انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


السبت، 1 أكتوبر 2011

لأخر العمر 3


- كنت مغادرا شعرت برغبة شديدة بالمغادرة والابتعاد ( وأستمر وهو يحرك عينيه بعينيها بينما ابتلعت ريقها بتوتر ) ما أن تحركت بسيارتي قليلاً حتى علمت أني لا أستطيع ذلك ( أخفضت نظرها ببطء كي تهرب من عينيه فأضاف وعينيه لا تفارقان وجهها ) أنا لا الهو هنا أرجوا أن تدركي هذا كما أني لم أتوقع أن تقول لي دعني أفكر بالأمر لقد شعرت بالسخرية من نفسي فأنا أستطيع أن أذهب لمرافقة أي واحدة دون أن تقول لي ذلك ولن أكون عندها مضطرا لقطع كل تلك المسافة وترك كل تلك الأعمال التي تتراكم خلفي
- بما تتهامسان
تساءلت ميغ وقد زاد فضولها حول الحديث الدائر دون استطاعتها سماعهم فنقل روسكين عينيه نحو والده وعمتها قائلا
- تقترح جويس أن تريني لوحاتها التي لم تعرضها وتحتفظ بها بمرسمها الخاص
- عليك رؤيتها بني فهذه الفتاة تملك الموهبة
تعلقت عينيها بعيني روسكين الذي عاد بنظره نحوها قائلا وهو ينهض
- لنرها إذا
تحركت بتردد لتقف مشيرة له وهي تسير فتحت باب مرسمها ودخلته داعية إياه لدخول فأغلق الباب خلفه بينما استمرت بالسير نحو النافذة لتبعد الستائر متعمدة الحصول على لحظة صمت كي تجمع أفكارها فتابعها بنظره الذي ثبت عليها وهي تتحرك بتوتر نحو لوحتها التي تقوم برسمها وأخذت تنظف فرشاتها منشغلة بها
- جويس ( همس برقة فأجابته دون أن تجرؤ على النظر إليه وهي تمسح فرشاة جديدة )
- أجل
- أتقبلين الزواج بي ( أسقطت الفرشاة من يدها التي ارتجفت وحدقت به بعينين واسعتين دون استيعاب ما قاله ثم رمشت بتوتر وانحنت لالتقاط الفرشاة التي سقطت وعينيها لا تفارقانه فحرك رأسه متسائلا وهو يقترب منها ) لما فاجئكِ قولي
- آه أنا .. أنا أعني أننا .. لم .. أنت جاد ( وأمام صمته وقد جلس على حافة مقعدها العالي الخاص بالرسم عادت لترمش قائله ) الا ترى أنك تتعجل
- إذا أردت القول لي دعني أفكر بالأمر فمن الأفضل أن أقترح أمرا يستحق هذا ( حركت عينيها بعينه فأضاف ) هل ما أقترحه أمرا يحتاج إلى كل هذا
- أنت لا تعرفني كفاية
- أشعر أني أعرفك منذ زمن
- ولكن أنا .. أنا
- الا تشعرين نحوي بشيء ( لم تستطيع أجابته على هذا فهي تشعر نحوه بميل كبير حتى أنها لا تستطيع منع نفسها من الانجراف وراء مشاعرها التي تقذفها نحوه بقوة فتحرك وتقدم منها ليحيط خدها وعينيها لا تفارقان وجهه وهو يهمس ) لا أريد سماع جوابك ألان بل أريد أن تفكري بالأمر وأن تفكري به جيدا ومهما كان جوابك أريد سماعه منك فلا تتهربي مني فذلك يثير جنوني فقط أعلميني مهما كان اتفقنا ( بقيت عينيها معلقتين بعينيه دون حراك فقرب وجهه منها هامسا ) أنا مغرم بك
وأمام جمودها التام وقد توقف قلبها عن النبض تماما قرب وجهه منها أكثر ليعانقها برقة أسرت الدماء في جسدها بقوة وجعلتها تغمض عينيها بهيام فحركت يدها لتضعها على كتفه وهي تحاول ألابتعاد فهي مشوشة تماما ألان دون ذلك إلا أنه أحاطها بذراعه جاذبا إياها ليخنق أي مقاومة لها وقبلته تزداد حرارة وعاطفة لينسيها كل شيء ففتحت عينيها ببطء وهي تعود للواقع وهو يبتعد عنها قليلاً بأنفاس لاهثة محدقا بوجهها المحمر وعينيها المضربتين بعيني مليئتين بالمشاعر لتهمس باسمه
- شـ شـ لا لا تقولي شيئا الان فقط فكري بالأمر ( قال بصوت هامس وقرب وجهه من جديد لتلامس شفتيه شفتيها وهو يهمس ) أراك قريبا
وتحرك مبتعدا مما اجفلها وجعلها تشعر ببرودة مفاجئه وهي تراه يفتح الباب فهتفت باسمه آلا أنه لم يجب وخرج مغلقا الباب خلفه ليرفع رأسه إلى الأعلى ويأخذ نفسا عميقا وهو يغمض عينيه ثم تترك أصابعه مقبض الباب ويتحرك بخطوات واسعة ثابتة إلى الطابق الأسفل , ضمت ذراعيها إليها وعينيها لا تفارقان الباب وهي تشعر بجسدها يرتجف وقد هز أعماقها بقوة فهزت رأسها وهي ترفع يدها لتدسها بشعرها من الأمام ومازالت تسمع صوت دقات قلبها بأذنها .

- ماذا ... لماذا تبتسمين
تساءلت وقد وقفت على الشرفة تهم بالمغادرة فقالت ميغ التي تجلس بمقعدها الهزاز وتحمل احد الكتب بيدها
- عليك أن تحزري ( رفعت كتفيها بحيرة قائلة بتفكير )
- لا أعـ
وتوقفت عن المتابعة ويدين تحيطان عينيها مخفية نظرها ليتصلب جسدها بشكل مفاجئ دون أن تجرؤ على التنفس فقالت ميغ ضاحكة برقة
- علمتِ من
لم تستطيع فتح شفتيها فرائحة عطره المميز ملأت المكان وقربه منها بهذا الشكل بالإضافة إلى يديه التين تحيطانها توترانها أكثر مما تستطيع ألاحتمال ففتحت شفتيها لتأخذ نفساً وهي تحاول تمالك نفسها وقائلة بهدوء قدر ما أمكنها
- ومن سيكون
- أنتِ تعلمين إذا
قاطعتها ميغ مبتسمة فتحركت مستديرة نحوه لتتركها يديه لتصبح مواجهة له ومحدقة بوجهه وعينيه وهو يقول بصوته الجذاب
- مازلت تذكرينني إذا ( ابتسمت بتصنع قائلة بتعمد لإغاظته )
- مرحبا روس ( ورفعت يدها لتنظر نحو ساعتها مستمرة بذات الابتسامة ) وداعاً روس لدي موعد ( ونظرت نحو عمتها مستمرة ومتجاهلة وجه روسكين الذي تغير بطريقة سريعة ) لن أتأخر
وتحركت متخطية عنه فلاحقها برأسه وهي تبتعد مما جعل ميغ تقول بحيرة
- ما بها
- اعتقد أن ابنة شقيقك تكرهني
- انها منزعجة من شيءً ما ليس الا ( فعاد نحوها متسائلا )
- إلى أين هي ذاهبة
- لقد تطوعت لمساعدة عائلة نارش التي تقيم مزادا لأثاث منزلها .
دخلت غرفتها مغلقة الباب خلفها ومسنده ظهرها عليه محدقة بسريرها ثم حركت عينيها ببطء بأرجاء غرفتها واقتربت بتجهم من سريرها لترمي عليه حقيبتها وتجلس لتتخلص من حذائها ثم تناولت منشفتها وبيجامتها وتوجهت نحو الحمام لتحاول الاسترخاء في المياه دون فائدة فلقد أنهكت نفسها اليوم وتعمدت العمل والعمل كي لا تفكر به ولكن أبدا لم تستطيع طرده كيف يتجرأ وبكل بساطه على الظهور بهذا الشكل صباحا وكأن .. وكأن لاشيء حصل سرحت شعرها أمام مرآتها بعد أن ارتدت بيجامتها ثم قامت بتنظيف أسنانها جيدا وخرجت من باب الحمام لتتوقف قربه ويدها على مقبضه أغلقته ببطء شديد وعينيها ثابتتان على روسكين الجالس داخل غرفتها وقد أسند نفسه على حافة نافذتها عاقداً يديه ومتأملاً إياها فقالت
- لا أكاد أصدق أمازلت هنا اعتقدت أنك غادرت ( هز رأسه بالنفي وهو يقول )
- لا لم أغادر
- و .. متى تنوي المغادرة
- ذلك يتوقف
- آه .. جيد هذا أمر جيد
- ما هو الأمر الجيد
- لا أعلم .. بصدق لا أعلم ( وتحركت نحو رف الدمى مدعية ترتيبها لتشغل نفسها بها قبل أن تلمحه بنظرة لترى وجهه المتصلب وعينيه التين تتأملانها فتنفست وهي تعيد رأسها نحو الدمى قائلة ) إنها العاشرة وعلي النوم
- لقد تأخرت في العودة
- أجل كان هناك الكثير من العمل
- هل أرهقت نفسك بعمل تطوعي
- أرئيت كم أنا حمقاء ( وأكملت ترتيب الدمى وهي تحركها مغيرة أماكنها ومستمرة ) ما الذي تفعله هنا
- جئت لرؤيتك
- ولما
- سأدع لك الإجابة على هذا السؤال
تركت الدمية التي أمسكتها وقد اشتدت أصابعها عليها ناظرة إليه وقائلة بحدة رغم محاولتها أن تبدو هادئة
- أتذكر كم مضى على غيابك
- شهر ونصف
- شهر ونصف روسكين
- اعلم
- إذا
- إذا ماذا
- آه لاشيء أنا أهذي أرجوك غادر لا أرغب بمحادثة أحد ألان فلا أشعر بأني على ما يرام حقاً لا أشعر بهذا
- لا تريدين محادثتي
- لا
- لقد تركتك وشأنك منذُ الصباح أما ألان لم أعد أستطيع فعل هذا
- وعلي تصديق هذا لقد تركتني شهر ونصف وشأني لذا لن يكون الأمر بذو أهمية كبيرة أن تركتني وشأني عدت أيام أخرى ولتكن عدت شهور وحتى سنين لا آبه ( مرت لحظة صمت طالت بعد قولها هذا وهي تحدق به دون أن يحاول كسر الصمت فعادت نحو دماها بعصبية لتحركها وهي تهمس لتلك النظرة التي تطل من عينيه وتجعل قلبها يرفض أطاعتها ) تباً روسكين
سمعت صوت نفسه العميق الذي أدخله إلى صدره قبل أن يقول
- لم أكن ألهو لقد عملت بهم ليل نهار كي أحصل على هذهِ الإجازة لقد أعلمتك سابقاً بأن عملي كثير واني أتواجد خارج البلاد أكثر من داخلها ولا أستطيع ترك العمل يتراكم يجب علي متابعته
- لا أريد أن أسمع ( همست مقاطعة إياه رافضة الإصغاء إلا أنه تجاهل قولها مستمرا بصوت خافت )
- كانت أموري سيئة مؤخراً .. سيئة جداً أرجو أن تتفهمي هذا
- لا أستطيع لقد عرضت على الزواج بحق الله واختفيت مآبك ألا تدرك أن الأمور لا تسير بهذا الشكل
همست بصوت مخنوق وهي تمسك دمية أمسكتها أكثر من مرة وأعادتها إلى مكانها فقال ومازالت عينيه معلقتان بها
- أردت أن تحصلي على الوقت الذي تريدينه
- كدت أتعرف برجل أخر بهذا الوقت
قالت بغيظ كبير وهي تكره مشاعرها التي تعلقت به أكثر وأكثر فتنهد بعمق قبل أن يقول
- رغبت بالعودة ولكني لم أستطيع فالقد تعرض نائبي ويدي اليمنه لحادث فقد على أثره حياته ( نظرت إليه وهي تلمس الحزن بصوته فاستمر وهو يلقي عينيها ) لم يكن فقط مساعدي بالعمل بل صديق طفولتي أيضا ووفاته بهذا الشكل الغير متوقع
اختفت كلماته ولم يتابع مما جعلها تعقص شفتها وهدوء غريب ينسل إليها لتهمس
- لم يتحدث احد أمامي بهذا .. لم اعلم ( تنهد بعمق وهز رأسه قائلا )
- لقد ترك فراغا كبيرا كصديق وفي العمل أيضا مما زاد من أعبائي
ضمت يديها جسدها وهي تحدق به بصمت قبل أن تتحرك نحوه لتجلس بجواره على حافة النافذة لتنقل عينيها بجانب وجهه المغمق هامسة
- كان عليك إعلامي وليس تركي أغضب منك بتلك الطريقة ( نظر إليها قائلاً )
- اعلم انه كان علي ذلك ( ونقل عينيه بعينيها قائلا ) لست .. لا اعلم كيف أقول ذلك ولكني مستقل بأموري منذ زمن ولا اعلم احد بما افعله أو ما انوي عمله إن هذا تصرف خاطئ من قبلي اعلم إنه كان علي الحضور أو على الأقل الاتصال ولكني وجدت أن الوقت مناسب لأتركك تفكرين دون أن أتواجد حولك فأنت لا تعلمين إني رجل ملحاح ولن ادعك وشأنك قبل أن اسمع ما أريده .. هلا عذرتني ( أضاف وهو ينقل عينيه بعينيها لتمر لحظة صمت بينهما قبل أن تهز رأسها بالإيجاب وقلبها يرفض إطاعتها فحرك يده نحوها لتنظر إليها قبل أن تحرك يدها لتضعها بيده لتحتضنها أصابعه بقوة وهو يستمر ) اعلم إني اطلب منك الكثير فأنا في بداية الطريق ووقتي محدود والتزاماتي كبيره وربما لا يكون الوقت المناسب لي لطلب ذلك منك ( وتأمل وجهها ووميض جميل بعينيه غرقت به وهو يستمر بهمس ) ولكني التقيتك فلم يعد لذلك أهمية حقا لم يعد شيء بذو أهمية
نقلت عينيها بعينيه وقد اختفى حنقها منه تماما وبشكل غريب فأسندت رأسها على كتفه لتشعر به يخرج تنهيدة ارتياح وهو يحيط كتفها بذراعه ويجذبها إليه أكثر فهمست
- لن تتوقف عن العمل أبداً
- لا أستطيع ترك الأمور ألان فوفاة تشاد سببت لي الكثير من الاضطراب بالعمل .. كنت أعتمد عليه بشكل كبير وألان علي أيجاد من يحل مكانه ( هزت رأسها له بالإيجاب وعينيها شاردتان فعاد للقول ويده تتحرك بهدوء على كتفها ) أريد منك أن تتفهمي هذا الأمر واعدك انه سيكون مؤقتا حتى أجد فريق عمل اعتمد عليه
- سأحاول ( تمتمت بحرج فحرك يده نحو ذقنها ليرفع وجهها إليه ويتأمله وهو يقول )
- أفهم من هذا انك
- ولما تعتقد إني كنت غاضبة منك أن لم أكن كذلك
- ستصبحين السيدة لارس إذا ( توسعت شفتيها عن ابتسامة خجلة وهي تقول )
- هذا ما يبدو عليه الأمر .
رفعت رأسها ببطء عن مقود سيارتها وكل ذلك مر بمخيلتها بلحظة صغيرة كل هذه الذكريات فقط لو رفضت ذلك اليوم ألم تكن أمورها ألان أفضل أكان عليها الغرق بسحره كفتاة مراهقة حركت رأسها وهي تتنفس بعمق لم تكن لتتوقع أن يفعل بها هذا أن عدم صدقه معها ورؤيته برفقة رينا جرحها حتى العمق وان كان جعلها تتخطى في وقت من الأوقات ما تركه خلاف والديها في نفسها فها هو عاد وجعلها تفقد الثقة وتحمل جرحا جديد معها كي لا تنسى مرة أخرى عادت لتشعل محرك سيارتها وعينيها دامعتان لتتحرك بسيارتها وغصة كبيرة تملأ صدرها .
- لا أكاد أصدق أعدت إلى هنا ( بادرتها رون فور دخولها الشقة فقالت بتجهم والإنهاك بادٍ عليها )
- عمت مساءً
- بل صباح الخير فلقد قاربت الشمس على الشروق فال أنظري من حضر
أسرعت فال بالظهور من غرفتها لتنظر نحو جويس التي تسير نحو غرفتها فأسرعت بالقول
- كيف حدث أن تكوني أنت خـ
- أرجوكِ ( قاطعتها وهي تفتح باب غرفتها بهدوء شديد واستمرت ) لا أريد التحدث ألان
ودخلت غرفتها مغلقة بابها خلفها فتبادلت فال ورون النظرات قبل أن تقول رون بتجهم وهي تهز رأسها
- لا أصدق حرفاً مما قلته لي لابد وأن هناك خطئ ما
- لقد أعلمتك بكل ما حدث أمامي وأمام الجميع اليوم شئتي أن تصدقي أم لا هذا شأنك .. لا اعتقد أن علينا تركها بمفردها
قالت فال بتفكير وعينيها معلقتين بباب غرفت جويس لتتحرك نحوه
- أعلمتك أني لا أريد التحدث بشيء ألان ( قالت بضيق وهي تسمع صوت الباب يفتح وزادت من ضغط الوسادة على رأسها وقد تمددت في سريرها وتنهدت بنفاذ صبر مستمرة ) أحتاج للانفراد بنفسي لما لا أستطيع الحصول على هذا
- أنه الوقت المناسب لتحدث ألا ترين ذلك ( نظرت نحو فال التي قالت ذلك لتجلس وهي تتناول وسادتها وتضعها بحجرها فتحركت فال نحوها متسائلة بينما استندت رون على حافة الباب متأملة ما يجري ) أهو خطيبك حقاً
ضمت الوسادة إليها وهزت رأسها بالإيجاب بتجهم قائلة
- كان كذلك
- كان كذلك ( كررت رون من خلفها بينما تمعنت فال النظر بها فأبعدت جويس وجهها هامسة )
- قلب لي حياتي من جديد
- لا أحد بالمطعم يصدق ما حدث الليلة كيف تكونين أنت خطيبته أنه زبون معروف لدينا وأن كنت كذلك فلما عملت بالمطعم ولم انتقلت للعيش هنا لما .. آسفة قد أكون فضولية ولكن منذُ أن حضرتي لسكن هنا وأنا أعتبرك صديقه لي
عقصت شفتها السفلى ثم همست وهي تضم الوسادة من جديد محاولة نسيان ألم معدتها
- أنتِ من عرض على أمر العمل عندما احتجتم فتاة فراقت لي الفكرة ليس إلا .. ليس من السهل علي التحدث بهذا الأمر فبحق سبب لي الألم وهذا ما لم أكن لأصدق حدوثه لقد كنت أعيش في عالمي الخاص بعيدا عن الواقع والدتي على حق فهو لم يرق لها منذ البداية كان علي الإصغاء لها ولكني كنت مغرمة به ولم أكن لأصغي ( وعادت عينيها للألتماع بسبب تجمع الدموع بهما وهي تستمر ) اعتقدت بدايتا أن المشكلة بي فانا اعلم أن انفصال والدي قد ترك اثر كبيرا في نفسي لذا لم أكن أريد التورط معه منذ البداية لم أكن مستعدة لذلك فحالما شعرت باني منجذبة إليه حتى بدأت ابتعد من أمامه وكلما اقترب ابتعدت إلى أن لم اعد أستطيع ( أخذت فال تصغي إليها بصمت متفهمة بينما استمرت بألم ورون تنقل عينيها بينهما بصمت ) لو علمت انه لن يكون مخلصا لي لما وافقت تبا كان علي أن أدراك أننا من عالمان مختلفان تماما ولكني اعتقدت انه .. انه
- أنتِ واثقة انه لم يكن مخلصا لك ( هزت رأسها لها بالإيجاب وعينيها شاردتان بحزن فأضافت فال بعد لحظة صمت ) من الجيد انك علمت بهذا ألان قبل الزواج
هزت رأسها من جديد بالإيجاب فتأملتها فال وهي تهم بالحديث الا أن رون قاطعتها قائلة
- دعيها وشأنها ألا ترين وجهها انها شاحبة تماما وبحاجة للراحة .. كما أن لديك جامعة بالغد وستتأخرين أن لم تذهبي لنوم ألان
نظرت فال نحو ساعتها قائلة وهي تعود نحوها
- ستكونين بخير
- اجل ( إجابتها باقتضاب فعادت فال لتتأملها قبل أن تهز رأسها لها ببطء قائلة وهي تتحرك نحو الباب )
- نراك في الصباح إذا .
- أنت مستيقظة
أبعدت يديها عن وجهها محدقة بفال التي بادرتها وهي تدخل المطبخ لتجدها جالسة محتضنة وجهها فحركت يدها لتتناول كوب القهوة الذي أمامها قائلة بإرهاق وعينيها شاردة بالمغلف الموضوع أمامها
- لم أنم بعد ( توجهت فال نحو أبريق القهوة وهي تراقبها سكبت لنفسها كوباً وجلست أمامها قائلة )
- ما الذي يدور في ذهنك
- آوه الكثير الكثير
تمتمت وهي تعود لرفع كوبها لترتشف منه فتأملت فال عينيها المنتفختين وشحوب وجهها قائلة
- عليك الحصول على حمام يعيد لك بعضاً من نشاطك
هزت رأسها لها بالإيجاب وهي تسترخي بجلستها إلى الخلف بينما ارتشفت فال كوبها جميعه لتقف وهي تقول
- علي الذهاب وألا تأخرت وداعا ( وتحركت مغادرة المطبخ لتتناول كتبها عن الطاولة وتستمر نحو الباب لتفتحه وتتوقف وهي ترى روسكين أمامها وهو يهم بالطرق على الباب فتمتمت ) سيد لارس
هز رأسه له متسائلا
- جويس هنا
- اجل ( إجابته بتردد ثم أشارت بيدها نحو باب المطبخ قائلة وهي تخرج ) تجدها هناك
رفعت يدها تمسح خدها وقد قفزت دمعة جديدة من عينيها لتعود وتحيط كوبها بأصابعها شاردة قبل أن تتوقف عينيها على الظل الوقف قرب الباب لترفع عينيه نحوه قبل أن تعقص شفتها وتنظر نحو الجهة الأخرى وهي ترمش محاولة إخفاء دموعها رافضة رؤيته لضعفها وإمام الصمت التام واكتفائه بتأملها تمتمت وهي تنظر إليه
- كيف وصلت إلى هنا
- عنوانك موجود حيث تعملين
- ألم تكتفي بما حصل لن أستطيع أبدا العودة للعمل هناك بعد ألان
تمتمت بضيق وهي تعود نحو كوبها
- أهذا كل ما يشغلك
- أجل هذا كل ما يشغلني فلدي حياتي ألان ولن أسمح لك أو لغيرك بأن يغيرها لي
- حياتك .. العمل كنادلة وعملك بتصميم ورسمك لم يعد عملا هذا أمر رائع كنت لأصفق لكِ ولكني لا أشعر بالرغبة بهذا
رفعت رأسها بكبرياء قائلة وعينيها لا تفارقانه
- لا أعلم ما الذي جاء بك إلى هنا فأرجو منك المغادرة
- أنت مخطئة تماما فليس بهذا الشكل تجري الأمور
- لا أريد أن يقول لي أحد كيف تجري الأمور ولم يعد أي شيء مما تقوله يدخل إلى نفسي روسكين فأرجو منك المغادرة
بقيت عينيه تراقبانها بغضب غضب تشعر به رغم ادعائه الجمود حل يديه واقترب منها قائلا
- أعلمتك أني عدت لبضع ساعات ولم يكن لدي الوقت لأعرج عليك وبما أني اعرف ما الذي ستفعلينه أن علمتي أني عدت ولم استطع أن أراك فضلت عدم إعلامك بهذا
- توقف توقف أنا لا أريد أن اسمع شيئا منك فلم اعد أصدقك أدرك ذلك
- من حقي أن تستمعي لي
- أنت مخطئ تماما لم يعد لديك إي حق لدي
- هلا تصرفتي بتعقل لمرة واحدة على الأقل ( أطبقت فكها الذي شعرت به يرتجف فهز رأسه وهو يضيف ) لقد أعلمت رينا في تلك الحفلة بيوهنس باني عائد لساعات إلى هنا فأعلمتني بأنها ستقوم بزيارة جدتها وعندما أعود لأعلمها بهذا لأنها ترغب بالعودة برفقتي فلم أمانع ولم اعتقد أن بالأمر إي مشكلة كما أني ورينا أصدقاء منذ الدراسة وأنت تعرفين هذا لذا حضرت لمنزلي وكان علي رؤية بعض العملاء فلم تمانع فقصدت ذاك المطعم وجلسنا به مع بعض عملائي حتى أننا لم نتناول الطعام ثم توجهنا إلى المطار لنغادر هذا ما جرى ( ظهرت ابتسامه صفراء على شفتيها لقوله فضاقت عينيه وهو يستمر بصوتٍ عميق ) أنتِ أنضج من أن تعتقدي أن هناك امرأ ما بيني وبينها
- لا اعلم لما وجدت لديك الوقت ألان لتحضر وتعلمني بهذا كان عليك أن تعلم أنني لست بتلك الحمقاء التي ستصدق ما تقوله لذا وفر على نفسك وعلي ما نحن به ألان وغادر
جلس أمامها وهو يقول بإصرار
- لستُ على عجلة من أمري
- ولكني كذلك فلقد كان يومي شاقاً
- شاقاً بالتأكيد سيكون كذلك وأنت تعملين نادلة في ذلك المطعم
- روسكين أن لم ترد الخروج فسأفعل أنا ( ونظرت إليه لتتشابك عينيها بعينيه المغمقتان بشدة قائلة بإصرار ) لم يعد هناك ما يقال لذا أرجوك ابتعد ودعني بسلام ( هز رأسه بالنفي رافضا طلبها فغمقت عينيها وحركت يدها لتتناول المغلف الموضوع أمامها وتقدمة له قائلة ) أهذا يكفي لتدعني بسلام
نقل نظره عنها نحو المظروف قبل أن يمد يده ليتناوله بحيرة وهو يتساءل
- ما هذا
عقدت يديها متأملة وجهه وهو يفتحه ويسحب منه مجموعة من الصور بدت المفاجئة على وجهه منذُ أن لمح الصور الأولى مما جعل قلبها يعتصر ألماً فحرك الصور لينظر إلى التي تليها ومن ثم التي تليها ثم رفع نظره إليها قائلاً بذهول
- من أين حصلت على هذهِ ما معنى هذا أنا لا أفهم
- مازلتِ لا تفهم حسناً هذهِ لم تعد مشكلتي
- هذه الصور قديمة أنها حتى قبل معرفتي بكِ
- أعلم
- تعلمين
- أجل ( نقل عينيه بعينيها لقولها قائلاً )
- إذا فأنت تعلمين أن هذه الصور اتخذت بعد عقد اجتماعات وبعض المناسبات والاحتفالات وبعض النزهات مع الرفاق ليس إلا ولا أعلم لما انتقيت منها صوراً لي برفقة فتاة بمفردنا رغم أننا كنا نلتقط صوراً جماعية فمن أين أحضرت هذه الصور
- لم أجهد نفسي للحصول عليها
أجابته محاولة أن تبدو ساخرة فأعاد الصور إلى المظروف قائلاً بتوتر واضح
- لا أريد مراوغة أريد أن أعلم كيف حصلت عليها
- إنها تصل إلى منزلي منذ أن تم ارتباطنا وبشكل مستمر ودون توقف وقد أعود إلى فيلا ميغ ألان وأجد أن هنالك عدداً جديداً بانتظاري وربما تكون جديدة ( وأمام تجمد ملامحه أكثر حركت يدها مضيفة ) أنظر من يهمه أمرك لهذه الدرجة
- منذ أن تم ارتباطنا وأنت تستلمين هذه ( قاطعها قائلاً وأستمر ) وألان فقط فكرت بأعلامي
- لا لم يكن هذا ما أقصده فأنا أعلم أن تلك الصور التقطت قبل تعارفنا لذا لم يهمني أمرها
- ولكن ألان يهمك مما جعلك تتخلين عني
- تخليت عنك بسبب عدم إخلاصك لي بحق الله لا اعلم ما الذي جعلك ترتبط بي
التمعت عينيها بألم عند قولها هذا وأشاحت برأسها عنه ناظرة إلى الحائط وهي تضم شفتيها جيداً وتعقد يديها رافضة الاسترسال والتحدث بما قد ألمها حتى العمق فضاقت عينيه وهو يتأملها وحرك المظروف بعصبية قائلاً
- أمر هذه الصور سأعرفه عاجلاً أم أجلاً وسأرى من أرسلها أم أمرك أنتِ ( وترك كلماته معلقة دون متابعة وعينيه لا تفارقانها الا أنها رفضت النظر إليه بإصرار فأضاف ) ماذا أفعل بكِ ( تعلقت عينيها بعينيه لثانية بعد قوله هذا ثم حركتهما إلى الأعلى وهي تخرج نفساً عميقاً من صدرها الثائر فتمتم وهو يتابعها ) لا أعلم كيف فكرت بقص شعرك بهذا الشكل
أسرعت بإعادة نظرها إليه وهي تقول
- لم تحضر لتحدثني بأمر قصة شعري
- أنت من التعقل بحيث تدركين أن أمر فسخ ارتباطنا ليس قراراً تتخذينه بمفردك
- لقد اتخذته وأنتها الأمر وأن كنت تعتقد أنك تستطيع تغير ما حصل فأعلم أنك مخطئ عندما وافقت على الارتباط بك اعتقدت انك مختلف لم يخيل لي أن تفعل بي هذا .. من الجيد أني علمت بهذا ألان
تحرك فكه بعصبية وعينيه تحدقان بها دون أن يرمش قائلاً بصوت بارد
- أنتِ لا تثقين بي بتاتا
- أنتَ من يقوم بالادعاء والكذب
- أعلمتك ما جرى لم تكن ألا كذبة بيضاء فأنت بعيدة تماما عن عالمي ولا تعلمين ما الاقيه
- أنتَ من أبعدني
- لم أرد أن تتغيري أردتك كما أنتِ فأنت الشيء الصافي بحياتي والذي يبعث لي الراحة التي احتاجها أن أمر ارتباطي بهذا الوقت أمراً لم يكن واردا أجل أعترف بهذا ولكني رأيتك وأغرمت بك وأنت تعلمين هذا جيداً فلم أستطيع تركك وكأن لا مشاعر لدي لذا تم ارتباطنا بظروف لا أستطيع معها شيء فأنا في بداية عملي ولقد أعلمتك هذا سابقاً وفي محيطي هناك أمور تحدث بشكل مفاجئ وغير متوقعة على التماشي مع الوضع فحضوري لساعات ومغادرتي لم يكن أمرا مخطط له بل هو اضطراري لذا لم استطع المرور عليك
- لكن كان لديك الوقت لتقضيه برفقة رينا
- تبا أنت لا تصغين ( فقاطعته قائلة وهي ترفض الإصغاء له )
- ماذا تريد أن تعلم حتى تدعني وشأني أني لم أعد اهتم بأمرك لم اعد أحبك ها أنا أقولها لك لم أعد كذلك هل تعتقد حقا أن أبقى احمل لك أي مشاعر بعد رؤيتك برفقتها وأنت تدعي انك خارج البلاد يكفيني هذا حتى أدرك ما اعنيه لك
حاولت أن تبقى جامدة خلال فترة الصمت القصيرة التي تلت قولها وإبقاء عينيها ثابتتان على عينيه قبل أن يقول باقتضاب شديد
- لا أصدقك فأنت لم تتوقفي عن حبي
- ولما لا أفعل ما الذي سيمنعني عن ذلك
- الكثير ( قاطعها وأستمر ) أنت تعرفين مدى محبتي لك وما تعنينه لي كما أني مخلصا لك رغم رفضك تصديق ذلك
- ورينا ما مشكلتها لما لم ترتبط بها
- ما الذي أفعله هنا أن كنت أفكر بها ولا أهتم لأمرك
- روسكين منذُ أن تم ارتباطنا وأنت بعيد وكأن .. وكأن الآمر كان مجرد حصولك علي كأني قطعة رغبت بالحصول عليها وعندما تأكدت أنها ستصبح لك وضعتها في صندوق لتحفظها به
- ما هذا الهراء الذي تتفوهين به من أدخل إلى عقلك هذه الأمور
- أنت
- أنتِ مخطئة
- لستُ كذلك ( قالت مؤكدة ومازالت تحاول أن لا تظهر عصبيتها ولكن ارتجافها كان واضحاً فتحركت واقفة ومستمرة ) لما لم تعلن ارتباطنا لا أحد أبداً خارج نطاق أبيك وشقيقتك يعلم أنك أرتبط لما هيا أعلمني لم أخفيت الأمر عن عائلتك وأصدقائك لما لم تدعوهم للحفل الذي أقمناه لا تجب فأنا أعلم أننا أقمنا حفلاً عائلي وأقتصر الأمر على أفراد الأسرة ولكني اكتشفت أن لديك أسرة روسكين لديك أكثر من والد وشقيقة ( أدخل نفساً عميقاً إلى صدره دون أن يفتح شفتيه وهي تتحرك مستمرة وعينيه لا تفارقانها ) لقد قابلت صديقة لك عندما كنت أقوم بزيارة لشقيقتك وعندما قدمتني رولاني لها بأني خطيبتك أتعلم ماذا قالت ( وأمعنت النظر به مستمرة وهي تشعر بنفس الضيق الذي شعرت به آنذاك ) أخذت تضحك وضحكت بمتعة قائلة أنها اعتقدت أن ذلك الخاتم الذي تحيط به أصبعك ليس إلا للحماية وأبعاد من لا ترغب بمحادثتهم ( وعقدت يديها مستمرة بأسى ومازالت مصرة على أن لا تشيح بنظرها عنه ) لم تصدق واعتقدت أنها دعابة أقوم بها ورولاني .. ألم تشعر يوماً ما أنك قمت باتخاذ قرار خاطئ ثم سعيت لإصلاحه هذا ما أفعله
أغمقت عينيه بشدة قبل أن يقول بهدوء
- أتحاولين إعلامي بان ارتباطك بي كان قراراً خاطئ اتخذته
- أجل هذا ما عنيته
- شكرا لكِ ( تمتم بضيق وهز رأسه وتحرك واقفا لتتابعه وهو ينظر إليها بضيق شديد مستمرا دون أن يخرج عن جموده ) وكأن ما كان بيننا شيئاً هشٌ لهذه الدرجة .. سأدعك لتراجعي نفسك وان كنت مصرة على عدم تصديقي .. سنرى في حينها
وتحرك مغادرا المطبخ مما جعلها ترفع يدها متلمسة جبينها الذي يؤلمها بشدة ألان وهي تسمع صوت الباب الخارجي الذي أغلق لتتنهد بكأبة وهي تعود لترتمي على المقعد وتخفي وجهها بكفيها .

