا أنهما لم تفلحا فنقل براند عينيه بينهما قبل أن يقول بتجهم وهو يثبت نظره على فيولا
- جدي يريدك
وعاد بأدراجه فأخذت يديها المتوترتان ترتبان ثوبها وهي تنزل الأدراج ببطء والارتباك الكبير يتملكها لتقف آخر الدرجات وهي تبتلع ريقها وتنظر نحو جدها الواقف في وسط الصالة دون أن تجرؤ على النظر نحو نايل الذي بدوره نظر نحوها بينما قال جدها
- لقد قدم نايل كريمر مزرعته مهرا للزواج بك .. هل توافقين على الارتباط به
هزت رأسها له بالإيجاب ببطء مما جعل جدها يقول دون أن تفارق عينيه وجهها 
- هذا هو الأمر إذا ( ثم نظر نحو نايل بصمت للحظة قبل أن يستمر بتمهل ) فالتحضر لتناول العشاء مع عائلتك غدا
هز نايل رأسه له شاكرا وتحرك يهم بالمغادرة وما أن فتح الباب حتى أضاف جدها
- يا فتى ( تجمدت أصابعه على الباب فأضاف جدها له ) تستطيع الاحتفاظ بمزرعتك
حرك رأسه نحو جدها ليهز رأسه له من جديد شاكرا ليغادر ومازال يدعي الجدية ولكن ما أن أغلق الباب خلفه حتى تنفس بعمق وبدأت ابتسامة تطل على وجهه قبل أن يحدق بالسماء وهو يتنفس بحرية بينما حدقت فيولا بالوجوه المتجهمة التي تراقبها قائلة بارتباك دون قدرتها على منع نفسها من ذلك وهي تشير بيدها نحو الباب
- سا سا .. سأخرج قليلا ( وأسرعت خارجة ومغلقة الباب خلفها وقلبها يرقص بداخلها لتجد نايل على آخر الدرجات فهمست باسمه مما جعله ينظر لها لتجري نحوه غير مصدقة أن هذا قد حدث فعلا ليفتح ذراعيه لها ويرفعها ملتفا بها قبل أن تلامس قدميها الأرض وعينيها الغير مصدقتان لا تفارقان وجهه وقد إلتمعت دموع السعادة بعينيها وغرقت بعينيه اللتين لا تقلان سعادة وهي تعلم أنها لن تندم أبدا على ارتباطها به .

- إنهما هما
- أنت واثق
- اجل بالتأكيد .. سيد كونر سيدة كونر
التقت عيني نايل بعيني فيولا التي نظرت إليه بدورها وقد وقفا في السوق ببرود قبل أن ينظرا إلى الخلف ويستديرا ببطء نحو جون وإيثان وقد استمر جون
- إنهما أنتما حقا
ابتسم نايل واقترب منهما وهو يضع يده خلف ظهر فيولا لتقترب برفقته وقد ثبت بيد الأخرى أبنه ذو العامان والذي يحمله قائلا
- كم هي سعادتنا بالغة برؤيتكما
- ونحن أيضا سيد كونر ارجوا أن تكون أموركما بخير
- كريمر ( قاطعه نايل قائلا واستمر لتحديقهما به ) إننا كريمر
- ولكني اعتقدت ( قال جون بحيرة فقاطعاته فيولا بود وهي تتناول أينس من نايل )
- إنهما ثلاث أعوام والإنسان ينسى لما لا تقومون بزيارتنا في نيوترن
- أن هذا ليسعدنا حقا ( أضاف نايل واستمر ) سيصل في بداية الأسبوع القادم السيرك إلى نيوترن وهناك الكثير من العروض التي ستجري
- يمكننا هذا ( قال إيثان وهو يحدق بجون مستمرا ) إننا نتجه نحو براغ في طريق عودتنا نقصد نيوترن
- ليسرني رؤية ماتي وباتي من جديد لتحضرهما معكما
- وهما أيضا سيسرهما ذلك سنفعل بالتأكيد .. أما ألان عليكما أن تعذرونا فالقطار على وشك المغادرة
- نراكما في نيوترون إذا عند وصولكما اسألا عن نايل كريمر فسنكون بانتظاركم
هز الرجلان رأسهما وتحركا مغادران لتنظر فيولا نحو نايل فغمزها بعينه وهو يقول
- الجميع ينسى
- إننا سيئان حقا
- لما تأخرتما لقد كنا على وشك أن نتوه عنكما ( قالت ليانا بتذمر قبل أن تضيف وهي تتابع جون وإيثان وهما يبتعدان ) من هؤلاء
- أصدقاء قدامى ( أجابها نايل وأضاف لبراون الذي وقف بجوار ليانا ) هل أحضرتما ما أردتما
هز رأسه له بالنفي واليأس باد عليه فابتسمت فيولا قائلة له
- عليك احتمال مزاجها المزعج هذا حتى تلد
- أربعة اشهر أخر
قال براون وهو يدعى المفاجئة مما جعل ليانا تحدجه بنظرة قبل أن تقول
- ما زال علينا إحضار هدية لزفاف أليك وإنجيلا فهيا نبحث عن شيء مناسب
وجذبته من ذراعه ليسير مبتعدين فقال نايل لهما
- تجدوننا بالنزل فلقد اكتفينا من التسوق .. تعال أيها الصغير
أضاف وهو يعود لتناول أينس من فيولا ويضعه على كتفيه بينما أسرع الصغير بإحاطة رأس والده بمحبة فابتسمت فيولا وقلبها يشع سعادة وهي تحدق بهما قبل أن تقول وهي تسير بجواره
- أنتما أكثر رجلاني اعشقهما
نظر إليها نايل بمحبة لتبادله النظرات وتتوه بعالمه من جديد


تمت
2010
مع تحيات دنيا رواياتي
حقوق الطبع والنشر لدنيا رواياتي

الخميس، 8 مارس 2012

رواية في طريق المجهول من 1 - 11


في طريق المجهول



- اليدي فروديت ميرفيلد
أُعلنَ بِصوت عالي وصول اليدي ميرفيلد ما أن تَوقَفَت عَربتُها الفاخرة قرب الباب الرئيسي لِلقصر فأَسرعَ الخَادم بفَتحِ الباب الكَبير على مِصرعيهِ وفَرَش السجادة الحَمراءَ بِسُرعة مِن أَعلى الَدرج الخارجي حتى باب العَربة فأَسرعَ جيفري رئيس الخَدمِ بالاقتِراب من باب العربة ليفتَحهُ وَيَنحني باحترام وهو يَمدُ يَدهُ قائلاً
- يشرفنا حضورك وكم هي مفاجئة سارة لنا
وضعت يدها الرقيقة والصغيرة بيده وترجلت من العربة وهي تقول وعينيها الزرقاوات تتلألأن بسعادة
- أن شوقي لهذا المكان لا يوصف
ما أن لامست قدميها الأرض حتى شعرت بارتياح كبير فبعد هذه الرحلة الطويلة بالعربة تحتاج إلى أرضاً ثابتة تقف عليها أشار جيفري لها لتسير ولكنها حركت رأسها حولها ببطء مما جعله يقول
- لقد مضى زمن طويل
تعلقت عينيها بالحديقة الكبيرة التي تحيط بالمنزل هامسة وعينيها الناقدتان لم تفوتا شيئاً
- رغم ذلك لاشيء تغير إنه كما اذكره
- بالتأكيد عزيزتي فهذا المكان يعني لي الكثير كما أني أحب هذا القصر كما هو ( رفعت رأسها لتنظر من تحت قبعتها لرأس الدرج وتتوسع ابتسامتها وهي تسير بخطوات ثابتة لتصعد الأدراج واحدى يديها تمسكان ثوبها الأزرق الذي صمم على يد أفضل المصممين وباليد الأخرى علقت بمعصمها حقيبتها الدائرية الصغيرة التي تحمل نفس نوع قماش ثوبها , مد الورد بايرون يديه إلى الأمام وفتح كفيه وهو يضيف ) ويا لسعادتي إنها لمفاجئة سارة حقاً
وضعت يديها بيديه لاستقباله الرحب قائلة
- عمي العزيز كان علي قطع مسافة طويلة للوصول إلى هنا فانا لم أرك منذ أشهرا عدة
قرب وجهه منها ليطبع قبلة على خدها وهو يقول
- أنت الأفضل دائما يوليانا ( وحرك ذراعه لها لتمسكها وتدخل برفقته إلى القصر وهو يستمر باهتمام ) أرجو أن تكون جميع أخبارك جيدة
أخذت عينيها تجولان بالصالة الواسعة ببطء وهي تقول
- لا يوجد ما يقلقك لقد حضرت لشوقي لهذا المكان .. مازالت في مكانها
أضافت وهي تتحرك نحو اللوحة الكبيرة التي علقت على الجدار وأخذت تتأملها بينما لمحها بايرون بنظرة سريعة قبل أن يتحرك نحو الرف الذي يحوي عددا من زجاجات الشراب ليسكب لنفسه كأساً ثم يعود بنظره إليها وهو يستند على الطاولة وعينيه تتأملانها بغموض وأمام شرودها باللوحة رشف من كأسه قليلاً وتحرك نحوها قائلاً
- يمكنك تسميتي قديم الطراز ولكني أحب ترك هذا المكان على حاله ( ووقف بجوارها ناظرا إلى اللوحة المعلقة جديدا وهو يضيف ) أن احدث ما في هذا القصر لوحتك ( وأمام صمتها نظر إليها قبل أن ينظر إلى اللوحة التي أمامها مستمرا لشرودها بها ) لقد أبدع الرسام بها
تعلقت عينيه بوالده وقد جلست والدته على مقعد ووقف زوجها خلفها بشموخ ووقف ثلاثة أطفال قرب والدهم , أظهرت شفتيها المكتنزتين ابتسامة ناعمة وهي تقول وقد تعلقت عينيها بوالدها وعمها الذين لم يتجاوزا الخامسة والسادسة من عمرهما
- لقد تغيرت كثيراً ( رفع بايرون الكوب إلى شفتيه وهو يتأمل نفسه قبل أن يقول )
- لم أعد أعرف نفسي حتى
نظرت إليه بنظرة سريعة وقد خف شعرة مؤخراً من الأمام واكتنز وجهه المستدير وقد زاد وزنه عما رأته عليه أخر مرة كان يملك عينين زرقاوين صافيتين ولكنهما لم تعودا ظاهرتين بسبب كثافة حاجبيه واكتناز وجهه ابتسمت وهي تعود نحو أللوحة قائلة
- لابد وان لديك طاهياً ماهر
- عليك تذوق ما يعده وستعلمين سبب سمنتي ( قال لها بابتسامة ولكنها اعلم الناس بعمها فوالدها كان الأجمل والأخ الأصغر والمحبوب دائما والأكثر حظاً مما سبب ضيقاً كبير لبايرون في نشأتهم فالقد حدثتها عمتها يوليانا بالكثير عن طفولتهم وشبابهم هذا ما كانت تحدثها به دائماً في المساء رغم تعبها الشديد إلا أن ذكريات الماضي كانت تشعرها بالسعادة وكانت تعيد لها الحياة , شعرت بغصة كبيرة وألم وهي تنظر إلى الفتاة الصغيرة التي وقفة بجوار الصبيين وقد فتحت عينيها جيدا بطفوليه لقد مضى على وفاتها عامٌ كامل ولكن الألم لم يزول ومازال يجتاح صدرها كلما تذكرتها وكيف لها أن تنساها ) أنت شديدة الشبه به ( رمشت ونظرت إلى عمها الذي حدثها فأضاف ) والدك ( وابتسم ببروده متابعاً ) رغم انكِ تملكين بعضا من صفات والدتك إلا انك تشبهيننا أكثر فأنت تذكريني بعمتك يوليانا في صباها فالقد كانت الأجمل ( توقف عن المتابعة ونظر إلى الخلف كما فعلت هي لتشاهد مرافقتها روز تدخل برفقة السائس الذي حمل حقيبتها الكبيرة فنادى بايرون على احد الخدم الذي أسرع بالظهور قائلا له ) فالتحمل الحقيبة إلى أفضل غرفة هنا وليقدم لليدي كل ما تطلبه ( ثم عاد نحوها مضيفاً ) اعتقد انك ترغبين بالحصول على الراحة بعد تلك الرحلة الطويلة .. سأنتظرك على العشاء
انخفضت قليلاً في وقفتها شاكرة وقائلة
- أنا بحاجة ماسة لبعض الراحة .. أشكرك ( وتحركت متخطية عنه لتصعد الأدراج إلى الأعلى وعينيها تعودان بها إلى زمن مضى عندما كانت ترافق والديها إلى هنا , زيارتها الأخيرة كانت وهي في الحادية عشر قبل عام واحد على وفاتهما ومنذ ذلك الوقت وهي تحاول العودة إلى هنا ولكن كان هناك دائما سبب يمنعها حتى أنها اعتقدت أن عمها يتعمد منعها من الحضور بدا سعيداً لحضورها المفاجئ لو أعلمته برغبتها بالحضور لوجد سبباً ليمنعها كالعادة ) لاشيء تغير
همست بحنين وهي تسير بالممر فأشار لها الخادم الذي ادخل حقائبها وقد وقف قرب باب إحدى الغرف إلى الداخل قائلا
