انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


السبت، 8 نوفمبر 2014

إدعاءات زائفة 6

- وما كنت لأسمح لك بالابتعاد إنهما بالتأكيد متخاصمان
نظر دانيال إليهما بعينين ناعستان متجاهلا حديثهما وهو يقول
- كم الساعة
- إنها العاشرة صباحا
أجابه ناثان فتحركت ايسي جالسة هي الأخرى والنعاس باديا عليها بينما قالت ميراي
- لقد بحثت في أرجاء المنزل عنكما .. ما الذي تفعلانه هنا
- هذا ما علي معرفته ( قالت برندا وهي تدخل مستمرة ) لما الوحة التي في الممر محطمة والكأس في المطبخ كذلك وأدراجي مفتوحة
أضافت وهي تحدق بأدراجها الخاصة فحركت ايسي يدها نحو دانيال وهي تخفي تثاؤبه انسلت من بين شفتيها قائلة ببطء
- هو من فعل كل هذا أعلمته انه ليس علينا التجول بالمنزل ولكنه من رفض ( فتح دانيال عينيه جيدا محدقا بها فأبعدت الغطاء عنها وتحركت عن السرير مستمرة لبرندا ) اعتذر
لنومي هنا ولكن لم يكن لي الخيار فدانيال رفض الخروج وإحضار المصباح من المخزن وقد كنا قد دخلنا لإحضار بعض الشموع التي يذكر أنه قد رآها هنا ولم يحالفنا الحظ بإيجادها .. اعتذر حقا
- لا عليك فالم يزعجني الأمر
- ارجوا أن تعذروني سأذهب لأغسل وجهي علي استيقظ جيدا
استمرت وهي تغادر بينما ضاقت عيني دانيال التي تتابعانها قبل أن يعود نحو الوجوه المحدقة به بصمت فقال
- ماذا
- هل أنتما متخاصمان ( قالت ميراي فأجابها بحدة )
- وان يكن
- الم تجد وقتا غير هذا ( قالت مستنكرة تصرفه فقال ناثان )
- لم يذهب لإحضار المصباح لابد وانه لم يكن ينوي المشاجرة ما الذي حدث حتى تخاصمتما
- وأوصلكما لغرفتي
أضافت والدته فحرك عينيه بين الوجوه الثلاثة المحدقة به قبل أن يقف قائلا
- لستم جادين حقا توقفوا عن هذا ( وتخطى عنهم مغادرا ) .

- لم أجد بمهارتك بعد ( استدارت وهي تقوم بتمشيط شعرها المبتل محدقة بدانيال الذي دخل الى غرفتها بعد أن استحم وارتدا ملابس جديدة مضيفا ) ماهرة بالانسحاب وترك بمفردي ابرر ما حدث
- كنت محرجة بشدة وكان هذا أول ما خطر لي .. عليك بالتخلص من هذه فاليوم خطبة شقيقتك
أضافت وهي تشير إلى ذقنه التي برزت
- هذا ما سأفعله الان فأنا مغادر وأعلمتني ميراي أنها ترغب بان ترافقيها
- لا أمانع
- ليكن ( قال وهو يهم بالمغادرة مستمرا ) سيقوم شون بإحضارك برفقتي جيني
حركت رأسها موافقة وهي تتبعه بنظرها قبل أن تعود الى المرأة .

- حصدت المزيد من النجاح إذا
قال ماكنز فأجابه دانيال وقد وقفوا في بدلاتهم الرسمية بالصالة المليئة بالمدعوين
- اجل فارتفاع الأسهم في الآونة الأخيرة جاء لمصلحتنا
توقف عن المتابعة وهو يتابع الذين يهمون بالدخول الى الصالة لتتوقف عينيه على ايسي التي ارتدت ثوبها الكحلي ذا الشيالات والذي يضيق عند الصدر بينما تنورته الواسعة ذات الطبقات المتعددة تصل الى ما فوق ركبتيها بقليل فتأملها ببطء من رأسها وقد تركت شعرها منسدل بطبقات جميلة حتى حذائها الذي يليق بثوبها ثم تحرك خطوتين الى الجانب وقد وقف احدهم أمامه ليتابعها وهي تتلفت حولها فقال ماكنز وهو يلاحظ تصرفه
- أهي .. ( هز دانيال رأسه بالإيجاب دون أن يفارق ايسي مما جعل ماكنز يضيف وهو يتابعها ) اليس لديها شقيقة ( وأمام عدم أجابت دانيال عاد نحو ايسي بتفكير واستمر ) أنا جاد أن كان لديها فأنا متفرغ لنخرج سويا
ربت دانيال على كتف شريكة في العمل بابتسامة وتوجها نحوها فهو بالواقع لا يعلم أن كان لها شقيقة أم لا توسعت ابتسامتها عند رؤيته قائلة
- ها أنت كنت ابحث عنك
- أحضركم شون
- اجل .. ميراي وناثان بالداخل هناك .. تليق بك
أضافت بمكر وهي تدعي أنها تقوم بترتيب قبة قميصه وقد رأت جيني تقترب منهما فقال بصوت جذاب
- أنا بشوق لانتهاء الأمسية .. تبدين رائعة
- الست كذلك دائما
- بالتأكيد ولكن اليوم ( أجابها وهو يرفع حاجبيه وعينيه لا تفارقانها ) أنت الأفضل و .. الأجمل
ابتسمت منبهة نفسها انه يقوم بالادعاء فلا حاجة بها الى التوتر بهذا الشكل قدم يده لها لتتأبطها وابتسامة جذابة لا تفارق شفتيه لتتحرك برفقته وينشغلا بالتحدث مع بعض رفاقه قبل أن ينظرا نحو ميراي وناثان الذين دخلا لتبدأ الموسيقى بالعزف فأخذت تتأملهما شاردة قبل أن تشعر بدانيال الذي وقف بجوارها وهو يقدم لها كأسا من العصير فتناولتها شاكرة وهي تتابع ما يجري حولها بانسجام لتنهي عصيرها وتضع الكأس الفارغة بالصينية التي يحملها النادل الذي مر من جوارها قبل أن تنظر نحو دانيال تهم بمحادثته لتتوقف وعينيها تراقبان وجهه وقد اشتدت ملامحة فتابعت نظره ليتوقف على ليليا التي التسقط باوستين وهي تتعمد التدلل في حديثها معه فابتلعت ريقها بصعوبة وهناك غصة قد علقت بحلقها لتعود نحو دانيال ببطء محدقة به انه مازال يهتم بأمرها مهما أنكر ذلك ساءها رؤيته بهذا الشكل فتحركت متعمدة لتقف أمامه قائلة بصوت منخفض
- عليك أن تنسى أمرها أو تعود اليها ( تجمد لوهلة قبل أن ينظر نحوها فأكدت ) ما تفعله بنفسك ليس عدلا أنت تقف في الوسط لا تستطيع تركها وتريد ذلك
- عما تتحدثين ( حركت حاجبيها مشيرة نحو ليليا دون أن تنظر اليها وهي تستمر ) عنها أن الغيرة تآكلك الان
- الغيرة ( تمتم باستنكار فأكدت بجدية )
- اجل أنت لا ترى نفسك كيف تبدو وهي برفقة اوستين بينما أنا أستطيع رؤيتك ورؤية ضيقك وانزعاجك الكبير بهذه اللحظة
التمعت عينيه لتظهر ابتسامة خفيفة على شفته سرعان ما اختفت ولكنها كان لها التأثير الكبير على ملامحه التي ابتعد عنها التجهم وهو يقول
- من المريح أن اعلم انك تشعرين بي أنت بالتأكيد صديقة جيدة ولا تقلقي فلم أتجهم لذلك فالقد اعتدت رؤيتها واوستين
- لا أصدقك ( قالت رافضة إنكاره للأمر فابتسم قائلا وهو يقترب منها أكثر )
- أن ما يزعجني هو أنها ترتدي ملابس كنت قد أهديتها إياها في مناسبة خاصة ( حركت عينيها نحو ليليا التي ماتزال منسجمة بحديث شيق مع اوستين متأملة ثوبها الذهبي الطويل الملتصق بجسدها بشكل جميل بينما أضاف دانيال دون أن تفارق عينيه وجه ايسي التي عادت نحوه ) حتى إنها لم تغفل أدق التفاصيل فقد كنت أحب أن تقوم برفع شعرها بهذا الشكل فهو يليق بها
- الا تعتقد انك تبالغ وهي فعلت ذلك لأنه يروق لها و
- قد أكون .. أفضل أن أكون أبالغ على أن تكون ماتزال تحاول ولم تيأس مني بعد برغم كل مجهودي لإفهامها أن ما بيننا قد أنتهى أن محاولتها تسبب لي الضيق .. ماذا ( تساءل لظهور عدم التصديق في عينيها مستمرا ) لا تصدقيني ( هزت رأسها موافقة فحرك يده متناولا هاتفه وهو يقول ) قولي لا ينبع من غروري فانا اعلم ما أقوله ( وقدم لها هاتفه مستمرا ) سأدعك تعبثين به قد تصدقيني
تناولت هاتفه منه بحيرة بينما تحرك مبتعدا تابعته وهو يبتعد قبل أن تبتسم محيية فرانسيس وهي تخفي هاتفه بين طيات ثوبها لتتعمد الانسحاب بعيدا عن الضوضاء تلى أخر الصالة ففضولها كبير لتعلم ماذا عني بذلك جلست على أحدى الطاولات الفارغة لتحدق بهاتفه وبأسماء الأشخاص الذين يتصلوا به قبل أن تثبت عينيها على عدة اتصالات من ليليا له وتاريخها ليس بالبعيد ولكن أيا منها لم يتم الرد عليه فتوجهت نحو قائمة الرسائل لتظهر لها رسالة حديثة منها فقامت بفتحها لتقرأ الكلمات القليلة المكتوبة بها ( لما لا تجيب على اتصالي هلا فعلت أنا بحاجة ماسة لمكالمتك ) أغلقت الرسالة محدقة بعدة رسائل أقدم باسم ليليا قبل أن تقوم بفتح إحداها ( هل أنت جاد بعلاقتك لم اعتقد انك كذلك هل نسيت ما كان بيننا هل استطعت أنا لم افعل لا أصدق انك جاد ) حسنا هناك رسائل بشأنها عليها الاعتراف أن الفضول يأكلها فعادت لفتح واحدة جديدة ( لتشاهد بها صورة لقلب ) فأغلقت الرسالة وحدقت أمامها إنها لم تيأس منه بعد برغم فضولها لرؤية المزيد الا أنها لم تفعل فالقد ساءها ما قراءته حتى الان الجيد بالأمر انه لا يستجيب لمحاولاتها فلم يراسلها برغم كم الرسائل الموجودة بهاتفه عادت بأدراجها وأخذت تنظر بين المدعوين علها تراه فوجدته يقف برفقة بعض رفاقه وما أن رآها حتى اعتذر منهم واقترب منها قائلا
- عدتي بسرعة ( قدمت هاتفه له قائلة )
- ما كان عليك إثبات شيئا لي
- لم أمانع .. هل يقنعك هذا
حركت كتفيها قائلة دون اكتراث وهي تحدق بالراقصين
- لا يهم أن فعلت أم لا
- بل هو كذلك ( عقصت طرف شفتها للمسها الصدق بقوله قبل أن تنظر اليه فاستمر ) لقد كنت في السابق استجيب لبعض اتصالاتها ولكن بعد ذلك النهار الذي رأتني به والدتي لم اعد افعل والفضل لك بهذا
- سعيدة أني استطعت إفادتك ( قالت ببطء وتفكير قبل أن تضيف ) اعتقدت أن أمورها واستون لم تعد على مايرام
- انه مغرم بها منذ حضورها للعيش هنا
- أنت تعلم هذا
- اجل وأنا واثق أنها تستغله فقط لمحاولة أثارت غيرتي لاني اعلم هذا
- يا له من أحمق لقد قالت بوضح تام أنها ليست جادة بأمره
تمتمت وهي تحدق بشون الذي قال وهو يقترب منهما
- عليك بالرقص هنا هيا
وجذبها من يدها فتحركت معه لتراقصه وهي تبتسم قبل أن تراقص عددا من الأشخاص الذين لا تعرفهم ولكن الأمر كان مرحا والجميع يرقص تجاهلت تجهم جيني التي تراقبها بعد أن عادت لمراقصة شون من جديد الى أن هدئت الموسيقى ليرقص الخطيبان على أنغام هادئة فانسحب الراقصون تاركين الساحة فارغة للخطيبين وقد خففوا الإضاءة مما جعل جوا من الرومانسية يحيط المكان بينما وقفة ايسي تتأملهما بسعادة فهما سيكونان زوجان رائعان دون شك رقت ملامح وجهها للانسجام التام الظاهر بين ميراي وناثان فمن الجميل أن يجد المرء شريك حياته والأجمل أن يكونا مغرمان حبست أنفاسها لوهلة دون أن تجرؤ على إخراجها وهي تشعر بيدين انسلتا حول خصرها لتسمع صوت دانيال الذي وقف خلفها محتضنا إياها وعينيه لا تفارقان شقيقته وناثان
- أنا احسدهما ( ونظر تليها مستمرا بينما رفعت رأسها نحوه بجمود تام ) متى سيحين دورنا
تزاحمت الكلمات عند شفتيها فضمتهما بقوة وهي ترى ليليا تقف مجاورة لها برغم ذلك لم تقل رغبتها بالطالب منه بالتوقف عن التودد لها بهذا الشكل فحاولت تمالك نفسها وعادت برأسها الى ما أمامها وهي تحاول التنفس لتشعر بذقنه الذي لامس شعرها فهمست
- أنت مدين لي ( أخفى ابتسامة كادت تطل على شفتيه وهو يهمس )
- اولست كذلك منذ عرفتك
ثبتت عينيها على الراقصين الذين بدأ بالانضمام لميراي وناثان بالرقص فتحركت مستديرة نحوه قائلة بابتسامة مرحة ودلال متعمد وهي تتراجع بخطواتها الى الخلف وتسحبه من يده
- لنرقص
- لنفعل ( ما أن وضعت يدها على كتفه ليرقصا حتى أسرعت بالقول )
- أن لم تقتنع بأننا على وئام بعد هذا اليوم فليست مشكلتي لقد اكتفيت
- أتعلمين لم اعد اهتم أن تفعل أم لا فالقد اكتفيت بدوري أيضا
فاجئها قوله لذا قالت ببطء
- هذا جيد ..ارجوا أن تكون صادقا
- أنا كذلك
- ستعلم والديك بانفصالنا إذا
- سأفعل ولكن احتاج الى بعض الوقت لفعل ذلك .. هل تطفلت على احد صديقاتك لإحضار هذا الثوب
تسائل متعمدا مما جعلها تقول باستنكار رغم صوتها الرقيق
- الا أستطيع امتلاك واحدا كهذا
- لا أعتقد عزيزتي
- لست معدومة حقا كما تتخيل
- أنت من أحضره إذا اعتقدت انه من الطبيب
نقلت عينيها بعينيه محاولة إدراك الى ماذا يسعى ولما يحاول أثارت غضبها الان قبل أن تقول
- هل سعى احد يوما لتعريفك بفتاة ما
- بالتأكيد
- هذا بالتحديد ما حصل معي انه موعدا مدبر من صديقتي ولم ارفض مبادرتها ولما افعل فانا متفرغة
- وهل .. نجح الأمر هل أنتما على وئام
- لقد كان أول مرة أراه بها ذاك النهار الذي رأيتني به لذا مازلت اجهل أن كان الأمر ناجحا أم لا ( قالت كاذبة )
- هل يروق لك ( صمتت لوهلة فظهرت ابتسامة على شفتيه وهو يقول ) لا يبدو الأمر كذلك ( وأمام عينيها المستغربتين أضاف ) لو كان كذلك لما ترددت بالإجابة
- لم أتردد كنت على وشك إعلامك أن لا شأن لك
- تقولين ذلك بعد كل الذي مررنا به وأنا الذي اعتبرك صديقة لي
توقفت الموسيقى الهادئة لتعود الأضواء لتبقى عينيها معلقتين بعينيه بصمت قبل ان يسيرا مبتعدين عن الراقصين وهي تفكر بكلمات دانيال الأخيرة لا لا تعتقد أن هناك أملا لهذه الصداقة اجل فمن الجنون أن تدعي صداقته لا بتأكيد لن تفعل ربما إقرارها بهذا قد جعل شعورها بعدم الراحة لما تفعله يزداد الا أنها حاولت تجاهل ذلك والاستمتاع بباقي الحفل فبقيت مرحة ورقصة من جديد مع والد دانيال وراقصة ثيو بمرح اخذ دانيال يتابعها وهو يبتسم قبل أن يتقدم منها ليرقصا معا
- أنا حقا أحب تلك الفتاة ( قالت برندا وهي تراقب دانيال وايسي وهما يرقصان بمرح مستمرة لشون وجيني الواقفان بجوارها ) إنها تجعله مبتسم ومسترخي ومزاجه جيد الستما معي
- أنا كذلك إنها تروق لي كثيرا آه ( أضاف شون وقد قامت جيني بالدوس على قدمه لقوله فأضاف معترضا على تصرفها ) اعني كزوجة شقيقي ما بالك
- لا تروق لي ( تمتمت دون صوت له فعقد حاجبيه وعاد بنظره نحو والدته قائلا )
- أنا سعيد من أجله لا اعتقد انه سيجد واحدة تناسبه أكثر منها .

- كانت سهرة ممتعة ( قالت ايسي وهم يدخلون الى المنزل فأجابتها برندا )
- كان عليكما الموافقة على تناول العشاء برفقتهم
- سنغادر باكرا لذا علينا الراحة فلم نحصل على ليلة هانئا بالأمس
حركت ايسي رأسها موافقة قول دانيال قبل أن تقول وهي تهم بالانسحاب نحو غرفتها
- اجل ارجوا أن تعذروني .. تصبحون على ( توقفت عن المتابعة وأصابع دانيال تتشابك مع أصابع يدها مانعا إياها من متابعة السير فنظرت إليه بحيرة من تصرفه فخطى نحوها قائلا بكسل ) الن تتمني لي ليلة هنيئة
- ليس أمام والديك كن فتى عاقلا
تمتمت بدلال متعمد وهي تتراجع عنه مستمرة لبرندا التي ابتسمت وستيفن
- عمتما مساء
وتحركت نحو غرفتها بينما تابعها دانيال وابتسامة خفيفة تداعب شفتيه مما جعل والدته تقول وهي تتخطي عنه
- عليكما إعلان ارتباطكما رسميا .. فكرا بالأمر لما لا تفعلان .. ألن تأتي
أضافت لزوجها أمام عدم أجابت دانيال فهز ستيفن رأسه بالنفي قائلا
- سابقي قليلا برفقت دانيال .

- هل لديك شقيقات
حركت نظرها عن نافذة السيارة نحوه وقد غادروا في الصباح الباكر منزل والديه قائلة لسؤاله
- هل ترغب بان أعرفك بإحداهن
- ليس أنا بل شريكي بالعمل
- لا ليس لدي .. أنا وحيدة والداي
- لا لست كذلك
- وما الذي تعلمه أنت
- اليس لك شقيق كنت تركضين برفقته في الحقول .. ماذا يعمل
- لقد رأيت عدة مكالمات من يوهانس فولدرو في هاتفك عندما أعطيتني إياه أمس هل علاقتك به مقربة
- لما ( تسائل ببطء دون أن يفته تجاهلها إجابته فقالت )
- مجرد فضول
- انه يستثمر بعض المال لدي .. لا تعلميني برغبتك بمقابلته حقا
- لما لا افعل
- لست أول واحدة تطلب مني هذا عند معرفتها أني على معرفة بمخرج قدير مثل يوهانس واجابتي ستكون لا
- الا تستطيع أن تقدم لي هذه الخدمة حقا ارغب بمقابلته
- أترغبين بإقناعه انك تجدين التمثيل
- اجل وقد أجد فرصة مناسبة لتغير مهنتي
- لا أنصحك بذلك فلن يسرك ما ستسمعينه فابقي بتصميم المنازل أنت تجدين هذا على الأقل
- شكرا لك لتحطيم أحلامي
- أحاول انقاذك من التعرض للسخرية ( التمعت عينيها بوميض قبل أن تقول )
- لم اعتقد أني سيئة لتلك الدرجة لقد اعتقدت دائما أني أجيد التمثيل لا يحق لك اتهامي بعكس هذا خاصة وأنا ادعي أني صديقتك بنجاح
- ان كان احمرار خديك عندما تحرجين أو توترك أن حاولت التودد إليك يعد تمثيلا ناجحا فهنا لن أقول شيئا
- آه هذا ليس صحيحا ( أسرعت بإنكار قوله فاكتفى برفع حاجبيه لها رافضا إظهار الابتسامة التي تداعب شفتيه مما جعلها تقول وهو يوقف السيارة أمام شقتها ) أتعلم .. أنا سعيدة لتخلص منك أخيرا .. ولا تحاول الاتصال بي مجددا ( أضافت وهي تتناول حقيبتها من الخلف مستمرة وهي تغادر السيارة ) لا ارغب بان اكذب أكثر من ذلك على والديك .. وداعا
أضافت بثقة وهي تغلق الباب مبتعدة بينما تابعها والتفكير باديا عليه قبل أن يعود برأسه نحو مقعدها وهو يسمع رنين هاتفها الذي سقط منها دون أن تشعر فتناوله محدقا باسم خالتها .

وضعت حقيبتها جانبا وهي تمد يدها نحو جيبها الخلفي وهي تسمع صوت هاتفها الذي يرن قبل أن تنظر نحو الباب الذي طرق وتناها لها صوت دانيال وهو يقول
- لحظة أحاول إيصال الهاتف لها .. نسيت هاتفها معي .. اجل .. يسرني ذلك .. بالتأكيد ولما لا
تحركت نحو الباب لتفتحه بسرعة وتتناول هاتفها منه وهو يتابع حديثه مما جعله يقول معترضا
- أني أحدث خالتك
- أجننت ( تمتمت دون صوت وهي تضع الهاتف على أذنها قائلة )
- اجل خالتي
- ها أنتِ كنت قد بدأت اقلق إنها المرة الثالثة التي أعيد بها الاتصال
- اجل لقد وقع مني الهاتف واحضره ( حدقت بدانيال الذي يلمح الشقة بنظرة شاملة مضيفة ) لي الان
- اليس من تواعدينه
- لا لا أواعد أحدا
- لما تخفين ذلك تعلمين أني أدعمك مهما كان
- لا خالتي هناك سوء فهم ( حدق دانيال بها مشيرا الى نفسه وهو يقول )
- سوء فهم ( فتحت مقلتيها محدجة إياه بنظرة وهي تقول )
- اجل فالست أواعد أحدا
- لا تصدقيها ( قال دانيال مما جعلها تقترب منه لتضع يدها على صدره وتدفعه الى الخلف ليغادر وهي تقول )
- لا اخفي شيئا صدقا انه جوناثان الا تذكرين العامل الذي يرافقني دائما شقيق روز .. هيا غادر
أضافت وهي تغلق السماعة بيدها كي لا تسمع خالتها
- بالنسبة لعملك فبيتك يعد رثا ويفتقر الى الذوق
- شكرا لك لم أغير به شيئا فهكذا اشتريته عندما انتهي من أقساطه سأفكر بالبدء بوضع لمساتي والان احتاج الى بعض الخصوصية لأحدث خالتي
- انقلي تحياتي لها لن تفعلي اليس كذلك ( أضاف وهو يقترب منها ليميل برأسه لجوار الهاتف وهو يقول ) يسرني تلبية دعوتك بالتأكيد
- أي دعوة ( هامسة بذعر وهي تتراجع عنه )
- لقد دعتني لتعرف بي ولما لا
أجابها وهو يستدير مغادرا وملوحا بيده مما جعل أنفاسها تتوقف لتبعد يدها ببطء عن السماعة قائلة بشكل الي
- ماذا كنت تقولين .

