انتظـروا المـزيد من الروايات مـع تحيات المؤلفة دنيا روايـاتي

تحذير .. حقوق الطبع والنشر محفوظة لدنيا رواياتي
يمنع نقلوها وعرضها بأي من المنتديات .. أرجوا من الجميع التعاون.. بعد ايقاف جوجل بلس قمت بفتح فيس بوك خاص بدنيا رواياتي ..مع تحياتي لكم جميعا.. مازلت لا انشر خارج هذه المدونة وارجوا من القراء عدم نسخ رواياتي ونشرها في اماكن اخرى مع الشكر لكم لاعجابكم بها


الثلاثاء، 20 أكتوبر 2020

نبضات قلب 2

  فوَضَع السَّائِس الصُّندُوق الذي كان بين يديه مُغلقا الْمَكانِ الَّذِي دَخَلَت مِنه بِأَحكام وَهُو يَهمِس بتوتر

- ارجوا أَنْ يَمُرَّ الْأَمر بِخَير
اخذت حواسها جَميعها تَعمَل مع تحرك العربة بهم لترفع نَظَرها نَحو وَجه كِيفِن الْقرِيبِ مِنها تهم بِالتَّحَدُّث فهز رَأْسَه لَهَا بِالنَّفْي والتوتر يَتَمَلَّكَهُ وَهُوَ يُصغِي لِلْخارِج والعربة تَتَحَرَّك بِهِم لِتَعُود لِالْتِزام الصَّمت الذي يكسره صوت خفقات قلبها المتوتر تُرِيد مُغادَرَة هَذا الْمَكانِ وَبِأَي طَرِيقَة لا تكاد تُصَدِّقُ أَنَّها قَد تَفعَل أَخَذَت تُصَلِّي وَتُصَلِّي وحواسها جَميعها تترقب والعربة تَستَمِرّ بالسَّير لِتَسمَع صَوت السَّائِس
- عمتم مساء . . أَراكُم غَدا 
أَشَار للحراس وَهُوَ يَخرُجُ فتجاهلوا وُجُوده وَعادُوا لِمُتابَعَة حَديثِهِم وَامام استِمرار العَرَبَة بِسَير عادَت لِرَفعِ نَظَرها نَحوَه تهم بِسُؤالِه فأَسرَع بهز رَأْسه لَها بِالنَّفي بِالَّا تَفعل ولايقل توتره عَنها فَعادَت لتلتزم الصَّمت الْقاتِل فَجهل ما يحدث خارِجا يَجعلُها فِي قمت توترها لِتَتَوَقَّف أَنفاسُها والعربة تَتَوَقَّف محدقة بِه بذعر بَينَما بَدأ الترقب عَلَيهِ وَهُوَ يُصغِي لِنُزُول السَّائِس واقترابه مِنهُم ليبعد الصُّندُوق قائِلاً
- هَيا أَسرعا لا وقت لدينا 
دَفَعت بِنَفسِها لِتَخرج أَولا وَهِيَ تهمس بقلق 
- لَم نبتعد كَثِيراً
وَحَدَّقَت بكيفن الَّذِي أَصبَحَ خَلفَها وَلَكِن أَيا مِنهُما لَم يجب وَقَد أَسرَعا نَحو الْأَشجار ليبعدا غطاءً بِلَون الْأَشجار عَن مَجمُوعة صَناديق مَصفُوفَةٌ فَوقَ بَعضِها الْبَعضِ ليسرعا بِحمل الصَّنادِيق وَوَضَعها بالعربة ليمتلاء الْمَكانِ الَّذِي كانَت تَختَبِئ بِهِ هِيَ وكيفن
- كَيف سنستمر
- توقفي عَن طَرحِ الاسىئلة الْآنَ فَلَا وَقْت لَدَينا هَيا ساعدينا
أَجابَها كِيفِن وَهُو يَضَع الصُّندُوق داخِل العَرَبَة لِيَعُود لِإِحضار آخَر فَتَحَرَّكَت باتجاهما لِتَحَمل بدورها أَحَد الصَّنادِيق وَما إنْ امتلاءت جَمِيع العَرَبَة حَتَّى وَقَفَ السَّائِس بِأَنْفاس لاهثة وَهُوَ يَقُولُ
- الْآنَ أَنَّ اوقفوني لَن يَشكُو أَنَّ لِي يَداً بِالْأَمر
- أَشكُرُك وَها هِيَ كَما وعدتك
قالَ لَهُ كِيفِن وَهُوَ يسحَبُ قطعة ذَهَبِيَّة صَغِيرَةٌ مِنْ جَيبهِ لِيُقَدِّمَها لَه لتتاملها إيلينا بَحِيرَة بَينَما تَناوُلُها السَّائِس بِسَعادَة قَائِلاً
- وعدتني أَيضاً باعلامي أَين وَجَدتها
- عِند النَّهرِ حَيثُ كُنت أَغسِلُ ملابسي . . تَنَبَّه لِنَفسِك سنغادر الْآن هَيا فَلَا أَعلَمُ مَتَى سيتنبهون لاختفائنا
- وَداعاً إذَا وَإِن حَدَثَ وَتَم امساككما خَيراً لَكُما بِالَّا تاتيا بِاسمِي
هَزّ كِيفِن رَأْسَهُ لَهُ بِالايجابِ وَهُوَ يُمسِكُ بِذِراع ايلينا قائِلاً
- هَيا بِنا 
تَحَرَّكَت برفقته لِيَدخُلُوا بَين الأشجار لتهمس بتوتر وَصَوت العَرَبَة تَبتَعِد
- أَلَم يَكن أَفضَل إن نَنزِلَ فِي مَكاناً أَبعَدَ
- سُرعانَ ما سيكتشفون اختفائنا وسيشكون بِه لِذا سيسعون خَلفَهُ مِنْ الْأَفضَلِ الابتِعاد عَنهُ انتبهي تَعالَي مِنْ هُنا
- هَل أَعطَيته قطعَتا ذَهَبِيَّة
- أَجل
- يُوجَد مِنها هُناك
- أَجْل
كان بجيبها بِاقتِضاب وَهُو يُسرِع بِالسَّير متلفتا حَوله ومتأكدا مِن خَلَوا الْمَكان بَينَما كانَت تَتَبعه بِحَذَر مستمرتا بهمس
- إلَّا يَعلَمُون بِشَأنِها
- وَجَدتها صدفة مُنذ عدت أَشهُر بَين أَحجار النَّهر
- أَنت واثِق أَنَّها مِنْ الذَّهَبِ
- هَذا ما يَبدو عَلَيهِ الْأَمرُ . . توقفي تراجعي
استَمَرّ بهمس وَهُوَ يَعُودُ نَحوها لِتَجلِس القرفصاء وَكَذَلِكَ فَعلَ مختبأين بَين الْحَشَائِش واجذع الْأَشْجار وَهُناك صَوت خَيل تَجر عَرَبَة يتناها لَهُم
- أَنَّها بَعِيدَةً عَلَى الطَّرِيقِ . . هَيا اتبعيني بحرص وَلَا تتوقفي أَبَداً عَلَينا الابتعاد سَرِيعاً مِنْ هُنا أَخَذَت تَسِير دُونَ تَوَقُّفٍ حَتَّى انكهت تَماما وَلَكِن مُجَرَّد فَكَرِة أَنْ يَقبضُوا عَلَيهِم كانَت كافِيَةً بِجَعلِها تَستَمِر وَتَستَمِر
- انَّنا نَسِير مُنذ ساعات دُونَ تَوَقُّفٍ هَلْ تَعلَمُ عَلَى الْأَقَلِّ إلَى أَينَ نَحنُ متجهين
- أَطراف الْقَريَة الْمُجاورَة لَا نَستَطِيعُ أَنْ نظهِر فِي الْمَكانِ بِهَذِه الْملَابِس وَإِلَّا سُرعان ماسيفضح أَمَرنا
- إذَا
- اترين ذَلِك الكوخ ها قد اقتَرَبنا مِنْ الْقَريَةِ أَنَّه مُتَواجِد عَلَى أَطرافِها
- كَيف تَعلَم بِهَذَا هَلْ أَنْتَ مِنْ سُكانِ الْمَكان
- انَّها محاولتي الثانِيَةِ فِي الْهُرُوبِ
- الثَّانِيَةُ إذَا فقد تَمَّ إِلْقاءُ القَبضِ عَلَيك مِنْ قبلِ
- أَجل لِذَا لَن اكرر نَفس الأخطاء توقفي هُنا 
تَوَقَّفَت بقلق وَهِي تتلفت حَولَها فَاستَمَرّ 
- أَبَقِي بِجِوار هَذِهِ الشَّجَرَةِ
وَهم بِالتَّحَرك مِما جَعَلَها تَقُول بذعر
- الى أَين
- ساحاول الْحُصُول عَلَى بَعض الْمَلَابِس
تَعلَّقَت عَينَيها بِالْمَلَابِس الَّتِي تَمَّ تعليقها خَارِج الكوخ الْبَسِيط لتقترب مَنْ ساق الشَّجَرَة مُراقبة اِبتعاده وَهُو يَنحَنِي مُحاوِلا التَّسَلُّل بِهُدُوء لِيَدخل إلَى ساحَة الكوخ وَيَقتَرِب بِرويَة مِنْ الْملَابِسِ الْمُعلَّقَة لِيَتَناوَلَ مِنها بَينَما كانَت فِي قمت توترها وَهِي تُرَاقِبه وَهُوَ يَعُودُ مِن جَدِيدٍ نَحوها لِيَضَع ثَوبا بَينَ يَدَيها وَهُوَ يَقُولُ بِأَنفاس لاهثة
- اسرعي بِتَبدِيل ثَوبك بِهَذا
وَتَحَرَّك مُعطِيا ظَهره لَها ليهم بِتَخَلُّص مِنْ قَمِيصِهِ فاسرعت بالاستدارة بدورها والتخلص من ثَوبِها الْخارِجِي وارتداء الْآخَر سَرِيعاً لِيَقُوم بِتَخَلص مِن بنطاله وَهِيَ تَحمِلُ ثَوبها بَينَ يَدَيها هامسة بتوتر وعينيها تجولان بالاشجار امامها
- عَلَينا إيجاد وسيلة نَقل فَلَا نَستَطِيع الْمُتابَعَة سيرا
نَظَر نَحوُها وَقَدْ حَمَلَ ثِيَابِه بَيِّن يَدَيه قائِلاً وَهُوَ يتَناوِلا ثَوبها مِنها
- سَيُمسك بنا سَرِيعا أَن فَعَلْنا فَجَمِيع الْقُرى هُنا
يَتَعاوَنُون مَعَ مَنْ بِالقَلعة لِذَا لَن يتوانا أَحَدٌ عَنْ الوِشايَة بِنا عَلَينا الْبَقاء مُختفين عَنِ الأنظارِ وَدفن ثِيابِنا
قالَ وَهُوَ يجلِسُ عَلَى رُكبَتَيهِ واضِعا الْمَلَابِس بِجِوارِه وَمُمسِكا بحجرا حاد لِيَحفِر بِالتُّرابِ مِمَّا جَعَلَها تَقُول بقلق
- لِما عَلَينا دَفنهم
- سيستدلون عَلَى مَكاننا مِنْ خلالهم
أَسرَعَت بِالْجُلُوس بِجِوارِه وَمُساعَدَتُه بِالْحَفر لِيَضَع الملابس بالحفرة وَيَقُوم باعادت التُّراب فَوقَها لِيَقِف وَهُو يَنفُضُ يَدَيهِ قائِلاً
- هَذا سيعيقهم قَلِيلا عَنْ مَعرِفَةِ طريقنا هَيا بِنا 
تابع وهو يسير فاسرعت خلفه قائلة 
- لَقَد تخطينا مُنتَصَفِ اللَّيلِ
- أَنا وَاثِق أَنَّهُم يُدرِكُونَ بِأَمر اختفاءنا الْآن
- يا الاهي . . لَا أُرِيدُ الْعَودَة إلَى هُناك
- إذا اتبعيني دون توقف لا يجب أَن نقترب مِنْ السُّكانِ سنبقى نتوغل بِالْغابَة بَعِيداً عَنْ الأنْظارِ
- حَتَّى مَتَى انَّنا بِحاجَة لِوَسِيلَة نَقَل
- الْوَسِيلَة الوَحِيدَةُ الَّتِي يُمكِنُنا استِعمالها هِي القِطار فَقَط 
- أَين يُوجَد
- أَقرَب مَحَطَّة لَنا تَقَعُ فِي ويست
- گم تَبعُد عَنا
- مَسافَة يَومانِ أَوْ ثَلَاث
- ماذَا . . وَإِلَى حِينِها سنستمر بِسَير
- لَا خيار آخَر امامنا
- وَلَكِنِّي منهكت تَماماً واجِد صُعُوبَة بمجاراتك
- لَم أَطلُب مِنك الْقُدُوم برفقتي انتي مِن حَشَرَت نَفسَها كُنت لِأَكُون الْآن أَبعَد بِكَثِير لَولَا اضطِرَارِي لانتظارك ومجاراتك بالسير
- أَكُنت تُريدُ منّي الْبَقاءِ فِي ذَلِكَ الْمَكانِ أَنَّهُ أَشبَهُ بالجحيم ما كُنت لافوت فرصَة مغادرته أَبَداً .. تَمَهَّل قَلِيلاً
- لا تتوقفي اذا الْآن هَيا تابِعِي وَإِلا أَنِّي لَن أَنتَظِرُك فَعلَينا الابتِعاد سَرِيعاً . . ها هو النَّهر
تابِع بهمس وَهُو يَتَوَجَّه نَحوَه لِتتبعه قَبلَ أَنْ تهمس وَهِي تَراه يَنزِل لِلسَّير فِيه
- الْمِيَاه بارِدَة لِما عَلَينا السَّيرُ بِها 
وامام مُتابَعَته لِلسَّير أَسرَعَت بِالنُّزُول بقلق فالليل حالك وتشعر برعب من مجرد السير بهذه المياه وهي لا تعلم ما قد تتعرض له شعرت ببرودة الْماءِ الَّتِي أَنسَلَت إلَى قَدَمَيها وَأَسفَل ثَوبِها اقتربت مِن كيفن بِأَنفاس مُتعِبُه وَهِيَ تَقُولُ 
- ايستعملون الْكِلَاب بِالْبَحث عَنا
- أَجل
- وَهَكَذَا لَن يستيطعوا الْوُصُول إلَينا . . أَنْت حقا تُدرِكُ ما تَفعَلُهُ
تمتمت وَهِي تتابع السَّير بِصُعُوبَة بِالْماءِ وَلَا تُدركُ كَم مِنْ الْوَقتِ مَضَى قَبلَ أَنْ يُقَرِّر الْخُرُوجِ مِنهُ لِتُفعَل بِالْمِثل بِأَنْفاس لاهثه وَهِي تهمس
- أَوشك الصّباح عَلَى البزوغ
- عَلَينا الابتِعاد تَماماً عَن الأنظار إذَا
ضمَّت يَدَيها إلَيها وَهِيَ تَسِيرُ خَلفَه مُحاولَة إيقاف اِرتِجاف جَسَدها مِنْ الْبَرد وَهِي تتابع السَّير لَن تستسلم لَا لَن تَفعل لَا يُمكِنُ أَنْ تَعُودَ إلَى هُناكَ تَفْضُل الْمَوتِ عَلَى هَذا تَوَقَّف كِيفِن وَقَد سَمِعَ صَوتَ ارتِطاما خَلفَه نظرى نَحوها لِيَجِدَها قَد سَقَطَت أَرضاً مغشيا عليها اسرَع بالعودة نَحوها ليتلمس نبضها بقلق وَهُو يَتَلَفَّت حَوله قَبلَ أَنْ يَقِفَ محدقا بِها اما أَنَّ يَترُكَها وَيُتابِع وَهُوَ الخِيارُ العقلاني لنجاته أَو يحَمِّلَها وَيُتابِع السَّير الَّذِي سيستغرقه ضعف الْوَقتِ الَّذِي كانَ سينجزه بِدُونِها هَزَّ رَأْسَهُ بيأس وَتَناوُلها بَينَ ذِراعَيهِ ليتابع سيرِه بانهاك فَهُوَ قَوِي البِنيةِ وَضَخم الْجُثَّة وَهَذا ما جَعلَهُم يَجِدُون بِهِ الْعامل الْقَوِيّ لِذا قامُوا بشراءه وَلَكِن الْآن قُواه غادَرته مُنذُ وَقتِ وَأَصبَح نَحِيلَا جدا فالعمل بالقلعة كثير ومجهد والمعاملة سيئة جدا والغذاء المتوفر قليل تَوَقَّف أَخِيراً بترنح لِيَضَعَها قرب جِذع شَجَرَةٍ محدقا بِالشَّمس الَّتِي بَدَأَت بِالظُّهُور ليرتمي بجوارها محدقا بشرود وَتَعَب امامه .
فتحَت عَينَيها بِبُطء محدقة بِتَشَوُّش بكيفن الْجالِس أَمامَها يَتَناوَل قَطَعَةً من الفاكِهة لتتحرك قَلِيلا لِلْامامِ فِي جَلَسَتها وَهِي تهمس بِضَعف
- هَذا طَعامٌ 
وَقَبلَ أَنْ يُجِيبُها تَحَرَّكَت بِسُرعَة نَحوَه مُتَناوِلَة بعض التُّوت الْبَرِّي لتمد يَدها الْأُخرَى مُتَناوِلَة حَبَّة أُخرَى لتتناولهم بِنَهم ليتابعها قَبل أَنْ يُقَدِّمَ لَها بَعضُ الْفِطرِ وَهُوَ يَقُولُ
- تناولي مِنْ هَذا سيمدك بِالْقُوَّة
- أَشكُرُك
- ادعَى كِيفِن وانتِ
- إيلينا . . أَسفَه وَلَكِنِّي أَشعَر بِالْجُوع الشَّدِيد
اضافت لتحدثها وفمها ممتلاء
- تناولي قَدر ماتردين فالقد تَناوَلَت الْكَثِير أَثناء قطفهم
هَزَّه رَأْسِها بِالْإِيجاب وَهِي تَتابع تَناوُلهم لَم تَعلَم يَوماً ماهُو الشُّعُور بِالْجُوع الشَّدِيد وَلَكِنَّها أَصبَحت تُدرك هَذا الْآنَ 
تنَفَّسَت بِعُمق بَعدَ أَنْ انتَهَت مِنْ تَناوُلِ جَمِيع التُّوت وَالْفِطر لِتَقُول وَهِي تَجلِس لِلْخلف
- لَقَد تَناوَلتها جَمِيعها لِذا سأقوم بِقَطف الْمَزِيد لنحمله مَعَنا
- الْمَكان ممتلاء بِها
أَجابَها فَنَظَرت شارِدَة أَمامَها قَبلَ أَنْ تَعُودَ نَحوَه متسائلة
- هَل نَسِير بِالطَّرِيق الصَّحِيح 
هَزَّ رأسَهُ بِالنَّفي قائِلاً 
- لستُ واثِقاً إلَّا مِن أَنَّنا فِي مُرتَفَعات تُوربِين
- لَم أَسمَع بِها مِنْ قبل
- أَننا فِي شَمال البِلاد 
شردت عينيها بِهِ قَبلَ أَنْ تَقُول 
- كيف استَطاعُوا الْقَبض عَلَيك عِند هروبك أَولَ مَرَّة
- عِند وُصولِي إلَى أَول قَريَة صادفتها كُنت فِي قُمت سعادتي لِرُؤيَة القروين وطلبت الْمُساعَدَة مِنهُم وَلَكِن اتَّضَحَ لِي الْأَمر فِي النِّهايَةِ أَنَّهُم جَمِيعهم يكنون الْوَلَاء لماليكي ذَلِكَ الْمَكان وَقامُوا بتسلمي لَهُم
- لابد وان الامر كان محبطا جدا
- اعتقدت انني نلت حريتي وانتهيت من امر القلعة لاكتشف اني عدت اليها ليزداد الامر سوء
- إلَى أَيْنَ تَنوِي التَّوَجُّه أَن نجحنا بِالْهَرَب مِنهُم
ثَبتت عَينَيه عَلَيها قَائِلاً
- لا أَستَطِيع اعلامك وَلَيس عليكي إِعلامِي فَإِن تَمَّ الْإِمساك بِأَي أَحَداً مِنا سيشي بِالْآخَر وَيُخبِرهم بِكُلِّ ما يعلَمهُ لِذا احتفضي بِما لَدَيك لِنَفسِك وَكَذَلِك سأَفعَل
- لَن أَشئ بِك
- هَذا ما تعتقدينه وَلَكن ما ستلاقينه فِي حالِ أَمسك بِك سيجعلك تشين بِأَيِّ ذَنب حَتَّى لَو لَم تفعليه .