- تفضلي آنستي وان احتجتي إلى إي شيء ما عليك إلا طلبه
دخلت إلى الغرفة وهي تخلع كفيها ثم قبعتها واقتربت من السرير الكبير ذا الأعمدة الأربعة لتضع عليه قفازيها وقبعتها بالإضافة إلى حقيبة يدها وروز تتبعها إلى الداخل بينما تختط عن السرير نحو النافذة لتطل منها بلهفة وتحدق بالمساحات الشاسعة الخضراء أمامها لتشرد فيها قبل أن تأخذ نفساً عميقا وتغمض عينيها وهي تشعر بالهواء البارد يلامس وجهها لتفتحهما وتستدير لتنظر بأرجاء الغرفة قبل أن ترفع حاجبيها قائله وهي تفك أزرار ثوبها وتتوجه نحو السرير
- ألان علمتُ ما قصدته إليزابيث بأن عمي متمسك بما يملكه أن شيئا لم يتغير بهذا المكان منذُ أكثر من اثنا عشر عاماً فهذه الغرفة مازالت كما اذكرها
- اعتقد أن السيدة ميرفيلد ستكون غاضبة ألان
رفعت كتفيها غير مبالية وهي تخلع ثوبها قائله لروز
- أن أفضل ما فعلناه هو عدم إعلامها برحيلنا
- أنا قلقة من أجلك ( نظرت إلى روز وهي تقدم ثوبها لها لتقوم بتعليقه قائلة بثقة )
- لا تقلقي من اجلي
وتناولت المنشفة لتتوجه نحو الحمام فالشيء الوحيد الواثقة منه هو أن إليزابيث زوجة عمها بايرون قد تعمدت طرد مرافقتها السابقة وجعلت روز مرافقة لها كي تعلمها بكل ما تفعله فمنذ وفاة عمتها بعد صراع طويل مع المرض وزوجة عمها موجودة برفقتها مدعية انه من غير الائق والمناسب بقائها بمفردها ودائما تجد سبباً لمنعها من مرافقتها إلى هنا للعيش معهما ولا يكفيها هذا بل هناك أيضا ابن إليزابيث اندرو الذي يلاحقها كظلها استرخت في المياه الساخنة كانت عمتها على حق بشأن إليزابيث فهي لم تتزوج من عمها بايرون إلا من اجل ثروته إنها جشعة لأبعد الحدود وقد افتتن بايرون بها منذُ أن وقعة عينيه عليها ولم يكن صعبا عليها أن تجعله يغرم بها ويتزوجها وهي أرملة وأم لطفل أغمضت عينيها واسترخت أكثر مما جعل الماء الساخنة تلامس وجنتيها برقة لتبتسم وهي تفكر بإليزابيث عندما تكتشف اختفائها أن ذلك سيزيد من حنقها عليها فالقد طلبت من روز وبشكلً مفاجئ أن تعد حقيبتها في ساعات الصباح الباكر دون إعلامها شيئا ثم الانطلاق بعد دقائق فلم يكن لها الوقت لأعلام إليزابيث خاصة أنها كانت تراقبها جيداً , ارتدت ثيابها بعد الحمام الذي أعاد لها نشاطها وسرحت شعرها وتسائلت وهي تضع قلادتها التي تحمل شعار عائلتها حول عنقها
- متى العشاء
- بعد ساعة من ألان
- جيد ( تمتمت وهي تتحرك نحو الباب مستمرة ) سأقوم بجولة
أخذت تتفحص اللوحات المعروضة في الممر بتمعن وقد حملت هذه اللوحات صورا لتاريخ هذه العائلة التي امتدت لأجيال وأجيال نزلت الأدراج لتبتسم وهي تحدق بصورتها وقد أجبرتها عمتها يوليانا قبل وفاتها بان تقف أمام الرسام ليرسمها وعلقت هنا من حينها لتنضم إلى باقي صور هذه العائلة التي كان أخر أفرادها ثلاث أشقاء توفي منهم اثنان أغمضت عينيها وهزت رأسها ترفض الأفكار والمشاعر التي تنتابها لتعود وتنتقل إلى الوحة التي تليها والتي تصور والديها وهما في ريعان الشباب لتشعر في غصة بحلقها فلم يكن هناك رجل أحب امرأة كما كان والدها ولم تكن هناك أمرآة أحبت رجلا كما كانت والدتها تعلقت عينيها بوجه والدها ذا العينين الزرقاوات الصافيتين والشعر الخروبي ليرتجف فمها وهي تعود بذاكرتها إلى ما مضى عندما وصلهما خبر وفاته فقد استقبلت والدتها رسولا يعلمها أن المنجم الذي كان يشرف عليه والدها قد انهار وقتل جميع من كان به ومنهم والدها لم تتمالك والدتها نفسها وانهارت فور سماعها هذا وفارقت الحياة بعد أسبوعا واحد لتخسر والديها معا في اقل من شهر ابتعدت عن اللوحة وهي تشعر بالاختناق فغادرت القصر لتتنشق الهواء النقي وتبعد عن صدرها ذلك الألم الذي يلم بها كلما تذكرت الماضي ولكنها لا تستطيع إبعاد تفكيرها عما حدث معها منذ وفاتهما فلولا حضور عمتها يوليانا والذي أطلق عليها والديها اسمها محبتا بها لما استطاعت تخطي فقدانهما معا , وقفت بين مجموعة من الأشجار تنظر حولها شاردة فالقد كانت عمتها مَثلُها الأعلى في الحياة وساندتها كثيرا ولولا المرض الذي ألم بها لكانت ما تزال على قيد الحياة قد يكون مر عام واحد على وفاتها ولكنها تشعر انه دهر لقد افتقدتها كثيرا فلم يكن احد يهتم بها ويفهمها كما كانت عمتها فإليزابيث لا تطاق ولا تأبه لأحد سوى نفسها ولا تتوقف عن التذمر واتهامها بأنها قد نشأت بطريقة خاطئة , هزت رأسها بضيق وتابعت سيرها مفكرة بان كان هناك احد قد نشئ بطريقه خاطئة فهي إليزابيث المزعجة وكذلك أبنها
- أكنت تقومين بجولة
بادرها بايرون فور دخولها من الباب فاقتربت منه وقد وقف بجوار غرفة الطعام قائلة
- اجل مازال المكان ساحراً كما عهدته
- انه كذلك والا لما قضيت معظم الوقت هنا ( وأشار لها لتدخل قبله إلى غرفة الطعام ففعلت لتجلس على المقعد المجاور له وقد ترأس الطاولة الكبيرة الخالية إلا منهما وبدأ الخدم بوضع الطعام أمامها وما أن بدأت بتناول طعامها حتى تسائل بايرون وهو يتناول طعامه بدوره ) فكرت من كانت مفاجئتي بحضورك أنت أم إليزابيث
مضغت طعامها بتمهل فالقد كانت تنتظر هذا السؤال منذُ حضورها فأجابته بهدوء وهي منشغلة بقطع قطعة الحم في طبقها
- كانت فكرتي وفي الحقيقة هي مفاجئة لكما معاً فهي لا تعلم بمغادرتي ولكني على ثقة من أنها أصبحت تعلم ألان
تعلقت عيني بايرون بها للحظة قبل أن يقول بجدية وتجهم
- لقد اعتقدت أننا اتفقنا على أن لا تقومي بأي تصرفات غير لائقة
قاطعته وهي تتساءل بعتاب
- وهل حضوري لزيارتك يعد تصرفا غير لائق
- أنتِ تدركين ما أعنيه يوليانا ( قال بجدية وصوت منخفض وأضاف ) أتعتقدين أن ابتعاد إليزابيث وطفلاي وبقائهما هناك برفقتك أمراً مسلي لي ولما فعلت كي لا تبقي بمفردك هناك فهذا غير لائق
- أعلمتك سابقاً أني ارغب بالحضور والعيش معكم هنا ولكنك من رفض
- هذا لصالحك ( قال وهو يعود ليتناول طعامه مضيفا ببطء وتفكير ) أنت في عمر مناسب للزواج وحضورك إلى هنا لن يساعد في إيجاد الزوج المناسب لك ( هزت رأسها بيأس فاستمر ) أنت لم تعودي صغيرة من هم بعمرك أصبح لديهم أطفال ( تابعت تناول طعامها وهي ملتزمة الصمت فقد ملت من هذا الحديث الذي ولابد أن تناقشه إليزابيث معها بشكل يومي فعاد ليضيف أمام صمتها ) ما كان علينا تركك مع يوليانا .. رفضها لزواج بعد مصرع خطيبها بالحرب كان تصرفا غير عقلاني
- لقد أخلصت له حتى وفاتها
- هذا كلام لا معني له ( نظرت إليه عند قوله ذلك فاستمر بجدية ) لو تزوجت لأنجبت أطفالا لكان لديها أحفاد ألان أرجو أن لا تكون قد غرست بك أفكارها الغريبة فالقد كانت دائما غير متزنة
تمتم بانزعاج كبير وعاد نحو طعامه بينما بقيت عينيها معلقتين به قبل أن تتساءل باهتمام
- وهل كان تركها لكل ما تملكه لي يعد من تصرفاتها الغير متزنة برأيك
التزم بايرون بالصمت للحظة ليقول ومازال منشغل بطعامه
- اعتبرتك كابنتها فقد اعتنت بك لهذا ليس من الغريب أن تورثك ( عادت نحو طبقها وهي تشعر بأنه يختار كلماته عند الحديث معها إنها تعلم على الأقل أن إليزابيث اغتاظت لأبعد الحدود عندما علمت أن كل ما تملكه عمتها أصبح لها وحدها ولم يوزع على الآخرين كما كانت تأمل ) علي إرسال احدهم لأعلام إليزابيث انك هنا إنها ولابد شديدة القلق لاختفائك بهذا الشكل الذي لا يعبر إلا عن تصرف فتاة طائشة وهذه التصرفات لا تليق أبدا بفتاة من عائلة ميرفيلد لذا عليك البدء بالتصرف بشكل جيد والتفكير بتبعات تصرفاتك التي لا معنى لها وأرجو أن تأخذي كلامي على محمل الجد
لم تحاول إجابته رغم تحديقه بها منتظرا ليعود ويهز رأسه بانزعاج واضح ويعود نحو طعامه فتناولت ما بقي بطبقها ثم وقفت معتذرة لعدم قدرتها على تمضية بقيت الأمسية برفقته وصعدت نحو غرفتها وهي تشعر بضيق شديد لحديثه الجميع يصفها بالطائشة لقد رغبت جدا بأعلامه أنها ترفض حديثة عنها بهذا الشكل ولكنها لم ترغب بان تقلل من احترامه , كان أول ما فعلته في صباح اليوم التالي هو الخروج نحو الإسطبلات لامتطاء احد الخيول والخروج نحو الحقول الشاسعة والتجول حول المنطقة أوقفت حصانها على تلة مرتفعة وأخذت تتأمل القصر الذي أصبح صغيرا من هنا وما يحيط به من أراضي تخص عائلتها أن عمل والدها بمناجم الذهب أبعده عن هنا مما جعل بايرون يدير كل شيء مازالت تذكر ما أعلمتها به عمتها عندما سألتها عن سبب محاولة عمها إبعادهم من هنا بأنه يريد هذا كله لنفسه ابتسمت باستخفاف فعمتها لم تكن تود بايرون كثيراً لابد وانه كان قاسياً معها وكانت تعلم أنها بتركها كل شيء لها سيجعل من المستحيل على بايرون الحصول على ما يريده فهي ألان تملك الحصة الأكبر لهذا المكان فالقد ورثت والدها وهاهي ترث عمتها شدت لجام خيلها لتتابع السير أن الوصي على أملاكها والذي يديرها كان صديقا مقربا من والدها وقد عملا معا بالتنقيب عن الذهب كما كان عمل جدها والذي جعلهم من أغنى العائلات الموجودة , بعد وفاة والدها حاول بايرون أن يكون الوصي على أملاكها ولكن عمتها لم تسمح له وبقي جيرالد المسئول وهاهو عمها منذُ وفات عمتها يحاول إقناعها بالاستغناء عنه وعندما فشل بذلك اتهمها بأنها تضع مالها بين يدين غير آمنتين ولكنها تثق بجيرالد فهو لم يخدعها ولا تعتقد بأنه سيبدأ ألان فهو يحضر دائما للجلوس برفقتها ليتناول الشاي ويحدثها عن مجريات العمل بالإضافة إلى الاستثمارات المالية لم تكن واسعة الإطلاع بما يختص العمل ولكنها كانت تستطيع الثقة به , اقتربت من الإسطبلات وعينيها تتأملان الفتيات المنتشرات خلف المنزل وهن منشغلات بغسل الأغطية البيضاء أسرع السائس بالاقتراب منها ليمسك لجام الخيل فترجلت عنه وسارت نحو الخادمات المرتديات الأثواب الغامقة ووضعن المآزر البيضاء حول خصورهن وارتدين القبعات الصغيرة على رؤوسهم وأخذن يختلسن النظر إليها دون أن تتوقف أي منهم عن عملها فتخطت عنهم لتدخل من الباب الخلفي للمنزل وما أن شاهدتها الطاهية تدخل إلى المطبخ حتى تمتمت ببعض الكلمات مما جعل الفتيات الموجودات ينهمكن بعملهن دون أن ترفع إحداهن نظرها نحوها