- ماذا لديك اليوم
تساءلت تينا وهي تسير بجوارها في ممر الشركة فقالت وهي مشغولة بكتابة بعض الملاحظات على الدفتر بيدها
- اتصلت شاريل ترغب بان تعد غرفة لطفلها القادم
- شاريل التي حضرنا حفل زفافها
- اجل سترزق قريبا بفتاة صغيرة لذا أفكر بالفراشات والأزهار
- سيكون هذا جميلا .. لابد وانه عميل مهم ( نظرت الى تينا التي قالت ذلك قبل أن تنظر نحو دانيال الذي وقف برفقة فاليري وتينا تضيف ) كلما حضر تستقبله بنفسها كما أنها اصطحبته بجولة في أنحاء الشركة في الزيارة السابقة عندما كنت تعملين عند براد .. انه السيد المضطرب اليس كذلك
عادت نحو دفترها محاولة تجاهل خفقات قلبها المفاجئة والتي لم تعهدها مستمرة بكتابة ملاحظاتها قائلة
- اجل انه هو كما انه يملك أسهما بالشركة
- هذا هو الأمر إذا
تمتمت تينا بتفكير بينما حاولت ايسي الادعاء بانشغالها بما بين يدها وهما تقتربان منهما وما كادت تهم بالتخطي عنهم حتى تجمدت في مكانها وقد خطى دانيال للخلف خطوة واحدة ليقف أمامها مانعا إياها من تخطيه تصرفه جعل عينيها تلتقيان بعينه المغمقتان ووجهه ذي الملامح الجادة لم يسعفها لأول وهلة وهو يقول
- الم يكن بيننا موعد ( بدا الهلع بعينيها وشعرت بنفسها على وشك الإصابة بنوبة قلبية لا لا يجرؤ على فعل هذا هنا وأمام زملائها بالعمل بدت الحيرة على فاليري وعدم الفهم على تينا بينما أضاف بذات الأسلوب أمام جمودها التام ولاستنكار البادي بعينيها ) أعلمتك حال عودتي من السفر سأقوم بازالت الجدار في غرفة المعيشة
أغمضة عينيها ببطء شديد متمالكة نفسها لتفتحهما محدقة به وهي تقول
- كنت بانتظار اتصالك لنبدأ العمل به
- لقد طلبت من مساعدي أن يفعل الم يتصل
- لا
قالت بصوت واثق فبقيت عينيه ثابتة على عينيها لجزء من الثانية قبل أن ينظر نحو فاليري قائلا
- ليس لدي الوقت الكثير وأريد الانتهاء منها سريعا لذا ( وعاد نحو ايسي مستمرا ) ليكن بالغد ( ونظر نحو ساعته مستمرا وهو يعود نحو فاليري ) علي المغادرة الان فلدي اجتماع مع ماكينز
وتحرك متخطي عنها وعن تينا فرافقته فاليري وهي تتحدث بينما بقيت ايسي متجمدة في مكانها قبل أن تحرك رأسها نحوه محدقة بظهره بغيظ غيظ عميق
- كنت استلطفه من بعيد ولكن الان لا اعلم لا يبدو لطيفا دائما أصحاب الأموال يعتقدون نفسهم شيئا كثير ( تحركت ايسي نحو مكتبها لتدخله متجاهلة قول تينا التي تابعتها قائلة ) نسيت اعلامك ان لدى شقيقي صديق قد يستطيع تدبر موع
- لا تفعلي فالقد اكتفيت
- الم تعودي ت
- في الوقت الحاضر علي التخلص من بعض الأمور لا توريط نفسي أكثر .

رفضت إبعاد إصبعها عن جرس الباب في صباح اليوم التالي الا بعد أن فتح دانيال الباب محدقا بها بذهول قبل النظر نحو ساعته قائلا باستنكار
- إنها السادسة صباحا
- علينا البدء باكرا للانتهاء باكرا
أجابته وهي تشير بيدها للعمال للإسراع بنقل المعدات للداخل
- عمت صباحا
تمتم جوناثان باقتضاب وهو يهم بالدخول فابتعد دانيال الى الخلف سامحا للعمال بالدخول وهو يتابعهم بعدم تصديق لتدخل بدورها قائلة
- سنحاول أن نكون هادئين ولا نزعجك
- لقد وصلت الى المنزل في الثانية صباحا ناهيك عن أني لم أنام فورا هل كنت تحلمين بي حتى تأتي بهذا الوقت الباكر
- اجل لقد كنت افعل
تمتمت بغيظ وهي تتخطي عنه نحو الغرفة التي اجتمع بها العمال وبدئوا بوضع الأثاث الذي بها في زاويتها فتبعها لينقل عينيه بينهم بعدم تصديق قبل أن يستدير مغادرا الغرفة فتقدمت من العمال قائلة
- لنبدأ بهدم الجدار من هنا الى هنا
- مازلت اعتقد أننا حضرنا باكرا
- لا عليك جوناثان فهو لن يمانع وان رغبتم سأساعدكم بهدمه أيضا
قالت وهي تمسك الفأس الخاص وتتحرك نحو الحائط لتوجهه نحوه مصدرة صوتا قويا مما جعل جوناثان يقترب منها ليأخذه قائلا
- لا عليك سنفعل هذا نحن .. هل أنت بخير
- ولما لا أكون
- لا اعلم تبدين ..
- كيف أبدو
- بمزاج سيء
- لا ( رافع حاجبيه لقولها فأكدت وهي تبتعد عنه ) لن أكون أفضل من ذلك هيا ابدئوا لان بهدمه
أضافت وهي تمسك صندوق المعدات لترفعه عن الأرض قبل أن تتركه ليرتطم بالأرض مصدرا بعض الضجيج مما جعل العمال يتبادلون النظرات بحيرة .

نظرت نحو ساعتها وقد مضى على وجودهم ساعة كاملة ولم يظهر دانيال مما أثار فضولها كان عليه الظهور والتذمر مما يفعلون لما لا يظهر بداء الفضول يأكلها لذا تحركت مغادرة الغرفة لتسير بالممر قبل أن تدخل الى المطبخ لتراه جالسا على المقعد المرتفع وقد احتضنت يديه وجهه المحدق أمامه بشرود والنعاس بادي عليه وأمامه كوبا من القهوة
- أنت هنا اعتقدت انك عدت لنوم
حرك مقلتيه نحوها دون أن يحرك وجهه متابعا إياها وهي تصبح أمامه مستمرة وهي تحدق بكوب القهوة
- يا لك من محظوظ لم يتسنى لنا تناول الإفطار ما بالك بكوبا من القهوة
- تستطيعين أن تكوني مزعجة بقدرا كبير لم أتخيله حتى
- أنت عديم الياقة الا ترى كم من الصعب علينا الحضور باكرا لإنهاء ما تريده ورغم ذلك فعلنا
- لم أكن أفكر بالساعة السادسة صباحا بكل تأكيد
- لقد أكدت علي فاليري أن انهي العمل الذي تريده بأسرع ما يكون مع مراعاة انك زبون مهم ( كانت تستمر بسخرية وغيظ كتمته في قلبها ) لابد وان لك تأثير ساحر عليها فبعد مغادرتك أسرعت بالحضور الي لتوجه لي كوما من الاتهامات بالإهمال
- أنت لا تحبينها حقا ( قال مستمتعا وهو يشعر بضيقها ومستمرا ) ولكن لا اعلم لماذا إنها تروق لي سيدة أعمال ناجحة وتدير عملها على أكمل وجه
- وكيف لا وانتما متشابها جدا
قالت وهي تلمح تلك النظرة الماكرة التي تطل من عينيه أه انه يحاول استفزازها ويبدو مسرورا بذلك استدارت عنه وتحركت نحو ثلاجته فقال وهو يتابعها
- لو قمت بالرد على هاتفك عند اتصالي لما كنا نتحدث بهذا الان لما لا تجيبي على اتصالاتي
- لاني لا اريد
- لما
- ولما افعل لقد انتهينا ولن اعود لتكرار الامر لذا لا تتصل بي
- لا تشعري بأي حرج فلتعتبري المنزل منزلك ( قال لفتحتها الثلاجة محدقة بما بها مما جعله يضيف ) عليك الرد على اتصالاتي حتى لا تجبريني على تكرار هذا
- ولما افعل لما تتصل بي
- لأعلمك أن النقود التي أرسلتها قد وصلتني
نظرت اليه من فوق كتفها قبل أن تعود نحو الثلاجة وهي تقول
- اعلم أنها قد وصلتك
- لما أرسلتها
- لان تكاليف المنتجع لم تكن من ضمن اتفاقنا .. هذا مناسب وهذا لا ( أضافت وهي تخرج بعض الطعام الصالح لعمل شطائر وتغلق الثلاجة مستمرة وهي تتلفت حولها ) علينا تناول الإفطار لذا سأعد بعض الشطائر أين هو الخبز
- خلفك ( استدارت متناولة الخبز وعادت لتتساءل وهي تفتح الأدراج ) أين أجد السكاكين
- إنها أمامك ( تناولت احد السكاكين الموضوعة بالعلبة الخشبية أمامها لتضيف )
- الا يوجد لديك طعام أخر يصلح لشطائر
بقيت عينيه ثابتة عليها قبل أن يتحرك ليقف خلفها ويفتح الخزانة العلوية ويتناول منها بعض المعلبات ليضعها أمامها قائلا
- تستطيعين استعمال هذه
- هذا لطفا منك ( قالت بتصنع وهي تتناول السكين وتبدأ بتقسيم الطماطم لتهمس بصعوبة فجأة باسمه مما جعله ينظر اليها من فوق كتفه وقد كان يتناول المربى من الخزانة وأمام عدم قولها لشيء هم بالحديث ليفاجئ بها تترنح فأسرع بالاستدارة محاولا إمساكها قبل أن تصل الأرض مغشيا عليها ليسقط رأسها على ذراعه فأخذا ينادي باسمها ويده تطرق على وجهها متفاجئا فأسرع بوضع يده الأخرى تحت ساقيها ليحملها نحو غرفة الجلوس ويمددها على المقعد المزدوج ليقترب جوناثان من باب الغرفة وهو يلمح دانيال يحملها ليسرع نحوهما قائلا
- ما بها
- لا اعلم لقد فقدت وعيها فجأة
تعلقت عيني جوناثان بيدها وقد أخذت قطرات الدماء تسقط من احد أصابعها فأسرع برفع يدها مما شد انتباه دانيال وهو يقول
- لقد جرحت نفسها هلا أمسكتها لحظة
تناول دانيال يدها بينما أسرع جوناثان ليحضر صندوق الإسعاف الذي معهم ويقترب منه فقال دانيال باهتمام
- لقد كانت تعد شطائر للإفطار
تناول جوناثان يدها وهو يقول بينما تحرك دانيال للوقوف بجواره
- إنها تفقد وعيها كلما رأت الدماء
- أنت جاد
هذا كل ما استطاع قوله وعدم التصديق باديا عليه فأضاف جوناثان وهو مشغول بتضميد إصبعها
- إنها تعاني من صدمة عصبية منذ حادث سير تعرضت له فقد بقيت غارقة بدماء شقيقها الذي نزف بجوارها حتى فارق الحياة
بقيت عيني دانيال ثابتتان على جوناثان بعد قوله فالقد حدثته عن تلك الحادثة ولكنها لم تذكر شقيقها حرك عينيه نحو وجهها وهو يقول
- تبدو على معرفة جيدة بها هل يتخطى الأمر علاقة العمل
أعاد جوناثان الإغراض الى صندوق الإسعاف وهو يقول
- لقد كانت تتابع علاجها في نفس الفترة التي كانت شقيقتي تفعل ذلك لكسر تعرضت له في ساقها .. كما أنها من أمن لي هذا العمل بالعادة تستيقظ بمفردها
- بالعادة ( تمتم دون استيعاب مضيفا ) يتكرر معها هذا دائما
- حدث مرة وأنا برفقتها لذا أجنبها رؤية أي إصابة قد نتعرض لها نحن العاملين برفقتها ارجوا ان لا تمانع
أضاف وهو يشير لها فهز دانيال رأسه له بالنفي قائلا
- لا بأس
تحرك جوناثان ليعود الى عمله لينظر نحو دانيال من جديد قبل أن يختفي داخل الغرفة وهو واثق أن سبب مزاج ايسي هذا الرجل فليست اجتماعية بالعادة مع زبائنها بينما هنا لم تتوقف عن مجادلته عند دخولهم وذهبت لتعد لهم الإفطار في مطبخه وهي لا تفعل هذا بالعادة لابد وان أمرا ما يجري .

جلس دانيال على المقعد أمامها والحيرة والفضول باد عليه وسرعان ما أعاد الجدية لملامحه وهو يراها تتحرك قبل أن تفتح عينيها محدقة به بتشوش لتعود لإغماضهما
- لقد وقعتي في شر أعمالك ( فتحت عينيها من جديد محدقة بدانيال قبل أن تجبر نفسها على التحرك والجلوس وهو يضيف ) حضورك باكرا لم يكن لصالحك ( حدقت بإصبعها المضمد وقبل أن تتساءل استمر ) عاملك صاحب العضلات المفتولة من قام بذلك ( عقدت حاجبيها محدقة به فاستمر ) هل بقيت طوال الليل تفكرين كيف ستنتقمين مني
- لا يحق لك إقحام عملي وعليك شكري وليس التسبب لي بالمشاكل ( تمتمت بضيق فقال )
- كل ما أردته هدم ذلك الجدار
- لا أصدقك ( قاطعته وتحركت لتقف وهي تستمر ) لم احظي بليلة جيدة والفضل يعود لك بهذا حتى إفطاري لم أتناوله ( وأضافت بصوت اقل حده وهي تتحرك عائدة نحو المطبخ ) ومن الطبيعي أن ينخفض ضغطي بهذا الشكل
رفع حاجبيه لقولها قبل أن يتحرك نحو المطبخ قائلا
- لا تحسبي حسابي فأنا مغادر
- لم أكن لأفعل
أجابته وهي منهمكة بما أمامها محاولة تجاهله بقدر الإمكان فقد كان فقدها للوعي أمرا مخزي الن تستطيع تخطي الأمر لما لا تفعل لم تكن هكذا قبل الحادث لقد حصلت على كل ما تحتاج اليه من علاج وزيارات لطبيبتها النفسية وغيرها وكلما اعتقدت أنها تخطت الأمر تجد أنها لم تفعل لمحة باب المطبخ لتجده فارغا فعادت لإكمال شطائرها قبل أن تحملهم وتتوجه نحو العمال الثلاثة الذين رحبوا ببادرتها قبل أن يتساءل جوناثان
- هل أنت بخير
- اجل
- أن رغبتي بالحصول على استراحة فسنتابع العمل نحن
- لا باس أنا بخير سأحدد قياس الباب الزجاجي قالت وهي تقترب من الحائط وتنشغل بأخذي القياسات التي تحتاجها ليطل دانيال وقد ارتدا ملابسه قائلا
- أن احتجتم الى شيء فلتتصلوا بي
هز جوناثان رأسه له موافقا بينما بقيت ايسي تدعي انشغالها بما تفعل فلمحها بنظرة خاطفة قبل أن يغادر لتتعمد دفع العمال للعمل بأسرع ما يمكنهم حتى ينتهوا فما كادت تصبح السابعة حتى كانوا قد انتهوا من تركيب الباب الزجاجي مما جعلها تتنفس الصعداء فهو لم يظهر طوال النهار وهذا جيد بل جيد جدا همسة لنفسها بعناد لتأكيد أنها لم تأبه لذلك وهي ترفع هاتفها الذي يرن محدقة باسم دانيال لتتنفس بعمق قبل أن تبادره فورا
- نحن على وشك الانتهاء والمغادرة
- اجل عزيزتي ( رفعت حاجبيها لقوله الهادئ وقبل أن تستطع التحدث استمر ) احتاج الى نصف ساعة للوصول هل احضر معي العشاء
- نحن على وشك المغ هل بجوارك احد ( تساءلت لتصرفه فقال باقتضاب )
- اجل لدي مفاجئة لن تحزري من معي
- شقيقتك
- لا
- احد والديك
- الاثنين معا
- لست جادا
- إنهم يرسلون تحياتهم لك أحضر العشاء معي إذا
- انتظر قليلا لم نتفق على هذا
- كل ما تريدين اوليس هذا ما افعله بالعادة
- دعني أفكر بالأمر
- لا وقت عزيزتي فالمطعم أمامي
- ستدفع اجار الشهر القادم لشقة وان تكرر هذا ستدفع الشهر الذي يليه أيضا
- اليس هذا كثيرا إننا ثلاث أشخاص فقط
- لا ليس كثيرا فأنت تقوم باستغلالي
- اليس العكس هو الصحيح
- هذا ما لدي وستكتب لي الشيك فور وصولك الى هنا
- اعتقدت أن هناك ثقة بيننا .. فانا سأختار ما سنتناول
- لا لأثق بك
- حسنا كما تريدين أمهليني نصف ساعة فقط وداعا
أغلقت الخط بغيظ فلم يعد الأمر ممتعا إنها تود والديه ولا ترغب بالاستمرار بهذا الادعاء نظرت الى نفسها بنظرة سريعة ثيابها مغبرة وهي متعبة وحقا ليست بوضع نفسي جيد اليوم كما انها مدعوة لتناول العشاء عند خالتها
- سنغادر ( قال جوناثان والعمال يغادرون بعد أن انهوا تحميل المعدات في السيارة ) أترغبين بأن انتظر معك حتى قدوم صاحب المنزل
- لا لا باس فهو على وصول حدثني الان .. أوصل تحياتي لروز
تمتمت وهي تنفض بنطالها الجينز لتغلق الباب خلفهم ثم تتجه نحو الحمام لتغسل وجهها ويديها جيدا ثم تحل ربطت شعرها لتسرحه بيدها .

- ماذا فعلتم هنا ( قالت برندا وهم يدخلون غرفة الجلوس بينما كانت أيسي تتأمل الكتب الموضوعة على الرف أمامها لتضيف برندا لرؤيتها وهي تقترب منها محتضنة اياها ) عزيزتي سعيدة برؤيتك
- وأنا كذلك يا لها من مفاجئة جميلة ( وابتعدت عن برندا مرحبة بستيفن ومستمرة ) عليكما دائما مفاجئتنا اليس كذلك عزيزي
أضافت لدانيال الذي هز رأسه لها بالإيجاب والضيق بادي عليه رغم محاولته إخفائه فاقتربت منه مضيفة وهي تتناول كيسا من الأكياس التي يحملها
- استريحا بينما نعد العشاء ( تبعها نحو المطبخ ليبادرها فور دخولهما بصوت منخفض )
- لا تستطيعين أبدا عدم استغلال الأمر
- أعلمتك أن تنهي ما بيننا أنت الذي يصر على ذلك
- لم اكن اعلم بقدومهم كما أني لا أستطيع إعلامهما أننا انفصلنا هذا ليس بالوقت المناسب ماذا أقول لهم انك تخليتي عني بذلك أعود لنقطة البداية
أخذت تفتح الأكياس وتضع ما بها بالأطباق وهي تقول بصوت هامس وبضيق واضح
- لتتخلى عني أنت إذا
- وأكون الشخص السيئ الذي استغلك لينسى خطيبته
وضعت أحد الأكياس بين يديه قائلة
- الست كذلك
- ليس عليهما معرفة هذا ( أجابها وبدء يفرغ المقبلات في الأطباق وهي تتمتم )
- حقا وتتهمني أني مستغلة وأنت لا تختلف عني بشيء أين الشيك أن لم تكتبه حتى الان عليك البدء بكتابته
- وان لم أكن احمل دفتر شيكاتي ( تركت ما بيدها ونظرت إليه قائلة )
- لن أشارك بلعبتك
ونفضت يديها وهمت بالتحرك مما جعله يشتم وهو يحرك يده نحو جيب بنطاله الخلفية ليسحب منه محفظته وهو يقول
- ستكون المرة الأخيرة التي افعل بها هذا فهو ابتزاز اجل ما تفعلينه يعد ابتزاز
توقفت وهي تعقد يديها معا محدقة به وهو يكتب الشيك ليقدمه لها فنقلت عينيها عنه نحو الشيك الذي بيده قائلة
- هل جننت
- اليس هذا ما تريدينه
- لا ولن أستطيع البقاء فلدي حياة علي أن أعيشها وأنا مدعوة لتناول العشاء الليلة لذا
- لست جادة
- أنا كذلك صدق أم لا لدي حياة طبيعية أعيشها بعيدا عن الادعاءات
- إنها بضع ساعات إضافية لن يضرك الأمر
أضاف بإصرار وعينيه لا تفارقان عينيها لتمر لحظة صمت بينهما قبل أن تسحب عينيها عنه لتحمل بعض الأطباق وتضعها على الطاولة في الداخل فراقبها وهي تعود من جديد لتتناول الأطباق الأخرى بصمت فحمل ما بقي وتبعها
لتذهب للجلوس برفقت والديه لينضم اليهم حاولت أن تدعي الانسجام بالحديث الدائر حول المائدة دون أن تفلح فانشغلت بطعامها الى أن شد انتباهها قول برندا
- متى ستسافر
- بعد غد ( أجابها دانيال باقتضاب وهو يتناول طعامه )
- كم ستغيب
- اسبوع أو اكثر ذلك يتوقف على إنهاء العمل
- ننوي البقاء لعدت ايام عند عمتك فرانسيس قد نستطيع رؤيتك قبل أن نغادر
هز رأسه بالإيجاب فأضافت لأيسي التي لا تبعد عينيها عن طبقها
- لما لا تحضرين لقضاء بعض الوقت برفقتنا ودانيال غائب
- يسرني ذلك
أجابتها باقتضاب وهي تنظر اليها قبل أن تعود نحو طعامها فأشار ستيفن لزوجته بعينيه نحو دانيال وايسي المشغولان بتناول الطعام بتجهم فنقلت نظرها بينهما قبل أن تقول
- هل كل شيء على مايرام
نظرت ايسي اليها وكذلك فعل دانيال قبل أن ينظرا الى بعضهما ويسرعا بالقول وقد علما أنها تقصدهما
- اجل اجل ( قالت وأضاف دانيال )
- بالتأكيد كل شيء على مايرام لما
نقل ستيفن نظره بين الاثنين قبل أن ينظر نحو زوجته قائلا
- إنهما متشاجران
- لسنا كذلك ( قال دانيال باقتضاب فابتسمت ايسي قائلة )
- أنا اعمل منذ الصباح ولم احظي بالوقت للاستراحة لذا التعب باديا علي والابد
- وعيناك
تمتمت برندا بعدم رضا وهي تنقل نظرها نحو ابنها الذي توقف عن متابعة تناول لقمته وهو يحدق بوالدته بحيرة قبل أن ينظر نحو أيسي متسائلا ليلاحظ الهالة السوداء تحت عينيها فقال
- أنت تنهكين نفسك بالعمل ولابد
- الان لاحظت ذلك ( أجابه والده ساخرا فقالت ايسي وهي تبتسم )
- انه حريص على أن أنال الراحة ولكن البارحة أصابني الأرق ومنذ الصباح الباكر وأنا اعمل لذا .. ( واختفت ابتسامتها وهي تضيف ) لا اشعر أني على مايرام .. هل عذرتموني فلن أستطيع البقاء أكثر ( وتحركت واقفة ومستمرة وهي تبتعد ) ارجوا المعذرة
دخلت غرفة الجلوس لتتناول حقيبة يدها وتتجه نحو الباب لتغادر
- انتظري ( همس دانيال وقد أصبح خلفها فأصرت وهي تخرج )
- لا أستطيع البقاء لقد حاولت .. لن ادعي أمامهما أكثر
- أن قدمت لك الشيك استبقين ( توقفت عن السير ونظرت اليه والكثير من الكلمات تتزاحم على شفتيها ولكن تلك الغصة التي علقة بحنجرتها جعلتها تقول بهدوء
- لا عليك
وتحركت نحو سيارتها لتصعد بها وتحركها مغادرة وهو يتابعها فقصدت منزل خالتها لقضاء الليلة برفقتهم محاولة تناسي دانيال تماما .