- أيقدم لكِ راتباً مناسباً مع هذا العمل الذي تقومين به
تساءلت فال وهي تراها مسترخية في المقعد والإرهاق بادٍ عليها وقد انشغلت بإعادة طلاء وتصميم احد الجدران في قاعة للاحتفالات فهزت رأسها بالإيجاب مما دفع رون للقول بتهكم وهي تتجه نحو المطبخ
- ولما يزعجها أمر الراتب أن كان ما يشغلها هو إرهاق نفسها بمحاولة فاشلة لتنسى ما يجري معها مؤخراً
تابعت رون بنظرها ثم نظرت نحو فال قائلة
- أن تلك الفتاة لا تودني ولا أعلم السبب حتى ألان فلم هي دائمة الحديث بهذه الفظاظة
- إنها هكذا ولكن لا تقصد الأذية
- الصدق يزعجكما اليس كذلك ( عادت رون لتقول وهي تتجه نحوهما وتنزلق جالسة في مقعدها وهي تحمل طبقاً به بعض الشطائر واستمرت وهي تنقل نظرها بينهما ) أني أكبر منكما وخبرتي أكثر لذا عليكما الإصغاء لي
- أنتٍ لا تكبريني شيئاً
قالت جويس بتذمر وهي تتأمل رون التي تكبرها بعامين وهي ذات وجه ناعم وشعر أسود خشن بعض الشيء يصل إلى كتفيها ممتلئة قليلاً تملك عينين سوداوتان وشفتين بارزتان فأضافت رون وهي تقضم شطيرتها
- خبرتي تفوقكما .. كم مضى على ذلك
- على ماذا
- على حضور خطيبك ( توتر وجه جويس فأسرعت فال بالقول )
- دعينا من هذا رون
- لماذا ( تساءلت ونظرت نحو جويس مستمرة ) أيصعب عليك الحديث بالأمر أننا لم نتحدث به منذُ خمس أيام
- إذا فأنتِ تعرفين كم مضى على ذلك ( أجابتها بضيق فتحركت فال قائلة )
- علي الذهاب للعمل فلن يسر كلاي لتأخري ولا تثرثرا كثيراً بغيابي .. نسيت أعلامك أن مفاجئة كلاي حتى ألان لم تزول بسبب ما حصل .. وداعاً
تابعت رون فال حتى ابتعدت ثم عادت نحو جويس قائلة
- أسفه لصراحتي ولكنهُ تقبلَ أمر انفصالكم سريعا بينما أراك لا تفعلين
التزمت الصمت قليلا قبل إن تتنهد قائلة مع علمها انه لم يفعل فهما قد يكونا مختلفان بطريقة تعبيرهما لذا تعلم انه سيختفي كالعادة ليعود لظهور سامحا لها ببعض الوقت لتعيد التفكير ولكنه لا يعلم أنها قد اتخذت قرارا لا رجعة عنه فالقد نضجت ولن تنساق ورائه لن تسامح نفسها أن سمحت له بهذا ليس بعد الذي حدث
- سأتخطى الأمر .. أجل سأفعل ( كررت قولها وهي تتحرك نحو الخزانة فتابعتها رون قائلة )
- ماذا ستفعلين
- سأستحم قد يساعدني هذا على النوم
ولكن هذا لم يحصل ومضت الساعة تلو الساعة دون قدرتها على أن تغفوا .