- هل .. هَل جلدوك
- أَجَل مَعَ الْبَقاءِ مُعَلَّقا لِثَلاث أَيام مُتَتالِيَة وَالسَّماح لِأَحَدِهِم بتقديم كُوبا واحد مِنْ الْماءِ بِالْيَوم لا غير مَع الْحِرمانَ مِنْ الطَّعامِ
- كيف وصلت اليهم مَنْ قامَ ببيعك لَهُم
رغم انه كان ينظر اليها عِندَ سُؤَالِها وَلَكِنَّهُ لَم يَكُن يَراها حَقّا وَقَد شَردت عَينَيهِ وَهُوَ يَستَعِيد بذاكرته كَيفَ وَصَلَ إلَى هُنا لتلتزم الصَّمت امام شروده قَبلَ أَنْ تَعُودَ لِلْقَول
- أُرِيد الْوُصُول إلَى رتراند أَتَستَطِيع ايصالي إلَى هُناكَ
خرج من شروده قائِلاً
- هَل جائو بِك مِنْ هناك .. لَقَد تَوَسَّعَت أَعمالهم يُمكِنَنِي ايصالك للقطار الْمُتجَه إلَى هُناكَ
- لِيَكُن . . عَلَى أَحَدِهِم إعلَام المسؤولين هُناك بِما يَجرِي بهذا المكان
- اوتعتقدين أَنَّهُم يهتمون لِهَذا عَلَى الْأَغلَبِ انَّهُم يَعلمون ويقومون بالتغطية علَى الْآمرِ فَهُم يهربُون الْأَسلِحَة مِنْ الْحُدُودِ وَيعَبرُون بِها الْبِلَاد ليسلموها لثوار أَنَّ مَنْ يُدِير هَذِه الْعَملِيات لابد وَأَنْ يَكُونَ مسؤولان كَبِيرا فِي الدَّولةِ
اخذت تفكر في قَولِهِ قَبلَ أَنْ تَتساءل
- إلَى أَيْنَ أَنْتَ مُتَّجِه
- سأحتَفِظ بِهَذا لِنَفسِي أَعلَمتُك أَنْ لَا تُعطِيَنِي أَي مَعلُومات عَما تَنوِينٍ فَان تَمَّ الْإِمساك باحدنا كَي لايشي بِالْآخَر
- ولكني أَعلَمتُك إنِّي مُتجِهة إلَى رتراند هذا لَيسَ عَدلا 
تَحَرَّك لِيَنهَض وَهُوَ يَقولُ 
- لَيسَت مشكلتي . . عَلَينا الْمُتابَعَة الْآن 
تَحَركَت لتنهض بدورها وَهِيَ تَقُولُ بتذمر 
- انتَ تتهرب من اجابتي لكي لا تعلمني ولكن لتعلم ان تم الامساك بي سيمسكون بكَ ايضا
- اني سريع لِذا ساجعلهم ينشغلون بكِ بينما ابتعد
- هل انتَ جاد
- اجل وماذا كُنتِ تعتقدين انتِ من دست نفسها بالامر كنتُ لاكون الان هناك 
مشيرا بيده الى الجبال امامهُ ومستمرا 
- بينما مازلتُ هنا بسببك .. اترين .. لقد تاخرنا كفاية علينا الابتعاد قدر ما نستطيع
اضاف لوقوفِها بِتجهم محدقة بهِ فتحرك متابعاً سيره دون الاكتراث ان تبعته ام لا لتتابعه لوهلة قبل ان تقول وهي تُحاول تجاهل مشاعِر الخوف التي ملاءت صدرها بسبب حديثه
- اسنستمر بِالسَّير عَلَى الْأَطراف
- أَجل لَا خِيارَ آخَر امامنا ( أَجابَها وَهُوَ يتابع ابتعاده فَتَنَفَّسَت بِعُمق وَهِي تهم بِلحاقِهِ )
- اُنظُروا ماذا لَدَينا هُنا 
انطفضت وَأَسرَعت بالاستدارة محدقة بذعر بالرجلان الذان اطلا خَلفها قَبلَ أَنْ تَستَطِع التَّحَرُّك لِتَأْخُذ قَدَمَيها بالتراجع وَهِيَ تُنادِي عَلَى كِيفِن بصوت مبحوح دُونَ أَنْ تُفَارِقَ عَينَيها الرَّجُلَان
فَنَظَر كِيفِن نَحوها لِيَتَوَقَّف عَن السَّيرِ وَهُوَ يَرَى الرَّجُلَان يُسرِعان نَحوها وهي تحاول الْجَري بَعِيدا دُونَ أَنْ تفلح لِيُمسِكها أَحَدُهُما مما جعلها تصيح بذعر اسرَع كِيفِن نَحوَهُم لِيَتَوَقَّف بِبُطء وَالرَّجُلُ الَّذِي أَمسَكَها يسحب سِكِّينا صَغِيرَةٌ مِنْ جَيبِهِ وَيُقَرِّبها عَلَى عُنُقِها مِما جَعَلَ صَوتَها يَختَفِي وَجَمِيعَ جَسَدِها يَرتَجِف وَعَينيها المذعورتان لا تفارقان كِيفِن الَّذِي توقَف فِي مَكانِهِ وَالرَّجُل الْآخَر يَرفَع سِكِّينا أُخرَى صَوَّبَه قَائِلا وَهُوَ يُحَرِّكُها امامه
- إياك والاقتراب . . مَاذَا تَفْعلَان هُنَا
- أَيَكُونَان مِن يبحثون عَنْهُم 
تَوَسَّعَت مقلتيها بَينَما رَفَع كِيفِن يَدَيه قَائِلا 
- هَونا عَلَيكُما أَنَّنا مُجَرَّد عابِرِي سَبِيل
- عابِرِي سَبِيل إذَا ( قَالَ الرجُلُ الَّذِي يَمسِكُ ايلينا ساخرا ومستمرا امام محاولتها التحَرُّك ) إلَى أَينَ أَنتِ ستبقين مَعَنا ( تَعَلَّقَت عَينَيها بذعر بكيفن بَينَما استَمَرّ الرَّجُل قرب اذنِها ) لَقَد مَضَى زَمَناً طَوِيلٌ مُنذ أَن استَمتعنا بِصُحبَة امرَأَة
اِبْتَسَم الرَّجُل الْآخَر بسخرية وَمازال يُحَرِّك سكِينَة امامه قائِلا لكيفن
- لَا عَمَلَ لَدَينا مَعَك تَستَطِيع مُتابَعَة سَيرِك . . أَم أَنَّكَ تُرِيدُ الْقِتال
نَقَل كِيفِن عَينَيه بَينَهُما قَبلَ أَنْ يَنزِلَ يَدَيه بِهُدُوء وَهُوَ يَقُولُ بِرويَة
- لَا أُرِيدُ الْقِتال واتعلما لَا شَأْن لِي بِها لِذا ساتراجع مبتعدا ومتابعا سِيرِي
تَوَسَّعَت مقلتيها بِه بِعَدَم تَصدِيق لتهتف وَهِي تُحَاوِل التَّحَرُّك 
- أَيُّها الْخائِن
- توقفي هَيا تابِع سَيرك
تابع كِيفِن تَراجُعُه قَبلَ أَنْ يستَدِير مبتعدا فراقبته بذعر شَدِيد وَكُل تفكيرها مُنصَبٌّ عَلَى كَيفِيَّةِ خَلَاص نَفسِها بَينَما زادَت يَد الرَّجُلِ الَّتِي تُحِيطُ خَصرها بجذبها نَحوه وَهُوَ يَقُولُ
- سنقضي وقتا مُمتِعا
- ارجوكما دَعانِي وشائني ارجوكما
ضَحِك الرَّجُل الْآخَر قَائِلا باهتِمام وَهُوَ يَتَحَرَّكُ لِيُصبِح أَمامَها
- سنفعل وَلَكِن بَعدَ قَلِيلٍ وَلَيس الْآن
وَمَدَّ يَدَهُ يتلمس خَدها فأَسرَعَت بِتَحرِيك راسِها بَعِيدا عَنهُ ومازالت راس السِّكِّين تُلامس عُنُقها وَهِي تهمس بخوف
- اِبتعد لا تجرؤ عَلَى لَمسِي
تَبادل الرَّجُلَان النَّظَرات بستمتاع وَأَشار الَّذِي يَقِفُ امامها لِلْآخَر لَيَبعد سَكِينَه فَفَعَل وَأَعادَها إلَى جيبه لتحاول التَّحَرُّك مِنْ مَكانِها وَهِي تَصِيح
- دَعُونِي ارجوكما
إلَّا أَنْ الَّذِي خَلْفَها أَحكَم يَدَيهِ عَلَى كَتِفَيها مانِعا إيّاها بَينَما أَمسَك الَّذِي أَمامَها بِفَكِّها مُثبِتا وَجهها نَحوه وَهُوَ يَقُولُ
- كَونِي فُتاتا مُطِيعتا
هَمَّت بِإِجابَتِهِ إلَى أَنْ تَحَرَّكَ الرَّجُل خَلفها أَفقَدَها تَوازُنها لوهلة بَينَما بَدَت المفاجئة عَلَى الرَّجُلِ الَّذِي أَمامَها وَاَلَّذِي أَسرع يَهُمّ بِتَناول سكِينَة وَعَينَيه ثابتتان عَلَى كِيفِن الَّذِي انقَض عَلَى شَرِيكِهِ وَوَضَعَ السِّكِّينَ عَلَى عُنُقِهِ بَينَما أَسرَعَت بِالتَّحَرُّك بَعِيدا عَنهُم وَهِي تُحدِق بكيفن بِعَدَم تَصدِيق لعودته فالقد اعتَقَدَت أَنَّهُ قَد تخلا عَنها لِيُسرِع كِيفِن بِالْقَول
- ابتعدي اسرعي ( أَضاف وَهُوَ يَرَى الرَّجُلُ الْآخَر يُحاوِل إمساكها فَجَرَت بَعِيدا بَينَما استَمَرّ ) تَوَقَّف وَإِلَّا قَتَلته تَوَقَّف هَيا أَطلُب مِنهُ هَذا وَإِلَّا
أَضَاف وَهُو يَغْرِز رَأْس السِّكِّين بِعُنُقِه فَأَسرَع الرَّجُل بِالْقَول
- تَوَقَّف رُوبِرت قُلت تَوَقَّف
تَوَقَّفَ عَنْ مُتابَعَةِ ايلينا الَّتِي حدقت خَلفَها لتتعلق عَينَيها بكيفن الَّذِي أَحكَمَ امساك الرَّجُل لَيَقُول لَها وَهُوَ يُلَاقِي عَينَيها
- ابتعدي وَلَا تلتفتي خَلفك أَبَداً 
هزت رأْسها لَهُ بِالْإِيجابِ وتابعت الْجَري مبتعدة وَالْقَلق الشَّدِيد يَتَمَلَّكها فَلَا تَعلَمُ أَنَّ كانَ سينجو مِنهُما وَلَكِنَّ عَلَيها الابتِعاد بَدأَت خطواتها تبطء وتبطء لِتَتَوَقَّف بِأَنفاس لاهثة لتَضَع يَدَيها عَلَى رُكبَتَيها مُحاوَلَة التَّنَفُّس بِشَكل صَحِيح وتهدئة نَفسِها لِتَعُود لِتَستَقِيم بوقفتها ناظِرة مِنْ حَيثُ أَتَت لَم يَتبَعها بَعد ماذَا عَلَيها إنْ تَفعَلَ لَقَد عادَ مِنْ أَجلِ تَخلِيصِها وَلَا تَستَطِيعُ الْمُتابَعَة دُونَه لَن تَنجُو أَخَذَت بِخُطُوات مُتَرَدِّدَةٌ حَذَّرَه تَعُود بادراجها لتختبئ خَلفِ الأشجارِ مُراقَبَة كِيفِن وَالرِّجْلَان وَقَد أَخَذَ كِيفِن يُوَجه قَبَضَته لِأَحَدِهِما بِقُوَّة لِيُوقِعَه أَرضا بينَما قَفَز الْآخَر عَلَيهِ مِنْ الخَلفِ فأَوقَعَه بَعِيدا ليتحرك نَحوَه لِيُوَجِّه لَه الكمَّة تَلَوا الْأُخرَى لِيسقطه أَرضاً هُوَ الْآخَرُ دُونَ أَنْ يَتَنَبَّهَ لِلرِّجلِ الَّذِي تَحَرَّكَ خَلفَه مُتَناوِلا جِذعَ شَجَرَة وَأَخذا بالاقتراب مِنه فَأَسرَعَت ايلينا بتناولا قِطعَةٌ مِنْ الْخَشَبِ عَنْ الْأَرضِ وَالْإِسراع نَحوَه لِتَوَجُّه لَه ضربتا قَوِيَّةٌ عَلَى رَأْسِهِ مِنْ الخَلفِ لِيَسقُط أَرضاً لينطفض كِيفِن محدقا خَلفَه لِتَتَوَقَّف عَينَيه عَلَيها بِثَبات قَبلَ أَنْ يَنظُرَ إلَى الرَّجُلِ الَّذِي استلقا أَرضا خَلْفَه وَبِيَدِه جَذَعٌ الشَّجَرَة
- هَيا بِنَا قَبلَ أَنْ يَستَيقِظا
أَسرَعَت بِالْقَول بتوتر فهز رَأْسَه لَها بِالْإِيجاب وَهُو يُسرِع نَحوَ الرَّجُلُ الْمُستَلقِي أَرضاً مُتَناوِلا السِّكِّين مِنْ جِوَارِهِ لِيُسرِع نَحو الشَّجَرَة مُتَناوِلا قَارُورَة الْمَاءِ الَّتِي كَان يَحمِلها الرَّجُلَان وَصِرت الطَّعَام بَينما أَخَذَت تُشِيرُ لَهُ بتوتر بِيَدِها ليتبعها وَهِي تَبتَعِد فَفَعَل لِيُصبِح بجوارها قَائِلا
- عَلَينا الْإِسرَاع بالابتِعاد مِنْ هُنا لنسلك تِلكَ الطَّرِيقِ 
اضاف وَهُوَ يُقَدِّمُ لَها قَارُورَة الْمَاء وَصِرت الطَّعَام مُضِيفا 
- فالتحملي هَذِه 
فَعَلَت بَينَما أَسرَع بِتَناوُل جِذعَ شَجَرَةٍ باوراقه لِيَقُوم بِتَحرِيكِه أَرضا خَلفَهُما وَهُما يسيران قائِلا 
- ستعمل عَلَى إخفاءِ آثارِنا عَنهُم يَبدُوا أَنَّهُم مِنْ سُكَّانِ الغابَة هَل تنبهتي لِثِيابِهِم الرّثّة سيعثرون عَلَى آثارِ أَقدامِنا إنْ لَم نَكُن حذرين قَد يَكونا مِنْ قُطاعِ الطُّرُقِ أَو منبوذون مِنْ الْقُرَى الْمُجَاوِرَةِ
هَزَّه رَأْسِها لَهُ بِالْإِيجابِ دُونَ النَّظَرِ إلَيهِ وَكُلُّ تركيزها مُنصَبٌّ عَلَى الابتِعاد فَكانَت خطواتها واسِعَة وَهِي تَتَخَطَّى الْأَشْجار وَالْحَشائِش ليستمرا دُونَ تَوَقُّف حَتَّى بَدأَت الشَّمس بالمغيب
- توقفي 
نَظَرت إلَيهِ وَقَد نَالَ مِنها الانهاك الشَّدِيد فَاستَمَرّ وَهُوَ يُشِيرُ نَحو بَعض الصُّخُور المتراصة 
- سنستريح هُنا
- لَا امانع الْمُتابَعَة عَلَينا الابتِعاد
- إنَّنا نَسِير دُونَ تَوَقُّف مُنْذُ الصّباحِ عَلَينا استجماع قُوَّتَنا هَيا اتبعيتي
أَضاف وَهُوَ يَتَحَرَّكُ نَحو الصُّخُور ليتفقدها قَبلَ أَن يَجلِسَ قائِلا
- يُمكِنُنا الْمَبِيت هُنا
- اتعتقد أَنَّنا ابتعدنا كِفايَة عَنهُما 
تسالت وَمازال القَلَق يَتَملَّكَها مِن فَكَّرت الْوُقُوع بَينِ يَدَيهِم مِن جَدِيد 
- أَجَل فلَا أَثَرَ لَهُم خلْفَنا
وضعَت ما بيدها أَرضا وَجَلَسَت بِجِوارِه منهكة وَهِيَ تَقُولُ
- ارجوا ذَلِك 
تَناوَل صِرت الطَّعام ليفتحها محدقا بكسرات الْخُبز والحم المقدد ليناولها بَعضُه فأَخَذت تَتَناوَلُه وَهِي تسند ظَهرها بِالصَّخرَة خلفَها متأملة ما أَمامَها بقلق قَبلَ أَن تَقُول
- سنتوه بِهَذِه الجبال وَلَن نَخرج مِنها
- لَقَد كُنتُ أَتَحَدّثُ مَعَ سائِس العَرَبَة عَنْ الْقُرَى وَالطُّرُق الَّتِي تُوَصِّلُ إلَى المحطة 
تَناوَلُ عُودا خَشَبِي واخذ يرسَم عَلَى الْأَرضِ وهو يضيف 
- لَقَد حَفِظتها عَن ظَهرِ قَلب هذا ما اعتقده على الاقل .. مَرَرنا بِهَذِه الْقَريَةِ ثُمَّ الْتَزَمنا الْغابَة وتتبعنا النهر وَسِرنا فِي خَطِّ مُستَقِيم إنْ كانَت مَعلُومات السائِس صَحِيحِه فَنَحن هُنا أَي عَلَى بُعد يَوما مِن الْقَريَةِ الْتالية ما إن تُشرِق شَمس الْغَدِ حَتَّى نتابع سَيرِنا كُلّ ما علينا تَخَطِّي هَذِهِ الْقَريَةِ والاتجاه نَحو الَّتِي تَلِيها هُناك سَنجد محطت القِطار
- ارجوا ذَلِك
تمتمت بِوَهَن وَهِي تنكمش عَلَى نَفسِها محتضنة رُكبَتَيها
- أَلِن تتناولي الْمَزِيد 
هزت رَأْسِها بِالنَّفي متمتمة 
- إنِّي مُتعبة جِدا . . جِدا
تامَّلَها كِيفِن وَهُو يُتابِع تَناوَل طَعامِه قَبلَ أَنْ يغلِقَ صرة الطعام وَيَضَعُها جانِبا لِيَعُود لِإِسناد ظَهرِه بِالصَّخرَة خَلفه وَاللَّيل يَنسل لِيَعُم الهُدوء الشدِيد حَولهم مِما جَعلَها تنطفض عِندَ صُدُورِ حَرَكَة بَين أَغصانِ الْأَشجارِ لِتَقُول وهي تمعن النظر بين الاشجار
- الليل حالك والجَو بارِد .
- كُنت لاشعل النارِ وَلَكِنها ستفضح مَكاننا
- اتعتقد أَنَّهُما قَد يتبعانا إلَى هُنا
- لَا أَعلَمُ قَد يَفعَلَان
عادَت لِرَفع ظَهرِها وَعَقَدَت يَدَيها محدقة أَمامَها بتوتر لَن تَجَرُوا عَلَى أَنَّ تغفوا وَلَكِن الوَقتَ يَمُرُّ بِبُطء شَدِيد واعصابها منهكة تَماما نَظَرت نَحو كِيفِن تهم بمحادثته لتراه مُغمَض الْعَينَين وقد مد ساقيه امامه مسترخي في جلسته فَتأَمَّلته بِبُطء وَقَد بَدأَ الانهاك عَلَيهِ هُوَ الْآخَرُ لِتَعودَ إِلى ما أَمامَها لَمْ تَكُن لتتخيل يَوما ان تَتَعَرَّض لِهَذا أَتَكُون بِحِلم وَعِند استيقاظها سيتلاشى جَمِيع هَذَا أَتَكُون كَذَلِك ارجوا ذَلِك تمتمت بهمس وَعَينَيها تغمضان بِبُطء رغم محاولتها الا تفعل لتغفوا قَبلَ أَنْ تَعُودَ للاستيقاظ سَرِيعا وَهِي تنطفص وَتَزِيد بِضَمّ جَسدِها مُحاوَلَة إيقَاف ارتجافها إلَّا يَكفِي ماهي بِهِ حَتَّى تَحلم بالرجلان يهاجمانها مِنْ جَدِيد أَخَذَت دُمُوعُها تَنسل بِبُطء وارتجافها أَصبَح وَاضِحا
- اتشعرين بِالْبرد
جاءها تَساءل كِيفِن فَنَظَرت نَحوَه وَهَزَّت رَأْسَهَ لَهُ بِالْإِيجَابِ وَهِي تَمسَح دُمُوعُها بِيَدها قَائلة
- اعتَقَدتُ انَّك غفوت
- الْبَرد يَشتَد .. اقتربي 
بَقِيَت عَينَيها معلقتين بِعَينَيه دُونَ أَنْ تَتَحَرَّك مِنْ مَكانِها فَكَيف لَها الاقتِراب مِنَ رَجُلٍ غَرِيب عَنها وَكَأَنَّه أَحَس بِتَرَدُّدِها فَعاد لِسَند رَأْسه إلَى الْخَلَفِ وَعَقَد يَدَيه وَمَدّ سَاقَيه امامه مُستَرخِي فِي جِلسَتِهِ من جديد ناظِرا إلَى الجهت الْأُخرَى وَهُوَ يَعُودُ لاغماض عَينَيه متمتما 
- عمَّتِي مَساء
راقبته لِبِضع دقائق قَبلَ أَنْ تَقتَرِب مِنه ببطء وتردد لتلامس ذِراعَها ذِراعه وَهِي تَضَع ساقَيها تَحتَها وتخفيهما جَيِّدا بِثَوبِها قَبلَ أَنْ يُلامِس رَأْسها بترد كَتِفه دُونَ أَنْ يُفارِقَها التَّوَتُّر ليبداء توترها يَختَفِي بِالتَّدرِيج امام أَنفاسه الْمُنتَظمة وَعَدَم تَحَرُّكُه لتغمض عَينَيها بِبُطء دُون مقدرتها عَلَى مُقاوَمَة نعاسها وَتَعَبِها لتغفوا بِعُمق 
انطفضت وَأَسرَعت بِفَتح عَينَيها وَكَذَلِكَ فَعَلَ وَهُوَ يَشعُرُ بانطفاضتها لِتَجلِس جَيدا محدقة بِما أَمامَها بتوتر لَيَقُول وَعَينَيه تثبتان عَلَى الْأَرنَب الَّذِي يُطِل مِنْ بَينِ الْحَشائِش
- أَنَّه أَرنَب
تَنَفَّسَت بِعُمق وَهِي تَرى الارنب بَينَما تَحَرَّك لِيَجلس جيدا وَهُوَ يَقُولُ وَعَينَيه تجولان حَولَه
- لاَبُدّ وَأَنَّ الساعَةَ قَد تخطت الثامِنَة
- لَقَد نَمَت دُونَ أَنْ أَشعَر طَوالَ اللَّيلِ
- بعكسي فالقد استَيقَظَت عدَّت مَرَّات . . عَلَينا التَّحَرك مِن هُنا كانَ عَلَينا الِاستِيقَاظ بَاكرا
تَحَرَّكَت لِتَقِف وَهِي تُشعر بتيبس قَدَمَيها لتسير قَلِيلا قَبلَ أَن تَعُودَ لِتَشرَب الْقَلِيل مِن الْماءِ بَينَما اِنْشَغَل بِإِخفاء آثارِهِم حَول الْمَكان لِيَعُود نَحوها لِيَشرَب الْقَلِيلِ بدوره قَبلَ أَن يَقُولَ
- لنتحرك بِاتّجاه النَّهر اعتَقَدَ أَنَّهُ سيوصلنا إلَى حَيثُ نُرِيد 
تَبِعَته بِصَمت ليلتفت خَلفَهُ أَكثَر مِن مَرَّةٍ متفقدا إياها قَبلَ أَن يَقُولَ
- هَل أَنتِ متوعكة
- بل منهكا
- مازِلنا فِي بِدايَةِ الْيَوم
- مابليد حيلة فانا منهكا تماما
- ها هُوَ النَّهر
تختطته مُتَّجِهَةٌ نَحوَ النهر الذي اطلا عليه لِتَجلِس القرفصاء وَتَغسِل وَجهها وَتَشرَب مِنه لِيَفعل بِالْمِثل وَيَقُوم بتعبئة الْقارُورَة بِالْماء قَبلَ أَن يتابعا سيرهِما
- هل تهنا
- لا أَعتَقِد .. لاَبُدّ وَان يوصلنا النَّهر إلَى أَحَد الْقُرَى
- الشمس توشك عَلَى الْمُغَيبِ
- سنتابع غَدا
أَجابَها وَهُو يُحَدِّق حَولَه يَبحَثُ عَنْ مكانن آمَن لِلْجُلُوس بِه
- لنبقى قرب النَّهر
- لَا لنبتعد قَلِيلا إلَى الدَّاخِلِ
أَجابَها وَهُوَ يَعُودُ لِمُتابَعَة السَّير فَتَبِعتُه متساءلة
- اتعتقد أَنَّهُم مَازالُوا يبحثونا عَنا
- أَجل
- رُبَّما فَقَدُوا الْأَمَل وتوقفوا
- لَا لَن يستسلموا بِسُهُولَة
- لما أَنت وَاثِق لهذه الدَّرَجَة
- امضيتوا عام وَنِصف هُناك وَاعلَم عَما أَتَحَدّث بِه
- لَم تعلمني كَيف وَصَلَت إلَى هُنا مِن قامَ ببيعك
- لَقَد اهدوني لَهُم لَم يَحتاجُوا لبيعي
رمشت لِقَولِهِ قَبل أَنْ تَثبُتَ عَينَيها عَلَى ظَهرِهِ مُستَمِرَّة بَحِيرَة ومازالت تَسِير خَلفَه
- اهدوك لَهُم أَي لَم يَحصُلُوا عَلَى مُقابِلِ مادي ماذا فَعَلت ليفعلوا هَذا . . عَلَى ما يبدوا أَنَّهُم أَرَادُوا التَّخَلُّص مِنك بِأَي طَرِيقَة وَلَكِن كَيفَ لِرَجُل مِثلَك أَن يقتيدا إلَى هُنا بِكُلِّ سُهُولَة
- غَدَرُوا بِي .. غفوت فِي مَكَان لاستيقظ فِي مَكان آخَرَ وانتي كَيف وَصَلَت لَهُم
شَرَدَت عَينَيها ليلتمع الْحُزن بِهِما وَهِيَ تَذكُرُ هانا لِتَقُول بشرود
- تُوُفِّيَت .. سيدتي و لَم يَعُودوا بحاجتا لِي
- لَما لَم يسمحو لَك بالعودة إلَى بلدتك
- لَم يَكُونُوا اهلن لِلثِّقَة وغدروا بِي أَيضا
تَوَقَّف محدقا حَولُهُ وَهُوَ يقول
- سنبقا هُنَا حَتَّى الصّبَاحِ .