سكبت لنفسها كوبا من القهوة قبل أن تتناول هاتفها الذي يرن محدقة باسم برندا قبل أن تجيب لتبادرها برندا
- كيف أنت أيسي
- بخير وأنت
- على مايرام هل أنت برفقة دانيال
- لا
أجابتها بروية وهي تشعر بالقلق من صوت برندا التي استمرت
- هل رأيته اليوم
- ليس بعد ( قالت بحذر فبعد ذلك النهار لم تره رغم تلبيتها لدعوة برندا التي اتصلت فيها لتصر على أن تتناول الغداء برفقتهم وفرانسيس ) هل حدث شيء
- أنا اتصل به منذ الأمس وهو لا يجيب هذا ليس من عادته وقد بدأت أشعر بالقلق هل حدث شيء
- لا لا بد أنه قد نسي أعادة هاتفه الى وضع الرنين
- أتعتقدين ذلك
- أجل أنا واثقة فهو يفعل هذا دائما
- لا اشعر بالراحة لابد وان امرا ما جرى هل انت قريبة من منزله هلا تفقدته وطلبتي منه الاتصال بي لأطمئن كنت لاطلب من فرانسيس هذا ولكنها هنا
مرت لحظت صمت قبل ان تقول
- سأفعل لا تقلقي
- لا تتأخرين علي فليس من عادته هذا
- لن افعل .. وداعا
أغلقت الخط قبل ان ترفع فنجان القهوة نحو شفتيها لترتشف منه بتفكير وتعيده الى مكانه متناولة هاتفها من جديد لتتصل به وعند عدم إجابته للمرة الثانية تناولت مفاتيح سيارتها مجبرة نفسها على ذلك لتغادر شقتها
- اجل برندا ( قالت وهي تجيب على اتصال برندا من جديد والتي أسرعت بالقول )
- هل أجابك
- لا وها أنا اقترب من منزله
- تعلمين أين يضع المفتاح الاحتياطي اليس كذلك حتى لو لم يكون بالمنزل هلا تفقدته
رمشت وهي تجيبها ببطء
- اجل بالتأكيد و .. لكنه كان .. ينوي تغير مكانه هل فعل
- لا اعتقد والا لأعلمني أنا واثقة من انه لم يفعل ستجدينه بالتأكيد بجوار باب الكراج كالعادة
- اجل .. سأحادثك بعد قليل
أوقفت سيارتها بجوار الرصيف وعينيها تتعلقان بسيارته المتوقفة في مكانها المعتاد فترجلت من سيارتها لتقترب من الباب لتطرق عليه عدة مرات وعند عدم إجابته نظرت نحو سيارته المتوقفة بالممرر بقلق قبل أن تعود لهاتفها للاتصال به دون فائدة فتوجهت نحو باب المراب متأملة لتتوقف عينيها على حوض صغير للأزهار بقربه فاقتربت منه لتدس يدها به لتشعر بالراحة وهي تلمس المفتاح فتناولته وتوجهت نحو الباب لتفتحه وتدخل وهي تنادي باسمه وقد بدا القلق يتملكها لمحت غرفة الجلوس بنظرة شاملة قبل أن تتابع نحو المطبخ الفارغ لتعود لمناداته وهي تتوجه نحو غرفة النوم متأمله السرير الفارغ والمرتب فتابعت نحو غرفة الرياضة
- أنت هنا دانيال .. أين أنت .. دانيال
أضافت عند رؤيتها للغرفة فارغة فتوجهت نحو باب الحديقة الخلفية لتفتحه وتتوقف عينيها على دانيال الممدد على الأرجوحة فتوجهت نحوه قائلة
- هل أنت بخير .. دانيال .. ما بك ( توقفت عن المتابعة وهي تلاحظ عينيه المغمضتين وصدره الذي يرتفع ويهبط بانتظام فاستمرت ببطء ) أنت نائم .. دانيال
حركت يدها نحو كتفه بروية لتهزه مما جعله يفتح عينيه ببطء وتشوش بينما قالت
- لما تنام هنا ( ثبتت عينيه عليها دون استيعاب لأول وهلة ثم رفع نفسه قليلا محدقا حوله قبل أن يعود نحوها وهي تستمر ) لما تنام هنا أين هاتفك
- ماذا تفعلين هنا كيف
- والدتك تتصل بك منذ البارحة لما لا تجيب
( جلس ببطء وهو يبحث في جيب بنطاله بينما استمر ) لقد اتصلت بي لتفقدك وقد نال منها القلق أين هاتفك
- لا اعلم ( أجابها وهو يتلفت حوله بأرجاء الأرجوحة قبل أن يتحرك وهو يقول )
- لابد واني قد نسيته بالغرفة
وتحرك ليدخل الى المنزل ويتوجه نحو غرفة الجلوس باحثا عن هاتفه فتبعته ليعود ويخرج مما جعلها تتبعه من جديد وهو يتجه نحو غرفة نومه باحثا بجيب بنطال بذلته المعلقة فقالت وهي تتأمله
- هل أضعته
- سأتفقد الحديقة عله سقط مني هناك دون أن أدرك ( تبعته لتبحث معه في أرجاء الحديقة ليقول بحيرة أخيرا ) لابد واني نسيته بالمكتب فالقد عملت لساعة متأخرة هناك
تناولت هاتفها قائلة وهي تبحث عن رقم والدته وتقدمه له
- عليك طمأنة والدتك
تناول هاتفها ليحدث والدته بينما تحركت متأملة مزروعاته التي بدء بعضها يزهر واقتربت من إحداها متفقدة إياها باهتمام دون أن تشعر بدانيال الذي إنها مكالمة والدته وأخذا يتأملها شاردا فاخر ما قد يخطر على باله أن يستيقظ اليوم ويراها أمامه لقد اغرق نفسه بالعمل منذ عودته من السفر متعمدا كي لا يستسلم لذلك الشعور الملح الذي يطالبه برؤيتها فالقد أوضحت له أنها لا ترغب بالاستمرار حتى أنها رفضت أن يتواصلا كأصدقاء وليس معتادا على فرض نفسه على احد ولكنها الان هنا وأمامه ويغمره شعور ليس مألوفا فهو سعيد برؤيتها وقلق من نفسه فمنذ وقت قصير كان مقتنعا بتأجيل أي فكرة لتعرف بفتاة فتجربته السابقة لم تكن سارة وهاهي الان تحطم له كل المجهود الذي بذله لينسى ابتسامتها وعينيها الامعتان قد يعتقد المرء أن لا هم لديها فهي مبتسمة ودودة خفيفة الظل ولكنه يعلم انه ليس من السهل أن يفقد أحد أفراد العائلة وبالطريقة المؤلمة التي حدثت مع شقيقها حركت رأسها نحوه فخرج من شروده وتحرك نحوها وهي تقول
- هل اطمأنت
- اجل .. إنها تبالغ في بعض الأحيان ما كان عليها الاتصال بك
أضاف وهو يقدم لها هاتفها فتناولته منه متسائلة
- متى عدت
- منذ ثلاث أيام وعلمت انك قضيت مساء الأربعاء برفقتهم
- اجل فعلت
- تم اعلامي بانك أفضل من رافقت لذا علي البدء باتخاذ خطوة جديدة و .. التقدم بحياتي .. أن لم تريدي أن تتورطي أكثر كان عليك تجنب لقاءهم
- حاولت ذلك وبكل السبل ولكن عند اتصالهم للمرة الثالثة ومحادثة عمتك فرانسيس لي وابداء رغبتها بان تريني منزلها لانها تريد اجراء بعض الاصلاحات به اضطررت للموافقة اخيرا اتعلم لما .. خوفا من ان يصل لفاليري انني رفضت الاستجابة لها فانا بغنى عن سماع المزيد من الاتهام بالاهمال
- ما كنت لاقوم بايصال الامر لها
- لا اثق بك كفاية فلا تنسى انك فعلت من قبل كنت على وشك اعلام والدتك قبل قليل اننا انفصلنا ولا اعلم عنك شيء
- ولما لم تفعلي
- لانها والدتك وقلقها بالغ عليك لعدم اجابتك على هاتفك تعتقد ان مكروها قد اصابك لم استطع فعل هذا بها ( قالت وهي تحدق بساعتها مستمرة ) على المغادرة الان
- اليس اليوم عطلة ( حركت رأسها بالإيجاب وهمت بالتحدث الى انه اضاف قبل أن تفعل ) لنتناول الافطار معا
هزت راسها له بالنفي وهمت بتحرك الا انه وقف امامها مانعا اياها من تخطيه وهو يقول
- لقد مضى على عودتي ثلاث أيام ( تعلقت عينيها بعينيه لتصرفه بينما تابع ) قمت بهم بإغراق نفسي بالعمل أتعلمين لماذا .. لأني مؤخرا لا أفكر إلا بك مهما حاولت لا أستطيع إبعادك ( واقترب منها أكثر ويده تنسل بهدوء على جانب خدها لتتوه وعينيها لا تفارقان عينيه رغم همسها لنفسها بأن تتعقل فهي لا تنوي ان تتورط معه مهما حاول ولكنها وجدت نفسها عاجزة أمامه وهو يستمر بهمس وأنفاسه تلامسها ) لقد قلبتي لي كياني دون أن أدرك
- لا أستطيع
تمتمت بصعوبة وهي تحرك رأسها بالنفي
- لا تستطيعين ماذا
- ليس أنت .. لا ( قالت وهي تحاول التحرك للابتعاد إلا أن يده انسلت لتحيط خصرها مانعا ابتعادها
- لما لا
تساءل وعينيه المليئتين بالمشاعر تنتقلان بعينيها فهمت بالتحدث ولكنها لم تفعل وهي تراقب عينيه تتوقفان على شفتيها ليزيد اقترابا منها فهمت بالاعتراض الذي تلاشى وهو يعانقها لتتوه بسحره قبل أن تحاول استعادة رشدها هامسة من بين أنفاسها المضطربة
- لا أستطيع ( ووضعت يدها على صدره لتبعده هامسة بإصرار ) على المغادرة ( اشتدت يده التي تحيطها رافضا تركها وعينيه هائمتان بها فأخفضت رأسها ببطء محاولة الخروج من سحره وهي تهمس ) هذا لن ينجح .. لا لن ينجح علي المغادرة
أصرت وهي تبعد يده التي تحيطها وتحركت بخطوات واسعة نحو الخارج دون النظر اليه ليشعر ببرودة مفاجئة وهو يتابعها دون أن يحاول لحاقها أنها لا تثق به انه يشعر بهذا تعتقد انه مازال بحاجتها لتدعي امام عائلته تبا كيف يعلمها انه لا يفكر بأحد غيرها إنها لا تدرك كم من قوة التحمل لزمه ليمنع نفسه من زيارتها .

جلسة شاردة خلف مكتبها ومازال يدور ويدور بذاكرتها ما حدث بالأمس إنها لا تستطيع تناسيه أنها تحاول دون فائدة لما شعرت بالضعف بهذا الشكل أمامه حتى إنها لم تستطع التفكير بشكل منطقي أخرجها من شرودها دخول تينا التي بادرتها
- هل تعلمين من سألني عنك ويرغب بسماع أخبارك .. ( وأمام تحديق ايسي بها بصمت أضافت ) نوريس
- حقا كيف هو
توقفت عن المتابعة وشابا يدخل الى مكتبها حاملا صندوقا ورقي مستطيل متسائلا
- الآنسة ايسي وندل
- اجل
وضع الصندوق أمامها على المكتب وقدم لها قلما فقامت بتوقيع على استلامها له وتحركت لتقف بفضول وهي تفتح الصندوق محدقة بالوردة الحمراء الموجودة به بحيرة فتناولت البطاقة الموضوعة بجوار الوردة بينما بدا الفضول على تينا التي تحركت لتقف بجوارها وهي تقول يا لها من وردة جميلة ممن هي ( أضافت وهي تنظر بالبطاقة التي حملتها ايسي لتقرأ الكلمات القليلة )صباح الخير .. فقط ممن هي أتعلمين ( وأمام تحديق ايسي بالبطاقة بصمت إضافة ) لابد وانه من شخص تعرفينه ( عادت ايسي للجلوس في مقعدها والتفكير باد عليها فإضافة تينا ) هيا أعلميني بالتأكيد تعرفين من
- أنا بحيرة من أمري فلا اعلم من قد يرسلها ( قالت كاذبة واستمرت ) أتعتقدين انه نوريس
بدا التفكير على تينا قبل أن تقول
- لا اعتقد .. ربما .. هل يمكن أن يكون هو
رفعت ايسي كتفيها بعدم علمها وعينيها تتأملان الوردة التي جعلت قلبها يخفق هل هو حقا من أرسلها أن قلبها يعلمها بهذا رغم انها ليست أول مرة تحصل بها على وروده فلقد حصلت بالسابق على باقات من الورد ولكن أول مرة تشعر بهذه السعادة مما جعلها تشعر بالغباء مطالبة نفسها بالحذر فدانيال مازال بحاجتها وقد يفعل أي شيء حتى يستمر بالادعاء أمام أسرته ليس عليها الانسياق وراء تصرفاته نبهت نفسها مساء وماتزال تعجز عن أبعادة عن تفكيرها فجلست أمام شاشة حاسوبها دون رؤيته حقا قبل أن تحدق بباب منزلها الذي طرق لتتحرك نحوه وهي تحدق بالساعة التي تشير الى الثامنة والنصف لتتعلق عينيها بالصندوق الكرتوني المستطيل المألوف لها قبل أن ترفع نظرها نحو الشاب الذي يحمله قائلا
- الآنسة ايسي وندل
هزت رأسها بالإيجاب وهي تحرك يدها لتتناول القلم الذي قدمه لها وتوقع على الاستلام قبل أن تتناوله منه وتغلق الباب خلفه لتفتح العلبة وهي ترفع حاجبيها لتتوقف عينيها على وردتان موجودتان فتناولت البطاقة لتفتحها وهي تتحرك نحو الطاولة لتضع الصندوق هناك وتقرء الكلمات القليلة المكتوبة
- عمتِ مساء
- اهو جاد
تمتمت وهي تتوجه نحو هاتفها لتتناوله وتفتح على اسم دانيال تهم بضغط عليه ولكنها لم تفعل لا لن تفعل أعادت الهاتف الى مكانه ستتجاهل الأمر اجل هذا ما عليها فعلة عادت في مساء اليوم التالي لتحديق برقم دانيال بجدية قبل أن تحدق بباقة الورد التي تحوي أربع زهرات والتي استلمتها الان وقد كانت استلمت واحدة صباحا ايضا تحوي ثلاث زهرات مما جعلها تتمتم
- ما الذي يقصده بهذا التصرف علي أن اعلم .. لا لن افعل ستتجاهلين الأمر هذا أفضل شيء قد تفعلينه
تحركت مبتعدة من أمام الباقة وهي تفكر قبل أن تعود نحو هاتفها أفضل ما تفعله هو قضاء بعض الوقت برفقت خالتها واولادها انجي واريك
فبادرة اريك الذي أجاب على اتصالها بعكس انجي
- أين انتم أن انجي لا تجيب
- نسيت هاتفها بالبيت فقد غادرة بالأمس هي ووالدتي لزيارة عمتي المتوعكة قد لا تعودا قبل نهاية الأسبوع
- أه حقا .. وأنت مشغولا أيضا
- بعض الشيء .. أتشعرين بالملل
- كنت أفكر بالحضور لقضاء بعض الوقت برفقتكم لا باس الان سأمضي الأمسية بمفردي
- لقد دعيت لحضور حفل بالغد لما لا ترافقيني
- الم تستطع إقناع واحدة لتفعل
- لقد فقدت سحري لذا كنت انوي الذهاب بمفردي هل انقذتني ورافقتني
- ليكن
- أراك غدا إذا .. وداعا
هذا أفضل من البقاء بمفردها عليها الخروج أكثر فالقد عزلت نفسها كثيرا مؤخرا غارقة في عملها حان الوقت لأخذي استراحة حقيقة تمتمت لنفسها في مساء اليوم التالي وهي تفتح خزانتها لتخرج منها ثوبا اسود أنيق وبسيط لترتديه وتنشغل بإعداد نفسها .

- لا لست جادا .. كان عليك إعلامي ( تمتمت لاريك عند دخولهم للحفل الفاخر مستمرة وهي ترد التحية لإحدى السيدات التي أسرعت بتحيتها فور رؤيتها ) كان عليك تنبيهي إني سألتقي بالكثير ممن اعرفهم ما كنت لأحضر
- لذا لم افعل
- أهلا كيف أنت ( قالت لسيد بورن الذي حياها من بعيد مستمرة وهي تحدق باريك ) أنت خائن
- عليك تخطي الأمر ففي النهاية ستعودين الى حياتك الطبيعية
- أنا أعيش حياة طبيعية الان الا افعل
- ليس عليك الابتعاد لتفعلي
- وكانك لا تعلم
توقفت عن المتابعة وعينيها تتعلقان بدانيال الذي يقف بعيدا ويتحدث مع مجموعة من الأشخاص لتشعر وكان ماء باردة قد سكبت عليها ما الذي يفعله هنا عادت نحو اريك قائلة بتوتر
- علي المغادرة
- لقد وصلنا للتو ولم اعهدك جبانة لتنسحبِ منذ الان
قال بحيرة من تصرفها وقد تحركت لتصبح أمامه مخفيه نفسها به وهي تلمح دانيال الذي ودع مجموعته وتحرك باتجاهها قائلة
- لا أستطيع البق
لم تتابع وعينيها تتعلقان بعيني دانيال الذي نظر نحوها لتشعر بغصة قد علقة بحنجرتها ولكن أبعادة لعينيه التين بالكاد لمحتها جعلها تتحرك من جديد مخفية نفسها باريك الذي تحرك بوقفته من جديد نحوها فأمسكت بيده وجذبته ليبتعدا من مكانهما عاد دانيال بحيرة نحو الفتاة التي شاهدها وعندما لم يجدها جال بنظره بين المدعوين والحيرة تتملكه فالقد اعتقد لوهلة انه قد شاهد .. ايسي
- ممن تختبئين هلا أعلمتني
- أتعرفه
- من تساءل
اريك وهو يحرك رأسه الى حيث تنظر فاضافت بهمس وقد بقيت جامدة أمامه وهي تقول
- الذي يرتدي البذلة السوداء
- جميعنا نرتدي ال ( توقف عن المتابعة وهو يلمح دانيال الذي يجول بعينيه بين المدعوين مستمرا ) أتعنين دانيال
- تعرفه إذا
- اجل فالقد التقيت به عدة مرات
- اهو معتاد على الحضور الى هذه الحفلات فلم التقي به من قبل
- لقد برز بشكل كبير مؤخرا وأنت تعرفين رجال الأعمال لن يتجاهلوا رجلا مثله انه ماهر بعمله
- لا تدعه يعلم أني هنا علي المغادرة
- لماذا .. هل أنت وه
- لا فقط .. انه قادم باتجاهنا سأغادر لا تتفوه عني بكلمة اريك أحذرك أنت حتى لا تعرفني
- أنت مدينة لي بالتفسير
- فيما بعد أعدك
تمتمت أخر كلماتها وهي تتحرك مبتعدة ومتعمدة إخفاء نفسها ببعض المدعوين لتسرع بمغادرة الفندق بينما اقترب دانيال بتردد من اريك قائلا
- كيف أنت لم أرك منذ وقت
- بخير تعلم العمل لا يدعني متفرغا كثيرا وأنت أتستمتع بالحفل
هز دانيال رأسه له بالإيجاب وهو يجول بنظره حوله قبل أن يعود نحو اريك قائلا
- هل أنت بمفردك هنا
- اجل
- شاهدتك منذ قليل برفقة إحداهن
- أتعني ( وأشار بعينيه نحو إحدى الفتيات التي ترتدي ثوبا اسود وتقف بعيدا مستمرا ) فيونا
توفقت عيني دانيال على فيونا ذات الشعر المرفوع والثوب الأسود البراق متأملا إياها قبل أن يعود نحو اريك قائلا
- لقد خيل لي شخصا أخر .. فتاة ذات شعر خروبي مسترسل ( هز اريك رأسه بالنفي مدعي الحيرة فأضاف دانيال ) لابد وان الأمر اختلط علي إذا
- سمعت انك بدأت العمل مع هانت رومار
- اجل ( أجابه وعاد لينقل بنظره بين الموجودين لقد رآها انه واثق من هذا كل خلية بجسده تعلمه انه قد رآها فعاد نحو اريك قائلا ) لا احضر هذه الدعوات بكثرة لذا لا اعرف من يتردد الى هنا فهل سبق لك والتقيت بفتاة تدعى ايسي وندل من قبل إنها تعمل مصممة ديكور في إحدى الشركات المعروفة
رفع اريك حاجبيه وهو يتمتم
- ايسي وندل .. لا لا اعتقد بأني سمعت بهذا الاسم من قبل .. إذا كيف هو العمل مع هانت رومار سمعت انه صعب المراس
- انه كذلك .

حدقت بالرقم الظاهر على هاتفها قبل أن تجيب لتبادر اريك
- هل غادرت الحفل
- أنت بالتأكيد مدينه لي بالتفسير فلقد تخليتي عني فور وصولنا ثم جاء دانيال لاستجوابي عن فتاة ذات شعرا خروبي مسترسل تدعى ايسي وندل
- لقد راني إذا هل أعلمته شيئا
- ادعيت الغباء بمهارة ( ابتسمت لقوله قائلة )
- اعلم أن بإمكاني الاعتماد عليك
- حسنا ماذا هناك ما الذي يجري
- لا ارغب بان يعلم من أنا لذا لنترك الأمور هكذا
- لكنه يبدوا جادا كان يقف برفقتي وعينيه تبحثان بين المدعوين دون ملل عن ايسي وندل الن تتوقفي عن هذا
- لقد توقفت منذ زمن فلا تبدأ الان
- اعلم انك من التعقل والنضوج الان بما يكفي لذا هل علاقتك به جادة اهو من تعتقد والدتي انك تواعدينه
- لا ليس الأمر كذلك لذا لا تعلم خالتي بأمره
- ايسي
- لا تحشر انفك والا أعلمتها ما فعلته الصيف الماضي
- لم افعل شيء
- الم تقم بمواعدة ليز ومازلت مستمرا حتى اليوم
- لن تفعلي ذلك انها لا تودها ولا تحب عائلتها
- افشي سري وسأفشي سرك ولن تكون مسرورا صدقني
- ليكن لن اعلمها ولكن عديني بشيء
- لا تقلق لن اعلمها عن
- لا اعني عديني بأن تعتني بنفسك
- بالتأكيد سأفعل فلا تقلق
أعادت هاتفها الى الطاولة أمامها شاردة ثم تحركت نحو المطبخ المفتوح على الصالة لتتناول الكوب لتهم بسكب القهوة به الا انها لم تفعل وهي تحدق بالساعة المعلقة على الحائط عند سماعها لجرس الباب لتراها تشير الى التاسعة فوضعت ما بيدها جانبا مفكرة بأن زهور المساء قد وصلت ففتحت الباب وهي تقول
- لقد تأخرت نصف ساعة ( عقد دانيال حاجبيه لقولها بينما ابتلعت باقي كلماتها وهو يقول )
- حقا .. لم اعلم انك كنت بانتظاري
- لم أعنيك أنت
- أنت بانتظار احدهم
- اجل
- عليك إلغاء الأمر إذا ( قال وهو يرفع كيسا بيده مستمرا وهو يتخطاها ) فالقد احضرت العشاء معي
- لست جائعة ( أجابته وهي تستدير نحوه ) كما أني بانتظار احدهم
تأملها بنظرة سريعة ليقول وهو يتحرك نحو المقعد
- لا اعتقد .. أنت بملابس النوم ( أضاف لارتدائها ملابس النوم فضمت شفتيها وأغلقت الباب وتحركت نحوه فأضاف ) هل كنت بانتظار بعض الورود ( وأمام تحديقها به بصمت والغيظ يتملكها أضاف وهو يفتح كيس مشترياته ) لقد فضلت الحضور بنفسي اليوم
- لا اعلم عما تتحدث
-الم تصلك أي ورود مؤخرا
- لا ( تعلقت عينيه بالورود التي وضعت بمزهرية على طاولة المطبخ قبل أن يقول )
- من الجميل أن اعلم انك تعتنين بها
واخرج صندوق الطعام ليفتحه ويبدأ بتناول ما به أمام تحديقها به فتحركت لتجلس على المقعد المقابل له وهي تقول
- الا يعد هذا تصرفا فظا فانا لم ادعوك حتى
- لم اعلم أني احتاج إلى دعوا
أجابها وهو يقدم لها صندوق الطعام الأخر رغم ترددها للحظة الى أنها عادت لتتناوله منه ليبدو الرضا عليه فبرغم كل شيء ليست منزعجة حقا من رؤيته وضعت صندوق الطعام على الطاولة أمامها قائلة
- ما قصت تلك الورود ولما يزداد عددها في كل مرة
- الا تعلمين
- لا وهلا توقفت عن إرسالها .. لن تستطيع إقناعي بمتابعة الادعاء باني صديقتك لذا وفر مالك ومحاولتك هذه
- ولما ادعي وأنا ارغب حقا بان نكون أكثر من ذلك
- لن ينطلي علي هذا فلا تحاول
- لن استسلم بسهولة
بقيت عينيها معلقة به لقوله قبل أن تعود بهم نحو صندوق الطعام وتنشغل بفتحه قائلة بإصرار
- لن أعود للإدعاء مهما حاولت
ترك طعامه واسند نفسه الى الخلف بجلسته لتمر لحظة صمت قبل أن يقول
- لا أريد أن تدعي ولم احضر لأطلب منك الاستمرار بادعاء انك صديقتي
- ما الذي تفعله هنا إذا
- لقد دفعت مالا لهذه الشقة لذا استحق الوجود بها ( اجابها بابتسامة ماكرة مستمرا ) تعتقدين انك بمفردك من يقتنص الفرص
- لا تصدق ذلك ( تجاهل قولها قائلا وهو يتحرك من مكانه ويجول برأسه حول الشقة )
- رغم أنها .. لا تروق لي .. أثاثها قديم ( بقت عينيها ثابتتان أمامها وقد ضاقتا بينما استمر وهو يتحرك متجولا في أرجاء الشقة ) وطلاءها رث كيف تستطيعين احتمال ذلك وأنت تقومين بالعمل على إصلاح منازل الغير .. رائع تحتوي على غرفة إضافية أخيرا أمر جيد بها ( حركت رأسها نحوه وهو يتأمل الغرفة الخالية فاستمر وهو ينظر اليها ) قد أستعيرها منك يوما
- في أحلامك
ظهرت ابتسامة جذابة على شفتيه وتحرك نحو غرفتها مما جعلها تقول وهي تقف
- تلك غرفتي ولا أحب دخول الغرباء اليها
فتح الباب رغم قولها ليقول وهو يجول بعينيه بها بينما تحركت نحوه بعدم رضا
- لما القلق إنها مرتبة .. كما أني لست بغريب
- أنت كذلك ولست فوضوية كما تتخيل ولتدع غرفتي وشانها
أصرت وهي تمسك مقبض بابها وتغلقه فبدت في عينيه نظرة مرحة قبل أن يعود لتخطيها فأسرعت بالقول
- إنه باب الحمام
- لا مزيد من الغرفة
- لا
- الا تعد مرتفعة الثمن بالنسبة لصغرها
- الموقع يفرض نفسه ( هز رأسه موافقا وقائلا )
- اجل إنه حي جيد ( وتناول هاتفه الذي يرن من جيبه محدقا بالمتصل ليقول وهو يفتح الخط ) العمل لا ينتهي .. اجل .. لا لقد غادرت منذ قليل .. الان .. الا يمكن تاجيل الامر للغد .. ليكن نلتقي بعد ( وحدق بساعته مستمرا ) نصف ساعة من الان .. حسنا وداعا
أعاد هاتفه الى مكانه متابعا إياها وقد تحركت باتجاه المطبخ ليتبعها قائلا
- لقد كنت في حفل منذ قليل ( وأمام انشغالها بسكب القهوة بالكوب استمر ) لقد رايتك هناك ( تابعت سكب القهوة بكل هدوء بعكس الانتفاضة الصغيرة التي حدثت بداخلها بينما اضاف وهو يراقبها ) أنا واثق إنها أنت
رفعت كوب القهوة نحو شفتيها لترشف منه وعينيها تلتقين بعيني دانيال الذي أضاف ) أكنت أنت
أبعدت الكوب عن شفتيها قائلة ببراءة تامة
- هل هيئتي توحي لك أني كنت في حفل
بقيت عينية ثابتة عليها وهو يقترب منها ببطء قائلا
- أتريدين إعلامي أني بدأت أتخيل وجودك حولي ( رفعت حاجبيها دون إجابته فتناول كوب القهوة من يدها مما جعلها تهم بالاعتراض الى انه قال وهو يرتشف منه ) هل تعرفين شابا يدعى اريك ثيوبالد ( حركت رأسها بالنفي فقال والتفكير باديا عليه ) لقد بدأت أتخيل وجودك حولي بالتأكيد
- بعد قليل ستعلمني انك مغرم بي
ظهرت ابتسامة على شفتيه وأعاد لها كوبها بعد أن رشف منه من جديد قائلا
- أنت مدينة لي بكوبا من القهوة ( وتحرك مغادرا وهو يضيف ) سأطالبك به قريبا .. أما الان .. تصبحين على خير
بقيت تتابعه بصمت الى أن أغلق الباب خلفه فوضعت الكوب من يدها جانبا والتفكير يتملكها لتتنهد من عمق صدرها .