- قهوة
- أجل أشكرك
- تستيقظين باكراً ( قالت والدتها بعد أن قدمت لها كوب القهوة فابتسمت ورشفت من قهوتها قائلة )
- أنهيت كتابك
- مازال لدي بضع صفحات ولكن مقالتي الأخيرة أثارت بعض الجدل
أجابتها جاكلين وتحركت نحو الشرفة فتابعتها جويس بعينها قبل أن تتبعها وهي تتأملها فهي تبدو كشقيقة لها وقد حافظت على جمالها وأناقتها فاستندت على باب الشرفة متسائلة
- ما هو سرك ( حركت والدتها رأسها إليها متسائلة فأضافت ) تبدين كشقيقة لي لا كوالدة
- تَخَلُصي من والدك ( أجابتها قبل أن تضحك بمرح وتستدير اليها مستمرة ) هذا أفضل شيء فعلته فلو بقيت معه لوجدتني ألان عجوزاً مخيفة
- أنا جادة
اعترضت وهي تدعي التجهم فخلاف والديها لم ولن ينتهي أبداً فتنهدت والدتها وأسندت نفسها على السور خلفها قائلة
- كيف هي ميغ بدت مختلفة قليلاً عندما رأيتها يوم خطبتك
- جيدة
- و .. روسكين
- جيد
- أعلمتك من قبل أنه لم يرق لي اليس كذلك
- أجل أمي فعلت
- أوكنتُ على حق بأن طفلتي تستحق أفضل من هذا
- أمي ( قالت معترضة وهي تستقيم بوقفتها مستمرة ) قلت هذا يوم رأيته في حفل خطبتي ولم تريه بعدها وأنا واثقة من أنكِ كنتِ ستقولين هذا عن أي شاب آخر سأرتبط به فروسكين لا يشكو من شيء
- أحقاً لا يشكو من شيء إذا لما لم يقم بالاتصال بكِ حتى ألان فلقد مضى يومان على وجودك هنا ولم أراكِ ترفعين سماعة الهاتف لمحادثته أين هو ألان خارج البلاد أمـ
- من أعلمكِ أنه لم يفعل .. أنتِ تخرجين معظم الوقت لذا لا تعلمين
وتحركت لتعود لداخل الغرفة فتبعتها والدتها بعد دقائق قائلة
- لا تنسي أن تعدي نفسكِ لسهرة اليوم فلقد دعوة الكثير من الشخصيات البارزة التي قد تروق لكِ ( نظرت إلى والدتها بعتاب فأضافت ) أنا واثقة من انك ستجيدين أفضل منه
- رباه
تمتمت بعدم تصديق لابد وان سعادة والدتها ستكون بالغة عندما تعلم انهما قد انفصلا أتعلمها فكرة ثم هزت رأسها بالنفي فلن تدعها حينها وشئنها وستسعى لتعريفها بالرجال الذين ترى أنهم مناسبين لها .
- السيد أدمن من أشهر الصحفيين
- تشرفت بمعرفتك
صافحة الضيف الجديد ودعته للانضمام للحفل وتحركت من جوار والدتها متجهة نحو المطبخ
- آنسة لانج
توقفت ونظرت إلى رجلان وثلاث فتيات قدمتها والدتها لهم منذ قليل فتحركت نحوهم بابتسامة قائلة
- أجل
- كنا نتساءل سبب عدم رؤيتنا لكِ سابقاً رغم أننا لا نفوت حفلاً تقيمه والدتك
- ما بها والدتها ( تدخلت والدتها وهي تقف فابتسمت جويس لها بينما عاد الرجل للقول )
- كنتُ أتساءل عن سبب إخفائك أبنتك عنا
- أنه سر لن أعلمك به .. أنظروا من هنا ( تحركت الرؤوس نحو الشخص الذي تنظر إليه جاكلين فتجمدت جويس وشحب وجهها تماما ووالدتها تستمر بابتسامة ) ها هو خطيب ابنتي
- أرجوا المعذرة
تمتمت جويس بتوتر وهي تتخطى عنهم متجهة نحو روسكين الذي ظهر فجأة على الباب وجالت عينيه بالصالة المليئة ليتوقف على جويس التي تسير باتجاهه بثوبها الأسود ألامع الطويل وقد تركت كتفيها عاريين إلا من شيالات ثوبها الرقيقة وقد صففت شعرها إلى الخلف مظهرة جمال وجهها راقبتها عينيه وهي تقترب منه وما أن وصلت قربه حتى وضعت يدها على ذراعه ورفعت وجهها نحوه مدعية أنها تريد طبع قبلة على خده مما جعله يقرب وجهه منها فهمست له بقلب يخفق وقد فاجئها الشعور الذي يغمر كيانها وهي تستنشق رائحة عطره المألوف لها
- الحفلة مليئة بالصحفيين فأرجوك لا أريد إعطائهم شيئاً يتحدثون به
- علمت أن أمراً ما وراء هذا الاستقبال ( تمتم وعينيه تلاقيان عينيها فهمست بإصرار )
- أرجوك غادر
نقل عينيه بعينيها ثم حرك يده مما جعلها تتجمد وهي تشعر بها تستقر على ظهرها وهو يقول
- من غير المناسب مغادرتي فلقد وصلت لتو
- روسكين
همست باسمه معترضة وهو يحرك رأسه حوله ثم يهزه محي والدتها التي ابتسمت له وتحركت نحوهما قائلة
- أسعدني حضورك
- ليس كسعادتي رغم أني لم أكن أعلم أنكِ تقيمين حفلاً ولكن يسرني المشاركة به
- اعتقدت أن جويس قامت بدعوتك ( قالت جاكلين بحيرة وهي تنظر نحو جويس قبل أن تعود إليه مضيفة ) أنتَ على الرحب والسعي دائماً .. أعذراني سأتفقد ضيوفي
أضافت له بابتسامة ودية وتحركت مبتعدة فحاولت جويس التحرك ولكن ذراعه المحيطة ظهرها أحاطت خصرها مانعاً إياها وهو يتابع والدتها قائلاً
- مازلتُ لا أروق لها اليس كذلك
- ماذا ( تمتمت بدهشة لمعرفته هذا ورفعت رأسها نحوه فنظر إليها قائلاً )
- لم تعلميها بما حصل بيننا ( أجبرت نفسها على أجابته رغم وقوف الكلمات بحلقها )
- لم أفعل ( رفع حاجبيه قائلاً وهو يعود نحو جاكلين )
- رغم أن ذلك كان ليسعدها
- ما الذي جئت تفعله هنا
- حضرت لرؤيتك
- ألا يوجد هاتف لتتصل قبل حضورك قد لا أكون بالمنزل
- لم أمانع التجربة
- لا أعتقد أن هناك شيئاً لنتحدث به فأرجوا منك المغادرة
- تجدين متعة بقول ذلك
- أجل ولما لا أفعل
- أيتها الحمقاء الصغيرة
- روسكين لارس ( نظرا معاً إلى صاحب الصوت الذي قاطعهما وأقترب منهما مستمراً ) رأيتك سابقاً ولكن لا أعتقد أنك تعرفني أدمن كلورت صافحه روسكين قائلاً
- شهرتك تسبقك فلقد قرأت الكثير لك
- وأنا تابعت أخبارك أنتَ في نجاح مستمر
- أرجو أن يدوم
- بالتأكيد ( أجابه ونقل نظره بينه وبين جويس مستمراً ) أقيم حفلاً في نهاية الأسبوع أرجوا منكما حضوره سيسعدنا وجودكما
أجبرت جويس نفسها على الابتسام وشكرته وهي ترفع يدها لتحيط أصابع روسكين المحيطة خصرها وتبعدهم ببطء مستمرة بابتسامة
- أرجوا أن تعذروني سأرى والدتي
وتحركت مبتعدة عنهما لتتنفس الصعداء وتعمدت الانشغال بتبادل الحديث مع زوار والدتها متفادية روسكين قدر ما أمكنها
- عزيزتي
توقفت عن متابعة سيرها عند سماعها لصوته فحركت رأسها بشكل آلي إليه لتجده يقدم لها كوبا من العصير فهمت برفضه ولكنها عادت لتتناوله منه شاكرة قبل أن تبتعد
- ما بكِ ( نظرت إلى والدتها التي قطعت شرودها وهزت رأسها بالنفي قائلة )
- لا شيء
- آلا تسرك الحفلة
- بلى
- إذا لا تقفي هنا شاردة
هزت رأسها لوالدتها وتحركت محاولة محادثة الضيوف ولكنها لا تشعر بالرغبة بذلك خاصة أنها تشعر بالاختناق فتحركت خارجة إلى الشرفة المظلمة لتقترب من سورها وتحيطه بأصابعها وهي وترفع رأسها إلى الأعلى لتدخل كمية من الهواء إلى صدرها محاولة تمالك نفسها ولكنها سرعان ما تجمدت وهي تشعر بيدين تستقران على كتفيها وبصوت روسكين الهامس
- أنتِ متوترة جداً ( حاولت التحرك لتتخلص من يديه ولكنه منعها مضيفا ) أسترخي قليلا .. حاولي على الأقل ( وقفت جامدة بإصرار فعاد ليقول ويديه لا تبتعدان عنها ) أنتِ حتى لا تحاولي
أنسلت من بين يديه واستدارت له وهي تضم ذراعيها إليها محدقة بوجهه وهي تقول
- كان يومي شاقاً ولكن سرعان ما ينتهي الحفل وأذهب لنوم
- هذا جيد على ما يبدو تستمتعين هنا كانت فكرت حضورك جيدة فهو على الأقل مكان مناسب
- لما لا تقل مكان يسهل الوصول إليه
- أنه كذلك ماذا تخططين أيضا أستغادرين عما قريب لزيارة والدك لا بأس ببعض التغير ومن ثم ماذا ما هي نهاية الأمر
- نهاية أي أمر .. بحق الله نحن نقف هنا وحولنا على أقل تقدير عشر صحفيين ألا يهمك نشر خبر وجودك مع من كانت خطيبتك أنسيتَ أنكَ تخفي هذا عن الجميع وسيكون خبراً سيءً لأننا لم نعد كما يعتقد من بهذه الحفلة
- لما تعتقدين أني لم أرغب بنشر الأمر
- كي لا تفسد على نفسك فقد يغضب ذلك رينا وما الذي اعلمه أنا ( حرك رأسه بانزعاج قائلاً )
- ألن تتعقلي لقد أعلمتك ما حدث
- وهل تعتقد أني سأصدقك لقد صدقتك مرة ولن أكررها أعدك بهذا
- أعلم أني أخطئت بتصرفي ولكن لم يبدو لي حينها انه كذلك كمـ .. لم تكن المرة الأولى التي احضر بها لبضع ساعات وأغادر دون أن تعلمي ( ظهرت ابتسامة صفراء على وجهها فأضاف ) لم أكن بالشخص المسئول بالنسبة لكِ ولكني توقعت تفهمك وليس ما يحصل فأنا غارق بعملي وأنتِ بعملك وهذا ما جعلني مطمئن فلستِ وحيدة بل لديك ما يشغلكِ ويأخذ وقتك كل ما فعلته هو أني زدت ضغط العمل لأنهي التزاماتي وأستطيع بعد عدت أشهر الحصول على إجازة طويلة الأمد لنستطيع الذهاب بشهر عسل كامل بعد زفافنا ( أبعدت رأسها إلى الجهة الأخرى كي لا يرى عينيها وتنفست بعمق وهي تضم شفتيها بقوة ) جويس ( همس باسمها ولكنها بقيت مشيحة برأسها ) ألا تعلمين أن تصرفاتك هذهِ تؤلمني حتى العمق ( أغمضت عينيها ببطء ثم فتحتهما وهي تشعر بأصابعه التي أحاطت فكها وأعادت وجهها إليه لتجول عينيه بعينيها مستمراً ) لا أستطيع التركيز بشيء ونحن على ما نحن عليه .. لا شيء يغفر لي تصرفي اعلم هذا ألان فاخر ما كنت أريده هو أن اسبب لك الأذى ( بدا عاجزاً عن قول شيء لثواني ثم أضاف إمام صمتها وهي تغمض عينيها ببطء متهربة من النظر إليه ) لا أستطيع فعل شيء لأعوض عما جرى ولكني أعتذر بشدة على ما بدر مني أعدك أن أكون أكثر التزاما
هزت رأسها بالنفي هامسة
- لا أستطيع روسكين
- لا تستطيعين ماذا ( تساءل بصوت حذر وأستمر ) لا تستطيعين ألاستمرار ولكن هذا ليس صحيحاً فأنتِ حتى ألان لم تعلمي أحد بانفصالنا أن والدتك لا تعلم حتى وهذا كافٍ لأعلم أنكِ لستِ جادة وأن الأمر مجرد سوء فهم خلاف أي شيء إلا هذا
- لم اعلم احد لأني حتى ألان أجد صعوبة بإعلامهم سبب انفصالنا ( ونقلت عينيها من جديد بعينيه مستمرة ) لمَ أرهق نفسي بأعلام الناس بأني انفصلت عن خطيبي بينما هم لا يعلمون بأمر ارتباطنا حتى
- لم أعلم أنكِ من محبي الشهرة وألا لفعلت ولكني اعتقدت أنكِ ترغبين كما أرغب بالعزلة العزلة عما يحيط بنا
- يحيط بك أنت أردت العزلة لنفسك ولم تسألني رأيي ( تعلقت عينيه بها بجمود قبل أن يقول )
- أتريدين نشر أمر ارتباطنا فليكن
- لا اعلم لم تصر على هذا أنا لا أريد شيئا منك ألان لاشيء فقط دعنى بسلام فما سببته لي حتى ألان يكفيني
- لم يكن الأمر متعمد لم اقصد حدوث هذا .. أنت تعلمين أني ما كنت لا أفعل هذا لو علمت انه سيتسبب بما نحن به ألان
- أنتَ تتصرف معي على أني فتاه غير ناضجة كفاية لقد أنتها الأمر صدق ذلك فلن اسمح لك بأذيتي مرة أخرى لن افعل
- لم أعد ذلك الشخص الذي ستقضين معه بقيت حياتك إذا ( هزت رأسها له موافقة فأستمر بضيق وبصوت لا يخلو من التحذير ) لقد منحتك الوقت الكافي لتعيدي التفكير لذا عليك أن تكوني واثقة مما تقولينه ففي النهاية لدي كبريائي
زادت أصابع يديها بضم جسدها وهي تعلم أن هذه هي نقطة ألا عودة قائلة
- أنا كذلك فدعني بسلام
نقل عينيه المغمقتان بشدة بعينيها ثم حرك يده ليسحب الخاتم الذي يحيط أصبعه قائلاً
- أتمنى لكِ حياة سعيدة ( وتناول يدها ليضع الخاتم براحتها مستمراً وعينيه لا تفارقان عينيها وقد لامس الخاتم يدها ببرودة غريبة ) سأكون أول المهنئين عندما تجدين الرجل الذي ستقضين معه بقيت حياتك .. عمتي مساءً
وتحرك بخطوات ثابتة مبتعداً ليعود إلى الداخل ويتخطى الضيوف مغادراً تابعته بعينها حتى اختفى تماماً من أمامها فتشوشت رؤيتها وقد تجمعت دموعها والألم أخذ يزداد ويزداد بصدرها فنظرت إلى الخاتم المستقر بيدها لتضم أصابعها عليه ببطء وهي تعقص شفتها بقوة وجسدها بأجمعه يرتجف دون قدرتها على إيقافه .
- عليك برؤية الطبيب
- أني بخير أمي
- لا لستِ كذلك فأنتِ على هذه الحالة منذ يوم أمس أعلميني ما الذي يؤلمك
أصرت والدتها وهي تجلس بجوارها على السرير فهزت رأسها لها بالنفي وهي تمسح أنفها بمنديل قائلة
- إني مرهقة ليس إلا
- مرهقة جويس أنتِ لا تتوقفين عن البكاء
- لستُ أبكي .. أن عيناي فقط تؤلماني
- إذا عليك برؤية طبيب العيون
- سأفعل
أجابتها باقتضاب وهي تمسح دمعة تدحرجت رغماً عنها على خدها فأمعنت والدتها النظر بها ثم تحركت واقفة وقائلة
- أأرسل خلف الطبيب
- لا أحتاج إلى طبيب
- أرسل لكٍ خلف أحدهم قد ترغبين بمحادثة أحدهم أرسل خلف ميغ قد تعلمينها بما يجري لكِ بما أنكِ لا تردين إعلامي ( هزت رأسها بالنفي وهي لا تستطيع التحدث والكلمات عالقة في حلقها فهزت جاكلين رأسها بضيق وتحركت نحو الباب قائلة ) حسناً عندما تقررين محادثة والدتك والتي يهمها أمرك ستجديني هنا
ما أن أغلقت الباب حتى ضمت شفتيها المرتجفتين دون فائدة فعادت لتمسح خديها رافضة ضعفها وشكرت الله على وجودها بعيدا برفقة والدتها مما سمح لها بتمالك نفسها فقضاء أسبوعين بشتاور جعلها تتمالك نفسها قبل العودة إلى متابعة حياتها في فيلانت .

- مكالمة لكِ
دخلت فال غرفتها قائلة بعد سماعها لرنين الهاتف فتحركت من أمام شاشة الكمبيوتر وهي تتأمل التصميم الجديد الذي تعمل عليه ولم تنهه بعد وهي تقول بشرود
- قادمة ( تحركت خارجة من غرفتها لتتناول سماعة الهاتف قائلة ) أجل
- ها أنتِ كيف حالك
- رولاني !
- أجل أتعلمين أني أبحث عنكِ منذ يومين
- آه ( قالت بارتباك حاولت تداركه فاستمرت ) أرجو أن تكون أمورك جميعها جيدة
- إنها كذلك عزيزتي ورغبت بدعوتك لحضور عيد ميلاد طفلي الصغير الذي سيبلغ الثالثة بعد غد وهو شديد السعادة بهذا
حركت عينيها قائلة بتمهل
- أود ذلك ولكني لا أعلم أن كنت أستطيع
- لا تخبريني أنكِ لن تحضري فلقد لزمني إيجاد رقم هاتفك مدة من ألاتصال بروسكين إلى ألاتصال بعمتك ومن ثم والدتك وأخيراً ها أنتي وأن قلتِ أنكِ لن تحضري فسيحزن جوني
ابتلعت ريقها ببطء قائلة وهي تسمع دقات قلبها المنتظمة بأذنها
- هل سيحضر .. روسكين ( مرت لحظة صمت قصيرة قالت رولاني بعدها )
- قمت بالاتصال به عدت مرات دون فائدة فأنت تعرفين كيف هو لا تقولي أنكِ لن تحضري فلم أركِ منذ زمن
- سأحاول رولاني
- أتعدين بهذا
- أعدك
تمتمت وهي تعيد السماعة إلى مكانها وقلبها يخفق بطريقة غريبة حذرة داخل صدرها فالا ترغب بلقائه ولكنه لم يحضر عيد ميلاد جو من قبل واكتفى بإرسال بعض الهداية لانشغاله ما الذي سيتغير ألان .
 تنفست بعمق واصطنعت ابتسامة على شفتيها مشجعة نفسها وطرقت على الباب الذي فتح بعد دقائق لتهتف رولاني وهي تراها
- اعتقدت أنكِ لن تحضري .. تبدين رائعة ما الذي فعلته لشعرك انه يروقني جدا لقد اشتقت لك لما لم تعودي لزيارتي ( أضافت وهي تدعوها لدخول مستمرة بابتسامة ) لقد فاتك إطفاء الشموع
- أعتقد أن جوني سيغفر لي عندما أقدم له هذه
- بالتأكيد سيفعل
أجابتها رولاني ضاحكة وهي ترى طفلها يسرع نحو جويس التي ابتسمت بسعادة ورفعته لتطبع قبلة على خده وتناوله الهدية التي لفت بأناقة فأخذ يهزها بحيرة وهو يحاول سماع ما تحتويه فقالت لرولاني وهم يتقدمون نحو غرفة الجلوس التي يسمع منه صوت الضيوف
- أعلم أنه يحب القطارات
- أنه مغرمٌ بها لم أختفيتي بهذا الشكل أتعدين لوحات جديدة لابد وأنكِ غارقة حتى أذنيكِ
هزت رأسها لها بالإيجاب وهي تدخل غرفة الجلوس لتلقي التحية وهي تنقل نظرها من أرثر إلى تيم زوج رولاني بالإضافة لصديقتان لرولاني وأطفالهم سبق أن رأتهم فبادلوها التحية ثم شد انتباههم دخول جو طفل رولاني الأخر للغرفة قائلاً وهو يشير لهم بحماس
- تعالوا هيا أسرعوا لتشاهدوا غرفتي ألان
- هل انتهيتم منها ( تساءل أرثر وهو يتحرك نحوه فأجابه روسكين وهو يطل خلف جو )
- إنها جاهزة ألان
توقف عن المتابعة وعينيه تتعلقان بجويس مما جعل الدماء تتوقف عن السير في جسدها وهي تتصلب بوقفتها فلقد اعتقدت أنه ليس هنا
- خالة جويس .. خالة جويس
أسرع جو نحوها بسعادة عند رؤيتها فانحنت نحوه لتعانقه شاردة عن الحديث الدائر حولها وقد تحركوا جميعاً نحو الغرفة قائله لجو
- كيف أنت
- جيد لقد قمت وخالي لتو بتركيب مكتباً صغيرا تعالي لرؤيته
استقامت بوقفتها بابتسامة متوترة وشجعت نفسها ناظرة إلى روسكين الذي بقي واقفاً في مكانه لتلتقي بعينيه فهز رأسه لها قائلاً باقتضاب
- كيف أنتِ
- بخير
أجابته بثبات وعادت نحو جو الذي يسحبها من يدها فسارت معه وهو يثرثر عن مكتبه رغم ادعائها أنها تصغي له فأن كل حواسها كانت مع الشخص الذي تخطت عنه لتقترب من باب الغرفة وتتأمل المكتب الذي أضيف لها فضحكت رولاني وهي تخرج متخطية عنها وقائلة
- أطفالي يسعدهم أي شيء فما بالكم بهدية كهذه من خالهم .. أتساعدينني جويس
- أجل بالتأكيد ( تبعتها إلى المطبخ وهي تتخطى روسكين من جديد دون محاولتها النظر إليه )
- تروقني قميصك من أين اشتريتها
- متجر قريب من حيث أسكن بالإضافة إلى التنوره
لمحتها رولاني بنظرة سريعة من قميصها إلى تنورتها ثم حذائها ذو الكعب العالي قبل أن تقول وهي تضع الحلوى بالأطباق
- علي زيارته دون شك .. أعلمتني والدتك عندما قامت بإعطائي رقم هاتفك بأنك تقطنين بمكان غريب
- والدتي تعد أي مكان لا يحتوي على مجموعة كبيرة من البناء الفاخر مكان غريب
أجابتها وتحركت لتساعدها بوضع قطع الحلوى بالإطباق فبدأت رولاني بنقلهم إلى الصالة بينما ساعدتها بتقديم الشراب وحاولت قدر ما أمكنها أن تبدو على طبيعتها رغم أن ذلك يبدو صعباً وكل حواسها تتجه باستمرار نحو روسكين الذي أنشغل بالحديث مع ألما عادت نحو المطبخ لتضع الصينية الفارغة وتعود وهي تحمل طبقها فنهض تيم من جوار روسكين داعياً إياها للجلوس مكانه مما جمدها لثانية في مكانها ثم تحركت بشكل آلي لتجلس بجواره وتجول بعينيها ببطء بين الحاضرين وينتابها شعور غريب بأن أي منهم لا يعرف بما جرى بينها وبين روسكين مما يدفعهم لتصرف معها بهذه الشكل أستند روسكين إلى الخلف بجلسته مصغي باهتمام للحديث الدائر دون المشاركة به فانشغلت بدورها بتناول قطعة الحلوى ببطء
- متى ستعود ميغ ( نظرت إلى رولاني التي سألتها قائلة )
- في الحقيقة لا أعلم لم أحدثها منذ وقت
- لابد وأن الإقامة عند والدك قد راقت لها
- أجل فهي لم تقم بزيارته منذ زمن
أجابت أرثر باقتضاب شديد ثم نظرت كما فعل الآخرون إلى برند طفل آلما الذي يناهز العام وهو يقوم بتناول الحلوى بعد أن أسقطها أرضاً فنهضت والدته وهي تنهره بيأس فابتسمت جويس لمظهره وقد أسرع بمليء فمه بالحلوى قبل أن تصله والدته بينما ضحك روسكين وتيم لمنظره فقال أرثر بابتسامة وهو ينقل نظره بين جويس وروسكين
- متى ستتزوجان وتحضران لنا مثل هؤلاء الأطفال الأشقياء
علقت قطعة من الحلوى التي وضعتها بفمها بحلقها عند سماعها لكلمات أرثر مما جعلها تختنق وتسعل فأسرعت بوضع طبقها على الطاولة أمامها وهي تستمر بالسعال محاولة الخلاص مما علق بحلقها فتحرك روسكين للإمام بجلسته وبهدوء تناول كوب الماء الموضوع على الطاولة وقدمه لها تناولته وهي لا تجرؤ على النظر إليه وسعالها لا يتوقف مما زاد من حرجها ودفع أرثر لضحك فأسرعت برشف القليل من الكوب وأمام عدم قدرتها على التنفس أسرعت بالوقوف مبتعدة وهي تقول
- أرجوا المعذرة ( وتوجهت نحو المطبخ لتتنفس بعمق وهي تضع يدها على صدرها فتبعتها رولاني ضاحكة وقائلة )
- ما بك لقد جعلتي والدي يتمتع بإحراجك ( نظرت إلى رولاني وهي تهم بالحديث )
- ألا تعلمين أنهم انفصلا ( جاء صوت آلما التي دخلت خلفهما مجيبة على قول رولاني التي نظرت إليها بدهشة بينما تجمدت مقلتي جويس على آلما دون قدرتها على التحدث ففتحت آلما فمها بدهشة مضيفة ) أرجوا المعذرة لقد اعتقدت .. هذا ما علمته .. أعتقد أني قلت ما لا يجب
قطعة حديثها بتردد فحركت رولاني عينيها المتوسعتان عن آلما نحو جويس قائلة دون استيعاب
- انفصلتما
- علي المغادرة أرجوا أن تعذروني
- لا انتظري جويس ( أسرعت رولاني بإيقافها مستمرة عندما نظرت إليها )
- اعتقدت أن كل ما بينكما خلاف عادي بسيط هذا ما شعرت به عندما سألني أن كنتِ ستحضرين وكذلكَ فعلتِ أنتِ ولكن أي منكما لم يؤكد حضوره رباه متى حدث هذا ألـ ألهذا حضر كل منكما بمفرده لقد اعتقدت .. اعتقدت .. هل انفصلتما حقاً
- أجل ( أجابتها بهدوء شديد عكس ما يختلج بصدرها بهذه اللحظة واستمرت أمام عجز رولاني على الحديث ) علي الذهاب لم أعلم أنه لم يعلمكم وإلا لما حضرت
وتخطت عن آلما الواقفة بصمت وحرج لتدخل إلى غرفة الجلوس فبادرها تيم بابتسامة
- ذهب السعال ( هزت رأسها بالإيجاب له وهي تتناول حقيبتها عن المقعد قائلة )
- علي المغادرة
- بهذه السرعة ( تساءل أرثر بحيرة فتحركت نحو الباب قائلة )
- لدي عمل متراكم
نظر أرثر إلى روسكين وهم بقول شيء توقف عنه وهو يتأمل أبنه الذي يتابع جويس وهي تبتعد ثم عاد نحو جويس التي انحنت نحو جوني مودعة ثم نظرت إلى رولاني المتجمدة قرب الباب تراقبها هامسة لها
- وداعاً
- ما الذي يجري لما لم تقم بإيصالها
تساءل أرثر قاطعاً الصمت الذي أحدثه خروجها فنقل روسكين نظره عن الباب الذي اختفت منه إلى والده ثم تحرك واقفاً وناظراً إلى الأطفال وهو يقول
- دعونا نقوم بتفقد الألعاب الجديدة
جرى الأطفال بسرعة إلى الغرفة وتبعهم روسكين دون إجابة والده الذي تابعه ثم حرك رأسه نحو رولاني قائلاً وهو يعقد حاجبيه
- هل هما متشاجران
- لقد انفصلا .. أتصدق هذا .
عادت لتتقلب بفراشها وأخرجت تنهيده قوية منزعجة من نفسها وعادت لتحرك رأسها على الوسادة بضيق دون فائدة لن تشعر بالراحة ما كان عليها الذهاب برغم أنه ماهر بالاختفاء برغم ما هو ماهر بالحضور بالأوقات الغير مناسبة لقد ارتكبت خطأ بذهابها فمقابلته من جديد جعلت الأمور تسوء لما لا تستطيع تخطي الأمر ماذا تريد أكثر من علمها انه غير مخلصا لها أن عينيها لا تكذبانها أكان عليها تصديق تبريره للأمر لا لا رفعت الوسادة لتضعها على رأسها محاولة منع نفسها من الاسترسال بهذه الأفكار .