- هَل بَقِيَ مَعَنا طَعام
تساءلت وَهِي تَجلِس أَرضا قرب جِذع شَجَرَ فقدم لها صِرت الطَّعامَ وَهُوَ يَقُول
- الْقَلِيل غَدا ساجمع بَعض الْفاكِها
وَتَحَرَّك متفقدا الْمَكانِ مِن جَدِيد قَبلَ أُن يَعُود لِلْجُلُوس بجوارها فأَشارَت إلَى الطَّعامِ وَهِيَ تمضغ لقمتها بِرُويَة فهز رأْسَه لَها بِالنَّفي قائِلا
- تناوليه جَمِيعِه
- لَكِنَّك لَم تَتَناوَل شَيء يذكر الْيَوم
- أَنا مُعتاد عَلَى هَذا
- رغم ذلك تَحتاج اليه لتَستطيع المُتابعة بالغد
قالت وهي تُقدم له صُرت الطعام ليتناول ما بقي فيها بينما تساءلت
- الديك عائِلَة
- كان لَدَي ( أَجابها وَهُو يسنِدُ ظَهرَهُ بِجِذعِ الشَّجَرَةِ مُستَرخِيا فِي جِلسَتِهِ ومتابعا ) وانتي
- وَالِدَتِي تُوُفِّيَت عِند إِنجابِي وَوَالِدي مُنذُ بِضع سِنِينَ
- مَتَى تَخَلَّت عَنك الْحَياة 
وامام صَمتيها وَهِي تُفَكَّرَ فِي قَولِهِ أَضاف 
- مُعَظَّم مِن بِالقَلعَة جائوا مِن طَبَقَت الْفُقَراء والمعدومين لِذا استَطاعُوا استغلاهم فَلَيسَ هُناكَ مَن يَسأَلُ عَنهُم أَو يفتقدهم حَتَّى . . بدوتي مُختَلِفَة 
أَضاف وَهُوَ يَنظُرُ إلَيها مُستَمِرا امام نَظَرها إلَيه بدورها 
- يداكِ مُختَلِفَتان ناعمتان لم تعتادا العمل الشاق اظافرك مقلَمَة بمهارة
أَظهَرَت اِبتسامَةٌ متوترة وَهِيَ تَقُول
- تَخَلَّت عَنِّي الْحَياة عِندَ وَفاةِ سيدتي فالقد كُنْت مرافقتها وربتطني بِها عِلاقَة قَوِيةٌ لِأَنَّنا متقاربات فِي الْعمر وَكانَت تودني فَتَقضِي مَعِي الْوَقت وَتَسمَح لِي بِالكَثِيرِ مِنْ أُمُورِ التَّرفِيه الَّتِي كَانَت هِيَ أَيضا تَفعَلُها
- كانت متواضعة إذا
- أَجل وَأَحسَنَت معاملتي . . هَل لديك اشقاء
تساءلت مُتَعَمِّدَة إبعاد الحَدِيثِ عَنها فهَزَّ رَأْسَهُ بِالنَّفي شارِدا مِما جَعَلَها تَلتَزِم الصَّمت قَبلَ أَنْ تتمتم
- لَو نَستَطِيع إِشعال النَّارِ فالطقس يَزدَاد بُرُودَة
- أَعلَمتُك أَنَّها ستلفت النَّظَر إلَينا ونحنا فِي غِنى عَنْ هَذا
عَقَدت يَدَيها تضم جَسَدها وَهِيَ تَنظُرُ حَولَها قائِلة
- اتعتقد أَنَّنا سنصل الْقَريَة غَدا
- أَجل
- رُبَّما تهنا
- رُبَّما .. لَا أَعلَمُ حقا كان علينا ان نصل الى احد القرى ولكن هذا لم يحدث لا اعلم متى تهنا بالتحديد فلم يَسبِق لِي التَّوَاجُد هُنا على ما يبدوا اننا اضعنا وجهتنا وَلَكِن ما أَنا وَاثِقا مِنه أَنَّ النَّهرَ سيصلنا أَجَّلا أَم عَاجِلا إلَى إحدى الْقُرَى
- ارجوا هَذا 
تمتمت وَالْإِحباط يملاء صَدرها فَهِي منهكا وتائها وجائعة وَالْبُرُودَة وَصَلَت إلَى عِظامِها وَلَكِن فَكَرِة الاستِسلام عِندَهَا مرفوضة تَفضُل الْمَوتِ عَلَى الْعَودَةِ إلَى هُناك هل علم ايثان بامرِها ام بَعد ما هي واثقة منه ان كاثرين وايفان قد ارسلوا من يعلمه بمغادرتها هذا ما يفعلونه بالعادة لاول مرة تُريد ان يكون هذا حقا ما جرى لن تغضب منهما هذهِ المرة .. امن الممكن ان تَصل قبل ان يَعلم ايثان ويحل عليها غضبهُ نَظَرت نَحو كِيفِن تُرِيد سُؤالَهُ إلَى أَنَّها لَم تَفْعَل وَهِي تَراه قَد رَفَعَ رَأْسَهُ مُسنَدا إيَّاهُ عَلَى سَّاقِ الشَّجَرَة خَلفَه لَيسَت الوَحِيدَة المنهكا هُنا فَهُوَ بالاونة الْأَخِيرَة كَانَ يَعمَلُ سَاعَتَين اضافيتين دُونَ تَوَقُّف بسببها لَا تُتَخَيل كَيف سَتَكُون لَو أَمضَت عام وَنَصَّ فِي ذَلِكَ الْمَكانِ أَخَذَت عينَيها تجولان حَولهَا وَهِيَ تُضَم ساقَيها إلَيها قَبلَ أَنْ تُرخِي رَأْسها عَلَيهِم لتغط بِالنَّوم سَرِيعا قَبلَ أَنْ تَعُودَ لِفَتح عَينَيها وَهِي لاتدرك كَم غفت لَتَحَرَّك يَدَيها عَلَى ذِراعَيها فِي مُحاوَلَةِ الْحُصُولِ عَلَى الْقَلِيلِ مِنْ الدِّفء قَبلَ أَنْ تَثبُتَ عَينَيها عَلَى الشَّجَرَةِ الَّتِي كانَ يَجلِسُ عِندَها كِيفِن لتجدها خالِية الْآن فَأَسرَعَت بِالنَّظَر حَولها بتوتر وقد استيقظة تماما لتتحرك لتَقِف فِي نَفسِ الْوَقتِ وَتَعُود بِالنَّظَر حَولها مُحاوَلَة اِستِغلال ضَوءِ الْقَمَرِ لِرُؤيَة جَيدا وَقَد بَدأَ الْفَزَع بِهِما لتهمس بقلق
- كِيفِن . . كِيفِن
تَوَقَّفت وحدقت أَمامَها أَيْنَ ذَهَب أَسرَعَت بِالنَّظَر نَحو صُرَّة الطَّعام لِتُسرِع نَحوِها لتجدها بِمُفرَدِها وَقَد اِختَفَت قَارورَة الْماء ، هَل غادر بِمُفرَدِه اتخلا عَنها أَخذ جَسَدها يَرتَجِف بِقُوَّة فَتَحَرَّكَت لتسير إلَى الْامام , ستتبعه لَا خِيارَ آخَر أَمامَها لَن تَستَطِيعَ النَّجاة بِمُفرَدِها كَيف ستفعل هَذا كَيفَ سَتَعلَمُ فِي أَيِّ طَرِيقَ ذَهَبَ لَما تَرَكَها لَم تَكُن حَملا ثقيلا عَلَيه تابَعَت سَيرِها بتوتر وَخَوف وَهِي تتلفت خَلْفَها كَم غفت مُنذ مَتَى غادِر ما كَانَ عَلَيها النَّوم وما كان عَلَيها الثِّقَةِ بِهِ وَلَكن ما الْخِيارُ الَّذِي تَمَلُّكُه ماذا تَفْعَلُ الْآن لا تجروء عَلَى التَّوَقُّفِ عَلَيها الْمُتابَعَة علها تَصِلُ إلَى أَيِّ مَكان بِهِ أُنَاس أَخَذَت خطواتها تُسرِع بِفَزَع لتتجمد فِي مَكانِها بِشَكل مُفاجِئٌ وَقَد أَطَلت عَلَى النَّهرِ بَينَما أَسرَع كِيفِن بِالنَّظَر خَلفهُ وَهُوَ يَقِفُ عِندَ سَماعِهِ لخطواتها وَقَد كانَ يَقُومُ بتعبأت الْقَارُورَة بِالْماء لتهتف بِشَكل هستيري لِرُؤْيَتِه قَبل أَنْ يَستَطِع التَّحَدُّث
- أَنْت هُنا لِما لَم تعلمني إِنَّك مُغادِر اعتَقَدَت إِنَّك غادَرَه بَعِيداً وتركتني بمفردي هُنا أَكان عَلَيك الْحُضُورُ إلَى هُنا ما كان لَك تُركِيّ هُناك بمفردي لَقَد كِدت أُجِن عِند استيقاظي وَعَدَم رُؤْيَتِك هُناك
رَفَعَ الْقارُورَةَ الَّتِي بِيَدِهِ قَائِلا بِهُدُوء .
- جِئت لتعبئتها بِالْماء فَقَد كانَت فارِغَةً وَكُنت عَطَش
- كان عليكي ايقاظي 
كَرَّرت والدموع تَلتمع بعَينَيها مُستَمِرَّة 
- اعتَقَدَت إِنَّك تخليت عَنِّي وغادرت بمفردك
- بهذا اللَّيل هَدئي مِن رَوَّعَك لو اردت التَّخَلِّي عَنك لَفَعَلت مُنذُ البِدايَةِ كُلّ ماردته الْقَلِيلِ مِنْ المَاءِ 
أَجابَها وَهُوَ يَتَحَرَّكُ بتجاهها فَقَالَت ومازالت رَافِضَة تَصَرُّفِه وَقَد وَصَلَ توترها إِلَى أَوجه
- لَا لاتغادر مرتا أُخرَى دُون إِعلامِي أَبَدا لا تفعل
حدجها بنظرة قاسية قائلا 
- لَم أَطلُب مِنك مرافقتي عَلَى مَا أَذكرُ لِذَا تحملي مسوؤولية نَفسِك وَإِن استيقظتي وَلَم تَجِدِينِي يَوما فالتتابعي بمفردك فانَّا لَم اخطط لاصطحابك بَل بذلت مَجهُودا مَع السَّائِس مِنْ أَجلِ إقناعِه بِإِخراجِي ولَم يَكُن الْأَمرُ سَهلا أَبَدا 
أَضاف وَهُو يَقِف أَمامَها مُستَمِرًّا بِثِقَة وَتأْكِيد 
- لِذَا أَرَى نَفسِي ملزما باعلامك إنِّي ساقدم يَد الْمُسَاعَدَة لَك لِتصلي إلَى بلدتك وَلَكِن لَا أَعلمُ ما قد يواجهنا لِذَا فالتعلمي منذ الان إنْ خُيِّرَت بَينَ حريتي وَبَينَك ساختار حريتي فَلَا مَجالَ أَمامِي للعودة إلَى هُناكَ لِذا عَلَيكَ أَنْ تدركي أَن أَي أَمرَ سيواجهنا عَلَينا تَخطِيه مَعا أَو بمفردنا فَأَنَا أُعلِّمك أَيضا بِالتَّخَلِّي عَنِّي وَالْمُتابَعَة لا تتوقفي لِنَظَر خَلفَك لِأَنِّي لَن أَفعَلَ الْأَمر لا يحتاج إلَى تَصَرُّفات بطولية أَنقِذِي نَفسَكِ لِأَنِّي سَأَفعَل بِالْمِثل 
وَنَقَل عينَيه بِعَينَيها مُستَمِرا بِتَأْكِيد 
- هَل نَحن مُتَّفِقان ( وَامام جُمُودها دُون إجابَتُه تَخَطّاها مُستَمِرا ) تكادين تصابين بانهيار عَصَبِي لِمُجَرَّد أَنَّك لَم تَجِدِينِي بجوارك ( تابَعَته بِعَينَيها وانفاسها مازالَت تَتَسارَع فحاولت التَّنَفُّس بِعُمق لتهداء هِي تَتَحَرَّك بِبُطء لِتُتبِعه لَيَقُول قَبلَ أَنْ يَعُود لِلْجُلُوسِ فِي مَكانِهِ ) لا تقلقي مِن مغادرتي سِرا فَلَن أَفعل ساعلمك عِندَما أَنوي المغادرة دُونَك
أَخَذَت عَينَيها تَعُود نَحوَه بِبَيِّن أَلْفَين وَالْأُخرَى قَبل
أَن تَثَبُّتا عَلَيهِ وَقَد أُغْمِض عَينَيه مُنذ بَعضُ الْوَقتِ لتراقب أَنفاسَه الْمنتَظِمَة أَنَّهُ عَلَى حَقِّ أَنْ حَدَثَ أَيْ شَيءٍ خِلَال طَرِيقَهُما ماذَا ستفعل رَغِم ذَلِك بَدات كلِماتِه قاسِيَة فَفَكَّرت بَقائِها بِمُفردِها بِهَكَذا مَكان لَهي مرعبتا لَها إنّهُ لا يعلم عَنها شَيءٌ لا يعلم أَنَّها لَم تُغَادِر يَوما مَنزِلِها دُون مرافقتها هانا لايعلم أَنّها أَصغَرُ اشقائها الخمسة وَقَد انضَمَّت لِلْعائِلَة بِشَكل مُفاجِئٌ فَإيما الَّتِي كَانَت تَعَدّ الصفرى قَبل حُضُورها بَينَهُما سبعة أَعوام بَينَما أَولَاد شَقِيقِها الْأَكبَر إيثان يشابهونها بِالْعُمُر وبمغادرة وَالِدَتِها عِند انجابها أَغدق الْجَمِيع عَلَيها الْعاطِفَة حَتَّى أَنَّها كادَت تَعتَقِدَ أَن شقيقتها الْكُبرى هِي وَالِدَتها وَرَغَم محبت الْجَمِيع الْمُفرِطَة لَها إلَى أَنْ الْأَمرَ قَد زَادَ عَن حَدِّهِ وشعرت بالاختِنَاق مِن حِرصِهِم الزَّائِدِ عَلَيها مِما جَعَلَها تتمرد عَلَيهِم الْآنَ تُشعِر بِالنَّدَم وَتُدرك ما كانُوا يُحاوِلُون حِمايَتها مِنْه عادَت لتمرر يَدَيها عَلَى ذِراعَيها مُحاوَلَة الْحُصُولِ عَلَى بَعض الدفئ لِتَعُود نحو كيفن الَّذِي مازالَ عَلَى حالِهِ فَتَحَرَّكَت مِن مَكانِها لتقترب مِنْه وَتَجلِس بِقُربِه ببطء لتنكمش عَلَى نَفسِها بِجِوارِه ان تحرك ستَشعر به هكذا افضل وامن لها عَلا هَذِهِ اللَّيلَةِ تَنتَهِي .