- أرى المزيد من الباقات ( قالت تينا الجالسة أمامها وقد انهمكت بدورها بتفقد جدول أعمالها قائلة
- لا يبدو انه سيتوقف قريبا
- من هو ( رفعت كتفيها بحركة خفيفة بعدم علمها فأضافت تينا )
- لقد بدأت الثرثارات حولها ( حركت عينيها عن ما بيدها نحو تينا لقولها فاستمرت تينا بصوت منخفض ) حتى فاليري قصدتني لتستعلم عن أمرها
عقدت حاجبيها وهمت بالتحدث ولكن رنين هاتفها جعلها تحدق بالمتصل لترمش قبل أن تجيب بتردد
- اجل
- كيف أنت
- بخير وأنت برندا ارجوا أن تكون أمورك على مايرام
نظرت نحو تينا التي أشارت لها بأنها مغادرة فهزت رأسها لها بالإيجاب وبرندا تقول
- أنا بخير ولكن .. ( وأمام صمتها قالت ايسي بروية )
- ولكن .. هل عمي ستيفن بخير
- اجل أجل انه بخير
- وميراي
- إنها على مايرام ولكن دانيال ليس كذلك ليس بالأمر الخطير فالقد تخطى المرحلة الصعبة وهو بخير الان ( تجمدت في مكانها تحاول استيعاب ما تقوله برندا التي استمرت ) طلب مني عدم إعلامك لا يريد أن يسبب لك القلق أعلمني انك تعملين على مشروعا كبير يأخذوا كل وقتك وهو لا يريد أن يسبب لك القلق ولكني اعلم انك سترغبين بمعرفة كل أخباره وستلومينه لإخفائه الأمر لذا رأيت أن أعلمك
- ما الذي حدث له
قاطعتها وهي ترغب بالاطمئنان فقالت برندا بود
- لا تقلقي انه الان بخير لقد تعرض لحادث سير وهو في طريقة الى هنا ( فارقها قلبها وبرندا تستمر ) ونقل على أثرة للمشفى
- هل أصيب ( تمتمت بقلق )
- اجل في ساقه وجسده ولكنه الان افضل فلقد خرج مساء أمس اعلمني بعدم رغبته باخبارك ولكني ارى انه يجيب ان تعلمي ستحضرين لرؤيته اليس كذلك
- اجل سافعل
اجابتها وهي تغمض عينيها تنهر نفسها بينما استمرت برندا
- يسرني ذلك فبرغم إنكاره اعلم انه يفتقدك .. سننتظرك اليوم إذا
- اجل سأحضر
اجابتها وهي تحدق بساعتها التي تشير الى الخامسة لتضع هاتفها في حقيبتها وتناولتها مغادرة نحو مرتفعات متروي .

- انه في غرفته لم اعلمه بأني أخبرتك ( تمتمت برندا وهي تسير معها نحو غرفت دانيال مستمرة ) الرجال يحتاجون للكثير لفهم المرأة لا اعلم كيف يعتقد أن لا داعي لإعلامك
- لقد فعلت الصواب بإعلامي ( تمتمت بود لبرندا التي حركت رأسها برضا وهي تقول )
- سأتفقد الطعام فقد وضعته بالفرن
وتحركت مبتعدة بينما اقتربت ايسي من باب غرفته المفتوح قليلا لتفتحه بهدوء وتدخل وعينيها تتوقفان على ظهر المقعد الذي يجلس عليه دانيال لتقترب بروية وهي تتأمله وقد انشغل بحاسوبه الذي يضعه بحجرة لتقول وهي تحاول أن لا يبدو توترها وقلقها واضحا في صوتها
- كيف أنت
توقفت مقلتيه على الشاشة أمامه بثبات قبل أن يحرك رأسه نحوها لتتعلق عينيه بها فأضافت ) هل أنت بخير
بقيت عينيه ثابتة عليها للحظة دون أن يبدو على ملامحه أي تعبير مما جعل ابتسامة خفيفة تخفي خلفها توترها تطل على شفتيها فتمتم
- بدأت هلوساتي تبدو حقيقة ( توسعت ابتسامتها مما جعله يعقد ما بين حاجبيه قائلا ) أنت هنا حقا ( حركت رأسها بالإيجاب وتحركت لتصبح أمامه وهو يتابعها مستمرا ) متى حضرتي
- منذ قليل .. أعلمتني والدتك بما حصل .. لذا حضرت لرؤيتك .. هل إصابتك بالغة
أضافت وهي تتأمل يديه وساقيه باهتمام مما جعله يقول
- لم اصب ( عادت بعينيها الى وجهه والصدمة تلوح بهما فأضاف ) لقد صدمتني سيارة وأنا أغادر الاستراحة التي تناولنا بها الحلوى من قبل سيدة مسنة كانت تقود ببعض التهور ولم يكن هناك أي إصابات
- اعتقدت أن ( قالت بتلعثم ) لقد فهمت من والدتك انك بالمشفى
- أنت تعرفين والدتي ما أن علمت بأمر الحادث حتى أخذت تراقب اقل حركة تصدر مني والم عنقي لم يعد له سبب الا هذا الحادث فما كان مني في النهاية الا فعل ما تريده والذهاب الى المشفى لتتأكد من أني لا أعاني من شيء
- أه حقا ي .. يسرني انك بخير و .. ولا تعاني من شيء
قالت وهي تجلس على حافة الخزانة الصغيرة خلفها وأصابع يديها تشتدان وهما تتشابكان فنقل عينيه بعينيها مراقبا اياها وهو يقول بتفكير
- أنت تهتمين لأمري حقا والا لما حضرتي
- حضرت إكراما لوالدتك فلم اعلم بما أجيبها عندما أعلمتني ( توقفت برندا عن الدخول الى الغرفة وقد كانت تهم بذلك وهي تحمل كوبين من العصير وايسي تستمر ) كان الموقف محرجا ولم ارغب بأن أكون فظة فانا أودها جدا كان عليك إعلامهم بانفصالنا لما تستمر بتأجيل الامر
- أنا واثق انك تهتمين لأمري بعكس ما تدعين ( أجابها بثقة مما جعلها تتجاهل قولة قائلة )
- عليك إعلامهم بذلك أجلا أم عاجلا أو سأفعل بنفسي .. إننا ناضجان كفاية لتخطي هذا فأمر انفصالنا ليس بالأمر الذي يجب تأجيله اكثر من هذا
بدا الارتياح على ملامحه وهو يصغي لها بصمت ليقول بعد توقفها بكل هدوء
- أنا حقا سعيد بوجودك هنا
- ما بك الا تصغي الى ما أقوله
قالت وهي تتجهم فتحرك عن مقعده واضعا الحاسوب جانبا ليخطوا نحوها وهو يقول
- بل افعل ( وأمام النظرة العابثة التي تطل من عينيه قالت )
- ما كان علي الحضور
- وتفطرين قلب والدتي .

- ماذا تفعلين ( تساءلت ميراي بحيرة وهي تشاهد والدتها تقف قرب الباب دون الدخول مما جعل برندا تطلب منها الصمت وهي تقترب منها لتسحبها معها بعيدا بينما أضافت ميراي باستنكار ) أكنت تتنصتين عليهم
- لا لا لم أتعمد ذلك أتعلمين انهما انفصلا
- ماذا
- لقد سمعتهما الان
- أيعقل هذا
- لا يبدو دانيال راضيا عن انفصالهم لا بدا وان أمرا ما جرى أتعتقدين أن ليليا لها يدا بذلك
- لا اعلم الا يمكن أن يكون قد اختلط عليك الأمر لا أصدق أنهما انفصلا فانا واثقة من أن دانيال مغرم بها .. إنها تروق لي كنت سأطلب منها أن تكون إشبينتي لا لا بد وان هناك خطئ ما .. بماذا تفكرين .. أمي
- اجل
- أين شردت
- لا شي سأوصل العصير لهما
تابعت والدتها التي استدارت عائدة بأدراجها نحوهما والتفكير باديا عليها
- علمت أني سأندم على حضوري ( تمتمت وقد أحاطت يديه يديها )
- بل ستكون إجازة مميزة ( وقفت وهي تحاول أن تسحب يديها منه الا أن أصابعه اشتدت مانعا إياها وهي تقول )
- لم اخذ إجازة سأعود بأدراجي صباح الغد
- ستحصلين على إجازة
- لا استطيع فلدي الكثير من العمل
- هل أحدث فاليري بنفسي لتحصلي عليها
- لا لن تفعل أنا جادة دانيال
توقفت عن المتابعة وبرندا تدخل قائلة وهي تنقل عينيها بينهما
- تبدو أفضل حالا بسبب حصولك على الراحة يا ترى أم لرؤية ايسي
سحبت ايسي يديها منه وتحركت من أمامه لتتناول كوب العصير من برندا بينما أجابها دانيال
- سرني انك أعلمتها
- يستطيع العمل الانتظار قليلا اليس كذلك ( قالت وهي تنظر نحو ايسي التي هزت رأسها لها بالإيجاب فأضافت برندا ) أن هذا جاء من صالحكما فليس أجمل من الحصول على استراحة غير متوقعة
- هذا ما كنت أقوله أيضا ( قال دانيال بتأكيد بينما قالت برندا لايسي )
- ابني لا يعلم ما تفكر به المرأة ويجد أن من الطبيعي عدم إعلامك بما حدث له
- لم يكن شيء يذكر أمي
- من حقها معرفة كل شيء يتعلق بك عليك أن تراعيها أكثر
همت ايسي بالتحدث الا أن دانيال قال وهو يحدق بوالدته التي تقدم له كوب العصير
- لقد تعرضت ايسي لحادث سير فيما مضى ( ابتلعت ايسي العصير الذي علق بحنجرتها بروية عند قوله هذا محدقة به وهو يستمر ) وهو ليس بالذكرى التي ترغب بان تستعيدها لذا تعمدت عدم إعلامها بهذا الأمر أمي فلا أريد أن ينتابها القلق علي وأنا اعلم الى أين ستتجه أفكارها لذا أنا أراعيها غير ما تتوقعين الا افعل
بدت المفاجئة على برندا قبل أن تنظر نحو ايسي التي ضمت شفتيها لتقول
- أهذا صحيح ( حركت ايسي رأسها لها بالإيجاب ببطء فقالت برندا وهي تستدير لتخرج ) لقد حشرة انفي إذا .. ( توقفت قرب الباب مضيفة بتفكير قبل أن تغادر ) سأذهب نحو البلدة برفقت ميراي لن نتأخر
- لا تستطيع عدم استغلال الأمر
بادرته بعد مغادرت والدته فحرك كتفيه بخفة قائلا
- لم أتعمد ذلك ( وخطى باتجاهها مستمرا ) هذا أول ما خطر لي قوله ( ووقف أمامها قبل أن يتمتم ) ذكرى أخر لقاء بيننا في منزلي لا أستطيع محوها ( ابتلعت ريقها بصعوبة ومشاعر متضاربة تعصف بها ورغبتها بإشاحة عينيها عن عينيه كبيرة فحرك يده ليتناول كوب العصير من يدها ليضعه جانبا دون ان تفارقها عينيه وهو يتابع ) مهما حاولت لا استطيع
- دانيال
- ش
تمتم وعينيه هائمتان بها وهو يحرك يده نحو ذقنها ليرفع وجهها اليه لتغوص بعمق عينيه تائها تماما ما كان عليها الحضور الى هنا فهي منجذبة حقا له وهذا يجعلها هشة امامه انتفضت لتخرج من سحره الذي سيطر عليها لوهلة محدقة خلفها بهاتفه الذي يرن لتتعلق عينيها باسم المتصل لتشعر ببرودة مفاجئة تنسل اليها فتناولت هاتفه وقدمته له ليحدق باسم ليليا بينما تخطته متابعة سيرها نحو الباب لتغادر تابعها وهو يضع هاتفه جانبا دون الإجابة عليه وعينيه شاردة بالباب الذي غادرت منه لتقترب من حقيبة يدها التي وضعتها على الطاولة عند دخولها لتتناول منها هاتفها الذي يرن لتجيب على خالتها
- اجل خالتي
- كيف أنت
- بخير متى عدتي
- مساء الامس اتصلت لأذكرك بموعد حفل تخرج انجي
- لم أنسى وهل أستطيع
- أراك غدا إذا لا تتأخري
- لن افعل ( قالت وهي تحدق بهاتفها الذي يشير الى مكالمة أخرى فأضافت ) لدي اتصال أخر خالتي على الإجابة عليه
- حسنا .. سننتظرك .. وداعا
أغلقت مع خالتها لتجيب على فاليري قائلة باقتضاب
- اجل
- فلتتوجهي في صباح الغد نحو مرتفعات متروي
تجمدت لقول فاليري المفاجئ لتقول
- مرتفعات متروي
وحركت رأسها نحو الممر وهي تلمح دانيال الذي اتكأ على الحائط ناظرا اليها بابتسامة لتثبت مقلتيها و فاليري تضيف
- لقد أعجب والدا السيد اندروز بعملك ويرغبان باستشارتك ببعض الأمور الخاصة بمنزلهما هناك
بدا الغيظ على ملامحها وهي تتابعه يقترب منها قائلة
- الا يمكنك إرسال غيري لهذه المهمة فلدي ما يشغلني
لم يبدو دانيال متأثرا بقولها فقد اسند نفسه على الطاولة خلفه والاستمتاع بادا في عينيه بعكسها وفاليري تقول
- كنت أرغب بإرسال كيسي ولكنه أصر على أن تذهبي أنت فكما تعلمين لقد عملت في منزله وعملك يروق لهما .. أن استطعت إقناعهما بعمل التغيرات تعلمين أن هذا سيدر عليك بمبلغ جيد
- لا اعلم لما طلبني فهو لا يروقني ( قالت بتعمد وهي تنظر اليه مما جعل المفاجئة تظهر على ملامحه فاستمرت ) انه شخص متذمر ومتقلب المزاج ومضطرب تفيه حقه ولا أمانع بذهاب غيري
- لم المس اي شيء مما قلته به وانا اعرفه منذ وقت لذا لا تبالغي كما اننا منذ متى نهتم بهذه الأمور فلو لم يطلبك شخصيا وأصر عليك لأرسلت كيسي فهي ذو خبرة أكثر منك في هذا المجال ودانيال زبون مهم لا ارغب بخسارته من أجلك لذا عليك الذهاب غدا دون تذمر هل أوضحت وجهة نظري
- بشكل تام
- وداعا إذا
أبعدت الهاتف عن أذنها محدقة بدانيال وهي تقول
- ارغب بالتخلص منكما معا هل جننت
- حصلت لك على إجازة
- أستطيع تدبر أمري لو أردت الحصول عليها
- بعد هاتف ليليا كنت واثقا على عزمك المغادرة الست على حق
- اجل أنت على حق تماما كنت سأغادر فلا أجد سببا لبقائي ولما أبقى
- قطعتي كل تلك المسافة لتصلي الى هنا للاطمئنان علي سأكون ناكرا للجميل لو تركتك ترحلين
- جئت إكراما لوالدتك الم أعلمك هذا
- مازلت لا أجيب على مكالمتها ايسي اتصغين أعلمتك ذلك من قبل كما أنها لم تعد تتصل منذ زمن لم تفعل لابد وأنها علمت ما حدث معي لذلك عاودت الاتصال .. لقد انتهيت من ذلك إنها صفحة من الماضي ليس الا
- ليس عليك إثبات شيء لي
أجابته وهي تنظر نحو باب المنزل الذي فتح واطل منه شون وهو يحمل ثيو النائم وخلفه جيني
- أنتما هنا ( بادرتهما جيني بينما قال شون لدانيال باهتمام )
- كيف أنت .. تبدو شاحبا
- لم يحدث شيء حقا ان والدتي تبالغ
- دعوني أضع ثيو في السرير أولا ثم أعود لأعلم كيف حدث هذا
تخلصت جيني من حقيبتها لتقترب منهما قائلة
- أين عمتي
- غادرة لإحضار بعض الحاجيات برفقة ميراي
قال دانيال فتسالت
- انت بخير اليس كذلك
- اجل
أجابها باقتضاب مما جعلها تنقل نظرها بينهما قبل أن تقول لعدم تحدث أيا منهما
- هل قطعنا شيئا ما هل اذه
قالت وهي تهم بالتحرك فأسرعت ايسي ودانيال بالقول
- لا لا تفعلي
ثم حدقا ببعضهما قبل أن يعودا لنظر نحو جيني التي عادت لتنقل نظرها بينهما ليقترب شون متسائلا عما حدث لدانيال لينشغلا بالحديث بينما نظرت نحو ساعتها قائلة
- علي المغادرة
احاتط يد دنيال يدها حتى لا تتحرك من جواره ومازال يصغي لشقيقه بينما نقلت جيني نظرها بينهما وهي تتحرك نحو المطبخ لتشعر بقلبها يفارقها لتستمر ويده تضغط برقة على اصابعها
- ساصل في وقت متاخر ان لم اغادر الان
نظر اليها لقولها لتتشابك انظارهما بصمت قبل ان يقول
- الوقت متاخر بالفعل على المغادرة
- لما انت على عجل
تسال شون مما جعلها تسحب نظرها عن دانيال نحوه قبل ان تقول وجيني تقترب باكواب القهوة لتضعها على الطاولة الصغيرة
- انا ملتزمة بعمل لا استطيع التاخر عليه
- اني مع دانيال بعدم مغادرتك الان فكما تعلمين الطريق طويلة وبهذا الليل من غير المناسب ذهابك بمفردك
- اقتربوا
قالت جيني وهي تدعوهم للجلوس وشرب القهوة فحرك دانيال راسه لها بان تفعل لتراقبه وهو يتحرك ومازالت يده محتفظتا بيدها لتعقص شفتها بتفكير وتتبعه لتتناول كوبها وتجلس بجواره تحتسيه مصغية اليهم دون المشاركة بالحديث لتتنفس الصعداء لعودة ميراي وبرندا وستيفن للمنزل لتقول برندا وهي تغادر نحو المطبخ لجيني
- التقينا والديك في البلدة ودعوناهما لتناول العشاء برفقتنا إنهما على وصول
- سيسر ثيو لرؤيتهما يكفيه نوما سأوقظه
- أنتِ هادئة جدا اليوم أهناك ما يشغلك
تساءلت ميراي باهتمام فهزت رأسها لها بالنفي متسائلة عن أحوال ناثان قبل أن تنظر نحو ثيو الذي عاد برفقت والدته ليسرع نحوها ما إن رآها وهو يقول
- أرنبة دوني لقد اشتقت لك
ابتسمت له وأجلسته في حجرها بينما رفع دانيال حاجبيه قائلا
- ولم تشتق لي
بدا الحياء على ثيو وسرعان ما قال بحماس لايسي بينما والدته تراقبه باهتمام
- أحضرت علبا كثير لأصنع منها إشكالا سأحضرها
وأسرع بالنزول من حجرها ليختفي سريعا فقالت والدته وهي تتابعه
- لقد قال لرفاقه أن الأرنبة دوني صديقة عمه
اكتفت ايسي بالابتسامة بينما ضحكت ميراي وقال دانيال وهو يمعن النظر بها
- إذا الأرنبة دوني انه يليق بك
- أشكرك
تمتمت وهي تعقد حاجبيها ممازحة قبل أن تعود لنظر نحو ثيو الذي يقترب منها وهو يحمل مجموعة من العلب الكرتونية تناولتها منه بينما قال دانيال وهو يراقبها
- أنت في ورطة الان
- لا تعيري الأمر أي اهتمام ثيو لا تثقل عليها فهي ليست حقا الأرنبة دوني
قال شون بينما بدأت تصنع له بعض الأشكال وهي تستخدم المقص فقال ثيو ببراءة الأطفال لوالده
- أنها تعرف لقد رايتها تصنع مثلها كما أنها تصنع قطارا كبيرا بالعلب الكبيرة
ابتسمت ايسي وربتت على رأسه قائلة
- الان سأفعل هذه فقط
- انه يصدق أنها الأرنبة دوني يا للأطفال
قالت جيني بتذمر
- عليك أبعاده عن التلفاز ( قال ستيفين واستمر ) جلوسه أمامه لفترة طويلة لن يساعده

إدعاءات زائفة 7

وتحرك نحو الباب الذي طرق ليفتحه مرحبا بوالدي جيني الذين دخلا وخلفهما ليليا مما جعل ايسي تحدق ببطء وتفكير بدانيال الذي ثبتت عينية على ليليا قبل أن ينظر نحو ايسي وهم يقفون لترحيب بهم مشيرا بعينيه بعدم معرفته لتطل برندا مرحبة بهم بود مستمرة لليليا
- سعيدة جدا بتلبيتك لدعوة
- لم أكن لأستطيع الرفض
أجابتها بود قبل أن تلقي التحية على الجميع وتجلس برفقتهم تعمدت ايسي الانشغال قليلا بالأشكال التي تصنعها لثيو الواقف بجوارها قبل أن تعطيه إياها ليبتعد سعيدا بها وفيري تطمئن على صحة دانيال قبل أن تنظر اليها مبتسمة وهي تقول
- ارجوا أن تكون جميع أمورك بخير
- إنها كذلك ( أجابتها بود مصطنع فلا تستطيع حقا الإدعاء بأنها سعيدة بمجالسة ليليا وعائلتها لقد بدأت مشاعرها تطغى على تعقلها فتحركت من مكانها وهي تقول ) سأرى أن كانت برندا بحاجة للمساعدة في المطبخ
ما أن دخلت الى المطبخ حتى بادرت برندا وميراي المشغولتان بإعداد العشاء
- هل أساعدكما
- لم يبقى الكثير فالقد انتهينا ( أجابتها برندا )
- يمكنك مساعدتي ( حركت رأسها نحو دانيال الذي وقف بجوارها قائلا ذلك بود وأصابعه تحيط يدها ليتخطى عنها جاذبا إياها معه نحو الباب الذي يؤدي للحديقة الخلفية مستمرا لوالدته ) ما الذي جعلك تدعين ليليا
تابعت برندا وضع الطعام بالأطباق وهي تقول
- ولما لا ادعوها ( وحدقت بدانيال ومن ثم بايسي قائلة ) ارجوا أن لا يكون هذا قد أزعجكما لو علمت ذلك لما فعلت
حركت ايسي رأسها بالنفي باقتضاب بينما ضاقت عيني دانيال وهو يتابع للخارج جاذبا ايسي معه فتابعتهما ميراي هامسة
- أعلمتك انه ليس عليك فعل هذا هل يبدوان لك حقا شخصان منفصلان
- اعلم ما سمعته
- هناك خطأ ما ودعوتك لليليا ليست بالفكرة الجيدة
- أريد أن أتأكد إذا ما كانت سبب خلافهما ..  دانيال .. ايسي هلا ساعدتمانا بنقل الطعام فلقد انتهينا
توقفت ايسي عن متابعة السير مما جعله ينظر إليها قائلا بتاكيد
- احتاج الى محادثتك
- فيما بعد فكما ترى هما بحاجة لمساعدتنا
وسحبت يدها منه عائدة بأدراجها نحو المطبخ
بينما تابعها دانيال وهو يعقد يديه معا والتجهم يملأ وجهه قبل أن يتحرك بتمهل لينضم اليهم والتفكير العميق باديا عليه .