- لكِ
قالت رون وهي تقذف أمامها مظروفاً أبيض آخر وتوجهت نحو أبريق القهوة لتسكب لنفسها كوباً وجويس تفتح المظروف وتخرج منه صورة جديدة تأملت الصورة بضيق وهي ترى روسكين وفتاة لا تذكر أنها رأتها سابقاً تجلس بجواره وهو يتناول الطعام وقد نظرا إلى بعضهما ضاحكين أعتصر الألم في صدرها وأعادت الصورة إلى المغلف مما دفع رون التي تراقبها إلى القول وهي تتحرك لتجلس أمامها
- لو كنتُ مكانكِ لما فكرت به لثانية واحدة أنه لا يستحق أنظري إليه لا تمضي ليلة إلا وترينه مع فتاة وهذه الصور حديثة اليس كذلك هذا دليل على أنه لا يذكرك حتى
- لا إنها قديمة فهو يبدوا انضج ألان ومن قال أني أريده أن يذكرني بحق الله أني أريد أن أنساه فمن يرسلها ( سؤالها جعل رون تلتزم الصمت فنظرت إليها قائلة ) من يرسلها ولما ما حاجتي بها بدايتاً منزل عمتي وألان هنا لم لا يدعوني وشأني ما الهدف من وراء إرسالها لا أعلم
- ربما شخص يحرص على أن لا تعودا معاً
قالت رون وهي ترفع كوبها لترشف منه فتأملتها جويس دون رؤيتها وقد شردت عينيها ثم تحركت واقفة وقائلة
- من مِن الجنون ليعتقد أننا قد نعود معاً
وتحركت مغادرة المطبخ لتدخل غرفتها وترتدي بنطالها الأسود مع بلوزتها ذات الشيالات وتربط حول خصرها بلوزتها الخفيفة الزرقاء لتخرج من الغرفة وهي تمرر أحدى يديها بشعرها وعقلها شارد مما جعل رون التي سألتها إلى أين هي ذاهبة ترفع حاجبيها وهي تراها تخرج دون إجابتها , خرجت من المصعد وهي تتأمل المكتب الفارغ أمامها لتقترب منه وهي تنظر بإرجائه لتتوقف عينيها على مكتب روسكين وقد فتح بابه قليلا لتظهر لها خزنة الملفات ونبتة خضراء بجوارها فعادت نحو مكتب سكرتيرته لتضع عليه مغلف مرفق مع ملاحظة منها لتسلمه لروسكين وهمت بالتحرك مغادرة
- جويس .. أهذه أنتِ
توقفت وهي تسمع صوت روسكين المتسائل والحائر فحركت رأسها نحو غرفته لتجده يقف قرب درج الملفات وضع الملفات التي بيده وتحرك ليفتح الباب جيداً ناظراً إليها وقد بدت المفاجئة عليه فتحركت مستديرة نحوه ببطء وهي تحاول إخفاء ارتباكها قائلة باقتضاب
- أجل .. لم اعتقد انك هنا ( بدت الحيرة في عينيه لقولها فأضافت وهي تشير إلى المغلف ) تركت هذا لتوصله لك ليان
اقترب من المغلف ليتناوله بفضول ويخرج إحدى الصور قبل أن يرفع حاجبيه قائلاً
- من يفعل هذا
- انها تصلني منذُ عدت أيام إلى عنوان مسكني الجديد ولا أعلم ما هو الهدف من وراء إرسالها لي ( أخرج نفساً بضيق وهو يعيد الصورة إلى مكانها ويخرج أخرى فأضافت ) ارجوا أن تجعل من يرسلها يتوقف وألا اضطررت إلى نقل مسكني من جديد
- أنتِ واثقة جدا أني أعرف مرسلها ( قال بصوتً عميق وهو ينظر إليها فهزت رأسها قائلة )
- أنا على ثقة من ذلك ( التمعت عينيه قبل أن يقول بسخرية )
- لا تعلميني أن رينا من تقوم بذلك
- سأدع هذا الأمر لك .. وداعا
قالت وهي تتحرك نحو المصعد لتدخله وهو يراقبها بتجهم .

- أرى أنكِ بحاجة إلى إجازة ما رأيك بالسفر
- لا تقولي لي لزيارة والدي ( قاطعة ميغ المنهمكة بأعداد الحلوى فلمحتها عمتها بنظرة قائلة )
- ولما لا
- لأني أحتاج إلى إجازة أشعر بها بالاسترخاء وأمتع نفسي وليس العكس
ابتسمت ميغ وتناولت المنديل وهي تستدير لتنظر إليها وقد وقفت مستندة على الثلاجة قائلة
- والدك بشوقِ لرؤيتك ( حركت كتفيها واستقامت بوقفتها دون إجابتها فاستمرت ) إنه يعتذر لعدم تمكنه من حضور حفل خطبتك
شعرت بالامتعاض الشديد فقاطعتها قائلة
- سأعد كوباً من الشاي أترغبين بمشاركتي
- أجل ولتعدي كوباً أضافياً سأدعو أرثر
- أليس الوقت متأخراً
أسرعت بالقول فهي لم تره منذُ حفلة جوني ولولا إصرار ميغ عليها للحضور وقضاء عدت أيام لديها لفضلت ألابتعاد
- تسره رفقتنا في أي وقت كما أنه بشوق لرؤيتك أعلمني أنه لم يركِ منذُ وقت ( هزت رأسها ببطء وهي مشغولة بأعداد القهوة دون ألانتباه لعمتها التي تراقبها والتي عادت للقول ) علمت أن أمورك وروسكين ليست على ما يرام مؤخراً
- لما الجميع يقول ذلك
- الجميع
- أجل الجميع فمنذ أيام التقيت رولاني وقد قالت أمازالت أمورك وروسكين ليست على مايرام لما يرفض الجميع تصديق أن ما كان بيني وبينه قد أنتها وأنه ليس من الممكن أن تعود أمورنا إلى ما كانت عليه
حلت لحظة صمت بعد قولها المتذمر فعادت لتكمل اعداد الشاي وقد ساءها صمت عمتها إلى أن كسرته أخيراً قائلة
- كل منكما يرفض قول ما حدث فكيف نستطيع مساعدتكما بهذا الشكل
- أننا لا نحتاج إلى أي مساعدة
- وكيف هذا أنتما بالتأكيد بحاجة لمساعدة لم أتدخل يوماً في أمورك ولكني أرى أنكما بحاجة للمساعدة فلقد حدث أمر ما جعلكما تصلان لهذا القرار ولا تحاولي القول أنكِ لا تفتقدينه فأنا أعرفكِ جيداً
- لا أفتقده
- لستُ أصدقك ( حركت رأسها نحو عمتها فأضافت ميغ بإصرار ) أنا أعرفك جيدا
- أنتِ لم تحدثيني من قبل بهذا الشكل
- لأنك لم تكوني بحاجة لمساعدتي كما أنت بحاجة لها ألان
- أنتي لا تعلمين شيئاً
- أنا أعلم الكثير وكما كنتُ واثقة أن أمراً ما يجري بينك وبين روسكين قبل ارتباطكما أعلم أن أمراً ما حدث جعلكما على ما انتمى عليه ألان ( تمعنت النظر بعمتها التي أضافت بتأكيد ) أجل كنتُ وأرثر نشكُ بذلك ( أخذ ألاحمرار ينسل إلى وجهها ببطء فحركته إلى الإمام محدقة بإبريق الشاي دون أن ترمش بينما تابعت ميغ ) لذا ما أراه ألان لا يعجبني فلقد حضر روسكين البارحة لزيارة أرثر وها أنا أراك اليوم وأعلم أن
- أهو هنا ( قاطعتها بذعر فأجابتها بهدوء )
- غادر مساءً لم يطل المكوث .. لا يبدو لي على ما يرام رغم أنه يحاول إخفاء ذلك
- عمتي بحق لم أحضر إلى هنا لهذا أرجوكِ أن أردتِ التحدث بهذا الأمر طوال إقامتي هنا فأنا سأضطر للمغادرة
نقلت ميغ عينيها بعين جويس ثم وضعت المنديل من يديها على المقعد قائلة باقتضاب شديد
- لن أحدثكِ به بعد ألان أن كان هذا ما تريدينه .. سأرى أرثر
وتحركت مغادرة المطبخ مما جعل جويس ترفع رأسها وهي تأخذ نفساً بضيق لم تقصد أن تكون فظة ولكنها لا تريد الحديث بهذا الأمر وضعت أبريق الشاي جانباً ووضعت بجواره كوبين فارغين ثم صعدت نحو غرفتها لم تعد ترغب باحتساء شيء أغلقت باب غرفتها خلفها مستندة عليه وجالت عينيها بأرجاء الغرفة المظلمة وينتابها شعورٌ بأنها هجرتها منذُ زمن وليس من عدت أشهر فقط عدت أشهر سعت بهم الحصول على الراحة ولم تفلح بتاتاً بل العكس فلقد زاد اضطرابها وبدأت تصبح نافذة الصبر وعصبية وهي لم تكن كذلك وإغراق نفسها بالعمل لم ينسها تحركت نحو الدمى المصفوفة على الرف الخاص بها تناولت منها الدب الصغير الذي قدمه لها روسكين تأملته بضيق قبل أن تقوم بإعادته إلى مكانه بغيظ , غادرة غرفتها وقد يئست من قدرتها على الاسترخاء والنوم وتوجهت نحو مرسمها لتتوقف أمام لوحة فارغة متأملة إياها وبيدها قلماً من الفحم وهي تجهل ما ترغب برسمه فلقد فقدت الرغبة في أي شيء ولكن ما أن وضعت قلمها على الوحة حتى انغمست بما تعمل , قطع عليها تفكيرها وقد وقفت أمام الوحة تتأمل ما أنجزت دخول ميغ التي بادرتها
- ما الذي تفعلينه في هذا الوقت إنها السابعة صباحاً وسريركِ لم يمس بعد
- أرسم ( أجابتها باقتضاب فتقدمت ميغ لتتأمل الوحة وهي تضم روبها إليها قائلة )
- إنها مختلفة ... جيدة .. تعبر عن حزن عميق وخيبة الأمل ( نظرت إلى ميغ بعد قولها هذا ولكن عمتها بقيت تتأمل الوحة ثم تحركت نحو الباب قائلة ) لم يستطيع أرثر الحضور أمس فهو متوعك سأذهب لأطمئن عليه
- هلا أوصلتي تحياتي له
هزت رأسها بالإيجاب وغادرت فعادت لتتأمل لوحتها ثم أبعدتها وأحضرت لوحة جديدة فارغة لتبدأ من جديد
- جويس .. جويس
نظرت نحو باب غرفت مرسمها قبل أن تتحرك نحوه لتخرج منه وميغ تناديها وهي تصعد الإدراج مستمرة عند رؤيتها بقلق
- أذهبي بسرعة إلى منزل الطبيب ويلكنسون وأحضريه أحاول الاتصال بمنزله دون فائدة فما زالوا يقومون بالإصلاحات ولم يعيدوا هاتفه للعمل بعد
- ما حاجتك به
- لا يبدو أرثر على ما يرام
- سأحضره على الفور
قالت وهي تتخلص من مريولها وتتناول مفاتيح سيارتها مغادرة المنزل .

- سيكون بخير عمتي لا تقلقي للم يقل الطبيب ذلك .. هل أعلمتي رولاني
تساءلت وقد أسندت نفسها على حافة باب غرفة الجلوس وميغ تنزل الإدراج بعد أن عرجت على غرفة أرثر لتتفقده من جديد فاقتربت منها قائلة
- اتصلت بها وبروسكين ولكني لم أجد أياً منهما فتركت خبراً لهما ليتصلا بي .. سأبقى هنا حتى أطمئن عليه لا أستطيع تركه بمفرده
- عليه بتوخي الحذر فصحته لم تعد كالسابق
- أفكر بإعداد بعض الطعام ليتناوله عندما يستيقظ
- فكرة جيدة
أجابت عمتها التي تحركت مبتعدة لتدخل إلى المطبخ فأسندت رأسها على حافة الباب وهي تشعر بالإنهاك الشديد فنظرت نحو ساعة يدها التي تشير إلى التاسعة والنصف لتتحرك ببطء لترمي نفسها على الأريكة وتحتضن وجهها بيديها .

- ما الذي حدث له لقد حضرت فور تسلمي رسالتك أهو بخير
- أنه أفضل حالاً .. رولاني معك
تساءلت ميغ وهي تنظر خلف روسكين الذي دخل المنزل فسار نحوها وقد كانت تهم بصعود الإدراج قائلاً
- لا فلقد غادرت منذُ يومين برفقة زوجها لزيارة عائلته أحضر الطبيب ماذا قالـ
توقف عن المتابعة وهو يمر من أمام غرفة الجلوس ليتوقف في مكانه ناظراً إلى جويس النائمة أمامه وقد انكمشت على نفسها بالمقعد
- أن ضغطه أرتفع وهذا ليس بالأمر الجيد وعليه الانتباه له ( أجابته وهي تصعد الأدراج وحركت رأسها إلى الخلف لتراه واقفاً في مكانه وعينيه لا تفارقان ما بداخل الغرفة فاستمرت وهي تعود برأسها إلى الأمام ) أنها تكثر من السهر فلم تنم منذُ البارحة
عاد برأسه ببطء نحو ميغ عند قولها هذا ثم تبعها بصمت ليصعد ويتفقد والده الذي ينام بعمق فهمس وهو يتحرك إلى خارج الغرفة
- أرى أن يقوم بفحص شامل عندما يستعيد صحته
- أنه يحتاج إلى ذلك فهو يشكوا مؤخراً من ألماً مستمر برأسه .. أعددت لهُ بعض الطعام سأتفقده بالفرن
وتحركت لتنزل الأدراج متجهة نحو المطبخ بينما قام بإغلاق باب غرفة والده بهدوء خلفه ونزل بتمهل ليقف بتردد بين الدخول إلى المطبخ وبين التوجه نحو غرفة الجلوس ثم تحرك نحو غرفة الجلوس ليقف ناظراً إلى جويس التي تسند رأسها على يد الأريكة وقد ضمت يديها إليها وقربت قدميها وقد ثنتهما إليها أبعد رأسه ناظراً نحو الباب الخارجي ثم عاد ببطء نحوها وهو يسند نفسه على حافة الباب ويعقد يديه متأملاً إياها بصمت قبل أن يتنفس بعمق ويتحرك ليدخل إلى الغرفة بتمهل وقف بجوارها متأملاً إياها وقرب يده ببطء نحو خدها ولكنه توقف قبل أن يلمسها وضم أصابعه ولكنه لم يستطيع أبعاد نظره عنها فعاد ليقرب يده من خدها بتردد ليمرره برقة وهو يجثوا أمامها ناقلاً نظره بوجهها ولكنها لم تبدي أي حركة تؤشر إلى استيقاظها فهمس باسمها وهو يطرق بأصبعه برقة على أنفها مما جعلها تتململ دون أن تستيقظ وقد عادت لسكون من جديد فتحرك واقفاً وانحنى نحوها ليرفعها ببطء عن الأريكة متأملاً إياها للحظة وهي بين ذراعيه ثم تحرك مغادراً غرفة الجلوس ليصعد الأدراج إلى الطابق الثاني وعينيه لا تفارقان وجهها النائم بكل اطمئنان على كتفه وضعها بسريره بتمهل وتناول الغطاء ليضعه عليها بهدوء ووقف متأملاً إياها دون أن يبتعد ثم أنحنى نحوها ملامساً خدها بقبلة وهو يهمس
- أحبك .. ماذا
همس متسائلاً وهو يستمع لتمتماتها ونظر الى عينيها جيداً وهو يجثوا أمامها فعادت لتتمتم بصوتِ منخفض وبالكاد حركت شفتيها فمرر أصبعه على خدها برقة من جديد هامساً
- هلا كررتِ ذلك ( فتحت عينيها قليلاً بإعياء ناظرة إليه فهمس باهتمام وهي تعود لإغماضهم )
- أمازلتِ مغرمة بي
هزت رأسها ببطء بالإيجاب فدخلت الراحة بشكل غريب الى وجهه وبرقت عينيه بمحبة وهو يهمس بكل اهتمام
- أعدك أن يكون الأمر مختلفاً هذهِ المرة
- كذلك قال والدي .. ما كان لها أن .. تثق .. به
وتلاشى صوتها بينما تجمد في مكانه وعينيه لا تفارقانها ثم تحرك واقفاً ببطء وعينيه ثابتتان دون حراك قبل أن يهز رأسه بضيق ويتحرك نحو النافذة المجاورة لسريره لينظر خارجاً دون رؤية شيء شارداً دون أن يشعر بما يحيط به ثم أغمض عينيه ليخرج من شروده وعاد برأسه نحوها .
تقلبت في السرير وهي تتململ ورفعت يدها نحو رأسها وهي تفتح عينيها ثم تغمضهما ثم تسرع بفتحهما لتتوقفا على الخزانة التي أمامها فحركة رأسها ببطء لتستند على كوع يدها ناظرة إلى الغرفة ثم محدقة بالسرير الذي تنام به ما الذي تفعله هنا أبعدت الغطاء عنها ونزلت عن السرير وهي تحدق بساعة يدها التي تشير إلى الخامسة .. الخامسة أسرعت بدس أصابعها بشعرها لترتبه وتحركت نحو الباب لتخرج توقفت أمام غرفة أرثر طرقت على الباب وفتحته ببطء محدقة بأرثر النائم فعادت لإغلاق الباب ونزلت الأدراج لتدخل إلى المطبخ منادية على ميغ وجالت بنظرها بالمطبخ الفارغ فتحركت نحو غرفة الجلوس لتنظر بها فوجدتها فارغة
- ميغ
عادت لتنادي وتوجهت نحو الباب الخارجي لتفتحه وتتوقف في مكانها وهي ترى روسكين الجالس على المقعد في الشرفة وتحيط يده بكوباً من القهوة موضوع على الطاولة المجاورة له وقد تعلقت عينيه أمامه بشرود فرفعت ذراعيها لتضم نفسها قائلة بارتباك
- أنتَ هنا ( حرك رأسه نحوها قبل أن يقول باقتضاب شديد )
- أجل ( حلت يديها قائلة وهي تخطوا إلى الشرفة )
- أين ميغ
- ذهبت لتحضر شيئاً ما
- و .. والدك كيف هو
- تناول الغذاء وعاد لنوم ( عاد برأسه إلى ما أمامه وهو يتابع ) بدا أفضل حالاً
نقلت عينيها بوجهه المتجهم قبل أن تقول
- أرجوا المعذرة فلم أقصد النوم هنا
- والدي يرحب بكِ متى أردتي
قاطعها بهدوء فهزت رأسها ببطء وهمت بالاستدارة ولكنها توقفت وقلبها يهوي بشكلٍ مفاجئ إلى البعيد وهي تذكر صوت روسكين وهو يعلمها .. أفعل هذا أم كانت تحلم لقد أعـ .. آه رباه أفعلت أم أنها كانت تحلم .. تحلم بدا التوتر عليها فنظرت إليه بقلق قائلة
- متى متى غادرت عمتي
- منذُ بضع دقائق
- بضع دقائق أما كان لها إيقاظي عندما وجدتني أغط بالنوم على الأريكة
- كان اقتراحي فكلانا يعلم أنكِ أن أستيقظتي لن تعودي لنوم ولقد أعلمتني أنكِ أطلتِ السهر
- أني أقوم بالرسم وأفضل هذا ليلاً ( قاطعته قائلة فهز رأسه لها قائلاً )
- جيد وعما قريب ستعودين لتسلل خارجا عادت أمورك الى ما كانت عليه سابقاً هذا أمر يبعث على الراحة
- انه كذلك ( أجابته مشددة على كلماتها وقد أغاظتها سخريته واستمرت وهي تدعي الاهتمام ) وأنت أرجوا أن تكون عدت لممارسة حياتك السابقة

لأخر العمر 4


- لقد فعلت
- جيد ( قاطعته قبل أن يسترسل بالحديث فرفع كوبه ليرتشف منه وهو يراقبها فاستقامت بوقفتها قائلة ) سأعود للاطمئنان على أرثر .. أوصل تحياتي لرينا وداعاً
تابعها وهي تنزل الأدراج القليلة وتقطع المسافة القصيرة حتى الباب الخارجي لتخرج منه ثم عاد ليرتشف من كوبه دون أن يغير جلسته وعينيه تضيقان بتفكير عميق .