فَتَحَ عَينَيهِ مَعَ شُرُوق أَشِعَّةِ الشَّمسِ الَّتِي لاَمَسَت وَجهَه فَحَرَّكَ رَأْسَهُ نَحو الرَّأْس الْمُجاوِرَ لَهُ محدقا بإيلينا الملتصقة بِهِ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ أَنَّ تَحَرَّكَ مِنْ مَكانِهِ سَتَعلم بِهَذا ظَهَرَت ابتِسَامَةٍ عَلَى وَجهِهِ وَهُوَ يَعُودُ لِلنَّظَر امامه مستمتعا بِرُؤْيَة الشَّمس وَهِي تَتَحَرَّك بِبُطء إلَى أَعَلا أَن لطعم الْحُرِّيَّة مذاقا لَذِيذ عِندَما بِداء بِمُحاوَلَة إقناع السَّائِس بمساعدته لَم يُخَيَّلُ إلَيهِ أَنَّهُ سينجح وَلَكِنه لَم يَستسلِم يَوما وَكانَ يُحاوِلُ استِغلالَ أَيَّ فُرصَة لِلْخَلَاص فمكانه لَيسَ بِتِلكَ القَلعَة أَن عاما وَنِصف تَعَرَّض بِها لِكُلِّ أنْواعِ التَّعذِيبِ مَنْ حبس وَالْإِجبار عَلَى الْعَمَلِ إلَى الْجِلدِ إلَى الْعَمَلِ دُونَ تَوَقُّف ساعات إضَافِيَّة إلَى الضَّربِ المبرح عَلَى أَيدِي الْحُرَّاس قتل بِداخِلِه الْكَثِيرِ فَلَم يُعِد هُو فالقد فَقَد شَيئا مِنْ رُوحِهِ هُناك خَرَجَ مِنْ شروده عَلَى تَحَرُّكِ إيلينا الَّتِي حدقت حَولها وَهِيَ تَبعد رأْسها عَنهُ قَبلَ أَنْ تَتَعَلَّقَ عَينيها بِه لتبتعد قَلِيلا فِي جَلَسَتها بِارتِباك قائِلُة
- أَنت مُستَيقِظ ( هَزَّ رَأْسَهُ لَها بِالْإِيجاب قائِلا بِصَوت كَسُول )
- عَلينا التَّحَرُّك سَرِيعا
- أَلَيسَ هَذَا ما نفعله مُؤَخَّرا
- لَن نَتَوَقَّف إلَّا حِينَ نَصِلُ إلَى مكاناً آمَن
رَغِم قَولُهُ هَذَا وَعَينَيه شارداتان أَمامَهُ إِلا أَنَّهُ لَم يَتَحَرَّك مِنْ مَكانِهِ فَتَحَرَّكَت بدورها نَحو النَّهر لِتَغسِل وَجهها وَتَشرَب الْماء ليتبعها بَعدَ قَلِيل لِيَفْعل بِالمِثل ويتابعان طَرِيقَهُما
- تَوقفي (همس كيفن وهو يُشير بيدهِ نحوها بينما بقيت عينيه تُتابعان ما امامهُ ليظهر لهم رجلا يسر من بعيد ) احدهم يقترب .. اختبئي خلف الاشجار
اسرعت بالاختباء خلف ساق الشجرة وعينيها ثابتتان على كيفن لتتوسعا لعدم اختباءه ومتابعته السير ليتسارع نبضها وهي ترى رجلا يسير على الطريق الترابية ويجر خلفه حماره لينظر نحو كيفن الذي يتحرك باتجاهه مبادرا اياه
- مرحبا
- اهلا .. هل جئت من اجل العمل ( تساءل الرجل وهو يتامله فاجابه باقتضاب )
- اجل
- القرية مليئة بالقادمون للعمل بها بهذا الوقت ستكون محظوظا ان استطعت الحصول على واحد
- ساحاول وما الخيارات الاخرى التي امامي فالقد وصلت الى هنا
- جرب السؤال عند أل برود فهم الان يقطفون اشجارهم وقد يكونوا مازالو بحاجة لليد العاملة اما ال سراون فلا تتعب نفسك فالقد اكتفوا
- اشكرك ساحاول وارجوا ان احصل على عمل
- حظا موفقا
-اشكرك
اجابه كيفن وهو يدعي متابعة السير وينظر خلفه الى ان ابتعد الرجل فعاد بادراجه نحوها لتبادرة
- القرية قريبتا اذا
- اجل علينا المتابعة هيا
- الن نسلك الطريق الترابية
- لا سنبقى على الاطراف ( اجابها وهو يسير امامها فتبعته وهو يضيف ) عندما نصل القرية فلننفصل
- ماذا تعني بهذا لقد وعدتني ان توصلني الى بلدتي
قالت بذعر فاجابها
- عنيت ان كلا منا يدخل القرية بمفرده لنبقى قريبين على بعضنا دون ان نكون معا فان كانوا يبحثون عنا فلن يشكوا بنا حين نكون كلا منا بمفرده
- اتعتقد انهم قد يبحثون عنا هنا
- علينا ان نكون حريصين هذا ما اعرفه ها هيا
اضاف لها وهو يتوقف فوقفت بجواره محدقة بالقرية التي امامهم فاسرعت برفع يديها نحو شعرها ترتبه بسرعة وتعقده من جديد بكعكتا قرب عنقها وهي تقول
- فالتحاول تهذيب شعرك ايضا فلا نبدو كالمشردين
- لا اعتقد ان الامر بذو فائدة ( اجابها وهو يحاول تمرير يده بشعره قبل ان يتابع نحو لحيته مستمرا ) لا تظهري توترك مهما حدث سيري انت اولا وساتبعك سابقى خلفك
- ما الذي سافعله هل اتوجه نحو العربات التي تذهب نحو المحطة
- هل معك نقود
- لا و .. انت ( هز راسه لها بالنفي وهو يقول )
- علينا الحصول على بعض المال فلن يقلونا مجانا .. ساذهب للعمل في تلك المزرعة التي اشار اليها الرجل
- وانا ماذا سافعل
- ستنتظريني
- لا ساذهب معك
قالت باصرار رافضة تماما ان تنفصل عنه فهي لن تستطيع تدبر امورها بمفردها
- من الافضل ان ننفصل لايجب ان نظهر معا
- لاباس لن اقترب منك ولن احدثك سابقى بعيدة عنك
هم بالاعتراض ولكن امام القلق الذي يطلع بعينيها عاد للقول
- ليكن .. لا تحدثيني فانت لا تعرفيني
هزت راسها موافقة فاشار براسه لها لتسير امامه قائلا
- سيري وساتبعك اسالي عن مزرعة رود لانك قادمة للعمل بها
بقيت عينيها معلقتين بعينيه بتوتر قبل ان تقول
- حسنا
وتنفست بعمق تحث نفسها على الانطلاق لتتحرك وتسير بثبات لا تشعر به بالحقيقة فقلقها مما سيواجها كبير وقلقها من تخلى كيفن عنها اكبر فلم تشعر بعدم الامان الذي ينتابها الان من قبل نظرت خلفها فوجدته مازال في مكانه فتابعت ببطء والقلق لا يغادرها ولكنه على صواب لايجب ان يظهرا معا بدات تتامل الاكواخ القليلة التي امامها لتقترب من احدها وقد رات امراة مسنة تجمع البيض لتقترب من سور كوخها قائلة
- مرحبا اين اجد مزرعة برود
- سيري في هذا الاتجاه فالعمال يتجمعون لذهاب اليها ان اردت ان تعملي فالتسرعي والا لن تحصلي على عمل
هزة راسها لها بالايجاب وتابعت بخطوات سريعة لتتلفت خلفها مرتا اخرى ولكن لا اثر لكيفن ابتلعت ريقها ان تخلا عنها لا لا تريد ان تفكر بالامر حتى اقتربت من جموع العمال من الفتيات والرجال الواقفين بكثرة امام رجلان وقد وقفوا بصفين متجاورين ليحدثهم الرجل قبل ان يوافق على اسطحابهم فمن نال الموافقة يصعد الى العربة ومن لا يعود بادراجة اخذت عينيها تتامل ما يجري وقد وقف بعضهم بعيدا عن الصف فتحركت لاخر الصف لتقف بدورها وهي تتامل مايجري حولها فجميعهم ثيابهم متواضعة ومنها الرث وجوههم متعبة 
اقترب كيفن بتمهل من جموع العمال وقد كان قد
تناول احدا القمصان ذات قبعة عن حبل للغسيل من احد الاكواخ التي مر من جوارها ليرتديها ويضع قبعتها مخفي راسه ليراقب بحرص ما يحدث وهو يقترب ليتوقف متاملان المكان تعلقت عينيه بإيلينا التي وقفت في اخر الصف ليتابع مايجري حوله قبل ان ينظر الى الرجل الذي يقف بجوار رئيس العمال الذي يسمح لبعضهم بالصعود ويرفض بعضهم ليتامله وقد لاحظ انه اوقف احدا الفتيات التي تهم بصعود الى العربة طالبا منها ان تريه يديها وعندما فعلت قام برفع كم ثوبها محدقا برسغيها قبل ان يتركها لتصعد وعاد للوقوف مكانه متاملا العمال فأسرع باخفاض راسه وتابع سيره متاملا العمال الذين يقفون بالصف ليصل الى إيلينا .
تاملت العدد الكثير الذي امامها والعربات التي تغادر وتعود سريعا عليها ان تحصل على العمل إيلينا إريانوس عليها ان تعمل لتنقذ نفسها اهي بحلم وعليها الاستيقاظ منه بل هي بكابوس توقفت عينيها على كيفن الذي جاء من الامام لتشعر بالراحة وتسرع باخفاء ابتسامتها التي كادت تطل على شفتيها عليها الادعاء انها لا تعرفه ولكن شعورها هذا سىرعان ماغادرها وهي تراه يشير لها بعينيه بالقدوم اليه وهو يتابع سيره ليعود ويشير لها من جديد بعينيه بلحاقه وتخطى عنها متابعا سيره ابتلعت ريقها فالجدية البادية على وجهه واخفاء نفسه بالقبعة بهذا الشكل لابد وان ورائه امرا ما نظرت اليه وهو يبتعد قبل ان تتحرك لتتبعه بروية منسلة خارج الصف لتسير خلفه دون ان تحاول الاقتراب منه ليبتعدوا ببطء عن العمال لتسرع خطواتها وتسير بجواره تاركتا مسافتا بينهما وهي تهمس دون النظر اليه
- ماذا هناك
- انهم يبحثون عنا هنا
ابتلعت ريقها بتوتر واسرعت برفع يدها تدعي ترتيب شعرها مخفية وجهها عن العمال الذين يمرون من جوارها لتسمح لكيفن بالتقدم عليها بالسير لتتابعه بحذر وتوترها في اوجه ليبتعدا تماما عن المكان فاسرعت بالاقتراب منه وهي تهمس
- ماذا علينا ان نفعل الان
- القرية تعج بالغرباء القادمون للعمل ( اجابها دون النظر اليها واستمر ) علينا استغلال هذا بالابتعاد قدر مانستطيع فهم يتوقعون قدومنا الى هنا ونظر اليها مستمرا ) ذاك الرجل اوقف احد الفتيات انها نحيلة بطولك وشعرها كشعرك وطلب ان يري يدها ليتامل رسغيها فهم يعلمون بشأن اصابتك ( امسكت اصابع يدها اليمنى رسغ يدها الاخرى بتوتر فهز راسه لها قائلا ) يعلمون ان لا مال معنا وقد نلجئ للعمل للحصول عليه
- رباه ( تمتمت وهي تعود لنظر امامها بياس مستمرتا وقد اخدا بعض العمال يسيرون متخطين عنهم ) لا استطيع العودت هناك لا لا استطيع
- سنغادر القرية لذا عودي لسير خلفي إلى ان نفعل
هزة راسها موافقة وسمحت له بان يتخطاها من جديد لتتبعه بصمت وخوف وتوتر فحواسها جميعها تعمل دون توقف مراقبة اقل حركة تصدر من حولها لتبطء خطواتها وهي تراه يقترب من رجلا عجوز يحمل حملا ثقيلا من الحطب على ظهره ليتناوله منه قائلا للرجل الذي نظر اليه
- ساوصلك الى منزلك
- اعده فليس معي المال لاعطيك اياه
- لا اريد مالا اتملك بعض الخبز
- اجل ( اجابه الرجل الكهل بحيرة مستمرا ) حسنا ان منزلي يقع هناك على اطراف القرية ( وتابع سيره ليسير كيفن برفقته فتبعتهم وهي تترك مسافة بينهم بينما استمر الرجل العجوز ) لا احد يوافق على احضار الحطب لي لاني لا املك المال لذا احضره بنفسي .. الم تحصل على عمل تبدوا قوي البنية لما لم يصطحبوك
- عدد العمال كثير الا يوجد غير مزرعة ال برود هنا
-  انهى معظم المزارعين قطف ثمارهم وبقى القليل فقط ( اجابه وهو ينظر خلفه نحو إيلينا قبل ان يعود للمتابعة ) من اين جئت
- القرية المجاورة فانا اتنقل بحثا عن العمل
- اتستطيع تقطيع الحطب
- اجل
- اذا فالتعمل على تقطيع احطابي
- ماذا لديك لتعطيني غير الخبز
- المبيت حتى الغد ( اجابه وهو يعود بنظره الى الخلف مستمرا وهو ينظر اليه ) مع الفتاة التي تتبعنا
نظر كيفن الى الخلف لامحا إيلينا التي تتامل ما يجري بتوتر وقد تناها لها حديث الرجل لتتعلق عينيها بكيفن قبل ان يعود للرجل العجوز قائلا
- انها غاضبتا مني ولا تريد السير برفقتي
- ماذا فعلت لتغضبها
- عدم ايجادي للعمل يغضبها لا تستطيع ادراك اني افعل كل مابوسعي
- ان قامت بتنظيف كوخي ساقدم لكم العشاء فلم تقم امراة منذ ان توفيت زوجتي بتنظيف الكوخ
- ستفعل لا تقلق ( اجابه كيفن وهو يعود للنظر نحوها قائلا ) استفعلين عزيزتي ان الرجل هنا بحاجة للمساعدة
اكتفت بهز راسها هزة خفيفة فعاد نحو الرجل العجوز قائلا
- انها موافقة علا هذا يخفف من غضبها
- لا تعلمني عن غضب النساء فزوجتي لم يكن يروق لها شيئا
- وكانك تتحدث عنا .. اين هو كوخك
اضاف لبتعادهم عن اكواخ القرية فاشار العجوز نحو الكوخ المنعزل اخر التل مستمرا
- هناك
- لما هو بعيدا لهذه الدرجة
- انا رجلا عجوز احب العزلة وليس لي بضوضاء القرية
اخذوا بالاقتراب ببطء من الكوخ الخشبي ليفتح الرجل العجوز الباب ليدخل بينما وضع كيفن ما يحملة من حطب على ظهره ارضا وحدق بإيلينا التي تقترب لتقف بجواره وهي تنظر حولها فهمس
- لنقضي الليلة هنا ونغادر صباح الغد ( هزة راسها له بالايجاب )
- ادخلا ادخلا
دخل كيفن لتتبعه متاملة الكوخ الرث والذي امتلاء بالغبار بينما جلس الرجل العجوز على اريكتا مهترئة ليقول وهو يشير الى باب جانبي
تستطيعون استعمال تلك الغرفة فانا انام هنا عند المدفئة منذ ان اصبحت كهلا ولا اغادر هذا المقعد
- ساقطع لك الحطب اولا بينما تقوم زوجتي بترتيب الكوخ لك
- افعلا وانا سأحصل على قيلولة فالقد اجهدت نفسي
تبادلت إيلينا وكيفن النظرات قبل ان يتحرك ليخرج فنظرت حولها بياس لا تعلم حتى من اين تبداء انها ليست خبيرتا بهذه الاعمال انها حتى لم تقم يوما بترتيب غرفتها ولكنها استطاعت تدبر امرها بمطبخ القلعة وعليها فعل هذا هنا ايضا تحركت لتبداء بتنظيف الكوخ بينما استلقا الرجل العجوز ليغط بنوما عميق ومع بداية غروب الشمس انها كيفن تقطيع جميع الحطب فاطل عليها ليجدها تقوم بوضع قدرا على نار المدفئة وهي تقول للرجل العجوز الذي طلب منها فعل ذلك
- لقد وضعته
- هل انهيت جميع الحطب
- اجل ( اجابه كيفن وهو يتقدم منهم فاضاف الرجل برضا )
- هذا جيد فقد كان ليأخذ مني الكثير من الوقت تعال اجلس هنا الى ان تعد لنا زوجتك الطعام
جلس كيفن بجواره بينما تلفتت إيلينا حولها فلا تعلم ما الذي عليها اعداده لهم فهو لايملك سوا بعض حبات البطاطا والجزر والقليل من الخبز القاسي عليها ان تتدبر امرها فمعدتها لم تعد قادرتا على التحمل انشغلت بتقطيع البطاطا والجزر بينما قال الرجل لكيفن
- زوجتك ليست ماهرة لم تقم بتحريك الاثاث لتنظيف واكتفت بالعمل الغير متقن والسريع لو كانت زوجتي على قيد الحياة لما راقها هذا
- انها مجهدة فنحن نتنقل للبحث عن لقمت العيش
رفعت إيلينا حاجبيها لقول العجوز قبل ان تقرر تجاهل حديثه ومتابعة عملها لتضع قطع البطاطا والجزر بقدر الماء
فاضاف وهو يراقبها
- وليست ماهرة بالطبخ ايضا
- لايوجد لديك سوى البطاطا والجزر عن اي مهارة تتحدث
قالت مع عدم قدرتها على تجاهل حديثه اكثر
- لو كانت زوجتي على قيد الحياة لصنعت افضل الاطباق بهذه المكونات
نظرت إيلينا بياس نحو كيفن الذي اخفى ابتسامته قائلا
- هون عليك فهي لم تعتد على الطبخ فكما اعلمتك اننا كثيروا التنقل
- انت من يجب ان يغضب منها وليس العكس فتيات هذا الزمن غير ماهرات لو كانت زوجتي هنا لرئيت مهارتها
- اليس لديك اولاد
- واحد غادر منذ زمن ولم يعد حتى انه لا يعلم ان والدته توفيت
اجاب كيفن وتابعا الحديث بينما انشغلت بدورها باعداد الطعام وما ان انتهت حتى وضعته على الطاولة امامهم ليتناولوا منه لتصغي بصمت لتذمر الرجل العجوز مما اعدت بينما لمحها كيفن بابتسامة دون ان يعلق وهو يرا غيضها من الرجل
انهت تنظيف الاواني التي تناولوا بها الطعام لتتجه نحو باب الغرفة المجاورة وهي تقول
- اعذروني على الاستراحة الان
فتحت الباب لتدخل الى الغرفة بروية وهي تتاملها بنظرتا بطيئة فالسرير لن يمس من زمن والغبار يملائه كما يملاء الغرفه فتحركت نحو النافذة لتفتحها قبل ان تتحرك نحو السرير لتبعد اغطيته وتنفضها وهي تسعل لتحدق بكيفن الذي دخل مغلقا الباب خلفه لتهمس له
- ان الوضع في حالة يرثا لها هنا
اقترب من احد الاغطية ليتناوله وهو يقول
- اي شي يفي بالغرض الان ( ومدده ارضا ليتناول الوسادة عن السري وغطاء اخر مستمرا لها
- حاولي الحصول على قدرا وافر من الراحة فما زال امامنا الكثيرر
- اي راحتا تتحدث عنها فلم نجلس منذ دخلنا الى هذا الكوخ ونحن نقوم بخدمة هذا الرجل .. اتحتاج الى غطاء اخر
تساءلت وهي تراه يهم بالتمدد ارضا فهز راسه بالنفي قائلا
- هذا جيد عمتي مساء
اكملت ترتيب السرير لتستلقي عليه بدورها وسرعان ماغتط بالنوم العميق
- إيلينا ... إيلينا هيا استيقظي
فتحت عينيها ببطء قبل ان تسرع بفتحهما جيدا وكيفن يهز كتفها بنفس الوقت
- اسرعي
- ماذا هناك ( قالت وهي تجلس وعينيها تتعلقان بالنافذه مستمرة ) لم تطلع الشمس بعد
- لقد غادر العجوز منذ قليل ( تعلقت عينيها به فاستمر بتوتر  ) وقد احكم اغلاق باب غرفتنا
- لما قد يفعل هذا .. اتعتقد انه يعلم من نحن
- ربما لا اعلم لما قد يغلق علينا قد يكون ذاهب للوشاية بنا والا لما اغلق الباب هيا علينا المغادرة
اسرعت بمغادرة السرير بينما اقترب كيفن من النافذة ليفتحها ليفاجئ بعدم قدرته على هذا فامعن النظر خارجا قبل ان يشتم وهو يقول
- لقد احكم اغلاق النافذة
- كيف ذلك فالقد تركتها مفتوحة
- وضع ساق شجرة لتمسك النافذة من الخارج ذاك العجوز اللعين لقد قللت من شأنه ( قال بغضب واخذ يدفع بالنافذة وقد وقفت بجواره بقلق فتلفت حوله ليحضر المصباح ويضرب به زجاجها ليتحطم فاسرع بمد ذراعه من خلال الزجاج المحطم ليدفع الساق جانبا بكل قوته لتقع ارضا ففتح النافذة وهو ينظر اليها قائلا ) هيا بنا
اقتربت من النافذه ليساعدها بالخروج ويخرج خلفها قائلا وهو يتحرك
- هيا لنسرع فلا وقت لدينا ان ارشدهم الينا سرعان ماسيتبعونا
اخذت تتبعة بخطوات واسعة وهي تهمس
- كيف علم بشاننا
- لا اعلم
- اتعتقد انه منذ البداية كان يعلم بامرنا وقام باستغلالنا
- ربما فعل ان كانت هناك اشاعات قد انتشرت عن هروبنا فلربما سمع بها
اخذت انفاسها تتسارع وهما يستمران بالسير فنظرت نحو ظهره متمتمة
- انتظر لم اعد قادرة على الجري
- يجب ان تستمري لاوقت لدنيا ها هو النهر اترينه هيا لن نتوقف قبل ان نصل اليه اضاف وهو يتابع فتأملته وهي تحاول التنفس جيدا قبل ان تعود لسير وما ان وصلوا الى النهر حتى بدات الشمس بالشروق فتهاوت على ركبتيها بجوار النهر وهي تحاول استرداد انفاسها بينما وقف كيفن بجوارها واضعا يديه على خصره ومحدقا بها بانفاس لاهثه وهو يقول
- خمس دقائق وسنتابع
- الن يبحثوا عنا بالقرية التاليه
- سيفعلون بما انهم علموا اننا هنا
- اذا ( هز راسه بالنفي )
- لن نذهب بتجاهها ( تحركت جالسة لقوله فاستمر وهو يجلس بجوارها القرفصاء ) لا نستطيع قصدها لانهم يعتقدون اننا سنهرب بتجاهها
- اسنعود بادراجنا للخلف
- لا فتلك القرى موالين بشكل كبير لاصحاب القلعة
- ماذا سنفعل اذا ( نظر حوله قبل ان يعود اليها قائلا )
- سنتابع الى اعلا ونختبئ يومان هناك الى ان تهداء الامور هنا سنعود الى هذه القرية فهي خيارنا الافضل بسبب قصد الغرباء لها ساحاول تدبر وسيلة نقل باي طريقة ولكن الان ( وتحرك واقفا لترفع راسها لتتابعة بينما استمر ) علينا تامين نفسنا والابتعاد سنسير بالنهر الى هناك ثم نصعد الى اعلا .. هيا بنا
- الا نستطيع الاستراحة بعد
- لا وقت لدينا هيا
عادت لتقف وتتبعه لسير بالنهر لتقترب منه بعد وقت لتضع يدها على ذراعه كي لا تقع مستمرتا بالسير خلفه قائلة لوصل الماء الى ركبتيها
- المياة مرتفعة
- سنغادرها قريبا ولكن لنبتعد قليلا
- كيفن .. ( همست بانهاك بعد قليل مما جعله ينظر اليها فاستمرت ) انت اطول مني قامة
حدق بالماء التي وصلت خصرها قبل ان يتحرك جانبا وهو يمد يده نحوها لتمسكها بيدها وهو يقول
- اتبعيني
- الم نبتعد كفاية
- ارجوا ذلك ( قال وهما يصلان الى الضفة ليصعد اولا ويساعدها بالصعود قائلا ) لنستمر للاعلى لن نتوقف .. هيا
اضاف وهو يحثها على لحاقه لوقوفها في مكانها فتنفست بعمق وتحركت بثوبها المبتل والذي يعرقل سيرها لتتبعه لتتوقف بين الفين والاخرى محدقتا به وهو يتابع بينما تحاول استرداد انفاسها لتتبعه حتى اصبحت تسير بترنح فتهاوت على ركبتيها لتنزل دموعها ببطء على خديها لما الت اليه امورها انها تحاول بحق ولكن لقد استنفذت كل طاقاتها ماذا تفعل رفعت ذراعها لتمسح دموعها وتعود لاجبار نفسها على الوقوف والسير وعقلها يعود بها الى منزلها الدافئ والنار قد اشتعلت بالمدفئة الحجرية بينما جلست بجوارها تحتسي شايها اغمضت عينيها وهي تتوقف من جديد بانفاس لاهثة محاولة نيل قسط من الراحة قبل ان تعود لتفتحهما محدقة بظهر كيفن الذي يتفقدها بنظره بين الفين والفين قبل ان يتابع من جديد لتعود لمتابعة السير والسير الى ان راته يجلس اخيرا اعلا التل مراقبا اقترابها لتتنفس الصعداء وهي تقترب منه لتجلس بجواره بانهاك تام وهي تقول من بين انفاسها المتعبة
- لا .. اعتقد .. اني .. سانجو
واستقلت الى الخلف علا انفاسها تهداء فتمتم بصوت عميق وعينيه لاتفارقان ما امامه