- هل أساعدك بشيء آنستي
- لا كنت أقوم بجولة ماذا تعدين
- الإفطار أترغبين بشيء محدد ( نظرت حولها وهي تتحرك مغادرة وقائلة )
- أريد ألان حليباً طازجا
- سأحضره على الفور
استمرت بالسير خارجة من المطبخ وما أن وصلت إلى الصالة حتى جالت بها بنظرة سريعة وهي تخلع قفازيها ثم نظرت نحو الباب الذي فتح واطل منه اندرو لتهز رأسها بيأس وتتحرك نحو غرفة المكتب متجاهلة إياه بينما ابتسم وهو يلاحقها بنظرة ثم تحرك نحوها قائلاً بصوته الجذاب
- أنت هنا إذا .. كنت اعلم أني سأجدك هنا
دخلت غرفة المكتب وهي تقول دون أن تنظر إليه
- لما تأخرت كنت أتوقع حضورك البارحة
تبعها ليستند على حافة الباب متأملاً إياها بابتسامة ساحرة وهي ترمي قفازيها على الطاولة وتتوجه نحو باب الشرفة لتفتحه على مصراعيه وتأخذ نفساً عميقاً فقال وعينيه تراقبان اقل حركة تقوم بها
- لو أعلمتني بنيتك الحضور إلى هنا لكنت رافقتك
استدارت إليه لتلمحه بنظرة وهي تبتسم قائلة
- أحب أن أجعلك تفكر قليلاً وتحتار بأمري الم تجد بالأمر متعة
استقام بوقفته وتحرك نحوها بينما أسندت نفسها بالمكتب خلفها وهي تتأمله لا يختلف كثيراً عن والدته فقد أكتسب جمالها الأخاذ ومكره الذي لا يستطيع احد أن ينافسه به كان ليروق لها لو لم يلاحقها كظلها وقف أمامها ببذلته الأنيقة قائلاً وعينيه العسليتين تلمعان
- لم يكن الأمر يحتاج إلى الكثير من التفكير خاصة انك أخذت حقيبة ملابسك ليس من الصعب بعدها معرفة أين ستتجهين ولكن كان عليك إعلام والدتي إنها غاضبة منك ألان
حركت كتفيها بخفة قائلة
- انها دائمة الغضب مني لن يؤثر شيء صغير كهذا
- مازلت تسيئين الظن بها ( أجابها برقة فلتزمت الصمت للحظة ثم تنهدت قائلة )
- قد تكون على حق ولكني شعرت بالملل وأردت التغير لهذا حضرت وأنت
- أنا ( تمتم وعينيه الهائمتان لا تفارقانها وهو يحرك يده ليحيط يدها ليرفعها إلى شفتيه وهو يهمس ) أعلمتك في السابق سأكون دائما حيث تكونين
- آه اندرو ( قالت معترضة وهي تسحب يدها منه وتتخطى عنه مضيفة ) لما لا تتوقف عن هذا
- سأفعل في اليوم الذي تعطيني به موافقتكِ ( استدارت محدقة به بصمت فتأملها بدوره دون أن يحاول كسر الصمت الذي حل مما جعلها تشيح بنظرها عنه وتهم بالتحرك ) احبك ( تمتم مما جمدها في وقفتها وجعلها تعود بنظرها نحوه فتاهت عينيها بعينيه فاستمر بصوت رقيق جذاب وهو يقترب منها ) لا ذنب لي أن كُنتِ ووالدتي على خلاف أنت تعلمين أني مغرم بك ولا أستطيع التفكير بأحد سواك ألا تدركين مدى الذعر الذي سببته لي باختفائك بهذا الشكل ( وحرك يده ليحيط خدها وهو يضيف ) اعلم انكِ مغرمة بي ولكني اجهل سبب محاولتك الابتعاد واختفائك ألان بهذا الشكل كانت أمورنا جيدة وفجأة بدأتِ تبتعدين وتحاولين تجاهلي .. حدث هذا بعد أن أعلمتك أني مغرم بك لما يوليانا لما تفعلين هذا بي ( رقت ملامحها ولم تجد الكلمات المناسبة لتقولها فلطالما أعجبت به وسعدت برفقته ومازالت تكن له الود ولكن منذُ أن اعلمها انه مغرم بها وهي تشعر بشعورً غريب وهي برفقته ففتحت شفتيها لتتحدث إلا انه أضاف ) أنا في السادسة والعشرين ويجب أن إبداء بتكوين أسرة ولكنها لن تكون بدونك .. كيف أقنعك هلا أعلمتني
همس من جديد ولكنها كانت عاجزة تماماً عن التفكير فلقد غادرت المنزل كي تبتعد عنه وعن ضغطه المستمر عليها فلقد بدأت تشعر بأنها تنجرف بقوة وهي لا تريد هذا لا تريد أن تتخذ قراراً مصيري كهذا وهي مشوشة فأغمضت عينيها وهي تتنهد قائلة
- احتاج إلى التفكير بشكل سليم
- حبيبتي ( فتحت عينيها لمناداته لها وأضاف وعينيه تتأملان بعمق عينيها ) لا أقصد الضغط عليك ولكن هيامي بك يفقدني تعقلي
ابتسمت لقوله برقة فبادلها الابتسامة ثم حرك رأسه نحو الباب الذي فتح وأطل منه بايرون قائلاً وهو يشاهدهما
- أنتِ هنا ( تحركت مبتعدة عن اندرو بحرج وهي تقول )
- اجل قمت بجولة حول المكان لم اعلم انك استيقظت
- أنا مستيقظ منذ ساعات ( وعاد نحو اندرو قائلاً ) كيف هي إليزابيث
- بخير كانت تتساءل ماذا تفعل هناك أن كانت يوليانا هنا فأعلمتها انك سترسل من يحضرها أن قررنا البقاء هنا لبعض الوقت
حرك بايرون عينيه لتستقرا على يوليانا وهو يسير نحو مكتبه قائلاً
- عليك سؤال يوليانا بهذا الشأن .. أستطول إقامتك هنا
وقف قرب المكتب وعينيه تستقران على اندرو فحركت رأسها قائلة
- لا أعلم حتى ألان ولكن ( وابتسمت ناظرة إليهما معاً وهي تضيف ) أجل اعتقد أن إقامتي ستطول هنا
- ولكن عزيزتي على ما يبدو انك قد نسيتِ أننا مدعون لحضور الحفل السنوي الذي تعده الكونتيسة أيفون
- لن تلاحظ أن لم احضر ( قالت ساخرة على قوله فتحرك نحوها قائلاً بإصرار )
- علينا حضوره انه مناسبة اجتماعية هامة يتواجد بها أهم الشخصيات ولا يجب تجاهلها كما أن لدينا الكثير لنفعله هناك اليس كذلك
حركت رأسها بالنفي قائله بتفكير
- لا ليس لدي شيء ( ونظرت إلى عمها مضيفة ) سأذهب إلى القرية .. على تبديل ملابسي أولا فاعذروني
- لا تغادري بدوني سأرافقك ( هزت رأسها بالإيجاب لاندرو قائلة )
- سأكون جاهزة خلال دقائق
وغادرت وما أن اختفت حتى التقت نظرات بايرون واندرو الذي حرك كتفيه قائلاً
- لا تلقي باللوم علي فالقد غادرت دون أن اعلم
توقف عن المتابعة وبايرون يشير له برأسه نحو الباب فتحرك اندرو ليخرج ويجول بنظره في أرجاء الصالة ثم يعود إلى الداخل ليحكم إغلاق الباب خلفه
أخذت تنقل نظرها بين المارة القليلين في البلدة قبل أن تقول بحيرة
- هناك شيء ما لا يبدو طبيعين هنا
- ماذا تعني ( تسائل اندرو الذي يسير بجوارها دون اكتراث فقالت بجدية وهي تنظر إليه )
- اشعر أن الجميع يبتعد عنا ما أن يرونا
- إنهم فقط غير اجتماعيين ولا يختلطون بسرعة بالغرباء
- غرباء ( كررت من بعدة ثم أضافت ) حسنا سأعدُ نفسي غريبة بما أني لم احضر إلى هنا منذ سنوات عدة واعترف أن الوضع يبدو لي في تراجع فانا اذكر أن القرية كانت تبدو أفضل مما هي عليه ألان ولكن أنت لست غريباً فأنت لا تغادرنا إلا إذا جئت إلى هنا ولا يمر شهراً لا تحضر به أن لم تخني ذاكرتي
امسكها من ذراعها وقد اقتربوا من احد المتاجر لتسير معه وهو يقول
- إنهم غير ودودين وليس لي ذنباً بهذا ( وفتح لها باب المتجر لتدخل أمامه ففعلت لتظهر ابتسامة على شفتيها لما يحويه المتجر فجالت بنظرها بين التحف الأثرية ثم اقتربت من إحداها تتأملها باهتمام بينما توجه اندرو نحو صاحب المتجر قائلاً ) هل أعددت لي ما طلبته منك
- اجل هاهو سيدي
نظرت إليه وهو يتناول شيئا من صاحب المتجر دون قدرتها على رؤيته فعادت بنظرها نحو منحوتة بغاية الروعة لنسر كبير ينقض على فريسته
- أعجبتك ( تسائل اندرو الذي أصبح بجوارها )
- اجل .. ماذا أحضرت
- إنها مفاجئة أعددتها لك أنذهب ( ابتسمت وهي تسير برفقته قائلة )
- لا أحب هذا لا تجعلني أفكر وأفكر هيا أعلمني
هز رأسه بالنفي وأشار إلى سائس عربتهم بالاقتراب ليصعدا بالعربة , حركت عينيها عن النافذة إليه متسائلة
- إلى أين نتجه فلسنا بالطريق المؤدية إلى القصر
- انها مفاجئة أخرى ( لمحته بنظرة مفكرة ثم عادت بنظرها إلى الخارج أن مفاجئاته كثيرة اليوم أخذت عينيه تتأملانها وقد شرد بعيداً ولم يخرج من شروده إلا عندما توقفت العربة فترجل منها ومد يده نحوها وهو يقول ) ها قد وصلنا
ترجلت من العربة وهي تحدق أمامها ثم استدارت حولها بحيرة قائلة
- لما نحن هنا
- ألا يروق لك المكان
- أنا أحب الطبيعة ولكني بدوت لي غامضاً
قالت بمرح فابتسم لها ونظر نحو السائس قائلاً
- انتظرنا هنا
وقدم ذراعه لها فتأبطتها وسارت برفقته بعد عدت دقائق من الصمت نظرت إليه باهتمام قائلة
- ما بك .. أنت هادئ جداً على غير العادة ( تنهد وابتسم وهو ينظر إليها قائلاً ببطء )
- هذا لان أمراً ما يشغلني
- أن أعلمتني قد أساعدك ( وأمام صمته حركت كتفيها قائلة ) كما تشاء .. ما أجمل هذا المكان ( أضافت وهي تبتعد عنه وقد أصبحوا على تله عالية وامتدت الجبال أمامها بمنظر ساحر مما جعلها تضيف ) المكان رائع ( ونظرت إليه بابتسامة مستمرة ) ومرتفع جداً
- لا تقتربي أكثر ( قال وهو يراها تقترب من الحافة وسار نحوها مضيفاً ) أحضرت لكِ هذه
استدارت إليه ونقلت نظرها عنه إلى يده التي تحتوي صندوقاً صغيراً جداً منحوتا بشكل رائع لتتناوله وهي تفتح فمها بسعادة قائلة
- اندرو أنا .. لا اعلم ماذا أقول انه جميل جداً .. أشكرك
- افتحيه ( همس لها وهو يتأمل سعادتها ففعلت لتتجمد عينيها دون حراك على الخاتم الماسي شعرت بقلبها يفارقها وحركت عينيها ببطء نحوه فبلل شفته السفلي قائلا وعينيه تثبتان على عينيها ) أتمنى أن تضعي هذا الخاتم عزيزتي فلقد حان لنا الوقت كي نعلن ارتباطنا رسمين كان هذا الخاتم لوالدتي قدمهُ لها والدي ومن قبله لجدي وها أنا أقدمه لك إلى من أحب
حركت شفتيها عاجزة فلم تكن تتوقع هذا إنها توده ولكن أن قبلت خاتمه فهذا يعني موافقتها على الزواج منه أي أنها سترتبط إلى الأبد به إنها غير واثقة برغبتها بحدوث هذا لقد جعلتها عمتها تقسم أن لا تقوم بهذه الخطوة قبل أن تتأكد مما تريده ولكن كيف لها أن تفكر بطريقة سليمة وهو لا يتوقف عن الضغط عليها أخذت نفسا عميقا وهزت رأسها ببطء وهي تقول
- ليس بالوقت المناسب لا أشعر بأني مستعدة لا أستطيع انه أمرٌ رائع ولكني ..