 حاولت الانشغال بعملها دون أن تستطيع وما زال ذالك الشعور بالضيق يرافقها كلما التقت روسكين مهما حاولت تجاهله عليها أن تعتاد الأمر عليها هذا نظرت إلى ساعتها التي تشير إلى التاسعة فتركت ما بيدها لترتدي ثيابها وتغادر نحو المقهى علها ترى بعض رفاقها
- ماذا تفعلين هنا لم أركِ منذُ وقت
- اشتقت لتناول العشاء هنا ( أجابت أدي بابتسامة فجلس بجوارها بعد أن طلب الطعام قائلاً )
- ما هي آخر انجازاتك ( حركت كتفيها إلى الأعلى قائلة )
- لا شيء جديد
- ألا تنوين أعادت عرض لوحاتك
- لا .. أتعلم ( وتحركت بجلستها ناظرة إليه جيداً مستمرة ) أجدها .. كيف أقول هذا .. آه أجل دون المستوى وأثق أني أستطيع أنجاز أفضل منها
أبتسم أدي وبداء يتناول الطعام الذي وضع أمامه مستمرا
- وهل أنجزت شيئاً أفضل منها
- لا ( قالت بتنهيدة وعادت بجلستها بخيبة أمل قائلة ) حتى ألان لا شيء كما أن لدي مجموعة من الكتب وللآن لم ابدأ العمل عليها
- إذا فلتجلسي بجواري ولنضع خيبة أملنا معاً ( ضحكت قائلة )
- أنا أفضل منك على الأقل
- ولكني أعمل ألان وبشكل منتظم
- أين
- أقوم بتصميم صوراً لمجلة أطفال
- آه هذا جميل
- أجل يا له من مستقبل فني مشجع أراه أمامي ( حاولت إخفاء ضحكتها ولكنها لم تفلح مما جعله يرفع حاجبيه قائلاً ) رغم ذلك مازلت أفضل منكِ سمعت أنكِ وروسكين
وترك كلماته معلقه دون أن يتابع فرفعت حاجبيها بدورها قائلة بتجهم
- من أعلمك
- فانيسا
- فانيسا .. آه .. و .. ومتى علمت فانيسا بهذا
- متى علمت لا أعلم ولكن أعتقد من روسكين فهي وروسكين على اتصال
بقيت عينيها متوقفتان على أدي قبل أن تقول
- منذُ متى بين روسكين وفانيسا اتصال متى حدث هذا ( بدا التفكير على أدي وهو يقول )
- لا أذكر بالتحديد بلى .. بلى منذُ وقت فلقد ذهبت على ما أذكر لزيارة أقرباء لها في بوثن بيوهنس وهناك التقت به أجل .. أجل هذا ما أذكر أنها قالته ولقد .. حسناً هل علي قول ذلك أعني أن الانفصال تم بينكما ومعرفتك بمرافقته لفانيسا لبعض الوقت لن تشعركِ بالضيق ألان
ظهرت ابتسامة على شفتيها الجافتين بصعوبة قائلة
- ولمَ تزعجني مرافقته لفانيسا فل يفعلان ما يريدان
هز أدي رأسه لها بالإيجاب والتفكير بادٍ عليه قبل أن يقول
- أعلمتي أن هارولد وشيلي قد انفصلا منذُ عدت أشهر
- أجل
- أتعلمين علي التروي قبل الارتباط فما أراه أمامي لا يشجع حتى الان
أرادت الضحك على قوله ولكن الأمر كان مستحيلاً بكل هذا الضيق الذي تشعر به ما الذي فعلته بنفسها كيف وصلت إلى هذا منذُ متى هو وفانيسا على اتصال فضولها سيقتلها لتعلم المزيد ولكنها كتمته فلا تريد سماع المزيد عنه أن ما فعله حتى ألان يكفي لجعلها تكره حتى سماع اسمه ولكنها لم تستطيع حقاً كتم فضولها فقال بتردد
- ومتى ذهبت فانيسا إلى بوثن
- قبل انفصالكما
- ماذا .. أنت واثق من أنها قالت أنها أمضت الوقت برفقة روسكين
- أجل و .. علي أعلامك لأني أعلم أن الجميع على علم بهذا وستكونين الوحيدة بينهم التي تجهل الأمر
- أمر ماذا ( تساءلت بصوت خافت وهي تحاول تمالك نفسها فحرك حاجبيه لها قائلاً )
- أخذت فانيسا تقص للجميع ولم تدع أحداً وألا أعلمته عن زيارتها لبعض الأماكن برفقته وتجولهما الكثير وقصصاً أخرى
- أتعتقد أنها صادقة ( أسرعت بالقول فأجابها مؤكداً )
- لم أعهد عنها اختلاق أمراً كهذا وألا أساءت لنفسها فروسكين يحضر إلى هنا كما تعلمين لا لا أظنها تجرؤ على اختلاق أمر كهذا
- كنتَ تعلم بهذا ولم تعلمني رغم علمك في حينها أني كنتُ ما أزال مرتبطة به
- لم أصدقها بصدق اعتقدت أنها تدعي فأمورك وروسكين بدت على ما يرام وأعلم رغبتها بجذب انتباهه ولكن بعد أن علمت بأمر انفصالكما علمت أنها صادقة .. لم يكن هذا سبب انفصالكما إذا
لم تجبه على سؤاله بل قالت بذهول مما تسمعه
- و .. الجميع يعلم بهذا
- لا تعيريهم أي اهتمام .. فانيسا تقترب منا
أضاف مما جعلها تتجمد وعينيها تثبتان على أدي فجلست فانيسا بجوارهما قائلة بمرح وهي تحدق بجويس
- لم أركِ منذُ زمن أين تختفين
تحركت جويس واقفة ومصطنعة ابتسامة وهي تتناول حقيبتها وتسحب من محفظتها أوراقا نقدية وضعتها على الطاولة قائلة
- أدي اطلب عشاء لفانيسا على حسابي ( ونظرت بعينين يملأهما الغيظ نحو فانيسا مستمرة ) سرتني رؤيتك
وتحركت مبتعدة حمقاء إنها حمقاء تماماً لقد قام بمرافقة فانيسا في بوثن ولم يعلمها بهذا تآكلها الغيظ من نفسها الجميع يعلم آلا هي وطوال هذا الوقت ماذا ستكتشف أيضاً هزت رأسها ورفعت يدها غاضبة وقد دمعت عينيها لتمسح دمعة تدحرجت على خدها تباً لن تبكي لن تفعل
- أن كنتِ عائدة للمنزل فسأقلكِ معي
حركت رأسها محدقة بالسيارة التي اقتربت منها عند سماعها لصوت روسكين وقد أنحنى داخل سيارته ناحية الباب ليفتحه لها فضاقت عينيها وأشاحت برأسها وتابعت سيرها وقد ضمت شفتيها معاً فهو آخر شخص ترغب برؤيته ألان تابعها بعينيه ثم حرك سيارته موقفاً إياها قرب الطريق وترجل منها ليتبعها قائلاً
- هلا أنتظرتي قليلاً ( ضمت شفتيها أكثر وهي تشعر به يصبح بجوارها وأضاف ) أريد محادثتكِ .. مهما كانت خلافاتنا فعلينا التحدث فأن لم نفعل سنزيد الأمر سوء .. جويس أنا أحدثكِ ( ولكنها تجاهلت تماماً ما يقوله وتابعت سيرها مما دفعه للقول ) لن تتوقفي أبداً عن التصرف كطفلة عنيدة
توقفت في مكانها محاولة إيقاف جسدها المرتجف دون فائدة فما تشعر به بهذهِ الحظات لا يحتمل فاستدارت نحوه بشكل آلي قائلة بوضوح تام وعينيها المشتعلتان تتعلقان بوجهه
- أنت أخر شخص أريد رؤيته ألان
- أن كنت تحاولين جعلي ابتعد فأنت لم تنجحي
- رباه أستمع لي جيداً لقد أخطئتُ في أحد الأيام واعتقدت نفسي مغرمة بك ولكن لتعلم أني استيقظت وما حدث قد ولا
- وتريدين مني تصديق هذا
حركت يديها بعصبية قائلة وهي تشدد على كلماتها وقد فقدت السيطرة على نفسها وهي تشعر بالثورة تزداد بداخلها
- لا أريد منكَ تصديق شيء فلا شيء يختص بك يهمني لم لا تدرك هذا
أمسكها من كوع يدها وقربها منه محدقاً بعينيها الجاحظتان وهو يميل برأسه نحوها هامساً بكل ثقة وغرور
- كاذبة ( حركت يدها الحرة وهي ترغب بصفعه بقوة ولكن يده قبضة عليها قبل أن تصل إليه وجعلها خلف ظهرها مما جعل عينيها تتوسعان بذعر وهو يقول وعينيه تزدادان إغمقاقاً ) لن أسمح لكِ بهذا
- أكرهك .. أكرهك روسكين ( تمتمت بحدة وهي تحاول التحرك الا أنه منعها قائلاً )
- ليس هذا ما أعلمتني به اليوم
- أذهب إلى الجحيم لم أعلمكَ شيئاً
- آه بلى فعلتي والان دعينا نتصرف كالناضجين
وهم بالتحرك وهو يترك يدها ليمسك مرفقها من جديد فتجمدت في مكانها قائلة
- دعني وشأني لا أريد محادثتك بشيء
- ستفعلين وسترافقينني ألان لأن الطريق ليس بالمكان المناسب لتبادل الحديث
- لن أفعل
- توقفي عن التصرف بهذا العناد
- لن أفعل
- رباه ( قال بحده ونفاذ صبر وأضاف مهدداً وعينيه تحذرانها ) جويس فلترافقيني ألان
- لن أفعل ( عادت لتكرر وهي ترفع ذقنها بعناد وتعقد يديها واستمرت وهي ترى الإصرار على وجهه ) لن أرافقك إلى أي مكان فالتدعني وتذهب
أشتد فكه قليلاً قائلاً وهو يتحرك بشكل مفاجئ
- سنرى ( شهقت وهو يرفعها عن الأرض وصاحت بذعر )
- أنزلني فوراً ( وعلقت عينيها بوجهه القريب منها مستمرة أمام تجاهله لها ) لا يحق لكَ إجباري على مرافقتك
- أنت مخطئة فها أنا أفعل ( وتوقف بجوار سيارته مستمراً وهو ينزلها أرضاً ) ولتتصرفي كفتاة عاقلة وتصعدي بمفردك ( وفتح لها الباب موقفاً إياها حبيسة بينه وبين الباب المفتوح لتنظر إلى الباب وتعود نحوه وهي تهم بالحديث فأسرع بوضع أصبعه على شفتيها قائلاً ) لا .. لا ليس هنا فنحن على الطريق
أرجعت رأسها للخلف لتبتعد عن يده بضيق قائلة بعناد
- لن أصعد معك
- توقفي عن هذا
- توقف أنتَ عن هذا فلا شيء يعطيك الحق بالتصرف معي بهذا الشكل
- بل لدي كل الحق
- أعدتُ لكَ خاتمك فلم يعد لكَ شيء
- وهل كل ما كان بيننا مجرد خاتم يحيط بأصبعك
- أجل
نقل عينيه بعينيها بعد قولها هذا ثم حرك رأسه مشيراً إلى داخل السيارة وعينيه لا تفارقان عينيها قائلاً ببرود
- فلتصعدي .. لا تجادلي وألا أقسم أن أضعكِ بها بنفسي
- لن تجرؤ على إجباري ( قالت وعينيها مفتوحتان جيداً ولكن كلماتها تلاشت أمام نظراته الجادة فأسرعت بالإضافة بحذر ) نحن على الطريق وإجبارك لي بمرافقتك يسمى اختطاف
- فل يكن ( أبعدت عينيها عنه ثم أعادتهما إليه محدقة به بغيظ قبل أن تتحرك جالسة وهي تقول )
- آخر ما أريده ألان أن تراني عمتي برفقتك الا تدرك أن ذلك سيوحي لها بأمور ليست صحيحة ( أغلق بابها دون أجابتها فتابعته بغيظ وهو يستدير حول سيارته ليصعد ويجلس بجوارها فأضافت بتجهم ) من الأفضل أن توقف السيارة بعيداً عن باب منزلها ( عادلتجاهل قولها فأخرجت زفرة من صدرها تعبر عن ضيقها وأشاحت برأسها نحو النافذة المجاورة وهي تعقص شفتها السفلى ) إلى أين تتجه ( أسرعت بالقول وهي تتلفت حولها وقد تخطت منزل عمتها وأستمر بطريقه فحدقت به لعدم أجابتها قائلة ) روسكين أنزلني هنا لن أرافقك إلى أي مكان ( لمحها بنظرة وعاد ليركز على الطريق أمامه فصاحت بطول صبر ) قلت لن أرفقك ألا تصغي أنزلني هنا بربك إلى أين تتجه
- من الأفضل أن تضعي حزام ألامان وتسترخي بجلستك
- لا أريد أوقف السيارة لا أرغب بمرافقتك قلت أوقفها ( أصرت بنفاذ صبر وعادت لتتلفت حولها مضيفة ) أعدني إلى منزل عمتي على الفور ( وأمام تجاهله لها أمسكت مقبض الباب محاولة فتحه لتجده مغلق فأسرعت بالنظر إليه بعينين واسعتين قائلة ) أريد العودة لا يمكنك إجباري .. لا يمكنك ( أضافت أمام تجاهله لها ودفعت كتفه القريب منها بيدها مغتاظة وهي تقول ) لا يحق لك لا يحق هذا
- أجلسي هادئة وضعي حزام ألامان ( قاطعها قائلاً بهدوء شديد وثقة لا تفارق صوته فصاحت به )
- لن أفعل
- إذا أكثري من تكرار كلمتك المفضلة ولكني لن أصغي لها
- تباً تباً تباً تباً ( تمتمت وهي تحدق أمامها ثم عادت برأسها إليه لتجده يركز على قيادته فأطبقت شفتيها بقوة وعادت برأسها إلى الأمام إنها المخطئة ) أجل أنا المخطئة ما كان علي الصعود مهما حاولت أنـ
- ألا تستطيعين المحاولة هيا استرخي واجلسي بهدوء
- لا أريد ( أجابته محدقة به وأمام تجاهله التام لها أضافت وهي تعود برأسها إلى الأمام بعدم تصديق ) أني مغتاظة منك حتى الموت
وثبتت نظرها على النافذة الجانبية كي لا تنظر إليه فلمحها بنظرة سريعة قبل أن يعود إلى ما أمامه قائلاً
- لا أستطيع سماعكِ أن كنتِ تتحدثين معي
ضاقت عينيها ولكن لا لن يستفزها أكثر ثبتت عينيها جيداً بيافطة الطريق وهما يمران عنها قبل أن تهتف وهي تنظر إليه لابتعادهما
- ألي أين تتجه
- مكان ستحبينه
- آوه لا لا أعتقد أني سأحب أي مكان وأنا برفقتك لذا من الأفضل أن تعلمني إلى أين تتجه
- اهدئي عزيزتي ولا تقلقي سنصل قريباً
- لا لستُ قلقة أبداً ولمِ قد أقلق وقد خرجت من منزلي لتناول العشاء الذي أفسدته على فانيسيا وها أنا في مكان ما ألان لا أعلم أين يكون
لمحها بنظرة قبل أن يعود للتركيز على الطريق فهزت رأسها بغيظ وحدقة خارجاً أمعنت النظر بالطريق الفرعية التي دخلها والتي تؤدي إلى طريق ضيقة فنظرت إليه قائلة ببطء وتأكيد
- أرى أن تعلمني إلى أين نحن متجهان بالتحديد فلم أعد أشعر بالاطمئنان
- ألا تثقين بي
- ولا حتى قيد أنملة ( أجابته مشددة على كلماتها فأبتسم بسخرية وهو يركز على ما أمامه فأضافت بضيق ) لا أرى أن هناك ما يضحك وأنتَ تعلم أن اختفائي بهذا الشكل سيسب فوضى فعمتي لن تقف صامتة عندما تكتشف أني لم أنم بالمنزل الليلة
- إنها معتادة على تصرفاتك
- آه أنها معتادة على مغادرتي عندما أعلمها فلم أخرج سابقاً دون عودة الا وأعلمتها سابقاً والليلة لم أفعل بسبب تصرفك الخالي من المسؤولية بإحضاري إلى هذا المكان الذي لا أعرف عنه شيئاً وهي تتوقع وجودي بسريري ألان
رفع يده نحو عنقه وهو يجيبها ومازالت عينيه ثابتتان أمامه
- لا تقلقي بشأنها فلقد تحدثت معها وأعلمتها أنكِ سترافقينني ( بقيت عينيها جامدتان عليه مما دفعه لنظر إليها مضيفا ) لم تبدو منزعجة بل قالت أقضيا وقتً ممتعاً كما قمت بإعلام رولاني أننا سنقضي بعض الوقت معاً وقد نتأخر
- رولاني .. عند والدك
- حضرت فور علمها بتوعكه ( رفعت عينيها إلى الأعلى قائلة )
- أبقي أحد في ناربون لم يعلم بهذا
- هذا يعتمد على صديقك أدي
- أدي وما شأن أدي بالآمر
- رأيته وأنتِ تصعدين بسيارتي خارجاً من المقهى ويحدق باتجاهنا .. أهو ثرثار
أطبقت شفتيها بقوة ناظرة جانباً دون أن ترمش فأن تفوهت بكلمة واحدة لن يسر أحد ما ستقوله لقد قرر منذ البداية إجبارها على مرافقته ولكن رأسها سرعان ما عادت للأمام محدقة بنهاية الطريق وقد أطلت عليهم بوابة حديدية سوداء ضخمة أوقف السيارة أمامها وترجل منها ليضغط بعض الأرقام لتفتح البوابه وتحرك عائداً ليصعد ويحرك السيارة إلى الداخل فحدقت خلفها والبوابة تغلق ثم عادت إلى الطريق أمامها وهي تهم بسؤاله ولكن الكلمات توقفت وهي ترى المنزل الذي يطل عليهم من بين أشجار الصنوبر المنتشرة كلما اقتربوا تمعنت النظر بما أمامها قائلة بتجهم
- أين نحن
أوقف السيارة أمام باب المنزل وتناول مفاتيح سيارته والكيس عن المقعد الخلفي وفتح بابه ليخرج وهو يقول
- منزل صيفي لأحد أصدقائي
- أتعتقد حقا أني سأدخل برفقتك
- المنزل خالي ألان وأنا لا اعتقد شيئا أن رغبت بالبقاء بالسيارة بهذا الليل فافعلي أما أنا ستجديني بالداخل
وتحرك نحو باب المنزل ليفتحه ويختفي بداخله بقيت لدقائق معدودة متمسكة بعنادها وعينيها تتأملان ما أمامها بتجهم قبل أن تترجل من السيارة وتتبعه لتدخل وهي تجول بنظرها بما حولها لتراه يقف قرب الطاولة الكبيرة ويقوم بإفراغ الطعام الذي بالكيس عليها قائلة
- إلى متى تنوي إبقائي هنا ( أجابها دون النظر إليها )
- إلى أن ترغبي بالمغادرة
- أرغب بهذا ألان
- لم أقم بواجب الضيافة لكِ بعد
- لست جائعة ( قالت وهي تحرك نظرها بالصالة الواسعة وشعور غريب ومهيب لا تستطيع تحديده يتملكها )
- هلا قمتي بفتح النوافذ أن المكان مهجور منذُ وقت ( نظرت إليه ولم تُرد مساعدته فبقيت في مكانها وما أن نظر إليها حتى رفعت كتفيها لهُ فتحرك نحو النوافذ ليبعد الستائر ويفتحها وهو يقول ) يوجد غرفة في الأعلى أن رغبتي بالحصول على الراحة والاستحمام أن لم تكوني جائعة وبها بعض الثياب قد تجدين شيئاً منها يناسبك ويـ
- ثياب .. لمن
توقفت يده التي كان يهم فتح النافذة بها عند قولها هذا ثم فتح النافذة وحرك رأسه ليلمحها بنظرة من فوق كتفه قبل أن يتحرك نحوها راقبتهُ وهو يقترب منها ليسحبها من مرفقها ويتوجه نحو الطاولة متناولا عنها ظرفا مألوفا لها وهو يسير مما فاجئها فجلس على الأريكة جاذباً إياها للجلوس بجواره سحبت يدها منه ما أن استقرت على الأريكة قائلة باعتراض
- ماذا يجري
- هذه ( أجابها وهو يفتح أمامها المظروف وقد جمع به الصور التي قدمتها لهُ سابقاً فنقلت نظرها عنهم إلى وجهه وقد ركز نظره على الصور قائلاً ) أتعرفين هذه الفتاة
نظرت إلى حيث يشير محدقة بصورة له ولفتاة لم يسبق لها رؤيتها إلا بهذهِ الصورة فأجابته باقتضاب شديد
- لا ( وضع الصورة جانبا وهو يقول )
- إنها شقيقة صديق لي منذُ أيام الجامعة وكنا بنزهة وتم التقاط بعض الصور وهذهِ من ضمنها وهذهِ ( عادت بنظرها من جديد نحو الصورة الأخرى وهزت رأسها بالنفي فنظر إليها ليلتقي عينيها قائلاً ) إنها فتاة التقيتها ببوثن على ما أعتقد تدعى ماتي كانت ماهرة بعملها وقد قدمت لنا المساعدة بالتعامل مع البنك الذي تعمل بهِ وتم التقاط هذهِ الصور بالاحتفال الذي أقمناه بعد أبرام العقود أما هذهِ فأنتِ تعرفينها إنها ألما وهي زوجة تشاد أعز صديقِ كان لي .. وهذهِ .. وهذهِ
أخذت تصغي له دون محاولتها مقاطعته وهو ينظر إلى صورة تلو صورة متحدثاً ثم يقذفها جانبا ولكن عينيها كانتا معلقتين بوجهه معظم الوقت قذف آخر صورة ليضم أصابع يديه معاً قائلاً وهو يحدق بالصور المنتشرة أمامه
- لا أعلم كيف تجمعت جميعها ووصلتك
- من يهمه إرسالها ( قاطعته فهز رأسه لها ونظر إليها فاستمرت قبل أن يتحدث ) أنتَ ولا بد تعلم
نقل عينيه بعينها قبل أن يقول
- أشكُ بأحدهم
- من .. هل أعرفه
- لا لستُ واثقاً وقد أكون مخطئ
- ألن تعلمني إذا
- لا أريد اتهام أحد دون أن أكون واثقاً .. أعلمتِ إلى أين أريد الوصول ( أبعدت عينيها عن عينيه ببطء بعد قوله فأسرع بوضع يده على ذقنها قائلاً ) لا أنظري إلي وأعلميني .. أعلميني إنكِ تعلمين
- لا أعلم شيئاً ( أجابته وهي تعود نحوه فهز رأسه بالنفي قائلاً )
- لا تقولي انك مازلت تعتقدين أن هناك امرأ ما بيني وبين رينا اعلم أني أخطئت بتصرفي وأعلمتك هذا سابقا .. تعلمين أني لا أهتم لواحدة سواكِ
- تريد مني تصديق ذلك
- أجل
- لا أستطيع فأنت حتى لم تعدني فتاه ناضجة تتحمل فكرة مرورك إلى هنا ومغادرتك دون رؤيتي وكأني طفلة صغيرة سأبدأ بالبكاء لعدم رؤيتك
- في حينها اعتقدت انه التصرف المناسب لا لا أصغي إلي لم أحضركِ إلى هنا لإجبارك على العودة لي كل ما هنالك أننا بحاجة لتواجد معاً ولتحدث وهذا الأمر كان مستحيلاً حيث كنا
- أنتَ لن تتوقف عن هذا ( قاطعته بضيق شديد فهز رأسه بالنفي قائلاً )
- لم أعتد الاستسلام
- لستُ صفقة من صفقاتك روسكين
أجابته بغصة وعينيها تلمعان بألم فأجابها برقة وهو يقرب يده من وجهها
- حياتي ليست صفقة أعدها ( أجبرت نفسها على البقاء في مكانها ويده تلامس خدها وهو يستمر برقة ) أن ما أتحدث عنه يفوق الصفقات والأرباح وكل ذلكَ عزيزتيـ
- روس ( همست بضعف وهي تحاول الابتعاد عن يده فمنعها وأصابعه تحيط ذقنها هامساً )