- هل تعلمين كم من مرة همست لنفسي بهذا من قبل .. وها انا هنا حرا طليق .. هل تعلمين شعور المرء بانه قد ظلم وقد تم خداعة والنيل منه دون حق ورغبته بالعودة لنيل ممن فعلوا به هذا قبل اي شيء (حرك راسه نحوها لتتعلق عينيه القاسيتين التين تحملان الاصرار بعينيها مستمرا ) جعلي لهذا الشعور هدفا امامي يجعلني افعل المستحيل لنيله لذا سانجو باي طريقة لتحقيق هذا
وعاد براسه الى ما امامه بينما بقيت عينيها تتاملانه وقد شعرت بجرح عميق بصدره فجلست متساءلة
- لما ارادوا التخلص منك
تنهد واستلقا ارضا محدقا بالسماء بصمت دون اجابتها لتمر لحظة صمت بينهما قبل ان يقول
- ستمطر انظري الى السماء ( وجلس متلفتا حوله وهو يضيف ) علينا ايجاد مأوى مناسب يحمينا من المطر
تاملت الغيوم المتراكه في السماء لتجلس بدوها وهي تقول
- ان الامور تزداد سوء
- هيا بنا لنرتفع اكثر .. سقوط المطر سيعيقهم عن البحث عنا وهذا لصالحنا
- انا منهكة وجائعة
- سنلتقط بعض الطعام بطريقنا ( وهز راسه بيأس مستمرا )
- خرجنا من منزل ذاك العجوز العين دون ان نحمل معنا شىيئا .. هيا بنا
اضاف فنظرت اليه دون ان تتحرك فحرك يده نحوها قائلا
- حين نصل استريحي بقدر ماتحتاجين اما الان فهيا
تنهدت وامسكت يده لتقف وهي تقول
- كم تبعد رتراند من هنا
- لا اعلم ( اجابها وهو يتحرك فتبعته وهي تقول )
- كنت قادمة من بتراوس نحوها عندما اعترض طريقنا قطاع الطرق قبل ان نصل اليها فهربنا منهم لليلة كامل قبل ان نصل الى المزرعة
- انتي وسيدتك فقط الا تعلمون ان السير دون مرافق في السفر خطر
- لا كان معنا والتر و ... هو مرافق السيدة باسفارها لاتغادر دونه
- ما حل به
- لا اعلم ربما قتله قطاع الطرق فلم نراه عندما اوقفوا عربتنا ( نظر اليها بتفكير متسائلا )
- وكيف نجوتم منهم
عادت بذاكرتها الى ماحدث معها وكانه تراه من جديد امامها قائلة بشرود
- نهبو مجوهرات سيدتي ونقودها وتعرضنا لضرب منهم ولكن .. سيدتي من نالها الاثر الاكبر فالقد انهالوا عليها بالضرب المبرح ولولا اقتراب احدا العربات منا لما استطعنا الخلاص فالقد انشغلا الرجلان بها فهرعت وسيدتي للغابة للاختباء بها
- الم تعلميني انها توفيت
- اجل فالقد كانت اصابتها بالغة عندما وصلنا الى احد المزارع و .. توفيت هناك وقامت صاحبة المكان ببيعي رغما عني لاحد التجار الذي احضرني برفقة عددا لابأس به من الفتيات الى القلعة
كم استغرقتم من وقت من المزرعة حتى القلعة
- يومان قضيناهم بالعربة على ما اعتقد
- ومن بتراوس الى حيث اوقفكم قطاع الطرق
- يوم بالقطار ويوم بالعربة
- وان استمريتم نحو رتراند كم كنتي لتحتاجي من وقت بعد
- بالعادة كنا نحتاج الى اربع ايام للوصول من تراوس الى رتراند في حال .. لم تمر سيدتي على احد او لم تذهب للتبضع
- اذا ما زال امامك الكثير للعودة فالقلعة تقع على اطراف البلاد .. استعودين الى عملك اتعتقدين انهم علموا بوفاة ابنتهم ( هزة راسها بالنفي والدموع تلتمع بعينيها وهي تتخطى ما امامها بصمت مما اثار فضوله فاضاف ) هل ستخسرين عملك ولن يستقبلوكِ من جديد
- لا اعتقد انهم علموا .. انهم يعتقدون اننا برتراند والذين برتراند يعتقدون اننا بتراوس لا اعلم ان ادركوا امر اختفائنا بعد ام لا .. ربما علموا لا اعلم
- صاحبت المزرعة لم ترسل اليهم ان ابنتهم توفيت
- انها من اكثر الناس شرا من الذين التقيت بهم لم تأبه لشىء وطلبت من عمالها ان يدفنوها
- هذا .. غريب فان كانت سيدتك من العائلات الميسورة كان عليها استغلال هذا لنيل بعض النقود
- كل ماكان يهمها الخلاص منا .. هناك اشجار توت
قاطعة نفسها وهي ترى مجموعة من اشجار التوت فتحرك نحوها وهو يقول
- لنجمع بعض التوت البري اذا
تبعته وهي تبعد ثوبها لتصل الى الثوب الابيض الداخلي من الاسفل وتقوم بتمزيقة لتحصل على قطعة من القماش وتقترب من كيفن ليضع ما بيده من حبات بها لتاخذ بمساعدته بجمع حبات التوت وهي تتناول منها ايضا
- الى اين لم ننتهي بعد
اسرعت بالقول وهي تراه يتحرك مبتعدا فاجابها ومازال يبتعد
- ارى شجرة اخرى هناك ساحضروا منها
عادت لمتابعة ملئ قطعت القماش لتقوم بربطها جيدا بعد الانتهاء لتتابع تناول حبات التوت وهي تجلس ارضا منتظرتا عودته
- إيلينا اهربي اسرعي ابتعدي من هنا
هتاف كيفن المفاجئ جعل الدماء تختفي من وجهها تماما وهي تحدق حيث اختفا لتسرع بالنهوض وهي تسمع صوت جري باتجاها وهو يهتف بقوة
- ابتعدي اسرعي
لتسرع بحمل سرت التوت والهروب بتعثر وقلبها ينبض بسرعة يجب ان تسرع ولا قبضوا عليها لتعود لتعثر من جديد وهي تتلفت خلفها وبذات الوقت تصعد الى اعلا محاولة الاختباء خلف الاشجار لتضع يدها ارضا مانعة اصتدامها بالارض من جديد وقد زلقت قدمها لتحدق خلفها وقد ملاء الرعب قلبها لتتغير ملامح وجهها ببطء وهي ترى كيفن يطل جريا وخلفه خنزيرا بري يجري خلفه استدارت جالسة في مكانها ولم تعد قدميها تحملانها محاولة استعادت انفاسها والصدمة باديتا على ملامحها وهي تراقبه يجري مبتعدا ومازال الخنزير خلفة ليصعد اعلا شجرة مراقبا ابتعاد الخنزير قبل ان ينزل متوجها نحوها فهتفت ويدها على قلبها
- كدت اموت منذ قليل اعتقدت انهم وصلوا الينا
( ارتمى بجوارها وانفاسها متسارعة وهو يقول ) 
- كنت لاتخلص منها لو لم ارى صغارها
اجابها بانفاس متقطعة مما جعلها تراقبه قبل ان تبتسم لتتوسع ابتسامتها دون قدرتها على منع نفسها لتتحول ابتسامتها الى ضحك مما جعله ينظر اليها رافعا حاجبيه فقالت من خلال ضحكاتها
- لا استطيع كلما تذكرت الفوضى التي احدثتها منذ قليل قلت انتها امرنا ولم تعد قدماي تسعفاني بالهروب من الخوف الذي انتابني ( واشارت بيدها حيث كان يجري مستمرتا من بين ضحكاتها ) وانت تركض وهي خلفك قصة اخرى
بدا الحرج عليه قبل ان يهم بالتحدث ثم عاد لتوقف مراقبا اياها وهي تضع يدها على بطنها من الضحك فتمتم
- سرني اني اسعدتك .. ابتسامتك جميله ثابري باستخدامها
- اعتذر ... لا اقصد الضحك عليك ولكن كل ( واخذت تضحك من جديد لتعود لتنفس جيدا محاولة الا تفعل مستمرتا من بين ضحكاتها الرقيقة وهو يتحرك جالسا ) كل ذلك التوتر الذي اشعر به ارهقني والان لا استطيع التوقف
تنفست بعمق محاولة تمالك نفسها ولكن كلما تذكرت عادت للتتوسع ابتسامتها حتى اخذت دموعها تنهمر ليراقبها قبل ان تتوسع ابتسامته ويهز راسه بيأس وهو ينظر امامه ثم يعود نحوها متاملا ابتسامتها ليقف اخيرا قائلا
- لنتابع ط ( توقف عن المتابعة ونظر الى اعلا لتساقط بعض قطرات من المطر عليه ليستمر ) لنسرع قبل ان يشتد المطر
تحركت وهي تمسح دموعها لتتبعه
- انظري ( قال وهو يشير لها نحو صخرة كبيرة يستطيعون الاحتماء تحتها ليقتربوا منها بعض مضي بعض الوقت على سيرهم وهو يقول
- دعيني اتفقدها اولا
وقفت تحتها تتامل ماحولها هل يوجد نهاية لهذه الجبال الممتدة بينما انشغل كيفن بتفقد المكان لتنظر اليه وهو يقول
- ساذهب لاحضار بعض الحطب
- سنشعل النار
- اجل نهارا لن تجذب الانظار الينا خاصه مع سقوط المطر ارجوا ان لايتابعوا البحث عنا
اخذت تجمع الحطب بدورها حتى عودته لتهتف فور اقترابه وهو يحمل بيد بعض الحطب وبيده الاخرى امسك بارنبا من اذنيه
- اين وجدته
- المكان ملئ بهم
- ما الطفه
تمتمت وهي تقترب منه فوضع الحطب من يده وابعد الارنب عنها قبل ان تلمسه قائلا
- سنطهوه
- ماذا لا لن تفعل
- ماذا تعنين بهذا
- انه ارنب صغير انظر اليه لما ستطهوه هل جننت
- انا ام انتي
- دعه يذهب
- جننتي بحق
- يالك من رجلا شرير احقا تستطيع فعل هذا به
رفع حاجبيه محدقا بها بغير تصديق وهو يقول
- اتعرفين ما ارى امامي ارى وجبتا من اللحم المشوي على النار وجبتا مشبعة بعد عدت ايام دون تناول طعاما حقيقي ام اعتقدتي ان الحساء الذي اعددته البارحة كان مشبع او حتى لذيذا
- هذا ما استطعت اعداده ولو لم اعده لبت جائعا فلا تتذمر
- لن افعل بشرط ابتعدي ودعيني انهي ما اريد فعلة دون احداث فوضى
حملقت به جيدا هامستا بيأس
- ستقتله حقا
- اجل فلا افكر بتناوله حيا
- يالك من رجل شرير
- انا كذلك ( اضاف وهو يستدير مبتعدا جانبا ليذبح الارنب مما جعها تهتف )
- لن اتناول منه
- افعلي ما يحلو لك
ضربت الارض برجلها بغيض وهي تشعر بالعجز ولكن لا لن تتناول منه وتحركت جالسة ارضا حتى اطل من جديد ليشعل النار ويعلق الارنب على الاخشاب التي قربها من بعضها فوق النار لتراقبه طوال الوقت بصمت قبل ان تبداء رائحة اللحم تعبق بالمكان لتاخذ معدتها بالتلوي بينما جلس قرب النار يقلبها بين الفين والفين فاسرعت بتناول قطعة القماش لتفتحها وتتناول بعض التوت منها ليراقبها قبل ان يقطع قطعتا من الحم ويتناولها بمتعة متعمدة لتقول
- لا تحاول حتى
- من قال اني ارغب بمشاركته فانا استطيع انهائه بنفسي
نظرت الى الجهة المقابلة ولكن سرعان ما كانت تعود نحوه لتتحرك وتجلس قرب النار وهي تنظر الى قطرات المطر التي بدات بالتزايد
- ارجوا ان يتوقف سريعا علينا المتابعة
توقفت عن متابعة حديثها وهو يمد لها قطعة لحم قائلا
- لا يختلف عن الدجاج بشيء
- لو رايت الدجاجة وهي تذبح لما تناولته
- الم ترى دجاجا يذبح من قبل .. اين كنتي تعيشين
- كل ما كان علي هو تناول الطعام وليس طهيه
- لقد اكثرت سيدتك بتدليلك منذ متى تعملين لديها
تساءل وهو يعود لتناول قطعة اللحم التزمت الصمت قليلا قبل ان تقول

نـبـضات قـلب 3

 
- منذ زمن طويل فالقد توفيت والدتها عندما انجبتها ولديها ثلاث اشقاء وشقيقتين اكبر منها فرءا والدها ان يحضر فتاتا صغيرة بنفس عمرها لتلعب معها تحت اعينهم لقد كانوا شديدي الحرص والقلق من اجلها ف .. احضروني وانا في السادسة لمصادقتها ومساعدتها
- اتعنين .. انك منذ ان كنتي في السادسة عملتي لديهم
- كنت اذهب لقضاء النهار برفقتها بدايتا وفيما بعد اصبحتُ مرافقتها الدائمة و .. هذا افضل من بقائي بالميتم
- لابد وان وفاتها قد اثرت بك
- كثرا ( تمتمت بهمس مستمرة ) لقد كان علي مساعدتها ولم استطع
- اسيقومون بلومك على ماحصل لها
- لا اعلم
- لا تعودي اليهم فوفات ابنتهم لن يكون سهلا عليهم بالتاكيد لذا قد تتعرضي للوم او لاكثر من ذلك
- الى اين اذهب ان لم افعل
- اليس لديك اقرباء هنا وهناك
- انها ... اني يتيمة وليس لدي احد وقد اخذتُ من الملجئ
بقيت عينيه معلقتين بها بصمت قبل ان يقول
- عليكي ان تكوني مستعدة لم قد تواجهينه عند عودتك اليهم وان لم يحالفك الحظ معهم يمكنك قصدي وسأعمل على توفير عمل لك
- اتستطيع ذلك ( هز راسه بالايجاب فاستمرت ) ماذا كنت تعمل
- اعمل بالنجارة و املك منزلا و ( وامام صمته تمتمت )
- و
- كنتُ مرتبطا وعلى وشك الزواج قبل ان احضر الى القلعة
- وماذا حصل ( وامام هز راسه لها بالنفي اضافت ) هل علمت ما حل بك
- لا .. على الاغلب اعتقدت اني تخليت عنها .. لا اعلم حقا ما قد فكرت به ولكن اختفائي قبل الزفاف باسبوع قد يجعلها تفكر بأشياء كثيرة
- ربما هي بانتظارك
- هذا ما ارجوه وهذا ماجعلني اتخطى ايامي الصعبة في القلعة اشعر انها بانتظاري ( وتنهد مستمرا ) انا واثق انها بانتظاري .. وانتي اهناك من ينتظرك
- انا .. ( امام محاصرت الجميع لها وتقيد حريتها وفرض من يسمح لهم بالتقرب منها ومن يمنع عليها محادثتهم جعلها ترفض كل من يتم الموافقة عليه من قبلهم فا
 ) .. لا
رفع حاجبيه ببطء وعينيه تظهران نظرتا ماكره وهو يقول
- تريدين اعلامي ان لاأحد اهتم بفتات شابة جميلة مثلك
ابتسمت على قولة قائلة
- بل لم يكن لدي الوقت لتفرغ لاعطاء احدهم فرصة .. هناك من اراد التقرب ولكني لم اشعر بالراحة له واخر لم يرق لي واخر بدا فظ اما الاخر
- اهناك المزيد
- اجل ( اجابته باسمة ) ولما لا
استرخى في جلسته متمددا وواضعا يديه تحت راسه قائلا بشرود
- انا بشوق للعودة
- انهما عام ونص ستكون كذلك بتاكيد .. عندما اصل رتراند ساقصد احد المسؤولين لاعلامهم عما تعرضنا له وعن وجود تلك القلعة في تلك الجبال علينا ان نخلص من بها
- اتعتقدين انهم سيهتمون
- بالتاكيد سيفعلون
- ارجوا ذلك رغم اني واثق ان لاحدهم يد بها شخصا ذو نفوذ فهناك من يحميهم انهم يتاجرون بالاسلحة وليس بالامر الذي يمر مرور الكرام
- ان احتجت حضورك لاعلامهم اين تقع ستحضر لمساعدتي اليس كذلك
- بالتاكيد سافعل فقد كنت افكر كما تفعلين بقصد احد المسؤولين الذين اعرفهم بعد ان اصل بلدتي واطمئن على فيني .. ان لن تعودي للعمل مع تلك العائلة عودي برفقتي حينها سأوفر لك عملا جيدا في نيثل فهناك عائلات طيبة السمعه بها لذا لا تقلقي
تاملته ببطء هذا الرجل ذو الملابس الرثة واللحية والشعر المبعثر يتصرف باخلاق نبيلة معها انها تشعر براحة غريبة برفقته اصابتها انتفاضتا صغيرة مخرجتا اياها من افكارها لتحريك عينيه نحوها فقالت بثبات محاولة اخفاء ارتباكها المفاجئ
- الشمس على وشك المغيب .. اعلينا اطفاء النار
- لندعها .. فمازالت تمطر لا اعتقد انهم يبحثون عنا تحت المطر
شعرت بالراحة لقوله ومدت يديها لتحصل على القليل من الدفئ فالجو بارد ولا تتخيل كيف كانت ستمضي ليلتا اخرى بهذا الطقس
- اتعلمين انها تثلج هنا فالقد ارتفعنا كثيرا
- لست جادا
- ان انخفضت درجة الحرارة اكثر ستفعل لذا علينا الاسراع
- سنسير تحت المطر
- ان لم تتوقف حتى صباح الغد سنضطر للمتابعة تحت المطر
- لن ننجو ان فعلنا ( تعلقت عينيه بها قائلا باصرار )
- علينا ان ننجو لاخيار اخر امامنا
اخذت تصلي في سرها ان تتوقف الامطار فمن الجنون ان يسيروا تحت المطر بملابسهم هذه التي بالكاد تقيهم من البرد تعلقت عينيها بالنار وقد حل الظلام حولهم قبل ان تنظر نحو كيفن المازال مستلقيا لتتحرك بدورها وتستلقي على جنبها قرب النار واضعت يدها تحت رأسها وهي تقول
- ارجوا ان يكون يوم غد افضل
وامام الصمت التام الذي يحيط بها اغمضت عينيها ببطء لتغفوا قبل ان تنطفض محدقة بكيفن الذي وضع قطعتا من الاخشاب داخل النار ليقول وهو يراها تستيقظ
- عودي للنوم لم اقصد ايقاظك
- الن تنام ايضا
- سافعل وان استيقظتي من جديد اضيفي قطعتا من الحطب حتى تبقى النار مشتعلة
هزت راسها له بالايجاب وهي تعود للانكماش على نفسها لتغفوا من جديد وهو يعود للاستلقاء في مكانه
حركت يديها لتضم جسدها وقد بدات البرودة تنسل اليها لتفتح عينيها ببطء وهي تتحرك لتجلس جيدا محدقة بالنار التي على وشك الإنطفاء ثم بكيفن النائم وقد اطل النهار وتوقف سقوط المطر ولكن اثاره مازالت تعبق بالمكان لتهمس
- كيفن كيفن استيقظ لقد حل الصباح
حرك راسه نحوها محدقا بها بكسل قبل ان ينظر حوله وهو يرفع نفسه على يده بينما استمرت وهي تجبر نفسها على الوقوف رغم تيبس جسدها
- يبدو انك لم تستيقظ ايضا
- نمت ملأ جفوني
- وانا ايضا
- علينا التحرك فالقد توقف المطر ( تعلقت عينيه بالسماء وهو يتحرك ليقف مستمرا ) سرعان ما سيعود لنستغل هذا بالابتعاد اكثر
هزة راسها بالايجاب وهي تتناول صرت الطعام بينما تاكد من اطفاء النار قبل ان يحاول محي اثار وجودهم هنا ليتحركوا مبتعدين ليسيروا على الارض الموحلة وقد عبق المكان برائحة الاشجار المبتلة
- انظري
تمتم بهمس مما جعلها تقترب منه محدقة الى حيث يشير لتتعلق عينيها ببعض الاكواخ المتناثرة هنا وهناك لتهمس 
- اوصلنا الى احد القرى
- هذا ما يبدو عليه الامر ولكن كما ترين انها مجموعة من الاكواخ المتناثرة ليس الا دعينا نقترب قليلا لنرى ( اجابها وهو يتحرك باتجاههم فتبعتها
- اتعتقد ان الوضع امن ام علينا تجاهلهم والاستمرار ربما علينا قصدهم اشعر بالجوع وارغب بتناول فطير كبيرة من التفاح 
- لو تناولت من الارنب لكنت الان بخير 
- انا بخير دون ذلك لا تقلق 
- اذا تحبين فطيرة التفاح 
- جدا .. عندما كنت صغيرة ان اغضبني شيء كنت التزم الصمت ولا اتحدث فكانوا .. من بالميتم .. يحضرون لي فطيرة التفاح حتى احدثهم ويذهب غضبي 
- حقا .. توقفي
تمتم لها بصوت هامس وهو يشير بيده لها بتوقف ففعلت واقتربت بحذر من ساق اقرب الاشجار اليها لتلتصق بها وعينيها لاتفارقان كيفن الذي يصغي بحذر محدقا امامه وهو يعود لسماع صوت طرقات جديدة فاشار بيده لها بان تتبعه بحذر وهو يتقدمها بالسير لتفعل الى ان اطلت عليهم طريق ترابية موحلة وقفت بها احد العربات وقد مالت وصاحبها يقوم بمحاولت ارجاع عجلها اليها دون ان يفلح وقد ازال مجموعة من الصناديق المحملة بالعربة جانبا نظر اليها كيفن من جديد مشيرا لها بالبقاء في مكانها ليتحرك بدوره نحو صاحب العربة الذي يبدو في عقده الخامس والمنشغل في محاولة اعادة العجل الى مكانه
- اتحتاح الى مساعدة
نظر الرجل نحو كيفن الذي اطل عليه ليقول
- اعتقدت اني بمفردي عالق بهذا المكان
اقترب كيفن منه ليمسك معه العجل ويدفعه بقوة محاولا وضعه في مكانه وهو يقول
- من حسن حظك مروري من هنا اذا .. وها هو في مكانه
اضاف وهو يدفعه بقوة اكبر ليدخل العجل مستقرا في مكانه فاخذ الرجل يثبته بمساعدة كيفن وهو يقول
- اقصد هذه الطريق لانها الاقرب للشتاور رغم صعوبتها
- وانا كذلك فهي الاقرب
- امتجه الى شتاور
- اجل
- سيرا على الاقدام
- لا املك وسيلة اخرا فانا ابحث عن العمل وقد اجد فرصة جيدة بشتاور
- ساقلك معي وستجد العمل بها ولا بد
- دعني احمل لك الصناديق اذا لشكرك على اصطحابي
قال وهو يتحرك لمؤخرت العربة ليبداء بتحميل الصناديق الموضوعة ارضا ويعيدها الى العربة بينما توجه الرجل لصعود الى العربة وهو يقول
- قد استعين بك لانزالها عندما نصل
- سافعل هذا لا تقلق
اجابة وعينيه تحدقان بإيلينا التي تختلس النظر من خلف الشجرة فحرك يده مشيرا لها بالاقتراب فتحركت بروية باتجاهه وعينيها معلقتين بالرجل الذي انشغل باخراج شطيرة ليتناولها لتقترب من كيفن الذي اشارا لها بالصعود الى مؤخرة العربة لتفعل ليضع بجوارها الصندوق الذي يحملة وينحني ليتناول اخر بينما اسرعت بضم ساقيها اليها وهو يستمر ) اتعتقد ان امامي فرصة جيدة للعمل بشتاور ام اتابع حتى البلدة التي تليها
- يتوقف الامر على مهارتك
وضع كيفن الصندوق امامها مخفيا اياها وعينيه معلقتين بعينيها ليضع اخر الصناديق فوقه تاركا لها منفذ صغير لتغادر العربة منه فاشارت له براسها بالموافقة وهو يشير لها بانه سيذهب الى المقدمة ليستمر للرجل وهو يتحرك نحوه ويصعد بجواره
- انتهيت .. ( بداء الرجل بحث الخيول على التحرك بينما تسال كيفن ) سمعت ان هذه الطريق ليست امنه وكنت مترددا بقصدها ولكنها الاقرب لذا عدت وجئت منها
- دائما ما اقصدها ولم اتعرض لشيء تكمن صعوبتها بطريقها الترابية الضيقة وكثافة الاشجار التي تحيط بك بالنسبة لي المرور منها افضل فانا بهذا اوفر على نفسي يوما كاملا
- متى نصل شتاور
- غدا في حوالي السابعة صباحا
- شاهدت بعض الاكواخ المتناثرة .. الا تمر بها
- لا انها بعيدتا عن طريقنا كما ان سكانها منعزلون لا يختلطون كثيرا بالغرباء
اخذت ايلينا تصغي للحديث الدائر بصمت قبل ان تحرك يدها متناولة من احد الصناديق حبتي برتقال لتتناولهم ليمر الوقت ببطء وانهاك بالنسبة لها فالعربة تتحرك بهم دون توقف والتعب قد نال منها فارخت راسها وهي تحرص على الانكماش على نفسها بصعوبة مع شعورها بتخدر ساقيها لتغفو دون ان تدرك بينما كان يتحدث كيفن والرجل طوال الوقت قبل ان يستلم قيادة العربة وهو يقترح على الرجل ان يستريح قليلا مع هبوط الليل عليهم ليعود الرجل ليستيقظ مستعيدا قيادة عربته بينما ينال كيفن القليل من النوم بدوره .