امعنت النظر ببرندا التي تشير لها بعينيها نحو دانيال وقد جلسوا حول المائدة يتناولون الطعام مما جعلها تنظر نحوه وقد جلس بجوارها يحرك السلطة بطبقه دون أن يتذوقها قبل ان تعود نحو برندا التي تشير لها نحو طبق الطعام الممتلئ بقطع اللحم الموجود في وسط الطاولة فاصطنعت ابتسامة قبل ان تتناول قطعة من الحم قائلة  
- أنت لم تتناول شيئا
ووضعتها بطبق دانيال فتابعها بصمت مما جعلها تنظر اليه لتلاقي عينيه الناظرتان اليها قائلا
- لقد فقدت شهيتي للطعام  
- رغم ذلك عليك تناول شيء
- لابد وان حادث السير قد اثر بي دون أن اعلم
رفعت حاجبيها لقوله إنه يلهوا الا يفعل فقالت مجارية اياه
- عليك تخطي الأمر ( ظهرت ابتسامة خفيفة على شفتيه فأضافت ) أنا جادة تناول السلطة على الأقل إنها خفيفة
اظهر عدم حماسة للأمر فتناولت القليل بشوكتها وقدمتها له قائلة
- تذوق القليل وستفتح شهيتك ( فتح فمه متناولا منها وهو يخفي ابتسامة فجميع الجالسين معهم يدعون أنهم منشغلون بالطعام والحديث وفي الحقيقة لا يفوتهم أي شيء بينما قالت ايسي ) كيف الأمر الان
- ربما القليل من تلك قد تساعد على أن استرد شهيتي
تناولت في شوكتها قطعة من اللحم وقدمتها له ليمضغها بتمهل قبل أن يقول لرفعها لحاجبيها
- سأتناول القليل من أجلك
عادت لتناول طعامها ساخرة من نفسها فلقد جرها من جديد للعب دور صديقته الم يفعل عادت للمحه بنظرة قبل أن تتابع طعامها وهي تتحدث مع ميراي وجيني وليليا التي تدعي الابتسامة وقد اغمقت عينيها بشكل واضح .

- متى تنويان إعلان ارتباطكما رسميا
تساءلت ميراي وقد وقفت برفقة دانيال وايسي بينما انشغل الباقي بالحديث وقد جلسوا بالحديقة الخلفية بعد انتهاء العشاء يحتسون العصير فحدقة ايسي بدانيال الواقف بجوارها قائلة بتفكير
- لا ننوي الاستعجال بالأمر
- ولما لا ( أجابها واستمر ويده تحيط خصرها ) أتعتقدين أنني سأسمح لك بالابتعاد
- هذا ما كنت أقوله لفيري للتو فأنتما متلائمان تماما
قالت برندا برضا قبل أن تلمح ليليا التي بدت وكأنها تجبر نفسها على البقاء لتعود نحو جيني متسائلة عن ثيو بينما تحركت ليليا لتضع كوب  العصير على الطاولة
- انتبهي
هتفت فيري لرؤية الدماء تتدفق من يد ابنتها التي كسرت الكأس بيدها لارتطامه بالطاولة بطريق الخطأ فحدقة ايسي كما فعل الجميع بليليا التي أطلقت صرخة مخنوقة ليسرع الجميع نحوها بينما شعرت ايسي بنفسها تتجمد في وفقتها وهي تبتعد رغما عنها وعينيها ثابتتان على يد ليليا التي تسيل منها الدماء فأسرعت بالتنفس محاولة تدارك نفسها
- انظري الي ( سارع دانيال بالقول وهو يجذبها لتصبح مواجه له مستمرا وهو يرى عينيها التين بدأتا بالتوهان ) ليس الوقت المناسب للإغماء الان ايسي ( تمتم ويديه تحيطان وجهها فحاولت سماعة جيدا فهو على حق ليس الوقت المناسب ..المناسب .. ولكن كيف ..يعرف هذا .. ) فكري بشيء أخر بسرعة أي شيء بعيد عن هنا ( نقل عينيه بعينيها التائهتان وأمام عدم استجابتها أسرع بمعانقتها لتشهق متفاجئة وهي تبعد رأسها عنه الى الخلف وقلبها الذي كان ينبض ببطء ويبتعد عنها قبل قليل عاد ليطرق بسرعة فسحبة نفسها منه بسرعة وذهول لتتركها يديه التين أحاطتا وجهها لتظهر ابتسامة خفيفة على وجهه وهو يقول ) على الأقل نجح الأمر ها أنت
- ما كان عليك ذلك ( توقفت وحركت رأسها نحو صوت ليليا التي أنت بألم وشون يتفحص جرحها فأسرع دانيال بإمساك وجهها ليعيده نحوه وهو يقول
- ليس عليك النظر اليها
اختفت الدماء تماما من وجهها وهي تمعن النظر به لا تستطيع استيعاب ما يجري قبل أن تقول
- كيف تعلم
- أعلمني صاحب العضلات المفتولة الذي يعمل معك .. جوناثان
زاد شحوبها فليس من المعقول أن يفشي سرها لا لا لن يفعل لذا قالت
- لا من المستحيل أن يعلمك
- لقد فقدت وعيك بمنزلي الا تذكرين حينها أعلمني
- و .. وماذا أعلمك بالتحديد
لم يفته القلق البالغ الذي يطل من عينيها لذا قال متعمدا
- انك لا تحتملين رؤية الدماء .. هل هو مرض نادر فلم اسمع به من قبل .. هل هو وراثي فانا قلق من أن تورثيه لأطفالي ( فتحت شفتيها دون قدرتها على قول شي ثم أغلقتهما وهمت بالاستدارة لتبتعد فهذا أفضل ما قد تفعله الان الا أن يديه أعادتها أمامه مستمرا ) عندما ينتهون سأعلمك
- أنت تبالغ ف.. لست اقلق من رؤية الدماء .. كل ما هناك أن .. أني اشعر بالدوار و .. و وتزامن هذا مع جرح احد العمال .. فاعتقد جوناثان أن .. أنت تعلم
أنهت كلماتها باستياء من نفسها فكذبتها لا تبدو مقنعة
- ليس علي إذا القلق بأمر أطفالنا ( قال بابتسامة مما جعلها تهتف )
- هلا توقفت عن هذا
- من الجميل رؤية الاحمرار يعلوا خديك أنت بخير الان
- ولما لا أكون ( قالت بعناد فقال وهو يسير ويضع يده خلف ظهرها لتسير برفقته )
- لنطمئن على ليليا إذا
- هل أنت بخير
بادرتها ايسي وهم يقفون بجوارها وقد جلست في غرفة الجلوس متأملة يدها المضمضة فقالت باقتضاب وهي تدعي الابتسامة وتلمح دانيال بنظرة
- اجل .. لاشيء يذكر .. القليل من الألم فقط .. اذكر في احد المرات تعرضي لما هو أصعب من ذلك ولكن .. في حينها كان الألم اقل
اغمقت عيني دانيال وهو يذكر تلك الحادثة وبقائه بجوارها فتحركت يده الملامسة لظهر ايسي  لتستقر على خصرها وهو يقول ببرودة
- من الجيد انك بخير قد يكون عليك رؤية الطبيب للتأكد من أمرها
- اشكر اهتمامك فهذا ما عهدته منك ( قالت وهي تقف مستمرة لايسي ) لدينا ذكريات معا من الصعب تجاهلها
وتحركت مبتعدة بينما تجمدت ايسي وابتلعت ريقها ببطء ليس عليها الاهتمام بما تقوله ليليا
- كان تصرفكما فظا حقا ( حركت رأسها نحو جيني التي قالت ذلك مستمرة ) كان بإمكانكما تأجيل عناقكما لوقتا مناسب أكثر
- الجو هنا حار لنعود للجلوس بالخارج
قاطعتها برندا قائلة بينما ضغطت يد دانيال على خصرها وهو يهمس
- أنغادر لقضاء الأمسية بالخارج
تعلقت عينيها بوجهه لتهز رأسها بالنفي فلا تريد مرافقته لذا قالت
- لا .. لنبقى
- أنت واثقة
- اجل
أجابته وعينيها تراقبان ليليا التي تناولت حقيبتها واقتربت من والديها وبرندا الذين يهمون بالتوجه للحديقة الخلفية لمحادثتهم قبل أن تغادر لترفع نظرها نحو دانيال لتجده يتابعها أيضا تنفست الصعداء عند انتهاء الأمسية لتعتذر من الموجودين وتتوجه نحو غرفتها ليبقى دانيال برفقت والديه بينما غادرت ميراي وشون وجيني نحو غرفهم
- الن تعلميني لما دعوتها
تساءل وهو ينظر الى والدته والتفكير باديا عليه فابتسمت برندا بينما قال والده
- اجل لما فعلت ذلك تعلمين أني لم أود تلك الفتاة يوما حتى عندما كانت مرتبطة بك ( أضاف وهو يحدق بدانيال واستمر ) أن أمرا ما يجول في عقل والدتك .. ما اعلمه أن ايسي تروق لك ( عاد للقول لزوجته مضيفا ) فماذا هناك
- لقد قمت بدعوة والداها ولما لا ادعوها ايضا هل هناك ما يقلق اليست علاقتك وايسي قوية أم أن حضور ليليا قد سببا مشكلة لكما
رفع والده حاجبيه قائلا
- الم تريهما يتعانقان بينما الجميع منشغلا بأمر يد تلك الفتاة ( وتحرك واقفا وهو يستمر بتذمر ) لا اعلم ما الذي يجول بعقل أولادي لم يجدا وقتا أفضل من ذلك ( ونظر نحو برندا مستمرا ) ولا ما في عقلك أيضا لذا لا تدعيها مرة أخرى الى هنا ولتكن شقيقة جيني لا تفعلي
وتحرك مغادرا فتابعته قبل أن تعود بنظرها نحو دانيال لتراه يتأملها بتفكير فتحركت من مكانها قائلة
- اشعر بالتعب أيضا فتصبح على خير
بقي يحدق حيث اختفت وما هو متأكدا منه أن هناك أمرا ما ولكن ما هو لا يستطيع أن يعرف تحرك ليدخل متوجها نحو غرفته ليتوقف بمنتصف الطريق أمام باب غرفة ايسي ليقترب منه ويطرق عليه وما ان اطلت حتى بادرها
- مازلت مستيقظة
- كنت على وشك النوم .. كان اليوم حافلا ( هز رأسه بالإيجاب بصمت مما جعلها تتابع ) أنت بحاجة للراحة ايضا 
ابتسم لقولها قائلا 
- تريدين التخلص مني 
هزت راسها بالايجاب قائلة بينما عقد يديه واستند بوقفته على حافة الباب
- احتاج للراحة 
- مني 
- اجل 
- لماذا 
- لماذا .. لدي الكثير ولكني امارس ضبط النفس لدرجه ادهشتني انا نفسي فلم اكن اعلم اني لدي هذه القدرات ( لم يستطع اخفاء ابتسامته رغم انه حاول فتابعت بهمس ) كلما دفعتك بعيدا لا اعلم ما يحدث وكيف تعود 
- انت من حضر الى هنا
- ما كان علي هذا اجل اعلم اني مخطئة لذا بعد اليوم لن اقوم بالرد على اي اتصالات مصدرها انت او احد من افراد عائلتك ( ونقلت عينيها بعينه مستمرة بتأكيد ) لقد انتهينا هنا عليك ادراك هذا 
- ان كنت اريد ولكني لا اريد 
- انظروا لهذا 
- انت تروقين لي جدا 
- لن اصدقك فلا تحاول 
- اتعلمين ( قال وهو يستقيم بوقفته مستمرا وهناك وميض بعينيه ) سيكون الغد ممتعا حقا 
- بالنسبة للغد 
قالت فقاطعها بتاكيد وهو يغمزها بعينه ويتحرك من امامها 
- اجل سيكون يوما مميزا 
عقصت شفتها وهي تتابعه فليس عليها مجادلته فلتترك الغد للغد فهو يلهوا بها والمشكلة ان تصرفاته لا تزعجها بل تدخل السرور الى نفسها  اغلقت باب غرفتها لستند عليه متمتمه
- يا لا غبائي  .. ليكن لا اهتم .

- صباح الخير
قال دانيال في صباح اليوم التالي وهو يحدق بوالدته الجالسة بمفردها في غرفة الجلوس فردت له تحيته وهي منشغلة بتفقد الصحيفة بينما جال برأسه في أنحاء الغرفة وهو يتوجه للمطبخ ليجده فارغا فعاد بأدراجه نحو والدته وهو يقول
- عرجت على غرفة ايسي فلم أجدها
رفعت والدته عينيها ببطء نحوه قبل أن تقول والتفكير باديا عليها
- غادرت صباح اليوم ( بدت المفاجئة عليه وسرعان ما أخفاها ووالدته تضيف ) الم تكن تعلم أنها ستغادر
- اعلم ولكن .. قد نسيت
قال وهو يجلس ومئات الأفكار تتزاحم في عقله في هذه الدقيقة فحاول تدارك ذلك وهو يقول
- ووالدي أين هو
- غادر لإحضار بعض الحاجيات من البلدة .. قالت إنها لا ترغب بإزعاجك حتى تنال القسط الوافر من النوم لذا لم توقظك قبل ذهابها .. هل أموركما على مايرام
- اجل ولما لا تكون
- ما الذي تنتظره إذا .. لما لا ترتبطا بشكل رسمي
بقيت عينيه تحدق بوالدته دون أن يجيبها ليحرك يده نحو جيب بنطاله متناولا هاتفه الذي اخذ بالرنين محدقا باسم شريكه بالعمل ليحدثه ويغادر الغرفة بينما تابعته والدته .

نقلت نظرها ببطء عن المجموعة الكبيرة من الطلاب الذين يستلمون شهادات التخرج نحو هاتفها محدقة به قبل أن تنظر نحو خالتها الجالسة بجوارها وتعود لتنشغل بما أمامها لتعود لتفقد هاتفها بعد مضي بعض الوقت
- أتنتظرين مكالمة
تساءلت خالتها فحركت رأسها بالنفي ووضعت هاتفها بحقيبتها لما لم يتصل بها لقد أصبحت الثانية عشر بالتأكيد ليس نائما حتى الان .

 توقفي نهرت نفسها وهي تتناول طعام العشاء برفقة خالتها واريك وانجي ليس عليها التفكير به أكثر 
- ما بك ( قال اريك واستمر لتحديقها به بصمت ) أهناك ما يشغلك
هزت رأسها بالنفي وعادت لتناول طعامها وهي تبتسم لتنشغل معهم بالحديث الدائر .

نظر دانيال الى ساعة يده التي تشير الى الحادية عشر ليلا وهو يتناول هاتفه وقد استلقى على الأرجوحة في الخارج لتتوقف عينيه على اسم ايسي ليتملكه التردد للحظه قبل أن يعيد الهاتف الى جيبه لا لن يتصل بها برغم رغبته الشديدة بهذا تنهد ورفع يده ليضعها تحت رأسه شاردا .

- لا تتأخري ( أطلت تينا من باب مكتبها قائلة ومستمرة لرؤيتها تعمل على حاسوبها ) عليك بالإسراع فلا أريد أن نكون أخر الواصلين
- لقد انتهيت انتظري
اجابتها وهي تنهي ما بيدها بسرعة وتتحرك من خلف مكتبها لتشد قميصها وهي تتقدم نحو تينا لتتخطاها للخارج وهي تقول
- في قاعة الاجتماعات أعدو الغداء
- اجل .. إنها لفته جميلة منهم دعوتنا جميعا لوداع السيد أغنيس انه يعمل هنا منذ ما يقارب العشرون عاما
- إنه من مؤسسي الشركة
- لذا يجب أن يكون تقاعده مميزا
دخلت الى القاعة برفقة تينا لتنضم الى زملائها بالعمل للاستماع لكلمة الشكر التي كان يلقيها السيد أغنيس قبل أن تتوقف عينيها على دانيال الجالس بجوار فاليري ومجموعة أخرى من المساهمين في الشركة أخذت تنقل عينيها بوجهه الجامد وملامحه الجادة وهو يصغي لأغنيس عليها تجاهل وجوده إنها تستطيع ذلك لا لا تستطيع همسة لنفسها وهيا تعود بعينيها نحوه قبل ان تجبر نفسها على التركيز باغنيس لتتناول هاتفها لوصول رسالة لها محدقة بالمرسل قبل ان ترفع عينيها ببطء نحو دانيال لتراه مازال يصغي للكلمة التي تلقى ففتحت الرسالة 
- لما تجلسين هناك فانت تملكين اسهم بالشركة 
- لم اعلمهم اني املك اسهم هنا لذا يتصرفون معي على اني موظفة عادية .. لما أنت متجهم
ثبتت عينيه على الكلمات التي أمامه قبل ان يكتب بضع كلمات ويعود للاستماع لإغنيس ما أن وصلتها رسالته حتى قامت بقراءتها وهي ترفع حاجبيها
- لأني مجبر على الحضور
- ومن أجبرك لا اعتقد انك حقا مجبر على الحضور
- أنت
- أنا ؟
- أردت رؤيتك وعلمت انك لن تستجيبي لمكالماتي .. اتعلمين انا غاضب منك 
رفعت عينيها عن هاتفها لتحدق به لتلاقي عينيه الناظرتان اليها لتمر لحظة بينهما قبل ان تسحب عينيها نحو اغنيس دون التركيز بما يقوله لتعود من جديد نحو هاتفها وقد وصلتها رسالة جديدة
- الا يستحق تصرفك الأخير أن اغضب لما غادرتي دون ان اعلم 
عادت بنظرها اليه فرفع حاجبيه لها متسائلا مما جعلها تستقيم بجلستها وتعود برأسها نحو أغنيس مدعية إصغائها إليه وتجاهل دانيال الذي عاد لإرسال رسالة جديدة حاولت تجاهلها إلا أنها عادت لرؤيتها 
- تتصرفين أحيانا بحمق الا تفعلين
حدجته بنظرة عدم رضا لتفاجئ بظهور ابتسامة خفيفة على شفتيه وهو يعود نحو أغنيس الذي أنها كلمته وعاد للجلوس في مكانه مع تصفيق الجميع له لتبدأ أطباق الطعام بالنزول على الطاولات أمامهم فقالت تينا
- لن أحضر الحفل الذي يعده في منزله مساء
- لما لا
- اتفقت وبرادي على زيارة والديه الليلة ستعلمينني عنها بالغد
- لن احضر أيضا .. وعدت أقربائي بتناول العشاء برفقتهم هدية مني لتخرج انجي وليس من المناسب أن اخلف وعدي كان عليهم إعلامنا بأمر الحفل في وقتا باكر وليس صباح اليوم
- أن فاليري لا ترغب بحضورنا لذا دعتنا في أخر لحظة ارغب بحضور الحفل وبالمقابل لا أريد أن اخلف وعدي مع برادي وماذا عنك
لمحت دانيال المنشغل بتناول الطعام والحديث مع الرجل المجاور له قبل أن تقول
- لا ينتابني الفضول بشأنها إنها حفل مثل باقي الحفلات
- أنت مخطئة فالسيد أغنيس صاحب نفوذ كبير وسيكون من بين المدعوين ولابد شخصيات مرموقة لذا لن يكون بالحفل العادي
لذا تحديدا لا ترغب بالذهاب تمتمت في سرها وهي تتناول طعامها وما أن انتهت مأدبة الطعام حتى غادر الجميع لمتابعة العمل فدخلت بدورها مكتبها لتقف بجوار النافذة شاردة فلم تشعر بدانيال الذي وقف على باب مكتبها يتأملها بصمت قبل أن يخطوا الى الداخل وهو يغلق الباب خلفه مما جعل حواسها تتنبه لرائحة العطر المألوفة والتي جعلت قلبها يخفق وهي تسمع صوت إغلاق الباب قائلة بصوت خافت
- كلما فعلت ذلك كلما انتابني شعورا غير مريح  
( ولعدم إجابته حركت رأسها نحوه لتجده مستندا على مكتبها وقد عقد يديه يتأملها فأضافت وهي تستدير نحوه ) أعلمت فاليري بأن والدتك قد اتصلت بي في أثنائي ذهابي الى مرتفعات متروي لتؤجل العمل في المنزل لأسباب خاصة مستجدة لذا لم اذهب .. ارجوا أن لا تكون قد أعلمتها بعكس هذا
- تستطيعين بسهول تخليص نفسك هل عدت للعمل إذا حينها
- لا كنت سأحصل على إجازة في ذلك اليوم فلدي أسبابي ولكنك من تعجل واتصل بفاليري
- رغبت ببقائك
تحركت باتجاه مكتبها مخفية توترها وهي تقول
- لم أجد سببا لبقائي
تناول يدها موقفا إياها من الذهاب خلف مكتبها وهو يقول بروية وهي تنظر اليه
- أني مهتم بأمرك الا يعد هذا سببا لبقائك ( نقلت عينيها بعينيه لقوله فاستمر ) لما لا تستطيعين تصديق ذلك هل تعتقدين أنه ليس لديك القدرة على قلب موازين المرء
- لا أستطيع الدخول في علاقة اعلم أنها قد تفشل لقد اكتفيت من خيبات الأمل ولم تعد لي القدرة على تحمل المزيد
اقترب منها وحرك يده لتحيط أصابعه ذقنها قائلا بصوت خافت
- لما تعتقدين أني سأخيب املك
- لا اعلم أن كنت حقا مهتما بأمري أم أني مازلت مجرد درعا لك
- بدأ الأمر بفضول ثم اهتمام ( قال وعينيه هائمتان بعينيها ومستمرا بصوت خافت مليء بالمشاعر ) وبداء ينموا شيئا فشيء كباقة الورد بدأت بوردة وأصبحت باقة هذه هي مشاعري .. بدأنا بطريقة خاطئة ولأسباب مختلفة ولكن أدرك ما هي مشاعري لم أكن أفكر بهذا ولكن من يستطيع أن يخطط متى يغرم أم لا
- وليليا ( ساءه أنها لا تصدقه فقال )
- أنت أكثر شخص يعلم أنها لا تعني لي شيئا
نقلت عينيها بعينيه القربتين منها أن مشاعرها تميل إليه كثيرا وقلبها يخونها بوجوده انسلت أصابع يده عن ذقنها نحو راحت يدها ليرفعها نحو صدره ويضعها فوق قلبه قائلا
- أنت تعلمين لمن يخفق هذا الان
غاصت بعينيه متمتمة بصوت منخفض ومشاعر كثير تعصف بها
- أسعى لعلاقة جادة 
- وأنا أيضا ( قال وهو يقترب منها أكثر متمتما ورأسه يميل نحوها ) أنت لا تعلمين كم تعنين لي
ليعانقها دون ان تعترض
- عليك بالاسر
توقفت تينا عن المتابعة وقد فتحت الباب وهمت بالدخول لتتجمد في مكانها بينما حدقت بها ايسي ودانيال لوهلة دون استيعاب لتنقل عينيها المتوسعتان بينهما قبل أن تسرع بإغلاق الباب والمفاجئة تتملكها لتختفي مفاجئتها ويدب القلق على ملامحها وهي ترى فاليري التي تقترب منها قائلة
- لما لم تحضري بعد وأين ايسي
- أه ايسي ( تمتمت وأسرعت بالقول بصوت مرتفع ) ايسي أنت تريدين أيسي .. لقد كنت قادمة لإعلامها بأمر الاجتماع من الطف منك فاليري أن تحضري بنفسك لإعلامها
أضافت بصوت مرتفع أكثر مما جعل فاليري تلمحها بنظرة فظة وهي تفتح باب مكتب ايسي لتدخل بينما أسرعت تينا بالنظر للداخل لتتنفس الصعداء لرؤيتها لايسي تجلس خلف مكتبها بينما جلس دانيال يتفقد كتاب النماذج أمامها
- أنت هنا .. أمازالت والدتك تريد العمل على منزلها
بادرت دانيال بابتسامة واسعة لدى رؤيته 
- اجل
- يسرنا تلبيت كل ما ترغب به السيدة اندروز ( قالت بود له ونظرت نحو ايسي مستمرة وهي تضع بعض النماذج أمامها ) أريد أن تكون هذه جاهزة في صباح الغد و .. لدينا اجتماع سيبدأ خلال لحظات بالتأكيد بعد أن تنتهوا واحرصي أن تلبي جميع رغبات السيد اندروز
التقت عينيها بعيني دانيال التين تنظران اليها بمتعة فحاولت أن تبدو جادة وهي تقول لفاليري
- لا تقلقي فالسيد اندروز زبون قديم
- ومهم ( تمتمت لها دون صوت ونظرا محذرة من أن يفقد اهتمامه بالعمل معهم قبل أن تعود نحو دانيال قائلة وهي تهم بالمغادرة ) يبدأ الحفل في الثامنة من الجميل أن تحضر معك السيدة اندروز فيسرني التعرف عليها
- أن كانت متفرغة سأفعل
تابعتها ايسي وهي تغادر لتتعلق عينيها بتينا التي رفعت يدها الى قلبها وفاليري تتخطى عنها مشيرة لتوترها فتمتمت ايسي لها
- أشكرك ( هزت رأسها لها بالإيجاب وتبعت فاليري بينما قال دانيال )
- سأرك الليلة إذا
- لن أستطيع الذهاب .. لدي موعد مهم
- الا تستطيعين التخلي عنه
- لا
- سأفقد اهتمامي بالحفل إذا
راقب الابتسامة التي أطلت على شفتيها قبل أن ينظر نحو الباب قائلا
- الا نستطيع إغلاقه
- لا
تمتمت وعينيها لا تفارقان عينيه الناظرتان اليها لتمر بضع ثواني بينهما قبل أن يتحرك من مكانه مرغما وهو يقول
- لنتناول الغداء معا غدا
- أين ( قالت من بين طرقات قلبها المضطرب )
- في منزلي
- أنت ستعده
- لنتعاون في الأمر فلست ماهرا كما تتخيلين .. أرك غدا إذا ( هزت رأسها بالإيجاب له وعينيها لا تفارقان عينيه الناظرتان اليها وبدا انه يهم بقول شيء الا انه عاد للقول ) للغد إذا
وتحرك مغادرا فرغبته بالبقاء تفوق رغبته بالمغادرة الان بينما تنهدت وهي ترمي برأسها فوق مكتبها ليلامس جبينها الكتاب الموضوع على مكتبها وهي تتنهد إنها مغرمة به حتى الثمالة
- انه صاحب باقات الورود اليس كذلك ( أصغت لقول تينا قبل ان ترفع رأسها محدقة بها فاستمرت وهي تقترب منها ) هل وجدتي ضالتك أخيرا ( هزت رأسها لها بالإيجاب فتابعت تينا ) يروق لك بالتأكيد .. من كان يتخيل ان تنتهي مع السيد المضطرب
تحركت ايسي عن مقعدها نحوها لتتأبط ذراعها وهي تسير للخارج قائلة
- اعتقد أني مغرمة به
- حقا .. هذا جيد .. جيد جدا سأتخلص منك أخيرا .. أمازحك لا خلاص منك .