- أمامنا الكثير لنتحدث به وأمامنا الوقت الذي نريده لذا سأذهب لأستحم وأن رغبتي بالتجول بالمنزل أفعلي فمعظم غرفه مفتوحة وأن أردتِ الاستراحة فتوجهي للباب الثاني بعد صعودك الأدراج وهناك ستجدين كل ما تحتاجين إليه فمارتن وزوجته يحضران إلى هنا بالإجازات
بقيت جامدة دون اجابته وعينيها لا تفارقان عينيه الثابتتان عليها فنقل عينيه نحو يده الملامسة لوجهها ثم توقفت عينيه على شفتيها مما جعل قلبها يقفز بداخلها بتوتر وقبل أن تتحدث رفع عينيه ببطء إلى عينيها ليتحرك واقفاً وهو يقول
- أترغبين بمعرفة شيءٍ آخر
هزت رأسها بالنفي فتأملها للحظة ثم تحرك مستديراً ليبتعد بخطوات ثابتة ويصعد الأدراج إلى الأعلى بينما بقيت في مكانها تتابعه وهي تفتح فمها لتتنفس بعمق وكأن الهواء لم يكن يدخل إلى رئتيها إلا ألان ورفعت يدها إلى قلبها المضطرب ما الذي تفعله هنا عليها إيجاد .. إيجاد الهاتف .. أجل الهاتف وقفت بسرعة ونظرت حولها ثم أسرعت نحو الهاتف الذي وقع نظرها عليه في زاوية الغرفة ستطلب سيارة أجرة تناولت السماعة لتضعها على أذنها وهي تهم بتناول دفترا صغير موضوع بجوار الهاتف لتتوقف وتنظر إلى السماعة ثم تعيدها إلى أذنها وتحرك أزرار الهاتف قبل أن تعيد السماعة إليه بضيق فهو لا يعمل ولكن لابد من وجود واحدٍ يعمل تحركت نحو المطبخ ليقع نظرها على الهاتف المعلق على الباب فأسرعت نحوه لتتناوله ثم تعيده بقوة إلى مكانه وهي تتمتم بضيق ثم أسرعت بالخروج لتصعد إلى الطابق الثاني وتفتح غرفة تلو الأخرى باحثة عن هاتف تجمدت وقد فتحت باب إحدى الغرف وهمت بإغلاقه وهي تسمع صوت المياه ولكنها عادت للتوقف وجالت عينيها بأرجائها ثم دخلتها بحذر وهي ترى الهاتف المجاور لسرير تقدمت منه وتناولته ولكنها سرعان ما رفعت عينيها إلى الأعلى وأعادته إلى مكانه وأسرعت بالمغادرة , لا تصدق ذلك أهي حقاً معزولة هنا بهذا الشكل أخذت تسير بالغرفة ذهاباً وإيابا ثم تحركت نحو الخزانة لتفتحها محدقة بالثياب الموجودة بداخلها فعادت لإغلاقها وعادت لتسير لن تفعل ما طلبه منها إنها لا تريد البقاء هنا أخيراً جلست في وسط السرير عاقدة قدميها ورافعة ظهرها جيداً انها منهكة وأن وضعت رأسها على الوسادة ستغفو وهذا ما لا تريده فتحركت عن السرير مغادرة الغرفة ومتجهة نحو الغرفة التي نزل بها طرقت على الباب وعند عدم سماعها لشيء فتحتها وأطلت برأسها لتجول عينيها بأرجاء الغرفة الفارغة ثم عادت لتجول عينيها من جديد قبل أن تغلق الباب وتغادر متجهة نحو الأسفل وهي تبحث عنه لتتابع نزولها بتمهل وهي تراه مستلقياً على الأريكة بالصالة اقتربت منه ببطء متأملة شعره المبتل وثيابه التي غيرها إلى قميصٍ رمادية وبنطال من الجينز وعادت نحو وجهه متمعنة النظر بعينيه المغمضتين باسترخاء فتنفست بصعوبة وبدت فكرت مغادرة البلاد لزيارة والدها ألان فكرة رائعة للابتعاد بقدر ما أمكنها تقدمت منه ببطء شديد محدقة حوله تبحث عن مفاتيح سيارته ثم انحنت قليلاً نحوه وعينيها لا تفارقان وجهه لتمد يدها ببطء نحو جيب قميصه وما أن لمستها حتى شهقت ويده تقبض على رسغها فحدقت بعينيه بارتباك وهو يفتحهما قليلاً ناظراً إليها وهامساً
- أتبحثين عن شيء
- أجل
أجابته بصعوبة فنقل عينيه الناعستان بعينيها القريبتين منه ويده تترك معصمها ويحركها إلى جيب بنطاله الخلفي فاستقامت بوقفتها وهي تتابعه وهو يرفع لها مفاتيح سيارته قائلاً
- شيءٌ كهذا ( نقلت عينيها عن المفتاح إليه ثم عادت نحو المفتاح قائلة ببطء وهي تتناوله منه )
- أنه هو بالتحديد
- حسناً
تمتم قائلاً وهو يتحرك ليستلقي على جنبه ويعود لإغماض عينيه فحدقة به بدهشة ثم رمشت جيداً وحدقت بالمفتاح الذي بيدها ثم بروسكين من جديد قبل أن تتحرك نحو الباب فماذا تنتظر أسرعت بخطواتها ولكنها عادت لتتردد ثم توقفت واستدارت نحوه ببطء ناظرة إليه قبل أن تعود لمتابعة سيرها إلا أنها عادت لتتوقف وأخذت نفساً عميقاً قبل أن تستدير لتنظر إليه قائلة
- روسكين ( فتح عينيه الناعستان ناظراً إليها وقائلاً )
- أجل
- هل .. هل تدرك أنكَ أعطيتني مفتاح سيارتك ( بقيت عينيه معلقتين بها قبل أن يقول بهدوء )
- أجل
- آه حسناً ( قالت بحيرة وهمت بالاستدارة ولكنها لم تستطيع فعادت لتنظر إليه قائلة بغيظ ) أجننت ( فتح عينيه جيداً لقولها ثم أشار بيده إلى صدره متسائلاً فأجابته ) أجل أنت كيف تعطيني المفتاح
- أنتِ أردته
- وليكن وأن كُنتُ أريده أستتركني أقود كل تلك المسافة بمفردي وأنا لأول مرة احضر إلى هنا .. ألا تعلم أن .. أن المكان منعزل وأن حصل لي مكروه أو تعطلت السيارة قد لا .. لا تباً
قطعت كلماتها متمتمة وهي ترى ابتسامته الرقيقة وعينيه الحنونتان التين تراقبانه فتركت المفتاح يقع من يدها وأسرعت نحو الأدراج ولكنه أسرع بالنهوض عن الأريكة وإيقافها ممسكاً بيدها فانكمشت على نفسها قائلة وهي تشيح برأسها عنه وقد جذبها لتقف أمامه
- دعني
- أبداً لن أفعل ( أجابها جاذباً إياها أليه ولكنها رفضت النظر إليه فالقد تصرفت بغباءً تام تأملتها عينيه هامساً ) ألن تنظر الي
- لا
- أمازلت غاضبه مني
- أجل
همست وهي لا تجرؤ على رفع نظرها الثابت على قميصه إليه فغمقت عينيه وهو يتابعها قبل أن يقول
- ألن تغفري لي ( شعرت بغصة قوية بحلقها وأجبرت نفسها على القول )
- لم يعد الأمر مهماً
- إذا غفرتي لي
- أعلمتك لم يعد الأمر مهماً ( قالت وهي نغمض عينيها وتهز رأسها بيأس عليها الابتعاد عنه وآلا لن تستطيع مقاومته فأسرعت بالقول وهي تشعر بيده التي تحيط وجهها ليرفعه نحوه ) آه لا دعني
وحاولت التراجع الا أنه منعها محدقاً بعينيها جيداً فحاولت إشاحت وجهها عنه دون أن تفلح وهو يقول
- لا لا تفعلي فكل ما أرغب بمعرفته تعلماني به هاتين العينين التين أسرتاني منذُ أن وقعت عيناي عليهما
- توقف ( همست بألم وأضافت بمرارة وهي تسحب نفسها بعيداً عنه وعينيها تتعلقان بعينيه ) لا أعلم ما أغفر لك أأغفر لكَ أمر اعتباري غير ناضجة كفاية حتى تصدقني القول وتعلمني بعودتك من السفر حتى لبضع ساعات أم مرافقتك لرينا وإهمالك لي أم أغفرُ لكَ إبعادي عن حياتك التي تعيشها وحصري في مكان واحد من حياتك لا تسمح لي بتعديه
- لم أعلم أني كنت بهذا السوء
قاطعها قائلاً وهو يهم بالاقتراب منها ولكنها تراجعت مما جمده في مكانه وهزت رأسها بالنفي قائلة وعينيها تعبران عن الألم الذي تشعر به
- لا .. لا أستطيع أن أغفر لك وأن كنتُ أستطيع أن أغفر لكَ كل ما فعلته لن أستطيع أن أغفر لكَ مرافقتك لفانيسا في بوثن دون علمي
بدت المفاجئة على وجهه لوهلة وسرعان ما حل مكانها الشحوب وهو يقول ببطء
- من أعلمكِ بهذا
- من أعلمني أهذا كل ما يهمك لم تهتم لجرح مشاعري لم تهتم لأذيتي ولكنك تهتم بمن أعلمني لمَ أنتَ قلق من أن أعرف المزيد
- لا لستُ قلقاً من أن تعرفي المزيد لأنه لا يوجد المزيد كما أن لا شيء أخاف من إظهاره ومن أعلمكِ بهذا قصد الإيقاع بيني وبينك
- حقاً .. لتعلم أني لم أكن بحاجة لسماع هذا لأتخذ القرار الذي أنا مصممة عليه حتى هذه اللحظة فلم أعلم بمرافقتك لها إلا الليلة ففانسيا لم تبدو متكتمة بما فيه الكفاية
- أن ما حصل ببوثن أمر لا يستحق الحديث عنه فالقد رايتها بالصدفة وجلست برفقتها لنصف ساعة وسألتني أين بإمكانها قضاء الوقت فأعلمتها ببعض الأماكن ليس الا وكنتُ لأعلمك بهذا لو وجدتك أتذكرين كُنتِ قد غادرتِ منزل عمتك وأنتقلتِ إلى تلك الشقة كيف تريدين مني تذكر هذا الأمر أمام المفاجئات الكثيرة التي تلقيتها منذُ حضوري
حركت رأسها بالنفي وهي تقول بألم
- وعلي تصديقك من جديد اليس كذلك
والتمعت عينيها بحزن عميق وقد شعرت بتجمع الدموع بهما فتحركت مستديرة بسرعة صاعدة الإدراج لتختفي من أمامه فأغمض عينيه بقوة قبل أن يفتحهما محركاً رأسه بعصبية وتحرك صاعداً الإدراج بخطوات واسعة أطبق فكه جيداً وهو يسمع صوت الباب الذي أغلق فسارع بقطع الممر إليه ليفتحه وهو يسمع صوت انغلاق باباً آخر فأخرج زفرة من صدره وهو يدخل الغرفة مغلقاً الباب خلفه ومستنداً عليه وعينيه معلقتين بباب الحمام الذي أغلقته على نفسها فهز رأسه بيأس وتحرك نحوه ليضع يده على الحائط المجاور له وهو يهم بالحديث ولكنه توقف لثانية قبل أن يعود للقول
- إغلاق الأبواب بوجهي بهذا الشكل كلما أردت محادثتكِ أمر يجب أن تتوقفي عنه فلم تعودي طفلة لتتصرفي بهذا الشكل لم لا تواجهيني وتعلميني بكل ما يدور في ذهنك أعلم أني لم أكن بالشخص الذي توقعته ربما ولكن بحق الله إني بشر وأرتكب الأخطاء .. جويس
عاد ليكرر ولكنها انكمشت على نفسها بزاوية الحمام ورفعت يديها إلى أذنيها ثم انتفضت وهي تسمع صوت ضربة قوية وجهها للحائط بقبضته قبل أن يشتم ويتحرك مبتعداً فأغمضت عينيها بقوة لتنتفض محدقة بالباب وقد سمعت إغلاق باب الغرفة بقوة فرفعت رأسها مسندة إياه للخلف وضمت يديها إليها لتبقى على هذه الحال لعدت دقائق قبل أن تتنفس بعمق وتتحرك نحو الباب لتخرج متجهة نحو السرير لترتمي فوقه مخفية وجهها بالوسادة ثم تهز رأسها متمتمة
- لا .. آه لا
وتحركت أنها لن تبقى هنا دقيقة أخرى لن تفعل من الجنون بقائها أسرعت نحو باب الغرفة لتغادر وتسرع بالتوجه إلى الأسفل وهي تجول بنظرها بأرجاء الصالة ثم تحركت نحو المطبخ وسرعان ما عادت لتصعد الادراج متجهة نحو غرفته ولكنها لم تجده فنظرت بها قبل أن تغلقها ببطء ثم تتحرك نحو الغرف المجاورة وهي تنادي بصوتٍ مرتفع
- أين أنت .. روسكين ( تمتمت وقد بدأت كلماتها تتلاشى وهي تفتح الغرف الفارغة بحثاً عنه دون فائدة مما زاد توترها وأسرعت بالتحرك لتنزل الأدراج جرياً متجهة للخارج لتبطئ جريها وعينيها تحدقان بالمكان الفارغ ألان وقد اختفت سيارته ضمت ذراعيها إليها ببطء لا لن يتركها ويذهب لن يفعل رباه تلفتت حولها منادية عليه بصوتٍ مرتفع وتحركت دون قدرتها تحديد في أي اتجاه تسير وقد تملكها التوتر ) أنت لا تجرؤ على تركي هنا .. روسيكن لارس لا أجد الأمر مسليا أبداً .. روس ( أخذت تجول بعينيها حولها باضطراب كبير وقلبها يخفق بجنون بداخلها ) بربك أين أنت
همست بذعر أمام الصمت المحيط بها وأخذت تتراجع ببطء نحو الأدراج وعينيها تتحركان بما أمامها اصطدمت قدمها بالدرج خلفها فصعدته متعثرة وجلست على أول درجاته وأخذت تحرك رأسها حولها بهذا الصمت الذي يكاد يقتلها وضمت يديها معدتها وأخذت تهتز بجلستها وعينيها ثابتتان على الطريق سيعود أجل سيعود سيتوقف في منتصف الطريق ويعود لن يتركها هنا إنها واثقة من هذا ولكن ثقتها بدأت تهتز وتهتز والدقائق تمر دون قدرتها على ترك مكانها ولكن لا رفعت رأسها جيداً أنه لن يتركها هنا بهذا الشكل أين أنت زادت من ضغط يديها على معدتها وألمها يزداد وعينيها تتحركان بتوتر بما أمامها لتعود بسرعة مثبتة إياهم على شيء يتحرك بين الأشجار البعيدة أمعنت النظر للحظة دون قدرتها على أن تكون واثقة مما تراه وتحركت لتقف ببطء وعينيها لا تفارقان روسكين الذي يتحرك باتجاهها دون رؤيتها وقد علق عينيه بما أمامه شارداً زادت يديها من ضم جسدها وهي تشعر أن شيئاً ضخماً كان راقداً على صدرها بدء بالابتعاد فرمشت وهي تتأكد من أنها تراه حقاً توقف في مكانه وهو يراها وأقترب حاجبيه من بعضهما قبل أن يعود لمتابعة سيره نحوها دون أن يفارق التجهم وجهه فأخذت تنزل الأدراج ببطء وعينيها ترفضان الابتعاد عنه أو حتى الرمش فتوقف على بضع خطوات منها متسائلاً باقتضاب والضيق واضح بصوته
- ماذا ألان هل قررتِ أخيراً محادثتي أم تـ
- إلى أين ذهبت أين كُنتَ ( قاطعته بصوتٍ مرتجف شد انتباهه وجعل عينيه تضيقان قليلاً فاستمرت بتوتر ) كيف تذهب دون أعلامي خلتك تركتني هنا بمفردي أين هي سيارتك لمَا ليست هنا ماذا تحاول ( أضافت وعينيها جاحظتان ) أهذا ما أحضرتني من أجله إلى هنا تريد أن تجعلني اهتز تريد .. تريد
- ما الذي تتحدين عنه ( قاطعها بهدوء شديد وهو يحرك رأسه بشكل غريب فأجابته بعصبية )
- تعلم عم أتحدث
- لا لا أعلم .. هل أعتقدتِ أني تركتك هنا وغادرت ( تساءل ونقل عينيه بعينيها قبل أن يضيف ) هل حقا اعتقدتِ أني أفعل أمرً كهذا ( ولمحها بنظرة سريعة ملاحظاً شحوبها وتوترها وأنفاسها المتسارعة قبل أن يضيف ) أن ثقتكِ بي لا وجود لها أطلاقاً
- ماذا تريدني أن أعتقد إذا عندما لا أجدك ولا أجد سيارتك وأنتَ الذي تملك سِجلاً حافلاً بالمغادرات المفاجئة
تحرك فكه إلى أنه عاد ليشد عليه قبل أن يقول بهدوء
- سيارتي تجدينها في مكانها الطبيعي وأن قمتِ بالالتفاف من هنا ستجدينها بالموقف الخاص انها بداخل المرأب وأرى لو فكرت قليلاً لعلمتِ أني خرجت لأتنفس بعض الهواء لأني بدأت أشعر بالاختناق فكلما حاولت التواصل معكِ أجدكِ دائما تصمين أذنيكِ وتهرعين هاربة رافضة بعناد .. أو تعلمين عدت لأشعر بهذا الاختناق ألان رغم اعتقادي أني تحسنت فأعذريني سأعود لمتابعة سيري
أصابها شلل مفاجئ لبرودته وجعلها عاجزة عن الحراك وعينيه تثبتان على عينيها قبل أن يتحرك متخطياً عنها ومتابعاً سيره بينما بقيت في مكانها عاجزة عن قول شيء أو حتى الاستدارة نحوه وعادت يديها لتضمان جسدها المرتجف ثم وببطء حركت رأسها نحوه لتتابعه وهو يبتعد وشعور غريب ينسل إليها ليترك فراغا عميق ومرير ما الذي يحدث لها عليها بالتعقل ولكن كيف وهي تشعر بكل هذا التوتر والفوضى كيف وهي تتصرف بطريقة غريبة وبتفكير مشوش , أخذت عينيها تتأملان غطاء السرير الوردي دون أن تستطيع رؤيته فعقلها منصب على الرجل الجالس في الأسفل ولم يدخل المنزل ألا بعد ساعات ولم يحاول الصعود إلى الطابق الثاني منذُ حضوره أن أقل حركة تحدث داخل هذا المنزل الفارغ تشعر بها لم يمر عليها أصعب من هذه الليلة في حياتها أغمضت عينيها وارتمت إلى الخلف محدقة بالسقف بشرود قبل أن تتحرك عنه نحو النافذة لتبعد الستائر وتحدق بالخارج والشمس على وشك الظهور ليتوقف نظرها على روسكين الجالس على الأدراج محدقا بما أمامه بشرود لتترك الستارة من يدها لتهدل قبل أن تتنفس بعمق وتتحرك مغادرة الغرفة لتتجه نحو الباب الخارجي وتفتح بابه لتنزل الأدراج القليلة بتمهل وعينها تراقبانه وقد بقى على جلسته ولم ينظر إليها فتوقفت على بعد درجة واحدة منه متمتمة
- الم يحين لنا العودة
- بلى ( قال ومازالت عينيه عالقة أمامه فضمت جسدها بذراعيها لصمت الذي لحق قوله ثم عاد ليقول وهو يشير برأسه إلى جانبه ) هلا جلستي قليلا ( بقيت واقفة في مكانها بعد قوله هذا ثم عادت لتنزل الدرج وتجلس بجواره بصمت وشيء قوي يضغط على صدرها فأضاف دون النظر إليها ) أنا مدين لكِ باعتذار وأن كنت أريد أن أكون عادلاً فأنا مدين لكِ بكمية كبيرة من الاعتذارات ولكني سأكتفي بتقديم اعتذار واحد أن سمحت لي ( حركت عينيها وتوترها يزداد نحوه تتأمل جانب وجهه وعينيه الثابتتان أمامه وهو يستمر ) لست بالشخص المتسرع في اتخاذ القرارات هذا ما كنت اعتقده على الأقل إلى أن التقيت بك واكتشفت عكس هذا لذا أنا أعتذر حقا على ما سببته لكِ بارتباطنا ما كان علي التسرع وجرفك معي لقد رأيتكِ مختلفة عن كل من قابلتهم ( ونظر إليها ليلاقي عينيها الناظرتان إليه قبل أن يستمر وهي لا تجرؤ على التنفس وقد حبست أنفاسها دون أن تشعر ) لديك الكثير من الأمور التي شدتني إليك وجعلتني أتصرف بهذا الطيش .. كإحضارك إلى هنا وأشياء أخرى كان علي أن أفكر .. أفكر لا أن أنساق وراء ( وتوقف تاركاً جملته معلقه وهو يضم شفتيه ثم يتابع بينما تاهت عينيها أمامها وهي تشعر بالوهن لمَ لا ينتهي هذا الأمر لم عليها في كل مرة تراه بها أن تشعر وكأن أمر انفصالهم حدث لتو ) أعتذر حقاً لعدم احترامي لقرارك قد يكون لدي عذري بذلك فلم أواجه بالرفض من قبل كما أني فوجئت لذا رفضت تصديق الأمر ولكن ألان أعلم أنه أمر تدركين أنه لصالحك والا لما اتخذته وأعدكِ أن أحترم هذا بعد ألان فأنا مقتنع ألان بأن هذا الانفصال لصالحنا معا ( حاولت أن تبقي جفنيها مفتوحان رافضة الاستسلام للإنهاك النفسي الذي تشعر به ومحاولة تجاهل الألم الذي يزداد دون قدرتها على فعل شيء لإيقافه وهو يستمر ) لقد كانت صداقتنا أمرا جميلا ومميزا ولقد فقدنا هذا .. جويس ( أجبرت نفسها على النظر إليه عند مناداته لها فأستمر ) لا أريد أن تنتهي صداقتنا بسبب ما نحن به ألان ( بدا عدم التصديق بعينيها فهز رأسه لها قائلاً ) لا أريد أن يكون انفصالنا سبب في إزعاج عائلتينا وكلانا نعلم أن عمتك ووالدي على وفاق تام وكذلك رولاني تعتبرك صديقة لها فأرجوا أن لا يؤثر انفصالنا على ذلك فكوننا أصدقاء أمر نجيده أكثر من غيره
بقيت عينيها المفتوحتان محدقتان به دون أن ترمش وعقلها يرفض ذلك رفضاً تاماً إلا أنها تمتمت ببطء
- أن كان هذا ما تراه فلا بأس
- أريد أن يكون هذا ما تريدينه أيضاً فلا أرغب بفرض نفسي أو عائلتي
- آه لا بـ بالتأكيد .. أنتـ .. أنت تعلم أن علاقة والدك وعمتي لن يهزها أمر .. كا انفصالنا
- أجل لن يهزها أمر .. كهذا ( هزت رأسها بتوتر بالإيجاب قبل أن تقول )
- أريد .. أن أقدم اعتذاري أيضا عما بدر مني قبل قليل فانا شديدة التوتر في الآونة الأخيرة و .. ( تلاشت كلماتها وهي تجد صعوبة بالمتابعة وهي تحدق بعينه وتشعر لأول مرة منذُ معرفتها به بالعجز التام عن فهم مغزى تلك النظرة فرمشت مستمرة كي لا تنسى ما أرادت قوله ) إحضارك لي إلى هنا بهذهِ الطريقة زاد الأمر سوءً مما جعلني أتصور أنك تركتني لرفضي الإصغاء لك رغم أني أعلم إنك لم تكن لتفعل هذا
نظر أمامه وهو يأخذ نفسا عميقا دون أن يفتح شفتيه لتمر لحظة صمت بينهما قبل أن يقول
- سنعود إلى ناربون الان أهذا يناسبك
- أجل .. بكل تأكيد يناسبني .. سأذهب لأحضر حقيبتي .