فتحت عينيها على صوت كيفن والرجل وهم يتحدثون لتتعلق عينيها بضوء النهار الخافت وقد غلفت الغيوم السماء لتحاول التحرك بتمهل وقد ارهقها تخدر قدميها لتغير قليلا بجلستها لتعود للاسترخاء شاردة لابد وان اشقائها قد علموا بغيابها هل حقا لفلورانس يد بما الت اليه امورها عادت بذاكرتها الى اليوم السابق ليوم رحيلها وقد كانت تنوي مغادرة بتراس ولكن لم تعلم بهذا الا هانا فجلست الى مائدة العشاء الفاخرة والتي امتد الطعام بها من اول الطاولة الى اخرها بالاضافة للكؤس الفاخرة والشمعدانات الباهظة التي توسطت الطاولة التي امتلأت بالمقاعد حولها لتجلس دانيالا بين والدتها وديفنز عقدت فلوانس حاجبيها وهي ترى إيلينا تجلس امامهم بابتسامة متعمدة فقد كان يسرها اغاظتهما بما انهما لا تخفيان كرههما لها وكان يسرها دائما نجاحها باغاظتهما ولأنها تعلم انها قد شدة اهتمام ديفنز بالامسية السابقة فقد ابتسمت له بلطف متسائلة عن احواله لينشغل معها بالحديث بينما اكفهر وجه دانيالا التي اخذت تتبادل النظرات مع والدتها .
اصوات جلبه واناس تناهت لها اخرجتها من شرودها لتصغي بكل حواسها وهي تبتلع ريقها لابد وانهم قد صلوا
- ان المكان مكتظ
قال كيفن وهو يجول بنظره بالبلدة وقد متلأت جانبي الطريق الضيقة بالباعة والعربات التي تمر بالاضافة للناس الذين يسيرون
- مازلنا في الصباح سيزداد الاكتظاظ بعد قليل
- هنا ستتوقف ( اسرع كيفن بالتسأل بصوتا مرتفع والرجل يوقف خيوله فاسرعت ايلينا بالتحرك لتستعد لنزول بسرعة قبل ان يرها فما ان توقفت العربة بشكل تام حتى اندست من بين الصناديق لتنزل من العربة متجاهلة الوجوه التي حدقت بها وهم يتابعون سيرهم بينما قفز كيفن من العربة ليتحرك الى الخلفة قائلا ) هل انزل الصناديق هنا
- اجل
اجابة الرجل بينما وصل محدقا بايلينا التي نزلت لتو ليشير بعينيه لها بالابتعاد ففعلت متوجها نحو الباعة المنتشرين في المكان وقد صفت بضاعتهم امامهم لتدعي تفقدها لما يبعون وهي تعود نحو كيفن الذي يقوم بافراغ حمولت العربة بين الفنينة والاخرى الى ان انتها ليتحدث مع صاحب العربة قبل ان يتحرك نحوها فتحركت بدورها لتسير امامه متخطية الناس المنتشرة ليقترب منها قائلا
- من هنا
نظرت نحوه وهو يذهب نحو طريق اخرى لتسرع بخطواتها مقتربتا منه وهي تقول
- ماذا سنفعل الان
- ارشدني الرجل الى نزل هنا زهيد الثمن يقصده العمال ساقوم بايصالك اليه واعود للعمل فالقد اعلمني انه سيقدمني لاحد الرجال الذي يحتاج الى عمال
- استعمل الن نتابع
قالت بدهشة وهي تحدق به فاجابها وهو يجذبها من كوع بدها لتقترب منه كي لاتصطدم بالرجال المارة من جوارهم قائلا وهم يتابعون سيرهم
- العربة التي ستقلنا الى ويست لنستقل منها القطار تحتاج الى اربعة قطع نقدية لكل منا وتذكرت القطار حتى نيثل تحتاج الى خمس قطع لكل منا بالاضافة لتدبر مال للطعام علي تدبر المال حتى نستطيع الوصول
رمشت بعجز فلم تجد نفسها بهكذا موقف من قبل عاد لجذبها لتتبعه وهو يقول
- ها هو اتبعيني
تبعته بخطوات مترددة قلقه الى داخل باب صغير وممر ضيق في وسطه جلست امراة سمينة خلف منضدة ليقول وهو يقف امامها بينما اخذت تتامل ما حولها ببطء فالضجيج يعم المكان وهو قادم من اعلا بينما تخطى عنهم رجلان مغادرون
- نحتاج الى غرفة
- ستكلفك قطعتان لليوم الواحد
- حسنا سادفع لك مساء
- لا الان والا لا غرفة لدي
- لا املك المال الان ولكن مساء سيكون معي
- لاغرف لدي
اجابته دون كتراث بينما تخطت عنهم ثلاث فتيات مسرعات وهن يتحدثن
- لقد تاخرنا قد لايسمحون لنا بالدخول
- انهم بحاجة الى عاملات هيا والا تاخرنا
- لن يدخلونا ان تاخرنا
- سيفعلون فهم بحاجة لليد العاملة
- رغم ذلك اسرعن
عادت بنظرها عن الفتيات اللواتي غادرن نحو كيفن الذي مازال يحاول اقناع صاحبة النزل لتقول وهي تجذبه من يده
- تعال هيا اسرع
وتحركت مغادرة ليتبعها متسائلا بينما كانت تتبع الفتيات بنظرها قائلة وقد اخذت قطرات المطر تلامس وجهها معلنا بدايت المطر من جديد
- ساذهب للعمل برفقتهم
- كوني حذرة
- حسنا
- نلتقي هنا مساء
هزت راسها له بالايجاب وهي تتحرك لتتبع الفتيات وتقترب منهم وهي تتقول
- الى اين انتن ذاهبات ( نظرن نحوها وهن يسرعن لتقول احداهن )
- مصنع الدباغة
- ااجد هناك عمل لي
- اجل اتبعينا
تبعتهم نحو المصنع لتدخل برفقتهم وتبداء العمل بصباغة الجلود والاقمشة لتتعمد الالتصاق باحداهن لتفعل ماتفعله مقلدتا اياها لينتصف النهار وهي تشعر بالارهاق الشديد وقد اخذ العرق يتصبب من جبينها والتصق شعرها بجوانب وجها ولكنها رفضت الاستسلام فلو بقي معها مال ما كانت الان بهذا المكان لم تقدر يوما قيمة المال انها حتى لا تصدق ان هناك نزلا بقطعتين قطعتين كانت تقدمهم لمتسويلين ان التقت بهم سابقا ما كاد النهار ان ينتهي حتى كانت قواها قد غادرتها فخرجت برفقة الفتيات لاستلام مالها وقد اخذت امرأة فظت الملامح تقف عند الباب كانت تتفقدهم بين الفين والاخرى اثناء العمل بتقديم المال لكل واحدة وهي مغادرة لتضع بيد إيلينا قطعتين فنظرت اليها قائلة باستنكار
- ولكن لماذا انت تعطين اربع قطع للبقية
- كوني غدا انشط وسأقدم لك الاربع قطع اما اليوم هذا ما استحققته
وضعت الفتاة التي تليها يدها على ظهرها تحثها على السير لتتقدم بدورها لتاخذ نقودها فتحركت ببطء وخيبة امل لقد اجهدت نفسها وعملت فوق طاقتها ولا تنال الا هذا حدقت بالقطعتين بذهول 
- بدوت متعبة غدا اريها نشاطك وستعطيكِ الاربعة لا تقلقي ( قالت ماندي وهي تسير بجوارها مستمرة ) فالتبقي بجواري غدا وستتعلمين جيدا ما ستفعلينه انت اول مرة تعملين بمصنع للدباغة ( هزت راسها لها بالايجاب فاستمرت ) علمت هذا وهي كذلك .. ذاهبة الى النزل ( عادت لتهز راسها لها بالايجاب وقد نال منها الاحباط فقالت ) لنترافق اذا
انضمت لهم فتاتان اخريتان اخذتا بالثرثة دون توقف كيف يستطعن فعل هذا مازلن نشيطات تاملتهم إيلينا مفكرة قبل ان تتوقف ببطء وعينيها تتوقفان على كيفن الذي يقوم بانزال اخر صندوق من احد العربات فقالت
- ساتبعكن بعد قليل
ووقفت بانتظاره الا ان أنها حديثه مع صاحب العربة الذي قدم له بعض المال ليتحرك فاسرعت بالاشارة اليه فتحرك نحوها ما ان رأها ليبادرها بينما تراجعت قليلا واحد العربات تمر من امامها محاولة تفادي تطاير الاوحال التي ملأت الارض نحوها
- هل انتيهتي
- اجل ( وفتحت يدها على القطعتين مستمرة ) لم احصل الا على قطعتين
- هذا جيد وانا حصلت على بعض النقود لنذهب للنزل اولا لنحصل على غرفة
سارت بجواره وهي تضم جسدها قائلة
- اتعتقد ان البلدة امنه
- لم يسمع احدا هنا عن ماحصل بالقلعة لقد حاولت معرف ان كان احد هنا سمع بما يحدث هناك ولكن لم يبدو ان احد على علم
- اتظن انهم لم يحضروا الى هنا بعد
- ربما يعتقدون اننا مازلنا بالغابة فكما ترين الامطار لم تتوقف الا منذ قليل 
اخذت تتخطى بعض السيدات الجالسات ارضا امام ابواب غرفهم برفقة اطفالهم وهي تسير خلف كيفن وقد صعدوا نحو الطابق الثاني في النزل وعينيها تتاملان مايحيطها محاولة اخفاء دهشتها ليقوم كيفن بفتح باب اخر الممر لتتبعه الى داخل الغرفة الصغيرة التي بالكاد متسعة لسرير واحد مجاور للحائط ومدفئة خاليه من الحطب محدقة بها وهي تغلق الباب خلفها مستندة اليه هامسة وعينيها تتاملان الحائط المتأكل
- ان الوضع هنا يرثا له
- بقطعتين من النقود يوميا لن تجدي افضل من هذا سنتدبر امرنا حتى نستطيع المغادرة
- كم من الوقت نحتاج لفعل هذا 
تساءلت ومازالت في مكانها فجلس على السرير خلفه قائلا وهو يسحب القطع النقدية التي نالها اليوم
- ربما اسبوع او اكثر قليلا
اغمضت عينيها ببطء لو تستطيع الوصول الى إيثان ولكن كيف تاملها كيفن قليلا قبل ان تتوقف عينيه على ثوبها الموحل من اسفل الى منتصفه فتحرك نحوها وهو يقول
- دعيني اتدبر امر احضار بعض الحطب
ابتعدت عن الباب ليتحرك مغادرا بينما توجهت لسرير للجلوس عليه باحباط والدموع تتجمع داخل مقلتيها دون ان تغادرها وهي تتامل الغرفة ابتلعت ريقها بغصة ان من يراها الان لن يتعرف اليها انطفضت على انفتاح باب الغرفة لتهداء قليلا وهي ترى كيفن يطل وهو يحمل مجموعة من قطع الحطب ليضعها بجوار المدفئة ويقف ليقذف نحوها صرت من القماش لتتناولها بحيرة وهو يقول
- رأيت احد العمال الذين عملت معهم اليوم فسالته ان كان يملك بعض الملابس الاضافية فوافق على اعطائي هذا ولكن بشرط ان اعيدهم قبل مغادرتنا
اخذت تفتح صرت القماش محدقة بالثوب الذي بداخلها وبالبنطال والقميص بينما استمر وهو يعود للمغادرة
- اشعلي المدفئة حتى عودتي ساذهب لاحضار بعض الطعام
تعلقت عينيها بالباب الذي اغلق قبل ان تعود الى ما بيدها لتضعهم جانبا وتتحرك نحو المدفئة لتضع الحطب بها وتحاول اشعالها دون جدوا مهما فعلت لم تنجح انها لم تفعل هذا من قبل ولكنها شاهدت هانا عدت مرات تشعل المدفئة ولم يبدوا هذا صعبا عادت لتكرر محاولاتها قبل ان تياس وتتحرك نحو الثوب لتتناوله وتخرج من الغرفة محدقة بالسيدات المازلن جالسات يتحدثن قائلا
- اين اجد الحمام
- هناك
اشارت لها احداهن فشكرتها وتوجهت الى اخر الممر لتدخل الى الحمام وتغلق على نفسها جيدا وهي تتامله بصدمة ولكن لا لن تفكر كثيرا فليس لديها اي خيار اخر تخلصت من ثوبها لتغتسل بمياه باردة مما جعلها ترتجف وهي تعود نحو الغرفة وقد حملت ثوبها بين يديها  لتتعلق عينيها بكيفن الذي يقترب بدوره ليدخل خلفها وهو يحمل كيسا ورقي قائلا لمشاهدته المدفئة مطفئة وهو يرا ارتجافها
- لما لم تشعيليها
- لم استطع ( بدت الحيرة عليه وانحني نحو المدفئة لاشعالها متسائلا )
- هل بها خطب ما
- لا اعلم
اجابته ولم تتابع وقد قام باشعالها فتحركت للاقتراب منها والجلوس بجوارها وهو يقول
- ان صاحبت الثوب امراتا ممتلاءة
- لاحظت هذا
اجابته بينما تناول كيس الطعام ليضعه بجوارها وهو يقول
- تناولي طعامك بينما اذهب للاستحمام بدوري
حركت يدها نحو شعرها لتسرحة بيدها وتقوم بعقده اسفل عنقها وما ان انتهت حتى فتحت الكيس الورقي محدقة بالخبز وبعض الجبن الموجودين به لتتناول منه قطعتا من الجبن واخرى من الخبز لتتناولها ببطئ وهي شاردة بنار المدفئة وقد اخذ الدفئ بنسل الى جسدها ليخرجها من شرودها دخول كيفن الذي اقترب للجلوس امامها وهو يسعى للدفئ قرب المدفئة ايضا لتقول
- المياه شديدة البرودة
- لا يختلف الامر عن القلعة
- من الجيد اني غادرتها ( تناول قطعتا من الخبز والجبن بينما اضافت وهي تعود نحو المدفئة ) ساحرص اشد الحرص على ان يعلم الجميع بشانها
- اتعلمين اين تكمن الصعوبة بان يكترثوا للامر ويقوم احدهم حقا بتحرك لانقاذ من بها
انها على ثقة من ان شقيقها سيكترث للامر حتى والدها لوكان على قيد الحياة لما هدء باله قبل ان يخلص جميع من هناك واغلاق ذلك المكان تنفست بعمق محدقة بكيفن الذي انتها من تناول طعامه وتراجع في جلسته مسندا ظهره بالحائط خلفه مادا ساقيه امامه وعينيه نصف مغمضتين شاردا بعيدا قائلة
- تبدوا مرهقا ( هز راسه لها بالايجاب قائلا ) وانتِ ايضا
- كان العمل مجهدا جدا
- عندما نصل نيثل ستتحسن الامور سيختلف كل شيء
- مازلت عند وعدك بايصالي الى رتراند
هز راسه لها بالايجاب وتحرك ليتجه نحو السرير ليبعد اغطيته وهو يقول
- لن اخلف وعدي لك ( وتناول غطائين مستمرا ) سابقي على المدفئة مشتعلة فلا نشعر بالبرد فالاغطيت خفيفة
هزت راسها موافقة وهي تتحرك من جوار المدفئة لتسمح له بوضع الغطاء ارضا لينام بجوار المدفئة بينما اندست بالسرير لتنام والارهاق الشديد يتملكها انطفضت واسرعت بالانكماش على نفسها مخفية اذنيها بيديها ليعود الرعد بالدوي مرتا اخرى لتلتمع غرفتها قبل ان يعود الظلام الا يكفيها الارهاق الذي تشعر به والكوابيس التي ترافقها وتجعلها عاجزة عن النوم عادت للانطفاض والانكماش اكثر مع عودة الرعد وازدياد قوة المطر ليمر الوقت وكل محاولاتها بالعودة لنوم بائت بالفشل وكلما اغمضت عينيها استيقضت منطفضة رفعت نفسها اخيرا ونظرت نحو ظهر كيفن المستلقي مراقبة انفاسه المنتظمة انها تحسده فهو يغط بنوم عميق تنهدت لتنطفض من جديد وقد عادت الغرفة لتسطع ليعود ويحل الظلام لا لن تستطيع النوم بهذا الشكل وغدا ينتظرها يوما حافل تحركت من سريرها بهدوء وهي تسحب غطائها ووسادتها معها لتقترب من كيفن وتستلقي خلفه بروية وتضع الغطاء عليها بهدوء شديد وهي تحرص على ان لا تلامس ظهره لتستلقي محكمة الغطاء جيدا حولها لتتعلق عينيها بظهره بشرود قبل ان تبداء بالاغماض وتبتعد عن صوت المطر القوي والبرق والرعد الذين ملاءا قلبها خوفا
فتح كيفن عينيه وهناك شعور غريب يتملكه بسب تلك الانفاس الدافئة التي تلامسه لتثبت مقلتيه دون حراك وكذلك انفاسه على الوجه النائم امامه ليتاملها بتفكير قبل ان يرفع نظره نحو السىرير الفارغ لتتعلق عينيه سريعا بالنافذة وقد سطع البرق ليليه الرعد مع استمرار سقوط الامطار بغزارة عاد نحو ايلينا النائمة بعمق ليسترخي راسه على وسادته وهو يستلقي على ظهره متنهدا ومحدقا بسقف الغرفة لعدت دقائق قبل ان يعود نحوها متأملا عينيها المغمضتان وقد بدا الارهاق عليها وتناثر القليل من شعرها على خدها ليشرد بها قبل ان يحرك يده نحو خدها يهم بابعاد شعرها الى انه توقف ناهرا نفسه ليعيد يده اليه ويعود لنظر نحو السقف باصرار رافضا ان يعود لنظر اليها كما يرغب وسرعان ما عاد ليتحرك معطيا ظهره لها وعاقدا ذراعيه اليه جيدا وهو يغمض عينيه
همت بتحرك في نومها لتستيقظ حواسها سريعا مدركة انها ليست في السرير فتوقفت عن الحراك وهي تفتح عينيها محدقة بظهره كيفن لتنظر نحو النافذة ومازال صوت المطر مسموعا لقد حل الصباح ومازال المطر يهطل تحركت بروية كي لا يشعر بها وعادت نحو السىرير لتجلس عليه مازالت في بداية اليوم وتشعر بالاحباط عليها تخطي هذا وتناسي كل المها والمثابرة للحصول على المال حتى يستطيعا المغادرة تحركت مغادرة الغرفة قاصدة الحمام لتغتسل وما ان عادت نحو الغرفة حتى بادرت كيفن الذي كان منشعلا بربط حذائة
- عمتى صباحا
- انت ايضا .. الحمام فارغ
- اجل
- ساذهب لاحضار الطعام قبل ان نذهب للعمل لاتغادري