- ولكنك ماذا يوليانا أنتِ تدركين كما أدرك أننا خلقنا لبعضنا ( بدا التوتر الواضح بصوته وأصر ) اقبليه كوني زوجتي
ضمت شفتيها إنها لا تريد أن تؤذيه ولكن لا خيار أمامها فهزت رأسها من جديد ووضعت الصندوق بيده وهي تهمس
- لا أستطيع لستَ السبب بل أنا فأنا غير واثقة من أني أريد .. هذا .. آسفة
وتحركت بصعوبة مستديرة وهي تحاول إدخال كمية من الهواء إلى رئتيها فتأمل ظهرها قائلاً
- لما تفعلين هذا بي بعد كل هذا الوقت ومازلتِ غير واثقة أنتِ تدركين انه كان بإمكاني التوجه إلى عمك ومحادثته أولا ولكني لا أريد أن يتدخل فأنت تعلمين انه سيحاول الضغط عليك
- لا أستطيع اندرو ( قالت بإصرار واستمرت بحدة اقل ) فقط لا أستطيع
بدا الحزن بعينيها المحدقتان بالتلال أمامها بينما اشتدت أصابع اندرو بقوة على العلبة ولمع وميض في عينيه الثابتتين على ظهرها ليضم شفتيه بقوة وهو يقول
- ألا أستطيع إقناعك
حركت رأسها ببطء بالنفي فهز رأسه بالإيجاب ثم نظر حوله بنظرة سريعة وهو يخطو نحوها أكثر شعرت به يقف خفها فعقصت شفتها السفلى وهي تضم ذراعيها إليها وتهمس
- حقا لا اقصد إيذائك ولكنك لا تستمع لي فقط لو تفعل ( توقفت وهي تشعر بيديه التين استقرتا على ذراعيها فأضافت ) أنا احتاج إلى الانفراد بنفسي أريد الجلوس والتفكير دون أن يقطع احدهم علي هذا أو يتدخل أنت تفهم ما أعنيه .. اندرو
همست وهي تشعر بيديه التين اشتدتا على ذراعيها إلا انه لم يستجيب لندائها ويبعد يديه بل قال
- هل افهم انه أن حظيتي بهذا سأحظى بدوري بجواب مختلف على ما طلبته
- أنت تخلط الأمور .. اندرو ( هتفت وقد زاد ضغط يديه فضمت نفسها مستمرة ) أنت تؤلمني
- لا أمل بتغير رأيك
تسائل بصوتً بارد فهزت رأسها بالنفي وحركته نحوه لتجد ملامحه قد تصلبت وعينيه اغمقتا بشدة مما جعل شعورا بالخوف ينسل ببطء إليها لتعود للقول وأصابعه تشتد أكثر) أنت تؤلمني ابتعد هيا دعني .. اندرو ( همست باسمة بيأس وقد اخذ قلبها يخفق بشدة فأرخى قبضته ببطء وعينيه الجامدتان لا تفارقانها فأسرعت بالابتعاد عنه وهي تقول ) ما الذي جرى لك
تحركت عينيه بوجهها بجمود قائلاً
- أصبحتِ في الثالثة والعشرين ولستِ طفلة وان استمريتِ بهذا الشكل ستصبحين عانساً كعمتك لا ينظر إليها أحد لا احد
لمعت عينيها باستنكار لحديثة ولمحته بنظرة سريعة ظهر بها عدم الرضا وتحركت متخطية عنه نحو العربة جلست بها وهي تحاول أن تهدء فلم تكن عمتها تحب اندرو بتاتاً وقد حذرتها منه باستمرار وكانت دائما تعلمها بضرورة إبعاده عنها خاصة انه لا يسمح لأي شاب بالتقرب منها فهو مرافقها الدائم في المناسبات الاجتماعية وغير الاجتماعية انه يلاحقها كظلها وقد سئمت سئمت أغمضت عينيها ببطء لن تحتمل الزواج منه أبدا أنها لا تشعر نحوه بمشاعر الحب التي حدثتها عنها عمتها التي أخلصت لخطيبها حتى مماتها انها تحبه كشخص نشأت معه ليس أكثر كشخص اعتادت وجودة حولها لما لا يستطيع إدراك هذا فتحت عينيها عند صعوده إلى العربة بتجهم وقد اكفهر وجهه ولاذ بالصمت ففعلت بالمثل وما أن وصلت إلى القصر حتى التزمت غرفتها واعتذرت عن تناول العشاء لتنشغل بتصفح احد الكتب في سريرها .......
فتحت عينيها ببطء وهي تسمع صوت باب غرفتها يفتح ثم أغمضتهما وعادت لفتحهما محاولة الرؤية بوضوح خلال ظلمت غرفتها ثبتت عينيها على ظل يدخل غرفتها ببط شديد وهو يتلفت خلفه مما جعلها تتحرك جالسة في سريرها بسرعة وهي تقول بجدية محاوله إخفاء ذعرها
- من هنا
- أرجوكِ لا لا تصرخي أرجوكِ أنا أنا فقط أريد محادثتك ( فتحت عينيها جيداً وهي تسمع الصوت الرقيق للفتاة القلقة والتي تتحرك نحوها وهي تهمس بتوسل ) أرجوكِ أريد أن تساعديني أرجوك ساعديني
اقتربت الفتاة أكثر مما جعلها تميز وجهها المنتفخ قليلاً وقد بدت بشرتها جافة متعبة وعينيها منتفختين وشفتيها محمرتان من شدة البرودة وقد جمعت شعرها بطريقة فوضوية تراجعت يوليانا إلى الخلف بحذر في سريرها وعينيها لا تفارقان الفتاة هامسة بحذر شديد
- ماذا تفعلين بغرفتي
-أريد مساعدتك أرجوك ساعديني ( عادت الفتاة لتهمس بصوت ضعيف وجثت أمامها وأمسكت يدها فسحبتها يوليانا بسرعة من يد الفتاة وهي تنظر إليها بشك فاستمرت الفتاة وعينيها تدمعان ) أعلموني انك تستطيعين مساعدتي فساعديني
- ولكن من أنتِ وبماذا أساعدك أنا حتى لا اعلـ
- اخفضي صوتك لا يجب أن يعلموا أني هنا ادعى فيوليت وكنت اعمل في القصر
قاطعتها الفتاة بذعر وهي تحرك رأسها نحو الباب والحذر والترقب باديا عليها فتأملتها يوليانا دون أن تفارق اقل حركة تقوم بها وتابعت عينيها عيني فيوليت التي استقرتا على الباب قبل أن تتساءل
- أأنتِ خائفة من شيءً ما ( نظرت إليها بعينين مفتوحتين وقد دب الرعب بها وهي تهمس )
- أن علموا أني وصلت إليك سيقتلونني كما فعلو بعمي
تجمدت مقلتيها دون حراك ثم رمشت وهي تهمس ببطء محاولة استيعاب ما يحدث
- من سيقتلكِ أن وصلت لي
- السيد ( وأمام تحديق يوليانا بها دون حراك قربت فيوليت رأسها منها مؤكدة وعينيها مفتوحتان جيداً وقد كان جسدها يرتجف بأكمله ) السيد الكبير
- بايرون أتعنين الورد بايرون
- اجل اجل لقد تسبب في مقتل عمي وان علموا أني هنا سيتخلصون مني أيضاً
تأملتها مستنكرة وهي لا تصدق حرفا واحداً مما قالته هذه الفتاة الغير متزنة أمامها فعادت للقول محاولة من جديد
- لما قُتل عمك ولما سيتخلصون منك ماذا فعلتم
- لاشيء لم نفعل شيء أن عمي حتى لا يعيش هنا لقد جاء لاصطحابي معه بعد أن أرسلت له رسالة انه يسكن بعيداً عن هنا ولا يحضر ألا نادراً ( عقدت حاجبيها وهي تصغي للفتاة المضطربة وهي تستمر بهمس وعينيها تتلفتان بين لحظة وأخرى نحو الباب بقلق ) أعلمته أني لست على ما يرام فحضر وعندما علم ما أصابني تشاجر مع السيد واعلمه انه لن يصمت فـفـ فقتله اجل اجل هو من قتله لم يكن حادثاً هو هو قال لي ذلك ( واهتزت فيوليت وهي تضيف بخوف ) وقال لي أن حاولت الهرب فسيتخلص مني أيضا
- توفي عمك بحادث
- لا أنت لا تدركين ما أتحدث عنه لقد قتله ( صمتت ولم تتابع وهي تحدق بيوليانا ثم هزت رأسها قائلة ) أنت لا تصدقيني أليس كذلك ( لم تجبها بل بقيت تحدق بها بصمت فأضافت بصوت متوسل حزين ) لا أحد يصدقني ولكن يجب أن اذهب إلى مزرعة عمي اجل اجل يجب أن اذهب إلى دلبروك أرجوك ساعديني
- ولكني لأستطيع انـ
- بل تستطيعين لأحد هنا سيمد يده لمساعدتي وإلا تعرض لغضب السيد أما أنت فلا ستساعدينني يمكنك ذلك ( تحركت فيوليت ممسكة بيدها من جديد وهي تتوسل ) ستساعدينني اليس كذلك
حركت يوليانا عينيها المصدومتان عن وجهه فيوليت إلى يديها الباردتان التين أمسكتا بيدها وهمت بالتحدث إلا أنها توقفت وهي ترى بطن فيوليت المنتفخ من تحت ثوبها الرث فهتفت دون أن تستطع المتابعة وعينيها تتوسعان
- أنتِ ..