- أشكرك
تمتمت بعد الصمت الطويل الذي رافقهم طوال طريق العودة وهو يوقف السيارة أمام منزل عمتها فهز رأسه لها قائلا باقتضاب
- أوصلي تحياتي لميغ
- سأفعل ( همست وهي تغادر سيارته متوجهة نحو المنزل لتبادرها ميغ فور رؤيتها )
- ها أنتِ
- روسكين يرسل لك تحياته
- الن يأتي ( تساءلت ميغ وهي تراقب سيارته تبتعد فهزت جويس رأسها بالنفي وهي تتحرك نحو الأدراج بينما تابعتها ميغ قبل أن تضيف ) الم تكن الرحلة موفقة
توقفت عن متابعة صعودها قبل أن تجيبها بهدوء شديد
- كانت موفقة جداً ( وتابعت سيرها للأعلى ) .

- أهي نائمة
- أجل قالت والدتي الا نوقظها
- حسناً لن نفعل
- أنظر الى ذلك الأرنب
- أنه جميل ( بدأت تفتح عينيها وهذهِ الهمسات تصل إليها من بعيد )
- هل أستطيع الوصول إليه
- لا سأحضره لك
تحركت رموشها وهي تسمع صرير جر المقعد الموجود بغرفتها وفتحت عينيها محدقة بتشويش أمامها
- ستسقط أنه مرتفع
حركت رأسها إلى الخلف عند سماعها هذا القول محدقة بتشويش بجوني وجو وقد وقف جو على المقعد محاولاً تناول أحد العابها المحشوة فابتسمت واستدارت نحوهما قائلة بكسل
- ما رأيكما بالحصول على المجموعة بأكملها ( نظرا إليها بدهشة قبل أن يهتف جو )
- لم نقم بإيقاظك أفعلنا
- لا لقد حان وقت استيقاظي
أجابته وهي تتحرك بكسل فأسرع جوني نحو سريرها قائلاً بعيني مفتوحتين
- استعطينا جميع هذهِ الألعاب
- أجل ما رأيك ( حرك جوني عينيه المفتوحتان نحو أخيه الذي هز رأسه له بالإيجاب فأبعدت الغطاء وتحركت عن السرير قائلة ) والدتكما بالأسفل
- أجل خالة جويس ( ابتسمت لجوني وربتت على شعره قائلة )
- حسناً أحضروا كيساً كبيراً ولتجمعا كل هذهِ الدمى لتأخذوها معكم
- حقاً
- أجل ( أجابتهما فأسرع الاثنين بالمغادرة جرياً )
- صباح الخير ( بادرت رولاني وميغ وهي تتقدم إلى الشرفة فأجابتها رولاني )
- صباح الخير أخيرا عدتِ كيف هي والدتك
- ترسل تحياتها للجميع
أجابتها وهي تجلس بينما أسرع الطفلان إلى المنزل بسعادة فتابعتهم رولاني قائلة
- ما الذي فعلته لن يهدئا ألان إلا بعد أن يقوما بنقل كل ما بغرفتك حتى ألان جمعا كيساً كبيراً
- أسعدني هذا ( قالت وهي تسكب لنفسها كوباً من القهوة قبل أن تضيف ) كيف هو أرثر
- أنهُ بخير ولكن منذُ توعكه وأنا لا أجرؤ على تركه .. أنه يرفض القدوم للبقاء برفقتنا وجوده بمفرده يقلقني
- لا أعتقد أنك تستطيعين إقناعه بترك منزله ( قالت ميغ فحركت رولاني كتفيها قائلة )
- لا لا أستطيع أنه عنيد أن هذا الأمر يجري بدمنا هذا ما يقوله لي تيم على الأقل .. جويس كنت أتساءل ( أبعدت جويس كوب القهوة عن شفتيها وهي تترقب قول رولاني التي تنظر إليها بتفكير قبل أن تضيف ) أرغب بتغير ديكور منزلي فهل تستطيعين مساعدتي بهذا الشأن
- بالتأكيد متى أردت ذلك أعلميني
- جيد ( تمتمت قبل أن تنظر إلى ميغ قائلة ) لم تعلميني كيف قمتِ بصناعة هذهِ الفطائر إنها لذيذة
أخذت ميغ تحدث رولاني بينما انشغلت جويس برشف قهوتها وعينيها تراقبان جوني وجو أمامها يتراكضان خلف بعضهما ثم عادت لترفع كوبها ولكنه لم يكد يصل إلى شفتيها حتى تجمدت مقلتيها على روسيكن الذي دخل من الباب لتشعر بتسارع دقات قلبها فعادت بعينيها نحو كوبها مدعية انشغالها به
- عمتم صباحاً
نظرت ميغ ورولاني نحو روسكين الذي حرك يده محي وقد أسرع الطفلين نحوه فلمحته جويس بنظرة أخرى متأملة إياه وهو يحادث الطفلين فلم يبدو من قبل بأفضل حال شعره رطب وذقنه ملساء ويضع نظاراته الشمسية على عينيه وينتعل حذاءً رياضي أنحنى نحو جو الذي أخذ يعلمه أمراً ثم أبتسم وربت على رأسه وتحرك نحوهم قائلاً
- رولاني أحتاج مفاتيح سيارتك
- الم تعمل سيارتك
- لا سأذهب لشراء قطعة جديدة لها
قال فقذفت له مفاتيحها ليتناولها بينما قالت ميغ وهي تشير له
- لما لا تصعد لتناول القهوة
- أشكرك علي الذهاب أيضا للمتجر لإحضار بعض الحاجيات أتريدين شيئاً من هناك
- أن كنت لا تمانع أحتاج لكيسٍ من الدقيق ( قالت ميغ فأسرعت رولاني للإضافة )
- وأنا أحضر لي بعض الفطائر الطازجة ( هز رأسه وتساءل وجويس تقوم برشف قهوتها )
- سأحضرها معي وأنتِ جويس ( هزت رأسها بالنفي قائلة باقتضاب شديد )
- لا شيء أشكرك ( فنظر نحو جو وجوني الملتفين حوله قائلاً )
- حسناً هيا بنا .. سأصطحبهما معي
وتحرك مبتعداً وهو يصغي لثرثرتهما فابتلعت جويس القهوة العالقة في حلقها ونظرت نحو رولاني ثم عادت نحو كوبها إلا أنها سرعان ما عادت نحو رولاني التي تحدق بها بصمت وهنالك ما تريد قوله فأبعدت رولاني عينيها بعيداً ثم سرعان ما ابتسمت قائلة
- ميغ هل تستطيعين إقناع والدي بالحضور للبقاء معنا قد يصغي لكِ أن حاولتِ
- سأحاول ولكني لا أعدكِ أنه سيصغي لي
- أنتِ على صواب فوالدي لا يصغي الا عندما يريد ذلك و .. وكذلك روسكين أنهما يتصرفان أحياناً بطريقة تجعلني اغضب منهما جداً ولكني في النهاية أسامحهما فأنا شديدة التعلق بهما
قالت رولاني وهي تحدق بكوبها فقالت ميغ لتكسر الصمت الذي حدث والتوتر الذي بدأت تشعر به يملأ المكان بعد قول رولاني الأخير
- لمَ تريدين تغير ديكور منزلك
- أحبُ التجديد بالإضافة انـ ..
أخذت رولاني تتابع حديثها عن تصميم منزلها فشاركتها جويس مقترحة بعض التغيرات وعاد الحديث بينهما سهلاً ولم تشعر بالوقت يمضي إلا عندما قالت رولاني وهي تحدق إلى شيء ما خلف جويس التي وقفت مستندة على سور الشرفة
- عُدتم بسرعة
- ليس أجمل من التسوق مع طفلين مشاغبين ( أجابها روسكين بتذمر متعمد فتجمدت جويس ثم حاولت الاسترخاء وقد تنبهت إلى تصرفها عليها أن تعتاد على رؤيته عليها هذا ) هذا هو كيس الدقيق
- أشكرك لما لا تجلس لأعد المزيد من القهوة
- لا يوجد أفضل منكِ ميغ
أجاب ميغ وهو يجلس حيث كانت جويس جالسة وحدق بها وقد وقفت أمامه مستندة على سور الشرفة ورأسها نحو الطفلين الذين أخذوا يتناولون الشوكولا فرفع يديه ليضعهما خلف عنقه وهو يسترخي بجلسته قائلاً وعينيه لا تفارقانها
- عرجت على والدي قبل حضوري أنه مشغول بكتابه الجديد
- أجل .. ا
لا تستطيع اقناعه بالحضور للبقاء معي لقد أنهكت من محاولتي دون جدوى
- لا ترهقي نفسكِ فهو يحب حريته
- آه ( هتفت رولاني بتذمر لقوله ونظرت نحو جويس التي تتعمد ملاحقة الطفلين قائلة لها ) أرأيتِ ما عنيته قبل قليل
نظرت جويس إليها ومن ثم إلى روسكين فقط لو تعلم إلى ما ينظر من خلال هذه النظارات ولكن الابتسامة التي ظهرت على شفتيه أعلمتها أنه ينظر إليها فقالت دون اكتراث
- أجل
- وما هو هذا الذي عنيته رولاني ( تساءل بفضول وهو يحدق بشقيقته فأجابته بابتسامة ماكرة )
- أمور خاصة بنا
رفع حاجبيه ثم نظر نحو جوني الذي أقترب منه هامساً أمراً ما بأذنه أصغى له باهتمام قائلاً
- هذا جيد اليس كذلك ( هز جوني رأسه له بالإيجاب فنظر نحو جويس متسائلاً ) هل حقاً تخليت عن دماكِ لهم
- أجل ( أجابته باقتضاب فأبتسم دون قول شيء مما جعلها تشعر بالامتعاض فلتلكَ الابتسامة البطيئة التي أظهرها لها معاني كثيرة أهو يسخر منها أم أنه .. آه جويس ما شأنكِ وشأن معنى ذلك رباه همست لنفسها وهي تستقيم بوقفتها قائلة وهي تحدق بساعتها ) أعذروني .

تعمدت الانشغال باقي اليوم وعرجت على ديليا لتقضي ما بعد الظهر برفقتها قبل ن تقصد المقهى لرؤية أدي
- لقد حضرتي إذا ( ابتسمت لأدي الذي بادرها وهي تقترب منه لتجلس بجواره قائلة )
- ولمَ لا أفعل
- مجرد تخمين .. وعلى ما أعتقد لم تسر أمورك وروسكين على ما يرام
- أهذا تخمين آخر
أجابته وحركت يدها لميلي لتحضر لها كوباً من العصير وعادت لتنظر إليه بابتسامة مصطنعة ولكنها اختفت لِنظرة المتمعنة التي يرمقها بها فرفعت حاجبيها متسائلة فقال
- لا ليس تخمين فلو كنتما على ما يرام لما حضر كلاً منكما على انفراد
- أهو هنا
تساءلت وحركت رأسها بأرجاء المكان المكتظ قبل أن يجيبها أدي لتشاهد روسكين واقفاً برفقة فانيسا ومجموعتها وهم منشغلون بالحديث فعادت نحو ميلي التي وضعت لها الكوب أمامها قائلة لأدي وهي تعبث بكوبها
- منذُ متى وهو هنا
- ساعة على الأقل .. وكما تعلمين فانيسا ما كانت لتدعهُ بمفرده و .. هو لم يبدو ممانعاً ( رفعت كوبها ببطء لترشف منه فتحرك أدي بجلسته ناظرن إليها جيدا وهو يضيف ) أنسي أمره أنه لا يستحقك أنتِ حقاً تستحقين شخصاً يقدرك
- لا تقل لي ألان أن ذلك الشخص هو أنت ( قاطعت قوله فقال بسرعة )
- إننا متفقان أن هذا الأمر غير وارد فيما بيننا ولكن بإمكانك القول أنه يمكنك أن تدعي أنه أنا ( نظرت إليه رافعة حاجبيها فأستمر بهمس ) أنا جاد أن كان يحضر إلى هنا لمضايقتك فلتفعلي بالمثل
- آوه
- هيا جويس
- أدي عزيزي أن خيالك واسع
- أهو كذلك ( رمقته بنظرة وعادت لترتشف من كوبها وحركت كتفيها دون اكتراث قائلة )
- لتعلم أني لا احتاج لمضايقته فلا يهمني أمره ( تنهد قبل أن يقول )
- كما تريدين ولا تقولي أني لم أحاول المساعدة .. رباه من هي هذه
نظرت إلى حيث أشار أدي برأسه لترى فتاة تدخل فرمقته بنظرة قائلة
- هيا أيها الولهان ها هو وجهٌ جديد ارني ما الذي ستفعله لكن احرص على أن لا تنتهي ألامسيه بمشاجرة جديدة هنا
- أنتِ لا تعلمين عما تتحدثين
أجابها وعينيه لا تفارقان الفتاة وهو يتحرك مبتعداً فهزت رأسها بيأس وعادت نحو كوبها لتعبث به الا يكفيها رؤيته صباحاً حتى تراه في الواحدة ليلاً رفعت كوبها لترشف منه وما كادت تضعه على الطاولة حتى تناهى لها صوت فانيسيا
- أنتِ هنا أيضا .. لا اعتقد أني شكرتك على ذلك العشاء المجاني أفعلت
هزت رأسها بالنفي قائلة
- لا مازلتُ أنتظر أن تفعلي
- آه حسناً سأدعوكِ للعشاء إذا
- لندعها إلى يوم أخر ( أجابتها وهي تلمحها بنظرة )
- اليس الوقت متأخراً على السهر
نقلت نظرها بهدوء عن فانسيا إلى روسكين الذي وقف بجوارها قائلا ذلك فقالت
- أنها الواحدة ليس إلا .. أم ترى أن علي الذهاب للمنزل لأخلد لنوم باكراً
نقل عينيه بعينيها مما جعلها تشعر بأن ادعائها لم يكن ناجحاً قبل أن يقول
- هذا أمرا تقررينه بنفسك .. هيا فانيسيا
فتمتمت بغيظ رغم محاولتها الا تفعل وهي تعود نحو كوبها
- جيد فللحظة خلتك نسيت ( ظهرت ابتسامة ساخرة على شفتيه وهو يقول قبل أن يتحرك )
- أرجوا أن تقضي سهرة ممتعة فأنتِ بحاجة لها
أجبرت نفسها على عدم متابعته هو وفانيسا وقد وقفا بجوارها يتحدثان للحظة قبل أن يبتعدا فأغمضت عينيها طالبة السكينة مع نفسها فهي بحاجة لذلك
- أهو درس في اليوغا ( ابتسمت قبل أن تفتحهما محدقة بهارولد فجلس بالمقعد المجاور لها قائلاً ) سأعتبر هذه الابتسامة دعوة للجلوس برفقتك
- ما الذي تفعله هنا
- ما تفعلينه أحاول قضاء ساعات في هذا الجو الصاخب .. منذُ متى لم نرقص معاً
- لا أذكر
- بينما أنا أذكر ( قال وتحرك واقفاً وجاذباً إياها من يدها فتحركت معه قائلة )
- لا أصدقك
- ماذا لم أسمعكِ
قال وهو يضع يده على أذنه مدعي عدم سماعها بسبب الموسيقى الصاخبة فهزت رأسها بيأس وهي تبتسم ليرقصا بمرح على أنغام الموسيقى
- أتعرف شيئا هارولد ( قالت بود صادق وهي تحدق به وقد جلس بجوارها واستمرت ) أن رفقتك أسرتني وكُنت بحاجة لهذا ألهو
- أتعرفين شيئاً جويس ( قال مقلداً إياها ولكنه أستمر بجدية أكثر قائلاً ) قد سرني الامر كذلك ( وأستمر وهو ينحني بجلسته نحوها ) لقد اعتبرتك دائماً فتاة مميزة
- هارولد ( قالت رافعة يدها لتوقفه فأستمر رافضاً مقاطعتها له )
- وستبقين دائماً في نظري ولتعلمي أني لا أسعى لشيء مما خطر لك فتجربتي مع شيلي كانت تكفيني وأعتقد أن تجربتك مع روسكين لم تكن بأفضل حالاً ونحن بحاجة لإجازة قد تكون طويلة الأمد بالنسبة لي .. وماذا عنك
حركت كتفيها مدعية ورفعت كوبها قائلة بمرح
- لن أعلمكَ بأسراري
- ماهرة بجعلي أسترسل بالحديث دون أن تتفوهي بكلمة ( ابتسمت لقول )
- أرى أن معجبكِ القديم قد عاد
رفعا نظرهما معاً إلى فانيسا التي وقفت بجوار طاولتهم قائلة ذلك فأجابها هارولد قبل أن تفعل هي
- لستُ معجبها القديم لأني سأبقى دائماً معجب بها
- ولم لا أتقضيان وقتاً ممتعاً
- إننا كذلك ( أجابتها جويس بابتسامة فحركت كتفيها قائلة )
- وأنا كذلك أمضي وقتاً رائعاً فلقد دعاني روسكين للعشاء وسنذهب ألان
- حظً موفقاً إذا
قالت وهي تعلم سبب تصرفات فانسيا هذه ثم حركت يدها لتتناول كوبها منشغلة به وهي ترى روسكين يتقدم منهما وقف بجوار فانيسا متسائلاً
- هل أنتِ جاهزة
- أجل أنذهب ألان ( هز رأسه بالموافقة ثم نظر نحو جويس وهارولد قائلاً )
- ما رأيكما بمرافقتنا
حركت جويس عينيها مدعية الحيرة ونظرت نحو هارولد الذي فهم أنها تعطيه القرار بهذا فمد يده لتسترخي على ظهر مقعدها قائلاً بابتسامة
- لا أشكركما ولكننا نفضل قضاء الأمسية بمفردنا
تجهم وجه روسكين ببطء وهو يحدق بهارولد لثانية بعد قوله هذا ثم لمح جويس التي تبتسم برقة لهارولد قبل أن يعود نحو فانيسا التي حدثته طالبة مغادرتهما فهز رأسه لها وتحركا مبتعدين فشردت جويس وقد عاد الإحباط ليضغط على صدرها بينما كان هارولد يحدثها
- ماذا ( تساءلت وهي تخرج من شرودها لقول هارولد شيئاً ما )
- أنتِ لم تصغي لحرفٍ مما قلته اليس كذلك
- آسفة ولكني متعبة وأشعر بالنعاس لذا أفضل المغادرة ( وتحركت لتقف فأسرع بالقول وهو يتحرك بدوره )
- سأرافقك
- لا أشكرك فالمنزل قريب كما تعلم ( قاطعته قائلة فتردد للحظات قبل أن يعود للقول وهو يجلس )
- سأراكِ غداً
- ربما .. وداعاً ( رفعت يدها إلى فمها تخفي تثاؤبه كادت تنسل منها وهي تخرج وتحركت نحو الطريق )
- أرى أن هارولد ليس مرافقاً جيداً
حركت رأسها بشكل آلي إلى الشخص الذي يسير بجوارها وهو يقول ذلك دون استيعاب وجوده بجوارها في تلك اللحظة فتلفتت برأسها حولها قبل أن تعود إليه وقد بقي متابعاً لخطواتها دون أن تفارق عينيه ما أمامه
- أين هي فانيسا ( لمحها بنظرة قبل أن يقول )
- لا أعلم
أمعنت النظر بوجهه وخطواتها تبطئ رغم شعورها بالراحة بعض الشيء لعدم وجوده مع فانيسا إلا أن ذلك الشعور سرعان ما غادرها وعادت للقول وهي تشعر أنها بحاجة لقول شيء
- هارولد مرافق جيد ولكني لم أرغب بمرافقة أحد لي
لم يجبها على قولها بل تأمل السيارة القادمة نحوهما والتي تخطت عنهما قبل أن يقول وهو يتجاهل ما عنته
- ليس من عادتك المغادرة بهذا الوقت المبكر
- أشعر بالنعاس ولا رغبة لي بالسهر ماذا بشأن عشائك وفانيسا الم تقم بدعوتها للعشاء
- أجل
- إذا ( بدا عليه عدم الاكتراث وهو يقول )
- لم اعد ارغب يتناول العشاء
- لا اعتقد أن ذلك سرها
- لقد كانت متفهمة للأمر ( هزت رأسها بعدم رضا والتزمت الصمت فتساءل ) كيف كانت زيارتك لوالدتك
- جيده
- أتعلمين أمراً ( ونظر إليها مستمرا ) أنا لا اعرف سبب انفصال والديك
كادت تتوقف عن السير لقوله الى أنها عادت لتتابع سيرها قائلة دون النظر اليه
- ما الذي جعلك تطرح هذا ألان
- أتساءل ( التزمت الصمت دون إجابته مما جعله يقول ) أتجدين صعوبة بالحديث عن هذا
- لا .. فقط ليست بالذكرى التي ارغب بتذكرها
- أكان الأمر صعبا
- صعبا لا تفي بوصف الأمر .. كنت في العاشرة على ما اذكر عندما قررا أخيرا أنهما لم يعدا قادرين على المتابعة واني كبيرة كفاية لأدرك إنهما لم يعودا قادرين على التضحية من اجلي أكثر رغم أني منذ أن بدأت أدرك الأمور وهما لا يتوقفان عن المشاجرة ( ونظرت إليه لتلاقي عينيه التين تتأملانها بصمت مستمرة بابتسامة ساخرة ) لذا عندما قررا الانفصال وجد أن متابعة الشجار بينهما أمرا جيد فتشاجرا علي ( وعادت الى ما أمامها مستمرة ) كل منهما يريد أن أبقى معه كان الأمر كارثة بحق الى أن حكمت المحكمة لهما معا بحضانتي فقررا حينها أني قد أكون عبئا عليهما فلوالدي حياة أخرى جديدة وأمراءة جديدة لن يسرها وجودي رغم إدعائها العكس ففضل في النهاية تركي وشأني برفقة والدتي بينما أغرقت والدتي نفسها بالعمل والسفر وكانت تدعني برفقة ميغ بحيث نسيت أمري فما كدت أصبح في الرابعة عشر حتى طلبت منهما أن أعيش مع عمتي وهذا كان أفضل ما حدث لي .. اليس غريبا انك لم تكن تعلم هذا ( أضافت بسخرية متعمدة فالتزم الصمت وقد شردت عينيه بما أمامه لتضيف وقد وصلت الى منزل عمتها وهي تتحرك نحو الباب مبتعدة عنه ) عمت مساءً
- وأنت أيضاً
دخلت غرفتها لتخرج تنهيدة من صدرها ولكن لو أفرغت رئتيها من الهواء لما شعرت بالراحة التي تسعى إليها رمت حقيبتها على السرير وتحركت نحو نافذة غرفتها لتقف بجوارها مختلسة النظر نحو منزل أرثر لتشاهد نور الغرفة التي يحتلها روسكين عند حضوره لزيارة والده تضاء فأسندت رأسها على حافة النافذة وعينيها الشاردتان لا تفارقانها قبل أن تهز رأسه وهي تغمض عينيها وتبتعد عنها .