- أين انجي وخالتي لقد اخترت هذا المطعم خصيصا من اجل انجي 
بادرت اريك مساء وهي تجلس بجواره في المطعم الفاخر فأجابها 
- ستصلان خلال دقائق .. تبدين رائعة اليوم
أضاف وهو يتأملها من رأسها حتى أخمص قدميها فحركت يدها لتنسل بشعرها بنعومة وهي تقول
- أنت مخطئ فأنا أبدو هكذا كل يوم
ضحك بمتعة مما شد انتباه دانيال الذي دخل للتو وكان متجها نحو طاولته ليلمحه بنظرة سريعة قبل أن يعود الى ما أمامه ولكن سرعان ما عاد نحو اريك وايسي لتتجمد عينيه عليهما وتختفي الدماء من وجهه
- من تخدعين مازلت اذكر كيف تنهضين من النوم بحق لقد أخفتني في أحدا المرات أتذكرين كان شعرك مشعث وعيناك متورمتين من السهر وملابس نومك متجعدة
أخذت تضحك وهي تذكر ذلك اليوم فقد كانت في مزاج سيء واستطاع اريك إخراجها منه بدعابته وتعليقاته توقفت ابتسامتها وبدأت ملامح وجهها تتغير وهي ترى دانيال الذي يقترب من طاولتهما ليقف أمامهما ناقلا عينيه المغمقتان بشدة بينهما ليفارقها عقلها وقلبها في هذه الحظة بينما قال اريك بتردد
- دانيال .. هذا أنت ( وتحرك واقفا ببطء وهو يستمر بينما بقيت عيني دانيال معلقتان بايسي ومئات الأفكار تتزاحم في عقله ) لما لا تنضم الينا
نقل عينيه التي تحملان مئات الاتهامات في هذه اللحظة ببطء عن ايسي نحو اريك فقالت ايسي وقد ساءها هذا الموقف الذي وضعت نفسها به
- أن ما تفكر به ليس صحيحا .. هناك سوء فهم رفع يده لها طالبا صمتها وهو يقول ومازال عدم التصديق باديا عليه
- لقد كنت مغفلا كبير
وتحرك مبتعدا بخطوات ثابتة وقبضته تشتد بقوة تابعته بعدم تصديق وهو يغادر المطعم لتسرع بمغادرة مقعدها وهي تقول
- على إيضاح الأمر له ( وأسرعت بمغادرة المطعم متجهة نحو موقف السيارات لتسرع نحو دانيال الذي يهم بفتح باب سيارته قائلة بأنفاس لاهثة ) انه ابن خالتي دانيال اقسم لك أن اريك قريبي
تجمدت يده التي كان يهم بها فتح الباب لتشعر بجسده يرتجف بعصبية الا انه تمالك نفسه واستدار نحوها قائلا ببطء مشددا على كلماته
- لا مزيد من الإدعاءات .. هل أبدو لك أحمقا ( أضاف بحدة فاقدا قدرته على ضبط نفسه أكثر ومستمرا وهو يخطو نحوها ) ها هو المغفل الذي ستحتالين عليه منذ البداية علمت أن هناك أمرا ما بك ولكني تجاهلت ذلك لست سوا محتالة مستغلة ساعية للمال هذا ما كنت تسعين اليه الست كذلك
أضاف بصوت حاد غاضب فحركت رأسها بالنفي قائلة وقد أصبح أمامها
- لا لست كذلك فلا احتاج الى مالك
- هل دفع لك قسطا للشقة أم لم يفعل بعد أيوجد غيره أيضا أتعلمين لم اعد ذلك المغفل واريك شريكك فلقد نفى معرفته بك كما نفيتي لي انك كنت متواجدة في ذلك الحفل ماذا أكنتما تستمتعون بهذا أنت على حق انه موعدا مهم لا تستطيعين التخلي عنه فعودي اليه 
- أنه ابن خالتي ولقد دعوة خالتي وعائلتها لتناول العشاء هنا ( تراجع الى الخلف وعينيه تلمحانها بنظرة منفرة مما جعل قلبها يعتصر وهي تستمر بعناد ) انه بمناسبة تخرج انجي إنهم عائلتي لا أستطيع التخلي عنهم
- لديك عائلة إذا الان فهمت فقط لما لم أجد أي شيء يخصك ( وأمام الحيرة وعدم الفهم البادي عليها استمر بجفاء ) لقد بحثت عنك في جميع مواقع التواصل وفي غيرها ولم أجد لك أي وجود أنت لست ايسي وندل اليس كذلك أن ذلك الاسم ليس له وجود الا في شركة بيندن ( تجمدت مقلتيها واختفت الدماء من وجهها فأضاف بنفور ) ماذا هل لديك سجل إجرامي هل أنت محتالة محترفة تخفي نفسها
- لقد فهمت الأمر بطريقة خاطئة
- خاطئة لا لا اعتقد
أجابها وهو يتحرك مستديرا فهتفت باسمه الا انه تجاهلها وصعد الى سيارته ليحركها مبتعدا مما جعلها تتنفس بصعوبة وتترقرق عينيها بالدموع وهي تتابع سيارته التي تبتعد والألم في قلبها يزداد تعلقت عينيها باريك الذي يسير نحوها لتقول بصعوبة
- لما لم تتحدث لما لم تقل شيئا
- ما كان ليصغي وهو في هذه الحال دعيه الان
رفعت يدها لتمررها على خدها تمسح ما سال من دموعها بينما أحاطتها ذراع اريك وهو يقول
- لم اعلم أن الأمر بينكم جادة هدئي من روعك لن تسر والدتي أن رأتك بهذا الشكل
رغم أن اريك كان يتحدث الا أنها لم تكن تصغي وكل ما يجول بعقلها الان كلمات دانيال التي جرحتها في الصميم وجعلت قلبها يعتصر الما عادت الى المطعم برفقت اريك لتصل بعد قليل خالتها وانجي فحاولت المستحيل أن تبدو على مايرام الى أن انتهت الأمسية لتتنفس الصعداء وهي تعود لمنزلها وتغلق بابها على نفسها لتنسل جالسة بجواره لما لا تستطيع الاعتياد على خيبات الأمل لما فليس أول من يخذلها ولكنها لن تستطيع الاعتياد على ذلك فكلما حدث هذا كلما كان الألم اكبر تركت نفسها لتنسل دموعها بهدوء على خديها قبل أن ترفع هاتفها محدقة به لا لن يستجيب لها إنها تعرفه جيدا وتعلم ما الذي يفكر به الان
- هل امضيتي لليلة سيئة
بادرتها تينا في صباح اليوم التالي وهي تقدم لها كوبا من القهوة تناولته منها لتضعه على المكتب أمامها وهي تجيبها
- هل هذا واضح
- هل .. كنت تبكين .. اه حقا هل
- لا لقد أطلت بالسهر الم أعلمك أني سأقضي الأمسية مع أقربائي
- اجل ( قالت وهي تتأملها باهتمام قبل أن تضيف ) سأتوجه الى كوينتن لدي عروس مزاجية
- أهي متطلبة
- كثيرا وأنت أين عملك اليوم
- على إنهاء ما بدأت به رودي في الساحة الخلفية لمنزل تاتيان فالقد تعرضت لنزلت برد ولن تستطيع العمل .. علي الذهاب لا أريد التأخر
أضافت وهي تقف وتحمل حقيبتها وكوب القهوة لتغادر مكتبها برفقتي تينا لتنهك نفسها بالعمل محاولة عدم ترك نفسها لأفكارها لتتوقف محدقة بجوناثان الذي وضع المعدات في السيارة عند انتهائهم فاقتربت منه قائلة
- هل قمت بإعلام دانيال اندروز باني افقد الوعي عند رؤية الدماء ( هز رأسه بالإيجاب فقالت بحيرة ) ولما فعلت ذلك أنت لم تفشي سري يوما هل أعلمته بأكثر من ذلك
- لم افشي سرك فقط أعلمته سبب إغمائك فقد كان شديد القلق عليك وفي الحقيقة بدوتما لي مقربان الست على حق
- أنت مخطئ لسنا مقربين لذا لا تكرر فعلتك هذه .. أنا جادة 
اضافت بتأكيد وتحركت مبتعدة ليتابعها بتفكير .

جلست شاردة أمام بعض الأوراق مساء تتأمل بهم احدها لعقد الشقة والأخرى تثبت امتلاكها لأسهم في شركة مرموقة ولديها وظيفة ثابتة لأكثر من عامين يتبقى ارتباطها بشخص مناسب ابتسمت بتهكم من نفسها والحزن باديا عليها قبل أن ترتمي الى الخلف بجلستها محدقة بسقف الغرفة شاردة لتتجمد مقلتيها فجأة وتنهض ببطء ثم تسرع بتناول هاتفها تبحث عن احد الأرقام لتتصل به لتنتظر بترقب سماع صوت ليندسي لتبادرها
- مساء الخير كيف أنت
- بخير ايسي لم اسمع عنك منذ وقت كيف هي أحولك
- ليست بخير مؤخرا
- أتعانين بعض الصعوبات 
- اجل و .. احتاج الى مساعدتك .. أريد أن اعلم عن مواعيد والدي هذا الشهر  .

حدقت بساعة يدها التي تشير الى الحادية عشر في صباح يوم الأربعاء وهي تقود سيارتها في مدخل طويل تملأ جانبيه أشجار عالية في نهايته منزلا كبير فاخر ذا طابقين لتوقف سيارتها قرب سيارة مألوفة لها ومن الصعب عليها تجاهلها فتنفست جيدا لن تتراجع لن تفعل الان فمنذ يومين وهي تعد نفسها لهذا تحركت نحو الأدراج القليلة لتصعدها وتفتح الباب دون الطرق عليه لتدخل بخطوات ثابتة متجهة نحو غرفة مكتب والدها
- ايسي هذه أنت
- مرحبا ( قالت باقتضاب لزوجة والدها التي أطلت من احد الغرف واستمرت ) جئت لرؤيتي والدي
- انه مشغول الان لما لا تجلسين قليلا وسيراك بعد أن ينتهي
- لا بأس لن يمانع
قاطعتها وهي تفتح باب المكتب وتدخل مما جعل والدها الجالس خلف مكتبه ينظر اليها من تحت نظارته بحيرة بينما توقفت عيني دانيال الجالس أمامه عليها وهي تسير نحو والدها متجاهلة تماما وجوده
- مرحبا كيف أنت
قالت وهي تقترب من والدها لتطبع قبلة على خده بينما اختفت الدماء تماما من وجه دانيال وبدا عدم الفهم عليه فقال يوهنس
- أنني باجتماع لان لما لا تنتظرين ق
- لا باس لا اعتقده يمانع ( قالت وهي تنظر نحو دانيال مستمرة ) هل تمانع
نقل دانيال عينيه بجمود منها الى والدها والمفاجئة بادية علية فقال يوهانس
- اعتذر عن فظاظة ابنتي
- ابنتك
تمتم دون صوت وعينيه تعودان نحوها بسرعة فنظرت الى والدها قائلة وهي تفتح حقيبتها وتبدأ بإخراج الأوراق لتضعها واحدة تلوا الأخرى أمامه على المكتب
- هذا عقد إيجار الشقة وهو بسمي ولم يبقى لي الا دفعة واحدة هذا الشهر ادفعها وهذه تثبت لك أني اعمل في شركة منذ عامان كاملان أما هذه فهي امتلاك لأسهم في شركة مرموقة أتكفي هذه تساءلت وهي تحدق بوالدها الذي يتابعها باهتمام بينما بقيت عيني دانيال عليها وملامحه تعبر عن عدم فهمة لما يجري رفع يوهانس عينيه عن الأوراق نحوها قائلا
- مازال ينقصك احدها 
- أتعني ارتباطي بشخص مناسب لا يعلم أني ابنتك حتى لا يكون ارتباطه بي لاني ابنتك
هز رأسه بالإيجاب لها فحركت يدها نحو دانيال قائلة
- انه يجلس أمامك ( نظر يوهانس ببطء نحو دانيال الذي إغمقت بشرته بشدة ليقول يوهانس وهو يعقد حاجبيه )
- تعنين
- اجل وكما ترى انه يعاني من الصدمة لاني ابنتك
- هل ما تقوله صحيح ( تساءل يوهانس بينما تعلقت عيني دانيال بها بجمود فعقدت يديها معا لتلاقي نظراته أن كان سيتخلى عنها فلن تدع الأمر يمر هكذا ) هل ما تقوله صحيح
عاد يوهانس ليكرر لدانيال الذي نظر اليه قائلا بعدم تصديق
- هي ابنتك حقا
- اجل ( حرك دانيال رأسه بالنفي قائلا وهو يقف )
- طوال هذا الوقت كنت ابنته ولم تعلميني ما بك هل يروقك استغفال الناس .. أتعلمين هذا كثير كثيرا جدا
- ادعى ايسين يوهانس ورثت من جدتي ثروة طائلة يرفض والدي تسلميها لي إن لم اثبت أني استحقها ولن أبعثرها فلا تلمني ولا تتهمني بالاحتيال فلم اذهب إليك بل أنت من دخل الى حياتي وطلب مساعدتي وليس العكس 
- توقفي ( قال رافضا ما يسمعه ومستمرا ) لا اصدق ما أسمعه كلما اقتربت منك كلما اكتشفت أني لم أكن أعرفك حتى أتعلمين لقد اكتفيت اجل اكتفيت
قال بتأكيد وهو يستدير نحو الباب خارجا وما زالت الصدمة تتملكه فهتفت لوالدها الذي يراقب ما يجري بصمت
- أرئيت ها هو قد تخلى عني الان لاني ابنتك هل يروق لك الأمر
رفع والدها حاجبيه قائلا
- بعد التفكير بالأمر أجد انه مناسبا جدا لك أحسنت الاختيار
أخرجت الهواء من صدرها بعدم تصديق من قول والدها وتحركت خلف دانيال لتقول وهو يهم بالصعود بسيارته
- أن كنت تعتقد أني ليليا أخرى فأنت مخطئ فلن اجري خلفك ولست محتالة ولا مخادعة
- ماذا أنت إذا ( قال بعصبية وهو يستدير اليها )
- فتاة تعرضت للكثير الكثير فأصبح إخفاء هويتي أمرا ضروري
- لم تثقي بي والا لأعلمتني
- لا لم أثق بك
- حتى بعد أن علمتي أني مغرم بك
- هل ترغب بأن تعلم كم شخص كان مغرم بي ولم يكن كذلك حقا الا تعلم أن كوني أبنت يوهانس المخرج المعروف والمميز باعماله كيف تجعل الشبان جميعهم يرغبون بالتقرب مني للوصول الى والدي
- إذا أنت لم تصدقيني حتى
- حتى لو فعلت منذ أيام قليلة فقط أعلمتني أتريد منى أن أبوح لك بكل ما أخفيه لأنك أعلمتني هذا
- لقد انتهيت من هذا الحديث
- وأنا كذلك فعلت
- لقد استغليتني بمهارة في الداخل
- لقد استغليتني قبلها الم تفعل 
- أتعلمين ( قال بتأكيد وإصرار وهو يشير لها ) لا أريد رؤيتك بعد الان
وتحرك ليمسك باب سيارته فقالت بعناد
- هذا أفضل ما قد يحصل فلا أريد رؤيتك أيضا
وتحركت عائدة بأدراجها نحو المنزل لتستمر نحو غرفة المكتب مبادرة والدها الذي وقف قرب النافذة
- لقد نفذت لك ما أردته وبزمن اقل مما حددت لي ولا تقول أني لم احظي برجل فلقد تخلى عني لإخفائي حقيقتي عنه أيروق لك الأمر الان
- كنت أتفقد أمورك بين الحين والحين .. وأنا فخور بك ( رمشت لقوله المفاجئ فاستدار ليسير نحوها مستمرا ) يسرني أنك استطعتي الوقوف على قدميك دون مساعدة من أحد وتخطيك لوفاة والدتك وشقيقك .. قد أكون ضغط عليك بقوة ولكن هدفي كان أن تستعدي اتزانك بعد فقدك لوالدتك فالقد اصبحتي مختلفة منعزلة كثيرة السهر وتتصرفين بتهور لذا كان علي منعك من الحصول على الإرث الذي تركته لك والدتي
- كنت بحاجته فلم يتبقى شيء معي لقد ذهب جميعه في علاج والدتي لا تبرر قسوة قلبك بادعائك الاهتمام بمصلحتي
- والدتك العنيدة هي من رفضت مساعدتي لها والا لما اضطررت لصرف جميع مدخراتك في علاجها .. كنت اعرف حاجتك الماسة للمال بعد وفاتها واعلم ان ما تركته لك والدتي سيساعدك وبنفس الوقت اعلم انك لم تخرجي من الصدمة التي تعرضت لها وفاة اينس اولا ثم والدتك لم أكن لأعطيك إياه كنت لتبعثريه أن أردت أن تسميها بقسوة القلب فكما تريدين ولكن انظري الى نفسك الان ولتتخيلي لو أعطيتك إياها كيف ستكونين .

بقيت كلمات والدها الأخيرة تتردد دون توقف في عقلها وقد أوقفت سيارتها قرب منزلها لتسند رأسها على عجلة القيادة لقد انهارت حياتها من جديد لما يستمر هذا بالحدوث لها لما غادرت سيارتها لتدخل الى شقتها بإعياء وهي تمسح دمعة انسلت من عينيها ما الذي عليها فعلة الان تشعر بأنها تائهة تائهة تماما وفقدت شيئا مهما .

- اجل
قالت في صباح اليوم التالي وقد جالست على الأريكة أمام التلفاز عند اتصال تينا بها
- أين أنت
- لن اذهب الى العمل اليوم
- هل أنت متوعكة
- اجل فلتحصلي لي على إجازة .. لأسبوع على الأقل
- هل ذهبتي لرؤية الطبيب
- لا ولا أستطيع الذهاب للعمل الان هلا حصلت لي على الإجازة
- حسنا ( أجابتها بتردد قبل أن تغلق الهاتف فعادت لمشاهدة التلفاز دون رؤيته حقا  .

- صباح الخير ( بادر دانيال ثيو الجالس أمام التلفاز في الصباح وهو يتجه نحو المطبخ ليسكب لنفسه كوبا من الماء قبل أن يطل من الباب الخلفي للحديقة ويعود بأدراجه نحو ثيو ليجلس بقربه قائلا ) أين الجميع  
- ذهبت جدتي وجدي برفقتي أمي وأبي الى المستشفى ( بدا القلق على دانيال لقول ثيو وقبل أن يسأل أضاف ثيو وعينيه ثابتة على التلفاز ) سيحضرون لي شقيقا صغير
- لقد حان الوقت إذا
- اجل لقد اتصلت بهم منذ قليل مازال أمامها بعض الوقت ( قالت ميراي التي أطلت وأضافت ) سأعد الإفطار هل شهيتك أفضل اليوم فأنت لم تأكل شيء يذكر بالأمس
هز رأسه باقتضاب لها ومال بجلسته للأمام ليفتح جهاز الكمبيوتر الموضوع على الطاولة أمامه بينما قال ثيو
- متى ستحضر الأرنبة دوني ( توقف دانيال عن الحراك قبل أن يتابع تصفحه بصمت فأضاف ثيو وهو يشير بيده نحو التلفاز ) أريدها أن تصنع لي علبتا للأقلام كهذه
لمح دانيال التلفاز وهم بالعودة نحو كمبيوتره ولكن عينيه عادت لتوقف على شاشة التلفاز التي تعرض فتاة ترتدي أنفا يحمل شوارب أرنب وتضع على رأسها أذني أرنب تقوم بتعليم الأطفال بعض المهارات ليرمش متفاجئا ويصغي جيدا لصوتها قبل أن يمعن بعينيها التين لن يخطئ بهما ليستند ببطء الى الخلف بجلسته وهو يتابعها قبل أن تمتد يده ببطء نحو رأس ثيو قائلا
- تبين انك أذكى واحدا فينا
- هل ستحضر الأرنبة دوني اليوم 
هز رأسه له بالنفي وهو يتابع نهاية برنامجها وهي تقول
- كانت معكم ايسين يوهانس وداعا أصدقائي والى الغد في مهمة جديدة
بقية عينيه تتأمل شاشة التلفاز قبل أن يعود للانحناء نحو جهاز كمبيوتره .

- ما بك الن تتناول الإفطار .
قالت ميراي وقد انتهت هي وثيو من الإفطار ودانيال لم يحضر فهز رأسه لها بالنفي دون أن تفارق عينيه الصور الخاصة بحادث تدهور سيارة زوجة يوهانس السابقة وطفليه متأملا وجه ايسي المليء بالدماء وحسب التقرير المكتوب فالقد تعرضت لكسر في انفها وتهشم فكها وكسر في يدها اليسرى بينما فارق شقيقها الحياة ووالدتها تعرضت لشلل لازمها حتى وفاتها , اخذ يبحث في كل مقال كتب عن عائلة يوهانس ليتوقف على مجموعة صورا لها بعضها وهي تلهوا برفقة أصدقاءها وبعضها لبعض المناسبات التي كانت تحضرها وإحداها وهي في الثانية عشر برفقة والدها في افتتاحه لأحد أفلامه ليقرأ مقالة أخرى عن طلاق والديها وارتباط والدها بفتاه تصغره بكثير بحث وبحث ولكن بعد تلك الحادثة لم يجد أي أثرا لها فجلس شاردا بصورة لها وهي تبتسم وتشير بيدها بالتأكيد هناك اختلاف فذقنها الان تبدو انحف وانفها كذلك تذكر حديثها وهي تعلمه أنها لم تعد تشبه والدتها قبل أن يذكر إخبارها إياه عن هذه الحادثة مستثنية منها شقيقها ليشعر بغصة تلازمه فأغلق الشاشة ونهض من مكانه ليقف قرب النافذة شاردا .