ضمت فيوليت شفتيها وهما ترتجفان قائلة بصوت منكسر وقد أخفضت نظرها بألم وهي تضع يدها على بطنها
- أجل
مضت لحظة صمت قالت بعدها يوليانا ببطء وعينيها لا ترمشان وقد بدأت تدرك ما كانت تحدثها عنه فيوليت
- أنت لست مرتبطة ( هزت رأسها بالنفي ففتحت يوليانا شفتيها بعدم تصديق وقد أدركت ألان ما كانت تقوله قائلة ) الورد بايرون من فعل هذا
- لا ( تمتمت بهمس وقد ظهر الإعياء على وجهها وهي تضيف ) السيد اندرو من فعل هذا بي
- اندرو ( تمتمت بصوت غريب عنها )
- اجل انه يتعمد إيذائي والسيد بايرون سيتخلص مني إذا أعلمت أحداً عما جرى لقد قتلوا عمي عندما أعلمهم انه لن يصمت عمي المسكين ( تمتمت وعينيها تعبران عن مدى الحزن الذي تشعر به مستمرة ) ليس إلا مزارع فقير يعيل أسرة كبيرة وقتلوه بسببي ( وأمعنت النظر بيوليانا مضيفة بعينين دامعتان ) لديه ستة أطفال وقتلوه بدم بارد أرجوك أنا أرجوك أعطني نقوداً أريد المغادرة إلى دلبروك ولا أستطيع فلا املك بنساً واحد أعطني القليل فقط وسأعيدهم لك فيما بعد ولن اعلم احد انك من أعطاني إياهم أرجوك ( رفعت يوليانا يدها المرتجفة إلى فمها وقد شعرت بكل جسدها يرتجف لما تسمعه ) مبلغ قليل جدا حتى أتمكن من المغادرة لا أريد الكثير فقط ما يوصلني إلى دلبروك
- من لك بدلبروك
- منزل عمي الذي قتل هناك سأختفي هناك ولن يجدوني انه بعيد جدا سيتخلصون مني أن بقيت هنا أنا اعلم هذا
بدا التفكير عليها وهي تتحرك عن سريرها وتتوجه نحو حقيبتها فسارعت فيوليت بالتوجه نحوها وهي تنحني قليلاً إلى الأمام والألم باديا على وجهها أخرجت يوليانا قطعاً نقدية من حقيبتها ووضعتها بيد فيوليت وهي تقول
- أتكفي هذه ( هزت رأسها بالإيجاب وهي تحدق بالقطع النقدية التي بيدها فأضافت يوليانا ) أتستطيعين المغادرة من هنا
- بما أني املك المال فسأتدبر أمري
وتحركت تهم بالاستدارة فأمسكتها يوليانا من ذراعها مما جعلها تنظر إليها فعادت لتخرج المزيد من القطع النقدية وتضعهم بيدها مع الأخريات قائلة
- هذه لعائلة عمك ( دمعت عيناها هامسة )
- أشكرك
وتحركت نحو الباب تابعتها يوليانا وهي تشعر بالعجز ثم قالت وهي تراها تحاول فتح الباب
- دعيني أتأكد أن كانت الطريق أمنه لك ( خرجت من غرفتها متلفته حولها قبل أن تهمس لها ) اتبعيني
سارت نحو الأدراج المؤدية إلى الطابق الأرضي وهي تتلفت حولها وفيوليت خلفها ثم دخلت الممر المؤدي إلى المطبخ والذي يؤدي بدوره إلى الباب الخلفي أشارت لها بالبقاء في مكانها وقد تناهى لها صوت ثم أطلت إحدى الخادمات والتي بادرتها فور رؤيتها
- أتحتاجين شيئا آنستي
استقامت جيدا في وقفتها محاوله الظهور بالمظهر الجاد رغم ارتجافها الداخلي وهي تقول
- لا لاشيء ماذا تفعلين هنا بهذا الوقت
- شعرت بالعطش وجئت لشرب الماء
- أن كنت انتهيتِ عودي لغرفتك
هزت الفتاة رأسها وغادرت نحو الممر المؤدي لغرف الخادمات لتختفي هناك فدخلت يوليانا إلى المطبخ وبعد أن تأكدت من خلوه أشارت لفيوليت لتتبعها ففعلت وما أن خرجت من الباب حتى همست
- أستطيع تدبر أمري من هنا أنا شاكرة لك حقاً ( وهمت بالتحرك إلا أنها توقفت وعادت بنظرها إلى يوليانا ثم اقتربت منها أكثر هامسة ) انتبهي لنفسك أن السيد بايرون و .. اندرو يريدان التخلص منك أيضا
تجمدت عيني يوليانا عليها دون استيعاب وقبل أن تستطيع التفوه بكلمة تحركت فيوليت مبتعدة وهي تتلفت حولها لتختفي وسط ظلمة الليل رمشت يوليانا وهي تستدير ببطء وقد اختلج في صدرها العديد من المشاعر المتضاربة ثم عادت برأسها من جديد نحو الباب الذي خرجت منه فيوليت ما الذي قصدته بهذا حركت رأسها ترفض تلك الأفكار التي راودتها ففيوليت تبدو مضطربة وليست متزنة .. اندرو أيها الأحمق وتجرؤ على طلب الزواج بي تحركت مغادرة المطبخ لتعود نحو غرفتها وتجلس في سريرها وتفكر وتفكر غير قادرة على الوصول إلى شيء , انتفضت بسريرها بفزع دون أن تدرك متى قد غطت بالنوم وأخذت دقات قلبها بالتسارع لتجلس جيداً وهي تتلفت حولها قبل أن تتجمد عينيها على باب غرفتها وهي تسمع أصواتً هامسة وجري سريع فتحركت من سريرها وهي تحدق بالنافذة وقد أشرقت الشمس فتناولت روبها وارتدته وهي تفتح الباب محدقة بالخدم الذين تخطو عنها مسرعين لتتابعهم بحيرة قبل أن توقف إحداهن متسائلة
- ما الذي يجري
- وجدوا جثة ويريدوننا جميعاً في الخارج
اجابتها الفتاة المتوترة مما جمد الدم في عروقها وتحركت إلى الخلف ببطء وهي تتابع الخادمة التي أسرعت بالمغادرة حركت عينيها دون تصديق حولها ثم نظرت إلى حيث يتوجه الجميع وأسرعت بلحاقهم وهي تصلي أن تكون مخطئة أطلت إلى الخارج وأخذت خطواتها تبطئ وهي تشاهد مجموعة من الخدم الذين يقفون أمامها وقد وقف بايرون المتجهم إمام جثة ممددة على الأرض وضع عليها غطاءٌ بني قائلاً بحدة
- ستعلمونني ألان وإلا اقسم أن الجميع سيعاقب
حركت عينيها بين المجموعة الواقفة أمامها لتتخطى عنهم بقدمين مرتجفتين وعينيها لا تفارقان الغطاء قائلة
- ما هذا
- ماذا تفعلين هنا من الأفضل أن تعودي إلى الداخل
وقفت بجوار الجثة متجاهلة قول عمها وانحنت نحو الغطاء تريد رفعة عن وجه المتوفى وإذا بيدين تمسكانها من ذراعيها مانعة إياها واندرو يقول
- لا يجب أن تشاهدي هذا إنها بوضع سيء
حركت رأسها نحو اندرو الذي يمسكها واستقامت بوقفتها ببطء وهي تهمس غير مصدقة
- إنها .. أهي فتاة ( بدا الأسى على وجهه وهو يقول )
- اجل فلقد حاولت الهرب وتعرضت إلى حادث خلال هذا مما أدى إلى وفاتها
- اندرو ادخلها إلى المنزل
أصر بايرون فحركت نظرها عن اندرو إليه قائلة وعينيها مفتوحتان بشكل غريب
- كيف توفيت
بدا الامتعاض على بايرون وحرك يده مشيراً إلى مجموعة الخدم التي وقفت أمامه بصمت قائلاً بحدة
- ليست مشكلتي كيف توفيت بل مشكلتي كيف حصلت على هذه ( وقذف القطع النقدية أرضا وهو يضيف ) من منكم يجرؤ على سرقتي انها لم تحضرها بنفسها فهي محظورٌ عليها الدخول إلى القصر هيا اعترفوا
صاح بايرون بغضب شديد وقد امتقع وجهه واستمر ولكن يوليانا كانت تحدق بالنقود وهي تشعر بنفسها تهتز وسيغمى عليها حركت نظرها إلى الجثة ببطء وانحنت بسرعة نحوها لتزيح الغطاء عن وجه فيوليت المزرق أطلقة صرخة مخنوقة وهي تضع يديها على فمها والرعب يسري إلى كل خلية بجسدها جذبها اندرو بقوة كي تقف وهو يقول
- ما كان لك النظر إليها ( جحظت عينيها أكثر وهي تشعر بالغثيان فتحركت من بين يديه وجرت بسرعة إلى المنزل لتدخل الحمام وتغلق الباب خلفها وقد تجمعت الدموع بعينيها قبل أن تتحرك بسرعة لتتقيء ) عزيزتي هلا فتحتي الباب ما بك .. أنتي بخير .. يوليانا أجيبيني .. تبا ما كان لك أن تشاهدي هذا أنتِ مرهفةُ الإحساس ( حركت رأسها نحو الباب الفاصل بينها وبين اندرو ثم عادت لتتقيء وهي تضع يدها على معدتها جلست أرضا ووضعت يديها على أذنيها لا تريد سماع صوته الذي لا يتوقف عن الحديث والطرق إنها لا تستطيع تصديق هذا هل فيوليت صادقة بكل ما أعلمتها به أيجرؤ بايرون واندرو على هذا لا لا تستطيع تصديق ذلك لا لا انه مجرد حادث اجل هو كذلك فهما غير قادران على ذلك ) يوليانا أنا جاد سأحطم هذا الباب ألان
حاولت اخذَ نفساً عميق وهي تحاول تمالك نفسها وتحركت واقفة ببطء وهي تمسح دموعها بيدين مرتجفتين قائلة بوهن
- أنا قادمة
فتحت الباب وهي تضع يدها على معدتها فامسكها اندرو بسرعة قائلاً
- ما الذي جرى لك
- اشعر بالإعياء الشديد أريد الذهاب إلى غرفتي
ساعدها بالوصول إلى غرفتها لتجلس على سريرها بينما عينيه تتابعانها باهتمام وهو يقول
- سأجعلهم يعدون لك الإفطار وبعض الشراب الساخن سيفيدك هذا
هزت رأسها بالإيجاب ومدت ساقيها على السرير وهي تشعر بأنها غير متزنة بعد فوضعت الغطاء عليها متسائلة وعينيها لا تنظران إليه
- كيف توفيت الفتاة اندرو
- على ما يبدو أنها وقعت ودقت عنقها وجدوا جثتها هذا الصباح قرب النهر ولكن أتعلمين ما يشغلني أنهم وجدوا بحوزتها العديد من القطع النقدية إنها سارقة تبا لا يستطيع المرء الثقة بأحد ( نظرت إليه لتجول عينيها بوجهه فتسائل لتصرفها ) ما بك
- الست حزيناً على وفاتها
- حزين ( هتف مستنكراً وأضاف بتكبر ) ولما قد احزن على حثالة انها تستحق هذا فليست سوى سارقة وهذا مصير كل خائن .. لا تدعي الأمر يؤثر بك انه لا يستحق
أضاف جملته الأخيرة بحنان وهو يقرب يده منها ليلامس وجهها فتراجعت إلى الخلف قائلة وقلبها يقفز بعيداً
- أريد الانفراد بنفسي
توقفت يده عن الحراك وعينيه تتوقفان على وجهها بإمعان ثم أعادها إلى جنبه قائلاً وهو يسمع صوت بايرون الغاضب وقد دخل إلى المنزل
- حسنا ولكن عديني أن تستلقي ولا تفكري كثيراً بما رأيتي فالحياة ليست جميلة كما نتخيلها عزيزتي ( ابتلعت ريقها بصعوبة دون إجابته فحرك رأسه نحو الباب وهو يسمع صوت بايرون من جديد ليتنهد ويتحرك مغادراً وهو يضيف ) سأعود للاطمئنان عليك
تابعته بعينيها حتى خرج وأغلق الباب خلفه فعادت إلى ما أمامها دون تركيز وقد شحب وجهها فضمت أصابع يديها معا وهي تشعر بهم يرتجفون دون توقف ثم ضمتهم إليها ورفعت الغطاء إلى صدرها وهي تنكمش على نفسها وعينيها لا ترمشان بدت تائها غير مصدقة فُتح باب غرفتها من جديد مما جعلها تنتفض وهي تنظر إليه لتسترخي قليلاً وهي ترى روز تدخل منه وهي تحمل صينية الطعام تابعتها إلى أن وضعت ما بيدها بجوارها لتتسائل وعينيها لا تبتعدان عن وجه روز
- أين كنت
- أسفه لتأخري
- سألتك أين كنت
كررت سؤالها وهي تقاطع روز التي اختلست نظرة سريعة نحوها قبل أن تقول
- عندما سمعتهم يتحدثون عن الفتاة المتوفاة خرجت لأراها المسكينة كانت إصابتها بالغة لا أعلم من يمكنه أن يؤذي فتاة وهي بهذا الوضع هل علمتي آنستي بأنها تحمل طفلا في أحشائها
هزت يوليانا رأسها بالنفي وقد راقها استرسال روز بالحديث فتسائلت
- لم قلت أن هناك من أذاها اعتقدت أنها وقعت أو شيء كهذا