 اقتربت ببطء من المقهى في مساء اليوم التالي ومازالت الحيرة تتملكها بسبب اتصال هارولد بها وإعلامها بضرورة الحضور دون أن يقول سبب ذلك اعتقدتها دعابة من دعاباته ولكنه أصر أن هناك أمرا مهم يريد إعلامها به
- وصلتي أخيراً
بادرها هارولد وهو يشير بيده لها فتخطت بعض الشبان لتقترب والحيرة ظاهرة عليها لتنقل عينيها من هارولد إلى أدي ومجموعة من صديقاتها بالإضافة إلى ديليا مما جعلها تقول للوجوه الضاحكة أمامها
- ماذا تفعلون هنا جميعكم .. ماذا هناك
تلاشت كلماتها ولورا تتقدم منهم وهي تحمل قالبا من الحلوى وعليه مجموعة من الشموع وهي تقول
- عيد سعيد
- آه انتم ( قالت متفاجئة ومبتسمة بسعادة وأسرعت بالنظر نحو هارولد المبتسم قائلة وهي تتحرك نحوه ) أمازلت تذكر
هز رأسه لها بالإيجاب وانهالت عليها التهاني ففتحت عينيها جيداً عاجزة عن قول شيء قبل أن تقول بابتسامة صادقة
- هذا لطفا منكم
- عام سعيد لكِ ( قال هارولد غامزاً وهو يطبع قبلة على خدها )
- أشكركم حقاً وكان عليكم إعلامي لكُنتُ ارتديت شيئاً مناسباً أكثر
قالت وهي تلمح بنطالها الجينز الأزرق وقميصها السوداء ذات الشيالات الرفيعة
- إليكِ هديتي ( قال أيدي وهو يجذبها للجلوس بجواره )
- ما كان عليك ذلك ( قالت وهي تتناولها منه وتقوم بفتحها قبل أنه تهمس ) آه أدي .. انها جميلة .. يا لكَ من صديق ( أضافت شاكرة وهي تخرج علبة من الألوان الزيتية قبل أن تهتف وهي تمعن النظر بها ) إنها فارغة
فحرك كتفيه مدعي اليأس وقائلاً بحزن
- هذا كلً ما أملكه
- آه أذهب من هنا
قالت ضاحكة قبل أن تتوقف لتختفي ضحكتها ببطء وعينيها تتوقفان على روسكين الذي ينظر إليها من بعيد فعادت ببطء نحو مجموعتها لتبتسم وهارولد يقول
- أما أنا عزيزتي فأقدم لكِ هذه الحفلة صدقيني لقد كلفتني حتى أخر فلسٍ في جيبي
ابتسمت بمرح وانشغلت بتبادل الحديث معهم لتمضي وقتا جميلا برفقتهم .

 دخلت غرفتها بعد إمضاء سهرة ممتعة وهي تفكر بهارولد عليها التقليل من رؤيته فهي تعرفه ينجرف فوراً وراء الأمور اليوم حفل عيد ميلادها وغداً ماذا .. يعود ليكتشف أنه مغرم بها أغلقت باب غرفتها ببطء وعينيها ثابتتان على العلبة الموضوع على سريرها قبل أن تحركهما نحو النافذة التي تتحرك ستائرها بهدوء مع نسمات الهواء فحركت يدها لتشعل ضوء الغرفة قبل أن تتحرك نحو العلبة لتحملها والتفكير باديا عليها لتقترب ببطء من النافذة وتبعد الستائر ناظرة إلى روسكين الجالس بكل استرخاء على جذع الشجرة ناظراً أمامه وبيده مجموعة من الحجارة الصغيرة يحركها بأصابعه
- أنت هنا
بادرته بهدوء شديد فلمحها بنظرة قبل أن يعود إلى ما أمامه ويقوم بقذف أحد الأحجار من يده قائلاً
- لم أستطيع النوم ففكرت بالحضور .. وتمني عام سعيد لك
- هذه منك ( تساءلت وهي تحرك العلبة الكبيرة بعض الشيء بين يديها فهز رأسه بالإيجاب قائلا )
- ارجوا أن تروق لك .. كيف كانت الحفلة
- رائعة .. ما كان عليك ذلك ( اضافت وهي تحدق بالعلبة فتأملها قبل أن يقول )
- هارولد مغرمٌ بكِ ولا شك ( نظرت إليه لتلاقي عينيه المغمقتين قبل أن تقول )
- ما الجديد بالأمر
- لا أعلم لمَا لا تخبريني أنتِ ( نقلت عينيها بعينيه قائلة بهدوء غريب )
- لما حضرت إلى هنا
- ألم أعلمكِ ( تساءل وهو ينظر إليها بابتسامة غير حقيقة فالتمعت عينيها بحزن هامسة )
- أن اليوم عيد ميلادي فلا تفسده علي ( بدا الضيق عليه لقولها فأشار نحو هديته قائلا )
- سأغادر بعد أن تفتحي الهدية
جلست على حافة الشرفة وأخذت يديها تبعدان الأشرطة الورقية الملونة لتفتح العلبة وتحدق بما تحوي لتبدأ ملامحها بالتغير وهي ترى دمية محشوة بداخل العلبة أخرجتها ببطء وقد شعرت وكأن مياهاً ساخنة قد سكبت عليها لتجعل كل خلية بجسدها تلسعها مما دفع روسكين للقول وهو يتابعها
- الم .. تعجبك اعتقدت انك قد ترغين بواحدة جديدة بما انك قمـ ( توقف عن المتابعة وقد رفعت عينيها إليه وهي تهز رأسها بالنفي فضاقت عينيه قبل أن يقول بثقة ) لأني من قدمها
- روسكين ( همست مقاطعة إياه وعينيها ثابتتان على عينيه مستمرة بهدوء شديد ) أنا أكره الدمى المحشوة أكرهها جداً كُنتُ كذلك دائماً ( أمعن النظر بها فأضافت ) كل عام وفي عيد ميلادي ومنذُ ثلاث عشرة عاماً يرسل لي والدي دمية محشوة أن نجحت بدراستي تصلني دمية محشوة أنهيت دراستي ومازالت الدمى تصلني في كل مناسبة حتى حين علمَ أن لوحاتي قد لاقت أقبلاً لدى الناس أرسل لي دمية حسناً أعترف لقد كنتُ أحبها وأنا في الخامسة في السادسة السابعة ولكن بحق الله أنا أضعها أمامي في غرفتي لأذكر دائماً مدى اهتمام والدي بي فلستُ بنظره أكثر من طفلة تريد العب بدميتها وكلما يتذكرها يرسل لها هدية وكأن هذا كل ما أحتاج إليه ( أطبقت شفتيها وقد استرسلت بالحديث أكثر مما تريد وحركت دمية روسكين بيدها قائلة وهي تعيدها الى علبتها دون اكتراث ) أشكرك على كلِ حال
وهمت بالتحرك فأوقفها قائلاً ببطء
- لم أعلم بهذا ( نظرت إليه من جديد لتلتقي عينيه وتشعر بألم يغزوا صدرها بقوة لتلك النظرة المتفهمة في عينيه فأضاف بإصرار ) لم تحدثيني بهذا سابقاً
- لم يكن لديك الوقت .. أعذرني
أسرعت بالإضافة وهي تشعر بالاختناق فوالدها وروسكين لا يختلفان كثيراً هو أيضاً يرسل لها الهداية كلما تذكرها الا يفعل وكأن هذا كان ليعوضها عن وجوده بجوارها
- كان بإمكانك إعلامي بهذا وليس تركي اعتقد انك مغرمة بها ( هزت رأسها بيأس قبل أن تقول )
- ما الذي تفعله هنا هل أصبح لديكَ إجازات كثيرة ألان
- لم أعد مضطراً للحصول على إجازة طويلة الأمد فلمَا لا أحصل على عدت أيام للراحة
- لم يعد هنالك مكان غير ناربون لذلك
- والدي هنا وأنا أفضل قضائها برفقته أم الأمر يزعجكِ أيزعجكِ وجودي
- لن أجيب على هذا
- أنه كذلك إذا ( أجابها والتسلية في عينيه مما جعلها تقول )
- أتجد الأمر مسلياً
- بل مشوق فمازلتِ تكنين لي بعض المشاعر وأنا الذي اعتقدت أنكِ لا مبالية بتاتاً
قضمت شفتها من الداخل ولكن لم تزعج نفسها من أجله تحركت واضعة الصندوق جانبا وأمسكت أطراف النافذة قائلة
- عمتَ مساءً روس
وغلقتها بأحكام وهدلت ستائرها ووقفت عاقدة يديها منتظرة منه قول شيء ولكن لم يصدر منه شيء فتحركت نحو سريرها لتجلس عليه دون استطاعتها الاستلقاء لترفع رأسها ببطء إلى أعلى لتتنفس بعمق محدقة بسقف الغرفة ونفاذ الصبر يتملكها قبل أن تنتفض كل خلية بجسدها وجرس الباب يرن دون توقف فجحظت عينيها بباب غرفتها وأسرعت نحوه لتخرج قبل أن تستيقظ ميغ ولكن الأوان كان قد فات وقد وقفت ميغ خارج غرفتها بذعر محدقة بجويس وهي تقول
- ماذا هناك .. من الطارق .. كم الساعة
- إنها إنها الثانية عشرة
- الثانية عشرة
تمتمت ميغ وهي تسرع بلف روبها حولها وتتحرك لتنزل الأدراج بسرعة وجرس الباب لا يتوقف فتبعتها جويس وهي ترى القلق الذي يدب بها تريد إعلامها أنه روسكين إلا أنها تراجعت وميغ تفتح الباب لتحدق بدهشة بروسكين المغمق الوجه والذي بادرها باقتضاب
- عمتي مساءً
- هل أرثر بخير ما به ماذا حدث ( هز رأسه بالنفي وهو يخطوا الى الداخل قائلاً )
- لا أنه بخير أرجوا المعذرة لإزعاجك بهذا الوقت ( وتعلقت عينيه بجويس التي أصبحت في منتصف الأدراج مستمراً ) أني أبحث عن دواء لألم الرأس بحثت بأرجاء المنزل ولم أجد ففكرت بأن أجد لديكِ الدواء
- ألم .. الرأس .. ( تمتمت ميغ وهي تحدق بظهره قبل أن تنقل نظرها الى جويس التي علقت عينيها به وأغلقت الباب قائلة ببعض ألارتياح ) أجل أن لدينا .. دواء لازالت آلام الرأس
وتحركت متخطية عنه لتصعد الأدراج فقال
- عذراً على إزعاجك مرة أخرى
- لا بأس فـ .. ألم الرأس .. مرهق .. ستحضرهُ لكَ جويس انها تعرف أين الدواء
وتخطت عن جويس لتتابع صعودها وهي تهز رأسها بيأس وتضع يدها على قلبها
- لقد جننتَ حقاً لتفعل كل هذا ( همست بحدة وضيق ما أن اختفت ميغ )
- جننت لا لم أجن بعد ولكن لتعلمي أن إغلاقكي الأبواب في وجهي لن يلاقي عندي بعد ألان التصرف الحسن الذي تعتقدينه
نزلت الأدراج القليلة التي تفصلها عنه بسرعة قائلة بغيظ
- من تظن نفسك لتقحم نفسك بحياتي بهذا الشكل
- لا أحتاج لتقديم نفسي إليك فأنتِ تعرفي جيداً من أكون ( تمتم أمام وجهها فهمست )
- مغرور حتى العظام
- ليكن لا أمانع
- رباه ما الذي تريده مني الم يكفكِ ما حصل حتى الان
- لم يحصل شيء عزيزتي فأنا لم أصل لما وصلتُ إليه حتى الان لاستسلامي بسهولة
- استسلامك أترى أنتَ تتعامل مع كلِ شيء على أنه صفقة عليكَ دائما النجاح بها ولكن لتعلم لستُ صفقة ولن أكون كذلك
- أنتِ تتهميني بأشياء لا وجود لها
- ما هو الا وجود له عدم إخلاصك لي أم غرورك أم معاملتكَ التي لا تطاق أم ثقتكَ الكبيرةَ بنفسك التي تجعلك تعتقد أنك تستطيع امتلاك العالم ليكن ولكن لن تمتلكني
فتح ذراعيه وعينيه جاحظتان بها قائلاً
- يا لسماء أنتِ تحاسبيني بأفعال والدك الا تفعلين أنتِ تعاقبيني أنا بينما ترغبين بمعاقبته
- لا تقحم والدي بحديثنا ليس هو من جعلني عالقة وهائمة في حبه لأجده برفقتي غيري ولأجده لا يصدقني القول ليس هو من أهتم لمحادثته بينما لا يجد لديه الوقت لتبادل الحديث معي ليس هو من كان يهمني ( همست جملتها الأخيرة بصعوبة بالغة وقد آلمها اعترافها له بهذا ومازالت تشعر بأنها بحاجة له وهزت رأسها بالنفي مصرة على أن لا تبعد عينيها المتألمتين عنه وهي تستمر ) حتى لو كُنتُ أثق بكَ ثقة عمياء ووجدتُ صورة قديمة قدم الزمن لك مع فتاة أخرى لنهشتني الغيرة فما بالك عند رؤيتك مع رينا وأنت تدعي انك غير موجود بحق الله هل علي تصديقك
- ماذا افعل لتصدقيني ماذا أفعل أعلميني كم مرة علي الاعتذار عن هذا أقسم بحياتي أني لم أعتذر لأحد من قبل وها أنا أقدم لكِ الاعتذار تلو الأخر دون جدوى أنتِ لا تصغين
- لأنه لا فائدة من ذلك لم يعد لهُ فائدة فما حاجتي به ماذا أفعل به لا قيمة لهُ
- لا قيمة له أذاً ( قاطعها مشدداً على كلماته بغيظ كبير فأكدت )
- أجل لا قيمة لهُ أنتَ حتى الليلة لم تكن تعلم أن كنتُ أحب الدمى أم لا
- وكيف كنتُ لأعرف إنك تكرهينها وأنتِ تقومين بمليء غرفتكِ بها
قاطعها بغضب وهو يشير بيده الى الأعلى فأجابته
- تلكَ الدمى ما هي إلا نقطة في بحر ولما تهتم وأنتَ تعود لناربون لتجد تلك الفتاة الصغيرة التي تروق لك بانتظارك أجل فهي مختلفة وما أن تعود الى حياتك حتى ينتهي أمرها
- هذا اتهام أرفضه أنتِ تسعين لتعقيد الأمور وكأنك تحتاجين لمبرر لتركي فتوقفي عن وضع الوم علي بكل ما حصل لما لم تحدثيني بما كان يجري معكِ الم أكن لأتفادى ما نحن به الان لما فضلتِ التزام الصمت بشأن تلكَ الصور لما لم تعلميني بانزعاجك من زياراتي القليلة الم أكن لأفعل شيئاً بربك أم تعتقدين أني كنتُ الهو لا لم أكن الهو ولقد كنتِ في بداية طريقك واحترمت ذلك وأردتُ لكِ الأفضل كي لا تتهميني بأني السبب بإهمالك لعملك أنتِ تجهلين كيف هو العالم الذي أعمل به أنا بحاجة الى إنسانة متفرغة دائماً لتقف بجواري ولقد أعطيتكِ فرصة حتى تحققي ذاتك قبل أن تتورطين معي لأني أعلم بأن ما أن نتزوج حتى تكون زوجتي مرافقتي الدائمة أتعرفين معنى هذا أرجوا أن تدركِ ما أقوله أرجوا ذلك علكِ حين إذ تدركين سبب عدم إعلان ارتباطنا بشكل رسمي لم أفعل هذا من أجل نفسي بل من أجلك أكنتِ مستعدة لمرافقتي في جميع المناسبات أكنتِ مستعدة لتفرغ لي بشكل كامل وفي أي ساعة لأن هكذا تجري أمروي أعود من السفر فأكتشف أني مدعو وعندما يسألني الجميع لما لم تحضري ماذا أقول لم ترغب حسناً كم من المرات التي لن ترغبي بها كم من المرات التي سيكون لديك بها معرض ما أو عمل أو لوحة كم من المرات ستسرعين لمقابلتي لذهاب الى مناسبة ثم مغادرتي بعدها مباشرة دون أن أستطيع البقاء
نقلت عينيها بعينيه المشتعلتان قبل أن تقول
- رغم ذلك كان عليك سؤالي لا يحق لكَ اتخاذ القرار عني قد أكون ارغب بمشاركتك ذلك كله
هز رأسه بالنفي قائلاً
- لا لم تكون فات تتذمرين من عملي وتأخري دون أن تكوني به حتى كما أن أمر زواجنا كان كل ما يشغلني واعتقدت انك متفهمة لذلك وتعرفين أني اسعي لتقليل من عملي وتنظيم أموري وهذا يعني تدريب رجال وتوظيف آخرون للعمل بمهارة وتنظيم العمل وكان هذا ما أفعله ولكن لا أستطيع القول متى سأنتهي منه فنحن نتحدث عن رؤوس أموال ضخمة هنا لذا لن أعدكِ بشيء لن أفعله
- أنتَ لم تحدثني بهذا من قبل أنتَ حتى لا تحدثني عما تفكر به
- لستُ معتاداً على قول ما لم أفعله
- حسناً الى أن تتعلم المشاركة وتبادل الحديث سأذهب لإحضار دواء الم الرأس لك
وتحركت متخطية عنه لتدخل غرفة الجلوس مما جمده لثانية في مكانه وقد تجمدت عينيه قبل أن يستدير ويتبعها قائلاً ببطء
- أتنهي الحديث بهذا الشكل ( استمرت بالبحث داخل الصيدلية وهي تقول )
- الحديث منتهي منذُ وقت ولا أعلم لماَ عدنا للحديث به .. ماذا تفعل ( أضافت عندما قبضت يده على ذراعها وجذبها نحوه بقوة لتحدق بعينيه بذعر قبل أن تهمس ) روس دع يدي
- تستمتعين بهذا روسكين لارس الذي ترتمي عند قدميه مئات الفتيات تقومين أنتِ بفعل هذا به أنتِ تعلمين أن ما أن أنظر نحو أي فتاة لن تعارض وسيسرها جداً هذا
ابتلعت ريقها بصعوبة قائلة
- إذا فلتذهب اليهن وتدعني وشأني
- ومن قال أني لن أفعل ( وترك يدها بنفور فضمتها إليها وتراجعت للخلف لتصدم بالحائط وهو يقترب منها هامساً بصوتٍ مؤكد وعينيه المشتعلتان تتنقلان بعينيها ) من قال أني لن أستطيع تركك وشأنكِ ( ووضع يده قرب رأسها وهو يستمر وهي تراقبه بكل حواسها ) لستِ أفضل من غيرك بشيء
- بما أنـ .. ك أوضحت رأيك أرى أن تُغادر
قاطعته قائلة وهي تستقيم بظهرها والكبرياء لا يفارق عينيها فأستمر وكأنها لم تقل شيئاً وعينيه التين تحدقان بها وبهذا الشكل تفزعانها
- لا أعلم ما الذي جذبني إليكِ أنتِ من بين المئات ( شهقت بذعر ويده تقبض على فكها وقالت بسرعة )
- أني أحذرك
- تحذريني حسناً أفعلي هيا ماذا ستدعين أني آذيتك أم ستصرخين طالبة النجدة لا بأس أفعلي ما يحلو لكِ
- آه لا لن أقف وأحدثك فأنتَ لا تبدو بوضعٍ طبيعي
- لا أبدو طبيعياً إذا ( أجابها بحدة جعلتها تلتصق أكثر بالحائط رغم رغبتها بالخلاص مما هي به وأستمر ) أجل هذا تبرير مناسب
- من غير الائق أن نتصرف بهذا الشكل لذا أرجوك غادر