طرقات مستمرة على باب بيتها جعلتها تنهض عن الأريكة متوجه نحو الباب وهي تقول
- من
- إنها أنا ( فتحت الباب محدقة بتينا التي تخطتها الى الداخل قائلة )
- لما لا تجبين على اتصالاتي لقد دب بي القلق ما بك ( أضافت وهي تلمحها بنظرة من رأسها مارة بشعرها المنسدل بإهمال الى بيجامتها مضيفة ) ما الذي حدث
أغلقت الباب وتحركت لتعود للجلوس على أريكتها وهي تقول
- ما الذي لم يحدث
جالت تينا بنظرها بالطاولة التي أمامها والتي تحوي كمبيوترها بالإضافة لبعض علب الطعام الجاهز ومجموعة من أكواب القهوة الفارغة قائلة
- منذ متى وأنت تجلسين هكذا
- لم أعد اذكر
رمشت تينا بحيرة قبل أن تتحرك نحوها جاذبة إياها للوقوف وهي تقول
- تعالي
- ما بك
- انا ام انت 
- حقا ماذا هناك
- الى الحمام سريعا ( قالت بإصرار وهي تدفعها للسير )
- لا أريد الاستحمام
- بل ستفعلين هيا أسرعي والا دخلت بنفسي لفعل ذلك
- لا داعي 
قالت وهي تهم بإغلاق الباب خلفها فأضافت تينا
- أسرعي ولا تتأخري
- لايوجد عمل اليوم ما الذي تفعلينه هنا
تساءلت وهي تتخلص من قميصها بينما أخذت تينا تنظف لها الطاولة وتفتح شبابيك الشقة وهي تقول
- كان علي تفقدك فلم تفعلي هذا من قبل .

خرجت من الحمام بعد أن انتهت وهي ترتدي روبها الأبيض قائلة وهي تتوجه نحو غرفتها
- بما أنها إجازتك لما لم تقضيها برفقتي برادي
- لأني كنت أفكر بك لما لا تجيبين بما انك هنا ( وأمام عدم إجابتها تحركت تينا نحو غرفتها لتجدها تسرح شعرها بعد أن ارتدت ملابسها فأضافت ) حقا ماذا هناك 
وضعت فرشاتها جانبا بروية وهي تقول
- احتجت للانفراد بنفسي ليس الا وأعتذر لعدم إجابتي على اتصالاتك
- هل .. هل .. تعلمين ماذا
- لا لا أعلم
- أنت و .. السيد المضطرب الم يسر الأمر على مايرام
هزت رأسها قائلة
- لا لم يسر على مايرام
- لا عليك منه مازال هناك نوريس إنه يكثر بالسؤال عنك
- لا .. لا احتاج الى احد لقد اكتفيت
- أتعلمين لنخرج
- الى أين
- للغداء بالخارج لتنزه هيا بنا سنمضي وقتا ممتعا معا
قالت وهي تجذبها معها لتغادرا الشقة متجهتين الى إحدى الحدائق لتتناولا الغداء هناك ثم تذهبان لتبضع ومن ثم التوجه نحو النادي للعب كرت المضرب قبل أن تفترقا لتقول تينا وهي تودعها
- أرك في الغد فلا تتأخري فالعمل كثير
- لن افعل .. تينا ( أضافت وتينا تهم بالابتعاد مما جعلها تعود بنظرها اليها فأضافت ) أشكرك
- أنت على الرحب والسعة  .. لا تتأخري بالغد والا وجدتني فوق رأسك
ابتسمت لها وهي تتابعها تبتعد قبل أن تصعد بسيارتها وتعود بأدراجها نحو المنزل .

- هذا جيد .. صباح الخير ( بادرتها تينا في صباح اليوم التالي وهي تطل على مكتبها مستمرة ) لقد سبقتني حتى
- أنت متأخرة
- اجل لقد تأخرت بالنوم .. هل رايتي فاليري
- اجل منذ قليل ( كانت تجيبها وهي شاردة بهاتفها مما جعل تينا تقول )
- هل وصلك شيء مهم
حركت رأسها بالإيجاب ووضعت الهاتف جانبا وفتحت جهاز الحاسوب أمامها قائلة
- هل تحبين العمل بهذه الشركة
- وهل لدي خيارا أفضل .. ماذا تكتبين
- استقالتي
- لست جادة ( قالت تينا وهي تقترب منها لترا ما تكتب قبل أن تحدق بها قائلة ) هل أزعجتك فاليري أنت تعرفينها ليس عل
- ليس بسبب شيء قالته ولكني انتهيت من هنا ( قالت وهي ترسل طلبها الى فاليري مستمرة وهي تعود بجلستها الى الخلف بارتياح ) معي الان شهر كامل للخلاص من هنا اليس هذا ما هو مكتوب بعقد العمل إعطائهم مهلة شهر قبل ترك العمل لهم هذا
- اعتقد انك تتصرفين بطيش ( ابتسمت ونظرة نحو تينا قائلة )
- بل أنا الان في قمة الشعور بالراحة
هزت تينا رأسها لها بعدم اقتناع قبل أن تحدق بساعتها وتتحرك نحو الباب قائلة
- عليك إعادة التفكير بما فعلته .. لقد تأخرت أراك عندما أعود وفكري جيدا فلا أتخيل الدخول الى هنا ولا أجدك
تابعتها وهي تغادر قبل أن تعود نحو هاتفها لتحدق برسالة والدها التي أرسلها بالأمس ولكنها لم تفتحها سوى الان (( كيف أنت أن تفقدتي حسابك البنكي فستجدين إني قد حولت لك ما تركته جدتك لك عليك التصرف به بحكمة وتعقل أنا أثق بك واعلم انك لن تخذليني اعلم أن أمورك ودانيال اندروز لم تعد على ما يرام فلأول مرة منذ أن بدأت بالتعامل مع شركتهم يرسل شريكه في العمل للقائي ورغم ذلك هذا لن يغير قراري بإرسال المال لك فأنت تستحقينه وعملت جيدا من اجله .. والدتك كانت لتكون فخورة لما اصبحتي عليه .. فلتبقي على اتصال والدك المحب يوهانس ))
ظهرت ابتسامة خفيفة على شفتيها قبل أن تعقصهما  فمجرد إقراره بهذا لهو أمرا جيد فلطالما حاول دمجها في عالمه بينما حاولت والدتها جاهدة إبعادها عنه لم تكن تريدها أن تصبح كوالدها فلم يصل الى ما هو عليه الا بجهد كبير أدى لخسارته للكثير وأولهم عائلته ومما زاد من نقمته على والدتها أنها أبعدتها وهي في بداية حياتها الفنية ونجاحها كما كان يقول رغم اعتراضها وتصادمها بدايتا مع والدتها الا انها ادركت ان والدتها كانت على حق فلقد أصبحت أكثر طيشا وتهورا وقد جعلتها تعاني وهي تحاول حمايتها الا ان ذهبت لإحضارها من مقر الشرطة لحجزها ومجموعة من رفاقها بسبب القيادة المتهورة كانت النهاية بالنسبة لها فالقد ساءها ما وضعت والدتها به والألم والحزن الذي تسببت به لها لذا اتخذت قرارها وأعلمته أنها تفضل الطريق الذي اختارته لها والدتها وانها لا تريد أن يكون لها أي صلة بعالمه الكبير وهكذا أصبحت ايسي وندل فلطالما نادتها والدتها وعائلتها بايسي كتحبب .

- اجل انجي
أجابت على هاتفها الذي يرن وهي تسير في ممر الشركة متجهة نحو المصعد
- لنلتقي في نهاية الأسبوع الديك ما يشغلك
- لا سأكون متفرغة أوصلي تحياتي لخالتي أراكم قريبا وداعا 
قالت وهي تهم بإعادة هاتفها الذي رن من جديد ففتحت الخط وهي تبادر جوناثان وتهم بنفس الوقت بالدخول الى المصعد الذي فتح

- اجل لن اتأخ .. ر ( تابعت ببطء وعينيها تتوقفان على دانيال الواقف بالمصعد برفقة فاليري والذي نظر اليها بدوره دون أن تتغير ملامحه الجادة  فاستدارت معطية ظهرها لهما لتراقب الباب الذي يغلق وهي تستمر لجوناثان وتضغط على رقم واحد ) أغادر الشركة الان احتاج الى ربع ساعة .. اجل .. سأحضره معي
أعادت هاتفها الى حقيبتها وهي تنظر نحو باب المصعد بثبات لا يعكس اضطرابها الداخلي فهو يقف خلفها على بضع خطوات منها ورائحة عطره تملأ المكان وارتجاف قلبها الذي يخونها يزيد من توترها توقف المصعد وبداء بابه يفتح مما جعلها تنظر الى أرقام المصعد وفاليري تقول قبل أن تتخطى عنها
- لنبقى على موعدنا
- بالتأكيد ( أجابها باقتضاب فلمحت ايسي وهي تهم بالمغادرة قائلة )
- أسرعي فأنت متأخرة
هزت رأسها لها بالإيجاب باقتضاب وباب المصعد يغلق عليها من جديد ليتفاقم توترها وكل تركيزها منصب على الرجل الذي يرافقها والذي التزم الصمت وعينيه لا تفارقان ظهرها ما أن فتح الباب في الطابق الأرضي حتى غادرته لتتنفس بعمق وهي تبتعد بخطوات ثابتة لتسمع صوت خطواته التي تسير خلفها أجبرت نفسها على عدم النظر باتجاهه وتوجهت نحو سيارتها لتصعد بها وتضع نظاراتها الشمسية لتلمحه وهو يتوجه بدوره نحو سيارته ليصعد بها فحركت سيارتها مغادرة أكان عليها رؤيته عادت لتتنفس بضيق لقد افتقدته حقا لم تتخيل أن الأمر مؤلم بهذا الشكل لقد كانت تصغي لأقل حركة تصدر منه حتى صوت أنفاسه الخفيفة رفعت نظارتها طالبة من نفسها أن لا تنساق بهذا أكثر فقريبا ستغادر الشركة وفرصة التقاء به من جديد ستصبح شبه مستحيلة .. ليس تماما تمتمت في سرها في نهاية الأسبوع وقد جلست برفقة خالتها وانجي واريك لتناول العشاء في المطعم الذي سبق لها وان التقت به بدانيال لتلمحه يتناول عشائه برفقت ثلاث رجال وامرأتان فتنفست بعمق وانشغلت بتناول طعامها عليها إيجاد مطعما جديد لتردد عليه وتنسى أمر مطعمها المفضل هذا
- هل انتهيت من إعداد المكتب
تساءلت خالتها فقالت
- اجل سأنهي عملي قريبا ببيندن وابدأ بفتحه لم يعد ينقصه شيء انه متواضع ولكن كبداية لا أعارض قد أتوسع خلال عامان في حال سارت الأمور كما أريد
- وأمورك و
قال اريك وهو يشير برأسه للخلف دون أن ينظر وقد كان تنبه لوجود دانيال فقالت
- كما هي
- أترغبين بأن أتدخل وأصلح الأمر
- بالتأكيد لا .. منذ البداية لم يكن الأمر جادا
- أنت واثقة
- اجل ( نقلت انجي وخالتها عينيها بينهما قبل أن تقول خالتها )
- ماذا تخفيان
- لا شيء يذكر .. عليك الحضور لرؤية مكتبي الجديد وأنت انجي ولا بأس أن لم تحضر أنت
قالت معاكسة اريك الذي ابتسم .

- الا تشعرين بالحيرة
قالت تينا الجالسة أمامها في المكتب تتناول برفقتها طعام الغداء فقالت
- افعل فليس من عادتها الاستعانة بي
- اعتقد أنها تحاول إغراءك للبقاء
- لا اعتقد
- لقد طلبت مني ثنيك عن ترك العمل
- أفعلت
- اجل ( ابتسمت ايسي برضا قائلة )
- أتعلمين سأوافق لأرضي غروري ( توقفت عن المتابعة وهي ترى فاليري التي دخلت الى مكتبها قائلة )
- الم يتسنى لكم تناول الطعام بعد
- لقد عدنا للتو من ورشتي العمل
أجابتها تينا فوضعت مجموعة من الملفات على المكتب أمام ايسي قائلة
- أريدها جاهزة بعد يومين فهي للمشروع الذي ستتكفلين به
تركت ايسي طبقها وفتحت الملفات تتفحصها على عجل قبل أن تقول
- احتاج الى أكثر من ذلك
- إنهما يومان فقط
أجابتها فاليري باقتضاب وهي تغادر مما جعلها تتابعها بغيظ فقالت تينا
- أو أنها تريد جعلك تغادرين أسرع فكيف ستنهي هذا خلال يومين
- إنها تتحداني ترغب بأن أفشل اليس كذلك
هزت تينا رأسها لها بالإيجاب .

كلمة الفشل ستلغى من قاموسها فالقد فشلت بالكثير من جوانب حياتها فلتتوقف هنا لا تريد المزيد عليها الوقوف على قدميها بثبات ولن تقبل بأقل من هذا لذا كانت تشعر بالكثير من الفخر والثقة بالنفس وهي تسير بممر الشركة برفقت فاليري لحضور الاجتماع مع اصحاب مكاتب الأرون وهذا الدور كان محتكرا لكيسي ولكن حتى فاليري لن تستطيع انكار المجهود الذي بذلته لتنهي عملها عليهم خلال يومين
- ريد .. دانيال .. ارجوا أني لم أتأخر عليكما
بادرة فاليري الرجولان وهي تدخل فتبعتها ايسي وهي تبطء لدا سماعها لإسم دانيال لتجول بنظرها بين الرجلين الموجودان لتثبتا على دانيال الجالس على طاولة الاجتماعات دون النظر اليهم وقد انشغل بتفحص بعض النماذج لتبتلع ريقها بصمت وتتابع سيرها لتجلس بجوار فاليري ومئات الأفكار تطاردها بينما أجاب ريد فاليري
- لقد وصلت للتو وارى أن دانيال منشد الى ما بين يديه
- انه جيد و .. مناسب
قال وهو يرفع رأسه عما بيده نحوهم وهو يهم بالاستمرار ليتوقف وعينيه تثبتان على ايسي التي ادعت انشغالها بإخراج بعض الملفات من حقيبتها ووضعها أمامها بينما قالت فاليري
- علمت انه سيروق لك فلقد تعمدت الاستعانة بايسي وأنا اعلم أن عملها يروق لك 
عاد بعينيه ببطء نحو فاليري قائلا
- جميع هذه من عملها ( هزت فاليري رأسها بالإيجاب بينما تعمدت ايسي الاستقامة بجلستها ومتابعة ما يجري بصمت وقد كست ملامحها  بالجدية فأضاف ) لنرى إذا
نظرت فاليري نحوها فتحركت عن مقعدها لتتجه نحو نور الغرفة وتطفئه وتشعل آلة العرض لتبدأ بالشرح عن كيفية تصميم المكاتب في المبني المنشئ حديثا والذي سيفتح بعد الانتهاء من تأثيثه لم تكن تعلم أن دانيال له ضلع بالأمر وإلا لما وافقت منذ البداية بالعمل عليه لقد حرمت نفسها النوم لتنهي تصميم كل مكتب على حده بالإضافة الى الممرات والمدخل والأبواب لقد استنفذ طاقتها وهي ليست مضطرة فلن تتابع العمل به فسوف تغادر في نهاية الأسبوع مهما حاولت فاليري إغرائها .

 تعلقت عيني دانيال بها دون أن يستطيع التركيز بما تتحدث عنه وتشير اليه متأملا وجهها البارز وقد رفعت شعرها الى الخلف وارتدت طقما اسود ذا تنوره تصل الى ما فوق ركبتيها تبدو كسيدة أعمال ماهرة ليبتلع ريقه بصمت لم يتوقع رؤيتها مهما حاول تجاهلها لا ينجح لقد تحدى نفسه بالمصعد بأنه سيستطيع تجاهلها ولا يتحدث اليها ورغم انه قد نجح الا أن الأمر قد سائه وقد قرر أن لا يعود نحو ذلك المطعم من جديد ففرصة التقائه بها ثانية هناك كبيرة وهو يريد أن ينسى أي شيء يتعلق بها وها هو هنا جالس يتأملها دون قدرته على أن لا يفعل لم تستغفله فتاة من قبل كما فعلت ورغم ذلك مازال قلبه يطغى على تفكيره لرؤيتها أنهت شرحها وعادت لتنير الضوء وتعود للجلوس في مكانها وهي تستمر وعينيها تتنقلان بثبات بين دانيال والرجل الأخر 
- أن كان موعد افتتاح هذا المبنى بعد شهر من الان فعل العمل أن يسير على قدما وساق للانتهاء بالموعد المحدد
أنهت كلماتها بثبات وتعمدت العودة نحو ملفها منشغلة به بينما تساءلت فاليري
- إذا
- يروقني
أجابها ريد الجالس أمام دانيال الذي التزم الصمت وهو يتأمل الملف المغلق إمامة شاردا مما جعل فاليري تقول
- نستطيع التعديل على أي أمر كما تعلمون
نظر نحو فاليري وهو يقول
- أن فكرنا بتغير بعض الأمور سنعلمكم
أجابها وهو يتحرك واقفا ففعل ريد نفس الشيء بينما أسرعت فاليري بالقول
- السيد روبنز ينتظركما على الغداء 
تبادل الرجلان النظرات قبل أن يقول دانيال
- يسعدنا تلبية دعوته
أخذت ايسي بجمع الملفات عن الطاولة بينما تحرك الثلاثة نحو الباب لتلمحها فاليري وهي تخرج قائلة
- لا تنسي تقديم النماذج لهم فقد يحتجان لإعادة تفحصها
اقتربت من ريد وقدمت له الملف وهو يهم بالخروج بينما تناول دانيال هاتفه محدقا به لرنينه ليعيده الى جيبه وهو يمد يده الأخرة ليتناول ملفه منها ليتجمد كما فعلت ويده تحيط أصابعها دون قصد لتلتقي عينيها بعينيه وقد غادرها قلبها لتمر لحظة بينهما ويغوص قلبها في أعماقها فابتلعت ريقها طالبة من نفسها التعقل وسحبت يدها ببطء بعيدا عن أصابعه وتحركت لتخطيه مغادرة دون النظر اليه
- انتبهي
أسرع بالقول ويده تحيط خصرها وقد خانها حذاءها ذا الكعب العالي ما أن همت بتخطيه لتثبت للحظة في مكانها قبل أن تستقيم بوقفتها جيدا وقد أصبح حرجها فوق الاحتمال قائلة دون النظر الى وجهه القريب منها وهي تحرك يدها لتبعد يده عن خصرها
- أشكرك ( وتحركت مغادرة الغرفة )
- لا تنسي وضعها في مكتبي ( بادرتها فاليري ما أن خرجت مشيرة الى مجموعة الملفات التي معها فحركت رأسها لها بالإيجاب وتخطت عنها وعن ريد بينما استمرت فاليري لدانيال الذي اطل ) هل سمعت عن مشروع روبينز الجديد
- اجل
أجابها باقتضاب وهو يقف برفقتهم قبل أن تعود عينيه لمراقبة ايسي التي ابتعدت لتختفي داخل المصعد ليعود نحو فاليري وريد من جديد .

رنات خفيفة صدرت من هاتفها جعلتها تفتح عينيها ببطء فجميع محاولتها للنوم باءت بالفشل وها قد أصبحت بعد منتصف الليل ومازالت مستيقظة أن رؤيتها لدانيال اليوم جعلت النوم يجافيها حركت يدها نحو هاتفها لتتناوله وتفتح الرسالة التي وصلتها لتجلس بروية وقد رأت اسم مرسلها
- لقد اشتقت لك
فتحت شفتيها لتتنفس ببطء محدقة بهذه الكلمات التي دخلت الى أعماقها المجروحة لتشعر بغصة تكاد تخنقها فقربت ركبتيها اليها لتضمهما وتترك هاتفها يقع من يدها على السرير لتثبت مقلتيها المشوشتان ببعض الدموع التي اجتمعت بهما وهي تعود لسماع رنين هاتفها فتناولته من جديد محدقة بصورتهما وهما في رحلة التخييم وقد التصقت كتفها بصدره ومالت نحوه وهي تقوم بالتقاط الصورة وهما يضحكان بمرح ليس عليها إجابته لا ليس عليها هذا لن تفعل تمتمت  لنفسها وهي تسند جبينها بركبتيها فيكفيها ما هي به .
بقيت عينيه شاردتان بسقف غرفته وقد استلقى في سريره ليلا واضعا إحدى يديه تحت رأسه واليد الأخرى يحمل بها هاتفه انه يفتقدها بشدة انه بحاجة لرؤيتها لتحدث معها لقد تركت فراغا كبيرا في داخله فلقد احتلت مكانا في قلبه ليس من السهل نزعها منه .. إنها ابنة يوهانس .. وماذا إذا .. لقد خدعته طوال الوقت .. الم يفعل بالمثل بعائلته .. الغيرة تآكلاته لمجرد جلوسها برفقة أقرباءها ذلك اليوم بالمطعم وضحكها المستمر مع اريك ابن خالتها ما بال الأمر أن شاهدها مع غيره لقد رأت رسالته ولكنها لم تجب تنهد بعمق وارخى يده التي يحمل بها الهاتف ليقع على صدره .

عقدت يديها معا وهي تحدق بالشاب الذي يحمل باقة كبيرة من الورد في مساء اليوم التالي والذي قال لعدم تحدثها وهو يقدمها لها
- عليك أن توقعي على استلامها
بقيت لثواني معدودة كما هي قبل أن تحل يديها وتتناولها منه وتوقع له لتغلق باب منزلها خلفه وتضع الباقة أمامها في المطبخ لا يوجد بها بطاقة ولكنها ليست بحاجة لبطاقة لتعلم من مرسلها .

- هل افهم من هذا انك لن تستغلي هذه الفرصة
تساءل اريك وقد جلست برفقتهم ببيت خالتها تتناول طعام العشاء
هزت رأسها قائلة
- لا سأغادر لم تسر فاليري لأنها لم تستطع إغراءي بالبقاء واتهمتني باني غير واقعية والا لتمسكت بهذه الفرصة جيدا
أجابته وهي تتناول هاتفها الذي يرن من جيبها لتتوقف عينيها على اسم دانيال لتمر لحظة قبل ان تحرك إصبعها لتنهي المكالمة ثم تعمل على إغلاقه بشكل تام وتعود لمتابعة الطعام وهي تبتسم لخالتها التي رفعت لها حاجبيها متسائلة عن شرودها فقالت
- العمل لا ينتهي وأنا خارجه الان لذا لن أجيب
- اليس العمل على مبني ضخم على وشك أن يفتح لهو جيد لاسمك واثبات لوجودك في مجال عملك
تساءل اريك فأجابته وهي منشغلة بطعامها
- هذا صحيح ولكني لا اريد متابعة العمل به
- لماذا
- لما لا تدعها وشأنها إنها اعلم بمصلحتها ( اجابته انجي واستمرت ) متى ستفتتحين مكتبك
- قريبا .

أخذت خطواتها تبطئ وهي تقترب من باب شقتها بعد عودتها من منزل خالتها متأملة الكيس المعلق على يد الباب لتتناوله محدقة بداخلة لتشاهد صندوقي طعام ففتحت بابها لتدخل وتضع حقيبتها والكيس جانبا وتتناول هاتفها لتفتحه محدقة بمن اتصل بها أخر اتصال جاءها من دانيال ففتحت الرسائل التي وصلتها
- أنا أمام منزلك أحضرت معي العشاء ( عقصت جانب شفتها وفتحت الرسالة الأخرى ) لا اعلم أن كنت بالمنزل وتحاولين تجنبي سأترك الطعام على يد الباب رغبت بتناوله برفقتك
تهاوت على المقعد لترفع رأسها الى الأعلى وهي تتنفس بعمق قبل ان ترفع يدها نحو صدرها الذي اخذا يؤلمها لما لا يدعها وشأنها .