- لا آنستي على ما يبدو أنها تعرضت للضرب الشديد والسقوط بقوة كانت الرضوض بالإضافة إلى الدماء تملىء ثيابها عندما احضروها لم استطع رؤيتها جيدا قبل أن يضعوا الغطاء عليها ( واستمرت بصوت هامس ) سمعت من الفتيات أنها كانت هاربة من صديقها
- صديقها .. وهل يعرفون من هو صديقها
- لا أنهن يقلن أنها كانت غريبة الأطوار وقد منع حضورها إلى داخل المنزل واقتصر عملها على الغسيل وترتيب الحديقة وتبقى في كوخ يقع على أطراف القصر كان والدها يستعمله قبل وفاته وقد كان البستاني لهذه الحديقة
وضعت روز الطعام أمامها فلم تعترض وهي تريد الاستماع للمزيد فقالت وهي تدعي عدم الاهتمام
- وماذا تعلمين أيضا
- يقلن أنها سرقت المال من صديقها إنهن يعتقدن انه رجل ثري ولكنهم متكتمات نوعاً ما ولا تتحدثن أمامي بأي شيء
هزت رأسها ببطء وتأملت طعامها دون أي رغبة بتذوقه ثم رفعت نظرها إلى روز قائلة
- احضري لي الحليب الطازج ونادي على إحدى الخادمات لتقوم بترتيب الغرفة
تحركت روز مغادرة ولم تكن دقائق حتى دخلت فتاة قصيرة القامة نحيلة لأبعد الحدود راقبت يوليانا وجهها الشاحب وعينيها المتورمتين والمحمرتان لتقول بصوت خافت بالكاد سمع
- سأرتب لك الغرفة حالاً آنستي
- ما أسمك ( تسائلت والفتاة تتحرك بإرجاء الغرفة فأجابتها باقتضاب وهي تتابع عملها )
- آني
- أكنت تبكين يا آني ( استقامت أني بوقفتها وقد انحنت لتنفض الغبار عن الأريكة واخفضت نظرها ببطء دون أجابه فعادت يوليانا للقول ) لما تبكين
- أنا فقط حزينة على فيوليت
- أكنت على معرفة جيده بها ( همت بالتحدث إلا أنها نظرت نحو الباب بحذر لتعود للقول )
- لا ( لم يفتها توتر أني وخوفها لذا قالت )
- ولكنك حزينة عليها
- لم تكن تستحق الموت بهذا الشكل إنها فتاة جيدة وكان الجميع يودها فلم تؤذي أحدا يوماً كانت جيدة وكذلك كان والدها
- أين هو والدها
- توفي منذ زمن وليس لديها أقرباء سوى عمها الذي حضر منذُ شهران و.. و .. اعتقد آنستي أن علي إنهاء عملي
أسرعت آني بالقول وهي تعود لمتابعة عملها فتحركت يوليانا عن السرير وسارت نحوها قائلة
- لقد توفي عمها اليس كذلك
- اجل ( أجابتها آني وهي تهز رأسها دون أن تنظر إليها فاستمرت يوليانا )
- لقد قتل أيضا
- أنا انا لا علم شيئا أرجوك لا تسأليني أن أن كل ما أعلمه هو ما أخبرتني إياه فيوليت
- وهو
- انه كان عائداً من هنا نحو مزرعة مارش في دلبروك فهو يعمل بها وفي أثناء الطريق توفي .. لا أعلم شيئاً غير هذا وأنا يجب أن اذهب
وأسرعت بالمغادرة تابعتها يوليانا ثم ضمت روبها جيداً وقد شعرت بان ساقيها جامدتان كالحجر وبدماءً باردة تسري بداخلها عليها معرفة ما يجري هنا لذا غادرت غرفتها لتنظر حولها وهي تنزل الأدراج إلى الطابق الأرضي لتجول بنظرة بأرجاء الصالة وهي تشعر بالغثيان اقتربت من باب غرفة الطعام ولكنها توقفت في مكانها وقد تناهى لها صوت عمها الغاضب
- الم تجد طريقه غير هذه أكان عليك توريطنا من جديد أيها الغبي
- لم يكن أمامي حلٌ أخرى ( منعت نفسها بالقوة من التقيؤ وهي تسمع كلمات اندرو ألامبالية والخالية من أي مشاعر إنسانية لم يعد لديها ادنى شك ألان بان كل ما قالته فيوليت هو صحيح عادت لتصغي وهي تسمع صوت اندرو وهو يستمر ) رأيتها وأنا في طريق عودتي وعندما حاولت إيقافها رفضت وقاومتني وجرت بعيدا فما كان علي سوى لحاقها أنت تعلم أنها تعرف الكثير ولا يجب أن تغادر ومن الجيد أني رأيتها قبل أن تختفي دون أن نعلم إلى أين ذهبت .. لقد فعلت الصواب
- فعلت الصواب ( صاح بايرون بغضب واستمر ) لم تفعل سوى توريطنا من جديد في البداية عمها وألان هي بما انك ماهر بهذا الشكل لما لم تخلصني من الأخرى هل وافقت على الزواج أم بعد كان عليك البارحة بعد عودتكم الحضور لرؤيتي ولكنك لم تفعل فهل أخمن أنها مازالت على موقفها ولا تريد الارتباط بك
قربت رأسها أكثر نحو الباب وهي تصغي بكل حواسها وشعرت بالثواني تمر ببطء قبل أن تسمع اندرو يقول بتبجح
- اجل لقد رفضت لا تريد الارتباط بي ماذا أفعل بحق الله هل اجبرها على ذلك لم ادع طريقة اعرفها ولم استعملها وكنت لأجبرها لو أنها لم تنشئ على يدي عمتها المتعصبة التي لم تتوقف عن إعطاء رأيها العين بي كلما سنحت لها الفرصة وجعلتها حذرة مني لما لا تحاول الضغط عليها أنت عمها
- لا أستطيع شيئا بوجود جيرالد بجوارها ( أجابه بايرون بنفاذ صبر وأضاف ) أعلمتك سابقا أن لم تقبل بك لن تكون لغيرك فأملاك ميرفيلد لن تكون لغيري مهما حصل أتفهم هذا إنها المرة الأخيرة التي أقول لك بها هذا أن لم تقبل بك تخلص منها لما لم تفعل حتى ألان أم انك ماهرا مع غيرها بهذا
- لا تستهزئ فالقد حاولت وضعت يدي عليها بهذا الشكل وما كان علي سوى دفعها إلى الأمام حتى تهوي وتختفي إلى الأبد .. ولكني لم أفعل
- لا تعلمني انك أغرمت بها
- كيف ذلك وأنا مغرمٌ بغيرها كما تعلم ولكني .. لا أعلم لما لم افعل لم أكن احتاج إلا إلى دفعة صغيرة ولكن يمكنك القول إني اعتدتُ عليها وفكرة زواجي منها تروق لي أكثر من التخلص منها
- لقد رفضتك اندرو هل تدرك هذا ( هتف بايرون بحدة به مما جعل اندرو يقول )
- توقف عن الصراخ بي
- لن افعل قبل أن تتخلص منها عليك ذلك لقد مَنَعَتني من التصرف بأملاكها وألان لديها حصة يوليانا العجوز الخرقاء وهاهي بدأت بالحضور إلى هنا ماذا سأنتظر بعد .. أن لم تتزوجها ( قال وهو يشير إلى اندرو بإصبعه مهدداً ) سأقضي عليك وعليها
شعرت برأسها يدور ويدور فوضعت يديها على الباب وأرخت رأسها كي لا تقع ولكن الصمت المفاجئ الذي حدث بالداخل جعل حواسها جميعها تعود للعمل هل شعروا بها تحركت بسرعة وهي تتلفت حولها نحو الممر المؤدي إلى المطبخ ولكنها لم تكد تصله حتى سمعت صوت الباب يفتح فاختبأت بالممر بجوار الخزانة الكبيرة وتجمدت أكثر وهي تسمع صوت اندرو الذي قال
- لأحد
- أنت واثق
- اجل
- ولكن أذناي لا تخطئان أتعتقد أن هناك من كان يصغي لنا
- لا أعلم
- خيرا لك أن تعلم ( توقف عن المتابعة وهو يرى روز تنزل الأدراج فتسائل ) أين سيدتك
- جئت للبحث عنها فهي ليست بغرفتها
حرك بيرون عينيه لتلتقيان بعيني اندرو الذي نظر إليه بدوره قائلاً
- لديك يوم واحد فقط لتثبت لي انك تستحق ما أعطيك إياه ( ابتلعت يوليانا ريقها بصعوبة بالغة بينما تحرك بايرون ليدخل غرفت المكتب ولكنه توقف ووضع يده على كتف اندرو قائلاً ) دون تردد هذهِ المرة
وانسل لداخل مكتبه فتحركت يوليانا بحذر نحو الأدراج المؤدية إلى الطابق الثاني المتصلة بالممر المؤدي إلى المطبخ وعينيها تنظران بخوف حولها لتصعد إلى غرفتها ما أن اندست في سريرها حتى فتح باب غرفتها ودخل اندرو وهو يتأمل ظهرها وقد ضمت يديها المرتجفتين إليها
- ها أنت عزيزتي أين كنتِ
واستدار حول السرير حتى ينظر إليها فضغطت يديها على معدتها قائلة وهي تحاول جاهدة أن يخرج صوتها ثابتا
- في الحمام أتقيئ لا أشعر أني على ما يرام
قرب يده نحو جبينها فحاولت بكل ما تستطيع مقاومة رغبتها بالقفز بعيداً وهو يتلمس جبينها قائلاً
- أنت محرورة
- معدتي تؤلمني ( همست بإعياء حقيقي فجثي لينظر إليها جيداً وهو يقول )
- ما كان عليك رؤيتها انظري إلى نفسك ( أخفضت جفونها قليلاً لا تريد النظر إلى عينيه التين تنظران إليها بإمعان فحرك يده من جديد ليلامس شعرها ببطء وتنسل يده إلى خدها وهي تلاحق لمسته بكل كيانها لتستقر يده على ذقنها وهو يقول ) بعد الذي حصل البارحة فكرت بنسيان الأمر أما ألان اعتقد أن علي إقناعك .. اليس كذلك ( بقيت كما هي دون حراك فحرك ذقنها نحوه لينظر إلى عينيها التين حدقتا به بذعر واستمر بخشونة ) أن وجودك هنا جيد .. بعيد عن ضغوطات والدتي
أضاف وقد عادت الرقة إلى صوته
- اندرو أنا متعبة
قالت وهي تحاول جاهدة أن تبدو على طبيعتها فاشتدت أصابعه على ذقنها وعينيه تضيقان وهو يقول
- تجدين دائما مبرراً للهرب مما أحدثك به أتعتقدين أن تصرفك البارحة لم يجرحني لتعلميني سبب رفضك أريد أن اعلم فأنت تميلين لي وليس لديك شخص أخر في حياتك وأنا على ثقة بهذا إذا لما لا تكونين زوجتي أم تراك تعتقدين أني اطمع بثروتك عليك التفكير جيدا لا لا تقاطعيني سأنسى ما حصل البارحة وسأمهلك حتى صباح الغد لتفكري بشكل سليم فكري بمصلحتك واعطني جوابك النهائي ( وترك ذقنها وتحرك ليقف وهو يضيف بثقة وقد تابعته عينيها ) عليك التفكير جيدا هذه المرة ليدي فروديت ( وتحرك نحو الباب ليفتحه مناديا على روز التي أطلت فتابع ) احرصي على راحة سيدتك ومن الأفضل أن لا تغادر غرفتها فهي متوعكة
أضاف جملته الأخيرة وعينيه معلقتين بها ثم تحرك مغادراً فانكمشت على نفسها من جديد وقلبها يخفق بجنون طالباً الخلاص من الشعور المهيب الذي تشعر به ألان بقيت ساكنه في مكانها للحظات ثم استدارت معطية ظهرها لروز واحتضنت وسادتها والخوف يملأ صدرها فما سمعته لا تستطيع تجاهله وهو يعلم أنها سمعته فهو يهددها وليست غبية كي لا تدرك ذلك رباه كيف يفكر عمها شقيق والدها بالتخلص منها ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تشعر بيدي اندرو التين أمسكتاها بقوة البارحة لو دفعها قليلاً لما كانت لتنجو لقد فكر بفعل هذا اخذ جسدها يرتعش ما الذي تنتظره هل ستبقى هنا حتى تجد نفسها كفيوليت أو أن ينتهي أمرها بالزواج باندرو بالقوة جلست بسريرها بسرعة وتلفتت حولها هاتفة بتوتر
- روز أين الحليب الم اطلب منك إحضار الحليب الطازج أين هو
انتفضت روز وأشارت إلى الكوب الموضوع بجوار الطعام قائلة
- وضعته هناك آنستي
نظرت إلى الكوب وحركت يدها لتدفع صينية الطعام قائلة بغضب
- اهذا طعام أتسمين هذا طعام أسرعي بإحضار طعام حقيقي وليس هذا
تحركت روز نحو الأطباق التي أصبحت على الأرض وهي تقول
- حسنا آنستي
- اذهبي لإحضار غيره أولا وأين ذهبت تلك الفتاة الحمقاء طلبت منها تنظيف الغرفة ولم تفعل احضريها إلى هنا على الفور لا اعلم كيف يسمح عمي لهن بهذا أن الغرفة ما زالت مليئة بالغبار ماذا تنتظرين
صاحت بروز بغضب تملكها وما يدعمه هو خوفها الحقيقي الذي تشعر به فأسرعت روز بالمغادرة بينما تحركت لتسير بالغرفة على غير هدا وما أن أطلت أني حتى هتفت بسرعة