اضاف وهو بتخطى عنها مغادرا فانشغلت بطي الاغطية ليعود سريعا ويتناولا الافطار ثم يغادرا ولم يكن الوضع افضل وقد نال منها الانهاك سريعا في العمل الى انها رفضت الاستسلام او حتى اظهار ما تعانية لذا استمرت بالعمل دون توقف لتعود الى النزل محبطة ولم تحصل الا على قطعتين فقط لابد وان تلك السيدة تقوم باستغلالها فالقد بذلت كل جهدها اليوم ومع ذلك لم تنال رضاها احضرت القليل من الطعام معها وهي تتامل الرجال المنتشرين حول المكان علها ترى كيفن لكنها لم تجده فاستمرت الى النزل لتقصد غرفتها وتتناول طعامها قبل ان تقترب من المدفئة لتحاول اشعالها لتنجح اخيرا بعد عدة محاولات مما جعلها تبتسم برضا وسعادة وكانها فعلت الشيء الكثير لتجلس بجوارها وعينيها تتوقفان على ثوبها المتسخ وثياب كيفن الذين تخلصوا منهم البارحة فتحركت نحوهم لتحملهم وتتجه الى الحمام لتقوم بغسلهم من الاوحال التي علقت بهم وتعود نحو الغرفة لتضعهم على جوانب المدفئة قبل ان تصعد على سىريرها محدقة بالنافذة المطلة على الطريق في الاسفل وهي تشعر بتاخره فالقد حل الظلام منذ وقت نقلت نظرها بين العدد القليل الذي يسير بالطريق ليسرعوا بخطاهم بسبب ازدياد الامطار  لتجلس على سريرها بجوار النافذة وعينيها تجولان امامها بشرود قبل ان تعود لنظر من النافذة من جديد مراقبة ما يحدث خارجا وقد اصبحت الطريق خاليه تماما ومع مضي الوقت اصبح توترها في اوجه لما لم يعد بعد ماذا عليها ان تفعل هل تخرج للبحث عنه ولكن اين هل .. امسكوا به .. هل تخلى عنها اغادر دونها ..  وامام افكارها هذه شحب وجهها تماما ما الذي عليها فعله الان لا لا لم يتخلا عنها .. ان امسكوا به لن يشي بها لن يعلمهم بمكانها اسيفعل ربما عليها مغادرة النزل والابتعاد عادت لنظر من النافذة بتوتر وقد غادرها قلبها قبل ان تتحرك نحو الباب لتفتحه وتطل خارجا بروية وامام السكون التام الذي حولها ابتلعت ريقها بصعوبة وعادت لتغلق الباب لتعود نحو النافذة تختلس النظر بين الفنية والاخرى انزلقت دمعت من عينيها لتلامس خدها ان وشى بها كانوا ليكونوا هنا الان .. لابد وانه قرر المغادرة دونها هزة راسها وتحركت نحو السرير لتستلقي عليه وهي تضع الغطاء عليها لتحدق بالحائط امامها معطيتا ظهرها للباب وهي تنكمش على نفسها ودموعها تنهمر ليس عليها ان تضعف ستجمع ثمن التذكرة التي ستوصلها الى رتراند وتغادر فورا من هنا اجل هذا ما عليها فعله خرجت من افكارها وتوقفت مقلتيها عن الحراك وهي تصغي لمقبض باب الغرفة الذي تحرك لتشعر بالخدر ينسل الى جسدها هل وصلوا اليها ام انه كيفن اغمضت عينيها ببطء وزادت انكماشا على نفسها وهي تسمع صوت خطوات تدخل الى الغرفة قبل ان تسمع  صوت الباب يغلق لابد وانه هو فتحت عينيها على صوت تناوله للكيس الورقي الذي يحوي الطعام لتبداء نبضات قلبها بالهدوء انه هو ترقرقت دموعها اكثر وغادرت مقلتيها لتنساب ببطء على خدها بينما جلس كيفن ليتناول طعامه قرب المدفئة ليتحرك بعد ان انتها متناولا غطائة ليضعه ارضا ليستلقي عليه وهو يضع يديه تحت راسه شاردا قبل ان يخرج من شرودة وينظر نحو إيلينا قائلا بحيرة وقد تناها له صوت انفاسها الغير منتظمة لمحاولتها عدم البكاء دون جدوا
- انتي مستيقظة .. إيلينا
- اجل ( اجابته بصوتا هامس وهي تحاول ان لا يظهر ارتجاف صوتها دون ان تفلح فاضاف )
- ما بك .. اعتقدتك نائمة
- لا شيء
بقيت عينيه معلقتان بظهرها قبل ان يتحرك متمددا على جنبه وممعنا بها وهو يقول باهتمام
- هل طُردتي من العمل
- لا
- اكان يومك سيء
- بعض الشيء
- أ .. اقام احدهم بازعاجك
- لا
- لما تبكين اذا
حاولت اخذ نفسا عميق وعينيها ثابتتان على الحائط المجاور لسريرها وهي تقول
- اشعر بالتعب فالعمل مجهد
- لا تذهبي غدا
- لا علينا ان نجمع المال لنغادر
- لاباس سافعل هذا انا
- لستَ مضطرا ان تفعل هذا من اجلي
- لقد اصبحتي مسؤولة مني منذ ان وافقت على اسطحابك معي
لاتعلم لما قوله جعل الدموع تنهمر اكثر واكثر من عينيها فهمست
- هذا لطفا منك ولكني لا اريد ان اثقل عليك ليس العمل السبب بل اشعر بالاحباط لما نحن به
- عليكي تخطي هذا قريبا ستتحسن الامور ما ان نصل بلدتي حتى تحل جميع مشاكلنا .. اليوم وجدتُ صعوبة في ايجاد عمل وبقيت طوال فترة الصباح وانا احاول حتى استطعت اخيرا تدبر اموري
- الهذا تاخرت اكنت تعمل
- اجل كان علي ورجلان اخران ان نملاء حمولة خمس عربات ستغادر صباح الغد .. الامور ليست سهلة لذا علينا بالصبر قليلا للننال ما نريد لا تجعلي الاحباط ينال منكي .. جميعنا كنا نعيش حياتا افضل واامن من ما نعيشه الان ولتعدينها عقبة وعليك تخطيها فلا تستسلمي غدا يوما جديد سيقربك من العودة الى حيث تريدين
بداء صدرها يهداء فكلماته ادخلت السكينة الى نفسها كانت بحاجة لسماع هذه الكلمات لتبتعد الغمامة التي جثت على صدرها شخص يتحدث بهذا الشكل لن يخلف وعده لها هذه الفكرة ادخلت الطمأنينتا الى نفسها لتهمس كاسرة الصمت الذي حل وقد عاد للاستلقاء
- كيفن
- اجل
- اشكرك .. على كل شيء
ظهرت ابتسامة خفيفة على اطراف شفتية دون ان يجيبها لتعود لتلتزم الصمت شاردة بافكارها قبل ان تغفوا اخيرا ليمر اليومان التالين ببطء شديد ما بين عملها بالمصنع والعودة نحو النزل وهطول الامطار الذي يتوقف لساعات معدودة قبل العودة من جديد
- انظرن ما يحدث هناك
قالت احد الفتيات وقد غادرن المعمل كالمعتاد بعد يوما مضني لم يتوقفن به عن العمل فنظرت إيلينا الى حيث اشارت الفتاة لترى الناس تتجمع حول شاببن بدأو بالشجار وهمت بمتابعة سيرها الى انها توقفت وهي ترى كيفن يقترب ليخلص الشاب الذي يتعرض للكمات قوية مبعدا الاخرى عنه فتحركت نحوهم بينما حاول الشاب توجيها لكمة تلوا الاخرى نحو كيفن الذي تفاداها وابعد الشاب الاخر جانبا وهو يقول
- دعه وشانه ولا تلمسه مرتا اخرى
- لا تجروء على اعطائي الاوامر
اجابه وهو يعود ليوجه له لكمتا جديدة تفاداها بمهاراة قبل ان يقوم بنفسه بتوجيه لكمة للشاب الذي ترنح وسقط مغشيا عليه ليسرع المارة بالاقتراب وحمله عن الارض فاسرعت نحو كيفن الذي استدار بدوره نحو الشاب الاخر قائلا له
- لاتدعه يستفزك المرة القادمة
- كيفن ( نظر نحوها وهي تصبح بجواره مستمرة بقلق ) لنغادر
هز راسه لها بالايجاب وعاد نحو الشاب الذي يمسح الدماء عن وجهه بكم قميصه مستمرا له
- هل انت بخير
- اجل  .. شكرا  لك
هز كيفن راسه له ونظر نحو إيلينا التي تابطت ذراعه لتجذبه معها وهي تقول
- لنبتعد
- حسنا انا قادم
اجابها وهو يحاول سحب ذراعه منها الى انها احكمت يدها على ذراعه قائلا وهي تسير ليجبر على السير معها
- ليس علينا لفت الانظار الينا ولا الدخول بالمشاجرات
- لقد كان يتعرض للضرب
- ما كان لك التدخل ماذا لو اصبت او اجتمعوا عليك ما كنا لنفعل
- لا يختلف الامر كثير عما كان يحدث بالقلعة لذا ساواجة الامر كما كنت افعل
- اننا نحاول الخلاص لذا
- لذا
- علينا ان نكون حريصين
اجابته وهي تترك ذراعه لتدخل من باب النزل فتبعها وهو يقول
- هل تحسنت امورك بالعمل
- بعض الشيء فالقد اعطتني ثلاث قطع اليوم
بدا عليه التفكير وهي تدخل الى الغرفة ليدخل خلفها قائلا
- قد نستطيع المغادرة قريبا
واستمر نحو السرير ليجلس عليه مخرجا النقود التي بحوزته ليبداء بعدها فاسرعت بتناول ماجمعته ايضا لتضعها مع نقوده قائلة وهي تجلس بجواره
- هل معنا ثمن التذاكر والعربة
اخذا يعد القطع ليبتسم ما ان انتها وهو ينظر اليها ويهز راسه لها بالايجاب مما جعلها تهمس
- اخيرا
- سنعمل غدا وبعده لنأمن طعامنا وبعدها نغادر
- هذا جيد
قالت بارتياح لتتنفس الصعداء مع انتهاء اليوم التالي لتغادر المعمل وتسير برفقة الفتيات عائدة بادراجها نحو النزل لتجول عينيها حيث العربات المتوقفة علها ترى كيفن وهم يمرون امامهم لتتابع سيرها لعدم وجدوه مصغية للفتيات الواتي يتحدث بحماس عن كيفية قضاء الامسية بينما لا يشغلها سوى الوصول الى السرير لترتمي عليه وتتخلص من الانهاك الذي تشعر به توقفت قدميها عن متابعة السير ببطء وعينيها تثبتان على الرجلان الذين وقفا امام باب النزل يتحدثا مع صاحبته لينسل الشحوب الى وجهها فاسرعت بالتحرك جانبا مخفية نفسها بالحائط والتوتر يتملكها بينما تابعت الفتيات السير نحو الباب دون التنبه لها ليستوقفهم الرجلان الذين يرتديا زي رسمي ويحملا البندقية على اكتافهم ليحدثوهم فاسرعت باخفاء نفسها وقد جحظت عينيها ودب الرعب بهما كيفن عليها تنبيه كيفن لقد فضح امرهما عادت لتختلس النظر نحوهم من جديد لترى احد الرجلان يحرك يده مشيرا الى ذقنه ثم شعره ايصف كيفن للفتيات اسرعت بالتحرك وهي تخفي نفسها جيدا لتبتعد سريعا عائدة نحو العربات لتبحث بينها عنه قبل ان توقف احد الرجال قائلا
- ارجوا المعذرة هل رايت كيفن انه يعمل بتحميل العربات هنا
بدت الحيرة على الرجل ونظر نحو اخر قريبا منهم مصغي لحديثها ليقول
- انها تتحدث عن الرجل الجديد
- لقد غادر منذ بعض الوقت
- اشكرك
تمتمت له وهي تتابع سيرها وتضم جسدها بيديها متلفته حولها بقلق شديد لتسير ذهابا وايابا في المكان تبحث عنه دون فائدة أيكون قد امسكوا به شعرت بالوهن من مجرد الفكرة ماذا تفعل ماذا لن تعود الى هناك ابدا لن تسمح لهم بالامساك بها مهما حدث ولكن كيفن .. عادت بادراجها بقلق لتختبىء من جديد خلف حائط المتجر الذي يطل على باب النزل لتختلس النظر نحوه مراقبة خروج احد الرجال الذين يقطنون النزل قبل ان ترفع نظرها نحو نافذة الغرفة المعتمة لو عاد كان اشعل المصباح ام انه تم الامساك به وينتظرون عودتها للامساك بها ابتلعت ريقها بصعوبة وبدا الاعياء عليها ماذا تفعل الان الى اين تذهب اخذت عينيها تتابعان اقل حركة تجري حولها وهمت بالتحرك من مكانها الى انها عادت للثبات فربما كيفن تاخر بالعمل ولم يعد بعد عليها البقاء هنا لتنبيهه اوقد القوا القبض عليه التمعت الدموع بعينيها وهي تشعر بالعجز التام لتنطفض وتنكمش عل نفسها سريعا محدق بالرجل الذي امسك ذراعها بذعر
- هذا انا مالذي تفعلينه هنا
تحولت ملامح وجهها من الذعر على السعادة وهي تتمتم بصوت هامس لايخلو من التوتر
- لم يقبضوا عليك لقد اعتقد انهم قد فعلوا
- من سيقبض علي انا ابحث عنك منذ اكثر من نصف ساعة فالقد عادت الفتيات وانتي لا واعلمنني انك كنت برفقتهم فنتابني القلق
- لم تصادف اذا الرجال المسلحين الذين كانوا يتحدثون مع صاحبت النزل علينا الابتعاد سريعا لقد وصلوا الينا
- رجال مسلحين
- اجل يرتدون الزي الرسمي وتحدثوا مع الفتيات ورأيته يصف لهم شخصا ما ذا لحية
- اهم من القلعة هل شاهدوكِ
- لا اختبات فور رؤيتهم علينا الابتعاد من هنا
بدا التفكير عليه وعينيه تنظران نحو مدخل النزل ثم عاد اليها قائلا
- لقد عدت للنزل بعد الفتيات فقد كانت احداهن تتحدث مع صاحبت النزل عند دخولي وعندما لم اجدك انتظرت لنصف ساعة قبل ان انزل فوجدتها مازالت هناك فسالتها عنك اعلمتني انك عدتي برفقتهم ولكنك اختفيتي فجاة من جوارهم ان كان الرجلان يبحثان عنا لكنت الان بحوزتهم هناك امرا ما غير صحيح دعينا نتاكد اولا
- من ماذا
- من امر الرجلان تعالي
اضافت لها وهو يسير متخطي عنها فاسرعت بلحاقه بتوتر وهي تقول
- علينا الحذر
توقف امام محل لبيع الفطائر ففعلت بالمثل وهي تتلفت حولها ناقلة نظرها بالعدد القليل من الناس المتواجدون بالطريق
- عمتى مساء .. اريد فطيرتان .. ما الذي حدث هنا اليوم فتواجد رجال مسلحون بدا غريبا
- يبحثون عن شخصان
عقصت شفتها من الداخل لقول الرجل وتوترها يزداد بينما بقيت عيني كيفن ثابتتان عليه قبل ان يقول وهو يتناول منه الكيس الورقي
- ماذا فعلا
- سرقا مزرعة فليست وقد رأهم فليست وابلغ عنهما لذا يبحثون عنهم
قدم كيفن النقود للرجل هو يقول بارتياح
- لذا كانا يسألان صاحبت النزل عنهما
- اتقصد روزا انها عمت احدهم لذا اعتقدوا انهم قد يكونا اختبئا لديها
- هذا هو الامر اذا .. شكرا لك
اضاف وهو يتحرك لتسير بجواره وهي تتمتم
- كدت اموت من الخوف للاشيء
اغلقت باب الغرفة خلفها لتستند عليه وترفع راسها الى اعلا متنهدة بعمق بينما توجه كيفن نحو المدفئة لأشعالها ليعود نحوها بعد ان انتها لبقائها في مكانها شاردة بسقف الغرفة ليقول
- مابك
- متعبة .. جسديا .. ونفسيا لم اعد قادرة على الصبر
- مر الكثير ولم يبقى الا القليل ( نظرت نحوه فاستمر ) سريعا ستعودين الى حياتك السابقة
هزت راسها بالنفي وتحركت نحوه لتجلس قرب المدفئة قائلا
- لن تعود ما مر قد مر لقد فقدت ها .. سيدتي ولن تعود لم اعد تلك الانسانة التي غادرت بتراوس لقد تغيرت فقدت شيء من روحي في ذلك المكان
- مجرد ايام معدودة قضيتها هناك ما بال الامر بمن بقي سنوات
- الامر كارثي العاملات شاحبات لاحياة فيهم
- حال الجميع هناك فقد دبت الامراض باجسادهم بسبب الاهمال في علاج المرضى والعمل الطويل المجهد انت لم ترى شيء
- أنت محق لم ابقى الا اياما معدودة ومارايته كان كافيا بالنسبة لي
تمتمت بصعوبة بعد قوله وعينيها معلقتين بعينيه الناظرتان نحو نار المدفئة والارهاق باديا عليه فكيف نسيت انه قضا وقتا طويلا هناك هي قضت عدت ايام وكادت تفقد صوابها تناول الكيس الورقي من جواره وقدمه لها قائلا
- لنتناول الطعام
فعلت بصمت لتسرع بعدها لتندس في سريرها ومهما حاولت ان تسترخي الى ان جسدها كان يرفض ذلك فما ان تغمض عينيها حتى تنطفض لاشعوريا فحاولت الاسترخاء وهي تتنفس بعمق عدت مرات قبل ان تعود لاغماض عينينها لينسل النعاس اليها وتهم بالغوص من جديد بالنوم ال انها سرعان ما انطفضت من جديد وتوترها يزداد والعرق يتصبب من جبينها فنظرت نحو ظهر كيفن المستلقي لتهمس
- كيفن ... كيفن
فتح عينيه قليلا محدقا امامه دون اجابتها وقد اصابه الارق هو الاخر فاقل حركة كانت تصدر منها كانت كفيلة بجعله يستيقظ
- هل انت مستيقظ
عادت للقول وامام الصمت التام الذي كانت تلاقيه امسكت وسادتها وغطائها وغادرة سريرها لتستلقي بجواره بروية وتضع الغطاء على نفسها مما جعله يخفي ابتسامة كادت تطل على شفتيه قبل ان يعود لاغماض عينيه الان قد تغفوا وتتوقف عن التقلب والتنهد .