- أجل فاليري
قالت في صباح اليوم التالي وهي تدخل الى مكتب فاليري التي أرسلت خلفها

- لديك عمل ( قالت وهي منشغلة بالأوراق التي أمامها ومستمرة ) لتتوجهي الى منزل السيد اندروز ومن

- لا ( أسرعت بالقول قبل أن تتابع فاليري التي رفعت رأسها نحوها بحيرة قائلة )
- ارجوا المعذرة
- لا احتمل العمل لديه فلترسلي غيري
- هل لديك سببا واضح لهذا التصرف ولا تعلميني انه متقلب المزاج ففي عملنا لا نهتم أن كان العميل دمث أو متقلب المزاج أو غيره هذا الأمر مرفوض هنا
- لن اذهب ( قالت مؤكده ومستمرة ) وان لم يرق لك هذا يمكنك طردي لا أبه
- بقي لك أسبوعان هنا وستعملين بهم
- لن اذهب
- أولا رفضت العمل على مشروع أجهدت نفسك بالإعداد له ثانيا لا تبدين مهتمة بالتمسك بالفرصة التي أعطيتك إياها فأي واحدى اخرى كانت لتتمسك بهذه الفرصة فهل هناك شركة منافسة قدمت لك عرضا مغري
- لا
- لماذا إذا أنت غير مهتمة بالمحافظة على عملك حتى أتعلمين سأنسى ما حصل ولا بأس سأرسل غيرك لدانيال ولكن اعلميني كم قدموا لك
- لم يعرض علي احد عمل
- سأقدم لك نفس الراتب هيا أعلميني
- ولما قد تفعلين ( تساءلت بحيرة لقول فاليري التي أجابتها )
- لا أتخلى عن الموظفين الجيدين بسهولة
- أه هل أنا موظفة جيدة بحق لم أتخيل أن اسمعها منك فطوال عملي هنا لم اشعر بأني كذلك ولكن للأسف سأذهب ولم يعرض احد علي عمل فالقد استقليت في عملي وفتحت مكتبا لي ( رمشت فاليري والتفكير باديا عليها فاستمرت وهي تهم بالمغادرة ) قد لا أستطيع منافستكم بدايتا ولكن أمل أن اصل لذلك مستقبلا
غادرة مكتب فاليري ومئات الأفكار تتزاحم في عقلها أيعتقد أنها ستذهب انه مخطئ تماما .

تأملت اسم المتصل للمرة الثانية قبل أن تبتعد عن العمال لتفتح الخط وهي تقول
- اجل
- هذه أنت أخيرا .. كيف أنت
- بخير ميراي كيف والديك وناثان
- جميعنا بخير اتصلت بدانيال لأعلمه بضرورة حضوركما فأعلمني أن الأمور بينكما ليست على مايرام وأن علي مكالمتك بنفسي لأنك لا تستجيبي لمكالماته أهذا صحيح
مرت لحظة صمت قبل أن تقول بروية
- اجل
- هل .. هذا سيجعلك لا تقبلين دعوتي لحضور زفافي
قالت ميراي بخيبة أمل فقالت ايسي بعد لحظة صمت
- لا أبدا سأحضره ستسرني دعوتك ( تنفست ميراي بارتياح قائلة )
- ما زال ينقصني إشبينة وكنت سأعرض عليك الأمر .. لدي ثلاث من صديقاتي وفكرت بأن تكون الرابعة .. هل حقا ستتخلين عن صداقتي في حال لم تسر أمورك ودانيال على مايرام ما ذنبي أن كنت املك شقيقا أحمقا ( حدج دانيال ميراي التي تقف بجواره بينما جلس على المقعد العالي في المطبخ بنظره فرفعت له حاجبيها مستمرة ) ستشعر والدتي بخيبة الأمل فالقد اعتقدت انك ستكونين اشبينتي
- يشرفني ذلك ( قالت دون حماس واستمرت ) ولكن كما تعلمين الان لست على وفاق ودانيال واجد من المحرج وجودي
- أه لا تقلقي حول هذا فدانيال لن يتواجد (عادت عيني دانيال لثبات على شقيقته ) اعلم أن لديه رحلة عمل لن يعود منها الا في يوم الزفاف ووالداي يسرهما جدا وجودك سأنتظرك فأنت اشبينتي الرابعة
تنفست بعمق قبل أن تقول
- أنا الان في إحدى ورشات العمل لما لا نتحدث لاحقا
- ليس قبل أن أتأكد من انك ستحضرين .. ايسي
- سأحضر بالتأكيد يشرفني اختيارك لي ميراي
- يسعدني هذا هل يمكنك القدوم باكرا فكما تعلمين عليك قياس الثوب و
- إننا في نفس الحجم تقريبا
- حسنا سأتدبر الامر يوم السبت فسنقيم حفل وداع خاص بنا في متروي وسيكون الزفاف يوم الأحد في حديقة الانجولي في يرون لا تتأخري
- لن افعل وداعا
- أنت مدين لي ( بادرت ميراي دانيال وهي تغلق الهاتف مستمرة ) ما الذي حدث لما أنتما متخاصمان لن تسر أمي أن علمت بهذا فايسي تروقها جدا
- وتروقني أيضا
- إذا
- لا شيء سأحاول إصلاح الأمور بيننا فأنا بحق مغرم بها
- هذا الأمر نعلمه جميعنا .

أعادت الهاتف الى جيبها وعادت نحو العمال كانت لتدعي قبول الدعوة ولا تذهب .. ولكن بكونها اشبية يختلف الأمر .. لقد أعلمهم أن الأمور بينهما ليست على مايرام .. إذا هي ليست مضطرة للادعاء أمامهم  .. قد يكون حضورها تهورا منها ولكن لم تستطع الرفض تنفست بعمق وهي توقف سيارتها أمام المنزل في مرتفعات متروي شاردة بالمنزل عليها الاعتراف أن رغبتها بالحضور تفوق كثيرا رغبتها بعدمه أخرجها من شرودها توقف سيارة أخرى بجوارها لتترجل منها فرانسيس وفتاتان فغادرة سيارتها هي الأخرى لترحب بفرانسيس التي عرفتها على الفتاتان بأنهما من أقرباءها ليدخلوا الى المنزل لتحي برندا التي رحبت بها بسعادة وسرعان ما حضرت ميراي وبدأت الفتيات بالتجمع واخذا الوقت يمضي بسرعة ما بين إعداد ميراي لنفسها وتجهيز الفتيات أنفسهم للمغادرة نحو المطعم بالبلدة وقد تم حجزه لقضاء سهرة الفتيات به الليلة مما أنساها قلقها ولم تحاول السؤال عن دانيال برغم فضولها لتثبت عينيها رغما عنها على الشاب الواقف بعيدا يتحدث مع إحدى الفتيات التي كانت بصحبتهن بالحفل وهي تفتح باب سيارتها ليغادروا وقد أصبحت بعد منتصف الليل لتنهر نفسها وتجلس في مقعدها دون قدرتها حقا على تجاهله جلست بجوارها فرانسيس وهي تقول

- ستبقى الفتيات بالفندق ( وأضافت وهي ترى عيني ايسي التين لم تغادرا المرأة الجانبية لتتلفت بدورها الى الخلف محدقة بظهر الرجل قبل أن تعود نحو ايسي قائلة وهي تجلس جيدا في مقعدها ) ليس هو ( رمشت ايسي وحدقت بها لقولها فأضافت ) انه ابن شقيقة برندا واجل هو ودانيال متشابهان كثيرا ولكن عندما يستدير سترين الاختلاف بينهما
شغلت سيارتها وهي تقول مبتعدة عن الحديث عن دانيال
- أهناك من سيغادر برفقتنا  
- لا برندا وميراي برفقة جيني ها هما بالسيارة أمامنا وباقي المدعوين تم تأمينهم في فندق البلدة  
التزمت ايسي الصمت للحظة قبل أن تتساءل
- الم تدعي ميراي ليليا فلم أرها
- الا تعلمين ( لمحت فرانسيس بنظرة وهي تهز رأسها بالنفي فأضافت فرانسيس ) لقد ارتبطت باوستين دون علم أهلها
- ولكن ما علمته أنها ليست مغرمة به

- أه تلك الفتاة لا تعلم ما الذي تريده فقد حضرت واستين لمنزل والدها قائلة أنهما ارتبطا للتو وستغادر معه الى الخارج لان لديه عقد عمل وهذا ما حصل واشك انها قد عادت لادمانها ولا تدرك ما تفعله لقد جعلت حياة عائلتها جحيما حقا .. الم يعلمك دانيال بهذا ( هزت رأسها بالنفي باقتضاب فاستمرت فرانسيس ) منذ متى لم تتحدثا معا ( اكتفت بابتسامة لم تصل الى عينيها مما جعل فرانسيس تضيف ) علمت ان الامور بينكما ليست على مايرام مؤخرا ما هي المشكلة التي أدت الى هذا ( وأمام التزام ايسي الصمت وهي توقف السيارة أمام المنزل أضافت ) بنيتي انظري الي ( نظرت ايسي نحوها فاستمرت بتأكيد ) ليس هناك مشكلة لا يمكن حلها فلن تجدي أفضل من دانيال كما انه لن يجد من تهتم بامره وتجعله سعيدا غيرك فلم أره بتلك الحالة التي كان عليها إلا وأنتما معا .

 بقيت كلمات فرانسيس تتردد في عقلها فزادت اقترابا من الدش حتى تلامس المياه وجهها وهي تغمض عينها فأن كانت لا تهتم بأمره ما الذي تفعله هنا إذا , خرجت من الحمام لتفاجئ بضوء الغرفة مطفئ فاقتربت من زر الكهرباء لتضغط عليه عدت مرات دون فائدة فتحركت الى وسط الغرفة محدقة بالضوء المعلق مستعينة بضوء الحمام الخافت قبل أن تغادر الغرفة لتتناول الكرسي الخشبي الموضوع جانبا وتعود به لتضعه وتصعد عليه محاولة الوصول لضوء
- ماذا تفعلين
حركت رأسها باتجاه الباب وقد خفق قلبها لمجرد سماعها لصوته الم تعلمها ميراي بانه لن يعود قبل الغد انزل دانيال سترته التي كان يحملها فوق كتفه مستمرا وهو يقترب منها
- اهو معطل
- اجل .. لقد كان مضاء قبل قليل ثم .. ماذا تفعل
أضافت بتوتر وهي تشعر بيديه التين أحاطتا خصرها ليرفعها بخفة ويوقفها أمامه قائلا وعينيه تثبتان على عينيها
- إنه مرتفع
وتركها ببطء ليتحرك ليصعد على الكرسي ويرفع يديه ليقوم بلف الضوء قليلا وهي تتابعه لتنير الغرفة وسرعان ما تتوسع عينيها ودانيال يشتم وهو يحاول الابتعاد عن المقعد الذي اختل بشكل مفاجئ مع صدور صوت تخلخل الكرسي ليصطدم بحافة الخزانة وهو يحاول تفادي سقوطه بينما هرعت نحوه وهي تقول
- هل أنت بخير
استقام بوقفته وقد أحاطت يده ذراعه التي اصطدمت بحافة الخزانة قائلا
- الم تجدي الا هذا الكرسي المتخلخل لقد وضعته جانبا لأنه يحتاج الى الإصلاح
- لم اعلم لم اشعر به عند صعودي عليه ( قالت وهي تحاول النظر الى ذراعه التي يغطيها بأصابعه مستمرة ) هل تأذيت
- أنت خفيفة الوزن وكان ليحملك
- هل تأذيت
عادت لتكرر الا انه ابتعد عنها وقد لمح بعض الدماء على أصابع يده التي تحيط ذراعه قائلا وهو يتحرك
- لا
- هل أنت متأكد دعني أرى
- قلت لا 
أجابها بحدة وهو يحدق بها مما جمدها في مكانها بينما تابع خروجه انه لا يحتمل كل ما أرادته الاطمئنان عليه وما أدراها أن هذا الكرسي متخلخل تمتمت بغيظ وهي تحدق بالكرسي الذي فقد إحدى ساقيه الان قبل أن تتوقف عينيها على حافة الخزانة لترمش وتقترب منها ببطء محدقة جيدا ببعض الدماء التي علقت عليها لتتوسع عينيها وتزداد خفقات قلبها لقد جرح اهذا سبب تصرفه نظر الى الباب الذي غادر منه قبل أن تتحرك نحو احد الأدراج وقد شاهدت بها من قبل علبة صغيره للإسعافات الأولية تناولتها متجها نحو غرفته لتدخلها فتوقفت عينيه عليها وقد تخلص من قميصه واخذ يتفقد إصابته وقبل أن يستطع التحدث كانت قد أصبحت بجواره فأسرع بوضع يده مخفي إصابته وهو يقول
- ما الذي تفعلينه هنا ( وضعت علبة الإسعافات جانبا وفتحتها وهي تقول )
- هل إصابتك بالغة
- لا ( أجابها وعينيه تراقبانها فتنفست بعمق واستدارت نحوه قائلة )
- دعني أراها
ومدت يدها نحو أصابع يده التي اشتدت على ذراعه وهو يقول
- ليس عليك ذلك .. إنها طفيفة وأستطيع تدبر أمري
برغم أن عينيه لم تفارقان وجهها القريب منه الا أنها ثبتت نظرها على يده متجاهلة قوله وأحاطت أصابع يدها يده لتسحبها ببطء رغم ثبات يده بدايتا الا انه عاد ليرخيها ويبعدها وعينيه تراقبان اقل حركة تصدر منها فابتلعت ريقها وهي تتأمل الخط الرفيع من الدماء الظاهر على ذراعة قبل أن تقول
- ليست عميقة
- لا مجرد خدش
هزت رأسها بالإيجاب وتناولت المطهر وهو يتابعها بصمت لتطهر له جرحه ليقول وعينيه لا تفارقان وجهها
- لم لا تجيبين على اتصالي ( وأمام صمتها أضاف بهمس ) الا تصدقين أني اشتقت لك
 عقصت طرف شفتها من الداخل قبل أن تجيبه وهي تتعمد الانشغال بجرحة
- لأنه ليس من طبعك هذا فأنت لا تنظر خلفك بل تسير في حياتك
- لستِ ليليا لأفعل هذا
- وما الفرق
- كثير .. كثير جدا
- أنت تتحدث عن ايسي وندل وأنا ايسين يوهانس أنت لا تعلم عني شيئا
قالت وهي تلاقي عينيه
- بل اعلم كل شيء
- لا أنت تعلم ما نشرته الصحف فقط ( قالت وهي تضع له الاصقة )
- انا اعرف ما احتاج الى معرفته فمازلت انت سواء كنت ايسي ام ايسين
تعمدت الانشغال بتثبيت اللاصقة وهي تحاول إخفاء توترها قبل ان تقول
- لا تقلق ستعيش
ظهرت شبة ابتسامة على شفتيه والكثير من المشاعر تعصف به فقلقها عليه جعلها لا تأبه برؤية الدماء فقال
- يسعدني اني أستطتعت مساعدتك بالتخلص من رهاب الإصابات
- رهاب الإصابات ومن قال أني أعاني من ذلك
قالت وهي تهم بالتحرك نحو علبة الإسعاف لتغلقها الا انه لم يسمح لها وهو يمسكها من ذراعها فعادت لنظر اليه لتصرفه فاقترب منها ببطء لتتمتم معترضة ويده الأخرى تحيطها
- لا تفهم حضوري الز ( قالت بصعوبة وهي تجبر الكلمات التي تتوقف في حلقها على الخروج ) زفاف بطريقة خاطئة ( ووضعت يديها على صدره مانعة اقترابه منها أكثر وهي تستمر ) اعتقدت انك في رحلة عمل أعلمتني ميراي ب ذلك
تمتمت أخر كلماتها ببطء وعينيها تتوهان بعينيه المليئتين بالمشاعر ليهمس بصوت جذاب ووجهه يقترب منها أكثر
- ما كنت لأغادر وأنا اعلم انك ستحضرين لقد فقدت قطعة مني منذ فراقنا
ولامس جبينه جبينها برقة مما جعلها تغمض عينيها وهي تهمس
- أعلمتك أني لست ايسي لقد كنت ادعي أنت لا تعرف ..ني حقا .. دان .. يال ( تمتمت باسمه وهي تفتح عينيها وأنفه يلامس انفها برقة محاولة أن لا تفقد صوابها ) دان
- ش
تمتم بصوت بالكاد سمعته ليعانقها لتتوه تماما قبل أن تستعيد رشدها وتسحب نفسها من بين ذراعية التي تجمدت بدوره وصوت والده يقول متفاجئا ومتلعثما
- آه لقد لقد ..رأيت الضوء .. لم اعلم أن لديك احد ( اشاحت براسها بعيدا وقد كسا الاحمرار وجهاها بينما تعلقت عيني دانيال بوالده دون استيعاب حضوره بهذا الوقت فأضاف ستيفن وقد تدارك مفاجئته من رؤيتهما ) أنتما لن تتوقفا عن مفاجئتي .. أردت محادثتك .. للغد إذا
- لا لا سأغادر أنا
أسرعت ايسي بالقول وهي تتحرك نحو الباب لتتخطى ستيفن دون النظر اليه وهي تتمنى لو تختفي الان من هذا المكان بأجمعه فليس أسوء من ضبطها بغرفته يتعانقان هم دانيال بالاعتراض الا انه عاد ليتوقف وهو يلاحظ حرجها مما جعله ينظر الى والده بعتاب عند اختفاءها مما جعله يقول
- سمعت أنكما انفصلتما الم تفعلا
- كنت أحاول إصلاح الأمر بيننا
- يبدوا انك قد نجحت .

مهما حاولت تناسي الأمر لم تستطع وبقيت تشعر بخديها متوردان فأخذت تتقلب في فراشها دون قدرتها على النوم لتغفوا أخيرا وقد نال منها الإرهاق لتفتح عينيها في صباح اليوم التالي لتثبت على الوردة الموضوعة بجوارها فرفعت نفسها ببطء لتتناولها بابتسامة قبل أن تتناول الورقة الموضوعة بجوارها لتفتحها بفضول
- غادرت باكرا ولم أرد إيقاظك رغم رغبتي الشديدة بذلك اعتني بنفسك الى أن أراك
عادت لتستلقي محدقة بالوردة وابتسامة رقيقة تداعب شفتيها وسعادة لم تشعر بها منذ زمن تغمر صدرها لتبقى مستلقية في سريرها لتنهض أخيرا بعد أن سمعت الكثير من الأصوات بالخارج لتنضم اليهم وتنشغل بإعدادات الزفاف برفقة ميراي وقد امتلاء المنزل بالأقرباء
- لقد وصل شون ودانيال وعمي ستيفن
أطلت جيني قائلة مما جعل الفتيات تبدأ بالتجمع ليغادروا الى مصفف الشعر
- من سيذهب برفقت شون ووالدي ( بادرهم دانيال وهو يدخل فأسرعت بعض الفتيات بإجابته وهن يحملن حاجياتهن فأضاف وعينية تبحثان في المكان ) ومن سيذهب معي ( اقتربت بعض الفتيات منه فقدم مفاتيحه لهم قائلا ) فلتنتظرن بالسيارة إذا
وتحرك بالممر نحو غرفة ميراي ليطل عليها وقد امتلأت غرفتها بمصفف الشعر وخبيرة التجميل ووالدته وعمته بالإضافة لميراي التي تضع قناعا للوجه فتحرك نحو المطبخ الممتلئ ناقلا نظره بين الفتيات ليلمح ايسي تتحدث مع ابنة عمه فحرك يده وهو ينادي بسمها مما جعلها تنظر اليه لتظهر ابتسامة جذابة على شفتيها وهمت بالتحرك نحوه الا أن ابنة عمة عادت لتشير الى المجلة التي بيدها قائلة
- هذه تبدو أفضل اليس كذلك
لمحتها بسرعة وهزت رأسها لها بالإيجاب وعينيها تعودان نحو دانيال الذي توقف هو الأخر في مكانه وإحدى الفتيات تسحبه من ذراعه قائلة
- هيا إننا ننتظر بالسيارة سنتأخر على موعدنا عاد بنظرة نحو ايسي مشيرا لها بأنه مغادر فحركت رأسها له بالإيجاب قبل أن تلمح المجموعة المجتمعة بالمطبخ والتي لا تتوقف عن الثرثرة لتعود نحو الفتاه التي حدثتها من جديد دون تركيز ليمضي الوقت دون أن تشعر به فمن مساعدة ميراي وبعض الفتيات الى إعداد نفسها والتوجه للزفاف برفقة شون وجيني وفرانسيس ليتم عقد قران ميراي وناثان وسط عدد كبير من أفراد العائلتين
- يا له من حفل ( قالت فرانسيس وهي تتأمل العروسان الذين يرقصان مستمرة لايسي التي تقف بجوارها ) إنهما يليقان ببعضهما ( هزت رأسها بالإيجاب وهي تجول بنظرها حولها فلقد شاهدت دانيال يجلس برفقت أفراد عائلته عند عقد القران دون ان يفتها تأمله المستمر لها بينما كانت بقرب العروس مع الإشبينات ولكنها لا تراه الان ) ها هي شقيقتي دعيني أعرفك عليها
أضافت فرانسيس وهي تتحرك نحو شقيقتها همت ايسي بالتحرك أيضا ولكنها عادت لثبات في مكانها وهي تشعر بذيل ثوبها الذي يحوي تنوره قصيرة من الأمام ليتدرج الى الخلف وينتهي بذيل طويل بالكاد يلامس الأرض مع الاشبينات الثلاثة ولكن لعدم تواجدها لتجربته وتحسين مقاسه عليها ترك ذيله ليجر خلفها وها هو عالق الان فنظرت الى الخلف وهي تهم بسحبه لتتوقف عينيها على ظهر دانيال الواقف خلفها يتحدث مع رجلا أخر فقالت وهي تخفي ابتسامتها
- أنت تقف على ذيل ثوبي
حرك دانيال رأسه نحوها قبل أن ينظر الى الأسفل ويبعد قدمه عن طرف ثوبها قائلا وهو يستدير نحوها
- لم اعلم أنها أنت
- أكنت تحاول معاكسة أخرى
- لم أكن لأجرؤ وأنت هنا .. ايسين يوهانس ( أضاف وعينيه تلمعان مستمرا وهو يتناول يدها ) انه لشرف لي التعرف بك أخيرا ( حاولت إخفاء ابتسامتها من تصرفه ولكنها لم تفلح بينما استمر ) ادعى دانيال اندروز ويسرني أن تقبلي احتكاري لك هذه الليلة
ورفع يدها ببطء نحو شفتيه فتمتمت متماشية معه
- يسرني ذلك دانيال اندروز
قدم ذراعه لها فتأبطتها بينما قال وهما يسيران نحو الراقصين وعينية لا تفارقان عينيها
- لقد ذهبت لاصطحابك ولم أجدك
- أفعلت لقد اعتقدت انك أهملتني فحضرت برفقت شون وجيني
ابتسم وهي تترك ذراعه لتقف أمامه لينضموا للراقصين قائلا ويديه تحيطان خصرها بينما استقرت يديها على صدره
- لقد حاولت الوصول اليك اليوم .. ولكن جميع محاولاتي باءت بالفشل
أخذت تتحرك برفقته على أنغام الموسيقى الهادئة التي يرقص عليها العروسان ومجموعة من المدعوين وهي تقول
- أن أفراد عائلتك كثر ولقد تهت بينهم .. اه
- انتبهي ( قال وقد داست على ذيل ثوبها فجذبها نحوه ببطء مضيفا ) استندي علي ولن تقعي
نقلت عينيها بعينيه القريبتين منها متمتمة 
- أتعدني .. أن استندت عليك لن تخذلني
- أعدك
عقصت شفتها وعينيه التين تعلمانها بالكثير لا تفارقانها لتهمس
- أتدرك لما وافقت على تلبية دعوتك لتناول طعام الغداء أول مرة ( بدت الحيرة عليه لقولها فاستمرت ) لقد .. أعجبت بك
بدت شبه ابتسامة على شفتيه وهو يتمتم
- حقا ( هزت رأسها له بالإيجاب قائلة )
- لم أكن أتخيل انك فعلت ذلك لتطلب مني أن ادعي ذلك
تحركت يده لتحيط يدها المستقرة على صدره هامسا
- أتعلمين لما ثابرت على الطلب منك بالاستمرار بذلك لأني لم استطع تحمل ابتعادك أردتك بجواري ( والتمعت عينيه بمحبة مستمرا ) ولن ادعك تبتعدين بعد اليوم
أخرجت تنهيدة من بين شفتيها وأسندت رأسها ببطء على كتفه مما جعل يده تزيد من احتضانها ويده الأخرى التي تحيط يدها تثبت مستقرة قرب قلبه النابض الذي تشعر به ليهمس قرب أذنها وقد أغمضت عينيها  
- احبك
ظهرت ابتسامة رقيقة على شفتيها ليستمرا بالرقص دون الشعور بأحد غيرهما فالم تشعر منذ زمن طويل بهذا الأمان والراحة التي تشعر بها وهي بجواره
- علمت أنهما سيحلان خلافهما سريعا
قالت برندا لفرانسيس التي تقف بجوارها تتأملان ايسي ودانيال فهزت فرانسيس راسها بالإيجاب قائلة  
- عليك البدء بالأعداد لحفل اخر قريب
- هذا ما يبدوا عليه الأمر 
اجابتها برندا بثقة وعينيها تعودان لمراقبة دانيال وايسي بارتياح كبير .

تمت
2010
مع تحيات دنيا رواياتي
حقوق الطبع والنشر لدنيا رواياتي