- احكمي إغلاق الباب خلفك
فعلت ما طلبته وهي تنظر إلي يوليانا بحذر فقالت وهي تهز رأسها بذات الوقت
- اقتربي ( اقتربت بتوتر وما أن أصبحت بجوارها حتى همست لها بحذر شديد )
- أريد المغادرة من هنا ( فتحت آني عينيها جيدا بينما استمرت ) لا أريد أن يعلم احد أني مغادرة لا احد لا عمي لا اندرو ولا حتى روز لا أريد أن تهمسي لنفسك حتى بهذا ( زادت عيني آني بالتوسع فاستمرت يوليانا ( كيف أستطيع المغادرة
- أنا لا
- لا أريد أن تقولي لي انك لا تعلمين بل ستقولين لي كيف سأغادر من هنا دون أن يشعر بي احد
- لا أستطيع مساعدتك اقسم على هذا سيقتلني السيد لو علم انيـ
- لن يعلم
- لا أستطيع انه يعلم بكل شيء
- لن يعلم بحق الله ماذا تريدين قطع نقدية سأعطيك فقط أريد الخروج وتدبر عربة لتقلني حتى محطة القطارات أنا لا اعرف أحدا من العاملين هنا أما أنت فتعرفين بمن يمكنك الوثوق سأعطيك العديد من القطع النقدية وأنت أعطي من سيقود العربة قدر ما تشائين
- ولكن أن علم السيـ
- كيف سيعلم أن لم تعلميه أنت أو السائس ( وتحركت نحو حقيبتها لتخرج خمس قطع وتضعها بيد آني التي فتحت فمها عند رؤية النقود مضيفة بقلق ) حسنا
بللت أني شفتيها وعينيها لا تفارق النقود ثم نظرت نحوها وهي تغلق راحت يدها على النقود قائلة
- سأذهب لأتأكد أن كان جون سيساعدني
- أتستطيعين الثقة به
- ننوي الزواج عما قريب بالتأكيد أستطيع الثقة به
- حسنا ولكن ليكن الأمر خلال ساعة من ألان سأدعي أني ذاهبة لركوب الخيل لا لا فانا متوعكة سـ سأقول انـ اني ماذا ماذا فكري يوليانا
- آنستي سأفتعل مشكلة بين خادمتين دائمتا الخصام مما يجعل البقية منشغلين بهما لبعض الوقت أما السيد فلا اعلم كيف
- افتعلي حريقاً
- لا أستطيع ( أسرعت آني بالقول بقلق فعادت لتضيف )
- افتعلي أي شيء ليكن شجار الخادمات عندما يبدأن سأخرج من الأدراج الخلفية المؤدية إلى المطبخ ومن هناك إلى الإسطبلات
- لا سيعلمون أن جون هو الذي قام بإيصالك هل تعلمين أين تقع الطريق الفرعية المؤدية إلى النهر
- اجل
- اسلكي تلك الطريق وسيلاقيك هناك جون سأجعله يذهب إلى القرية لإحضار بعض الطحين فيخرج من ألان حتى لا يشك احد به
- انها فكرة جيدة ولكن أستطيع الثقة بك لن تخذليني استفعلين
هزت أني رأسها بالنفي وهي تقول
- لا لن أخذلك .. فيوليت كانت صديقتي وكانت تعلمني بكل ما كان يجري وأنا من أدخلتها إلى القصر لتقصدكِ ولقد ساعدِتها وأعطيتها النقود ( بدا الحزن العميق على آني وهي تضيف ) فقط لو استطاعت المغادرة والوصول إلى مزرعة مارش لكانت بخير وما كان ليستطيعوا معرفة مكانها
توقفت عن المتابعة لإنفتاح الباب مما جعل يوليانا تنتفض قبل أن تلمح روز بنظرة سريعة هاتفة وهي تدعي الغضب لتخفي توترها وخوفها من انفضاح أمرها
- هيا أسرعي بتنظيف هذه وأنت روز أتحتاجين كل هذا الوقت لإحضار الطعام ( وتحركت نحو الأريكة لتجلس وهي تضيف ) ضعي الطعام هنا
بعد أن تناولت القليل من الطعام عادت نحو السرير لتستلقي عليه وهي تدعي أنها تريد النوم وأخذت بين لحظة وأخرى تفتح عينيها مختلسه النظر على روز الجالسة بشرود , ادعت أنها تغط بالنوم العميق عندما دخل بايرون إلى غرفتها مدعي الاطمئنان عليها بينما أخذت روز تعلمه بمدى توتر وعصبية سيدتها .. إنها تكرهه لا تستطيع أن تفكر بأنه عمها لقد أعمى الجشع بصيرته لم يكن يظهر الود لها ولكنها لم تتخيل أن يصل به الأمر إلى التخلص منها بقيت ساكنه تحاول التفكير جيداً فرغبتها شديدة بالتوجه نحو منزلها وطرد إليزابيث منه ولكن عليها أولا أن تصبح بأمان ثم هناك الكثير من العمل اختلست نظرة جديدة وهي تسمع بعض الضجيج الصادر من الخارج لترى روز تقف وتتوجه نحو النافذة بفضول ثم تتحرك ببطء نحو سرير سيدتها لتتأملها وتتأكد من عدم استيقاظها ثم تتحرك مغادرة الغرفة وما أن مرت ثانيتين على انغلاق الباب حتى تحركت من سريرها وأسرعت نحو ثوبها لترتديه على عجل وتتناول حقيبة يدها وقبعتها وتفتح الباب بهدوء ثم تهم بالعودة لرؤية أحداهن تقترب ولكنها سرعان ما هدأت وهي ترى آني التي تشير لها بيدها لتسرع نحوها وهي تختلس النظر لتتأكد من خلو الممر فتبعتها يوليانا إلى المطبخ الذي خلى ثم إلى الخارج وهي تقول بتوتر ورأسها لا يتوقف عن الالتفاف بحذر
- أين بايرون واندرو
- السيد الكبير في غرفة المكتب أم السيد اندرو في غرفته وجون ينتظرك قرب النهر ولكنه لن يستطيع إيصالك أكثر من القرية ولكن لا تقلقي فهو سيرسلك مع شخص يثق به حتى المحطة
- أنت واثقة
- اجل
- حسنا أشكرك
تمتمت وتحركت بحذر لتجري نحو الأشجار التي اختفت خلفها البارحة فيوليت جرت بكل ما تملكه من قوة وهي تتلفت حولها لم تشعر بالخوف بحياتها كما شعرت به ألان كادت تصطدم بعدد من الشجيرات وهي تجري وتمسك بثوبها الطويل الواسع بكلتا يديها وما أن وقعت عينيها على عربة صغيرة خاصة بنقل البضاعة حتى خففت سرعتها وهي تتنفس بصعوبة اقتربت بحذر وترقب من العربة وإذا بشاب يخرج من بين الأشجار فتساءلت بحذر وعينيها القلقتين لا تفارقانه
- من أنت ( بدا الترقب على الشاب وهو يقول )
- جون
- من أرسلك ( تعمدت سؤاله حتى يطمئن قلبها )
- آني
- حسنا هيا بنا أسرع
قالت وهي تصعد إلى العربة فصعد ليجلس بجوارها وحرك الجياد لتنطلق بسرعة فأمسكت جيدا لاهتزاز العربة مما جعله يقول
- أسف فالطريق غير صالحة من هنا
- لا باس المهم أن توصلني
إنها لا تهتم لكل تلك القفزات التي تتعرض لها ألان أنها تريد الوصول إلى منزلها في جرترود هذا ما تريده
- أخي يعمل سائساً لأحد النبلاء وسيذهب لإحضاره من المحطة سترافقينه عند وصولنا إلى القرية
هزت رأسها بالإيجاب بتوتر وما أن وصلت القرية حتى صعدت في عربة مغلقة فاخرة مما جعلها تشعر ببعض الاطمئنان وما أن وصلت إلى المحطة حتى كانت الشمس على وشك المغيب فترجلت من العربة وهي تتنفس الصعداء لتشكر السائس وتسرع نحو القطار وهي تتلفت حولها وما أن حصلت على تذكرت القطار حتى أسرعت نحوه لتصعد به وتتوجه نحو مقطورتها لتغلق الباب بإحكام خلفها وتستند عليه وهي تصلي أن ينطلق ألان ولم تمضي عدت دقائق حتى بداء القطار بالتحرك مما جعل قدميها تتراخيا فأسرعت نحو الستار لتهدله وتجلس على السرير الصغير بقلق عليها الشعور بالاطمئنان فلقد نجت ولكنها لا تشعر بذلك التزمت بمقطورتها ولم تغادرها لتناول الطعام فاكتفت بالاستلقاء وهي تفكر بأنهم علموا باختفائها فتحت عينيها جيدا سيتبعها اجل سيفعل انه دائما يفعل هذا عليها الوصول إلى جرترود قبله أرخت عينيها بإنهاك قبل أن تبدأ الدموع بالجريان على خدها ببطء كيف استطاع فعل هذا وتلك الفتاة المسكينة رباه انه قادر على فعل الكثير إذا ماذا تفعل أن تبعها انه ألان غاضب ولاشك وكذلك بايرون ضمت الوسادة إليها بخوف شديد سيتخلصون منها أن استطاعوا الوصول إليها عادت دموعها لتغرق خديها من جديد , ترجلت من القطار بعد ظهر اليوم التالي من مغادرتها قصر ميرفيلد وهي تجول بعينيها حولها لتخفض قبعتها جيدا محاوله إخفاء وجهها وتحركت متخطيه الركاب تريد التوجه نحو العربات المتوقفة ولكنها تجمدت في مكانها وهي ترى برنار سائس إليزابيث يقف بجوار سائس أخر يتحدث معه حركت عينيها بسرعة عنه وتحركت دون تركيز فكيف وصل إلى هنا هل تعلم إليزابيث أنها غادرت ميرفيلد وأرسلته لاستقبالها أو انه جاء لاستقبال غيرها .. غيرها همست لنفسها بذعر وقد بدا القلق البالغ بعينيها وتحركت نحو مجموعة من المسافرين لتسير معهم مخفية نفسها بهم وهي تراقب برنار الذي اخذ يجول بنظرة بين المسافرين ثم عاد ليحدث الرجل الأخر وهو يشير إليه بيده إلى طول معين ويصف احدهم لتشعر بساقيها تخونانها وترفضان إطاعتها فأجبرت نفسها على السير بسرعة وقد فارق اللون وجهها
- سينطلق القطار ألان هيا اسرعوا
صاح عامل القطار وقد وقف على درجات القطار طالبا من الركاب الإسراع فأسرعت نحوه لتتخطاه إلى داخل القطار وقد تبعها بعض الركاب لتدخل نحو أول مقطورة وصلت إليها وتجلس مسرعة بجوار النافذة وتحدق بالخارج وهي تخفي نفسها إلى الخلف مفكرة بقلق من إمكانية حضور برنار لاستقبال اندرو ولكن لن يستطيع الوصول ألان إلا إذا جاء معها بنفس القطار برنار ينتظرها هي حتى لا يسمحوا لها بالتصرف قبل وصولهم بدأ القطار يتحرك فاختلست النظر نحو برنار الذي يتلفت حوله ثم اخذ يسأل الركاب الذين يغادرون القطار الذي كانت به فعادت للخلف أكثر مخفيه نفسها وقلبها ينتفض بقوى لتغمض عينيها بإعياء
- أنت بخير
فتحت عينيها بسرعة محدقة دون تركيز بالرجل الجالس أمامها مفكرة من أين حضر قبل أن تحرك رأسها نحو المرأة الجالسة برفقته ثم عادت إليه وقد بدا الاهتمام بنظراته قائلة بصعوبة
- أنا بخير ( وعادت بنظرها نحو النافذة بتوتر لترى أن سرعة القطار تتزايد لتجحظ عينيها وقد أدركت لتو أنها صعدت إلى قطار لا تعلم حتى وجهته فهتفت وهي تنظر إلى الوجهين الذين لم تشعر بوجودهما عندما دخلت المقطورة ) إلى أين يتوجه هذا القطار
بقيت عيني الرجل مستقرتان عليها دون حراك قبل أن يقول باهتمام
- ألا تعلمين إلى أين يتوجه هذا القطار
- لا
هزت رأسها بالنفي بنفاذ صبر وقد تفاقم توترها لما يحل بها فعقد الرجل حاجبيه لقولها ونظر إلى المرأة الجالسة بجواره ليتبادلا النظرات قبل أن يعود إليها قائلاً
- سيتوقف في شولتز ورام ومن ثم يلفير
- شولتز و .. رام ويلفيـ ( اخذ صوتها بالاختفاء بالتدريج قبل أن تعود للهمس بصعوبة ) يا ألاهي
عادت بنظرها نحو النافذة وهي تشعر بالعجز فلم تقصد أين منها من قبل ولم تسمع بهم حتى
- الستِ متجها إلى أين منها ( تساءلت المرأة بفضول وهي تراقبها فهزت رأسها لها بالنفي وقد شحب وجهها فعادت المرأة لتضيف ) الم تحصلي على تذكرة قبل صعودك كانوا ليعلموك بالأماكن التي يتوجه لها القطار
عادت لتهز رأسها بالنفي دون أن تفارق عينيها النافذة
- العامل الذي يجمع التذاكر لن يروق له الأمر
نظرت إلى الرجل الذي قال ذلك قبل أن تقول
- اعتقد ذلك ولكنهم يوافقون على أن اشتري واحدة بالتأكيد