فتحت عينيها لتثبتا على الوجه الذي امامها قبل ان تتوسعا لتضم شفتيها بقوة مانعة انفاسها من الخروج حتى لا يشعر بها هل علم انها تنام بجواره ام انه يتقلب في نومه تاملة عينيه المغمضتان وانفاسه المنتظمة وهي تتراجع ببطء الى الخلف لتتحرك بروية وهي تتناول غطائها ووسادتها لتعود الى سريرها لا تريد حتى ان تعلم ان علم ام لا فالاحراج الذي تشعر به الان يكفيها رفعت الغطاء لتخفي وجهها به رغم تحديقها بالحائط لا تعلم لم تتصرف بهذا الشكل ولكنها لم تستطع النوم الا بهذه الطريقة فلن تستطيع المتابعة بالعمل ان لم تحظي بساعات النوم الكافيه لا تعلم كم مضى عليها بهذا الشكل قبل ان تكتم انفاسها وهي تسمع صوت كيفن الذي تحرك جالسا هو يقول
- إيلينا هيا انهضى ( ورفع يديه الى اعلا بكسل قبل ان يتحرك واقفا ومحدقا بظهرها وهو يقول ) ستتاخرين عن العمل
وامام عدم استجابتها خطا نحوها لتسرع برفع الغطاء عنها والجلوس قائلا بتوتر
- انا مستيقظة
- اذا هيا اسرعي ( اجابها دون ان يفته ارتباكها فاستمر وهو يتحرك نحو الباب ) سأحضر الافطار
- لا وقت لدي والا لن يدخلوني المصنع ساغادر بعد ان اغتسل
اسرعت بالقول وهي تغادر السرير وتتخطى عنه مغادرة الغرفة فقال وهو يتابعها تتجه نحو الحمام
- تناولي الطعام قبل البدء بالعمل والا لن تتابعي
- ساشتري شطيرة من اسفل
اجابته وهي تغلق الباب على نفسها وتستند عليه لتتنفس بعمق ثم تتوقف لتسعل بسبب الروائح التي تنشقتها فحركت يدها نحو انفها وهي تجول بعينيها حولها لن يمر عليها اسوء من هذا إيلينا اريانوس تستعمل حمامات مشتركه مع سكان هذا النزل هدئي من روعك لم يبقى سوى القليل وتعودين الى حيث تنتمين اخذت تتمتم لنفسها قبل ان تغادر نحو العمل لتجر نفسها مساء نحو النزل لترتمي على السرير سعيا للراحة قبل ان تتحرك نحو النافذة فقد حان له العودة لتشاهده يقف قرب النزل برفقة الشاب الذي تعرض للكم منذ بضع ايام فتحركت لتجلس قرب المدفئة وهي تشعر بالانهاك التام ولكنها سعيدة فغدا يغادرا نظرت نحو الباب الذي طرق وفُتح ليدخل منه كيفن لتهتف عند رؤيتها لحافة شفته المنتفخة وقد سالت منها الدماء وهي تتحرك من مكانها
- ماذا جرى
تخطى عنها متجها نحو السرير ليجلس عليه وهو يقول
- لا شيء ذو اهمية
- شفتك تنزف ( رفع يده ليمسحها قائلا دون اكتراث )
- ستشفى
هزت راسها بياس وتحركت مغادرة الغرفة لتعود وهي تحمل وعاء به القليل من الماء وقطعة قماش اقتربت منه قائلة
- اعدتم لتشاجر انت تعلم انه ليس علينا لفت النظر نحونا
- اتعتقدين اني ساقف مكتوف اليدين عندما يقوم رجلان بمهاجمتي فقط كي لا الفت النظر الي
- بل اعلم انك لا تتوانا عن مساعدة الغير رغم العواقب الوخيمة التي قد تحدث ( قالت وهي تجثو امامه وتقرب قطعة القماش من فمه فتراجع براسه للخلف مبتعدا عنها الى انها استمرت باصرار وهي تقول ) هل نسيت انك قمت بتدخل عند وصولي للقلعة وجراء هذا عملت ساعتين اضافيتين توقف عن الابتعاد انها تنزف ( اضافت بجدية وهي تضع قطعة القماش على حافة شفته لتمسح له الدماء بتركيز بينما تعلقت عينيه بها وهي تستمر ) الم تقلق يومها من ان يقوموا بجلدك
- وما الجديد ( حركت نظرها عن ما تفعله اليه لتقول )
- هذا ما يقلقني استعود غدا باصابة جديدة
- لقد اخذني غدرا والا لما استطاع الوصول الى وجهي ولكن الكمة التي وجهتها له ذاك انهار ازعجته فاراد الانتقام لا تقلقي لا اعتقد انه سيجروء على ان يظهر نفسه امامي مرتا اخرى كما اننا مغادرا غدا ام انك نسيتي
بقيت عينيها معلقتين بعينيه فرفع حاجبيه متسائلا هزت راسها بيأس وتحركت من امامه قائلة
- ستعيش ولكن قد تحصل على تورم بها ولا لم انسى اني اعد الدقائق حتى تطل شمس الغد
رفع يده يتلمس جرحه قائلا
- ساذهب لرؤية السائس الذي سيصطحبنا غدا اتناولت الطعام ام احضر معي
- لا سأوي الى الفراش .. هل كنت حذرا
اضافت وهي تراه يهم بالتحرك نحو الباب مغادرا لتبقى تتامل الباب بعد مغادرته قبل ان تتنهد بعمق وتتحرك لتندس بفراشها دون ان تستطع النوم الى ان عاد ليبادرها
- اما زلتي مستيقظة ( هزة راسها له بالايجاب فاستمر ) نغادر غدا في التاسعة لقد تحدثت مع سائس احد العربات التي تقل الركاب واكدتُ عليه ان لايغادر دوننا
- هذا جيد ( تمتمت مضيفة بهمس ) انا بشوقا للغد
استلقى امام المدفئة شاردا وكلماتها الاخيرة تتردد في عقلة فهو شديد الشوق للعودة للرؤية فيني عاما ونص مضى كيف مر عليها ياترى .
تخطت احدا السيدات وهي تعود نحو الغرفة في صباح اليوم التالي وقد غادرتها نحو الحمام لترتدي ثوبها به وتعود بادراجها لتفتح باب الغرفة لتتوقف قائلا بتلعثم وهي تعود لاغلاقه
- ارجوا المعذرة
والصدمت باديتا على ملامح وجهها لرؤيتها لظهره المليء باثار الجلد وقد كان يهم بارتداء سترته لتبتلع ريقها بتوتر
- لقد انتهيت يمكنك الدخول
تناها لها صوته فعادت لفتح الباب والدخول لتنظر نحوه وهو منشغل بطي البنطال والقميص قائلا
- لنعيدهم الى اصحابهم ( هزت راسها بالايجاب وهي تقترب منه لوضع الثوب برفقتهم بينما استمر ) هل انت مستعدة
- اجل
- هيا بنا
تبعته ليغادرو النزل ليقترب من رجل يجلس على الرصيف ليقدم له كيس القماش الذي يحوي الثياب شاكرا اياه قبل ان يعود نحوها قائلا
- لنذهب من هنا
تحركت برفقته ليقتربوا من العربات المغلقة التي يتحرك بعضها مغادرا بينما تنتظر الاخرى ليلقي التحية على احد الساسة وهو يقول
- متى سننطلق
- انتما اخر راكبان هيا اصعدا لننطلق
اقتربت من العربة لتصعدها ملقية التحية باقتضاب وهي تحدق بالجالسين بحيرة لتجلس بجوار الباب وقد جلست  سيدة في عقدها الرابع امامها وبجوارها امراة اخرى تحمل رضيعا وبجوارهما رجلا ورجلا اخر يجلس على يسارها قرب النافذة فجلس كيفن بينها وبين الرجل لتنظر اليه هامستا والعربة تنطلق بهم
- المكان مكتظ
- الم تصعدي بهذه العربات من قبل
تسأل بحيرة فثبتت عينيها على عينيه لوهلة قبل ان تسحبهما بعيدا وهي تقول
- فعلت ولكن .. لم تكن مكتظه بهذا الشكل
اخذ الرجال بالعربة يتبادلون الحديث ببين الفينة والاخرى وكذلك المراتان امامها بينما اكتفت بالاصغاء وتبادل النظرات عدت مرات مع كيفن دون ان يتحدثا , اخذت تتامل الطريق التي يمرون بها مع مرور الوقت لترخي راسها وهي على وشك ان تغفوا لتعود بسرعة للاستيقاظ متفادية ارتطام راسها بزجاج النافذة المجاورة لها لترمش طالبة من نفسها الاستيقاظ
- اتشعرين بالنعاس
تمتم كيفن وهو يلاحظ تصرفها فنظرت اليه وهي تهز راسها قائلة
- مازال امامنا الكثير
- سنتوقف بعد ساعتين ليريح الخيول ونحصل على وجبة طعام ثم نتابع
- اذا مازال امامنا الكثر
همست وهي تسند راسها من جديد محدقة بالخارج بشرود ما الذي تفعله إيما وإندي رغم انشغال كل منهم بمنزلها وعائلتها الى انها واثقة من انهما افتقدتاها لطالما كانتا شديدتا الحرص عليها ولا تتوانيان عن توجيهها باستمرار وتتغاضيان عن عنادها بعكس اشقائها الذين لايتوقفون عن لومها واتهام والدها بانه اكثر من تدليلها وافسادها مع افكارها هذه غفت من جديد لتعود بعد قليل لتفتح عينيها لتنطفض لاول وهلة وهي تدرك انها قد استندت على من يجاورها لتعود لتهداء وهي تذكر ان كيفن من يجلس بجوارها لتعود لاغماض عينيها وراسها يلامس ذراعه لتغفوا من جديد
- إيلينا
فتحت عينيها على همس كيفن باسمها محدقة بتشوش بالذين يمرون من امامها مغادرين العربة لتستقيم بجلستها بحيرة قائلة
- هل وصلنا
- اجل ( نظرت اليه والمفاجئة على وجهها قائلة )
- هل غفوت ساعتين
هز راسه بالايجاب وهو يبتسم قائلا وهو يتحرك من جوارها بنفس الوقت
- اجل
تابعته وقد غادر العربة ليقف امامها رافعا يديه الى الاعلى يمد جسده قبل ان ينظر اليها قائلا
- ماذا الا تريدين تناول الطعام
اسرعت بالنزول خلفه وهي تحدق حولها والامطار الخفيفة تلامسها لتتبعة الى داخل النزل الذي وقفوا امامه لتتبعه الى الداخل ليجلسوا على احدا الطاولات التي تناثر حولها راكبوا العربات لتجلس امامه وهي تحيط جسدها بذراعيها هامسة
-انحن بامانا هنا
- لا اعتقد انهم سيجرؤون على الوصول الى هنا للبحث عنا
- او انهم يعتقدون اننا تهنا في الجبال
- اجل فليس من السهل تخطى كل هذا
تنهدت بارتياح بينما اقتربت العاملة لتضع امامهم طبقي طعام لتستمر بعد مغادرتها
- ارغب بالشعور بالراحة ولكن لا استطيع بعد ربما حين نصل بلدتك اشعر بالامان اكثر
- لقد اقتربنا لم يبقى الكثير
اجابها بارتياح ولكن نظراته لم تكن كما صوته فقالت
- اهناك ما يقلقك
- بالتاكيد .. لقد اختفيت منذ عام ونص ولا اعلم ما الذي حل بعد مغادرتي
اجابها وهو يبداء بتناول طعامه فاخذت تتناول من طبقها وعينيها تعودان بين الفينة والاخرى نحوه بينما كان يترقب كل حركة تجري حولهم لتتنفس الصعداء وهم يعودون نحو العربة لتنطلق بهم من جديد .
تعلقت عينيها من خلال نافذة العربة بالبلدة التي دخلوا اليها لتسرع بالنظر نحو كيفن وقلبها ينبض بسرعة تعلقت عينيه بنافذة العربة هو الاخر فحركهما نحوها قبل ان يميل براسه قليلا هامسا بجوار اذنها
- لننفصل قليلا عند نزولنا بالمحطة حتى نتاكد انها امنه اتبعيني من بعيد
هزت راسها موافقة وهي تعود لتحديق بالطريق التي يمرون بها وما ان توقفت العربة حتى همت بالتحرك الى ان يد كيفن امسكت بيدها مانعا اياها لتنظر اليه وهو يتحرك من جوارها لينزل قبلها لتبقى جالسة في العربة الى ان غادرها اخر راكب فنزلت خلفه محدقة حولها بارجاء المكان وقد تناثر عددا لا باس به من الركاب فتحركت تبحث عن كيفن لتجده يقترب من شباك التذاكر فوقفت في مكانها تجول بنظرها حولها بحرص قبل ان تقترب من بعض السيدات الواقفات بانتظار الصعود الى القطار لتقف مجاورة لهم ومازالت عينيها تتاملان ما يحدث حولها ثم تعودان نحو كيفن الذي ابتعد عن شباك التذاكر ووقف يتأمل ما حوله قبل ان يتقدم باتجاهها ويقف على بعدا امتارا منها لتبقي عينيها عليه لدقائق قبل ان يحرك راسه لها ان تتبعه ففعلت ليصعد الى القطار صعدت خلفه ليتجه الى المقاعد في مؤخرة القطار ليجلس على احداها فاقتربت منه لتجلس بجواره بجانب النافذة متاملة ما بالخارج بينما بقيت عينيه تراقبان الناس التي تصعد
- متى سينطلق القطار
- بعد قليل
- اننا بأمان اليس كذلك ( لم يجيبها على قولها وقد بدا توترها واضحا فعادت لتمتمة ) اننا كذلك
- لن يستطيعوا شيء هنا ليس امام جميع هؤلاء الناس فلا تقلقي
ولكن كيف لها ان لاتفعل ان اعصابها تلفت من الترقب فتنفست الصعداء والقطار يبداء بالتحرك لتبتسم بتوتر وتتوسع ابتسامتها وهي تنظر نحوه قائلة بحماس
- ها نحن نبتعد .. اخيرا 
- اننا كذلك
تمتم والتفكير باديا عليه بينما عادت نحو النافذة والقطار تزداد وتزداد سرعته لتتزايد نبضات قلبها معه ليمر الوقت ببطء وهي تترقب وصولهم بينما مد كيفن ساقية امامه مسترخي بجلسته ليعقد يديه معا مغمضا عينيه محاولا النوم دون فائدة فعقله لايتوقف عن العمل عاد لفتحهما محدقا امامه بشرود قبل ان يعود نحو إيلينا ليجدها شاردة بدورها .
تنفست الصعداء وهما يتحركان لمغادرة القطار عند توقفه 
ليقتربوا من احد العربات المتوقفة ليصعدوا بها وتنطلق بهم فظهرت ابتسامة على وجه كيفن وهو يقول 
- كدنا نصل
- اين تقطن
- بمنزل ورثته عن والدتي ( اجابها واستمر بارتياح ) تقطن به خالتي وزوجها .. وهما من يقوما بتدبر امور المنزل
- اذا ستكون الامور على مايرام ان كانا مازالا يفعلان ذلك
- لطالما فعلا انه كمنزلهم  .. توقف .. هاقد وصلنا
طلب كيفن من السائس ليترجل ما ان توقفت العربة لتنزل خلفه وتقف بجواره محدقة بمجموعة المنازل المتجاورة التي امامها لتتحرك برفقته بالطريق الترابية التي توئدي لهم وهي تقول
- ايها منزلك
- ها هو
اجابها وهو يتحرك ليفتح البوابة الخارجيه الصغيرة والملتصق بسور حديدي قصير ليدخل منها فتبعته وهي تحدق بالمزروعات المنزلية التي تحيط بالمنزل ليقتربا من الباب الاساسي ليتنفس الصعداء وهو يصعد الادراج القليلة ليفتح الباب ويدخل لتتبعه بينما تجمدت المرأة التي في الداخل والتي كانت تهم بالتحرك نحو باب المطبخ لتهتف لرؤيتهما متفاجئة
- من انتما وكيف تدخلون دون استئذان
- هذا انا الم تعرفيني ( تسال كيفن بابتسامة فعقدت المراة الممتلأت الجسم والتي تجاوزت عقدها الخامس والخمسين حاجبيها ممعنة النظر بكيفن الذي فتح ذراعيه لها وهو يستمر امام تجمدها ) هذا انا ما بك
- رباه كيفن اهذا انت بحق الله هذا انت انه انت
هتفت بينما اقترب لإحتضانها بمحبة وهو يستمر
- خالة بيث كيف انت لقد اشتقت لك
- دعني ارى هذا انت حقا ( قالت وهي تحتضن وجهه بين كفيها ممعنة النظر به ومستمرة ) بحق الله اين اختفيت كل هذا الوقت ولما انت بهذا الشكل انت لا تشبه نفسك حتى ولما اصبحت نحيلا هكذا ما الذي جرى لك اقسم اني لم اعرفك ( اضافت وهي تنقل نظرها عنه نحو إيلينا وتعود نحوه مستمرة والصدمة مازالت عليها ) اين اختفيت لقد بحثنا عنك كثيرا
- انها قصة طويلة اين خالي ..توقف عن المتابعة محدقا بالباب الذي فتح واطل منه رجلا مسن توقف في مكانه محدقا بحذر بهما قبل ان ينظر الى زوجته وهو يهز راسه متسائلا
- الم تعرفة انت ايضا
بدا الحذر على الرجل بينما عقدت إيلينا يديها وهي تراقب ما يحدث
- كيف انت خال جو
امعن الرجل العجوز بيكفن وهو يتحرك نحوه متسائلا ببطء
- لا احد يناديني خال جو الا كيفن
- انه هو مابك جورج انه هو 
 زوجته بسعادة وعينيها تدمعان فتحرك كيفن نحوه وهو يقول 
- انه عاما ونصف فقط هل نسيتني
حياه جورج بمحبة وهو يبتسم ويربت على ظهره قائلا
- قلت لكم انه سيعود الم افعل ( وامعن به مستمرا ) كنت واثقا من عودتك واعلمتهم انك ستعود .. ولكن ( وابتعد عنه متاملا اياه وهو يستمر ) لما انت بهذا الشكل ( ولمح إيلينا مستمرا وهو يعود اليه ) اما سمعناه صحيحا اذا
- والذي هو
- فيما بعد عزيزي دعهما يرتاحان اولا ويتناولان الطعام ثم نتحدث بالكثير
- كيف هي فيني
تسال وهو لا يطيق صبرا للذهاب لرؤيتها فتبادل جورج وزوجته النظرات قبل ان تسرع بالقول
- انها بخير .. هيا تقدما الى المطبخ لنتناول الطعام اولا
بدا التفكير على كيفن ولم يفته تصرف خالته التي اشارت نحو إيلينا طالبة منها التقدم فتنبه كيفن لها قائلا
- انها إيلينا عرجت الى هنا برفقتي قبل ان تتابع حتى رتراند
- اليست من تركت فيني من اجلها اذا
- جورج ليس الان ( اسرعت زوجته بالقول بينما قال كيفن )
- اهذا ما يعتقدونه هنا اني تخليت عنها من اجل امراتا اخرى
- اجل اليس هذا ما فعلته
- هل ابدوا لك بحال جيدة واني كنت استمتع بحياتي
اجاب جورج الذي تأمله بينما تساءلت بيث
- ما الذي حدث لك
- ساحدثكم بكل شيء بعد تناول الطعام إيلينا اقتربي
تبعتهم الى المطبخ لتجلس حول الطاولة الصغيرة التي تحيط بها اربع من المقاعد الخشبية لتاخذ بيث بوضع الطعام على الطاولة بينما تنهد كيفن بعمق محاولا الشعور بالراحة ولكن هذا مالم يحدث فاخذا يتناول طعامه بصمت لتكسر بيث الصمت وهي تقول لايلينا
- تناولي من هذا انه لذيذ
- اشكرك
قالت بود وهي تفعل بينما لم تفارقهما عيني جورج الذي اخذا ينظر اليهما بين الفين والاخرى وما ان انتهوا من تناول الطعام حتى اخذت إيلينا تساعدها بنقله عن الطاولة بينما قال جورج
- هل علمت بما حدث هنا بغيابك
- لا .. اتذكُر عندما غادرت نحو شارون لاحضار بعض الحاجيات
- اجل .. قبل اسبوعا من زفافك
- ذهبت لملاقات احد التجار ( هز جورج راسه بالايجاب بينما عادت إيلينا للجلوس في مكانها وهو يستمر ) كان الامر مجرد فخ ما ان وصلت الى هناك حتى تم تخديري
- وكيف حدث هذا ولما يفعلون بك هذا ( اسرعت بيث بالقول باستنكار )
- لابد وانهم وضعوا شيء بشرابي لاني غبت عن الوعي تماما ولم استيقظ الا وانا بالقلعة
- القلعة ( تسال جورج بحيرة مستمرا ) اين تقع
- قرب الحدود الشمالية
- رباه كيف وصلت الى هناك
- بل لتقولي كيف استطعت المغادرة فمن يدخل الى ذلك المكان لا يغادره
- لا افهم هل هو سجنن ما
- اسوء
قالت إيلينا مما جعلهما ينظران نحوها فقال كيفن
- هربت إيلينا برفقتي من هناك انها محاولتي الثانية وشكر لله اننا استطعنا النجاة
بدت المفاجئة على وجه بيث وجورج قبل ان تقول
- الجميع كان يعتقد انك غادرت من تلقاء نفسك لعدم رغبتك باتمام ارتباطك بفيني
- كيف هي ( بدت بيث عاجزة عن الحديث لاول وهله قبل ان تفعل ببطء وتفكير )
- انها بخير .. الان ... اختفاءك سبب لها القلق والكأبة والناس لم تدعها وشأنها وهم ينشرون انك تخليت عنها و ... انها افضل الان افضل بكثير
- علي رؤيتها ( قاطع بيث قائلا وهو يهم بالتحرك فاسرعت بالقول )
- لا تفعل انها
عاد ببطء للجلوس بمقعده محدقا بوجه خالته قبل ان ينقل نظره بينها وبين جورج متسائلا وقد شحب وجهه وهو يقول
- لما لا افعل
- لقد .. انها .. لقد تزوجت
اغمض عينيه ببطء وعاد بجلسته للخلف مسندا ظهره بظهر المقعد قبل ان يفتحهما محدقا بالوجوه التي تنظر اليه وهو يخرج نفسا عميقا من صدره بينما عقصة إيلينا شفتها من الداخل قبل ان تسحب نظرها عنه الى اصابع يديها المسترخيات امامها على الطاولة لتشبكهما معا
- تزوجت .. م .. متى حدث هذا
- منذ عاما مضى
ثبتت عينيه على بيث دون ان حراك متمتما
- منذ عام اي انها انتظرت عودتي عدت اشهر فقط قبل ان ترتبط بغيري
- لا تلم الفتاة فالقد تعرضت للحرج الشديد والناس لم تدعها وشأنها وعيون الشفقة تتابعها لتخليك عنها قبل الزفاف بعدت ايام
- تبا لم اتخلا عنها لم افعل لقد اجبرت على هذا هناك من اوقع بي ( هتف بحدة وهو يتحرك بعصبية مستمرا وهو ينظر حوله بتوهان ) لقد تم الايقاع بي .. بمن ارتبطت
عاد للاضافة وهو يحدق بجورج وبيث الذين تبادلا النظرات قبل ان تقول بيث
- نيكولاس
بدت الصدمة على ملامح وجهه وقد ثبتت مقلتيه وهو يمعن النظر ببيث قائلا دون تصديف
- نيكولاس ويسنت
هز جورج راسه له بالايجاب فحرك كيفن يده مشيرا نحو باب المطبخ الموئدي الى الخارج وهو يقول
- تريدون اعلامي ان فيني تزوجت نيكولاس صديقي الذي يقع منزله بجوار منزلي