- اجل
أجابها فهزت رأسها ببطء وعادت بشكل إلي نحو النافذة لقد فقدت عقلها أو أنها على وشك ذلك ما كان عليها الصعود إلى هذا القطار لقد سمحت لهم بالوصول قبلها إلى جرترود سيطر عليها القلق من مجرد فكرت حدوث هذا فأسندت رأسها على المقعد خلفها بإنهاك جسدي ونفسي ولم يحاول أيا من الرجل أو المرأة محادثتها وقد انشغل الرجل بقراءة كتاب بينما أخذت المرأة بتطريز وقد شردت يوليانا وعند توقف القطار عند أول محطة له ترجلت منه أملة بوجود قطار يتوجه بها إلى جرترود من جديد وما أن لامست قدميها رصيف المحطة حتى أسرعت مجموعة من الأطفال لتحيط بها وهم يرفعون أيديهم قائلين
- أنا احمل حقائبكِ
- لا دعيني أنا احملها
- لا أنا أقوم بهذا ( نظرت بالوجوه الكثيرة التي أصبحت حولها قائلة )
- لم احضر أي حقائب معي
- لا لا ابتعدوا أنا سأحملها ( نظرت إلى الصبي الصغير والذي لا يتجاوز السنوات الست وهو يدفع برفاقه من حوله وهو يمسك بكلتا يديه بنطاله الواسع كي لا يسقط وما أن أصبح أمامها حتى رفع رأسه ذو العينين الدائرتين والفم والأنف الصغيرين قائلاً ) أنا احملها لك
- ابتعد ( دفعه صبي أخر اكبر منه إلى الخلف فتحركت مبتعدة عنهم وهي تقول )
- لا أحمل سوى هذه ( مشيرة إلى حقيبة يدها وتوجهت إلى شباك التذاكر متسائلة ) أيوجد قطار عائد إلى جرترود
- مساء الغد
- مساء الغد
- اجل
ابتعدت بذهول وهي تتنفس بصعوبة ماذا تفعل ألان إنها مجبرة على البقاء هنا حتى مساء الغد
- احمل لك حقيبتك أستطيع ذلك ( حركت رأسها إلى محدثها الذي يسير معها لتجد اصغر الأطفال والذي مازال يمسك ببنطاله بكلتا يديه يتبعها مبتسما وهو يستمر ) هل أحملها
بدا التفكير عليها قبل أن تقول متجاهلة طلبه
- أين أجد فندقاً جيداً بهذه البلدة
- سأرشدك إلى واحدا جيد ( قال وأسرع أمامها لتتابعه وهو يتوقف قرب إحدى العربات ليبادرها عند اقترابها ) يوجد مكان في هذه العربة فهي متجها إلى البلدة وهناك يوجد فندقا جيد لا يقصده سوى النبلاء
فتحت حقيبتها وأخرجت منها قطعة نقدية قدمتها له مما جعل عينيه تفتحان جيدا هو يتأملها قائلا
- أهذه لي
- اجل احتفظ بها
أجابته وهي تصعد العربة , جلست في غرفة صغيرة في الفندق وقد ادعت أنها بانتظار بقية أفراد عائلتها الذين ستحضر خلفها لتتوقف زوجة صاحب الفندق عن طرح الأسئلة عليها نظرت حولها في أرجاء الغرفة ثم أخذت تفك أزرار ثوبها من العنق لتتوقف يدها وهي تتلمس عقدها لتحتضنه بقوة فهو شعار عائلتها وقد ورثته من والدها وستورثه لأطفالها خلعته ببطء ووضعته براحة يدها متأملة إياه قبل أن تعود لتغلق كفها عليه أن كان بايرون يريد الاستيلاء على كل شيء فهي لن تسمح له بذلك انه حقها ولن تعطيه إياه مهما كلفها هذا ألان فقط علمت لما تركت لها عمتها كل شيء لابد وأنها كانت تعرف جشع بايرون وما كان ليعطيها حقها لو لم تفعل عمتها هذا عادت لترتمي على السرير عليها الذهاب إلى جيرالد اجل هذا أول ما ستفعله عند وصولها لجرترود فهو الوحيد الذي يستطيع الوقوف بوجه عمها واندرو , جلست شاردة في قاعة الطعام وقد وضع عشائها أمامها لتتناوله دون شهيه ولكن معدتها أخذت تطالبها بذلك تناثر القليل من النزلاء في القاعة شبه الفارغة لتتعلق عينيها بامرأة كبيرة في السن مُقعدة يجر مقعدها رجلاً طويل القامة ليستقرا على الطاولة خلفها لتعود بها الذاكرة إلى عمتها في أشهرها الأخيرة فلم تعد قادرة على السير وقد اخذ منها المرض كل قوتها
- بتأكيد سيسر سترانس فهو لا يفضل مغادرة دلبروك دون وجودي في المنزل
شد قول السيدة المسنة انتباهها وأخرجها من شرودها فأصغت رغما عنها لهما والرجل يقول
- أن أونيل موجود وما كان له الاستعجال بحضورك
- أنت تعرف كيف يكون الأمر عندما يختص بأونيل كما أني أأكد لك انه ليس موجودا هناك لهذا لا أريد التأخر متى سننطلق إلى دلبروك
- بعد العشاء أن شئتِ
- هذا يناسبني
رمشت وعادت لتتابع تناول طعامها محاولة التوقف عن الإصغاء لهم ولكن تفكيرها منصب على دلبروك .. دلبروك اجل هذا ما قالته فيوليت أغمضت عينيها وفتحتهما محاولة تجاهل الفكرة التي خطرت لها , جلست في فراشها بعد تناول العشاء وعينيها ترفضان النوم فتحركت جالسة ومحدقة أمامها دون رؤية شيء وقد شردت بعيدا مساء الغد ينطلق القطار إلى جرترود حسنا أمامها النهار بأكمله تناولت حقيبتها وأفرغت محتوياتها على الغطاء لتتناول كيس نقودها لتفرغ ما به وتحدق بالقطع النقدية لتشرد للحظات وهي تتذكر فيوليت لتغمض عينيها ببطء وهي تشعر بالألم هل سيعلمون عائلتها أنها قد فارقت الحياة أم أنهم لن يأبهوا للأمر عادت لتحدق بالنقود لتتناول بعضها وتعيدها إلى الكيس تاركة عددا منها أمامها أن أفضل ما تفعله هو أعلام عائلة فيوليت بوفاتها وتقديم بعض المال لهم على ذلك يساعدها ويريحها قليلاً فهي تشعر بذنب كبير فالو لم تعطها النقود لما هربت وقتلها اندرو رغم انه على ما يبدو كان ينوي التخلص منها أجلا أم عاجلاً المسكينة كانت تعرف هذا , كان أول شيء فعلته بعد تناول الإفطار هو استقلال عربه تتوجه بها إلى دلبروك انكمشت على نفسها وعقدت أصابع يديها في حجرها وهي تشعر بالبرد القارص اختلست نظرة إلى المرأة التي صعدت إلى العربة معها وبرفقتها ابنتها وقد شعرت بتأمل المرأة لها فاخفضت قبعتها قليلاً وأخذت تحدق من النافذة بحذر توقفت العربة بشكل مفاجئ وصاح سائسها بقوة
- أين السيدة التي تريد مزرعة مارش ( ترجلت يوليانا من العربة وهي تقول )
- هل وصلنا
- اجل ها هي أترين هذه الطريق ( وأشار إلى طريق صغيرة ضيقة في نهايتها منزل خشبي صغير فهزت رأسها بالإيجاب للسائس الذي أضاف ) تلك هي
شكرته وانتظرت حتى انطلقت العربة من جديد لتتحرك ببطء نحو الطريق وهي تتأمل المنزل الصغير وقد وضع على احد نوافذه المكسورة قطعة من القماش لتمنع دخول الرياح اقتربت من السور الخشبي الذي يحيط بالمزرعة وهي تنظر إلى الأرض التي تلي المنزل وقد شاهدات أشخاصاً يعملون بها اقتربت من باب السور وعينيها تتأملان المرأة التي استقامت بوقفتها على صياح الأولاد الذين جرو نحو يوليانا لتستدير المرأة ببطء نحوها بينما تابعت يوليانا الأطفال الذين جرو نحوها هاتفين
- لقد حضرت هاهي لقد واصلت أسرعي أمي
نظرت نحو الوجوه الفرحة بتمعن وحيرة بينما سارت المرأة نحوها ببطء وهي تمعن النظر بها لتتعلق عيني يوليانا بها ومازالت عاجزة عن معرفة سبب حماسة وفرحة الأطفال برؤيتها ثم سرعان ما تعلق نظرها بأصغرهم وهي تذكر هذا الوجه جيداً
- يا ألاهي ( همست المرأة وقد أصبحت قريبة منها فعادت بعينيها إليها لتراها ترفع يدها المرتجفة نحو فمها وهي تضيف ) حضرتِ أخيرا ( ودمعت عينيها وهي تقترب منها مضيفة ) بدأت اقلق لتأخرك الحمد لله على انك بخير فيوليت
واحتضنتها بقوة بينما بقيت يوليانا جامدة في مكانها وقد احتضنتها تلك السيدة الغريبة بقوة ففتحت عينيها جيدا وحاولت الابتعاد عنها وهي تقول
- أرجو المعذرة ولكنـ
- اعتقدت انك لن تحضري ولكنك فعلت ( قاطعتها المرأة بلهفة وهي تبتعد عنها وتمسح عينيها بكفها مستمرة ) كم أنا سعيدة لتمكنك من الحضور ولكن لما لم تقولي متى ستحضرين كنت لأدع جاك يحضرك من المحطة عندما تأخرت بالحضور اعتقدت أن أمرا ما جرى ولكن لا أنت بخير اليس كذلك ( بقيت عيني يوليانا معلقتين بها وقد فتحت مقلتيها عاجزة عن إجابتها بينما أضافت المرأة بسرعة ) أنت شاحبة لابد وان الرحلة كانت طويلة ومرهقه تعالي ( أمسكتها من يدها وسحبتها معها نحو المنزل وهي تضيف ) أسرعوا وجهزوا النار سنتناول الطعام أنت ولابد مرهقه ويل ما بك أسرع ( هتفت لابنها الأصغر وقد وقف بعيدا محدقا بيوليانا التي سارت مع والدته وهي تنظر إليه ثم عادت نحو السيدة التي تسحبها معها وهي تضيف ) كم انتابني القلق لتأخرك لو كان دوناند هنا لـ ( أمعنت النظر بالمرأة التي ما أن نطقت اسم زوجها حتى اختلفت ملامح وجهها وخف صوتها ثم هزت رأسها هزة خفيفة وهي تحاول الابتسامة وتنظر نحوها وهي تفتح باب المنزل قائلة وهي تسحبها إلى الداخل ) أنا حقا سعيدة بحضورك ( وتركتها وأسرعت نحو المدفئة لتنحني نحوها وتبدأ بوضع الحطب بها ويساعدها صبي لا يتجاوز الثانية عشرة وفتاة في السابعة وقد ارتدوا ثياب رثة بالية حركت رأسها حولها بأرجاء الغرفة الخالية تقريبا إلى من طاولة قديمة وبعض المقاعد الخشبية حولها وأريكة واحدة وضعت قرب المدفئة أعادت نظرها نحو المرأة التي أشارت إلى فتاة تشبه لحد كبير شقيقتها التي تساعد والدتها بإضرام النار قائلة ) رولان احضري بعض الماء
أسرعت الفتاة إلى الخارج بينما قالت يوليانا
- أرجو المعذرة سيدتي
- لا تناديني سيدتي ( قاطعتها قائلة وهي تستدير إليها وتنفض ثوبها الأسود المغبر مستمرة ) أنا زوجة عمك جينا نادني جينا فقط وليس سيدتي ولا شيء أخر
- ولكن سيدتي على إعلامك أن سوء فـ
-لا تكوني خجولة لقد أعلمني دوناند ( وغصت للمرة الثانية وهي تذكر اسم زوجها لتتدارك ذلك مستمرة ) انك خجولة ولا تختلطين بالناس كثيرا إننا هنا أسرتك وهؤلاء ( وحركت يدها مشيرة إلى الأطفال ) أبناء عمك
- لكن ما أحاول قوله هو أني لستُ
توقفت عن المتابعة وهي تسمع صوت جلبه من الخارج فأسرعت جينا بالتخطي عنها إلى الخارج وقد بدا القلق على وجهها وأسرع الأطفال خلفها مما جعل يوليانا تحدق حولها بذهول غير مصدقة ما يحدث ثم تحركت نحو الباب لترى مصدر هذه الأصوات لتشاهد رولان التي ذهبت لتحضر الماء قد وقعت وأصابت قدمها فأسرعت جينا بحملها إلى داخل المنزل لتضعها على الأريكة وهي تقول
- هل علي دائما أن اكرر لا تركضي انظري ألان لقد اصبتي ركبتك روي اعطني قطعة من القماش ( أسرع الصبي بالجري إلى الغرفة المجاورة والوحيدة ليخرج منها مسرعا ومناولا والدته منديلاً بينما تتابع يوليانا ما يجري حولها فأخذت جينا تحكم لف ساق رولان وهي تقول ) جيسي ضعي الطعام على النار ( ونظرت إلى يوليانا بنظرة سريعة قبل أن تعود نحو ابنتها وهي تقول ) اجلسي فيوليت أنت متعبة ولاشك